expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية أحببت فريستي الفصل 29/30 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده

 رواية أحببت فريستي الفصل 29/30 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده 

رواية أحببت فريستي الفصل 29/30 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده 

_ هروب _

  _ 29 _

ما ان توقفت السيارة أمام ذلك المنزل الغريب الذي تراه لأول مرة ويقف في منطقة نائية عن البشر ، أسرعت لتفتح باب السيارة وتركض قبل أن يفتك بها لتشعر بذراعيه يلتفان حول خصرها ويرفعها عن الأرض صرخت بهلع وقد تجمدت الدماء بعروقها :


- يوسف...خلينا نتفاهم...ابوس ايدك بلاش تهور ! 


أجابها بتهكم وهو يدلف بها الي ذلك المنزل وهي تتلوي بعنف بين ذراعيه :

- تهور ! انتِ بذات متتكلميش عن التهور دانتي طلعتي مهبوشة وانا مش واخد بالي ! 


صرخت بألم حين القي بها ارضاً لكن اختفي صوتها حين رأته يخلع سترته ويرمقها بتوعد لتطلق العنان لقدميها وتهرع لتختبئ بأحد الغرف وتغلق الباب بسرعة ونبضاتها تتعالي كالطبول! ليصيح بها بعصبية من خلف الباب :


- افتحي يا بنت السويفي ! وديني مانا عاتقك ! رايحة تتجوزي وانتي علي زمتي ؟! للدرجادي معادش فيكي عقل ؟!.


انقبض قلبها لتصيح بتوتر غاضب :

- متقولش علي زمتي انت طلقتني ولا نسيت ؟! 


ابتسم بتهكم قائلاً :


- لا هو الحلوة متعرفش ان في شهور عدة ؟! وان طلاقك رجعي علشان طلقة اولي ؟! وان انا ممكن اردك ومن غير اذنك كمان ؟  اصدمك ؟ انا عملت كده فعلاً رديت بعد طلاقنا بكام يوم بس علشان عارفك دماغك جزمة مرضتش اقولك الا لما تهدي ونعرف نتفاهم علشان مترجعيش تجيلي بحقوق المراءة وازاي ترجعني غصب عني ! 


بهتت بصدمة فما كانت ستفعله أقرب للجريمة! فقط الأن انتبهت لفداحة خطأها لتنظر الي فستانها الأبيض بصدمة وهي تضع يدها علي فمها...ترقرقت الدموع بعينيها فهل أعماها الانتقام لتلك الدرجة! وكأنها استيقظت من حلم للتو! 


وبالخارج استغرب صمتها ولا يدري كيف شعر انها صدمت بخطائها للتو! ليهتف بهدوء نسبي متجنباً عقابه لفعلتها لوقتِ اخر فهو خير من يعلمها ويعلم الي أين قد تصل حالتها :


- ميرا...اهدي وافتحي الباب ! مش هعملك حاجة بس اخرجي وخلينا نتكلم !


وبالفعل فتحت الباب ليصدم بهيئتها فقد فسدت زينتها قليلاً بسبب تلك الدموع المنسابة علي صفحة وجهها وتلك الأعين المنصدمة فكانت أقرب لطفلة تائهة! ليقترب وعلي حين غرة سحبها لأحضانه لتتشبث به بقوة هامسة بنشيج مصدوم بنبرتها الخافتة :


- انا كنت هعمل ايه ؟! لو مكنتش جيت كان ايه الي هيحصل! 


أغمض عيناه بقوة ليستدعي هدوءه فيبدو انها تعود لتلك الحالة التي أتتها مسبقاً ليقول :


- مكانش هيحصل حاجة...المأذون أكيد مكانش هيرضي يكتب الكتاب...وانا كده ولا كده كنت هعرف وهوقف الموضوع !


ابتعدت عنه هامسة ببكاء :


- انا والله مش بحبه ومش عايزاه انا بس...كنت عايزة اضايقك ! بس بس...والله مكنتش هخليه يلمسني وكنت هطلق بعد كام شهر ! 


سقطت علي ركبتيها لينحني ويجلس جوارها جاذباً رأسها لصدره قائلاً بنبرة هادئة :


- عارف انك كنتي متضايقة مني وحقك بس كان لازم تسمعيني الاول انتي غلطتي وانا كمان غلطت لما مقولتش اني رديتك علي الاقل مكناش وصلنا لهنا ! 


تعالت شهقاتها وكأنها ستخترق صدره من شدة بكاءها لتهمس بتأنيب لنفسها :

- أنا وحشة صح ؟ وبغلط كتير ؟! 


ليجيب بلطف عكس النيران التي تعتمر بصدره :


- لا انتي مش وحشة يا حبيبتي...كلنا بنغلط ومحصلش حاجة انا لحقيتك ! 


لتهمس بشرود وكأنها ليست واعية وهو يدرك انها ستنسي كل ما قالته حين تفيق! :


- بابا كان معاه حق...قالي اني وحشة وكل الناس هتسبني وهتكرهني...ماما سابتني و كل الناس سابتني حتي انت هتسبني صح ؟! 


هربت دمعة من ألمه لحالتها التي تزداد سوءاً ليهمس بألم :


- أنا عمري ما هسيبك...مهما عملتي ! انتي أحلي واطيب واحدة عرفتها...انتي حبيبتي ! 


لتعود وتهمس بتلك النبرة الشاردة :


- انا بحبك...لا بكرهك علشان انت ضحكت عليا ! 


صمتت بعدها ليشعر بأنفاسها تنتظم ليدرك انها سقطت في سبات عميق كعادتها هروباً من كل شيء! لينهض ويحملها ويتجه بها نحو أحد الغرفة ويدثرها جيداً ويستلقي جوارها ضاماً جسدها اليه وقد اتخذ قراره ان يجعلها تري طبيباً بشأن حالتها التي تزداد سوء بمرور الأيام شعر بنغز في قلبه لمشاركته ولو بنسبة صغيرة في آلامها وحالتها تلك فهما تدعي من قوة هو يدري ان خلف هذه القوة حطام امرأة حطمتها الأيام وتركتها هشة...ضعيفة...وقوتها ما هي الا قناع لأوجاعها وضعفها وهذا القناع بدأ في التصدع ومن يدري متي سينكسر! 


