expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية عروس رغماً عنها الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار رواية عروس رغماً عنها البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار رواية عروس رغماً عنها الجزء السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار

 رواية عروس رغماً عنها الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها الجزء السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار 

رواية عروس رغماً عنها الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم سولييه نصار 

الفصل السادس عشر(عناق)

شحب وجه جابر بقوة وهو ينظر الي عيني مهرا المصرة ...كان مصدوم....كيف لن تعود إليه ....اما مروة فهي وضعت كفها علي فمها وهي مصدومة من كل ما يحدث ...ابتلت عينيها بالدموع وهي تشعر بقلبها يؤ*لمها ...لقد اكتشفت مهرا الحقيقة البشعة ويبدو انها لن تسامح جدها ابدا ...

نظرت مروة الي جابر لتجده في حالة رثة للغاية ...كان مح*طم بطريقة لم تراها من قبل الا في مو*ت علي ....

-مهرا اسمعي بس ...

قالتها مروة وهي تقترب من مهرا الا أن مهرا تراجعت وقالت بصوت مختنق :

-لو سمحتي يا ماما ...لو سمحتي مش عايزة اسمع حاجة ...ايه المبرر اللي عند جدي عشان يعمل كده ...ايه يعني اتجوز واحدة بيحبها ...ايه يعني قرر يمشي ورا قلبه ...ده طنط حسناء مفيش منها ...

احمر وجه جابر من الغضب وقال :

-طنك حسناء اللي مفيش منها دي هي اللي سر*قت عمك علي من امك !!

شحبت مهرا وهي تنظر الي والدتها التي تبكي ثم  أكمل جابر :

-علي كان مفروض يتجوز مروة بس هو رفض وقرر يتجوز بنت الخد*امة ..

-انت متأكد انك عملت كده عشان امي ولا عشان طنط حسناء تبقي بنت الخد*امة ...اكيد زعلت عشان عمي اتجوز من واحدة أقل من مستواك ..صح ..رميته برا البيت عشان عصاك ...طيب بنت الخدامة دي يا جدي ربت عيالها احسن تربية ....طلعت ادم ...ادم اللي من غير اي مقابل وافق أنه يتجوزني ...ادم اللي رغم غلطاتي الكتير مكانش بيمد أيده عليا ...وصلت وقا*حتي اني اهين مامته ورغم كده ممدش ايديه عليا ...اهو بنت الخدامة ريت حفيدك اللي انت هتم*وت ويكلمك ...بنت الخدامة طلعت واحد سوي وافق يساعدني من غير ما يستغل الموقف وينتق*م مني بسببك رغم أن كان ممكن يعمل كده وهيبقي عنده مبرر!!...ليه الاحت*قار ده لحسناء رغم أنها معملتش حاجة ...أنا...

انسابت دموع مهرا وقالت بإختناق:

-انا اها*نت الست دي ورغم كده سامحتني...كانت بتعاملني كأني واحدة من بناتها ...بتفهمني اكتر من اي حد ...قولي بقا اي الغلطة في طنط حسناء عشان ترفضها ...عشان بنت خدامة يعني ...عشان الفرق الطبقي بقت خلاص متنفعش ...

مسحت مهرا دموعها وقالت :

-انا بجد اتصدمت فيك يا جدي ...اتصدمت اوووي مش قادر اصدق انك جدي اللي كنت بحترمه...يا خسارة ...حقيقي يا خسارة ..بس خلاص انا مش هرجع هنا تاني ...أنا همشي ومش هرجع تاني ابدا..

ثم نظرت الي والدتها وقالت:

-واتصدمت فيكي انتِ كمان  ...

ثم اندفعت للخارج دون الاهتمام بصراخ والدتها !!!

...........

كانت تسير في الطرقات وهي شاردة ...دموعها تنساب بغزارة ...لا تصدق فعلة جدها ...بعدما اخبرتها مرام بما حدث شعرت ان عالمها يتهاوي من حولها ...لقد ظنت ان جدها ملاك ...لم تري ابدا هذا الوجه القاسي الذي عرفته اليوم ...جلست مهرا علي احد الارصفة وهي تتخيل حالة ادم وعائلته...مجرد طفل صغير نضج بطريقة قاسية  ...واجه العديد من اجل ان ينهض بعائلته ...حُرم من حق التمتع بطفولته ...الحق من تعليم جيد!!لقد قت*ل جدها طفولة ادم وهي مستحيل ان تسامحه علي هذا ...لن تسامحه علي ما فعله ...وضعت كفها علي قلبها المنهك وهي تفكر بآدم... لماذا قبل بها ادم ...لماذا وافق علي الزواج بها رغم ما فعله جده ...كان ينبغي أن يكرهها أن يحقد عليها ...ولكن لا ادم تزوجها ...حماها من مروان ...عاملها جيدا ... لم يضر*بها حتي عندما اها*نت والدته ...رغم اخطائها الكثيرة كان مثالي للغاية وهو يتجاوز عن أخطائها كالوالد الصبور...فلماذا يفعل هذا !!!

...........

كان مروان متسطح علي فراشه ...دموع تنساب بالتتابع ...الغضب والحزن والح*قد يسيطران عليه يشعر ان العالم يضيق به ...هو ليس سعيدا ...هو تعيس  للغاية ...يشعر انه طائر محجوز في قفص وكلما اراد الهروب من هذا القفص يف*شل تماما!!!وحتي عندما هرب منه عاد مجددا ...ثروة والده تكبله كأنها قيود من ذهب ...هو لا يريدها ولكنه عرف ان العالم بش*ع للغاية من دون مال ...عرف انك عندما يكون لديك مال سيلتف الجميع حولك ولكن في الوقت الذي لا تملك شيئا لن تجد احد حولك ...ستعود وحيدا مجددا ...لقد ادرك مروان أخيرا تلك الحقيقة البش*عة ...ادرك ان ثروة والده تحميه من هذا المجتمع .....نهض جالسا وقد اتخذ قراره ...هو سوف يحتمي بثروة والده ...ولن يطالب بحبه مجددا ...سيفعل ما يريده ..سيحصل علي ما يريد واولهم ليلي ...سيفعل المستحيل كي تبقي تحت طوعه وكي تحبه ...للاسف كلما حاول معها يقف ادم في طريقه...هو يجب  أن يتخلص من ادم هذا كي يستطيع أن يحصل علي ليلي ...نام مجددا وهو يغمض عينيه وعلي ثغره ابتسامة ...يتخيل ماذا سيحدث عندما يمتلك تلك الفتاة ويك*سر ادم بها ...لكي لا يجرؤ مجددا علي العبث مع مروان السويسي ...كان مئات الأفكار المنح*رفة تطارد عقل مروان ...افكار شا*ذة أعجبته للغاية ...هو سوف يحاصر تلك الفتاة ولن يستسلم ...بالإضافة إلي أنه يريد الانتق*ام من شقيقها الا انه حقا يريدها ...اغمض عينيها وهو يغرق في النوم بينما علي شفتيه ابتسامة منتصرة ومقولته المفضلة تدور في رأسه"في الحب والح*رب كل شئ مباح"...

وهو سيفعل المستحيل كي يربح تلك الح*رب !!!

.......

كان نائم علي حجرها ...ينظر إليها فيجدها تنظر إليه بحب صافي ...عينيها السوداء تبرق لها وعلي ثغرها ابتسامة رائعة...كانت رائعة كالعادة...دفنت يديها في شعره الغزير وأصبحت تداعب شعره حتي شعر بالسلام يحيط بقلبه ...السلام الذي فقده منذ وفاتها ....

ابتلت عيني مروان بالدموع وهو ينظر إليها بينما هي مستمرة في مداعبة شعره ...تعاملها كطفلها الصغير المدلل ...دقات قلبه تزايدت أكثر بينما تميل وتطبع قبلة لطيفة علي جبينه..

-ماما ...

قالها مروان باختناق ودموعه تتساقط بينما ما زال نظره مثبت عليها

-نعم يا حبيب ماما ...

قالتها بصوتها الموسيقي ...كان مروان لا يصدق أنه معها الان ...لا يصدق أنه مع والدته مصدر امانه ...

-انتِ وحشتيني اوووي...مش قادر اعيش من غيرك يا ماما. ..انا بمو*ت ...بعدك مفيش حد مهتم بيا وانا حاسس اني وحيد ...حاسس اني مش محبوب ...

-انا بحبك يا حبيبي ..

قالتها وعلي وجهها سلام أراد هو الحصول عليه ...

اختنق صوته وقال:

-انتِ الوحيدة اللي بتحبيني ...لكن الباقي لا ...بابا مبيحبنيش يا ماما ...دايما بينب*ذني وبيبعدني عنه ...انا بم*وت من الا*لم وانا شايف ابويا بيكر*هني ...

ابتسمت هي بحزن وقالت:

-ابوك بيحبك بطريقته يا مروان ...بس طريقته مختلفة عننا شوية ...

هز مروان رأسه ودموعه تنساب من عينيه وقال:

-لا يا ماما هو مبيحبنيش ...هو بيحب فلوسه وبس ...

-متتضايقش يا حبيبي المهم اني بحبك ...

-وانا كمان بحبك ...

قالها بحب وهو يغمض عينيه بإستمتاع قالت والدته فجأة:

-بس أنا زعلانة منك ...زعلانة علي اللي بتعمله في البنات ...زعلانة عشان طريقك مش كويس ...طريق وح*ش يا مروان ....طريق أنا خايفة عليك منه ...

ابتلع مروان ريقه وقال:

-انا مبعملش حاجة غلط ...

-بس انت غلطت  في حقي ...

الصوت جمده تماما ...لم يكن صوت والدته الحنون ...فتح مروان عينيه ليجدها مهرا ...تنظر إليه بكر*ه وهي تحمل سك*ين .. فجأة ضر*بت الس*كين في قلبه ...

نهض مروان من النوم وهو يصر*خ ...نظر حوله لينام مجددا علي الفراش ويقول وهو ينهت بقوة :

-الحمدلله طلع حلم ...طلع حلم !!!

.........

-ربنا يستر من دكتور عمر ده شكله حاطط الدفعة في دماغه يا ميار ..

قالتها ليلي وقلبها يرتعش من الخوف ...تخاف بقوة من أن تفش*ل وتخذ*ل شقيقها الذي ينفذ كل طلباتها...هي تخاف أن تخيب امل ادم وتفعل المستحيل كي يفتخر بها ...

نظرت إليها ميار بتوتر وقالت:

-متفكرنيش يا لولا أنا مرعوبة اكتر منك ...ده دكتور معندوش رحمة كل الدفعات اللي قبلنا حذرتنا منه وانا بجد همو*ت من الرعب ...

هزت ليلي رأسها بخوف وقالت:

-لا والاسوأ أنه هيعملنا امتحان الاسبوع اللي جاي ...أنا من دلوقتي همو*ت نفسي من المذاكرة ....

اصطنعت ميار البكاء وقالت:

-يا ميلة بختك يا ميار ...يا حظك يا ميار ...هتقضي عمرك كله في امتحانات ...أنا بمتحن اكتر ما بأكل ...أنا كده مش هتجوز يا ليلي الكلية واخدة كل وقتي ...

ضحكت ليلي وقالت:

-يا اختي يعني ده كل اللي هامك...ده أنتِ فاضية ...

هزت ميار كتفيها وقالت:

-انا بقول كفاية تعليم كده ونعم لتستيت المرأة انا هروح اخد وصفة المكرونة بالبشاميل من امي  عشان لما اتجوز جوزي ميطلقنيش ...

ضحكت ليلي وقالت:

-انا قولت لادم كده ونفخني ...ادم قالي إن سلاحي الحقيقي هي دراستي ولازم يكون معايا شهادة حتي لو مش هشتغل بيها ...بيقولي دايما أن العلم نور والإنسان لما يتعلم يبقي كده كمان بيرضي ربنا...هو رغم أنه متعلمش إلا أنه حريص جدا جدا يعلمني ...بيحقق أحلامه من خلالي أنا ...وانا مش هرتاح الا لما احقق حلم ادم ...

ابتسمت ميار وهي تضمها اليها وتقول :

-ربنا يخليكم لبعض ...

ابتسمت ليلي وقالت:

-امين يارب ...ربنا يخليه ويكرمه يارب حبيبي يستاهل ...

ثم كادا أن يذهبا إلا أن مروان وقف أمامهما فجأة....نظرت ليلي الي مروان الذي ينظر إليها ويبتسم ابتسامة ساحرة ...شعره كان مصفف جيدا ...يرتدي جينز شاحب وتيشرت رمادي  ...

تراجعت ميار وهي تنظر إلي مروان بخوف ...ذلك الشاب الذي ضر*به ادم ....

-انت بجد.مبتحرمش !!

قالتها ليلي  وهي تنظر إليه ببرود بينما تربع ذراعيها ...ابتسم مروان وقال:

-انا عاشق اعمل ايه ؟!!مش قادر انساكي ...اديني طريقة عشان انساكي وانا هبعد وعد مني ...

ابتسمت بسخرية وقالت:

-ايه الطرق بتاعة اخويا منفعتش معاك عشان عايز مني طريقة ...ممكن اقوله تاني علي فكرة عشان يستخدم طريقة ك*سر العضام...دي بتنفع اوووي !!

-مهما عمل فيا هفضل وراكي ...أنا بحبك وبايع عمري عشانك ..

وضعت ميار كفها علي قلبها وقالت:

-ده بيقول كلام حلو اووي يا بت يا لولا ...

نظرت إليه ليلي بغضب وقالت:

-اسكتي يا ميار!!

صمتت ميار كليا لتنظر إليه ليلي وتقول:

-الكلام الحلو ده تقدر تأكل بيه دماغ حد غيري ...أنا لا ...كل لما تقرب لي انت اللي هتتأذي عشان كده لم باقي كرامتك اللي اتبعترت ومتجيش هنا تاني. 

ثم كادت أن تذهب إلا أنه وقف أمامها وقال:

-كده برضه تك*سري قلبي اللي حبك ...يا ستي بقول .بحبك أنتِ ايه معندكيش قلب ...

-وانا مش بحبك روح العب مع غيري يا شاطر والا وديني اقول لادم اخليه يك*سر عضمك عضماية عضماية لدرجة أن مفيش دكتور هيقدر يجبسك ...ايه رايك ؟!

-فداكي.عضمي كله ...وقلبي لو حابة ...

-لا احنا هنكون عايزين عضمك بس ...قلبك ده ترميه لانه اسود مش هيفيدنا بحاجة ...يالا يا ميار ...

ثم سحبت ليلي ميار خلفها وهي تسير بعصبية ...هذا الرجل عك*ر مزاجها بالكامل ...

نظر مروان الي أثرها وقد راقته تلك اللعبة....هو سيحصل عليها بكل تأكيد !!!...ارتدي نظارته ثم ذهب لسيارته كي يذهب !!

........

- آنسة مرام ...آنسة مرام ...

قالها علاء ...ذلك الموظف  الذي يعمل معها في الشؤكة وبالأخص في قسم الحسابات ...توقفت مرام وهي تنظر إليه وتقول:

-اتفضل حضرتك فيه حاجة ...

ابتسم علاء بإحراج وقال:

-كنت عايز اطلب من حضرتك طلب ...بتمني انك توافقي عليه!!

-اتفضل يا استاذ علاء ...

ابتلع علاء ريقه وهو يخفض عينيه كي  لا ينظر إليها وقال:

-ممكن لو سمحتي رقم اخو حضرتك ..عرفت أن والدك الله يرحمه وان ليكي اخ كبير فممكن رقمه ...

لم.تفهم ماذا يريد أو ما قصده لذلك قالت بحيرة:

-ليه عايز رقم اخويا فيه حاجة ...

فرك علاء كفيه وقال:

-كنت حابب اتقدم لحضرتك و ...يعني ...

تلعثم في الكلام بشدة بينما تراجعت ووجهها يشحب... اكمل علاء بنفس التلعثم وقال:

-لو يعني مش هزعجك وموافقة و ....

سيطرت علي نفسها وقالت بنبرة جعلتها لطيفة:

-استاذ علاء أنا اسفة ليك جدا ...بس انا حاليا مش بفكر في الموضوع ده لسه خارجة من تجربة صعبة وصدقني مش في بالي ...الرفض مش خاص بحضرتك بس انا فعليا الموضوع ده مش في بالي اصلا مش عايزاك تتضايق لو سمحت...

رغم ضيقه وحزنه إلا أنه ابتسم لها بلطف وقال:

-مش مشكلة يا آنسة ..انا هستناكي لحد ما تكوني مستعدة ...

لم تجادل معه مرام أكثر من هذا بل ذهبت بسرعة الي عملها وذهب هو أيضا ...ولم يلاحظوا انس الذي كان واقفا علي مسافة منهم وقد سمع كل شىء !!!وجهه احمر من الغضب  والغيرة كادت ان تفتك به ...اغمض عينه وهو يحاول أن يهدأ اعصابه ولكن دون جدوي....فجأة احتل الحزن ملامحه....ماذا يتوقع اصلا...بالطبع سوف يحبها احد ويطلب الارتباط بها....يوما ما أكيد سوف تتزوج وهو ماذا سيفعل وقتها ...هل سيغار...ام سيم*وت ....ذهب أنس الي مكتبه بسرعة واخذ يدور حول نفسه ...هو لا يستطيع التنفس وهو يتذكر ذلك الهائم بها...يشعر ان أحدهم يقترب من شئ يخصه ...لقد احب مرام لدرجة انها اصبحت تخصه بالمرتبة الاولي ...يغار عليها ويراقبها...عينيه لا تحيدان عنها ...

تنهد بعمق واتصل بسكرتيرته الجديدة كي تستدعي له مرام ...

....

بعد قليل...

كانت مرام تسير جهة مكتب انس ...تحاول ادعاء الجمود ولكن داخلها كان يرتجف بقوة...ماذا يريد منها الآن...ولماذا طلب يقابلها...هل قرر طردها نهائيا بسبب اكتشافه مشاعره غير المرغوب بها وبالطبع هي من ستلام بسبب تلك المشاعر ...

حكت مرام جبينها بتعب وهي تلج الي مكتبة وتقول بنبرة خالية من المشاعر :

-حضرتك طلبتني؟!

نظر إليها أنس لبرهة ثم أسبل جفنيه ليخفي تأثره بها ...يكفي قلبه الذي يخفق بقوة كلما رأها...

هز أنس رأسه وقال:

-ايوة يا انسة مرام ...كنت حابب اعرف لو حضرتك مرتاحة في قسم الحسابات ولا لا ...يعني الشغل هناك مريح؟!

رفعت مرام حاجبيها وهي تنظر إليه وكأنه فقد عقله تماما ولكنها اجابت ببساطة :

-الشغل كويس الحمدلله ..مفيش أي مشكلة بتواجهني ...

ابتسم ابتسامة لطيفة وهو يقول:

-الحمدلله ...

-طيب هو حضرتك جيبتني عشان تقول كده بس ...

ابتلع ريقه وفجأة نظر إليها والغيرة تلمعان بعينيه وقال:

-هو علاء كان عايز منك ايه ؟!

ارتعشت من الداخل ولكنها قالت بنبرة جليدية:

-مجرد شغل...

نهض واقترب منها بسخرية وهو يقول:

-مجرد شغل؟!يعني مكانش عايز مثلا رقم اخوكي عشان يتقدملك ...

احمر وجهها بقوة وقالت بإنفعال:

-دي حاجة تخصني يا ...

ولكنه قاطعها وقال بغيرة:

-وتخصني كمان لاني...

ابتلع ريقه وقال:

-لاني مش قادر استحمل ..أنا بغير!

تراجعت للخلف وقالت بنبرة صارمة رغم برودتها:

-استاذ انس ياريت تحافظ علي الرسمية اللي بيننا ...متتكلمش بالطريقة دي تاني والا هسيب الشركة!!!

............

-حفيدتي كر*هتني ...حفيدتي سابتني ومشيت ...

قالها جابر بإنه*يار وهو يجلس علي كرسيه ...عينيه لامعه بالدموع بينما مروة تجلس علي الأريكة وهي تبكي ...ما زالت كلمات مهرا تتردد في عقلها ...تشعر أن أحدهما يسحق قلبها .

.لقد نالت مروة بعض من اللوم وهي لن تتملص من مسئووليتها...هي أيضا تركت حسناء وعلي يواجهان مصيرهما ولم تتدخل بالأمر ...كان يمكنها المساعدة ولكنها تقلدت دور الجبانة. ..والان ابنتها تلومها ...لقد فقدت مهرا عقلها عندما عرفت الحقيقة ...شعرت أن يجدها ووالدتها وجه آخر لا تعرفه ...نظرات الخذلان بعيني مهرا كانت تق*تلها ...تع*تصر قلبها من الا*لم ...مسحت مروة دموعها وهي تنظر إلي جابر وتقول:

-هنعمل ايه دلوقتي يا عمي ...مهرا خلاص بتضيع مننا ...البنت رافضة اي مبرر تسمعه وقررت انها مش هترجع هنا تاني ...

-هي السبب ...هي السبب ...

قالها جابر وعينيه تشتعلان من الغضب ...عقدت مروة حاجبيها ليكمل جابر ...

-حسناء هي السبب ...هي اللي سر*قت حفيدتي مني ...وانا عمري ما هسامحها علي كده...

هزت مروة رأسها وهي تقول :

-لا يا عمي ...حسناء مس*رقتش حد ...حرام عليك كفاية تظل*مها يا عمي ...كفاية اللي حصلها وكفاية انها خسرت جوزها ...

وضعت مروة كلها علي قلبها وقالت بإنهيار:

-انا كنت بمو*ت وبنتي بتتهمني اني كمان شريكة في الذنب وهي عندها حق ..أنا كمان محاولتش اساعد ...فضلت ساكتة وانا شايفة حسناء بتتبهدل ...أنا عمري ما هسامح نفسي ابدا علي اللي عملته...عمري ...

نهض جابر وهو يقول بغضب :

- انتِ ليه حطاها في خانة  الض*حية...حسناء مش ض*حية يا مروة ...حسناء ظا*لمة ...خبي*ثة ...واحدة ناكرة للجميل...بعد كل اللي عملته معاها لكن هي خا*نتني ...طع*نتني في ضهري ...أنا اللي نضفتها هي وامها ...اتكفلت بتعليمها...وبدل ما تشكرني تروح تلف حوالين ابني عشان تلهف الثروة كلها ...دي مش واحدة طيبة ...دي واحدة وض*يعة ..حقي*رة ...ك*لبة فلوس ...

-كفاية ظ*لم يا عمي ...انا وانت عارفين إنها مش كده ...حسناء عمرها ما كانت كده ..هي عاشت مع علي في أسوأ الاحوال ...اتحملت ولما علي تعب جاتلك تترجاك ...يعني حبت ابنك ...عمرها ما طمعت في فلوسك فليه بتتكلم عنها بالطريقة دي ؟!!

-ظ*لم ايه ...ظ*لم ايه؟!!

صرخ جابر ثم اكمل:

-دي فرقت عيلتنا يا مروة. ..اخدت علي مني ...ابني مكانش بيزورني بسببها .  

-لا لا ..محصلش ...انت اللي كنت رافض انه يزورك ...انت كنت رافض تدخله البيت اصلا...انت اتخليت عنه ...

-اسكتي ...اسكتي يا مروة ..

قالها جابر وهو يشعر انه ينه*ار...يشعر انه محاصر بقوة ...طرفت الدموع من عينيه وهو يرفض للاعتراف بخطأه..كان قلبه يعت*صر من الأ*لم ...يحاول بكل ما امكنه ان يجعل حسناء تتحمل المسئوولية...نعم هي السبب ...هي من اخذت ابنه منه ...هي من تسببت بم*وت علي...نعم هي فقط ...لو كان علي يعيش معهم لم يكن ليمر*ض. ..ولكنه اخذته بعيدا وجعلته يعيش في مكان وض*يع مثلها حتي اصابه المر*ض وهو لن يسامحها ابدا علي هذا ...سوف يظل يكر*هها دوما...

كانت مروة تنظر بخوف الي عمها الذي يدور حول نفسه ويتنفس بصعوبة ...ركضت الي المكتب واخرجت الادوية الخاصة به وهي تعطيه الادوية ....

-انا اسفة اني ضغطت عليك يا عمي ..

قالتها مروة بخجل ليهز جابر رأسه ويقول بعينين جاحظة...

-هي السبب يا مروة .. هي اللي فرقت عيلتنا ...الأول علي وبعدين مهرا...فضلت ورا مهرا لحد ما خلتها تكرهني...خلت حفيدتي تكر*هني تخيلي...مهرا بقت بتكر*هني ...وانا مش هسامحها. . أنا هوقفها عند حدها ...

ثم غادر فجأة غير مهتم لصراخ مروة !!!

.........

-اه يا بابا سيبني ...

قالتها ميار ودموعها تنسكب علي وجهها ...منذ طلقها علي منذ اسبوع ووالدها يحتجزها في البيت ويعذ*بها...يجبرها أن تذهب لمنزل عائلة علي وتعتذر منه هناك ...وهي لا تريد ...لا تريد أن تعود إليه مجددا ...لقد ذاقت طعم الحرية ولن تعود إليه مجددا ....

-دي آخرة دلعك فيها ...اهي جابتلنا الع*ار ...لسه بتحب ابن علي عزام وفض*حتنا قدام جوزها ...وحتي ادم مش هيقبل بيها دلوقتي ...ده اتجوز بنت عمه الغنية...ومش معقول يتجوز عليها ...وطبعا أنتِ لسه مشوفتيش اللي اسمها مهرا دي ...جمال مقولكيش ...

تدخلت علياء بخ*بث كي تقه*ر ميار ...نظرت إليها ميار وعينيها حمراء بسبب الدموع والغضب وقالت:

-اسكتي خالص ...اسكتي أنتِ ملكيش دعوة يا حر*باية أنتِ...

-لما تتكلمي مع مراتي ...تتكلمي باحترام !!

صرخ بها عثمان وهو يص*فع ميار بقوة ...بكت ميار وهي تضع كفها علي وجنتها ...لا تصدق أن والدها يمكنه أن يتحول بتلك الطريقة البش*عة ...

شدها  والدها من شعرها مرة أخري لتصرخ بأ*لم وهي تبكي ويقول:

-اسمعي يا بنت ... معنديش بنات تتطلق ...احسنلك تروحي لجوزك وتعتذري منه عشان يرجعك والا اقسم بالله اقت*لك وادف*نك مكانك...جرا ايه محدش قادر عليكي !!!

صرخ لي جملته الاخيرة ...لترتعش وهي تقول:

-انا مبحبهوش ...قولتلك مبحبهوش ..ايه هي عافية !!!

-شوف قليلة الرباية بترد عليك ازاي ...خلاص البت عيارها فلت ومش هنقدر عليها بعد كده ...خلاص يا عثمان دي هتحيبلنا العا*ر...انت مبقتش تخوفها ولا حد هاممها لا اب ولا زوج وعايز تلف علي حل شعرها ...

غل*ت الدماء في عروق عثمان ثم شد ميار بعن*ف أكثر علي شعرها حتي صرخت وهي تشعر بالا*لم الشديد يغزو رأسها ...بدأ عثمان بضر*بها علي وجهها وهو يقول بينما ينهت:

-هترجعيله...هترجعيله يا ميار ولو معملتيش كده اقسم بالله هق*تلك...هقت*لك ...أنتِ فاهمة ...

اخذت ميار تصرخ وتبكي بينما تري علي وجه علياء ابتسامة شامتة وهي تربع يديها كأن يعجبها العرض ...كانت حقا تتأ*لم ...أرادت وقتها أن تمو*ت ...فجأة قالت وهي تصرخ:

-خلاص ...خلاص هرجعله بس ابوس ايديك كفاية ...كفاية !!!!

ابتعد عثمان اخيرا وهو يري استسلامها وقال:

-ايوة كده ...يالا روحي جهزي نفسك واغسلي وشك ده عشان نروح للراجل عشان تعتذري منه ...

