expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية شظايـا قسوتـه الفصل التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد رواية شظايـا قسوتـه البارت التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد رواية شظايـا قسوتـه الجزء التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد

 رواية شظايـا قسوتـه الفصل التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد 

رواية شظايـا قسوتـه البارت التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد 

رواية شظايـا قسوتـه الجزء التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد 

رواية شظايـا قسوتـه الفصل التاسع والعاشر بقلم رحمه سيد 

الفصل التــاســع : 

وبالطـبع لم يكـن الوقت من نصيب التفكيـر إطلاقـــًا، فركـض بأسرع ما يملك نحوهـا، ليجذبها نحوه في لمح البصر .. 

فسقطـت هي بأحضانـه بعيدًا عن السيارة التي لم تتوقـف من الأساس !!!! 

كـان ذلك في وقت لم يتعدى الثواني !! 

ثواني حُسبـت في عداد الرعب الحقيقي، رعب أحتل كيانها كليًا وهي ترى الموت على حافة حياتهـا يقترب منها !!!؟ 

ودون أن ترى ما تحبهـم ... 

دون أن تتـوب الي الله في كل شيئ .. 

دون أن تستغفر عما سبق حتى ؟؟!!! 

بينمـا هو... لحظـات مـرت وهو مغمـض العينين، والقلق الحقيقي يعتصـر قلبـه في قبضتـه المميتـة !! 

لحظـات مـرت عليه كنسمـات الهواء ساحبـة منه كل ذرة من الهدوء والارتيـاح !!! 

واخيرًا أستعاد قليلاً من هدوءه المتوجس فسألها :

_ إنتِ كويسة يا سيلا ؟ 

عينـاها تنفـي .. والقلب يجهـر بالاعتـراض، هذه اللحظات المحملة بالموت لم تمر بسهولة هكذا !!! 

ولكن شفتاها عارضت وهي تؤمئ :

_ ايوة، كويسة 

تنهـد بقوة مستعيدًا هيئته القويـة، لينهـض واقفًا، مد لها يـده .. فنظـرت نحو يده مرة، ونحوه مرة ... 

والتردد لم يستطـع اختراقهـا فأطاعت نظراته ومدت يدها تضعها في يده .. 

قد تكـون تلك مجرد حركة مباغتة منها، ولكن بالنسبة له هي حركة أثبتت شيئً واحدًا 

" هي لا ترفضه .. ترفـض قسوتـه فقط !! "

سألهـا مشاكسًا وهم يسيروا :

_ بتحبي الجري اد كدة ؟ 

شق وجـهها نصف ابتسامة محرجـة، فأطرقت رأسها مجيبة :

_ يعني 

ابتسم وهو يتـابع قاصدًا لومهـا :

_ كنا هنـروح فشوش اهو عشان تجري كويس 

رفـعت كتفيهـا وقالت بتلقائيـة :

_ أنا بس اللي كنت هأموت، إنت جريت عليا لية !؟

صمت عن الكلام وحدق بها بتلقائية مماثلة !!! 

وتمتم بداخله 

" اسكـتِ !! " 

وتلقائيتهـا كانت سببًا لسـؤال يفقد اجابتـه !! 

لمَ أنقذهـا ؟! لمَ ركض نحوهـا ؟!

لمَ منعهـا من ذكـر المـوت على لسانها ولو على سبيل المـزاح ؟!!!! 

اسئلـة كثيرة تتزاحـم بعقله طالبـة التفسيـر، ولكنه بالطبع .. لا يرغبـه !! 

أبعد يده عندما لاحظ وقال ببعضًا من التوتر : 

_ معلش 

سألتـه ببلاهـة :

_ معلش إية ؟ 

إبتلـع ريقه ولم يجد سوى القسـوة سبيلاً يتخـذه، فأردف :

_ سيبك من ده كله، إنتِ مفكراني نسيت إنتِ كنتِ عاوزة تعملي إية من شوية 

لـوت شفتاهـا بتهكم وهمست :

_ اوف لازم يرجع لطبيعته، اه امال إية ده الصقـر !! 

سألها مضيقًا ما بين حاجبيـه :

_ بتبرطمـي تقولي إيـة ؟ 

رفعت كتفيها قائلة ببراءة :

_ مابقولش حاجة .. ابداً 

كاد يبتسم ولكن منعهـا، وهو يسألها مرة اخرى بخشونـة :

_ إية مفكراني هعديلك دي كمان، الظاهر إنك خدتي على كدة عشان بعديلك حاجات كتير 

فغـرت فاهها بصدمـة !!!! 

بالأساس هي كانت تشك أنه يضـع جهازًا للترقـب لها، فيقابلها بإهانـة على الفور !! 

الان يقول انه يتهاون معها ؟؟!!!! 

لا والله لم يفعلهـا ... 

قالتها في قرارة نفسها، ونظرت له متابعة بتهكم :

_ إنت كدة بتعدي لي، يا شيخ أتقي الله، ده انا لو عطـست من غير أذنك هتقولي إنتِ هبلة بتعطسي لية ماتنسيش نفسك إنتِ خدامة عندي 

هـذه المـرة لم يستطـع كتم ضحكاتـه، فقهقه بمـرح على جملتهـا التي قالتها بعفوية .. 

فيما كان التعجب من نصيبهـا هي هذه المـرة ... 

وضحكته الجذابة كانت أكبر اداة لجذب انتباهها !! 

ابتسمـت وهي تهمـس ببلاهـة :

_ ضحكتك حلـوة أوي 

توقـف عن الضحـك لينظـر لها دون تعبيـر واضح، وكالعادة فشلت في تفسير ما بين سطـور عينـاه .. 

بينما هي كانت تقريبًا شفافـة أمامه فغمـز لها قائلاً بخبث :

_ ضحكتي بس ؟! 

أستعـادت جديتهـا، لتلعـن ذاك التأثير - الأحمق - الذي وضعها بموقف كهذا !! 

فتنحنحت متساءلة بثبات مصطنع لتغيير الموضوع :

_ العربيـة لسة بعيد عليها ؟ 

اومـأ مؤكدًا ومن ثم هتف بغيظ :

_ ما البركة فيكِ إنتِ اللي خلتينـا نجري ده كله 

ابتسمت باحراج احتل قسماتهـا .. 