                *****

طلت بزرقواتيها لتجد نفسها في ذلك المنزل وتدفقت الاحداث علي رأسها لتتذكر خطفه لها بالأمس  لتشتعل عيناها بغضب وكادت تنهض ولكنه قاطعها بدخوله حاملا انواعا من الجبن والعصير وهو يهتف بابتسامته الساحرة :


- صباح الفل يا ميرو كويس انك صحيتي انا لسه كنت جاي اصحيكي علشان نفطر سوا !


نظرت له بغضب فكيف يتعامل كأن شيئاً لم يكن وفجأة اطاحت بكل ما بين يديه علي الارض وتهتف بحده :


- مش عايزه من وشك حاجة..! 


اشتعلت عيناه بغضب ليضع يديه خلف رأسها ويجذبها اليه لتضحي قريبه من وجهه وانفاسه الغاضبة تلفح وجهها بقوة لينظر لها بغضب وهي تبادله نظرات الغضب والتحدي التي تخفي ورائهم خوفا كبير وقلب يرتجف من مظهره الغاضب هتف من بين اسنانه :


- ياريت متختبريش صبري وتخليني اوريكي الوش التاني لان صبري قرب ينفذ..! كفاية اني لسه محاسبتكيش علي عملتك السودا ! 


هتف بجملته الأخيرة وتلقائيا جذبته شفتيها المرتعشتين بشده فلم يفكر كثيرا فانحني واخذها في قبلة عميقة وقلوبهم تخفق بجنون حتي ابتعد اخيراً ليهتف وهو يلتقط انفاسه ويسند جبينه الي جبينها :


- انتي بقيتي الهوا الي بتنفسه حقك تزعلي مني بس انا هفضل وراكي لحد ما تسامحيني وترجعيلي يا مزتي ...! 


 قال كلمته الأخيرة بابتسامة عابثة وهو يغمز لها و لم ينتظر ردها تركها مصدومة تحت تأثير قبلته وكلامه المعسول وغادر الغرفة...


                *****

لم تبرح غرفتها حتي المساء حتي لا تلتقي معه فهي تخشي ان تخضع لعشقه الجارف ولكن لا والف لا فهي ميرا السويفي قطع سيل تفكيرها صوت معدتها فهي لم تتناول شئ منذ الصباح قامت علي مضض وقررت النزول لأسفل وتناول شئ خفيف وهو نائم ولن يشعر بها , نزلت الي الاسفل صدمت بنوم "يوسف" علي الاريكة في هذا الجو البارد فاقتربت منه لتسمع همهمات ضعيفة صادره منه لتضع يدها علي جبينه لتبتعد فجأة فهو يشتعل من الحرارة يبدو انه اصيب بحمي عالية لم تفكر كثيراً لتندفع لتحضر ماء بارد وقطعة قماش لتضعها علي جبينه وتلتقط هاتفها لتتصل بالطبيب فوراً.........


               *****

- انا إدتله حقنه خافضه للحرارة بس لازم يتحط تحت مياه سقعه لمدة 10 دقايق علي الاقل علشان حرارته ترجع طبيعية...


هتف بها الطبيب وهو يدون لها بعض الادوية التي يحتاجها 


- متشكرة يا دكتور تعبتك معايا !


-ولا يهمك يا مدام ميرا...


قالها وانصرف لتقف تفكر بحيرة كيف ستضعه تحت ماء بارد فحقاً عضلاته ضخمة وهي لا تضاهي نصف قوته حزمت امرها واتجهت اليه لتهتف بهدوء وهي تضع يده حول رأسها وتسندها الي كتفها :


- يوسف معلش حاول تساعدني بس علشان تاخد دوش ! 


فتح عيناه قليلا وهو بين النوم واليقظة وبدأ ينهض معها بتعب وضعف , وصلت به أخيراً بعد عذاب ومشقة وحاولت جعله يجلس في المغطس لتفتح المياه الباردة عليه لينتفض بفزع,  فتقترب لتهدئته لتفاجئ به يضمها اليه وهو يبدو غير واعي ويهتف بضعف ووهن :


- متسبنيش انا بحبك..!


اتسعت عيناها لما قاله وهي تعي صدق مشاعره  خفق قلبها بجنون سيطرت علي مشاعرها وظلت واقفة بين احضانه والمياه تنهمر بشده فوقها , اوقفت المياه بعد عدة دقائق واخرجته بصعوبة بالغة وهو يترنح حتي وصلت الي الغرفة غيرت ثيابه ووجنتيها تكاد تنفجر من شدة الخجل علي الرغم من انه نائم وغير واعي ودثرته جيداً لتستلقي بجانبه بتعب وانهاك وتغط في سبات عميق...........


                *****

ولج برفقتها الي المنزل كالعادة فمنذ تلك الليلة قرر الا يحضر الا برفقتها حتي لا يتسنى فرصة للأخيرة أن تكرر فعلتها ليهتف بجدية قبل ان يدلف لغرفة والده :


- ليلي...من فضلك اطمئني علي زهرة واخبريني اذا احتاجت شيئاً وانا سأجلس مع أبي قليلاً... 

اومأت له بابتسامة ليتركها ويدلف الي غرفة والده وسرعاً ما ارتسمت ابتسامة مشرقة علي محياها كعادته حين يراه ليقترب ويجثو علي ركبتيه أمامه ويبدأ في اطعامه بلا اضافة كلمة لأنه لن يستطيع التفاهم معه لانعدام اللغة العربية لديه انتشله من شروده وقوف "ليلي" المتوتر أمامه لينهض ويسحبها لخارج الغرفة متسائلاً :


- ما الأمر ؟ هل زهرة بخير ؟!


تنفست بغضب لتعطيه ورقة ، نظر بها فلم يفهم شيئاً ليسألها مقطبا الجبين :

- ماذا يعني هذا ؟


اجابته بعصبية مكتومة :


- زهرة تركت المنزل ! ولم تترك سوي تلك الرسالة التي تعتذر بها عن خيانة ثقتك بها وانه من الأفضل لها الرحيل لأنها خجلة منك ومن فعلتها الخرقاء ! وتقول أيضاً انك محق هي لا تستحق تلك الحياة التي منحتها اياها لذلك ستعود الي المكان الذي يحوي أمثالها ! اريد توضيحاً لما يحدث داني ؟!!


مسح وجهه بضيق ليردف بسرعة وهو يرتدي سترته :


- صغيرتي...اعدكِ ان اوضح لكِ كل شئ فقط اعتني بأبي وانا سألحق بزهرة قبل ان تفعل شيئاً مجنوناً ! 