ثم نهض وأخذ زوجته وخرج من الغرفة ...انها*رت ميار علي الأرض وهي تبكي بعن*ف ...وجهها كان محمر من الض*رب ...قلبها يؤل*مها ...وشفتيها تنز*ف ...كيف يكون والدها بتلك القسوة ...كيف ...كيف تحول والدها الي وحش.هكذا...هل استطاعت زوجته أن تغيره بتلك السهولة ...

نهضت وهي تتأوه بألم ثم اتجهت الي المرحاض لكي تغسل وجهها ...

وقفت أمام المرآة شاحبة وهي تتطلع الي الكدمات البسيطة التي تقبع أسفل عينيه...كدمة بنفسجية يمكن إخفائها بمساحيق التجميل ..ولكن تؤلمها بقوة ...غسلت هي وجهها ...ومسحت الد*ماء التي تسيل من فمها وانفها...ثم خرجت بهدوء الي غرفتها ارتدت ملابسها بصعوبة ...ثم أمسكت عبوة مساحيق التجميل وهي تزين وجهها وتخفي الكدمة التي علي وجهها ...كم تمنت أن يأتي حبيبها آدم وينقذها من والدها ..كما كان دوما يفعل ....لقد أنقذها مرارا وتكرارا ولم يمل من هذا... ابتسمت بحنين وقلبها يخفق بقوة وقالت:

-خس*ارتك كبيرة يا آدم ...كبيرة اوووي...اوووي ...

......

بعد دقائق ...

كانت تستقل مع والدها أحدي سيارات الأجرة ...تنظر إلي الشباك وهي تشعر بالحسرة من والد يخضع لأوامر زوجته التي تكر*هها ...

....

اخيرا وصلا الي منزل علي ...كان والدها يقبض إلي كفها بقوة ويقول محذرا:

-ميار اياكي تعملي غلطة جوا ...

ثم ولجا الي الداخل ...

.......

-ايه الناس اللي في البيت دي كلها ؟!

قالها عثمان بصدمة ...

-دي خطوبتي يا عمي ...

آتاهم صوت علي من الخلف ...نظرت ميار إليه لتجده ينظر إليها بتحدي وانتصار  !!

......

فتحت الباب لتبهت فجأة وهي تراه  أمامها ..... جابر عزام بشحمه ولحمه ...كان ينظر إليها بكر*اهية...لو أن النظرات تقت*ل لكانت ما*تت علي الفور ...كان حقا ينظر إليها بكرا*هية غريبة ...

حاولت حسناء تصنع الابتسام وقالت:

-اهلا يا عمي...

-انا مش عمك !!!

صرخ بها جابر عزام ..ثم قال:

-انتِ هتبقي بنت الخد*امة بالنسبالي وعمرك ما هتكوني غير كده فاحسنلك متنسيش نفسك ..أنتِ فاهمة ولا لا !!!

احمر وجه حسناء وهي تشعر بالم*رض يغزو جسدها مجددا ...شعرت أن رأسها سوف ينف*جر ...اخذت تتنفس بصعوبة وقالت بصوت باكي:

-حاضر يا جابر بيه ...

كان ما يزال حاق*دا عليها ...لو بيده لكأن ازهق روحها الان وارتاح ...تلك الخ*بيثة ..هي من سلبت ابنه وحفيدته أيضا!!!

فركت.حسناء كفيها وقالت:

-ادم مش هنا ولا مهرا كمان و...

-عارف 

قالها باختصار ..ثم أكمل:

-وده افضل عشان اسمعك الكلمتين اللي جاية اقولهوملك بعيد عنهم...مش عايز حفيدتي تتصدم قد ايه أنتِ واحدة وض*يعة !!

شهقت حسناء وهي تتراجع للخلف وقالت بنبرة منفعلة :

-جابر بيه انا مش هسمحلك ...

-اخرسي...فاهمة ...اخرسي خالص بدل ما اقت*لك ...أنتِ أحق*ر واحدة أنا شوفتها في حياتي ...واحدة خبي*ثة مش هترتاحي الا لما تد*مري الكل ...

انسابت دموعها بسبب ظل*مه وكادت أن تتكلم إلا أنه وضع أصابعه علي شفتيه في إشارة لها كي تصمت ... صمتت وهي تتنفس بصعوبة ...

نظر إليها بإشمئ*زاز وقال:

-تعرفي اني قر*فان منك ...أنتِ واحدة ناكرة للجميل يا حسناء ...أنا دخلتك بيتي أنتِ وامك وخليت امك تشتغل عندي ...كنت بعاملها كأنها فرد من العيلة ومبصتش ابدا أنها خدامة ...حتي أنتِ ..مصاريف تعليمك كلها كانت عليا ...كنت بخليكي تأخدي دروس مع علي...كنت بعطف عليكي  ..كان مفروض تردي الجميل ...مش تروحي تلفي علي ابني عشان تتجوزيه ...وبعدين اخدتيه مني وبعدتيه عني...ابني ما*ت بسببك ...بسببك أنتِ ...

-بسببي أنا !!!

قالتها حسناء بصدمة ثم أكملت:

-هو أنا اللي رفضت اعالجه يا جابر بيه ..ده انا جيت اترجيتك وقولتلك ابنك بيمو*ت وانت حتي مفكرتش تساعده ...اختارت انك تتجاهل ابنك وتع*اقبه لحد ما ما*ت ....انت حتي مسألتش في احفادك الوقت ده كله ...انا السبب في مو*ت علي؟! ...

قالتها بصدمة ودموعها تنساب أكثر علي وجهها واكملت وهي تختنق:

-انا اكتر واحدة حبيت علي ...انا حبيته اكتر من حياتي ...عملت المستحيل عشان يعيش ويبقي معايا ...كنت مستعدة اسيبه ... كنت مستعدة ابوس رجلك عشان تقبل وتعالجه ...واطلع بعد ده كله أنا اللي تعبته ...انا السبب في أنه يمو*ت!!...انت ايه اتقي الله يا اخي ...ده انا حتي رفضت اقول لمهرا علي اللي عملته ...مكنتش حابة صورتك تتش*وه في عينيها و ...

-انت كذ*ابة ...

صرخ بها ثم أكمل:

-اومال ازاي مهرا عرفت ...بسببك وبسبب كلامك مهرا حفيدتي كر*هتني ...بسببك كر*هتني ...كر*هتي حفيدتي فيا زي ما كر*هتي ابني فيا ...حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ..انتِ لع*نة علي كل اللي حواليكي وهتفضلي لع*نة دايما...

ثم تركها وغادر .....

نزل جابر السلالم وهو يشعر أنه سوف يفقد عقله ...توقف فجأة وهو يري ليلي أمامه ...ابتسم لها ابتسامة بسيطة وهو يحييها بإماءة من رأسه ...ثم غادر ...

 ....

علي منضدة الطعام...كانت حسناء تلهث بعن*ف ...وجهها احمر للغاية ودموعها لا تتوقف عن النزول ...فجأة شعرت بأحد يفتح الباب ...مسحت دموعها سريعا وسيطرت علي نفسها رغم أنها تشعر بثقل في لسانها ولكنها لم تضع الأمر في عقلها :

-انا جعانة اوووي يا ماما ...

قالتها ليلي وهي تدخل بمرحها المعتاد لتقول حسناء وهي تنهض بصعوبة:

-الاكل عندك في المطبخ...أنا داخلة الحمام..

...........

-ايه رايك نروح نشوف الفساتين النهاردة ...

قالتها حياة وهي تلتهم الايس كريم بينما تمسك كف احمد ...نظر إليها احمد وقال:

-واحنا هنختاره من دلوقتي ليه ؟!لسه فيه فترة خطوبة كبيرة ... الجواز مش دلوقتي .

.عبست وهي تنظر إليه وقالت:

-وليه ميكونش دلوقتي ...أنا عايز ابقي معاك يا احمد ...

قبل احمد كفها وقال:

-وانا كمان يا حبيبتي والله بس الظروف ...أنا توي بادئ شغل ولسه عايز اكون فلوس الشقة و ...

-ششش..

قالتها حياة وهي تضغط علي شفتيه بإصباعها وتكمل:

-شقة ايه اللي تشيل همها وانا موجودة ...ما نتجوز في شقتي...

ضحك احمد وقال:

-لا يا حبيبتي مينفعش ...مقدرش اعيش في شقة تكون بإسم مراتي...أنا لازم اجهزلك شقة تليق بيكي...

-انا هكتب شقتي بإسمك...

قالتها ببساطة ..

-نعم يختي...

هزت كتفيها وهي تركض امامه بشقاوة وتقول:

-اهي اتحلت المشكلة ...الشقة هتبقي بإسمك انت مش اسم مراتك ...

كانت حياة تدور حول نفسها  بسعادة وشقاوة ولم تلاحظ ابتسامة الخب*ث والانتصار التي كانت تزين شفتي احمد!!!

............

في المساء .....

ولج الي الغرفة لتنتبه له غاص قلبها داخل صدرها وهي تراه ...لا تعرف لماذا ولكن ادم قادر علي بعثرة دقات قلبها ...وليس دقات قلبها فقط بل حياتها بأكملها...عينيه تأسرها ...فلا تعرف أين تذهب من تأثيرهما....هل وقعت في حبه ؟!لا هذا مستحيل ...الحب لا يمكن أن يأتي بتلك السهولة ...هي ليست مراهقة لتلك الدرجة لتقع في الحب بتلك السهولة ...

اتجه ادم إلي خزانته بهدوء وأخرج منامته الرمادية ثم خرج بكل. هدوء ...تنفست مهرا بعمق ...هو لم يسامحها بعد ...ما زال غاضبا منها بسبب ما فعلته ..صحيح انها أخطأت ولكن عق*اب ادم قد طال ....هي تفهم الان أنها جر*حته كثيرا بكلامها عن مساعدة جده لها ...عرفت الان سبب الغضب الكبير ...الك*ره الهائل والح*قد الذي كان يرعبها ...ولكي تكون صريحة هي لا تلومه ابدا ...حقه أن يغضب...حقه أن يكر*ه جدها لما فعله ....فما فعله جدها لا يغتفر ابدا ...لقد حط*م بفعلته عائلة كاملة ...وادم هو من دفع الثمن غاليا ...والثمن كان طفولته التي لم يعيشها....حقوقه التي سُلبت منه !!!...قلبها يؤل*مها كلما تتذكر أن ادم حُرم من الكثير بسبب جدها ...تشعر بالاختناق وبتأنيب الضمير !!تأنيب الضمير أنها تنعمت بأموال جدها وادم لا ....تشعر أن تلك الأموال ليست من حقها ...بل هي من حق ادم وأسرته ...لذلك قررت ألا تعود ...قررت أن تعيش مع ادم طيلة حياتها ...طبعا أن وافق هو ...

..

انتبهت مجددا عندما ولج غرفتها منتشلا إياها من أفكارها ... راقبته خلسه ...كان يمسك منشفة زرقاء ينشف بها شعره ...بينما يرتدي منامته الرمادية ...وضع المنشفة علي جنب وابتدي يسرح شعره الرطب. ..ابتلعت مهرا ريقها وهي تشيح بوجهها بينما تسمع قلبها يخفق بقوة...قررت أن تستجمع شجاعتها وتنهض لتتكلم معه ...اقتربت منه وهي تشعر بقلبها يهوي بقوة ...وقفت خلفه وهي تنظر إلي انعكاسه في المرآة وقالت:

-انا عرفت كل حاجة ...

ترك الفرشاه من يده فورا وعينيه الزرقاء تبرق بحذر لتكمل هي بصوت مختنق:

-عرفت اللي عمله جدي معاكم ...عرفت كل حاجة يا آدم...وروحت واجهته ...

ابتلع ريقه وهو ينظر إليها بعصبية وقال :

-مين اللي قالك علي اللي حصل ...امي مستحيل !!

-مرام ..

أجابت بهدوء ثم اكملت:

-كده كده كنت هعرف يا آدم ...وصدقني لما عرفت كر*هته اوووي و ...

-غلط ...غلط انك تكر*هيه !

قالها ادم بإنفعال ثم أكمل:

-انا أكر*هه ماشي لانه اذ*اني لكن أنتِ تكر*هيه ليه ...أنتِ تعرفي هو عمل ايه عشان يحل مشكلتك ...مش ده جدك اللي رباكي ...بسهولة كده كر*هتيه ...

ابتلعت ريقها وقالت:

-هو عمره ما آذ*اني صحيح يا آدم ...بس اذ*اك انت ...وقلبي بيو*جعني عليك ...حاسة اني انا اللي اتأذ*يت  مش انت  و ...

تنهد آدم وقال:

-ملكيش دعوة باللي حصلنا ...مينفعش تمحي كل اللي عمله عشانك عشان خاطرنا احنا فاهمة ...مش لازم تكوني نا*كرة للجميل !!

ثم كاد أن يذهب من أمامها إلا أنها أمسكت ذراعه وهي تستجمع شجاعتها وتقول:

-انا قولت لجدي في وشه اني مش راجعة بيته تاني ...

نظر إليها بصدمة وقال:

-يعني ايه مش راجعة بيته تاني ..مش فاهم...

تنهدت وهي تهدأ من دقات قلبها المضطربة وقالت:

-يعني قولتله هعيش معاك طول حياتي ..أنا مش هتطلق منك ...

تراجع ادم وقد شحب وجهه بقوة وقال بتلعثم:

-يعني ايه مش فاهم ...

ابتلعت ريقها وقالت:

-يعني هنفضل متجوزين ايه اللي مش مفهوم في ده ...

فجأة انفجر ادم بالضحك وقال:

-لا مستحيل قصدك هتعيشي معانا هنا ؟!

-ايوة !

قالتها ببساطة ...ليضحك مجددا ويقول:

-ده مستحيل انتِ مش هتقدري...

-تحب تراهن ...

قالتها بتحدي ولكنه لم يرد عليها بل ذهب الي فراشه ونام!!

........

في اليوم التالي...

-رايحة عند مامتك ؟!

قالها سامر وهو يفتح حوارا مع كارما التي تدعي البرود أمامه ...وقفت كارما وهي تمسك حقيبتها وقالت:

-لا رايحة الشغل ....

عقد حاجبيه وقال:

-شغل؟!أي شغل ده مش فاهم؟!

هزت كتفيها وقالت:

-هيكون شغل ايه يعني ؟!رايحة الشركة ...أنا اخدت إجازة بما فيه الكفاية ...

ثم كادت ان تغادر الا انه امسك ذراعها وقربها منه وهو يقول من بين اسنانه:

-ناوية ترجعي شغلك وانا آخر من يعلم يا هانم ولا كأني جوزك !!!

نظرت إليه ببرود تعلم انه يكر*هه ...كانت تستمتع وهي تراه يخرج عن طوره بتلك الطريقة ...تشعر انها تأخذ حقها منه ...تثأر لكرامتها التي اُريقت علي يديه ...كانت حقا سعيدة ...منتشية وهي تراه غاضب هكذا...ابتسمت ببرود وقالت:.

-وليه اقولك. ..أنا مش معتبراك جوزي اصلا ...

-كارما احترمي نفسك !!!

صرخ بها سامر وهو يشدها اكثر إليه ...كان يمكنها  سمع صرير اسنانه ولكن لم تهتم ...كانت حقا فقدت الامل به....حتي لو ضر*بها لن تهتم !!

-ايه ناوي تضر*بني؟!ناوي تمد ايديك عليا يا سامر ...اتفضل اضر*ب عشان ترتاح...بس أنا هروح شغلي ...لان مليش غيره ومش ناوية اسيبه عشان خاطرك ...صحيح في لحظة غب*اء مني قررت اسيبه عشان خاطرك ...قولت انت تستاهل اني اضح*ي عشانك ...لكن لا انت متستاهلش حاجة ...متستاهلش اني اض*حي عشانك ...عشان كده قررت اني مضح*يش تاني عشان خاطر أي حد ...ولا حتي انت ...خليك انت في اوهامك مع مرام وانا صدقني مش  هيهمني ...بس ملكش دعوة بشغلي ومتفكرش تمنعني  منه ...مفهوم!!

ابتعد وهو يكتف يديه ويقول:

-وهتشتغلي فين إن شاء الله ؟!في شركتي ...هو أنا مقولتلكيش أنك مر*فودة...

ابتسمت بإستفزاز وقالت:

-عادي ولا يهمني يا بيبي هدور علي شغل تاني...سلام !

ثم اخذت حقيبتها وغادرت !

...........

-ماما أنتِ كويسة ؟!

قالتها مرام التي تضع الافطار علي الطاولة ...كان تنظر الي والدتها بخوف وهي تري وجهها احمر وسيرها غير متزن قليلا ...قلب مرام.اعتص*ر من الخوف وهي تراقب والدتها تعرج من ساقها اليسري ...

ابتسمت حسناء بتعب وقالت:

-انا زي الفل يا حبيب...

لم تستطع أن تكمل كلامها حتي ..كانت لهجتها ثقيلة للغاية ...فمها بدأ بالالتواء...

-ادم الحقني ...

صرخت مرام بفزع وهي تري والدتها في تلك الحالة ...خرج ادم من الغرفة بسرعة وأسند والدته وهو ينظر إليها بصدمة بينما يري الإشارات واضحة علي وجهها .....كانت ليلي تقف بعيدا وهي تضع كفها علي فاها وهي مصدومة وهي غير قادرة علي التحرك وكأنها انفصلت عن الواقع كليا ...

-هاتي اسبوسيد بسرعة يا ليلي ...

ولكن ليلي ظلت ساكنة ...

-فين الدوا ؟!

قالتها مهرا وهي تجد ليلي لا تتحرك ..

ذهبت مرام بسرعة وفتحت درج المكتب وأخرجت دواء السيولة الذي ابتاعه ادم تحسبا لأي شئ  وأعطته لأدم...ادم أعطاها لوالدته بسرعة ثم قام بحملها وقال:

-لازم اوديها المستشفي دلوقتي ...والا الوضع هيسوء ...

.....

في المشفي..

خرج الطبيب من غرفة الطوارئ واقترب من ادم ومهرا وليلي ومرام وقال بهدوء:

-الموضوع واضح .. جلطة في المخ ...

شهقت ليلي وهي ترجع للخلف بينما دموعها تنساب بقوة ..ضمتها مرام وهي تبكي بدورها ...عيني مهرا أيضا ابتلت بالدموع ....فقط ادم هو من تماسك وقال بصوت مهزوز:

-طيب يا دكتور هي هتبقي كويسة ...

هز الطبيب رأسه وقال:

-اتمني ... انت اتصرفت صح لما اديتلها سيولة...عموما احنا هندخلها اوضة الأشعة دلوقتي عشان نشوف الوضع وعلي أساسه نتبع العلاج ...بالشفاء إن شاء الله ...

ثم ذهب الدكتور ...تراجع ادم حتي استند علي الحائط ..نظر إلي ليلي التي تبكي بعنف وتقول:

-ماما لو حصلها حاجة انا ...

اقترب ادم منها وشدها إليه وهو يعانق وجهها ويقول:

-ماما مش هيحصلها حاجة يا ليلي متخافيش ...ماما هتبقي كويسة ... يالا روحي وخليكي معاها أنتِ ومرام متسبوهاش وانا هكلم الدكتور تاني عشان اطمنكم بزيادة ...يالا روحوا ...

هزت مرام رأسها وهي تنظر إلي الدموع المحتجزة في عيني ادم ...عرفت ان ادم لن يبكي أمامهما ...فهو دوما اعتاد ان يكون سند لهما...هو الوحيد الذي يهدئ من روعهما ولا يعطي نفسه حق أن ينه*ار !!!

نظر ادم الي إخوته وهما يدخلون الي غرفة والدته ...تنهد وهو يحاول يسيطر علي نفسه كي لا ينفجر بالبكاء ...فجأة ارتعش وهو يشعر بكف يلمس كتفه وصوت مهرا الناعم ينساب الي روحه بلطف ويقول:

-متقلقش يا آدم طنط هتكون بخير ...هي هتخرج معانا وهتبقي احسن من الاول كمان ...أنا واثقة أن الدكاترة هيعملوا اللازم عشان تبقي كويسة و...

انسابت دموع ادم وخرجت منه شهقة متألمة...تألمت هي لألمه لتذهب هي وتقف أمامه وتمسك وجهه بين كفيها الناعمين وتقول:

-طنط هتكون كويسة متقلقش ...هتك...

ولكنه قاطعها وهو ينف*جر بالبكاء كطفل صغير ثم يرفعها إليه قليلا ليعانقها!! اتسعت عيني مهرا وهي تجد ادم يعانقها بكل تلك القوة ...يعانقها ويتشبث بها كأنها الحياة ..تشبثت هي به بدورها وهي تنعم بذلك العناق ...كان مجرد عناق إذن لما تشعر مهرا أنها في الجنة !كان مجرد عناق .

.إذا لماذا شعرت انه الحياة... وجعلها زهذاوالعناق ..تدرك حقيقة مهمة ...هي تعشق ادم عزام ...تعشقه بكل كيانها ...تعشقه بطريقة لم تعشق بها نفسها حتي !!

من بعيد وقفت ميار وهي تنظر إلي ادم وتلك الفتاة التي يعانقها وعرفتها علي الفور ..زوجته ...تلك هي مهرا التي سر*قت ادم منها !!!


الفصل السابع عشر(انفجار)

كانت دموعها تنساب بقوة وهي تراه يضمها إليه بتلك القوة...كان يضمها بطريقة غريبة كأنه في أمس الحاجة إليها..اعت*صر قلبها من الأل*م ...كانت الغيرة تشتعل داخل قلبها...ادم لها هي فقط ...لا يحق لأحد أن يلمسه بتلك الطريقة  ...شهقت وهي تضع كفها علي فمها لا تتحمل ...هي تمو*ت ...

مسحت دموعها وهي تتراجع ..لقد رأتهم وهم يتجهوا الي المشفي وأتت لكي تري ادم ..عرفت من حمله لوالدته أن السيدة حسناء بها شئ لهذا اتت كي تكون معه ...اتت كي تذكره بها وتذكره أن قلبه من حقها هي فقط ...ولكن عندما رأت هذا المنظر شعرت بن*يران تضطرم في قلبها ...هذا ليس عدلا لها ...لقد تركت علي من أجله ...لقد عادت من أجله وهو يضم اخري إليه. ..ولكن لا هي لن تستسلم ...ادم يحبها هي فقط ...لن يستطيع أن ينساها بتلك السرعة ...وهي لن تتخلي عنه ..هي ستعيده إليها مجددا ...ستستغل ذكرياتهما سويا كي تذكره بالحب الكبير الذي كان بينهما ...هي لن تخسر في تلك المعركة ..فهي تمتلك السلاح الاقوي علي الاطلاق ...قلب آدم !!

فكرت وعلي شفتيها كانت ابتسامة منتصرة ...ثم استدارت وهي تغادر ...لن تواجه هنا ..ستواجهه في المكان الذي شهد علي عشقهما الكبير!!!

....

ما زال ادم يضم مهرا إليها ودموعه تنساب بغزارة ...قال بصوت مختنق :

-انا خايف يا مهرا ...خايف اخسرها...همو*ت لو خسرت امي كمان ...أنا م*ت مرة لما ابويا مات...وهتد*مر اكتر لو هي راحت مني ...

ربتت هي علي ظهره وهي تقول:

-متقلقش هي هتكون كويسة ...خلي عندك امل ...بإذن الله هتبقي بخير وهتشوف ...بس المهم انت تتمالك نفسك ...اخواتك وانا محتاجين انك تكون قوي ...ومتنساش ليلي منه*ارة قد ايه ...لازم تتماسك عشانها ...

ابتعد عن مهرا وهو يمسح دموعه بقوة عينيه احمرت من أثر البكاء ...وداخله مصدوم أنه بكي أمامها ...انه*ار بين ذراعيه ...هو من كان لا يبكي حتي أمام إخوته ...يبكي أمامها وسمح لنفسه بالإنه*يار بين ذراعيها ...ولكن ليكن صادق هو ارتاح كثيرا ..شعر انه فرغ جزء من حزنه ...شعر انه عاد قويا من جديد ...

-شكرا ..

قالها بصوت متعب لترد مهرا بحيرة:

-علي ايه ؟!

-علي كلامك ده ...متوقعتش انه يخرج من واحدة بعقليتك .

احمر وجهها من الغضب :

-عارف لولا الحالة اللي احنا فيها كنت دب*حتك علي الكلمة دي ...يا اخي انت بتحدف طو*ب من بوقك ..

ابتسم وقال:

-اتعلمتي الكلمة دي من فين ...واحدة في مستواكي متعرفش تتكلم بالطريقة دي ..

هزت كتفها وقالت:

-سمعت ليلي مرة بتقولها ...

-بتتعلمي بسرعة ..

قالها بشرود لترد وقد برقت عينيها العسليتين :

-ايوة وبعدين أنا قولتلك انا هقدر اتأقلم علي حياتك ...انت اتريقت عليا ..

هز آدم رأسه وقال:

-انا دلوقتي هروح للدكتور اسأله عن حاجة ...ادخلي انتِ وخليكي معاهم ...

هزت مهرا رأسها بطاعة ثم ولجت للغرفة كما اخبرها ...

....

-يا حبيبتي يا ماما ...ابوس ايديكي رد عليا واتكلمي أنا همو*ت من القلق عليكي ....

كانت حسناء تنظر الي ليلي وتحاول الكلام ...

-ان..أنا ...

-ارتاحي يا ماما انتِ ..

قالتها مرام وهي تمسح دموعها ثم نظرت الي ليلي وقالت:

-ما تهدي شوية يا ليلي ...انتِ بتتعبيها كده!!!

اقتربت مهرا من ليلي وقالت:

-تعالي معايا يا ليلي ...سيبي طنط ترتاح ...

جرت مهرا ليلي التي تبكي وخرجت بها ...وبعد ما خرجوا من الغرفة ...نظرت مهرا الي ليلي وقالت:

-تماسكي شوية يا ليلي ...والدتك هتزعل كده  وهتتعب اكتر ...

انف*جرت ليلي في البكاء ثم ضمت مهرا إليها لتهمس مهرا:

-هو النهاردة يوم الحضن العالمي ولا ايه !

.........


كانت جالسة مع والدها وزوجته وهي شاردة ...تتذكر ادم وهو يعانق زوجته بذلك الشغف ...تلك الصورة لا تغيب عن عقلها ...تشعر أنها سوف حقا تمو*ت من الغيظ ...ادم من المفترض أن يكون لها ...لقد عادت من أجله ...دموعها تساقطت لتلوي زوجة والدها فمها وتقول:

-ايه ندمانة دلوقتي ...اهو علي يا حبيبتي خطب وهيتجوز ..وادم اتجوز وأنتِ هتبقي زي البيت الواقف وتقعدي في وشنا طول حياتك ...مقدرتيش يعني تحافظي علي بيتك ...كان لازم توري علي انك متربتيش ...

احمر وجه ميار من الغضب ونهضت وهي تصرخ بها :

-اخر*سي ...اخر*سي ...أنتِ ملكيش دعوة ...بتتكلمي ليه دلوقتي؟!!ما تسيبيني في حالي يا ست انتِ!!سيبيني في حالي هو انا ناقصاكي...اه ...

صرخت ميار ووالدها يشد شعرها بقوة ويقول:

-وكمان بتقلي اد*بك يا قليلة الحيا ...مش كفاية المص*يبة اللي ورطتينا فيها ...مش كفاية أن جوزك اتجوز وراح خطب ...انتِ مش مقدرة حجم المص*يبة اللي احنا فيها ...نعمل ايه دلوقتي ...نرجعك لعلي ازاي...قوليلي هتعملي ايه دلوقتي ... مبسوطة بقعدتك زي البومة  كده ...مبسوطة !!!

-حرام عليك سيبني بقا أنا عملت ايه ؟!

-عملتي ايه ..عملتي ايه ؟!!أنتِ مش عارفة هببتي  ايه كمان ...انت فض*حتينا ...جوزك طلقك وراح خطب ...أنتِ مش حاسة بحجم الكارثة اللي عملتيها ...

