أخر الاخبار

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله 

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله 

رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله 


رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم منة الله 


 الفصل  السادس

بعد جلوسهم لمدة نظر يامن لساعته وجدها اقتربت من التاسعة فعرف حينها ردها وقال: طيب شكلنا كده هن... ولكن قبل أن ينهي كلمته قاطعته قائلة بهدوء وهي تدخل متبخترة في خطواتها : مساء الخير يا جماعة

رغم طلتها الهادئة والبسيطة إلا أنها سلبت أنفاسه بدخولها فكانت ترتدي فستان من اللون الأسود يرسم جسدها بتفاصيله القاتلة ومنحنياته البارزة 


وإتجهت للجلوس بجوار جدها بعد تبادل التحية وإلقاء السلام على الجالسين فقالت معتذرة : آسفة يا جماعة لو اتأخرت عليكم

فرد يامن عليها:لا عادي ولا يهمك ثم وجه حديثه للمأذون أظن إنك تقدر تبدأ دلوقتي

فأومأ له موافقا حضر فتحي ليكون شاهدا من جهة العروس بدأ المأذون بإجراءات كتب الكتاب خاتما كلامه بجملته الشهيرة: بالرفاء والبنين إن شاء الله

وفور نطقه تلك الكلمة توجه يامن ناحيتها مقبلا جبهتها قائلا بصوت حاني: ألف مبروك ليا إن أنا أخدتك

فردت عليه: الله يبارك فيك

ثم وجه كلامه لمحمود: ممكن يا محمود توصل المأذون

فأومأ له موافق مخبرا إياه وهو  يخرج :لو احتجت حاجة ابقى كلمني

فرد عليه: تمام هكلمك أول لما اروح علشان عايزك في موضوع

وتوجه فتحي للخارج ببطئ بسبب ألم ساقه خلفهم

وجه يامن نظره لجدها قائلا:أنا حابب أقولك معلومة

أنا ملمستش ليل ولا هي كانت ناوية تهرب معايا وأنا مش ببرر ليك لا أنا عايز أوجعك زي ما وجعتها واعتبر ده درس علشان تتعلم تثق فيها بعد وكمان مش حابب إن حد يقول كلمة بلسانه على مراتي واللي يفكر يقول عليها كلمة واحدة اقطعله لسانه ولكنه لم يتوقع رد الفعل البارد هذا من ناحيته

نظر الجد له بهدوء وأخبره بملامح باردة: هي معدتش حفيدتي أصلا ومعدتش تهمني رمى تلك الكلمات الموجعة وتركهم خارجا من صالة الاستقبال

حاولت أن تبدو غير متأثرة قدر الإمكان 

فقال يامن محاولا التخفيف عنها: متقلقيش طول ما أنا معاكي تأكدي إني عمري مهخليكي تحتاجي لحد غيري وحتى لو لقدر الله انفصلنا هتلاقيني جنبك على طول وهفضل جنبك لحد آخر نفس فيا

تأثرت بشدة من وقع كلماته على قلبها ولكنها لم تنسى تهديده لها فقالت: متنساش إنك أنت كمان كنت بتهددني يعني متفرقش عنهم حاجة

فقال منهيا هذا الحوار: أنا اللي عندي قولته وأظن إن اللي حصل حصل ومفيش حاجة هتغيره قال كلماته وخرج مسرعا 

****....

بعد ذهاب الجميع خرجت من صالة الاستقبال 

متوجهة لغرفتها ولكنها قابلت جدها وهو ينزل السلالم فقال دون أن يلتفت لها: أنا هسألك سؤال واحد واجابتك تبقا يا أيوه أو لا

فردت:اتفضل اسأل

فقال سمير بهدوء:انتي كنت معاه ولا لا وقبل ما تجاوبي تعرفي إن لو اجابتك انك كنتي معاه عايز أرجع من بره مشوفش وشك هنا

فردت بغضب وتهور: اطمن يا سمير بيه هلم حاجتي وماشية وبالنسبة كنت معاه ولا لا ايوه كنت معاه وبمزاجي

فأومأ بغضب وتركها وذهب

صعدت مسرعة لغرفتها وهي تجهز حقيبتها وتفكر أين ستذهب الآن فهي بالتأكيد لن تعود للمنزل والدها وتلك الحية تجلس هناك هي وابن أختها وبالتأكيد لن تذهب لاحدى صديقتها فسينتشر الخبر مثل انتشار النار في الهشيم أخذت تبحث في سجل مكالمتها عن رقمه ولكنها لم تجده فهي نسيت تسجيل الرقم قررت الاتصال بمحمود فلديها رقمه بحكم عملها معه

بعد رنتين أجاب على هاتفه:ألو

ليل:ألو ازيك يا محمود بيه

فرد عليها: محمود بيه ايه بقى ده احنا بقينا أهل وأنا في مقام والد يامن يعني قوليلي يا بابا وبعدين يا ستي أنا كويس وسأل مستفسرا انتي محتاجة حاجة ولا ايه

فردت بحرج:أصل أنا كنت عايزة أعرف عنوان بيت يامن علشان عايزة ابعتله هدية يعني علشان عامل التوصيل يعرف المكان

فرد قائلا:اكتبي عندك......وأملها العنوان

فشكرته قائلة: شكرا جدا لحضرتك وياريت متقولش ليامن علشان المفاجأة متبوظش

فرد عليه:لا متقلقيش مش هقول حاجة

وبعدها أغلقت الخط مودعة إياه أخذت تتأمل العنوان الذي أعطاه لها باستغراب فهذا العنوان في منطقة شعبية فلماذا يعيش شخص مثله ولديه كل هذه الاموال في تلك المنطقة

***.....


نزل مني سيارته وتوجه لتلك القهوة التي تقع أمام العمارة التي يسكن بها جلس على أحد الكراسي ونادى:سيد كباية قهوة

فرد عليه: ثواني وتبقا عندك ياسيد البشوات

انجرفت افكاره دون أن يشعر باتجاهها رغم أنه كان معاها منذ دقائق إلا أنه اشتاق لها وأخذ يفكر ما سر انجذابه الشديد لها لقد اشتاق لعينيها لشعرها الذي تسائل في نفسه أكثر من مرة هل هذا لونه الطبيعي

أفاق من شروده على صوت نداء الحاج سعيد صاحب المقهى له فرد: نعم يا حج سعيد

فرد عليه: نعم ايه بقالي ساعة بنادي عليك ايه اللي شاغل بالك

فرد بضيق منه على الرغم من أنه تربى بهذا الحي ولكنه يمقت هذا الرجل بشدة فهو يحشر أنفه في حياته بشكل فج:ولا حاجة شوية مشاكل في الشغل

وقام من كرسيه فهو يشعر بالاختناق فنادي عليه الصبي العامل في المقهى: القهوة يا باشا فأعطاه يامن الحساب وقال : ملهاش لزمة بقا وذهب مسرعا

صعد السلالم بخطوات أشبه بالركض وصل شقته على الرغم من أنها ليست كبيرة بشدة إلا إنها انيقة فهي مكونة من صالة استقبال واسعة تحتوي على أثاث أنيق وسفرة كبيرة ومطبخ واسع وحمام وغرفتين الاولى للمكتب وقد كانت تلك غرفته في مراهقته ولكنه حولها لغرفة للمكتب بعد وفاة والدته

وانتقل هو لغرفتها فهو يشعر بهذه الطريقة وكأنها معه

دخل غرفته وقام بخلع ملابسه وارتدى فقط بنطال أسود مريح فهو يشعر بالحر وسيخلد للنوم بعد قليل 

****......

كانت تسير في شوارع تلك الحارة لاول مرة في حياتها بعد نزولها من سيارتها الفاخرة وهي تجر حقيبة ملابسها الكبيرة تتبختر في خطواتها في ذلك الفستان الأسود من قماش المخمل الواصل لركبتيها وتطلق شعرها الناري المتموج على ظهرها ذاك الفستان الذي يبرز جمال جسدها وخصرها النحيل مع منحنياته البارزه وعيونها بلون العسل المشبع باللون الأخضر وشفاهها المحددة باللون الاحمر القاني وحمرة خديها الطبيعية تلفت أنظار الجالسين أمام المقهى وارتفع صوتها العذب بنبرتة المثيرة

ليل: لو سمحت يا عمو هو بيت المهندس يامن محمد الانصاري في أي عمارة 

فما كان من ذاك الحاج صاحب المقهى إلا أن نظر لها  بإعجاب صارخ وهو بجيب عليها

الحاج سعيد: العمارة اللي قدامك تالت دور

تأملت العمارة التي أمامها للحظات فهي تبدو بحال أفضل عن باقي العمارات حولها صعدت درجات السلم وهي تجر حقيبة ملابسها تفكر ماذا ستخبره عندما يسألها ما الذي أتى بها في مثل هذا الوقت ولماذا تحمل حقيبتها معها اتخبره أن جدها طردها من منزله

حسمت أمرها وطرقت الباب 

****...

طرقات خفيفة على باب شقته فسأل نفسه من من الممكن أن يزوره في هذا الوقت فالساعة قاربت الحادية عشرة وكشاب عازب يجلس في شقة بمفرده كان لا يرتدي سوا بنطال أسود وجزعه عاري متفاخر بتلك العضلات السداسية ومنكبيه العريضين وكذلك ظهره المحدد بالعضلات فهو كثرا مايرهق نفسه في ممارسة الرياضة

فتح الباب بهدوء فما كان منه إلا أنه جذب تلك الفاتنة من خصرها بدون أن يعطيها أي فرصة للكلام في قبلة شغوفة متطلبة تظهر مدى اشتياقه لها وأخذ بتعميق تلك القبلة أكثر وكل ذلك تحت صدمتها حاولت مقاومته فما كان منه إلا أن همس لها ببضع كلمات جعلت مقاومتها تنهار وجذبها للداخل هي والحقيبة وأغلق الباب فما كان منها إلا أن صفعته 

ليل: كان في طريقة تانية أحسن مليون مرة من دي متحاولش تقرب مني تاني

أرجع يامن خصلات شعره السوداء التي تساقطت على جبينه ونظر إليها بعينيه الرمادية

يامن:مظنش إن دي هتبقى آخر بوسة أصلها عجبتي الصراحة وغمز لها بعينين مشاغبتين

وكم أرادت في تلك اللحظة أن تلكمه في أنفه المستقيم الحاد بشموخ و المستفز بالنسبة لها

وفجأة طرق إذا بطرق عنيف على  الباب لاحظت ما كان يرتديه فشعرت بالخجل الشديد وقالت ممكن تلبس حاجة عليك فأومأ متفهما والتقط التيشرت الخاص به الملقى على الكنبة وقام بارتدائه 