لتسمعـه يتساءل فجأة بهدوء غير مريح بالمـرة :

_ كنتِ عاوزة تخرجي لية ساعتهـا ؟ 

سألته بسذاجـة :

_ مش فاهمة، ساعتها اللي هو امتى ؟ 

اجابهـا بجدية :

_ يوم موضوع صادق، إية مفكراني نسيت ولا إية ؟ 

هـزت رأسها نافيـةً، وحاولت القول بثبـات فشلت في إظهـاره بسبب ذاك التوتر الفاضـح :

_ لأ، ده بس داده فاطيما قالت لي أشتري لها شوية حاجات 

نظر لها بحـدة .. حـدة ظهـرت فجأة عند شعوره بكذبهـا، فصاح فيها :

_ كله إلا الكذب، إزاي الدادة فاطيمـا هتبعتك تشتري حاجات إذا كان في حد مخصوص للشـراء وبتبعته دايمًا، والبيت كله عارف إنك مابتخرجيش من البيت ؟

وعندمـا يحاصـرها بين كلماتـه المتيقنـة وبين حدتـه المعهودة .. 

يبقى الصمـت هاويتهـا الوحيدة للهـرب .. 

ولم تصـدق اذنيهـا وهي تسمعـه يقول متجهًا للأمام :

_ لما تحبـي تحكِ لي أبقي أحكِ يا سيلا، بس ياريت تسرعي في القرار ده، لإن صبـري بينفـذ بسرعة، وخصوصًا مع الكذب الكتير !! 

 ظـلت تنظـر لأثـره بصدمة حقيقية !!! 

ها هو أثبت لها أنه يتهاون - فعليًا - أنـه  حكيـم وعاقـل بالرغم من قسوتـه المعروفة .. 

يظهـر لها طابــع اخـر يجذبها نحوه دون أن تدرى ... 

وسؤالاً مخيف، بحروف متوجسة سألته لنفسها :

_ هو عرف أني بكذب ومش فاقدة الذاكرة ولا إية !!!!!!؟ 


                          ***********


نهـض مجـدي من فراشـه، دومًا كانت يعتبر فراش نومـه شيئ - شاهدًا - على مراسـم عشـق معـززة ... 

ولكن الان يشعـر انه يخشـى البـوح بما حدث، - يشمأز - من نفسـه فعليًا ولكن يبقى يذكـر نفسه 

" إنـها زوجتـه !! " 

ولكنه لم يتقبلها كـزوجـة فعلية !!! 

لم يفتـح لها محـراب العشق الخاص به فتتربـع داخله !! 

وخــان !!!!!!! 

هل خان رقيـة بالفعل ؟! 

وقلـب يجيب بحزن : نعم خنتهـا، خلفـت وعدك بعدم لمس حواء غيرهـا ... 

وعقـل يجهـر بالنفـي، بجبـروت طُبـع عن قلب الرجـال .. 

" لا والله لم تفعـل، هي زوجـتك، زوجتـك أمام الله والناس والقانـون، أين الخيانـة اذًا ؟!!! " 

تأفف وهو يضـع يــداه على رأسه عله يستطيع إيقاف تلك الأفكار المتدفقـة منه، ودون قصدًا منه صرخ بصوت عالي :

_ بس بقاا 

سألتـه تلك القابعـة بجـواره - عارية الجسد - بدلال يليق بها إلى حدًا ما :

_ إية يا حبيبي مالك ؟ 

تنهـد بيأس وهو ينظـر امامـه - شاردًا - وقد يكون - نادمًا - وقال بصوت مبحوح :

_ تعبـان أوي 

نهـضت لتمسـك كتفـه هامسة بنعومة :

_ مالك يا حبيبي 

أبعـد يده عنها ليرد بنفور :

_ مفيش، انا قايـم 

مالـت عليـه مرة اخـرى لتهمس :

_ لية بس يا حبيبي خليك معايا 

هـز رأسه نافيًا :

_ بقولك تعبان هقوم أخد دش عشان أفوق كدة 

بدءت تحسس على ظهـره بطريقـة مثيرة .. وأصابعهـا تعـرف دورها الصحيح لإتمام مهامها الخبيثة !!! 

وهمست :

_ أنا هريحك صدقني 

فنهض يصيح فيها بغضب وحدة :

_ إنتِ إية مابتفهميش، مش كل الناس بترتاح في السرير بس يا مدام 

وكأنها كونت حصنًا من كلماته الباردة فلم تعد تتأثر، فقالت ببرود يشوبه بعض الغيظ :

_ هو أنت كل حاجة هتتنرفز عليا ولا أية 

اومـأ ببرود مماثـل :

_ ايوة، إن كان عاجبك 

كـزت على أسنانهـا وحاولت تمالك نفسهـا وهي تـرد :

_ أنا هاسكت دلوقتِ لانك متضايق بس، لكن بعد كدة مش هاسكت على أي إهانـة 

نظـر لها من أعلاها الى اسفل قدميها ومن ثم غمغم بضيـق :

_ متقدريش تعملي أي حاجة أصلاً 

ونـهض متجهًا للمرحاض يغتسـل والمياة تسقط عليه بغزارة ... 

علهـا تستطـع مسـح ذلك الوقت من ذاكرتـه .. عله يستطـع نسيـان ضعفـه امام تلك !! 

ولكـن يبقى سبب ذاك الزواج مبررًا قويًا لأفعاله .. 

" ألم يكن قد تزوج للأنجـاب من الأساس ؟! " ، وتنهـد بقــوة، تنهيدة طويلة ودت لو خـرجت صـراخ فأراحتـه قليلاً .. 

ولكن مـرت على ينابيـع رجولته فخشى الضعف وخاصةً امام تلك المرأة !!! 

وفجأة سمـع صـوت والدتـه العالي يأتي من الخـارج .. 

اسرع في الانتهاء وإرتـدى ملابـسه ليخرج فيجد والدته امام البـاب .. 

تكاد تبكِ وهي تـراه يقتـرب، وتنوح بحزن مصطنـع :

_ شوفت مراتك عملت فيا إية يا مجدي !!!!!!!! 


                          **********


بدء ياسين يتململ في فراشـه بكسـل، فتح عينـاه العسلية قبل أن ينهـض من فراشـه، وبدء يستيقظ بملل على صـوت هاتفـه الذي لم يكـف عن الاتصـال، إلتقطـه ثم تـأفف وهو يجـيب بملل :

_ الووو

_ ............... 

