expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي رواية للذئاب وجوه أخري البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري البارت السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الجزء السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم نورا محمد علي 


 الفصل السادس عشر 

لم يكد عادل ينهي الاتصال او حتي يمر وقت، إلا وكان يحضررد قوي و صارم يليق بذلك الكلام السفيه والتافه، الذي قيل عنه حتى انه فكر في ان يتناقش مع اخته وامها، ويعرفهم كيف سوف تدور الأمور..


 ولم تمر دقائق حتى كان يجري إتصالات بمسؤولين الاعلام لديه، ليحضر له مؤتمر صحفي ليرد،  برسالة واضحة للفعل انه لن ينزوي. 


رغم أنه بالفعل لم يكن يفكر في ان يقبل ذلك المنصب الذي لم ياتي عليه بخير ولن يكون عادل في حق نفسه، فمن أين له بالوقت؟ حتي يشغل منصب هام مثل هذا المنصب المعروض عليه  بالإضافة، إلى شركته وعمله، ومعمله وهذا الأهم .


 هو لم يصبح ما هو عليه الا بتركيبه انواع مختلفة من الأدوية، التي تعد نادرة لذا كانت ابتسامة على وجهه وهو ينهي الاتصال، بعد ان أكد الطرف الآخر أنه سيكون معه في اقل من ساعة، فالمكان قريبا منه..


 كان يتكلم مع امه وهي تهز راسها بأبتسامة وموافقة وكذلك أوديل وجوناثان رحبوا بالفكرة، بعد ان اخبرهم ما قرأه وما  كتب عنه، بعد وقت كان يقف على تلك المنصة ومجموعه من الصحفيين الذي لا يعرف من اين اتوا وبهذه السرعة؟!

 فلم يمر وقت فقط ساعه ونصف على الاكثر! وها هو المؤتمر الصحفي الذي يذاع على أكثر من قناة TV وعلى اليوتيوب!!

وها هو يلقى السلام ويبتسم يتكلم بلغة عربية فصحة حتي يسهل الترجمة لمن حوله، بالإضافة إلي أن هناك ترجمة فوية  علي تلك الشاشة خلفهم،  ولكن ما أن يستعصي علؤ احدمن الموجودين الفهم كان يعاود للسؤال بلغة الصحفي او المراسل التلفزيوني...

  وها هو من مكانه يتكلم بوجه عام،  يعرفهم اين هو الآن؟

 يخبرهم انه سمع الشائعات وقراها كغيره من الناس، ولكنه يرى ان حياته الشخصية لا تمت لهم بصلة ان كان يفعل ما يفعله، أو ثابت على مبدأه، لا اعتقد أن هناك من يجب عليه محاسبتي..

عادل: اين  كان فعلي لا يضر احد منكم، وحتي لو كان هناك ضرر معنوي، من منكم يدعي أنه آله؟! من منكم يظن نفسه فوق البشر!! انا لا أجاهر بالمعصية ولا أتباها بالخطيئة!! ولكني نفس الشخص الذي كتبتم عنه في الماضي، ولن استطيع ان انكر او أغير الماضي الذي كان، فهو من كان أساس للحاضر الذي اعيش الآن، وهذا الحاضر هو أساس المستقبل، رغم انني أأكد للمرة الثانية، أني لا استطيع إنكار أي شيء من الماضي، سواء كان علاقات او هفوات فما انا إلا رجل، كنت شاب أرعن لم أعرف من الدنيا الكثير ومع ذلك أقر وأعترف انني لم ادعي الفضيلة او اتباهي بها، وكان لدي أخطاء في الماضي، فالله غفور رحيم وباب التوبة مفتوح ليا ولكم، وايضا السيد المسيح عليه السلام يقول: (من كان منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر) ساد الصمت  في المكان  واخته تتابع في صمت  ثم ابتسمت. أم هو أكمل كلامه...

عادل: أريد أن أعرف من منكم معصوم من الخطا، من منكم لم يرتكب ذنب في حياته السابقة، من يدعي أنه ملاك معصوم؟! لقد كنت شابا وقتها ومرت سنوات وسنوات وتغير الوضع! لما قامت الدنيا ولم تقعد لمجرد اني سافرت مع أمرأة!! إلا استطيع ان أسافر مع احد دون ان يكون هناك شيء؟!

 لما وضعتها في خانة العشيقة والخليلة؟! ربما هي أقرب من ذلك..


 سال احدهم: هل زوجتك؟!


 ابتسم عادل بسخرية وهو يقول..


عادل: إلا يوجد أقرب من الزوجة، ربما تكون أختي... 

ضحكه الجميع وعلى الصوت في المكان إلا انهم رنوا له بالصمت وهو يقول...

عادل: هل قلت مزحة؟ هل تعدون ما أتكلم عنه نكتة؟ انها اختي بالفعل..


 نظر له احد الحضور بتشكيك وهو يقول..

ديفيد: كيف تكون اختك وهي تحمل جنسية آخرى؟ وديانة آخرى ولا يوجد تشابه في اسماكم؟!


وهنا ظهرت أبتسامة الذئب على وجه عادل كأنه عاد إلى الأيام الخوالي، وهو يقول...

عادل: أنت محق سوف اتكلم بوضوح وارجو ان تفهم جيدا، إن ما أفعله الآن ليس من أجل المنصب المرشح له، لانني لا أملك الوقت له من الأساس، رغم أنه شرف وتقدير وأي احد في مكاني قد يتمنى ذلك، إلا أنني لا أستطيع إن أظلم نفسي وحياتي، فمن أين لي بالوقت لأتحمل ذلك المنصب، بكل أعبائه هذا أولا، كنت أنوي الإعتذار عنه، ولكن الآن اريد أن أبرر ليس لانني ابحث عن مكانة، فبفضل الله ليه مكانة عالمية، ومعروف جيد من هو عادل عبد الله.


 رد أحد الحضور يدعي جاسر 


جاسر: طبعا سيادتك معروف عالميا يكفي اختراعتك وبراءه الاختراع التي حصلت عليها على مدار السنوات الماضية..

 عادل: حتى هذه لم تكن تشفع لي حينما قررتم ان تشهروا وتجرحوا ولم تفكروا في حياتي كأنسان وحياة ابنائي، لم تتحروا الدقه ولم تفكروا في ماذا تفعلون؟ وها انا أوضح حينما قلت انها اختي لم اكذب، انها اختي بالفعل، انها وديل جوناثان ماركوسيوس، لا تنتمي لبلدي ولا تنتمي لديني ولكنها تنتمي لي، انها اختي انا وهي من نفس الام جوليا بير فلو بيتر، هل هناك جرم ان اسافر مع اختي؟ التي لم اتعرف عليها واعرف مكانها الا الآن؟! هل هناك اي مشكلة ان يكون لي اهلا اراهم بعد زمن؟ بعد ان عشت وحيدا فترة طويلة من عمري، هل هناك جرم علي ان تعرفت على امي بعد 50 عاما؟!


 الذهول الذي عم على الجميع لم يجعله يتوقف عن إكمال كلامه كان يتكلم دون توقف! ويلوم على من تكلم دون ان يتحر دقة، أخبرهم أنهم اذا انتظروا ما كان سينتظر هو كان سيجري هذا الحوار الصحفي معهم ومع غيرهم بالإضافة الى أنه لا يوجد لديه ما يخفيه او يخاف منه، ولكنه لن يتهاون ولن اقبل تلك الإهانة وسوف يقوم بمقاضات تلك المواقع والجرائد، سيقوم باغلاقها قالها صريحة بتهديد واضح وهو يقول..


عادل: لن اغفر لمن فعلها؛ ومن كان سبب هذا الكلام؛ وكان ورائه فلست انا من يضع راسه في التراب كانه نعامة، لم اسلم من الشائعات يوما ربما كانت في بعض الاحيان تحمل بعض الحقيقة وليس كلها، الا اني لن اغفر لمن روجها الأن...


❈-❈-❈


كان العمل علي آخره لقد حان الوقت ربما لن يمر أسبوع علي فريق العمل في قبرص، الا انهم كانوا ينسجون شبكة متقنة بخيوط قوية، كل يعرف ما عليه فعله، رحيم بقدر الإمكان ينفذ التعليمات والمهام المشكلة إليه يحاول ان ينتهي من هذه المهمة، لعله يحظي ببعض الوقت يستطيع فيه ان يفر من نفسه، ومن مكانته ومن الدنيا نفسها،  وأن يبحث عن قلب أضاعه هناك في شوارع إسطنبول، في تلك الحانة، التي لم يكن ليدخلها يوما او يفكر في المرور من امامها، ولكن هو الأن لا يقوى على منع قلبه من التفكير في المكان...


 ليس فقط المكان بل السكان أيضآ ومن يلومه، إن كان قلبه  يخفق من يلومه؟ يكفي لومه لنفسه وذاته! يكفي انه يجلد روحه في ليلة واحدة ألف مرة، وهو يفكر جديا وجذريا في ان يحمل قلبه من بين ضلوعه ويلقيه في جهنم، عله يهدأ ولكنه الأن يدرك انه في جهنم نفسها، الحب نار وألم ...

أنه ذلك الإحساس الذي قد يجتاحك ولا تستطيع ان تخرج منه، يمتلكك دون ان تقوى على الفرار مما تشعر به، او حتى تسخر مما وصلت إليه،  الا أنه في العمل كان شيء آخر ، كان شخص من صخر لا يوجد بداخله قلب، كان دينمو يعمل بمهارة وجد وقوة دينميكية بطريقة واضحة... 

كان كأنه فهد فاذ وزكي ولكنه متباعد عن الجميع ...

 حتى ان ماريا التي تكن إعجاب مستتر بجورج زميلها في قسم التشفير، ولكنها كانت تواري مثلما يفعل هو ، يدي ان ما يشعر به لا يذيد عن زمالة...

اقتربت من جورج الجالس إمام الحاسوب يعمل بتأني وتركيز همست إليه بأستفسار او حتي لتفتح باب للكلام معه.. 

ماريا: شكله مغرور أوي يا جو  بس نقول أيه؟ في شغله ما فيش غلطة.


 نظره لها جورج بطرف عينه، وعينه تسال لما انت مهتمة؟

و لأنه لم يقوى على الكلام اخذ يرقص على الازرار والارقام، يغوص بتلك الشفرة يحاول فك لغرتماتها القوية، وكأنه يخوض بحر تعلم السباحة فيه منذ كان طفلا، ربما التشفير اهتمامه الأول، ولكن ماريا اهتمامه الأبدي، ولكن لما لا تدرك ما يشعر به؟

 لما تنظر الى ذلك الملقب بالماجيك والذي لن يعيرها اهتمام، لما لا تدرك انها مختلفة عنه، ربما تنتمي لنفس البلد ولكنها لا تنتمي لنفس الدين...


 أقتربت منه بعد أن ادركت تلك النظرة فهي لا تخفى عنها خافية، هي المعجونة في عملها منذ كانت طفلة، هي أبنة ضابط الراحل،  ولقد دخلت المجال من أجله، ولم تتوانى عن اخذ ثأره ممن غدر به ...

ولكنها التفتت لتتكأ علي تلك الطاولة التي بعمل عليها جورج حتي يتسنى لها ان تنظر في عمق عينه،  وهمست بكلمه اليونانية يفهمها جورج وتفهمها وهي جيدا، فلقد عاش هنا منذ زمن ما ان أنسابت تلك الكلمات من بين شفتيها ، حتى ترك ما في يده وكانه تصنم او تحجر وهو يرفع عينه لينظر لها بأستفسار، هل سمع حقا ما ان قالته، أم هو مجرد خيال، او تمني منه  لا انها نظرت في عمق عينه وهي تقول...


ماريا: (إغبي مو سغبوا جو)  والمعني يا حبيبي أني أحبك


نهض من مكانه وهو يحرك أذنه وكأنه يريد أن يتأكد إلا أنه هزت رأسها بأبتسامة وهي تقول ...

ماريا: سمعت صح يا جو  انا بحبك


ارتبك جورج كعادته، فليس من السهل علبه ان يبوح بما في قلبه، ولكنه لم يتوقع ان تمتلك هي جرأة لا يملكها، لتعترف بحبها له، لملم نفسه وحاول أن يتمالك وهو يقول...  

جورج: وانا..  انا

  وكاد أن يضمها الي حضنه لولا أن رفعت حاجبها وكأنها لم توقع منه ذلك ...

جورج بعد المهمة دي  نعمل جبنيوت 

ابتسمت وهي تقول .. 

ماريا بسرعة كده 

جورج فين السرعة انا استنيت سنين 

ماريا وأيه خلاك تستني يا جو 

جورج عشان غبي وكنت خايف 

ماريا غبي مستحيل اللي زيك عبقري بس هو فيه عبقري يخاف يا جو 

جورج اه فيه انا، لما يبقي قلبي وروحي متعلقين بعينك وضحكتها يبقي لازم اخاف، لما تبقي حلم وشمعة  بصورها في قلبي وانا بصلي عشان تبقي من نصيبي...

ابتسمت له بسعادة وفرح وقلبها يتضخم من كلماته ونظرات العشق في عينه 

جورج انا بحبك أكثر من الحب نفسه يا ماري ومش من النهاردة ده من ستين وانا شايفك جيشي وقلبي وانا شايف قلبك اللي زي البيبي بيتحوى لقلب أسد بس عشان تنتمي لسيادته 


اخذ يتكلم ويتكلم  دون توقف وكأنها حضرت المارد الذي  ظل صامت عمر كامل  وبكلمة واحدة من بين شفتيها  اخذ يتكلم  بكل ما يشعر به...


بينما ياسين استطاع ان يقرا حركة شفتيهم فضهر علي محياه أبتسامة وهو يتحرك بعيدا عنهم يترك لهم مساحة، رغم انه كان يريد ان يطمئن من جورج على ان العمل يسيره، كما ينبغي رغم ان كل شيء بالفعل يسير كما ينبعي...

اما جورج لم يعد يقوي علي تمالك نفسه وهو يجذبها الي حضنه يضمها بشوق ايام طويل حلم بأن تكون في مكانها الطبيعي قلبه .. 

لم تبعده ماريه بل رفعت ذراعيها لتقربه منها وهي تشعر بأنها أنثي وليست كما تدعي دائما ظابط اقوي من الرجال.. 

كاد رحيم أن بخرج من غرفته حيث يقبع دائما، ولكنه ما أن رأهم علي هذه الحالة، تراجع وهو يبتسم فلقد لاحظ أن جورج يكن لها مشاعر قوية،  ولكنه كان يدرك انها لا تعرف أو لا تهتم، أو هكذا تدعي  والا ما كانت لتذوب في حضنه وكأن الدنيا لا يوجد فيها أهم منه .. 

 مر اليوم وغيره وأقترب تحديد اللحظة الحاسمة، التي قد تكون  في اي وقت..


 بينما هناك كانت سهام ترى عبر الشاشة  وتتابع في أغلب كل شئ فهي تعمل على الجهة المقابل لهم وخاصة جورج، وأن تقوف أمام نقطة أو أستعصي عليه شئ تقوم هي بفعله...

