expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية شظايا قسوته الفصل الخامس والسادس بقلم رحمه سيد رواية شظايا قسوته البارت الخامس والسادس بقلم رحمه سيد رواية شظايا قسوته الجزء الخامس والسادس بقلم رحمه سيد

 رواية شظايا قسوته الفصل الخامس والسادس بقلم رحمه سيد 

رواية شظايا قسوته البارت الخامس والسادس بقلم رحمه سيد

رواية شظايا قسوته الجزء الخامس والسادس بقلم رحمه سيد

رواية شظايا قسوته الفصل الخامس والسادس بقلم رحمه سيد

الفصل الخامس 

والشـك إنغـرز بقلبـه على الفـور من رفضهـا !! 

ذاك الرفض الذي لم يكن يتمنـاه ابدًا، وذاك الشك الذي سيجعلـه يفعل اشياء لم يكـن يرغبها !!!! 

وفي عُـرف الصقـر " إن اجتاحه الشك اكثر من ثلاث فانتهى الأمر !!! " 

بينما كانت جميلة تنظـر لها بشـك ايضًا، وقد راودها شعور بالحقيقة .. 

هي لم تكـن فاقدة الذاكرة، ولكن السؤال الوحيد الذي يسيطر على مقاليد عقلها 

" ماذا جلبها لهنـا وبأرادتهـا ؟! " 

بينمـا هي كانت تشعـر أن التوتر والقلق أصبح جزءً لا يفترق منها .. 

نظراتهم المتوجسة تخترقهـا ودون تردد لتفتتهـا لمجرد شظايـا تخشى قسوته !!! 

واخيرًا أستطاعت النطق ؛

_ يعني اية مش هتروحي 

رفعـت كتفيها لتقول ببساطة :

_ يعني مش هروح لدكاتـرة !! 

شعـر بداخله يكاد ينفجـر من الغضب المكبوت ليسألها مرة اخرى ولكن بحدة بدءت في الظهور على محياه : 

_ مش هاتروحي يعني اية هو لعب عيال !

هـزت رأسها نافية لتجيبه بأصرار مزيف :

_ لأ مش لعب عيال بس مش عايزة أروح 

سألها مزمجـرًا :

_ والهانم مش عايزة تروح لية بقا إن شاء الله ؟

توتـرت اكثر حتى احمـر وجههـا كاللوحة كانت فرشاتها مصنعة من القلق والخوف ولكنها حاولت ان تجيبه بثبات :

_ أسباب خاصة بيا 

لم يحتمـل كبت غضبه فاقتـرب منها واصبح امامها في لمح البصـر ليقبض على ذراعهـا النحيف بقسوة وقوة ألمتها بالفعل، فحاولت ابعاده وهي تقول متألمة :

_ آآه دراعي هيتكسر في ايدك 

ظل يهزهـا وهو يسألها بما اشبه الصراخ :

_ إنطقـي مش عايزة تروحي لية خايفة من إية ؟ 

والدمـوع كانت أسرع ما تكون في عيناهـا، دمـوع كالشلالات التي حُبسـت خلف سد الأصرار على عدم إظهار انهيارها امامه !!! 

واخيرًا نطقت بصوت يقترب من البكاء :

_ مش خايفة من حاجة 

وعاد سؤاله بنفاذ صبر :

_ امال ماعايزاش تروحي لأم الدَكتور لية بجى ؟ 

هـزت رأسهـا لتكمل كاذبة :

_ أنا بس مش عايزة افتكر، عايزة افضل فاقدة الذاكرة 

سألها وكأنه القاضي هنا يسأل فقط :

_ لية وإنتِ مين عرفك إن ماضيكِ مش هيعجبك عشان متفتكريهوش ؟ 

هـزت رأسها تردف صدقًا هذه المرة :

_ أنا حاسه إن الماضي زفت، مش عايزاه، نفسي امحيه من حياتي خالص 

وكلماتهـا تلك المرة لم تكـن بدافع الهروب من الطبيب قط .. 

وإنما كلمات خالدة بين جدران قلبها الذي أوشك على الإنكسـار !!! 

ليستمـر هو ملقيًا بإهاناتـه وكلماته التي تقطـر سمًا بوجههـا :

_ وأنا مالي، ماتنسيه ولا تغوري، المهم أتأكد إنك مش تبع الكلاب وإعملي اللي تعمليه إن شاء الله تموتي نفسك ! 

شعـرت جميلة بقرب إنهيـار سيلا فاقتربت منهم ممسكـة بيد سليم التي تقبض على سيلا فقالت جادة :

_ خلاص يا سليم، بالهداوة مش كدة 

هـز رأسه نافيًا ليستطرد غاضبًا :

_ هداوة اية يا خالة دي هتجنني، أنا قولت لك إني شاكك فيها من البداية 

اومـأت لتقـول بهمس وهي تبتعد عن سيلا التي كانت ترتعـش شفتاهـا محاولةً لحبس دموعهـا :

_ إنتَ قولتلها كلام زي السم يا سليم، كل ده عشان قالتلك مش هاروح للدكتـور، طب ما تسيبهـا يا أخي 

أبتعد عنها قليلاً، ليزفـر قبل أن يقول بجدية شبه حادة :

_ لأ يا خالة ماينفعـش، إفرض كانت منهم وجاية هنا عشان حاجة معينة، انتِ عارفة إن اعداء شغلي كتير ؟ 

ربـتت على كتفه، لتنظر أمامها بشـرود، وقد تحـدث شرودهـا فيما تتيقـن منه فقالت :

_ أنتَ بتثق فيا يا سليم صح ؟ 

اومـأ مؤكدًا :

_ أكيد طبعًا يا خالة 

ابتسمت وهي تتابـع برقــة :

_ وأنا بأقول لك البنـت دي مش من أعدائـك، دي فعلاً المفروض مكانها هنا، معانـا ! 

