expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي رواية للذئاب وجوه أخري البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري البارت السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الجزء السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي 

رواية للذئاب وجوه أخري الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم نورا محمد علي


الفصل السادس 

تلك النظرة المتعمقه بقوة التي تظهر في عين عادل هو يتفحصها او بمعني أدق، يتفحص انثى لاول مر منذ ما يعادل  25 عاما، لم يفكر يوما ان لا يغض بصره، ولكن تلك التي تتهادى في خطواتها تنظر له بعمق وكانها تنظر الى ناموس الكون، هو نفسه يريد ان يتذكر أين رأها من قبل، وما علاقته بها، او ما الذي يربطها به لتطلب ان تراه بشكل شخصي، ان وجهها وعمرها لا يزيد عن منتصف الثلاثينات، على اكثر الاحتمالات فكيف يكون على العلاقه بها من 25 عاما ماضية او ربما اكثر، هل كان الى هذه الدرجه منحلا؟!

 هل لهذه الدرجة من الانحلال وصل ؟!!

ولكن  هل يسال؟!!

 هل هو من يسال؟!!

 انه يعلم انه كان اكثر مما يفكر فيه الان، فلقد كان في احد فترات حياته يتجاوز المجون بمراحل!!

 ولكنها لم تتجاوز  منتصف الثلاثين على الاكثر الاحتمالات فماذا يربطه بها؟!!

 حتى تاتي اليه؛ من هي؟! ان  ذلك الوجه مألوف لديه ويشعر انه راه من قبل، ولكن اين رأها من قبل؟!!

 هو نفسه لا يعرف، لذي اخذ ينتقل بعينه على تفاصيل وجهها، على غير العادة!! ولكنه مضطر ولانه يخشى ان يحدث الاسواء، ان يكون هناك ما يخشاه او يخجل منها، اشار الى خديجة  السكرتيرة حتي تخرج وتغلق الباب  وعينه لا زالت تنظر الى تلك التي تبدو ثابتة جامدة، حتى انه لم يطالبها بالجلوس...

ورغم ان كل ما فيها يقول انها أوروبية، الا انها همست بكلمات عربية بلغه هشة ضعيفة كحالها او حال جسدها الهش، الذي يظهر من ملابسها التي لا تعد فضفاضة، ولا تناسب مناخ البلد على الاطلاق..

 اودي :صباح الخير عادل، لقد اتيت من مكان بعيد جدا، عن هنا ومختلف ايضا في الكثير، ولكن لا شيء يهم، المهم ان اراك واتكلم معك، في موضوع خاص...


 نظر لها عادل فحصا وهو يتاكد انه لم يراها من قبل، اخذ يعتصر خلايا عقله، المره المئه بعد المليون ويتأكد انه لم يراه من قبل، ومع ذلك يظهر له بوضوح  ان وجهها مألوف لديه، فمن تكون؟!


 عادل: ما هو الأمر الخاص الذي بيني وبينك؟! حتى تاتي لترين!!

أودي: الكثير؛ بيني وبينك الكثير...


 عادل نظرة سخريه تزين الوجه، وهو يرجع في مقعده، يضع يديه على مكتبه ليس لشيء، فقط لانه ان تركها قد يشير لها باسلوب او طريقه غير لائقة، او حتى ينهض ليتطاول عليها، فهي اتت لتكون سبب في بعثرة آمنه الداخلي، ليس لشيء الا لانه يخشي ان تكون من الماضي او ربما لم تكن فيه من الاساس...


 عادل: اريد شيئا واحد من هذا الكثير، الذي  لا أعرفه وابدأي بالسبب  في قدومك اليا، والأفضل ان تخبريني من انت من الاساس؟!!

نظرت له بأبتسامة كانت سعيدة ففط بسماع صوته ...

عادل : ما الذي يدعوا إلي الفرح في كلامي حتي تبتسمي بهذا الشكل الأبله يا ..هل لي ان اتشرف باسمك؟! يبدو انك تجيدين اللغه العربيه جيدا!

 أودي: اجل اتقنها؛ لقد تعلمتها منذ سنوات، ليس لشئ الا من اجلك دكتور  عادل...

عادل : حقا؛ لما؟!! ولما انا مهم الى هذه الدرجه حتى تتعلمي اللغه العربيه من اجلي؟!! يا...

نظر لها مطولا وهو يقول :  لم تقولي اسمك ،حتى الان!!

أودي: اسمي اودي..

 عادل: لم يمر علي الاسمه من قبل، من اين انت؟! والأهم ولما انت هنا؟!! وما ذلك الشيء الخاص الذي يربطنا؛ ولا اعرفه؟!

 أودي: وهل تعرف كل ما في ماضيك؟!

 نظر لها مطولا ولم يرد....

أودي: انا من الماضي عادل، فقد كان ماضيك حافلا!!

عادل:  ولكني لا اذكرك!!

اودي: ربما مررت في حياتك 

عادل : كفي هراء أنا لم اراك من قبل، لم يكن بيننا شيء!! تستطيعي به  ان تاتي الى هنا، لا أتذكر انني شاركتك شيئا من قبل!!

أودي: هل تظن لهذه السبب انا هنا !!

عادل: هل تحاولي ان تخبريني انه كان بيننا شيء من الاساس؟!!

 ابتسمت رغم كل الانفعال الذي ظهر على وجهه؛ وهي تقول: 

أودي: حقا تظن أننا لم  نتشارك في شيء؟! وهذا شيء مؤسف؛ من المؤسف الا نتشارك شيء انا وانت؛ خاصه اننا نتشارك في الدم...

 تلك الصدمه التي ظهرت على وجهه وتلك الدوام التي جذبته اليها وهو يفكر في كل شيء، الا ان تكون من دمه؛ ماذا تعني ؟!! هل هي ابنته؟! هل من الممكن ان تكون من احد خليلاته الماضي؟!! ماذا يحدث له!! لقد اتت الدنيا لتلعنه!! بعد كل هذا العمر...

ولكن عقله رجع  ليفكر بعمق فان كان لديه طفلة، لما لم تاتي من قبل؟! لما لم يراها؟! ولما لم تطالبه بحقوق أبوته لها ؟!! لما تاتي الان؛ وتطالبه بعد ان صارت في الثلاثينيات، ليس لشيء الا لتنغص عليه حياته، هل اتي  الماضي ليصفعه على وجهه؟!! في هذه اللحظه ؛ وفي هذا الان، هل بعد كل هذا العمر!! تاتي طفله له لتخبره انه ابوها؟!!  هل دمه ما يربطها به؟!! لذا أدرك لما يشعر ان وجهها مالوف!! انها قريبة ااشبه به !! 

هل هي ابنته؟!!!

 كان ثابت كانه من صخر أصم، ولكنه يشعر بذلك الخنجر الذي ينغرس في قلبه اكثر واكثر!! كلما اخذته الافكار وجذابته واعادته مره اخرى، وهو ينظر في عمق عيناها، كانه لا يعرف كيف يرد او يبرر ؛ او ماذا يقول لها من الاساس؟!!

....

في الوقت الذي كان  فيه (رحيم) يأخذ جرعة من العلاج  وينهض ليتحرك إلي الباب، نظر عدي في اثره وهو يوقفه ويقول: 

عدي: علي فين؟!! 

