القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية عروس رغماً عنها الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار رواية عروس رغماً عنها البارت الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار رواية عروس رغماً عنها الجزء الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار

اعلان اعلى المواضيع

 رواية عروس رغماً عنها الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها البارت الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها الجزء الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم سولييه نصار 


الفصل الواحد والعشرون(سجن)

شعرت وكأن العالم يميد بها وهي تقرأ رسالته ...لا تصدق ...لا لا هذا حلم بكل تأكيد ...لا لا...تراجعت قليلا وهي تضع كفيها علي اذنها....هذا كابوس ....هذا لا يحدث ...مستحيل ان يتخلي عنها أحمد بتلك السهولة ...مستحيل ان يحط*مها بتلك الطريقة الخسيسة....لا يمكن أن يكون عق*ابها هو احمد ...هي تتحمل كل شئ الا هذا ...

اقتربت من الشاب وقالت :

-فين احمد فين ...

-معرفش ...

رد عليها ببرود لتهتاج هي وتمسكه من قميصه وتصرخ:

-انطق فين ...فين احمد مستحيل يسيبني في يوم زي ده ...حرام عليه ..انا كده همو*ت. 

توتر الشاب وهو ينظر إليها وقال وهو محاولا ابعاد كفها:

-انا معرفش ...معرفش هو فين ....

-انطق والا هقت*لك....

صرخت به وقد شعرت ان العالم يدور بها ...اقترب جلال.وابعدها عنه وهو يضمها اليه ويقول الشاب:

-امشي انت دلوقتي ...وقول لأحمد يخاف علي نفسه لانه هيضطر يواجهني أنا .... 

ذهب الشاب بسرعة لتنظر حياة الي جلال وتقول وهي تضحك ودموعها تنساب من عينيها:

-ده مش حقيقي يا عمو مش حقيقي ...احمد مستحيل يعمل فيا كده...هو بيحبني مستحيل يعمل كده صح ...

-حياة ..

قالها جلال وهو ينظر إليها بشفقة ...

نهض المأذون وقال:

-طيب استأذن أنا بقا بما ان العريس والشهود مجوش ....

اقتربت حياة وهي تصرخ به :

-لا اقعد ...اقعد ...احمد هيجي دلوقتي ...ده مقلب فيا ...احمد بيحب يضايقني ...بس أنا مش هسامحه بسهولة علي اللي عمله فيا ...

اقترب جلال وهو يحاول أن يسيطر عليها ...فحالتها ساءت كثيرا وبدأت تهذي ...

-يا حياة ...

قالها جلال لتقاطعه حياة وتقول وهي تمسح دموعها:

-الميكب باظ يا عمو ...شايف مقالب احمد عملت فيا ايه ...أنا لازم اروح اصلحه ...لازم ابقي جميلة ...احمد بيقول اني لازم ابقي جميلة...وانا جميلة أنا جميلة...مش صح يا عمو ..مش انا حلوة ؟!

التمعت عيني جلال بالدموع  كان مصدوما وهو يراها في تلك الحالة... لم يراها مح*طمة  بهذا الشكل من قبل ...كأن احمد احر*ق حياتها وذهب .... نظر الماذون الى حياه المنهارة بتوتر وقال:

-يا بنتي وحدي الله بس ...واضح أنه مش هيجي فخليني امشي ورايا كتب كتاب .. 

-وكتب كتابي أنا أعمل فيه ايه !!!

قالتها حياة  والدموع تطرف من عينيها ...توتر المأذون أكثر وقال:

-ما هو مجاش يا بنتي ...هكتب كتابك ازاي ...

انسابت دموعها أكثر واقتربت منه وهي تقول بتوسل :

-يا شيخ ابوس ايديك اصبر شوية ...هو جاي علي فكرة ...انت متعرفش احمد ...هو مش قا*سي للدرجادي ...مستحيل يعمل فيا كده ...عارف هتلاقيه جاي دلوقتي بس ابوس ايديك متمشيش ...

جذبها جلال وهو يقول:

-حياة بنتي كفاية ...كفاية ..

ذهب المأذون لتقف حياة متجمدة...الدموع تنساب من عينيها وهي تقول بصوت ميت؛

-عق*ابي كان أحمد ...عقا*بي علي اللي عملته كان أحمد ...

وضعت كفها علي قلبها واكملت وهي تشعر بالدوران:

-هو قدر يك*سرني ...اخد حقها مني ...

نظر إليها جلال بحيرة وقال:

-قصدك ايه يا حياة؟! ...

-هو اخد حقها ...احد حقها مني ...احمد كان عقا*بي ...كان عقا*بي ...

اخذت حياة تهذي بتلك الكلمات وهي تتجه الي الحمام ...كانت كمن يحتضر ...

..

ولجت الي الحمام واتجهت الي الدش ثم فتحت الماء ليندفع عليها بقوة ...كانت دموعها تختلط بالماء...كانت تبكي بعن*ف وهي تتذكر كلمات الحب التي اغدقها بها ...هل كان كل شئ كذ*بة معقول ...هل حبه مزيف...لمعة عينيه.وكلامه المعسول...رباه انها تمو*ت ...تمو*ت 

اخذت حياة تضر*ب وجهها وتقول بإن*هيار:

-مكنتش عايزة أنك انت تكون عقا*بي ...كنت مستعدة اتحمل اي عقا*ب غير ده ...غير العقا*ب ده يا احمد ...

  .......


كان يقف امام النهر ...يشرب سيجارته بهدوء وداخله اعاصير ...لقد خطط ان يكسرها بتلك الطريقة ...كان يقصد...أذن ما هذا الشعور ...لماذا يشعر بالإختناق ...لماذا قلبه يؤلمه ...هو حصل علي الشقة وقرر العمل بمكتب محامي آخر ...حياته علي ما يرام فعليا ...وحياة خارجها تماما ...هو ابدا لا يكن مشاعر ناحيتها ولا يفكر بها  من الاساس ...ولا يمكن ان يفكر بها ...لن يسمح لنفسه ان يغرق بالشعور بالذنب.؟.هي تستحق ما حدث لها....تستحق لانها غبية...كيف ظنت انها سوف تتزوج ...كيف ؟!الفتيات مثلها لا يتزوجون بل هن مجرد تسلية الشباب وهو بالتأكيد لن يربط اسمه بإسم فتاة مثلها ...هذا مستحيل .. 

كان أحمد يحاول أن يدفع عنه الشعور بالذنب وهو يخبر نفسه بهذا ...ولكن مع كل حرف كان يقوله لنفسه....كان حقا يختنق ...يشعر ان شئ ثقيل يقبع علي صدره ...ولكنه فكر ان هذا الشعور سوف يكون مؤقت ...هو لن يغرق بالآسي عليها ...هذا مستحيل ...اغمض عينيه وعقله ينحرف الي ذكرياتهم سويا ...تلك الذكريات التي أصبحت تكبله بقوة فجأة ...رغم كل المبررات التي كان يضعها في عقله لتركه لها ولكن ما زال يختنق ...يحاول أن يستنتج ما حالها الان ...ولكنه كان يعرف أن حالها سئ للغاية ...هو بفعلته دمرها تماما ...وكان يعرف ...يعرف أنه سوف يدمرها ولكنه استمر ...استمر رغم الحب الذي كان يراه في عينيها !!!

......

انهي الكأس الذي يشربه ثم وضعه علي الطاولة بجوار الفراش...كانت عينيه السوداء. تبرق وهو ينظر إليها ...كانت جميلة بشكل لا يصدق ....تشبه الملائكة ...وجهها ابيض للغاية وشعرها الطويل ينتشر علي الوسادة ...وجنتها حمراء بسبب الصف*عة ...كان يشعر بالإنتشاء....بالإنتصار ...فهذا هو شرف ادم ...هذا هو ما سيك*سره ...اتي الوقت الذي سوف ينت*قم من ادم منه ...وهو سوف يستغل  الفرصة تلك ....لن يتركها تضيع هباءا ...ما زال مروان يتذكر كيف ضر*به ادم!!كيف اها*نه عدة مرات ...يتصرف بغطرسة كأنه الشخص الاهم علي الاطلاق ...ماذا يظن نفسه ...هو مجرد شخص معدم وهو الآن سوف يد*مره ...شقيقته تلك هي نقطة ضعفه...وهو سوف يضرب نقطة ضعفه بقوة ....

جلس مروان بجوار ليلي النائمة وهو يمرر يديه علي وجنتها ...كانت جميلة ...جميلة بشكل لا يصدق ...سوف يستمتع بها كثيرا ...فكر بسعادة وهو يبتسم ...امسك شعرها وهو يداعبه ...تلك الانثي مثالية ...رغم صغر سنها ولكن جمالها ناضج للغاية ...هي تعجبه بقوة ...وبالتأكيد سوف يحب ان ينالها اكثر من مرة ....اقترب بشفتيه منها ولكن فجأة توقف وهو يراها امامه ...تقف وعينيها لامعة بالدموع ...تنظر إليه وكأنه خذلها بقوة ....لقد رأي تلك النظرة كثيرا ...دوما تأتي عندما يهم بفعل.شيئا خاطئ....واغلب الأحيان يتراجع عن فعلته بسببها..ولكن ليس تلك المرة ...اذ*ية ادم مهمة جدا بالنسبة إليه ...هو يجب أن ينال ثأ*ره....انسابت دموعها امامه فاعتصر قلبه من الأ*لم واقترب منها وقال:

-ده مهم جدا بالنسبالي ...مهم عشان عايز اعلم حد اذ*اني الادب ...

مسحت والدته دموعها وقالت:

-بس دي طريقة خس*يسة يا مروان ...معقول دي تربيتي فيك ...معقول عايز تك*سرني بالشكل ده ...اومال ازاي بتقول أنك بتحبني ...اللي بيحب حد مش بيأ*ذيه وانت بتأ"ذيني يا مروان ...بتأ*ذيني اوووي ..يتأ*ذيني لما تأ*ذي البنات التانيين ...بتأذيني وانت بتتحول لشيطان...أنا قلبي بيتك*سر بسببك يا مروان وانا مش قادرة استحمل اللي بتعمله ده ...ليه يا بني تضيع تربيتي فيك بالشكل ده ...انا مش ربيتك عشان تطلع شيط*ان ...أنا ربيتك كإنسان سوي فخليك سوي !!! سيب البنت دي ...

-بس يا ماما ....

قاطعته وهي تقول :

-قولتلك سيبها يا مروان ...انت فاهم ؛؛؛

ثم اختفت من أمامه كما اتت ...اقترب مروان من ليلي وجلس بجوارها ...مجددا لا يستطيع أن يؤ*ذي أحد ... مجددا هو ضعيف .....لقد خطط كثيرا بما سيفعله بتلك الفتاة ...خطط كيف سيك*سرها ويك*سر شقيقها ومهرا أيضا ..ولكن جميع خططه فشلت تماما ...والان يجب عليه إعادة ليلي الي مكانها ...

زفر بضيق وهو يمرر أصابعه علي وجنتي ليلي البارد بينما الدموع تنساب من عينيه ...يشعر بالاختناق وكأنه سوف يمو*ت حقا ...ماذا يفعل ...ماذا ...هل يصبح كما إرادته والدته ام يصبح ش*يطان ...لأن الش*يطان علي الأرض هو الذي يعيش ....

تنهد بعمق ...لتفتح ليلي عينيها وهي تشعر بالتشويش ...اتسعت عينيها وهي تنظر إليه بصدمة ...واخيرا تذكرت ماذا حدث!!!

-ابعد ابعد ...

صرخت بها وهي تدفعه بقوة وتقول:

-انا ايه اللي جابني هنا ...

أشار مروان بكفه وهو يقول بحذر:

-اهدي ...اهدي بس هروحك ...

-انت عملت فيا ايه انطق !!!

صرخت بها بعنف وهي تلقي عليه مزهرية وتقول بجنون:

-انطق والا هقتلك النهاردة ....انطق ...

-معملتش حاجة ...والله ما عملت ...خلاص تقدري تروحي والله ما هأ*ذيكي.تاني ...ومفيش حاجة حصلت بس امشي بسرعة لو سمحتي بدل ما اغير رأيي....

ما كاد أن يقول هذا حتي شدت حقيقتها وهي تخرج مسرعة بينما تدعو أن يكون الباب مفتوحا ...وبالفعل كان مفتوحا لتهرب ...وه*ربت هي وتحررت وهي تبكي بعن*ف !!!

.........

-اتفضلي يا اختي الاكل ...اتطفحي بسرعة ومتبهد*ليش الدنيا ...كفاية اني لوحدي بخ*دمك يا برنسيسة زمانك ...

قالتها.علياء وهي تنظر إليها بقر*ف...امسكت ميار الطعام ثم بدأت بالأكل بشراهة...لقد منعها والدها من الطعام لمدة يومين ...يومين وهي تقا*سي الجوع وتبكي من الظ*لم...كانت علياء تنظر اليها بتشفي ....شعرها المقصوص بعشوائية ...طريقة اكلها التي تدل علي انها تعاني ...كل تلك الاشياء جعلت قلب علياء يرقص من السعادة ...لا أحد يتخيل كم علياء تك*ره ميار ...هي تك*رهها بشدة ...تلك الفتاة المدللة التي تظن نفسها ملكة الكون وهي مجرد حشرة لا قيمة لها ...ولكن علياء اتت وجعلت حياتها جحيم ...جعلتها تعرف ان لا قيمة لها ...وان ما تنال الآن هو بقايا طعام ...هذا ما تستحقه ...الغ*بية.د*مرت زواجها وركضت خلف ادم ولكن ادم أيضا تخلي عنها وهي الآن من تعاني ...علياء لا تتواني لحظة عن تسميم عقل عثمان ...ولن ترتاح حتي يطرد عثمان ابنته او يزوجها لرجل مسن بالإجبار لكي تتخلص منها وتري أيضا ميار تمو"ت كل يوم  ...

اقتربت علياء من ميار وامسكت شعرها القصير وقالت؛

-تؤ تؤ ..شكلك من غير شعر وحش اووي ...عارفة بطريقة اكلك دي بتفكرني بالمشردين ...

انسابت دموع ميار وهي تأكل الطعام ولم ترد عليها ...تركتها تتحدث كما أريد ...هي لا تريد أن تجادلها فيع*اقبها والدها مجددا ...

ضمت علياء فمها وهي مغتاظة للغاية ...سحبت منها طبق الطعام وصرخت:

-انتِ متستحقيش الأكل اللي بكرمي بديهولك ...

ثم حاولت الخروج لتمسك ميار ذراعها وهي تبكي وتقول:

-ابوس ايديكي أنا همو*ت من الجوع ...اديني اكل ...ابوس ايديكي ...

رفعت علياء كفها وقالت:

-يالا بوسي...

تراجعت ميار للاسفل ودموعها تنسكب علي وجهها اكثر ...كانت لا تصدق انها تتعرض لهذا الاذ*لال ...لا تصدق ان الحال وصل بها لتلك الدرجة انها تتوسل زوجة والدها الشر*يرة من أجل الطعام ...كادت ميار ان ترفض ولكن معدتها قرصتها ...انها تمو*ت من الجوع ...جائعة بشكل كبير ...وعليها الاختيار ...اما كرامتها وتم*وت من الجوع واما تاكل وتتخلي عن كرامتها ...تنهدت وهي تمسح دموعها ونظرت الي الطعام ومعدتها تأن ...كان قلبها يبكي بعن*ف ...لم تتخيل ابدا ان تتلقي تلك المعاملة المه*ينة ...وعرفت الان أنها تكبرت علي حياتها مع علي ...علي الذي فعل المستحيل من أجلها ...كاد أن يحضر العالم كله تحت قدميها ...ويبدو أن هذا هو عقا*بها لأنها حط*مت قلبه...وكم هي نادمة علي هذا ...فلو عاد بها الزمن سوف تقبل به كزوج وتعيش معه وهي شاكرة وراضية أيضا ... فالحياة في منزل والدها أصبحت كالجحيم بسبب تلك المرأة التي تكر*هها ...تري ماذا تفعل الان ...الي متي سوف تتحمل تلك المعاملة الس*يئة...هل تستسلم لمصيرها أم تحاول  الهروب لكي تعود لعلي ...مئات الأفكار كانت تعج برأسها ...ولكن توصلت الي أنها لا يمكنها ابدا ان تتحمل تلك المعاملة فهي يجب أن تهرب ...مهما كلفها الأمر ستهرب...لكن الان هي جائعة للغاية ...يجب أن تتنازل قليلا كي تسمح لها تلك الشر*يرة بأن تأكل...ابتلعت ميار ريقها ثم اقتربت من علياء...ابتسمت بسعادة وانتصار وهي تراها تخضع لها ...كان هذا المشهد أحد أحلامها ...لطالما ك*رهت تلك الفتاة وستظل تكرهها حتي الموت ..

أمسكت ميار كفها ثم قبلته ..ونكست رأسها ودموعها تنساب من عينيها ...

-يالا دور رجلي يا حلوة ...

اتسعت عيني ميار بصدمة ..لتزيح علياء عباءتها قليلا وتقول:

-يالا يا بت متنحيش ...

-حرام عليكي يا مرات ابويا حرام ...

-خلاص يا حبيبتي هاخد الاكل معايا...

-خلاص خلاص ...

صرخت ميار بقهر ثم انحنت أكثر وهي تبكي بعن*ف وقبلت قدمها...

اعطتها علياء طبق الطعام وقالت:

-شطورة يا حبيبتي ...كده تعجبيني!!!

..........

في الورشة الخاصة به ...

كان يعمل وهو يغني مع ام كلثوم....

كنت بشتاق لك وأنا وإنت هنا

بيني وبينك خطوتين، خطوتين، خطوتين

شوف بقينا ازاي أنا فين

يا حبيبي وانت فين، إنت فين، إنت فين

والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه

والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه

والعمل إيه العمل ما تقول لي أعمل إيه، إيه

والأمل إنت الأمل تحرمني منك ليه

عيون كانت بتحسدني على حبي

ودلوقتي بتبكي عليّ من غلبي

وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين

وفين إنت يا نور عيني يا روح قلبي فين

فين أشكي لك فين

توقف فجأة والاغنية تستمر...تنهد وهو يتذكر مهرا ...مهرا التي تتمسك بكفه بكل قوة وهو مصر علي أبعادها عنه ...مصر لإعادتها لحياتها...علي الرغم أنه يعرف أن هذا سوف يح*طمه ولكن سيفعل هذا ...هو لن يتمسك بما ليس له ...مهرا ليست له ...يحب أن يفهم هذا جيدا ...هي لديها حياة مختلفة عنه ...هي كالأميرة المدللة كل طلباتها مجابة وهو لن يستطيع أن يسعدها ...يعلم جيدا أنه يظ*لم نفسه وهو لا يريد أن يظل*مها معه ...من حقها أن تكون سعيدة ...لن يعيد خطأ ميار .. لن يلزم مهرا بأي شئ...علي الرغم من المشاعر التي بدأت تتكون من داخله نحوها إلا أنه لن يتمسك بها سيحررها وهو متأكد انها سوف تشكره لاحقا !....

عاد ادم الي عمله وهو يكتم حس*رته في قلبه ...

-ممكن ادخل ؟!

أتاه صوتها الموسيقي الرائع ...شعر ادم أن قلبه يخفق بقوة وهو يسمعها ...لقد اتت الي هنا ...الي هنا ...رفع ادم عينيه لتشتعل زرقاوتيه بشغف وهو يراها جميلة كم لم تكن يوما ... ترتدي فستان بنفسجي طويل بأكمام طويلة يليق بها كثيرا ...بينما شعرها الرائع تلفه في ذيل حصان ...وعلي وجهها ابتسامة رائعة مثلها بينما تمسك طبقا ما 

أعطاها ابتسامة مترددة بينما ما زال قلبه ينبض بقوة ...متي أصبح قلبه ينبض لها بكل هذا الع*نف هو حقا لا يدري ...فكر بيأس

-اتفضلي يا مهرا ...

ولجت مهرا الي الورشة وهي تقترب منه وتقول بحماس:

-عملتلك كشري وقولت اجيبه وادوقهولك ...بصراحة مقدرتش استني لما انت تيجي ...

ضحك وقال:

-يااه اخيرا نطقتي اسمه صح ...كفارة يا شيخة ...

-ما تأكل بقا وتبطل برود ...

قالتها مهرا وهي تضربه علي كتفه بغضب ...

ابتسم وقال:

-حاضر يا ستي هاكل...

اخذ الطبق منها ونزع الغطاء ليشحب وجهه ويقول:

-ايه ده يا مهرا ...

-ده كشري ...

أجابت ببساطة ...نظر ادم الي الكشري الذي صنعته وقال:

-هو ليه الرز محروق ؟!

-لا لا ...هو متحرقش مني هو اخد نار بس زيادة ...

-فعلا ...

قالها ادم بشك ولكنه لم يرد أن يغضبها ويجر*حها خاصة أنها تفعل هذا من أجله ...امسك هو المعلقة وبدأ ياكل بها ...تغير وجهه فجاة عندما تذوق مدي.سو*ء الطعام....ولكن لم يرغب أن يح*رجها بل اكمل تناول طعامه بهدوء...:

-علي فكرة أنا اهو بتعود علي حياتك بسرعة يا آدم .


بتعود عليها لاني عايزاها تكون حياتي عشان ابقي معاك ...بس انت مش مقدر ده ...انت عايز تبعدني عنك وخلاص كأني مر*ض ...

هز رأسه وقال:

-والله العظيم ابدا يا مهرا ...عمرك ما اعتبرتك كده ...

-اومال ليه عايز ترجعني لجدي يا آدم ...ليه ؟!

-عشان الاتفاق كده يا مهرا ...اتفاقي مع جدك كان كده ...

-الاتفاق اتفسخ لما حبينا بعض يا آدم ...

ابتلع ريقه وقال:

-ب بطلي تقولي الكلام ده انا محب....

قاطعته وهي تقترب منه وتقول:

-بص في عينيا وقول انك محبتنيش ...قولها عشان امشي ...بس.بص  في عيني يا آدم ...

ابتلع ريقه وهو ينظر إليها ...كان عاجز كليا عن الكلام وهي تنظر إليه بتلك الطريقة وكأنها حاص*رته... شعر أنه مسحور بها ...اقترب هو بشفتيه من شفتيه بقصد.تقبيلها وقد أغلق عينيه الا ان فجأة بكاء ليلي جذبه ...

ابتعد ادم عن  مهرا وهو ينظر إلي ليلي التي اندفعت الي أحضانه ...

-ليلي ..ليلي فيه ايه ؟!

قالها ادم.بر*عب ...ابتعدت ونظرت إليه وعينيها حمراء من الدموع:

-اللي اسمه مروان خط*فني ووداني.بيته ...ولولا أني صحيت وصرخت كان ممكن يد*مر حياتي ...

اشتعلت عيني ادم بالدموع ولم يرد بل دفع ليلي وهو يخرج برا الورشة !