ركض مسرعاً الي سيارته وهو يقود بأقصى سرعته ويتلفت يميناً ويساراً لعله يجدها ، ظل يجوب الشوارع لنصف ساعة كاملة حتي لمحها أخيراً متكومة جانباً تحتضن جسدها ويهتز بعنف يبدو انها تبكي! ترجل من سيارته ليتجه نحوها بغضب عارم ليرفعها من ذراعها وبدون كلمة واحدة يسحبها نحو سيارته لتشهق بصدمة حين رأته لتحاول الافلات منه قائلة بتوسل باكِ :


- علشان خاطري يا باشا سيبني انا مليش الا عيشة الشوارع...انت ساعدتني وشوف انا عملت ايه ! 


لم يعيرها اهتماماً ليدخلها قسراً الي سيارته رغم توسلها وبكاءها الذي تعالت شهقاته ليلتفت لها قائلاً بصرامة :


- من الأفضل ان تصمتي وتتوقفي عن البكاء لا تدعيني أفقد سيطرتي علي غضبي يا فتاة ! 


رغم انها لم تفهم من حديثه سوي كلمات معدودة لكنها ادركت انها يأمرها بالصمت لتبتلع غصة في حلقها وتبكي في صمت ، وصل بها منطقة نائية أمام جسر نهر النيل او كما نطلق عليه "الكورنيش" هبط كلاهما من السيارة ليقف مطالعاً المياه امامه ويرمقها بغضب من حين لآخر وهي فقط تتطلع ارضاً بخجل من نفسها ليخرج هاتفه من جيبه ويكتب بضع كلمات ويحولها للغة العربية ويرفع الهاتف في وجهها لتقرأ الاتي :


- لماذا فعلتي ذلك ؟ 


لتجيبه بنبرة باكية متناسية عدم فهمه للغتها :


- والله يا باشا ما قادرة أبص في وشك من ساعتها انا معرفش فكرت اعمل كده ازاي بس والله بحبك ! معرفش ازاي وعارفة انه غلط بس غصب عني ! 


اعطاها الهاتف لتكتب ما قالته اخفي دهشته ليعود ويكتب :


- لا زهرة...انتِ لم تحبيني مطلقاً انتِ لا تعلمين ما هو الحب يا صغيرة ربما تحبيني كأب لكِ ولكن ليس كحبيب ! انا عشتُ بما يكفي لأميز ما تفكرين به ! انتِ فقط ترغبين بوجودي دوماً وانا اساعدك في مذاكرتك وان ادافع عنكِ امام من يفكر بإزائك ! 


 قطبت جبينها بحيره فهو محق شعرت بالتخبط لتمسح دموعها بظهر يدها وتكتب له :


- اجل انا اريد كل هذا لكن هذا ما يسمونه حب ؟!


ابتسم بحنو ليعاود الكتابة :


- لا بل يسمي احتياج ! احتياج لأب ! لظهر تحتمي خلفه من قسوة الحياة وانا اعدكِ الا أبخل عليكِ بهذا الدور ما دمتُ حياً علي شرط ان تنتبهي لدراستك وتبعدي تلك الأوهام بعقلك ، ستظلين ابنتي ولن اتخلي عنك كوني واثقة بذلك ! 


رمشت لتزيل غشاوة الدموع وهي تطالعه بنظرة تائهة فهي فقدت تلك المشاعر منذ زمن تمعنت في حديثه لتفكر لدقائق انه محق انها تحتاج لعطفه ومساعدته ليس الا هي فقط أخطأت فهم مشاعرها وخيل لها ان يحبها ويتزوجها تاركاً خطيبته التي يعشقها! لتعض شفتيها قائلة بخجل :


- انا أسفة سيد دانيال ! اعدكُ الا افكر بهذا الشكل مرة أخرى وان انتبه علي دروسي...


ابتسم بحنو فهي طفلة بحق ليهتف بهدوء :


- هيا لنعد الي المنزل يا صغيرة تأخر الوقت ! 


               *****

جلس بمكتبه شارداً في ما حدث حتي استفاق من شروده علي رنين هاتفه اجاب ليصدع الصوت من الطرف الأخر :

- باشا...جبتهولك لحد عندك هستناك تيجي تشوفه نصاية كده !


ابتسم بشر ليردف :


- حبيبي يا عامر باشا مسافة السكة واكون عندك بس متقربلوش انا عايزه سليم ! 


التقط مفاتيحه واستقام متجه الي وجهته وعيناه زادت حدتهم ، وصل الي المكان المنشود ليدلف الي الغرفة ليجده مقيداً بالكرسي ورأسه منحني لأسفل ليهتف بسخرية :


- ازيك يا ماجد ؟! 


رفع رأسه بلهفه ليصيح ببكاء :


- والله يا باشا معملتش حاجة انا مش عارف جابوني هنا ليه وانا كنت خلاص مسافر ! 


جلس علي الكرسي أمامه ليشعل سيجارته وينفث دخانها بوجهه قائلاً ببرود :


- فاكر سارة طليقتك ؟ 


يقسم لو كانت يده حره لكان لطم وجهه حسرة ليصيح بيأس :


- نهار اسود عليا وعلي الي جابوني والله يا باشا مجيت جمبها من اخر مرة ولو يوسف بيه اخوها الي باعتك قوله يرحمني شوية انا اتهريت يا باشا والله شوية اخوها وشوية ابوها ورحمة امي ما بصيت عليها من بعيد حتي ! 


ضحك ساخراً ليقترب من وجهه هامساً من بين اسنانه :


- لا يا روح *** حساب ابوها واخوها غير حسابي انا ! انا هعرفك ازاي تعمل راجل علي واحدة أضعف منك ! 


نهض ليخلع سترته ويلقيها جانباً ويتجه ليقفل الباب جيداً ويلتفت له وابتسامة شيطانية مخيفة تتشكل علي ثغره وهو يشمر عن ساعديه والأخير يصرخ بهلع وجسده ينتفض برعب :


- لالالا أبوس أيدك يا باشا والله هسافر ومش هتشوفوا وشي تاني وحياة اغلي حاجة عندك يا باشااااا !


             *****

فتح جفونه ليبتسم بنعاس حين وجدها مستلقية بجواره وما كاد ينهض حتي استيقظت بضيق لتنهض وتجلس علي الاريكة بضيق من نومها بجانبه ليتسأل بنعاس :


- مهربتيش ليه ؟ 


اجابته علي مضض بوجهه عابس :


- ملقتش المفتاح ! 


كتم ضحكته لينهض متجهاً للمرحاض فتوقفه قائلاً بارتباك :


- اوعي تفتكر اني ساعدتك علشان حاجة بس علشان حرام اسيبك تفضل تعبان ومخدتش بالي اني نمت جمبك علفكرة ! 