_ إزاي يعني ده 

_ ................ 

_ طيب طيب بس سيبوهـا 

_ ................ 

_ اسمعي الكلام وانا مسافة الطريق هكون هنـاك 

_ ................. 

_ أقفلوا بس الباب، مش هتأخر 

_ ................... 

_ يلا سلام 


اغلـق الهـاتف وهو ينهض مسرعًا، اتجـه للمرحـاض ليغتسـل سريعًا ثم ارتـدى ملابسـه .. 

وسؤال لم يتركـه يتردد في عقلـه بصلابـة ليهز جدران حيرتـه وقلقه 

" ماذا حدث ... ماذا رأت ؟؟!!! "

ونزل للأسف ليجد ما لم يعجـبه .. 

ماهيتـاب ووالدها ووالدتهـا، المعنى الحقيقي للأختناق بالنسبة له !! 

 تنهـد بقـوة وهو يتقـدم منهم راسمًا ابتسامة صفراء على ثغـره .. 

وبمجـرد أن رآه والـده قـال بابتسامة :

_ اهو ياسين جـه اهوو 

سـأله ياسين مستفسرًا :

_ خير يا بابا في حـاجـة ولا إيـة ؟ 

هـز رأسه نافيًا :

_ لا كويس إنك جيت كنت لسة هبعتلك حد من الخدم عشان يصحيك، خطيبتك وعيلتها جايين يتعشوا معانـا 

خطـيبتك !!!!! 

ينسبهـا له من جديـد .. يربطها به مرة اخـرى !!! 

يضـع جبـل الذنـب على صـدره مرة اخرى فقـط لرغبتـه ومصالحـه هو !!؟ 

وسأله ببرود ظاهـري :

_ خطيبتي مين يا بابا !!!!!؟ 

رفـع والـده كتفيـه وقـال ببرود مماثـل وبعضًا من الجدية :

_ ماهيتـاب، انا اعتذرت لها نيابةً عنك، وقولتلها إنك مش قصـدك وإنك كنت تعبـان بس زي ما قولتلي  يا ياسيـن 

وضغـط على اخر كلمـة متعمدًا، وكأنه يحـذره !!! 

اومـأ ياسين غيظًا وقال :

_ اه اوكيـه وهو كذلك، أنا ماشي عندي شغل دلوقتِ عن اذنكم 

وكاد يسير إلا أن قاطعـه قول والد ماهيتـاب - السمـج - وهو يشير لياسين :

_ إية يا ياسين هو إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكـة ولا إية !!؟ 

هـز رأسـه نافيًا ليبرر بهدوء :

_ لا ابداً يا عمي بس جالي شغـل طـارق كدة ولازم أروح دلوقـتِ 

تنهـد والده وأستطـرد بحدة :

_ أقعد يا ياسين الشغل مش هيطير، هما مش بيتعشوا كل يوم عندنـا 

وكاد يعترض بخفوت :

_ يا بابا ده شغل مهم و.. 

نظـرات الجميـع المصوبـة نحوه تخترقـه لتجبره جعلته يلتزم ذاك الصمت المغتاظ، ويجلس بجوار ماهيتـاب التي هللت بابتسامة نصـر :

_ يـس .. هو ده الصـح يا ياسوو !!

مسـح على شعـره وهو يدعـو أن لا يحدث ما يكمن في خاطـره .. ابدًا !!!!!! 


                           *********


وصـلت رقيـة الى المستشفى التي يقطـن بها جدهـا، كانت تسيـر مسرعة وتلـوم نفسعا على تأخير تلك الزيـارة !! 

وصلت للأستقبال فسألت ؛

_ لو سمحـتِ فين أوضـة نصار القاضي 

 اجابتها بجديـة معهودة :

_ تالت دور على اليمين، الأوضة رقم 30 

اومـأت مسرعة :

_ متشكـرة 

اتجهـت للغرفة بخطى سريعـة .. 

وصلت فاطرقت البـاب بهدوء لتسمع رد والدها فدلفت على الفور ملقية التحية :

_ السلام عليكم 

وقبلت يـد جدهـا الحبيب هامسة :

_ شفــاك الله وعفــاك يا جدي 

ابتسم وهو يمسـح على حجابهـا بحنان :

_ تسلمي يا حبيبتي، مكنتيش جيتي، كدة كدة انا خارج النهاردة 

غمغمـت باعتـذار :

_ معلش والله اتأخرت بس بابا قالي ماتجيش غير لما اكلمك ومادانيش خبر 

همس بنـصف ابتسامة :

_ ولا يهمك يا بنتي 

جلسـوا جميعًا، وفي وسط الحوار سألت رقية بتوجـس :

_ لسة مالاقيتوش سيلا يا بابا ؟ 

هـز عزت رأسه نافيًا ببعض الحزن :

_ للأسف لأ، وفي احتمال سيئ أأسف انه يكـون حقيقة 

غـزى الألم قلب " نصـار " عند تلك الأسيـرة .. وأسـره حزنـه العميق على " الغاليـة " 

عند جملة عزت صرخ بفزع :

_ قولت لك لا سيلا كويسة اسكـت بقااا 

إبتلعت رقية ريقها بصعوبة مما قد وصل لها من كلامهـم الغير مفهـوم كاللغز مؤلم يُميت من يفـكه وسألت :

_ مالها سيلا يا بابا ؟ 

رفـع عزت كتفيه بيأس وأردف :

_ مش لاقينها خالص يا رقية، كأن الأرض اتشقت وبلعتها، والخاطفين بيقولوا آآ .. بيقولوا إنهم قتلوهـا !!!!

جحـظا عينـاها بصدمـة حقيقية إرتسمت في ثوانٍ على ملامحهـا !! 

وكأنها فقدت جزءً غاليًا من قلبهـا حرفيًا !!

سيلا لم تكـن مجرد أخت .. 

سيلا كـانت ترمي بخيوط حبهـا للجميـع فتأسرهم بحبهـا الحقيقي لها !!!! 

وهتفت بجـزع :

_ لا لا جدي معاه حق، أكيد بيكذبوا 

ثم همست بحيـرة وقد تلقلقت الدمـوع في عيناهـا : 

_ بس إية مصلحتهم إنهم يكذبوا في حاجة زي دي بعد ما اخدوا الفلوس ؟!! 