............

ضمت مهرا ليلي المنه*ارة إليها وقلبها يخفق بع*نف بسبب الخ*وف ...كانت الأفكار الس*يئة تدور في عقلها ...لقد ذهب ادم الي مروان ولا يوجد شك أنه سوف يقت*له ...مروان تجاوز حدوده كثيرا ولكن هذا ليس معناه أن يتورط ادم ...فشخص كمروان لا يستحق أن يدخل ادم الس*جن بسببه ...لا ...لن تترك ادم يت*هور ...ستوصل ليلي الي المنزل وتذهب خلف ادم ...لا يمكنها أن تخ*سره بتلك الطريقة ...وفكرت ودموعها تنساب علي وجهها ...

-ليلي ...ليلي فوقي...

قالتها مهرا لليلي التي ترتعش بين ذراعيها ...ما زال الخوف مسيطر عليها ...لا تصدق انها واجهت هذا الأمر ...لقد كادت أن تتد*مر حياتها بالفعل علي يد ذلك الح*قير ...انسابت دموعها وهي تشهق بخوف ...ضمتها مهرا أكثر وهي تقول:

-اهدي ..اهدي يا ليلي بس انا لازم اروح الحق ادم ...لازم ...

لم تستوعب ليلي ما تقوله ...كانت في عالم اخر ...ما زالت تحت تأثير الصدمة عندما رأته قريبا لهذا الحد ارتعبت كثيرا وانه*ارت وهي تصرخ به...لقد كادت أن تق*تل نفسها...فهي مستعدة أن تق*تل نفسها علي أن يلمسها هذا الح*قير!!!

أبعدت مهرا ليلي عنها وهي تقول:

-ليلي ليلي بصيلي وفوقي...

ولكن ليلي ما زالت تبكي ....كانت في حالة إنه*يار غريبة ...كانت مهرا تتفهم الأمر ...فهي قد عانت بسبب حقا*رة مروان ...لقد د*مر حياتها دون أن يشعر بالذنب ...والان يريد أن يد*مر حياة ليلي ..ولكن ليلي قالت إنه لم يلمسها ...قبضة باردة حطت علي قلب مهرا ...هل معقول أن ليلي أخفت الحقيقة لأنها خائفة ...هل لمسها ذلك الح*قير ...هل د*مر حياتها معقول؟!التفكير في هذا فقط جعلها تشعر بالمر*ض والر*عب ...لا لا ..لا تتمني أن تعيش ليلي ما عاشته مهرا  ...هذا قاسي جدا علي هذة الفتاة ....

حاوطت مهرا وجه ليلي لتجبرها علي أن تنظر بعينيها العسليتين ثم قالت:

- ليلي خليكي صريحة معايا ..ممكن ..قوليلي الحيو*ان ده لمس شعرة منك ...قدر يأذ*يكي قولي ومتخافيش لأن ساعتها احنا هنوديه في ستين د*اهية ...أنتِ مش عليكي لوم لازم تعرفي كده ..أنتِ الضح*ية ...

لمعت عيني مهرا بالدموع وهي تتذكر شعورها وقتها ...صحيح أجبرت نفسها علي تجاوز الوضع بسرعة جدا ...ولكن لو لم تفعل هذا كانت لتق*تل نفسها بكل تأكيد ..لقد فكرت كثيرا أن تم*وت  اشمئزت من نفسها .... كانت تشعر أنها خا*طئة رغم أنها الضح*ية ...وجدها للاسف اول واحد اشعرها بهذا ...وضع اللوم عليها دون أن يضع في اي اعتبار أنها تعرضت للخ*داع ...ولكن اخيرا توصلت أنها ضح*ية ...ضح*ية خد*عة حق*يرة من مروان ومن اعتبرتها صديقتها....هي تشعر بشعور ليلي ...هي الوحيدة التي تعرف ماذا يدور بعقلها ...هزت ليلي رأسها بالنفي وهي تقول:

-لا هو ملمسنيش ...مقدرش حتي انا صحيت في الوقت المناسب ووقتها قدرت اقاومه ..وهو كان ضعيف بشكل غريب ....كان بيبكي...

تنهدت مهرا براحة رغم الغصة التي بقلبها لقد تمنت أن يحالفها الحظ كما حالف ليلي ...تمنت لو كانت استيقظت في هذا اليوم واستطاعت مقاومته والهروب ....

مسحت دموعها وقالت:

-الحمدلله...الحمدلله ...

تنهدت مهرا واكملت :

-يالا اوديكي البيت ...لازم الحق ادم ...ادم ممكن يتهور ويعمل فيه أي حاجة ...

-سيبيه يا مهرا. ..الح*يوان ده يستاهل الم*وت ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-مروان السويسي ابن واحد من أكبر رجال الأعمال في مصر يا ليلي لو ادم عمله حاجة ممكن ادم اللي يتأ*ذي ...لازم الحقه ...

-يا خبر ..صحيح أنا ازاي بفكر ...ادم عصبي وممكن يق*تله في أيده ...انا هروح لوحدي وأنتِ الحقيه يالا !!!

..............

نظرت الي نتيجة اختبار الحمل وعلي وجهها ابتسامة رائعة ....هي حامل ...كادت ان تقفز من السعادة ...هي تحمل طفل منه ...طفل من سامر ...وضعت كفها علي بطنها وعينيها لمعت بدموع التأثر....كانت لا تصدق السعادة التي تطغي عليها ...لا تصدق ان يحدث معها هذا ...هذا الطفل سوف يربط بينها وبين سامر ...هذا الطفل سيصلح كل الأخطاء في حياتهما ..عضت علي شفتيها بحماس وهي تفكر كيف تخبر سامر بهذا الخبر السعيد...هذا الطفل سيجعل سامر يقترب اكثر منها ويحبها ...

....

امسكت الاختبار وهي تبتسم وخرجت من الحمام ...نظرت الي سامر ووجدته جالس شارد يشاهد التلفاز ...تنهدت بآسي ...لابد انه يفكر بها الآن...رغم كل شىء ...هي لم تستطع طر*د مرام من قلبه ...احيانا تفكر أن مرام ستظل موجودة في حياتهما للابد ...لن تستطيع التخلص من طيفها في حياتهما  ...هل يا تري قد تحدث معجزة ما ويحبها كما يحب مرام ...ام انها تطلب المستحيل ...المشكلة أنها تقول انها ستكتفي بما يقدمه لها ولكن هي تط*مع في عشقه ...تريد قلبه....تريد أن تكون هي مالكة قلبه للأبد ...تريد أن تنعم معه بحياة سعيدة ولكن ربما هذا الطفل الذي في بطنها سوف يكون اول رابط حقيقي يربط بينهما ...ربما يحبها عندما تلد ابنه ...هذا الرابط بينهما عندما تنجب طفله سوف يصبح اكبر ...هي تحمست أكثر ...بجانب أنها سوف تعيش امومتها وستنجب طفل من د*مها تهتم به وتقدم له ما لم تقدمه لها والدتها أيضا هذا الطفل سوف يقرب سامر منها ...ابتسمت كارما وهي تتخيل حياتهم معا ...بالطبع سوف يكونوا اسعد عائلة في العالم ...

اقتربت هي من سامر وجلست بجواره ثم قربت منه وهي تقبله علي وجنته وهي تقول :

-جاهز تسمع خبر حلو ...

-ممكن بعد الفيلم ..

قالها وهو يشاكسها ....ضر*بته علي كتفه وقالت:

-انت ليه بارد كده ؟!ده خبر مهم جدا ...

نظر إليها وقال:

-هتفرحيني وتسيبي الشغل ...

اكثر ما سيسعد سامر أن تترك العمل ...فهو لا يريدها أن تعمل ...داخله غيرة غريبة عليها لا يريد أن يجعلها تحتك بأحد ...

ابتسمت وقالت:

-حاجة زي كده ...قوم معايا عشان اقولك ...

جذبته لتجعله ينهض ... فقال:

-ها يا ستي ايه الخبر السعيد ده 

اشرق وجهها بالسعادة وهي تضع كفه علي بطنها

-انا حامل يا سامر...

قالتها كارما وعلي شفتيها ابتسامة واسعة...كانت سعيدة جدا كما لم تكن من قبل !!!

بهت سامر  وسحب كفه وهو ينظر إليها...كان جد مصدوم ...لاحظت كارما رد فعله وقالت:

-مالك يا سامر انت مش مبسوط؟!

-انتِ حامل ازاي ؟! انطقي!

صرخ في كلمته الأخيرة لترتعش بقوة بينما تتصاعد الدموع  في عينيها وتقول:

-هكون حامل ازاي يا سامر ...حامل ...زي أي واحدة متجوزة وحامل. . 

احمر وجهه من الغضب وجذبها بعنف نحوه وقال:

-ومين اللي قال اني عايز عيال منك !!!!

ابتلعت ريقها  وسالت دموعها  ثم قالت وصوتها مخ*تنق بفعل البكاء:

-ازاي يعني مش عايز مني ...اومال اتجوزتني ليه وقربت مني ليه ؟!

د*فعها بعن*ف وصرخ :

-طبعا يا هانم دي خطتك صح ...تفضلي تتدحلبي  لحد ما تربطيني بعيل صح ...هي دي خطتك الح*قيرة وانا زي الح*مار صدقتك ...يا سلام خطة ذكية بصحيح ...

هزت رأسها بصدمة وهي تقول :

-انت بتقول ايه ؟!أنا مراتك ..مراتك !!سامع بتقول ايه ...أنا مش عشيقتك عشان تقولي كده ...يعني ايه اربطك بيا...احنا متجوزين يا سامر ...

نظر إليها وقال بنبرة باردة:

-من الاخر لو عايزة تكملي معايا تنزلي الولد ده !!!

كانت لا تصدق ما يقوله ولكن ردها كان سريعا ...حازما ...كانت قد اكتفت منه ...وضعت كفها علي بطنها وقالت:

-اسفة يا سامر هختار ابني ...أنا مش عايزة اكمل معاك ...

......

دموعه كانت تنساب علي وجنتيه ...لقد فش*ل في أن يكسر اي احد سوي نفسه ...هو يري نفسه حقير الان...لقد تخيل والدته مجددا ...تخيلها وهي تو*بخه ...تنظر إليه بصدمه كأنه قد خذ*لها...وبالفعل هو خ*ذلها....هو لا يريد هذا ...لا يريد أن يصبح شخصا حقي*را ولكنه غاضب من العالم ...يريد أن يد*مر اي احد أمامه لانه لا يشعر بالحب ...يريد قت*ل اي بذرة خير داخل قلبه...لا يريد أن يكون طيب القلب وساذج ...لا يريد الحب فهو توسله من والده مرارا وتكرارا ولكن لم يحصل عليه ...هو يريد الكر*ه ..يريد أن يتشبه قلبه بالح*قد والكر*ه ...يريد الانتقام من ادم ...ادم الذي جعله أضحوكة أمام نفسه الانتق*ام من ليلي ...ليلي التي رفضته عدة مرات وحتي من مهرا التي كانت تهيم به والان لا تطيقه ؛!!! ..لقد تخلي عنه الجميع ...هو وحيد الان ...وحيد للغاية ... دموعه انسابت أكثر. هو يشهق ...كم هو ضعيف...ضعيف وهش. ..لا يتحمل أي شىء ...

جرس الباب أخرجه من شروده ...مسح دموعه بسرعة ونهض بتكاسل ليفتح الباب ....فجأة شحب. هو يري ادم أمامه ...عينيها الزرقاء تشتعل بها الني*ران وكأنه علي وشك إحراق العالم كله ...للصدق ..مروان ارتعب منه وخاصة من عينيه التي تشتعلان بالنيران ...

-ليه ...اه ...

كاد مروان أن يتكلم إلا أن ادم لكمه بعن*ف ...ثم ادخله المنزل وهو يغلق الباب ... اقترب منه ثم امسكه من رقبته وهو يضغط عليها حتي كاد أن يقتله وقال:

-انا مش قولت اللي يخصني متلمسهوش !!!...ازاي تتجرأ وتخط*ف اختي ...انطق!!! ازاي جاتلك الجراءة تعمل كده !!!

احمر وجه مروان وشعر أن الأكسجين ينتهي من رئتيه... فجأة دفعه ادم حتي وقع علي الأرض وقال وهو يخلع حزامه  :

-انا هوريك ازاي تقرب علي حد يخصني ازاي ...أنا هوريك يا مروان ...

نظر إليه مروان بر*عب ...كان جسده يرتعش بقوة ...عيني ادم تخبرانه أنه سوف يت*هور كثيرا ...عينيه تخبره أن ادم الان لا يهتم بشئ ...لقد اتي لمنزله كي يضربه ...هذا شجاعة تحسب له ..وهو ليكون صريحا ...خائف منه جدا الان...رفع ادم الحزام ثم حط به علي جسد مروان ليصرخ مروان بأ*لم وهو يشعر أن جسده يؤلمه بقوة ...ظل ادم يرفع الحزام ثم يض*ربه بع*نف ...كان يضر*به كالمج*نون ...كان فاقد اعصابه جدا ....

-كفاية كفاية ...

قالها مروان بصوت ضعيف ولكن ادم كان مستمر في ضربه ...عندنا رأي ادم حالة ليلي أصابه الج*نون ...شعر ببراكين العالم تنفج*ر داخله فلم يشعر بنفسه الا وهو يأتي هنا لكي يلقن مروان درس حياته ولن يذهب من هنا حتي يقت*له ويرتاح منه ومن شره . .هذا الرجل لعنة عليه بالاول زوجته مهرا والأخيرة هي ليلي ؟!!لا هو لن يسامحه علي هذا ..

كان آدم مستمر بالضر*ب ومروان مستمر في الصراخ ...ابقي فجأة ادم الحزام وهو يلهث بقوة ...كان العرق يغطي وجهه ...جذب ادم مروان وقال وهو يلهث:

-اسمعني بقا يا حيلتها وحط ده حلقة جوه ودنك 

..دي شدة ودن بسيطة ولكن اقسم بالله لو قربت من ليلي أو مراتي تاني وديني هقتلك انت فاهم !!!فاهم ولا لا ...

علي الرغم التعب الذي يسيطر علي وجهه نظر مروان الي ادم وقال :

-انا مش هستسلم ...هفضل اضايقك دايما واضايق اختك ....يمكن يعني عايز اجربها زي ما جربت مراتك !!!

اتسعت عيني ادم بغضب وقال:

-اه يا حقي*ر ...

صرخ بها بقوة ثم أمسك ذراع مروان وهو يقول:

-انا هقت*لك النهاردة ...

ثم بعنف ثني يديه حتي كُسر ذراعه !!!!

.....

بعد قليل ...

شهقت مهرا وهي تنظر إلي ادم. الذي مكبل بالاصفاد....لقد.اتت بعد فوات الاوان !!!!

......


في شركة أنس....

كان انس جالس في مكتبه ...قلبه يخفق بعن*ف ...لقد طلب رؤيتها ...قرر ان يتكلم معها اليوم ....صحيح لم يري الأمر صائبا وخاصة انه تكلم مع اخاها ولكنه كان يريد أن يعرف ما هو رأيها...يريد أن يعرف بماذا تفكر الآن ...هل تراه شخص جيد ام احمق....كان يريد أن يعرف رأيها به ...هذا التفكير يؤرقه ...ابتسم أنس وهو يتذكر مقابلته مع آدم ...لقد تفهمه ادم كما أنه تواصل معه هاتفيا وهو يعرض عليه حلول..اخبره ان يحاول لينال سعادته...لقد احب هذا الشاب فعلا ...يبدو رجلا بحق ..وهو واثق ان ادم أيضا احبه ويتمناه زوج لشقيقته ...من نظراته عرف هذا ...

.....

اقتربت مرام من مكتب انس وقلبها يخفق بجنو*ن ...ما تلك المشاعر التي تسيطر عليها كلما كانت قريبة منه...كيف القرب منه فقط يجعل قلبها يخفق بتلك القوة المجنو*نة...وكأنه يتحكم بدقات قلبها !!رغم السعادة التي تملأ قلبها الا انها كانت تشعر بخوف ...تلك المشاعر قد تؤ*ذيها ...هي تخاف الحب ...تخاف ان تظهره فتتح*طم ...مصا*ئب الحياة علمتها الا تثق بأحد الا عائلتها وهي لم تعطي ثقتها الكاملة لأحد ولا تريد أن تعطي قلبها بالكامل لأحد لا تريد أن تحب بكل مشاعرها لانها هي من سوف تتأ*ذي ...كانت نظرة مرام للحب سلبية للغاية ...فالحب يجعلك ضع*يفا...يترك مشاعرك تسيطر عليك ...وهي لا تريد أن تكون ضع*يفة ...لقد رأت كيف ادم تح*طم عندما تركته ميار وهي لا تريد أن تكون محطمة بهذا الشكل ...

تنهدت وهي تطرق الباب بينما ترتدي قناعها الجليدي ..ارتعش قلب أنس داخل صدره وقال بصوت مخنوق بفعل المشاعر التي سيطرت عليه :

-اتفضل .. 

ولجت مرام الي المكتب وهي تحافظ علي وجهها ثابت ...لا يوجد أي انفعال عليه ...خفق قلب أنس اكثر وهو يمنحها ابتسامة رائعة لم تردها هي وقال :

-ازيك يا انسة مرام. .

-كويسة يا فندم ...حضرتك طلبتني خير ...

ابتلع ريقه بتوتر وهو يتساءل كيف يمكنها ان تجعله يتوتر بكلمة ...نظرة ...ولكن كل ما في مرام يجعله 

ما يشعر له نحو مرام كان نادر...نادر للغاية ...

ابتسم وقال:

-اخوكي قالك علي ظروفي اللي كانت مانعاني اتقدملك ؟!

هزت رأسها دون أي كلام ...كانت تخاف أن تتكلم فيظهر ارتعاش كلماتها وتُف*ضح مشاعرها ...بالعكس هي تحكمت في نفسها تماما حتي لا يحمر وجهها أمامه ...

ابتسم انس بتوتر وقال:

-طيب وايه رايك ؟!

نظرت إليه وهي ترد:

-رايي في ايه ؟!

شرح بتوتر:

-يعني رأيك في العرض بتاعي ...ناوية توافقي ولا ايه ؟!تقدري تستني لما اخلص مشاكلي مع حالة بنتي ...أنتِ ايه رايك ...

قالت بهدوء:

-انا بفكر حاليا والرد ادم هيبلغك بيه ...اظن هو قال لحضرتك كده ...

ضحك متوترا وقال:

-طبعا هو قالي كده بوضوح يا آنسة مرام ...بس انا عايز اعرف رأيك المبدئي...معندكيش مشكلة انك تستني صح ... مستعدة تستحمليني شوية ...

ربعت ذراعيها وقالت:

-استاذ انس مفيش حاجة اسمها رأي مبدئي أنا بفكر وهقول رايي النهائي لادم ...ده جواز يعني حياة كاملة هقضيها مع حضرتك لو ربنا أراد يعني وحصل نصيب  ..

-يارب يحصل نصيب ..

رد مقاطعا كلماتها لتكمل هي :

-عشان كده مضطرة افكر كويس يا استاذ أنس واخد وقتي كمان ..لازم اشوف نفسي واقيمها أن كنت هتحمل واستني ولا لا ...ده جواز مش لعبة ...

-يعني مفيش اي مشاعر من ناحيتك ليا؟!.

سألها فجأة. .عرف أن سؤاله خطأ تماما خاصة بعد أن تكلم مع شقيقها ...حا*ربت مرام الاحمرار الذي بدأ يزحف الي وجهها وكادت أن ترد بالنفي إلا أن رنين الهاتف أوقفها ...أمسكت هاتفها وقالت:

-عن اذن حضرتك هرد ..

هز رأسه فردت هي ليشحب وجهها بقوة وهي تقول:

-ايه!!!!ادم يا مصيبتي !!!

.......

كانت تدندن وهي تسقي الورود التي بحديقة الفيلا ...تشعر بسعادة غريبة عندما بدأت تقترب من حسناء وأسرتها ...شعرت أن هذا الشئ الذي كان يجثم علي قلبها انزاح ...وكأنها تحررت من ذ*نب كبير ...تشعر أنها خفيفة ...خفيفة للغاية ...

انتهت من ري الزرع ثم بدأت بلمس الورود وهي تتنهد بسعادة وتتذكر زوجها كريم ...هو من علمها كيف تزرع الورود ...صحيح جمعتهم الصدفة لا الحب ...فكريم هو من تزوجها بعد أن رفض علي ...صحيح وقتها شعرت بالإه*انة وأنها تح*طمت كثيرا لأنها كانت حقا تحب علي ...أما كريم كان دوما بالنسبة لها شخص بارد متباعد لم تحبه ابدا ...عندما تزوجته بدلا من شقيقه ظنت ان حياتها انتهت تماما ولكنها كانت مخطئة تماما ....فحياتها بدأت مع كريم ...لقد رأت وجه جديد منه ...ليس كريم البارد بل كريم العاشق ...الذي ذوبها بحبه ...احبها كما لم يحب أحد من قبل ...دللها وعاملها كالأميرة حتي محا علي تماما من قلبها ...لقد أحبته مروة ...أحبته كما لم تحب أحدا من قبل ...كان كريم الرجل المثالي لها ...لم تصدق ان ربنا قد عوضها به ...ولكن السعادة لم تدم...كريم غادر الحياة مبكرا ...تركها هي وطفلتها ...لقد انك*سرت بعد مو*ته وظنت أن حياتها انتهت تماما ..كانت وحيدة بعد أن ما*ت والديها أيضا ...لم تعرف أين تذهب ...وكيف ستعيش بمفردها ...كل تلك الأسئلة كانت تدور بعقلها ...ولكن جابر هو من مد يده لها ...هو من ساعدها لكي تتجاوز تلك المحنة بسهولة ...جابر وعد كريم قبل مو*ته أنه سوف يهتم بمهرا...لن يشعرها ياليتم ابدا ...لن يتخلي عنها أو يتركها تحتاج اي شئ ...بل عاهد نفسه أن يحقق كل أحلامها...هو من امسك بيد مروة وابنتها وجعلهما يعيشان في بيته واهتم هو بمهرا ...هو من علمها ورباها حتي كبرت ...حقق جميع أحلامها ...لم يض*ربها يوما أو يقسو عليها...بل كانت مهرا هي روحه وكأنها حفيدته الوحيدة ...دللها بشكل مبالغ فيه ...حتي عندما رفضت أن تعمل بعد تخرجها لم يعترض بل تركها علي راحتها ...كان دوما ينصحها بلطف لم يفكر يوما في ايذاءها ...حتي هي ...جابر عامل مروة بشكل جيد للغاية ... أعطاها حنان الاب ...كان يدعمها دوما ...