لم يستطع منع ابتسامته الجانبية من الظهور ليردف لإغاظتها :


- عارف ! 


استشاطت غيظاً من بروده لتترك الغرفة برمتها وتتجه لتجلس بغرفة أخرى حتي حل المساء ، تأففت بضيق فهي لم تبرح غرفتها تجنباً للقائه لكن معدتها أبت فهي لم تأكل منذ أمس لتهبط الي أسفل علي مضض لتجده يتابع التلفاز ببرود لتهتف بتذمر طفولي وهي تعقد ساعديها امام صدرها, 


- انا جعانة !


 ليهتف بنزق :


- بس الخدامة مشيت من بدري 


ردت بعبوس :


- مليش دعوه اتصرف..!


اردف بقله حيله :


- مانا مش بعرف أطبخ !


هتفت بابتسامة سخيفة :


- ولا انا !


ضحك لمظهرها الطفولي وهو ينهض من للأريكة ليسحبها خلفه الي المطبخ وهو يهتف من بين ضحكاته :


- خلاص تعالي نفتكس اي حاجة مع بعض !


دلفوا الي المطبخ ليقفوا بضع دقائق بحيره الي ان هتف بحماس :

- تعالي نعمل مكرونة اظن بيقولوا سهله !  


أجابته بحماس وقد تناسوا وضعهم للحظات!  :


- انا تقريباً فاكره بتتعمل ازاي بس عمري ما عملتها قبل كده !


بعد بضع ثواني ارتدي زي الطهي الذي يسمي ب "مريلة المطبخ " وبدأ بالطهي بدأ بوضع المكونات ليهتف بها :

- ميرا هاتي الملح من عندك...


أخذت تلتف حولها وهي تبحث ولكن لم تجده فهتفت بعبوس :


- مش لاقياه !


ترك ما بيده ليهتف بتذمر :


- يووو  حتي الملح مش عارفه تجبيه...وسعي كده...


اقترب ليبحث خلفها لكنه لم يزيحها جانباً الي ان التقت عيونهم وانتبه كونه يحاصرها التقت عيونهم في أحاديث طويله , نزل ببصره الي شفتيها التي ترتعش بتوتر فلم يدع مجال للتفكير انحني ووضع يده خلف رأسها ولثم شفتيها بقوه وعشق دفين صدمت من فعلته وماهي الي ثواني ان بدأت تبادله قبلته بجنون ابتعد عنها بغتة ليهتف باستغراب :


- اي الريحة دي ؟!


نظرت هي الأخرى له باستغراب لتمط شفتيها لعدم معرفتها وما هي الا ثواني لتتسع عيونهم معاً ليهتفوا في صوت واحد اشبه بالصراخ :


- المكرونة ...!


وقد فات الاوان فاحترقت الطبخة لتهتف ميرا بضيق وتذمر :


- شوفت المكرونة اتحرقت بسببك اكل ايه انا دلوقتي ؟!


رفع حاجبه الايمن ليهتف بحده :


- ده علي أساس انه مكانش بمزاجك ؟!


تسللت الحمرة الي وجنتيها سريعا لتهتف بخجل وارتباك :


- م م م انت فجأتني..و...و  


ابتسم بسخريه لحالها ليهتف :


- خلاص انتي لسه هتهتهي اهو الأكل باظ !


غامت عيناه بنظره تعلمها جيداً وهو يهتف بخبث :


- بس مفيش مانع نشوف أكل تاني !


اتسعت عيناها لفهم ما يرمي اليه لتهتف بغضب :


- احترم نفسك ومتفكرش علشان سبتك تبوسني اني هرجعلك لا انا لسه مصممه علي الطلاق وانا مش هسمحلك تقرب مني تاني !


قبض علي كفه بغضب لتحولها السريع فيبدو ان الشيب سيغزو رأسه قبل ان ينال عفوها تلك المتمردة , لم يرد إفساد فرحته بتجاوبها معه ليهتف بهدوء نسبي :


- انتي عارفة كويس اني مش هسيبك وقولتلك اني اتغيرت وشيلت فكرة اني أذيكي او اسيبك من زمان وانتي عارفة وحاسة بكده اكيد مكنتش بمثل عليكي كل المدة دي ومش هنكر ان كان في نيتي أأذيكي بس حبيتك ونسيت الفكرة أصلاً ! 


صمتت بحيرة فهي حقاً لم تري منه شيئاً سيئاً لكن كرامتها عادت تصيح من جديد وتذكرها بما سمعته بذلك التسجيل لتقول بجمود :


- ندمت ولا لأ ميهمنيش الي يهمني انك تطلقني وكل واحد يروح لحاله انا مقدرش اعيش معاك بس الي سمعته ! 


جز علي أسنانه بغضب ليردف :


- ماشي يا ميرا ! بس مترجعيش تندمي ! 


قالها ليغادر حانقاً مقرراً ان يحضر طعام جاهز من الخارج او بمعني أوضح يبتعد حتي لا يفتك بها وبرأسها اليابس! وترك الباب مفتوحاً كأخر اختيار لها ان اختارته ستبقي وان اصرت علي الانفصال سترحل! ...


                *****

اطاح بكل ما طالته يده وهو يصرخ بجنون :


- مش هسيبهالك يا يوسف ! ميرا هتبقي بتاعتي انا وبس انت متستحقهاش ! 


رفع هاتفه ليجيب ويصدع صوت الطرف الاخر :


- خرج يا باشا صوتهم كان عالي تقريباً اتخانقوا وهو خرج متعصب وركب عربيته وطار ! 


ابتسم بشر ليغلق الهاتف قائلاً بحقد :

- دي فرصتي يوسف دمه حامي ولو لمستها مش هيقدر يبص في وشها تاني ! 


خرج مسرعاً ولا ينتوي خيراً فالشيطان قد عبث بعقله وانتهي الأمر! 


              *****

وقفت لعدة دقائق امام الباب المفتوح وهي تفكر بحيرة لتسيل دموعها وقد اتخذت قرراها اقتربت من الباب واغلقته فهي ستنتظره...ستسامحه لتعترف في نفسها سراً انها بالفعل تعشقه وبجنون! انتشلها من شرودها دقات خافتة علي الباب ، ابتسمت بفرح فقد قرر العودة وعدم تركها وحيدة تنفست بعمق لتستعد لترتمي بين ذراعيه وتخبره بمسامحتها وتعترف ان لا حياة بدونه فتحت الباب لتتلاشي ابتسامتها شيئاً فشيئاً لتهتف باستغراب :


- انت مين ؟!