رحيم: نعم ؟!!

عدي:  اقصد انك تعبان لسه! والمفروض اي خروج ليك هيعرضك للخطر، ولا انت ناسي؟ احنا مش  في مصر انت في تركيا  ومن كام يوم بس صفيت واحد  مش يمكن حد وصل لحاجة  

نظر له مطولا  فهو يعلم ان كلامه صحيح، الا أنه لن يبقي هنا، حتي لو كان خطر العالم بأكمله في الخارج،  لقد مر يوم وهو بخير، وايضا موجوع  يبحث عن الوجع بأبرة، ها هو يظهر برود جعل (عدي) يتحكم في ما كان ينوي قوله وهو يهز رأسه بأسف ..


رحيم: افهم ايه من بصتك دي؟!!

تدخل باسل الذي ظل صامتا من البداية الا أنه قال : 

باسل انت هنا  مش ظابط ومش رجل أعمال انت لو انكشفت تبقي مجرم، ومش هتعدي بالساهل، هيبقي تصفية عشان مشاكل شخصية، والبلد نفسها اللي هتنفي مسؤوليتها عنك، ومش بعيد تبقي  مجرم في نظرهم وسيدته  اللي هو الوحش اول واحد هيدينك في العلن، حتي لو يضطر يعمل المستحيل عشان ترجع في السر  يبقي العقل بيقول ايه،!! 

عدي: نبعد عن الشر ونغني ليه، اي يكون السبب اللي مخليك عاوز تنزل، ملوش لازمة يا سيادة الملازم اول، انت بعد المهمة دي وارد جدا انك تترقي لنقيب الشهر الجاي،  ولا ايه؟!


رحيم : مخنوق ومحتاج أشم هوا!!


نظر باسل إلي رحيم  ثم إلي عدي  وهو لا يعرف ماذا يقول له ...

رحيم : مش اول مرة ازور تركيا سياحة، فمش هغلب واكيد كوني بالمواصفات اللي انت بتقولها، يخليني أخرج من اي ورطة فلو خلصت كلام يبقي اقدر انزل ...

باسل اكيد بس ممكن تاخد جاكت،

رفع غطاء الراس الخاص به ليربه اياه!! 

عدي: تمام يبقي خلي بالك من نفسك 

رحيم:  حاضر يا مامي!!

ضحك الاثنين بينما هو اختفي من أمامه، حتي ان واحد منهم اتجه الي الشارفة لينظر من خف الزجاج إلي الشارع ليجد لا اثر له!!

ام هو تاه وسط الزحام وكانه واحد من هؤلاء البشر الذي يتجاوز عددهم المئات بل الالاف، ولكنه تحرك الى وجهته، لقد وصل الى بيتها او بمعنى اصح الشارع المقابل لبيتها ينظر الى ذلك الزجاج الشفاف، ليراها تتحرك داخل البيت، على غير هدى تقف في المطبخ تارا وتتحرك إلي الصالة تارة اخري  وهو يتابعها من حيث هو في الجهه الاخرى للطريق، ينظر لها بعمق وكانه يمني نفسه، ان يراها او يكون معها، ولكن هو نفسه يتسال لما هو هنا؟!! 

والاسوء ماذا بعد؟!!

 عليه ان يرحل قبل ان يراه احد!! ولكنه اخذ يمني نفسه ان تخرج الى الشرفه؛ فقط حتى لو كانت سوف تغلق الباب المفتوح ليري طيفها الذي يداعب خياله، منذ راحل عن بيتها في اليوم الماضي، وكان السماء مفتوحة، وأستجاب الله لدعائه، اخذت ذلك الكوب لترتشف ما به في الشرفه الضيقه  بعض الشيء،  أما هو تاه في تفصيلها وقف حيث هو ينظر لها  وهي تنظر امامها وتفكر فيه و في ملامحه التي حفظتها عن ظهر قلب ، ولكنها لا تعرف انه ينظر لها وأبتسامة  تداعب محياه!!

 وهو يتعمق في النظر إلي عينها كأنه يتاكد من انها لم تخرج الى الان، لم تذهب الى عملها، كما يمني نفسه، وما ان رفعت عينها تنظر الجهه الاخرى من الشارع، حتى صدمها ذلك الذي يقف أمامها، اخذ تنظر اليه بلهفة وهي تحاول أن تدعك عينيها وأعادت النظر مره اخرى، ولكنها لم تجد شيء امامها لقد اختفى، هل تتخيل !!

 هل هو هنا حقا؟!! اما هي فقط تفكر فيه!!

 تنهدت بحزن واخذت كوبها ودخلت الى شقتها، تتكوم على فراشها علا االنوم يريحها ولكن اين هو النوم؟!!


اما هو تحرك ليعود يكتفي بأن يلمح طيفها، وها هو يتنزه مثل أي سائح عادي، يشتري اشياء تذكارية وهداية   وما أن وصل إلي البيت  وجد عدي يتسال لما تأخر ؟!!

رحيم: ابقي فكرني لما ارجع مصر؟!!

عدي: تعمل ايه ؟!!

رحيم: أطلقك..

بهت وجه (عدي) ونظر إلي (باسل) الذي يحاول ان يكتم ضحكته..

عدي ببعض الغضب قال: نعم 

رحيم: اصل لو مراتي هتقف تستناني كده، وتسأل بالطريقة دي هطلقها ، تصبحوا علي خير  وتحرك إلي الغرفة  ثم وقف مكانه... 

باسل : في حاجة؟!! 

رحيم: نسيت اشتري موبيل وعاوز اكلم البيت.، في حد معاه موبيل خاص ...

عدي بما انك هطلقني يبقي سوري

 

ضحك رحيم وهو ينظر له اما باسل  أعطاه تلفونه ابتسم له  

 

 ابتعد رحيم  خطوة  واتصل من الهاتف  استمع إلي صوت امه وهي تقول برسمية 

سهام:  سلام  عليكم 

رحيم عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مامي 

ابتسم عدي  وهو ينظر إلي  باسل ويهمس: ظلمته انا قولت هيكلم المزة

اما سهام ما أن سمعت  صوت رحيم حتي  قالت : 

 لا فيك الخير لسه فاكر تطمني بعد ما كلمت ابوك ..

رحيم: يا قلبي انا كلمت سيدته بصفة و وظيفته، وكلام رسمي علي الخط الامن، لكن انت يا قمر بكلمك اهوه وطمنك يا روحي 

سهام: لا زعلانة منك، انا لو روحك بجد كنت اتصلت بيا من بدري ..

رحيم:  انت روحي وقلبي،  بس لو أحمد بيه سمعنا هيصفيني في ميدان عام، ويقولي ايه جو العشق الممنوع ده 

ضحكت سهام بمرح وهي تقول: طيب افتح الكاميرا 

رحيم:  مش هينفع يا مامي  بابي هيبيتني بر البيت ياله يا قلبي هقفل عشان مش تلفوني..

باسل: لا ولا يهمك خد وقتك ... هز رحيم راسه واستمع إلي امه التي تقول..  

سهام: خلي بالك من نفسك. 

رحيم : حاضر.  

سهام: لا اله الا الله ..

رحيم: محمد رسول الله؛ بوسي أدام وبابا ..

