expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية شظايا قسوته الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد رواية شظايا قسوته البارت الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد رواية شظايا قسوته الجزء الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد

 رواية شظايا قسوته الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد 

رواية شظايا قسوته البارت الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد

رواية شظايا قسوته الجزء الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد

رواية شظايا قسوته الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم رحمه سيد


الفصل الثـالث عشـر 


مصـائـب !! 

عندمـا تتكاثـر وتزداد عليـك تشعـر وكأنك مغناطيسًا - خطيرًا - جاذبًا لها !! 

وهو لا يعـرف لمَ تركـض ورائـه المصائـب واحدة تلو الأخرى، وكأنهـا ربطـت شباكها الحديدية به فتعلقت به للأبـد حتى تنتهي وتنهيـه معهـا !!!! 

نظـر لياسين مسرعًا وهو يضـع هاتفه في جيبـه مرة اخـرى وقال :

_ قولهم يجهزوا كل حاجتها في الدار وهتخرج من المستشفى على هنا 

سأله ياسين بهدوء :

_ إنت رايح فين ؟ 

اجابه وهو يستـدير ليذهـب :

_ لازم امشي دلوقتِ، سلام 

اومـأ ياسيـن متنهدًا :

_ ربنا يكون في عونك شكلك جات لك مصيبة تانية 

ونظـر لناديـن الهادئـة .. لأول مرة يلـحظ ملامحـها التي تنـم عن الضعـف !! 

الهـالات السـوداء التي تكـونت تحت عيناها - مؤخرًا - 

 الجاذبيـة التي تختبئ خـلف شحـوب وجهها كستـار عـازل لمنـع تلك النظرات التي تخشاها .. وبشدة !! 

ومـد يـده يتحسس وجههـا الأبيض ليهمـس بشرود :

_ شكلك عانيتِ كتير أوي !! 

وكـأنها اصـرت على الاجابة فصـدر منهـا أنينًا خافتًا متألم .. 

أنيـنًا ذُبــح حرفيًا كما ذُبحـت هي تمامًا !!! 

هو يراهـا ساكنـة نائمـة تنعم بالراحة .. 

وهي تتعـارك مع ذئابها البشريـة في كابوسها الذي يتردد لها باستمرار ..... 

ظـلت تعـود للخـلف وجسدها كله يرتعـش، الظـلام فقط من يحبسها مع هؤلاء الذئـاب الجائعـة ... 

ودموعهـا تسبق كلماتها المترجية التي خرجت علها تجد شبرًا واحدًا من الرحمة أو العطف :

_ ارجـوكم ابعدوا عنـي، سيبونـي 

ولكن بالطـبع بينهم وبين رجـاءها الحـار سدًا منيعًا من رغبتهم الجامحة فيها !!! 

ظـلوا الاثنـان يقتربا منهـا اكثر بهيئتهم الرجولية - اللثمـة - ويترنجوا في سيرهـم فتحاول الفرار .. 

فتجد واحدًا منهم يتمسك بقدماها قائلاً بخبث :

_ رايحة فين يا حلوة، أحنا لسة معملناش حاجة 

ظـلت تنحب وهي تترجـاه مبتعدة قدر الإمكـان :

_ ارجـوك .. ارجـوك سيبني أمشي، أبوس ايدك سيبوني 

وكانت ابتسامتـه تزداد إتساعًا وهو يراها مرتعدة هكذا!!! 

فتحسس وجهها بيده المقززة قبل أن يهمـس :

_ أسيـبك اية، متخافيش يا حلوة، أنا هكون حنين أوي معاكِ 

ظـلت تهـز رأسها نافية بهيستريـا ... 

وكلمـا اقتربوا منها اكثر كلما إنقبـض قلبها اكثر فشعرت به سيتوقـف !!!!! 

وإنقضـا عليها كذئـاب مفترسة لم تصدق عيناها عندما وجـدت فريستهـا !!!! 

وهي تصـرخ حتى ذُبحت احبالها الصوتية فما عـادت تستطع الصراخ !! 

تـرى حياتهـا تُسحـب منها كما يُسحب حق لم يكن لهم يومًا !!!!!

تـرى نفسها ذبيحـة لذئـاب افترست ما تركه الأخ !!!!!! 

واستيقظـت صارخـة كعادتهـا تبكِ .. 

وياسين يهدئهـا كالعادة، ولكن تلك المرة الكابوس كان بجرعة أكبر من العذاب فلم يستطـع تهدئتهـا !!!!

ويحاول الاقتراب منها ليهدئها :

_ نادين اهدي انا ياسيـن ؟! 

ولكـن أبـت الرضـوخ .. هي بعالم لم يكـن ياسين فيه معها ليحميها !!! 

لم يكـن سليم بجوارها ليحنو عليها !! 

كانت فقط الذئاب تكشر لها أنيابها لأسبـاب مختلفـة !!!!!!!! 

وإن تركها هكذا حتى تهدئ فستصاب بأنهيار عصبي بالطبـع .. 

فلم يجـد سوى تلك - الحقنـة - المهدئـة التي منعها عنها من قبل حلاً لتهدأة ثورتهـا التي بدت لا نهاية لها !!!! 


                          **********


وسليـم ... تقريبـًا اعتـاد على حالات الفـزع تلك التي أصبـح بها مؤخرًا .. لا تتركـه ولا يتركهـا !! 

الألاف من الأسئلة تتشـابك في سمـاء قلقـه الذي يجتاحه إلى حدًا ما .. 

لمَ يقلق من الأسـاس .. هي مجرد خادمة كما يقـول لها، ماذا حـدث اذًا ؟! 

لا والله حـدث .. حدث الكثير والكثير في هذان الأسبوعـان !!! 

دقاتـه التي تقـرع مطالبة إياه بالإسراع تعني حدث ... 

عقله الذي تشتت من كثرة التفكير فيما تكمن الاصابة يعني انه حدث !! 

اعضـاؤه الجسدية التي تُسـرع الى المنزل على غير عادته تعني انه حـدث !!!!! 

ولكنه يجهـل ما حدث، يعي انه ينجذب لها قليلاً فقط ... 