رفع رأسه ليجيبها مبتسماً بغموض مخيف :


- انا صاحب يوسف...سامر ... !!!


_ وسقط القناع ! _ 

        _ 30 _


ركل الكرة بقوة لتصيب الهدف او تحديداً حائط المنزل! ليصرخ الصغير بحماس :


- جوون يا بابي ! 


ابتسم ليقترب من الصغير ويعبث بخصلاته مبعثراً إياها قائلاً بعتاب رقيق :


- ايه يا يزن مش اتفقنا اسمها بابا ؟ بابي دي للعيال التوتو اما احنا ايه ؟ 


أجابه الصغير بنفس حماسه الطفولي :


- احنا رجالة ! 


تركه ليتجه الي صبيه الصغير " مازن " ليقول بمرح :


- ايه يا مازن باشا هو كل ما اجيب فيك جون تزعل ؟ فين يالا الروح الرياضية ؟ 

اجابه الصغير بعبوس :


- بس يا بابا انا مش بحب اخسر ! لان الخسارة للناس الضعفا وانا مش ضعيف ! 


اخفي دهشته من حديث الصغير الذي يفوق عمره ليردف بهدوء :


- لا يا مازن مش دايماً الخسارة للضعفا بالعكس لو مخسرناش عمرنا ما هنتعلم حاجة ! الخسارة مكسب علشان بنتعلم من غلطتنا !


وما كاد يكمل حديثه ليجد "سارة" تلج الي المنزل وهي تحمل صغيرته الذي يبدو انها غفت في الطريق لتشير له بعينيها ان يأتي ليترك الصبيان ويتجه خلفها ليجدها تدثر الصغيرة ثم التفتت له قائلة بشرود :


- الياس...في حاجة غريبة حصلت معايا النهاردة كنا بنشترى حاجات فجأة لقيت تقي مسكت فيا جامد وقعدت تقولي يلا نروح لدرجة انها عيطت ولما شلتها لقتيها بتترعش في حضني من الخوف ! وبتنادي علي اسمك ! 


جلس بجوارها ليمرر كفه علي خصلات صغيرته بحنان ثم اردف بهدوء يتخلله حزن عميق :


- تقي...بتتعالج نفسياً يا سارة ! عندها فقدان ذاكرة ومش فاكرة اي حاجة عن اهلها ولا عن حياتها قبل ما تتخطف !


شهقت بصدمة وهي تفكر في نفسها كيف لطفلة في سنها ان تصاب بمرض نفسي ! ليسترسل وهو يتجه بها الي غرفتهم :


- جاتلها حالة ضيق تنفس قبل كده وكانت هتروح مني...هتستغربي اني بحبها للدرجادي رغم انها مش بنتي بالدم...! 


جلس علي الفراش وهو يدفن وجهه في كفيه هامساً بنبرة متألمة :

- أنا خايف عليها اوي...وصعبانة عليا انها بتتعالج في السن ده ! 


جلست بجواره لتحتضن كفه بكفها بارتباك هامسة بلطف :


- متقلقش...انشاء الله هتبقي كويسة وانا مش مستغربة انك بتحبها وبتعتبرها بنتك لان هي تتحب فعلاً وانا كمان اتعلقت بيها في فترة صغيرة...


ابتلع غصة بحلقة ليكمل :


- سارة انا مبخلفش ومفيش أمل ولو واحد في الميه اني أخلف ! تقي أول فرحتي...ومن اول لحظة شوفتها فيها وانا حسيت باحتياجها ليا...حركت جوايا مشاعر افتكرت اني عمري ما هحسها علي رأي طليقتي...انا تعبان علشانها !


صدمت به يميل برأسها عليها محتضناً اياها وتزيد صدمتها بالدموع المنسابة علي وجنته هو حقاً يتألم! ولأول مرة تشعر به كطفل تائه حزين متألم ، وكأن كلماتها هربت ولم تجد ما تقوله لتربت علي كتفه وتمرر كفها علي خصلاتها لتكتفي بلمساتها الحانية لعلها تهدئ من روعه...


            *****

قطبت جبينها قائلة باستغراب :


- تشرفنا...بس يوسف مش هنا ! 


ابتسم بخبث ليدلف الي المنزل بوقاحه لتهتف بضيق :


- استني...لو سمحت ميصحش كده اتفضل ولما يوسف يجي تقدر تيجي تقابله !


التفت لها قائلاً بابتسامة :


- لا انتي غلطانة...انا مش جاي علشان يوسف ، انا جاي علشانك انتي ! 


انقبض قلبها بخوف فطري لتهتف بجمود :


-  احنا مفيش بينا كلام ! انا مبحبش اكرر كلامي ميصحش وجودك دلوقتي...اتفضل امشي ! 


اقترب ببطء وهو يهمس بخبث :


- ايه المقابلة الناشفة دي ؟ دانا غرضي شريف...وفـاعـل خـيـر !


اتسعت عيناها بصدمة من نطقه للكلمة الأخيرة ببطء وكأنه يقصد بها شئ لتردف تحت بدهشة :


- انت الي بـعـت التسـجيلات ؟! 


اومأ بإيجاب مبتسماً لتهتف بانفعال :

- امشي اطلع بره ! انت واحد حقير ! 


نفي بضيق قائلاً :


- كده يا ميرو يعني ده جزاتي اني خليتك تشوفي حواليكي بدل ما تعيشي مخدوعة فيه ! 


لم تتخطي الصدمة الأولي ليكرر صدمها بأن لف ذراعه حول خصرها وجذبها ليحتضنها بعنف ويدفن رأسها برقبتها ، تسمرت للحظات من صدمتها لتفيق وتحاول دفعه صارخة بعنف :


- ابعد عني...انت اتجننت ! 


بدا يوزع قبلاته المقززة حول رقبتها رغم نقورها وصراخها العالي ليهمس بأذنها بلطف مناقض لعنف قبلاته :


- اهدي...مفيش داعي للعصبية...الموضوع هينتهي بسرعة...متجبرنيش أاذيكي أنا بحبك ! 


ارتجف جسدها وأخذ يهتز بعنف وهي تتلوي بعنف صارخة :


- انت مجنون...يوسف هيقتلك لو قربت مني ! ابعد عني بقولك ! 