سهام: لا يا حبيبي؛ ابقي انت  بوس ابوك؛ أصل ابوك هيعمل مني بطاطس محمرة ..

صحك بصوته كله، وهو يقول: عملتي ايه ؟!!

سهام: ولا حاجة كنت قلقانة عليك.

رحيم: ممم دخلتي علي البار كود بتاعي!!!  

سهام: ايوة وابوك عرف ، ويومي هيبقي طويل، ياله باي اصله جاي!!

رحيم : من امتي سو هانم بيخاف..

سهام اصلك ما شوفتش الوحش اللي انا شوفته ده كان هيكلني 

رحيم: طيب خالي بالك بيقرأ حركة الشفايف علي بعد ١٠ أمتار ..

سهام اقفل واغلقت الخط،  اما احمد نظر لها وهو يقول بهمس دون صوت: 

من ناحية هاكلك فأنا هاكلك  بس لما نروح ...

اما هناك كان رحيم يعطي  الهاتف إلي باسل بعد أن حذف الرقم  من كل البرامج 

باسل اكيد مش هتصل بولدتك 

رحيم هههههه تتصل بمين بسهام هانم  المدير التنفيذي لديب جروب عشان  أحمد ببه  يفطر بيك ده انا ابنها و... وضحك وهو يتحرك إلي غرفته..

عدي: انت بتقول ايه؟! ده مفيش خد في القطاع ما يعرفش؛ ان والده بيغير علي والدته بجنون، وكمان مامته خبير تشفير واتصالات اكيد بتهزر!!!

  اما هناك  كان عادل يقف جامد يستمع لها وكلامها الذي لا بمت للحقيقة بصلة من وجهة نظرة فما الذي تقوله  هو متأكد من انها  ليست ابنته ،ماذا تعني بأن امها إلي الآن علي قيد الحياة، ما كل هذا الهراء 

وما أن وقف ليقترب منها لم تنتظر وهي تلقي بنفسها في حضنه  وهو ينظر إلي شعرها وقد تجمد وجهه وعضلاته وهو يستمع إلي همسها،

أودي اشتقت اليك ... 

همسها الصادق  وكلامها عن أشياء كثير وتاكيدها على وجود دليل بالإضافة إلي استعدادها لأجراء الدي ان ايه DNA...

 جعله يتركها تستكين في حضنه, 

في اللحظة التي  فتحت قيها إلينا الباب، وهي تقف جامدة تنقل نظرها بين عادل وتلك التي تضمه كأنها لم تعد تقوي علي البعد !!!


الحلقة السابعة 

لذئاب وجوه اخري ٥

بقلم نورا محمد علي 


الوجع الذي شعرت به الينا كان فوق الاحتمال، اخذت تنظر له بصدمة وهي لا تصدق ما تراه بعينها، هل من تراه الان هو عادل وهل  حقا يحتضن امراة اخرى، هل من الممكن أن تصدق عينها؟! من هذه التي بين ذراعيه، لم تقوي علي الوقوف، ولا علي الكلام لم تعد تقوي علي شئ. اي شي. وهي تنظر له بغضب وغيرة تستعر في عينها، وكأنها قطعة من الجحيم،  وهي تري شريط حياتها يمر أمام عينها، وهي تري كل امرأة مرت في حياته، إلي أن تزوجها كم مرة رأت علاقته، كم مرة عانت وهي تحاول أن لا تهاجمها الذكريات، وهي بين ذراعيه، ولكن بعد كل ما عانت من الماضي، ها هو الحاضر يعد اسوء. والف سؤال وسؤال. يطرح في عقلها،  إلي أن انتبه لها ورأي الوجع في عينها وكأنها في بحر متلاطم الأمواج  حاول أن يخرج من ذلك الحضن الذي يحصاره وهو يحاول أن يبرر. او يفسر إلي أن تحولت الينا الي نار مشتعلة  وهي تقول 

الينا: عاوز تقول ايه يا محترم؛ اي ان كان اللي عاوز تقوله؛ مش مهم بس كان ممكن تقفل الباب يا دكتور!!

عادل: انت فاهمة غلط، أنا ...

الينا: أيوة انت، والغلط بعينه اني كنت مصدقاك، وفاكرة انك بقيت بني آدم، لكن بعد العمر ده كله اكتشفت انك لسه زي ما انت، ما نضفتش!!

 

اقترب منها فتراجعت، ولكنه كان أسرع منها قبل أن تصل إلي الباب امسك ذراعها ليجذبها لترتطم بصدره، وهو ينظر في عمق عينها، وقبل أن يتكلم كانت تقول ..

الينا : طلقني.. 

تخشب وجهه. وهو ينظر لها بصدمة، ورفض وهو يقول:


عادل : بتقولي ايه؟!  ممكن اسمع!!

الينا: انت سمعت كويس، انا مش قادرة ابص في عينك، مش قادرة استحمل ايدك علي جسمي، ابعد عني يا ملوث..

كادت أن تخرج الا أنه ورغم كل ما به من وجع من كلماتها، ونظرات عينها التي تحمل الكثير الا أنه نظر في عمق عينها وقال...  

عادل: خدي نفسك وابلعي ريقك، في ايه يعني؟!  بعد السنين دي كله  مش عارفاني!! ولا ايه يا ام احمد؛ تعالي اعرفك.. 

دفعته بقوة لم تكن تتوقع في خيالها انها تملكها، أقترب بعند اكبر وهو ينظر لها بصدمة،  ويقول: في ايه يا (أيلي)؟!  (أودي)  تبقي ..

الينا:  هتكون ايه غير جزء من ماضيك الوس*خ؛ ولا يمكن من الحاضر بتاعك اللي واضح انه اوس*خ  

عادل: حتي لو من الماضي؛ انت شريكة ليا؛ في الماضي والحاضر والمستقبل، يعني بدل ما تفكري معايا في حل؟! وازاي هقول لولدنا عنها؟!!


ضحكت بصوتها كله، وهي تنظر له  بغضب وغيرة ، وتقول:

الينا: وكمان عاوز تعرف ولادنا علي ست الحسن ، وزعلان اني بقولك نطلق!!  لا بجد مفيش بجاحة كده!!

أودي: (الينا) انا لست  حبيبته. 

الينا : وهل تربدن مني ان اصدق هذا الهراء؟! أن لم تكوني حبيبته فمن انت؟! وكيف تحتضنيه بهذا الشكل المقذذ؟! ولكن العيب ليس عيبك بل الغيب يقع عليه؛ هو من حن الي حياته السابقة وذلك المجون الذي عاشه من قبل..

عادل: الينا  اهدي.. 

الينا : انت ليك عين  تتكلم ؟!

عادل  ليا؛ عارفة ليه؟! عشان لو عجبتني واحدة مش هصاحبها ولا هغضب ربنا وأنا الشرع حلل ليا أربعة يعني مش هأرتكب معصية بس هتجوزها يا (الينا )..

بهت وجهها وهي تنظر له،  وكأنه غرز نصل سكين حاد  في قلبها!!

الينا: انت  بتقول ايه؟! انت عاوز تقول ان البتاعة دي مراتك؟!

عادل: لا؛ دي تبقي  بنتي!! 