بادلها والدها الهمس المحتار :

_ مش عارف يا رقية مش عارف 

وهنا سمعـوا صـوت نصار يقـول بصوت عالي يتعمقه الحزن :

_ آآه يا خـالد يا يابني، لو كان هنا كان زمانـه مارجعش البيت غير لما يلاقي بنت اخـوه، مش مكسل يدور بضمير 

كـز عزت على أسنانه بغيظ وسارع مبررًا :

_ قسمًا بالله دورت لما تعبت انا والرجالة يا حج، قربنا نكمل اسبوعين بندور اهوو 

هـز رأسـه نافيًا وتابـع بأصرار :

_ لأ، إنت دايمًا بتعمل كدة، زي ما عملت وانت بتدور على اخوك ومراته صح 

أطـرق عزت رأسه .. 

تلك السيرة لا يرغبهـا، تُفتـح في ماضي أشواكـه لم تَمـُت بعد !!!!!!! 


                          **********


وصـل كلاً من سيـلا وسليـم إلـى المنـزل، ليجـدوا " جميـلة " تجلس كمـا هي، تشـرد وتفكـر وتخطط ايضًا كما كانت !! 

ترسـم الخيـوط التي ستضعهـا بينهم كما تشـاء !!!! 

 اقتـرب منهـا سليـم ليحتضنهـا بـود حقيقـي، ابتسمـت وهي تسأله بشرود :

_ إية يا حبيبي، جيتوا أمتـى ؟ 

جلس بجوارها وهو يرد بنفس الابتسامة المتبادلـة .. ابتسامة نابعـة من حنان فطري لا يظهر إلا معهـا :

_ لسة جايين اهـوو 

اقتـربت منهم سيلا ايضًا، لتلقي السلام بهدوء مبتسمة :

_ السلام عليكم، أزيك يا طنط ؟ 

رمقـتهـا جميلة بنظرات حنـونة، وهتفت مشاكسة :

_ لا طنط، قولي يا ماما أو يا خالة زي ما سليم بيقـول، ولا اكمـن أنا اصغر من مامتك أكيد يعنـي ؟! 

إشتيـاق من نـوع اخـر إنغرز بروحهها المهشمـة ... 

إشتيـاق انغرز بروح كلاهمـا وليس هي فقـط !! 

ودمـوع لا تنتظـر الصبـر عن تلك السيـرة التي تُظهـر الحـزن المخفي بين أعماقهـا فتخـرج ظاهرة بين بحر عينيها البنية .. 

وهمـست بابتسامة صفـراء :

_ حاضر يا خالتو 

سألهـا سليم بحزم حنـون :

_ أكلتِ يا خالة ولا لا ؟ 

هـزت رأسها نافيـة :

_ لا مقدرتش 

نهـض ينادي على احدى الاشخـاص لينظر لها متابعًا ؛

_ مينفعش يا خالة، بعيد الشر لو جرالك حاجة انا اعمل إية 

ضحكت بخفة وقالت :

_ يا حبيبي أنا كويسة بس مليش نفس 

بينمـا كانت سيـلا تراقبـهم بأعين متعجبـة بالفعل !! 

حنـانه يتدفـق من بين عينـاه مع خالتـه فقط !!! 

وظلالـه عميقة سوداء من القسـوة تظهر لتحيـط بها هي .. وغالبًا كل الأناس !!!!! 

قسـوة هي أكتفت منها فعليًا ... 

قسـوة عانـت منها بكل معناهـا .. كل مراحلهـا وكل تجاربهـا !! 

تفتقـد طيفًا من الحنـان، تفتقـده منذ فتـرة كبيـرة ... لا تتمسـك سوى بخيطًا كاد ينقطع من الحنان .. وبالطبع من جدهـا فقط !!!! 

أما أبيهـا، مجـرد كلمة تنسـب لها فقط، لكنها فعليًا - لم تشعـر بها يومًا - !!!!! 

وقالت في خلدهـا بحزن :

_ ماهو بيعاملها كويس وبحنية اهو، اشمعنا انا بيصدر لي الوش الخشب 

وعندمـا سمعـت ضحكـة " جميلة " التي أظهـرت لها مدى حماقتهـا .. 

أيقنت أن كلامها كان بصوتًا عالي !!!!! 

ربمـا أختنـق داخلها فقرر الظهور قليلاً ؟! 

وهمس سليم بصدمة :

_ نعم !!!!

فقـالت جميلة :

_ معلش يا سيلا، هو سليم كدة طبعه دبش في كلام، وقاسي خارجيًا، لكن هو اساسًا حنين جدًا من جوة، زي امه بالظبط 

وابتسمـت سيـلا وهي تسألها :

_ ومامتـه فين دلوقـتِ ؟ 

عبسـت جميلة وهي تجيب بخفـوت :

_ ربنا يرحمها ويسكنهـا فسيح جناتـه 

تمتمت سيلا بحـزن :

_ اللهم أميين، أنا اسفة والله ماعـرفش 

بينمـا سليـم كان وجـه كخريطـة من الغضـب رسمتها سيلا بكلماتهـا !!! 

كلماتهـا التي لم تـدري أن بها تفتـح جرحًا لم يُشفى بعد ... فتلهبه بلهيب كلماتهـا - الجارحة دون قصد - !!!! 

وركـض للداخـل دون سابـق إنذار متجهًا نحو غرفتـه ... 

سألت سيلا ببلاهـة متعجبة :

_ إية اللي حصل يا خالتو ؟ 

رفعـت جميلة كتفيهـا وقالت :

_ مش عارفة إية اللي بيحص له لما حد بيجيب سيرة مامتـه !! 

عقـدت ما بين حاجبيها متساءلة :

_ يعني المعـظم والدتـهم تبقى ميتـة، ويزعـل ويدعيلها لما يتذكـر، لكن هو اية اللي حصل له طلع يجري كأنها لسة ميتة دلوقتِ يعني آآ انا قصدي 

قاطعتهـا جميلة بتنهيدة :

_ لااا، هو أمـه ماتت بس اثرت عليه جامد باللي حصل، مش زي اي حد مامته بتتوفى 

سألتها سيلا بفضـول قاتل :

_ لية هو اية اللي حصل لها يا طنط، ماتت إزاي ؟ 

واجابـة انقطـعت بسبب صراخ يأتي من الأعلى و......... !! 