استجمعت قوتها لتهدا حركاتها فجأة ليظن انها استجابت للمساته ليصدم بها تدفعه فجأة بعنف وتركض للخارج وجدت سيارتها التي طلب "يوسف" من السائق احضارها حتي يعطي لها خيار البقاء او الرحيل صعدت مسرعة وهي تبحث عن المفتاح بهلع وايدي مرتجفة وأنفاسها تتسارع لتصرخ برعب حين وجدته أمام نافذتها ويكسرها بقبضته ثم استطاع فتح الباب وجذبها من خصلاتها بقسوة هادراً :


- بتهربي مني يا بنت *** وديني لأخد الي انا عايزه بردو ! 


دلف للداخل وهو يجرها خلفه ثم القي بها ارضاً بعنف لتحاول النهوض مسرعة وهي تلقي بأي شئ يقابلها في وجهه ثم التقطت سكين الفاكهة ولوحت به صارخة بشراسة :


- هقتلك ! هقتلك قبل ما تقربلي ! 


                *****

ظلت صامتة طوال الطريق ولم تنبث بحرف ليقطع الصمت صوته الهادئ موضحاً :

-  لا داعي لغضبك ليلي...انتي تعلمين انها صغيرة وتصرفت بغير هدي ولم تقصد ما فعلته ! 


رمقته بنظرات نارية وهي تصيح بغضب عارم :


- لا والله  ؟ بقي البت الـ*** بتلف حواليك وتقولي صغيرة وزفت ! لو مكنتش قفلت علي اوضتها قبل ما تحكيلي...كنت جبتها من شعرها خطافة الرجالة ! 


انتقل غضبها له مردفاً بعصبية :


- اخبرتك الا تتحدثي بلغتك أمامي واللعنة ! وتوقفي عن الصراخ ! 


لتجيبه بلغته هادرة :


- اياكَ ان تأمرني بشئ ! لقد صمتُ عن أفعالك طيلة الفترة الماضية لكن يكفي هذا ! غداً سترحل تلك الفتاة ! 


 ضرب المقود بعنف وهو يصيح بغضب :


- لا تختبري غضبي ليلي ! وتوقف عن الصراخ ! وانا لا أتلقي اوامر من أحدا ! انا دانيال ابراهام لا تنسي ذلك !


تفاقم الغضب بداخلها لتردف بعنف :

- وانا لن أعيش مع رجل خائن تلتف النساء حوله ولا يبدي رفضاً ! انتهي الامر ! سننفصل وهذه المرة بلا عودة ! 


وكأنها طعنته بحديثها! أبتلك السهولة تتحدث عن الانفصال! لينظر لها بنظرات غاضبة منصدمة بحديثها وكانه نسي انه يقود! لينتشله من فورة غضبه صراخها المرتعب :


- دانياااااال !


نظر أمامه ليصدم بتلك الشاحنة الضخمة التي تبعد بأمتار قليلة عن سيارتهم وكأنها محقة فيبدو ان انفصالهم سيتم وبلا عودة... !


              *****

ادار سيارته وهو يستعد للرحيل من تلك المنطقة التي توقف بها لبعض الوقت ليرتب افكاره ويهدأ قليلاً من أفكاره التي تحثه علي العودة وضرب تلك المختلة لعلها تفيق! رفع هاتفه بضيق فلم تتصل به ولو لمرة واحدة! ألن ينتهي كبرياءها يوماً ليتنازل هو هذه المرة ويتصل بها فلا يدري لما يشعر بالقلق! .... مرة...اثنان...ثلاثة ولم تجيب علي اتصالاته ليضرب المقود قائلاً بيأس :


- للدرجادي مش قادرة حتي تردي علي تليفوني يا ميرا ! 


                 *****

سالت الدماء من جانب فمها من كثرة صفعاته في محاولة لإخماد قوتها فقد ركل السكين من يدها لينقض عليها كالذئب ويبدا بضربها لعلها تستسلم وتتوقف عن المقاومة! ليهمس باستمتاع :


- بعشق شراستك دي ! بس بردو مش هتقدر تمنعني ! 


صرخت بقهر وهي تستشعر نفاذ قوتها ودارت عقلها بمشاهد من طفولتها حين كان والدها يضرب والدتها وهي لم تستطع التدخل فأكثر ما تبغضه بحياتها هي قلة الحيلة وها هو القدر يعاود تذكيرها بذلك الشعور لتهمس بتوسل :


- ارجوك...هموت نفسي لو عملت فيا حاجة ! انت مش بتحبني ؟! ارجوك...كده هتدمرني ! 


ليهمس من بين قبلاته :


- والله ما هسيبك...اول ما يوسف يطلقك هتجوزك انا وهعوضك عن كل حاجة...يوسف ميستهلش واحدة زيك ! 


وكالعادة اختار عقلها الهروب عوضاً عن مواجهه الواقع لتشعر برأسها يدور وقوتها علي المقاومة تكاد تنتهي لتهمس بضعف :


- ارجـ..وك   ! 


شعرت بحمله انزاح من فوقها والرؤية مازالت مشوشة أمامها ليبدو ان هناك شخصاً يضربه بعنف وملامحه لا تظهر لكنها أدركت هويته من صوته الذي أعاد لها قليلاً من الوعي :


- وديني لأقتلك واشرب من دمك يا واطي يا ***


لتبدأ بالزحف بعيداً بضعف وهي تسيطر علي وعيها بصعوبة بالغة وأنفاسها تتسارع وكأن الهواء قد نفذ من رئتيها ! 


لكمه بعنف وهو يهدر بصراخ غاضب يهز الأرجاء :


- عملتلك ايه علشان تخوني وتتهجم علي مراتي يا *** 


رد الاخير لكمته صائحاً :


- عملت ايه ؟ خدت حاجة مش بتاعتك ! انا شوفت ميرا قبلك وحبيتها قبلك وكانت من حقي انا ! بس انت هتفضل طول عمرك حرامي اي واحدة ابصلها لازم تاخدها مني ! 


رغم صدمته هجم عليه ليلكم معدته هادراً  فينحني الأخير صارخاً بألم :


- مكنتش اعرف اني مصاحب واطي ! ببيص لمرات صاحبه يا مريض يا *** ! 


دفعه للخلف صارخاً ثم علي حين غرة أخرج سلاحه ليمسح الدماء النازفة من فمه قائلاً بلهاث :


- مقدرتش اخدها منك في حياتك...يبقي هاخدها منك بموتك ... !!!