 بينما كان الوحش مشغول بأشياء كثيرة  ويشرف على اكثر من مهمة في نفس الوقت، فهناك مهمات اخرى في جميع انحاء العالم، وكل مجموعة في طرف، يتابع الجميع دون تعب او ملل وابتسامة رضي تظهر علي وجهه ان اجاد احدهم...

 ويشعر كأنه هو إن حدث خطأ ما، يلوم على نفسه ويتهمها بالتقصير..


ام تلك التي تسكن روحه وقلبه انتهت مما تفعله وتحركت الي مكتبه وابتسامة علي وجهها، طرقت الباب بنغمة يعرفها جيدا، ورغم أنه كان مشغول إلا أن ابتسامة ظهرت علي وجهه، وهو ينظر لها تتهادي في خطواتها، وكأنها تسير علي أوتار قلبه 

احمد: سو ..

سهام: حبيبي  

ترك ما في يده ورجع في مقعده، وعينه تأكلها وهو يهمس... 

احمد: قلبي يا ناس سايب مكانه وماشي علي الارض، طيب اعمل أيه وانت زي القمر كده اخطفك؟! 

ضحكت بصوتها كله فرفع حاجبه ونظر لها بتوعد !

سهام: انا عملت حاجة؟!

احمد من ناحية عملتي فانت عملتي بس اللي هعمله انا هيعدي المألوف 

شهقت وهي تدرك ما بعني بأيحاته التي تعرفها جيدا..

سهام انت .. 

احمد هو انا لسه عملت حاجة لينا بيت  نقول فيه برحتنا 

ضحكت مرة أخري مما جعله ينهض من مكانه يحمل مفاتيحه والمعمول الخاص به  وهو يقول...

احمد: ياله ..

سهام:  ياله ايه؟  

احمد وهو يحرك يده  عليها يضمها اليه يقربها منه، لتدرك أضطراب قلبه وما يفكر فيه.. 

رجعت خطوة لتنظر له بصدمة 

أم هو لم ينهلها وقت لتفكر وهو يحمل حقبيتها ويعانق أصابعها في كفه ويتحرك بها الي الباب...  


 بينما هناك كانت داليدا ترهق تفسها بالعمل وتعمل على أحد التركيبات، غافلة عن وجود أبتسامة ترسم على وجه امها الدكتورة سهر، فهي ترى نفسها فيها، ولكنها لا تعلم ما سر هذا العبوس على وجه أبنتها..


وما هو السبب الذي يجعلها أغلب الوقت تضع تركيزها في دراستها فقط، حتى انها تاكل القليل من الطعام وبعد الحاح منها..

 وهنا شعرت سهر بأنها مقصرة في حق أبنتها، شعرت بأنها لم تكن ام بصورة ملائمة لها، فلقد اخذتها الدنيا والعمل سواء كان في الجامعة أو في الصيدلية الخاصة بها...


 حتى أنها لا تراها طول اليوم، خاصة ما ان كبرت  وكبرت مسؤوليتهم، إن كانت داليدا التي تتواجد معها اغلب الوقت في الجامعة تشعر انها بعيدة عنها، فما بالك  بابنتها الاخري دانا؟ 


أجل دانا التي تحمل شخصية قوية ومتباعدة،  تعتمد علي نفسها في كل شئ ربما نتيجة عملها مع والدها في شركة، وخاصة ذلك المنصب الذي اعطاه لها أدهم؛ حتى قبل ان تنتهي من دراستها؛ جعلها تحمل ثقة وقوة في شخصيتها...


 أما داليدا لا تدري لما هي تدعي الفرح، رغم تلك النظرة الحزينة في عينها، انها تعرف لما تنظر لها بهذا الحزن، بينما هي تكلمها عن ذلك المعيد ذو المكان والوضع الاجتماعي، والذي تطلب الارتباط بها، هو ليس دكتور بالمعنى الحرفي بعد ولكنه يسير علي الدرب، فهو لم يكتفي بالعمل في الجامعة فلقد انتهي من تحضير الماجستير، رغم أنه يعتبر ابن الطبقة المخملية..

 ولكنه جاد في حياته يعرف ان العمل من يحقق شخصية الإنسان نفسه، ولأن سهر  تراه أكثر من مناسب لها  كانت تتوقع رد اخر من إبنتها، أن تسأل او تستفسر  او حتي ينتابها الخجل، او حتي الفرح الذي تمنت امها أن  تشعر به،  فغيرها قد تتمني أن يلمح او يتكلم معها فقط، فما بالك بأن يخبرها بأنه يريد الارتباط بصورة جدية...

ورغم انها لم تحصل علي رد من ابنتها، إلا أنها تراه ملائم فهو رجل بما تشمله الكلمة  من معني ورغم أن رأيها لن يعجب أدهم البيهي اللذي لازال الي الآن يغار عليها ىغم تقدم السن بهم، ولكنها لا تكذب في شئ   فهارون  مناسب لأبنتها، واي واحدة في مكانها تتمنى فقط ان ينظر لها..


 بينما داليدا نظرت لأمها  بحزن جعلها تتوقف عن الكلام، وكأن هارون شخص سيء، أو كانها لم تتوقع من أمها ان تخبرها بشيء من هذا الكلام،  فنظرات عين ابنتها تلوم عليها انها لا تعرف في من تفكر  والاسوء انها تريد منها أن ترتبط بغيره  ولكن هل تستطيع؟


هي في المنتصف  فما هي تستطيع القرب  ممن تريد  ولا البعد عنه  او حتي البدأ من جديد  

سهر  ديدي في أيه بتبص ليا كده ليه أنا قولت حاجة غلط؟؟

نظرت لها ابنتها وهي تترك ما تفعله وهي تهز رأسها بنفي او يأس  او الاثنين معا  فهي لن تخبرها شئ ولن  تقبل بعرضها الذي قد يجعل غيرها  ترقص إلا أنها بكل بساطة  لا تري هارون  زوج مناسب لها رغم كل مميزته وليس هارون نفسه بل كل رجال الأرض  هي لا تري غير  رحيم الذي شغلها دون أن يشاغلها، وذلك الذي لا يرها من الاساس ...

ولكنها لم تقوي علي الكلام  اكتفت بالصمت ولكننا لسنا جميعا تفهمه!


١٧ 


في الوقت التي كانت فيه سهر تحاول أن تكسر ذلك الحاجز، وتعبر الى قلب ابنتها؛ لكي تعرف  ما الذي يؤلمها، ويجعلها بعيدة عنها، وعن المحيطين بها؟! 

 ما الذي يجعلها تعيش في غلاف خاص بها؟  او مدارا لا يدخل  فيه احد؟

 ورغم محاولات الجميع كسر الحواجز والحدود التي تضعها، وكأنها خطوط وهمية لا وجود لها في الواقع !

بينما نظرة الرفض في عينها؛ وكأنها تقولها دون كلام ، وبدون صوت.

" أن هارون رجل بما تعنيه الكلمة ولكني لا أريده "

وقتها لم تفعل سهر شيء، لم تقول أي شيء، سوى انها اقتربت من ابنتها تاخذها في حضن طويل وكانها تحميها او توصل لها رساله واضحه انها بجوارها ،ولن تتركها في اي خيار تختاره.

 ابتسامة رسمت على وجهه داليدا، ولكنها  رطبت على قلب سهر .

وربتت هي على ظهر بنتها وقالت لها:

انا رايحه  أشوف جدتك واطمئن عليها ،تيجي معايا ؟

ابتسمت داليدا وهي تهز رأسها بالموافقة نهضت لتتهيأ وتستعد.

 بينما امها ترسم نفس الإبتسامة الشاحبة؛ فهي تدرك أن هناك خط لا زال فاصلا بينها وبين إبنتها ، حتى لو كانت لا تراه،  لكنها ستعبر منه يوما ؛ فتحاول ان تعوض تلك الايام التي لم تكون فيها بالقرب منها.

 بينما هناك في شركة البيهي  للإنشاء والتعمير، كانت دانه تقف بجوار والدها ، تشرح له ذلك المشروع الذي صممته، والذي كان عبارة عن تصميم كرتوني (ماكيت) عملت عليه مع مجموعة كبيرة من المهندسين الذين يعدون من النخبة ، مما جعل ابتسامة فخر رسمت على وجه أدهم  وهو يستمع لها  و لتمكنها مما تفعل .

شعوره بأنها ستكمل ما تمناه يوما ، وانها قد تتفوق عليه، يجعل قلبه يتضخم من الفرح والسعادة  ورغم وجود العديد من المتابعين سواء كانوا مهندسين او مسؤولي الإدارة، في ذلك الاجتماع الا أن ابتسامته كانت واضحة!

 مما جعل  البعض يتساءل؟

هل  هذا هو الباشمهندس أدهم الذي يرسم العبوس رسما، الذي لا يتهاون ولا يترك مجال لأحد يتناقش معه؟

 اشار لها لتجلس وهو يقول:

_ هايل  ...

-دانه  شكرا سيادتك يا ادهم بيه.

 ولكن لم يتمالك نفسه وهو يطلق  ضحكة بصوته كله وهو  ينظر لها بحاجب مرفوع وكأنه يسأل؟ هل هذا الكلام لي انا ده انا بابا؟!

- أسفة يا بابا ما قصدتش بس احنا كنا بنتكلم في الشغل!

 _ ما قلتش حاجة يا بشمهندسة إتفضلي.

 هزت رأسها وتحركت لتجلس في مكانها، تلاحقها نظرات الجالسين، اخذ يسالها ويستفسر منها ، وهي تجاوب بتمكن!  نظر في عمق عينيها وهو  يشعر بأن الدنيا تكافئه وتعطيه بدون حساب سواء كانت دانه او داليدا.

لقد وصلت دانه  الى ما كان يحلم به هو نفسه او ربما اكثر، ابنته التي تباري مهندسين يملكون من الخبرة سنوات، ربما لانها قررت  أن تعمل معه منذ أن كانت في السنة الاولى من الجامعه  .

وها هي تثبت له انها هنا  في مكانها المناسب،  تشق الطريق وتسير في نفس الدرب، مما يجعل اسم الشركة يكبر  ويرتفع في السوق العالمي، محقق هدف أدهم الذي كان يخشى أن  ينتهي  ما حققه او يصيبه الوهن بينما  ينتظر أن يكبر ابنائه الذكور و يشبوا  ليقفوا بجواره .

 ولكن ما يراه الآن  كان  ما يتمنى وربما أكثر. أثني ادهم عليها وهو يقول:

_ أنت أصغر  عضو مجلس إدارة، مش عشان بنت ادهم بيه بس عشان دماغك وطريقتك اللي بتفكرني بنفسي، مش هنكر إنك  واخدة المكان ده عشان انت بنتي بس انا سعيد انك قادرة تملي المكان وتكوني قد ثقتي، وعارف كويس انك هتشيلى المسئولية وتكملي اللي انا بدأته، في ناس كثيره طالعة جديدة بتنافسنا،  لازم تحطي في حساباتك ان مش المناقصة دي هي اللي هتحدد  مكانة الشركة و استحقاقك بالمكان ؛ لكن الشغل اللي انا شايفه ده، واللي انا عارف كويس ان كثير منكم ساعدها  فيه ؛ هو ده اللي بيخليني اعرف ان اللي شغالين في الشركة دي عيله .

اخذت  تهز رأسها و الإبتسامه على وجهها وهي ترد له الشكر.

 أخذهم الكلام والمناقشات في بعض الشئون  المالية والقانونية ،وبعض الاستشارات الهندسية ،على تلك الطاولة العملاقة التي تمثل مجلس الإدارة.

 في الوقت الذي كانت فيه سهر تقود سيارتها ،  ترسم على وجهها أبتسامة وهي تستمع الي داليدا تسألها عن أحد النقاط  المهمة في احد المحاضرات، ردت عليها سهر ولكنها سالت:

_ مش عايزه تقولى حاجة 

 داليدا:  حاجه زي ايه ؟

 سهر : انا اللي بسألك  انا اللي عاوزه اعرف في حاجه عايزة تقوليها لي انا صاحبتك قبل ما اكون امك

 ابتسمت ابنتها ولكنها كانت تخجل من ان تبوح بما تكنه في قلبها، ربما لا تستطيع ان تقوله لاحد، هناك اشياء لا تستطيع أن تتكلم فيها مع أقرب الناس إليك خاصة حينما يكون هذا الشيء حب من طرف واحد،  ويكاد يكون حبا مستحيل لانها تدرك جيدا انه لا يراها من الأساس…

وأنه يعاملها على أنها لا تزيد عن اخته وليست ابنة خالته 

داليدا: لو حسيت ان عايزة اقول لاحد اكيد مش هاقول لاحد غيرك،  بس اعتقد ان مفيش حاجه تتقال. 

 سهر:  متأكدة؟

 هزت راسها لانها لم تعد تقوى على الكذب، بعد وقت كانت تحتضنها جدتها وهي تحرك كفها الواهن على وجهها الفاتن الذي يأخذ ملامح امها وابيها في نفس الوقت، وعينها التي تميل إلى الاخضر الزيتوني أو العسلي في بعض الأحيان وهي تضمها في حضن  طويل رغم الوهن الذي تشعر به،  أربت على كتفها وداليدا تبادلها بابتسامة وهي تقول..

-وحشتني يا تيتة وحشتني أوي

 اسماء: انت بكاشة يا بنت سهر، لو وحشاك بجد كنت جيتي ولا سألتي ولا حتى اتصلت في التليفون. 

داليدا: والله مشغولة، وغصبا عني انت عارفه آخر سنة وعايزة التقدير امتياز الاولى على الدفعة ولا انت شايفة إيه  ده حتي ابن الوز  عوام..

 ابتسمت سهر لعفويه ابنتها وكلامها بإطلاق مع جدتها وهي تدخل وتجلس بجوارها..  

❈-❈-❈


كان عادل ينهي اوراق عائلته او بمعنى أصح من يعملون لديه يقومون بإنهاء الاجراءات والأوراق حتي يستعد إلى السفر في خلال يوم أو إثنين على الأكثر،  بينما السعادة تحاوط قلب جوليا والفخر يحاوط قلبا أوديل وهي تقترب من عادل تحيطه بذراعيها وهي تقول…

 -انا فخوره بك اخي أنا سعيدة بكل كلمة قلتها الآن آه لو تعلم ماذا كنت أريد أن أفعل؟  كنت أريد أن أضمك إمام الحضور،  كنت أريد إن أقول بصوت مرتفع أنه أخي ما لكم شأن بنا..

 ابتسم وهو يحرك يده على خصلات شعرها بينما هو يتحرك ليجلس بجوار أمه، في الوقت الذي ارتفع رنين هاتفه فرفع المحمول ليرد على إلينا التي كان صوتها يبتسم وهي تقول .  

-كويس أوي يا حبيبي ده قصف جبهة انت كده وقفتهم عند حدهم..