أبعدت ميار والدها عنها وهي تصرخ :

-ده لاني عمري ما حبيته ...أنا عمري ما حبيت علي ...أنا بحب ادم ...ادم وبس وهفضل احبه...اه ...

صرخت ميار ووالدها يصف*عها بقوة وهو يصرخ :

-اخرسي ...اخرسي ...

-لا مش هخرس أنا بحب ادم ...بحبه ...بحبه ...

-شوف قلة اد*ب البت حتي ابوها مش عاملاله اعتبار ...بتبجح في وشه وتقول انها بتحب واحد متجوز ...من غير كسوف ...صحيح الاب لو حاكم ميحصلش كده ...

قالتها علياء بخبث ليصرخ بها عثمان :

-اخر*سي أنتِ والا وديني هطلقك ...

صمتت علياء بخوف عندما رأت أن وجه عثمان احمر من الغضب ...

نظر عثمان الي ميار وقال:

-عيدي كلامك تاني بتقولي ايه ؟!...

ابتلعت ريقها وقالت:

-انا طول عمري بحب ادم ...انت اللي خلتني اتجوز غيره ...منعتنا من أننا نتجوز ...ك*سرت فرحتي وفرحته ...

-اجوزك واحد شحات مش قادر حتي يوفر شقة تتجوزوا فيها يا ميار!!ثم انك مش اجبرتك علي علي أنتِ اللي وافقتي بإرادتك...فاتحملي قرارك ..

-انت اللي ضغطت عليا اتجوزه ...انت ...انت فضلت ورايا لحد ما سبت ادم وكله بأوامر من الحر*باية اللي متجوزها واللي ممشياك بمزاجها...

جذبها والدها من شعرها لتصرخ بقوة وقال هو:

-انا هوريكي تتكلمي مع ابوكي بالشكل ده ازاي يا قليلة الحيا..

ثم جذبها خلفه وفتح باب غرفتها ودفعها للداخل وقال:

-هح*بسك هنا لحد ما تتأدبي!!

ثم اغلق الباب بالمفتاح !!

........

في المساء..

عادت من الخارج وهي تشعر بأ*لم كبير في ساقيها ...ولكن تشكر الله لأنها وجدت عمل اخيرا وسوف تبدأ فيه من الغد ...صحيح أنها ستعمل في صيدلية وليست شركة والراتب ليس مناسب لها ولكن غير مهم ...هي تريد أن تعمل لتنسي خي*بة الأمل التي  تعرضت لها بعد زواجها من سامر ...تريد أن تنسي قلبها الذي ينز*ف بسبب من اعتبرته حبيبها ...

-يا اهلا يا هانم ...اخيرا شرفتي ..

قالها سامر وهو ينظر إليها وقد تقلصت عضلات وجهه من الغضب ...اكمل وهو يرميها بنظراته النا*رية ..:

-اقدر اعرف الهانم راحت من الصبح وراجعالي دلوقتي الساعة تمانية بالليل كل ده كنت فين ..

نظرت إليه كارما وقالت وهي تخفي ارهاقها وتتمسك ببرودها وتقول:

-كنت بدور علي شغل بما أن حضرتك مشتني من الشركة ...

اندفع إليها وهو يمسك ذراعها وقال:

-كل ده برا بتدوري علي شغل ...أنتِ فاكراني غبي يا هانم ... فاكراني الا الكلام ده هيخيل عليا ...

دفعته وهي تقول بعصبية :

-قصدك ايه يا سامر ...ايه بتش*ك فيا كمان ...بعد كل بلاويك اللي بتعملها في حقي ...بتش*ك فيا كمان ...والله دي حاجة حلوة ...

شعر بالندم بعد كلماته ...هو لم يقصد أن يؤ*لمها لتلك الدرجة ولكنه يائس...يائس...يائس ويريد أن يفرغ غضبه في اي شخص ..وهي الوحيدة التي أمامه الان !!كما أن برودها الذي تظهره يجعله يفقد عقله ...لا يحب البرود ..يكر*هه ...يذكره بمعاملة مرام له ...وهو لن يسمح لأحد أن يعامله بتلك الطريقة ...

ربع ذراعيه وقال:

-ويا تري لقيتي شغل يا مدام ؟!

هزت راسها وهي تقول:

-الحمدلله ...لقيت شغل اخيرا في صيدلية ودوامي هيكون الصبح وهرجع بعد العصر الساعة أربعة ونص ..يعني قبل بحوالي نص ساعة ...اقدر وقتها احضرلك الاكل يعني متقلقش مش هخليك جعان ..

تنهد سامر وقال:

-مش قصدي طبعا يا كارما ...بس شايف أن مفيش داعي للشغل أنا مش هقصر معاكي .

رفعت وجهها وقالت:

-انا حابة اشتغل عشان أنا عايزة كده ..مش قصة تقصير ولا غيره ..أنا مش هقعد طول النهار اندب عشان اتجوزتك...

-تندبي ؟!

قالها بصدمة وهو ينظر إليها لتتصاعد الدموع لعينيها وتقول:

-ايوة اندب وألوم نفسي اني اتجوزت واحد مبيحبنيش ...واحد واخدني وسيلة عشان ينسي حبه الاول ...أنا مش عايزة كده ...لو فضلت افكر من غير ما اشغل نفسي ممكن امو*ت فيها ...أنا عايزة أخرج وابطل تفكير فيك و تفكير  في وضع حياتنا ...أنا تعبانة يا سامر ...تعبانة ومستحقش ده كله منك ...أنا عملت ايه يعني ...انا حبيتك ...حبيتك اكتر من اي حاجة في حياتي ...وكان حلمي اتجوزك واسعدك وحاولت ...مديت أيدي مرة واتنين وتلاتة وانت كنت بترفض...كنت بتتفنن انك تك*سرني وجاي دلوقتي عايزني اقعد من الشغل ...اسيب الحاجة الوحيدة اللي هتصبرني علي اذ*اك ...

اوجعه قلبه عليها ...هو يعلم أنه عاملها بسوء ولكنه لم يظن أنه اذ*اها لتلك الدرجة ...

اقترب سامر من كارما وحاول ضمها إلا أنها ابتعدت عنه ودموعها تنساب علي وجهها وتقول:

-لو سمحت أنا مش عايزة حاجة ...سيبني بس ..سي...

لم تتحمل وانف*جرت بالبكاء ..شدها سامر إليه وهو يضمها بقوة بينما يربت علي ظهرها ويقول:

-انا اسف ..اسف ...

ولكنها لم تتوقف عن البكاء ..كانت تبكي بسببه وبين ذراعيه ...عقلها يخبرها أن تبتعد ولكن قلبها...قلبها يذوب من ذلك التقارب ...

ابتعد سامر عنها ثم عانق وجهها وهو ينحني ويقبلها برفق ...ارتعشت هي بين ذراعيه ...كانت لا تصدق ..كأنه بفعلته تلك ادخلها للنعيم فجأة!!!

.......

-نورتي بيتك يا ست الكل ...

قالها ادم وهو يحمل والدته...كانت حسناء تبتسم وهي لا تستطيع ان تتكلم ...ما زالت اعراض الجلطة شديدة عليها كما أن ساقها اليسري لا تشعر بها وبالتالي لا تستطيع السير ...كان ما يزال جانب فمها ملتوي قليلا .....

اتجه ادم لغرفة والدته ووضعها علي الفراش ثم قال:

-لولا شوفي الادوية وحطي لكل دوا معاده وانتِ يا مرام روحي جهزي الاكل ليها..

-م..مش ق..

كانت حسناء تحاول التكلم ولكن ادم امسك يدها وقال:

-مينفعش يا أمي لازم تأكلي عشان ادويتك ولا ايه ؟!معلش حاولي .

صمتت حسناء بإستسلام فهي تدري عناد ادم ...بينما قال ادم:

-يالا يا مرام روحي حضري الغدا ومتنسيش أن الأكل يكون مسلوق ماشي ...

نظر مرة اخري الي والدته وقال:

-اعملك بيض ولا اسلقلك فرخة ..

فتحت فمها وقالت بصعوبة:

-ب...بي

-بيض...

هزت رأسها  بالإيجاب  لينظر ادم الي مرام ويقول:

-اعمليلها بيض يا مرام ...

هزت مرام  رأسها ثم ذهبت بسرعة...

في نفس الوقت دخلت ليلي وقالت:

-كتبتلك كل مواعيد الادوية في ورقة يا أبيه ..

هز آدم رأسه وقال :

-خلاص روحي بقا ذاكري يا ليلي كفاية مروحتيش الكلية النهاردة ...

-بس يا أبيه أنا عايزة اقعد مع ماما عشان تعبانة ..

-مالها ماما يا لولا ما هي زي القمر اهي ..روحي ذاكري وبلاش حجج فاضية ...

هزت ليلي رأسها وهي تخرج من الغرفة وتتجه لغرفتها ...

كانت مهرا تنظر إلي ادم الذي يدلل والدته بحب...كان متماسك جدا وكأنه ليس ذلك الشاب الذي انه*ار بين ذراعيها منذ ساعات ....ابتسمت مهرا وهي تشعر بالفراشات تتحرك في معدتها...كان شعورها لأدم غريبا ...شعور لم تختبره  من قبل ...حتي مروان لم تحبه لتلك الدرجة !!!..تشعر أنها لم تحبه من الأساس ..

لان حب ادم  مختلف تماما ..تشعر انها تحبه حد الأ*لم ...في اللحظة التي عانقها بها شعرت أنها تعود للحياة مجددا وكأنها كانت مي*تة منذ سنوات ...ابتسامة جميلة زينت شفتيها وهي تنظر إليه ..تري كيف يهتم بوالدته ...كيف يدللها ...محظوظة الانثي طالما في حياة ادم ...هو شخص فريد من نوعه ...لا تصدق حقا انها احبته ولكن هي لن تنكر هذا بعد الآن نعم هي تعشقه ..

تعشقه حد الجن*ون ...

اقتربت مهرا من الفراش وجلست من الناحية الاخري من الفراش وامسكت كف حسناء وقبلته ...نظر ادم بصدمة الي حركتها تلك ...كان لا يصدق انها تتعامل بذلك اللطف مع والدته...ليكن صريحا مهرا الايام الفائتة استطاعت نيل اعجابه ...كانت تتصرف حقا بمسئوولية غريبة عنها ...ولكنه احب تصرفاتها جدا ...

-الاكل جهز!

قالتها مرام وهي تدخل بالبيض المسلوق والخبز ...نهضت مهرا بسرعة لتجلس مرام مكانها ثم بدأت مرام بإطعام والدتها ...خرج ادم من الغرفة لتتبعه مهرا ...اتجه وجلس علي المنضدة وهو يغرق وجهه في كفيه ...اقتربت مهرا منه ثم جلست ...كان يبدو تعيسا للغاية ...القلق ينهش قلبه ...هي تشعر بهذا ...يدعي امام والدته السعادة ولكنها تعرف الخوف الذي في داخله ...ابتلعت مهرا ريقها ثم مدت كفها وامسكت بكفه وابعدته عن وجهه  وهي تقول:

-هتكون كويسة يا آدم انت ليه خايف ؟!

تنهد وقال:

-يارب يا مهرا ...يارب تبقي بخير ..أنا همو*ت من القلق عليها ...حاسس برعب محسيتش زيه قبل كده...امي تبقي روحي وانا من غيرها مقدرش اعيش ... الدكتور قالي ان ضغطها كان بيعلي دايما وهي مكانتش بتهتم ...أنا ازاي مأخدتش بالي ازاي ...

شدت علي كفه وقالت:

-متلومش نفسك يا ادم ...وبعدين انت لحقتها والحمدلله ...فأشكر ربنا وادعي انه يتم شفاها علي خير ...

نظر إليها وقالت:

-انتِ اتغيرتي امتي ؟!

-لما حبيتك ..

ارادت ان تقول هذا ولكنها كانت أجبن من ان تعترف بمشاعرها الان ...فعوضا عن ذلك قالت:

-لما عشت معاكم وعرفت اني مكنتش عايشة قبل كده

.......

في اليوم التالي ...

في مكتب أنس ...

كان مدير قسم الحسابات يقف أمامه وهو يقول بتوتر :

-هي مجتش لا امبارح ولا النهاردة حتي  يا فندم ...ومعرفش ...

قاطعه أنس وهو يض*رب علي مكتبه بقوة ومئات الأفكار تدور في عقله قائلا:

-يعني مجتش امبارح وجاي تقولي النهاردة ...انت ايه يا اخي ...ازاي متقوليش...ازاي ...

ارتعش محسن المدير وهو يري مديره غاضب لتلك الدرجة ...لم يراه من قبل بذلك الغضب ...إذن الاشا*عات التي تدور حول أنس ومرام صحيح ...لابد أنهم حبيبان...هكذا فكر ولكن لم يخرج أفكاره خارج عقله لأن انس قد يق*تله إن فعل هذا !!فهو لن ينسي ابدا كيف طرد منال من غير رجعة لأنها تكلمت بحق مرام ...

كان أنس يتنفس بسرعة ...قلبه يخفق ومشاعره ظاهرة بوضوح علي وجهه ...هو مر*تعب من أن تكون غادرت الشركة...هل حقا سوف تفعلها دون أن تخبره وهكذا بكل بساطة!!!لا ...مرام ليست هكذا ...هي ليست غير مسؤولة ...بل هي محترفة في عملها ...إن كانت ستغادر فهي سوف تقدم استقالتها ...لا يمكنها أن تذهب بتلك الطريقة ...لا ...

تنهد محسن وهو يتكلم ويقول:

-انا لما سألت سحر زميلتها قالت أن والدتها جاتلها جلطة امبارح الصبح عشان كده مقدرتش تيجي و ...

-وجاي تبلغني دلوقتي ...

صرخ أنس وهو يتخيل بر*عب حالة مرام الان ...ارتعش محسن وقال بخوف:

-والله يا فندم توي عارف وجيت بلغتك ...

هز أنس رأسه وقال:

-لازم اشوفها و...

قاطعه محسن وقال:

-هي سحر رايحالها بعد ما نخلص شغل ..

-كويس كويس ..ناديلي سحر بسرعة ...وكمان دي زميلتكم لازم تزورها ولا ايه ؟!

بهت محسن ولكنه قال بسرعة:

-اكيد ..كلنا هنروح نزور والدتها ...آنسة مرام صاحبة واجب وإنسانة محترمة لازم نقف جمبها في ظرف زي كده..

-صح كده ..

قالها اني وهو يتنفس بعمق وداخله يتساءل كيف سيكون حال مرام الآن ؟!!

... . . ...

بعد ساعتين تقريبا ...

كان أنس يقف بجوار سحر ومحسن واثنين من زميلات مرام ...كانوا امام بيت ادم ...

-انتِ متأكدة أنك قولتي لمرام أننا جايين ..

-يا فندم دي تالت مرة تسألني وقولتلك ايوة ...قولتلها اني جاية مع شوية زميلات لينا وقالت تنوروا...وده قبل ما اعرف ان حضرتك ومحسن جاي معانا ..

هز انس راسه ثم رن جرس الباب ليفتح بعد لحظات شاب حسن الهيئة بعينين زرقاء كالمحيط ....نظر ادم إليها بحيرة وقال:

-افندم ...

ابتسم أنس وقال:

-انا ابقي مدير مرام ودوول بعض زميلاتها وعرفنا باللي حصل للوالدة الف سلامة عليها وحبينا نزورها ...

-ايوة ايوة اتفضلوا ..يا اهلا وسهلا ...

قالها ادم بترحاب وهو يفسح الطريق....

خرجت ميار وهي تعدل من خمارها البيتي  وقالت:

-هي سحر جات يا اد...

ولكن توقفت الكلمات في حلقها وهي تراه ..يقف امامها بإبتسامة هادئة ...شعرت وقتها أن الجميع اختفي وبقي هو فقط ...لقد توقعت ان تأتي سحر وربما بعض الزميلات ولكن لم تتوقع ابدا ان يأتي هو ...

سيطرت علي نفسها بسرعة وابتسمت وهي تقول:

-اهلا بيكم ...

اقتربت من سحر وهي تعانقها ثم عانقت سهيلة ونورا ...

وهزت راسها تحي ادم ومحسن ...

....

بعد قليل ...

كانت مرام تجلس مع زميلاتها بينما أنس ومحسن يجلسان مع ادم ..

كان أنس ينظر إلي مرام الجالسة بعيد عنه مع الفتيات ...كان قلبه يخفق بقوة ...لقد افتقدها حقا ...هي تحتل تفكيره يوما بعد يوم ...يشعر أنه لا يستطيع أن يعيش دونها ...كيف ظن أنه يمكنه أن ينساها ...لقد عرف أنه مل*عون بحبها لاخر العمر !!!

....

بعد أن انتهت الزيارة اقترب انس من ادم وقال:

-استاذ ادم ممكن اخد رقمك؟!

.......

في المساء ..

-ماما ؟!

قالتها مهرا بصدمة وهي تجد والدتها أمام منزل ادم ...كانت والدتها تحمل عبوة شوكولاتة فاخرة وباقة ازهار حمراء وعلي شفتيها ابتسامة هادئة...

ابتسم ادم وقال:

-اتفضلي يا حماتي ..

ولجت مروة وهي تسلم علي ادم ثم اقتربت من مهرا وقالت:

-هتسلمي عليا ولا لا ..

ضمتها مهرا إليها  وقالت:

-اهلا بيكي يا ماما نورتيني ...

ابتعدت مروة وقالت:

-مهرا قالتلي علي التليفون أنكم نقلتوا والدتكم المستشفي امبارح وجيتوا بالليل ...إن شاء الله هتبقي بخير متقلقش ...هي صاحية اسلم عليها ...

هز آدم رأسه وهو يقول :

-ايوة اتفضلي يا حماتي ...

ثم أشار كي تتقدمه ...

ولجت مروة الي غرفة حسناء وهي تنظر إليها ...علي الرغم من مرور الأعوام ...علي الرغم ما عا*نته ...وعلي  الرغم من مر*ضها...الا ما زالت حسناء جميلة للغاية ...كانت حسناء مثل اسمها تماما ...جميلة للغاية ...بشوشة ولطيفة وذكية أيضا ...لا عجب أن علي عزام احبها بقوة ...رغم أنها جُر*حت عندما رفضها علي وتزوج منها ...صحيح غضبت منها لفترة ولكن عندما تزوجت كريم اختفي كل الح*قد علي حسناء ولكن رغم ذلك لم تتحرك مروة لمساعدة حسناء عندما احتاجت ...وهي لن تسامح نفسها علي هذا ابدا وخاصة بعد ما فعله ادم من أجلها...فهي تعلم ان ادم وافق علي الزواج من مهرا من أجلها ...ادم هو من انقذ ابنتها من فض*يحة كبري !!

اقتربت مروة من حسناء وهي تبتسم لها بلطف لتبادلها حسناء بإبتسامة رائعة رغم التعب الذي يظهر علي وجهها...

-الف سلامة عليكي يا حسناء ..

قالتها مروة وهي تقبل وجنة حسناء وتجلس بجوارها ..ثم أمسكت كفها وقالت:

-حاسة نفسك احسن دلوقتي ؟!

هزت حسناء رأسها وقالت ببطء.:

-الحمد ...لله 

لمعت عيني مروة بالدموع وقلبها يؤل*مها علي حسناء ..أرادت أن تعتذر منها علي كل ما ع*انته السنوات الماضية ...لقد كانت مروة أنان*ية ...اهتمت بزوجها وابنتها ونسيت حسناء وأطفالها تماما ...هي لن تسامح نفسها ابدا من أجل هذا ...لقد أدركت منذ زمن انها ايضا أخطأت بحق حسناء وتأمل أن يدرك عمها هذا ...فعمها ما زال مصرا علي كر*هه لحسناء ...وهي لا تفهم كيف يك*ره امرأة بطيبتها فرغم أن مروة لم تساعدهم في الماضي إلا أن حسناء استقبلتها استقبال جيد ...حتي في مر*ضها تبتسم لها بلطف ...لقد شعرت مروة بالخ*جل من نفسها...شعرت أنها أقل من حسناء بكثير ...هي لا تتعجب الآن من ادم وأخلاقه...فالتي ربته هي حسناء  ..وتربية حسناء بلا شك سوف تكون رائعة....

بدأت مروة تكلم حسناء بمرح وحسناء تضحك ببطء اثر المرض ...كان وجهها يشرق وكأنها أحبت صحية مروة كثيرا ...كان آدم ينظر الي والدتها التي يشرق وجهها بقوة ...كان سعيد وهو يري مزاجها يتعدل بتلك السرعة وشعر حقا بالامتنان لمروة لأنها اتت لزيارة والدته ...

ولج الي المطبخ لكي يحضر شيئا لتشربه مروة و قف مبهوتا وهو ينظر إلي مهرا التي تحاول تحضير القهوة ...

حكت مهرا رأسها وهي تقول:

-ياربي احنا مفروض نعمل القهوة ازاي  ؟! اجيب الفون وافتح النت وأشوف ولا أعمل ايه 

لم يتحمل ادم وضحك بمرح عليها...نظرت مهرا لتجده ...نظرت إليه بغضب طفولي وقالت:

-بتضحك ليه يا اخ انت قولي بتضحك ليه ؟!

ربع ذراعيه وقال:

-معقول مش عارفة بنعمل القهوة ازاي  ؟!.

هزت راسها وقالت:

-لا لاني عمري ما عملت قهوة ...بس اعرف ان مامي بتشربها مضبوط لكن أنا بصراحة عمري ما حبيتها ...

ضحك مجددا واقترب منها وقال:

-انا يا ستي هعمل القهوة وأمري لله بصي واتعلمي..

ثم بدأ بإعداد القهوة أمامها ...كانت مهرا سعيدة للغاية بسبب اللحظات الرائعة التي تتشاركها مع ادم

.....

بعد.منتصف الليل ..

-روح ارتاح يا آدم ..انت تعبان

قالتها مهرا وهي تنظر إلي ادم الذي يسهر بجوار والدته ويمسك كفها ...لقد حاولت مرام أن تسهر هي بجوار والدته ولكن ادم رفض تماما وأجبرها كي تذهب الي النوم ...وعلي الرغم من النعاس الذي يسيطر علي مهرا الا أنها لم تستطع النوم وهو مستيقظ ...نظرت مهرا بشفقة الي وجه ادم المتعب واعتص*ر قلبها من الا*لم ...كان وجهه متعب للغاية وشاحب أيضا ...عينيه حمراء من قلة النوم ...منذ مرضت والدته وهو لم يذهب الي عمله حتي ...لا ينام ولا يأكل إلا نادرا ...يسهر بجوارها ويتأكد أن الجميع بخير ...سواء والدته أو إخوته أو هي ...لقد فهمت الان عبارة حسناء ان ادم يظ*لم نفسه ...هو يعتبر نفسه الاب لتلك العائلة ويفعل المستحيل من أجلهم ...

نظر ادم بتعب الي مهرا وقال:

-لا انا هفضل هنا لاحسن تحتاج حاجة كده ولا كده و ...

قاطعته مهرا وقالت:

-انا هقعد معاها...بس انت روح نام ...انت مش شايف وشك باهت ازاي ...

هز آدم رأسه بعناد وقال:

-خلاص يا مهرا قولتلك روحي نامي أنتِ ...أنا كويس والله وحابب افضل هنا ...

نظرت مهرا بضيق إليه ...كم هو عنيد ...لا يمكن إقناعه بسهولة ...رفعت حاجبيها وهي تفكر ...إذا كان هو عنيد فهي اعند منه ولتري من سيرضخ للآخر ...

سحبت مهرا مقعد بلاستيكي وجلست بجواره وقالت:

-نسهر احنا الاتنين سوا بما اننا مش جايلنا نوم ...

نظر إليها ادم وقال:

-بطلي كد*ب يا مهرا ..أنتِ عينيكي بتقفل لوحدها ...

هزت راسها وقالت:

-صدقني مش جايلي نوم ...أنا عايز افضل معاك ...

ابتسم ادم لها وهو ينظر إلي والدته النائمة...

-انا حاسة أنها بقت احسن النهاردة مش كدة ولا ايه ؟!

تنهد وقال:

-ايوة الحمدلله حاسس التقل اللي في لسانها خف ..وكمان زيارة والدتك فرحتها اووي ...

ابتسمت مهرا وقالت:

-هي اللي فرحت لما شافت طنط ...

نظر ادم الي مهرا ومد كفه ليحتوي كفها بين يديه...تبعثرت دقات مهرا وهي تشعر بالدفئ يسري الي قلبها الذي بدأ يخفق بقوة ...أي حركة من ادم كفيلة لتجعل قلبها يخفق بتلك القوة ...هو لديه تأثير غريب عليها ...أنه الحب ...هي أحبته فأصبح هذا القلب ملكه هو ...

صدمها ادم وهو يسحب كفها ويقبله ثم يقول:

-شكرا يا مهرا ...

عجزت هي عن الكلام بسبب حركته المفاجئة تلك ...كانت تشعر أن قلبها يذوب وأثر قبلته ما زالت تداعب كفها ...أرادت أن تضمه إليها وتبكي ...تبكي وتخبره أنها تحبه بيأس ...وتريد أن يبادلها هذا الحب ...

اخيرا استجمعت نفسها وهي تقول بوجه محمر:

-شكرا علي ايه ؟!

شد علي كفيها وقال:

-انتِ اليومين اللي فاتوا ساعدتي امي كتير وحتي اخواتي ...حاولتي تواسي الكل ..أنا وليلي ومرام...فشكرا ليكي ..أنا عمري ما هنسالك المعروف ده ابدا ...

تصاعدت الدموع لعينيها تأثرا بكلامه وقالت:

-وانا عمري ما هنسي معروفك معايا رغم اني حفيدة الراجل اللي اذا*كم ...

تجهم وجه ادم لتكمل هي :

-قولي يا آدم ...ازاي قبلت انك تتجوزني وانت بتك*ره جدي بالشكل ده ...ازاي عملت التض*حية دي وعشان مين ...

ابتلع أدم ريقه وقال:

-عشان والدتك يا مهرا....والدتك جات وطلبت مني وكانت مستعدة تترجاني ..عشان كده انا وافقت ...موقفي مع الست مروة مشابه لموقف امي مع جابر عزام ...امي اترجته برضه بس هو رفض يساعدها وك*سر بخاطرها وانا محبتش اعمل زيه واك*سر بخاطر الست مروة ...محدش يستاهل كده...وانا عملت كده عشانها ...

نامت مهرا علي كتفه والدموع تنساب من عينيها وقال بخفوت:

-انت أعظم راجل قابلته في حياتي

........

كانت ليلي تضع اشياءها في الحقيبة لكي تذهب الي كليتها ولكنها توقفت فجأة وهي تتذكر شيئا ما ...اتسعت عينيها السوداء وهي تتذكر أن منذ ايام رأت جابر عزام يخرج من عمارتها السكنية وبعدها ولجت لمنزلها وشعرت أن والدتها ليست طبيعية...هذا كان يسبق اليوم الذي أصيبت به بجلطة ...لقد أخبرها الطبيب أن الجلطة اثر الحزن وارتفاع ضغط الدم ...الل*عنة كيف غاب هذا عن بالها...لا بد أن هذا الرجل قال شيئا لوالدتها وجعلها بتلك الحالة ...اجل..أجل هو من اوصلها لتلك الحالة ...والدتها المسكينة أصبحت طريحة الفراش بسببه ...انسابت دموع ليلي ...هي لم تهتم بوالدتها في تلك اللحظة .. كان يجب أن تعرف أن هناك شيئا ما خاطئ...شعرت ليلي أن الدماء تغ*لي في عروقها من الغضب ...الا يكفي ما فعله ذلك الرجل ليعود ويتسبب في تلك الكا*رثة ...لا لا ..هي لن تصمت ستشعل الن*يران عليه ...سوف تخبر أخاها بما رأته وهو من سيتصرف معه ...سيوريه ما هو عقا*ب من يؤ*ذي أحد من عائلة ادم ...