(الينا) شعرت بأن الدنيا تدور بها، لا الدنيا لا تدور هي التي تترنح، وكأنها لم تعد تقوي علي الوقوف، وها هي تتحرك حتي  جلست علي أقرب مقعد، وهي تنظر له ولها، وكأن كل ما مر في حياتهم لا حساب له،  وعقلها يسال ويجاوب علي نفسه، بنته كيف؟!! 

الينا :بنتك إزاي؟!! 

أودي: ولكني لست ابنتك.. 

الصدم علي وجهه (عادل) كانت واضحة وهو ينظر لها بصدمة، و يتكلم بغضب ..

عادل: الم تقولي انك من دمي؟! 

أودي:  اجل؛ انا من دمك ولكنك لست ابي دكتور عادل!! 

عادل: ماذا تعني؛ هل تمزحي انت قولي ان دمنا واحد، وانك لم تكوني علي علاقة بي، ولم نتقابل من قبل!! 

أودي: اجل قولت ولكنك لست ابي؛ انت اخي..

(عادل) و(الينا) في تفس واحد :نعم! ماذا تقولي؟! 

أودي: انا اختك.. 

الينا : بعد أن استجمعت قوتها  قالت: وكيف هذا ؟!  هل انت في منتصف الخمسين ؟!!

أودي: لا انا في نهاية الثلاثين؛ سوف أتم الأربعين بعد عدة اشهر.. 

عادل: من أين  اتت لكي الجرأة؛  لتاتي إلي هنا لتكذبي عليا،  انا ما جعلتي اصدقك انك قريبة الشبه بي، عينك ولون بشرتك حتي درجة الشعر، وملامح الوجه هي تفسها، وذلك الاحساس الذي خدعني، ولكن ماذا تعني بأنك أختي؟! وكيف ذلك وابي لم يخبرني بأن له اولاد غيري!  وان كنت ابنت (عبد الله السيد) لما لم تاتي من قبل ؟! هل تحاولين النصب؟!! 

أودي: انا لست ابنة (عبد الله السيد) 

(عادل) ضحك بسخرية  وهو يقول: حقا،  اذا كيف تكوني اختي؟! 

أدركت (الينا) لما هناك شبه بين (عادل) و(أودى ) لانها لو كانت ابنة والده، ربما لاخذت شكل ابوه او امها،  وليس شكل (عادل ) وهنا اذدرت لعابها وهي تقول: 

الينا:  ما الذي يثبت كلامك؟!! 

أودي: مع كل ما يثبت؛ ان اسمي (اوديل جوناثان ماركسيوس) 

نظر لها عادل  وهو يضحك بصوته كله؛ ويقول: فعلا  في تشابه أسماء كبير بين اسمك واسمي !!

أودي: اسم الام  (جوليا فولبتير بيار)

عادل: ماذا هل جننتني؟ انه اسم امي التي توفين وهي تلدني !!

نظرت له أودي بشفقة وهي تهز رأسها بالنفي ...

الينا : اهدي يا (عادل) ممكن تسمعها الاول!! 

عادل: اسمع ايه؟ اي واحدة نصابة، تيجي تقولي اننا اخوات أصدق، يمكن لو فضلتي في كدبتك الاولي و انك بنتي، كانت نفعت لكن اختي دي ما تنفعش، انا امي ماتت وهي تلدني. 

أودي: حقا هل تصدق ما تقوله، امك لازالت علي قيد الحياة إلي الآن!!

كان كلامها كأنه نصل حاد غرز في قلبه ما الذي تقوله، وكيف لأمه أن كانت حيه أن تتركه كل هذه السنوات؟! ولما الأن تذكرت ان لها أبن؟! أسئلة كثيرة تموج في قلبه؛ وعقلها وتظهر علي معالم وجهه!!


 أما هناك. في تركيا كان. (رحيم) يستعد لينزل إلي القاهرة، رغم اعتراض (باسل) و(عدي)، الا أنه أكد أنه بخير.. 

عدي: عليك انت تبقي لبعض الوقت. 

باسل: حتي تستعيد قوتك، علي الاقل !!

رحيم: انا لقيت كويس.. 

باسل: خلاص خليك لبكرة في طيارة هينفع تطلع عليها.. 

نظر إليه رحيم وهو يهز رأسه موافقا


عدي: هعمل ليكم شوية تورلي وصاية شغل تركي..

ابتسم (رحيم) باليه فلقد كان يفكر في سبب تعجله، هو لا يريد الا الهروب من شوقه لها، ومن وجوده معها في نفس المكان، وكأنه يخشي أن يضعف أو يذهب إليها،. وها هو يجلس في غرفته، ينظر إلي السقف وهو يقرر أن يراها لمرة أخيرة قبل أن يرحل. نهائيا عن هنا، وها هو بالفعل ما أن تنتهي الطعام واقترب الليل كان ينزل رغم نظرة الاعتراض التي ظهرت في عين (عدي)..

الا أنه لم يكتفي بمناسبة الشقة من بعد كامت تتحرك في الشارع وهو يتبعها إلي أن أصبح المكان منعزل لم تشعر ليزا بذلك الذي جذبها في شارع جانبي كادت تصرخ الا ان تلك الرائحة تعرفها جيدا لذي تركت ما في بدها وهي تضمه وهو نفسه لا يعرف لنا فعل ما فعله لم ظهر لها 

ليزا بلغة تركيا  اشتقت اليك ريان اين كنت لقد ظننت اني رأيتك بالامس 

لم يرد كان يتركها تتقوقع في حضنه، واستمع إلي كلامها ويدها تتحرك علي جسده بحرية، وهو فقط يتنفس بصوت مسموع، وكأنه يعرف أن ما يفعله هو الممنوع بعينه، انها تلك الشجرة المحرمة، الا أنه اتي ليستظل بها!!

ليزا : اين ذهبت هل انت بخير ،؟!

هز راسه  فقط.. 

ليزا: هل تأتي معي؟! 

عينه كانت تسأل إلي اين؟! ام فمه ظل صامت!! 

ليزا سنتاول العشاء معا، فقط العشاء (ريان) انا لا اريد شئ آخر  

هز راسه بالنفي وهو يقول بتركيا سليمة والهجر اهل أفيون  كما سبق وأخبرها  

ريان لقد أتيت لاودعك 

ليزا نظرت له بصدمة والقت بنفسها في حضنه لا تعرف ماذا بحدث لها وهي بالقرب منه 

ليزا هل سترحل 

ريان اجل 

ليزا إلي أفيون 

ريان ربما إلي اللقاء 

ليزا هل سنلتقي مرة اخري 

نظر اها مطولا  وتحرك  الا أنه وقف علي صوتها 

ليزا لن انساك ابدا ريان 

نظر لها دون رد ولكنها قرأت في عينه  انه ايضا لن ينساها ...

في اليوم التالي كان يستقل تلك الطائرة بوجه مختلف حتي وصل إلي القاهرة  ...