نظـر لها مضيقًا عينـاه بريبة وسألها :

_ تقصدي إية يا خالة 

 تنهـدت قائلـة بغمـوض لم يفهمه سليم قط :

_ أكيد هتفهم كل حاجة في وقتها يا حبيبي، المهم إنك ماتفقدش اعصابك مع البنت دي، دي طيبة أكتر مما كنت تتوقع، وسليم اللي انا اعرفـه حليم وهادي مش بيتعصب بسهولة كدة 

اومـأ ليزفـر بضيق حقيقي عارم، ثم اقترب من سيلا التي كانت تقف كالصنـم مكانهـا، وكأن كلماته كانت مسمـار يثبتها بمكانهـا ولكن مصاحب بالألم الشديد !!! 

فقال مشددًا لها على كل حرف :

_ يلا هنروح للدكتور دلوقتِ 

لم يعطيها فرصة للاعتراض فسحبهـا من يدهـا للخارج بينما كانت هي مستسلمة لقدرهـا ... !! 


                           *********


_ ياسيـن !!!! 

قالتهـا فتـاة تقتـرب من ياسيـن بنزق مصـدوم .. 

أصبحـت أمامـه تمامًا، عيناهـا تكاد تختلـع من مكانهـا لتخنق " ناديـن " تلك المسكينة التي كانت تجلس لا حول لها ولا قوة !! 

بينما همس هو ببلاهة :

_ إية ده ماهيتـاب !!؟ 

اومـأت وهي ترفـع حاجبها الأيسر مرددة :

_ أيوة ماهيتـاب يا أستاذ خطيبتك، خطيبتك اللي أنت مكنتش بترد عليها بقالك يوميـن ! 

أغمـض عينـاه بملل، ذاك الصـوت وذلك الكلام يشعره بالخنقة فعليًا !!! 

هو بحياتـه لم يكن يرغبها !! 

كان في حياته كالسلاسل الحديدية تخنقـه كلما اقتربت منه اكثر !!!! 

نظر لها بهدوء وهو يبرر كاذبًا :

_ معلش كنت مشغول في الشغل جدًا اليومين دول 

نظـرت لناديـن التي لم تتخلى عن الصمت لحظة كأنه رفيقها الوحيد لتتابـع بتهكم جارح :

_ مش فاضي عندك شغل ولا مطنشني عشان دي !!! 

قالت كلمتها الأخيرة وهي تنظر لها من أعلاهـا الى امحص قدميهـا .. 

لو كـانت نادين بوعيهـا الان وتلقيـت تلك النظرة الجارحـة لسقطـت باكية من تلك الأهانـة العميقة !!!! 

ولم تكـن ماهيتـاب بقليلة حتى لا تفعـل ذلك .. 

هي ماهيتـاب النجار أبنه أكبر رجـل أعمال، خصلاتهـا المصبوغـة تكاد تغطي نظرات عيناها التي تكاد تقتل الجميـع .. 

وملابسها القصيرة تنم عن مستواها الاجتماعي العالي !! 

بينما صاح ياسين فيها بجدية تحمل بعضًا من الحدة :

_ اولاً اسمها نادين، ثانيًا دي مريضتي، يعني مش قاعد معاها بتسلى 

اجابتـه بنفس النبرة المغتاظة :

_ أمال مابتردش عليا لية 

صرخ فيها بنفاذ صبر بصوت بدء يرتفع رويدًا رويدًا :

_ قولتلك شغل .. زفت شغل 

ظلت تزفـر بقـوة وهي مغمضة العينين، تحاول تهدأة نفسها الثائـرة .. 

فهي تعلم جيدًا بل تحفظه عن ظهر قلب، إن غضـب وثـار عليها سيصبح كالاعصار لا يقف بوجهه اي شخص ابدًا !!!! 

اومـأت وهي تسأله بشك :

_ متأكد يا ياسين أنه مجرد شغل ؟

كاد يجيبهـا إلا انه سألها مضيقًا عيناه :

_ إية ده صحيح إنتِ بتراقبيني يا ناديـن ؟

نظـرت للأسفل تفرك اصابعها قبل أن تجيبـه :

_ لا طبعًا، ولا عمري أفكر في كدة 

فسألها مرة اخرى بجمود :

_ امال ده اسميه أية ؟ 

رفعت كتفيها لتقول ببراءة مصطنعة :

_ أنا بس قلقت عليك لما لاقيتك مش بترد عليا، فـ قمت قولت أجي لك في الدار هنا، انا عارفة إنك اشتغلت فيه وسألت عليك برة قالولي في الأوضة دي 

اومأ موافقًا ليقول لها بنبرة شبه آمـره :

_ روحي دلوقتِ وأنا هخلص شغلي واتصل بيكِ نتقابل بليل 

كـادت تعتـرض إلا انه قاطعهـا بخشـونة أنهت اعتراضها السخيف :

_ ماهيتاب، خلصنا ده شغل مش تسلية !!! 

اومـأت وهي تعض على شافهها السفلية بحرج وغيظ لتغمغم بعدها :

_ ماشي يا ياسين، هستنى اتصالك هه 

اومأ ياسين بتأكيد :

_ خلاص يا ماهيتـاب خلاص هتصل 

استدارت وهي تشير لها لتذهـب حانقة من جلوسـه بمفرده مع " ناديـن " 

بينمـا هو إلتفت الي نادين التي لم تتحرك بالطبـع ليهمس بعدها :

_ أنا مش عارف انا بعمل كدة لية، زهقت !!!! 