تنهد مروة وهي تفكر أن في الوقت الذي كانت تنعم هي به بدعم جابر عزام ...كانت حسناء وأطفالها يعانون من الفقر والحاجة ....علي الرغم من أن جابر عزام لديه الكثير من الصفات الحميدة إلا أنه ظ*الم ...لقد ظل*م حسناء وأطفالها بسبب نظرته الطبقية للآخرين ....صحيح عندما تو*في علي انهار كثيرا وبكي حتي اشفقت عليه ...ولكن لم يفكر بمساعدة أحفاده ولا أن يهتم بهم ....تلك الفكرة جعلتها تتضايق منه ولكنها اختارت الا تتدخل ...كانت تخاف أن يتخلي عن حفيدته مهرا ...فصمتت وهي تفكر يوميا في حال حسناء والاولاد ...حتي نستهم في خضم صر*اعات الحياة التي لا تنتهي ...

انتبهت فجأة عندما رن هاتفها. ..أمسكت الهاتف لتجدها مهرا تتصل بها ...ابتسمت مروة ووجهها الجميل يشرق وهي ترد عليها وهي تقول:

-عمرك اطول من عمري يا ميمي كان في بالي اكلمك ...

ولكن صوت مهرا المخنوق بالدموع جعلها تبهت بينما أصبح قلبها يدق بعن*ف وقالت بخوف:

-فيه ايه يا مهرا مال صوتك ...

بهت وجهها أكثر وهي تصرخ وتقول:

-ادم ..يالهووي ...طيب وهما اخدوه القسم ...خلاص متقلقيش يا حبيبتي ...هكلم جدك ويجيب محامي ...

ثم ركضت مروة الي غرفة جابر وقلبها يرتج بعن*ف ...فتحت الباب بسرعة وشحبت كالام*وات وهي تري جابر واقع علي الأرض ولا يبدو أنه يتنفس!!!!


الفصل الثاني والعشرون(النساء للنساء)

-مرام فيه ايه ؟!

قالها أنس بتوتر وهو يري مرام التي دموعها تنساب دون توقف ...كانت تبكي انه وهي واقفة غير قادرة علي الحركة ...وقلبه تأ*لم لرؤيتها هكذا ...اراد التخفيف عنها ولكن هذا ليس من حقه ...ليس من حقه ان يقترب اكثر من هذا ...اعاد السؤال مرة اخري وقال:

-مرام قولي فيه ايه ؟!ادم حصله ايه ؟!...لم ترد مرام بل كانت في عالم آخر ...غير قادرة تماما علي الحركة او الكلام ...ادم ..ادم شقيقها ورفيقها دخل الس*جن!!!كيف يمكن لادم ان يدخل الس*جن وماذا فعل ليتم سج*نه ...كانت مرام محتارة للغاية وهي تشعر ان الصدمة قد شل*تها تماما فلا تستطيع الحركة او الكلام ...تسمع من حولها ضو*ضاء...تشعر وكأن كل شئ باهت وللمرة الاولي تريد الصراخ ...تريد الانه*يار ...لم تهتم بشكلها اذابت كل الجليد من حولها ولم تهتم ..

توتر أنس اكثر واعت*صر قلبه بعن*ف وهو ينظر إليها  ..اراد ان يقترب ويضمها إليه ...رغم معرفته ان تفكيره لا يجوز ابدا ...ولكن ضعفها بتلك الطريقة كان لقي  صدي مؤ*لم في قلبه...لقد احبها بطريقة يتمني ان يأخذ منها الأ*لم ويعطيها السعادة. ..السعادة فقط ...فعيني مرام لم تخلق للبكاء بل للضحك والسعادة....هو يتأ*لم في كل مرة تبكي بها ...هذا ما حدث له عندما بكت أول مرة امامه...شعر بأ*لم في قلبه ...وكلما حزنت يشعر بهذا الأ*لم ..وكأن ال*مها يتضاعف في قلبه ....

-مرام بجد قلقتيني ...قولي فيه ايه ...ايه اللي حصل لادم ...ردي عليا وفوقي شوية ...

قال جملته الأخيرة بصوت مرتفع لترتعش هي وتنف*جر بالبكاء اكثر ثم اتجهت الي المقعد وجلست عليه بإن*هيار....كان يجب أن تذهب وتري ادم لكي تساعده ولكن انه*يارها لم يسمح لها ...وكأن كل حزنها تجمع الآن لت*نهار براحة ....

اقترب أنس وجلس بجوارها وقال:

-مرام اتكلمي ...ايه اللي حصل ...اتكلمي قلقتيني..

نظرت إليه وهي ترتعش ...كانت تريد أن تسيطر علي نفسها ولكنها كانت اضعف من هذا ...أخيرا هدأت من بكاؤها ونظرت إليه ...كانت تريد أن تتكلم ولكن الكلمات كانت تهرب منها ...أخيرا سيطرت علي نفسها وتكلمت بصوت مرتعش:

-ادم ...ادم اتس*جن !!مراته اتصلت دلوقتي وقالت انها في القسم وعايزه تشوفه بس محدش راضي ...اتصلت وهي منهارة ...أكيد الوضع سئ ...أنا هعمل ايه ...أعمل ايه في المصيبة دي ...معندناش حد يساعدنا الا ربنا وادم طيب مستحيل يكون عمل حاجة غل*ط ...ده أكيد تلفيق ...

-ممكن تهدي طيب ؟!

قالها انس وهو يعطيها محرمة ورقية واكمل لكي يهدئها :

-انا روحت فين ؟!أنا معاكم بس قوليلي هو ايه اللي حصل وخلاه يدخل السجن ؟!

هزت رأسها وقالت وهي تبكي :

-معرفش ...صدقيني معرفش ...مهرا مقالتش اي حاجة غير كده .. كانت منه*ارة جدا وبتعيط ومقدرتش تشرح ...أنا لازم اروح ...لازم اشوف اخويا ماله لازم ...

قالتها وهي تنهض الا ان انس اوقفها وقال:

-طيب اهدي شوية ...لازم نكلم محامي الأول عشان نعرف هنعمل ايه صح ...

ابتلعت ريقها وقالت :

-انا معرفش أي محامي...مش عارفة أعمل ايه ...حاسة اني دماغي واقفة !

-وانا روحت فين ...أنا هكلم محامي  اعرفه  ...صحيح هو شاب صغير بس ممتاز اووي ... هو لسه عمله مكتب محاماه من يومين هو اداني رقمه وممكن استشيره 

نظرت مرام إليه وقالت:

-شكرا ليك يا استاذ انس ...جميلك ده عمري ما هنساه ابدا ...مش عارفة اشكرك ازاي ..

-متشكرنيش ...صحيح شوفت ادم مرة واحدة لكن قلبي ارتاحله ...هو شخص كويس جدا ومتأكد انه معملش أي حاجة غلط ...عشان كده هساعده .

.........

-كرري اللي قولتيه تاني !!!

قالها سامر وهو ينظر إليها بصدمة ...هل فعلا قالتها هل سوف تتركه !!

كان مصدوما للغاية ...تلك ليست كارما ...كارما لن يكون عليها ان تتركه ...هي تحبه...بالتأكيد لم تتركه ...هكذا صور له عقله ولكن التصميم الذي راه في عينيها صدمه .....كانت عينيها مصرة ...حافة وكأن حبه جف من عينيها ...وكأنه انتهي وهذا التفكير حط*مه للغاية ...

رفعت كارما وجهها وهي تمنع نفسها من البكاء مجددا ...حبست دموعها في عينيها جيدا وهي تنظر إليه بجفاف ...عينيها تلمعان بشراسة للمرة الاولي وقالت:

-زي ما سمعت ...أنا بختار ابني يا سامر ...أنا مش عايزاك انت ...خلاص كفاية مشوارنا انتهي مع بعض ....لعبة الجواز السخيفة دي انتهت ...وانا مش عايزة اكمل مع واحد زيك !!!

امسك ذراعها وشدها إليه بعن*ف وقال:

-يعني ايه ؟!انطقي يا كارما ...

ابعدته ببرود وقالت:

-ايه مبتفهمش ؟!أنا بختار ابني ...أنا مش هقتل ابني بسبب يا سامر ...لو عايز تطلقني اتفضل طلقني ...خلاص أنا تعبت من اني احاول ارضيك ...عملت المستحيل عشانك ...وفي الاخر ده جزاتي ...انت عايز تموت ابننا وبتعاملني كأني عشيقتك اللي حملت منك وعايز تسقطني ...انت فاكر نفسك ايه ؟!انت مين عشان تعاملني بالطريقة دي يا سامر ...هو أنا رخي*صة عشان اتعامل بال..طريقة دي ...أنا عملت ايه لده كله ...ده أنا مراتك...شرفك ...مفروض متعملش كده معايا !!مفروض تحترمني وتقدرني مش تجرحني ...أنا تعبت يا سامر منك ...خلاص ..طلقني وسيبني في حالي ...

-انتِ كمان بتقلبي الترابيزة عليا ؟! انتِ اللي روحتي من ورايا وحملتي حتي مسالتنيش ...كانت تنظر إليه بصدمة وتقول:

-انت سامع نفسك بتقول ايه يا سامر ...سامع الجنان اللي بتقوله ....لا أنت أكيد مش طبيعي ...مش طبيعي وانا خلاص تعبت ...أنا مراتك يا بني ادم من الطبيعي اني ابقي حامل ...

-لا مش طبيعي...مش طبيعي اني اكون آخر من يعلم أنك بتخططي نجيب طفل ....

-مخططتش والله ما خططت ...انت ايه اللي بتقوله ده ...بتكلمني كأني واحدة كثيرة وخدعتك ...مش شايف أنك بتقتلني بالطريقة دي ...

-لانك كدابة وبتخدعي اللي قدامك فعلا ...ولا نسيتي أنك اتجوزتيني بعد ما سيبت صاحبتك !

تراجعت للخلف وهي تشحب بقوة ...دموعها كانت تنساب علي وجهها ...لقد قتل*ها فعليا اليوم ...القي في وجهها كيف يفكر بها ...شعرت كارما في ذلك الوقت انها حقا تحتضر ...تموت !!!

-وديني عند ماما ...

قالتها بصوت ميت وهي تمسح دموعها ...نظر إليها سامر وهو يشعر بتأنيب  الضمير لقد ادرك خطأه ...اقترب منه وحاول لمسها وقال:

-كارما أنا ...

ولكنها ابتعدت عنه وصرخت ؛

-قولت وديني عند ماما والا والله هسيب البيت واروح لوحدي...وديني هناك أنا خلاص مبقتش طايقة العيشة معاك خالص وتعبت ...وديني عند ماما  وطلقني وخليني ارتاح ..لاني خلاص تعبت ومش قادرة اتحمل ...مش قادرة !!!

-طيب اهدي وخلينا نتكلم ...

قالها وهو يحاول تهدئتها فصرخت:

-مش عايزة اتنيل اهدي ...مش عايزة...وديني عند ماما يا سامر....كفاية كده تضغطني أنا تعبت ...

-حاضر هوديكي عند والدتك !

قالها  سامر بحزن ثم اكمل :

-روحي حضري شنطتك ...

هزت رأسها وهي تدخل للغرفة وتضب اغراضها ....لقد انتهي الأمر هي لن تعود إليه مجددا لن تحبه مجددا ...ستنساه وكانها لم تراه ...ستفعل المستحيل لاخراح هذا الحب اللعين من قلبها ...فكرت ودموعها تنساب علي وجهها ...كانت لا تصدق ان وصل بها الحال الي هذا الأمر ...لقد ظنت انها سوف تكون سعيدة ولكن لا ...انتهي الأمر ..

.......


-عمي عمي !!

قالتها مروة وهي تصرخ بفزع بينما تري جابر واقع علي الأرض ....كانت دموعها تنساب بقوة وهي شاحبة كالامو*ات ....للحظات توقفت تماما عن التفكير ...شعرت أنها متجمدة في مكانها لا تستطيع الحركة ...كان قلبها يرتجف داخل صدرها وهي لا تعرف ماذا تفعل وبمن تتصل ..اقتربت منه بخوف وجلست بجواره وهي تري مؤشراته الحيوية ..تراه هل يتنفس ام لا ...تنفست براحة وهي تجده يتنفس ...امسكت هاتفها ويديها ترتعش بقوة ثم اتصلت بالاسعاف ...

أخيرا انهت الاتصال وامسكت كف عمها وهي تبكي ...رغم كل شئ هذا الرجل عاملها كأبنته...هي لا تستطيع ان  تعيش من غيره ...لو حدث له شيئا هي سوف تتحطم ..سوف تنتهي حرفيا ...ستعود يتيمة مجددا!!...

-عمي ابوس ايديك متسبنيش وتمشي ...اتمسك بالحياة عشاننا ...عشان مهرا وعشاني...وعشان ادم ومرام وليلي وحتي حسناء ...لسه قدامك حاجات كتير يا عمي ...حاجات كتير لازم تعملها مينفعش تموت دلوقتي مينفعش ...

كانت تبكي بإنهيار وهي تكلمه ....تشعر ان قلبها سوف يخرج من صدرها....

....

بعد لحظات كانت قد اتت سيارة الاسعاف وقامت بنقلة....كانت مروة تمسك كفه بالسيارة وهي تبكي وتدعو الله ان يكون بخير ...

....

في المشفي ..

كانت تدور حول نفسها وهي تشعر بالرعب ...وتدعو ان يكون بخير ....في عقلها مئات الافكار السيئة ... فجأة خرج الطبيب من غرفة الطوارئ ...اقتربت منه برعب وقالت:

-ها يا دكتور طمني ماله ؟!

-ازمة قلبية!!

قالها الطبيب فجأة لتتراجع للخلف ودموعها تنساب علي وجهها  

سيطرت علي نفسها مجددا وقالت:

-طيب...طيب هييقي كويس و ...

هز الطبيب رأسه.وقال:

-للاسف هنضطر نخليه في العناية النهاردة عشان نطمن عليه...

ان شاء الله هيكون بخير متقلقيش ...

تنهدت وهي تقول بصوت مختنق :

-يارب ..يارب يا دكتور ..بس دي الازمة التانية وانا خايفة...

-خلينا نتفائل بالخير !

.......

-يا ستي لو سمحتي امشي من هنا ؟!جوزك مستحيل يطلع دلوقتي روحي جيبي محامي لان وضعه صعب جدا ..ده اته*جم علي واحد في بيته وك*سر ايده ...

قالها الضابط وهو يحاول أن يجعل مهرا تذهب بالادب ...ولكن مهرا لم تكن تستمع إليه من الاساس وقالت:

-ابوس ايديك ...طيب خليني اشوفه بس ...اشوفه وامشي...

هز الضابط رأسه وقال:

-مينفعش يا مدام...لازم محامي واذن عشان تشوفيه ..امشي دلوقتي وشوفي محامي شاطر عشان يطلع منها ....ده طبعا لو طلع منها بعد ما اته*جم علي واحد...

بكت مهرا ولم تتحدث ...لقد اتصلت بوالدتها مرارا ولم ترد ...مرام أيضا لم تأتي حتي الآن ...ماذا تفعل ...والي أين تذهب ؟!

حقا لم تعرف ...تشعر انها ضعيفة للغاية ...عاجزة عن فعل اي شئ لادم ...اذن هل ستقف وتنظر إليه وهو يس*جن ...ماذا تفعل ...انسابت دموعها وبدأت تبكي بقوة ...

تأفف الضابط بضيق ...اراد ان يطر*دها للخارج...ولكنه حقا مشفق عليها ...هي تبكي منذ وقت طويل وتتوسله لكي تري زوجها ولكن هذا لا يصح ...لا تستطيع ان تري زوجها الآن ...زوجها الغبي ورط نفسه كثيرا مع ابن واحد من اهم رجال الأعمال في البلد ...لقد اتصل وائل السويسي مخصوص بمديره لكي يتأكد ان ادم سوف ينال عق*ابه  ...كان حقا غاضب وهو يتوعد انه سوف يد*مر حياة ذلك الشاب ...هو يعرف قس*وة وائل السويسي ...يعرف انه رجلا لا يرحم ولن يترك الاعت*داء علي ابنه يمر مرور الكرام...هو سيفعل المستحيل كي ينال ادم عقابه الكامل ...هو منذ الآن يشفق علي هذا المسكين ...

-مهرا!.

قالتها مرام بصدمة وهي تقترب من مهرا ...اقتربت مهرا منها وعانقتها وهي تبكي بعن*ف وتقول بصوت متقطع:

-ا...ادم جوا ومش راضيين يخلوني اشوفه ...مرام أنا عايزة اشوف ادم اتصرفي ابوس ايديكي ...أنا مش عارفة أعمل ايه ...ادم. ..ادم ...

امسكت مرام كفها وقالت:

-طيب اهدي ...اهدي يا مهرا ...كل حاجة هتكون .. تمام ...

قالتها مرام لكي تهدئها رغم ان مرام أيضا تشعر بالرعب وغير متطمنة ابدا ...ولكن انه*يار مهرا جعلها تتماسك قليلا ...فهي يجب أن تكون قوية من اجلها ...من أجل ادم وليلي ووالدتها أيضا ...والدتها  المري*ضة التي بالتأكيد سوف تنها*ر عندما تعرف ماذا حدث لأدم....

-دلوقتي استاذ انس هيجي ومعاه المحامي وهما هيتصرفوا ...بس احنا لازم نروح لان علي الاغلب مش هيسمحولنا نشوفه النهاردة ...

-بس يا مرام ...

حاولت مهرا ان تعترض وهي تبكي ولكن مرام كانت مصرة...مهرا كانت تبدو منهارة للغاية ولو بقت هنا مدة أطول بالتأكيد سوف يحصل لها شئ...يجب أن تخرجها من هنا ...

امسكتها وقالت:

-هنروح البيت وبعدين هتواصل مع استاذ انس علي التليفون وباذن الله تتحل ...متخافيش ...وتعالي قوليلي كمان ايه اللي حصل بالضبط ...

هزت مهرا رأسها وخرجت مع مرام ...كانت تشعر ان ساقيها كعيدان المكرونة لا تقوي علي حملها ...ما كانت تشعر به داخل قلبها كان فظيع ...كانت تتح*طم وهي تعرف ما سيواجه ادم بالداخل ...بالطبع سوف يعاني ...فكرت أيضا في حسناء المر*يضة التي سوف تن*هار عندما تعرف ما حدث ...بالطبع الجميع سوف يلقي عليها اللوم ..فبسببها ادم في تلك الحالة السي*ئة....هي من ادخلت مروان لحياتهم...هي من فعلت هذا ويجب عليها ان تحل تلك المش*كلة ...هي سوف تذهب لمروان اليوم ...سوف تترجاه   لكي يتنازل عن المحضر وان يترك ادم وشأنه...حتي لو اضطرت حتي ان تتوسل اليه لن تتواني عن فعل هذا !!

..........


وقفت امام قصر السويسي وهي ترتعش بقوة...عينيها مشبعة بالدموع ...لا تصدق انها سوف تتوسل هذا الشخص من أجل زوجها...ولكن ادم يستحق ...هي اخترعت حجج واهية لتخرج من المنزل فبعد ان اخبرتهم  مرام ما حدث انه*ارت ليلي تماما واخذت تبكي وهي تقول انها السبب بينما ولجت حسناء لغرفتها وهي منك*سرة ...كان الخبر صادم للجميع...وهذا طبيعي فآدم هو عمود البيت ...هو الرجل الذي يعتمدون عليه ...هو الاب لهذا المنزل...هو الاساس ومن دونه اسرته سوف تضيع ...وهي التي تسببت في هذا ويجب أن تصلح خطأها ...هي قررت ان تتوسل لمروان حتي يخرجه ...ستحاول ان تستعطفه لن تستسلم حتي يوافق ...لانها تعرف ان المحاميين لن يفعلوا شئ وخاصة مع وائل السويسي ...هذا الرجل قاسي للغاية ...هو لا يظهر الرحمة لابنه فكيف سيرحم ادم ...

ارتعش قلبها وهي تفكر في أسوأ الاحتمالات ...ماذا ان رفض مروان طلبها وطردها ...ماذا ستفعل ؟!هي حقا لا تعرف !!!

تنهدت وهي تخبر حارس القصر بهويتها كي يخبر مروان ...وما هي الا لحظات حتي ولجت الي القصر الكبير ...لقد دخلته من قبل عندما كانت مرتبطة لمروان وقد اندهشت وقتها وشعرت انها يحلم جميل ...ولكن الآن ...الآن تراه الشعر مكان بالعالم...مكان بارد لا يوجد به الدفء الذي يوجد ببيت ادم ...البيت في نظرها الان كان يشعر جدا لان مروان يعيش هنا ...والده يعيش هنا ...والاثنان نفس الحقارة وثقل الدم ...

-ميمي وحشتيني ..

قالها مروان وهو ينزل الدرج ...وجهه تش*وه  من كثر ما ضر*به ادم ...كان مروان ينظر الي مهرا وعلي وجهه  ابتسامة شر*يرة ...لقد اتت هنا ...اتت بقدميها كي تتوصل إليه ليخرج ادم  ...ولكنه سيضع شروطه ...سيذ*لها حتي يوافق ان ينقذ ادم ...ولكن جل ما يسعده ان ادم انكسر بعد الدخول للسجن ..لقد تدمرت حياته تماما !!!

ابتسمت وهو يقترب من مهرا 


-استنيت كتير انك تيجيلي تحت رجلي يا مهرا والحمدلله انتظاري جاب نتيجة ...

قالها مروان وهو يبتسم بتشفي بينما يري مهرا تقف أمامه وجسدها يرتعش من الخوف ....

ابتلت عيني مهرا بالدموع وهي تنظر إلي أكثر رجل تكرهه في العالم ...الرجل الذي دمر حياتها والان عاد ليدمرها هي وزوجها ...

-خرج ادم من السجن يا مروان ...حرام عليك ادم عيلته هتموت عليه ...

ابتسم مروان وقال:

-والله يا ميمي كان لازم يفكر في عيلته قبل ما يكسر أيدي هو يستاهل اللي حصله وانا هعمل المستحيل عشان اضمن أنه هيقضي حياته كلها في السجن ...أو ممكن مثلا أاجر واحد من السجن يضربه ضربة كده ولا كده تجيب أجله ونرتاح...

شهقت مهرا بالبكاء وقالت بتوسل :

-ابوس ايديك يا مروان طلعه حرام عليك ...أنا بعتذرلك بالنيابة عنه واي تعويض تطلبه أنا هدفعه ...بس ...

ضحك مروان وقال:

-هو أنا محتاج فلوس يا ميمي ...

اقترب منها وعينيه تبرق بخبث :

-بس أنتِ صعبتي عليا ...أنا هخرجلك ادم بس بشرط...

ابتلعت مهرا ريقها فاقترب أكثر وهو ينزل لمستواها وقال:

-جيبيلي ليلي لحد عندي ليوم واحد بس وانا هخرجلك ادم...

اتسعت عينيه بصدمة وهي تنظر إليه وقالت:

-انا بجد مش مصدقة أنك بقيت ح*قير للدرجادي ...حرام عليك مش مكفيك اللي عملته فيا ...كمان عايز تأذ*ي ليلي ...