خرجت ليلي من غرفتها كالإع*صار ...كان الغ*ضب يسيطر عليها وشي*اطين العالم تتراقص حولها.. .كانت غا*ضبة بشكل كبير ...لقد تجاوز جابر عزام حدوده كثيرا ..هي عرفت أن قدوم مهرا هنا سوف يتسبب بتلك الك*ارثة ...تلك الطفلة المدللة التي تحسب الجميع خ*ادما لديها وجدها المتغطرس ...هي لن تسامحه ابدا ...ولجت لغرفة والدتها لتجد مهرا تنام علي كتف ادم بينما هو مستيقظ يمسك كف والدته وينظر إليها بشرود :

-ادم لازم اتكلم معاك ..

قالتها ليلي فجأة ...نظر ادم الي ليلي وقال:

-خير يا ليلي. ..

-ادم مش هنا لو سمحت الموضوع ضروري ...

بدت ليلي جدية زيادة عن اللزوم وهذا ليس طبيعي ...يوجد شيئا ما بالتأكيد وهو ليس شيئا جيد...خفق قلب آدم بر*عب وهو يدعو ألا يكون هناك أي مشكلة اخري فيكفيه ما يعانيه الآن من الرعب والخوف ...

حول راس مهرا بلطف ولكنها استيقظت وهي تقول:

-فيه ايه .. ...

-مفيش حاجة ...النهار طلع روحي نامي في اوضتك يالا ..

ثم نهض وسحبها خلفه ...كانت ليلي تنظر إلي مهرا ببرود. ..

ما أن خرجا كادت مهرا أن تذهب لغرفتها فقالت ليلي :

-استني أنتِ ..

وقفت مهرا ونظرت الي ليلي بحيرة ...اقتربت ليلي منها وقالت:

-من اول ما جيتي هنا وحياتنا اتقلبت...بسببك وبسبب عيلتك ..ماما في الحالة دي ...

-ليلي ايه اللي بتقوليه ده ...

قالها ادم بصدمة وغضب ...

نظرت إليه ليلي وقالت:

-بقول الحقيقة يا أبيه ..الحقيقة اللي محدش شايفها...انت غل*طت غل*طة كبيرة لما اتجوزتها ودخلتها حياتنا ...ما البنات مالية البلد ملقيتش الا حفيدة جابر عزام الراجل اللي بنك*رهه وبنحاول نبعد عنه...

شحب وجه مهرا ليقول ادم بح*ذر وقد بلغ غضبه أقصاه:

-كفاية يا ليلي تجاوزتي حدودك ...فيه ايه مالك ...

-فيه أن امي في الحالة دي بسبب جابر عزام جدها!!!

قالتها ليلي وهي من*هارة وقد تدفقت الدموع من عينيها ...اتسعت عيني ادم بصدمة وقال:

-انتِ بتقولي ايه ؟!

-بقول الحقيقة ...الحقيقة يا آدم ...قبل الجلطة بيوم رجعت البيت ولقيت جابر عزام طالع من بيتنا ولما طلعت لقيت امك في حالة غريبة ...محطتش في بالي للاسف ولكن تاني يوم جاتلها جلطة وانا توي ربطت الأحداث ببعض ...

شهقت مهرا وهي تضع كفها علي شفتيها....لقد واجهت جدها في هذا اليوم ...لابد أنه غضب واتي واه*ان حسناء ...

نظرت مهرا الي ادم وارتع*بت وهي تري بر*اكين الغضب تنف*جر بعينيه ... فجأة امسك حذاؤه وارتداه وهي يخرج !!!

 ......

-بعد ساعة إلا ربع تقريبا...

-جابر عزام ...أخرج ...

قالها ادم وهو يدخل منزله ويصرخ بقوة ...انتفضت مروة وهي تري ادم يدخل بتلك الطريقة وكادت أن تسأله إلا أنها صرخت عندما رأت  ادم  يتجه إلي جابر  دون أن يفهم اي شئ وفي لحظة امسك ادم جابر من رقبته وشد عليها وهو يدفعه حتي اصطدم بالحائط ...اتسعت عيني جابر بصدمة وهو يشعر بالاخ*تناق ليقول ادم:

-هقت*لك يا جابر ...هق*تلك ...هاخد حق كل عيلتي منك واقت*لك!!!


الفصل الثامن  عشر(عشاق قدامي )

-ادم ...

قالها جابر بصدمة وهو ينظر إلي ادم الذي يخ*نقه بقوة بينما عينيه تجحظ للخارج ...وضعت مروة كفها علي فمها وهي تري ما يحدث بصدمة شعرت أنها غير قادرة علي الحركة أو الفهم حتي ...لماذا يفعل ادم هذا !!؟..وما هذا الغضب الذي يسيطر علي ملامح وجهه ..ولماذا يمسك جده بتلك الطريقة ...

اقتربت من ادم بر*عب وقالت:

-ادم ...ادم بتعمل ايه ؟!

ولكن ادم لم يرد عليها بينما يخ*نق جده بتلك القوة ...كان الغضب يسيطر عليه بقوة ...شكل والدته ما زال يطارده ...لا يصدق انه هو من تسبب بهذا لوالدته ...هو لن يسامحه علي هذا ابدا ...ابدا.!!!

-يا ادم سيبه حرام عليك !!!

صرخت مروة وهي تحاول ان تبعد ادم ...تمسك ذراع لكي تبعد ولكن ادم كان في عالم آخر ...كان يستمتع وهو يري وجه جده يتحول الي اللون الاحمر ...كان ينازع بقوة من أجل حياته ...

ابتسم ادم وقال:

-شعورك ايه يا جابر عزام وانت في موضع الضعيف مش القوي ابدا ...أهو العيل الصغير اللي انت اها*نت والدته وهو صغير كبر وممكن بضغطة واحدة يق*تلك وينه*يك فعليا ...

ضر*بت مروة علي وجهها وهي تصرخ وتقول:

-يا ادم ابوس ايديك اهدي متنساش انه جدك ...

ولكن ادم لم ينظر إليها حتي وقال بغضب:

-هو مش جدي وعمره ما هيكون ...أنا اتكسف ما اكون علي صلة بيه ...جدي اللي بتقولي عليه يا مروة هانم جه بيتنا واه*ان والدتي وخلاها تنها*ر لحد ما جاتلها جلطة....

تراجعت مروة للخلف ونظرت الي جابر بصدمة وقالت:

-انت بجد عملت كده يا عمي ...روحت واه*انت حسناء في بيتها..انت وصلتها للمو*ت بإيديك !!!

-ايوة هو ...زي ما ق*تل ابويا زمان جاي عايز يحرمني من امي كمان ...انت ايه شي-طان...مش ناوي تسيبنا في حالنا يا بني ادم أنت...عايز مننا ايه تاني ...انطق عايز ايه...عايز تحرمني من امي ...

دفعه ادم عنه وابتعد وهو يقول :

-تعرف اني اقدر اقت*لك دلوقتي ...اقدر فعلا انه*يك بسبب اللي حصل لأمي يا جابر...اقدر اخفيك واعمل فيك اللي متتخيلهوش وضميري مش هيو*جعني حتي  ...لأنك تستحق كده..تستحق تم*وت بالطريقة دي !!بس لا ..أنا مش هعمل كده ..مش هو*سخ ايدي بد*مك ...مش هعيش لحظة واحدة بس في الس*جن بسببك ..كفاية أنك تعيش وانا كار*هك وهفضل كار*هك حتي جنا*زتك لو م*ت مش هحضرها ...انت بعمايلك بتخسر يا جابر ...الأول خسرت ابنك بعدين احفادك منه ..ودلوقتي بتخسر مهرا ...مهرا اللي لما عرفت باللي عملته كر*هتك ...صلح من نفسك والا والله هتخسر كتير.  .

اخذ جابر يسعل  وهو يشعر بالاختناق ...نظر الي ادم وقال:

-بتخ*نقني يا ادم !!!عايز تمو*تني؟!!

ابتسم ادم وقال بغ*ل :

-ده قليل عليك ...احمد ربنا ان سيطرت علي نفسي لأنك المرة دي جيت علي واحدة بعتبرها كل حياتي ...الا امي يا جابر...لو قربت من امي تاني اقسم بالله ما هرحمك ...فعلا وقتها هق*تلك ...انت فاهم ولا لا .  

كان قلب جابر يؤ*لمه وهو يري حفيده يكر*هه لتلك الدرجة ...لقد استطاعت ابنة الخا*دمة جعله يكره جده ...تلك الحق*يرة ..ولكن ربما يوما ما ادم يدرك حقيقتها الق*ذرة ...

اقترب ادم من جابر وقال وعينيه تبرق بغضب:

-جابر عزام...انت مش مرحب بيك في بيتي ولو حبت مهرا تشوفك هجيبها لحد عندك ...لكن اياك اشوفك قريب من بيتي او عيلتي....وعايزاك تدعي كتير ان امي تعدي الازمة دي علي خير ...لام اقسم بالله لو حصلها حاجة هق*تلك.!!!

ثم تركه وغادر المنزل

......

-كده البيت بقا بإسمك ..

قالتها حياة بسعادة وهي تمضي علي العقود كالمغيبة ...كانت غيمة الحب تعميها عن الحقيقة القا*سية ...ابتسم احمد بسعادة وهو يراها تتنازل عن البيت له ...ببضعة كلمات جعلها تكون كالخاتم بإصبعه ...صحيح اشفق عليها في البداية ولكن عندما فكر قليلا علم انها تستحق ان تُخد*ع ...لانها غب*ية ...كيف ظنت ان شاب مثله سيرتبط بفتاة مثلها ...فتاة غير شريفة ...جسدها ملوث ورخ*يصة أيضا....لا بالطبع لا هو لن يرتكب هذا الخطأ ويرتبط بفتاة مثلها ...هو سوف يجردها من كل ما تملك سوف يلقيها ويتزوج من تليق به ...يتزوج فتاة بكر ...صاحبة اخلاق وليست فتاة سيئة السمعة مثلها...حاول احمد ق*تل شعوره بالذنب من ناحيتها ...هي لا تستحق الشعور بالشفقة...علي كل حال هي فتاة رخي*صة كان الجميع يس*تغلها ...فلما لا يست*غلها هو ايضا؟!

.....

بعد قليل كان قد ذهب المحامي لتسجيل العقود في الشهر  العقاري ...

-يالا نخرج يا احمد عشان نحتفل بالمناسبة دي ..

قالتها حياة وعينيها تبرق من السعادة ...ابتسم لها احمد وهو يشدها اليه ويقول:

-خلينا نقعد هنا شوية نخطط لحياتنا في بيتنا سوا ...ايه مش هتفرجيني علي البيت ...

ابتسمت وقفزت بسعادة وهي تجره خلفها وتقول :

-اكيد يا حبيبي ...

ثم سحبته الي المطبخ أول شئ وقالت:

-ده مكاني المفضل يا احمد ...صحيح اني متدلعة اوفر بس بعرف اطبخ وطبخي يجنن ...يعني تقدر تتطمن ان مراتك حبيبتك هتخليك تدوق اللي مدقتهوش قبل كده ..

سحبته مجددا وقالت :

-وكمان فيه بلكونة في المطبخ ..هنا الفيو هايل يا حبيبي ...هنا ممكن نفطر  او نشرب قهوة واحنا بنشوف غروب الشمس ...هنا هنتكلم مع بعض كتير ...هنا هنتناقش في مستقبلنا ...هنا هنخطط لحياتنا يا احمد 

ابتسم احمد لها وقال:

-هنا أكيد هنقضي اجمل ايام حياتنا يا حبيبتي 

ابتسمت حياة وهي تهز رأسها بحماس ...تتمني ان تتزوجه بسرعة لتحقيق احلامهما سويا ..تريد أن تعيش السعادة التي عاشتها والدتها مع والدها ...تريد أن تكون مع حب حياتها للأبد ...جذبها احمد إليه وقال:

-يالا نشوف باقي البيت ...

هزت رأسها وسحبته خلفها الي غرفة صغيرة وقالت:

-دي فكرت انها بعد شوية توضيبات تكون اوضة الاطفال يا احمد ...اطفالنا انا وانت ...أنا نفسي اجيب بنت وولد .. ويكونوا شبهك انت ...

ضحك احمد وقال:

-يا ساتر يارب عايزاهم يطلعوا وحش*ين زيي ...

جعدت انفها بضيق وقالت:

-مين ده اللي وح*ش يا واد انت ..أنا مشوفتش احلي منك في حياتي كلها ...ده انت احلي مني ...

-بيقولوا الق*رد في عين انه غزال ...

قالها ضاحكا بمرح ثم اكمل:

-يظهر اني الق*رد ده ...

ضربته علي كتفه وقالت:

-انت مش قر*د ايام تقول علي نفسك كده ...ده أنا مشوفتش احلي منك يا احمد ...انت حبيبي واحلي راجل في عينيا....أنا مش مصدقة ان خلاص كلها ايام وهكون ليك ...

جذبها إليها وهو يقبلها علي جبينها وقال:

-ولا أنا مصدق يا حبيبتي ...يا كل ما ليا ..مش مصدق اني حبيت بالطريقة دي ...أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي ...انتِ غيرتي حياتي يا حياة ...انتِ فعلا كنتي حياة جديدة ليا ...

ضمته إليها وقلبها يذوب من كلامه الرائع وقالت:

-اتمني أنك تحبني كده دايما حتي بعد ما نتجوز ...صدقني يا احمد هخليك اسعد انسان في العالم ده وعد مني ...

-مصدقك يا حبيبتي ...

لمعت عينيه بخ*بث وقال:

-وانا كمان هخليكي سعيدة اووي لدرجة أنك هتم*وتي من الفرحة ...وده وعد مني يا روحي !!

.......

في المساء ...

كان ادم جالس في غرفته وعلي فراشه ...يغر*ق وجهه في كفيه ...يشعر ان رأسه سوف ينف*جر من الضغط...لولا مروة لكان قتل جابر عزام بكل تأكيد...ذلك الحق*ير الذي تسبب في مر*ض والدته ...متي سيتخلص من هذا الرجل ...متي...ما زالت الني*ران تشتغل داخل صدره ولا تهدأ هذا الرجل د*مر حياتهم ..كلما دخل حياته كلما احدث بها ض*رر!!

ولجت مهرا الي الغرفة وقلبها يرتعش داخل صدرها ...لا تعرف ماذا تقول...تشعر بتأنيب الض*مير وتشعر انها هي السبب في هذا ...فهي من واجهت حدها في هذا اليوم ...وهي من جعلته يغضب بتلك القوة ...لابد ان ادم غاضب منها ...لن تلومه لو طلقها وارجعها الي جدها ...تشفق مهرا كثيرا علي حسناء ...تري كيف اها*نها جدا ...لابد ان كلامه كان قا*سي جدا عليها وهذا سبب لها صدمة كبيرة ...اقتربت مهرا من ادم وبتردد مدت كفها ووضعتها علي كتفه...نظر ادم الي مهرا الواقفة وعينيها لامعة من الدموع ...عضت مهرا شفتيها وهي تمنع نفسها من البكاء و  تقول :

-انا اسفة يا ادم ...اسفة اوووي ..

نظر إليها ادم بحيرة ثم نهض وقال:

-اسفة علي ايه يا مهرا...انتِ عملتي ايه ؟!

دموعها انسابت فمسحتها بسرعة فقالت :

-انا يعتبر ليا يد في اللي حصل لطنط حسناء يا ادم ...أنا اللي روحت واجهت جدي ...قولتله كلام صعب اوووي ..قولتله اني مش هرجع عنده تاني ...عشان كده هو اتج*نن وجه واجه طنط ...أنا السبب أنا اللي ...

وضع اصبعه علي شفتيها وقال:

-بطلي هبل أنا عمري ما الومك علي حاجة زي كده ...انتِ ملكيش ذنب ...هو المذنب الوحيد يا مهرا ..وفي نظري مفيش مذنب غيره ...

-يعني انت مش هتطلقني..

قالتها مهرا ..

ضحك ادم بصدمة وقال:

-اطلقك ليه يعني ؟!

-عشان جدي ...

ابتسم ادم لها وأمسك كفها وقال:

-لا يا مهرا ..أنتِ ملكيش ذنب في اللي عمله جابر عزام ...ومش هحملك ذنب اللي عمله...ده بالعكس أنتِ وقفتي في صفي لما عرفتي الحقيقة اقوم أنا اكافئك بالشكل ده ...متقلقيش يا ستي مش هطلقك الا لما تطلبي أنتِ ...

ابتسمت له بسعادة وده أن تدرك ماذا تفعل ارتمت بين ذراعيه تعانقه وقالت:

-شكرا اووي اووي يا آدم متعرفش كلامك ده فرحني قد ايه ....أنا مبسوطة انك سمحتلي اعيش معاكم هنا ...

ابتسم ادم وهو يربت علي شعرها...أغمضت مهرا عينيها وهي تنعم بالسلام بين ذراعيه ...تشعر أن قلبها يخفق بقوة ...كانت لا تريده أن يبتعد عنها ...تريد أن تدوم تلك اللحظة للنهاية ...تلك اللحظة التي يضمها فيها بتلك القوة ولا يسمح لها أن تبتعد عنه ...أرادت مهرا أن تصرخ بقوة أنها تحبه...أرادت أن تعترف بمشاعرها الجديدة التي ادركتها ولكنها خافت ...خافت أن يرفضها ...فهي لا تعرف مشاعره بعد ...صحيح هو يعاملها بلطف بالغ ...ولكن لا يمكن أن تتو*هم أن هذا حب ...سوف تكون كارثة لو كان يراها مثل شقيقته ...قد تمو*ت من الصدمة ...فكرت والإبتسامة تزين شفتيها ...

من ناحية أخري ...

كان آدم مبتسم وهو يضمها بقوة إليه ...قلبه يدق بطريقة غريبة ...مريبة ...طريقة تخ*يفه شخصيا ...تلك الفتاة التي اقتحمت حياته ...تلك الفتاة القادرة علي جعله يفقد عقله ...هي نفسها الفتاة التي تجعله يشعر بمشاعر قوية مج*نونة ...هي من تجعل قلبه ينبض بتلك القوة بعد ركود طويل... وكأنها جعلت قلبه يعود للحياة مجددا ...

...

كانت مرام تسير ناحية غرفة ادم ومهرا ووجدت الباب مفتوح بينما ادم يعانق مهرا بشغف ...تكونت ابتسامة علي شفتيها وذهبت وأغلقت الباب برفق ليحصلا علي الخصوصية !!

........

في اليوم التالي ...

كانت في المطبخ تحضر له طعام الافطار ...منذ مواجهتهم الأخيرة وهو يعاملها جيدا...يتقرب منها ويتغزل بها ...وكأنه أخيرا استسلم لكونها زوجته.....اغمضت عينيها وقلبها يمتلئ بالأمل ربما يوما ينسي مرام ويحبها هي ...تقسم ان في ذلك اليوم سوف ترقص من السعادة ...كل ما تريده حقا ان يحبها ...تريد حياة زوجية سعيدة مع اطفال تفني حياتها من اجلهم...لا تطلب اكثر من هذا ...تري هل سيكون مصيرها مختلف عن مصير والدتها ...هل ستنال السعادة ...ام ان تلك السعادة مؤقتة وسوف يخذلها سامر مجددا ويحط*م قلبها مجددا ...ربما برودها معه هو ما جعله يتوقف عن اذ*يتها ...للأسف سامر لا ينفع معه الاهتمام المبالغ به...بعض البرود سوف يعيده الي رشده ...

فكرت وهي تبتسم بخفوت وهي تتذكر كيف عاشت في النعيم في اليومين السابقين !!

ولج سامر الي المطبخ وهو يتأملها وهي تعد لهم الافطار ...كان شعرها القصير ما زال رطبا ...ترتدي منامتها الزهرية وهي غارقة في العمل...لقد تقربا كثيرا تلك الايام ...اصبح يعاملها كأنه يحبها ولكنه يعرف انها لا زالت خارج قلبه ...لم تمسه حتي ...للأسف هو ما زال يفكر بمرام ...ويقارن دوما بين  كارما ومرام ...ومرام هي الفائزة دوما ...لقد عاهد نفسه الا يظلم.كارما مجددا ولكنه لا يستطيع التوقف عن التفكير بمرام ...كأنها لع*نته للأبد ...واللع*نة كانت انها تكون في عقله حتي آخر العمر ...قلبه لا ينبض مع كارما بنفس الطريقة التي ينبض بها عندما كان مع مرام ...ما زالت كارما بديل باهت لمرام ...ولكنه لن يخبرها بهذا ...لن يج*رحها مجددا...بل سيتقبل نصيبه بهدوء ويحاول اسعاد كارما ...هي تستحق هذا ...هي تفعل المستحيل لتسعده وهو يجب أن يفعل هذا ...اقترب هو من كارما بهدوء ثم ضمها من الخلف وقال:

-تعرفي انك جميلة اووي النهاردة ...

ضحكت هي وعينيها تبرق بسعادة وتقول:

-انا جميلة طول ما انت بتحبني ...

استدارت نحوه وبرقت عينيها بأمل وقالت بلهفة:

-بتحبني يا سامر ...بتحبني....

كان ينظر إليها بشفقة ...كانت تتوسل الحب منه فلم يستطيع إلا أن يقول:

-طبعا بحبك يا كارما ...بحبك اووي

.........


وقفت ليلي في المطبخ وبهتت وهي تري مهرا تصنع القهوة في المطبخ بينما تتكلم بصوت عالي وتردد خطواتها :

-هنجيب الأول الابريق الصغير ..وبعدين هنحط فيه الميا الأول ..

حكت شعرها بحيرة وهي تقول:

-يا تري نحط الميا ولا السكر والبن الأول ...هو ادم قال اعملها ازاي ...اتصل بيه دلوقتي واسأله ...بس هتكون سخا*فة مني ..شكلي هجيب تليفوني وافتح اليوتيوب واشوف الوصفة..

قالتها أخيرا وهي تحسم.امرها ...ثم نظرت لتجد ليلي تنظر إليها بدهشة ..ابتسمت مهرا بح*رج وقالت:

-اصلي متعودتش أعمل قهوة بصراحة ..ولما ادم عملها ليا وشربتها حبيتها وحبيت اجربها تاني ...بس أنا بهدلت الدنيا سوري...

ابتسمت ليلي وهي تنظر إليها وشعرت بأ*لم طفيف في قلبها...كانت تشعر بالذ*نب لانها عاملتها بطريقة سي*ئة واته*متها انها من تسببت لوالدتها بالم*رض ..

كيف نست ان مهرا هي من واستها عندها مر*ضت والدتها ...كانت تخبرها بلطف انها ستكون بخير..هي من ضمتها وهدأت من روعها عندما كانت من*هارة وليلي بسبب انفعالها افرغت احبا*طها بها ...هذا جعل ليلي تشعر ان ضميرها يجل*دها بقوة...صحيح ان مهرا طائشة ولكن بعد م*رض والدتها اصبحت تتصرف بمسئوولية ....تقف مع الجميع بلطف ولا تشتكي كالسابق ...

نظرت مهرا الي ابتسامة ليلي وهي تشعر بالح*رج اكثر وقالت:

-اكيد دلوقتي بتتريقي اني معرفش أعمل أي حاجة وفاشلة ...بس أنا هتعلم وابقي شاطرة زيك انتِ ومرام وطنط حسناء وادم كمان ...بس أكيد عايزة شوية وقت مش كده ومش هتعبكم خالص ولا اقول علموني ...أنا هتعلم من اليوتيوب فيه قنوات طبخ هايلة بتعمل كل الاصناف ..

ضحكت ليلي وقالت:

-يا ستي وعلي ايه اليوتيوب أنا هعلمك تعملي قهوة ازاي ...بصي واتعلمي ...

ثم اقتربت منها وهي تبدأ امامها بإعداد القهوة بينما مهرا تتعلم بشغف ....

....

اخيرا انتهت ليلي من صنع القهوة وقالت:

-تعالي نشربها في الصالة ...

هزت مهرا رأسها وهي تأخذ كوب القهوة الخاصة به وتتجه للصالة ...

جلسا علي المنضدة سويا وهم يتكلمان سويا بمواضيع متفرقة ...كانت ليلي تنظر إلي مهرا وتبتسم لها بلطف وهي تراها تتكلم بعفوية شديدة ..عرفت ليلي أن مهرا ليست كما تبدو مدللة ووق*حة...بل هي لديها قلب صافي وروح شفافة للغاية ...الفتاة حقا طيبة ولكن يبدو أن أسلوب تربيتها كان خاطئ تماما ...

-انا اسفة !!

قالتها ليلي فجأة بخجل وهي تنظر بخجل ...هي تخجل بسبب سخ*افتها مع مهرا ...تخجل بسبب الاتها*مات الباطلة التي ر*متها في وجهها ...ولكن ذلك اليوم كانت غاضبة حقا بسبب الذي حدث لوالدتها فألقت علي الفتاة المسكينة اللوم دون أن يكون لها أي ذنب في الموضوع ...ليلي لن تسامح نفسها ابدا الا اذا مهرا سامحتها ...مهرا حقا تستحق اعتذار عما بدر من ليلي ..هكذا فكرت ليلي وهي تنظر إلي مهرا ...

نظرت مهرا الي ليلي بدهشة شديدة وقالت:

-مش فاهمة بتعتذري ليه ؟!

ابتلعت ليلي ريقها وقالت:

-بسببي سخافتي معاكي ...أنا اته*متك انك السبب في حالة ماما و .. 

أمسكت مهرا كفيها وقالت :

-مفيش اي مشكلة يا ليلي ..أنا مقدرة انك كنتي قلقانة علي طنط وكلامك شوية مضبوط ...من اول ما دخلت حياتكم وهي اتشقلبت خالص ...أنا حاسة اني زي ما بتقولوا كده اني نحس....

ضحكت ليلي بقوة وقالت:

-لا والله ده انتِ عسل يا مهرا ...وادم باين عليه بيحبك اووي ...

-بجد ادم بيحبني ..بجد. ..

ضحكت ليلي وقالت:

-ايوة يا بت اومال ليه هو اتجوزك يا هبلة ...

-اه صح ...

قالتها مهرا بخ*يبة أمل لتقول ليلي:

-قومي هاتي.حضن شكلنا هنبقي أصحاب اووي ..

نهضت مهرا ثم عانقت ليلي بحب ...

فُتح الباب فجأة ليدخل ادم ...

.........

وقف ادم فجأة وهو ينظر للمنظر الماثل أمامه ...كان مصدوم حقا وهو يري ليلي تعانق مهرا ؟!!ماذا حدث؟!

-ايه اللي أنا بشوفه ده ؟!

قالها ادم بصدمة لتبتعد مهرا عن ليلي ...

ربعت ليلي ذراعيها وقالت:

-ايه هو اللي بتشوفه يعني يا استاذ ادم ...اتنين بيحضنوا بعض ...

ضحك ادم وقال:

-انا مش مصدق مبادرتك دي يا ليلي حاسس انك تعبانة ولا حاجة ...ايه اجيبلك الدكتور...

احمر وجه ليلي من الغضب وقالت:

-ابيه بطل تتريق عليا لو سمحت ...

ضحك هو وقال:

-اصلا ايه اللي جاب القلعة جمب البحر بجد ...بس عادي أنا مش مستغرب ده زمن العجايب...

ابتسمت مهرا لتقترب ليلي منه وتقول:

-انت ليه محسسني اني شر*يرة يا أبيه ..

-استغفر الله ...شريرة وأنتِ ...أنتِ يا لولا مفيش اطيب منك ...لدرجة اني بخاف علي مراتي منك ...لاحسن اصحي في يوم والاقيكي اكلتيها ...

ضحكت مهرا لتصرخ ليلي وتقول:

-بقا كده يا أبيه ..بتتريق عليا عشان مراتك ..ماشي ...متكلمنيش تاني ...

ثم كادت أن تذهب الي غرفتها بغضب الا انه جذبها إليه وهو يقول:

-رايحة فين بس ...أنا بهزر معاكي يا بسبوستي ...