اما هناك مانت سهام بعد أن اطمئنت علي رحيم تعيش  بسلسة وهدوء تشارك ادم في التمرين  تتكلم معه تمزح مع احمد حياتها  رجعت إلي طبيعتها  وها هس تترك كل شئ وتقف في المطبخ لتعد الطعام الذي يفعله رحيم  حتي ان احمد وقف بالباب الخاص بالمطبخ  وهو يقول 

أحمد كل ده عشان حبيب قلبك راجع 

سهام انا خبيبي قلبي  واقف قدامي 

احمد ممم كان زمان 

سهام يا راجل دا انت  امبارح خلتني أقول رفقا مولاي رفقا أن اتنفس عشقا ...

ضحك احمد بصوته كله وهو يتحرك ليقترب  منها 

أحمد  انت شايفة كده ووقف خلفها، يحاصرها بين ذراعيه، يضمها علي جسده، وهو ينزل بفمه علي رقبتها يدمغها بعشق وهو يقول  والليلة وحياتك 

ضحكت وهي تقول: مش هنعقل بقي؟ 

أحمد: أبد؛  هفضل مجنونك طول العمر . .

اقترب ليقبل شفتيها، وهو يضمها علي جسده، بقوة اعتمدتها منه ، الي ان استمع إلي صوت تلفونه يرن  رفعه ليرد.. 

أحمد: الووو

عادل: احمد  انت فبن؟! 

أحمد: في البيت مال صوتك في حاجة يا عادل ؟!

عادل : محتاجلك.. 

أحمد: تحب أجي ليك؟ 

عادل: لا انا داخل علي الكمبوند؛  وهاجي ليك علي البيت  بس مش لوحدي.. 

احمد:  تنور يا عادل..

 اغلق الخط ونظر الي (سهام ) التي قالت : ابقي اطفي الفرن.. 

احمد: نعم!!  

سهام: الأكل هينحرق يا (احمد)

أحمد: انت بتهزري صح ؟! 

سهام:  لا والله؛ انا طالعة البس حاجة ولا أنت  عاوز حد يشوفني كده؟! 

(أحمد) وهو يحرك يده في شعره قال: روحي يا (سهام)  الله يسامحك يعني لازم تدي الخدم اجازة 

سهام: مم عندك  مانع 

احمد: وأنا اقدر، الليدي سو تعمل اللي هي عاوزاه..

 اقتربت منه تقبل خده وتحركت، بتلك البيجامة التي تعد جلد ثاني علي جسدها، تظهر أكثر ما تخفي،  وتحركت إلي الطابق الثاني ام هو ما أن رن جرس الفرن اغلقه كما طلبت وتحرك إلي  مكتبه...يجمع بعض الأوقات ليضعها في الخزنة خلفه، لقد كان بناقش احد المهام لعميل في الخارج، يتابع كيفية انتهائها لكل مهم مما يحدد أن كان يستحق الترقية أم لا، وهو في هذا الحال ليس رحيم بالمرة، هو حاد وجاد في عمله إلي حد أن لقبه ينطبق عليه أكثر من أي شئ!!

اما هناك  كان عادل يقود السيارة بهدوء، يصل إلي الجمود لم يقبل ان يأتي معهم السائق، وها هو يصل إلي البوابة الخاصة بفيلا احمد الديب  نظر افراد الامن  إلي السيارة وما أن انزل عادل الزجاج الفامية القاتم الذي لا يظهر ما خلفه، حتي فتحوا البوابة فلديهم تعليمات بأدخاله،  ولكن ما أن تحركت السيارة حتي كان مسؤول الحرسات يتصل بأحمد  ويخبره عن وصول  الدكتور عادل وزوجته ومعه أمرأة اخري !!

كانت سهام ترتدي فستان طويل من الون الأسود وعليه حجاب فاتح وتنزل السلم  في الوقت الذي  توقفت فيه سيارة عادل بالخارج تحركت إلي المطبخ بينما تحرك احمد إلي الباب ليفتح وهو يردد..

أحمد :  الله يسامح يا سو!!

سهام: سمعت علي فكرة .

ضحك بخفة وهو يفتح لعادل قبل أن يرن الجرس 

سلم عليه ونظر له بطريقة جعلته يدك أن عادل منهار،  هز له راسه وهو يشير له ليدخل تبعته الينا وهي تقول 

الينا : عملت أيه بس سو 

احمد: ابدا (ام احمد) أدت الخدم كلهم اجازة ..+

عادل: أحنا جينا في وقت مش مناسب؟! 

نظر له (أحمد) بطرف عينه ولم يعقب علي كلامه..

عادل: ممكن نستأذن ونيجي وقت تاني.. 

احمد: انت هتتعرف عليا النهاردة؛ لو الوقت مش مناسب كنت حددت معاد تاني،  ولا قولت ليك مش فاضي، كل الحكايا انها عاوز تطبخ لحبيب القلب  بيدها ..

ابتسم (عادل) و(ألينا) علي غيرة (احمد) الواضحة من أبنه، وهو يتحرك معهم الي الصالون، بعد أن القي نظرة على أودي وهز رأسه بتحبه خفيفة لم يكلف نفسه أن يمد كف يده، ونظر إلي عادل بستفسار ولكنه أدرك أن الكلام علي الباب  لا بجوز ..

كان يجلسون في الرسبشن (وسهام) تخرج من المطبخ لتقدم واجب الضيافة، ولكنها وقفت كأنها صنم، وهي تستمع الي كلام (عادل)، ولكن عينها انتقلت ااي تلك التي تجلس بجوار (الينا) ولكنها تنظر الي (أحمد) بأعجاب !!

أحمد: مش تعرفني علي الآنسة.. 

جعدت (سهام) وجهه وهي تردد دون صوت آنسة،!! 

مما جعل (احمد) الذي ينظر لها  يحاول ان يكتم ضحكته، التي قد تجلجل في البيت بأكمله !!

ولكن تلك الكلمة التي خرجت من فم (عادل) جعلت (احمد) ينتبه 

عادل: الماضي..

نظرت (سهام) إلي (الينا) بشفقة وهي تقترب لتربت عليها، تحت أنظار (احمد) المصدومة من محاولتها التخفيف عنها وهي تقول . 

سهام : معلش يا (أيلي) انت كنت عارفة أنه مش ملاك، بس ازاي ماضي دي شكلها صغير، ولا اقول ايه دا كان سافل ..

نظر لها (عادل) وهو يحاول أن يتمالك نفسه.. 

اما (احمد) قال بصوت هادئ يحمل تنبيه : سوووو

سهام  :  ايوة  هو انا قولت حاجة غلط، هو عارف هو كان ايه بس مش لدرجة الأطفال !!

الينا عادل كان فاكرها بنته 

هنا اذدرت (سهام) لعابها وهي تجلس بجوار (احمد) وهي تنظر ألي (عادل) بشفقة والي (الينا) بدعم  وهي تقول:


سهام: ولما هي بنته ايه االي جابها الوقتي ليه مش من عشرين سنة؟!

عادل : هي لما قالت من دمك ومش اتقابلنا قبل كده انا فكرت كده بس هي قالت اني مش ابوها..

أحمد: نعم  ازاي ده الشبه واضح اوي ده اللي ممكن يخليك تصدقبس لو مش بنتك تبقي مين؟!!

أودي : انا اخته 

سهام: نعم وده ازاي ؟! (عادل) ملوش اخوات، لا بنات ولا رجالة امه توفت وهو طفل؛ ووالده ما تجوزش مرة تانية!! 

أودي: والده  مش اتجوز  بس امه اه.