تثاءب مروان بملل وقال:

-ها امتي ناوية تخلصي الدراما بتاعتك عشان نتفق ...وده شرطي الوحيد ..تجيبي ليلي اتنازل عن المحضر مش هتجيبيها يبقي خلاص ودعي حبيب القلب لانه مش هيخرج من السجن تاني ونبقي انتِ اللي جنيتي عليها!!

........

كانت تضع اشياءها في الحقيبة بسرعة ...لن تصح لها تلك الفرصة مجددا ...لقد قرر والدها الافراج عنها اليوم وهي من قامت بشغل البيت كله اليوم ...وايضا اعدت طعام العشاء ووضعت به الحبوب المنومة التي كانت تاخذها عندما كانت تشعر بالارق...ووالدها وزوجته ناموا ...تلك هي الفرصة المناسبة كي تذهب من هنا ...يجب أن تنجو بحياتها فإنه عاملها والدها بلطف يوما فهو سوف يق*سو عليها عشر ايام ...لان للأسف تلك المرأة مسيطرة عليه بشكل مستفز ..هي تحركه كانه لعبة ...يكفي ان تبخ في اذنه س*مها كي يهتاج عليها ويضر*بها ويعا*قبها...وهي لن تتحمل هذا ابدا ...لن تتحمل ان تعامل كأنها ممسحة ..سوف تنجو بحياتها!....

بعد ان انتهت من ترتيب حقيبتها ...اخرجت ملابسها من الخزانة ثم ارتدها بسرعة ...للمرة الاولي لم.تهندم نفسها جيدا ولم تهتم من الاساس ...كل ما تريده هو الهروب من هنا ...الهروب من جح*يم والدها وزوجته ...امسكت الحجاب الطويل وهي ترتديه فوق شعرها المقصوص  ....انتهت أخيرا من ارتداء ملابسها وحملت حقيبتها وخرجت ...كانت تسير في المنزل ببطء وهي تشعر بالر*عب ....تتخيل ان في أي وقت سيمسك بها والدها ويقت*لها ...رغم انها متأكدة انه نائم ومستحيل ان يستيقظ قبل الصباح ...الا انها لم تستطع ان تمنع رعبها منهم ...أخيرا ارتاحت وهي تخرج من المنزل .شعرت تلك اللحظة انها تحررت من قيود النا*ر التي كانت تلتف حول رسغها ...أخيرا تحررت من تلك الحياة الكر*يهة التي تعيشها مع والدها وتلك الحر*باء علياء ...تلك المرة التي لا تنفك عن محاولة تد*مير حياتها ...

خرجت مسرعة من الحي التي تعيش به ...وكلما كانت تسير بعيدا عن منزلها  بخطوة كانت تشعر انها تتحرر منهم ...ارادت القفز بسعادة...كانت سعيدة انها نجت بحياتها...دموعها كانت تنساب وهي تتذكر الذ*ل الذي تعرضت له ...تتذكر كيف انها قبلت كف علياء وقدمها أيضا كي تسمح لها أن تأكل ...لن تنسي ابدا هذا الذ*ل ولن تسامحهم ابدا علي هذا ..ستظل تكر*ههم طوال حياتها ...وقفت في الشارع الرئيسي وهي تنتظر عربة مواصلات عامة ...ليس لديها ملجا الا هو سوف تذهب اليه ...تعتذر وتتوسل ان يرجعها إليه ...سوف تتحمل أي شئ منه المهم أن يعيدها إليه ...تريد أن تعيش حياة كريمة بعد ان ذاقت الذ*ل علي يد زوجة والدها ...

أخيرا اتت العربة وركبتها وهي تنتظر بحماس ان تصل ...

.......

بعد نصف ساعة تقريبا ...

كانت تقف.امام منزل علي الكبير وهي تزدرد ريقها ...لا تعرف كيف سيقابلها علي ...هل سيسامحها علي ما فعلته ام لا ...هل سيرحب بها في منزله او سيطردها 

..كل تلك الافكار كانت تدور في عقلها تنهدت وهي تخرج هاتفها المحمول ثم اتصلت به ...انتظرت بصبر ام يرد عليها ...لم يرد في المرة الأولي ...لكنها حاولت مجددا لم تستلم ابدا ...رد عليها في المرة الثانية وصوته ناعس يقول:

-مين .. 

انسابت دموعها وهي تغمض عينيها وتقول:

-انا يا علي ميار ...أنا مستنياك برة البيت 

.....

بعد مرور خمس دقائق ....

كان علي يقف امامها ينظر إليها ببرود ويقول:

-خير ايه اللي جابك هنا في الوقت ده ...انتِ اتجننتي يا ميار ...عايزة تعمليلي مشكلة !

كانت نبرته قا*سية ...ارتعشت هي وقالت:

-لا لا ...أنا جيت عشان عايزاك ترجعني ليك....ابوس ايديك يا علي رجعني...انت متعرفش مرات ابويا ذ*لتني ازاي الايام اللي فاتت ...

-مبقاش ينفع للأسف يا ميار ...ارجعي لبيت اهلك يسهلك ...

امسكت كفها وهي تقول بينما تبكي :

-ليه مينفعش ...أنا جاية وطالبة السماح حرام عليك أنا ...

ولكنه قاطعها وهو يقول:

-فات الاوان يا ميار ...أنا اتجوزت !!

.......

في غرفتهما ....

كانت مهرا تضم قميص ادم إليها ...كانت تبكي بع*نف وهي تشتم قميصه وتقبله ...هي السبب ...هي من ادخلت مروان حياتهم...هي من جعلته يضع ليلي في عقله وهي لن تسامح نفسها ابدا علي هذا ...تشعر ان الشعور بالذن*ب يمز*قها ...لقد د*مرت ادم ...هي من د*مرت حياته ...ليتها لم تدخلها ...ادم المسكين يعاني في الس*جن بسببها هي ...هي السبب ...

كانت مهرا تلوم نفسها بقوة وهي تبكي ...تشعر ان قلبها يعت*صر من الأ*لم ...حبيبها يعا*ني ...ورغم توسلها لمروان الا انه عرض عليها عرض د*نئ مثله ...ذلك الحق*ير !!كيف ظنت انها تحب انسان مر*يض مثله ...هو غير متزن نفسيا ...يتفنن في تد*مير حياة من حوله...يظن نفسه انه افضل من الجميع وهو مجرد حش*رة يحتمي بأموال والده ...وهي متأكدة ان مروان لن يترك ادم ...سوف يست*غل كل ثروته لكي يد*مر حياة ادم ...فكرت مهرا وهي تبكي ...رباه لقد وقع ادم فريسة لذلك الح*قير ...بالتأكيد سوف يد*مر حياته ...

كانت ليلي ومرام يقفان امام باب الغرفة ...ينظران الي مهرا التي تبكي بعن*ف ...مسحت ليلي دموعها وقالت بشفقة :

-المسكينة منها*رة اووي علي ادم  

-كلنا منها*رين يا ليلي ...ادم هو سندنا ...

هزت ليلي راسها وقالت :

-امي من أول ما عرفت وهي قاعدة في اوضتها ...أنا خايفة عليها اووي...بس هي كل اللي علي لسانها ان ادم هيطلع ...أكيد هيطلع ...

-يسمع من بوقك ربنا ...مديري في الشركة بارك الله فيه بيساعد علي قد ما يقدر...هو حتي جاب محامي ...وبكرة هيسمحولنا نشوف ادم كمان ...

نظرت ليلي الي مرام وقالت:

-صحيح ايه اللي يخلي مديرك يساعدنا بالإصرار ده ...الراجل في نفس الوقت جاب محامي وبيحاول يساعدنا ...ليه ده كله يا مرام ...هو مديرك خير للدرجادي ...

حاربت مرام الاحمرار الذي بدأ يزحف لبشرتها وقالت بنبرة ثابته وان كان من داخلها ترتعش:

-فيه ناس بتحب تعمل خير عادي يا ليلي ...المهم اخوكي يطلع ...ادعي انتِ بس كويس ...

-يارب يطلع ...متعرفيش أنا حاسة بالذ*نب قد ايه يا مرام ...ادم بسببي ...

امسكت مرام كفها وشدت عليها وقالت:

-اياكي تلومي نفسك ...ده مش ذنبك ابدا يا ليلي ...الشخص اللي بيلاحقك ده هو اللي ح*قير .....

تنهدت مرام بحزن وقالت:

-تعالي تدخل للبنت اللي هتم*وت نفسها من العياط دي ...

هزت ليلي رأسها ودخلوا لمهرا التي ما زالت تصم قميص ادم وتبكي بع*نف ....

شدتها مرام وضمتها بقوة وقالت بنبرة واثقة:

-هيطلع متقلقيش ...بس لازم تكوني قوية يا مهرا عشانه ...

ابتعدت مهرا وهي تمسح دموعها وتقول:

-سامحوني أنا السبب ...أنا السبب ..

-وانتِ ليه السبب يعني عشان هو خطيبك القديم ؟!ده واحد حق*ير كويس ان ربنا انقذك منه ...مفروض متحسيش بالذنب والله كنت اتمني ادم يقتله ...

تنهدت ليلي واكملت :

-لولا ستر ربنا كانت ممكن حياتي تتد*مر للأبد ...الحيوان ده كان عايز يغت*صبني !!!

انف*جرت مهرا بالبكاء وهي تشعر ان قلبها يتم*زق من الألم. ... امسكت مرام يديها وقالت بشفقة:

-يا بنتي هتمو*تي نفسك ...اهدي وتفائلي...

-انا اللي دخلته حياتكم...أنا السبب ...

رفعت ليلي حاجبيها بدهشة لتنظر اليهم مهرا وتقول:

-عايزين تعرفوا ادم اتجوزني ليه ؟!عايزين تعرفوا ايه اللي يجبر ادم يتجوز واحدة زيي متدلعة وتا*فهة... ادم محبنيش ...ادم اتجوزني عشان يغطي عليا ...

شحبت مرام بقوة هي وليلي ...بينما اكملت مهرا وهي تبكي :

- أنا كنت بحب مروان اوووي ...بس هو عمره ما حبني ...وبمساعدة صاحبتي ...خدروني و...و ...

ضمتها مرام إليها فجأة وهي تبكي وتقول:

-خلاص متكمليش ...

-خد*عوني ...ك*سروني ...قت*لوني وقتها 

وضعت ليلي كفها علي فمها وهي تبكي ...ابتعدت مهرا وما زالت الدموع تغرق وجهها وتقول:

- كان نفسي اصحي في الوقت المناسب زي ليلي ...كان نفسي اقدر انقذ نفسي ....

بكت الفتيات معا ثم ضمتها مرام وليلي أيضا وهم يبكون سويا !

...........


في اليوم التالي ....

-احمد !!!

بهتت مهرا وهي تنظر الي احمد ذلك الشاب الذي كان يطاردها بإصرار ورفضته مرارا من أجل حياة ...هل احمد هو المحامي الذي سوف يساعد ادم؟!هل حقا سيساعده ان سيرفض عندما يعرف ان ادم يكون زوجها ...كل تلك الاسئلة كانت تدور في عقلها ...من جهة اخري كان يقف احمد وهو ينظر الي مهرا بإستغراب ...دهشته كانت بسبب انه يقف امام مهرا ...من ظن يوما انه يحبها اكثر من الحياة ولكن لا يشعر بأي شئ ...حاول ان يتذكر ايام عندما كان هائما بها ولكن مشاعرها نحوها الآن كانت عادية جدا وكأنها مجرد عميلة يجب أن يترافع عن زوجها وليس مهرا الذي اضاع الوقت والاموال من اجلها!!!.كيف الآن مشاعره اصبحت جافة ؟!أين مشاعره الآن ...أين قلبه ...اخذ يتساءل داخله  عن مشاعره ...ورغم انه يعرف الاجابة الا انه رفض الاعتراف بها ...كان عاجز علي ان يعترف ان اخري سلبت قلبي وسيطرت علي مشاعره لن يعترف بهذا ابدا ....

تكلم احمد أخيرا بعملية وقال:

-قدر اجيب اذن لمدام ادم انها تشوفه ...

اشرق وجه مهرا وهي تقول بلهفة:

طيب امتي هشوفه امتي ...

-هنروح دلوقتي اوضة الضابط وتشوفيه .

ابتسمت مهرا وهي تشعر بالسعادة ...أخيرا سوف تراه لقد كادت تموت البارحة من الشوق إليه ...

.....

بعد مرور الوقت ....

وقفت مهرا في مكتب الضابط قلبها يخفق بعنف وهي تري ادم امامها ..كان يبدو عليه التعب وانه لم ينام جيدا ...

اقتربت منه ودموعها تتساقط ...شدها ادم اليه ثم عانقها بقوة وهو يقول:

-ششش أنا كويس اووي ..متبكيش ...

لكنها استمرت في البكاء ...ابعدها وعانق وجهها وقبلها بعمق علي جبينها وقال:

-هتمر يا حبيبتي صدقيني هتمر...

هزت رأسها بإصرار وقالت:

-انا متأكدة من كده ...انس جاب محامي وبيحاولوا وممكن اكلم مرو...

ولكنه قاطعها وقال :

-لا يا مهرا اياكي ...اياكي تروحي للحق*ير.ده ...انتِ كده بتك*سريني...لو بتحبيني فعلا ومش عايزة تك*سريني متروحيش ليه!!انتِ فاهمة...

هزت رأسها برعب وهي تنظر إليه...يا تري ماذا سيفعل لو عرف انها ذهبت إليه بالأمس!!

..........

في شقة حياة ...

كانت تجلس علي الأرض دموعها تنساب بتتابع ..قلبها يعت*صر من الألم بينما تحاول الاتصال بأحمد ولكن لا فائدة ....لقد اختفي من حياتها ..

اختفي ببساطة !!!

شعرت أنها في كابوس مخيف ...تمنت ان يكون هذا مجرد كابوس ستيتيقظ منه لتجد احمد بجوارها ينظر إليها بحب ويمسك كفها كي يتزوجان ...تشعر ان احمد سوف يعود ويطلب منها السماح ويعتذر ...جميع الافكار والاحتمالات كانت تدور بعقلها ولكنها عرفت ان الحقيقة الوحيدة انه تخلي عنها ...تخلي عنها بإرادته وذهب...ذهب وتركها من*هارة ...

امسكت حياة صورته التي احتفظت بها وقالت:

-ليه...ليه يا احمد عملت فيا كده ...ليه ك*سرتني بالشكل ده ...ده أنا محبتش حد قدك  ...كنت مستعدة تتغير عشانك ..عملت المستحيل عشان ارضيك ...مع جزاتي في الاخر ...جزاتي أنك تتخلي عني وفي يوم فرحنا ...

وضعت كلها علي قلبها وقالت :

-انت مش حاسس بالنار اللي في قلبي يا احمد أنا بم*وت...بمو*ت كل اما افتكر أنك اتخليت عني بسهولة كده...ليه يا احمد ليه ...ده أنا اديتك كل حاجة ...كل حاجة...

مسحت دموعها وهي تكمل:

-يا تري ايه السبب اللي خلاك تتخلي عني بالشكل المهين ده ...أنا عملتلك ايه عشان تأذيني بالشكل ده ...

ارتعشت فجأة والباب يفتح ...احتلت الحيرة وجهها  وهي تتساءل من معه مفتاح شقتها ...

ولكن من ظهر جعل قلبها يخفق بقوة ...نهضت حياة وهي تنظر الي احمد بصدمة ...الدموع تنساب من عينيها بغزارة ...بينما احمد كانت ملامح وجهه باردة ...عينيه جافة وكان دموعها لم تؤثر به....

اقتربت حياة منه راكضة ثم ضمته وهي تبكي بع*نف وتقول:

-كنت عارفة أنك مش هتسيبني يا احمد ...كنت عارفة  أنك بتحبني ....وقولتلهم ان احمد بيحبني وهيرجع بس مفيش حد رضي يصدقني ...بس انت خلاص رجعتلي...وانا هتصل بالمأذون دلوقتي ونتجوز ...انت عارف لسه محافظة علي الفستان و ...

-بطلي هبل انا مش هتجوزك!!..

انسابت دموعها اكثر وقالت بصوت مختنق:

-ليه ...ليه مش عايز تتجوزني ...أنا عملتلك ايه يا احمد ...ده أنا حبيتك اكتر من حياتي و ..

قاطعها وهو يمسك ذراعيها ويقول:

-بس أنا محبتكيش ولا عمري ما هحبك !

-انت كداب !انت بتحبني 

-انا مبحبكيش ...مبحبكيش افهمي ...

صرخ بها وهو يهزها لتبتل عينيها بالدموع وتقول:

-انت بتكدب صح ... ازاي بعد ده كله تقول انك محبتنيش ...ازاي. ..متخدعنيش ...انت بتحبني بس مش راضي تعترف ...لسه الماضي بتاعي مأثر عليك ...لسه حاسس بالقر*ف مني ...بس انا اتغيرت عشانك ومستعد اعمل اللي انت عايزه بس متبعدنيش عن حياتك...هعيش معاك في اي مكان تحبه ...مش هخرج كمان من البيت لو حابب ...اللي انت عايزه هعمله لكن متنفنيش من حياتك ابوس ايديك ...

شعر بضميره يجلده وأبعدها عنه وهو يقول :

- بطلي غباء وسذاجة بقا ...بطلي انعدام الكرامة اللي أنتِ فيه ده .  أنا محبتكيش ... 

دفعته وصرخت بإنهيار:

-ازاي مبتحبنيش ...وكلامك ليا ده ايه ...حبك ليا ايه...نظراتك دي ايه .....

اغمض عينيه وهو يقول بخجل:

-انا كنت بستغلك عشان اخد فلوسك !!!...عرفتي ايه قربت منك ...عرفت ليه اوهمتك بالحب...لأنك غبية أنا استغليتك ...وكان ممكن استغلك اكتؤ من كده بس الحمدلله أنا فوقت لنفسي...

امسكته حياة من قميصه وهي تقول:

-ليه انقذتني ...ليه مسبتنيش أموت في المقبرة 

..دي خطتك عشان تعيشني في عذاب ...تنقذني عشان مستاهلش ان اموت براحة ضح ...لازم اتعذب يعني ...

لم يرد عليها لتكمل وتقول:

-وانت بقا ليه جاي دلوقتي ...ايه السبب اللي خلاك تفتكرني تاني ...

ابتلع ريقه ونظر إليها وقال:

عايزك تطلعي من البيت بما انه بقا يإسمي!!!

.........


في منزل أنس ....

كان جالس وائل السويسي وهو يضع ساق علي ساق ...ينظر الي المنزل بتقييم سريع بينما يرتشف قهوته بطريقة ارستقراطيه تليق به ...مط شفتيه وقال:

-مش مصدق يا أنس بيه واحد ملياردير زيك وصاحب شركات في كل انحاء البلد وهتبدأ تفتح فروع برا يكون عايش في بيت بسيط زي كده ...

ابتسم أنس وقال:

-ده بيت اخويا ...ذكرياتنا كلها هنا ...والذكريات لا تقدر بتمن يا وائل بيه..غير اني انسان بسيط ..

ابتسم وائل وقال:

-ما هو  باين علي حضرتك ...ده غير أنك مش بتحب تتكلم عن انجازاتك كتير ..

-لانها مش انجازاتي ..بعد م*وت والدي الشركات دي كانت بتخسر واخويا اللي قدر يقومها كويس ...أنا مجرد محافظ علي مستوي الشركات وفتحت كام  فرع مش اكتر ...

-بس عملت انجازات كتير جدا لازم تفتخر بها ...لدرجة أنا وائل السويسي ذات نفسه متحمس اني أعمل معاك صفقة ...وصدقني الصفقة دي هتكسبنا احنا الاتنين ...

-بس متقدرش تنكر ان مكسبك انت اكتر !

قالها انس بذكاء وهو يبتسم ...وائل يظن انه غ*بي ...هو يفهمه جيدا ...يعرف كم وائل السويسي رجل خب*يث للغاية....هو يك*ره ان يتعامل معه ...ولكنه من اجل ادم سوف يفعلها...وهو يقصد ان فعليا يفعل هذا من أجل ادم ...صحيح ان مرام أيضا لها دخل بمساعدته ولكنه حقا يرغب في مساعدته فبعد ما سمعه من ادم وكيف ان ادم هو المظ*لوم ومروان هو الحق*ير الذي حاول تد*مير شقيقته ...منذ المرة الاولي التي راي بها ادم وهو اعجب به كثيرا....كان رجلا بحق ...يبدو من ملامحه ان يحمل المسؤولية جيدا ...كما أنه مستمع جيد...لقد أستمع لمشكلته بصبر بل بحث معه علي حل أيضا. ..وهو سوف يساعد ادم ...سيفعل المستحيل كي يخرجه من الس*جن ...فالس*جن ليس لأمثاله من الشرفاء ...ان كان احد يجب أن يذهب الي الس*جن فهو مروان ...مروان الذي يتمتع بأذ*ية الاخرين ...لولا انه لا يمتلك دليل علي ان.ليلي تم خط*فها لكان حقا سجن مروان وتأكد بنفسه انه سوف يُع*اقب ...ولكن للأسف لا يمتلكون أي دليل يد*ينه ...هو ذكي للغاية  ...لهذا ...هو مضطر للأسف ان يتعامل مع هذا الشخص ...رغم انه لا يطيق ابدا هذا المدعو وائل ولكن من أجل ادم سوف يتفاهم معه ...سيعرض عليه صفقة العمر ...سيغريه لكي يخرج ادم من تلك الورطة ....

كان وائل صامت...يحاول أن يقنع انس بالصفقة ...تلك الصفقة ستكون مربحة له كثيرا وهو يجب أن يقنع أنس ان يمضي العقد...ولكن انس ليس بهذا الغ*باء...بالطبع سوف يطلب مبلغ خرافي ..مبلغ لن يستطيع وائل توفيره ....

رفع انس رأسه وقال:

-المحركات اللي حضرتك عايز تشتريها مني جودتها عالية جدا ...وتمنها هيكون كبير ...الرقم اللي حضرتك عرضته عليا مينفعش يا وائل به ...

ابتلع وائل ريقه وهو ينظر لأنس...انه يخ*سر ... رجل اعمال مخضرم يخسر امام شاب صغير ...ولكن انس لم يكن كأي شاب هو ذكي جدا ...يعرف قيمة ما يعرضه ولا يخسر في أي صفقة ابدا ...دوما هو الرابح ...وتلك المجاملات السخ*يفة التي يطلقها وائل عليه لن تفيده ...هو لن يقع في فخ المجاملات ابدا ...هو رجل عملي بشكل مغيظ...

اعطاه وائل ابتسامة رسمية وهو يقول بعملية:

-طيب يا سيدي قولي أيه السعر اللي في بالك ...يمكن نوصل لإتفاق...

