expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية أحببت فريستي الفصل 25/26 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده

 رواية أحببت فريستي الفصل 25/26 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده 

رواية أحببت فريستي الفصل 25/26 بقلم بسمه مجدي حصريه وجديده 

_ فراق _ 

_25_ 

فتح باب غرفتها ليصدم بأحد التحف الصغيرة كادت ترتطم برأسه! دلف ليصيح بصوت صارم : 


-توقفي عن هذا الجنون يا فتاة لا أود انا أعاملك بطريقة أخري ! 


رفعت وجهها ليصدم بمظهرها بعد ان زالت الوان التجميل فوجهها ملئ بالكدمات الذي أخفتها مساحيق التجميل المبالغ بها! يبدو انها قاومت كثيراً فاضطروا لضربها حتي تخضع لهم! لتصرخ ببكاء : 


-حرام عليك هستفاد ايه من عيلة زيي ؟! 


أخرج هاتفه ليأمر احد رجاله بالقدوم ، الذي وصل بعد بضع دقائق ...قطبت جبينها من عدم فهمها لما يقوله حتي ترجم لها الحارس قائلاً : 


-الباشا بيقول لحضرتك تهدي وانه جابك هنا علشان يساعدك وان طريقتك هتضطره يتعامل معاكي باسلوب مش هيعجبك ! 


صمتت بخوف من أن يضربها كالكثيرين لتجلس جانباً منكمشة في نفسها لتجد عامل الفندق يدلف حاملاً الكثير من أصناف الطعام لتتوهج عيناها ببريق الجوع فهي لم تأكل منذ يومان تقريباً لكن كرامتها أبت الانصات حين وضع الطعام علي الطاولة الصغيرة أمامها لتشيح بوجهها بعيداً لتسمع لصوت الحارس مجدداً :


-دانيال باشا بيأمرك ان الأكل ده كله يخلص ومتقلقيش شوية وهتفهمي كل حاجة ! 


ارتبكت من نظراته الحادة لتبدأ بالأكل متظاهرة بعدم الجوع وانها تأكل فقط تنفيذا لأمره غير مدركه أنه راي تلك النظرة من قبل بصغيرته "ليلي" ابتسم بحنو ليأمر الجميع بالرحيل ليتركها حتي تأكل بلا خجل.... 


              ***** 

مسحت دموعها بعنف وهي تستعد لركوب الطائرة حتي أتاها اتصال لتجيب ويصدع صوته صارخاً : 


-الهانم مسافرة من غير ما تقولي ! انتي ازاي تتصرفي من دماغك يا ساندي ؟ هتبوظي كل حاجة بغبائك!  

صرخت به ببكاء وهي تتحس تلك الكدمة بجانب فمها : 


-كل حاجة خربت أصلاً...يوسف حكي لبابي كل حاجة وبابي ضربني وقرر يخليني أسافر أعيش مع أخويا الكبير ومش هرجع مصر تاني أنا حياتي اتدمرت...انت متعرفش مصطفي أخويا هيعمل فيا ايه بعد الي حصل ده انت لازم تتصرف ! 


مسح وجهه بانفعال ليقول بقسوة : 


-مش مشكلتي ! روحي شوفي حد تاني تلبسيه بلوتك انا مباخدش بواقي غيري ! 


اغلق الهاتف بوجهه وهي تبكي بانهيار فأخيها قاسي ولا يعرف الرحمة لذلك ارسلها والدها له ليزيد رعبها حين استمعت للإنذار الأخير للطائرة لتنهض وتتجه نحو المرحاض لتنظر في المرأة فتري شبح امرأة دمرتها الأيام بوجهها الشاحب وملابسها الضيقة كيف يلوموها وقد تركها والدها بدون حسيب او رقيب فلتفعل ما شاءت لم يعلمها أحداً ما الخطأ وما الصحيح وحين أخطأت اصبحت الملامة الوحيدة بينهم!  أخرجت زجاجة الدواء الذي اشترته بطريقها لتفتحها وتغمض عيناها والدموع تنساب بقوة علي صفحة وجهها لتبتلع كل ما بالعبوة مرة واحدة وتتسارع أنفاسها وتزداد رجفة جسدها لتتشوش الرؤية وتشعر بالأرض تميد بها لتشهق بقوة وتسقط ليرتطم جسدها بالأرض بقسوة وتميل برأسها للجانب وذلك السائل الأبيض يخرج من فمها وكأنه الشئ الأبيض الوحيد بحياتها التي أظلمت معلنة عن نهايتها ! 


                 ***** 

أغمضت عيناها استعداد للموت لتشعر بالسيارة تنحرف عن مسارها لتفتح عيناها بسرعة فتجد "إلياس" قد حاد بسيارته جانباً فأصابت الطلقة السيارة التي تلاحقهم ليدخل بالسيارة في أحد المناطق الخاوية ، تنفست الصعداء هامسه : 


-الحمدلله...الحمدلله 


قاد حتي ابتعد تماماً عنهم وقد ضللهم ليقف جانباً ويلتفت لها قائلاً بقلق : 


-انتي كويسة يا سارة ؟ 


نفت برأسها قائلة باهتزاز : 


-أنا كويسة بس هو احنا فين كده ؟ 


ابتلع ريقه قائلاً بحذر : 


-مش عارف بصراحة ! 


انتفضت لتصرخ بغضب : 


-يعني ايه مش عارف ؟ يعني تهنا كمان ؟!! 


اومأ لها بضيق ليترجل قائلاً : 


-خليكي هنا ثواني هعمل تليفون لحد يجي يجبنا... 


انتظرت لثواني حتي هتف بها من جانب النافذة : 


-يؤسفني أبلغك ان الشبكة هنا واقعة واحتمال كبير اننا لبسنا في المكان ده للصبح ! 


جزت علي أسنانها بغضب ليكبت ابتسامته ويعود ليصعد بجانبها ومان ادار السيارة لم تعمل ليقول بتوجس : 

-هي ليلة باينة من أولها ! كملت ! 


لم تستطع كبح قبضتها لتنهال عليه بلكمات متتالية علي كتفه بغيظ ليمسكها صائحاً بدهشة : 


-في ايه يا بنت المجانين انتي ؟! 


صرخت به بغيظ وهي تتلوي بعنف : 

-كان يوم اسود يوم شوفتك ! اول مرة دخلت قسم بسببك!  وكنت هموت مقتولة من شوية المرة الجاية قنبلة وتفجرنا سوا ونخلص بقا ! 