ثم قبلها علي وجنتها وقال:

-يالا دلوقتي روحي ذاكري عشان بالليل نتفرج سوا علي اي فيلم أنتِ عايزاه ...ماشي ...

كادت أن ترد عليه إلا أن جرس الباب رن ...

-دي اكيد مرام جات من الشغل ... دايما بتنسي مفتاحها ...

ثم ادم لفتح الباب ليحمر وجهه من الغضب وهو يري جابر عزام أمامه ...

-عايز ايه ..

ولج جابر عزام دون إذن وقال:

-عايز حفيدتي يا آدم ...طلقها  فورا ...

غاص قلب مهرا بخو*ف ليقترب ادم منها ويقول:

-مستحيل تخرج من هنا .

-انا عايز حفيدتي...عايزها يا آدم خلاص طلقها وسيبها....

قالها جابر بهياج وهو يحاول جذب مهرا الا أن مهرا ابتعدت وهزت رأسها بالنفي ...

نظر ادم الي مهرا لبضعة لحظات ثم نظر إلي جده وقال:

-انا مش هجبر مهرا لا تقعد هنا ولا تروح معاك يا جابر عزام ...اللي عايزاه مهرا أنا هنفذهولها...لو عايزة تمشي من هنا أنا مستعد أطلقها...لكن لو اختارت تقعد... اعرف انها مراتي ...تخصني واللي يخصني مستحيل يبعد عني ...

ارتعش قلب مهرا وهي تنظر إليه...للمرة الأولي تشعر أنها تنتمي لرجل ...هي تنتمي لآدم !!

-مهرا تعالي ..

صرخ بها جدها لتقول هي :

-لا يا جدي ..أنا هبقي مع ادم هنا ...

ثم أمسكت كف ادم وهي تنظر إليه ..كانت عينيها العسليتين تفض*ح حبها له...

احمر وجه جابر من الغضب ثم اقترب منها وهو يشدها ولكن ادم بسهولة جذبها إليه ثم جعلها تقف خلفه وهو يقف بينها وبين جابر ويقول وعينيه الزرقاء تبرق بغضب مخيف:

-قولتلك يا جابر عزام ان مهرا لو قررت تبقي هنا يبقي هي تخصني ...واللي يخصني مستحيل يبعد عني!!!

امسكت مهرا ذراع ادم ...كانت تنظر إليه وهي تشعر بالدموع تتصاعد بعينيها ..هل هذا يعني انه يحبها كما هي تحبه...لم تكن تريد أن تأمل ولكن حماية ادم لها ذلك الشكل تشعرها ان في قلبه مشاعر لها ....تمنت هذا من كل قلبها ...تمنت ان يحبها رجلا كآدم ..رجل صادقة شجاع ومتفاني في حبه ...متي  تغيرت مهرا ؟!هي حقا لا تعرف ...ولكن جل ما تعرفه انها تنتمي لهذا المكان ...رغم انها لم تعتاد بعد علي حياتها هنا الا انها تعرف من داخلها انها تنتمي لادم ..وستكون في المكان الذي يكون به ....

اكمل ادم حديثه وقال:

-اظن حفيدتك اختارت ...لو سمحت متجيش هنا تاني !!!

.........

في المساء ...

امتدت يديه الي حجابها لينتزعه برفق ...ثم بكفه شد الدبوس الذي يربط راسها في شكل كعكة لينفرد شعرها كالشلال ...كان شعرها طويل ...حالك للغاية ويحبس الانفاس  ...كتم أنس انفاسه وهو ينظر الي مرام وقال:

-سبحان الله ...سبحان الله مشوفتش اجمل منك في الدنيا دي ...ليه حق قلبي يحبك ...

احمرت بقوة وهي تفرك كفيها بتوتر ليشدها هو إليه حتي التصقت به واكمل:

-انتِ ملاكي ...

ارتعشت شفتيها وهي تبتسم ...شعرت أنها قلبها يخفق بقوة داخل صدرها...يخفق بطريقة لم يخفق بها من قبل ...عيني انس كانت تحاصرها بقوة ...وابتسامة شفتيه كانت تجعلها تذوب من الخجل ...

اقترب انس بشفتيه وهو يقبل وجنتها الحمراء بشغف لتذوب هي أكثر ...ابتعد عنها وقال:

-انا بحبك ...بحبك يا مرام ...بحبك اكتر من حياتي ...وانتِ يا مرام؟!

تلعثمت في الكلام وهي تقول:

-ا...أنا ..أنا ايه ؟!

ابتسم وهو يسأل بشغف:

-بتحبيني زي ما بحبك؟!

ابتسمت بخجل وهي تفرك كفيها ...كانت عاجزة حقا عن الكلام ...انها المرة الأولي التي  تعجز عن الكلام بتلك الطريقة وكانت تعرف ان هذا تأثير اني عليها...فقلبها ينبض له كما لم ينبض من قبل ..

-ها يا مرام قوليها ...قولي أنك بتحبيني !


قالها اني وهو يترجاها...كان ينظر إليها بشغف ...يتوسلها بعينيه ان يعترف كي يرتاح ...اما مرام  كانت تذوب اكثر ...وقلبها يزداد خفقانه ...كانت صامتة كليا ...تخجل ان تعترف بما في قلبها...

نظر إليها أنس بحزن مصطنع وقال:

-مرام انتِ بتحبيني؟!...قلبك بيدق ليا ؟!

ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها بخجل ...سحب كفها ووضعها علي قلبه النابض بقوة  وقال::

-يبقي قوليها...قولي بحبك يا أنس ...قوليها ...

رفعت عينيها السوداء له لتتألق بقوة وهي تقول :

-بحبك يا أنس ..أنا ..

لم يدعها تكمل كلامها بل سحبها وهو يقبلها بلطف لتبادله هي قبلاته بحب شديد ..

....

استيقظت مهرا وهي تلهث بقوة ...تشعر انها كانت تركض عشرات الكيلومترات ...ما هذا الحلم. ..لا لا. لم يكن حلما....بل كان كابوسا مخي*ف ...كيف تحلم بهذا كيف !!!كانت تسأل نفسها بر*عب ...وكيف تفكر بهذا ...نهضت من الفراش وهي تشعر بالاخ*تناق ...وجهها محمر من الصدمة ...لا تصدق انها حلمت به ...لماذا حلمت به هو بالذات ...لماذا ...هل اعترافه هو السبب ؟!ولكن لم يكن الوحيد الذي اعترف له بحبه...اذن لماذا هو الوحيد الذي يطار*دها ...هي حتي اصبحت مؤخرا تفكر به كثيرا ...لا تستطيع اخراجه من عقلها وهذا خط*ير عليها ...هي تنح*رف عن طريقها التي رسمته ..هي لم تضع تلك المشاعر في حسبانها ...

-مشاعر ...

قالتها بنبرة مرتعشة وهي تتوقف عن السير ...أي مشاعر التي تتكلم عنها ...بالطبع ليس هناك أي مشاعر في قلبها نحو انس ولا يمكن أن تحمل أي مشاعر نحوه ...ما تفكر به هو الجنو*ن بعينه...رباه ماذا تفعل بتلك الكار*ثة ...خرجت هي من الغرفة عندما شعرت ان ليلي قد تستيقظ...

...

خرجت مرام لصالة المنزل وجلست علي منضدة الطعام بينما انس يرفض مغادرة تفكيرها ...لم تظن نفسها هشة لتلك الدرجة ...لقد ظنت انها محصنة ضد أي انبهار ...لقد اخبرت مريم بثقة انها لن تقع في حب انس ولكن لا تعرف كيف تكونت مشاعر له ...لمعت عينيها بدموع الخوف واصبح قلبها يدق بقوة ...لقد كانت مرتاحة ...مرتاحة كثيرا وهي تحافظ علي قلبها داخل لوح ثلج ...كانت تحمي نفسها من ان تنج*رح ولو تركت تلك المشاعر تنمو اكثر من هذا ...هي من ستتد*مر بكل تأكيد ...فكرت مرام بيأس !!

...........

في اليوم التالي ...

في شركة انس ...

ما زال ذلك الحلم الغريب يدور في عقلها...تشعر انها سوف تج-ن ...كيف تحلم بهذا ...وكيف تفكر اصلا في هذا ...لقد نب*ذت الحب منذ زمن ...لقد قت*لت قلبها واحاطته بالجليد ...فكيف الجليد ذاب  وعاد قلبها يخفق مرة اخري ...كانت مرت*عبة من تلك المشاعر التي ها*جمتها فجأة ...هي لا تريد هذا ...لا تريد أن تحبه ...لا تريد أن تحب احد ...هي تفضل أن تعيش في الجليد علي أن تعشق وتتح*طم ...فالحب يعني الحزن ...التع*اسة وتح*طم القلب ...وهي لا تريد خوض تلك التجربة خاصة مع أنس الذي اخبرها بوضوح انه لا يفكر في الزواج منها وان ارتباطهم مستحيل ...هي لا تريد أن تعرف لماذا ارتباطهم مستحيل ...لانها لا تريد أن تهتم ...فوجودها هنا مؤقت ولكن بعد هذا الحلم تغير الكثير ...لقد اصبح هناك مشاعر لأنس..لا تعلم نوع تلك المشاعر ولكن لا تريد أن تتطور ...ولذلك قررت ان تبتعد عنه...هي لن تسمح لنفسها ان تفقد السيطرة وتحب ...لا ليست بتلك السذاجة ولذلك قد اتخذت قرارها...هي سوف تستقيل  من العمل ...لهذا أول ما فعلته هي تقديم جواب استقالتها لاستاذ محسن كي يمضيها من انس...وهي تنتظر الأن ماذا سيكون رده ...

.....

في مكتب أنس 

-ايه ده يا محسن؟!

قالها انس وهو يكتم غضبه ليرتعش محسن ويقول؛

-دي ..دي استقالة يا فندم ...انسة مرام حابة ...

-ناديها فورا يا محسن ...خليها تيجي مكتبي ..

قالها بعصبية ليهز محسن رأسه وهو يرتعش من الخوف ويخرج مسرعا...

نهض انس واخذ يدور حول نفسه ...كيف تريد أن تستقيل بتلك الطريقة ..كيف تريد أن تبتعد عنه ...قول هذا فقط جعل قلبه يؤل*مه ...هو لا يمكنه أن يعيش بدونها ...هذا جنون !!...لا لن يدعها تغادر ...لن يدعها تبتعد عنه سوف يتمسك بها...سيفعل المستحيل كي تبقي في حياته بأي صفة المهم أن تبقي ...المهم الا تبتعد ...فكرة ابتعادها ت*ؤلم قلبه بقوة ...

فكر أنس بيأس وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بقوة..ينبض لمرام فقط ...مرام التي بعثرت كل حياته وليس دقات قلبه فقط !!!!

....

بعد قليل ...

كانت مرام امامه ...تنظر الي الأرض وهي ترتعش بينما هو يحاصرها بنظراته ...تشعر بنظراته عليها وقلبها يخفق بقوة ...شعرت أنها تريد أن تهرب من هنا ...الا تقف امامه اكثر من هذا ..هو لا يدري ماذا يفعل بها عندما ينظر إليها بتلك الطريقة ...تشعر ان الجليد الذي احتمت به لأعوام يذوب امام نظرة واحدة من عينيه...

-بص بعيد ...بص بعيد عني ابوس ايديك ...

قالتها مرام بخفوت وهي تغمض عينيها ...تحاول ان تسيطر علي نفسها ولكن سيطرتها تخو*نها كليا ...هي مجردة من جميع اسل*حتها الآن ولا تمتلك الا الهروب ...ابتلعت ريقها وقالت بصوت خافت مرتعش:

-حضرتك ..طلبتني...

هز انس رأسه وهو يقترب منها وقال وهو يكتف ذراعيه :

-اقدر افهم يعني ليه  حضرتك عايزة تقدمي استقالتك ...مين زعلك هنا عشان تمشي ...

-محدش زعلني يا فندم ..

-اومال ليه عايزة تمشي يا مرام ...ليه عايزة تبعدي عني أنا ...

قاطعته وهي تقول بنبرة مخنوقة:

-لو سمحت ...لو سمحت كفاية ...متعملش كده ..متقولش حاجة...اللي تقوله بيخلي الوضع يسوء اكتر ...خليني امشي من هنا ابوس ايديك ...لو سمحت أقبل استقالتي ...

هز أنس رأسه وقال:

-مستحيل يا مرام ...مستحيل اقبلها ...انتِ مش هتبعدي عني انتِ هتفضلي معايا للأبد ...

ثم دون ان تفهم اخرج هاتفه وهو يتصل بشخصا ما ..

-الو استاذ ادم...ممكن اشوف حضرتك ...

نظرت مرام الي أنس بصدمة ليقول انس بعد ما سمع رد آدم :

-السبب اي؟!أنا عايز اتقدم لأخت حضرتك مرام !!

..............

في شقة مروان التي يمتلكها....

كان يقف امامه ثلاث شباب ...ينتظرون اوامره بينما هو ينظر الي صورة ليلي وابتسامة خبي*ثة تسيطر علي شفتيه ...مرر اصابعه علي ملامحها وقال:.

-سوري يا أميرتي مضطر أعمل كده ..مش مروان السويسي اللي يتقاله لا يا ليلي...أنا هعرفك ازاي تكلميني بالطريقة دي ...هندمك علي اليوم اللي اتولدتي فيه ...

القي الصورة علي المنضدة وقال:

-هي دي صورتها ...مش عايز أي غلط انت وهو ولا حد يقرب منها ...اللي هيلمسها بس هق*تله ...تخدروها وتجيبوها الشقة دي والباقي عليا تمام ...

ثم اخرج من جيبة بضعة الالافات وقال :

-دي حاجة كده تحت الحساب ولما تجيبوها لحد عندي هديكم الباقي اتفقنا ...

-تمام يا ريس 

قالها الشباب في صوت واحد ...ليبتسم هو بإنتصار ويقول:

-برافو عليكم ..يالا روحوا شوفوا هتعملوا ايه ...وزي ما قولت مش عايز أي غلطة ولا ان البنت تتأ*ذي مفهوم ...

-مفهوم يا ريس.  

-تمام روحوا دلوقتي ..

ذهبوا من امامه ليرجع رأسه للخلف وهو يبتسم بإنتصار هو لن يهدأ حتي يمتلكها وتصبح له ...تلك الفتاة تستفز رجولته ...غرو*ره ..وهو يريد. ان  يك*سر غرورها وغرور شقيقها ...لن ينسي ابدا الذي فعله شقيقها به ...لن ينسي ابدا ...لقد ك*سر ادم عزام غروره وهو يجب أن يرد له الضر*بة...وان كان سيستخدم ثروة والده في تحط*يمه فلا بأس بهذا ...

نهض مروان وهو يخرج سيجارته ويقف امام النافذة ويشربها بهدوء ...لا يعرف ولكن ليلي اصبحت تمثل له اكثر من تحدي ...هو اصبح مهووس بها ...حتي انه بات يحلم بها....ما الذي تمتلكه تلك الفتاه ليصبح مهووسا بها لتلك الدرجة ...ليس تحدي ادم فقط من يجعله يلاحقها ولكن كما قال من قبل لديها شئ مميز ...قوة فريدة لم تكن الا عند والدته!!فكر بحزن في والدته ..فكر في قوتها  المميزة وفكر انه اشتاق إليها كثيرا ...تري هذا سيكون حاله لو كانت والدته علي قيد الحياة ...هل  ستكون حياته مختلفة تماما ...هل ستغضب منه بسبب ما يفعله ...بالطبع ستغضب فوالدته كانت نقية للغاية تكره ان تؤ*ذي احد 

انسابت دموعه بقوة وقال:

-وحشتيني يا امي .

.......

خرجت أخيرا من المنزل ...والدها افرج عنها بعد ان وعدته انها سوف تتواصل مع علي ...هو يظنها الآن ذاهبة الي علي ...ولكن بدل من الذهاب الي علي وجدت ساقيها تقودها الي مكان آخر ...مكان وجود حبيبها الحقيقي ...مالك قلبها...الرجل التي احبته وفشلت تماما في أن تحب غيره ...ادم توأم روحها ...كان قلبها يخفق بقوة وهي تفكر كيف سيستقبلها ادم ...هل سيعانقها كما عانق زوجته في المشفي ...ام هل سيغضب ويطر*دها...فكرت بآسي ولكنها عادت وهزت راسها وهي تفكر ان لا هذا ليس ادم ...ادم لن يجر*حها بكلمة...هو حتي لم يه*ينها عندما اختارت ان تتركه ...رغم انها تعلم انها حط*مته تماما عندما تخلت عنه ولكنه تصرف كأي رجل محترم وتركها تبتعد عنه ...احتر*ق هو بن*يران الخي*انة واطلق سراحها ...دون ان يلومها رغم انها رأت الانهي*ار بعينيه ...هي تعرف أن ادم كان يعشقها وكم تتمني ان يكون ما يزال يعشقها...الا يكون نسيها ...فلو نسيها هذا سوف يحط*مها بكل تأكيد ..ولكن لا تعرف لماذا هي متأكدة ان ادم لا يحب زوجته تلك ...متأكدة ان قلب ادم ما زال ملكها في قبضة يديها ...ابتسمت بسعادة وهي تنظر لكفها وقالت ودموعها تنساب برقة:

-قلبك في ايدي يا ادم والمرة دي مش هتخلي عنك ابدا ...هفضل معاك وفي ضهرك وهعمل المستحيل عشان تسامحني يا ادم ..المتسحيل حرفيا لحد من جر*حك مني يخاف ...

اسرعت في السير لكي تراه وقلبها يغني بسعادة ...أخيرا سوف تراه ...أخيرا سوف تري حب حياتها...ستتنعم برؤية تلك العينين التي سلبت لبها منذ أول لقاء ...

...

من جهة اخري...كانت ليلي تمر بجوار الورشة التابعة لادم ووقفت فجأة ...عينيها اتسعت بصدمة وهي تري المظهر الماثل امامها !!!ميار !!!ميار عادت !!وكان كيف ؟!!هي تزوجت وذهبت مع زوجها...ماذا حدث لتعود تلك المرأة مجددا وايضا تتجه لورشة شقيقها....لماذا تقترب من ادم مجددا ...الا يكفي ما فعلته...لقد د*مرت ادم ...تركته وتزوجت ...لقد رأيت شقيقها من*هار بسببها ...لقد ك*سرت قلبه وغادرت وهو من عا*ني حتي ينساها. وعندما استقر بحياته تعود مجددا ...ماذا تريد منه تلك الح*رباء ...لماذا تقترب منه وهو تزوج من غيرها وهي أيضا امراة متزوجة...ما هذا الانح*لال...اقتربت ليلي ببطء منها وسارت خلفها وهي تري ماذا ستفعل تلك المص*يبة بشقيقها مرة اخري ...رباه لا بد أن شقيقها سوف ينه*ار لو رآها ...ماذا تفعل ...هل تمنعها ولكن لو فعلت هذا ستجمع امة لا اله الا الله عليها ...لا هي لن تفعل هذا ...هي عرفت الآن ماذا تفعل ...وعرفت بمن تستعين لتلقين تلك الافعي درسا لا ينسي...مهرا من ستقوم بتلك المهمة عنها....هي من ستدافع عن حق زوجها بكل تأكيد ...

ابتسمت ليلي وهي تستدير عائدة الي المنزل ...

...

ولجت ميار الي الورشة وخفق قلبها بقوة ...اخذت عينيها تدور في المكان ادعندما توقف قلبها فجأة عن النبض وهي تراه يعمل كعادته ...يرتدي تيشرت اسود يليق به تماما شعره الرائع ينساب علي وجهه ويغني بصوته الرائع مع ام كلثوم عشقهما الأول ...لقد اعتادا سويا علي الاستماع إليها ...كان ادم يعشقها وميار عشقتها بسببه. ..رباه كم اشتاقت إليه ...كانت عينيها تلتهم تفاصيله وقلبها يخفق بقوة ...ادم امامها...حبيبها امامها...مالك قلبها وتوأم روحها...وضعت كفها علي شفتيها ودموعها تنساب بقوة...قلبها يؤل*مها من فرط السعادة ...كم تريد أن تذهب وتضمه إليها بقوة ...ارتفعت شهقاتها ليرفع هو رأسه وينظر إليها !!

اتسعت عينيه بصدمة وبهت وجهه وهو يقول بنبرة لا تخلو من الحنين:

-ميار!!


الفصل التاسع عشر(تقارب)

-ميار ...

كررها مجددا وهو يشعر انه في حلم ...وفجأة عادت ذكرياتهم تطار*ده ...ابتلع ريقه وهو يشعر بالحنين...كاد يفقد عقله...كيف يحن لتلك التي خا*نته ...تلك التي تركته وتخلت عنه ...ولكن الحقيقة هو ابدا لم يحق*د عليها ...رغم انه تح*طم.ولكن كان يحاول اقناع نفسه ان هذا حقها ...عقله اقتنع ولكن قلبه لا...

اقتربت ميار من ادم ودموعها تنساب علي وجنتها وتقول؛

-ايوة ميار حبيبتك يا ادم ...أنا رجعت عشانك ...

تمالك نفسه بسرعة وقال:

-ميار روحي من هنا لو سمحتي ميصحش ...أنا راجل متجوز ...وانتِ كمان لو حد شافنا مش هيبقي حلو عشانك ولا عشاني ...يالا روحي ...

انسابت دموعها اكثر وهي تشهق وتقول:

-حاولت انساك كتير مقدرتش ...انت كنت معايا في كل وقت يا ادم ...قلبك كان معايا و...

قاطعها بجمود وقال:

-قلبي معايا هنا ...مش معاكي ولا حاجة ...وكل اللي بيننا انتهي يا ميار بإرادتك انتِ ومقدرش الومك لان ده حقك ...حقك تتجوزي الإنسان اللي يقدر يسعدك...وانا كمان حقي اتجوز والحمدلله راضي بحياتي جدا وانتِ وجودك مش مرحب بيه ابدا ...فياريت تروحي من هنا ...اللي بتعمليه غلط في حقك وحق جوزك وحق مراتي كمان ...هي مش هتكون مبسوطة لما تشوفك هنا ...

-بتحبها ؟!

قالتها ميار فجأة وقلبها يرتعش من الخوف ...كانت مرتعبة أن يرد بالإيجاب وان ينس*ف أي أمل لديها ...

رد آدم دون اي تردد :

-اللي بيني وبين مراتي أكبر من أي حب ...يكفي اني اختارتها تشيل اسمي ده بيوضح مكانتها في قلبي ...

-طب وانا يا ادم ...أنا ...

تنهد وهو ينظر إليها ...يشعر بالاخت*ناق ...هذا ليس صوابا...ليس عدلا أن تفعل بزوجها هذا ...اشاح بوجهه عنها وهو يطرد بقايا المشاعر المعلقة بقلبه جهتها ويقول:

-احنا مفيش بيننا أي رابط يا ميار ...كنا مرتبطين ومحصلش نصيب ...قصة بتحصل عادي كتير ...لكن بيني وبين مراتي رابط كبير...رابط عظيم ...بيننا ميثاق غليظ وانا بحترمها ووجودك هنا هيضايقها.فلو سمحتي بكرر امشي مش عايز استخدم أسلوب يضايقك مني ...

لكن ميار امامه ...كانت تبكي بقوة ...تعرف انها تؤثر به بطريقة ما ...ولكن ادم بمهارة اخفي تأثره وهو ينظر إليها ...تلك الغب*ية سوف تورط نفسها...والدها لو عرف بقدومها هنا بالتأكيد سوف يقت*لها ...وزوجها أيضا لن يمرر هذا علي خير ....

-انا ه*ديت حياتي عشانك يا ادم ...ورجعتلك وانا بترفضني ...ليه بتعمل كده ...عايزني ام*وت ...أنا عارف أنك بتحبني أنا ...أنا وبس ومراتك دي ...

-مدام ميار لو سمحتي ..

قالها ادم بنفاذ صبر ثم اغمض عينيه وداخله يرتعش ...كان منفعل للغاية ...انهيا*رها يؤثر به ...ولكنه ما ان شعر انها سوف تهين مهرا حتي غلت الدماء داخل عروقه...هو حقا لا يفهم ما به ...وما تلك المشاعر المتناقضة !!!سوف يج*ن بكل تأكيد ...

زفر بتعب وقال:

-يا بنت الحلال انتِ متجوزة ...اللي بتعمليه ده غلط هيأ*ذيكي ...لو سمحتي امشي من هنا أنا مش عايزة ازعلك احتراما للجيرة اللي بيننا ...جوزك لو ...

-انا سيبت جوزي عشانك !!

قالتها فجأة وهي تقترب اكثر ...كانت عينيها تلمع بالأمل وتقول:

-بجد يا ادم...أنا سيبته خلاص ...قولتله بصراحة اني بحبك ...

نظر إليها ادم بصدمة وكأنها فقدت عقلها ثم اكملت:

-ابويا بيجبرني ارجعله بس أنا مش عايزة ...أنا عايزاك انت وبس وممكن نتجوز و ..

-بس ..بس .بس اسكتي ...

قالها ادم بعصبية وهو يحك رأسه بتوتر ثم صرخ بها :

-انتِ اتجننتي يا ميار ...ازاي تد*مري حياتك بالشكل ده ؟!!

انسابت دموعها اكثر وقالت:

-عشان بحبك ...بحبك اووي يا ادم !!


.........

-اهي شايفة بتقوله بحبك من غير أي كسوف ...أنا لو منك أعمل منها محشي ورق عنب ...روحي يا بت دافعي عن جوزك من البت الصفرا اللي عاملة زي عود القصب دي ؟!

قالتها ليلي وهي تمسك ذراع مهرا ...اش*تعلت عيون مهرا بالغضب وقالت:

-انا هوريها ...

ثم نظرت الي ليلي وقالت:

-انتِ مش هتيجي تضر*بيها معايا ...

-لا لا..أنا هستناكي تحت الترابيزة وهشجعك ...يالا يا مهرا ربنا معاكي يا حبيبتي ...

ثم بسرعة ذهبت ليلي وجلست تحت المنضدة تراقب ما سوف يحدث بتسلية ...

اتجهت مهرا بغضب حيث يقفان ...انتبه ادم الي مهرا القادمة كالاع*صار وكاد أن يتحدث الا انه بهت وهو يري مهرا تشد ميار من شعرها...

-بتقولي لجوزي بحبك يا بج*حة  !!!

صرخت بها مهرا وهي تشد ميار من شعرها ...صرخت ميار بفزع بينما مهرا تشد شعرها بغل وتكمل :

-ده انا مراته مقولتهاش ...

-مهرا كفاية !!

صرخ ادم وحاول ان يفصل بينهما ...صرخت مهرا في وجهه وقالت:

-سيبني يا ادم ...والا اقسم بالله لأسيبها وامسك فيك انت ...ايه عاجباك عشان بتتمايص عليك ...

ثم طرحتها مهرا علي الأرض وهي ما زالت تن*تف شعرها كأنها دجاجة وصرخت بها:

-هو انتِ فاكراني عشان غنية  ومتدلعة مش هعرف اضر*بك ...لا يا حبيبتي ده أنا هعاملك معاملة الفراخ قبل الشوي والله لأمو*تك...

-الحقني يا ادم ..

صرخت ميار وهي تبكي ليشد ادم مهرا ويحملها وهو يصرخ بميار:

-اطلعي من هنا بسرعة ...

نهضت ميار بصعوبة وخرجت ...

امسك ادم مهرا وجعلها تواجهه حتي اصبح وجهه قريب من وجهها ...احمر وجه مهرا بقوة وهي تراه بهذا القرب...قال ادم من بين اسنانه:

- ايه اللي هببتيه ده ؟!

لم ترد عليه بينما اتاه صوت ليلي وهي تقول:

-بوسها ياض...

ترك ادم مهرا وهو يجد ليلي فجأة تخرج من أسفل  المنضدة الكبيرة الموضوعة في الورشة ...هز رأسه وقال:

-ايوة فهمت دي فكرتك انتِ صح ...والله لاوريكي يا ليلي .

ثم ركض نحوها لتركض هي خارج الورشة وهي تصرخ بخوف!!!