ابتسم أنس بإنتصار وقال:

-ايه رايك في نص السعر اللي قولته انت ...

نظر إليه وائل بصدمة وقال:

-يعني انت عايز فلوس أقل كمان! طب  ازاي.

هز أنس راسه بتأكيد وقال:

بس طبعا مع الفلوس فيه حاجة تاني محتاجها ودي اللي متوقف عليها صفقتنا !

-ايه هي ؟!

تساءل وائل ليرد انس ويقول:

-خلي ابنك يتنازل عن المحضر بتاع ادم عزام!!!!


الفصل الثالث والعشرون (الليلة الاولي )


-انت عايزني اتنازل عن المحضر واطلع الإنسان اللي ك*سر ايد ابني يا أنس ...الولد اللي اته*جم علي ابني لازم يأخد جزاؤه ..لازم يع*فن في الس*جن عشان بعدين يفكر ميت مرة قبل ما يمد ايديه علي ابني ...عايزه يتعا*قب لحد ما يقول حقي برقبتي .

كان أنس هادئ للغاية ...لم ينطق بحرف ...هو يعرف ان وائل يماطله ...هو يعرف لمعة الطم*ع تلك التي في عينه ...يعرفها جيدا ...استطاع انس بسهولة قراءة وائل...وائل لا يهتم بإبنه قدر اهتمامه بالربح ...هو كان يريد أن يخفف أنس السعر اكثر. ..

ابتسم أنس له وقال وهو ينهض :

-مفيش مشكلة يا وائل بيه ..ملناش نصيب في الصفقة دي ... نورتني ...

بهت وائل وهو ينظر إليه وقال بتلكأ:

-ببساطة كده يا أنس بيه ...

ابتسم أنس وقال :

-اكيد يا وائل بيه أنا بيزنس مان وعارف قيمة اللي بعرضه واظنك عارف طبعي انا مبعرضش العرض الا مرة واحدة بس ...عشان عارف ان شركات كتير نفسها تعمل صفقات معايا ..

نهض وائل وهو يشعر بالتوتر ...ابتسم أنس وهو ينظر إليه...توتره اسعده...لقد كان متأكد ان رفضه ظاهري ...لولا ان مروان انسان حق*ير غير سوي لكان اشفق عليه لانه لديه والد مثل هذا ...والد يهتم بمصالحه فقط ....

كان وائل محاصر وكأن لعبته انقلبت عليه ...هو لا يهتم بقضية ابنه تلك ...هو يعرف مروان ويعرف انه هو المخطئ...فإبنه فتي مدلل فا*سد...ولكن كان يريد أن يخفض السعر اكثر ...كان يريد أن تكون تلك الصفقة لصالحه ...ولكن أنس كان اذكي منه بكثير ...لقد عرف ما يدور بعقله وبكلمة واحدة انهي النقاش ...كيف ظن وائل انه سيستطيع ان يتغلب علي انس في العمل ...الرجل داهية ...ذكي بشكل مخيف ....

-طيب ممكن نقعد نتفاهم يا انس بيه ....

-رغم اني مبحبش اضي*ع وقتي كتير بس مش مشكلة ..اتفضل اقعد وقول اللي في بالك ...الله اعلم يمكن يعجبني ...

ابتسم وائل عندما جلس أنس ...ينظر إليه ووجهه خالي من التعابير ...عرف انس ان لو وائل عرف ان خروج ادم مهم جدا بالنسبة إليه سوف يستغل هذا ...لذلك قرر ان يلاعبه بذكاء...هو لن يظهر نقطة ضعفه لوائل السويسي ...

-ممكن اعرف ليه خروج ادم عزام مهم اووي كده بالنسبالك ؟!يعني علي حسب ما دورت وعرفت انه مجرد أخو  موظفة عندك ...ولا مش ادم اللي مهم ...ممكن تكون مرام صح .

لم تتغير تعابير انس وقال:

-الاسباب تخصني يا وائل بيه ...خروج ادم ونص السعر اللي عرضته واقول ديل علي الصفقة ...مش موافق مش مشكلة ...ميت  شركة تتمني تتعامل معايا وبالسعر اللي انا عايزه كمان ...قدامك دقيقتين عشان تفكر ...

نظر أنس الي ساعته وقال:

-وقتك بيبدأ من دلوقتي !

ابتلع وائل ريقه وقال:

-طيب ربع التمن واتنازل علي المحضر و ...

-لا ..

قالها انس بسرعة ثم اكمل:

-قدامك دقيقة ونص يا وائل بيه ....يالا فكر بسرعة 

..العرض ده مش هيجيلك دايما..متفتكرش عشان ادم هرضخ ليك ...ادم ممكن اطلعه بأكتر من طريقة من غير ما اخسر...ففكر انت ...قدامك تلاتين ثانية يالا ...

تنهد وائل وقال:

-موافق ...موافق .. 

ابتسم أنس بإنتصار وقال:

-اهو هو ده الكلام ...بكرة تخلي مروان يتنازل عن المح*ضر وبعدين نمضي العقود ...

-وانا ايه ضمني أن بعد ما اتنازل عن المحضر تلغي اتفاقنا!!

ابتسم أنس وقال:

-انا بديك كلمتي يا وائل بيه ..وانت عارف أنس الصاوي عمره ما يخلف بوعده ابدا حتي لو كان هيم*وت !

.........

نزلت من الاتوبيس ...أخيرا وصلت الاسكندرية ...صحيح اخذت وقت طويل كي تقرر الي اين ستذهب بعد ان تخلي عنها علي ...ووجدت ان ليس هناك انسب من الاسكندرية لكي تعيش في منزل خالتها ...خالتها تحبها ولا بد انها لن تمانع أن تبقي ميار عندها قليلا حتي تدبر لها سكن ...كان قلب ميار يرتجف داخل صدرها ..تري ماذا ستفكر بها خالتها الآن ...لقد هربت من منزل ابيها دون رجعة هل يمكن ان تعيدها مجددا الي منزل والدها ...لا لا ...هزت ميار رأسها بقوة ...خالتها لا تطيق والدها ولا زوجته ...بالطبع لن تكلمه وتسلمه بتلك السهولة...فكرت ميار ...كان تتمني ان يكون هذا الكلام سليم فلو اعادتها خالتها لوالدها سوف يق*تلها بكل تأكيد....سارت الي مكان خالتها الذي تحفظه منذ الطفولة ..شعرت بالحنين وهي تسير في تلك الطرقات تذكرت والدتها التي كانت تمسك كفها وتذهب اليها في إجازة الصيف ...كان ميار تقضي اجمل حياتها هناك معهم ....تمنت ميار ان يعود الزمن ...تمنت لو لم تكبر....تمنت لو كانت والدتها علي قيد الحياة. لم تكن تعاني لتلك الدرجة ....

... ... 

أخيرا وصلت الي البيت وقلبها يرتجف ....لا تعرف كيف ستقدم لهم نفسها ...لقد مر زمن طويل ...زمن طويل جدا لم تأتي الي هنا ...منذ وفاة والدتها تقريبا ....أي عندما كانت في بداية فترة المراهقة وهي الآن تجاوزت منتصف العشرون ....تنهدت واقتربت من المنزل وهي ترن الجرس...ثم انتظرت بصبر ليفتح لها احد ....

فتحت امرأة كبيرة في السن لا تستطيع السير جيدا ...غزا الشيب راسها ...كانت تنظر الي ميار بصدمة ....

ابتسمت ميار ابتسامة بسيطة وقالت:

-خالتي نوال أنا ....

لم.تدعها نوال تكمل حديثها لتجذبها إليها وتقول:

-بنت الغالية بنت الغالية وحشتيني يا ميار ..انتِ شبه امك بالضبط .

.......

في الليل ...

كان متسطح علي فراشه ...ينظر للسقف بينما يشعر بأ*لم كبير في قلبه...هو يشتاق إليها كثيرا ...حاول كثيرا ان يتواصل معها ولكنها كانت تغلق الخط بوجهه ...ولم يكن يمتلك الجراءة علي أن يذهب الي هناك بنفسه الي شقتها بعد ان تركت شقة والدتها في نفس اليوم  ...يعلم انه كان قا*سي عليها ...لقد حط*مها مرارا ....راي الانك*سار في عينيها ولم يتوقف ...هو يك*ره نفسه لأجل هذا ...تمني حقا ان يسعدها ولكنه لم يسبب لها الا التعاسة ...وهو لن يسامح نفسه ابدا بسبب هذا ....كيف طلب منها هذا الطلب ...كيف طلب ان تجهض ابنهما !!!...لكنه عندما عرف انها حامل فقد عقله كليا ...شعر انه محاصر ...شعر انها تريد أن تربطه بها ...وقال لها كلام لا يفتخر به ...وهو الآن يحاول اصلاح خطأه وهي لا تريد وهذا حقها ...لن ينكر الأمر ...من حقها ان تغضب منه ...ولكنه حزين علي الطريق المسدود الذي وصلوا إليه ...تنهد سامر وامسك هاتفه وقرر ان يتصل بها 

......

كانت كارما تجلس امام التلفاز ...نظراتها مي*تة بينما عقلها مع سامر ...مهما  حاولت ان تنساه لا تستطيع ...سامر مسيطر علي عقلها تماما ...وضعت كفها علي بطنها وعينيها لامعة بالدموع ...كلما تذكرت انه طلب منها ان تجهض طفلهما تشعر بالق*هر ...لقد قه*رها فعليا ...حط*م قلبها ببرود ...لم يهتم بمشاعرها ...لقد عرفت كارما انها لا تمثل أي شيئا له ...ووجب عليها ان تك*رهه بعد كل ما فعله ..لكن الغ*بية ما زالت تشتاق إليه بقوة ...ما زالت تحبه...هي غب*ية ...غب*ية للغاية لانها ما زالت تعشقه ...وجب ان تك*رهه وان تخرجه من حياتها ...لماذا ما زالت تحبه...ما هذا الحب الذي يسيطر عليها ...

فكرت بيأس وهي تمسح دموعها التي انسابت علي وجهها ....

انتفضت فجأة عندما رن الهاتف ...نظرت الي الهاتف لتجد سامر يتصل بها ...لم تكن تريد أن ترد ولكن قلبها الغبي الذي يشتاق إليه لم يهتم ورفعت الهاتف وهي تفتحه وتضعه علي اذنها وقلبها يخفق بقوة ...ظلت صامتة تنتظر ان يتكلم او ان يقول شئ...ولكنه أيضا ظل صامتا ...ظل الوضع هكذا لبضعة لحظات ...تنهدت كارما بغضب وقالت:

-لو مش ناوي تتكلم قول عشان متضيعش لا وقتي ولا وقتك ...

-وحشتيني !!.

قالها هو بح*رقة  ...ابتسمت بسخرية وقالت:

-بطل كد*ب ...أنا عمري ما هصدقك تاني ...

اعتصر قلبه بقوة وقال:

-صدقيني يا كارما ..وحشتيني اوووي ...البيت من غيرك ملوش لازمة ...ارجعي البيت خلينا تتفاهم لو سمحتي ...أنا هنفذ اللي انتِ عايزاه ...

هزت رأسها وقالت:

-مستحيل يا سامر مش هرجع ...ابدا مستحيل ارجعلك بعد اللي عملته ولو سمحت ياريت تطلقني بهدوء ...أنا مش  عايزة أعملك أي مشاكل ...

سيارة الطلاق جعلت قلبه يع*تصر من الأ*لم ...هو يعرف انه اذ*اها... ولكنها تريد تركه دون ان تعطيه أي فرصة ...

تنهد سامر وهو يشعر بأ*لم في قلبه وقال:

-اديني فرصة ...فرصة بس يا كارما ...أنا عارف اني اتصرفت غلط ...بس اتوترت من فكرة ام يكون ليا ابن ...أنا بخاف جدا من المسؤولية فلما بلغتيني بالخبر اتوترت....واتصرفت بالشكل ده ...كارما أنا حاولت اوصلك كتير حتي اني جيت بيت مامتك اللي قالت أنك روحتي شقتك ...أنا قادر اجيلك بس من عايز اضايقك ولا ازعلك ...كارما ارجعي البيت أنا مش متطمن عليكي وانتِ عايشة لوحدك ...

ابتسمت بسخرية وهي تمسح دموعها وتقول:

-علي أساس أنك بتخاف عليا اوووي؟!

كانت تسخر منه فهز رأسه بسرعة وقال :

-والله بخاف عليكي يا كارما ...انتِ متعرفيش انتِ عندي ايه انا ...

-بس بس مش عايزة اسمع حاجة ولا هرجع كمان ...خلاص انساني يا سامر وريح نفسك !!

ثم اغلقت الهاتف بوجهه!!

..............

كانت تلف ذراعيها حول جسدها ودموعها تنساب علي وجنتيها ...تشتاق إليه بقوة ...تلك الدقائق اللي قضتها معه في غرفة الضابط لم تكفي شوقها له ...تري ماذا سيكون مصيره!فكرت بر*عب ...لقد اخبرها احمد بصراحة ان من الصعب خروج ادم ما لم يتنازل مروان علي المحضر ...كما اخبرها ان وائل السويسي بنفسه تدخل في الموضوع ...وضعت كفها علي فمها. هي تشهق بقوة وتفكر ان هذا الرجل احق*ر من ابنه ...هو لا يرحم حتي ابنه فكيف سيرحم ادم ...سيفعل المستحيل كي يد*مر ادم ...قلبها المعت*صر من الأ*لم وهي تفكر في حال ادم المسكين ...لا بد انه سيواجه الكثير ...لم تفكر بأدم فقط بل بأخوته أيضا !!والدته...البيت من دون ادم وكأنه مظلم تماما ...لا أحد يأكل ولا يبتسم حتي ...الجميع حزين ينتظره كي يخرج ...

وضعت كفيها علي وجهها وانف*جرت بالبكاء ...قلبها يؤ*لمها بقوة ...تتمني ان تفعل أي شئ كي تساعده...فكرت في الذهاب لمروان مرة اخري والتوسل إليه ولكن ادم حذرها من هذا ...لقد اخبرها صراحة ان هذا يؤ*ذيه ...لا تعلم ماذا سيفعل ان اخبرته انها ذهبت إليه ...لا بد انه سيغضب منها كثيرا ..لذا لم تذهب لمروان مجددا ...هو شخص لا يمتلك قلب !لقد طلب منها ان تجلب ليلي إليه!!!وهي مستحيل ان تفعل هذا ...لن تجعل أي فتاة تعاني مثلما هي عانت ...لن تكون بتلك الحقا*رة ابدا ...حتي لو ما*تت!!!

..

كانت ليلي تقف امام باب غرفتها تنظر الي مهرا الجالسة في الصالة وتبكي بع*نف ....كان قلب ليلي يعت*صر  من الألم ...لقد صُدمت عندما عرفت بما حدث لمهرا ...ذلك الحق*ير اغت*صبها ...د*مر حياتها ...جعلها تعايش كل تلك الاحداث السيئة...حقا لم تقابل أي شخص بهذا السوء من قبل ...كيف يمكن أن يكون انسان بلا رحمة هكذا ...لولا لطف  الله بها لكانت الآن تعاني مثل مهرا ...وضعت كفها علي قلبها ...هي تشعر ولو بجزء بسيط مما تعانيه مهرا ...تعرف بماذا تشعر الآن ...اقتربت ليلي من مهرا وهي تقرر ان  تواسيها ...لن تتركها فريسة لأفكارها ...ستقدم لها الدعم الذي تحتاجه ...

ضمت ليلي مهرا التي تبكي ...انتفضت مهرا قليلا وهي تجد ليلي قد جذبتها ...صمتت برهة بينما ليلي  تربت علي ظهرها...انفجرت مهرا بالبكاء وكأنها كانت منتظرة تلك اللحظة ...

-وحشني اووي يا ليلي !

قالتها مهرا بصوت يائس...لترد ليلي بصوت حزين :

-وحشنا كلنا يا مهرا والله ...وحشنا كلنا ...أنا مش متخيلة ان ابيه مش معانا دلوقتي ...هو كان سند الكل هنا...أنا حاسة اني من غير ضهر ..من غير حماية يا مهرا ...ادم ساب فراغ كبير جوانا ...يارب يرجع عشان أنا حاسة ان روحي بتتسحب مني طالما هو مش موجود ..

ارتجف قلب مهرا وقالت:

-انا مش عارفة أعمل ايه عشان أساعده ...

جلست ليلي بجوارها وهي تمسك كفها...نظرت مهرا الي ليلي وقالت :

-انا روحت لمروان امبارح واترجيته عشان يتنازل عن المحضر ...بس رفض ...

- ممكن نروحله تاني و ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-لا مش هنروحله ده انسان حقي*ر يا ليلي ...مش هنروح تاني ...ادم قالي متروحيش ونبه عليا ...

-يا مهرا ممكن يوافق اسمعي مني ؛

اصرت ليلي لتبكي مهرا وهي تهز رأسها وتقول:

-صدقيني هو واحد. حق*ير...حق*ير فوق ما تتخيلي يا ليلي ...مستحيل يرضي مستحيل ...انتِ متعرفيش مروان ...مروان ده شي*طان ...

نظرت إليها ليلي بحزن وقالت:

-عارفة يا مهرا ...بس مفيش ض*رر من المحاولة .

بكت مهرا وقالت:

-انا حاولت واترجيته عارفة شرط عليا ايه عشان يتنازل ...اني اوديكي بيته لحد عنده ...عرفتي اد ايه هو حقي*ر !!

.........

في اليوم التالي...

-اخوكي هيطلقني بسببك يا ليلي ..

قالتها مهرا وهي تشعر بالر*عب ...بينما تجذبها ليلي خلفها وقالت:

-متقلقيش يا مهرا ...صدقيني الشخص ده جبان...مش هيقدر يعملي حاجة طالما أنا فايقة ...أنا بس هعرفه حجمه وانه مجرد حش*رة عشان يطلع اخويا ...

ارتعبت مهرا من جنون ليلي وقالت:

-وانتِ فكرك لما تقوليلوا كده هيطلع اخوكي ...ده كده هيعاند اكتر ...ليلي اهدي وارجعي عن اللي في بالك ...ابوس ايديك ادم نبه عليا مقربش من الشخص ده ...لو عرف أننا روحنا هيق*تلنا احنا الاتنين ...

-وايه بس اللي هيعرفه يا مهرا ...انتِ ليه.جبا*نة كده ...متخافيش ...ثقي فيا كل حاجة هتمر تمام وهتشوفي ان مروان مجرد جب*ان وهيتنازل كمان ...

ارتعشت مهرا وعينيها لامعة بالدموع ...قلبها يخفق بتوتر ...ليلي عنيدة ..لن تسمع كلامها وهي خائفة من رد فعل ادم لو عرف ...بالطبع لن يسامحها ...كيف حدث ووافقت علي جنون ليلي ...كيف ...وما الذي جعلها تتكلم ...كانت مهرا تلوم نفسها وهي مرتعبة بينما ليلي تسير نحو شقة مروان بإصرار ...بدت شرسة للغاية....

وقفا فجأة امام الشقة وقالت:

-هي دي شقة مروان الز*فت صح ؟!

هزت مهرا رأسها بخوف ...ابتسمت ليلي بش*ر وقالت:

-تمام اوووي ...

ثم فتحت شنطتها وقالت:

-سكين وفلفل رش وصاعق كهربي ...تمام كده كله تمام ...وديني لأوريك يا مروان عشان اعلمك تس*جن اخويا مرة تاني...

-انتِ ناوية تعملي ايه يا ليلي 

ابتسمت ليلي بش-ر وقالت:

-كل خير بإذن الله يا حبيبتي ....

ثم اتجهت الي الشفة ...امسكت مهرا ذراعها وقالت:

-انا هاجي معاكي يا ليلي ...مش هسيبك لوحدك و ...

قاطعتها ليلي وهي تقول:

-لا يا مهرا ...أنا هطلع لوحدي ...لو حصل لا قدر الله واتأخرت ابقي اطلعي وشوفي اللي حصل ماشي ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-ربنا يستر ...

-هيستر بإذن الله ...

قالتها ليلي وهي تبتسم ...ثم صعدت لشقة مروان ....

.  .......

فتح مروان الباب ليبهت وهو ينظر الي ليلي الواقفة امامه ...

-ايه مش هتقولي اتفضلي يا مروان ؟!

تساءلت وهي ترفع حاجبيها ...

-اكيد أكيد .. 

قالها مروان بابتسامة وهو يفسح الطريق لها ...ولجت ليلي الي البيت بثقة وقالت:

-شقتك مش بطالة يا اسمك ايه ...

كانت تتحدث يلامبالاة مغيظة...ليكون صريحا مع نفسه هو لم يتوقع ابدا انها سوف تأتي بمفردهم اليه ...تلك الفتاة شجاعة حقا ...

نظرت اليه ليلي فجأة وقالت:

-امتي ناوي تتنازل عن المحضر ...ض*رب اخويا ليك رد فعل علي قذ*ارتك ...

-مستعد اتنازل طبعا ...بس انتِ عارفة طلبي صح ...

ابتسمت ابتسامة غريبة وقالت :

-سمعت ان والدتك متوفية ...كنت بتحبها انت صح وهي بتحبك كمان مش صحيح الكلام ده يا مروان ؟!

تجمد وجهه لتبتسم هي وتكمل:

-بس أنا بجد زعلانة عليها ...تقدر تقول شفقانة عليها اوووي انها جابت واحد زيك وافتكرت انه راجل !!

-احترمي نفسك !

صرخ بها بشر*اسة وهو يقترب منها فقالت ببرود :

-براحة علي نفسك ...أنا قولت ايه غلط ...بقول الحقيقة ...أنا شفقانة علي الست الوالدة اللي افتكرت انها خلفت راجل وهو طلع لا مؤاخذة واحد بيتشطر علي الناس بفلوس ابوه...بجد امك دي مسكينة ...كويس انها م*اتت قبل ما تشوف قد ايه ابنها بقا حق*ير وتنقهر و...

قاطعها وهو يصرخ بعنف:

-اخر*سي ...اخر*سي ...قولتلك اخ*رسي ...

ثم اقترب منها وهو يمسك فكها بع*نف ويقول:

-انتِ فاكرة نفسك مين هااااا...انطقي فاكرة نفسك مين ..انتِ ازاي تتكلمي عن أمي بالشكل ده ... اطلعي برة ...برة ...

ثم سحبها من ذراعها وفتح الباب ثم دفعها للخارج وقال :

-واخوكي طول ما أنا فيا نفس مش هيخرج من الس*جن !!

وضعت ليلي كفها علي وجهها وقالت:

-ياربي أنا عملت ايه !!!

... ........

في المشفي ...

ما زالت حالة جابر غير متزنة ...لقد رفضت مروة تماما ان تكلم مهرا كي لا تقلقها ..يكفي ما يحدث معها الآن بسبب سج*ن ادم ...ولكن القلق بدأ ينه*ش بقلب مروة ...الرجل لا يستجيب للعلاح ومنذ قدومه الي هنا وهو فاقد الوعي ....كانت مروة لا تعرف ماذا تفعل بالضبط ....كيف تتصرف ...خرج الطبيب من غرفة الكشف فاقتربت منه وهي تقول بلهفة:

-ها يا دكتور طمني ...