                  *****

هب واقفاً حين استمع لتلك الضربات العنيفة علي الباب وقد استيقظ منذ بضع دقائق بعد ان غفي بين ذراعيها دون شعور ليفتح الباب فيصدم برجال الشرطة ورجل غريب ليهتف الضابط :


-  احنا جالنا بلاغ عن خطفك لطفلة عندها 5 سنين  ! 


ردد بصدمة :


- خطف ! ومين الي بلغ ؟!


ليتقدم الرجل الغريب بخصلاته المبعثرة وملابسة المهترئة قائلاً :

- انا الي بلغت ! انا ابقي جوز خالة مني ويعتبر عمها ! 


قطب جبينه قائلاً باستغراب :


- مني مين ؟ 


اجابه الرجل بغلظة :


- مني بنتنا الي انت خطفتها وانا شوفتها النهاردة مع مراتك ! واحنا الي فاكرينها ماتت ! 


ضربه الادراك بأن تلك أسرة صغيرة التي لم يعلم لها اهلاً ليبتلع غصة بحلقه قائلاً بقوة :


- محصلش ! انا متبني تقي قصدي البنت بأوراق رسمية ! ده غير اني مش مجرم انا المقدم إلياس سليمان ! 


                 *****

صدم من رفعه للسلاح بوجهه أهذا صديق عمره؟! أكان دائماً حاقداً عليه؟! ولم ينتبه! لقد كان معمياً عن ذلك كبقية حياته!  لم يفكر كثيراً فحياتها معلقة بحياته ليهجم عليه بدون تفكير فتصيبه طلقة غادرة لتصطدم بصدره بعنف! في نفس اللحظة التي لكمه بها وأخذ المسدس ليفرغ ما به بغضب أعمي ليلقي المسدس وهو يكتم صرخته من الألم وينظر لجسد صديقه المسجى علي الأرض وغارق بدمائه رمقه بحسرة ليتجه بخطوات مترنحة بطيئة نحوها ليطمئن عليها جلس علي ركبتيه بتعب والألم ينهش صدره ليقول بلهاث :


- ميرا...انتي كويسة ؟ ميرا ! 


فتحت جفونها بضعف لتجده أمامها لتنهض وترتمي بين ذراعيه وهي تشق بصوت عال ليصدمها بصرخته المتألمة! ابتعدت بخوف لتجد الدماء تسيل من صدره وقميصه أصبح بلون الدماء! لتنظر له بصدمة :


- يوسف...! ايه الدم ده ؟ 


استند علي الحائط بجوارها ليهمس بتعب :


- انا كويس...كلمي الاسعاف...واتصلي برجالتي او اي حد يجي يطلعنا من هنا ! 


ازدردت ريقها بصعوبة وهي تقترب منه وتهمس بإقرار وهي تتلمس وجهه بكفها :


انت...انت هتموت وتسبني صح ؟


                 *****

اجابه الضابط بهدوء :


- اعذرنا يا سيادة المقدم مش قصدي...بس عموماً سلمنا البنت! 

تحفزت خلاياه ليرد باستنكار :


- ليه ؟ ما قولتلك متبنيها بأوراق رسمية تحب أوريهالك ؟ 


لينفي قائلاً بنفس نبرته الهادئة :


- اوراق التبني تعتبر لاغية في حالة وجود أهلها ودلوقتي لو سمحت سلمنا البنت لأنها لازم ترجع لأهلها !


ليصيح بانفعال بعد ان فشل بالسيطرة علي أعصابه :


-  يعني ايه الكلام ده ؟ وكانوا فين اهلها دول لما كانت مرمية في الشوارع ؟ كانوا فين لما اتخطفت من تجار الأعضاء ؟ 


أجابه الرجل بارتباك منفعل :


- مكناش نعرف انها عايشة ! فكرنها ماتت مع ابوها وامها لم البيت ولع بيهم ! 


صدمة اخرى لم يفق منها الا علي صوت "سارة" المتسائل :


- في ايه يا الياس ومين دول ؟

صاح بها بعصبية :


- ادخلي انتي جوا دلوقتي ! 


غضبت من صراخه بها واحرجه لها وما كادت تتحدث حتي اوقفها أمر الضابط :


- فتشوا البيت وهاتوا البنت ! 


لتقول بحده :


- في ايه ؟ بيت ايه الي يتفتش ؟ وبنت مين ؟ 


كاد الضباط ان يدخلوا الي المنزل ليقف أمامهم كالسد المنيع ويدفع "سارة" للداخل قائلاً بعنفوان :


- اقسم بربي الي هيقرب من بيتي او عيالي هدفنه مطرحه ! 


استشاط الضابط غضباً من تهديده ليردف بحده وتهديد :


- متخليناش نضطر نستعمل العنف يا سيادة المقدم ادينا البنت بكل هدوء ! 


ليصيح هادراً بصوت غاضب ارسل الرعب الي قلوبهم وعيناه أصبحت بلون الدماء :


- مش هدي بنتي لحد ! ولو حكمت هدخل فيكم السجن بس بنتي لأ ! 

                  *****

- يـوســف انـت هتـمـوت وتـسـيبني صـح ؟ 


نظر لها بألم والدماء تسيل من صدره بجرحه الغائر كسيل دموعه علي حالتهم ولا يدري بما يجيبها ليشهق بألم وخيط رفيع من الدماء ينساب ببطء بجانب فمه! ، رفع هاتفه بتعب ليتصل بالإسعاف ويرمي الهاتف جانباً ثم أردف بتعب :


- ميرا...انا كويس ومش هسيبك ! 


طالعته بنظرات غريبة فارغة والدموع تسيل ببطء علي وجنتيها وكأنها لا تشعر بها! لتهمس بشرود :


- هي كمان قالت مش هتسبني ومشيت ! 


جذب رأسها ليدفنه بكتفه وهو يهمس بضعف ويبذل مجهوداً عظيماً كي لا يفقد الوعي لأجلها :


- فوقي علشان خاطري ! انا محتاج لقوتك ! 


رفعت بصرها تطالعه بابتسامة ثم أردفت هامسة ببطء :


- متخافش...انا كمان همشي معاك ! علشان ميرا خلاص تعبت...وعايزة ترتاح ! غمض عينك ولما نصحي هتكون كل حاجة انتهت ! ومش هحس بوجع تاني ! 