شهقت (سهام) وهي تنظر الي (أودى) بصدمة؛ والي (عادل) بشفقة وهي تقول: 

سهام نعم!!  

أودي: أمي لم تموت بل والده لفق لها تهمة ، وكان سبب في أن تسجن عدة سنوات، وهي التي كانت سبب ليأخذ الإقامة والجنسية ايضا، ولكن والدك كان ظالم  أستغل انها وحيدة لا أحد لها ولا مال ، ليتزوجها رغم فارق السن الكبير بينهم، وايضا ما أن تأكد انها تحمل طفل ذكر،حتي ظهر وجهه الاخر تلك المعاملة  الطبيبة تغيرت وكان بكاملها بقسوة وهويردد أن النساء كالحشرات، وهي لا تذيد عن حشرة!! امي كانت  تقول:

" انه يقول ما انت سوي أمرأة ما أنت سوي حشرة" وكأن يضربها بقسوة وكأنه..

 ونظرت إلي (عادل) الذي ينظر لها والحزن يظهر علي وجهه؛ وسكتت..

 

احمد: وكأنه  ماذا؟! 

أودي : سادي ..

بهت وجه  (عادل) وهو يستمع إلي اشياء كان يظنها انه علي الاقل يعرف جزء منها، وأولها معتقدات والده، أن تلك الكلمة هو من علمه ايها، ما هي سوي أمرأة ما هي سوي حشرة، وما انت الا صياد تملك شبكة عنكبوت!! ومن لا تستطيع أن تخرج فما هي إلا حشرة!! هذا ما كان يفكر فيه (عادل) 

وما تذكرته (سهام)، ان هذا الكلام سمعته من عادل قبل ما يقارب ٢٧ سنة ... 

كانت (الينا) تعرف ان هذه كانت افكار والد (عادل) فلقد عملا معه لفترة صغيرة ولقد حاول أن يتقرب منها الا أنهى كانت متعلقة (بعادل ) حتي قبل ان تعمل معه 

اما (احمد )كان يسمع في صمت  وهو يجمع الخيوط ببعضها لينسج قطعة من القماش ترسم معالم الحقيقة...

اما أودي أكملت 

أودي:حتي انها حاولت أن تهرب، وقتها حبسها داخل الشقة،  وكانت لا تخرج من باب البيت لأي سبب وأيضا ما أن وضعتك وكنت علي هذا الشكل اتهمها بالخيانة، رغم وجود تلك العلامة في جسدك، التي كانت في جسد والدك، اي انه كان متأكد انها لم تفعل او تخرج من باب البيت، الذي كان يغلقه عليها، وما أن أكملت شهرين فقط، لفق لها تهمة السرقة وبعد عدة سنوات خرجت من السجن لتبحث عنك  أخبرها انك موت بعد سجنها..

كانت تتكلم وهم يستمعون لها بصدمة 

نظر عادل إلي أحمد وكأنه يسأله هل تصدق ما نسمعه

هز أحمد رأسه  فهي عفوية بالإضافة أن لغة جسدها توحي بانها تقول الحقيقة 

احمد  لو فرضنا أن كلامك صح وده سهل نتأكد منه

أودي : أه طبعا صح مفيش أي عقبة في عالم الإلكتروني المفتوح الذي نعيش فيه

أحمد: لما الان ظهرتي ؟!!

أودي: لن أكذب عليك 

أحمد : حتي لو حاولتي لن تستطيعي...

أبتسمت له بأعجاب مما جعل سهام تستشيط غضب وهي تنظر لها بحدة ...


الحلقة الثامنة 

لذئاب وجوه اخري٥ 

بقلم نورا محمد علي 


نظرات عين أودي الى أحمد وهي تقول: لن اكذب عليك؛ كانت تقولها بهمس وهي تنظر في عمق عينه وباعجابه واضح مما جعل سهام تستشيط غضبا، وهي تنظر لها بحده الا انها تمالكت نفسها، حتى لا تزيد الطين وحلا، ليس من اجلها ولكن من اجل عادل عبد الله، الذي يجلس يشعر بقلبه يعتصر بقبضة قوية وإلينا زوجته تحاول ان تخفف عنه، وهو لازال إلي الآن يستمع إلي كلام أوديل والذي يعد اسوء ما قد يظنه إنسان كان كمن في كابوس لم يتوقع ان يعيشه، او يدخل في هذه التفصيل، لم يكن يتصور أن بكون والده بهذه القسوة، وهذا الظلم وهذا الكذب، ولما لا،وهو من أدخله في هذه الدائرة هو من كان السبب في حياته البأسة و المشتتة الممزقه التي عاشها من قبل كان شارد في افكاره تأخذه وتتركه تجذبه بين شقي الرحي وكأنه قمح يطحن،

 أما أحمد لم يعطي بال لتلك النظرة التي تحمل  الاعجاب، و التي ترسلها له أوديل بعينها مع همس كلامها، فهو لم يفرق معه نظرات الاعجاب من قبل فهل يفرق معه الان سوء كان اعجابها او اعجاب وغيرها وهو يقول بقوه جعلت سهام تشعر ببعض الطمأنينة 

أحمد: لن تستطيعين ان تفعلي، حتى لو حاولت ليس من السهل ان تكذبي عليا  ولكن اريد اسمك واسم والدتك وما الى ذلك..

 كان يستمع لها وياخذ  منها ما تقول من المعلومات يخزنها في خلايا عقله وما أن انتهت حتى هز راسه بخفة ثم نهض يشرف عليها بطوله الفارع، وهو يتحرك الى مكتبه، في صمت  لم يسال عادل الى اين؟! ولم تتكلم سهام!! ولكنها نظرت لهم بأبتسامة تحاول تخفيف الجو بها 

 سهام:  تشرب قهوة يا دكتور تشربي قهوة يا يا ايلي هزت 

هزت إلينا راسها بالنفي وهي تقول: لا يا حبيبتي ما تتعبيش نفسك..

 وعادل اكد على قوله وهو يقول: لا يا يا ام رحيم ما تتعبيش نفسك مش هقدر أشرب حاجة..

 نظرت الى أودي تسالها ولكنها هزت راسها بالنفي هي الاخرى مر الدقائق رتيبة عليهم، وأوديل تنظر حولها كمن لا تصدق فخامة المكان رغم انها تدرك ان اخوها او من تدعي انه اخوها يملك الكثير من المال، كما سمعت من امها ولكن ما رأته اكثر بكثير من ما كان يملكه ابوه من قبله، هي نفسها لا تعرف لما اتت إليه هل لتخبره بوجود امه، والتي يجب أن يقابلها ويرها قبل ان تفارق الحياة، ام ماذا ؟! ولكنها ما ان انتهت من تلك الجولة من النظر الى كل ما حولها في ذلك الصالون الفاخر.

وقعت عينها علي سهام التي تنظر لها بقوة ارعبتها، ليست مجرد إمرأه هينة، والف سؤال يمر في عقل أودي وأهمهم هل فعلت شيء، او هل أخطات معها، حتى تنظر اليها بهذه الطريقة!! الا انها لم تدرك انا مجرد ان تنظر الى زوجها بأعجاب فلقد تجاوزت حدودها!