                             **********


كانت " رقيـة " تتوسـط صـدر " مجـدي " العاري، تغمـض عينيها عل ذاك الحلم الرائـع لا تنتشله منها الحقيقة المريرة !!! 

بينمـا هو لم تزول الابتسامة من ثغـره، الفرحة غمـرت قلبه المُظلم ولو قليلاً ! 

تنهـد قبل أن يقـول بهدوء مُهلل :

_ ياه، ماتتخيليش أنا مرتاح قد أية دلوقتِ يا رقية 

ابتسمت هي الاخـرى .. 

رغم تغاضيهـا عن كلمـة " مرتـاح " وليس " سعيـد " .. تلك الكلمة التي اشعرتها انها يمكن ان تصبح مصـدر للأرتياح فقط ليس اكثـر !!!! 

ولكن هتفت بنفس الهدوء :

_ وأنا يا مجدي بردو 

سألها بهمـس حنون :

_ إنتِ إية يا قلب مجـدي ؟ 

إبتلعت ريقهـا بصعوبة، لا تحب ذاك الحصـار في كلامه .. 

حصار يجبرها على النطـق بمدى عشقها له وقد تنـدم عليه لاحقًا !!!! 

شعـرت بيـداه تتلمـس شفتـاها .. ووجنتاهـا تُحمر كأنذار للأجابـة .. 

فقالـت بصوت مبحـوح :

_ مرتاحـة 

سألها مرة اخرى بمراوغـة :

_  مرتاحة بس ؟ 

وكأن الهاتـف انقذهـا من اعتراف قد يجعلها في موضع ضعـف 

نعم ضعـف .. العشـق يجـلب الأسـر 

الأسر الذي يجعلها تراه مع زوجتـه وتصمت .. بسبب ذاك العشق !!!!! 

ابتعد قليلاً ليمسـك بهاتفـه، توتـر افترش على ملامحه السمراء لتلكزه رقية في كتفه قائلة :

_ في اية مالك ما ترد !! 

وضـع الهاتـف بجـواره مرة اخرى ليقول بلامبالاة مضطربة :

_ لا لا تليفون مش مهم 

سألته بشك :

_ مين ؟ 

لم يـرد فكررت سؤالها بجديـة ظهرت في وقتها المناسب :

_ مين اللي بيتصل يا مجدي ؟ 

_ بـدور يا رقية 

قالها وهو يتأفف من ذاك الهاتف الذي لم يكف عن الاتصـال .. 

سألتـه وقد بدء الأمر يتضح امامها :

_ بدور مين، مــ .. 

وعجـزت عن إكمـال تلك الكلمة التي لم يسعفها لسانها لنطقهـا !!! 

تلك الكلمة التي جهـر قلبها باعتراض شديد على مجرد نطق كلمة ستجعلـه يُمزق حرفيًا !!!! 

ليومئ برأسه قبل أن يستطرد بصوت هامس :

_ اللي لسة متجوزها 

ابعدت يدها عنه لتنهـض، بالطبـع ظهـر الحزن والغضب والألم معًا على قسمات وجههـا .. 

من مجـرد إتصال !!!!! 

أتصال اشعل في كل حواسها الغيرة الفطرية من " درتهـا " 

امسـك بذراعها ليسألها بجدية :

_ رايحة فين يا رقية 

عادت لطبيعتها لتصرخ بحدة :

_ هغور في داهية ملكش دعوة !

نظـر للهاتف الذي طال اتصاله ليرد بغضب :

_ الووو نعم 

_ ................. 

_ اية ازاي ده!!!!!! 

_ ................... 

_ حاضر حاضر مسافة السكة 

_ ................... 

_ سلام


اغلق الهاتف لينهض مرتديًا ملابسه بسرعة وعينـا رقية تترقبـه وتخترقه .. 

ودت لو تحرقه قبل أن يذهب !!!!!!


                             *********


عـاد " عـزت " للمستشفى التي يكمـن بها والـده، ليدلف الي الغرفـة ... 

وجـد والده كمـا هو، شارد وحزيـن، وكأنه اقسم ألا يبتسم لتلك الدنيـا بعـد أن ذهبت هي منهـا .. 

اصدر أنينًا قصير وقد دمعـت عينـاه !! 

نعم كاد يبكِ بالفعل !!

حبه لحفيـدته فاق مجرد السير في اوردتـه، بل اصبـح كالادمان يصعب التخلي عنه !!!! 

نظـر لعزت وسأله بحزن يسيطر على نبرته  :

_ ملاقتهاش بردو يا عـزت ؟ 

هـز رأسه نافيًا ليجيبه بضيق :

_ لا بردو يا بابا، مش عارف كأن الأرض إنشقت وبلعتها ! 

نظـر الاخر امامـه بيأس، ليتابـع عزت وقد بدء الحزن يظهر في نبرتـه :

_ ولا تكـون .. تكون آآ ماتت زي ماقالوا لنا ؟!؟؟؟ 

هـز رأسه نافيًا لينهـره بشدة :

_ لا يا عزت لا متقولش كدة 

سأله عزت بنفاذ صبر :

_ امال تفسر اختفاء اسبوع ونص بأية يابويا ؟ 

رفـع كتفيه ليرد بقلة حيلة :

_ اكيد مسيرنا نلاقيها، ان شاء الله ندور عليها العمر كله ! 