لذلك يقلق قليلاً فقــط !!!! 

وصـل الى المنـزل فركـض مترجلاً من سيارتـه، ليسأل صادق مسرعًا :

_ إية اللي حُصل يا صادق ؟ 

اجابه صادق متوترًا :

_ والله ماعرفشي يا سليم بيه، أنا رچعت مكاني تاني أول ما كلمت حضرتك 

اومـأ وهو يتجه للداخـل .. ليجـد خالتـه بجوار سيلا التي مازالت فاقدة الوعي .. 

وبقـلق إتضـح في نبرتـه دون وعي منه سأل خالته :

_ إية اللي حُصل يا خالتي مالها ؟ 

اجابته بقلة حيلة وهي تمسـح الدمـاء التي كانت تسيل من جبين تلك المسكينة :

_ والله ماعرف يابني، انا ملقتهاش ف البيت ف قولت للخدم يدوروا عليها، فهما لاقوهـا مرمية في اوضتك بنفس الحالة اللي إنت شايفها دي 

اقتـرب منها بهدوء يرش عليها قطـرات المياة .. 

كل قطـرة تأمرها أن تُسرع في الاستيقاظ عن ذي قبل !!! 

يأس فنـهض قائلاً بحزم :

_ لأ انا مش هستنى اكتر، هتصل بالدكتور هو يشوف مابتفوقش لية 

اومـأت جميلة مؤكدة :

_ ايوة يا سليم بسرعة معلش 

أتصـل بالطبيب ليسرعه بالقـدوم، فلبى طلبه بالتأكيد .. 

ومن لا يقـدر على عصيـان أمر الصقـر !! 

هي فقط وحدهـا التي جعلت من امره من عصاه حديدية تسقط على الشخص فينفذ فورًا .. 

لعصا بلاستيكية تُشكلها كيفما شاءت !!! 

ربما هذا هو سر جاذبيته لها ؟! 

ومـر الوقت سريعًا .. او شعر هو به سريعًا فلم يشعر سوى بالطبيب يدلف من الباب متجهًا نحوه ..

فسأله بجدية :

_ إية اللي حصل يا استاذ سليم ؟ 

تنهـد مجيبًا وهو يشير لها :

_ بيقولوا طلعوا لاقوها واقعة بنفس الحالـة دي

اومـأ وهو يقتـرب منهـا ليتفحصها بهدوء ... مرت دقائـق حتى انتهى فنظر لسليم وقال بدبلوماسية :

_ هي اخدت مخدر، مفيش اي حاجة أول ما وقته ينتهي هتفـوق طبيعية، والأصابة دي سطحية، انا طهرتها لها وعملتها، يعني مفيش قلق 

تنهـد بارتيـاح ممتنًا :

_ متشكر يا دكتور تعبناك معانـا 

هـز رأسـه نافيًا :

_ لا شكـر على واجب، انا في الخدمة 

ابتسم سليم ابتسامة صفـراء وهو ينظـر على سيـلا .. 

قطتـه الشرسـة التي بدت ضعيفة وساكنـة الان !! 

فقدانها لوعيها شكـل واقعها الذي تحاول رسم غيـره !!! 

وغـادر الطبيب فبقى هو وجميلة معها ينتظراها بنفس الجلسة .. 

حتى أشـارت جميلة لأحدى الخـدم قائلة :

_ تعال يا معتز شيل سيلا وديها أوضتها 

وتلقائيًا وجـد سليم نفسه يعترض متنحنحًا :

_ لا يا خالة، خليك يا معتز أنا هوديهـا 

ثم أقتـرب ليحملها بين ذراعيـه بخفـة، يشعـر بتنفسها المنتظـم الذي يلفح صـدره فيشعـره بسخونة اقترابهـا !! 

وتنهـد وهو يدقق النظـر لها، وتعجبـت خالته وابتسمت في آن واحد وهي تـراه يتجـه نحو غرفتـه هو !! 

اما هو فوضعهـا برفـق على الفـراش الخاص به، وكأنهـا ماسة يخشى خدشها حتى !!؟ 

مسـح على وجهها بنعومة وهو يهمس :

_ إية اللي حصل ياترى ؟ 

قبـل جبينهـا بهدوء ثم ابتعـد !!!!! 

قبل جبينهـا ؟! 

هل فعلها يومًا ألا لوالديه او خالتـه ؟! 

لم يفعلها ابدًا .. والسؤال المعتاد الذي يجتاحه عند تلك المواقـف 

" ماذا يحدث معه ؟! " 

لفت نظـره الغرفة التي كانت كما تركها تمامًا، لم يتغير بها اي شيئ .. 

نهض مسرعًا ليغلق الباب، ثم وقـف في منتصـف الغرفـة ليـدب بقدمـه قليلاً .. ففُتحـت خزنتـه السرية !!!!! 

ظل يتفحصها ليطمأن على اوراقـه .. 

اوراق انتقامـه التي ستهدئـه فوجـدها كما تركهـا .. 

عقـد حاجبيه وتساءل :

_ امــال إية اللي حصل !؟ 

نهـض ليجـلس لجـوارهـا، منتظـرهـا أن تفيـق حتى يهدئ ثورتـه المرتعـدة !!!! 


                          *********


بعـدمـا إنتهـت رقيـة من تنظيـم المنـزل لعودة جدهـا الحبيب اتجهت لغرفتها والتي نـام بها مجدي بكل بـرود .. 

برود قـررت أن تصنـع غلافًا له لتعتـاد عليه مع الوقـت حتى لا تُصـاب - بجلطة - في القـلب !! 

بالطـبع لم تنـسى سيـلا ... 

وآآه من فقـدان لم يتأكـدوا منه، دائـرة ينقصها التأكيد فتصبح دائـرة مميتة فعليًا !!! 

زفـرت وهي تنـظر لمجـدي بغيظ .. 

ينـام هو بهدوء تـام ويتركهـا هي الدماء تغـلي بأوردتهـا بفعل كلمـاته اللعينة ! 

وقـررت وأنتهـى الأمر !!!!! 

ستنفـذ ما قالتـه له " أمنيـة "، على ما يبـدو أن كـلامها هو من سيجـدي نفعًا مع ذاك الـ " مجدي " ... 