                     **********

شظايا قسوتـه 


الفصل العـاشـر : 


والفـزع كـان مجـاور لنسمـات الهـواء الطلق نسبـةً لكلاهمـا، ركـضـت سيلا تتبعهـا جميلة التي لم تسعفها قدماها للركـض نحو غرفة سليـم .. 

وصـلت فـوجـدت سليم يدمـر كل شيئ أمامـه، كل ما تطـوله يـده يدمـره، يُمثـل ما يريد فعله حرفيًا .. 

تدميـر كل من ينطـق ليذكـره بما حـدث دون تـردد !!!! 

وهي التـردد سيطـر على عقلها، تدلـف إلي غرفة الصقـر بقدميهـا وتتحمـل نتيجـة تدخلهـا الذي سيُخرجهـا بأهانـات جديدة تشكلت على خطـوط كرامتهـا التي كادت تنعـدم .. أم تظـل هكذا وهي تراه الغضب يأكله كالصدئ في الحديـد !!!!!؟ 

وما بين الأختيـار ذلك وذاك اتخـاذ سريـع للقـرارات مهما كـانت .. 

فدلفت مسرعة وهي تقول بثبـات ظاهـري :

_ إهدى يا سليم، في إية مالك !!؟ 

نظـر لها بعينـاه الحمراء التي ارعبتهـا ومن ثم صـرخ بحدة :

_ ملكيش فيييييييه، غوري على شغلك إنتِ 

ٱرتعـش جسدهـا بخـوف حقيقي من هيئتـه وصراخـه .. 

صراخـة الذي هـدم أخـر بنـاء للثبات والقوة لديهـا، وفجأة صرخت فيه بغضب مماثل :

_ لا ليا، ليا ومش همشي غير لما تهدى خالـص 

رمقـه بنظـرات كشفتهـا امام نفسها الضعيفة وهددهـا صراحةً :

_ قسمًا بالله لو ما مشيتي من ادامي دلوقتِ لكون عامل فيكِ حاجة مش هتعجبـك ابدًا 

وتمسكت بذاك القناع الوهمي وهي تسأله بتحدي :

_ هتعمل فيا أية يعني ؟!!! 

اقتـرب منها ببطئ، ليتابع بنفـس الحدة التي تغلـفت بالغضب الأعمى :

_ بحذرك لأخر مرة إبعدي عني، إتقي شـر الحليم إذا غـضب 

ومن المفتـرض أن يُـزرع الغضـب والإرتعـاد في أعماقهـا الان .. 

ولكـن لمحـة الضعف والألم التي لمحتهـا تطـوف بين حمـرة عيناه الغاضبة، جعلتها تدرك أنه كصقـر شرس يحتاج من يروده فقط !!!! 

وهذه المـرة الاقتـراب كـان منهـا ... 

ولم تعـرف أي حماقة تمتلكتها لتقترب من الصقـر بما يُقدمها على الموت - الأرادة - فهمسـت بنعومة :

_ سليم ممكن تهدى، اهدى عشان أي حاجة حلوة، إفتكـر مامتك وهي شيفـاك منهار كل ما تيجي سيرتها هتكون أزاي دلوقتِ ؟ 

افتكـر هل هي مبسوطـة إن ابنها مابيحبـش يجيب سيرتهـا ؟؟ 

هـزت رأسها نافية وأردفت :

_ اكيد لا، مهمًا كان اللي حصل واللي أنا معرفهوش لحد دلوقـتِ، إنت لازم تهـزم صراع الأنتقام اللي جواك 

نظـر لها بصدمة !!!! 

ألهـذه الدرجـة أصبح شفـاف أمامهـا فرأت ما جعل لسانه يصمت عنه !!؟ 

وكلمـة واحدة لم يجـد سواها الان في قامـوس حياتـه القاسية :

_إطلعي برة يا سيلا 

سألته مرة اخرى بجديـة :

_ ولو ماطلعتش هتعملي اية ؟ 

جـزءً بداخلـه يحثـه على الأنقضـاض عليهـا، وجـزءً اخر يكبلـه بحبـال صبـره وهدوءه !! 

أمسكهـا من ذراعهـا بقوة ألمتهـا ولكن لم تظهـر وهي تهمس :

_ دراعي يا سليم 

ظـل ينظـر في عيناها، تلك العينان التي تمـوج عبثًا لا يفهمـه !!! 

ليصدح صوتـه الأجش محذرًا :

_ صدقيني لو مطلعتيش دلوقتِ هتحصل حاجة مش هتعجبك 

هـزت رأسهـا نافية فاستدار وظل يدمـر كل شيئ من حوله وهو يصرخ :

_ لييييييية ؟؟؟؟؟ 

كـانت جميلة تراقبـهم من امام البـاب، تنتظـر لترى رد فعـل سيلا الذي ترغبـه .. 

وبالفعـل أشبعت عيناها اطمئنانًا ممن تستطع ترويض الصقـر !! 

نظـر سليـم لسيـلا، ولمعـت تلك الدمـوع بعينـاه الحجريـة !!!!! 

عرفت الدمـوع لعينـا الصقـر طريقًا !!!؟؟

وإنـدفـع نحـوها يكاد يحتضنهـا وسط إنهيـاره .. 

فعادت للخلف مطرقة الرأس، دائمًا ما تضـع الله أمامـها في كـل خطـوة .. لن تُفضـل سليم على شـرع الله ابدًا .... 

وهنـا تدخـلت جميلة فاسرعت نحوه تحتضنـه، تعطيه ذاك الحنان الذي يرغبـه ولكنه أخطأ مسـاره !!!!!! 