 اما هناك  في المكتب الذي يبعد عن المكان بما يقارب ١٠ أمتار أن لم يكن أكثر كان أحمد يجري اتصالاته ويتاكد من كل كلمة من كلامها وفي النهاية أكتشف أنها لا تكذب في اي حرف مما تقول، امها حكم عليها بالسجن والتهمة قضية سرقة والخصم فيها زوجها عبد الله السيد الذي أتهمها بسرقت ماله ومحاولة الفرار  ومما ترتب عليه سجنها وطلاقه المدني لها وبعد سنوات خرجت من السجن، وبعد فترة وجيزة من خروجها من السجن دخلت إلي مستشفي الامراض العقلية لعدة شهور وبعد عدة سنوات اخري تزوجت وسافرت الى أيطاليا حيث تعيش الأن، فلقد كانت تصدق ان عادل توفى، كما قال والده ولقد عاشت فتره من الحزن، حتى ان هذا كان سبب دخولها الى مستشفى الامراض العقلية، لبعض الوقت بعدها خرجت ألي المجهول حتي انها عملت لوقت حتي تحصل علي المال الذي سيكون سبب لاتترك فرنسا وها هي الطرق تلتقي بذلك الذي ساعدها لتخرج من تلك الدومة، ليكون زوجا، كان جوناثان محبا لها حتى انه قبل ان يترك كل شئ ويغير حياته بكل ما فيها  ويسافر معها ليعيش في بلد اخر، وهو يفكر أن يؤسس حياته بعيده عن دولته وقريته فقط ليوفر لها الشعور بالطمانينة والسكينة، وهي بعيدة عن بهرجة الاضواء التي كانت تعيشها في فرنسا، وبعيده عن تلك الحياه التي توجد فقط في المدن الكبيرة، كان متوسط الدخل وحياته بسيطة ولكنها كانت سعيدة معه انجبت اوديل بعد عدة سنوات من زواجها منه، لانها كانت لاتفكر في الانجاب من الاساس، كانت تكتفي بذلك الوجع الذي خلفته الذكرى ما بين الحين والاخر، وكانها تذكرها انها يوم ما حملت ولدا بين يديها لتطعمه حنانها وسلبته منها الحياة  كما سلبت منها كل شيء، بعد كل القسوة التي تحملتها من زوجها ليس لشئ الا من  أجل طفلها تلقت الغدر وألقيت في السجن، وتركت طفلها ليموت او هكذا كانت تظن، الا ان أتى ذلك اليوم الذي كانت تتابع مع ابنتها وزوجها شاشة التلفزيون،  بدون اهتمام في البداية إلي أن أعلن عن المؤتمر الطبي الذي ينقل على الهواء، في عده دول براءه اختراع على نوع جديد من الدواء، سوف يقلب البشريه رأس على عقب، كانوا يتكلمون عن ذلك الدكتور المصري الفرنسي الذي استطاع ان يخترق المرض ويسيطر عليه ويحجمه باشياء بسيطة، ودواء غير مكلف، ربما لان الحاجة ام الاختراع رغم ان هذا الطبيب  قالوا أنه مصري الا أن  شكله لا يقول ذلك ابدا،يقول انه اوروبي الى حد كبير، كان الكل فقط يستمع ويستمع اما هي تحجرت عينها على شاشه التلفزيون، تنظر اليه بقوة وكانها ترجع بالزمن سنوات العمر  وكأن العمر تقلص منها خمسون سنة، وهي تنظر له ترى وجهها فيه  ترى شكلها هي، في وجهه وما ان قالوا عادل عبد الله السيد حتى فقدت وعيها وها هي تقع من طولها بعد ان كانت تقف امام الشاشة تحت نظرات الدهشة منهم ولكنها كانت تقترب فقط لتنظر إليه عن قرب، وكانها تشعر انه هناك رابط قوي قوي يربط بينها وبينه، وفي هذه اللحظة التي سقطت فيها أرضا اسرعت اليها ابنتها، تحاول ان تساعدها ان تجعلها تتكلم، نظر اليها هي وجوناثان، وهو لا يصدق ما يسمعه هو من يعرف الماضي بكل ما فيه من وجع وها هو يراه أمامه، وسؤال يطرح نفسه هل يعود الماضي؟! بهذه القوة!! من تلك اللحظة ضلت  جوليا شهر كامل لا تتكلم مع أحد وبعد محاولات من اوديل  حكت ولكن القصه بدات بعد الحكاية، وقتها قررت أودي ان تتعلم العربية وانت تتقنها، ربما لأن اخوها كان يتكلم بها، وظلت تتعلمها وتدخر المال الذي تستطيع به ان تسافر الى مصر  حتي تلتقي  مع اخوها الذي عرفته بعد ان صار عمرها على مشارف الاربعين، كل ما قالته اودى صحيح!

 لم تكذب في شيء هي اخته، التي اتت بعد عمر طويل لتعرف ان لها اخ، في هذه الحياه لتعرف انه هناك من يجب ان تعرفه ويعرفها ليس لشيء الا لان بينهما دم، رغم انها تختلف عنه كل الاختلاف في العادات والتقاليد والمعتقد، ولكنها ترتبط معه في الدم هي اخته المسيحية الكسوليك التي ربت على عقيدة ومبادئ مختلفة كل الاختلاف عن ما يؤمن به الأن، ولكنها على الاقل ربيت على دين سماوي، وهو الذي تركه والده يعيش في حياته البهمية الى ان اصبح في الثلاثين من عمره او في نهايه العشرينات!!

 الافكار التي تعصف في عقل عادل  لم تتوقف إلي أن رأي  تلك النظرة التي على وجه احمد وهو يخرج من المكتب، كانت تؤكد كلامها كان يهز راسه لعادل فقط، وكانه يقول هي لا تكذب، اذدرت الينا لعابها شعرت بما يشعر به عادل من وجع، وهو صدقها ما ان بدات تحكي عن حياه والده!! ولكن كان لديه شعره واحده خيط وحيد بين الثقه والشك؛ ولكن في هذه اللحظة التي تضاربت الافكار في عقل عادل ومحاولة إلينا أن تقدم له الدعم قبل ان ينهار، او حتى تقترب لتضمه!!

 كان الجرس يرن وكانت تلك التي تجلس بهدوء ورتابة تقف مسرعة وأبتسامة تشق شفتيها وهي تتحرك الى الباب لتفتحه، بينما كان احمد ينظر لها  بهدوئ وكان لازال يقف على باب مكتبه، الذي اغلقه ولكن ما ان فتحت الباب حتى اخذ  ابتسامتها تتسع وهي تنظر له تتحسس وجهه بيديها وهي تلقي بنفسها في حضن ابنها تضمه اليها ، لتعوض لتلك الايام التي ابتعد عنها فيها ، وتعوض ذلك الشوق والذي يسكن احشائها، تحت نظرات ذلك الذي تشتعل الغيرة في قلبه وعقله، وهو يراها تضمه وكانها تريد ان تدخله الى داخل قلبها الذي يسكن هو في، وفي هذه اللحظه قال بصوت جهور رج جدران البيت 

أحمد : ما خلاص بقى هو أيه جو العشق الممنوع ده؟! ما تشيل ايدك يا زفت؛ من عليها بدل ما اجي اشيلها نهائي!!