ركض ادم وقبل ان تبتعد امسكها من شعرها وقال بغضب:

-رايحة فين ...هتجري في الشارع يعني ...انتِ اتج*ننتي يا ليلي!!

هزت رأسها وهي ترتعش بخوف وتقول؛

-لا ابدا يا ابيه ...دي مهرا مش أنا ...هي لما سألتني عن ميار قولتلها انها حبيبتك القديمة وهي اللي قالت هض*ربها ...

جذبها ادم خلفه وهو يقول:

-هو انتِ فاكراني عبيط يا ليلي ...أنا عارف ان دي فكرتك ...محدش بيفكر في الافكار المتخ*لفة دي غيرك ...

وقفت مهرا امامه وهي تضع يديها في خصرها وتقول:

-متخ*لفة؟!معلش عايزني أعمل ايه وانا شايف واحدة بتتمايص عليك ...

-بتتمايص؟!

قالها وهو يرفع حاجبه بدهشة ويقول:

-انتِ بتتعلمي الكلام ده ازاي ؟!

-انا علمتها ..

قالتها ليلي بفخر ...

هز آدم راسه ثم سحب مهرا وليلي وقال:

-قدامي علي البيت انتوا الاتنين وديني لأوريكم ...

دفعته مهرا وصرخت:

-يا بج*احتك ...يعني بعد ما شوفتكم سوا ابقي أنا اللي غلطانة يا ادم؟!!مش كفاية بتخو*ني ...

-بخ*ونك ايه اللي يخربيتك انتِ عايزة تلبسيني مصي*بة ...أنا كنت بطردها قبل ما حضرتك تيجي وترنيها عل*قة ...يا مهرا الله يهديكي يالا نروح البيت ..كفاية اللي حصل ربنا يستر وميكونش حد شاف السيرك اللي عملتوه هنا ...

-عاجبك اخوكي يا ليلي ...عاجبك اللي بيعمله فيا...

-كلهم مصطفي ابو حجر والله يا اختي ...يا بت  خو*نيه زي ما بيخ*ونك أنا ممكن ...أه ...

صرخت ليلي وادم يشدها من شعرها وقالت 

-خلاص بالله عليك يا ابيه أنا اسفة ...

-تعالوا علي البيت يالا ...

قالها بغيظ بينما يترك شعر ليلي ليذهبان امامه...ابتسم ادم ابتسامة غريبة وهو يدرك ان مهرا تغار عليه

........

في احد المتاجر الضخمة لبيع وتأجير فساتين الزفاف ...

كانت تقف امام مراة البروفة وهي تتطلع الي انعكاسها بسعادة ...كان قلبها يخفق بقوة وهي تري نفسها في فستان الزفاف الرائع ...لا تصدق انها تعيش تلك السعادة...لا تصدق انها ستحصل علي حبها قريبا ... ابتعدت قليلا وهي تدور حول نفسها وهي تضحك بمرح ...كان الفستان يلائمها كثيرا ... فستان ابيض رائع بتصميم فاخر يسلب العقل ..كما أنه ينتهي بذيل طويل ...كان الفستان باكمام طويلة  أيضا  وهذا بطلب من احمد الذي حذرها من ارتداء شئ عاري...وقد احبت هذا ...احبت الحماية التي يفرضها عليها احمد ...احمد غيرته المجن*ونة عليها...وبالتأكيد هو سوف يفقد عقله عندما يراها بفستان الزفاف  ....فقد كان هذا الفستان يشبه فستان احلامها بكل تأكيد  ...

-بجد واو ...شكلي حلو اووي ...

قالتها حياة وعينيها البنية تبرق بسعادة ...شعرت ان الدموع تتصاعد بعينيها من فرط سعادتها ...قلبها يؤل*مها من فرط سعادتها ...تخاف ان تغمض عينيها وتفتحها وتكتشف ان هذا مجرد حلم ...حلم جميل ليس الا...

وضعت حياة كفها علي صدرها وهي تغمض عينيها كان قلبها يدق بقوة لا مثيل لها لا تعرف ولكنها تشعر بخوف غريب يع*كر عليها سعادتها ...تشعر ان كل هذا سوف يختفي ...تشعر ان قريبا سوف تنك*سر سعادتها ...لا تعرف لماذا تشعر بهذا !!كل شئ بين يديها ...احمد يحبها ...وهي الآن تقيس فستان زفافها...الشقة جاهزة وكما انها تعرفت علي والدة أحمد وهي لا تمانع ابدا ...اذن لماذا هذا الخوف...الخوف مما ينتظرها ...هي تعرف انها لن تنال السعادة بتلك السهولة ابدا ...تعرف انها سوف تع*اني ...فما فعلته بمهرا لن يمر ابدا بسهولة ...نعم هي تعترف انها اخطأت ...لقد اعماها حق*دها علي مهرا لان احمد يحبها ولكن ما ان ارتبطت بأحمد وكل تلك المشاعر السلبية تجاه مهرا اختفت كأنها لم تكن موجودة من قبل ...ولكنها ما زالت متيقنة ان الله سوف يعا*قبها لانها سلمت مهرا لمروان وهي تأمل بشدة الا يكون عقا*بها في احمد ...والا  حياتها سوف تتد*مر نهائيا ....سيطرت علي انفعالاتها وهي تطر*د الشعور بالذ*نب بسبب ما فعلته مع مهرا ...علي كل حال مهرا تزوجت الآن ويمكن ان تكون حقا سعيدة ..هذا كافي لها ...هكذا حاولت اقناع ضميرها الذي بدأ يستيقظ ...ثم هزت رأسها وهي تطر*د كل تلك الافكار من راسها وترجع للخلف وهي تعاين فستان الزفاف جيدا ثم قالت بسعادة:

-خلاص هأخده ...هو ده اللي انا عايزاه ...

....

بعد قليل كانت قد اشترت الفستان ووضعته في حقيبة كبيرة ثم خرجت لأحمد الذي ينتظرها وينظر الي ساعته بملل ...ابتسامة رائعة زينت شفتيها وهي تقترب بهدوء منه وتقول بصوتها الرقيق :

-اتأخرت عليك يا حبيبي ...

نظر إليها بضيق طفولي وقال :

-كل ده عشان تختاري فستان يا حياة ...بقالك ساعتين جوا حرفيا ...لولا أنك طلبتي مني مدخلش كنت دخلت وجبتك من جوا واكتفينا أننا نعمل كتب كتاب ..

ابتسمت وهي تنظر إليه وقالت:

-واهون عليك يا بيبي ...

ضحك وقال:

-المشكلة أنك مش هتهوني يا نصابة ... طبعا مقدرش معملكيش فرح كبير يليق بجمالك واقول ان دي مالكة قلبي وحياتي ...

ابتسمت بسعادة له ثم ضمته بقوة وهي تقول:

-احمد أنا بجد بحبك ...بحبك اووي ...اوووي يا احمد ...أنا فرحانة اووي

ابعدها برفق وقال:

-وانا كمان فرحان يا حبيبتي. ..المهم اختارتي فستان حلو ...

برقت عينيها البنية وقالت:

-اختارت فستان يجنن حرفيا يا احمد 

-بجد نفسي اشوفه ..

ابتعدت وهزت رأسها قائلة:

-لا لا...ممنوع عشان ده فال وح*ش ...

ضحك علي تفكيرها وقال:

-براحتك يا ستي مع ان كان نفسي اشوف ..

-تشوفه في فرحنا بإذن الله ..

-بإذن الله ..

قالها وهو يسحبها خلفه..

......

ولج ادم الي المطبخ حيث تقبع مرام تصنع كعكة الشيكولاتة التي تحبها....كلما احست بتوتر او حزن تفعل هذا ..ابتسم ادم وهو يراها تعمل دون ان تنتبه إليه ...وجهها جامد قليلا وعابس أيضا بدت وكأنها تحاول التركيز فيما تصنعه...هل يا تري تعرف بأمر أنس ...لقد أُصيب بالصدمة عندما كلمه مديرها واخبره انه يريد ان يتقدم لشقيقته ...ارتبك لعدة لحظات وهو لا يعرف بما يرد ....ولكنه اعطاه ميعاد هذا المساء ويجب أن يسمع رأي مرام وان رفضت سوف يقنعها ان تترك العمل بشركته ..فسوف يكون محرج جدا ان تعمل بشركة الرجل الذي رفضت الزواج منه ...

-مرام ..

قالها ادم بهدوء...تركت مرام ما في يديها وارتشع قلبها داخل صدرها وهو تدرك ما سيقوله لها آدم ...لقد صدمها أنس وهو يطلب من آدم يدها...دون اي تفكير ...دون اي تخطيط هكذا اتصل بسهولة بشقيقها واخبره انه يريد أن يتزوج مرام ...بدا مصرا للغاية وكان استقالتها هي من اش*علت الفتيل وجعلته يتحرك بسرعة...المشكلة ان مشاعرها مشوشة للغاية ...لا تعرف هل هي سعيدة ام لا ...خوف غريب ينه*ش قلبها ..لا تعرف سببه ...تشعر انها سوف تعاني كثيرا مع أنس ...سوف تت*ألم وهذا ما يجعلها خائفة من اتخاذ القرار ولكن يوجد جانب منها سعيد للغاية ...جانب يطير من السعادة ...سعيدة للغاية لانه طلب الارتباط بها ...حقا لا تعرف ماذا تريد ويجب أن تحسم امرها ولا تكون بكل هذا التشوش ...بالتأكيد ادم اتي ليأخذ رأيها وهي يجب ان تعطيه رأي  ثابت ..فهي ليست مراهقة لا تدري ماذا تريد ...هي امرأة ناضجة شارفت علي الثلاثين يجب أن تعرف ماذا تريد بالضبط ...ويجب أن تفكر جيدا في قرارها فهي تعرف انها إذا رفضت أنس...ادم بكل تأكيد سوف يطلب منها ان تترك العمل 

-مرام روحتي فين ؟!

قالها ادم لشقيقته الشاردة فابتسمت وقالت:

-معاك يا حبيبي خير فيه حاجة ؟؟

ابتسم وقال:

-يعني انتِ مش عارفة يا مرام ...

ابتلعت ريقها وهي تنظر إليه بينما شعرت باللون الاحمر يزحف لبشرتها ...تأكد ادم الآن ان هناك مشاعر بقلب مرام ..شقيقته لم تحمر هكذا امام ابدا ...كان الخجل جليا عليها...كان حقا مصدوما ان مرام قد تمتلك مشاعر كتلك !!حسنا هي تزوجت من قبل ولكن لم يري تلك المشاعر لسامر ابدا علي الرغم من انها قالت للجميع انه تريده...لكن الآن عيني مرام تفض*حها تماما ...

-لا عارفة يا ادم ..

قالتها مرام أخيرا وهي تتنهد بينما تحاول الهرب من عيني شقيقها التي ترصد كل رد فعل منها ...طالما حافظت علي نفسها صلبة وغامضة لم تظن ابدا ان سيأتي يوما وستكون مشاعرها ظاهرة بوضوح علي وجهها ...ما تلك المشاعر العني*فة التي تربطها بأنس ...هي حقا خائفة للغاية ...

ربع ادم ذراعيه وقال:

-تعرفي انه طلب يشوفني النهاردة عشان حابب يتقدملك ؟!

هزت رأسها بهدوء وقالت:

-ايوة عارفة يا ادم ...

-طيب وايه رأيك...موافقة ولا لا ...

تنهدت وهي تقول:

-مش عارفة يا ادم ...حقيقي مش عارفة..

.حاسة اني دماغي واقفة خالص ....

امسك كفها وقال:

-قلبك عايز ايه يا مرام ...أنا عارف أنك مبتحبيش انه يتحكم فيكي ...بس المرة دي لازم تفكري فيه ...قلبك عايزه ولا لا 

احمرت ولم ترد ففهم هو :

-طيب ايه اللي مخليكي خايفة منه كده ...هو سمعته و...

-لا خالص ..

قالتها بسرعة ثم اكملت :

-بس هو غامض...حاسة اني معرفهوش يا آدم ...حقيقي مش عارفة اختار ...مش عارفة ...

اقترب وقبل رأسها قائلا:

-عموما هقابله النهاردة واسمع منه وصلي استخارة وربنا يقدم كل خير بإذن الله .

.........

امام التلفاز ...

كانا يجلسان سويا ...يضمها سامر بقوة بينما يشاهدان احد الأفلام الرومانسية...كان يضم كارما إليه ...يقبل رأسها بين الفينة والاخري وهي تغمض عينيها بسعادة كبيرة ...قلبها يطير من السعادة ...تلك اللحظات الثمينة التي تعيشها معه تشعرها انها قد ولدت مجددا!!

لا تصدق ان سامر اصبح محب لتلك الدرجة معها ...فهي لم تنال منه الا الاز*دراء والق*رف منه !!!

كما أنه اعترف له بحبها ...حسنا تعلم انه يك*ذب عليها ...فهي لم تري لمعة الحب بعينيه ...لم تري ارتعاش شفتيه ...لم تشعر بخفقات قلبه وهو يقولها...ولكن لا بأس ...

فكرت وهي تشعر بالأمل داخلها...هو بالتأكيد سوف يحبها ...هي سوف تفعل حتي يقع في حبها بقوة ...لن تستسلم ابدا ...لقد رأت الامل به وسوف تتمسك به للنهاية ..

نظرت إليه ورفعت وجهها ثم قبلته برفق علي وجنته وهي تغمغم :

-انا بحبك...

ابتسم وقال بشرود:

-وانا كمان يا حبيبتي ..

تنهدت وهي تكتم حس*رتها ...تعرف انها عاهدت نفسها الا تفقد الأمل ولكن يق*تلها بروده في الرد ..ابتلعت ريقها وهي تحاول فتح حوار معه :

-بس تصدق يا سامر ...

قاطعها سامر وقال:

- ششش يا كارما عايز اشوف الفيلم...

شعرت بأل*م في قلبها ولكنها صمتت بإحراج ...لم تكن تريد أن تكبر هذا الموقف وتعطيه اهتمام ...ولكن حقا كلمته تلك قد جر*حتها ...من غير أي شئ هي تشعر انها ثقيلة عليه ...فعندما يعاملها بتلك الطريقة يجعل الامور تسوء اكثر ...صمتت بحزن وهي تشاهد معه التلفاز ...

تنهد سامر وهو يشعر انه جر*حها من جديد ولكن احيانا يشعر انه لا يطيقها ...هو يحاول ...الله وحده يعلم انه يحاول أن يسعدها ولكن قلبه غير راضي عنها ...ماذا يفعل ماذا ...كيف يدخلها قلبه العنيد ...كيف يحبها ...هو يعرف انه يريدها في حياته ويتمسك بها بشكل غريب ولكن الحب...الحب ما زال بعيد المنال ...تنهد بتعب وهو يقبل راسها وقال بتوتر:

-متزعليش مني ...

هزت راسها وهي تكتم حزنها داخل قلبها وقالت وهي تدعي المرح:

-لا يا عم مش زعلانة ...أنا عن نفسي لما اكون مركزة في حاجة زي فيلم او كده مبحبش حد يشغلني ...فعندك حق يعني ...

ابعدها عنه وهو يقول:

-لا مفيش حاجة هتشغلني عنك وعد...اسف علي اسلوبي من شوية ...

ابتلعت ريقها وقالت:

-انا خايفة يا سامر 

عقد حاجبيه بحيرة وقال:

-خايفة من ايه ؟!..

ابتلعت ريقها وقالت:

-خايفة ان بعد ده كله تقلب عليا ...تك*سرني وتبعدني عنك تاني ...خايفة اوووي يا سامر ...أنا عارفة أنك لحد دلوقتي محبتنيش ...ومش مستعجلة أنك تحبني ...بس متبعدنيش عنك لو سمحت لان وقتها أنا هن*هار وهتعب ...أنا حاسة خلاص ان بدأت ابقي سعيدة وعايزة ابقي سعيدة كده ...عايزاك تعاملني كويس ...مش عايزاك تك*سر فيا كل شوية ...

بدأت دموعها بالإنسياب بشكل يحط*م القلب ...مسح هو دموعها وهو عاجز عن الكلام ...صحيح لقد فعل اشياء بش*عة لها ...لقد تفنن في تعذ*يبها هو لن ينكر هذا ولن يتملص من فعلته تلك ...هو عاملها بسوء وسوف يعترف ...وكم يريد الا يفعل هذا مجددا ...يتمني ان يطيب خاطرها ويعوضها عما فعله به ...

-انا آسف علي اللي عملته يا كارما ...آسف عشان حسستك بكده ..أنا كنت انا*ني وبش*ع ..بس خلاص وعد مش هأذ*يكي تاني ...ههتم بيكي واعاملك كويس وحتي لو مجاش الحب هيكون ليكي في قلبي كل احترام...

كلمته الأخيرة خيبت املها ولكن احترمت كونه صريحا معها ...لمس وجنتها بحنان وقال:

-ايه رايك بعد مدة كده تأخدي إجازة من الشغل ونسافر يومين مع بعض ...بعيد عن هنا ؟!

ابتسمت وهي تقول:

-موافقة طبعا ...

ضمها إليه مجددا وهو يستكملان مشاهدة الفيلم

.........

جهز ادم ملابسه كي يستحم ويخرج ويقابل أنس...ولج الي الحمام لتلج مهرا خلفه وتغلق الباب ...

-ايه اللي انتِ بتعمليه ده ؟!

قالها ادم بصدمة لتربع ذراعيها وتقول:

-مش هتخرج من هنا الا لما نتكلم ...

-نتكلم في ايه يا مهرا ؟!!

قالها بنفاذ صبر ثم اكمل:

-حقيقي انتِ النهاردة مش طبيعية ...ايه قعدتك مع ليلي بهتت عليكي ولا ايه ؟! 

-صحيح ميار حبيبتك القديمة ؟!

قالتها بغيرة فشلت في اخفاؤها ...لا يعرف ولكنه اعجبه للحظة انها تغير عليه ...فما فعلته الآن ادهشه كثيرا ...وما ادهشه اكثر انه لم  يغضب بسبب ما فعلته بميار ...بالعكس تماما شعر بسعادة غريبة ...هو حقا لا يفهم نفسه ...هل طريقه ينحرف ...هل حياته مع مهرا قد تتخذ طريقا آخر ...

كل تلك الاسئلة كانت تدور في عقله وهو صامت ينظر الي مهرا بشرود ...عبست مهرا وهي تجده شارد ...بالتأكيد يفكر بها....هو يفكر بها ...فكرت بغيظ وقد لمعت عينيها بالدموع وصرخت:

-ايه هو السؤال صعب ولا حاجة ...شايفك بتفكر فيه اووي يعني ...ولا أنا فكرتك بذكرياتك الرومانسية معاها...

-عايزة ايه يا مهرا ؟!

قالها بتعب 

لترد :

-انطق دي حبيبتك القديمة ...

-مش ليلي قالتلك انها هي اللي كنت مرتبط بيها ...ليه بتسأليني ...

-يعني حبيبتك !!!

قالتها بعصبية ... فرد هو :

-القديمة ...القديمة يا مهرا ...القديمة يا حبيبتي...كنا مرتبطين ومحصلش نصيب لاني مكانش معايا فلوس اتجوزها ...قصة تقليدية بتحصل في مصر كل يوم ...ايه الغريب في كده ...

-الغريب يا استاذ انها عايزة ترجعلك دلوقتي بعد ما اتجوزت انت ...عرفت ايه هو الغريب ...

-انتِ شايفاني يعني همو*ت عليها ...وبعدين انتِ ضر*بتيها يا مهرا 

-كانت بتقولك بحبك ..بحبك عايزني اعمل ايه يعني لما اشوف واحدة بتقول لجوزي بحبك ... اروح اخطبهالك مثلا !!!

كانت  مهرا تصرخ بآدم نافذ الصبر ليقول هو :

-ميار متجوزة يا مهرا وبتمر بمش*اكل متاخديش علي كلامها ...وهي خلاص انتهت من حياتي مكانش ليه لأزمة انك تمدي ايدك عليها ....

اتسعت عيني مهرا بغضب وقالت:

-عندك حق  اشوف واحدة بتتمايص علي جوزي وتقوله بحبه واسكت حاضر ...صحيح جوازنا مز*يف بس تحترمني زي ما أنا بحترمك...

تنهد آدم بضيق وقال:

-طيب خلاص ...ممكن بقا تطلعي ...

-انت بتطر*دني يا آدم !!!

امسك ادم ذراعها وقال:

-يا مهرا احنا في الحمام وانا عايز استحمي عايز شوية خصوصية ممكن ...

أبعدت يديه وهي تكتف ذراعها وقالت:

-لا مش هخرج ...أنا هقعد هنا ...

-هتتفرجي عليا يعني ؟!

قالها ادم بصدمة ...لتهز هي رأسها بغ*باء غير مدركة قصده بالفعل ....شعر ادم بالتوتر وأمسك ذراعها وقال:

- أيوة ايه ؟!!بطلي هبل يا ماما واطلعي من الحمام ورايا ميعاد مهم  ...

ثم فتح باب الحمام وكاد أن يخرجها إلا أنه تجمد وهو يري مرام تنظر إليهما  بصدمة وتقول:

-كنتوا بتعملوا ايه في الحمام انتوا الاتنين!!!!

شحب وجه ادم وهو يحاول أن يوضح لشقيقته الحقيقة....يا الله ما هذا الاحراج ...

فكر ادم وهو عاجز تماما عن الرد 

اقتربت ليلي وهي تمسكها وتقول بخبث :

-راجل ومراته في الحمام هيكونوا بيعملوا ايه يا مرام ...بكرة لما تتجوزي هتفهمي يا حبيبتي ...سيبيهم بقا متبقيش عزول...كمل انت يا أبيه احنا ماشيين . .

-ليلي اخرسي وغوري من وشي ..

صرخ بها ادم لتضحك ليلي وهي تستفزه وتسحب مرام خلفها وتذهب ...اشار ادم لمهرا وقال:

-عاجبك الفضا*يح.دي يا هانم ...يقولوا ايه عليا دلوقتي ...روحي يا مهرا الله يصلح حالك أنا عايز استحمي ...يالا امشي دلوقتي ..ليدخل هو الحمام ويغلق الباب ...

-ماشي يا ادم أنا هوريك !

قالتها مهرا بغضب ...

.......

-انا بشكر حضرتك جدا أنك وافقت تيجي وتقابلني ..

قالها أنس لآدم وهو يبتسم له بلطف ...بادله آدم الابتسام وداخله يرتاح لهذا الشاب علي عكس سامر نهائيا...فهو لم يرتاح لسامر ابدا واخبر شقيقته بهذا ولكن مرام كانت تريد أن ترتبط له فلم يمنعها او يجبرها ...ولكنه كان دوما ينصحها...ولكن هذا الشاب مختلف تماما ...آدم استلطفه منذ أول مرة راه بها عندما اتي لزيارة والدته...كما أنه يشعر من كلام مرام انها حقا مرتاحة لها ... ربما تحاول انكار هذا ولكنه يفهم شقيقته ويعرفها رغم الغموض الذي يحيط بها ...ولكنه أيضا يريد ان يتريث فمرام قد تكون مشتتة الان لا تدرك ماذا تفعل ...فان قررت ان تعود لتحتمي بالجليد سوف يسوء كل شئ...

نظر أنس ألي ادم وهو يشعر بالتوتر ...كان يريد ان يتكلم ولكن الكلمات تتوقف في حلقه ...يجب أن يكون حذرا كي لا يد*مر كل شئ...هو قرر ان يكون صريحا للنهاية...هو الآن يعرض حياته الهادئة لاعا*صير بسبب قرار ارتباطه بمرام ...ولكنه ادرك انه لا يستطيع أن يفلتها من يده ...لا يستطيع .. هو يعشقها بطريقة لم يعشق بها احد الا ملك وشقيقه...لقد نالت مرام مكانه عالية في قلبه ان تركها سوف يم*وت لهذا يجب أن يقنع شقيقها ...يخبره بمخاوفه ...بظروفه ربما  ادم يقدر ويساعده وادم يبدو حقا شخصا طيبا للغاية وسوف يساعده ...عندما شعر أنس ان الصمت قد طال وكل منهما غارق في افكاره تكلم وقال:

-لا مؤاخذة يا استاذ ادم تحب حضرتك تشرب ايه؟!

فتح آدم فمه كي يرفض ولكن انس قال:

-لا والله يا استاذ آدم لازم تشرب ميصحش...قول لو سمحت تشرب ايه...

ابتسم ادم وقال :

-ان كنت مصمم حابب أشرب شاي ...

هز أنس رأسه وقال :

-دادة نعمة لو سمحتي اعملي لينا كوبايتين شاي من ايديكي الحلوين دوول ...

ابتسمت نعمة وقالت:

-عيوني يا ابني ...

ثم ذهبت ليقول أنس بترحاب:

-نورتني أنا بشكر حضرتك جدا أنك وافقت تيجي وتقابلني ...حقيقي أنا...أنا موجود مبسوط اوووي وبشكرك ...

نظر ادم الي أنس وادرك توتره علي الفور ...ابتسم وقال مازحا:

-انت شكرتني كذا مرة يا استاذ انس ممكن ندخل في المهم ...

ابتلع انس ريقه وقال:

-انا هكون صريح.معاك ..أنا جوايا مشاعر قوية لأخت حضرتك انسة مرام ...قوية لدرجة اني حاولت كتير اطر*د المشاعر دي ومقدرتش ...وانا للأسف غلطت واعترفت ليها وعشان ابعدها عنها نقلتها قسم بعيد عني ...

نظر أنس بتوتر الي ادم وقال:

-انا عارف اني غلطت لما اعترفت  ...بعترف بغلطي مش هنفيه عني ...بس حقيقي رغم ده كله مقدرتش انساها ...

-طيب وليه حابب تنساها ...

قالها ادم فجأة ثم اكمل قائلا:

-انا عارف ان مش من حقي اسال بس اسمحلي ايه اللي كان مانعك وقتها أنك تتقدملها ...

ابتلع ريقه وقال:

-ملك بنتي...

-انت متجوز 

قالها ادم بصدمة ليهز أنس رأسه وينظر الي ادم ...تنهد انس وهو يقرر ان يقول لآدم كل الحقيقة كي يجعل له ولمرام حرية الاختيار...

-بص يا ادم ...أنا ارتحتلك ..مش عشان اخو  آنسه مرام لكن بجد في راحة وقبول من ناحيتك غريبة ...عشان كده أنا هكون صريح واقول كل حاجة ليك. ..وانت وانسة مرام ليكم حرية الاختيار وده حقكم ...

-اتفضل قول ...

قالها آدم ببساطة... 

ليتنهد أنس وهو يقص عليه الحقيقة كاملة...

....

بعد  مرور بعض الوقت 

كان أنس قد انتهي من قصته تماما بينما ادم يرتشف الشاي وينظر إليه بحيرة ...هذا الرجل حقا عظيم ....لن يجد شخصا مثله لمرام ...ابتسم ادم وقال:

-ملك محظوظة بأب زيك.يا أنس...وانا هكون محظوظ لو حصل نصيب وناسبتك عموما أنا هقول لمرام علي القصة كلها واقولها عرضك وهي لها حرية الاختيار ..

-اكيد يا ادم وانا هحترم قرارها مهما كان

..............

عاد ادم متأخر قليلا ..كان يريد أن يتحدث مع مرام ويخبرها بما قاله انس ولكنه فضل ان يتكلم معها في الصباح ...فغدا الجمعة ولا يوجد لديها عمل...ليكن صريحا مع نفسه ..هو ارتاح كثيرا لهذا الشاب ...حقا عندما تحدث معه عن ظروفه وكيف انه اهتم بإبنة شقيقه جيدا وعاملها كأبنته تماما ...حار*ب من اجلها...وعقد صفقة مع خالتها...صفقة ظا*لمة برأيه فقط من اجلها ...من أجل الا تبتعد عنه او يعرض ملك لضغط المحاكم ...لقد اخبره انس انه سوف يفعل المستحيل ليجد حل يجعله يحتفظ بإبنته ويتزوج مرام وادم أيضا قرر ان يساعده...لقد قرأ ادم  كثيرا عن القانون كمان انه سوف يسأل محامي...سوف يساعده بكل ما يستطيع ...شعر ادم داخله ان هذا الشاب سوف يسعد شقيقته علي الاكيد...فهو مهذب ومضحي ...حنون وأصيل ...يتمني ان توافق عليه مرام ...هو يتمني ان تحصل شقيقته علي السعادة التي فقدتها بموت والدها ...فمرام كانت متعلقة كثيرا بوالدهم وعندما ما*ت ..انها*رت تماما ...