ظـلت تهدءه وهو يهـزي بحقـد :

_ مش هاسيبهم هما السبـب 

هـزت رأسها نافيةً بقوة :

_ لأ يا سليم، هما ملهمش أي يد في الموضوع، ده قضاء ربنا يابني 

أنتحـب صوتـه وهو يتـابع، بأحبـال صوتية اُرهـقت من كثرة الصراخ والتوعد فلم تجـد سوى النحيب في حضـن حنون :

_ آآه مش قادر أنسى إنها ماتت بين ايديـا، ماتت ومقدرتش اعمل لها حاجة 

مسـحت على شعـره وأردفت بصوت يكسوه الحزن :

_ إنا لله وإنا إليه راجعـون يا حبيبي، إنهيارك كل ما تيجي سيرتها مش هينـفع 

نظـر لها بأعين متوعـدة شرًا وقال :

_ الإنهيـار ده هيروح يوم ما أنتقـم منهم 

تنهـدت وهي تجيـب برزانـة :

_ مش هاسمحلك ابداً يا سليم، إنت أنتقمـت من اللي قتلوهـا، مفيش داعي تـدب في اللي منك كمـان 

صرخ فيها بعصبية مفرطة - غير مقصودة لها - على الأطلاق :

_ هما السبب الرئيسي، المجـرم مش هو اللي بيقتل بس، المجرم اللي يكون سبب تاني في القتـل يا خالة وانتِ اللي بتمنعيني كل مرة 

ظـل يتنفس بصوتًا عاليًا، وخرج صوته لاهثًا من كثرة إنفعالـه متوعدًا بشراسـة تليق بصقـر :

_ بس ورحمة أمي اللي ما لحقت أشبع من حنانهـا ما هسيبهم متهنيـن !!!!!! 

وهـا هي قـد وجدت ورأت سببًا أخـر وحتمـي لتنفيـذ ما خططت له ... !! 


                        ***********


وفـن وإصطنـاع التمثيـل والحـزن ببراعـة لا يجيـده إلا البعـض .. 

اجادتـه " والدة مجـدي " فصنعـت صـورة مزيفـة مما عانـته بسبب " رقيـة " امامـه !! 

وللحق هو بُهـر حرفيًا من الحـزن الذي تعمـق والدتـه هكذا فجأة !!! 

والذي لا يعلم له سببًا حتى الان سوى .. رقيـة فقط !!!! 

استمـرت في البكـاء المزيـف وهي تتابـع :

_ ماكنش يـومك يا عفـاف، ماكنش يوووومك ابداً 

سحبهـا مجدي للداخـل بهدوء ومن ثم اغلق البـاب، ليلتفت لها متساءلاً :

_ إية اللي إنتِ عاملاه ده كله يا أمي في إية القيامة قامـت ؟ 

ضـربت على فخذيهـا بغلب - مصطنـع - بالطـبع وأجابتـه :

_ ما إنت لو تعرف اللي أتعمل فيا هتعذرني ومش هتقول كدة 

رفـع حاجبـه الأيسـر وسألها مستفسرًا :

_ إية اللي أتعمـل فيكِ يا أمي ؟ 

رمقتـه بنظرات مغلولـة وقالت :

_ اللي ما تتسمـى مراتك، اللي ما هتـورد على جنـة ولا على نار دي، تنشـك في بوقها اللي نطـق كلمـة وحشة في حقـي، يتقطـع صباعها اللي شاور عليا وآآ 

قاطعهـا مجدي بملل شابـه شبرًا من الغضب :

_ هاا يا أمي خلصتِ ليستت الشتايم والدعاوي، ممكن أفهم عملتلك إية بقا اللي ما تتسمـى دي ؟! 

وجـدت البكـاء مناسبًا في تلك المرحلة وهي تشـرح له :

_ روحت لها يا مجـدي، روحت لها أسلم عليها واسأل عليها بدل ما تقول ابنها اتجوز وكرهتني، وإنت عارفني مابكرهش حد، روحت لها وياريتني ما روحـت 

قلـق ... 

قـلق حقيقي طـرق بـاب قلبـه في تلك اللحظـات من تلك المعركة التي مؤكدًا نشبت بين والدتـه و زوجتـه، والتي لن يكون فيها طرفًا خاسرًا سـواه !!!!

سألها مكملاً :

_ ها إية اللي حصل هناك بدون مقدمات 

اكمـلت وهي تمسـح عيناهـا، علها تهدئ من ذاك الانهيـار المزيـف :

_ بواسيها وبقولك معلش يا روكا يا حبيبتي متزعليش نفسك خالص، إلا اني فجأة يابني لاقتها هبت فيا زي البوتجـار ابو خمس عيـون مولعيـن، وبتقولي إنتِ بتقولي إية يا ست يا خرفانة إنتِ، إنتِ مجنونة ولا إية، وفضلت تقولي كلام من اللي قلبـك يحبه يا مجدي يابنـي 

كـز على أسنانـه بغضب جامـح وسألها :

_ وإنتِ سكتِ على الإهانـة دي يا حجة ؟ 

هـزت رأسها نافية :

_ عمالة اقولها إهدي يا رقية، مش كدة يا رقية، ده أنا اد أمك يا رقيـة، إلا انها كانت زي ما تكون لاقت فرصة تهزقني فيها، وبعدها يادوب باخد نفسي، تخيل عملت إية كمـان 

تمتم بغيظ :

_ امممم عملت إية كمان 

_ طردتني وشتمتني يا مجدي، شتمتني وقالت لي أبقي خلي سيـد الرجالة يبعت لي ورقة طلاقي في أقرب وقت !!!!!! 

عنـد هـذه النقطـة ويكفـي !! 

طـلاق .. مصاحب بالإهانـة له ؟!!! 

وصـلت ينابيـع غضبـه حد الغليـان من تلك التي كان يكـن له عشقًا مأسـورًا !!!! 

وكانت بدور تتابعهـم بدقة شديدة، وتترقب كل حرف تنطقه تلك السيـدة، والتي تيقنت أنه كـذب ... 

عاشـق ولهـان مثل مجدي علوان لا يهـب قلبـه إلا لمن تستحـق !!

وفي يومًا وليلته تحـولت من محض حب الجميـع .. لحجرًا يرمي إهانات فقط ؟! 

وقد صـدق من قـال 

" ماتفهمش الست إلا الست اللي زيهـا " 

وعلى أي حال.. بالطبع هذا لصالحها !!!! 

بينمـا نهـض مجـدي وشرارات غاضبة تتطايـر من عينـاه ليزمجـر :

_ كدة جابت اخرهـا معايـا، وانا هوريهـا بقا سيد الرجالة هيعمل إية !!!!! 

وإتجـه نحـو البـاب، ليهبط مستقلاً سيارته ليتجه نحو ... رقيـة 

وكأنه يسير بالحرف على تلك الخطوط الخبيثة التي رسمتها والدتـه !!!!!!! 