نظر إليها بيأس وهز رأسه وقال:

-للاسف زي ما هو يا مدام مروة ...ادعيله...هو رافض يستجيب لأي علاج...احنا بنحاول معاه وربما يستر...

ثم ذهب من  امامها لتجلس علي الأرض وهي منهارة من البكاء ...كانت لا تعرف ماذا سيحدث الآن ...عمها حالته سيئة وهي عاجزة عن فعل اي شئ له ...قلبها اعت*صر من الألم...كانت حزينة من اجله ...رغم ما فعله الا انها تحبه جدا لانه لم يؤ*ذيها ابدا ...لو لا قدر الله ما*ت سوف تن*هار حقا ... نهضت و بكت  مروة وهي تقف امام غرفته ...تنظر إليه من الخارج ...هي حتي ممنوعه من زيارته...لا تستطيع لمسه او الكلام معه...لا تستطيع ان تمسك كفه وتطلب منه ان يحاول أن يقاوم من أجلها ومن اجل مهرا ...

تنهدت مروة وهي تمسح دموعها وتفكر ان لا بد أن مهرا سوف تنها*ر إن عرفت ...هل ستغضب منها مهرا لو عرفت ان والدتها اخفت عليها الأمر ولكن جل ما كانت تريده الا تقلق مهرا اكثر من هذا 

..يكفيها المصيبة التي لديها ...تساءلت مروة داخلها بفضول ...ماذا حدث في قضية ادم ...حسب معرفتها بذلك الحق*ير مروان فهو سوف يفعل المستحيل كي يجعل ادم  يتع*فن في السجن ...ذلك الشاب الكر*يه...كم تك*رهه ..تكر*هه وستظل تكر*هه طوال حياتها !!!

...................

-ايه الحاجة المستعجلة اللي طلبتني عشانها؟!

قالها مروان وهو ينظر لوالده عندما دخل الي القصر ...

نظر والده إليه ببرود وقال:

-جهز نفسك هنروح القسم يالا ...هتتنازل عن المحضر !

-نعم بتقول ايه ؟!

صرخ مروان وهو ينظر إليه ...كان لا يصدق ما يقوله والده ....كان يريد أن يطلق سراح ادم ...ادم الذي ك*سر ذراعه !!كيف يتنازل والده عن حقه بتلك السهولة ...كان ينظر إليه بصدمة ....

-زي ما سمعت يا مروان ...هتيجي معايا زي الشاطر عشان تتنازل عن المحضر من غير أي مشا-كل ...وتبعد عن ادم وعيلته نهائيا ...انت فاهم ولا لا. ..

هز مروان رأسه وقال:

-انت عايزني اسامح الراجل اللي عمل فيا كده ...ده ك*سر دراعي !

-انت تستاهل ك*سر رقبتك مش دراعك بس يا مروان ...لأنك انسان فا*سد وتستاهل ...كل فترة لازم تعملي مص*يبة وانا زهقت منك ...انت اللي خط*فت اخته الأول ...وانا مش هساعدك في جرايمك ...عشان كده بهدوء يالا تعالي معايا عشان تتنازل عن المحضر ...

كاد مروان ان يفقد عقله حقا !!هذا ليس والده الذي اقسم له  ان ادم سوف ينال عقا*به ...ليس ذلك الرجل الذي تعهد انه لن يترك من ك*سر ذراع والده ...كيف يتنازل عن حقه بتلك السهولة ...كاد حقا ان يج*ن!!!!

-انا مش قادر اصدق أنك غيرت رايك بالسهولة دي يا بابا ...ازاي ...ده انت وعدتني أنك هتاخد حقي منه. . 

قالها مروان بحر*قة ...

-وغيرت رأيي خلاص يا مروان ...واللي بقوله هتعمله من غير أي نقاش انت فاهم ولا لا !

رد عليه ببرود ليرفع مروان رأسه ويقول:

-انا من حقي اعرف السبب اللي خلاك تغير رأيك .. مش معقول حبك للحق اللي هيخليك تتنازل يا بابا ...احكي الحقيقة ايه اللي خلاك تغير رأيك ؟!

ابتسم وائل وقال:

-اتعرضت عليا صفقة هايلة...مش هتتاح ليا الفرصة دي تاني والشرط اني اطلع ادم ...عشان كده بهدوء هنتنازل عن المحضر يا مروان من غير مش*اكل ...وهتوعدني كمان أنك مش هتتعرض لا لآدم أو أي حد من عيلته ...بالاخص مهرا...

لمعت عيني مروان بالدموع وضحك بقه*ر وقال:

-مش مصدق ...بجد مش مصدق ...هتتنازل عن حق النوم عشان صفقة !!!

صرخ في كلمته الأخيرة بقهر ثم اكمل :

-الصفقة اهم مني !!!

نظر إليه وائل بملل وقال:

-اهو ابتدت الدراما الهندية المملة بتاعتك ...يا تري ناوي تخلصها امتي عشان ورايا شغل مش فاضي  ....

كان مروان ينظر إليه بقه*ر ...بحر*قة ...يريد تحط*يم العالم من حوله...كان الشي*اطين تتراقص من حوله ....ضم كفيه وقال :

-انت ايه ...قولي انت ايه ..انت معندكش قلب ...معندكش احساس ...مستعد تدوس علي ابنك عشان مصلحتك ...للدرجادي الفلوس عمت عينيك ...بتجبر ابنك يتنازل عن حقه ...لو اجبرتني أعمل كده أنا عمري ...عمري ما هسامحك يا بابا ...سامعني ...عمري ما هسامحك...

-طيب محدش مهتم بكلامك الفارغ ده ...تعالي واتنازل عن المحضر يالا ...

كانت نبرته باردة كالثلج.... كاد مروان ان يموت من الغيظ ...بعد كل ما قاله هو مصر ... مصر علي ك*سر ابنه الوحيد ...كان مروان لا يصدق ان هذا والده ..

كتم دموعه وقال:

-انا عايز اسألك سؤال ...انت عمرك حبتني....عمرك فكرت ان ده ابني اللي اهم من صفقاتي واهم من فلوسي....

-لا عمري ما حبيتك ..

قذف الكلمة في وجهه ثم اكمل ...:

-انا اصلا مكنتش عايزك لما والدتك حملت فيك ...كنت حاسس أنك هتكون مصدر قر*ف لينا ...

بهت مروان ودموعه انسابت وهو ينظر لوالده فاكمل وائل:

-انا بصرف عليك عشان خاطر والدتك الله يرحمها...والدتك وبس ودلوقتي ممكن تمشي عشان تتنازل عن المحضر ...

هكذا قالها وبكل بساطة دون ان يعرف انه قت*ل ابنه الآن  بسبب كلماته !!!

..........

خرج ادم من المركز وهو يغمض عينيه ويتنفس رائحة الحرية.   لقد قضي يومين فقط في الس*جن وكان يشعر بالإختناق ....لقد قدر ادم قيمة الحرية ...وعرف ان الحياة دون الحرية لا تساوي أي شئ!!!نظر ادم الي أنس الواقف وهو يبتسم له ...اقترب ادم اكثر منه ثم عانقه ...ابتسم أنس وهو يربت علي ظهره ...ابتعد ادم وقال:

-عملت ده ازاي ...ازاي خليت مروان يتنازل عن المحضر ...

كاد انس ان يتكلم ولكن صوت مرام الخارجة من سيارة الاجرة اوقفهم ...اقتربت مرام من ادم وعينيها لامعة بالدموع ...امسكت كفه وقالت:

-مكنتش مصدقة لما استاذ انس اتصل بيا وقال أنك طلعت ...حصلت ازاي دي و ...

قاطعها ادم بإبتسامة وقال:

-بعد ربنا أنس اللي ساعدني وخلي مروان السويسي يتنازل عن المحضر ...

نظرت مرام الي أنس بإمتنان....لم تكن الكلمات كفيلة بشكره ...اشاحت بوجهها فجأة عندما وجدت انها تطيل النظر به وقالت بخفوت:

-شكرا لحضرتك اوووي .

-العفو يا انسة مرام...يالا خدي ادم وروحوا ...وكمان ارتاحي النهاردة مش لازم تيجي الشغل ...احتفلوا بخروج اخوكم ....

ابتسمت له مرام فدق قلبه ...هو يحب ان يراها سعيدة لتلك الدرجة ...هو ليس حزينا من الصفقة التي خسرها ما دام سيري ابتسامتها...ما دام سيدخل السرور القلب تلك العائلة الطيبة...هو ينتظر رد مرام ...هو سيكون سعيدا ان انتمي لعائلة كعائلة ادم !!

-طيب ما تيجي عندنا علي العشا كده...أنا عازمك ...

ابتسم أنس وقال:

-دي دعوة مقدرش ارفضها ...بس للأسف أنا وعدت بنتي أننا نطلع النهاردة ونقضي اليوم سوا بعد الشغل 

..فصدقني مقدرش ..خليها وقت تاني ...

-براحتك يا سيدي ...بس اعرف اني مش هسيبك الا لما اعزمك عزومة معتبرة كده ...أنا عمري ما هنسي جميلك اللي عملته معايا يا انس ...بجد شكرا ...

ربت انس  كتفه وقال:

-انا معملتش حاجة ...انت اللي ابن حلال وربنا  بيوقفلك ولاد الحلال في سكتك ...ربنا بيحبك اووي يا ادم...

ابتسم ادم وامسك كف مرام وقال :

-بس خلي بالك انت ليك عزومة عندنا وهزعل لو مجيتش ...

هز أنس راسه وقال:

-عيوني هاجي ...نتفق علي يوم واجيلكم بإذن الله ....

صافحه ادم وقال:

-تمام يا انس  هستناك ...سلام ..

-سلام ..

قالها انس ليذهب ادم هو ومرام ....

........

بعد ساعة الا ربع تقريبا ...

في بيت ادم عزام ...كانت ليلي تجوب البيت بتوتر وهي تمسك هاتفها لكي تتصل بأدم ولكن فجأة رن جرس المنزل. . ركضت ليلي وفتحت الباب لتجد ادم امامها ينظر إليها بحب. ...انسابت  دموعها المحبوسة في عينيها ثم ضمته وقالت:

-ابيه ...ابيه ...انت جيت !!...

ابتسم ادم وهو يربت علي كتفها ...كانت ليلي تضمه بقوة وهي تبكي ...تشعر ان قلبها يؤل*مها ...

-ادم....

قالتها حسناء بإشتياق واقتربت من ادم وهي تضمه بقوة وتبكي ...كانت تبكي بعن*ف ...ابتسم ادم وهو يضمها اكثر ويقبل راسها وكفها ويقول:

-انا جيت يا ماما. ...جيب خلاص ومش هبعد ابدا ...متقلقيش مش هبعد ابدا ...

ابعدها عنه وهو يمسح دموعها برقة ...كانت مهرا تقف وهي تبكي وتراه وسط عائلته ....تشعر الآن ان سعادتها اكتملت ...تشعر وكأن قلبها عاد يخفق من جديد...ادم كان هنا امامها ...ارادت ان تذهب اليه وتضمه إليها وتبكي بعنف ...تعبر عن اشتياقها له ...ولكنها كانت تخجل ان تظهر مشاعرها القوية له ..

ابتعد ادم عن حسناء ونظر الي مهرا ...ابتسمت حسناء وقالت:

-دي مراتك كانت هتموت عليك يا ادم يا بني ...

ابتسم ادم واقترب من مهرا ليشدها ويعانقها بقوة ...كان يشدها بقوة داخل احضانه كأنه يريد أن تتشكل داخل جسده ...كأنه يريد أن تدخل قلبه لتري انها اصبحت مالكته ...هي فقط ..اصبحت مالكة قلبه

............

في المساء....

كان قلبه يرتجف داخل صدره وهو يدخل الي المق*برة ...لقد ولج إليها والليل اسدل ستائره ...كان المكان مهيب للغاية ولكنه مناسب جدا لانهي*اره...هو سوف ين*هار هنا براحة ...سوف يبكي حتي يرتاح ...اتجه بخطوات بطيئة الي قبر والدته ووجده ....رغم حبه الشديد لوالدته الا انه لم يأتي هنا ابدا ...كان لا يريد ان يعترف انها ما*تت وتركته ...رغم مرور سنوات علي مو*تها الا ان الأ*لم في قلبه ما زال كما هو ...ما زال يشعر وكأن احدهما يعت*صر قلبه بقوة ...يشعر انه يلهث طلبا للهواء فلا يجده !!!

هو لم يتقبل مو*تها جيدا حتي الآن ...ما زال يراها ...ما زالت معه .  صورتها الجميلة منطبعة في عقله وروحه ....ان*هار بجوار قبرها وهو يبكي بعن*ف ...كان يمو*ت من الحزن ...كان وحيد جدا ...يفتقدها حقا ...تؤ*لمه حقيقة انها لن تعد معه! ...ليتها تعود ليحتضنها فقط للحظة  ...ليتها...دموعه تدفقت  بعن*ف  علي وجهه ...شعر ان روحه تنسحب منه وهو يتذكر كلام والده القاسي ...والده الذي لا يتواني ابدا عن ج*رحه ...والده الذي يكر*هه بطريقة غريبة ...حقا مروان لا يعرف سبب هذا الكر*ه ...لماذا لا يحبه والده ...هل الكلام الذي قاله صحيح ...انه لم يرغب ابدا به ...وان لولا والدته كان ليق*تله قبل ان يولد ويرتاح ...سماع ذلك الكلام منه هش*م قلبه بعن*ف ... لقد شعر مروان ان قلبه تناثر بقوة من حوله...لم يتمني شئ في العالم  مثل تمنيه ان يحبه والده ...اراد بقوة ان يحصل علي حبه ...ولكن الآن....الآن فقد الامل تماما ....لا يوجد اب يحب ابنه يقول له هذا الكلام القاسي ...

اغمض مروان عينيه والدموع تنساب من عينيه ...

-ياريتك كنتي معايا دلوقتي يا ماما ...أنا محتاجك اووي ...علي الأقل عشان يكون فيه حد بيحبني ...الكل بيكر*هني يا ماما ...واولهم بابا ...بابا بيكرهني بطريقة فظيعة ...وهو اللي قال كده في وشي ...قالي أنا عمري ما حبيتك ...قال انه حاول يحبني كتير بس فشل ...قال انه بيصرف عليا عشانك انتِ بس ...أنا حاسة اني بجد مش ابنه ...مفيش أب يعامل ابنه بالطريقة دي يا امي ...أنا قلبي مك*سور ...مك*سور اوووي....

صمتت وهو يشهق بالبكاء وتذكر أيضا كلام ليلي ...ليلي التي القت في وجهه كل الكلمات التي كان يخاف منها ...اليوم هو انك*سر بكل معني الكلمة ....

-انا محتاجك يا ماما ...ياريت امو*ت واجيلك ...كده كده ابويا مش عايزني ومش بيحبني ...مش هيحس بإختلاف لو بعدت عنه ...بالعكس هيفرح لانه اتخلص مني ....ياريت يكون عندي جراءة اني انتح*ر واجيلك يا ماما ...ياريت اقدر ...بس للأسف أنا ضعيف ...أنا بخاف اذ*ي نفسي ...بس هتلاقيني في يوم اتخليت عن خوفي ده وبنت*حر....بنت*حر عشان بس اشوفك ...عشان اتنعم بحبك يا ماما ....

نهض مروان فجأة وكاد ان يذهب الا ان صوت بكاء ناعم اوقفه ..ارتعش قلبه من الخوف ولكنه تغلب فضوله علي خوفه واقترب من صاحبة الصوت ....وجد فتاة عند ق*بر ما تبكي بعن*ف ...

اتسعت عيني مروان بصدمة ...كيف يمكن لفتاة ان تأتي لهذا المكان في الليل ...اقترب مروان من الفتاة وقال:

-يا آنسة ...

رفعت حياة وجهها وهي تسمع صوت مألوف ...بهت مروان وهو ينظر الي حياة التي تبكي بع*نف...نظرت إليه حياة وبدأت تبكي مجددا بصوت اعلي...اقترب مروان منها بف*زع وقال:

-حياة ايه اللي جابك دلوقتي هنا ...تعالي معايا يالا ...

ابعدت ذراعها عنه وقالت:

-مروان أنا عايزة ام*وت واروح لاهلي...محدش حبني زيهم ...

التمعت عيني مروان بالدموع وقال:

-وانا كمان عايز اروح لأمي!

.............  

-ممم ريحة الاكل تجنن .

قالها ادم وهو يخرج من غرفته بعد عدة ساعات قضاها في النوم ...كان حقا متعب من نومة السج*ن واراد  ان ينام في سريره  الناعم ...ولم يشعر بنفسه الا وهو ينام ثم ينهض ويستيقظ عندما اسدل الليل ستائره ...ابتسمت حسناء وقالت:

-مرام عملتلك المكرونة بالبشاميل اللي بتحبها يا ادم ...

اقترب ادم من مرام وقبل رأسها وقال:

-تسلم ايديك يا بسبوسة 

تدخلت ليلي وقالت:

-وانا وانا يا ابيه ...أنا اللي عملت عصير المانجا اللي انت بتحبه ...

ضحك ادم وقبلها علي رأسها هي الاخري وقال:

-تسلم ايديك يا بسبوسة ...

نظرت ليلي الي مهرا بخ*بث وقالت:

-تعرف كمان ان مهرا عملت السلطة ...أنا علمتها تعمل السلطة وعملتها كويس اووي ...

احمر وجه مهرا ليضحك ادم ويقترب منها وهو يقبل وجنتها ويقول:

-تسلم ايديك يا بسبوستي ...

-ياريت جوزي يقولي يا بسبوستي زيك كده يا ابيه .

قالتها ليلي بهيام ...

شدها ادم اليه وهو يقلبها رغما عنها علي وجنتها ويقول:

-اه يا عفر*يتة انتِ ..

ضحكت ليلي فقال ادم :

-يالا يا جماعة عشان ناكل....

اقترب الجميع من طاولة الطعام ...وجلسوا جميعا ...مهرا جلست بجوار ادم وكادت ان ترفع كفها اليمين كي تأكل الا ان ادم امسك كفها فجأة من تحت الطاولة وهو يضغط عليه  ...اضطربت دقات قلب مهرا وهي تنظر الي ادم الذي بدأ يأكل وكأن كل شئ طبيعي ...ذابت من الخجل وهو يمسك كفها بقوة ...مهمة حاولت ان تشد كفها الا انه لم يسمح لها ....

لاحظت حسناء ان مهرا لا تأكل ...

-مهرا يا بنتي ليه مبتاكليش؟!

قالتها حسناء وهي تنظر الي مهرا التي لم تلمس طعامها ...احمرت مهرا من الخجل وقالت بإضطراب :

-مليش نفس يا طنط ...أنا بس هقعد معاكم ...

ابتسم ادم بخ*بث وهو يشد علي كفها اليمين من تحت طاولة الطعام ...حيث انه كان يمسك كفها اليمين بيده اليسار بينما يأكل باليد الاخر ...كان قلب مهرا يخفق بتوتر وهي تحاول سحب كفها كي لا يشعر أحد أنه يمسكها من تحت الطاولة ...

همست بالقرب منه؛

-ادم سيب ايدي ابوس ايديك عايزة اكل ..

-لا ..

قالها وهو يشاكسها ثم غرس شوكته في المكرونة وقربها من فمها قائلا:

-ممكن تأكلي دي من ايدي ؟!

احمرت اكثر وهي تجد حسناء ومرام وليلي ينظرون إليها ولكنها اكلت بسرعة ....رفعت ليلي حاجبيها وهي تشعر بالريبة ...ثم لمعت عينيها بإدراك وهي تفهم ...ابتسمت بخ*بث واوقعت شوكتها كي تجلبها من تحت الطاولة وتمسكهم بالجر*م المشهود...نزلت ليلي لتجلب شوكتها ولكن ادم كان اذكي منها ...ترك كف مهرا بسرعة لتتنهد هي براحة وتبدا في الاكل .. ...نظرت ليلي تحت الطاولة بيأس وهمست :

-انا ازاي نسيت انه اذكي مني !!!!....

انزلت مهرا كفها لحظة عفويا ..ليستغل ادم الفرصة ويمسك كفها مجددا 

وقعت فجأة معلقة مرام ونزلت كي تجلبها فجأة تجمدت مكانها واتسعت عينيها وهي تري ادم يمسك كف مهرا اليمين ...لهذا لا تاكل المسكينة ...جلست مرام علي المقعد ونظرت الي ادم الذي انتبه لها...احمر وجه ادم وهو يدرك انها رأته ...ترك كف مهرا واكمل اكله بهدوء ...

........

بعد ان انتهوا من الطعام ...

كانت مهرا جالسة في غرفتها ...قلبها يرقص من السعادة ..أخيرا عاد إليها ...لقد شعرت ان الحياة تعود إليها مجددا ...ولج ادم الي غرفته وهو يجفف شعره ...ابتسم لتبتسم له مهرا ...ترك المشنفة وجلس بجوارها وقال:

-وحشتيني اوووي يا مهرا !

ابتسمت بسعادة وخجل ...مرر هو اصابعه علي وجهها الناعم ...لقد تعلم الكثير بعد ما حدث ...تعلم الا يتخلي عن سعادته ...وسعادته في حبها هي ...

اقترب بشفتيه وهو يقلبها بتمهل...يتمتع في كل لحظة وهو يقترب منها ...قربها جنة يريد الاستمتاع به قدر الامكان...ابتعد عنها بينما هي تغمض عينيها...قال وقلبه يخفق بقوة:

-انا بحبك ...بحبك اووي يا مهرا ...

فتحت عينيها وقد لمعت عينيها بالدموع ليقترب هو مجددا ويقبلها بعن*ف في تلك المرة ثم برفق ارجعها الي الفراش ليجعلها له قولا وفعلا!!!