صاح باستنكار : 


-نعم ! بقي انا بردو ؟ مش انتي الي لميتي عليا الناس في المول ؟ وبلغتي البوليس ؟ مش فاهم عقلي كان فين لما نويت أتجوزك ! 


كادت تصرخ بوجهه لكنها صمتت بزعر حين استمعت لصوت ذئب يعوي لتقول برعب : 


-ايه الصوت ده ؟ 


أخرج سلاحه ليقول بحذر : 


-صعب نبات في العربية للصبح تعالي ننزل ندور يمكن نلاقي مكان نبات فيه ! 


اومأت له بذعر ليهبط كلاهما ليجدها ملتصقة به تتمسك بذراعه بخوف ليهمس في نفسه ساخراً : 


-يااه علي الخوف الي يزل البني ادم... 


ساروا علي الطريق بين الأراضي الزراعية لمدة لا تقل عن ساعتين حتي وجد منزل متهالك قديم ليدفع الباب ويدلف كلاهما بقلق فيهتف : 


-أنا بقول نبات هنا للصبح الدنيا ضلمت اوي وصعب نمشي اكتر من كده ! 


اومأت بقلة حيلة فبالفعل فد تعبت كثيراً بالسير ليضيء بعض الانوار الضعيفة ليجد المنزل يتكون من طابقين وبه غرفتان بكل طابق ولا وجود لأي أسرة فقط بعض الاغطية الموجودة علي الأرض ليخلع سترته ويستلقي أرضا لتقول بدهشة : 


-انت بتعمل ايه ؟ 


أجابها ببساطة : 


-هنام ! 


-هنا علي الأرض ؟ بس دي مش نضيفة ! 


أغمض عيناه ووضع يده علي رأسه قائلاً ببرود : 


-البيت كله مفهوش سراير والارض مفهاش حاجة شوية تراب بس عادي انا كنت متعود علي اكتر من كده في الجيش ! يلا مددي جنبي!  


رفعت حاجبها بدهشه لتصيح بغضب : 

-نعم ! انا مستحيل أنام جمبك!  


بعد مرور بضع دقائق... 


دلفت الي الغرفة التي ينام بها بخوف لتستلقي بجانبه بقلق وهي ترتعش وتتنفس بصوت عالٍ فذلك المنزل مخيف بحق ما كان يجب عليها العناد وان تنام بغرفة مجاورة فقد انطفأت اضواءها فجأة وصوت مخيف أفزعها يبدو أنه لقطة...نظرت له فهو نائم بعمق لتسحب كفه ببطء حذر وتحتضنه بخوف فهي علي الرغم من سنوات عمرها التي تخطت الثلاثون مازالت تخشي النوم وحيدة فماذا عن النوم بمكان كهذا!  


، ابتسم بحنو حين شعر بها تستلقي بجانبه وزادت دهشته حين احتضنت كفه! فمازال لا يراها سوي طفلة صغيرة وهذا ما جذبه بها طفوليتها وجمالها الهادئ ، استلقي علي ظهره ليضمها بهدوء اليه ومازالت تتمسك بكفه وكأنه سيهرب! راحة غريبة تغمره وهي بين ذراعيه حتماً تلك المرأة ستقوده الي الجنون يوماً ما... 

               ***** 

خرجت من غرفتها التي تطأ قدمها خارجها منذ عادت الي مصر مقررة مقابلة "دانيال" لتري بشأن تلك الفتاة التي يساعدها فهي تشتعل من نيران الغيرة لتقطب جبينها بحيرة حين رأت "ميرا" تتجول بأنحاء الشقة وتزينها بزينة رائعة الجمال وتبدو من مظهرها انها تعمل منذ الصباح الباكر لتقول بتساؤل : 


-هو في مناسبة النهاردة ؟ 


اجابتها بابتسامة وهي تضع مكونات الكعكة : 


-اه النهاردة عيد ميلاد يوسف...اول مرة نحتفل بيه سوا فلازم يبقي مميز... 


لتهتف بلامبالاة وهي تغادر : 


-تمام...ابقي قولي لجوزك اني خرجت في مشوار كده وراجعة 


كادت ان تخبرها الا تخرج بدون اذنه لكنها فكرت قليلاً ان "ليلي" لم تخرج منذ ان عادت الي هنا لتقرر ان تتفاهم مع "يوسف" ليسمح لشقيقته بالقليل من الحرية حتي لا تزيد الأمور سوءاً بينهم 


دلفت الي غرفتها لترتدي فستان أسود قصير وبأصابع باتت ماهرة في وضع مستحضرات التجميل انهت زينتها لتبتسم برضا علي هيئتها ليصدع رنين هاتفها برسالة لتفتحها وعيناه تتفحص محتواها بصدمة : 


(" يوسف هيطلقك قريب...أصله كان متجوزك كان ينبسط معاكي لمدة سنة...مفكرتيش انتي ليه محملتيش لحد دلوقتي ؟ ده علشان جوزك المصون بيحطلك حبوب منع الحمل ! ولو مش متأكدة من كلامي هبعتلك ريكورد بصوته... 

                   فاعل خير") 


نفت برأسها بخفة قائلة بعدم تصديق : 

-اكيد ده مقلب من مقالب يوسف أنا عارفاه ! 


وصلت الرسالة التالية لتغط عليها بأصابع مرتجفة وياليتها لم تفعل ليصدع صوت "يوسف" : 


-انا تقولي لأ ! فاكرة نفسها مارلين مونرو بنت ال**** ده ابوها نفسه بيقول عليها بت شمال وعامله عليا أنا شريفة ! وديني لأوريها بكره أخليها خاتم في صباعي وهتجوزها لمدة سنة...اه سنة مانا بردو هكلف وأعمل فرح وشهر عسل الكلام ده يبقي لازم أتكيف ! وبعدها هطلقها وارميها رمية الكلاب وهجيب رقبتها الأرض بنت السويفي ! 


انتهي التسجيل وانتهي معه كل شئ وكأن ظهرها لم يعد يحتمل طعنات أخرى لتسقط علي ركبتيها والدموع تنهمر من عينيها الزرقاء التي أظلمت كحياتها وهي تتذكر ما حدث قبل زواجهم حين أصابه الحادث حين رفضته كيف لم تنتبه أنه كان بمشفى من أفضل المشافي في مصر! تذكرت حين دلفت الي المشفى مسرعة وسألت في استقبال المشفى 


Flash back.           