                          *********


شقـت شمـس يومًا جديـد سمـاء الأرض، فملأتهـا حيويـة بأشعتها الصفـراء الهانئـة، هانئـة على بعضًا .. وربما البعـض الأخـر لا، تسيـر بمقولة 

" يوم ليك ويوم عليـك !! " 

كان ياسيـن على فراشـه، يتذكـر ما حدث بالأمس، يتذكر الورطة التي وُضـع فيها، ويتذكـر سعادة " ماهيتاب " التي كانت تتقافـز من بين عيناهـا !!!! 

يتذكـر ثرثرتهـا الزائـدة معــه وحده، ويتذكـر إختلائهـا به .. وقد عُكست الأية تمامًا !! 

فـلاش بـاك .. 

جلسـا سويًا في حديقـة المنـزل، وبالطبـع من اقحمـه في ذلك الموقف ايضًا - والده العزيـز - والذي يعتقد أنه هكذا يقربهم من بعضهم اكثر !!! 

جلسـا امام - حمام السباحـة - ترى ماهيتـاب إنعكـاس صورتها الجذابـة، بفستانهـا القصيـر والذي إرتدتـه عمدًا لا يكاد يصـل لما فوق ركبتيهـا !! 

ابتسمـت وهي تبادر بالقول :

_ مبسوطة إنك وعيت للي كنت بتقوله يا ياسوو، وأفتكـرت إن احنا ماننفعش غير لبعـض 

بادلها بأبتسامة - صفـراء - و رد :

_ أسمي ياسين مش ياسو، أنا راجل مش بنـت بتدلعيها كدة 

اومـأت مؤكـدة :

_ وهو حد يقـدر يقول غير كدة يا حبيبي

نظـر للجهة الاخرى بضيق من تلك الجلسـة - البــاردة - حرفيًا .. 

ليشعـر بيدهـا تتحـسس ذقنـه القصيـرة بطريقة حميمية، ليمسك بيدها ويحاول ابعادها محذرًا :

_ ماهيتـاب 

اقتـربت اكثر لتهمس بجوار أذنـه بنعومه :

_ عيـون ماهيتـاب 

تأفـف وهو يهتف حنقــــًا :

_ مينفعش كدة على فكـرة 

سألته ببرود :

_ هو إية اللي ماينفعـش !! 

حـاول النهوض متابعًا بضيق حقيقي :

_ اللي إنتِ بتعمليه ده مش هيأثر فيا 

_ قصدك إن انا مش بأثر فيك يعني

 سألته بخبث ومن ثم اصبحـت ملاصقـة له تمامًا .. 

علها تؤثـر عليه بجسدهـا الأنوثـي المرسـوم، تُشعـره بسخونـة جسدها من قربه عله يحترق منها مثلها !!!!!! 

شفتـاها تصـل لشفتـاه فجأة، لتقبلـه بعمق، قبلة لا تقبلها فتـاة من المفترض أن تكـون - خجولة - في موقف كهـذا ؟!!!! 

ويـداها تعبـث في أزرار قميصـه .. 

ابتعـد صارخًا فيها :

_ إنتِ بتعملي إية إنتِ مجنونة !! 

اومـأت وهي تقول ببراءة لا تليق بها :

_ مجنونة عشان بحبك يا ياسيـن ؟ وبعدين مفيش حد هايجي هنا خالص إلا اما احنا نروح لهم 

هـز رأسـه نافيًا، وأشار لها باصبعه قائلاً بحدة :

_ ايًا كان، حتى لو محدش جه، كنتِ متوقعة إية يحصل بين إتنيـن قاعدين لوحدهـم، " مـا اجتمـع رجلاً وامرأة إلا وثالثهما الشيطـان " 

رفعت كتفيها تجيب بدلال :

_ زي ما بيحصل بين أي اتنين بيحبـوا بعض 

هـز رأسه ساخرًا :

_ تبقي بتحلمي، مش أنا اللي اعمل حاجة تجبرني على حاجات تانية فيما بعد، ومش أنا اللي أعصي ربنا وأعمل حاجة من الكبائـر عشان واحدة ست 

خـص كلمته الاخيرة بنظـرة استحقـار لم يستطـع اخفاؤوها من عينـاه .. 

ليوليها ظهـره منهيًا ذاك الحوار الذي لم يودي نتيجة نافعًا ابداً !!!!! 

بــاك 

تنهـد بضـيق مازال يجتاحـه إلى الان .. 

لا يـدرك ماذا يفعـل !! 

كره محط الضعف والضغط الذي اصبح فيـه الان !!!! 

وإتصـال اخر على هاتفـه جعله ينتـفض ممسكًا به واجاب :  

_ الووو ايوة 

واتـاه صوتهـا صارخًا بفـزع :

_ إلحقنـا يا دكتـور ياسين، البنـت حاولت تنتحـر !!!!!!! 


                         ***********


جـلسـت جميـلة شـاردة الذهـن كالعادة في الحديقـة التي أصبحـت مربـع أسرارهـا الخالدة الوحيـد !!! 

وضـعت قـدم فـوق الأخـرى، كل دقيقة تأمر وكأنها تأمرها بسرعـة التنفيـذ، وها هي ستنفـذ بالفعـل ... 

ولاح في عقلهـا السبب الذي جعلهـا تسـاعد سيلا في عـدم كشف أمرها دون أن تدري...

السبب الذي جعلها تكـون غطاءً على سيلا التي تعلم انها - كاذبة - ولكن السبب مجهـول لها حتى الان !!!! 

فـلاش بــاك 

أغلقت جميلة باب غرفتهـا عليها جيدًا، لتتأكد من عدم اقتـراب أي شخصًا منه حتى، ثم اتجهت للكمديـن تلتقط هاتفها المحمـول لتتصـل بشخصًا ما، اتاهـا صوته الأجش قائلاً :

_ الووو 

_ الووو يا إبراهيـم 

_ ايوة يا حجة خير، انا ببلغك بكل حاجة أول بأول 

_ انت بتسأل وبتجبلي اخبار كل شهر، انما انا دلوقتِ عايزاك تروح تسأل وتعرف اللي حصل خلال الاسبوع ده 

_ اشمعنا يعني يا مدام ما من بدري بجبلك اخبار بالشهر 

_ اسمـع الكلام لو سمحت يا ابراهيم، عايزة اعرف كل حاجة بالتفصيل 

_ هعملها ازاي دي يا مدام 

_ معرفش اتصرف يا ابراهيم، عايزة اعرف اية اللي حصل مع البت الأسبوع ده 

_ هحاول اطأس كدة واسأل 

_ ماشي هستنى منك الاخبـار 

_ مـاشـي سلام 

_ مع السلامـة 


اغلقت وهي تتنهـد بهدوء .. 