 عادل: انا لسه معملتش حاجة انا لسه هعرفهم أني مكنتش بقول كلام وبس،   انا فعلا هقفل المواقع دي عشان بعد كده يتحرى الدقة …

 إلينا: بس الخبر اتشال بالفعل..

 عادل: ما اعتقدش ان مجرد انهم يشيلوا الخبر او ينشروا اعتذار ده بيرضيني، لازم يعرفوا ان لكل غلط عقاب انا مش حد هين عشان يغلطوا فيه، لو استهونت المرة دي هيبقى سهل أوي على اى حد انه يتطاول، ما دام انا باعدي  الموضوع، مش هيحصل كده يا إلينا الموضوع لازم يبقى فيه رد حاسم وقوي، مش هينتهي مجرد اعتذار او لقاء صحفي …

اتاه صوت ابنه الجالس بجوار أمه وهو يقول:  بيرفكت..

 عادل: انت شايف كده يا احمد؟

 احمد: لازم يكون الرد حاسم وحازم، احنا لينا اسم عالمي وحضرتك مش مجرد رجل أعمال، لازم يفكروا قبل ما يجرحوا في صور الناس وبيتكلموا عنهم

 عادل: انا شايف كده برضو المهم مش هوصيك على الشركة وياريت تحضري انت أجتماع 7A كفاية على مامي الشركة..

 إلينا: هو انا كنت اشتكيت؟وهو كمان مش سايبني على فكرة هنا او هنا وعلى العموم اطمئن انت سايب وراك رجالة

 ارتسمت ابتسامة على وجهه وهو يتذكر ما كان قبل سفره وهمس: بجد؟

 الينا: بجد أيه؟ 

 عادل: انا سايب رجالة؟!

 اخذت الهاتف وتحركت بعيد عن أبنائها وهي تقول: 

-  طبعا أنت سايب رجالة طول ما انت بعيد،  انا ما بحسش اني انثى إلا  معاك  وأنا في حضنك..

 همها بكلام لا معنى له، أدركت انه لا يستطيع الكلام بحرية مثلها..

إلينا: هتيجى امتى؟

 عادل: مش هاجي لوحدي! 

 إلينا: اكيد طبعا، لازم يجو معك انا بأشرف على تجهيز بيت الضيافة وفي نفس الوقت شايفة انهم المفروض يفضلوا معنا داخل الفيلا..

 عادل: انا سايبهم براحتهم المكان اللي يحبو يقعدوا فيه و يستقروا فيه انا هابقى سعيد بوجودهم، اهم حاجه يكونوا معايا في نفس البلد، وفي نفس المكان، انا بصراحة مش هاقدر انى أبعد عن ماما واختي وعنهم كلهم،  بعد ما خلاص لقيتها. 

 الينا: طبعا يا حبيبي..

 أما جوليا كانت تجلس بجوارها اوديل التي تترجم لها ما يقوله عادل،  وابتسامه ترسم على وجه جوليا وزوجها بينما عادل انهي الاتصال وتحرك بجوار امها يحوطها بذراعه، ويفتح معها  الحديث في أي شيء، فقط ليتكلم معها ويستمع الى صوتها، الذي ظل مشتاق إليه، طول عمره ، والذي تخيله وتصوره واتمنى ان يسمعه لو مرة واحدة ها هي تتكلم وهو يستمع ينظر لها وكانه يملا عينيه منها ورغم انه يدرك أنها ستعود معه ان لم يكن اليوم فهو الغد إلا أنه لا يريد أن يغمض عينيه حتى يشبع من دفئها ومن ذلك الشعور الذي حرم منه، ما ان انتهت من الكلام حتى رفع كفها ليقبله وهو يقربها منه  يضمها الى حضنه وابتسامة رضا ترسم على وجهه وقلبه وروحه…

❈-❈-❈


أما هناك كان علاء يفتح الباب بعد ان رن الجرس،  قابلته جويرية بلهفة، لقد عاد بعد سفر طويل، فهو يشرف علي أحد  الأفلام التي تصور في هوليود،  حيث اصبح له شهرة عالمية وأسمه يردد هناك ، المخرج والممثل المصري الفرعون المصري علاء الناغي، يتوهج أسمه في امريكا والعالم أجمع، وها هو يعود بعد رحلة طويلة بشوق ولهفة الى عشقه التي لم تستطيع ان تاتي معه، فلم تستطيع ان تتاقلم مع ذلك العالم الذي يعد غريبا بطريقة واضحة مقارنة مع بيئتها وعاداتها فهي لم تتغير، ظلت ثابته راسخة وحتى هو، رغم انه يرتفع بقوة،  إلا أنه هو الاخر لم يتغير لا زال يكن له العشق لازال النظر الى وجهها يكفيه عن نساء الأرض، وابتسامتها تروي ظمأ أيام وليالي طويلة، وها هي تنزل درجات السلم  لتلقي بنفسها في حضنه، وهذا في حد ذاته لا يوازيه شيء في العالم اجمع، اقتربت خطوة وأقترب خطوات، وهو يسرع لياخذها في حضن طويل كانه لم يعد يقوي علي الصبر، لم يعود يقوى على الشوق ضمها الى قلبه، وهو يحرك يده على خصولاتها المتناثره حول وجهها الذي يوازي القمر يضيء عمره ، ابعد وجهها عن صدره ينظر في عمق عينها ينظر الى مالمحها التي تفتنه وعينها التي تجذبه بشوق وكانها مركز الجاذبية الارضية ضمها الى قلبه وهو يهوي بفمه لشفتيها، وكأنه لم يعد يقوى على الصبر، ضمت نفسها إليه آكثر وكأنها تريد ان تذوب بين ذراعيه…

وكأنها اكتفت من البعد،  واكتفت من الشوق رفعت كفيها تتحرك على وجهه الذي زادته الأيام وسامة وجاذبية وعينه التي تحاكي عينها لهفة ورغبة وشوق وهو يعاود تقبيلها المرة بعد الأخرى،  ويرجع ليضمها بين ذراعيه وكأنه لم يكتفي ولم يرتوي، ولن يكتفي ابدا، اخذ يتحرك بها معها الى حيث جناحهم الخاص، وقف على السلم وهو يسأل …

علاء: الاولاد فين  يا جوري؟!

  جويرية:  في الجامعة والمدرسة..

علاء : حلو اوي لو بنحسبها مش تترتب كده تعالي بقى اما اقولك…

 جويرية:  قول 

وابتسمت بغنج ودلال أما هو حملها بين ذراعيه  وهو صعد درجات السلم المتبقية وكأنه لم يعد يقوى لقد غلبه الشوق..

كان يتحرك بها ومعها إلى الفراش ويدها تتحرك علي ملابسها وهي في حالة من التيه والشرود وهو يهمس بكلمات العشق ومشاعره المتأججة  يقبل صفحة وجهه ويذوب معها وفيها في بحر العشق والشغف .  

❈-❈-❈

في الوقت الذي كان فيه ياسين يحدد ساعة الصفر سيبدأ كل شيء في لحظات، وعلى كل واحد منهم ان يلوذ بالفرار اذا بعثر الوسط، وحدث ما لا لم يكن في الحسبان، ألا ان لكل منهم كان خطه للهروب، والابتعاد عن المكان، كانت ماريا تستعد  وتتخيل للخروج حتى تؤدي دورها في المهمة عندما توقف  جورج عن العمل ونهض من مكانه يمسكها بين يديه ينظر لها بخوف وقلق، ويضمها بين ذراعيه غافلا عن من حوله، وكأنه لم يعد يفرق معه أحد…

  أبتسم رحيم لجورج وتحرك ولكن جورج لم يتركها وهو يقرأ عليها 'أبانا الذي' يرسم الصليب على جسدها، يحذرها للمرة المائة يطالبها بإن تعود من أجله،  ابتسم ياسين لهم وتتحرك  فهو لم يجرؤ على ان يكسر تلك اللحظة،  ربما لأنه يعرف كل مما مرت به ماريا من مساوئ ومشاكل في حياتها، والاحزان التي نجمت عن فراق والدها،  وياسين يعرف انها تستحق ان تجد فرصة تتنفس وتعيش حياة طبيعية كغيرها…

 بينما هناك كان رحيم يراجع ما عليه فالوقت يقترب، والكل متمركز في مكانه،  جورج يعمل بمهارة بعد أن خرجت ماريا أخذ بعض لحظات يلتقط أنفاسه، وبعدها يجلس على ذلك الحاسوب ليقوم بما عليه، في الوقت الذي تحرك فيه ياسين وباقي الفريق كل واحد من طريق مختلف، هذا على دراجه وذلك على دراجة اخرى، واخرين في سيارة وهذا يمشي على قدميه. .

 ها هم جميعا يركضون، كل في طريق ولكن في النهاية  الطرق المختلفة كلها تجتمع  ويقومون فبها برسم  لوحة كبيرة عملاقة، الكل يرقص بطريقته، و ما يحتاجونه من معلومات حصلوا عليه بالفعل، لقد ابدعت سهام في العمل على هذا الملف، بينما هناك من قام بالفعل بضبط سلسلة متفجرات مزارع في المكان…

ما يريدون من  معلومات وبرامج حصلوا عليه  اما الان فهي الساعة الحاسمة، والتي سوف يقومون بتدمير في المكان والبنية التحتية لتلك المنظمة،  وينهون راس الافعى لن ينتهي اليوم حتى تنتهي هذه المنظمة، التي تعد مصدرا أساسيا للإرهاب والمخدرات في الوطن العربي..

 ها هو العرض يبدا بطريق مختلفة كل يعمل على ما يفعله وما حدد له، هذا يقوم بالتصفية وهذا يقوم بالتفجير وهذا يقوم باختراق المصدر في نفس الوقت، الافعى لم تكن هينة كما قد يتخيل البعض، لقد كانوا سلسله من الرجال يستطيعون ان يفعلوا الكثير والكثير في لحظة التي كان فيها رحيم يقوم بالتصفية دون شفقة او رحمة فهو يعرف ماذا يفعل؟

 هو يدرك أنه دكتور جراحة لا يوجد لديه وقت ليحاسب المتهم، عليه أن يستأصل الجزء المعطوب، حتى لا يلوث باقي الجسد، حتى لا يدمر المجتمع بأفراده …

ها هو ينهي بقوة وحسم وفي مكان قاتل ولم يتردد لحظة،  حتى ان ياسين كان يضع عينه عليه،  إلا أن اتى ذلك الذي حاول الفرار هاربا! 

 كان كل يركض في طريقه!! لم يتوقف احد منهم الا ان رحيم رأه  وهو يحاول الفرار!! تحرك مسرعا خلفه كان يطلق الطلقات على تلك السيارة التي كادت أن تنفجر ورغم انها اشتعلت بالفعل!! إلا أنه لم يتوقف حتى تاكد من انه قتله!!!

 ومع ظهور مجموعة أخرى  من أفراد المنظمة أخذ الدراجة النارية وحمل سلاحه بيده كان يعتمد على جسده يحرك الدراجة!!  بينما يده تطلق النار بحسب وقوة وكانها أمطار ابتسم ياسين وهو يفعل مثل ما يفعل رحيم!! الذي كان يتصرف وكأنه معجون في هذه الواقعة منذ زمن وعمر …

بعد أن بدأ الواسط يتبعثر اختفى ياسين بدراجته!! ذلك رحيم لقد بدأت شرطة تجتمع حول المكان، عليهم أن يختفوا، كل في مكانه..

 أخذ تلك الدراجة وابتعد قدر الإمكان وبعد وقت وجد نفسه في مكان بعيد كل البعد عنهم، وجد عقله يدور فيه اشياء كثيرة وجد نفسه يفكر عن يضيع ويتوه بين الزحام وليس فقط زحام البشر بل زحام الأفكار التي تموج في قلبه وعقله…

 وهو يفكر في هذه اللحظة ان يكون شخص آخر ليس هو ان يكون ريان وليس رحيم!! ابتسم بخفه وهو يتحرك الى ذلك البيت الأمن الذي يعد بعيدا كل البعد عن البيت الذي كان يقيم فيه مع ياسين وباقي أفراد الفريق…

 أخذ يغير من شكله ويستعد!! لم يكن في الحسبان ذلك القلب الذي يقوده الى معركة لا يجب ان يقودها أو يدخلها من الاساس!! ان كان عليه أن يخوض هذه المعركة فإن فاز فيها هو مغلوب!! وان هزم فيها فهو مغلوب!! وما بين أن يهزم ويغلب هناك بحر شاسع من الأفكار!! هناك عالم اخر الا انه بالفعل كان غافلا عن وجود من يتبعونه!! ربما لأنهم يعدون على درجة عالية من الخطورة!! يبدو أن الوحش لم يرسل خلفه شيء هين!! لقد أرسل خلفه الصفوة…

أراد أن يعرف هل هناك شيء، قد يكون سببا لكل ما حدث وكاد أن يحدث في الأيام الماضية،  إلا أن التقرير الذي كان يأتيه أول بأول عن ما يفعله ياسين وما يفعله رحيم وما يفعله باقي الفريق،  كان يجعله يشعر بالفخر والسعادة فهو من صنع منهم ما هم عليه الآن…

 إلا أنه كان في هذه اللحظة التي يقف فيها في قاعة التدريب يشرف على مجموعة التي تخضع لتدريب ياسين وأسامة وهو يرى دفعة جديدة تأتي. 

 وربما لوجود رهف وهي هشام في مكان اخر، هم الآن يعدون عميل خامل،  وليس بهذا الشكل الا انهم الان يمكثون في أحد الدول بأسماء وشخصيات مختلفة يجمعون معلومات بيت آخر للقطاع،  الا انه بيت خامل لا يلجأ إليه أحد إلا للضرورة القصوى…

 هم هناك أشياء اخرى أشياء قد لا نحتاجها الا بعد عمر او زمن،  وهذا لم يكن ليحزن هشام هو مع زوجته حبيبته أما ابنه فهو يعيش هناك مع جده في تلك المزرعة،  التي تقاعد فيها اللواء حمزة الجبرتي، الذي يعيش أيامه في هدوء وسكون …

يلجأ إليه القطاع في بعض الأوقات أو يلجأ إليه أحمد بصورة شخصية ياتي ليزوره،  فهو يعد اب له إلا ان حمزة يشعر ان ما يعيشه الآن هو قمة الهدوء والسكينة والراحة بعيد عن ذلك المرسون الذي خاضه وخاض فيه عمرا طويلا. 

 ولهذا وقف احمد يشرف على كم المتدربين سواء كانوا الجدد، والسابقون في الوقت الذي كان فيه رحيم قد حسم أمره ارتدى ملابس المغيره ووجه مختلف وشعر فوضوي، عين زرقاء لا تشبه عينه الحقيقية، وتحرك الى مجهول يحاول ان يصل إليها يحاول ان يهرب من نفسه، أو يكذب علي روحه ….


❈-❈-❈

في الوقت الذي كانت فيه سهام تقود سيارتها بسلاسة الى حد ما، إلى أن أتاها اشعار على هاتفها المحمول،  اشعار يدل على ان العرض قد بدأ،  و إن الوسط قد بعثر، والاسوء أن الأشعار يدل  على ان ابنها ليس بالمكان، وان البار كود الخاص به بعيدا كل البعد عن مكان الموقع، الذي يتم فيه القتال الان …

ومن الخوف والقلق والرعب الذي شعرت به وهي تفكر ان ابنها قد أصابه مكروه، او انه اضطر ليفر هاربا كانت تنظر الى شاشة المحمول الخاصة بها،  وهي تحرك سيارته حتى انها لم تنتبه الى الطريق وهي تسمع صراخ اوقفت السيارة في اخر لحظة وهي تصطدم بذلك الذي كاد يعبر أمامها.. 

الصدمة التي ظهرت على وجهها وهي تفغر شفتيها تنظر بصدمة ودهشة وخوف وهي لا تعرف ماذا تفعل كادت ان تنزل من السيارة ولكنها لم تستطيع النزول او بمعنى اصح لم يمهلها احد النزول…

 تلك التي جذبتها وذلك الذي حاول ان يوقف السياره وكانها تفر هاربة،  وكأنهم يقبضون على مجرمة جذبتها من طرحتها وملابسها وهي تقول- هو عشان انتم راكبين عربيات احدث موديل تدوسوا على خلق الله…

-انت فاكره ان هنسيبك تهربي ده احنا هنشرب من دمك موت الراجل يا ظالمة موتي الراجل 

-الراجل بيموت حسبي الله ونعم الوكيل فيكم حسبي الله ونعم الوكيل فيكم …

حاولت سهام ان تقترب من الرجل إلا أنها لم تمهلها كانت تحاول أن تجذبها من ملابسها حتى انها بالفعل مزقت جزء منها، تلك الطرحة التي تخفي بها شعرها كانت الأن في يد تلك المرأة وهي تقول.  

- وكمان محجبة والحجاب يخليك تدوسوا على خلق الله انتم فاكرين ان انتم عايشين في عالم ثاني، مش تبص قدامك…

 لم تكون هي بمفردها بل كان هناك الكثير كانت كانها في عراك في حي شعبي، لم تعرف من اين اتوا كل هؤلاء البشر ولكنها لم تكن تهتم  بهم كل ما يهمها ذلك الرجل الذي صدمته…

في الوقت الذي اقتربت فيه سيارة الحراسة حاولوا ان يخرجوها من بين أيدي الناس الا أنها لم تكن تريد الخروج من الأساس كانت تحاول ان تصل الى ذلك الرجل لتعرف ماذا حدث له؟ هل هو على قيد الحياة؟  هل حدث له مكروه ؟  بينما الناس هناك يقومون بالاعتداء على السيارة في محاولة لتكسيرها او تحطيمها .  

الشرطه تتدخل بينما الحراسة حاولوا فعلا تخليصها وأدخلوها في السيارة الأخرى،  وطلب منها ان تذهب ولكن البشر المتجمعون والمتجمهرين في المكان رفضوا رفضا باتا انت تتحرك ، بينما اخرج فضل كرنية الحراسه وهو يخبرهم أنه المسؤول، ان حدث شيئا لن يتحرك حتى يهتم بالرجل في الوقت الذي طلب المسؤول الآخر عن الحراسة من سهام ان تتحرك بالسيارة.. 

 وهم يحاولون ان يسيطر على موجة الغضب من الناس بينما ساعدتهم الشرطة حينما علموا من هي ولان ما شعرت به في هذه اللحظات كان كثير لم تدرك ما يحدث لها لم تدرك ان شعرها ينساب على وجهها وان ملابسها شبه ممزقه وهي تتحرك بسيارته الى حيث امنها وامانها لا يوجد إلا هناك حيث ذلك القطاع . .

تحركت بالسيارة بسرعة البرق وكأنها لم تعد تشعر بشيء لم تعد تريد من هذه الدنيا الا ان ترمي نفسها في حضن.. ليحل مشكلاتها كما يفعل دائما..

 وها هي هي تدخل من الباب تحت نظرات الدهشة وصدمة من الجميع، شعرها دون حجابه كالعادة ملابسها شبه ممزقة يظهر جزء من جسدها حتى ان اغلبه الضباط هناك غض أبصارهم ينظرون أسفل..

 هم يعلمون جيدا رد فعله أن رأى أحدهم ينظر إليها وهو في هذه اللحظه قد يقتل بدم بارد ولا يهمه شيء دخلت الى تلك القاعة حيث يقوموا بالتدريب بقوة ومهارة يقف في المنتصف يرى الجميع يتنافسوا  ولكنه أخرجه من تركيزه صوت وهو يقول احمد التفت الى ذلك الصوت المهزوز الذي لا يشبه بصلة ولكن الصدمة ظهرت على وجهه يرى شعرها المسترسل يصل الى نهاية ظهرها ويتجاوز ينظر الى وجه الذي لوثته الدموع ينظر الى جسدها الذي ظهر جزء منه وهو يسرع إليها ينظر لها بصدمة ويقول 

احمد: مالك فيه ايه؟!


٠الفصل الثامن عشر 


للذئاب وجوه أخرى 5


بقلم نورا محمد علي 


كانت تتحرك وكل ذرة في كيانها ترتجف من الداخل والخارج، تشعر انها قشة في مهب الريح، أين ذلك الثبات والهدوء الذي تتسم به شخصيتها؟ أين تلك القوة والطاقة التي تنبع منها؟ هي الأن تشعر بشيء واحد، تشعر بأنها مذنبة مخطئة تحمل وزر أكبر منها، لأن الآمر صعب لدرجة لم تكن تتخيلها.

 هل من الممكن أن يستطيع أحد أن يتحمل ذنب  قتل النفس؟  هل تستطيع أن تخسر نفسها؟  وتحمل خطيئتها الملوثة بالدم، والتي تعد من أصعب الكبائر...بعد الشرك بالله.؟!


 هي التي لا تستطيع أن تقتل حشرة رغم كل هذا التدريب والتمرين، ورغم  انها  تعيش مع رجل أسهل شيء في حياته هو القتل!!


 انها تتحمل ذنب موت أنسان ضعيف الحال على كتفها، قد يكون اب له أسرة، و لديه زوجة و أطفال، قد تكون حياته  مهمة لأناس  كثيرة، ولكنها لا تدري ماذا عليها ان تفعل الآن؟ 


الا أنها ذهبت اليه وما أن نزلت من السيارة، بملابسها التي تعد شبهه ممرزقة، شعرها المسترسل، حجابها يواري القليل والباقي ينساب على ظهرها وعلى وجهها، عينها تدمع وكحلها يلوث عينها، وكانها طفلة لوثت نفسها، وجهها المبتسم عادة يحمل الحزن والأسى، عينيها تحمل الشتات والضياع، وهي تبحث عنه عن صخرتها وملجأها...


 تحركت أمام الجميع، والكل يغض بصره، ورغم الفضول  الا ان كلا منهم يلتفت لجهة الأخري،لا ينظر لأنهم يدركوا انه لن يتهاون مع أي منهم أن رفع عينه فيها وهي بهذه الصورة، تلك الملابس الممزقة لتكشف عن جزء ليس هين من جسدها، محيط رقبتها وبداية صدرها...

 كان يقف بين الجموع يقوم بالأشراف علي التدريب، يفعل المتوقع منه كقائد لهذا الجزء من القطاع والذي يعد لصفوة او للنخبة من رجال المخابرات...


 وقفت على الباب ترتجف وبصوت مهزوز خرج من بين شفتيها التي تحمل القوة عادة وتحمل الدنيا بينها من وجهة نظره...


 سهام: احمد ...

اخرج الصوت بوهن مما جعله يدرك  وجودها في المكان، ألتفت وعينه تجوب الحضور، حتى استقرت عليها بصدمة ووجع، وكأن الدنيا توقفت...


 أسرع ياخذها في حضنه وهي تنظر اليه بعين يملئها الحزن والوجع،وكأن عينها التي تحمل الحب والدفئ، لم يعد فيها شيء الا هذا الشتات والضياع الذي تشعر به..


و بين ما تشعر به، وبين الصدمة على وجهه، فرق شاسع وواسع، وهو يقول:

- في أيه مالك؟ ايه اللي حصل؟ انت كويسة؟ قولي ايه اللي حصل وانا أهد الدنيا علي دماغ اللي عمل فيكي كده؛ انطقي يا سهام ..


اخذ يسأل أسئله كثيرة وهو ينظر لها يحاول أن يخرجها من تلك الصدمة،  وهي لا تقوى على الرد، لا تقوى على الهمس، هي لا تستطيع ان تلتقط انفاسها، فكيف لها ان تبرر له؟ ما حدث، كيف لها ان تخبره انها بكل بساطة قتلت نفس؟ وما أصعب الإحساس بقتل النفس!! وما أصعب  احتمال الذنب ووزر ذلك!! على من يدرك فداحة الخطأ


 وبشفاه مرتعشة بينما واحدة من  المتدربات أحضرت لها كوب من الماء، وأخرى أحضرت لها شال لترتديه، و ساعتها  تنبهه الوحش أن ملابس سهام  ممزقة، تلك التي لم يرى أحدهم طرف اصبع...


وما أن أنتبه حتي كان يخفيها عن عيونهم  بذراعيه، يضمها داخل حضنه، وكأنها الدنيا بين يديه، ينظر لها بقلق وتوتر واستفسار، وعينه تسال الف سؤال، وكأنه ينتظر منها أجابة، بينما هي ترتعد وترتعد وفي النهايه همست..


سهام: أحمد انا عملت حادثة...


❈-❈-❈


 الصدمة على وجهه كانت واضحة، اخذ يحرك يده على كتفها ويحرك يده علي سائر أعضاء جسدها، من يدها ألي قدميها  ينظر في عينها وكأنه يبحث عن أصابة، وهو ينظر في عينها يستفسر وكأنه لا يقوى على السؤال، ولكن في النهاية رفع وجهها لتنظر له وهو يحرك يده على وجنتيها....


أحمد : انت كويسة؛ في حاجة وجعاكي؟! حصل لك حاجة؟!


 سهام: لا انا؛ انا خبطت العربية


احمد: فداكي اشتري ليك غيرها؛ كل ده عشان عربية هتموتيني يا سوا ... 


سهام: عربية أيه يا أحمد؟ انا خبطت حد والناس اتلمت وقعدوا يزعقوا، انا ما اعرفش أيه اللي حصل؟ انا في لحظة واحده ما قدرتش أوقف العربية، انا مش عارفة اعمل آيه؟!


 أحمد: وانت تعملي ليه، انا هتصرف انا اللي كنت سايق العربية، مش انتى اعتبري الموضوع منتهي...


 نظرت له بصدمة ودهشة وهي تهز راسها بالنفي:

- انت مش فاهمني ليه، انا مش قصدي كده، أنا لازم اتعاقب لازم اخد جزائى مش انت ..

 ضمها بذراع واحد ورفع هاتفه  وهو يقول. 


أحمد:  فضل مين اللي كان سايق العربية بتاعة الهانم؟! 


فضل على الطرف الآخر بينما فتح احمد السبيكر حتى تستمع لرده قال.


فضل: انا يا باشا، انا اللي كنت سايق العربية يا أحمد باشا..

 احمد: سمعتي،  يبقى تهدي خالص وانا أحلها..

سهام: تحل ايه؟ انت مش فاهمني؟ انا مش خائفه من العقاب انا استحق العقاب انا استحق أتعاقب  البلد فيها قانون واحنا مش في غابة ولا علشان مراتك؟؟ 

احمد: انتى قلتى عشان مراتي، وانا بقولك مش انت اللي كنت سايقة العربية...


 اخذت نفس طويل وهي تقول:

 انا مش عايزة منك كده: انا عايزاك تنقذه انا مش عايزه الراجل يموت..


أحمد:  نعم يعني إيه  أنا مش آله يا سهام.. 

سهام:  أنا ما قولتش كده ..

أحمد : كويس لاني  أنسان عادي مهما بلغت قوتي مقدرش أحيي حد ميت بس اقدر أعوض اهله و.


سهام : انا مش زيك انا ما اقدرش اشيل وزر الدم اللى على يدي انا ممكن اموت طول ما انا حاسه ان انا السبب؟ انت بتفكر في أيه انت عايز تريحني؟ وفاكر كده هبقي زيك 


 ضحك بسخريه وهو ينظر لها بصدمة ماذا تقول هي لا تشبهه في شئ، ولكن هذا ليس سيئ بقدر ما  كان الأسوء انه في شهر واحد يقولها ابنه، وها هي تكررها، "انا مش شكلك انا مش زيك" هل تظنه من صخر؟ أم من فولاذ ..

وما ان رأت نظرة عينه وتلك الصدمة المرسومة علي وجهه.. 


سهام: انا ما قصدتش انا !!

احمد: خلاص ملوش لازمة الكلام ..


واكمل كلامه مع فضل وهو يقول: 


- فضل حصل ليه ايه مات؟! 

فضل:  لا يا باشا عايش واحنا 

لم يمهله ليتكلم أو يبرر 

أحمد: انقله علي أكبر مستشفي  وأعمل الازم معاك معك شيك مفتوح  وشوف عيلته  وتواصل معاهم  مش عاوزهم ينقص عنهم حاجة  أنت المسؤول قدامي  كفاية المنظر اللي الهانم وصلت ليا بيه بدل ما ادفنك بالحيا .


اذدري فضل لعاب وهو يهز راسه ، وكأن احمد الديب أمامه! وكأنه لم يعد يقوي علي الرد.


  ولم ينتظر الوحش منه رد بل أغلق الخط  وهو يلقي التليفون علي طول ذراعه وهو يتنفس بصوت مرتفع وكأنه لم يعد يقوي علي احتباس أنفاسه !!


❈-❈-❈


اذدرت سهام لعابها وهي تشعر بالخوف، لأول  مرة  تشعر انها أخطأت ،خطأ لا يغتفر !

 ربما لأن  ما قالته دون تركيز كان قاسي ولذا ارتبكت وهي تهمس بصوت غير مسموع  ...

سهام: أسفة 

أحمد: ضحك بسخرية وكأنه لا يصدق  أنها تملك الجرأة لتعتذر وهو في هذه الحالة من الجنون  ودون أن يشعر  اقترب منها فشعرت بالخوف وهو يمسك ذراعها  بقوة غير محسوبة وهو يقول بصوت يخرج من بين أسنانه يشبه إلي حد كبير فحيح الأفاعي.. 


أحمد: علي إيه ولا ايه  علي أنك مش زي مش زي الوحش اللي انت متجوزاه، لا ومش كده بس إبنك كمان مش زيي، لما انا وحش اوي كده؛  انت ليه مكملة؟! ليه غاصبة علي نفسك انك تعيشي مع قاتل ومجرم وكأني سادي بيستمتع بالقتل ؟!

 سهام : أنا ما قولتش كده 

أحمد : هاه 

نظر لها ببرود يواري كومة الغضب المجتمعة في خلايا عقله وبين نياط قلبه الذي يشعر بتمزقها  من تلك الكلمة التي انسابت من بين شفتيها بسهولة وكانها لا تطعنه بخنجر مسموم  و تشير انه ليس كما توقعت وكأنها نسيت انه من قرر أن لا يقتل الا للضرورة، ولكن من نظرة عينها التي تنظر بها  له الآن!


 بصدمة وخوف  عليه وليس منه، رغم انه يدرك العكس يفكر في هذه اللحظة، يظن انها تنفر منه وتخاف وأن ما في قلبها ظهر علي لسانها.. 


مما جعله يضحك بصوت مرتفع من تلك الأفكار، التي تراوضه وكأنه يريد في هذه اللحظة أن يقول شئ

 واحد ؟

أن لعبة الجميلة والوحش ليست بالجمال الذي تتخيليه لأن في لحظة قد تنقلب عليكي، وتتغير المعطيات 

الا أن من أخرجه مما يفكر فيه  أمير  الذي أسرع لأبعاده عنها، وهو ينظر له ولشتاته والوجع المرسوم علي وجهه وهو يقول.. 


أمير: ايدها لا يا أحمد، انت فيك أيه؟


نظر له أحمد وكأنه يستيقظ من تلك الموجة التي تأخذه في حين اكمل أمير كلامه.. 


أمير: انت ناسي هي مين ؟!


ضحك الوحش بصوت مرتفع جعل الرجفة تسكن قلوب المتدربين الذي تراجعوا الي الخلف، أن كان هذا الغضب من مجرد.كلمة منها، وهو الذي كان يذوب من القلق والخوف عليها .. 


أحمد :  لا عارف يا  عايق الهانم تبقي المدام اللي مش زيي!!.

 

ولهنا ولم يضيف حرف واحد وتحرك ليترك الموجودين بعد أن أدرك وجودهم وكأنه تناسهم، ويتركها هي الأخري، ليس لشئ إلا خوف من أن يخرج شحنة الغضب التي تموج فيه؛  فيها وقتها قد تعرف أنه بالفعل وحش!!


أما هي ما ان خرج، تساقطت دموعها، وهي تقترب من ذلك الركن الذي القي فيه جهاز المحمول خاصته، وما أن همت أن  تجمعه حتي اقتربت ماريان  لتساعدها وهي تطالبها بالراحة  


بينما أمير يسأل عن ما حدث ولكنه لم يتلقي اجابة  ....


فماذا تقول له؟! وهي من قامت بتحضير الجن  ولا تعرف كيف تصرفه!! 


❈-❈-❈


أما هناك كان رحيم قد  أنساق بالفعل إلى قلبه!  وبعد ساعات كان  يقف  في مكان يسمح له بمراقبتها، يسمح له بأن  يكتفي من النظر لها !

 وما ان انتهت ورديتها  فهي الآن تعمل في أحد المطاعم، لقد إبتعدت عن ذلك المكان الموبوء، الذي كانت تعمل فيه، كما طلب منها من قبل لقد استجابة لطلبه، وبعدت عن مواطن الشبهات.

  ولكن هل هذا يكفي؟! وهو الذي يخون أهله وأمه ويلقي بتعاليم دينه وتربية والده وأمه !! عرض الحائط أن كان يظن أن من السهل أن يجد الخلاص، فهو  مخطئ هو ينساق ورأي قلبه وينحدر الي الهاوية يسمح لقلبه بالتورط، كل لحظة يقضيها هنا يتوط أكثر وها هو  يهم بالتراجع ليعود الي قبرص، قبل أن لا يستطيع العودة نهائيا فالان قلبه في الميزان وهي لا تناسبه حسيت طريقة كانت، ولو فكر بعقله لتراجع ولكن ذلك الشيطان الذي يقوده؛  دفعه  ليتحرك خلفها، وهو يصبّر نفسه ويعلل لها  وكأنه يجد عذر ومبرر  لما يفعله!


 وصلت الي ذلك الشارع حيث تقطن ولكنها في لحظة توقفت؛  وكانها تشعر بأنها مراقبة، وشعر بأن هناك من يتبعها كظلها!


 التفتت تبحث حولها فابتسم وجذبها من ذراعها وهي تلقي بنفسها في أحضانه، بعد أن تغلغلت في انفها تلك الرائحة التي تحفظها،  رائحته هو  نفسه، وليس مجرد عطر،  أخذت تهمس بأسمه وكأنه أكسير الحياة . 


ليزا :ريان ريان 

ضمها دون أن ينطق  رفعت وجهها لتنظر له ودون أن يترك مجال لعقله إنقاد و إقترب من شفتيها يقبلها بشغف وشوق ايام طويلة، انتظر أن يتذوق زهرة فمها اليانعة! وكأنه في هذه اللحظة يتحرر من هواجس  ويمتلك ما يريد  دون أن يترك لعقله المجال لرفض..

 اما هي بادلته بشوق وكانها اعتادت أن يقبلها الرجال، ورغم أن ذلك غير صحيح، الا انه شعر  بأنها تريد أكثر من مجرد قبلة،  وهي تتحرك في حضنه تقربه أكثر وهي تهمس من بين أناتها الملتهبة بأسمه ريان  اشتقت اليك  لما تركتني كنت انتظرك حبيبي ؟!


تجمد في لحظة ما ان قالت حبيبي

اما هي جذبته من ذراعه ليصعد معها بدل وقوفهم في الشارع الا أنه نظر لها باستفسار  


ليزا: ألن تدخل ! سوف  تظل معي  لن اتركك اني أريدك ريان اريد حبك وحضنك وكل شىء!

 

شعر بالتردد للحظة  ولكن سؤال يطرح في عقله  لما لا؟ هل آتي الي هنا وعرّض نفسه للخطر ولأمكانية أن يُكشف من هو؟  لمجرد ان يراها ويكتفي بضمة  خاطفة، وقبلة  حتي لو كانت جامحة !

كانت تجذبه وهو لم يعترض، يريد ان يترك نفسه عله أن يتذوق ما يريد؟  لعله ينساها و يخرجها من رأسه ؟!

ولكن هل هناك مخرج بعد  ما يفكر  فيه...؟؟؟


❈-❈-❈


بينما هناك  كانت سهام تجلس مكانها وهي تراجع نفسها غافلا عن وجود الجميع ، بينما أمير يسأل  غيرها عندما تسرب له اليأس  من  أن ترد عليه .


 ردت  شهد وهي تقول  ما حدث دون تفصيل 


جلس أمير أمامها وهو يقول.  


أمير : طيب ٱهدي و هو أكيد ما يقصدش يزعلك هو انفعل من غير ما يقصد، يعني انت هتتعرفي عليه النهاردة ، ده روحه فيكي .


رفعت عينها له ولم ترد فهو يتكلم دون أن يدرك أنها أخطأت  خطأ لا يغفر !

 

فماذا يقول أمير هو لا يعرف كم أوجعته ؟! ولا يعرف كم هي موجوعة  ؟! مما حدث ومما فعلته وبين ما فعلته وما قالته كانت الهاوية؛ التي  قد تنهار فيها علاقتهم  لقد كان كل ما في عقله أن يطمئنها ، بينما كل ما في نفسها أن تأكد له انها تختلف عنه ، وقتها بهت وجهه وهو يدرك أن كل ما قصدته شئ أخر عن ما يحاول فعله !


نهضت دون أن ترد علي أمير وتحركت إلى مكتبه بينما وقف أمير يطالبها بالعودة.

  

أمير:  مش وقته هو بِعد عشان مش يدايقك لو سمحتي اسمعي كلامي أحمد مش شايف قدامه يا ام رحيم ..


ولكنها لم تستمع له لم تقوي علي الوقوف فهي تدرك أنه يتألم ومع كل خطوة تخطوها كانت تشعر بالخوف مما حدث ومما قد يحدث !


فتحت باب مكتبه دون أن تطرقه بينما أمير ظل واقف في المنتصف لا يعرف أن كان يستطيع أن يكمل أو يتدخل في هذا الوقت؟ أم عليه ان  ينتظر علها تستطيع ان تنسيه غضبه وان تخترق تلك القشرة التي ظهرت في لحظة بين  نظرات عينيهما وبين  قلبيهما. ...


❈-❈-❈


بينما هناك كانت  إلينا،  تشرف علي تجهيز بيت الضيافة،  وتضع اللمسات النهائية،  وهي تمني نفسها بقرب حضور عادل الذي أشتاقت له ولحضنه وهي سعيدة بعودتهم  مثل ما هو سعيد بحضور عائلته .  


وقت أروي بالباب تنظر الي ما تم تنفيده بأبتسامة وهي تقول 


أروي : ماشاء الله بصراحة مش متخيلة كل ده يحصل بسرعة  كده يا إيلي هانم .؟


الينا: أيه رأيك ؟ 

أروي :  أكثر من رائع يا مامي  بجد تسلم أيدك  

ابتسمت إلينا وهي تضع بعض اللمسات  ومن بينها ذلك الصندوق الذي يحوي مجسم للسيد المسيح  وصليب من الفضه في أحد الأركان . 


نظرت لها أروي بدهشة ؟ ولكنها لم تعقب  فهي لا تريد أن تتكلم في هذا الموضوع الشائك، وخاصة بعد أن رأت  ذلك الفيديو الذي تم تداوله  على  مواقع التواصل الاجتماعي...


اما هناك  كانت داليدا  تراجع نفسها ،وهي تفكر هل  هناك من يستحق كل هذا  الحب  ؟ لا ليس كل هذا الحب؟ هل هناك من يستحق كل هذا العذاب  الذي تشعر به؟  وأن كان الحب لعنة فهي تريد الخلاص !

 وان كان مرض فسوف تبحث عن علاج، علها ترتاح وتصل الي ما رسمته  لطريقها ، ورغم أنه ارتاحت لمجرد ان أيدت أمها قرارها برفض هارون.  


فلن تترك مجال لقلبها ليحكم هذه الأيام الحاسمة والضرورية في حياتها ومستقبلها وتحديد مصيرها.وحلمها...


وها هي  تخرج تلك  الأفكار من رأسها..


اما هناك في القطاع  ما أن دخلت الي مكتبه  وجدته مكفهر ويظهر الغضب علي وجهه!  وليس الغضب فقط بل  مشاعر متضاربة  ما بين حزنه من أنفعاله عليها أمام الحضور وهو الذي لم يفعلها من قبل، وبين كلامها الذي يشعره بالوجع ..


اقتربت منه  دون تفكير ولو كانت تحمل ذرة من العقل لأختبأت حتي لا يصب عليها نيران غضبه .!


ام هي قبل أن يتكلم كانت تلقي بنفسها في أحضانه  وكانها تشتكي له  منه وهي تترك لدموعها العنان  .. 


ورغم كل ذلك الوجع  في قلبه الا أنه تضاعف عندما بللت دموعها قميصه وهي تقول 

سهام:  حقك عليا يا حبيبي حقك عليا يا احمد، أنا خانني التعبير،  بس ما أقصدش أني ازعلك، أنا ما كنتش شايفة قدامي! انا مش مصدقة اني وصلت هنا!  أنا لما الناس هجموا عليا وحاولوا يطلعوني من العربية كأني مجرمة ؟


بهت وجهه وهو يستمع لها..


سهام: ما حستش بحاجة غير أني خايفة علي الراجل؟ خايفة يموت؟ ده مش مجرم ,ولا متهم, ولا خاين, ده انسان طالع يشوف أكل عيشه وأنا بسهولة عشان سرحت  كان ممكن يموت؟!


عارف وقتها ما حستش بالست  اللي بتقولي عشان راكبين عربيات تدوسو علي خلق الله ! ولا حسيت بأي  حاجة تانيه،  ولا حتي كنت 

عاوز ة الحراسة تطلعني! 


 أن كنت عاوزة اطمن عليه  وبعدها أهرب لحضنك!  مش عشان تحميني من العقاب عشان وقتها بس حسيت إني يتيمة!  حسيت ٱنك ضهري وسندي وراجلي ما كنتش عاوزة غير انك تحضني وطمني علي الراجل الغلبان .


اربت علي كتفها وهي  تمتص غضبه بكلماتها التي تشعل في قلبه العشق هي تبحث عنه لتطمئن ..


سهام:  كنت محتاجة منك تطمني علي الراجل مش علي نفسي لاني مجردوجودي بين ايدك يطمني يا وحش انت عارف اني مليش في الدنيا غيرك 

ابعدها عن حضنه وهو يقول  

احمد:  اهدي  

سهام:  وانا بعيد عنك  وعن حضنك اهدي ازاي؟! 


ورغم ما يشعر به ابتسم  وهو يعيدها لمكانه الطبيعي حيث تنتمي 


❈-❈-❈


وقتها  ارتفع رنين هاتف المكتب  تحرك مرغما  ليرد .


احمد :  هاه يا فضل في جديد ؟

فضل : لا سيادتك،  انا بس حبيت اعرفك اننا في المستشفي مع الحالة، وهو داخل عمليات والدكتور بيقول الحالة مش سهلة وممكن ..  ؟!


احمد:  العمليات بدأت  

فضل:  لسه 

احمد:  إديني الدكتور 


وما أن قال الطبيب :  الووو 

احمد:  الحالة اللي عندك دى، حياته تهمني، يعني لو حصل ليه حاجة ناتجة  عن تقصيرك أو تقصير المستشفي؟  أسهل حاجة اعملها اني اقفل المستشفي وارميك  في السجن ؟


الطبيب : مين حضرتك  ؟!

احمد :  الواء احمد المصري المسئول عن الأمن العام ...


اذدري الطبيب لعابه وارتبك ولكنه أكد عن  اهتمامه بالوضع.

  

احمد:  هقفل  وأكلمك بعدين بس وقتها موته قصاد موتك؟

 

وأغلق الخط وهي تنظر له بدهشة وصدمة .


احمد:  أيه  مش عاوزاه يعيش ؟


هزت رأسها بموافقة .


احمد:  يبقي بلاش تبصي ليا كده ؟!


اتاه صوت فضل من الجهه الأخري 

 

فضل:  يا باشا احنا وصلنا لبيته  ومراته بتقول انه تعبان ومريض كلي وكأن محتاج زرع و ..!!!


احمد :  تمام بلغ المستشفي تعمل اللازم وتشوف لو فيه متبرع  أو  لو فيه إمكانية انهم  يعملوا العملية  ومش هوصيك علي بيته  معاك شيك مفتوح ؟


انهى المكالمة ونظر لها وهو يقول شوفتي  وقع قدام عربيتك عشان تنقذيه مش تقتليه!!

 

سهام : مش فاهمة قصدك ...؟؟


احمد : هقولك ......


الفصل التاسع عشر 

للذئاب وجوه اخري(5)

بقلم: نورا محمد علي 


كانت تنظر له باستفسار، وتسأل وهو يقترب منها، رغم ما به من انفعال مكبوت ووجع؛ من آثار كلامها، حتى لو حاولت التبرير والتفسير، إلا أنه لا يريد في هذه اللحظة، إلا أن يطمئنها وها هو القدر يفعل دوره في هذا المجال، فلقد كان الرجل الذي صدمته لحاجة ماسة للعلاج وها هو يحظى عليه والسبب ذلك الحادث الذي تعرض له...


أخذ الكلام ينساب من بين شفتيه وهي تستمع له بابتسامة، وهو يحرك كف يده على كتفها، وهو يكمل كلامه!


بينما هناك كان ياسين قد وصل إلى البيت الأمن، بعد أن انتهت المهم على أكمل وجه، في الوقت الذي جميع المشتركين يرجعون من طرق مختلفة، ولكنه يصلون إلى نفس البيت، كلا يحمل تقريرا في عقله، وابتسامة تأكد أنه راجع محملا بالنصر، حقق ما آتي من أجله، وها هو كل شيء يبدوا طبيعيا الكل يسرع

ليتخلص من آثار المعركة، بعض قطرات من الدم نتاج رزاز تناثر علي وجهه، أو حتى كف يده، البعض قد أصاب، ولكنها إصابات سطحية أو تكاد لا تذكر، رغم أن المهم تعد غاية في الخطورة إلا أنها تبدو بسيطة في نفس الوقت...

لقد تم تدمير المكان الأساسي للمنظمة، بالإضافة إلي باقي الفروع التي كانت في أكثر من مكان ،حيث تم التفجير في نفس الوقت ولكن المقر الرائيسي ، تم التأكد من التخلص من كل شيء فيه بالإضافة للوصول إلى السيستم ونقلتم كل البيانات وكل المعلومات، التي تخص تلك المنظمة التي تشبه إلى حد كبير الأخطبوط، له عدت أذرعا في أكثر من دولة، ولكنهم استطاعوا أن يقطعوا دابر المنظمة من الأساس،


وها هو ياسين يتأكد من أن الجميع بخير، يترك المجال لكل واحد فيهم أن يغتسل ويبدل ملابسه، ويستعد لأن يأخذ طريق آخر أن يتحرك في خطة الانسحاب من المكان، ولكنه بهت وجهه عندما لم يجد رحيم في البيت الأمن، وها هو يجري اتصالات بأكثر من مكان، ليتأكد من أنه ليس موجودا في أحد المواقع الأمن!!


وها هو القلق يتسرب إلى قلبه ويشعر بالسوء قد يأتي، عقله يكاد ينفجر ليس خوف من رد فعل أحمد أو حتى جودي التي تعتبر رحيم صديقها المقرب، وهو نفسه يعتبره أكثر من صديق أنه كاخ له، ورغم أنه واثق كل الثقة في مهارة وقدرة رحيم، الا ان الخوف بدأ يتسرب قلبه، وسؤال يموج في عقله أين هو الان؟! 

هو متأكد من انه كان بخير لقد تحرك ما ان قام بتصفيت مدير المنظمة هز رأسه له قبل ان يتحرك بدراجته البخارية!!

ولكن اين هو؟! والأهم من اين هو هل هو بخير هل علي ياسين ان يقلق ام يتريث لبعض الوقت!!

ام هناك ما ان انتهي احمد مما  يقوله لسهام،  التي لم تجد رد الا ان تلقي بنفسها في حضنه وكانها استمد منه الامان، وهي تحرك كفها علي ظهره وكانها وجدت ملاذها بعد كل ما حدث!! ورغم انها لم تبتعد عنه ولا زالت تضع رأسها علي قلبه الذي ينبض بقوة تحت اذنيها الا انها قالت...

سهام: احمد

أحمد: رد بهمهم تخرج من فمه

سهام:  ليسة زعلان مني.

أحمد :  لا

سهام : بجد

أحمد : آه

سهام : طيب ممكن اطلب منك طلب؟

أحمد وهو يبعد رأسها لتنظر له وهو يقول:

 بتسألينى يا سو من أمتي بتسأذني يا هانم

سهام:  أصل عارفة أنك زعلان

 دقات قلبك قالت ليا؛ إنك لتحاول تبان هادي بس جواك  بركان وأنا عارفة أنه من حقك،  وعارفة أني غلطانة وان التعبير خاني، بس برضو عارفة أنك كريم وان سو حبيبتك تستأهل..


ابتسم نصف ابتسامة وهو يهمس بصوت حميم...

أحمد : يعجبني فيك ثقتك بنفسك.


سهام:  ثقتي بس

رفع حاجب واحد كأنه يرد بعفوية وهو يقول:

 أنتي شافية إيه

سهام : شافية أني كل حاجة فيا عجباك!

ودون أن يشعر ضحك بصوت مرتفع ولكنها كانت ضحكة تحمل المحبة وليست كتلك الآي سبقتها في الخارج والتي كانت محملة بالسخرية!!

نهض وتبعته  ودون أن يشعر مرر إبهامه على خدها وهو يقول: هي مش أغنية؟!

سهام : هي إيه دي؟!

أحمد:  يعجبني كلك يا وله كلك تعجبني ولا إيه؟

سهام : أيه؟

أحمد رجع خطوة وهو يقول:  لما نروح ابقي اقولك!

سهام : بس أنا مش عاوزة أروح أنا عاوزة اطمن علي الراجل و...

أحمد : حاضر يا ستي نروح نطمن علي الراجل

سهام : أنت جاي معايا؟!

رفع حاجب واحد رد علي سؤالها وكأنه يقول أنت شايفة إيه؟


❈-❈-❈


تحرك إلى الحمام وبعد قليل كان يخرج وهو يقول: ادخلي اغسلي وشك، واقلعي الهدوم دي...


نظرت له باستفسار ولكنها تحركت كما طلب ولم تمر دقائق حتى كان الباب الخارجي لمكتبه يطرق و"نيسان " تقف به تحمل ما طلبه منها أحمد بيه هز رأسه لها وهو يأخذ ما أحضرته ليذهب إلى حيث الحمام وبعد طرقة خفيفة فتح الباب وهو ينظر لها ولذلك الخجل المرسوم على وجهها وهو يضع لها الملابس...

أحمد : هتصل  بالتليفون علي ما تخلصي ولا تحبي أساعدك؟!

ابتسمت وهي تهز رأسها بالنفي، بينما تحرك هو وابتسامة علي وجهه...

امسك هاتفه المحمول الذي وضعته على المكتب وأخرج الشريحة منه ووضعه في أحد الإدراج بينما وضع الشريحة في تلفون آخر نفس الشكل والتصميم وهو يعيد الفيزا الخاصة به إلى محفظته...


كانت تخرج معه من باب المكتب نظر لها أمير باستفسار ولكنها لم ترد وهي تتحرك.


ماذا قد تقول له؛  لقد مر عليها لحظات كانت تشعر  بالخوف من نظرات زوجها، التي لم تراها من قبل وها هي استطاعت بأعجوبة ان تحتوي الموقف، ان تفسر تلك الكلمات الرعناء التي خرجت من فمها، دون ان تدركها.

 هزة خفيفة من رأسها لأمير كانت تكفي بينما رأسها الذي كان يحمل تخبطات نسى في غمره كل ما حدث السبب الاساسي لذلك  الحديث نسى في غمره كل ما حدث انها كانت تشعر بالقلق والخوف على ابنها حتى انها لم تعد ترى امامها وانعدام الرؤيه وقامت بتلك الحادث الذي كاد ان يؤدي بحياه رجل بريء ، رجل خرج يسعى من اجل ابنائه واسرته رجل رغم المرض كان يتحدى  الظروف من اجل  جنيهات،  قد تكفي  بالكاد ما  يحتاج اليه بيته، في اليوم ولكن في اللحظه التي وجدت الغضب والحزن  و الصدمة على وجه احمد لم تنسى فقط خوفها بل نست  كل شيء وهي الان لا تفكر الا في الاطمئنان على ذلك الرجل بينما يفتح لها باب السياره وكانه تناسى ما حدث يساعدها لتجلس،  يشعر بانهيارها  المكبوت وكانها رغم كل ما سمعته منه وما قاله لها تظل   الى الان تحمل نفسها ذنبا لا يغتفر وهو من وجهه نظره يدرك انها  لم تعني اهانته .


 لم تعني شيئا على  الاطلاق هو اكثر الناس درايه بها تلك التي ينطلق لسانها بسرعه الضوء،  حينما تشعر بالخطا تلك التي باقل كلمات استطاعت ان تحتوي ذلك الغضب الكامن بداخله؛  لتجعله يفعل اي شيء من اجل ان يرى ابتسامتها مره اخرى.


 لم تقترب منه ايحاء او اغراء او ابداء رغبه بل كل ما فعلته ان جعلت عيناه تنظر الى صورتها الاكبر وتفكيرها الاعمق وكل ما فكرت فيه انها لا تريد حمايه منه انها تشعر بالامان في وجوده  وهذا فقط يكفي انه  امامها لذا سعت اليه دونا عن غيره لترتمي بين ذراعيه كأنها مثل الغريق الذي يبحث عن قشه تنجيه مما هو فيه.


 وهذا هو يفعل كل ما عليه من اجل ان يطمئنها.  تحركت معه في السيارة  ولم تدري  لما اقتربت منه لتضع راسها على كتفه بينما هو لم يبعدها او يفعل شيء سواء احاطها بزراعه الاخر يربت على كتفها يحاول ان يطمئنها ببعض كلمات وابتسامه ترسم على وجهها وهي  تقول :

 ربنا ما يحرمنيش منك يا احمد انت عارف انا كنت باموت حرفيا انا مش عارفه اقول لك ايه مش عارفه انت سامحتني بجد ولاً؟


 ابتسم وهو يحرك ابهامه على خدها وكان هذا هو الرد وكان هذا هو ما لديه للرد الأن : 


نامي يا سو المسافة  طويله حتى كان يتوقف بسيارته امام تلك المستشفى الخاصه التي تعد عالمية   يعادل اليوم فيها مبلغ وقدره ومع ذلك لم يكن  شيء مهم له .


 كل ما يهمه  ان يطمئنها ويجعل السلام النفسي يزور  قلبها مره اخرى.


 ابتسمت وهي تضم نفسها اليه قبل ان تنزل من تلك السياره، وكان هذا ردها على ما يفعله كل ما يفعله من اجلها،  يساوي الكثير وهي تسير بجواره خطوه بخطوه الى ان وصلت الى حيث يقف فضل وباقي الحراسه نظرات عينها الى هؤلاء المتجمعين.


ربما لو كانت بمفردها كان رد الفعل سيختلف،  كانت  من وجهه نظرهم هي السبب ولكن في نفس الوقت يدرك انها هي السبب في علاجه ، الذي يحصل  عليه الان .

❈-❈-❈

تلك الزوجه التي تقف لا حول ولا قوه لها ، بجوارها طفلين صغيرين الكبير فيهما لا يزيد عن ادم ابنها وهي تنظر لسهام لا تعرف ان كانت نظرتها تحمل العفو ام تحمل الاتهام ولكنها لم تتكلم بحرف واحد ولم تحاول ان تقول لها شيئا،  او تبرر او حتى تتهم ولكن في هذه اللحظه اختار  طبيب الوقت يخرج وهو ينظر الى ذلك الواقف  بكل ثقه وقوه وكانه يملك الدنيا وما عليها رغم انه يتعامل مع الناس حوله بتواضع،  وهدوء توجه له هو ! وهو يدرك  انه من كلّمه في الهاتف وهو يقول الطبيب: 

 الحمد لله الحاله كويسة والعمليه خلصت بسلام وهيدخل  في مرحله علاج الكلى هنشوف متبرع  او لو في اي حاجه مناسبه له هنا او حتى بره زي ما حضرتك امرت .


 كان يتكلم واحمد يكتفي بهزه خفيفه من راسه ولم  ينطق بحرف ، ولكن ما ان  أكمل  الطبيب في ان هذه العمليه قد تكون مكلفه بصوره مبالغ فيها .


 رفع احمد حاجبه وهو يقول:  انا قلت لك حياته  اصاد حياتك ،  انا قلت لك اعمل اللازم قلت لك ما تحطش الفلوس في حساباتك .


هز  الطبيب راسه بينما سهام تربت  على يد أحمد  وكانها تحاول ان تهدئه تطلب منه التريث والهدوء.


 بينما شعرت  تلك الزوجه بالخوف؛  لقد ارعب الجميع انفعاله بمجرد اهتمامه بزوجها هي لا تدري هل هذه اراده الله الذي جعل زوجها يسقط امام تلك السياره ، التي كانت سببا في علاجه ،  من كل شيء ولكن ما ان تحرك الطبيب وهو يتمتم باي كلام يسرع  الهروب من هذا المكان ومن امامه ، وهو بالتحديد حتى القت نفسها في حضنه.


 وكانها لا تريد شيئا الا ان تهرب اليه ،  فهي تقول : 

ربنا ما يحرمنيش منك ، انت عارف انا كان ممكن اموت لو حصل له حاجه .


 وقتها الرد الذي لم يتوقعه احد ولم تتوقعه هي نفسها.


 احمد : الدنيا كلها تموت وانت لا! آخر مرة تقولي كده،  الدنيا كلها تموت وانت لا يا سو !   كان يتكلم وهو يحرك يده على وجهها وكانه يهدئها  و هي دفنت وجهها في صدره وكانها هنا وفي هذا المكان تمتلك الدنيا،


 وهذا هو مكانها الطبيعي بينما فضل حاول ان يبرر او يفسر الا ان نظرة احمد جعلته بلع  لسانه مع باقي كلامه.  الذي لا  حاجه له بسماعه الان يكفيه ما يحدث نظره الى تلك الزوجه وهو يقول: 


ممكن تطمني وأي حاجه انتم محتاجينها مش محتاجه انك تقولي عليها.

 كل طلباتكم مجابه والبيت احنا متكفلين بيه بكل اللي ممكن يحتاجه أولادك  و جوزك وكل حاجه.


 كان يتكلم معها بهدوء ورويه  وكانه ليس ذلك الذي ارعب الطبيب منذ لحظات.


 اما الزوجه فاكتفت ان هزت راسها وابتسامه ترسم على وجهها .


 من هو رغم الوضع الذي هم فيه دعت له بصلاح الحال هو وزوجته وهي هتقول: 


 ربنا يبارك فيك يا باشا ربنا يخلي لك الست ويخليك ليها..


 ابتسمت لها سهام وهي تقول:

 اعذريني والله انا مش عارفه ايه اللي حصل، ومش فاكرة ايه السبب انا أول مرة اعمل حادثة بس والله غصب عني .


 ابتسم لها احمد وهو يراها كيف تطيب خاطر  تلك المراه تحاول ان تواسيها وتربت  عليها وكأن كل ما يفعله ليس كافيا.

سميرة: حصل خير يا هانم نصيب ..


❈-❈-❈


 بينما في هذه اللحظه كان هناك من يستعد للرجوع الى الوطن يتحرك بتلك السيارات الفارهة ، الى حيث المطار حيث ستقوم  طيارته  الخاصه ،

كان عادل يتحرك و امه واخته وباقي عائلتها يتحدث مع جوناثان الايطاليه بطلاقه  يتحدث مع اخته العربية  ومع امه بالفرنسيه وكانه متعدد اللغات ولكن امه كانت تشعر بالفخر به  ومن تلك المعامله التي يعاملون  بها لمجرد انهم ينتمون له.


ذلك اللقاء الصحفي كان الاول ولكنه لم يكن الاخير ها هي عدسات  الكاميرات تحاول ان تلتقط بعض المشاهد والصور لهم ابتسامته الخفيفه للبعض و نظراته الزاغرة  للاخرين وكأنه يقول كفى ..


وهو  يحاول  ان يساعد امه في خطواتها البطيئه ويحيطها بذراعيه  هى  و اخته وهو يسير بينهما وكانه يقول هم عائلتي  وأنهم ينتمون لى.


 ولا يفرق معي اي شيء من ما تقوله الصحافة ومنشيتاتهم  الكاذبة .


ولكن نظرة الغضب لهؤلاء  تغيرت بابتسامته وهو يمد يده لامه لتصعد تلك  درجات  سلم طائرته الخاصه التي تراها لاول مره تلك الدهشه التي ظهرت على وجهها وابتسامه جوناثان التي تحمل مزيد من الافكار ما هذا الثراء الذي هم فيه.


 هل هذه الطائره ملكه بالفعل هزت "اوديل"  راسها لتجاوب على السؤال الذي لم يساله والدها وهي تقول بصوت يشبه الهمس وبلغة  ايطاليه:


 اجل انها له يا والدي وليس هذا فقط ان اخي يملك الكثير .


هنا لم يشعر جوناثان  بسعاده كما كانت تتخيل ابنته لقد شعر بانه هناك فجوة كبيرة بينهم كيف يستطيعوا ان يجاري هذا الثراء الفاحش؟ كيف ينتقلون هذه النقلة مرة واحدة؟ كل ما يفكر فيه جون الآن  لم يكن إلا الخوف مما هو أت وهذا ما ظهر على وجهه بوضوح ..


 وقتها تحرك عادل داخل الطائرة وابتسامة ترسم علي وجهه وهو يجلس بجوار جون كما يحب ان ينايه جوناثان، وهو يربت على قدميه ويقولبلغة إيطاليا  : 


كل هذا لا يساوي أن أراها كل هذا لا يساوي أن أضمها إلى صدري، كل هذا لا يساوي انا اشعر بأن أمي لا زالت على قيد الحياة.


 أطمئن ايها العم جون لا تنظر إلى الغلاف، ولكن اقترب من  الكتاب فأنه يحوي أكثر بكثير مما قد تراه من الخارج.


❈-❈-❈


اما هناك كانت الحراسه تفعل ما عليها تتبعه تعدوا عليه انفاسه تحسب الثواني والدقائق ذلك التقرير الذي وصل لسيادته للاسف لم يصل اليه لقد وصل اليه في ذلك الوقت الذي حطم فيه جهازه المحمول وفي اللحظه التي حول الخط من موبايل الى الاخر فقد بعض المعلومات التي لم يهتم لها في ذلك الوقت كان كل ما يهمه ان يطمئن على تلك الحاله التي اصابتها سهام والتي تشعر بانها تحمل وزرها فوق كتفيها ورغم انه يحاول الان ان يطيب خاطرها الا انه لا يدرك ان في غمرة  ما هو يضمها بين يديه ويحاول ان يقدم الدعم لتلك الاسره كان ابنه يقف على شفير الهاويه.....


 تحرك معها بالفعل  الى باب البيت حيث  ما كان يقوده في هذه اللحظه قلبه .


الذي استخوذ على زمام اموره لحظه واحده . والتى قد تكون الفارقه في حياته القادمه ولم يترك له مجال ليفكر  ولم تكن تنتظر  شيء الا ان تضمه اليها تقربه منها انسابت  بين يديه تقترب من شفتيه تقبله بشغف وكانها تسمد منه الحياه لم يبعدها ولم يبتعد وها هو يتحرك معها يخطو  على ذلك الدرج وكل خطوه لا يصعد بها الى اعلى بل ينحدر الى اسفل كل شيء في هذه اللحظه خارج من النطاق العقل والوعي هو يريدها واتى من اجلها اتى ليضمها الى قلبه ولكن هذا القلب المتقلب قد تكون نهايته الضياع والهلاك في الوقت الذي اغلقت فيه باب الشقه عليهما نظرات  عينها كانت تحمل الكثير والكثير هي لا تريد في هذه اللحظه الا هو لا تريد في هذه اللحظه الا ان تضمه الى قلبها وحضنها  ان تاخذه الى ذلك الفراش حتى تشبع ذلك الجوع الذي في احشائها وكانها لا تريد من الدنيا الا هو .


❈-❈-❈


بينما هو ينظر اليها اقتربت منه وكانها لم تعد التقوى على التحمل القت  نفسها في دوامه من المشاعر القويه تقربها منه وهي تتحرك بين الزراعيه وتخطوا  بعض الخطوات الى داخل تلك الشقه الصغيره وها هو يرفعها بين ذراعيه ويتحرك بها الى ذلك الفراش.


 والي هنا وتوقف العقل عن التفكير هناك لحظه واحده فاصله بين ما يريده وما يفعله وبين وجوده في هذا المكان بين كل ما تعلمه في الماضي الان لم يكن فقط قلبه في الميزان بل عقله ودينه وانتمائه لبلده ومكانته الاجتماعيه عليه ان يدرك ان هناك بعض العثرات  قد تجعلك تضل الطريق.


 ولكن في لحظة هل تستطيع ان تقوّم رغباتك انت وما ينبع من داخلك هناك اختيارات كثيره ان لم يستطيع هو ان ينتقي الافضل  منها ويبتعد عن الضلال فلا يوجد غيره  يستطيع ان يفعل.


 لحظه واحده قبل ان يغرق في ذلك البحر المزين بالعسل بينما يوجد بداخله الهلاك وبين ان يفر هاربا،  ولكن هل يستطيع الفرار وهو في هذه الحالة من التيه والتشتت والرغبه الجامحه التى بداخله وفي هذا المكان الذي يشبه الى حد كبير الفخ المزين باغراءات  قد تجعل العصفور يقتحمه .دون أن يفكر في نتيجه افعاله..


إقتربت من شفتيه تقبله بشغف وقوه وكانها لم تعد تقوى على الانتظار.


تلاقت عيناهما في  نظره اخيره وهو يوازي الافكار في راسه هل يلقي بعقله عرض الحائط ام  يلقي بقلبه في دوامه الهلاك.


 ام يفر  من هذا الاختيار الذي قد يكون لا نهاية له


❈-❈-❈


بينما  هناك ياسين يكاد يصل الي الذروة يكاد ينفجر  كلما مر الوقت ولم يرجع رحيم او يتصل، لقد مضت عدة ساعات، وهو عاجز عن ان يفعل شئ، وفي نفس الوقت يخشي ان يحاول البحث عنه فيكون سبب ليأذيه، واصابته بضرر عليه ان ينتظر بغض الوقت فرحيم ليس طفلا! 


ولكن ماذا ان حدث الأسوء؟! 


ماذا يستطيع ان يقول لأحمد الديب او الوحش هل يستطيع ان يواجهه او يواجه  سهام نفسها  التي تعتبر اولادها اغلي من كل شى في هذه الدنيا  والذي يعرف جيدا ما مرت به..

اقترب منه جورج  وهو يحاول ان يخفف عنه ، وهو يقول دوت ان ينتظر من ياسين طلب او  ان يسال 


جورج:  هيرجع  انت اكيد تعرفه اكار مننا  ..

ياسين:   بتتكلم عن مين ؟! 


جورج وهو يتجاوز مساحة كبيرة ويقترب  من ياسين يربت علي كتفه، 


جورج : الماجيك  انت عارف اكتر مننا ليه لقب بالماجيك  ده ساحر اكيد هو محتاج يختفي ومش بعيد تلاقيه  داخل من الباب 


نظر له  ياسين بأستفسار  وكاد ان يشق وجهه إبتسامة لم تصل إلي عينه بعد.. 


عندما استمع الي جرس الباب  وها هو الطارق يفتح ...


نظر ياسين بأستفسار ولكن .. 


الحلقة العشرون

للذئاب وجوه أخرى 5

بقلم نورا محمد علي


الحيرة التي غاص فيها ياسين طوال اليوم، كادت أن تنتهي حينما وجد الباب يفتح؛ وكأن من يفتحه يعرف جيدا ما يفعله، تلاقت عينه بعين رحيم الذي يقف على بعد أمتار، لكنه كان ينظر داخل روحه في نظرة طويلة لخصت الحكاية، وهو الآن متأكد من شيء واحد، أن رحيم وقع في المحظور! أو علي أفضل الإحتمالات، ربما استطاع أن يخرج وإلا لما هو هنا الآن؟


 أقترب منه رحيم وهو يحاول أن يواري ألمه، ويدعي ثبات أنفعالي ليس بالسهل، أن يظهره أمام من علمه الثبات سنوات، ولكنه أخذ يتكلم في أنه استطاع أن يفر الى احد الاماكن! واستطاع ان يصل الى بر الأمان، ومضى وقت طويل وهو يحاول أن يتاكد من أنه في أمان وانه غير متبع من أحد أو مراقب ، ولن يعرف مكانه ولذا رجع متأخر 


ورغم ان كلامه لم يقنع ياسين إلا انه هز رأسه وهو يقول:

_  مش مشكلة يا ماجيك المهم انك جيت،  بس مش شايف انك اتأخرت اوى علي ما تطمن في الوقت اللي انا فيه كنت بفكر ان أتصل بسيادته 


نظر له رحيم وهو يبرر:  علي اساس اني طفل ولا ايه سيادتك


ياسين ما انا لو بتعامل علي أني سيادته ماكنتش عبرتك انا خوفت يحصل ليك حاجة وقتها جودي ممكن تخلعني 

ضحك رحيم بصوته كله ولكنها كانت ضحكة تواري ألم بداخله ولكنه خدع بها الجميع ولكن هل خدع ياسين؟  


بعد وقت. كانوا يجتمعون  أمام طاولة وهم يناقشون كل  ما حدث لهم  الا ان رحيم شعر بشئ غريب وهو يراجع أحداث اليوم فلقد لاحظ أن هناك من يتابعه، والسؤال الذي يطرح نفسه من هو؟  وهل كان هناك من يتبعه ام يراقبه ام هو مجرد خداع من عقله  الذي يشعر بالذنب جراء فعلته!  


أخرجه من تفكيره صوت ماريا التي كانت تسأل عن شئ وعن كيفية تغطيتها العمل،  و الاهم متى سوف يرجعوا الي، موطنهم أو إلى حيث يقيمون 


ماريا: يعني المهمة خلصت ولا لسه فيه توابع وكمان هنستمر هنا ولا هرجع مكان ما أن عايشة 


ياسين: شكلك مستعجلة بس قبرص من أثينا مش بعيد وبعدين عندك حاجة مهمة هناك عشان كده عاوزة تمشي؟ 


❈-❈-❈


رغم أنه لم يكن يفكر في الوقوف مرة اخرى امام عدسات  التصوير، لكن تلك الفلاشات التي اخذت تسترق لقطات له ولأمه او بمعنى أصح له ولعائلته الجديدة، وكأنهم يتسابقون الى سبق صحفي! 


فهو قالها من قبل امام مؤتمر صحفي، أعلن بأنها عائلته وهم يصورون لحظة نزولهم إلى أرض مصر، فكان رده ابتسامة خفيفة وهزة من راسه، وهو يرفض الكلام معهم.


يكتفي بأن يحاوط  أمه يدعمها لتصل الى أحد السيارات الفارهة التي تنتظره، او بمعنى أصح لذلك الموكب من السيارات!


ما ان استقرت أمه في مقعدها حتى التفت لها وهو يقول:


_ هل انت بخير يا امي؟


جوليا بفرنسيا: أجل يا بني اطمئن لم تكن الرحلة متعبة لقد كنت تحاوطني طول الطريق وايضا طائرتك تعد غاية في الفخامة.


عادل أربت على كفها وهو يرفعه يقبله وهو يقول:  المهم انكي لم تتعبي من الرحلة.


  نظر إلي جوناثان وهو يقول: وانت ايضا جون هل  هناك ما يزعجك.


جوناثان:   لا عادل لا يوجد شئ.


عادل اذا لنتحرك


 أشار إلى السائق لينطلق بالسيارة الليموزين خاصته والتي لا يفضلها في العادة؛ لكنها تناسب  عددهم وتجعلهم كمن يجلسون في  صالون.  


  وبعد وقت كان يصلون الى الكمبوند، قابلتهم الينا بترحاب مدت يدها لتسلم على جوليا وهي تنظر لها وكانها تنظر الى زوجها بعد سنوات، رغم أنها لم تكن أول مرة ترى فيها جوليا وجها لوجه،  إلا أن إحساسها كان مختلف، اقتربت لتضمها وهي تنظر الى عادل وابتسامه ترسم على وجهها، أخذ تربت بوهن وضعف على كتفها،  حتى لا تؤذيها بينما جوليا كانت تبدو اقوى بكثير مما كانت تظن، من يراها لا يعطيها سن السبعين على الاطلاق!


إلينا:  سعيدة بوجودك أمي انا انتظر قدومك منذ سافر عادل لكم 


اوديل تنتظري امي ام عادل 


ضحكت ألينا وهي تخبط كتف أوديل وهي تكلمها بالعربية أنت لن تتغيري اودي 


ابتسم جوناثان رغم أنه لا يفهم ما تقوله البنا إلا أنه أدرك انها تمزح مع أوديل، التي ردت علي الينا وقالت:


_ وهل اكذب لقد اشتفتي لهذا الوسبم ومن يلومك؟


 أم جوليا كانت ابتسامتها تملأ وجهها وهي تنقل نظرها بين الاثنين، ثم اتسعت ابتسامتها وهي تلتفت لتنظر الي أولاد ابنها،  ترى مقدار التقارب بينهم. وما أن نظرت إلى أبناء عادل او بمعني أصح.احفادها،  الذين اقتربوا لي يضموها كل واحد تلو الاخر.


 اقترب أحمد وهو يقول بفرنسية سليمة وكأنها لغته الأولى  :  


اهلا بكي جدتي سعيد بوجودك بيننا اتمني ان  تستقري معا وسوف نحاول ان نجعل إقامتك في مصر سعيدة 


جوليا: حبيبي.تبدوا مثل عادل بصورة كبيرة أنا ايضا سعيدة بوجودي معكم 


واقتربت لتضمه تشعر بأنها تحضن ابنها الذي حرمت من أن تراه في  مرحلة الشباب.. 


ابتسم أثر الابن الأصغر وهو يقول:  أترك لي شئ  أنا أيضا حفيدك الوسيم،  احد الاجمل بين الثلاثة و الأكثر مرح 


جوليا وهي تقترب منه قالت: لاحظت يا صغيري 


أثر: للأسف هناك أصغر مني؛ ولكني لازلت مدلل رغم ان أبنك يجبرنا على العمل في الشركة والمصنع والمعمل من أجل أن ندرك قيمة كل شى يخشي علينا من ان تغرنا الدنيا، إلا أن تلك الجميلة تساعدني 


ابتسمت له وهي تستمع إلى كلامه. فهو لأول مرة يرى جدته وكان سبب لتخفيف توتر


وها هي ترفع نظرها  لتنظر الي تلك الجميلة التي تذكرها بطفولتها وشبابها هي كانت في نفس الشكل وقت الذي تزوجت فيها من عبد الله، ورغم ان نظرتها الي  اروى أعادت لها الذكريات، الا ان اروي كانت مختلفة عنها فهي تبدوا واثقة، عكس ذلك الخوف الذي خلفه عبد الله السيد في شخصيتها. 


ام اروي كانت تنظر الي جدتها، التي وهي تقترب لتقبلها وتضمها وتقبل كفها كانت لحظات اللقاء تحمل مشاعر جياشه وقويه بين العائلة التي تتعرف بشكل فعليا وجذري، وما ان انتهوا من السلام على جوليا، كانوا يتحركون بيضم عمتهم بابتسامة وهم يرحبون بها وبوالدها


تكلم احمد بهدوء ورزانة وهو يسلم علي حوناثان وهو يقول:  


سعدت بلقائك عمي ام بماذا تحب ان اناديك 


جوناثان:  كما يحلو لك. 


تدخل اثر بمرح وهو يقول جدي مثلا؟  


جوناثان:. كما تحب اثر 


ابتسمت جوليا وعادل.وهي تنظر لجوناثان الذي لازال يشعر بالغرابة، من كل ما حوله رغم بساطت عادل واسرته، عد وقت كانوا يجتمعون على مائده الطعام في جو من الهدوء والسكينة، يتناقشون يتكلمون بلغه شتى ما بين فرنسيه وعربيه وايطالية، وبعد وقت كان يتحركون الى ذلك الملحق الذي سوف تسكن فيه العائلة!


 رغم الحاح ألينا على بقاءهم معهم، إلا ان عادل نظر لها بمعنى ان تدعهم علي راحتهم.


  الينا: كنت أفضل ان تبقوا معنا في هذا البيت 


 جوليا رد بلغة عربية بسيطة بعض كلمات فقط ولكنها جعلت عادل يبتسم وهو ينظر لها بمحبة، وهي تقول:


_ لم نبتعد كثيرا، أيلي، سوف نكون معكم في كل الوقت، ولكن حتى تكون على حريتكم.


أقترب عادل ليضمها بمحبة وهو يقول:


_ انا أريد أن تكوني على حريتك امي.


 اربتت على كتفه وهي تضمه إليها، كانها لم تكتفي بوجوده معها تلك الأيام الماضية، وهي تتحقق امنيتها ببقائها معه، هنا في بيت واحد، بعد وقت تركهم ليرتاحوا، دخلت وديل الى جناحها 


بينما نظرت جوليا الى جناثان الذي ينظر الى محتويات البيت، الذي يعد فارها أكثر مما كان يتخيل، لقد ظنه مجرد بيت ضيافة! ولكنه يحمل الكثير والكثير من الرفاهيه!


 جوليا: فيما تفكر جون؟


 نظر لها وهو يقول: لست ادري؛ ماذا علي ان اقول لك؟ ولكن يبدو ان هناك فرق كبير بين حياتنا هناك وبين كل هذا. 


جوليا:  اجل جون يبدو أن كلامك صحيح، ولكني لا أستطيع ان اتركه، لا تنسى انني عشت عمرا اظنه غير موجود، وفي نفس الوقت لا اريد ان أتركك، ولكن أن لم تستطع ان ترتاح هنا.. 


سكتت لم تستطيع ان تكمل كلامها، بينما نظر لها بابتسامه وهو يقول: 


ما الذي تقولينه جوليا؟ ومن الذي تفكرين فيه؟ هل تظنين انني اطالبك بالعودة؟ بعد أن أتيت إلى هنا! حتى لو كنت أشعر بالغرابة،  لن استطيع ان اطلب منك ذلك،  الان على الاقل، ربما  فترة ولكن، ان شعرت أني غير المرحب بي او.. 


سكت برهة وهي أعطته الوقت ليخرج ما يشعر به الهي أن قال:


_وقتها لن أستطيع أنا أبقى هنا. 


هزت راسها له بموافقة وهي تقول:


_ وانا لا استطيع أن اجبرك على البقاء في مكان غير مرحب بك فيه، لقد تكلمت مع عادل واخبرني انه يريدنا جميعا، وانا لن أقبل  بأي شيء قد يؤذي شعورك، لن اتركك جون وابقى هنا سوف اذهب معك، الى حيث تكون؛ انا لست ناكرة لفضلك وجميلك الذي فعلته معي، طيلة تلك السنوات،  فلست  مجرد رجل مر في حياتي جون، انت زوجي وسوف ابقى معك الى النهاية..


 بعض كلمات فقط جعلت الفرحة تتسرب الى قلب  جوناثان رافعة ذراعه ليضمها إليه.


 وكانه يتكئ عليها وتتكئ عليه، ليكملها رحله السنين التي تجاوزت السبعين، وابتسامه على وجهه وكأن كل ما يشعر به من خوف، تبددت بكلام زوجته..


❈-❈-❈


 اما هناك في فيلا الوحش بعد ان أنتهى ذلك اليوم الطويل، وانتهت معه كل المشاكل التي حدثت فيه، واطمان على ذلك الرجل الذي خرج من العمليات، وطمئنه الطبيب أن وضعه مستقر في العناية المشددة وقد أستعاد واعيه، رغم أنه لازال في العناية الا ان استطاعان يتنفس فلقد ترك كل شئ من اجل ان تشعر حبيبته بالاطئنان والراحة.. 


بينما كان مسؤول الحراسات يوفر لتلك الاسرة كل ما قد تحتاج إليه، وكل ما لم يخطر لها على بال بينما سهام تشعر بالسلام الداخليه وبالهدوء، إلا أنها لم تدرك في هذه المعمعه نست امر عظيم، ربما الخوف من ذنب عظيم جعلها تنسي ان ابنها سبب في هذه الحادث، لقد  تحرك من مكانه، وانه قد يكون في خطر، و قد يكون مصابا،  وهو نفسه لم يفكر في شيء، ربما لاول مرة او ربما القدر كان  رحيم بها ر وألهمها النسيان!


 كان يخرج من الحمام  يلف علي خصره  بمنشفه قصير تتساقط قطرات الماء من شعره  المبلول علي وجهه وجسده العاري بينما هي تنتهي من تمشيط شعرها وتطلي شفتيها بلون قاني وما أن تلاقت عينها بعينه في المراة، حتي تركت كل شئ اقتربت منه تضع يديها على كتفيه العاريتين؛  تنظر في عينه وهي تحاول ان تحمل قلبها فيهما. 


كانها تبحث عن كلمات تكفي لتعتذر بها او لتقترب بها،  ربما يكون القرب هو الاعتذار، ولكنها حينما عجزت عن ان تجد كلمه مناسبة تبرر بها ما حدث، لذي اقتربت منها تضمه اليها، او تضم نفسها لها،  ورغم ما يشعر به من ارهاقا فكريا قبل ان يكون جسدي، إلا أنه لم يبعدها  رفع ذراعيه لتحاوطها وضمها إليه، وهو يربت على كتفها، يحرك يده على طول ظهرها، هذا اقصى ما كانت تريده.


 ولكنه في لحظة نسي كل شئ وهو يقترب بشفتيه ليقبل خدها فقط، ولكن شفتيه كان لها رأي أخر وهو. يقترب من شفتيها يقبلها بشغف ولهفة، وكأنه نسي كل شئ نسى كلامها وخطأها وهو الذي لا ينسي في العادة،  وكأنه تغافل عن ذلة لسانها وهو الذي لا يعرف المغفرة. 


كان يتحرك بها ومعها وهو يقربها منه أكثر إلى فراشهم  يأخذها في موجة عاتية، تحمل بين جنباتها العشق، وهو بعتليها بشغف! وكأنه  لم يقترب منها منذ زمن أم هي كانت تنظر في عمق عينيه وهي تأن باسمه، مما جعلة يزمجر بشوق وهو يحركها بين يديه بمزيج من الحب والرغبة، يرتجف قلبه بشغف، نظرت له بأرهاق ولكن كان له راي اهر وهو يقول بالفعل قبل القول:


ايه انا لسه قولت حاجة 


سهام:  أيه؟ 


احمد: اللي يشوف دهشتك يقول انك هتتعرفي عليا النهاردة، انا لسه بقول يا هادي.


سهام:  أحمد 


اقترب لياكل شفتيها مع كلامها وما ان تركها حتي قال: 


_  قلب احمد 


ولم يمكن كلامه ترك جسده يتكلم بلغة اخري لا يعرفها غيرهم وهو يحركها بشغف. يعتليها بجنون.. 


  وبعد وقت كانت تتوسد صدره وهي  تنام بأرهاق لليوم التالي. 


ورغم أنه كان يفكر في العمل لبعض الوقت،  إلا أنه خلل اصابعه في شعرها وهو ينظر إلى وجهها، الذي بدا عليه الارهاق، وشفتيها المنتفخة واثر جنونه على ما يظهر من جسدها العاري، مما جعل ابتسامة رزينة  ترتسم على شفتيه، فرفض الانصياع إلى اقتراح عقله بالنهوض واتبع قلبه يعتصرها في حضنه كأن شغفه  لم ينتهي بعد وهو يقول بصوت ثقيل: 


_ بتعملي في أيه يا سو


همست من بين طيات النوم المسيطر على عقلها وارهاق جسدها الذي انهكه الوحش وهو ياخذ ما هو له في تملك همست 


_ بحبك 


احمد مش قدي


❈-❈-❈


بينما هناك في جناح عادل عانت نظرة عينه مختلفة. ربما حصيل أحداث كثيرة مرت شعوره  بالرضا والسعادة لوجود عائلته اخيرا شئ مختلف فهو يعد وحيد طول عمره  حتي ووالده على قيد الحياة،  


ولكنه الآن رغم كل ذلك يدرك أن جون غير مستقر وعليه ان يعالج الهوة الكبيرة التي يشعر بها قبل أن تبتلع ذاك الإحساس بالسعادة الذي يتملكه،  


ورغم أنه كان  يجلس في أحد المقاعد و ابتسامة تداعب شفتيه، إلا انه رجع من افكاره على تلك الخطوات التي تقترب منه لقد كانت ألينا تتغنج فيخطواتها  بذلك الثوب الذي لا يخفي شئ خلفه يظهر مفاتنها بسخاء،  وكأنها ترقص على أوتار قلبه 


وهنا تغيرت نظرته،  وابتسامته السمحة الي ابتسامة ذئب وكأنه عاد إلى الأيام الخوالي  ما أن اقتربت منه حتى جذبها من يدها لتسقط في خضنه وعينه تسبح علي ملامحها وهو يوازن ما يشعر به من عشق وشوق وهو يهم بتقبيلها بتلك القبلة التي تمناها ما ان وقعت عينه عليها منذ عودته


كان يضمها بنوبة من الجنون والمجون وهو ينهض بها يعتصرها في حضنه ويده تفعل بها وبجسدها الأفاعيل،  ومن يراه لا يظن أنه تجاوز الخمسين. بتلك القوة والرغبة التي لا تليق الا بشاب في منتصف العشرينات 


كانت تنظر له بدهشة وهي تائه فيما يفعله وما تشعر به،  ربما ليست المرة الأولى التي يكون معها بهذا الوضع إلا أنها لم تعد تقوى على أن تجاريه،  فرغم أنها تدرك استقامته!  الا. انه حصيلة تجارب متعددة،  جعلته متطلب لابعد حد! 


إلينا: بعشقك يا عادل  ؛ وحشتني اوي اوي 


عادل وهو يرفع وجهه لينظر له ورغم عنه ترك ما كان يفعله ليهمس لها:  مش لوحدك.  بي انت شايفة ان ده وقت كلام يا قلبي ده انا بعيد عنك شهر،  وفي حاجات كتير لسه هنعملها. 


الينا وانا قولت لا على مودك يا دودي 


عادل دودي تاني. انت عاوزة تفصليني  ولا ايه؟  وبعدين بدل الموضوع  على مودي.يبقي لسه الليل طويل.. 


ضحكت بصوت مرتفع مما جعله يرفع حاجبه وهو يقترب من شفتيها  يأكلها بشغف وكأنه لم يكتفي بعد.ولن يكتفي حاي اليوم التالي.. 


وها هي ساعات الليل تنقضي. بحب وشوق ولهف علي الجميع. وكأنها سيمفونية  تعزف علي أوتار القلب والروح.. 


❈-❈-❈


بينما. هناك كان ياسين يقف بباب. غرفة  رحيم وعينه تحمل سؤال ينتظر أجابته انه لن يمشي قبل يعرف  أين  كان. 


رحيم.: مالك. يا ياسو. واقف كده. ليه؟ 


ياسين.: انت عارف.! 


رحيم وهو ينهي إعداد حقيبته  قال.: لو عارف هسألك ليه! 


ياسين: متأكد؟! 


رحيم ترك ما في يده ووقف ينظر له وقال انت شايف ايه وبعدين عاوز تقول ايه 


ياسين:  كنت فين يا رحيم؟! 


رحيم: ما انا  قولت ليك يا ياسو؛. ولا  المفروض اقول سيادتك؟! 


  ياسين.:  بلاش الاسلوب. ده يا رحيم. انا مش هتعرف عليك النهاردة  ولا انت لسه هتعرفني،  وعاوز. اعرف انت كنت فين. اكتر من  اتناشر ساعة؟!  


رحيم.: انت ليه. مش مصدقني؟  


ياسين:   عشان انت بتكدب  وعينك فيه لمعة غريبة. وعشان مش بكدب عيني،  شوفتك وانت بتصفي أفراد المنظمة من غير ما عينك ترف،  يبقي ايه الحلقة الناقصة يا رحيم 


ازدرد لعابه وهو ينظر. الى  قائده. وأستاذه. وزوج عمته وصديقه   في نفس الوقت بارتباك 


ياسين.: اللي بيتعب من القتل. مش بيعمل زيك. كأنك جزار عارف بيعمل ايه بكل هدوء وروية،  وكمان بدقة، زي فهد صياد عارف هو بيعمل ايه،  كان ممكن تعمل شغلك وتمشي مش تقتل كل دول انت عارف انت صفيت كام واحد قبل ما  تختفي، قدامك حل من الاتنين تقولي انت رحت فين  يا ام ها اعرف  بنفسي 


نظرة. عين  رحيم كانت تعني. انه لن يقول شئ! 


مما جعل ياسين يقول. براحتك بس انا كنت فاكر اننا اصحاب


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- رواية اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close