اومـأ عزت وهو يردف متمنيًا بصدق :

_ ان شاء الله 

وفجأة امره والده بجدية :

_ قوم هاتلي رقم المحامي بتاعي وهات التليفون 

سأله عزت بعدم فهم :

_ لية يعني !! 

_ محتاجـه 

قالها وهو ينظر امامه بجدية صلبة ليقول عزت مستنكرًا :

_ محتاجه في المستشفى هنا ؟ 

اومــأ بأصرار ليستطرد متأففًا بنفاذ صبر :

_ ايوة يا عزت هو تحقيق يلا روح هاته 

نهـض عزت بهدوء وهو يغمغم بغضب :

_ كأن عزت ده عيل صغير ياربي 

ثم اتجـه للخـارج بهدوء ليجلب له ما طلب، بينما الاخر كان يجوف بين محيط افكاره بحزن !!!! .... 


                          **********


كـانت " سيلا " تجلس امام ذاك الطبيـب الذي سيجعـل كذبتهـا - الاضطرارية - حقيقة أمام الجميـع ..  

حقيقة ستجعلها ترتجـف لمجرد اقتراب " الصقر " منها، وعينـاها حملت في طياتها رجاء حـار بالطبـع لم يلحظـه، وخيـوط أمـل تنقـطع امامهـا ما أن تـرى معامـلة الطبيب الوديـة لسليـم !! 

وشيئً ما اقوى من الخوف يعتصـر قلبها .. 

هي ستنفي ايًا كان ما سيقوله !!! 

خاطبت نفسها هكذا ربما لتهدأة عقلها الهائـج الذي كان يتخبط صرخًا بين جنبـات عقلها ! 

واقتـراب الطبيب ليجلس امامهـا كان كأقتـراب الخوف والقلق اكثر .. 

بدء جلستـه بسؤاله المعتاد :

_ أسمك اية ؟ 

اجابته بثبات مزيـف :

_ سيلا 

سألها مرة اخرى مستفسرًا :

_ عرفتي أزاي ؟ 

رفعـت كتفيها تقـول الحقيقة هذه المرة :

_ انا عرفاه كدة 

اومـأ ليبدء اسئلته وبالطبـع هي تتقـن كونها - فاقدة الذاكـرة - وما إن انتهى حتى قال لها سليم الذي دلف لتوه :

_ يا دوك لو سمحت نعمل الأشعة بقا عشان نعرف 

اومـأ الطبيب مؤكدًا ليجيب برسمية :

_ حالاً اهو يا استاذ سليم 

وبعد فتـرة ... 

فتـرة مـرت على سيلا كدهـر .. دهـر يمـر بمراحـله البطيئة المعذبة فعليًا 

كأنها فتـرة حـرب ونظرات سليم كالسهام موجهه نحوهـا فيها !!! 

مرت ساعتـان وتمت الاشعة وظهـرت النتيجة التي ستحدد مصيرهـا .. 

استسلمت للأمر الواقـع وجلست مغمضة العينين صامتـة .. 

 وتقدمـت " جميلة " تجلس بجوارها هادئـة ساكنـة .. 

وصدح صوت سليم متساءلاً :

_ ها يا دكتور اية النتيجة، فعلاً فاقدة الذاكرة ولا ؟ 

نظر له بهدوء ليجيب بعدها وهو ينظر لسيلا نظرات ذات مغزى : 

_ فاقـدة الذاكرة فعلاً، الأشعة اللي عملناها ع المخ وضحت كدة !!!!!!!


شظايا قسوتـه 


الفصل السادس : 


 لا يعلـم يهدء دقاتـه الثائـرة ويُهلل أم يلوم عقلـه الذي اصبح الشـك جزءً اساسيًا منه يجعله يشك بمن حوله وكانه واجب !!! 

وكأنه لم يستوعب فهمس ببلاهة :

_ فعلاً ؟ 

اومـأ الطبيب مؤكدًا وهو يشـرح له بإيجاز :

_ ايوة، لأن العقل لو كان سليـم كنا هنقول بتكذب، إنما الأشعة اثبتت كلامهـا 

ابتسـم سليم بهدوء ليقول بعدهـا بأمتنان :

_ متشكرين يا دكتور تعبناك معانا 

هـز رأسه نافيًا :

_ لا ابدًا يا سليم، ده واجبي كـ طبيب العيلة الكريمة 

وسأله مرة اخـرى بنـرة جادة لا تقبل النقـاش :

_ عاوز الأشعـة يا دكتور لو سمحت 

عقـد الطبيب حاجبيـه .. لا يفهم هل وصلـه شكه لمن بينهم سنوات - عِشـرة - 

هل كبر شكه ليقضي على سنوات من الثقـة بناها والده !!!! 

 وسأله ببعضًا من الضيق :

_ حضرتك مش واثق في كلامي ولا أية يا استاذ سليـم 

هـز رأسه نافيًا ومن ثم نطق مبررًا :

_ لا لسمح الله، أنا بس عاوزها عشان حاجة تاني خاصة، وكدة كدة يعني كنت هاخدها ده شيئ طبيعي 

اومـأ مغمغمًا بجدية :

_ تمـام 

نهـض ليجـلب له - الأشعـة - وخرج، لتقتـرب " جميلة " من سليم قائـلة بنبـرة ذات مغزى :

_ إية يا سليم ماطلعتش كدابة وطلعت فعلاً مجرد بنت مش لاقية شغل يعني ؟ 

اومأ ليقول بامتعاض :

_ منا عرفت خلاص يا خالة وصدقت 

ابتسمـت لتقترب منه تشده من اذنـه متابعة بلـوم خفي :

_ قولتلك دي مش من اعدائـك، إلا أنك كنت مصمم وكانك شوفتها عملت حاجة ماتصحـش 

زم شفتيـه بضيق كالأطفال ليرد :

_ كان لازم اتأكد بردو يا خالة 

سألته مرة اخرى :

_ واتأكدت ؟ 

اومـأ بارتيـاح :

_ أكييييييد 

ربتت على كتفـه قائلة بحنـان :

_ طب الحمدلله، يارب بقا وسواس الشـك ده يسيبك شوية 

غمغم ببعض الضيق الحقيقي :

_ إن شاء الله يا خالة جميلة 

بينمـا سيلا كانـت في عالم اخـر .. 

عالم تتخبط فيه بصدمة !!

كيف حدث ذلك !!!!!! كيف اخبره الطبيب بالكـذب !! 

كيف رمـم حبال أمالهـا الضعيفة لتصبح قويـة من جديد ؟!!!! 

كيف ظهـر من العـدم من يجذبها من جوف الظلمـات !

لا تعلم .. لا تعلم ابدًا ولكن لا يهم ... 

ما يهم الان انهـا اصبحـت بامـان !! 

وكأن القلق فـر هاربًا من بين جنبـات عقلها ليصبح الأرتياح مكانه .. 

عادا طيفًا صغيرًا قلق حول كيفية حدوث ذلك !؟ 

نظـرت لسليـم لتقول بانتصار :

_ شوفت إنك كنت ظالمني بس 

فاجئهـا بقوله الحاد :

_ إخرسي، هتهزري معايا ولا اية ماتنسيش نفسك !

ودوامـة من الألم عصفـت بها لتذكرهـا بعدم التدخـل بشؤون ذاك الصقر الجارح احيانًا !!! 

_ سليم 

همست بها خالتـه ليقاطعها مشيرًا بيده بجدية هادئـة ولكنها لا تخلو من الحدة :

_ لو سمحتي يا خالة سيبيني، دي مجرد خدامة انا مش فاهم إنتِ لية متعاطفة معاها زيادة عن اللزوم ؟! 

_ سليم انت من امتى بتجرح في الناس كدة ؟ 

سألته بصوت منخفض مصـدوم بالفعل من تصرفاته التي اصبحت غريبة مؤخرًا !! 

ليجيب بصوته الرخيم :

_ من بدري يا خالة بس يمكن إنتِ اللي مكنتيش واخدة بالك 

_ خلاص يا سليم بيه أنا اسفة 

قالتها سيلا  التي كانـت تنظـر لهم بألم حقيقي احتل نظراتهـا .. خادمة !!!! 

كيف وهي سيلاااا .. سيلا صاحبة الشـأن العالي، الغالية ... 

آآه كم اشتاقـت لجدهـا الحبيب، أشتيـاق غُلـف بالألم الشديد !!! 

والطريـق للعودة لأهلهـا امامهـا بالرغم من انه اصبح قصير إلا انها من زواية الحزن والالم التي تعمقتها تـراه طويلاً وجدًا ! 

صمتت خالته وصمتت هي .. 

كيف لا تصمـت والصمـت هو وسيلتها الوحيـدة .. 

الصمت الذي يأسرها دائمًا خلف طياته العميقة !!! 

تقدم الطبيب بالأشعـة واخذهـا منه سليـم لينهض متجهًا للخارج دون كلمة اخرى تتبعـه خالته التي تعجبت من عودتـه لكلامه الذي لا يكـف عن قطـر سمًا مميتًا !!


                           *********


وصـل " مجـدي " إلى شقتـه الأخرى الذي استأجرهـا مؤخرًا .. 

لزوجتـه التي تُعـد اهم عقبة في حياة " رقيـة " !!! 

رقية التي تركهـا وركض لتلك العروس التي من المفترض انها ليلة عرسها ! 

تركهـا تغلي الدماء بين اوردتـها .. تتلـون باللون الأحمر من شـدة الغضب .. وكأن ذاك اللون يزداد كلمـا زاد الغضب 

درجات الغضـب التي وصلت لها لا تُحصـى ولا تعـد !!! 

وفتـح الباب ليجـد بدور تجلس على الأرضية ويدهـا تنـزف الدماء وهي تكتمهـا بقطعة قطنيـة بيضاء !! 

ركض لها ليسألها مسرعًا :

_ اية اللي حصل يا بـدور ؟ 

 نظـرت له بعينـان - كانـت - من اللون العسلـي، واصبحت حمراء من البكاء !!! 

لتقول بشهقات متقطعة :

_ إيدي، إيدي وجعاني اوي والازاز دخل فيها يا مجدي 

سألها مرة اخرى بتوتر :

_ طـب إزاي ! 

اجابت بحزن :

_ كنت آآ كنت بأحضـر اكل، والطبق الازاز وقع من فوق على إيـدي 

لا يعـرف ماذا يفعـل !!! 

يتأفف لكونهـا جلبتـه لإصابة غير خطيرة .. 

ام يركض ليداوي يدها التي دخل فيها الزجاج !!!

ومابين تلك الحيـرة التي لا تناسب ما يحدث إطلاقـــًا صرخت فيه هي بحدة :

_ اعمل حاجة بقولك الازاز دخل في إيـدي 

نهض مسرعًا ليجلب لها الأسعافات الأوليـة، وبعد قليل كان قد انتهى من مداواة جرحهـا ... 

بينما هي كانت تتفحصـه .. 

مجدي علـوان .. 

الزوج الذي لطالما تمنتـه .. بعيوبه قبل مميزاتـه، بتتشتاتـه وعصبيته وعلاقته بزوجتـه التي رأت فيها سلاسل تقيدهم ببعضهم !!! 

وحتمًا ستفصلهم بمطرقة - الغيرة - 

لا يهم السبب .. ولا يهم ذاك العشـق الذي يتلاحم بينهم مع الوقت اكثر !! 

أنتبـه لنظراتـها ليسألها ببلاهـة :

_ مالك ؟ 

رفعـت كتفها العـاري الذي لم ينتبـه له إلا الان لتجيب :

_ مليش، منا كويسة جدًا اهوو 

اومـأ وهو ينهـض متجهًا للغرفـة التي خصصها له وقال :

_ انا داخل ارتاح شوية يا بدور 

هتفت بسرعة :

_ طب استنى 

بالطـبع لن تتركـه، بعدما حالفها الحظ واستجاب نداءها ليأتي تتركه ؟! 

لا والله لن تفعـل .. سحر عينـاه الذي يجذبها كالمغناطيس اساسًا لن يجعلها تتركه !!!!! 

كاد يغلق الباب إلا انها منعته ثم دلفـت واغلقت الباب ..

عارضـت احدى قوانين الطبيعة واصبحـت الفريسة هي من تعـرض نفسها على صائـدها !!؟ 

نظـر لها قاطبًا جبينه بضيق وسألها :

_ في اية يا بدور 

اقتـربت منه ببطئ، وقدماها يتلمسان وهي تسير مترنجـة - عن قصد - وكأنها سخـرت سيرتهـا الدلاليـة لتجذبه هي مرة !! وكأنها عارضة ازياء، وأنتبـه لــ - قميص نومهـا - الذي ترتديـه !! 

لم ينتبه وكأنه لم يراه، ولكن الان اجبرته عيناه كـ رجل للتحديق بتلك الفاتنة التي تعرض نفسها عليه بوضوح !!! 

اصبح امامـه متلاصقـة به، لتشعره بسخونة جسدهـا وهمست :

_ إنت اللي في اية كأنك مش طايقني 

هـز رأسه نافيًا ومن ثم اجاب ؛

_ لا ابدًا كل المشكلة أني تعبان شوية من الشغـل وكدة 

وضعت اصابعهـا تحسس على جبينه لتتابع همسها الذي اصبح مثير :

_ أنا هريحك بطريقتي الخاصة، هتنسي كل همومك 

هـز رأسه نافيًا ببعضًا من التوتر لهذا القرب الذي يعلم سببه الخفي :

_ لا انا هنام شوية وهبقى كويس 

وقررت أستخـدام - الوسيلة الوحيدة - ونقطة الضعف لصالحهـا .. 

لتهتف بعدهـا بدلال يشوبـه بعض الحزن :

_ مجدي النهاردة ليلة فرحـنا، وأنت عايز تنام وتسيبني ؟ 

تنهـد بضيق وقد أيقن أن لا مفـر !!! 

وكاد يكمل :

_ لا مش كدة بس انا تعبـان شوية وآآ 

وكانـت هي الأسـرع بقبلـة دامية تكـن هي فيها الطرف الراغـب !! 

وكرجـل كان الاغـراء اول من يراه منهـا أستسلم لاغوائهـا !!!! 

ومد يده يحيـط بخصرهـا ويبادلها قبلاتهـا ليحملهـا ويلقيها على الفـراش، ليدلـف معها الي عالم ... الرغبة فقـط !!!! 

ما به من عشق او حنان !!! 


                         **********


في منـزل " الصقـر " تحديدًا بجـوار المطبـخ، جزءً خالي من المنـزل، وقـف إحدى الرجـال، يرتـدي الملابس المعتادة لأهـل " الصعيـد " جلبـاب من اللون الرمادي، وعمامـة بيضـاء، ظل يلتفت حوله يتأكد من عدم مراقبة أي شخص له، ثم اخرج الهاتف الصغير ليجيب على الاتصـال :

_ الووو يا باشا 

_ ايوة يا زفت مابتردش على التليفون لية ؟ 

_ معلش يا باشا ماعارفشي أتكلم كَتير اليومين دول 

_ ماشي المهم أية الاخبار 

_ مراجبها يا باشا زي ما حضرتك امرتني

_ وبلغت بوليس او لاحظت انها بتتكلم ف التليفون مع حد او اي حاجة 

_ لاه يا باشا، انا عيني مابتترفعش من عليها 24 ساعة كأني ظلهـا 

_ مش عايز تقصير يا حسنين الموضوع ده فيه قطـع رقاب، لو البت دي حد عرف انها كانت مخطوفة اهلها لو رجعتلهم هيودونا لحبل المشنقـة 

_ متجلجشي يا باشا، ماهتخرجشي ولت هتتكلم مع حد الا وانا عارف 

_ وياريت ماتجتمعش مع الصقر كتير 

_ رغم انها صعبة بس حااضر يا باشا هحاول أنت تجمر وكله بحسابه 

_ طيب لو في حاجة بلغني 

_ اوامـرك 

_ سلام 

_ سلام يا باشا 


أغلـق الهاتف وهو ينظـر حوله مرة اخـرى، وضـع الهاتف في جيب جلبابه مرة اخـرى، ليتنهـد قبل ان يمط شفتـاه هامسًا بضيق :

_ كم هي بت هبلة، جاعدة چمب أجرب الناس ليها وماعرفاش تعمل إية !!!!!! 