وإن اضطـرت التخـلي عن شيئً اخـر حتى تكمـل مـربع خطتهم النسائيـة !!!! 

اتجهـت لدولابهـا لتخـرج قميصًا قصيـرًا من اللـون الأحمـر اللامـع يصـل إلى ركبتيهـا ومفتــوح من الجانب الأيمـن، ذو فتحـة عريضة عند الصـدر .. 

ثم اتجهـت للمرحـاض لتغتسـل، فتـح مجدي عينـاه .. فهو من الأساس كان مستيقظًا يشعـر بنظراتها تمطره فتود احراقـه بغيظها !!! 

ضحك بخفوت ليهمس في خلـده :

_ هتلعبي معايا بسلاح ذو حديـن، بس أشطـا يا روكـا هنستمتـع أوي 

بينمـا هي بعد قليل إنتهـت من حمامها الممتـع 

وخرجـت مرتديـة - البكشيـر - القصير تلف به جسدها الناعـم .. 

وشعرها المبلل يقطـر قطرات من المـاء .. 

كان مجدي يراقبها بعيناه التي كادت تفترسهـا .. 

وفجـأة صـدح صوتـه الأجـش :

_ فكرة حلووة بردو اللعب ده 

شهقـت بصدمـة فكـادت المنشفة تقــع منها ولكن أمسكت بهـا في أخر لحظة .. 

حاولت أن تصطنـع ذاك الثبـات الذي فقدتـه وهي تتقـدم من - التسريحـة - الخاصة بهـا، وجلست على الكرسـي بدلال خـاص .. 

دلال مقصـود لذوبـان جليـد " مجدي " 

وكانت تهنـدم خصلاتهـا برفق ... 

ثم نهضـت لتدلف إلى المرحاض مرة اخرى لترتـدي قميصها الأحمر .. 

انتهـت وخرجـت بطلتهـا المثيرة التي اجبرت عيناه على التحديـق بها 

اتجهت للفـراش وتسطحـت بجواره، ثم نظرت له مشاكسة بجدية مزيفة :

_ خير في حاجة باصص لي كدة لية ؟ 

ومن دون مقـدمـات طـل عليهـا بمنكبيه العريضيـن ليمنـع انفاسها من الأنتظـام !!!

إبتلعت ريقها بصعوبة مغمغمة :

_ في إية يا مجدي 

اقترب اكثر ليهمـس :

_ إنتِ اللي فيه إية، عايـزة إية 

رفعـت كتفيها ببراءة مصطنعة :

_ مش عايزة حاجة طبعاً هكون عاوزة إية 

هـز رأسه نافيًا :

_ عليا بردو، ده انا عاجنك وطابخك يابت

ودعوة الاقتراب المغري كانت تنضح من عيناها العسليـة، فأجاب الدعوة وهو يقتـرب ناظرًا لشفتاهـا .. 

حتى أنقـض على شفتاها يلتهمهم بنهـم في قبـلة طويلة عميقة .. قبلة أوضحت لها ما حاول اخفاؤه خلف شظايا قسوتـه !!!  وتحولت لقبـلات متتالية لا تنقـطع على رقبتهـا الظاهرة بنعومة اثارت قشعريرة جسدهـا، ثم لجبينهـا ووجنتيها ثم عودة لشفتاها مرة اخـرى ... 

كادت يده تعبث بقميصها، ولكن استعاد نفسـه ليبتعد هامسًا بجمود بجوار اذنهـا :

_ خلاص يا رقية، بطلت اضعف ادامك لو ده هيجيب الإهانة لأمي .... !!!!!! 

ثم تركها ونهض هكذا ببساطة ؟!


                         ***********


وإتصـال اخـر يستقبـله الخـادم - الخائـن - للمعـروف من الخاطفـين .. 

إنعـزل في جزءً صغيرًا كعادته ليطمأن من عدم سمـاع أي شخص لهذه المكالمة التي يمكـن أن تكـون سوطًا يهبط عليه فيدمـر حياتـه بلا رحمـة !! 

وبالطـبع هذا جزاء الخائـن عند الصقـر !!!! 

رد على الهـاتف ليهمس خافتًا :

_ الووو ايوة يا باشـا 

اتـاه صـوت الاخـر الأجـش قائلاً :

_ الوو أيوة يابني، في جديـد 

هز رأسه نافيًا وقال :

_ لا يا باشا لحد دلوجتي ماحاولتش تهرب 

سأله ببعضًا من التعجب :

_ إنت متأكد من الكلام ده ؟ 

اومـأ بتأكيد :

_ ايوة يا باشا، ده انا زي ظلها 24 ساعة من غير ما تاخد بالهـا 

تـابـع بجديـة :

_ طب كويس جدًا، استمر انت كدة، ولو حاولت تهرب اعمل المستحيل وهددهـا بجدها تاني لو أصـرت، لاننـا مش هنضحي بنفسنا عشـان نرجعها لأهلها 

اومـأ موافقًا :

_ ماشي يا باشا 

ثم همـس ببعضًا من التوتر شابـه الأعتراض :

_ بس يا باشا أنا كنت عايز اسـأل، أكيد انا مش هراجبهـا طول عمري يعني 

نفـى الأخر بصلابة :

_ لا لا، أحنا اساسًا مسافرين برة البلد خـلال شهـر، والشهر اهوو عدى منه اسبوعيـن، هتراقبها اسبـوع كمان بس لحـد ما نطلـع برة البلد وسيبهـا على راحتها 

اومـأ بتنهيدة :

_ طيب يا باشا، زي ما أنت عاوز 

_ ابقى بلغني لو حاولت تهـرب 

_ حاضر يا باشا 

_ سلام 

_ مع ألف سلامـة


أغلـق الهـاتف وهو يزفـر بقــوة .. 

يزفـر بضـيق على أمـوال كانت ذراعًا لأجباره على ما لا يرغبـه ولا توقـع أن يفعلـه يومًا .. وخاصةً مع الصقر !!!!!!! 


                          **********


وإستعـادة وعيها بعد إنتهـاء مدة المخـدر كان أمـرًا مفروغ منـه .. 