     

ركضت الي المشفى بقلب ينتفض بفزع لتسأل إحدى الممرضات بلهفة : 

-لو سمحتي في واحد لسه جاي في حادثة عربية ؟! 


لتجيبها الممرضة : 


-اه قصدك علي يوسف بيه الحديدي هتلاقي اخر الطرقة علي الشمال... 


وصلت الي الغرفة لتجد شاباً ليقول بهدوء : 


-حضرتك الي كلمتك علي التليفون ؟! 


-ايوة انا ، هوعامل ايه ؟ 


-لسه في أوضة العمليات عموماً ده تليفونه وملقناش اي اثبات شخصية معاه ! 


End.flash back.         


ضحكت ببكاء كيف لم تنتبه ان الشاب اخبرها انه لم يجد هويته وكيف اخبرتها الممرضة بإسمه حتي حادثه كان مدبر وهي كالخرقاء ظنته متيم بها ! لتصرخ فجأة بحرقة نابعة من قلبها بكل ما مرت به : 


-آآآآه  

صرخت حتي نبحت أحبالها الصوتية... فيالسخرية كل شئ كان مزيف...حبه... زواجهم... سعادتهم ! 


              ***** 

وصلت الي الفندق لتصعد الي الغرفة ، دقت الباب والذي انفتح فجأة لتسحب للداخل ويغلق خلفهم ، لا تصدق انها عادت تنعم بدفئ أحضانه فقد اشتاقته بحق...لتبتعد بخجل وهو يهمس بحب : 


-الأن فقط عدت أتنفس ! اشتقت اليكِ...قطتي البرية ! 

ضحكت بخجل لتردف بابتسامة : 


-أين الفتاة ؟ اريد أن أتحدث معها قليلاً بالتأكيد هي مرتعبة منك أنا ادري الناس بزوجي المخيف!  


ضحك بخفة لتزيد وسامته المهلكة فقد اشتاق لشقاوتها ليقول بابتسامة : 

-لم أصل لمرحلة أكلي لحوم البشر بعد...هيا اذهبي انها بالغرفة المجاورة... 


اومأت بضحك لتدلف الي غرفة الفتاة لتقول بابتسامة رقيقة : 

-ازيك ؟ أنا أبقي خطيبة دانيال الراجل الاجنبي الي جابك هنا!  


طالعتها بشك لتقول بتوسل : 


-ربنا يخليكي يا هانم خليهم يسبوني أمشي انا مش فاهمه انتوا جايبني هنا ليه ؟! 


جلست بجوارها علي الأريكة لتسترسل بهدوء : 


-احنا هنتكفل بيكي يعني هنجبلك شقة تعيشي فيها و هنرجعك المدرسة تاني وهتدخلي انضف مدارس في مصر وكل شهر هيوصلك مبلغ كويس ! 


لمعت عيناها بدموع لتهتف بغير تصديق : 


-بجد يا هانم هتعملولي كل ده ببلاش كده ؟ 


ابتسمت في داخلها حين تذكرت وقت قابلت "دانيال" لأول مرة وقتها اخبرها انه سيأخذ ثمن كل ما يعطيها اياه لم تدري انه سيكون أفضل ثمن تدفعه في حياتها فقد كان الثمن عشقها ! فاقت من شرودها لتكمل : 


-مفيش مقابل يا جميل احنا بنعمل كده لله وربنا مبينساش حد ... 


ودعت الفتاة بابتسامة لتدلف اليه لتجده يضع رأسه بين كفيه ، وضعت كفها علي كتفه قائلة بقلق : 


-داني!  ماذا بكَ انت بخير ؟! 


رفعت رأسه لتصدم بعيناه المتألمة ليهمس بضعف : 


-لقد وجدته ليلي ! وجدت ابي ! 


ضمته بسعادة قائلة بدموع : 


-أخبرتك انك ستجده ! الأن فقط اكتملت سعادتنا ! 


لم يرد لتبتعد قليلاً وتقول بتوجس : 


-داني أين وجدته ؟ 


رفع عيناه الزرقاء الملتمعة بدموع تراها لأول مرة! قائلاً بصوت مبوح : 


-لقد مات ليلي ! اسمه مسجل بقائمة المتوفون حديثاً ! لقد تركني مرة أخري...وهذه المرة بلا عودة ! 


شهقت ببكاء حين احتضنها وتشبث بها كأنها أمله الوحيد لتزيد من احتضانه ولا تدري حقاً ماذا تقول ! ليهمس بخفوت ضعيف : 


-كيف مات قبل أن أحتضنه واقبل كفيه كيف تجرأ علي تركي وحيداً مرة أخرى ! 


ربتت علي كتفه هامسه بدموع وهي تبكي لبكاءه : 


-عزيزي ارجوك اهدئ انا... 


صمتت حين شعرت بثقله علي جسدها ابعدته قليلاً لتجده قد غاب عن الوعي بوجهه شاحب لتصرخ بفزع : 


-داني ... !!! 

                ***** 

ذرعت الرواق ذهابا واياباً وهي تكاد تموت قلقاً عليه لتهرع الي الممرضة التي خرجت مسرعة وامسكتها قائلة بلهفة : 


-المريض الي جوه عامل ايه ؟ انتوا بقالكم ساعة ومحدش طمني ؟! 


لتجيبها الممرضة مسرعة وهي تركض وتنادي أحد الأطباء : 


-عنده أزمه قلبيه والقلب توقف أكتر من مرة خليني اعدي الحالة بتضيع مننا ! 


وقفت مشدوهة بما قالته لتضم نفسها وتجلس جانباً ترتجف بقوة هامسه بنفي : 


-داني مش هيسبني هو بس زعلان علي موت أبوه وهيبقي كويس أكيد...يارب ! 


              ***** 

ولج "يوسف" الي منزله ليندهش بتلك الزينة الرائعة ليدرك ان جميلته حضرتها لمناسبة عيد ميلاده...ابتسم حين رأها تخرج من غرفتها بذلك الفستان الأسود الذي جعل قلبه يخفق بجنون لتقترب قائلة بابتسامة غريبة : 

-كل سنة وانت طيب يا حبيبي ! 


اتسعت ابتسامته وقلبه يرقص طرباً لتذكرها عيد ميلاده ليردف بحنان : 


-وانتي طيبة يا حبيبتي... 


طالعته بأعين لامعة وهي تتشبع من ملامحه لتهتف بابتسامة زائفة : 


-طب عارف الاحتفال ده بمناسبة ايه يا يوسف ؟ 


لف ذراعه حول خصرها لتصطدم بصدره ليميل ويلثم شفتيها برقة قائلاً بابتسامة مدعياً عدم الفهم : 


-بمناسبة ايه يا روح وقلب يوسف ؟! 