نظر لها باستغراب:هو انتي جايبة حد معاكي وانتي جاية

والتفت ليفتح الباب فوجئ بشعر أشقر يندفع للداخل ذو قامة لم تتعدى ركبتيه

وقف الصغير يتأمل ليل بانبهار نادى عليه يامن بانزعاج وهو يسحب أذنه: مصطفى مش قولتلك ميت مرة متخبطش على الباب بالطريقة دي وبعدين انت بتعمل ايه بره لحد دلوقتي مش المفروض تبقا نايم

فرد عليه الطفل ذو الخمس سنوات بنبرة متألمة: ماما قالتلي أجي أشوفك لو محتاج حاجة مكنتش عايز اجيلك أصلا وبعدين إنت جايب ست غريبة البيت ده أنا هقول لماما عليك

ضحكت ليل بخفة على هذا الطفل الصغير نزلت على ركبتها وهي تحرر أذنه من يد يامن وتقبل وجنته الممتلئة:بس انا مش غريبة أنا اسمي ليل يا مصطفى وابقا قريبة عمو يامن

فرد عليها الطفل:انتي حلوة أوي وكمان اسمك جميل

فنادي عليه يامن بانزعاج وهو يسحبه للخارج: قول لمامتك يامن بيقولك شكرا يا طنط أمينة وأنت عارف لو شوفتك بره تاني في وقت زي ده هعمل فيك هعلقك زفر الطفل بانزعاج وذهب وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة

أغلق يامن الباب وجلس على الكنبة اتفضلي اقعدي ده حتى بيتك يعني جلست على الكنبة المقابلة له وهي تتذكر الكلمات التي همس بها عندما قبلها

فقد أخبرها أن جدها أرسل أحد رجاله خلفها وهو يراقبهم وأخبارها بأن تتصرف بطريقة طبيعية

فسألته قائلة:انت ازاي عرفت إن في حد ورايا مع إني محستش بيه

فأجابها:لمحته وهو واقف على السلم وأنا بفتح الباب

فأومأت وبعد صمت دام لثانية قالت: هو إنت مش هتسأل أنا جيت ليه

فرد عليها: هو حد بيسأل مراته انتي جاية بيتك ليه

وقام من مكانه حاملا حقيبتها وتوجه بها لغرفة النوم على الرغم من فضوله فهو قرر أن يسألها الآن عما حدث سيتحدث معها لاحقا

وضح لها قائلا: دي أوضة النوم ومفيش غير هي أوضة واحدة فأنا وأنتي هنام هنا

فاستنكرت قائلة: هو انت هتنام جنبي على السرير

فأجابها متهكما:امال هنام على الأرض مثلا وبعدين فيها ايه هو انتي مش مراتي ولا ايه

فتنهدت وقررت الصمت فهي متعبة فتحت حقيبتها لتخرج ملابسها ولكنها وجدته متسمر مكانه ينظر إليها فقالت: ممكن تخرج علشان عايزة أغير

فرد عليها غامزا :متسبيني واقف أتفرج ده أنا حتى جوزك

فإحمر وجهها بخجل وصاحت به:اتفضل اطلع بره وبعدين مش إنت قولت إنك مش هتقرب مني ليه بتخلف بوعدك دلوقتي

فأجابها:أنا قولت مش هتمم الجواز لكن مقولتش مش هقرب منك واقترب منها بشدة وقام بتقبيل خدها والخروج بسرعة أغلقت الباب من فورها وهي تضع يدها على خدها وشفتيها هل ما حدث الآن حقيقة شعرت كأن الفراشات تطير في معدتها ورأسها ينفجر بالالعاب النارية

عنده في الخارج قرر الذهاب لأخذ حمام عله يطفئ النار التي ألهبت جسده

بعد مدة خرج من الحمام وهو يلف منشفة على خصره طرق باب الغرفة عدة مرات فتحت له الباب وهي ترتدي قميص نوم يشبه قميص الاطفال فهو مليئ بالرسوم ويصل لركبتيها وواسع بشدة عليها ضحك بداخل نفسه على مظهرها الذي يشبه مظهر الاطفال فهي ترفع شعرها على هيئة قطتين

اغمضت عيونها بخجل وصاحت:البس حاجة راعي إن معاك ناس في البيت وخرجت بسرعة من الغرفة تبحث عن الحمام جلست هناك لساعة كاملة حتى تتأكد أنه نام وعندما لم تعد تسمع أي صوت توجهت للغرفة وجدته ممدد على النصف الايمن من السرير توجهت للسرير بهدوء وأغلقت الانوار بعد مرور بعض الوقت أحذت تتقلب على السرير فهي لا تستطيع النوم فهي ليست معتادة بعد على المكان فقال لها:بطلي حركة مش عارف أنام

توقفت عن الحركة فجأة فقد ظنت أنه نام ولكنها قررت أن تسأله ففضولها سيقتلها:هو انت ليه عايش هنا مع إنك تقدر تشتري بيت في منطقة راقية وأظن يعني إن شركتك على حسب معلوماتي من أفضل الشركات في السوق

بعد صمت دام طويلا حتى ظنت بأنه لن يجيبها قال:

والدتي لما كانت حامل فيا بعد ما والدي مات جت عاشت هنا بعد ما محمود صاحب أبويا الله يرحمه ساعدها إنها تهرب من عمي علشان كان عايز يتجوزها غصب علشان يضمن إن مافيش حاجة من الميراث تروح منه وهو جابها في المكان ده بحيث عمي ميقدرش يوصلها وهي اتعلقت بالمكان هنا وحبت الناس حتى بعد ما محمود بدأ يشغل الفلوس اللى كان والدي حططها في حساب والدتي وبقت تقدر تشتري بيت أحسن قررت إنها تفضل هنا

وأنا مقدرتش أسيب المكان اللي هي كانت عايشة فيه

أجابها مخبرا إياها الحكاية باختصار

فردت بهدوء: علشان كده انت بتساعدني علشان بفكرك بيها صح

فرد باختصار: أيوه ونامي بقا علشان عندي شغل الصبح

بعد فترة غط كلاهما في نوم عميق

***....

في الصباح استيقظ على شعور بشيئ يضغط على صدره وعندما نظر وجدها نائمة تأملها قليلا وقبل رأسها ثم أبعدها عن صدره وعدل من طريقة نومها لتكون أكثر راحة قام من السرير ونظر لهاتفه فوجد الكثير من المكالمات الفائتة من محمود فهو قد نسيه على وضع الصامت قام بالاتصال عليه وهو يتوجه لغرفة المكتب

وأول كلمة قالها محمود: كنت فين يا ابني بتصل عليك من بدري

فأجابه: كنت نايم ونسيت التليفون صامت

فقال محمود بسرعة:مش مهم المهم هتعمل ايه دلوقتي في حوار أهلك ومراتك الاولنية

فرد بهدوء:........


#الفصل السابع

في الصباح استيقظ على شعور بشيئ يضغط على صدره وعندما نظر وجدها نائمة تأملها قليلا وقبل رأسها ثم أبعدها عن صدره وعدل من طريقة نومها لتكون أكثر راحة قام من السرير ونظر لهاتفه فوجد الكثير من المكالمات الفائتة من محمود فهو قد نسيه على وضع الصامت قام بالاتصال عليه وهو يتوجه لغرفة المكتب

وأول كلمة قالها محمود: كنت فين يا ابني بتصل عليك من بدري

فأجابه: كنت نايم ونسيت التليفون صامت

فقال محمود بسرعة:مش مهم المهم هتعمل ايه دلوقتي في حوار أهلك ومراتك الاولنية

فرد بهدوء: هروح هناك النهارده علشان يبقى عندهم خبر وأعرفها بنفسي بدل ما تعرف من حد غريب وضحك بسخرية في نهاية كلامه

فرد عليه محمود وهو ينهره: إنت عارف عمك ممكن يعمل فيك ايه بطل التهور والاستهتار اللي إنت فيه ده وبعدين لو مش همك نفسك فكر في الانسانة اللي انت كتبت عليها امبارح

فرد عليه ببرود: مبخفش من حد وده أولا وبعدين أنا مش رايح علشان كده بس في شغل هناك متعطل مروحتش بقالي أكتر من شهرين وراغب مفكر إنه في مال سايب عمال يسحب في الفلوس ومفكرني مش واخد بالي و بالنسبة بقا لليل فمحدش يقدر يهوب نحيتها

فرد عليه بغضب:بص يا يامن افتكر اني حذرتك بلاش تهورك وغرورك يخلوك تعمل حاجات تندم عليها بعدين

ثم أغلق الهاتف في وجهه دون أن يسمع رده فهو قد سأم من تهوره

نظر إلى الهاتف بغيظ: ماشي يا محمود بتقفل في وشي

قام من مكانه ليغير ملابسه...

استيقظت على صوت حركة في الغرفة فتحت عينيها ونظرت للمكان باستغراب بعد ثوان قليلة بدأت بالاستيعاب وقع نظرها عليه وهو يغلق ازرار قميصه فقالت بصوت متحشرج أثر النوم: صباح الخير

توجه نظره ناحيتها ورد عليها: صباح النور وهو ينهي ارتداء ملابسه

ثم قال لها:أنا مسافر يومين عندي شغل في مكان بعيد شوية عن هنا أسبوع بالكتير وهكون راجع من السفر وفي الفترة دي تكوني انتي أخدتي راحتك واتعودتي على المكان 

كان لديها فضول إلى أين يسافر ولكنها قررت الصمت لأنه قد يعتقد أنها تتدخل في حياته وهذا ليس من شأنها

ولكنها لاحظت أنه لا يحمل حقيبة سفر فقالت: هو انت هتسافر من غير هدوم لا ايه

رد عليها: متقلقيش عامل حساب كل حاجة وأكمل كلامه قائلا لو احتجتي أي حاجة كلميني وفي واحدة بتيجي تنضف كل تلت أيام مرة كل حاجة موجودة عندك في التلاجة والمفاتيح في الدرج اللي جنبك لو احتجتي تشتري أي حاجة قولي لأمينة

فسألته:مين أمينة

فأجابها قائلا: دي تبقا مامت مصطفى اللي جه هنا امبارح وشقتها في قدام الباب على طول وأنا سايبلك فلوس في الدرج مع المفاتيح

فقالت معترضة:بس أنا مش محتاجة فلوس معايا اللي يكفني

فرد عليها بصرامة:طول ما إنتي مراتي تبقي ملزومة مني وفلوسك دي مليش دعوة بيها ثم اقترب منها وقال بصوت حنون خلي بالك من نفسك واقترب منها مقبلا ايها بجانب شفتيها فارتدت للخلف ووجهها محمر بشدة فضحك عليها وعلى خجلها وخرج من الغرفة بعدها من الشقة بأكملها

*****.....

طرق الباب المقابل لشقته عدة مرات فأتى صوت من الداخل يصيح: ثواني

بعدها بلحظات طلت عليه سيدة في نهاية الأربعينات من عمرها ذات ملامح بشوشة مريحة للناظر إليها فتحت الباب وعندما رأته صاحت به: بقا يا يامن جايب بنات البيت عندك 