الفصل الرابع والعشرون(موافقة)

يجلس في منزله ...بالاصح منزلها الذي س*رقه منها ...يتأمل كل ركن وهو يشعر بالإختناق ...يشعر وكأن شيئا بغي*ض يجثم علي صدره ...مشاعره مشوشة كليا ...عندما رأي مهرا ادرك انه لم يعد يحبها ...او بمعني اصح لم يحبها ابدا ...مهرا كانت بالنسبة إليه تحدي ...تحدي اراد ان يفوز به ...اراد ان يكسبها بأي طريقة ...حاول كثيرا ان يلفت انتباهها له ...كانت تضايقه الطريقة التي كانت تعامله به ...كانت تعامله بترفع وكأنها افضل منه......كأنه انسان حقي*ر لا يستحق انها تحبه...لذلك لاحقها بإصرار ...لاحقها حتي اصبح مه*ووسا بها وظن انه يعشقها ...حاول كثيرا ان يتودد إليها ولكنها كانت ترده بإصرار..جعله يفقد عقله ويصر علي أن يطاردها ....ولكن الآن ...الان يشعر بجفاف من ناحيتها وكأنه لم يكن مهووسا بها من قبل ...وكأنها شخص عادي جدا بالنسبة له ...المدهش أن انسانة اخري تماما احتلت تفكيره بقوة ...لم يتوقع في أكثر أحلامه سخافة أن حياة ستشغل تفكيره بتلك الطريقة...دموعها لا تتركه ...نظراتها المنك*سرة ترفض أن تحل عنه ...أنه يتذكر جيدا اخر لقاء بينهما عندما طردها من هذا البيت ...يتذكر انك*سارها وصراخها ...ثم قسمها الأخير الذي جعل قلبه يرتجف 

فلاش باك ... 

-بتقول ايه ؟!

قالتها حياة وهي تنظر إليه. ..وجنتيها ملطخة بالدموع وعينيها حمراء بلون الدم ...كانت تلهث بسبب ما يحدث معها ...كانت لا تصدق ...لا لا ..هذا ليس احمد ...احمد لا يفعل هذا ...

اقتربت منه أكثر ودموعها تنساب وقالت:

-احمد انت اكيد بتهزر ...انت بتعمل ايه ؟!انت عايز تطردني من البيت !!!...ليه بتك*سرني بالطريقة دي ....

مسحت دموعها وقالت:

-اكيد انت بتهزر معايا ..عايز تخوفني صح ...طيب أنا استسلمت يا احمد ...كفاية بقا هزار سخ*يف ...أنا بدأت أخاف منك ...انهي اللعبة دي لأن...لأن .. 

تقطعت كلماتها وهي تضع كفها علي قلبها وقالت:

-قلبي بيتك*سر من معاملتك دي ...أنا تعبانة ومش متحملة ..قلبي أضعف من اني اتحمل هزارك ...فعشان خاطري كفاية ...

كانت ملامحه متجمدة وهو ينظر إليها رغم الأعاصير التي بداخله ...كان قلبه يؤلمه بشكل غريب ولكنه تجاهل المه وقال:

-انا مش بهزر يا حياة ...أنا قربت منك عشان فلوسك واخدت شقتك وأنتِ ملكيش مكان هنا ...يالا دلوقتي امشي ...امشي يا حياة مش عايز اشوف وشك تاني ...

تقلص وجهها من الال*م والحزن ...وضعت كفها علي قلبها. دموعها تتدفق من عينيها ...كانت تنظر إليه بصدمة ...لا تصدق أننا نحب شخص لدرجة الج*نون وهذا الشخص يتجرأ ويق*تلها ...لقد ق*تلها احمد ..نعم قت*لها ولن تقوي علي الحياة مرة أخري ...كم تمنت أن يكون هذا مجرد حلم س*خيف من خيالها ولكن للاسف كان الحقيقة كاملة ...الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أنه لم يحبها ابدا ...بل هي كانت وسيلة لتحقيق أحلامه ...وقد حقق أحلامه والان انتهي دورها يجب أن تذهب من حياته ...اقتربت حياة أكثر وعينيها تلمع بطريقة غريبة ....شئ شبيه بالقسوة أو التحدي....

امسكته من قميصه وهي تهزه بينما دموعها تتساقط وتقول :

-ليه مخلتنيش امو*ت ...

نظر إليها بحيرة لتصرخ بشراسة :

-ليه مخلتنيش امو*ت لما كنت عند قبر اهلي ...ليه أنقذت حياتي وانت اصلا كنت ناوي تقت"لني ببشاعة اكبر ....ليه يا احمد ...ليه !!!

كنت سيبتني امو*ت كنت علي الاقل مش هحس باللالم ده مش هحس اني بمو*ت ومش طايلة المو*ت...لم يرد عليها وهو يشاهد انهيا*رها ....كان صامت تماما ولكن قلبه كان يغلي...أراد ضمها والاعتذار منها ولكن اوقف نفسه بصعوبة ...

ابتعدت وهي تمسح دموعها ولمعت عينيها أكثر وقالت:

-مبروك عليك الشقة ...ومبروك عليك انك قدرت تخد*عني بسهولة ...انت كسبت الشقة والفلوس بس خسرتني ...خسرت حبي للابد...أنا هطلع من هنا واوعدك مش هوريك وشي تاني !!!

باك ...

عاد من شروده وهو يلقي كوب العصير الذي يشربه ليتهشم الزجاج كتهشم روحه!

.......

-ادخلي يا حياة .

قالها مروان وهو يشير للداخل ...ولجت حياة الي شقة مروان وهي تمسح دموعها ...تفحص مروان حياة جيدا وهو يفكر أنها تغيرت...تغيرت كي تنال حب احمد ولكن يبدو أن احمد قد خد*عها وك*سر قلبها...رغم كل شىء ...شعر بالسوء من أجلها ....شعر أن بطريقة ما حياه تشبهه كثيرا ...هي تبحث بلهفة عن الحب مثله ...تبحث بشراسة حتي تح*طم قلبها...تح*طم قلبها مثله ...

اتجهت حياة الي الأريكة الناعمة التي تحتل صالة المنزل ثم جلست عليها وهي تضم ساقيها الي جسمها وترتجف بينما دموعها لا تتوقف عن الانسياب...منذ أن ط*ردها احمد وهي تجوب الطرقات دون هدي ...قضت ليلتها في فندق ثم باليوم التالي ذهبت الي المقبرة وقضت اليوم كله هناك ...كانت بحاجة إلي والديها ...كانت تريد أن تبث لهم حزنها وشعورها بالخ*يانة علي يد من عشقت أكثر من أي أحد ....

اخذت دموعها تتدفق بقوة وهي تشعر بقلبها يتم*زق من الالم بينما شهقاتها تعلو بعن/ف. ..لقد تد*مرت علي يده ...كيف يفعل بها هذا ...كيف يكون بتلك القسوة لقد أحبته اكتر من اي شئ وهو ك*سرها ...اتخذها وسيلة لتحقيق أحلامه دون أن يهتم  بقلبها الذي تح*طم علي يده ...كيف يكون بتلك البش*اعة كيف ...ماذا فعلت له ليفعل هذا ...ولكن داخلها ادركت أنه ذ*نب مهرا ...مهرا التي خد*عتها بعد أن أعطتها ثقتها .. شهقت حياة وهي تضع كفها علي فمها وتبكي بعن*ف ...نظر إليها مروان بحزن ...كانت حالتها تصعب علي الك*افر ...رغم أنه ابدا لم يحب حياة ...كان يحت*قرها كأي رجل في حياتها يظنها سهلة المنال ...ولكنه عرف أن حياة تشبهه الي حد كبير ...هي تعاني مثله من الوحدة والنبذ من الجميع ...احتشدت الدموع في عينيه وهو ينظر إليها ....كان يراها تبكي ...تبكي المعاناة التي يعيشها ...هي فقدت والديها الذين احبوها وهو فقد والدته ..فقدها وحتي الان لم يستوعب الأمر ...

جلس بجوارها بتعب وهي تبكي وقال:

-يمكن أنا اكتر واحد مقدر موقفك يا حياة...مقدر حزنك وعدم قدرتك علي تجاوز مو*ت اهلك ...أنا للاسف مش قادر أتجاوز وفاة امي ...قلبي بيتح*رق وانا بفتكر أنها مبقتش موجودة ...هي من اول ما ما*تت ملقيتش حد يحبني ولا يهتم بيا ...ابويا بيك*رهني ولا كأني  عد*وه ....

ضحك ودموعه تتدفق من عينيه وقال:

-تخيلي أنه قالي أنه عمري ما حبني ...يعني انا كنت عارف المعلومة دي ...بس لما قالها بلسانه ...وبنظراته وبالغ*ل في كلماته  ...حسيت أن قلبي زي القزاز اللي انك*سر خالص ومفيش امل يتصلح...كان نفسي حتي يكد*ب عليا ويقول إنه بيحبني كنت هفرح والله ...كان نفسي يحسسني ولو بالك*دب اني ابنه ...بس للاسف يظهر أن وائل بيه فا*شل جدا في الكد*ب ...

نظرت إليه حياة وهو يمسح دموعه ...يسيطر علي نفسه كي لا ينه*ار مثلها ...ربتت علي كتفه وهي تبكي ...تبكي حالهما ...تبكي عدم حصولهما علي الحب ...

ارتجفت شفتيها وقالت؛

-كنت فاكرة اني خلاص ...ليا حق احب واتحب ...ليا حق اني ابقي مبسوطة ...افتكرت أن احمد بيحبني وعملت المستحيل عشانه...لكن احمد. ...احمد ك*سرني يا مروان ...اتخلي عني يوم فرحنا ...بعتلي رسالة وقالي ببرود أنه مش جاي ...وقتها أنا حسيت اني نفسي امو*ت بس مش طايلة المو*ت ...وقتها اتمنيت أن بابا وماما يكونوا عايشين عشان ابكي في حضنهم ...لكن لا أنا في اليوم ده فضلت طول اليوم ابكي لوحدي ...صحيح عمو جلال حاول يساعدني بس مقدرش ...أنا مكنتش عايزة الا اهلي في الوقت ده..

انفج*رت حياة بالبكاء ليبكي مروان مثلها وسيطر صوت بكائهما علي المنزل ...كل منهم يبكي مر*ارة الفقد !!

............


-بنتك هر*بت ...هر*بت وفض*حتنا كل ده بسببك معرفتش تربي !

قالتها علياء وهي تدعي الانفعال ...لكن من داخلها كانت سعيدة أنها تخلصت من تلك الفتاة المستفزة ...كانت سعيدة وهي تري عثمان ناكس الرأس منهار بسبب ابنته قليلة الحياء ...ابنته التي فض*حته وهر*بت ...لقد ضغطت عليها  علياء ...تعترف انها عاملتها بس*وء لكي تقدم علي اي تصرف مت*هور فيع*ذبها والدها ...حسنا هي لم تتوقع أن تصرف ميار سيكون بتلك الجراءة ...أن تخدر عائلتها وتهرب ...سيكون أفضل لو سلطت عثمان أكثر عليها حتي يتحكم به غضبه ويق*تلها ...فهي ابدا لا تريد لتلك الفتاة  أن تأتي هنا ...تتمني م*وتها أو زواجها حتي طالما ستبتعد عنها ولن تعترض طريقها للحصول علي المنزل الذي تعيش به مع عثمان !!...

كان عثمان جالس وهو يغ*لي ...يفكر انه يريد ان يجد ميار بأي طريقة ويقسم انه عندما يجدها سوف يقت*لها ...لن يرحمها ابدا ...سوف يتخلص من تلك الفتاة التي الحقت به العار...ولكن اين  ذهبت ...أين قد تكون ...هو حقا سوف يجن ...ذهب الي كل الاماكن التي يمكن أن تقصدها فلم يجدها ...حتي انه ذهب لعلي ولكن علي لم يخبره أي شئ ...كل ما يقوله انه لم يراها ابدا ...كما أن علي تزوج بالفعل من فتاة اختارتها والدته واخبره بوضوح انه لا يريد ان يرتبط اسمه بإسم ميار فهو يريد أن يحافظ علي منزله ...اذ انه بدا مرتاح معها ...

اغتاظت علياء وقالت :

-هو ده اللي فالح فيه يا عثمان ...بنتك هر*بت وانا قاعد ساكت وهادي ...كأنها مش جابتلك الفضي*حة والعار...

-اخر*سي ...اخ*رسي يا علياء ...

قالها عثمان وهو يط*حن اسنانه بع*نف ...كان كفه يؤ*لمه ..يريد أن يفرغ غضبه ...

نهضت علياء وهي تضع كفيها في خصرها وقالت ؛

-نعم يا اخويا ...انت بتتشطر عليا بدل ما تتشطر علي بنتك الفلت*انة ..

نظر عثمان إليها وعينيه حمراء من الغضب وقال:

-قولتلك اسكتي يا علياء والا وديني ..وديني انتِ اللي هتأخدي عل*قة مني لحد ما تقولي حقي برقبتي ...أنا مش عايز اتغا*بي عليكي ...فاحسنك اتعدلي بدل ما اعدلك ..

-لا مش هتعدل ...مش هتعدل يا عثمان وريني هتعمل ايه ...يعني انت مش قادر علي بنتك جاي تتشطر وتعمل راجل عليا ...

نهض عثمان ببطء ثم شد علياء من شعرها وهو يصرخ بها :

-انا هوريكي اني راجل يا علياء ...

ثم اوقعها علي الأرض وبدأ يضر*بها بع*نف ...كانت علياء تصرخ بشدة ولكنه لم يرحمها بل كان يشدها علي الأرض من شعرها بعن*ف ...امسكت كفه وقبلته وهي تقول:

-ابوس ايديك يا عثمان كفاية ...كفاية انا همو*ت في ايديك ...

اوقفها وهو يجذ*بها من شعرها ...شعرت بخصلاتها تتم*زق ...

عينيه كانت حمراء وهو ينظر إليها ويقول:

-بعد كده تحطي لسانك في بوقك واياكي تتكلمي ... انتِ فاهمة ولا لا ...

هزت رأسها وقالت:

- حاضر والله ما هتكلم ...والله ما هتكلم ...

دفعها بعن*ف وقال:

-غو*ري جيبي حاجة اكلها ...

ذهبت مسرعة الي المطبخ وهي تبكي ..صحيح عثمان يحبها ولا يضر*بها ولكن عندما يفقد اعصابه لا يهمه أي احد ..ما كان يجب عليها ان تستفزه !!!

..........

في منزل الخالة نوال....

وضعت ميار الصينية علي الطاولة الصغيرة وقالت بإبتسامة :

-يالا يا خالتو عملتلك العشا...

نهضت الخالة نوال وهي تشعر بالتعب ثم اقتربت من الطاولة وجلست عليها وهي مبتسمة وبدأت تأكل هي وميار ...كانت ميار سعيدة جدا بصحبتها...كانت تشعر انها مع والدتها ...

امسكت فجأة نوال كفها وقالت:

-انا فرحانة اووي بيكي يا ميار ...بعد ما اولادي اتجوزوا محدش سأل عليا ...

لمعت عينيها بالدموع واختنق صوتها ..واكملت:

-انتِ جيتي ليا زي ملاك من السما...

ابتسمت ميار وضمتها وقالت:

--وهبقي معاكي دايما..

 ........

في غرفة ادم ومهرا ....

كانت تضم الغطاء الي جسدها ودموعها تنساب بينما ادم يجوب الغرفة وهو لا يصدق ما حدث ...كيف يحدث هذا ...كيف تكون عذراء وقد تعرضت للإغت*صاب ...شعر ادم أن عقله متوقف تماما عن العمل ...

نظر إلي مهرا وقال:

-ازاي ده حصل ؟!ازاي ...

لم ترد عليه مهرا بل ظلت تنظر إلي الأسفل وهي تتمسك بالغطاء جيدا ...تشعر وكأن كل السعادة التي كانت تشعر بها تبخرت الان ...تبخرت عندما ابتعد عنها وجعلها تشعر بالفراغ ...

-مهرا انطقي ازاي ده حصل ؟!

قالها بانفعال دون أن يقصد إلا أنها شهقت وانفج*رت بالبكاء وهي تقول بتلعثم:

-م..معرفش والله معرفش ..أنا ...انا ..

كانت كلماتها غير مترابطة ...تتنفس بعن*ف ودموعها تتدفق بقوة ...شعر بالشفقة عليها واتجه إليها وهو يشدها ويضمها إليه ..ليرتفع صوت بكاءها وهي تستلم لعناقه ...فاحتواءه هو  كل  ما إرادته الان ...هي ضعيفة وتعاني ...تخاف ...وسكينتها هي ذراعيه ... علاجها هو حبه ....تمسكت به  كالغريق الذي يتمسك بالقشة وهي تبكي ...تبكي كل شئ ...وهو تركها تفرغ ما في داخلها....ويبدو انه فهم الأمر لقد خد*عها مروان اوهمها انه اعت*دي عليها ولكنه لم يبدو انه لمسها ...كان يجب أن يسيطر علي نفسه والا يسألها بتلك الطريقة التي تج*رحها...ولكن الصدمة كانت كبيرة عليه ...هو للحظات توقفت دماغه تماما عن العمل...

ابتعد مهرا عنه وهي تبكي وقالت:

-صدقني يا ادم معرفش ايه اللي حصل وقتها..أنا كنت متخدرة ..لما صحيت لقيت نفسي من غير...من غير ...

كلماتها تقطعت وانفج*رت بالبكاء مرة اخري .

.ربت ادم علي ظهرها وهو يقول بهدوء:

-خلاص اهدي ..اهدي معني كده انه مقدرش يعملك حاجة ... المري*ض النفسية ده بس اوهمك عشان يك*سرك ...

ابعدها قليلا وهو يعانق وجهها ثم بدأ يمسح دموعها وابتسم وقال :

-انا آسف ....أنا بحبك مهما حصل يا مهرا ...بس كون انه مش لمسك دي حاجة فرحتني اووي ...متعرفيش قد ايه فرحت ..

ابتسمت له ليقترب هو منها مرة اخري  ...يضمها اليه وينسيها العالم ...يسكن ولو مؤقتا ذلك الأ*لم الذي يقبع في قلبها !

..............

كانت تجلس علي فراشها ...ترجع ظهرها للخلف ..شعرها الأسود الطويل ينسدل علي وجهها ... كان عقلها مشغول به ....منذ الصباح وهي تفكر به ...حاولت إخراجه من عقلها عدة مرات ولكنها فشلت تماما في هذا ....أنس استطاع أن يسيطر علي عقلها ...استطاع كسبها لصفه...رغم هذا هي لا تريد أن تركض خلف قلبها ...يجب أن تتبع عقلها ...وتري هل انس مناسب لها أو لا ..يجب أن تقرر ...تفكر علي مهل ولكن داخلها كانت تريد أن توافق بشدة ...تريد أن تكون معه....ولكنها خائفة...خائفة لو تزوجته ستحبه أكثر وحينها قد يتح*طم قلبها إن قرر يوما تركها ....لا يعرف لماذا تفكر بالاحداث الحزينة فقط ....لا تعرف لماذا هي فاقدة الثقة بكل شئ لتلك الدرجة ولكن حياتها ابدا لم تكون سهلة ..طفولتها كانت صعبة ...حتي من تزوجته تخلي عنها ...كل ذلك يجعلها تخاف ولكن ادم مر بالأسوأ... يكفي انه تخلي عن احلامه ولكن رغم هذا احب مجددا ...الاعمي يستطيع يري انه يحب مهرا ...رغم الصعوبات التي تواجهه للبقاء مع مهرا الا انه يحبها ولا يهتم ابدا بالأمر ...ارادت حقا ان تكون شجاعة كآدم ولكنها للأسف فشلت ...لا أحد مثل ادم ...لا أحد يمتلك قوته وإيمانه ...

تنهدت وهي تغمض عينيها بينما قلبها يرتجف وهي تتذكر انس ...انس الذي يحتل قلبها يوما بعد يوم ...انس الذي يلاحقها بإصرار...يريد أن يظهر حبها له ...هي تعرف أن انس لن يستسلم حتي تظهر حبها له كامل ...ابتسمت وهي تتذكر ما فعله لأجل اخيها ...انس ببساطة استطاع كل مشكلة اخاها...ض*حي بصفقة كادت تربحه الملايين من اجل ادم ...حقا ما فعله جعله يكبر في نظرها..تسطحت علي فراشها وقد اتخذت قرارها دون رجعة ستتمسك بسعادتها !!

..........

في اليوم التالي ...

سحبت شعرها الطويل بين يديها ثم أمسكت دبوس الشعر وهي تلف شعرها لكي تبدأ في تحضير الافطار...بعد الافطار قررت أن تتكلم مع ادم وتخبره بقرارها ...نعم هي ستوافق علي أنس ...توافق علي منحه فرصة ...ليس ليكون زوجها فحسب بل ليكون كل حياتها ...ليدخل قلبها وتحبه براحة دون أي خوف ...عرفت أن هذا سيكون صعبا في البداية ...من الصعب جدا أن تبين مشاعرها بسرعة 

وكم تتمني أن يتفهم انس ذلك ...تمنت أن يتفهم طبيعتها جيدا والا يتأفف منها أو يستسلم ...ولكن لا تعرف لماذا هي واثقة أن انس مختلف تماما عن سامر ...هو صبور.و...

ولكنها قاطعت أفكارها بحزم وهي تفكر انها يجب ألا تنجرف بتفكيرها ...يجب أن تسيطر علي نفسها اكثر من هذا ...لن تريه بسهولة انها تحبه...لن تسمح لأحد أن يري ضع*فها حتي لو كانت تحبه....

صفت مرام عقلها وبدأت في اعداد الفطار بهدوء كما اعتادت ...قررت بعد الافطار ان تتكلم مع ادم وتخبره بقرارها النهائي ! ولكن جل ما كانت تفكر به هو عندما تذهب الي الشركة كيف ستواجهه ...اخرجت البيض وهي شاردة ثم كسرته لتضعه علي رخام المطبخ بدلا من الطبق...وضعت كفها علي فمها وهي تتراجع لتسمع ضحكة خافتة وصوت ادم المتسلي يقول :

-ايه اللي واخد عقلك يا بسبوسة ...

نظرت مرام إليه وقد احمر وجهها بقوة وقالت بإرتباك:

-مفيش حاجة ...شردت شوية  ...


-مش مصدقااكي يا بسبوسة بصراحة شرودك ده غريب شوية ...

حاولت السيطرة علي انفعالاتها وقالت:

-فيه ايه يا ادم علي الصبح ...مالك؟!

-انتِ متعصبة ايه يا بسبوسة ...ده مجرد استفسار...أصل حالات الشرود دي أنا اعرفها كويس اووي ...

احمرت بشدة وقالت بإنفعال :

-انت شكلك فاضي ورايق وانا مش فاضية يا ادم ...فحل عني عايزة أعمل الفطار ...

كانت مرام تبذل مجهود خرافي لاخفاء خجلها ...المشكلة ان ادم وجد الأمر مسلي ولن يتركها في حالها بل سيظل يضايقها ...بدأت بتركيز في اعداد البيض بينما تشعر ان وجنتيها حمراء من شدة الخجل والانفعال ... كان ادم ينظر إليها بتسلية وقد فهم ان مرام وافقت علي أنس من نظرتها فبعد ما فعله انس كبر في نظر الجميع ...هو يتمني حقا ان تتمسك مرام بسعادتها ...يتمني ان يطمئن عليها ...مرام أيضا عانت كثير وان الاوان ان ترتاح ...ان الاوان ان تنسي خي*بة املها مع سامر وتهتم بحياتها ومستقبلها ...