وأبتعـدا جفنيهـا عن بعضهـما ليشـرق بحر عيناهـا الساحـر، تأوهت بألم وهي تضـع يدهـا على جبينهـا بجوار الإصابة .. 

فنهـض سليـم متجهًا لهـا بهـدوء، وما إن إرتكـزت نظراتها امامهـا حتى رأتـه، كـادت تصرخ قبل أن تعي انه سليم :

_ اية ده انا فين !!؟ 

اقتـرب منها بهـدوء جاد ليـرد :

_ إنتِ في أوضتـي 

وقبل أن تكمـل تـابـع :

_ اللي إنتِ جيتيها بنفسـك 

 وكأن كلمتـه داعبـت ذاكرتـها مطالبة إياها بتبريرًا واقعيًا يملي رغبـة عقله في فهم ما حـدث .. 

فسألتـه ببلاهـة :

_ أنتم لقتوني على السرير إزاي ؟!!! 

هـز رأسه نافيًا :

_ لا إحنا لقيناكِ مرمية على الأرض ومتعورة كدة 

عضـت على شفتاها السفليـة بقلق وخوف، خـوف مكبـوت رأه يتفجر بين بحـور عيناها كلما تعمقت في التذكـر !!! 

فسألها متوجسًا :

_ إية اللي حصل ؟ 

رفعـت كتفيهـا مجيبة بصوت مختنق :

_ معرفش 

كـز على أسنانـه بغيظ وسألها مُـصرًا :

_ إزاي يعني أمال مين اللي يعرف، إنطقـي يا سيلا إية اللي حصل ؟ 

هي لا تكـذب !!!! 

بالفعـل هي تجهـل ما حـدث .. 

تجهـل كونهـا كأنها ارادت سبر اغوار غموضـه لتجـد نفسها بين دائـرة تحطيها من الخطـر !!!!!! 

دائـرة لا تعلم متى دخلتها ولا كيف دخلتهـا !!!!؟ 

ولكن - غالبًا - رغبتهـا ما رمتهـا في تلك الدائـرة، لتتعلم حرفيًا أن تُشدد قيودها عليها فيما بعد !!!!! 

فلا تضطر لمعانـاة ما عانـته من خوفًا حقيقيًا مرة اخرى !! 

ونظرت للأسفل تفـرك أصابعها بتوتر قائلة :

_ صدقني انا معرفش تحديدًا إية اللي حصـل، أنا كنت داخلة الأوضة وآآ .. 

قاطعها بسؤال هادئ ولكن جاد ؛

_ لية ؟ 

تصنعت عدم الفهم :

_ لية إية ؟ 

أعـاد سؤاله متحكمًا بغيظـه فلا ينفجـر بوجههـا ضاربًا بأستفزازهـا عرض الحـائـط فيحوله لشظايا تخشى قسوته :

_ لية دخلتِ أوضتي، وياريت ماتختبريش صبري كتير، إتقي شر الحليم إذا غضب

إبتلعت ريقها بصعوبـة لتهمس :

_ معرفش، لاقتني عاوزة أدخلهـا 

أشـار لها أن تكمـل فقالت :

_ وفجأة ماحستش غير بواحد بيخدرني وبس، صحيت لقتني هنا 

سألها بجدية :

_ شوفتـيه ؟ 

هـزت رأسها نافية :

_ لأ ملحقتش 

تنهـد وهو يمسـح على شعـره والغيظ يتشرب داخله أكثر فأكثـر .. 

وما زاد - الطين بلاً - كما يقولون.. 

قولها الجاد وهي تنهض :

_ أنا همشي من البيت ده، إستحالة اقعد هنا لحظة واحدة تاني !!!!!!! 


                         *********


شظايا قسـوتـه 


الفصـل الرابــع عشـر : 


ذهـاب .. و رحـيل !!!! 

كلمـاتـان بمعنـى واحـد، وإجابة واحدة في قامـوس " الصقـر " .. 

_ لأ 

قالهـا ببساطـة وهو ينهض مقابلاً إصرارها العازم على الهـروب من الخطـر .. 

بجمـود حتمي يخبئ خلفـه رغبـة خلف رغبـة يمنعهـم بمهـارة من الظهور !!! 

فرمقتـه بنظـرات متعجبة من رفـضًا غير مبرر بالنسبة لها ثم سألته بحدة :

_ وإنت مالك أصلاً ؟ 

رفـع كتفيه ليرد ببرود :

_ أنا صاحب الشغل اللي إنتِ بتشتغلي فيه وبقولك لأ 

عقـدت ذراعيها متساءلة بغيظ مكتوم :

_ لأ لية إن شاء الله ؟؟ 

وكالعـادة رسم الجديـة الخشنة قبل أن يقـول مشيرًا بأصبعه :

_ واحد إنتِ ماعندكيش سبب مقنع، أتنـين أنا صاحب الشغل وبقولك مش هينفع تسيبيه دلوقتِ لإني مفيش خدامة تاخد مكانك، تلاتة أنا مش فاضي لشغل العيال ده إطلعي برة 

جحـظت عينـاها بذهـول حقيقي .. 

يرسـم لها خطـوط رغبـته وإرادتـه، ثم يتركها وكأنه متأكدًا من سيرهـا حسب خطوطـه - إجباريًا - دون تردد !!!! 

ولكـنها لن تفعـل .. لن تكـون خائفـة مرتعـدة دائمًا وهي التي كانـت لا تهـاب شيئً !! 

فكـزت على أسنانها بغيظ، ثم خـرج صوتهـا جامدًا بصلابـة :

_ السبب المقنـع وعندي إن انا حتى معرفش مين الناس اللي جـم دول وعايزين مني إية او حتى عملوا فيا أية، أما انك بتقول الشغل فدة مش ذنبي إن مفيش حد عايز يشتغل عندك 

ورده كان حـازم :

_ اللي جم دول ماجوش عشانـك إنتِ، رغم إني مش مضطر أبررلك بس دول جايين عشان ياخدوا ورق تبع الشغل 

اومـأت بتصميم :

_ بردو 

جـلس مرة اخرى وقال بهدوء بارد :

_ أبقي إمشي أول ما ألاقـي شغـالة مكانك

ولا مفـر مر فرمـان صدر من الصقـر .. 

فرمان إن خالفتـه بالتأكيد سيُصدر واحدًا مماثلاً له - للقضـاء عليها - 

وللحق هي في غنى عن غضبه الجم !!! 

اومـأت بنفاذ صبر :

_ ماشي ماشي، بس أول ما تلاقي شغالة همشي فورًا 

اومـأ بجمـود :

_ أبقي امشي، اكيد مش هشبط فيكِ زي العيل الصغير من جمال عيونك يعني 

ورمقتـه بنظـرات مغتاظـة .. 

لقد تيقنـت أن مشاداته لها أصبح لا يستغنـى عنها، وكأنها تصدر تلقائيًا كلما رأهـا امامـه !!!!! 

فأجـابت بسؤال مصحوب باللوم :

_ هو أنت مابتعرفش تشوفني إلا وتنكشنـي يعني ؟ لية بتجر شكلي نفسي أفهم يعني !؟

وهـو نفسـه يجهـل ذاك السـبب !! 

يجهله أم يريـد تجاهله عن عمد ؟! 

لا يهم ايًا كـان .. هو بعنفـه الدائـم معها يستشف إنقطـاع خيوط إنجذابـه لها !! 

والتي تقريبًا تأتي بنتيجة عكسية تمامًا !!!!!

إبتسم من زاوية فمه ليهتف :

_ الحقيقة مش عارف، بس ممكن تصدقي ! 

وفغـرت فاهه وهي تحدق به كالبلهـاء !!

اصبـح تجفل من تغيـره المفاجئ هذا .. 

وكأنـه شيئً ما مدهش ينتقـل من مرحلة لأخرى قبل أن تبدء باستيعاب ما يفعـله !!!!!

عقـدت ذراعيهـا لتغمغم بغضب :

_ رخم كان مفروض يسمـوه الصقر الجارح مش الصقر بس

وإقترب منها في لمح البصـر يمسـك ذراعهـا ليسألها بحدة مصطنعة :

_ إنتِ قولتِ إية ؟ 

إبتلعت ريقها بازدراء، ثم اجابت بعدم فهم مصطنع :

_ أنا، هو انا قولت حاجة اصلاً، انا مقولتش خالص يعني 

كـادت أبتسامـة صغيرة تشـق طريقها لثغـره كعادته عندمـا يتحدث معها .. 

وأصبح يتعجب نفسه، لا يصبـح على طبيعتـه ابدًا معها !!! 

وكأنـه يُسلـط عيناه على افعالهـا الجيدة فقط، حتى ينقذها من غضـب الصقر المُدمـر !!!!! 

هل تُشكـله هو كقطعة صغيرة كيفما شاءت دون أن تدري ؟!!

تركها وهو يشيـر لها للخـارج ويقول :

_ روحي على شغلك، وتجبيلي كوباية قهوة مظبوطـة 

اومـأت بحنق :

_ ماااشي 

سارت وكادت تخـرج إلا أنـه اوقفهـا بصوته الأجش :

_ أستني 

إلتفتت له متساءلة :

_ نعم !؟ 

أشـار لفاهها متساءلاً بعبث وخبث :

_ مش ده اللي بينطق حاجات هو مش أدهـا، انا بعد كدة هعاقبه بطريقتي بقا 

وسألته بسذاجة :

_ إزاي يعني ؟!!! 

وفرصـة للأقتـراب يجب إغنتامهـا كعادته، فاقتـرب من شفتاها الورديـة التي اصبح يتوق لأكلها .. 

لتبتعد هي صارخة بجزع :

_ خلاص خلاص فهمت أنا اسفة 

قهقه على ذعرهـا ليشير لها :

_ طب يلا يا طفلة أطلعي بـرة 

زمـت شفتيها بحنق :

_ أنا مش طفلـة 

سألها بخبث :

_ وإية اللي يثبت لي 

ونظـراته أوحت لها ما يدور بخلـده، فأشارت له وهي تركض :

_ خلاص خلاص أنت مابتعرفش تفكر غير في كـدة 

ليضحـك هو هامسًا :

_ والله طفلة، بس طفلة هتخليني أعمل حاجات كتير تندمني فيما بعد !!!!!! 


                          **********


" وعندمـا تكون مشاهـد فقط تختلف عن كونـك أنت المحاور " !! 

وصـل " مجـدي " إلى منـزله الأخـر ...

لم يكـن يعلم ضرر الزيجـة الثانيـة، رأى وسمـع المشكلات والغيـظ الذي يكـون ضبابًا حول الزوجـة .. وماسًا لمن يحاول مشاكستها ويسخر ويصمت !! 

ولكن الان .. فعليًا يجـرب ذاك الغيظ الذي إنفجـر من شخصًا غير متوقع !!!!! 

" رقية " التي كانت تُمثل المعنى الحقيقي للهـدوء والرزانـة !!! 

ولكن الغيـرة فعلت فتيل الغيـظ بداخلها !


فتـح باب المنزل ليجـد " بـدور " تجلس بجوار والدته أمام التلفاز يشاهدون أحدى الأفلام بهدوء .. بجوار ضحكاتهم العالية والتي كانـت كالسهام تقصد هدفًا ما !! 

وظـل ينظر لوالدته باذبهـلال ... 

ألم تكـن تلك من كانت تتجنـب رقية دائمًا !؟ 

بل غالبًا لا تجلس معها وحدهـم !!!؟ 

ألم تكن تلك قوانينها المعتادة مع زوجته، الان تنحـدر عن تلك القوانين مع زوجتـه الاخرى .. ولكـن - الغاية تبرر الوسيلة - !!!