فكر آدم بيأس ثم اتجه الي غرفته كي ينام ...فتح الباب ليدخل واغلقه فجأة شهق وهو يجد مهرا امامه تنظر إليه وعينيها العسليتين مشبعتين بالغضب 

-سلاما قول من رب رحيم ..

قالها بخوف 

-شوفت عفريت حضرتك !!!

ابتلع ادم ريقه وهو ينظر الي غضبها ويقول:

-اه ..حاجة زي كده ...ايه اللي مصحيكي لحد دلوقتي ...

-كنت فين أكيد عندها صح ...

قالتها بغيرة فقال بإنفعال:

-عند مين ..انتِ اتج*ننتي ولا ايه ...أنا مش كده يا مهرا ماشي ...وبعدين شيلي ميار من عقلك مفيش حاجة بيننا ...

-انت لسه بتحبها يا ادم...لسه بتحبها!

قالتها مهرا بنبرة مخنو*قة بينما تحبس دموعها بقوة في سجن عينيها العسليتين ...

-مهرا بلاش كلام فارغ ...

قالها ادم وهو يحاول التهرب منها ...يحاول التهرب من حبها الذي يشع من عينيها ...

هزت رأسها وذهبت  لتقف امامه تمنعه من الخروج من غرفتهما وهي تقول :

-لا يا ادم مش هسمحلك تمشي قبل ما ترد علي اسئلتي ...قبل ما تريحني ...انت لسه بتحب حبيبتك القديمة ؟!لسه بتفكر فيها...لسه...

-ملكيش دعوة بالكلام ده...ملكيش دعوة بحياتي يا مهرا ...سيبيني في حالي لو سمحتي ..

قالها وهو علي حافة الانه*يار ...هي تضغط علي الج*رح بقوة ...هو مشتت الآن...لقد عادت ميار لحياته مجددا ...عادت وتسعي لاعادته بقوة ...صحيح انه مستحيل ان يعود إليها ولكنه لا يستطيع أن ينكر  ان الآن هو مشوش للغاية ...لا يعرف ماذا يريد ...

انسابت الدموع علي وجنتي مهرا وهي تقول بينما تشعر وكأنه مز*ق قلبها :

-بتحبها يا ادم ...ده باين في عينيك ...وللاسف أنا مقدرش اعيش بالشكل ده...

-يعني ايه مش فاهم...

قالها بحذر لتمسح دموعها وتقول بقوة:

-يعني انا بعفيك من اتفاقنا وعايزة اتطلق!!!!

شحب وجهه قليلا وهو ينظر إليها ...شعر بأ*لم كبير في قلبه  وهي تنطق تلك الكلمة ...وسرعان ما تخيل انها تتسرب من حياته ...لا يعرف ولكن التخيل وحده حط*مه ...شعر انه انا*ني للحظة ...يفكر بنفسه ...

-مهرا ايه رايك ننام وبكرة نتكلم أنا تعبان فعلا ...حرام عليكي ...بطلي الشك ده ...مفيش أي حاجة بيننا ...هي انتهت من حياتي من زمان. ..

لم تستطيع السيطرة علي دموعها وقالت:

-بس انت لسه بتحبها ..بتحبها يا ادم ...وانا ...أنا مليش مكان في حياتك ..ومش هستغرب أنا عارف انت شايفني ايه ؟!

-شايفك ايه يعني ؟!

قالها ادم بغضب ...

فشهقت بالبكاء وقالت:

-شايفني واحدة رخ*يصة و..

-اخر*سي يا مهرا متكمليش ...

قالها بإنفعال لتصرخ به وهي تضر*به علي صدره وتقول:

-لا انت شايفني كده عشان كده دلوقتي فرحان لما رجعتلك حبيبتك ..روحلها خلاص وسيبني في حالي سيبني ...

لم يدعها تكمل كلماتها الحمقاء ..جذبها اليه ثم رفعها كي تواجهه ثم الصق شفتيه بشفتيها يقبلها بجن*ون!!


الفصل العشرون (ليس أميرها)

نهض عنها بسرعة وهو يلهث...ابتعد قبل فوات الاوان وقبل ان يجعلها زوجته رسميا !!! ...لا يصدق انه انجرف معها بتلك الطريقة ...لا يصدق ان ضعفه تحكم به ...عينيه الزرقاء كانت مشبعة بالصدمة ...نظر ادم الي مهرا التي تصاعدت الدموع في عينيها ...وتمتم دون شعور ..

-انا آسف ...أنا آسف ...

ثم سحب قميصه الذي رماه بسرعة وارتداه وخرج مسرعا كان شيا*طين العالم تطارده!!!

...

كانت مهرا متسطحة علي الفراش وهي شاخصة عينيها لأعلي ...الجزء العلوي من منامتها مم*زق قليلا...شفتيها مر*ضوضتين بفعل وقبلاته المج*نونة وقلبها ما زال يخفق بعن*ف بينما هي تلهث بعنف ...كانت الدموع تنساب من عينيها وهي تتذكر كيف ابتعد عنها كالملسوع ...وكأنها ش*ر مق*يت اراد الابتعاد عنه ...شعرت انه يخاف علي نفسه من التل*وث...تصرفه اذ*اها بقوة ...شهقت فجأة ودموعها تنف*جر من عينيها اكثر ...كانت لا تستطيع ان تتوقف عن البكاء...لقد ادركت الآن مشاعره...هو لن يعتبرها ابدا زوجته ...هو لا يحبها ...يش*مئز منها ...هو مثلهم يعتبرها خاط*ئة...يظن انها فرطت في شر*فها بإرادتها !! ذلك التفكير رفض مغادرة عقلها...دف*نت رأسها في الوسادة وهي تبكي بعنف ...كانت شهقاتها تخرج متقطعة ..بينما تشعر بأ*لم عظيم في قلبها ...ا*لم لم تختبره من قبل ...لقد أحبت وتحط*م قلبها ...وتلك المرة تح*طم قلبها بقوة ...لن تُشفي جر*اح قلبها ...عرفت هذا ..

....

وقف ادم في صالة المنزل وهو يشعر بالصدمة من نفسه...يشعر بالصدمة لانه ض*عف أمامها بتلك الطريقة ...لو لم يتوقف في اخر لحظة كان سيجعلها زوجته رسميا ...

اتجه إلي المنضدة وجلس عليها بإن*هيار ...وضع كفه علي شفتيه واغمض عينيه وهو ما زال تحت تأثير تقاربهما...لم يشعر بهذا الشعور من قبل ...يشعر أنه غر*ق وليس هناك أي سبيل للنجاه ...اغرق وجهه في كفيه وهو يشعر بالصداع يكاد يف*تك رأسه ...ما الذي فعله ...كيف يفعل هذا ؟؟كيف يخ*ون الأمانة ؟!لقد وعد نفسه أنه سوف يحميها ويعيدها الي عائلتها سالمة...فكيف حدث هذا ...

-ادم ...

صوت ضعيف قطع حبل أفكاره ...رفع ادم رأسه ليجد والدته أمامه ...حاول ان يبتسم ولكن الابتسام تطلب جهدا كبيرا منه ..جهدا لم يمتلكه في الوقت الحالي ...من نظرة واحدة عرفت والدته ما الذي يمر به ابنها ...عرفت أن هناك شئ خاطئ وهذا الشئ يتعلق بمهرا ...هي تفهم ابنها جيدا أليس هي من ربته ...هي تفهمه أكثر من أي شخص آخر ..جلست بتعب علي المقعد المجاور له وتقول:

-ايه اللي مصحيك دلوقتي يا آدم ...

اخيرا استطاع ان يبتسم وقال:

-عادي يا أمي مش جايلي نوم ...ومرهق شوية ...المهم أنتِ ليه صاحية روحي نامي ...

ابتسمت وهي تقول :

-حسيت بيك فطلعتلك يا ادم ...

تنهد هو بتعب وقال:

-انا تعبان اووي يا امي ...حاسس ان الدنيا حواليا متلغبطة ...مش عارف انا عايز ايه ...وخايف اقع في غلط اني اظل*م حد معايا ...خايف اخد قرار واد*مر الشخص اللي معايا ...

-تقصد مهرا ؟!

سألته ولكن الأمر لم يكن مجرد سؤال ...بدت متأكدة للغاية ...تنهد هو ولم يتكلم لتكمل هي :

-انا عارفة ومتأكدة أن جوازك من مهرا ليه سبب معين ...مش جواز حب ...بس انا مش عايزة اعرف السبب ...بس دلوقتي يا ابني انت حبيتها !!

نظر إلي والدته بصدمة لتبتسم وتقول:

-عينيك دلوقتي بتلمع ليها ...عكس اول ما اتجوزتها ...كنت بحس في الاول أنها مفروضة عليك ...لكن دلوقتي اللمعة اللي في عينيك ليها بتقول انك بتحبها اووي ...

ابتلع أدم ريقه ولم يتكلم ..لتنهض هي وتربت علي كتفه قائلة:

-احنا بنعيش مرة واحدة يا آدم مضيعش سعادتك من ايديك ...امسك فيها كويس...

......

كان يمسك صورتها  والدموع تنساب من عينيه.....لقد ابتعدت عنه ...غادرته دون رجعة ... اختارت ادم وتركته هو ...قلبه كان يؤ*لمه ...كان حقا يمو*ت من الأل*م ...هو من رباها ...شاهدها وهي تكبر ..دللها واحبها اكثر من حياته فكيف يأتي ادم بتلك السهولة ويخ*طفها منه ..كيف ؟!وكيف تختاره بتلك السهولة ...كان قلبه يتم*زق من الحزن عليها ...هي اختارت ادم ...امسكت بكفه وتركت كفه هو ...بعد كل ما فعله...لقد حاول دوما ان يسعدها...

ولجت مروة الي المكتب وهي تري عمها في تلك الحالة علي الرغم ما فعله الا انها تشفق عليه كثيرا ...دموعها كانت تتساقط...لقد عرفت ان مهرا اختارت ادم وتركته هو ...رغم ما فعله جابر عزام الا انه حقا احب مهرا ...احبها اكثر من أي شئ آخر ...هو فعل المستحيل لإسعادها...وكما انه من انقذها من الفض*يحة التي كادت ان تحدث لها بمساعدة ادم ...رباه هي مم*زقة ما بين الغضب منه والشفقة عليه ...عمها رجل كبير ولن يتحمل ان تبتعد عنه مهرا...اذن ماذا تفعل ؟!هل تكلم مهرا...هل تحاول اقناعها ان تكلم جدها ...هل تفعل هذا ؟!...

كانت مروة محتارة ماذا تفعل ...

-عمي. .

قالتها مروة بحزن ...

مسح جابر دموعه وقال:

-بنتك اختارت ادم يا مروة ...بنتك فضلته عليا ...

نظرت مروة لأسفل وقالت:

-اللي سمعته صعب يا عمي !!!

نهض جابر وهو يصرخ ويقول:

-انا اللي ربيتها يا مروة ...أنا اديتلها الحب والرعاية والاهتمام ...أنا اللي اهتميت بيها ...أنا اللي بروح الم مص*ايبها يبقي ده جزاتي في الاخر يا مروة ...تبعد عني وتنفيني من حياتها !!!

ابتلعت مروة ريقها تشعر بالآسي علي عمها ولكن داخلها لا تلوم مهرا ...فما فعله جابر كان قاسي للغاية ...المشكلة أنه لا يعترف ابدا أنه أخطأ في حق حسناء ...دوما ينظر إليها بإح*تقار. ..حتي أنها يحملها مسوؤلية مو*ت علي زوجها ...عمها يتصرف بق*سوة بالغة مع حسناء ...كان يجب أن يتقبلها قليلا حتي يسامحه ادم ولكن يبدو أن هذا بعيد المنال الان ...فآدم أصبح يكر*هه أكثر ...لن تنسي أنه كاد أن يق*تله عندما عرف بما فعله بوالدته!!!وادم لديه حق أن يغضب ويثور ...فيكفي ما فعله جابر معهم...

نظرت إلي جابر التي دموعه تنساب بقهر وهو ينظر إلي صورة مهرا ...تو*جع قلبها لأجله ...رغم كل شىء جابر هو من رباها ...هو من اهتم بها ودللها ...فعل الكثير من أجلها...حاول دوما حمايتها ...صعب عليه أن تتخلي عنه مهرا بتلك الطريقة ...هذا صعب ...

تنهدت وقالت:

-هترجع يا عمي متقلقش ...مهرا اكيد بتحبك ...

هز جابر رأسه وهو يمسح دموعه وقال:

-بنتك حبت ادم اكتر مني ...قدامي مسكت ايده  ورفضت تيجي معايا ...مهتمتش بقلبي اللي اتك*سر يا مروة ...مهتمتش باللي رباها وحبها اكتر من حياته ...اللي حققلها كل طلباتها ولما وقعت هو اللي ساعدها ...بنتك نسيت كل ده يا مروة ...

أغمضت مروة عينيها بآسي وقالت:

-معذورة يا عمي اللي سمعته صعب برضه ولا ايه ؟!!مهرا اتصدمت فيك وبعدين انت خليت الوضع أسوأ لما روحت لحسناء ...

نهض جابر وهو يصرخ :

-لان حسناء هي السبب في ده كله ...اخدت ابني في الاول ودلوقتي ابنها جاي ياخد حفيدتي ...عايز ياخدها ويبعدها عني ...هو بين*تقم مني في مهرا وهتشوفي يا مروة أن ادم هيد*مرها عشان يحقق انتق*امه ... هو  ورث سو*اد القلب من امه...دي نتيجة تربية حسناء ...

-ايه اللي انت بتقوله علي ادم يا عمي ده حفيدك !!!

هز جابر رأسه وقال:

-لا...لا ادم مش حفيدي ..هو ابن الست دي ابن حسناء ...وحتي لو شوفته مي*ت قدامي مش هتهز...

ادم انتهي بالنسبالي .. انتهي لما اتجرأ ومد ايديه عليا !!!

.........

في اليوم التالي ....

نظرت إليه وهو نائم...مررت يديها علي وجهه ...ذقنه غير الحليقة اعطته جاذبية خطي*رة ...ابتسمت كارما وقلبها يخفق بقوة ...هي تعيش اسعد لحظات حياتها الآن ...وكم تتمني ان تدوم تلك السعادة للأبد...تتمني الا ينك*سر قلبها ابدا ...اقتربت وهي تقبله علي وجنته ..تشتم رائحته كالمهو*وسة ...

فتح سامر عينيه وحاوطها بذراعيه وهو يقول:

-صباح الخير يا ملاكي ...ما دام صحيت علي وشك أكيد هيكون يوم حلو زيك ..

قالها وهو يبتسم لها بسعادة ..رقص قلبها داخل صدرها ...لا تصدق انه يقول لها هذا الكلام ...لا تصدق ...هل هي تحلم يا تري ؟!

-ايه الكلام الحلو ده تتحسد؟!

قالتها كارما وهي تخفي خجلها منه ..نظر إليها وقال:

-يعني اقول كلام حلو مش عاجب ...مقولش برضه مش عاجب ...انتوا الستات محدش فاهمكم عايزين ايه ...

ضحكت وقالت:

-انا عايزة كلام حلو ...

-وانا ههريكي كلام حلو يا ست البنات ..بس بس ...كل يوم هقرالك شعر. ..

اتسعت عينيها بشغف وقالت:

-ايه ده انت بتعرف تقول شعر..

-لا أنا مش رومانسي للدرجادي أنا بس حافظ شوية لشعراء كده  ...

ابتسمت وقالت:

-مش مهم ...المهم انك الراجل الاجمل في حياتي كلها  

ضحك بمرح وقال:

-انا كده هتغر خلي بالك ...

-يا سيدي براحتك انت تعمل اللي انت عايزه ...

صمت قليلا وهو يشعر بأ*لم طفيف في قلبه ...أدرك أنه لا يستحق تلك المعاملة ابدا ...لا يستحق هذا الحب ..كارما حقا تحبه بكل كيانها ...أما هو ..هو لا يبذل اي مجهود ليدخلها قلبه ...ذلك الخاطر ازعجه كثيرا ...وجد نفسه يقول بصوت غريب:

-انا اسف يا كارما...اسف ...

عقدت حاجبيها بحيرة وقالت:

-ليه بتعتذر ؟!

تنهد ورد عليها :

-لاني مش قادر احبك ...أنتِ تستحقي اكتر من مجرد احترامي ...أنتِ تستحقي اكتر من كده بكتير ...تستحقي اني احاول عشانك اكتر من كده ...

ابتسمت بحزن وهي تنظر إليه ...أنه يؤ*لمها ولكن لا يمكن أن تغضب منه ...يكفي أنه يحاول ...يكفي أنه يعاملها بلطف وبإحترام...وهي تكتفي بهذا ...والحب سوف يأتي ...هي لديها أمل كبير أن يحبها ...وسوف تسعي لتمتلك قلبه ...سوف تفعل كل الاشياء التي يحبها ...لن تدعه يتذمر منها ....

أمسكت كارما كف سامر وقالت:

-يالا بقا يا كسلان عشان تروح الشغل ...وانا كمان اروح شغلي ...أنا رايحة اجهز الفطار ..

ثم ركضت من أمامه ..تجهم وجه سامر وهو يشعر بالضيق ...يشعر أنه يبذل مجهود جب*ار كي لا يشعرها أنها عبأ عليه ...كما أنه متضايق من موضوع أنها تعمل ...هو لا يريد لزوجته أن تعمل ...هذا المبدأ مرفوض لديه ...يريد أن يكلمها عن هذا ولكن لا يريد أن يحدث أي توتر بينهما الان ...يكفي انها قد اطمأنت إليه ...يكفي انها بدأت تشعر مجددا أنها سعيدة ...ولكن هذا الضيق ناحيتها لا يخف...يشعر به يخ*نقه بقوة !!!

. .......

كانت كارما تعد الأفطار وهي تدندن بسعادة ...أنها تعيش اجمل لحظات حياتها الان ...سامر يعاملها كالأميرات حقا ...لم تتخيل حتي في أحلامها أن يعاملها بتلك الطريقة ...تستطيع أن تجزم الان  أن قريبا  سوف تتكون  لديه مشاعر لها ....

شهقت وهي تضحك عندما ضمها من الخلف وقال:

أتحدى..

من إلى عينيك، يا سيدتي، قد سبقوني

يحملون الشمس في راحاتهم

وعقود الياسمين..

أتحدى كل من عاشترتهم

من مجانين، ومفقودين في بحر الحنين

أن يحبوك بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..

أتحدى..

كتب العشق ومخطوطاته

منذ آلاف القرون..

أن تري فيها كتاباً واحداً

فيه، يا سيدتي، ما ذكروني

أتحداك أنا.. أن تجدي

وطناً مثل فمي..

وسريراً دافئاً.. مثل عيوني

أتحداهم جميعاً..

خفق قلبها بعنف وقالت :

-دي قصيدة لنزار قباني...انا بحبه اووي ...

ابتسم وهو يقبل رقبتها ويقول:

-وانا بحبه لانك بتحبيه ...

كيف يكون لديها شك بعد كل هذا أنه يحبها ...أنه يحبها بكل تأكيد !!!

............

لا يستطيع اخراجها من عقله ...منذ الصباح وهو يفكر بها ...حاول كثيرا ان ينشغل بالعمل ولكنها ترفض مغادرة تفكيره ...ما زال يتذكر تقاربهم المج*نون بالأمس...استسلامها بين يديه ومبادلته قبلاته المجن*ونة...لو لم يسيطر علي نفسه في اخر لحظة لكانت اصبحت زوجته رسميا ...لكن جعلها ملكه ولم يكن ليتركها ابدا ....ولكنه لن يكون ان*اني لتلك الدرجة ...لن يحتفظ بها لنفسه...لن يلزمها بأن تبقي معه !!!هي لن تعتاد علي حياته ابدا ...وهو ليس لديه اي شئ ليقدمه لها ...هو لن يستطيع أن يسعدها ...اذن ليحررها منه !صحيح انها تخلت عن جدها من اجله ولكنها يوما ما سوف تعود لحياتها ...يوما ما سوف تكر*ه حياته تلك ...فهي ليست معتادة علي الش*قاء وهو لا يستطيع ان يفكر بنفسه الآن ...مرام قد تتزوج وهو بحاجة الي كل فلس لكي يجهزها جيدا ويرفع من شأنها امام زوجها ...ليلي ما زالت في الكلية وغداً سوف يأتي نصيبها وستتزوج أيضا وهو يجب أن يجهزها ...والدته مريضة وبحاجة له  ...هو مك*بل بالمسوؤليات ...وفتاة مثل مهرا لن تتحمل هذا ...وهو حقا لا يلومها ...هي اعتادت علي نمط حياة معين ولن يجبرها أن تتخلي عن تلك الحياة من أجله ...حتي لو كان يحبها ...حتي  لو تأ*لم عندما تذهب ولكن ابدا لن يكون اناني معها ....لن يسجنها في منزله بل سيحررها منه ...وقريبا جدا !!رغم الألم....رغم التحطم الذي يشعر به إلا أنه لن يربطها به ابدا ...

-ادم ...

صوت ضعيف ناداه..عرف صاحبة الصوت قبل أن يرفع رأسه ...اغمض عينيه وهو يتنفس بضيق ...متي ستتركه ...متي ستحل عنه ...الا يكفي المشا*كل التي بحياته لتأتي هي وتجعل الوضع يس*وء أكثر ...

رفع رأسه وهو يعطيها نظرة باردة جمدتها مكانها ....لمعت عينيها بالدموع وهي تري البرود الذي يطل من عينيه ..رغم كل المخا*طر أتت...اتت لكي تتكلم معه ...اتت لأنها ما زالت باقية عليه رغم تجاوز زوجته معها !!...

انسابت دموعها أمامه فلم.يحرك.ساكنا وهو ما زال ينظر إليها بضيق ...كان حقا غاضب منها ...ما تفعله غير صحيح...هي سوف تؤ*ذي نفسها بتلك الطريقة ...

-عايزة ايه يا ميار ؟!...

قالها ادم بنبرة باردة تخفي برا*كين غضبه التي تكاد أن تنف*جر بسببها...شهقت وهي تبكي أمامه ...تريد أن تؤثر به لعله يشفق عليها ولا يعاملها معاملة سي*ئة ...تريد أن تري الحب بعينيه ...تريده أن يعود ويحبها ...

-ادم انا بحبك صدقني ...

-بس اسكتي يا ميار ...اسكتي خالص...وبطلي الكلام اللي بتقوليه ده ...خلاص مليت من جن*انك...ولو سمحتي امشي من هنا ...

شهقت هي وتقول:

-انت بتطر*دني يا آدم ...بتط*ردني أنا ...امتي بطلت تحبني يا آدم ...معقول مراتك أثرت عليك بالطريقة دي ؟!!معقول نستك ميار ...نستك حب ميار وخلتك تتخلي عني !!!

اقترب منها واللهب في عينيه يتصاعد وقال :

-معلش مين السبب اللي خلاني ابطل احبك ...قولي كده تاني ؟!..انت بتعلقي غلطك.علي التانيين...

-ادم 

قالتها بإنك*سار ليقترب منها أكثر وهو يزعق بها :

-هو مين اللي اتخلي عن مين ....أنا سيبتك ولا أنتِ اللي سيبتيني ...مين اللي راح اتجوز اول  عريس جاهز ...مين اللي اتخلي عن مين يا ميار انطقي؛!!!

صرخ بها في جملته الاخيرة لترتعش بقوة ثم أكمل بحرقة:

-رغم انك اتخليتي عني بس عمري ما حسستك بالذ*نب يا ميار ...سيبتك تختاري حياتك وانا اختارت حياتي مش من حقك تيجي دلوقتي وتحاولي تخر*بي جوازي ...لاني عمري ما هدخلك حياتي بأي شكل من الأشكال ...لو شوفت وشك هنا تاني هقول لابوكي ...

تراجعت بصدمة ودموعها تتساقط. ..كانت لا تصدق أن هذا هو ادم !!!

صرخ بها بعن*ف وقال :

-يالا اطلعي برا ...

لتنف*جر هي بالبكاء ثم استدارت لتركض  خارج الورشة وقد أحدث ادم جر*حا في قلبها لن يُشفي...

كانت مرام تقف مصدومة وهي تجد ميار تخرج باكية !!!

-دي ميار معقول !!

قالتها مرام بصدمة بعد ما خرجت ميار باكية من عند ادم  ...

تنهد ادم وقال:

-ايوة هي !

هزت مرام راسها وقالت:

-ادم دي متجوزة وانت متجوز و. ..

برقت عينيه وهو ينظر إليها ويقول:

-مرام أنا مش كده أكيد ....ميار انتهت من حياتي ويمكن شوفتي انها مشيت من هنا وصدقيني مش هترجع تاني ...أنا بحترم مراتي وهي لازم تحترم جوزها ...

ابتلعت مرام ريقها وقالت:

-طيب هي كانت عايزة ايه ؟!

تنهد وقال :

-مش مهم تعرفي يا مرام ...خلاص الموضوع انتهي..

.قالها ادم دون ان تكون لديه اي  نية لشرح الوضع ...تنهد وهو يتذكر انه قس*ي عليها...اه*انها كثيرا وحط*مها ...كان لا يريد أن يفعل هذا ولكن ميار تجاوزت الحدود غير انه غاضب بسبب ضعفه الغريب امام مهرا ...وغاضب ان ليس هناك أي فرصة ليكونا سويا ...غاضب لأنها قد تتركه في أي وقت ..

كان غارق في التفكير بينما شقيقته تنظر إليه وتتساءل لماذا عادت ميار لحياة ادم بعد ان د*مرتها ...ما زالت تتذكر كيف كان حال شقيقها بعد أن تركته ...كان حقا مح*طم ...اغرق نفسه بالعمل والتزم الصمت لفترة طويلة ولكن كانت تري الخ*راب في عينيه ...تري الخذلان والخيا*نة ...حينها شعرت بالشفقة عليه وبالذنب ايضا!!!كانت تعرف أن ادم يحرم نفسه من الكثير كي يسعدها هي وليلي ...هو رفض أن يصرف اي فلس علي نفسه من أجلهما ...لم يجهز لنفسه مكان  ليتزوج به ...لم يدخر أي أموال من اجله ابدا ...لم يفكر بنفسه من الأساس وهذا دفع ميار لتركه ...رغم أنها حاولت إقناع نفسها أن هذا حقها ولكن مرام حقا كر*هتها ...كر*هتها وهي تري الانك*سار في عيني شقيقها ...لقد استغرق ادم وقت طويل جدا لكي ينساها وطيلة هذا الوقت كان تري أخاها يتع*ذب لدرجة أنها خافت أن تحب كي لا ينك*سر قلبها مثله ...فهي تعرف أن ادم عشق ميار حد الجنون ...لقد اعتبرها تخصه...اعتبرها من عائلته ولكن ما الذي اتي بها في الوقت الذي تجاوزها شقيقها وتزوج من اخري ؟!هي حقا لا تفهم ...هل اتت لتد*مر حياة شقيقها ؟!!

-متفكريش كتير يا مرام ...قولتلك ميار مش هتيجي تاني وخصوصا بعد الكلام اللي سمعتهولها ..متقلقيش علي اخوكي أنا مش ضعيف ولا غ*بي  عشان ارجعها حياتي بعد ما اتخلت عني ...خلاص ميار انتهت من حياتي وللابد ...

ابتسمت مرام براحة وقالت:

-متعرفش ريحتني قد ايه بكلامك ده  ...أنا مش عايزاك تتجر*ح تاني يا آدم ...

ابتسم وأمسك كفها قائلا:

-متقلقيش يا بسبوستي أنا كويس اووي ...

ابتسمت مرام وقالت:

-انا عايزاك دائما تكون مبسوط خصوصا مع مهرا لاني واثقة أنها بتحبك بجد ...

تجهم وجهه وقال مغيرا الموضوع :

-خلينا نتكلم في المهم ...أنا جيبتك بعيد عن البيت عشان اقولك علي اللي قاله انس ...وأنتِ طبعا ليكي حرية الاختيار ...

تنهدت مرام بتوتر وقالت:

-قول يا آدم ...

-انتِ كنتي تعرفي أن عنده بنت ؟!

هزت راسها بالإيجاب وقالت:

-بس بصراحة معرفش هو مطلق ولا ارمل ولا ايه وضعه و....

قطعت حديثها فجأة ونظرت الي ادم وقالت بصدمة:

-معقول يكون لسه متجوز عشان كده ...

هز ادم رأسه وقال:

-لا يا مرام هو مش متجوز وملك مش بنته !

-ايه مش بنته!!!

قالتها بصدمة ليتنهد ادم وهو يقص عليها كل شىء ...

بعد أن انتهي من حديثه ...نظر إلي المشاعر المتعاقبة علي وجه مرام ....لقد صدمها الان خاصة بعدما أخبرها بالإتفاق الذي تم بين أنس وليل ...

-مرام أنا من رايي انس انسان كويس جدا وهو طلب تصبري عليه شوية ...معرفش ليه بس هو دخل قلبي بسرعة ...لكن في الاول والاخر القرار قرارك ففكري كويس ..

هزت مرام رأسها وقالت:

-حاضر 

...........

في منزل ميار ....

كانت ميار في غرفتها تبكي بعن*ف ...كانت لا تصدق ان ادم يجر"حها بكل تلك الق*سوة ...لطالما كان ادم قلبه ابيض ...يعاملها بلطف وحنان...حتي  عندما قررت تركه لم يفعل شئ بل بارك لها بهدوء وتمني لها السعادة ...ولكن اليوم ...اليوم هو حط*مها تماما ...وكأنه كان يختزن أل*مه  منها في قلبي ...وأتت لحظة الانف*جار...تلك اللحظة التي صرخ بها واخبرها بوضوح كيف يراها...تلك اللحظة ك*سرت قلبها حقا ...ارادت ان تلومه...ترتمي بين ذراعيه وتبكي ...تشتكي مرارة ما تعيشه...تتوسل إليه ليعود إليها ...ولكن الحب الذي كان بعينيه الزرقاء لها جف تماما ..كانت تري بعينيه الغضب والك*ره ...انها المرة الأولي التي تري فيها ادم يكر"هها بتلك الطريقة ...لقد عرفت الآن ان قلبه لم يعد لها ...كانت تكذب علي نفسها ...تكذب وتقول انه يحبها...ولكن لا ...الكلام الذي قاله يخبرها بوضوح انه تحرر من حبها...تحرر في الوقت الذي هي ما زالت أسيرة حبه  ولا تستطيع نسيانه...ماذا تفعل الآن ؟!كيف ستنساه !!!ربما لا يوجد أمل لها أن تعود لادم ...ربما ادم ألقاها خارج حياته ...ماذا تفعل الان ...هل تجعل حياتها تتوقف...تعيش مع والدها وزوجته الكر*يهة ...لا لا ..هي سوف تج*ن لو عاشت معهم بكل تأكيد...زوجة والدها تكر*هها وسوف نجعل  حياتها جحيم ..هي قد تجعل والدها يزوجها من رجل مسن ...هي لن تتواني لحظة لكي تد*مر حياتها وهي لن تسمح بهذا...يجب أن تنجي بنفسها ...رغم الا*لم الذي تشعر به الآن ...رغم قلبها المح*طم علي يد ادم فهي يجب أن تفكر في نفسها الان ...والشخص الوحيد الذي سوف ينقذها من هذا الوحل هو علي ...علي فقط ...صحيح أنه ارتبط بغيرها ولكنها تعرف جيدا أنه ما زال يعشقها بقوة  ...بالتأكيد لو أخبرته أنها تريد العودة فسوف يعيدها ويترك تلك الفتاة ...نعم ...علي يحبها وهو الوحيد الذي سوف ينقذها الان ...

نهضت وهي تمسح دموعها وتفكر ماذا تفعل لتعيد علي إليها ...هل تذهب إليه ...ام تتصل به ...لا هي سوف تذهب ...وتخبره أنها نادمة جدا علي تركه. ..وأنها تريد العودة لتصبح زوجته وتسافر معه وترضي بنصيبها ...فبعد الكلام الذي قاله لها ادم لا تتوقع ابدا ان يعود إليها ...بعد الك*ره الذي رأته لا تتوقع أن حياة مشتركة سوف تجمعهم ...اتجهت لخزانتها ثم أخرجت قميص نسائي وبنطال اسود واسع لكي ترتديهم....

....

بعد قليل .. 

كانت تقف أمام المرآة وهي تضع بعض مساحيق التجميل علي وجهها ...ابتعدت ونظرت الي نفسها لتبتسم وقد استحسنت شكلها ...كانت رائعة للغاية ...ابتسامتها تضئ وجهها الجميل ...سحبت حقيبتها وخرجت من الغرفة ...وقفت في صالة المنزل وهي تجد والده ينظر إليها بغضب ...تراجعت بخوف  وهي تبتلع ريقها وقالت:

-فيه ايه ؟!!

-انتِ روحتي لادم النهاردة ؟!

ابتلعت ريقها وكادت أن تنفي إلا أن والدها اقترب وصف*عها بعنف وقال:

-اياكي تكدبي لان علياء شافتك خارجة من عنده ...

مطت علياء شفتيها وقالت:

-احنا اتفض*حنا في الحي كله يا عثمان ...بنتك جابتلنا الع*ار ...راحت ورشته والله اعلم ايه اللي حصل بينهم!

نظرت ميار اليها وهي تصرخ:

-اخرسي يا حر*باية يا صفرا أنتِ ...أنا اشرف منك يا قليلة الش*رف يا أحق*ر خلق الله ..

-شوف قليلة الرباية ...اللي اتطلقت من جوزها وجايه تكمل الفضي*حة وتروح لادم ورشته عشان تحط راس ابوها في الط*ين  ...

غلي الدم في عروق عثمان ليجذب ميار من شعرها ويقول:

-عق*ابك معايا هيكون كبير يا ميار ...

ثم سحبها خلفه لغرفتها وهو يصرخ :

-هاتي المقص يا علياء ...

-بابا ...بابا هتعمل ايه ؟!

امسك عثمان المقص من يد علياء وجذب شعرها وقال:

-هتشوفي دلوقتي انا هعمل ايه !!!

ثم بدأ بقص شعرها !!

.......

في المساء ...

كانت تجلس في غرفتها تنتظره...يجب ان تتكلم معه وتضع النقاط علي الحروف ...يجب أن تعرف وضعها معه لكي تقرر ...فهي لن تحارب من اجله الا عندما تتأكد ان هناك مشاعر داخله لها ...اغمضت عينيها وهي تتذكر تقاربهم بالأمس وكيف كانت سعيدة للغاية وهي بين ذراعيه...شعرت حقا انها تنتمي اليه ...وكأنها خلقت له ...كأن قلبها خُلق لآدم!!

ولكن تصرفه بعد ذلك جر*حها بقوة وهي يجب أن تعرف سبب تصرفه هذا ...ستستجمع شجاعتها وتتحدث معه بكل صراحة ...ستعرف لماذا فعل هذا؟!مهما كانت الاجابة صعبة سوف تتحملها ...سوف تتحمل الحقيقة ما دام طلبتها ...نظرت الي الساعة وقدرت انه قد يأتي بعد عشر دقائق...وكلما مرت الدقائق كان قلبها يصرخ داخل صدرها بقوة  ...كانت حقا خائفة من الاجابة التي سوف تنالها منه ...هل يا تري سوف يجر*حها ...ام ادم سوف يتعامل معها بلطف كما كان يتعامل معها دوما ...بلطف وتفهم ..هل سيعتذر عن تصرفه ام سيتصرف ببرود ...كل تلك الاسئلة كانت تدور في عقلها لدرجة شعرت أن رأسها سوف ينفجر من التفكير ...تنهدت مهرا وقالت:

-يارب ساعدني أنا حاسة أن هيحصل حاجة وح*شة ...يارب ساعدني ...

انتفضت قلبها  داخل صدرها وهي تسمع باب الغرفة يُفتح ...نهضت وقلبها يصرخ  داخل صدرها كانت يديها ترتعش وهي تنظر إلي ملامحه المغلقة ...كان متباعد كثيرا وقد فهمت هذا ...لم ينظر إليها حتي بل اتجه إلي خزانته واخرج ملابسه ثم خرج من الغرفة متجها إلى الحمام ليأخذ دش سريع ...ولج الي الحمام ووضع ظهره علي الباب وهو يضع كفه علي قلبه ...يعلم أنها تريد التحدث معه ...ولكنه غير مستعد ابدا ان يتكلم الان ...هو مشوش للغاية يشعر أنه لو تكلم سوف يج*رحها وهو لا يريد أن يفعل هذا ...يريد أن يرتب أفكاره اولا كي يكلمها ...كي يجعلها تفهم وجهة نظره ...فهي لا تنتمي لهذا المكان ...لا تنتمي إليه ...فكر وقلبه يعت*صر من الا*لم ....معرفة هذا جعلته يتع*ذب ...للاسف لقد أدرك أنه يكن لها مشاعر ...مشاعر قوية ... تأثيرها عليه كبير ولكن تأثير ضميره اكبر ...وضميره يخبره الا يظل*مها...

تنهد وهو يبدأ بخلع ملابسه كي يستحم ....

.....

بعد قليل كان قد انتهي وولج لغرفته لتنهض هي وتقول:

-ليه اتأخرت يا ادم؟!

تنهد وهو يستعد للذهاب الي النوم قائلا:

-اهو جيت يا مهرا ...كان ورايا شغل كتير ...

ابتلعت ريقها وقالت:

-حابة اتكلم معاك شوية ...

-مينفعش الموضوع يتأ...

قاطعته وهي تقول بصرامة :

-لا مينفعش ...لازم نتكلم ...لازم ...

اخيرا استعاد سيطرته علي نفسه وقال  وهو ينظر إلي عينيها العسلية :

-اتفضلي يا مهرا..

تنهدت وهي تستجمع شجاعتها المبعثرة وتقول:

-عايزة اعرف أنا وضعي ايه يا آدم ...أنا ايه في حياتك ؟!

-انتِ مراتي وليكي احترامك لحد ما ترجعي لحياتك و ...

-بس انا اتخليت عن حياتي عشانك ...مسكت ايديك ووقفت قصاد جدي وقولت هعيش هنا معاك طول حياتي ...انا مسكت ايديك وانت عايز تتخلي عني في الوقت اللي أنا اتمسكت بيك!!!!!

ابتلع ريقه وقال:

-بس بيننا اتفاق يا مهرا ...أنا اتفقت اني ارجعلك سالمة بيتك بعد ما تخلص قصة جوازنا ...فخلينا نمشي علي خطتنا الأصلية ...

ثم كاد أن يذهب من أمامها إلا أنها أمسكت ذراعه وقالت:

-طيب ليه مفتكرتش خطتنا الأصلية وانت بتقرب مني امبارح ...نسيتها ليه ...ليه بتعمل معايا كده ...ليه مش قادر تفهم أنا ...أنا ...

-متكمليش ...متكلميش ..

قالها بانفعال ثم أكمل:

-انتِ بتد*مري حياتك معايا!قوليلي واحدة زيك هتقدر تعيش معايا طول حياتها ازاي؟!...أنا معنديش حاجة اقدمهالك يا مهرا ...أنا وهبت نفسي لعيلتي ...مش من حقي افكر في نفسي واسيبهم ولا حقي اتمسك بيكي واظ*لمك....صدقيني المشاعر اللي جواكِ دي هتروح بسرعة ويبقي قدامك الواقع البش*ع انك عايشة مع واحد معندوش حاجة يقدمها ليكي ...واحد مش هيقدر يحقق أحلامك ..مش انا  امير احلامك يا مهرا!!!

...........

بعد يومين ....

اليوم سوف تكون ملكه ...اليوم سوف تتنعم بحبه ...اليوم سوف تكون اسعد امرأة علي الوجود...فكرت حياة وهي تنظر إلي انعكاسها في المرآة ...كانت تبدو رائعة جدا في فستان زفافها ...السعادة التي علي وجهها كانت كافية لتزيينه فلم تضع الكثير من مساحيق التجميل ...كان قلبها يرقص داخل صدرها ...بعد دقائق سوف يأتي احمد وسوف يكتبان الكتاب لتصبح له رسميا ...قررا أن.تكزن الحفلة في المنزل ...لقد استغنت عن حلمها بصنع حفل زفاف كبير لانه طلب هذا ...أنها المرة الأولي التي تنفذ طلبات أحدهما وهي في غاية السعادة هكذا ...ولكن احمد ليس اي أحد ....احمد هو مالك قلبها ...حبها الأول والوحيد ...الشخص الذي مستعدة أن تمنحه حياتها وليس قلبها فقط...ابتلت عينيها بدموع السعادة ...كانت خائفة أن يكون كل هذا مجرد حلم ....

طرقة خفيفة علي الباب اخرجتها من شرودها ..

-اتفضل ..

قالتها بصوتها الرقيق ليدخل جلال صديق والدها المقرب وهو من سيكون وليها ...

ابتسمت حياة له ليقترب منها جلال وعينيها لامعة بالدموع ويقول:

-اكيد عصام هيكون مبسوط دلوقتي وهو بيشوفك اجمل عروسة في العالم يا حياة ...

ابتسمت حياة ووجنتيها تشتعلان بالخجل !!...

امسك جلال كفها وقال:

-يالا يا بنتي المأذون جه والعريس زمانه علي وصول ....

هزت حياة رأسها ومسحت الدموع التي سقطت علي وجنتها بسرعة ....ثم تأبطت ذراعه وخرجت معه ....

......

في صالة شقتها الراقية ..

جلست حياة علي الأريكة ومعها صديق والدتها ...بعد قليل سوف يصل احمد  وفي المساء  سوف يأتوا.بعص  المدعويين ليقيموا حفلة بمناسبة عقد القران ...

نظرت للساعة الكبيرة المعلقة علي الحائط لتجد أن أمامه بالضبط خمس دقائق ويصل ...أمسكت هاتفها وهي تتصل به ولكنها عقدت حاجبيها وهي تجد هاتفه مغلق ...رغم القلق الذي كان ينه*ش قلبها الأ أنها حاولت طر*د ذلك الشعور ...ربما نسي أن يشحنه بسبب حماسه ...

....

مرت الخمس دقائق ...ثم عشرة ...ثم نصف ساعة ثم ساعة كاملة وأحمد لم يظهر ...كان القلق ينهش قلبها ...الدموع تتصاعد في عينيها وهي تدعو بكل قلبها أن يكون كل شىء علي ما يرام ..نظرت إلي جلال بقلق ليقترب منها ويقول:

-خير يا بنتي متقلقيش اكيد فيه حاجة عطلته وهيجي ...

هزت راسها وهي تنهض ممسكة فستان زفافها بينما تحاول الاتصال به ولكن هاتفه مغلق كالعادة ....

...

مرت ساعة اخري بين قلق من حياة وجلال وضيق المأذون ....

-يا بنتي هو العريس امتي هيجي أنا مش فاضي ورايا كتب كتاب ؟!

قالها المأذون لحياة...ارتعشت حياة بقوة وهي تتمسك بفستان زفافها بينما احمد لم يظهر بعد ...بينما مئات الافكار الس*يئة تدور في عقلها....لا لا...لا يمكن أن يكون هذا حقيقي ...مستحيل ان يتخلي عنها أحمد بتلك الطريقة المه*ينة ...حبست دموعها بقوة وقالت:

-اكيد جاي دلوقتي يا شيخ بس ممكن يكون الطريق زحمة .. 

-يا بنتي انتِ من ساعة قولتيلي نفس الكلام ...طيب اتصلي بيه...

هزت رأسها وهي تتمسك بالأمل :

-حاضر...حاضر هتصل بيه ...

امسكت هاتفها ويديها ترتعش ثم حاولت الاتصال به ...وكما توقعت وجدت الهاتف غير متاح كالمرات السابقة ...

انسابت دموعها وقلبها يرتعش داخل صدرها ...اقترب منها جلال  وهو يقول:

-قوليلي  بيت  اهله فين وانا اروح اشوفه يا حياة ..متخافيش أكيد حصلت حاجة وعطلته ...

نظرت إليه وكادت ان ترد عليه الا ان رنين الجرس جعلها تنتفض ...ضحكت حياة وهي تبكي وقالت:

-اهو جه يا عمو ...

ثم اتجهت  لتفتح الباب بسرعة وبلهفة ولكنها توقفت وهي تري شاب غريب ...ابتسم الشاب ابتسامة غريبة وقال:

-اكيد انتِ حياة...احمد بعتلك الرسالة معايا دي معاكي ...

اخذت منه الورقة التي كان مكتوب فيها بخط عريض:

-اسف مش هقدر اتجوزك !!

...........

فتحت مهرا الباب وهي تبتسم محاولا تخبئة حزنها لتفشل في هذا ..عرفت والدتها من الوهلة الاولي ان ابنتها حزينة بشكل غريب ..وقد اوج*ع هذا قلبها ...

-نورتينا يا ماما ..

قالتها مهرا بإبتسامة لم تصل لعينيها ولكنها جاهدت لتظهر بمظهر المرأة السعيدة ولكن والدتها عرفت انها تدعي وقررت الا تسألها الآن ...ابتسمت مروة وهي تضم ابنتها إليها وتقول:

-وحشتيني يا مهرا...

ثم ابتعدت عنها لتجد حسناء في صالة المنزل ابتسمت مروة وقالت:

-الله احنا بقينا حلوين اهو ...

اقتربت مروة ثم ضمت حسناء إليها ...ابتسمت حسناء لها وهي تقول بصوت لم يُشفي بعد من اثر التعب :

- الحمدلله نورتينا يا مروة ..

-حبيبتي ده نورك والله ..خدي دي حاجة بسيطة ليكي ...

ثم قدمت لها عبوة فاخرة من الشوكولاتة ...

-بتتعبي نفسك ليه ؟!

قالتها حسناء وهي تبتسم بلطف ..

-لا لا دي حاجة بسيطة كده ..

هزت حسناء رأسها وقالت:

-طيب اتفضلي واقعدي ..

ثم جلست مروة هي وحسناء يتكلمان ...كانت مهرا تنظر اليهم وهي تبتسم بحزن ...هي عشقت تلك العائلة الجديدة لها ولكن يظهر ان وجودها غير مرحب به ...ادم لا يريدها ...بعد حديثهم الاخير أدركت هذا ...هو يريد أن يبعدها عنه ...غير مهتم بقلبها الذي تحطم بفعل كلماته تلك ...يظن أنها لن تطيق الحياة معه !!لقد تخلت عن جدها من أجله....قبلت أن تعيش هنا ...أحبت حياته لأنها أحبته ...الا يعني هذا اي شئ له ...لماذا قرر بتلك القسوة ان يبعدها عنه. ..كانت حقا حزينة ويائسة وغاضبة منه ...لاحظت مروة بعينيها أن مهرا حزينة ...وايضا حسناء لم يُخفي عنها هذا الحزن ...ابنها الغب*ي مصمم علي التخلي عن سعادته ولكنها لن تسمح له بهذا ...صحيح انها تركته اليومين السابقين ولم تكلمه بسبب مرضها وكي تتركه علي راحته قليلا ..ولكن يجب أن تتحدث ...ابنها يد*مر حياته بتلك الطريقة...هو يظ*لم نفسه ...يهتم بالجميع علي حساب نفسه ...وما يفعله خاطئ جدا ...تعرف أنه لا يريد لأحد من اخوته أن يُحرمان من شئ ولكنه يجب أيضا أن يفكر بنفسه ...هو لديه حق علي نفسه أيضا وخصوصا أنه تزوج ومهرا لديها حقوق أيضا  ...هي تفهم أن ادم قد يعتقد أنه سوف يظلم مهرا لو بقا متزوج منها ...خاصة أنه لن يستطيع ابدا ان يجعلها في نفس المستوي الذي اعتادت عليه ....ولكن الفتاة لا تتذمر وهي قد تقبلت حياتها مع ادم ...إذن ما المشكلة ؟؛

......

انتهت مروة من زيارة حسناء وولجت حسناء لغرفتها تحججت أنها تريد الراحة كي تتكلم مهرا مع والدتها....

...

-شكلك مش مبسوط يا مهرا ...

قالتها مروة لابنتها ...وتلك الكلمة كانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير ...انفجرت مهرا بالبكاء وهي تشعر بقلبها يتمزق من الالم ...

شدتها مروة اليها وهي تضمها بقوة وتقول:

-كنت حاسة بيكي ...قوليلي يا بنتي ايه اللي مزعلك .؟!ادم ؟!

لم ترد مهرا ففهمت مروة الأمر وابعدت مهرا عنها وهي تمسك وجهها وتقول:

-الموضوع بسبب جدك ؟!

هزت مهرا رأسها ودموعها تتساقط أكثر وقالت:

-انا بحب ادم يا ماما ...بحبه اووي ...

ابتسمت مروة وهي تربت علي شعرها الاشقر وتقول:

-طيب وايه المشكلة يا مهرا....ايه المشكلة انك تحبيه ...

-المشكلة أنه مبيحبنيش ..

قالتها بح*رقة ...لترد والدتها وتقول:

-ادم اللي قالك كده ...قالك مبحبكيش؟!

هزت راسها وقال :

مقالش كده ...قالي كلام فاضي ...قالي مش هتستحملي العيشة معايا ...قالي أنه معندوش حاجة يقدمهالي واني بظ*لم نفسي معاه ...بيحاول يبعدني عنه ...اكيد عشان حبيبته ظهرت بيتحجج عشان يبعد ...

شدت مروة علي كفها وقالت:

-انتِ شايفة ادم من النوع ده ...شايفاه كده ...

هزت مهرا رأسها وقالت:

-المشكلة أنه مش كده فمش فاهمة ...

ابتسمت مروة وقالت:

-يبقي توريه يا مهرا انك هتستحملي وأنه واخد عنك فكرة غلط تماما

........

خرجت ليلي من الجامعة وهي تشعر بالتعب بعد يوم طويل ...ابتسمت بحزن ...لقد اشتاقت لصديقتها ميار ..ميار للأسف مر*يضة ولم تأتي منذ يومين ...حقا الكلية ليس لها طعم من غيرها ...

من بعيد كان أحدهم يراقبها بالسيارة ...نظر احد الشباب وقال:

-اهي لوحدها ...دي الفرصة الوحيدة عشان نخط*فها ...جهزوا نفسكم يا شباب مش عايز أي غلط هنخ*درها ونوديها لمروان بيه ...

-تماما ...

آخرج الشاب زجاجة المخدر ومحرمة من القماش ...

سارا بالسيارة خلفها ..منتظران الوقت المناسب للهجوم عليها ...أخيرا سارت ليلي في شارع هادئ ...قررت اليوم الا تستقل عربة لتوصلها ...سوف تتمشي ...هي تريد أن تصفي ذهنها ..تعتقد ان هنا مشا*كل بين ادم ومهرا ...تري الحزن بعيني مهرا بينما شقيقها متباعدا ..

-كل ده بسبب الحر*باية الصفرا ميار الهي يارب تمو*ت ونخلص منها...أنا مش عارفة ازاي ادم حب واحدة زي دي ...اخويا فعلا دماغه تعبانة ..

فكرت ثم وضعت كفها علي شفتيها وقالت:

-ادم لو سمعني بقول كده عليه هيعلقني من رقبتي ..الحمدلله انه مسمعنيش !!

ضحكت ليلي وهي تفكر أن تفعل أي شئ لحل الخلا*ف بينهما حتي لو اضطرت أن تنتف شعر تلك المدعية ميار ...صحيح انها كانت لا تطيق مهرا ابدا ...ولكن الآن هي حقا أحبتها ...فمهرا تمتلك قلب طيب وروح طاهرة...هي لا تبدو كما تدعي ...لا تبدو تلك المدللة المس*تهترة ...فهي قد تحملت المسؤولية وقت مر*ض والدتها ولن تنسي لها هذا ابدا ...كما أنها تركت جدها من أجل ادم ...تركته عندما عرف ماذا فعل مع والدتهم ...هي فقط تتمني أن يدوم زواجهما للنهاية...ادم لا يتكلم ولكن من الواضح حقا أنه يحبها ...لقد رأت هذا في عينيه الايام الفائتة ...رأت كيف ينظر إليها خلسة ...عينيه تفض*حان مشاعره ... يظن ادم ان لا احد يفهمه ولكنه مفض*وح أمام الجميع ...الجميع عرف مشاعره تجاه مهرا حتي عم محمد صاحب البقالة الذي أسفل عمارتهم ...صحيح شقيقها ذكي ولكنه احم*ق في الأمور التي تتعلق بالعشق ...هو لا يستطيع أن يخفي مشاعره ... هو يحبها ولكن يحتاج الي دفعة ..وهي سوف تتولي تلك المهمة ...فكرت بفخر وهي تسير بسعادة وعلي وجهها ابتسامة حلوة مثلها ...نظرت خلفها فجأة عندما سمعت صوت ما وجدت ثلاث شبان يمسكان زجاجة ومحرمة ..وخلفهم سيارة ...وفهمت بسرعة ماذا يحدث لذلك بسرعة حاولت الهروب والركض منهم ...أحدهم صرخ وقال:

-الحقها يا كارم. ..لو هربت مروان بيه هيطين عيشتنا ...

ركض خلفها الشاب وقبل أن تخرج من الشارع الهادى امسكها الشاب لتصرخ هي ولكنها صف*عها بعن*ف حتي وقعت علي الأرض واغمي عليها!!!

... .. 

بعد قليل ...

كانت ليلي تنام علي فراش مروان بينما مروان يصرخ بهم ؛

-انا مش قولتلكم محدش يأذ*يها يا بها*يم ...غوروا من وشي دلوقتي ...

هز الشباب رأسهم وغادروا بخوف  ليتنهد مروان عدة مرات بع*نف ثم يستعيد سيطرته وهو ينظر إلي ليلي الفاقدة الوعي ويقول:

-بعد الليلة دي يا ليلي مش هتقدري تقوليلي لا تاني !!!


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


خلصتوا قراءة الفصل إتفضلوا جميع الروايات الكامله من بداية الروايه لاخرها من هنا 👇❤️👇💙👇❤️👇


1- روايةاتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله


124- رواية أخو جوزك


125- رواية مريض نفسي


126- رواية جبروت مرات إبني


127- رواية هكذا يكون الحب


128- رواية عشق قاسم


129- رواية خادمتي الجميله


130- رواية ثعبان بجسد امرأه


131- رواية جوري قدري


132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي


133- رواية المنتقبه أسيرة الليل


134- رواية نجمتي الفاتنه


135- رواية ليعشقها قلبي


136- رواية نور العاصي


137- رواية من الوحده للحب


138- رواية أحببت مربية ابنتي


139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين


140- رواية شظايا قسوته


141- نوفيلا اشواق العشق


142- رواية السم في الكحك


143- رواية الصقر كامله


144- رواية حب مجهول المصدر


145- قصة بنتي الوحيده كامله


146- رواية عشقني جني كامله


147- رواية عروس الالفا الهجينه الجزء الثاني


148- رواية أميرة الرعد


149- رواية طفلة الأسد


150- نوفيلا الجريئه والاربعيني


151- رواية أحببت مجنون


152- قصة أخويا والميراث


153- رواية حب من اول نظره


154- رواية اغتصاب بالتراضي


155- رواية صعيدي مودرن








































تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close