احتضنته بقوة وكأنها تشبع من رائحته وترفع جسدها لتصل الي أذنه هامسه بنبرة مغرية...متألمة...فارغة : 

-بمناسبة طلاقنا ... ! 

_ حطام  _

 _ 26 _


زادت تلك الجلبة الرعب الي قلبها لتجد الأطباء يهرعون الي غرفته لتسد طريق أحدهم وتجذبه من مقدمة قمصيه الأبيض الطبي قائلة بقسوة وتهديد يناقض الدموع التي تنساب علي صفحة وجهها :


- المريض الي جوا ده لو حصله حاجة أنا هطربق المستشفى علي دماغكم وأجيب عاليها واطيها كلامي واضح ؟!!


اومأ لها الطبيب بمهادنة فبحالتها تلك تبدو غير طبيعية وعلي أتم استعداد لزهق روح من يقف بطريقها! لتدفعه بارتجاف ، وتعاود الجلوس برعب يتأكلها وجسدها يهتز بصورة مخيفة! لتنهض وتطرق باب العمليات صارخة بعصبية مفرطة :


- افتحوا الباب ده ! داني لازم يعيش وديني لقتلكم لو حصله حاجة ! 


اقترب حارس المشفى ليقول برسمية :

- لو سمحتي يا فندم مينفعش الي بتعمليه ده ابعدي عن أوضة العمليات الصوت العالي ده غلط علي المرضي ! 

لكمته بعنف ليقترب حارس أخر فتنهال عليه بلكمات عنيفة وكأنها تفرغ طاقتها به لتلتف نحو غرفة العمليات وتركل الباب بقوة لينفتح وتهرع للداخل لتجده ممد بجسد شاحب والأطباء من حوله لم تستمع لصرخات الطبيب الذي صاح باستنكار :

- ايه التهريج ده ؟ ازاي تدخلي أوضة العمليات كده ؟ الامن فين ؟! 


- اقترب الطبيب ليمنعها لتلكمه وتدفعه جانباً لتقترب من الفراش وتهز جسده بانفعال :


- داني ! افق ! انا لن اسمح لك بتركي من تظن نفسك  ؟! أيها الوغد اللعين لقد وعدتني بالا أفقد اماني ابداً اين وعدك واللعنة ! 


صرخت بصوت جريح حين تكابل عليها الممرضين ليضعوها أرضاً ويثبتوها لتصرخ بحرقة :


- وديني لأقتلكم يا *** سيبوني ! ابعدوا عني ! داااااانيال ! 


صرخت بصوت دوي في أرجاء المشفى ليغرز أحد الأطباء حقنة مهدئة في ذراعها لتضعف قوتها وما هي الا ثواني لتغمض عيناها وترتمي فاقدة للوعي إجبارياً ! ليتنفس الجميع الصعداء فتلك الفتاة حقاً بها شراسه لم يراها أحد من قبل ليهتف الطبيب بتعب :


- انهيار عصبي حاد ! دي كانت هتجيب أجلنا ايه الأنثى المتوحشة دي ! 


حملها الممرضون ليتجهوا بها الي أحد الغرفة ليلتفت الطبيب الي المريض الذي كانت تصرخ من أجله ويتأكد من مؤشراته الحيوية ليخرج من الغرفة ويتجه لمكتبه ويستريح بإنهاك لتقطع هدوءه تساؤل احدى الممرضات :


- معلش يا دكتور هي الحالة الي في العمليات دي استقرت ولا لسه تحت الخطر ؟ 


أجابها بتعب :


- يا ستي مكانش في خطر أصلاً ! المريض كان عنده صدمة شديدة وكان ممكن يوصل لأزمة قلبية بس لحقناه لأنه جه في الوقت المناسب ! 

قطبت جبينها باستغراب :


- الله ، طب ازاي يا دكتور دي المستشفى كانت مقلوبة ودكاترة المستشفى كلهم دخلوا العمليات علشان الحالة دي ! 


ليرد بملل :


- اصل اتضح ان المريض ده أجنبي ! ولو كان حصله حاجة كانت المستشفى هتتقفل فيها وكلنا هيتسحب مننا كارنيه مزاولة المهنة ونعد في البيت ! 


اومأت باستيعاب لتخرج وتقابل مجموعة من الممرضات صديقاتها لتسرد لهم كل ما اخبرها به الطبيب كعادتهم لتشهق احداهم بخوف قائلة :

- يا نصيبتي ! دانا افتكرت ان الحالة خطيرة والراجل بيودع وطلعت قولت كده للبت المفترسة الي كانت قاعدة برا وبعديها نزلت في الكل تلطيش وجالها انهيار عصبي دانا كده روحت في داهية !


لتجيب احداهم بخبث :


- يااختي ولا داهية ولا حاجة البت كانت عندها انهيار عصبي اكيد ماخدتش بالها من شكلك ، انتي بس روحي دلوقتي ومتجيش بكره احتياطي !


 أومأت لتتجه لغرفة الممرضات غير عابئة بما فعلته كلماتها المعدودة بقلب تلك الراقدة لا حول لها ولا قوة... 


           *****


- ايه الهزار السخيف ده !


هتف بها "يوسف" بنبرة شبه غاضبة ليصدم بضحكتها الساخرة قائلة بتهكم :

- الله وانت من امتي بتتكلم جد يا چو ؟ ما حياتنا كلها هزار ! 


قطب جبينه من حالتها الغريبة ليقول باستغراب :


- انتي ازاي تكلميني بالأسلوب ده ؟ 


وصلته اجابتها ساخرة :


- من عاشر القوم يا يوسف باشا ! 

امسك رسغها قائلاً من بين أسنانه بتحذير :


- اتعدلي وانت بتكلميني ! وخليكي واضحة وفهميني في ايه ؟ وايه الي مغيرك كده ؟! 


سحبت رسغها بعنف لتقول بابتسامة زائفة :


- السنة خلصت ! 


- مش فاهم ؟ 


- السنة ! انت مش كنت عامل حسابك علي سنة ؟ وبعدها ترميني رمية الكلاب ؟ انا حبيت اريحك واديني بقولك طلقني ! وبالنسبة لفلوس الفرح وشهر العسل انا مستعدة اديهالك شوف ليك كام ونتحاسب ! 


انقبض قلبه بقوة ليقول بتوتر :


- فلوس ايه وطلاق ايه ؟ جبتي منين الكلام ده ؟! 


انسابت دموعها لتهمس بألم وعيناها تتوسل له ان ينفي ما تقوله :


- اتجوزتني سنة علشان تنبسط وبعدها تطلقني وكنت بتحطلي حبوب منع الحمل من ورايا علشان مجبش عيل والبسك في جوازة دايمة ! ده الكلام الي عرفته...قول انه كدب وانه محصلش وانا هصدقك ! قول ان حياتنا مكانتش مجرد تسلية ! 


نظر لها بضعف وعيناه يكسوها الالم ليهمس بتردد :

- أنا...ميرا... 


قاطعته بتوسل :


- حصل ولا محصلش يا يوسف ؟


ليردف بحروف عبرت من منتصف قلبه قبل أن تصل لمنتصف قلبها! :


- كل الي قولتيه حصل ! بس والله انا...اتغيرت ولغيت فكرة الطلاق من دماغي وبطلت احطلك الحبوب دي من زمان ! 


أخفت انهياراً وشيكاً لتستعيد قناع القوة والجمود قائلة بنبرة مختنقة :


- تمام...انا هرجع شقتي القديمة وشوف هتبقي فاضي امتي علشان نروح للمأذون ونتمم اجراءات الطلاق ! 


جذبها ليضمها بين ذراعيه ويتشبث بها هامساً بألم :


- والله بحبك واتغيرت متسبنيش يا ميرا ! هعملك الي انتي عايزاه بس بلاش طلاق ! 

ابعدته بارتجاف وهي تقول بضعف وكأنها لم تسمعه :


- ارمي يمين الطلاق ! مهما كان احنا بينا عشرة وانت وقفت جمبي كتير فبلاش تخليني ألجأ للمحاكم انا مش عايزة اقف قصادك في محكمة يا يوسف ! 


- بحبك ! 


- متخلنيش اكرهك اكتر من كده !


- كانت غلطة ! 


- الحاجة الوحيدة الي كانت غلطة هي جوازنا وهنصلحها دلوقتي!  


التقت عيناهم بلقاء ابلغ من الكلام كأنها تعاتبه علي كسرها وخداعها وعيناه تعتذر بصمت وتقسم بعشقه! لتهمس بخفوت متوسل :


- أرجوك طلقني ! متجبرنيش اعمل حاجة اندم عليها ! 


اغمض عيناه ليهمس بضعف وكأن روحه تخرج برفقة تلك الكلمة :


- انتي...طالق ! 


         *****

تسللت أشعة الشمس الي الغرفة لتقشع الظلام فيعبس كلاهما بانزعاج ويتململا بضيق ، وما كادت تفتح عيناها لتنفض صارخة :


- نهار ابوك اسود انا بقيت هنا ازاي كده ؟!


كان يعلم انها تقصد كيف اتت بين ذراعيه ليقول بنعاس :


- بعيداً عن انتي الي جيتي نمتي هنا وفي حضني كمان لان انا مجبتكيش...انا بس عايز اعرف انتي اخت يوسف الحديدي بجد ؟! طب محدش خد باله انك ناقصة تربية ؟!


استشاطت غضباً لترد بتوتر غاضب :


-  لو سمحت عيب كده ! انا...انا جيت فعلاً بس كنت نايمة بعيد...و...


ابتسم لملامحها الطفولية بوجهها الأحمر من الغضب والحرج معاً! ليقول بدعابة :


- طب يلا خلينا نروح زمان امي عاملة مناحة دلوقتي ! 


عبست ملامحها لتردف بقلق :


- انا بردو سايبة يزن ومازن مع الشغالة وزمانهم خايفين ! 


طمأنها بلطف :


- متقلقيش الاقي بس حتة فيها شبكة وهعرف اجيب حد يطلعنا من هنا ! 


           *****

فتح جفونه بضعف ليري نفسه بغرفة بيضاء وجهاز التنفس الصناعي علي وجهه ليرفعه بتعب وينادي الممرضة بضعف قائلاً :


- منذ...منذ متي وانا هنا ؟ 


قطبت جبينها لتهتف في نفسها بحسرة :

- العلام حلو بردو مش كنت فهمت قال ايه وطلعتلي بقرشين حلوين جتنا نيلة في حظنا الهباب !


لتخرج من الغرفة وتطلب له احد الأطباء الذي جاء وبدا في تفحص اجهزته الحيوية قائلاً بابتسامة :


- بماذا تشعر سيد دانيال ؟! 


رد بتقطع من بين انفاسه التي تخرج بصعوبة :


- أشعر...بـألم طفيف في قلبي...ماذا حدث ؟


اجابه بهدوء :


- لقد اوشكت علي الاصابة بأزمة قلبية لكن حمدلله انت الان بخير ويمكنك الخروج بعد بضع أيام... 


تذكر ما حدث بالأمس وما علمة عن وفاة والده ليومأ بضعف وحزن عاد يحتل عيناه ليعود ويضع قناع الاكسجين لينتبه لحديث الطبيب :


- بالمناسبة...هناك فتاة اتت امس برفقتك...لا يمكنني وصف ما فعلته ! لقد ضربت اثنين من الحراس وضربت احد الأطباء فقط لتراك ! واصيب بانهيار عصبي وهي بغرفة مجاورة ومن المفترض ان تستيقظ بعد قليل...


اتسعت عيناه الزرقاء بصدمة ليهمس في نفسه :


- ليلي ! 


نزع القناع مرة اخري ليهمس بتعب :


- من فضلك...احضرها الي هنا قبل ان تفيق...ستسوء حالتها ان لم تجدني حينما تستيقظ...


لم يستطيع الطبيب إخفاء دهشته هو المصاب ومن كاد يموت اذا تأخر بضع دقائق ويقلق علي حالتها هي يبدو انه امام حالة عشق لا تتكرر كثيراً ليقول بتفهم :


- كما تريد سيد دانيال ستكون هنا قبل ان تفيق...


وبالفعل وضعوا سريرها بجواره ليشير لهم بالرحيل وتركهم ، ثم نهض بتعب واستلقي بجوارها وضم جسدها الصغير اليه مقبلاً جبينها بحب لتفتح عيناها بعد قليل لتجده بجوارها لتصيح بلهفة باكية :


- داني هل انت بخير ؟


لم يرد فقط زاد من ضمها ليصدم بها تقبل كل انشاً بوجهه هامسه بخفوت :


- ارجوك لا تجعلني اعيش ذلك الرعب مرة أخرى ! ليلي لا وجود لها بدون داني ! 


لاح شبح ابتسامة ليرفع يده ويدفن رأسها بكتفه هامساً بشرود :


- اهدئي صغيرتي...أنا بخير...انا اليوم أعترف انك محقة ليلي...آمالي تحلق حالياً واليوم اندثرت بين التراب ! عشت حياتي اتمني لقاءه واستعد لهذا اليوم...لا ادري ماذا حدث لكنه فقط حلم السنوات تحطم في لحظات...ويبدو ان هذا القلب اللعين لم يتحمل ذلك ! 


شهقت ببكاء هامسة بحزن :


- ارجوك لا تقل هذا ! تماسك لأجلي...أنا حقاً لا ادري ما يجب علي قوله لمواساتك...انا حبيبة فاشلة أليس كذالك ؟!


طبع قبلة رقيقة علي خصلاتها هامساً بحنان :


- وجودك بجواري يكفي...فقط وجودك !


ليهمس بمرح زائف حتي لا يجعلها تفكر كثيراً بحالتها ويستطيع اقناعها بالرحيل فيما بعد حتي لا يقلق أخيها :


- افقد وعيي لبضع ساعات فأجدكِ

 كدتِ تحطمين المشفى رأساً علي عقب أيتها الشرسة ! 


ابتسمت بخجل وهي تخفي وجهها بكتفه كطفلة صغيرة أخطأت ليكمل بصرامة زائفة :


- أظن ان اظافرك بحاجة للقص قطتي البرية ! كيف لكمتي الطبيب واللعنة ! 


ضحكت قائلة :


- لا ادري ! لا اذكر سوي اني كدت اموت قلقاً عليكَ... تنهدت لتكمل بشقاوة :

- لكن لا بأس فانا افعل ما شئت فأبي لن يسمح لأحد بالاقتراب مني ابداً...أليس كذالك أبي ؟!


ضحك بضعف ليمرر كفه علي خصلاتها بحنان قائلاً :


- أبيكي سيقتل اي شخص يفكر فقط بإزائك صغيرتي... 


          *****

حطـام...أقل وصف لما فعلته بمنزلها منذ ان عادت اليه ، صرخت بجنون وهي تحطم المرآة فتتكسر الي قطع صغيرة ، مسحت دموعها بقسوة لتلتقط إحدى قطع الزجاج وتضعها بالقرب من كفها تحديداً علي وريدها لتصرخ بقهر :


- انا اكتفيت ! مش هقدر اتحمل حاجة تاني ! ليه كل الناس بتأذيني ؟! أنا عمري ما اذيت حد ! 


لتلعن في سرها وتلقي بقطعة الزجاج جانباً فمهما كانت قوية هي اضعف من ان تقتل نفسها وان تحمل ذلك الذنب العظيم ولكنها لن تستسلم للضعف والحزن لتهمس بتوعد عنيف والقسوة تندلع بعينيها المظلمة رغم العبرات المنهمرة :


- وديني لأندمك يا يوسف ! مش ميرا السويفي الي تتاخد تسلية وتقضية وقت ! 


            *****

نفخت بضيق لتردف بتوسل :


-  ابوس ايدك خليني اروح اطمن عليه !


نفي بجمود :


- مينفعش ! مش مسموحلي اخرجك برا الأوضة من غير اذن الباشا لو سمحتي ارجعي اوضتك تاني ! 


دلفت الي الغرفة بغيظ من ذلك الرجل الذي يبدو كالآلة التي لا تسمع ولا تري فقط تنفذ الامر! لتتنهد وتهمس بصدق :


- يارب نجيه ! ده راجل طيب...صحيح امريكاني وخواجة بس قلبه طيب ووقف جمبي...يارب يبقي بخير...ده اخر امل ليا في الدنيا المهببة دي...لو حصله حاجة كده عطوة هيلاقيني وهرجع لنفس العيشة المقرفة الي كنت فيها ! 


            *****

جلسوا علي قارعة الطريق بانتظار السيارة التي ستأتي لتأخذهم ليقطع الصمت "إلياس" قائلاً بتساؤل :


- صح يا سارة هو تليفونك فين ؟!


اجابته بلامبالاة :


- طلعته واحنا بيضرب علينا نار...كنت ناوية أكلم يوسف يلحقني بس لما حودت جامد مرة واحدة طار من الشباك...يلا خد الشر وراح ! 


ليحمحم قائلاً :


- سارة هو انتي لما اتجوزتي كنتي قاصر ؟!


قطبت جبينها من سؤاله الغريب لتهتف باستغراب :


- لا كان عندي 22 سنة اشمعني ؟

اجابها ومازال مندهشاً :


- لا مفيش أصلك شكلك صغيرة اوي انا ساعات كتير بشك ان عندك عيال ! 

ابتسمت بخجل قائلة بلا تفكير :


- تسلم الله يعزك ! 


عضت علي شفتيها لتلعن في سرها تسرعها الغبي لتقول في سرها :


- يخربيت الدبش الي بيطلع مني في واحدة تقول لخطيبها الله يعزك ! 


ابتسمت له بسخافة وهو يطالعها بغرابة ويفكر في نفسه من هي حقاً تلك متعددة الأدوار فأحياناً يراها طفلة صغيرة خائفة تتشبث بكفه وأحياناً ام عاشقة لأبنائها وتحميهم من اي شر وحين أخر يراها امرأة رقيقة تخجل من كلمة مغازلة واحياناً امرأة شرسة قوية الشخصية! وبين هذا وذاك عالقاً هو وكأنها تسحبه بخيوط متينة لأعماق عشقها دون ان يدري...

               *****

دخلت الي المنزل بخطوات حذرة لتجده شبه مدمر وكأن عاصفة دمرت أثاث المنزل! فاقت علي يده التي تشد خصلاتها بقسوة صائحاً بصوت جهوري :


- كنتي فين ؟! ردي عليا قبل ما ادفنك مكانك ! 


صرخت بألم من قبضته لتصرخ بغضب :


- ابعد ايدك عني ! خلينا نتفاهم من غير همجية ! 


ترك خصلاتها لتصدم بمظهره بشعره المشعث وعيناه الحمراء كالدماء وملامحه المرهقة فيبدو انه لم ينم منذ أمس لتقول بتردد :


- دانيال ابوه مات ودخل المستشفى من الصدمة فانا مكانش ينفع اسيبه ونسيت اكلمك من قلقي ! 


 رغم علمه بوجود "دانيال" بمصر لكن لم يعلم بشأن والده ليصرخ بعصبية مفرطة :


- وهو مين علشان تروحيله ؟!وازاي أصلاً تخرجي من غير اذني ؟ انت فكراها وكالة من غير بواب ؟! 


اندهشت من صراخه العال وعصبيته المفرطة لتقول بغضب :


- انت مكبر الموضوع اوي قلتلك دانيال في حكم خطيبي وتعب ازاي مروحش ازوره ؟! وكمان هو جاي مصر علشاني ! 


 تنفس بغضب ليردف مسرعاً بلا تفكير :


- لالا انت خلاص عيارك فلت من بكره اول واحد يتقدملك هجوزهولك ! يمكن يقدر يعمل الي فشلنا فيه ! 


اتسعت عيناها بذعر سرعاً ما تحول لشرارات غضب لتقول بأنفاس غاضبة وتهديد :


- زمان كنت صغيرة ومقدرتوش تجبروني علي جواز من واحد قد ابويا تفتكر دلوقتي لما اتغيرت وبقي معايا حد بيحبني وهيقف جمبي هتقدر تجبرني ؟!


هتف بصوت لاهث بعدم فهم :

- راجل مين الي كنتي هتتجوزيه ؟! انا مش فاهم حاجة ؟!


 اقتربت لتقول بنبرة مختنقة :


- مامتك من تلات سنين كانت هتجوزني لراجل غني عنده 50 سنة ! وابوك طبعاً كالعادة ميقدرش يعصالها امر! 


نفي غير مصدقاً :


- مستحيل ! حتي لو كده انا اكيد مكنتش هقبل ! 

ابتسمت ساخرة لتهمس بتهكم :


- وانت كنت فين أصلاً يا يوسف ؟! سهرات وخروجات واخر دلع انت كنت في عالم تاني محدش كان فارق معاك كل همك فلوسك وسهرة حلوة والباقي في داهية ! 


 وكأنها طعنته بكلماتها! يبدو انه حان موعد الحساب علي أخطاءه السابقة لتسترسل بشرود :


- وقتها مؤيد كان زميلي في الكلية ، دفعتله فلوس علشان يجي يتجوزني ويطلقني بعديها واقدر أهرب وفعلاً...وصلت لندن تخيل انت بقي واحدة 18 سنة معهاش غير شنطة هدومها ومبلغ صغير ميكفيش أوضة في فندق! ماشية في شوارع لندن هربانة من اهلها...وقتها قابلت داني وخدني القصر بتاعه بس والله ملمسني! بالعكس ده قدملي في الجامعة وساعدني كتير وعلمني ازاي ادافع عن نفسي! وطلب يتجوزني وبعد كده انت عارف الباقي...

توقعت ان يغضب...ان يثور...لكنه صدمها حين قبل جبينها بحنان قائلاً بنبرة فارغة :


- لما دانيال يبقي كويس خليه يجي يكلمني علشان نتفق علي معاد الفرح...يلا خلي بالك من نفسك !


قطبت جبينها بدهشة لتجده مغادراً لتمسك رسغه قائلة بقلق حاولت اخفاءه :


- انت كويس ؟! وفين ميرا ؟!


اجابها بشرود :


- طلقتها ! 


شهقت بصدمة قائلة :


- ايه ؟ طب ازاي ؟ وليه؟ 


امسك كفها يربت عليه قائلاً بنبرة متألمة :


- اصل انا دمرتها ! زي ما دمرتك ودمرت سارة...كان معاكي حق انتي عمرك ما هتوصلي ل*** انا اوحش بني ادم ممكن تشوفيه ! اعتبري ان اخوكِ مات ! مش هحاسبك علي حاجة بعد كده مش هحاسب حد ولا هقابل حد انا مش عايز اأذي حد تاني ! 


اشفقت عليه بحق فهي لم تره بذلك الضعف والانكسار من قبل لتقول بتوتر :


- طب...طب انت محتاج راحة شوية وكل حاجة هتبقي كويسة صدقني !

مسد علي خصلاتها بحنان تراه لأول مرة :


- انا مش عارف هغيب قد ايه بس محتاج ابقي لوحدي...الاحسن تروحي تقعدي مع سارة انتوا محتاجين بعض ! 


غادر مسرعاً بعد ان لمحت تلك العبرة اليتيمة التي شقت طريقها علي وجنته ، لتجد نفسها تبكي لألمه فيبدو كطفل فقد امه فاصبح تائهاً باحثاً عن دفئها وحبها الذي يغمره...قيل أن دموع الرجال كانهيار الجبال! وهو لم ينهار بل تحطم...حطمته ذنوبه القديمة لتسحب من قلبه بريق الحياة...


             *****

دلفت بخطوات واثقة قوية بأحمر شفاهها الجذاب ذو اللون الأحمر الجريء وخصلاتها السوداء تعطيها هالة من القوة والجاذبية الي تلك الشركة لتسأل المساعدة :


- مكتب طارق المحمدي ؟


اشارت لها المساعدة بابتسامة :


- علي ايديك اليمين يا فندم...اتفضلي استاذ طارق في انتظارك !


دخلت لتصافحه ببرود وتجلس قائلة بثقة :


- من فترة صغيرة جيت المكتب وطلبت تتقدملي ! يتري عرضك لسه متاح ؟


اجابها مسرعاً رغم دهشته من جراءتها :


- اه طبعاً...بس ازاي مش حضرتك متجوزة  ورفضتي عرضي وقتها ؟!


خلعت نظارتها الشمسية لتقابل عيناها الزرقاء الحادة نظراته المنبهرة بجمالها لتضع قدماً فوق الأخرى قائلة بابتسامة قوية وواثقة :

- اتطلقت ! 


الفصل 27/28 من هنا


بداية الروايه من هنا



🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹

ادخلوا بسرعه حملوه وخلوه علي موبيلاتكم من هنا 👇👇👇

من غير ماتدورو ولاتحتارو جبتلكم أحدث الروايات حملوا تطبيق النجم المتوهج للروايات الكامله والحصريه مجاناً من هنا


وكمان اروع الروايات هنا 👇

روايات كامله وحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

خلصتوا قراءة الفصل إتفضلوا جميع الروايات الكامله من بداية الروايه لاخرها من هنا 👇❤️👇💙👇❤️👇


رواية ودق قلب الحجر


رواية البنات زينة البيت


رواية حطمت حصون قلبي


رواية أسيرة القاسي


رواية القيصر


رواية صدفة مجنونه


رواية غزاله بفك الضبع


رواية عهد الأسود


نوفيلا سطو قلبي


رواية صعيدي يفقد عقله


رواية أحببت فريستي


رواية العنيد


رواية هلاك العشق


رواية زوج مأجور


رواية حب بالقوه


رواية البريئه والوحش


رواية الجميله والوحش


رواية لعبة القدر


رواية عشق الوحوش


روايه حب مجهول الهوية


رواية صغيرة الثلاث


زواج بالاجبار


1- روايةاتجوزت جوزي غصب عنه

2- رواية ضي الحمزه

3- رواية عشق الادهم

4 - رواية تزوجت سلفي

5- رواية نور لأسر

6- رواية مني وعلي

7- رواية افقدني عذريتي

8- رواية أحبه ولكني أكابر

9- رواية عذراء مع زوجي

10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


رواية صغيرة الايهم

12- رواية زواج بالاجبار

13- رواية عشقك ترياق

14- رواية حياة ليل

15- رواية الملاك العنيد

16- رواية لست جميله

17- رواية الجميله والوحش

18- رواية حور والافاعي

19- رواية قاسي امتلك قلبي

20- رواية حبيب الروح

21- رواية حياة فارس الصعيد

22- سكريبت غضب الرعد

23- رواية زواجي من أبو زوجي

24- رواية ملك الصقر

25- رواية طليقة زوجي الملعونه

26- رواية زوجتي والمجهول

27- رواية تزوجني كبير البلد

28- رواية أحببت زين الصعيد

29- رواية شطة نار

30- رواية برد الجبل

31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة

33- رواية وقعتني ظبوطه

34- رواية أحببت صغيره

35- رواية حماتي

36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب

37- رواية ضابط برتبة حرامي

38- رواية حمايا المراهق

39- رواية ليلة الدخله

40- سكريبت زهرة رجل الجليد

41- رواية روح الصقر

42- رواية جبروت أم

43- رواية زواج اجباري

44- رواية اغتصبني إبن البواب

45- رواية مجنونة قلبي

46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق

47-  رواية أحببت طفله

48- رواية الاعمي والفاتنه

49- رواية عذراء مع زوجي

50- رواية عفريت مراتي

51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


52- رواية حورية سليم

53- رواية خادمه ولكن

54- سكريبت لانك محبوبي

55- رواية جارتي وزوجي

56- رواية خادمة قلبي

57- رواية توبه كامله

58- رواية زوج واربع ضراير

59- نوفيلا في منزلي شبح

60- رواية فرسان الصعيد

61- رواية طلقني زوجي

62- قصه قصيره أمان الست

63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب

64- رواية عشق رحيم

65- رواية البديله الدائمه

66- رواية صراع الحموات

67- رواية أحببت بنت الد أعدائي

68- رواية جبروتي علي أمي

69- رواية حلال الأسد

70- رواية في منزلي شبح

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده

72- رواية عذراء بعد الاغتصاب

73- رواية عشقتها رغم صمتها

74- رواية عشق بعد وهم

75- رواية جعله القانون زوجي

76- رواية دموع زهره

77- رواية جحيم زوجة الابن

78- رواية حين تقع في الحب

79- رواية إبن مراته

80- رواية طاغي الصعيد

81- رواية للذئاب وجوه أخري

82- رواية جبل كامله

83- رواية الشيطانه حره طليقه

84- حكاية انوار كامله

85- رواية فيروزة الفهد

86- قصة غسان الصعيدي

87- رواية راجل بالاسم بس

88- رواية عذاب الفارس


91- رواية زين وليلي كامله

92- رواية أجبرني أعشقه

93- رواية حماتي طلعت أمي

94- رواية مفيش رحمه

95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله

96- رواية الوفاء العظيم

97- رواية زوجوني زوجة أخي

98- قصص الانبياء كامله

99- سكريبت وفيت بالوعد

100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه

101- سكريبت سيف وغزل

102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد

104- رواية رعد والقاصر

105- رواية العذراء الحامل

106- رواية اغتصاب البريئه

107- رواية محاولة اغتصاب ليالي

108 - رواية ملكت قلبي

109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد

110- رواية ذئب الداخليه


رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته

113- رواية نجمة كيان

114- رواية شوق العمر

115- رواية أحببتها صعيديه

116- رواية أحتاج إليك كامله

117- رواية عشق الحور كامله

118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر

120- قصة ليت الليالي كلها سود

121- رواية بنت الشيطان

122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله

124- رواية أخو جوزك

125- رواية مريض نفسي

126- رواية جبروت مرات إبني

127- رواية هكذا يكون الحب

128- رواية عشق قاسم

129- رواية خادمتي الجميله

130- رواية ثعبان بجسد امرأه


رواية جوري قدري

132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي

133- رواية المنتقبه أسيرة الليل

134- رواية نجمتي الفاتنه

135- رواية ليعشقها قلبي

136- رواية نور العاصي

137- رواية من الوحده للحب

138- رواية أحببت مربية ابنتي

139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين

140- رواية شظايا قسوته

141- نوفيلا اشواق العشق

142- رواية السم في الكحك

143- رواية الصقر كامله

144- رواية حب مجهول المصدر

145- قصة بنتي الوحيده كامله

146- رواية عشقني جني كامله

147- رواية عروس الالفا الهجينه الجزء الثاني

148- رواية أميرة الرعد

149- رواية طفلة الأسد

150- نوفيلا الجريئه والاربعيني


151- رواية أحببت مجنون

152- قصة أخويا والميراث

153- رواية حب من اول نظره

154- رواية اغتصاب بالتراضي

155- رواية صعيدي مودرن

156- رواية أصبحت خادمه لزوجي


157- رواية ورطه مع السعاده


158- قصة فيروز كامله

159- رواية رجال لايهابون الحياه

160- رواية ليالي الزين

161- رواية عروسه وضورتها يوم فرحها

162- رواية عروس رغماً عنها الجزء الاول

163- رواية أحببت طريدتي

164- رواية اغتصاب ولكن

165- رواية عريس ايجار

166- رواية خيانه زوجيه

167- رواية امتلكني كبير الصعيد

168- رواية عشق صعيدي

169- رواية ضحية الشهوات


170- رواية انتقام قاسي


171- رواية البايره والعقيم


172- رواية فريسه في أرض الشهوه

173- رواية الفتاه التي فقدت شرفها


تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close