                             **********


منـزل كبيـر .. غـرف واسعـة به، واثاثـه حديث يدل على فخامتـه ... 

كان يقـف هو على السـلم يرتـدي ملابسـه المهندمة والتي كانت عبـارة عن بنطال جينـز وتيشـرت من اللون الأخضـر يتناسب مع بشـرته القمحيـة .. 

بين اصابعه السمراء السيجـار، وأمامـه هي مُلقـاة على الأرض، شعرهـا الأسود مشعث حول وجهها الأبيض بعشوائيـة .. 

نظـرت له بعيناها الخضراء الممتلئة بالدمـوع لتقـول برجاء حار :

_ حرام عليك يا حازم، حرام عليك هروح فين 

اجابها ببرود ثلجي :

_ معرفش اتصرفي بقا يا ناديـن، انا حذرتـك إنك تبلغي شرطة او تعملي حاجة وإنتِ ماسمعتيش الكلام 

هـزت رأسها نافية لتتشدق باستنكار :

_ حرام عليك عايزني أسكت عن حقي في ورث اهلي وتاخد أنت كل حاجة !

اومـأ ليجيب بهدوء مستفـز :

_ ايوة لان انا اللي هعرف احافظ على الفلوس دي مش إنتِ 

نهـضـت لتركض له وهي تهمس بصوت مبحـوح :

_ طيب سيبني أقعـد وأوعـدك هتنازل عن القضية وهسكت خالص 

قال نافيًا :

_ لأ، قولتِ كدة قبل كدة ومعملتيش كدة، وأنا مش فاضي لوجع الدمـاغ ده 

ثـم دفعهـا بيـده لتسقـط ارضًا متأوهه بألم يسكـن روحها التي كادت تنكسر قبل جسدهـا، ليكمل بخبث دفين :

_ لكن كدة، هيفتكروكِ موتـي وتبقى كل حاجة ليا رسمـي !!! 

حاولت إقناعـه بحزن حقيقي :

_ دي وصية بابا يا حازم ؟ طب لو مش عشان بابا عشان ربنا 

رمقـها بنظرات قاسيـة وعيناه السوداء تحتد، تناسقًا مع ملامحه الحادة قبل أن يزمجر فيها بغضب :

_ وإنتِ معرفتيش ربنا لما روحتـي تبلغـي وتشحطتي اخوكِ في الأقسـام 

صرخـت فيه بعدم تصديق : 

_ بس متقولش أخوكِ، أنت إستحالة تكون أخويا، أنت مش بني ادم أنت شيطان اكيد شيطااان !! 

صفـق بيـده ليستطرد بعدها بابتسامة مستفزة :

_ أيوة شيطان عاجبك ولا لا ؟ 

وإن كان للشيطـان خليفة في الدنيـا 

فإنه هو خلفيتـه، وبالطبـع الشيطـان لا يعـرف للرحمـة معنًا !!!! 

ولكن هي.. هي التي ستمـوت قهرًا، تبحـث عن خيطًا واحدًا للرحمة من بين فروع قسوته وجحوده اللانهائي 

خيطًا نابع من طفولتهم سويًا .. 

وصية أبـواه الراحليـن... رحمة نابعـة من حنانه الفطري تجاه اختـه 

ولكن .. لم تجـد، وجدت فقـط ينابيـع من الجشـع وحب المال يتدفقـا من عيناه القاسيـة !!!!! 

وقالت بهمس يائـس :

_ انا حتى معرفش حد في الأقصر يا حازم

اومـأ مؤكدًا ببرود :

_ وهو ده المطلوب، إنك تكوني هناك ومحدش يعرفك عشان محدش يعرف إنك لسة عايشـة

توسلتـه لأخر مرة :

_ طيب ادينـي اي فلوس وحاجتي وانا همشي ومش هاوريك وشي تاني 

مـط شفتاه ليجيبها ساخرًا بما صدمها فعليًا :

_ إذا كان انا مش هاديكِ بطاقتك الشخصية يبقى هديكِ فلوس !!!؟ اكيد لا

وجحظـت عيناها بعدم تصديـق، لتهمس بعدها ببلاهة اضحكته :

_ أنت بتقول اية، أنت مجنووون !!!!

ضحـك ليردف مستفزًا :

_ ايوة للأسف مجنون بالفلـوس

ولم يعطيها الفرصة لتستمر بالحديـث فصفق بيده ليأتي رجلان مفتولي العضلات، فأشار لنادين وقال :

_ أنتم عارفين طبعًا هتودوهـا فين ؟ 

اومـأ بتأكيد لتصرخ هي بهلـع عندما سمعت كلمته الآمـره :

_ طب يلا امشـوا !!! 

ظلت تصرخ :

_ لااااااا حرام عليكم سيبوني ، بابااااااااا لااااااا

وذهبـوا بها، لتواجـه باقي جرعـة عذابهـا والتي كانت سببًا أخر لما هي به .. 

وكأن القدر يختبر قدرتها التي نفذت على الأحتمـال !!!! 

استيقظـت نادين من نومتهـا القصيـرة لتصرخ بفـزع حقيقي :

_ لاااااااا سيبوني 

إرتعـد ياسين الذي كان يجلس بجوارها منتظرًا استيقاظهـا .. 

يراقبهـا بعينـاه التي كانت كالمرصاد عليها، تتلهف لشيئً خفي لا يفهمه !! 

امسـك بيدهـا يحـاول تهدئتهـا وهو يهمس :

_ إهدي يا نادين ده مجرد كابوس إهدي 

ظلـت تردد بهذيـان :

_ شيطان .. شيطااان كلكم شياطيـن 

ولم يجد حلاً لتهدأتهـا سوى احتضانـه الحنـون .. وملجأها الوحيد الذي اصبحت لا تهدأ، إلا بينـه !!!! 


                            *********


استـأذن " سليـم " من خالتـه لتذهـب هي الي المنزل مع السائـق 

واخذ هو سيلا بسيارته الخاصة، انطلق بهـا الي مكان مـا !! 

كانت تجلس بجواره، تنظـر له كل ثانيـة.. السـؤال الوحيد على حافة لسانها 

" إحنا رايحين فين ؟ " 

ولكـن، نظراتـه الحادة المصوبة نحوها كانت دائمًا الحاجز القوي لتصمـت !! 

واخيرًا نطقت عندما نظر امامـه :

_ ممكن افهم انت واخدني على فين ؟ 

نظـر لها بحدة لتلعن لسانها الذي تفـوه الان في خلدهـا .. 

ولكن حاولت استجماع شجاعتها وهي تهمس ساخرة :

_ ده انا لو شتمتك مش هتعمل كدة 

صاح فيها بحدة مماثلة لنظرات عيناه :

_ تعرفي تخرسي ولا لا ؟ 

لم تعـرف من أين اخترقتهـا القوة لتعـارض كلام الصقـر !! 

كلامـه الذي كان دائمًا كالخـط الحديدي المستقيـم، إن انحرف عنه اي شخص دمره بأشواكـه !!!!

فقالت له بعنـد افتقده لفترة تطيع فيها الأوامر فقط :

_ لا مبعرفش، أنت مجرجرني من إيدي زي العيلة الصغيرة معاك ومقولتليش إحنا رايحين فين وكمان عايزني اسكت !؟ 

لم يـرد عليهـا ظل يقـود وهو يضغط على المقود علها يكـبت غيظه لفترة اطول .. 

فتابعت هي بغيظ :

_ لأ وكمان أنت اللي مابتردش عليا، اللي يشوفك يقول إنك تقلان عليا وانا بتحايل عليك تكلمني، كل الموضوع إني عاوزة اعرف احنـا فين بس لكن أنت لازم تطنشني زي الكلبة كدة، اه ماهو طبعك ولا هتشريـه 

اوقـف السيـارة فجأة لتصدر صريرًا عاليًا، وصرخ فيها وهو يضع يده الخشنة على شفتاها الناعمة :

_ بسسس، إنتِ اية يخربيتك راديو وإتفتح !!؟ 

 كـانت تنظـر له مذهولة وعيناها متسعـة على اخرهـا .. شفتاهـا ترتجـف أسفـل يـده، وزوايـة من بين نظرات عيناها تترجـاه أن يبتعـد .. هي تكره أي اقتـراب !!!! 

لاحـظ يده علي شفتاهـا .. للحظة خيل له شيطانـه إن كانت شفتاه هي من تطبـق على شفتاهـا !!!! 

يتذوقهمـا مثلما أراد !! 

لا لا ما هذه الحماقة !! 

قال هكذا في خلده قبل أن يفيق من شره على صوتها الهامس ببلاهة :

_ أنت مجنون ؟!!! 

اجابها بجدية شابتها الحدة :

_ أنا بردو اللي مجنون، ثم أنك أزاي تقولي كدة، قولتلك قبل كدة ماتنسيش مقامك واعرفي إنتِ بتتكلمي مع مين !

هذه المرة لم تصمت بالرغم من الألم الذي احتل كيانهـا، بل صرخـت فيه باهتيـاج :

_ حرام عليك، حراااام عليك بجد انا مش فاهمـة انا عملتلك اية، كل ما اتكلم اسمع منك إهانـة، او تهزيق او مش بعيد حتى شتيمـة، هو انا مرات ابـوك، ولا انت دي طبيعتك وكلامك على طول دبش كدة بترميه في وش اي حد، حرام عليك محدش حاسس بيا، أنا مخنوقـة اوي، تعبانة اوي وحاسه اني هموت من كتر الضغط، كل شوية ماتنسيش نفسك ماتنسيش نفسك، أنا مش فقيييييرة انا زيي زييك ويمكن أحسن منك 

بدءت تبكِ بحدة، نحيـب كانت تحاول كتمه منذ قدومهـا، ولكن ذاك الحاجز إنهـار فعليًا، قدرتها على الأحتمال أنعدمـت !! وصمت برهه واكملت ما قذفته به :

_ صدق اللي سماك الصقر، فعلاً اسم على مسمى، وانا معرفش إية اللي وقعني في طريق الصقر ده !!!!! 

سمعت همسـه بنبرة غير مفهومة لها :

_ القدر !!!!! 

وفجأة اتسعت حدقتا عيناه وهو يرى ... 


                           *********


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



قبل ماتخرجوا اتفضلوا الروايات الكامله من بداية الروايه من هنا

 هنا 👇❤️👇❤️👇

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- روايةبداية الروايه من هنا


 اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله


124- رواية أخو جوزك


125- رواية مريض نفسي


126- رواية جبروت مرات إبني


127- رواية هكذا يكون الحب


128- رواية عشق قاسم


129- رواية خادمتي الجميله


130- رواية ثعبان بجسد امرأه


131- رواية جوري قدري


132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي


133- رواية المنتقبه أسيرة الليل


134- رواية نجمتي الفاتنه


135- رواية ليعشقها قلبي


136- رواية نور العاصي


137- رواية من الوحده للحب


138- رواية أحببت مربية ابنتي


139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين


140- رواية شظايا قسوته





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close