الفصل 31/32 من هنا


بداية الروايه من هنا



🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

خلصتوا قراءة الفصل إتفضلوا جميع الروايات الكامله من بداية الروايه لاخرها من هنا 👇❤️👇💙👇❤️👇


رواية ودق قلب الحجر


رواية البنات زينة البيت


رواية حطمت حصون قلبي


رواية أسيرة القاسي


رواية القيصر


رواية صدفة مجنونه


رواية غزاله بفك الضبع


رواية عهد الأسود


نوفيلا سطو قلبي


رواية صعيدي يفقد عقله


رواية أحببت فريستي


رواية العنيد


رواية هلاك العشق


رواية زوج مأجور


رواية حب بالقوه


رواية البريئه والوحش


رواية الجميله والوحش


رواية لعبة القدر


رواية عشق الوحوش


روايه حب مجهول الهوية


رواية صغيرة الثلاث


زواج بالاجبار


1- روايةاتجوزت جوزي غصب عنه

2- رواية ضي الحمزه

3- رواية عشق الادهم

4 - رواية تزوجت سلفي

5- رواية نور لأسر

6- رواية مني وعلي

7- رواية افقدني عذريتي

8- رواية أحبه ولكني أكابر

9- رواية عذراء مع زوجي

10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


رواية صغيرة الايهم

12- رواية زواج بالاجبار

13- رواية عشقك ترياق

14- رواية حياة ليل

15- رواية الملاك العنيد

16- رواية لست جميله

17- رواية الجميله والوحش

18- رواية حور والافاعي

19- رواية قاسي امتلك قلبي

20- رواية حبيب الروح

21- رواية حياة فارس الصعيد

22- سكريبت غضب الرعد

23- رواية زواجي من أبو زوجي

24- رواية ملك الصقر

25- رواية طليقة زوجي الملعونه

26- رواية زوجتي والمجهول

27- رواية تزوجني كبير البلد

28- رواية أحببت زين الصعيد

29- رواية شطة نار

30- رواية برد الجبل

31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة

33- رواية وقعتني ظبوطه

34- رواية أحببت صغيره

35- رواية حماتي

36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب

37- رواية ضابط برتبة حرامي

38- رواية حمايا المراهق

39- رواية ليلة الدخله

40- سكريبت زهرة رجل الجليد

41- رواية روح الصقر

42- رواية جبروت أم

43- رواية زواج اجباري

44- رواية اغتصبني إبن البواب

45- رواية مجنونة قلبي

46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق

47-  رواية أحببت طفله

48- رواية الاعمي والفاتنه

49- رواية عذراء مع زوجي

50- رواية عفريت مراتي

51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


52- رواية حورية سليم

53- رواية خادمه ولكن

54- سكريبت لانك محبوبي

55- رواية جارتي وزوجي

56- رواية خادمة قلبي

57- رواية توبه كامله

58- رواية زوج واربع ضراير

59- نوفيلا في منزلي شبح

60- رواية فرسان الصعيد

61- رواية طلقني زوجي

62- قصه قصيره أمان الست

63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب

64- رواية عشق رحيم

65- رواية البديله الدائمه

66- رواية صراع الحموات

67- رواية أحببت بنت الد أعدائي

68- رواية جبروتي علي أمي

69- رواية حلال الأسد

70- رواية في منزلي شبح

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده

72- رواية عذراء بعد الاغتصاب

73- رواية عشقتها رغم صمتها

74- رواية عشق بعد وهم

75- رواية جعله القانون زوجي

76- رواية دموع زهره

77- رواية جحيم زوجة الابن

78- رواية حين تقع في الحب

79- رواية إبن مراته

80- رواية طاغي الصعيد

81- رواية للذئاب وجوه أخري

82- رواية جبل كامله

83- رواية الشيطانه حره طليقه

84- حكاية انوار كامله

85- رواية فيروزة الفهد

86- قصة غسان الصعيدي

87- رواية راجل بالاسم بس

88- رواية عذاب الفارس


91- رواية زين وليلي كامله

92- رواية أجبرني أعشقه

93- رواية حماتي طلعت أمي

94- رواية مفيش رحمه

95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله

96- رواية الوفاء العظيم

97- رواية زوجوني زوجة أخي

98- قصص الانبياء كامله

99- سكريبت وفيت بالوعد

100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه

101- سكريبت سيف وغزل

102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد

104- رواية رعد والقاصر

105- رواية العذراء الحامل

106- رواية اغتصاب البريئه

107- رواية محاولة اغتصاب ليالي

108 - رواية ملكت قلبي

109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد

110- رواية ذئب الداخليه


رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته

113- رواية نجمة كيان

114- رواية شوق العمر

115- رواية أحببتها صعيديه

116- رواية أحتاج إليك كامله

117- رواية عشق الحور كامله

118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر

120- قصة ليت الليالي كلها سود

121- رواية بنت الشيطان

122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله

124- رواية أخو جوزك

125- رواية مريض نفسي

126- رواية جبروت مرات إبني

127- رواية هكذا يكون الحب

128- رواية عشق قاسم

129- رواية خادمتي الجميله

130- رواية ثعبان بجسد امرأه


رواية جوري قدري

132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي

133- رواية المنتقبه أسيرة الليل

134- رواية نجمتي الفاتنه

135- رواية ليعشقها قلبي

136- رواية نور العاصي

137- رواية من الوحده للحب

138- رواية أحببت مربية ابنتي

139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين

140- رواية شظايا قسوته

141- نوفيلا اشواق العشق

142- رواية السم في الكحك

143- رواية الصقر كامله

144- رواية حب مجهول المصدر

145- قصة بنتي الوحيده كامله

146- رواية عشقني جني كامله

147- رواية عروس الالفا الهجينه الجزء الثاني

148- رواية أميرة الرعد

149- رواية طفلة الأسد

150- نوفيلا الجريئه والاربعيني


151- رواية أحببت مجنون

152- قصة أخويا والميراث

153- رواية حب من اول نظره

154- رواية اغتصاب بالتراضي

155- رواية صعيدي مودرن

156- رواية أصبحت خادمه لزوجي


157- رواية ورطه مع السعاده


158- قصة فيروز كامله

159- رواية رجال لايهابون الحياه

160- رواية ليالي الزين

161- رواية عروسه وضورتها يوم فرحها

162- رواية عروس رغماً عنها الجزء الاول

163- رواية أحببت طريدتي

164- رواية اغتصاب ولكن

165- رواية عريس ايجار

166- رواية خيانه زوجيه

167- رواية امتلكني كبير الصعيد

168- رواية عشق صعيدي

169- رواية ضحية الشهوات


170- رواية انتقام قاسي


171- رواية البايره والعقيم


172- رواية فريسه في أرض الشهوه

173- رواية الفتاه التي فقدت شرفها


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close