فرد عليها بسرعة: بنات مين افهمي بس وبلاش فضايح على الصبح

فردت بفاذ صبر:قول يا أخرة صبري

فأخذ يشرح لها ما حدث باختصار شديد ويخبرها بأنه تزوج من فتاة تدعى ليل مختصرا كل التفاصيل ومتجاهلا اخبارها عن طبيعة علاقته وكيف تعرف عليها

وقال في نهاية حديثه: كل اللي أنا عايزه منك إنك تاخدي بالك منها على ما ارجع من السفر وكلها كام يوم يعني مش هتأخر

فقالت له:  متقلقش تروح وترجع بالسلامة إن شاء الله وهي هتبقا في عينيا متقلقش عليها

فأومأ لها ونزل مسرعا على السلالم واتجه للجراچ

اخرج سيارته الفاخرة وانطلق بسرعة نحو وجهته 

*****.......

في قصر جدها

جلس سمير في حديقة قصره وكان فتحي يقف بجواره فحدثه: فين الحارس اللي انت بعته وراها

فرد عليه: موجود هنا هنديه لحضرتك

وذهب .عاد بعد مدة قصيرة والحارس يسير بجواره فسأله سمير:هي راحت على فين واحكيلي كل حاجة من ساعة ما خرجت من القصر 

فبدأ الحارس يقص عليه كل ما حدث من لحظة خروجه من القصر خلفها لحين وصولها لبيت يامن

فأشار له سمير بالانصراف

فسأله فتحي بحكم عشرته الطويلة معه فهو يعمل معه منذ أكثر من عشر سنوات قائلا :اسمحلي بس يا سمير بيه انت بتسأل عليها ليه بدال طردها

فرد عليه بهدوء : بحاول أفهم ايه اللي بيدور في دماغها لأن واضح إن استهونت بيها أوي وغير كده كنت عايز أشوف رد فعلها لما أطردها هل هتتمسك بيا وتقعد ولا هتسبني وتمشي وبعدين هي في الآخر حفيدتي يعني مهما عملت مستحيل اكرهها أنا بس بحاول أفهم ايه اللي وراها وهي مخبياه ومش راضية تقوله

فرد عليه فتحي مواسيا: متقلقش يا سمير بيه إن شاء الله كل حاجة هتتحل وترجع كل حاجة زي ما كانت وأحسن

فأومأ سمير داعيا بداخله ألا يكون قد ظلمها بتزويجها من ذاك الشاب

*****...

بعد خروجه قامت من السرير وتوجهت لأخذ حمام يريح جسدها بعد انتهائها ارتدت ملابسها وصففت شعرها ثم أخذت تدور بعينيها في المكان متفحصة إياه وقد لفت نظرها شدة أناقة المكان فالالوان متدرجة بدرجات اللون البني من الاثاث والارضية وكذلك الستائر وقع نظرها على المطبخ فتوجهت إليه وقد أثار اعجابها بشدة فهو مجهز بأحدث الادوات إضافة لاناقته صنعت لنفسها شطيرة واتجهت مرة لمكتبه هذه المرة نظرت لتلك المكتبة التي تحتل الحائط بأكمله مليئة بالكتب وبها بعض الارفف الموضوعة عليها صور له ولوالدته في مراحل مختلفة

لفت نظرها الشبه الشديد بينهما واستنجت أن تلك هي والدته بسبب ذاك الشبه

فزعت عندما سمعت صوت الجرس فقد أخرجها من تأملها

فتوجهت نحو الباب لفتحه

رأت تلك السيدة الغريبة أمام الباب عندما فتحته فسألتها:أقدر أساعدك بحاجة

فردت السيدة بابتسامة: أنا يا حبيبتي أمينة جارتك

فقاطعتها قائلة: حضرتك مامت مصطفى

فأجابت السيدة:أيوه أنا مامته

فأفسحت لها الطريق وهي تدعوها للدخول:طيب اتفضلي حضرتك واقفة ليه 

توجهت للداخل وتبعتها ليل

فقالت أمينة فور جلوسها: بصي يا بنتي يامن موصيني عليكي لو احتجتي أي حاجة تجيلي على طول ومتكسفيش مني 

فردت عليها ليل: إن شاء الله يا طنط

وأكملت الاخرى:لو إنتي حابة تشتري حاجة أو تنزلي قوليلي وأنا هاجي معاكي

فردت عليها بإمتنان: شكرا يا طنط وآسفة لو هتعبك معايا

فردت عليها بحنو:متقوليش كده يا بنتي وبعدين ده يامن زي ابني

فإستأذنت ليل:ثانية واحدة بس يا طنط وراجعة

واتجهت بعدها إلى المطبخ بحثت قليلا في الثلاجة حتى وجدت علبة عصير كبيرة وجدت بعدها الاكواب على الرف فأخذتها وصبت فيها وانطلقت عائدة إليها وهي تحمل العصير

فنظرت إليها أمينة:تعبتي نفسك ليه يا بنتي وبعدين أنا مش غريبة

فناولتها العصير وهي تقول: مفيهاش تعب ولا حاجة يا طنط وسألت مستفسرة بعدها هو حضرتك تعرفي يامن من زمان 

فردت أمينة ضاحكة: أعرفه من زمان بس ده عرفاه من وقت ما كان عنده خمس سنين أنا يا بنتي جيت هنا بعد ما اتجوزت وساعتها الست هدى أم يامن كانت عايشة هنا وبعدين أنا وهي واحدة واحدة اتصاحبنا وبقينا عشرة عمر لحد ما توفت ربنا يرحمها

وأكملت بصوت يشوبه الحزن بعدها يامن بقا عامل زي التايه كان ساعتها لسه متخرج وبعدها بفترة بدأ يمسك شغله ويفوق لنفسه كانت أصعب فترة مرت علينا كلنا مش عليه هو بس

فأجابت: ربنا يرحمها

فأستأذنت أمينة قائلة:أنا ماشية بقا لو احتجتي حاجة قوليلي

فأومأت موافقة ورافقتها بعدها للباب مودعة إياها

****.....

بعد ساعات طويلة من القيادة وصل يامن لقصر كبير في الصعيد فتحت البوابة الخاصة بذلك القصر وخل بسيارته نزل من سيارته بعدها

فقال البواب: حمد لله على السلامة يا بيه

فنظر في ساعته وجدها الخامسة ورد عليه: الله يسلمك

ثم توجه للداخل فتحت إحدى الخادمات الباب فصاحت : حمد لله على السلامه يا يامن بيه 

ودخلت وهي تصيح: يا ست فاطمة يامن بيه جه

فقامت الحاجة فاطمة من مكانها بسرعة وانطلقت نحوه تعاعنقه: وحشتني اوي يا ابن الغالي كل دي غيبة

فرد عليها وهو يبادلها :إنتي عارفة ظروف الشغل يا حاجة مقدرش أسيب اللي ورايا وأجي 

سحبته من يده خلفها وأجلسته بجوارها:قولي عامل ايه يا ابني أخبارك 

فرد عليها: أنا تمام الحمد لله هطلع بس آخد دش وأغير هدومي وأجيلك

فقالت له: طيب قوم بسرعة على ما البنات يحطوا الاكل

واتجهت للمطبخ وهي تخبر الخدم بأن يجهزوا الكثير من أنواع الطعام بسرعة قبل موعد العشاء

****.....

بعد انتهاءه من الاستحمام ارتدى ملابسه أمسك بهاتفه بعدها وقام بالاتصال بها 

سمعت صوت هاتفها يرن فنظرت إليه وجدت رقما شكت أنه رقمه فهي لم تسجله المرة الماضية

أجابت

ليل:ألو

يامن:  ازيك يا ليل عاملة ايه

فردت عليه بهدوء: الحمد لله بخير إنت عامل ايه وصلت ولا لسه

فرد عليها:أيوه وصلت من شويه ها عملتي ايه النهارده

ليل بصوت هادئ: يعني ولا حاجة صحيح طنط أمينة جت النهارده وقالت مشاكسة له

على فكره أنا بوظت مكتبتك شويتين تلاتة

فرد عليها ضاحكا: يا ستي اعملي اللي انتي عايزاه بدال هيبسطك ثم قال باشتياق حقيقي على فكره وحشتيني

سمع فقط صوت انفاسها على الجهة الاخرى فقال ممازحا: ليل انتي نمتي

ليل بخجل: لا صاحية أهو

أطلق ضحكة صاخبة على خجلها

ثم قال: طيب أنا هقفل دلوقتي وهكلمك تاني

اندفع باب الغرفة بسرعة ودخلت مندفعة تحتضنه

لبنى: عامل ايه يا يامن وحشتيني اوي

ابتعد عنها وهو يدفعها عنه: أنا تمام الحمد لله ممكن تخرجي بره

فردت عليه بغضب فقد طفح كيلها منه: بقا دي مقابلة تقابلها لمراتك بعد تلت شهور غياب

ده انت حتى مسألتش عاملة ايه طول فترة سفرك المرة دي أو أي مرة قبلها مبتكلفش نفسك تكلمني أنا زهقت

فرد عليها ببرود: خلاص خلصتي اطلعي برا ومتدخليش بعد كده غير لما تستأذني

خرجت تجر خيبتها خلفها فقد كانت تود إخباره بأنها تريد الانجاب منه

نظر لها ببرود وهي تخرج من غرفته فعمه ساومه على ميراثه إما أن يتزوج ابنته وإلا لن يأخذ شيئا من ميراث والده وهي قبلت أن تكون جزءا من تلك المساومة رغم جمالها ولكنه لم يتأثر يوما بها فهي كانت على قدر كبير من الجمال من بشرة بيضاء وعيون بنية جسدها ممتلئ قليلا بتناسق

تذكر كلمات عمه في ذاك اليوم

راغب: يا تتجوز  بنتي وتاخد فلوسك يا إما ملكش حاجة عندي

فرد عليها يامن بقوة: وأنا موافق أتجوزها

فهو في ذاك الوقت كان في حاجة ماسة للنقود فقد كانت تلك الفترة بعد وفاة والدته وخسر فيها الكثير من الصفقات وكان يحاول تعويض تلك الخسارة

فأتى الي جدته مطالبا بحقه ولكن جواب عمه صعقه

يبيع إبنته من اجل أن يضمن أمواله 

أخذ يقلب تلك الذكريات في عقله ويتمنى أنه لم يأتى لهذا المكان

بعد مدة نزل لقاعة الطعام وجلس على رأس السفرة

مكان عمه وجدته تجلس على يمينه وزوجته بجوارها

دخل راغب لقاعة الطعام فوجد ذاك المنظر وقد استشاط غيظا ولكنه آثر الصمت فوالدته جالسة جلس على يساره وهو يقول بفتور: عامل ايه يا ابني

فرد عليه ببرود:مسمعكش تقول الكلمة دي تاني

وفي منتصف تناولهم للطعام فجر يامن قنبلته بدون مقدمات

يامن بصوت بارد: أنا اتجوزت 

فصاحت لبنى بغضب: يعني ايه اتجوزت امال أنا ابقا ايه

وقام راغب من على السفرة: يعني ايه الكلام ده

وقف يامن أمامه بثقة وهو يقول ببرود: يعني اللي سمعته اتجوزت ايه اللي مش مفهوم

فكادت لبنى أن ترد ولكنه حذرها قائلا:انتي بالذات مسمعش صوتك

ثم نظر لعمه: أظن اتفاقنا إني اتجوز بنتك لكن متفقناش إني متجوزش عليها وضحك بسخرية وتوجه خارجا من قاعة الطعام

فنظر راغب لابنته موبخا

فقالت لبنى لجدتها: عجبك اللي هو عمله ده 

فردت الجدة بهدوء: أنا حذرتك مية مرة انتي وأبوكي لكن مفيش فايدة يامن اللي هيجي عليه مرة هو هيجي عليه ألف

****......

بعد تلك الليلة انتقل يامن لقصر والده المجاور لقصر عائلته يتابع به بعض الترميمات وكذلك أعماله المعطلة هنا وأخذ يشرف على مشروعه الجديد

مرت أيامه بصعوبة تحت ثقل اشتياقه لها فهو مضى عليه هنا خمسة ايام مزدحمة بالعمل يحدثها كلما سنحت له الفرصة حتى أصبحت مكالماتهم تطول بالساعات أرهق نفسه في تلك الفترة ليعود لها في أسرع وقت

في وقت الغداء وهو جالس مع جدته

الحاجة فاطمة: أنا عايزة اشوف مين اللي خطفتك كده

فادعى الغباء وهو يجيب:قصدك مين

فردت عليه مستنكرة:هيكون قصدي مين يعني مراتك التانية

فسألها: هو انتي مش متضايقة علشان اتجوزت على

لبنى

فقالت: وهزعل ليه يعني أنا أصلا مكنتش موافقة على الجوازة دي من الأول وبعدين دي تربية أبوها

وأنا معنتش بقدر أقف قصاده بعد ما أبوه مات مش عارفة هو طالع كده لمين ربنا يهديه

رن هاتفه في تلك اللحظة فرأى اسمها ينير شاشته

كما أنار قلبه لرأيته

فقام بسرعة متوجها للخارج وهو يقول: إن شاء الله هخليكي تشوفيها بعد ما أرتب أموري معاها عن إذنك بقا

فتح الخط

يامن بصوت أجش أثر عاطفته: وحشتيني يا ليلي

فردت عليه بصوت منخفض أثر خجلها: وأنت كمان

صعق من سماع ردها فهي طوال تلك الفترة لم تكن ترد على غزله بها وتتعمد تجاهله  

فرد عليها بصوت حنون: أخيرا سمعت كلمة حلوة منك يا شيخة

كانت لبنى خلفه تستمع لتلك الكلمات التي أيقظت الغيرة بداخلها

فصاحت: هي دي بقا اللي إنت اتجوزتها عليا


#الفصل الثامن

فتح الخط

يامن بصوت أجش أثر عاطفته: وحشتيني يا ليلي

فردت عليه بصوت منخفض أثر خجلها: وأنت كمان

صعق من سماع ردها فهي طوال تلك الفترة لم تكن ترد على غزله بها وتتعمد تجاهله  

فرد عليها بصوت حنون: أخيرا سمعت كلمة حلوة منك يا شيخة

كانت لبنى خلفه تستمع لتلك الكلمات التي أيقظت الغيرة بداخلها

فصاحت: هي دي بقا اللي إنت اتجوزتها عليا

استدار يامن في نفس الثانية واطبق على عنقها بقبضته حاولت الافلات منه ولكنها لم تقدر وأصبح وجهها محمر بشدة وأشار لها بعدم النطق وإلا سيقتلها

ثم أكمل كلامه بهدوء لليل: طيب سلام دلوقتي وهكلمك تاني علشان العمال عايزني ونور السكرتيرة هتجيلك اديها الملف الازرق اللي عندك في الدرج الأول 

فقالت له ليل مستغربة: أنا سمعت صوت واحدة بتتكلم عندك

فقال لها منهيا الحوار لان الاخرى أصبحت تلتقط أنفاسها بصعوبة كبيرة: هقولك كل حاجة لما أكلمك بليل 

وأغلق الهاتف دون أن يسمع ردها 

أطلق سراح عنقها أخذت تتنفس بصعوبة وهي تسعل بشدة

نظر لها ببرود ووضع يديه في جيبه وقال: دي هتبقى آخر مرة أحذرك تبعدي عن حياتي اتجوزتي علشان الفلوس وأخدتيها عايزة ايه تاني

فقالت بثقة : عايزة ولد منك

ضحك بشدة لم يستطع التوقف عن الضحك حتى أدمعت عيناه ثم توقف فجأة

وقال ببرود: قولي لابوكي يبطل لف ودوران ومهما عملتم مش هتطولي مليم زيادة مني مش عيل منك هو اللي يلوي دراعي بيه وإعقلي كده مش عايز أطلقك قبل ما مدة العقد تخلص كلها ست شهور

وابتسم ساخرا وأكمل أصل مش ناوي أدفع خمسين مليون لواحدة زيك

أنهى كلامه وتركها تستشيط من الغضب خلفه

****.....

بعد إنهائها لمكالمتها جلست على الأرض تفكر هل يعقل أنه مع إمرأة أخرى فهي متأكدة أنها سمعت صوت فتاة أفاقت على صوت مصطفى

مصطفى بتسائل: هو يامن هيجي إمتا

فردت عليه : أولا لما يخلص الشغل بتاعه هيجي يا صاصا يلا بقا روح لماما علشان متزعقش زي إمبارح واستأذن منها وتعالى تاني

فأومأ الطفل وهو يجري للخارج

ففي تلك الفترة التي قضتها هنا بدونه أصبحت علاقتها قوية مع أمينة وبعض الجارات

فهي نزلت مع أمينة أكثر من مرة للسوق لشعورها بالملل فهي لم تعد تستطيع العمل في شركة جدها فقد علمت من نيرة أنه وظف أحد مكانها

ولكنها حمدت ربها عندما علمت أن مكتبها قد تم اغلاقه ولا أحد يدخله ولكن كيف ستستطيع أن تحضر الاوراق من هناك 

بعد مدة سمعت صوت طرقات على الباب فظنت أن مصطفى قد عاد 

فتحت الباب ورأت فتاة تقف أمامها ملامحها لطيفة وناعمة 

فقالت نور وهي مبهورة: حضرتك مدام ليل

فرت ليل باستغراب: أيوه أنا حضرتك مين

فمدت يدها لتصافحها : أنا نور سكرتيرة يامن بيه

فمدت الاخرى يدها لمصافحتها وهي تقول : طيب اتفضلي ادخلي على ما أجيب الملف هو لسه قايلي دلوقتي

فتبعتها نور للداخل وهي تتمتم يا ترى تقربله ايه

سمعت ليل همسها ولكنها قررت تجاهله ودخلت للمكتب بينما الاخرى جلست على الاريكة بعد بحث دام لعدة دقائق وجدت الملف أخذته وخرجت لها

أعطت الملف لها وقبل أن تقوم الاخرى منعتها

قائلة : ايه ده هتمشي بسرعة كده

فقد خطرت ببالها فكرة بما أنها سكرتيرته فبتأكيد تعلم أين سافر فقررت محاولة استدراجها في الحديث

فقالت نور باستغراب: أيوه أصل يامن بيه موصيني مقعدش

فقالت ليل محاولة اقناعها: يلا ستي ربع ساعة بس وقوليله إن أنا كنت بدور على الملف علشان مش لقياه وبعدين أنا كنت عايزة أتكلم معاكي شوية وأسألك على كام حاجة

فنظرت الاخرى لها لثواني وقالت: اتفضلي اسألى

فسألتها: انتي شغالة مع يامن بقالك كام سنة

فردت عليها: بقالي سنة وأكتر 

فقالت لها: أكيد بقا عارفة عنه حاجات كتير هو صحيح المشروع الجديد فين بالظبط

فردت الاخرى بتلقائية وهي تشرح لها : مش عارفة عنه حاجات كتير أوي يعني بس بالنسبة للمشروع الجديد هو كان مشروع للإسكان في الصعيد وحماه داخل شريك معاه

فردت الاخرى باستغراب: حماه

فتابعت نور الشرح دون أن تلاحظ شحوب الاخرى: 

أيوه حماه ويبقى في نفس الوقت عمه ......

توقف عقلها عن العمل ولم تعد تسمع أي من كلامها اهو قام بخداعها هل هي سرقته من زوجته كام فعلت نوال مع والدها هل لديه أطفال منها

كل ذلك يشغل بالها وألم قلبها الذي تشعر به لا تعلم لما يؤلمها لهذا الحد لماذا لم يخبرها أنه متزوج من أخرى

خطر ببالها فجأة هل تلك المرأة أجمل منها هل هو يحبها وبخت نفسها بشدة لما تشعر به من غيرة

فاقت من أفكارها عندما قامت نور بسرعة وهي تودعها: أنا لازم أمشي دلوقتي علشان أبعت الملف ليامن بيه

فأومأت الاخرى بصمت وكأنها فقدت القدرة على النطق

رافقتها للباب وأغلقت الباب خلفها

شعرت بدموعها تسير على خديها ارتفع صوت شهقاتها وهي تشعر أن روحها تنسحب منها فهي تعترف لنفسها في تلك اللحظة أنها أحبته أحبت اهتمامه بها اتصالته المتكررة طوال النهار للاطمئنان عليها

كلمات غزله لها مشاكسته لها كل هذا أكان كذبة...

***...

وصلا نور للشركة وقامت بالاتصال به

رد عليها قائلا: جبتي الملف ولا لسه 

ردت: أيوة جبته وهبعت لحضرتك كل حاجة في ايميل دلوقتي

فسألها وهو يحك مأخرة رأسه: ليل هي اللي جابته شوفتيها كانت عاملة ايه

استغربت سر اهتمامه بها ولماذا تعيش في شقته

وقالت: أيوه كانت كويسة بس سؤال واحد لو مش هيزعج حضرتك هي تقربلك ايه

فرد عليها بسرعة وهو يغلق الخط: دي مراتي ابعتي بس كل حاجة بسرعة وأغلق الخط

ضحكت لوهلة وهي تقول في نفسها ليه حق يتجوزها وبعدها انتفضت فزعة عندما تذكرت صمت ليل واستغربها عندما قالت "حماه" 

دعت ربها بخوف ألا تكون قد أفسدت شيئا بسبب لسانها

****....


في قصر الدمنهوري

توجه سامي للداخل وهو يسأل الخادمة عن عن سمير فأرشدته لمكتبه

اقتحم المكتب دون أن يطرق الباب وهو يصيح

سامي بغضب: ليل فين يا سمير بيه وبعدين إحنا مش اتفقنا إن أنا أتجوزها غيرت رأيك ولا ايه

فرد سمير بهدوء:ليل اتجوزت

جن جنون الآخر وهو يصيح: يعني ايه اتجوزت واتفقنا راح فين وبعدين مين ده اللي هي اتجوزته هو لعب عيال ولا ايه

فرد سمير ببرود: جوزتها لي اللي هي هربت معاه ولا مش ده كان كلامك وبعدين محبتش أشيلك همها

وبعدين إنت كنت عايز مثلا تتجوز واحدة هربت مع واحد  غيرك وباتت معاه كمان

صعق الآخر فهذه هي الكذبة التي اتفق على تأليفها مع خالته فكيف هذا

فقال مبهوتا : ازاي ده حصل 

فرد عليه الجد ببرود : هو ده اللي حصل وأي حاجة كنت اتفقت معاك عليها تنساها وتنسى إن في واحدة اسمها ليل

وبالنسبة لموضوع جوازك اختار أي واحدة تعجبك وهجوزهالك 

صمت الاخر من صدمته ثم قال وهو يخرج من المكتب : وديني لاكون مرجعها

****...

جلست مكانها وهي تنظر لهاتفها بحزن شديد فهو لم يتوقف عن الرنين منذ ساعات وجميعها اتصالات منه

لا تريد أن تجيب عليه الان فهي تشعر باضطراب شديد في مشاعرها وأفكارها مشوشة

أفاقت على صوت طرقات الباب وصوت الاغاني الذي ارتفع من الدور الذي يقع بأسفلهم مباشرة

فتحت الباب بقوى خائرة وهي ترى أمينة تقف أمامها

فقالت أمينة وهي تستعجلها: يلا يا ليل إلبسي علشان النهارده حنة سماح بنت جارتنا اللي تحت 

فقالت لها بوهن: مش قادرة أنزل معاكي 

فقالت الاخرى بتشجيع: لو فضلتي قاعدة كده هتزهقي وهتفضلي حاسه نفسك تعبانة وبعدين منه تغيري جو وتفرفشي مع البنات شوية ولو حسيتي نفسك تعبتي هما سلمتين هتطلعيهم

فقالت وقد اقتنعت بكلامها فهي لم تتوقف عن التفكير منذ أن علمت بأمر زواجه: خلاص هغير وأنزل معاكي 

ثم سألتها قائلة: طنط أمينة هو لو جوزك خبى عليكي حاجة ممكن تأثر على حياتكم هتعملي ايه

فردت الأخرى بحكمة: هسمعه الأول يمكن عنده سبب مقنع

فأومأت ليل بالموافقة واتجهت للغرفة لتغير ثيابها حاولت أن يكون فستانها بسيط قدر الإمكان وبعد بحث طويل بين فساتين السهرات التي كانت معاها

اختارت 



فهو كان طويلا إلى حد ما ولا يحتوي على فتاحات مثل باقي فساتينها واكتفت بلمسات بسيطة من المكياج

ونزلت للأسفل مع أمينة

****...

كان يقود السيارة بجنون فهي لا تجيب عليه منذ الظهيرة وعندما اتصل بأمينة أخبرته بأنها مريضة

كان قرر أنه سيسافر لها غدا فقد انهى جميع أعماله المعلقة ولكنه لم يستطع الصبر  خاصة بعد عدم إجابتها على اتصلاته المتكررة ظن أن شيئا ما قد حدث لها تأمل الطريق أمامه وهو يصبر نفسه قائلا

أنه قارب أن يصل فأمامه فقط عشر دقائق حتى يصبح أمامها ويراها

بعد دقائق وصل إلى وجهته

لفتت أنظاره تلك الزينة والانوار المعلقة على العمارة التي يسكن بها

وعندما وصل أمام بوابة العمارة استوقفه حديث شابين يقفان على الناصية بجوار البوابة

فقال أحدهما: بس شوفت الساكنة الجديدة أم شعر أحمر

فرد عليه الآخر: ومين يا ابني مشفهاش ده الحارة كلها بتتكلم عليها ولما سألت المعلم سعيد قالي إنها تبع يامن بيه أول لما جت سألت عليه

أطلق الاثنان ضحكة تحمل في طياتها الكثير من المعاني إحمرت عيونه بغضب فلم تخبره أنها كانت تخرج 

فقال الآخر: شكلها واحدة شمال من الأشكال اللي يعرفها

وكانت تلك الكلمة التي قسمت ظهر البعير فإلتفت إليه ولكمه بقوة

وهو يصيح بغضب: من دي اللي شمال يا تربية الشوارع يا إبن الو.....

ولكنه شعر بشيئ يخترق كتفه صر على أسنانه بألم وإلتفت للآخر وهو يركله تدخل المارة والجالسون في المقهى للتفرقة بينهم

فصاح بهم بغضب ساحق: اللي هيفكر يجيب سيرة مراتي تاني يتشاهد على روحه وصعد السلالم مسرعا

****....

سحبتها من يدها إحدى الفتيات لكي تقوم بالرقص معهم فشجعتها أمينة وهي تشير لها بالموافقة فكل الموجودين داخل الشقة نساء

فقامت مع الفتيات وهي تتمايل معهم ببارعة

أثارت إعجاب بعضهم وحقد الأخريات عليها وعلى جمالها

في نفس الوقت كان يامن يمر من أمام تلك الشقة فالباب مفتوح من أجل المهنئين لفت انتباهه صاحبة الشعر الأحمر التي تتمايل برشاقة مع الفتيات وهنا تصاعد غضبه مرة أخرى فهو لم يكد يهدأ حتى يراها تتمايل بهذا الشكل وكل هؤلاء بشاهدونها 

طلب من السيدات أن تفسح له المجال حتى يمر  فإنطفأت الاغاني وأشارت السيدات للفتيات بالابتعاد

حتى وصل لها وهي تنظر لهم مستغربة من هدوئهم جميعا بهذا الشكل المفاجئ

التفت خلفها فرأته يقف أمامها بشعره الفوضوي نتيجة لكثرة تمرير يديه به بسبب قلقه عليها عينيه الرمادية الحادة التي افتقدتها قادها أمامه وهو يسحبها من يدها ونظر لها بحدة جعلها تصمت وتبتلع أي كلمة كانت تود قولها

وصلا أمام باب الشقة فتحت الباب أدخلها أولا ثم دخل خلفها وأغلق الباب بشدة حتى أنها انتفضت في مكانها

خلع سترة بدلته وهو يرميها على الأرض

ثم صاح بغضب قائلا: إيه اللي إنتي كنتي بتعمليه تحت ده وده فستان يتلبس ما كنتي تخلعيه أحسن

نظرت له بعيون خائفة والدموع تتجمع في عينيها فهي لم تنسى ما أخبرتها به نور

تلاشى غضبه عند رأيته لدموعها وحل محله تأنيب الضمير فجذبها إلى أحضانه وهو يلف زراعيه حولها محتضنا ايها بشدة جذبها ليجلسها على الأريكة بجواره

وأخذت أصابعه تمسح دموعها عن وجهها واقترب بشفتيه من خدها وهو يقبل وجهها قبلات متفرقة

ولكن صعق من حديثها عندما قالت بصوت متقطع أثر البكاء : اللي إنت متجوزها اسمها ايه


#الفصل التاسع

أخذت أصابعه تمسح دموعها عن وجهها واقترب بشفتيه من خدها وهو يقبل وجهها قبلات متفرقة

ولكن صعق من حديثها عندما قالت بصوت متقطع أثر البكاء : اللي إنت متجوزها اسمها ايه

رد بثقة :اسمها ليل

فردت بغضب وبكائها يزداد: أنا بتكلم على مراتك الاولى أنا عرفت إن انت متجوز واحدة تانية ليه مصر إنك تخبي عليا

فرد بهدوء وهو يمسك يدها بلطف : انا مخبتش عليكي بس محصلش فرصة إني أقول 

فقالت بغضب ودموعها تسيل: يعني ايه محصلش فرصة إنك تقول حاجة زي دي المفروض كنت أكون عرفاها من قبل ما نكتب الكتاب إنت عارف دلوقتي إنت عملت فيا ايه إنت ادتني الصفة اللي عمري مكرهتش زيها الزوجة التانية

مفكرتش في مراتك هتقولها ايه هتروح تقولها

سوري يا حبيبتي اتجوزت واحدة عليكي علشان بساعدها

معرفش إنت عندك اولاد ولا لا بس لو عندك مظنش إنهم هيحبوا يكون عندهم مرات أب

إزاي مفكرتش في ده كله أنا أهون عليا إني كنت أتجوز سامي ومبقاش في نفس المكانة اللي بابا حط نوال فيها أنا عايزة اتطلق

لم يعد يقدر على الصمت فهي تقول لها أنه اهون عليها أن تتزوج شخصا آخر غيره

فرد بغضب وغيرة عمياء: مين ده اللي تتجوزيه ان شاء الله آخر مرة أسمعك بتجيبي سيرة راجل قدامي

وبالنسبة بقا للطلاق فده تنسيه 

هتفضلي مراتي لحد آخر نفس فيا

آلمه قلبه بسبب وظهرها فوجهها محمر بشدة ودموعها لا تتوقف عن النزول ونظرة الخوف في عينيها من صراخه فهي قد انكمشت على نفسها من صوته العالي منع نفسه بصعوبة من احتضانها واتجه ليأخذ حماما يذهب عنه توتر هذا اليوم

خلع ملابسه بصعوبة بسبب شعوره بألم شديد في كتفه

واثناء استحمامه رأى المياه على الارض باللون الاحمر لقد شعر باختراق شيئ لكتفه عندما كان يتشاجر ولكنه لم يتوقع أنه اصيب وينزف أيضا

بعد انتهاءه لف المنشفة على خصره توجه لمرآة الحمام ليرى جرح كتفه لم يكن عميقا اتجه للخارج

وهو يمسك علبة الاسعافات الاولية

وجدها جالسة على السرير في الغرفة تضم ركبتيها لصدرها وعيونها موجهة للفراغ

فقال بهدوء وهو يمد لها علبة الاسعافات: ممكن تساعدني

نظرت إليه بعيونها المحمرة المستغربة فزال استغرابها عندما أدار ظهره لها اتسعت عينيها

وكادت أن تسأله عن السبب ولكنها قررت الصمت صحيح انها شعرت بالقلق عليه ولكن قالت في نفسها أنه يستحق بسبب ايذاءه لمشاعرها

أخذت علبة الاسعافات ونام على بطنه بجوارها على السرير شعرت بالخجل الشديد من الاقتراب منه

وهو بهذا الشكل ولكن ما باليد حيلة اخذت تطهر له الجرح وتداويه شعر بالامتنان الشديد لهذا الجرح الذي جعلها تقترب منه حرص على ألا يصدر أي صوت يدل على تألمه 

شعر بسعادة غامرة من ملمس يدها على كتفه

بعد انتهائها اخذت تبحث عن مضاد حيوي وآخر للالتهابات وخافض للحرارة عندما وجدت مرادها اتجهت للمطبخ لتحضر كوب من الماء

عادت إليه وهي تحمله في يدها ومدت اليد الاخرى بأقراص الدواء

تناولها ثم توجه لاخذ ملابسه من الدولاب وتوجه للحمام ليغيرها بعد مدة عاد إليها وهو عاري الصدر يرتدي بنطال مريح باللون الكحلي

فقالت بصوت متعب وبخجل منه: البس حاجة فوق علشان متتعبش

فمد يده بالتيشرت وهو يقول: مش عارف ألبسه لوحدي

ولكنها لم تتحرك من مكانها بسبب خجلها

فقام هو بارتداء ذراعه السليم بمشقة وعندما حاول

إدخال كتفه المصابة شعر بيدها على ذراعه تقوم بمساعدته في ادخالها

ساعدته في ادخال رأسه في العنق الخاصة به

كان وجههما في تلك اللحظة شديد التقارب تكاد أن تتلامس شفتيه مع خاصتها

ابتعدت عنه بهدوء لتفادي هذا الموقف المحرج وهي تبعد عينيه عن خاصته

اعتدل لينام على السرير وتوجهت هي للحافة الأخرى منه لتحافظ على مسافة معقولة بينهما

****....

كان يزرع الصالة ذهابا وإيابا

فقالت نوال وهي تصيح بغضب: اقعد يا ابني خيلتني

اهدى علشان نعرف هنعمل ايه 

فصاح بها: كله بسببك قولتك أنا مش عايز حاجة من فلوسها كل اللي كنت عايزه إن انا وهي نتجوز

فوقفت امامه وهي تمسك ذراعه وصاحت به: ورثها هو الحاجة الوحيدة اللي كانت هتحميني متنساش موضوع الديانة والقمار فده كان الحل والوحيد

قدامي

فقال لها وهو مصر على موقفه: لازم أعرف هي اتجوزت مين وأخليه يطلقها بأي تمن

فقالت له بمناهدة وهي تحاول اقناعه بخطتها

هساعدك إنك توصلها بس في المقابل تجيبلي كل ورق الملكية والتنازل ممضي منها

فقال لها: وانتي هتعرفي مكانها ازاي

فأجابته قائلة: عندي اللي يعرفني مكانها 

فسألها: وايه اللي يضمنلي إنك هتنفذي ومش هتغدري بيا اول ما أجيب الورق

فقالت له بإقناع: هو في حد يشك في خالته إنها ممكن تأذيه

ضحك ساخرا وهو يقول:  أشك فيكي ده انا أثق في الغريب ومثقش فيكي انتي نسيتي انتي عملتي ايه في جوزك ولا ايه ده حتى الشخص الوحيد اللي حبتيه مسلمش من شرك إنتي نسيتي اللي عملتيه

فيه ولا ايه 

فردت عليه: الموضوع ده خلص من زمان

فقال وهو يخرج: تعرفيلي هي اتجوزت مين وعنوانها فين هساعدك

***...

شعر بأنفاس تلفح عنقه حاول النهوض ولكن كتفه آلمه نظر إليها وهو يتأمل ملامحها أخذ ينظر لشفتيها ويطيل التأمل بها اقترب منها وقبلها بهدوء أخذ يقبلها قبلات متقطعة وهو يتلذذ بمذاقها  شعر بقدان سيطرته على نفسه بعد شعوره بتململها بين يديه تحامل على نفسه وهو يقاوم الالم أخذ منشفته وتوجه للحمام ليأخذ حماما باردا عله يخفف من

شعوره باحتراق جسده

فور خروجه من الغرفة انتفضت وهي تضع يدها على شفتيها فهي لم تكن تحلم تسللت ابتسامة رقيقة لشفتيها وهي تشعر بتسارع دقات قلبها

ولكن فجأة محت تلك الابتسامة وحل محلها البؤس وهي تنهر نفسها

فهي عليها ألا تنجرف وراء مشاعرها وخصوصا

بعد علمها بانه متزوج بأخرى 

سمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة ادعت النوم مرة أخرى وهي تضع الغطاء فوق رأسها

بعد انتهائه من تغيير ملابسه بصعوبة توجه لساعته ليرتديها فوجدها الثامنة أخذ هاتفه ومفاتيح سيارته

وقبل أن يخرج توجه إليها وهو يزيح الغطاء عن وجهها وقبل جبهتها وعدل الغطاء وخرج من الغرفة ثم الشقة بأكملها 

قررت في تلك اللحظة تجنبه تماما حتى تستجمع شتات نفسها

***.....

مر أسبوع وهو مستغرب بشدة من تصرفاتها

فهي تنام قبل أن يأتي من العمل وتتعمد تجاهله والابتعاد عنه لا تجيب عليه إلا بكلمات مقتضبة 

فكانت تعامله هكذا لمدة يومين ولكن انقلبت الآية

عليها فهو لا يحب هذا الأسلوب في التعامل فهو لن يستجدي عطفها

فأصبح يعود للمنزل في ساعات متأخرة ويذهب قبل أن تستيقظ شغل نفسه بالعمل وهو يبعد تفكيره عنها

بعد ذهابه للعمل مثل كل يوم استيقظت وهي تشعر بخيبة أمل كبيرة فهي وجدت مكانه فارغ بجوارها فكل ما حدث كان بسبب تصرفاتها

فلقد شعرت به عندما أتى يوم امس ولكنه توجه لغرفة المكتب ولم يدخل الغرفة حتى دقت الثانية

وما يدل على نومه هنا هو وسادته المبعثرة

ولكنها سإمت من الوضع وقررت انتظاره حتى يعود

لتتحدث معه فهي تشعر بالاختناق كما أنها تود أن تعود للعمل فهي تشعر بالملل الشديد

****......

جلس بمكتبه وهو يتحدث مع محمود

وحكى له كل ما حدث والمشكلة التي بينهما

فهو أكبر منه في السن ولديه خبرة واسعة في التعامل مع هذا النوع من المشاكل

وفي نهاية كلامه قال: ومن وقت ما عرفت وإحنا متخانقين ومش عارف اتكلم معاها

فقال له محمود بهدوء: يعني إنت اتجوزتها من غير ما تقولها إنك متجوز واحدة تانية ومدتهاش فرصة توافق أو ترفض وخبيت عليها بعد جوازك منها وهي عرفت بالصدفة ولما هي أخدت موقف منك روحت انت زعلان تصدق بالله

فرد الآخر: لا اله الا الله

فأكمل وهو يصيح بغضب: إنت ما عندك دم ولا ريحته وكمان بجح

فقال يامن بسخرية: بلاش شتيمة علشان منزعلش من بعض صحيح انت في مقام أبويا وربتني بس ده ميمنعش اني ممكن أرد عليك

فرد عليه وهو يقذفه بالقلم الذي في يده : اتلم يا يامن واسمع كلامي كويس إنت غلطان المفروض تفهمها وبعدين انت قولتلي انها عندها عقدة من موضوع الزوجة التانية ده فأنت تحاول بأي طريقة انك تصلحه

ثم تركه وذهب

نظر يامن لساعته وجدها مازالت الواحدة اتصل على نور

يامن: نور تعالى المكتب دلوقتي

وأغلق الهاتف

بعد ثوان قليلة سمع صوت طرقات على الباب فأذن لها بالدخول

فقالت بهدوء: تحت أمرك يا يامن بيه

فقال لها وهو ينظر إليها بحدة: ليل عرفت منين اني متجوز ويا سبحان الله عرفت في نفس اليوم اللي انتي روحتي فيه ومفيش حد عارف بموضوع إني متجوز غير انتي ومحمود والغريب بقا انها مكانتش بترد علي اتصالاتي من ساعة ما مشيتي من عندها

أصبحت عيونها تتجول في المكان وهي تقول:

معقول يا يامن بيه أعمل حاجة زي دي هو أنا هبلة

فرد عليها بسخرية: لا واضح العقل فعلا

انتي اللي قولتلها ولا لا قال كلماته بحدة

فأشارت برأسها بالنفي

فقال بحدة: أنا هعرف مين اللي قالها أجلي كل الاجتماعات لبكرة واتفضلي على مكتبك

فأومأت بسرعة وهي تخرج وتكاد تبكي من شدة الخوف بعد دقائق وجدته يتوجه للخارج

فدعت ربها أن يمر الأمر بسلام

****......


دخل الشقة وهو يسمع الصوت العالي للأغاني فاستغربت بشدة فعادة ما يكون المنزل هادئ وجد هاتفها موضوع على الطاولة في صالة المنزل

وصوت الموسيقى مرتفع للغاية أغلق الباب وأخذ يبحث عنها سمع صوتها من الحنان وهي ترد كلمات الاغنية

اتجه للغرفة تخلص من سترته والقميص وجلس على الأريكة الموجودة في الغرفة عاري الصدر

بعد مدة وجدها تدخل الغرفة وهي تقفز مثل المجنونة وترتدي مأزر الحمام

اتجهت للدولاب ولكنه باغتها بوضع يده على خصرها والاخرى تكمم فمها عندما كادت أن تصرخ

وهمس في أذنها: متقلقيش ده أنا لفها باتجاهه

نظر لعينيها بدون أن يزيل يده وهو يقول: هجاوبك على كل أسئلتك اللي انتي سألتيها

أولا أنا متجوز بنت عمي واسمها لبنى والجواز ده مكنش بمزاجي

ثانيا معنديش منها أولاد زي ما انتي مفكرة

ثالثا بقا وده الأهم أنا مش محتاج أقول لها أنا اتجوزت ليه وازاي لان دي حاجة متخصهاش

والأهم من ده كله إن أنا عمري ما حبتها ولا هي بتحبني

ثم أزال يده عن فمها ووضعها هي الأخرى على خصرها النحيل

أخذ يقترب من شفاهها المرتجفة حتى تلامست شفتيه مع خاصتها

عندما لاحظ سكونها بين يديه أخذ يقبلها بهدوء 

رفعت يديه تحيط بعنقه بتردد

بادلته قبلته بقلة خبرتها فابتسم أثناء قبلته لها

وعندما لاحظت حركة يده التي تزداد جرأة وتسير على منحنياتها بتملك شعرت بالخوف منه

حاولت ابعاده عنها فاستجاب لها بصعوبة وابتعد عن شفتيها حاولت فك يديه التي تمسك خصرها بقوة

فأنزل يده بهدوء وهو يقول بصوت عميق: متقلقيش مش هغصبك على حاجة

فقالت بصوا مبحوح ممكن تخرج علشان ألبس

فأومأ لها وخرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه وهو يشعر بأن قلبه سيخرج من مكانه من شدة سعادته

فهي بادلته قبلته وهذا يعني أنها تكن بعض المشاعر له حتى لو كانت اعجاب وأقسم في نفسه أن يحول شعورها مهما كان لعشق يعيش في قلبها للابد

وضعت يدها مكان قلبها وهي تشعر بنبضاته العالية

السريعة شعرت بالسعادة تغمرها في تلك اللحظة فهي قد افتقدته بشدة

ولكن أمر زواجه من أخرى يشعرها بالقلق فحتى لو لم يحبها أو تزوجها ضد إرادته لكنها في النهاية زوجته وستظل هي الزوجة الثانية التي خطفت منها زوجها

لكنها قررت أن ترمي هذا الأمر بعيدا عن تفكيرها ولو لفترة

بعد انتهائها من تغيير ملابسها وتصفيف شعرها خرجت من الغرفة وجدته جالس أمامها الاريكة

ويبدو أنه غير ملابسه فقد كان يرتدي ملابس بيتية مريحة فسألته : انت غيرت امتى

فرد عليها وهو يضحك: أصل أنا كنت ناقل شوية هدوم في أوضة المكتب علشان لما كنت باجي وانتي نايمة

وأشار لها لتذهب له توجهت ناحيته فقام بجذبها من يدها وهو يخبرها: أنا هوعدك من دلوقتي إني مش هخبي حاجة عليكي تاني بس علشان أنفذ الوعد ده لازم توعديني انتي كمان

فقالت له مترددة: أوعدك إني مش هخبي حاجة عليك

****....

وصل له اتصال من خالته فرد عليها: لقتيها ولا لسه

فردت عليه: عرفت هي متجوزة مين بس لسه مجبتش العنوان بس متقلقش يومين بالكتير ويبقى عندك

ثم قالت وانت عملت ايه في موضوع الورق

فرد عليها بخبث: ورق التنازل جاهز والامضة هتبقى عليه يوم ما تجيبي العنوان تسلمهالي وتاخدي ورقك

***.....

صدمت عندما سمعت صوته وهو يغني لها 

فاضي شوية نشرب قهوة في حته بعيدة...........

لم ترد مقاطعته حتى انتهى من الغناء وكان يمسك يدها يتحسس نبضها بابهامه أثناء امساكها

وعندما انتهى صفقت له وهي تقول بانبهار:صوتك 

روعة اتعلمت تغني فين

فقال لها : في مسرح الكلية كنت بحب اقضي طول الوقت فيه 

ولكن قاطع كلامه اتصال من هاتفه

رد عليه وسمع صوت محمود وهو يخبره:الحقني يا يامن أنا في مصيبة


#الفصل العاشر

قاطع كلامه اتصال من هاتفه

رد عليه وسمع صوت محمود وهو يخبره: الحقني يا يامن أنا في مصيبة 

رد الآخر بهدوء: خير إن شاء الله حصل ايه

فقال له بسرعة: دلوقتي الوفد الإيطالي جه ونور قالتلي إنك لغيت كل الاجتماعات النهارده والمترجم لسه موصلش وروحت أقابلهم أنا علشان الاجتماع 

المترجم اللي معاهم قالي إنهم رافضين التوقيع  ومصرين إنهم يلغوا الاتفاق لأن انت مش موجود

واعتبروا ده اهانة ليهم واستهتار منك فحاول تيجي بسرعة وأنا هحاول أهديهم

أخبره بسرعة وهو يتجه للغرفة: طيب حاول تأخرهم على قد ما تقدر وديهم مطعم..... وقولهم مكان الاجتماع بس هو اللي اتغير وأنا نص ساعة وهبقى هناك تكون انت جبتهم وجيت

وأغلق الهاتف

توجهت ناحيته وهي تسأله

ليل بقلق: فيه مشكلة حصلت ولا ايه

فقص عليها ما حدث باختصار أثناء ارتداءه للقميص

فقالت بتفكير: يعني انت دلوقتي محتاج مترجم

بس ليه يعني ما الوفد معاهم مترجم 

فأخبرها: لازم يبقى معانا واحد أنا مش ضامن اللي معاهم والموضوع كله موضوع ثقة وأنا مبحبش

المجازفة

اقترحت عليه قائلة: طيب ممكن أجي أنا معاك الاجتماع لمعلوماتك بس أنا بعرف أتكلم ايطالي 

كويس 

نظر لها بشك لثواني

ثم أخبرها: تمام البسي بسرعة 

فأومأت له وهي تسحب ملابسها من الدولاب وتوجهت للحمام لتغيرها

عادت بعد دقائق مرتدية فستان بسيط يصل لركبتيها باللون السماوي يضيق حتى خصرها وينزل باتساع بسيط بحملات عريضة

أبدى اعتراضه قائلا: ايه اللي انتي لبساه ده

فنظرت لنفسها : فستان

فقال وهو يستشيط غضبا : ما انا عارف انه زفت هتخرجي كده اتفضلي غيريه

فقالت محاولة اقناعه : معظم اللبس بتاعي مجبتهوش معايا وتقريبا ده أكتر حاجة مناسبة 

موجودة معايا حاليا

فنظر لها بعدم رضى ولكنها أخذت تتوسله بنظراتها

قالت في النهاية: علشان خاطري

فأومأ لها بقلة حيلة وأشار لها لتمسك يده وخرجا

بسرعة لكي لا يتأخر أكثر من ذلك

***......

ذهب هذه المرة لها فهو لم يعد يحتمل أكثر من ذلك

استقبلته وعلى وجهها ابتسامتها الخبيثة

نوال ترحيب: أهلا كنت مستنياك من زمان

رد عليها قائلا: مش هنقضيها سلامات عرفتي هي

فين ولا لا 

فأشارت له بالجلوس

نوال بابتسامة خبيثة: أيوه عرفت هي فين ومع مين

ومدت يدها بظرف يحوي جميع المعلومات التي

يريدها وما ان مد يده ليأخذه سحبت الظرف بسرعة

وهي تقول: تؤ تؤ مستعجل كده ليه تسلمني ورقي أسلمك ورقك

فأخرج من جيب سترته الداخلي مجموعة من الأوراق

سامي بهدوء: ده ورق التنازل وعليه الامضة بتاعتها

بس زي ما إنتي عارفة الامضة مزورة

أما بقا بالنسبة لعقود الملكية والوصية فأنا مش

لاقي ليهم أثر بس أكيد هعرف مكانهم أول ما اجيبها

هنا

فصاحت به: نعم يا حبيبي ده مكنش اتفاقنا إنت عارف الورق ده من غير العقود ملهوش لازمة 

وقف أمامها وهو يقول: العقود هتيجي لما نلاقيها 

وهو حاجة من الاتنين ملهمش تالت

أول حاجة تبقى العقود معاها أصلا واللي احنا بنعمله

ده ملهوش لزمة 

والتاني انها تبقا مخبياهم وفي الحالتين لازم هي تبقى موجودة فأنتي بقا المفروض زي

الشاطرة كده تديني الورق اللي معاكي

نوال بشك: طيب ايه اللي يضمنلي إنك تكمل معايا

ما انت كده أو كده هتكون أخدت اللي انت عايزه

سامي بابتسامة سمجة: والله هو ده اللي عندي عجبك وهتديني المعلومات اللي معاكي هساعدك وهبقا معاكي لحد الآخر مش عجبك أنا هعرف

كل اللي أنا عايزه بس بطريقتي وساعتها انسي انك

تطولي مليم واحد 

فأعطته الظرف على مضدد وهى تأخذ أوراق التنازل منه

حينما فتح الظرف وأخذ يقرأ تلك المعلومات جحظت عينيه بشدة واشتعل الغضب في ثناياه عندما رأى صورة يامن وقال في نفسه

هو ده بقا حبيب القلب مبقاش سامي لو ما ندمتك

ثم رفع عينيه لخالته وسألها بهدوء : مين اللي جابلك المعلومات دي والعنوان

نوال بصوت فاتر: واحدة من الخدم اللي في ڤلة 

سمير هي اللي ادتني المعلومات بعد ما أخدت الفلوس اللي عايزاها

أما بقا العنوان فده بقا مفجأة فتحي هو اللي اداني العنوان بنفسه

سألها: ازاي يعني

ردت وابتسامتها الخبيثة تتسع: هو انت مستهون بيا

ولا ايه أنا كل اللي عملته اني سألته عنوان بيت جوزها فين علشان ابعتلها بقيت هدومها وحاجتها

واقعدت اتحايل شوية واداني العنوان وكان بعدها سهل جدا إن أعرف هو مين ومكان شغله لأنه طلع معروف جدا في مجال الأعمال

أومأ لها متفهما واتجه للخارج 

اخرج هاتفه وضغط بعض الأزرار بعد ثواني أتاه الرد

سامح: سامي بيه تحت أمرك

فرد عليه سامي: هبعتلك عنوان واحد وصورته

من بكره تراقبلي كل تحركاته

وأغلق الهاتف وانطلق متجها لمقر عمله

****.....

كان يقود السيارة ويعطيها التعليمات

يامن بصرامة: أول ما ندخل المطعم تمشي جنبي مش عايز كلام مع العملاء غير في الشغل

متضحكيش لحد وأهم حاجة طول الاجتماع متتحركيش من الكرسي بتاعك ولا تقومي 

ثم قال في نفسه ربنا يعدي الاجتماع ده على خير

وأكمل وآخر مرة تنزلي بحاجة تبين دراعك ورجليكي

زهلت ليل من كثرة أوامره وتحكماته فهي لأول مرة ترى هذا الجانب من شخصيته وبخاصة أمر ملابسها فهي لاحظت انتقاده الدائم لها

ليل بصوت هادئ: متكبرش الموضوع وبعدين ده لبسي من زمان وبعدين مش مفتوح أوي ولا حاجة 

الغيرة أصبحت تنهش صدره بقوة فكم رجلا رأها بهذا الشكل من قبل وافتتن بها

فقال لها بصوت أكثر صرامة: ده اللي عندي ودي آخر مرة تلبسي حاجة زي دي عندك البيت البسي في كل اللي انتي عايزاه لكن طول ما انتي مراتي وعلى زمتي أنا اللي أقرر تلبسي ايه برا البيت 

زفرت بغضب من تحكمه

وصلا للمكان المحدد نزل من السيارة وتوجه ليفتح لها الباب

وتوجه للداخل وهي تتبعه وصل لطاولة مستديرة

حولها عشرة كراسي يجلس عليها الوفد الإيطالي

ومعهم محمود ونور توجه لهم وهو يحيهم بهدوء

يامن لرئيس الوفد باكنة إنجليزية متقنة: تشرفت بلقائك سيد ماركوس 

ماركوس بلكنة ضعيفة : وأنا كذلك

ثم مد يده ناحية ليل ليسلم عليها

وقال بمغازلة: مرحبا أيتها الجميلة تشرفت بلقائك

ولكن سحبها يامن من خصرها

يامن بعدائية: هذه زوجتي 

رفع الاخر يديه باستسلام 

ولكن ما أثار غضبه هو ردها عليها

فقالت بابتسامة: وأنا أيضا سررت بلقائك سيدي

كان هناك كرسيين شاغرين بجوار نور وبعدهما يجلس ماركوس

فسحب لها الكرسي المجاور لنور برقي وتوجهت هي للجلوس عليه

جلس بجوارها وهمس لها وهو يوزع الابتسامات على جميع الجالسين: متتكلميش غير لما أقولك

فنظرت له بزهول ما هذا التسلط

ثم نظرت لنور بالصدفة فأرسلت لها الأخرى ابتسامة متوترة 

بعد انتهاء الاجتماع وتوقيع العقد 

شعورها بالتوتر هو ما طغى على تلك الجلسة خاصة بعد ملاحظتها لنظرات ماركوس دعت ربها ألا يلاحظ يامن فهذا الموقف لن يمر مرور الكرام

مالت عليه ليل وهي تخبره بهمس :أنا راحة التويلت

فأومأ لها وهو يشير لنور قائلا: وراها

أومات الآخرى بطاعة فهذه فرصتها لإصلاح ما قامت به والاعتذار منها

توجهت للحمام ونور تتبعها

وقفت أمام الحوض وهي تغسل يدها

تحدثت نور بتوتر وبدون مقدمات: أنا آسفة على اللي انا قولته لما جيت البيت بخصوص مرات يامن بيه الاولنية صدقيني مكنتش أعرف إنك مراته لو سمحتي ممكن ما تقوليش إن أنا اللي قولتلك أصله لو عرف هيعلقني

نظرت لها بهدوء

وقالت محاولة تخفيف توترها: طيب بس إنتي قلقانة كده ليه محصلش حاجة وبعدين أنا كنت هعرف سواء دلوقتي أو بعدين 

ومدت يدها بمرح للتخفيف عنها فهذا ليس ذنبها

ليل بصوت مرح : نعتبر دي أول مقابلة لينا أنا اسمي ليل

فصافحتها الاخرى ضاحكة: وأنا نور

قالت ليل وهي تعدل شعرها في المرآة: طيب يلا نخرج علشان اتأخرنا عليهم

وفجأة سمعت صوته العالي فتوجهت للخارج بسرعة

ونور خلفها وجدته

يصيح بغضب وهو يقف أمام ماركوس: اسمعني جيدا واعتبره التحذير الأخير

إن رأيتك تنظر لزوجتي مرة أخرى فلن يهمني العمل معك ومع شركتك وسأحرص على تحويل حياتك لجحيم لا يطاق

اتجهت ناحيته لتهدئته ولكنه سحبها من يدها وهو يتوجه للخارج

توجه محمود لماركوس وهو يعتذر منه: آسف على ما حدث وأعدك أن الأمر سيحل

فرد عليه: لا مشكلة في الأصل أنا من أخطأ

ما كان علي أن أنظر لزوجته هو محق في غضبه

****.....…

طغى جو من الهدوء الموتر على السيارة فهو منذ خروجهم من المطعم لم يفتح فمه بكلمة 

وصلا للحارة فقام بركن سيارته فتح الباب ونزل نزلت بعده مباشرة وتوجها للسلالم لكن استوقفه

صوت الحاج سعيد: يعني يا يامن يا ابني اتجوزت كده من غير ما حد يعرف ولا دعيت حد من الحارة

غريبة يعني

فنظر له بحدة: عم سعيد اختفي من قدامي علشان أنا لا طايق نفسي ولا طايق حد 

صمت الآخر بخوف 

ثم أشار لها أن تصعد قبله وصعد هو خلفها 

فور دخوله للشقة توجه للمكتب وأغلق الباب بقوة خلفه

ارتعدت مكانها بخوف منه توجهت للغرفة لتغيير ملابسها فارتدت بچامة مريحة من الستان باللون الاسود ذات حمالات رفيعة وقامت برفع شعرها على هيئة كعكة فوضوية

جلست في الصالة تتابع التلفاز بهدوء وهي تفكر أنها يجب أن تتحدث معه بشأن علاقتهم فهي بعد ما رأته اليوم من تحكمه أصبحت مترددة وخائفة أكثر من قبل فالجانب الذي رأته من شخصيته اليوم بعيد كل البعد عن ما اعتادت عليه منه

مرت عدة ساعات وهي على هذا الحال حتى أصبحت الساعة الثامنة شعرت بالقلق عليه

فقررت الذهاب له لتحدثه ولكنها توجهت أولا للمطبخ حضرت بعض الشطائر ومعها كوبان من العصير وبعض الفواكه وضعتهم على الطاولة في الصالة

طرقت باب مكتبه عدة طرقات فسمعت صوته وهو يلهث 

يامن: إدخل

آخر ما توقعته أن تراه بهذا المظهر شعره ملتصق  بجبينه من شدة تعرقه ظهره لامع من شدة تعرقه  يمارس الضغط بسرعة كبيرة

قميصه وسترته مرميان على الكرسي 

قفز واقفا على ساقيه لاحظت أن تأملها طال به فأخفضت نظرها بخجل 

تأمل مظهرها عدة لحظات 

يامن بصوت لاهث أثر ممارسته للرياضة: كنتي محتاجة حاجة

ليل بصوت هادئ: أنا جهزت العشا وكنت عايزه أتكلم معاك في موضوع بعدها 

فأومأ لها 

يامن بهدوء: تمام هاخد شاور وأرجعلك

بعد مدة خرج من الحمام بعد ارتداء ملابسه

وتوجه لها 

قدمت له الشطائر فأخذ واحدة وبدأ يأكلها بهدوء

وبعد صمت دام لعدة دقائق

يامن بتساؤل: كنتي عايزاني في موضوع ايه

فاعتدلت في جلستها بجواره وقررت أن تدخل في صلب الموضوع مباشرة

ليل بتوتر: إنت أكيد أي علاقة بين اتنين لازم الاتنين

يشتغلوا على العلاقة دي يعني مينفعش طرف واحد يكون بيبذل جهد علشان ينجح العلاقة والتاني مبيعملش حاجة دي أول نقطة

كاد أن يقاطعها

فقالت بسرعة : ممكن بس تسمعني للآخر من غير ما تقاطعني

فأشار لها لتكمل كلامها

أكملت قائلة بهدوء: في كام قاعدة أنا عايزة أحطهم

لوقت ما نرتب حياتنا وأقدر أحدد إذا كنت هكمل معاك ولا لا

بالنسبة للتعامل ما بينا هيفضل عادي زي ما هو بس من غير قلة الأدب بتاعتك

تاني نقطة بالنسبة لموضوع التحكم والسيطرة الزيادة عن اللازم ممكن تقلل منها شوية وأنا أوعدك

إن أنا هحاول أغير من طريقة لبسي لو الموضوع ده مضايقك

ثالثاً بقا وده الاهم أنا عايزة أشتغل تاني طول الوقت انت بتبقا بره وبفضل قاعدة مش بعمل حاجة

آخر حاجة مش عايزة واحدة تيجي تنضف البيت

لأن أنا مش بحب حد غريب يدخل البيت وأنا أقدر أقوم بالشغل ده طبعا مع مساعدة منك

بعد انتهائها من كلامها

يامن بهدوء: بالنسبة لموضوع الخدامة معنديش مشكلة أو إن أنا أساعدك كده أو كده أصلا كنت بساعد والدتي

وبالنسبة لموضوع الشغل هفكر فيه وأقولك قراري

بكره

وظهرت ابتسامة خبيثة على محياه عندما وقف واتجه نحوها وحملها عنوة

تعلقت برقبته بخوف وصرخت: انت بتعمل ايه نزلني

فضحك بصوت عالي وقال: متصوتيش لحسن الجيران يفكروني بعذبك ولا حاجة أما بقا بالنسبة لقلة الأدب دي بقا موعدكيش الصراحة أما بالنسبة للبس فده أنا هحله بنفسي

وصل للسرير ووضعها برفق عليه ثم اتجه لجوارها

وضمها لصدره حاولت التحرر منه عدة مرات ولكنه قبض على خصرها بقوة 

يامن بصوت متعب: نامي يا ليلي علشان مش هسيبك

عندما يأست منه هدأت حركتها

بعد وقت قصير سمع صوت أنفاسها المنتظمة

قبل رأسها وأطال قبلته اقترب من عنقها يستنشق رائحة عطرها وبعد مدة من التفكير غرق في النوم هو الآخر

*****..….

استيقظ على صوت هاتفه

أجاب على هاتفه

سامي: عايز ايه يا زفت

سامح: أنا موجود تحت العمارة اللي حضرتك ادتني عنوانها من بدري بس اللي انت طلبت مني أراقبه مش موجود منزلش من الصبح

فرد عليه بغضب: تفضل مكانك ومتتحركش لحد ما ينزل وأول ما يتحرك تديني خبر  فاهم ولا

فقال الآخر بخضوع: فاهم يا بيه

وأغلق الخط

نظر لصاحبة الجسد العاري النائمة بجواره بقرف 

ثم توجه للحمام وهو يقسم بأنه لن يمر اليوم بدون

أن ينغص حياتها....


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



قبل ماتخرجوا اتفضلوا الروايات الكامله من هنا 👇❤️👇❤️👇

 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- روايةبداية الروايه من هنا


 اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري


82- رواية جبل كامله


83- رواية الشيطانه حره طليقه


84- حكاية انوار كامله


85- رواية فيروزة الفهد


86- قصة غسان الصعيدي


87- رواية راجل بالاسم بس


88- رواية عذاب الفارس


89- رواية صليت عاريه


90- رواية صليت عاريه


91- رواية زين وليلي كامله


92- رواية أجبرني أعشقه


93- رواية حماتي طلعت أمي


94- رواية مفيش رحمه


95- رواية شمس العاصي الجزء الاول كامله


96- رواية الوفاء العظيم


97- رواية زوجوني زوجة أخي


98- قصص الانبياء كامله


99- سكريبت وفيت بالوعد


100- سكريبت جمعتنا الشكولاته الساخنه


101- سكريبت سيف وغزل


102- رواية حب الفرسان الجزء الثالث

103- رواية رهان ربحه الأسد


104- رواية رعد والقاصر


105- رواية العذراء الحامل


106- رواية اغتصاب البريئه


107- رواية محاولة اغتصاب ليالي


108 - رواية ملكت قلبي


109 -  رواية عشقت عمدة الصعيد


110- رواية ذئب الداخليه


111- رواية عشق الزين الجزء الاول

112- رواية زوجي وزوجته


113- رواية نجمة كيان


114- رواية شوق العمر


115- رواية أحببتها صعيديه


116- رواية أحتاج إليك كامله


117- رواية عشق الحور كامله


118- رواية لاعائق في طريق الحب

119- رواية عشق الصقر


120- قصة ليت الليالي كلها سود


121- رواية بنت الشيطان


122- رواية الوسيم إبن الحاره والصهباء

123- رواية صغيرتي الجميله




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close