وبعدهت بوقتًا مناسب، علمت أنها خُطـفت وأن الاهـل يبحثـون عنها في كل ارجاء المدينـة ..... 

بــاك 

عيناها ظلت مثبتة على اللاشيئ، علمـت نقطـة ولكن لم تصـل للنقطة التي توازيهـا !! علمت أنها لم تترك منزل اهلها بل اختُطفت ولكن لم تعلم كيف أتت إلى هنـا تحديدًا ؟!!!! 

والكثير والكثير من التساؤلات التي تتعلـق بين جنبـات عقلهـا 

كأعتراض مطالب بأجابـة منطقيـة !!!!! 


                           *********


وقفـت سيلا بجـوار " فاطيمـا " تؤدي الخدمـة المنزلية كالعادة منذ أتت في هذان الاسبوعـان - عملهـا المؤقـت - ... 

عمـلها الذي جعلهـا كائـن مغناطيسي جالب للأهانـة !!!! 

جعلها محـط للشفقـة والعطـف !! 

شعـوران متناقضـان لطالما كرهتهمـا، كانت هي من تشعر بهم تجاه بعض الأنـاس ... 

ولكـن الان أنعكـس القالـب لتصبح هي من تثير الشفقـة !!!!!! 

انتبهـت لفاطيما التي قالت لتجذب انتباهها :

_ يا بتي، وين روحتي إنتِ ؟ 

ابتسمـت ابتسامة صفـراء وهي تـرد مغمغمة :

_ معلش يا دادة سرحـت شوية 

سألتهـا بفضول وهي تعمل :

_ اممم، جوليلي بجـى سرحتي في إية ؟ 

تنهـدت تنهيدة طويلة حارة تحمـل بطياتهـا الكثير .. 

قـلق .. توتـر .. خوف من القـادم .. وقرار صـادم رممتـه بقوتها المعهـودة ... 

قـرار كسـاه ونبـع من الأشتيـاق لأهلها !! 

الرحـيل !!!!! 

سترحـل بالفعـل وانتهى الأمر ؟! 

ستنتهـي تلك الفترة - التي اعتقـدت - انها اُهينـت فيها بما يكفـي !! 

قطـع ذاك السيـل الممتلئ من الافكار المزدحمـة في عقلها صوت فاطيما العاتب :

_ واه، الظاهر انك ما عايزاش تحكِ يا بتي، متزعليش مني ده مچرد فضول بس 

هـزت رأسها نافية وسارعت تبرر :

_ لا لا ابداً يا دادة، انا اللي بقيت بسرح كتير بس

ابتسمت الاخـرى وسألتها :

_ ماتجربي تحكِ لي أي حاچة عنك يابتي يمكن تفتكري ايتها حاچة 

ابتسمت سيلا بود حقيقي .. ود ظهـر لطيبـة وحنـان صادق يظهـران بكل وضوح على قسمات تلك السيـدة !! 

وهمست بشرود :

_ الفترة اللي قضيتها معاكم صدقيني كانت فترة حلوة، مانكرش أني اتقالي إنتِ خدامة بعدد شعر راسي بس فعلاً تفاصيل اللي حصل ماتتنسيش، الحنية اللي شوفتهم هنا 

ونظرت لها بطرف عينيها :

_ بغض النظر طبعاً عن دبـش الصقر والقسوة اللي بيحاول يقللهـا 

وتحدث صوتهـا في خلدها :

_ وبغض النظر عن الشوق لأهلي اللي كان هيموتني كل يوم، بس فعلاً حبيتكم 

قاطعتهـا فاطيما ضاحكة :

_ طب بمناسبة الصجـر، إطلعي هاتي لي الهدوم اللي مش نضيفة من السلة اللي فوج 

سألتها مستفسرة :

_ فوق فين ؟ 

رفعـت كتفيها ببساطة :

_ في أوضة الصجـر يابنيتي مالك 

همست :

_ مليش حاضر طالعةة

أفتـرش التوتر على قسماتهـا، ولكن اومـأت بهدوء واتجهـت للأعلى .. 

لعلها توعـده في اخـر لقَاء سيحدث الان 

وتنقطـع كل الخيوط بينهم بعد ذلك .. سواء إهانة او غيرهـا 

بمقـص ... القـرار الحـاد !!!!! 

وجـدت الغرفة ساكنة تمامًا والباب مفتوح الى حدًا ما، تنحنحت وهي تدلف واعتقاد خاطئ انه يعمل الان كالعادة يسكنها !! 

وفجأة رأته امامهـا ينام على الأريكة امام اوراقـه !!!!!

واجبرتها عيناها على التحديـق به .. 

كـانت قسمـاتـه هادئـة .. مسترخية وخالية من شوائـب القسوة والحدة !! 

ظل تتأمله للحظـات، تنسخ صورة له في عقلهـا علها تحتاج لحدتـه يومًا !!! 

وفجأة ومن دون سابـق إنذار ........ !! 


                           ********** 


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



قبل ماتخرجوا اتفضلوا الروايات الكامله من بداية الروايه من هنا

 هنا 👇❤️👇❤️👇

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- روايةبداية الروايه من هنا


 اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله


124- رواية أخو جوزك


125- رواية مريض نفسي


126- رواية جبروت مرات إبني


127- رواية هكذا يكون الحب


128- رواية عشق قاسم


129- رواية خادمتي الجميله


130- رواية ثعبان بجسد امرأه


131- رواية جوري قدري


132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي


133- رواية المنتقبه أسيرة الليل


134- رواية نجمتي الفاتنه


135- رواية ليعشقها قلبي


136- رواية نور العاصي


137- رواية من الوحده للحب


138- رواية أحببت مربية ابنتي


139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين


140- رواية شظايا قسوته





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close