اقترب منهم وهو يلقي التحية :

_ السلام عليكم يا أمي

اجابت بود :

_ وعليكم السلام

ثم سألته مصطنعـة خطوط الحزن على قسماتهـا :

_ عملت إية يا حبيبي ؟ 

سألها بجدية :

_ بتسألي لية يا أمي ؟ 

رفعـت كتفيهـا لتجيب بلامبالاة مصطنعة :

_ عادي بسأل مش أكتر 

تـابع بجدية ألزمتها الصمت :

_ لو سمحتي ماتفتحيش الموضوع ده تاني، وتأكدي أن اخدتلك حقك وخلاص

اومـأت هامسة بهدوء :

_ طيـب 

إتجـه للداخـل كالأعصـار الغاضـب يكتسح من امامـه، فلكزت بدور في ذراعها مغمغمة بخـبث :

_ قومي يابت ورا جوزك شوفيه، أكيد جاي متنكد من عند الهـانم 

اومـأت وهي تشير لها بنـبرة خبيثة توازي خبثهـا الدائـم :

_ منا عارفة بس كان لازم أكون الزوجة المطيعة اللي مابتتدخلش بين الأم وأبنها

ضحكت متابعة :

_ طيب يلا ياختي قومـي 

نهضـت بدور وهي تعـدل من هندامهـا، علها تنجـح في إثـارته وتتوغل لداخله ولو مرة واحـدة فقـط .. 

مرة واحدة تشعر فيها أنها انتصرت أمام من تتربـع على عرش قلبـه !!! 

دلفت الى الغرفـة ثم رمقتـه بنظرة ذات مغزى وهي تراه يخلع قميصـه لتقول :  

_ إية يا حبيبي اجهزلك حمامـك 

هـز رأسه نافيًا :

_ لا أنا بعرف لوحدي، روحي إقعدي زي ما كنتِ قاعدة 

سألته مضيقة عيناها بخبث :

_ مالك يا مجدي شكلك متضايق ؟!! 

إبتعـد وهو يرد ببرود :

_ لأ مش مضايق 

فاجئتـه باحتضانهـا له من الخـلف، لتشعـره بسخونة جسدها .. ومشاعرها المتدفقـة الغزيـرة نحـوه، وإن كانـت طريقتها خاطئة ... 

يبقى هو أمنيتهـا وحبها الوحيـد !!!! 

يبقى هو المنـال والحُلـم الذي لا يفارقهـا فيجعلها تتمسـك برسم خططها الخبيثة اكثـر !!!

فهمست بجوار اذنه بطريقة حميمية :

_ وحشتني على فكرة 

تقـوس فمه بابتسامة ساخرة :

_ أنا سيبتك يوم واحد 

شددت من احتضانـه هامسة بسببًا مشتاقة يسخر منه كالعادة :

_ إنت بتوحشني حتى وأنت معايا 

دلـف الى المرحاض ثم همس :

_ اه وماله، هنبقى نتناقش في الموضوع ده بعدين 

أغـلق البـاب بعنف في وجههـا، وكأنه بتلك الحركة يعبر لها عن أغلاقـه لكل الفرص لدلوفها وتعمقها في حياته !! 

يذكرها بسبب قدومها لهذا المنزل، يذكرها كما يُذكر نفسه بسبب رابط الزواج الخانق بالنسبة له معها !!!!!! 

بينما هي تأففت بغيظ :

_ ماشي يا مجدي، أنت اللي اضطرتني لكدة وهاجيبك ليا راكع بردو 

فاتجهـت للمكتبة الصغيرة فأخرجـت زجاجـة صغيرة، ثم اتجهت للفراش وهي تنظر خلفها كل حينٍ ومين .. 

ثم بدءت ترش على الفراش برفـق وحذر !!!!!!!! 


                           **********


جـلست ناديـن تنظـر من شرفـة الغرفة للعالـم الخارجي المشرق .. 

العالم الذي غادرته بفضـل زجـة الذئـاب البشرية وفعلتهم الشنيعـة !!! 

عيناهـا هائمة شاردة في نور الشمّس خلسة وكأنها ترجوه ألا يغادرها !! 

أقترب ياسين الذي لم يغادر من جوارهـا ليصبـح خلفهـا تمامًا .. 

وهمس بصـوت عذب هادئ :

_ يلا يا نادو عشان هتروحي تعيشي مع سلـيم 

لم يجـد رد فعل كالعـادة فهمـس بهدوء :

_ هسرحلك شعرك أكيد مش هتروحي كدة 

ولأول مرة يفعلها .. 

يهتم لأمر شخـص او يهنـدم شخص، هذا ليس من عادتـه ولن يكون من عادتـه يومًا !!!!؟ 

ولكن الاستثنائـات تظهـر .. من أجلها فقط !!

أمسك بفرشاة الشعـر ثم اقترب منهم يمسد على خصلاتها الناعمـة كنعومة شخصيتهـا وهشاشتهـا .. 

ثم بدء يحدثـها وكأنه تسمعـه او ستتجـاوب معـه :

_ إنتِ عارفة أنه انا اول مرة أسرح لبنت شعرهـا ؟ 

صمت برهه يستشف رد فعلها ليردف : 

_ النهاردة الجوو حلو جدًا، رطب وهادي، أكيد إنتِ كمان حاسـه بيه 

لم يعـرف لمَ شعـر أن تلك الجملـة أخذهـا على وتيـرة نفسـه !!!؟ 

وكأن لسانه اخطأ مسـاره ووُضعـت مرآة الحيـرة فعُكست الجملة على نفسـه !! 

ولكن فعلاً .. هل تشعـر به ام لا ؟! 

وكأنه اجابـت بأمساكها ليده التي توقفت عن العبث بمنابت شعـرها أثنـاء شروده !!!

وكـانت دعوة صريحة منها أن يُكمل ما كان يفعلـه ... 

فابتسـم بفرحـة مهللاً :

_ إنتِ فعلاً حاسه بيا يا نادو، حاسه بيا صح ؟!!!! 

أكمل ما كان يفعله ليتابع :

_ عارفة يا ناديـن، لما جيت لك ماكنتش أول مرة أشوفك، كنت شايفك بقالي شهور من يوم ما جيتي هنـا، براقبك غصب عني وكأن حاجة بتجبرني على كدة، مكنتش فاهم ولا عارف إنتِ فيكِ إية بس كنت عايز أبقى قريب منك وخلاص، كنت بستنى كل زيارة للدار عشان أشوفك واعرف اخبارك من الممرضات لحد ما شكـوا فيـا خلاص 

ضحـك وهو يضربهـا على رأسها برفق وقال بمـرح :

_ عاجبك كدة انا الدكتور الهادي الشديد ياسين منصور أفضل اسأل على واحدة معرفهاش 

ولمـح طيفًا صغيرًا من ابتسامتـها التي حكمـت عليها بالمـوت كصاحبتها !!!! 

والأرتياح أنعش روحه القلقـه، وزرع به أملاً جديدًا قويًا إلى حدًا ما ... 

أي خيوطًا من الحنـان تقابلهـا بسلاسـل تتمسك به !!! 

انتهـى ليجعلهـا تنهـض، وما إن انتصبت امامـه حتى وجـد نفسـه يستنشـق عبير شعرهـا الجـذاب ... 

ويقيد خصرهـا بيـداه الصلبـة ليغرز رأسـه عند خصلاتها التي تغطي رقبتهـا، ويغمض عينـاه متأوهًا من ذاك القرب الذي لطالما تمنـاه منذ أن رآهـا ... 

بينما هي كانت ترتعـش بيـن يـداه .. 

ترتعـش من لمسـات لم تعهـدها ابدًا من قبـل ... 

لمسـات كـانت كسحر يُصب عليها لأول مرة فيصيبها بـدوار مفاجئ !!! 

أبتعد هو عندما شعر بحالتها تلك، ولام نفسـه بشدة .. 

لام نفسـه على إقتراب لم يأخذ مفتاحه منها، شعر أنه .. مستغـل !!! 

مستغل لتلك الحالة التي تجتاحها دومًا !!

أمسـك بوجههـا بين يديـه ليهمس متأسفًا بحنق من نفسه :

_ نادين أنا اسـف، بجد أسف، مش عارف إية اللي بيحصلي وأنا معاكِ 

أقتـرب أكثر حتى ألصق جبينـه بجبينهـا، ثم تابع همسه امام شفتاها بشغف :

_ سامحيني يا حبيبتي، سامحي ضعفـي قدامـك !! 

وفجـأة وجـد البـاب يُفتـح دون أن يُطـرق، ودون فرصة له للأبتعـاد حتى و.. !!!!!!!!


                           *********


وعنـدمـا يأكلك الغيـظ اكلاً بلا رحمـة، كدعوة منه للتصرف مسرعًا، تحاول التمسك بحلاً سريعاً، وإن كنت لا ترغبه !!!!! 

جـلستـا كـلاً من " بـدر " شقيقـة " بـدور " بل وتؤأمهـا الثانـي .. 

توأمها في الخبث .. في الحقد وفي الرغبـة، وكأنهم لم يتشابهـوا في الشكل فقـط، بل تشابهوا في الچينـات والصفـات ايضًا 

" فولة وإتقسمت نصين " كما يقولون !!!  ووالدتهـا في مـنزلهم المتوسـط، تحديدًا في الصالـون، يتحاورون كعادتهـم ويتدخلون فيما ليس لهم علاقة بـه !!!! 

يجلسا سويًا على الأريكة البنية الناعمـة ، و

زفـرت بدر وهي تخبط على قدمها قبل أن تقـول بسخط :

_ يا ماما قولتلك بدور مش هتعرف تتصـرف 

مصمصت والدتهـا شفتيها بتهكم :

_ لا والله، وإنتِ اللي كنتِ هتعرفي تتصرفي ياختي 

اومأت مؤكدة بغرور :

_ أيوة طبعًا، أنا انصـح منها شويـة 

نظـرت له باستهانـة، لتشدد على قولها الجـاد كتحذير واضح :

_ خلاص، دلوقتِ هي اللي مراتـه وهي اللي لازم تتصرف 

عقـدت ذراعيهـا مغمغمة بغيظ :

_ منا قولت لك كنت أنا اللي اتجوزتـه 

رمقتهـا بنظرات حادة صراخة :

_ إنتِ عبيطة يابت إنتِ، أمه كانت عاوزة أختك مش عاوزاكِ إنتِ !!! 

تأففت وهي تبرر :

_ قال يعني هو بيعرف يفرق بين وبين أختي هو او أمـه دي 

أشـارت لها بيدهـا .. خوفًا حقيقيًا ينبـع بداخلهـا من تفكير أبنتها السام والذي تعرفه عن ظهـر قلب !!! 

كـيف تمنعهـا ؟! 

كيف تكـون واقـي لحياة أبنتها الأخرى وهي من علمتهم الأصرار حد الموت على شيئً يرغبـوه !!!!

فقـالت حانقـة بحـزم : 

_ بدر خلاص الكلام خلص، أختك اكيد هتعرف تتصـرف ده الحل بقا في إيديها !

_ مااااشي يا امي مااشي 

همست بها بدر وهي تتابع خطاها بحقد بينما نهـضت متجهة لغرفتهـا دون كلمـة اخرى... 

لتحتـد عينا بدر السـوداء وهي تمسك خصلاتها - المصبوغة الصفراء - لتهمـس بصوت اشبه لفحيح الأفعى :

_ وحياة قصاقيصي دول لو ماعرفت تتصرف لهتصرف أنا وعليا وعلى اعدائي !!!!!!!!! 


                         ***********


في مكـان إرتيـاح جميلة المعتـاد .. في الحديقـة الخضـراء، تحديدًا وقـت غروب الشمـس لتودع الأرض بوعد العودة مجددًا جـلست جميلـة كعادتها على كرسيها الخشبي الذي يهتـز .. 

يهتـز ويهز معه تفكيرها الدائم فيصبح وكأنه يُقلل منه قليلاً !!!!! 

وسيـلا امامـها تجلس بابتسامتها المعهـودة، يتحـدثـان سويًا .. 

حسب أول خطـوة في خطـة جميلة !!! 

يدردشـان سويًا وبالطبـع كانـت اسئلتهـا حول حياتها تسقط على سيلا كسـوطًا من الأشتياق الحـاد !!!!! 

وأرسـلت جميـلة احدى الخدم لشـراء بعض الأشيـاء للتسلية، والذي تذمـر باعتراض شديد على ذهابـه بدلاً من صديقه المريض ... 

ونظرت لها حتى فاجئتهـا جميلة بسؤالها الذي يحمل معنًا حاولت سيلا تجاهله :

_ ها يا سيلا لسة مش ناوية تحكي لي عن حياتك بردو ؟ 

هـزت رأسهـا نافيـة، وطغـى التوتر على ملامحهـا وهي ترد متلعثمة :

_ وهو انا فاكرة اصلاً يا طنـط عشان أحكي لك ؟ 

اومـأت جميلة مؤكـدة بابتسامة :

_ طبعًا فاكرة يا سـيلا عـزت 

ثم سألتها بخبث :

_ مش أسمك سيـلا القاضي بـردو ؟ 

وتلـون وجههـا باللون الأصفر على الفور ... 

لون الأرتبـاك المعتاد الذي زحـف لوجنتاهـا خوفًا من القـادم !!!!!!

لتهمس بسذاجة :

_ وآآ حضـ حضـرتك عـ عرفتي إزاي !!؟ 

مـطت شفتيهـا مرددة :

_ طريقتي الخاصة بقا يا حبيبتي، المهم هاا قوليلي أبوكِ لسة زي ما هو ولا اتغير

إبتلعت ريقها هامسة بارتعاد:

_ أنا مش فاكرة اصلاً عشان أقول لحضرتك 

رمقتهـا جميلة بنظرة زادت من معدل القلق بداخلها .. نظرة حذرتها واكدت لها أن مُعـراة امامـه !!!! 

فيما يعني أن كذبهـا شفـاف امامها !! 

أن معلوماتهـا كجهاز كاشف للكذب عن سيـلا !!؟

فتابعت :

_ لأ إنتِ فاكرة كويس أوي، سيلا عزت القاضـي، بنت عيلة القاضي الغنية عن التعريف، 23 سنـة بتشتغلي محاميـة، رقية أختك الغير شقيقة، والدتك الله يرحمها 

معلومـات بالرغم من انها عنها هي، إلا انهـا كانت كموجـات كهربائية صاعقة تسري بجسدهـا !!! 

ماذا تفعـل الان !!!!!! لن تستطـع الهرب، والمأزق اصبح مأزقيـن ؟!!!

ووجدت نفسها تسألها ببلاهة :

_ طـ طب هو حضرتك تعرفيني منين ؟

عـادت جميلة بظهرها للخلف لتستطرد :

_ بطلي تقولي حضرتك تاني، قولي خالتو، ثانيًا مش مهم عرفت منين، المهم إن انا مش عدوتك ومش عاوزاكِ تخافي مني خالص بل بالعكس أفتحيلي قلبك وأحكي لي إية اللي جابك هنا ؟ 

وما بيـن صدمة وحيـرة .. 

ظلت هي عالقـة، ماذا تفعل الان ؟! 

وتخبرها وتُخاطر بحياة جدها الحبيب ام تصمـت لتخسر درعًا قويًا كجميلة ؟!!! 

وكأن سليـم شعر بحيرتها فهبط من الأعلى بملابسه المهندمة كالعادة ..

ليجد سيلا هكذل فقال دون تردد :

_ أية ده إنتِ قاعدة كدة لية ؟ 

ردت جميلة بهدوء :

_ عادي يا سليم بندردش بس 

رمـق سيـلا بتلك النظرات القاسيـة والتي اقتربت على الاعتياد عليها وأردف :

_  من أمتى وأحنا بندردش مع الخدم يا خـالة ؟ هه من امتى ؟ 

كادت جميلة تعتـرض بغضب من إهانـات باتت تشعر بها بلا نهاية :

_ سليم مينفعش كدة إنت آآ 

قاطعها مشيرًا لسيلا بصـوت آمر :

_ خشي على شغـلك يلا بلا دلع ماسخ

وبالطـبع نهضت سيلا دون كلمـة اخـرى متجهة للداخـل، والدمـوع كانت كالغمامة امام عينيها البنيـة .. 

فكادت تلامس سليم دون قصد فإبتعدت على الفور كأنها لمست كهرباء مميتـة !!! 

لتسير ببطئ متجهة للداخل هائمـة حتى اصطدمـت في زهرية كبيرة فكادت تقـع، وكـان أول من يمسكها من خصرها ليمنعها من السقوط هو سليـم !!! 

نظر لعيناها التي امتـلأت بالدمـوع، فلم تعطيه فرصة وهي تبعد يدها عنه متمتمة بصوت مبحوح :

_ شكراً مش محتاجة مساعدة من حد 

ثم سـارت للداخـل بخطوات شبه راكضـة، لينظـر سليم لأثرهـا ببعضًا من الضيق !! 

نهضـت جميـلة بغـضب .. غضب تكـور داخلها كبركـان سينفجر حتمًا في وجه ذلك الصقــر .. ما بالك بهذه الفتاة التي منذ مجيئها لم يكف عن قسوته المعتادة !!!! 


لتصيح فيه بحدة ولأول مرة :

_ أية اللي أنت عملته ده يا سليم ؟ 

لم يـرد عليها ومازال ينظر لأثـار سيـلا، فاستلم هو الأمر هذه المرة وقد تبدلت الأدوار :

_ تخش تعتذر لها دلوقتِ وحالاً، وإلا قسمـاً برب العزة قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين يا سليـم يابن وردة 

ولم يشعـر بنفسه ألا وهو يركـض متجهًا نحو غرفة سيلا !!!!!!!! 


                       **********


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



قبل ماتخرجوا اتفضلوا الروايات الكامله من بداية الروايه من هنا

 هنا 👇❤️👇❤️👇

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- روايةبداية الروايه من هنا


 اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله


124- رواية أخو جوزك


125- رواية مريض نفسي


126- رواية جبروت مرات إبني


127- رواية هكذا يكون الحب


128- رواية عشق قاسم


129- رواية خادمتي الجميله


130- رواية ثعبان بجسد امرأه


131- رواية جوري قدري


132- رواية اجنبيه بقبضة صعيدي


133- رواية المنتقبه أسيرة الليل


134- رواية نجمتي الفاتنه


135- رواية ليعشقها قلبي


136- رواية نور العاصي


137- رواية من الوحده للحب


138- رواية أحببت مربية ابنتي


139- رواية جوزي اتجوز سلايفي الاثنين


140- رواية شظايا قسوته





تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close