اقترب ادم ونظر بحنو الي مرام وقال:

-حاسس كده والله اعلم أنك خلاص قررتي حاجة في موضوع انس...يعني خلاص يا مرام اخدتي قرارك النهائي...

احمر وجهها بقوة وقالت بتوتر:

-وهو ده مكان نتكلم فيه عن الموضوع ده ..

-ايوة هو ده مكاننا المناسب للكلام يالا قولي قررتي ايه حرام عليكي الولد علي اعصابه وكل شوية يكلمني ...أنا حاسس عايز يتكلم بس مكسوف ..اديله رد يا مرام .. 

-انتوا قلتوا براحتي افكر ..وانا مأخدتش وقت كتير فاستنوا شوية ...

غمز لها وقال:

-عليا يا بسبوسة ...لا خلاص أنا قفشتك انتِ وافقتي علي أنس ...

نظرت إليه مرام بغضب وقالت:

-يا ادم هو أنا اللي هتجوز ولا انت وبعدين مالك كده  ماسك في انس بالطريقة دي ..أول مرة تحصل يعني ...ده انت كنت بنفسك بتطفش العرسان اللي بتتقدملي. ..

ضحك وقال :

-انا مطفشتش حد ...هما بس مكانوش مناسبين ليكي ...بس آنس مناسب جدا مش عشان ساعدني والله بس من أول ما قابلته واتكلمت معاه عرفت ان ده هو المناسب ليكي ...ها يا ستي قولي رايك الراجل مستني علي نار ...

دفعته مرام خارج المطبخ وقالت:

-موافقة يا ادم قوله اني موافقة عشان انت اكلت دماغي !!!

........

كانت محمرة الوجه الابتسامة لا تفارق شفتيها بينما تجلس معهم ....لم تتخيل ابدا أنها ستكون سعيدة هكذا يوما...بل لم تتخيل أن يكون رجلا هو سبب  كل سعادتها تلك  !!!,...كانت مصدومة من نفسها ...ما تشعر به نحو ادم ج*نوني للغاية هي تخطت مرحلة الحب منذ زمن ...تشعر أن حبه يملأ حياتها ... وكأنها لم تحب غيره ابدا ...اختلست النظر إليه وهو جالس بجوارها علي الطاولة يشاكس ليلي .

.لقد أحبته حقا...أحبت جانبه اللطيف ...جانبه الغاضب ...جانبه المشاكس ....هي تحبه بمزاياه وعيو*به ...من كان يقول انها ستحب ادم بتلك السهولة ...ادم الذي كر*هته قبل أن تراه ...ظنت أنه مفروض عليها ...ولكن عرفت أن ادم هو اجمل صدفة في حياتها...هي تشكر الله يوميا انه معها الآن ...ادم وعائلته علموها  الكثير ...

لم تشعر بنفسها وهي تنظر إليه بحب يبرز في عينيها العسلية ...نظرت حسناء فجأة إليها وابتسمت بسعادة وهي تجد مهرا تنظر لادم ..اغمضت عينيها وهي تتمتم :

-الحمدلله  ...قد ايه يا رب انت كريم ...أخيرا يارب ادم هيبقي سعيد ...أخيرا سعي بنفسه لسعادته ...يارب خليه سعيد دايما عوضه عن اللي حصله و عاشه ...عوضه عن احلامه اللي اتخلي عنها بسببنا ...

ثم فتحت عينيها وهي تجد مهرا تنظر إليه ...كانت شاكرة لمهرا التي اعطت السعادة لابنها واحبته ...هي تعرف  ادم  جيدا ...وتعرف انه يحبها ...ولكن كان يخاف من ان تمل من العيشة معه إذ انها عاشت في مستوي معين هو لا يمكن توفيره لها ...لكنها تعرف مهرا جيدا ...تلك الفتاة رغم ثرائها الا انها تتحمل المسؤولية بشكل مدهش ...هي اعتادت علي حياتهم حتي انها تدخل المطبخ وتساعد مرام وليلي ...هي ذكية تحاول التعلم بسرعة ...كما أنه تسلب قلوب الجميع هنا ...كل من اتخذ موقف س*لبي ضدها سواء مرام او ليلي غير رأيه فهي تريد بناتها يتقربون من مهرا ....يمزحون معها ويصادقونها ...كانت سعيدة وهي تري تلك الالفة التي سيطرت علي منزلها...فجأة نظرت مهرا الي حسناء بعفوية لتجدها تنظر إليها ..ذابت مهرا من الخجل ونظرت الي طبقها ...لقد امسكتها حسناء وهي تحدق بأدم...ما هذا الاحراج....هي محرجة كثيرا ..ماذا ستفكر حسناء الآن ...فجأة انقطع حبل افكارها عندما وجدت ادم يمسك كفها من تحت الطاولة ...احمر وجهها بقوة وهو يداعب كفها...ولكن رغم هذا كان قلبها يخفق بحب ..لم تكن متذمرة ابدا بسبب حركته تلك !!!

ابتسمت ليلي بخب*ث وهي تشعر ان هناك شئ ما يدور وقالت :

-ايه يا مهرا مش هتأكلي ولا ايه ؟!يا بنتي انتِ خسيتي النص ...

ابتلعت ريقها وقالت بتلعثم:

-انا مش جعانة ...

تدخل ادم وقال:

-انتِ مالك بمراتي يا بت انتِ ..انتِ ليه محسساني انك خلفتيها ونسيتيها ...

اتسعت عيني ليلي ببراءة مزيفة وقال:

-انا الحق عليا خايفة عليها ...

-متخافيش يا اختي هي كويسة ...مش كده يا حبيبتي ...

هزت مهرا رأسها وهي متوترة ...

.....

بعد انتهاء الفطار...جهز ادم نفسه كي يذهب الي ورشته اليوم سوف ينهي التصميم الخاص بشقة المهندس رفعت وسينال مبلغ جيد...وقفت مهرا امام الباب لتودعه...ابتسمت بإشراق وقالت:

-خلي بالك من نفسك ..

ابتسم لها وعينيها الزرقاء تبرق لها ....نظر حوله فلم يجد احد في الصالة ليستغل الفرصة ويقبلها علي وجنتها بسرعة ويقول:

-هتوحشيني ...

ذابت بخجل ليقترب اكثر ويقبل جبينها أيضا ليتجمد فجأة وهو يسمع صوت ليلي العالي يقول:

-هتتأخر علي الشغل يا ابيه ...

نظر بصدمة الي ليلي التي خرجت من تحت الطاولة ...بهت وهو ينظر إليها وقال:

-انتِ بتعملي ايه تحت الترابيزة يا بنت انتِ...

ضحكت وقالت:

-كنت يشوف الفيلم الرومانسي اللي انتوا عاملينه في نص الصالة ...

ضحكت مهرا وقد احمر وجهها بقوة ليقول ادم بيأس محدثا مهرا :

-عندك حق احنا محتاجين بيت لوحدنا بعيد عن المتطفلة دي ..

.............

فتحت الباب لتتنهد وهي تجد والدتها تقف أمام منزلها ...

-اهلا يا ماما ...

قالتها كارما بدون مشاعر ...

-مالك كده زي ما يكون مش طايقاني يا كارما....

لم ترد عليها كارما وولجت للداخل ...دخلت والدتها خلفها لتجدها تجلس علي الأريكة المريحة وهي تنظر إلي التلفاز حيث تتابع أحد افلامها المفضلة ... تنهدت والدتها وقالت:

-ممكن اعرف ليه مبترديش علي تليفونك يا كارما ...ليه بتبعدي الكل عنك بالطريقة دي يا بنتي ..

نظرت إليها كارما وابتسمت بسخرية وقالت:

-عايزاني ارد عليكي ازاي وأنتِ شوفتي جوزك بيطر*دني برة البيت ومتكلمتيش حتي ...أنا قلبي اتكسر يا امي ...كنت فاكرة انك هتدافعي عني ...بس ..بس انتِ اتخليتي عني بكل سهولة ...عايزاني ازاي ارد عليكي وانتِ ولا مرة دافعتي عني ...

ارتبكت مودة وهي تنظر إليها ...شعرت بالذ*نب من أجل ابنتها....لقد.تخلت فعلا عن ابنتها مرارا وتكرارا  ولكن هذا بسبب خوفها من زوجها...هي تخاف ان يتخلي عنها....وهي اعتادت العيش في ظل رجل ...لا يمكنها ان تخ*رب بيتها من أجل ابنتها ...زوجها قد يتركها لو اتخذت جانب ابنتها وهي لا يمكنها ان تخسره ...كما أن كارما غب*ية جدا.....تريد تد*مير حياتها بسبب لحظة غضب من زوجها....ماذا ان غضب قليلا؟!المرأة الصالحة هي من تمتص غضب زوجها وتطيعه ...كان يمكنها ان تراضيه بطريقتها ولكنها تتحدث عن تراهات كالكرامة...الغب*ية لا تريد أن تستوعب ان لا يوجد للمرأة كرامة مع زوجها ...كارما يجب أن تفهم هذا ....

نظرت مودة الي كارما التي ما زالت تتابع الفيلم دون ان تبالي بوالدتها الجالسة تنظر إليها ...كانت كارما في تلك اللحظة لا تهتم بأي شخص ...لا تهتم الا بطفلها ...تذهب للعمل يوميا ثم تعود وترتاح كي لا ترهق نفسها وتعرض نفسها لخ*طر الاجهاض  ...لا ترد علي أي من مكالمات لا والدتها ولا سامر ...هي لم تعد مهتمة بسامر....فما فعله معها جعلها 

تغضب منه  ...هي حتي لا تطيقه ...تحبه صحيح ...لكنها حقا لا تطيقه ..تجبر نفسها علي أن تكرهه وتنجح بالفعل ولكن دوما كراهيتها مرتبطة بحبها له ...

قطع افكارها صوت والدتها وهي تقول:

-امتي ناوية ترجعي لجوزك؟!

-مش هرجع...

قالتها كارما بنبرة قاطعة ..

-يعني ايه يا كارما ؟!

قالتها والدتها ونبرتها ترتعش من الرعب فنظرت إليها كارما وقالت:

-ايه اللي مش مفهوم يا ماما ...بقول مش هرجع..مش هرجعله ...كفاية قلة قيمة بقا ...أنا مش مضطرة استحمل معاملته دي ....

تنهدت مودة واقتربت منها وهي تمسك كفها وقالت:

-يا بنتي وحدي الله بس ....دي مشكلة صغيرة متكبرهاش ...سامر اتصل بيا وهو زعلان علي اللي حصل وعايز يصلح الوضع و...

-انا مش مهتمة...

قالتها ببرود وهي تنهض تتجه الي المطبخ....ذهبت مودة خلفها وقالت:

-يا بنتي بطلي عناد!!هتعشي لوحدك يعني ...الراجل عرف غلطه ...

فتحت كارما الثلاجة ببرود واخرجت عصير التفاح التي تحبه ثم جلبت كوبين وصبت لها ولوالدتها ثم اعطتها كوبها وقالت:

-وانا قولت مش عايزة ارجع يا ماما ...مش هرجع ابدا ....مستحيل ...خليه يفقد الامل...أنا خلاص فوقت لنفسي لما حسسني اني مجرد عش*يقة رخ*يصة حملت منه في الحر*ام ...

-غلطة يا كارما ايه هتمسكي للراجل علي غلطة يا بنتي و....

القت كارما كوب العصير علي الأرض ليته*شم الكوب وتصرخ:

-بطلي تبرريله ...أنا مش رخي*صة عشان استحمل مر*ضه ...انتِ ازاي امي وترضيلي بو*جع القلب 

..انتوا عايزين ايه مني أنا بعدت عنه وعنك ...سبوني في حالي بقا ...ولو بيتصل بيكي ياريت تقوليله يطلقني والا وديني اخلعه وافض*حه !!!

........

كان يقف أمام المرآه يعدل من وضع قميصه الابيض ثم يلتقط سترته الرمادية ويرتديها ....وقف اخيرا وهو ينظر إلي نفسه نظرة تقيمية وهز رأسه بإستحسان ...وما كاد أن يغادر حتي رن هاتفه ...رفع حاجبيه بدهشة وهو يتساءل من سوف سيتصل به الآن ...التقط هاتفه واتسعت عينيه وهو يري أن المتصل ادم ...خفق قلبه لا يعرف لماذا ...ولكنه شعر أن هذا الاتصال خاص بمرام ... ازدادت وتيرة أنفاسه وهو يفكر هل يا تري رفضته ام وافقت ...كان متوتر للغاية وهو يبحث علي إجابة داخل عقله...تلك المرأة بعثرت حياته تماما ...جعلته مرتبكا بسببها وهو الذي لم يهتم بالفتيات ابدا ولكن هذا هو الحب ..فكر ...فتح هاتفه ووضعه علي اذنه وقلبه يخفق بقوة كادت ان تصم اذنيه :

-السلام عليكم ..

ابتسم ادم علي الجهة الاخري وقال:

-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...ازيك يا انس اخبارك ..

-انا الحمدلله وانت...

ابتسم بسعادة وقال :

-انا زي الفل ...الحقيقة بقالي كتير مكنتش فرحان زي كده ...

ارتجف قلب أنس ليكمل أدم ويقول:

-صحيح ليك عندنا عزومة يا انس ...تعالي في الوقت اللي يناسبك عشان اتقدم رسمي لمرام ...

اتسعت عينه بقوة ...وقد لهث بصدمة ...كان لا يصدق اراد ان يصرخ من الفرحة ولكن مظهره العام كان مهم جدا بالنسبة له ...

سيطر أمس علي انفعالاته وابتسم وهو يقول غير مصدقا:

-يعني هي وافقت بكامل ارادتها ...

ضحك ادم وقال:

-يعني هنكون اجبرناها يا انس ...وافقت يا سيدي وبإرادتها الحرة وفي الوقت المناسب تعالي اتقدم ...

ابتسم أنس وقد شعر بسعادة لم يشعر بها من قبل ...كان مرام بموافقتها ادخلت لقلبه السرور...

-شكرا يا ادم شكرا اووي...

قالها مبتهجا ليبتسم ادم وهو يشعر بسعادة الاب الذي سيزوج ابنته ...مرام شابة  صالحة .. قوية وصادقة وتليق برجل كأنس ....هو يتمني ان تتم هذة العلاقة علي خير كي يطمئن علي مرام ثم يبدأ التركيز علي ليلي الشقية كي تنهي تعليمها ثم تتزوج وبهذا يكون اتم واجباته كلها بعد ان يطمئن علي اخوته ...عندها ينظر الي نفسه ...فجأة تجهم وجهه وهو يتذكر شخص نسيه ..نسيه في خضم واجباته وهي مهرا...تنهد ادم وهو يدرك ان يظلمه معه ولكن فان الاوان علي تحريرها ...هو يحبها بيأس ...يحبها بطريقة لم يحب احدا بها حتي ميار ...هو سمح لميار بالذهاب لكنه لن يسمح لمهرا...يحبها ولا يدرك كيف احبها بتلك السرعة والقوة...ولكنه كان يعرف انه يحمي قلبه لذلك لم يسمح لنفسه بإلانجراف بمشاعره

اكثر ولكن الآن هو ضعف...سمح لمهرا بالتخلل الي اعماقه ...سمح بنفسه ان يحبها وهو ليس نادم ابدا ...حبها كان اجمل حدث في حياته ...

اغلق ادم الهاتف مع أنس ووقف للحظات وهو يفكر ولاول مرة بنفسه ...يفكر ان تكون له حياة خاصة ...ليس هناك ضرر من ان يفكر بنفسه قليلا ..هو طبعا لن يتخلي عن مسؤولياته ولكن تريد أن تكون له حياة خاصة ...ربما لو أشتري بيت منفصل عن منزله مهرا سترتاح اكثر ...هو يشعر بها ...ويعرف ان يظلمها معه ...كان قد اتخذ قراره سيتحدث مع والدته اليوم....

بدأ يعمل مجددا وبعد فترة قاطعه رنين الهاتف....

التقط ادم هاتفه ليجدها مهرا تتصل به ...ابتسم بحب وهو يجد اسمها يسطع علي الشاشة ...فتح الهاتف ليرد علي الاتصال وقال بمشاكسة خصها لها هي :

-ايه يا بسبوستي أنا وحشتك ولا ايه هحاول اجي بدري النهاردة...صمت فجأة وهو يسمع صوتها الباكي ويقول :

-فيه ايه يا مهرا...

انتظر ردها ليقول بصدمة:

-ايه ؟!جدك!!!

.........

في احد المقاهي الراقية ...

-هو الدكتور ده شاطر يعني؟!

قالتها حياة بتوتر وهي تفرك رقبتها ...كانت الفكرة غريبة عنها ...تذهب لطبيب نفسي وهي !!!حسنا هي لم تتخيل ابدا ان تلجأ لذلك الحل ...دوما هي ظنت أنها متزنة نفسيا تستطيع اتخاذ قرارها ولكن بعد ما حدث ...باتت تشك في نفسها...هي ابدا غير متزنة نفسيا ...ربما مو*ت والديها جعلها هكذا ...ربما رفض احمد المستمر أو الح*قد علي مهرا ...عرفت أن يوجد اشياء في الماضي هي دف*نتها في اظل*م منطقة في عقلها وأنها لن ترتاح إلا عندما تتكلم مع احد يفهمها دون أن يحكم عليها ...أحد تتكلم معه دون أن تري نظرات القر*ف بعينيه ...أحد تتكلم معه براحة!...هي اقتنعت بحل مروان ...عندما أخبرها مروان علي حل الذهاب الي طبيب نفسي وافقته بسرعة .....بدا وكأن هذا الحل هو القشة التي سوف تتمسك بها ...

تنهد.مروان وقال:

-بيقولوا عليه حلو اووي أنا سألت عليه يا حياة وهو شاطر اووي وممكن يساعدنا ...

ابتسمت حياة وقالت:

-مين كان ممكن يقول إن احنا الاتنين نجتمع عشان نتعالج نفسيا ...

ضحك مروان وقال:

-بصراحة أنا زيك مستغرب يا حياة ..احنا الاتنين اجتمعنا عشان نتعالج ...زي ما تكون الحياة جمعتنا عشان تفكرنا بالغل*ط اللي عملناه وبتدينا فرصة تانية عشان نبقي كويسين ...

تجهمت حياة  وهي تنظر لكفها...قلبها يع*تصر من الأ*لم ...ما زال ذنب مهرا يلاحقها...ما زالت تشعر بتأنيب الضمير بسببها ...وكأن كل ما حدث في حياتها هو عقا*ب ما فعلته بمهرا ...لقد عا*قبها الله ...والان كل ما عليها هو الذهاب لمهرا وطلب العفو منها حتي ترضي...ولكن حياة كانت تخاف من رد فعلها ...ماذا ان رفضت ان تسامحها ...ماذا ان طر*دتها وسوف تكون محقة ..حياة تستحق أي شئ تفعله مهرا ...

نظرت حياة الي مروان وقد انسابت دموعها علي وجنتيها وقالت:

-ده ذن*ب مهرا يا مروان ...

ارتبك مروان ونظر إليها لتكمل وهي تبكي :

-ربنا بيع*اقبنا بسبب اللي عملناه فيها ...أنا مكنتش مصدقة اني ابيع صاحبتي عشان غيرانة منها بسبب واحد زي احمد ...أنا من أول ما احمد سابني وانا اتأكدت ان طالما مهرا مسامحتنيش  هفضل اعا*ني يا مروان ...

لم يرد مروان عليها ..كان شارد بمهرا ...يتذكر كيف اذ*اها ...هو أيضا ضميره يو*جعه بسببها ...هي لم تستحق منه هذا ابدا...كان يجب عليه ان يتركها...وللاسف لا يمكنه ابدا الاقتراب منها والاعتذار...فبعد ما حدث لو رأه ادم سوف يقت*له بكل تأكيد ..تنهد مروان وهو يفكر بليلي...كلماتها الأخيرة التي جعلته يشيل العصابة عن عينيه ويري الحقيقة بعد ما كان اعم*ي لا يراها ...هي جعلته يدرك انه يؤ*ذي والدته بتصرفاته المقي*تة...قلبه اوج*عه ...هل صحيح والدته تتأ*لم بسببه ..كان هذا التفكير يسيطر علي عقله ويؤرقه ...

كانت حياة شاردة تفكر بشئ ما ...فجأة نظرت الي مروان الشارد وقالت:

-مروان أنا فيه حاجة بقالي مدة بفكر فيها وعايزة احد رايك...ويمكن انت تساعدني ...

انتبه لها مروان وقتل؛

-اتفضلي ....

تنهدت بتوتر وقالت:

-انا عايزة اشوف مهرا...

بهت هو بينما تكمل بتلعثم :

-انا لازم اشوفها يا مروان ...محتاجة اشوفها ...عايز اريح ضميري من ناحيتها أنا تذيتها كتير ومستحيل اسامح نفسي الا ما هي تسامحني ...انت عارف هي فين حاليا عشان اشوفها...

امسك مروان كفها وقال:

-خلاص يا حياة صدقيني مش مهم خالص ...احنا بس نروح للدكتور ده وهو أكيد هيساعدنا ...

-بس يا مروان ...

قالتها بضيق فرد وهو يشد علي كفها:

-خلاص يا حياة قولتلك مش لازم هي مش هتسامح انسي...

-الله الله ايه المنظر الرومانسي ده ..

شقهت حياة وهي تنظر الي الصوت المألوف لتري احمد واقف في المقهي ينظر إليه بغضب وغيرة مجنونة...امال راسه وقال:

-بتعرفي تموفي اون بسهولة يا حياة!!!


الفصل الأخير من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


خلصتوا قراءة الفصل إتفضلوا جميع الروايات الكامله من بداية الروايه لاخرها من هنا 👇❤️👇💙👇❤️👇


1- روايةاتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله


124- رواية أخو جوزك


125- رواية مريض نفسي


126- رواية جبروت مرات إبني


127- رواية هكذا يكون الحب


128- رواية عشق قاسم


129- رواية خادمتي الجميله


130- رواية ثعبان بجسد امرأه


131- رواية جوري قدري


132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي


133- رواية المنتقبه أسيرة الليل


134- رواية نجمتي الفاتنه


135- رواية ليعشقها قلبي


136- رواية نور العاصي


137- رواية من الوحده للحب


138- رواية أحببت مربية ابنتي


139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين


140- رواية شظايا قسوته


141- نوفيلا اشواق العشق


142- رواية السم في الكحك


143- رواية الصقر كامله


144- رواية حب مجهول المصدر


145- قصة بنتي الوحيده كامله


146- رواية عشقني جني كامله


147- رواية عروس الالفا الهجينه الجزء الثاني


148- رواية أميرة الرعد


149- رواية طفلة الأسد


150- نوفيلا الجريئه والاربعيني


151- رواية أحببت مجنون


152- قصة أخويا والميراث


153- رواية حب من اول نظره


154- رواية اغتصاب بالتراضي


155- رواية صعيدي مودرن








































ادسنس وسط المقال
ادسنس اسفل المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS