رواية لـيـل الفصل الثاني بقلم مشيره محمد

رواية لـيـل الفصل الثاني بقلم مشيره محمد

رواية لـيـل البارت الثاني بقلم مشيره محمد

لكل منا نقاط ضعف ولكل منا أحلامه

ويا لسوء الحظ إذا علم أحدهم بنقاط ضعفنا ويا ويلاتاه إذا كان بيده تحقيق أحلامنا. حينها لن تجد لك مخرج من بين مخالبه. فإن أسعدك الحظ وأعطاك القَدر طوق نجاة فتمسك به.

_شعور تيم أصبح واضح لديه وأصبح يعلمه جيدا إنه يريدها. لحظه! هل قال يريدها؟

نعم يريدها ويعشق النسيم الذى ياتى من خلال أنفاسها منذ ذلك اليوم وهو يشعر أنها ذات أهميه كبيرة فى حياته.

( فـلاش بـاك )

خرج صافعاً خلفه باب مكتبها بقوة وعاد إلى مكتبه ليستأنف عمله من جديد ولكن دائما ماتأتى فى مخيلته ملامحها الحزينه فيشعر بضيق يعتلى صدره.

على مدار اليوم وهو يقاوم الذهاب إليها مرة أخرى ليبدى ندمه على ما إقترفه بحقها ولكن هيهات يا قلب فالغلبه إليك.

طرقات خفيفه على باب مكتبها فأذنت للطارق فأذا به يقترب منها دون النطق بحرف واحد.. فقط ينظر إليها وسؤال يتردد بداخله متى؟ وكيف؟ ولماذا؟

أفاق من شروده على صوتها الملائكي

_خير يا أستاذ تيم فى حاجه نسيت تقولها

_أسف بجد أسف إنى إتعصبت كدا أتمنى تقبلى أسفى انا بجد بحترمك جداً وبقدر شغلك لأنه فعلا يستحق التقدير.

ويمكن تعصيبى ده لانى ما إتعودتش منك على أخطاء فى شغلك من وقت ما إشتغلتى معانا

حالة من الخجل والدهشه فى نفس الوقت إنتابتها فهبت واقفه تحاول العثور على كلمات مناسبه لذلك الموقف.

_ إعتذارك مقبول يا أستاذ تيم وصدقنى انا كمان لما راجعت الترجمه مره تانيه ماصدقتش إنى أكون غلطت الغلط ده فبعتذر.

_وارد جدا كلنا نغلط فاماتعتذريش وياريت تاخدى بالك لان الغلط فى الحته دى مش ببلاش

_حاضر وأسفه مره تانيه.

عاد تيم إلى مكتبه ولكن عاد شخص غير مكتمل فقد سلبته روحهُ وعقلهُ وقلبهُ

(بـاك)

_اخذ يحدث نفسه ويسألها كالمجذوب أو كمن مسه جنٌ عاشق!!!

_إيه ياتيم إيه يإبنى إعقل وإهدى شويه البت خام ومش قدك.

_وأنا عملت إيه يعنى؟

_عملت كتير. رايح جاى على مكتبها بحجج مايصدقهاش عيل صغير

_غصب عنى ببقى هتجنن وأشوفها أو أتكلم معهاولما أشوف اللى إسمه عز ده عندها أو هى عنده بتجنن.

_إنت عبيط يأبنى دا شغلها.

_لالا شغل إيه دا اللى يخليه يتعامل معها بالشكل ده وطريقته مش مريحه خالص و بيتقرب منها على طول

_إنت بس اللى مأفور علشان عينك منها.

_لا مش أفوره عز بيتصرف معاها كأنه المسؤل عنها المصيبه بقا لتكون هى عندها أى شعور ناحيته

_طيب إيه ياتيم هتفضل تكلم نفسك كده كتير؟

أنا لازم أعمل حاجه أو حتى أقولها عن شعورى ناحيتها واللى يحصل يحصل.

ولكنه ومع كل محاولاته والفرص التى أُتيحت له لم يستطع أن يصارحها لا يعلم أهو خوفٌ من رد فعلها أم ماذا؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سؤال جال بخاطرها قبل أن يتفوه به لسانها

ماذا لدى لاقدمه له ولكن إن كان بإستطاعتها شئ تقدمه فلن تتوانى لحظه واحده.

_طبعا لو أقدر مش هتأخر حضرتك ليك جمايل كتير فى رقبتى

_ماتقوليش كدا إنتى غاليه اوى عندى وأى حاجه عملتها معاكى دا واجب عليا ناحيتك. ليل إنتى حد مميز أوى عندى.

المهم ياستى تعالى اقعدى و انا هشرحلك وأفهمك كل حاجه.

أنا مُساهم فى مستشفى إستثمارى كبير وعايزك معايا أهو منه تدريب ليكى وتكونى فى مكان يليق بالدكتوره بتاعتنا إيه رايك؟

_بجد يا مستر عز يعنى انا هتدرب فى مستشفى كبيره بجد وليها مكانتها؟

ولكن تذكرت انها هى فقط المستفيده من هذا القرار فما المساعده التى ستقدمها له

_مره تانيه بتحاول تساعدنى بحجة إنك محتاجنى التدريب فرصه ليا أنا حضرتك مستفيد إيه

_بصى يا ليل فى المقام الاول هو تدريب ليكى وأعتقد ده مهم جداً لطلبة الطب لإكتساب خبره.

لكن كمان أنا محتاج حد مكانى هناك ويكون على درايه بالمهنه إنتى عارفه إنى مش دايما متواجد هناك

كمان ياليل معايا مش بس هتتفرجى وتدربى لأ إنتى كمان ممكن تمارسى مهنتك بعد فتره بسيطه جدا لو أثبتى كفاءة وطبعا دا تجاوز مسموح بس لــ .....

ثم إقترب منها ومن ثَمَ أحاط كتفيها بكفيه

وأعاد كلمته بصوت هامس مرةً أخرى

تجاوز مسموح بس للى بحط كلى ثقتى فيهم وأنا مطمن. تجاوز بيحصل للى بلاقى راحتى فى وجودهم معايا

وفـ قربهم منى زيك كدا يا ليل

_هل شَعرُ برجفت جسدى؟ هل سمع صوت دقات قلبى؟ يالله ما هذا الشعور؟

أسئلة كثيرة جالت بخاطرها وشعور جديد إجتاحها بسبب لمساته تلك وهمساته لها ونظرته التى شعرت بأنها تحتضنها

_أفاقت ليل من حالتها فأفلتت حلها من بين يديه وتراجعت للخلف قليلا ولكنها لم تقوى على الكلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عدت أيام على وصول الشحنه الى المكان المراد وصولها إليه وكما تم تصديرها تم إستيرادها فما أكثر ضعاف النفوس ومحبى المال.

فى فيلا عز الذى ينتظر خبر وصول الشحنه

فقد تأخرت عن موعد وصولها.

نظر إلى هاتفه الذى أعلن عن وصول إتصال

من أحد رجاله.

_الو. أيوه يا عادل

_كله تمام يا باشا

_تمام إزاى بعد التأخير دا كله

_ياباشا الراجل بتاعنا اللى هنا فى المينا إتأخر فى وصوله لينا بس دا عادى لانه بيأمن المكان

بس اللى مش عادى ومش فى صالحنا فعلا الدكتور اللى من وقت ما وصلنا هنا بالطياره قبل وصول الشحنه وهو تعبان ومقضيها نوم وطبعا دا كمان إتسبب فى عطلة تانيه

_عارف إنه مابقاش ينفع هانت خلاص هنبدله قريب هو خلاص كبر وكفايه عليه كدا.

_ياريت يا عز باشا لان الموضوع بقا يخوف جدا وشغلنا دا محتاج خفه وإحترافيه والجد مش بيسمح بأى تهاون. وعلى فكر أنا فهمت من الكلام إن الجماعه عايزين شحنه تانيه قريب

_شحنه تانيه منين هما فاكرين إننا بنلاقيهم بالسهل كدا

_والله دا الكلام اللى فهمته

_طيب المهم قولى حصل مشاكل وقت التسليم؟

_لا كله تمام ثم أضاف بضحكه ساخره. والبضاعه بتتفرز دلوقتى كل نوع لوحده

_طيب تمام فتح عينك كويس مش عايزين مشاكل مع الجِد فاهم

_أوامرك ياباشا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_(من يسأل يكون أحمقاً لدقائق و من لا يسأل يبقى أحمقاً للأبد).

ها هى قد اصبحت تعمل بالمشفى وتتلقى الرعايه والاهتمام من الجميع بفضل توجيهات عز للجميع وإظهاره أهميتها بالنسبةِ له. ولم تتسائل ولو مره واحده لما كل هذا الاهتمام.

_طرقات على باب مكتبها فإذى بإحدى الممرضات تبلغها بطلب عز لها

_صباح الخير يامستر عز حضرتك طلبتنى؟

_تعالى ياليل اقعدى

( لتعرف عقل رجل إستمع إلى كلماته. فهل لها أن تعلم مابعقله ؟ وما بداخله؟

إذا عليها أن تستمع اولا وياليتها تعرف)

_انهرده هتدخلى غرفة العمليات مستعده

تفاجأت ليل من قراره هذا ولكن لاتنكر فرحتها ورهبتها فى نفس الوقت

_أنا؟ وعمليات؟ إزاى

_إزاى دى لانك دكتوره ودا الطبيعى وبعدين أنا وعدتك إنك هتبقى غير ياليل إفهمى الفرصه اللى بديهالك دى فى مليون غيرك يتمناها أنا عايزك تكبرى والطب العملى مايقلش أهميه عن النظرى المهم تكونى مستعده ها قولتى إيه؟

_لم تكن ليل فى حالة تسمح لها بالكلام فقد وضع هذا الرجل كل ما كانت تتمنى وتظنه مستحيل بين يديها وبالمقابل أخذ قلبها وعقلها فهى لاتقوى إلا على طاعته

فأجابته بإيمائه بسيطه وهى تنظر له _جاهزه.

_وأنا واثق فيكى يا ليليى

قالها وهو يقترب منها ويقابل نظرتها بنظره أقوه فقد علم مدى سيطرته عليها ومدى إستجابتها له.

_أصبحت ليل فى غضون عدة أشهر متمرسه بشكل كبير بسبب عدد العمليات التى شاركت فيها بأمر من عز وأيضا بفضل مساعدة الكثير من أطباء المشفى لها

فهم ايضا يقومون بشرح كل ماتحتاجه نظرياً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

_(كم هو مؤلم أن أحتاج لك ولا أجدك وأن أشتاق لك ولا أحادثك وأن أحبك وأن لا أكون معك)

_منذ أنا تركت ليل الشركه تبدل حاله فاصبح الحزن رفيقه ونسىَّ العالم بأكمله بغيابها.

يجلس بإحدى المقاهى شارداًحزيناً.

إقترب منه صديقه يوسف فهو أقرب شخص لديه. جلس أمامه وهو فى حالة تعجب من هيئة صاحبه وسأله

_تيم إنت عامل فى نفسك كدا ليه؟

وقاعد هنا ليه أصلا وسايب شغلك؟ وإيه الحاله اللى إنت فيها دى؟

_(بتحبه يا يوسف)

قالها تيم بنبره حزينه وصوت مختنق بالبكاء

_مين دى اللى بتحبه وهو مين اللى بتتكلم عنه؟

_ليل. ليل يايوسف. ماكنتش عارف إنى بحبها كدا من وقت ماسابت الشركه وانا تايه مش عارف أعمل إيه بس اللى شاكك فيه وخايف يكون صح إنها بتحبه

_تيم إهدى كدا وفهمنى لأنى مش فاهم حاجه منك غير إنك وقعت وماحدش سمى عليك. بقا تيم اللى حياته كباريهات وبنات ليل ونهار ولا بينشغل بحد فيهم يبقى ده حاله؟

إحكيلى يا إبنى وقولى إيه اللى صابك

_قص تيم على يوسف قصته مع ليل من البدايه وحتى تَركيها للشركه وذهابها للعمل بالمشفى

_اللى بتقوله دا ياتيم مش معناه إنها بتحبه ودى عز قدمه ليها ده فرصه لو جت لاى بنت مش هتسبها وبعدين إنت ليه ماصرحتهاش بحبك ده قبل كدا وليه ماروحتش ليها المستشفى مثلا وإتكلمت معاها؟

_مش عارف. مش عارف يا يوسف

_يعنى إيه مش عارف؟ انت لازم تقولها علشان لو فى حد بحياتها سواء عز أو غيره فتلحق نفسك وتبعد وتنسى.

_تفتكر هينفع أنساها؟ هقدر؟ انا مش عارف إزاى سيطرت عليا وملكتنى كدا.

_تيم أنت لازم تكلمها وماتفكرش كتير..

لو فى فرصه إنهرده إنها هتبقى ليك بكره الفرصه دى ممكن تروح لأن أكيد فى حد هيدخل حياتها مش هتفضل كدا دا لو ماكنتش فعلا مرتبطه بحد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بفيلا عز يعلن هاتفه عن وصول رساله نصيه

تؤكد على ضرورة حضوره فى غضون أربعٍ وعشرين ساعه

قرأ الرساله وقام بحزفها كالمعتاد وقام بالاتصال بمديرة مكتبه لتقوم بحجز الطائره غدا. ثم إتجه قاصدا طريقه للمشفى

ومنه قاصدا مكتب ليل

دق الباب ثم قام بفتحه ودخل وعلى وجهه علامات الضيق مما أثار فضولها

_فى حاجه مضايقه حضرتك؟ شكلك زعلان