 ابتعد وهو يرفع يده بأستسلام وسهام تنظر له بدهشة وصدمة ولكنها لم تعقب، وهي تسال ابنها..  

سهام: ازيك يا حبيبي؟! عامل ايه؟! وحشتني قوي؛ انت كويس، انت تمام؟

 كان يبتسم لها ويهز راسه فقط، وهو ينقل عينه من بينها الى بين والده، الذي ينظر له بغضب ،وكأنه يقع اللوم  عليه، هو يقول 

أحمد : أستغفر الله العظيم  ما كفاية بقى، ايه هو غاب سنه ده كلها شهر،

 ابتسم له رحيم  وهو يقترب منه حتي يسلم عليه

اربت أحمد علي كتفه السليم بخفة   وهو يقول: مش هاعدي ليك اللي عملته، ازاي تحضنها كده ،!

رحيم : دي امي يا بابا يعني يعني 

 احمد :مش مكسوف وانت اطول منها كده، عمال تقول امي !!

هنا ضحكت سهام بصوتها كله، غافل عن وجود صحبة وهي تنظر له وهي تعقد ذراعيه امام صدرها وتقول:

سهام: بس حتى لو هو بقى أطول من كده هأفضل امه مش من حقك تغير منه، فاهم ليه؟! لانه الوحيد اللي بحس بالأمان معاه وانت مش موجود معايا!!

 احمد: نظر  لها بأنفعال 

سهام : يا ربي اقول ايه بس؟! ما نقدرش نستغنى عنك؛ يا وحش!!

 احمد: كلام!!

 وهنا لم يتمالك عادل نفسه وهو يضحك بصوته كله، والينا تكبت نفسها وهي ترى تلك الحرب الباردة بيننا الاب وابنه، وتلك الغير مستعرة بينهم اب يريد من ابنه ان يبتعد عن محيط ذراعي أمه، وابنه يريد ان يشبع من دفئها كأن حضنها سوف يعوضه عن تلك المعاناه، التي عاشها في تلك المهمة..

 اما رحيم في اللحظة التي لاحظ فيها وجود صحبه، حتى اعتدل في وقفته وهو يلقي التحيه، ويسلم عليهم ولكن ما أن لاحظ ان الجو مضطرب أو مكهرب كما يقولون، وان هناك شيء في الافق، حتى نظر الى أمه وهو يقول..

رحيم: انا هاطلع فوق 

 سهام: تمام يا روحي انا هاحضر لك الاكل، عاملة ليك كل اللي بتحبه!!

 احمد: اه كل اللي بتحبه، كل حاجه بتحبها، كل انواع المحاشي من ورق عنب للحمام، اطلع بقى خذ دوش وانزل عشان الهانم بقى لها يومين قاعدة في المطبخ علشانك!!

 سهام: هو يوم واحد بس،

 اما رحيم رفع كفها الى فمه وهو يقبل يديها وجبينها وينظر في عمق عيناها ويقول:

رحيم:  تسلم أيديك يا ماما بس ليه تعبتي نفسك

 احمد: وما تتعبش نفسها ليه وتدي الخدم اجازة، اصل حبيب القلب جاي النهاردة!!

رحيم وهو على درجات السلم قال:  اه يا احمد باشا لو تبطل غيرتك هتبقى الحياة، احلى من كده بكثير!

 احمد: ممكن بس لو ما بعدتش عن وشي الوقتي هتبقى الحياة بالنسبة لك احلى بكثير!

 ضحكه رحيم وهو يصعد درجات السلم، ولكنه توقف في منتصفه وهو يقول: امال ادم فين؟!

 سهام: في التمرين يا روحي،

نظر لها احمد بحدة فتحركت إلي المطبخ وهي تقول: أنا قولت حاجة؟!

ورغم ان مناوشتهم كانت حادة إلي انها أضفت جو من المرح علي قلب عادل  الذي كان يشعر بقبضة من حديد تعتصر قلبه وابتسامة ترسم علي وجه إلينا 

اما أودي كانت تشعر بالتعجب من علاقتهم التي تعد مختلفة، عن أغلب الناس بالإضافة الي انها لا تصدق أن ذلك الوسيم، أبن ذلك الذي تكلمت معه ولا حتي ابن تلك الصغيرة التي  تعد رشيقة القد، وهي تنفي ان تكون أمه فعلا !! ربما زوجة ثانية لذي بغير عليها من طفله. كانت افكارها واضحة! 

نظر لها أحمد وهو يحلل ما علي وجهه من أفكار ..

احمد: علي فكرة هي أمه فعلا ومش زوجة تاتية، لأني متجوزش ولا هتجوزها غيرها هي بس كفاية من الدنيا، وزي ما انت شايفة بغير عليها من أبنها وأبني!!

ابتسمت بأرتباك وهي تحاول أن توري خلجها، وعقلها يسأل هل تكلمت بصوت مرتفع وها هي تنفي ان تكون قد فعلت ذلك، الا أنها سكتت 

ام عادل نظر الي الوحش وهو يناوله ذلك التقرير، الذي أرسل له من الخارج، والذي يحمل بين اوراقه الحقيقة.. 

نقل عادل نظرة بين ما كتب في الورق، وبين اخته التي تنظر  له بأبتسامة، بينما رحيم نزل السلم الداخلي، بملابس اخري مريحة أكثر، وهو يدخل إلي المطبخ يري أمه ترص الطعام في أطباق.. 

اقترب يساعدها وهو ويسال عن سبب هذا الجمع، وما أن قالت...

سهام:  البتاعة دي  تبقي أخت عادل.

رحيم: اختك عادل ازاي بس مش مهم شكلها زعلتك يا قلبي والا ما كنتش قولتي عليها بتاعة!!

سهام: اسكت يا رحيم انا لولا الوضع وحالة إلينا ودكتور عادل، كنت جيبتها من شعرها!! 

رحيم: وهو يضع  محشي ورق العنب في فمه، وهو يأكلها بتلذذ وعينه تسأل ليه؟! 

سهام: اسكت مش عاوزة افتكر  البنت عمال تبص لأبوك، من فوق لتحت زي ما تكون بتأكله بعينها، بس صبرك عليا وانا هدلق عليها الشوربة.. 

نظر لها رحيم بصدمة،  ام أحمد الذي ترك عادل يتكلم مع أخته ويسمع منها ما تعرفه وهو يفكر مع الينا عن كيف يعرف اولاده بها او متي يذهب معها إلي حيث أمه وها هو واقف بالباب انفجر في الضحك وعينه تنظر لها بعبث  مما جعل رحيم  يأخذ أطباق المحشي ويخرج إلي الخارج اما أحمد حاصرها بين  ذراعيه وحائط، وهو يهمس بعشق ورغبة تركض في شرينه، وكأنه نسي أن أبنه قد يدخل مرة أخري في أي لحظة، ولكنه لم يهتم وهو يقترب من خدها يمسه بنار ملتهبة وعينه تركض فيها حمم وهو يقول لها : 

شكل ليلة أمبارح هتنعاد من تاني بس لازم سهام هانم تحاسب علي المشاريب الأول، وما أن حاولت أن تبتعد حتي كان يأكل شفتيها بخفة، وما ان وقف معتدل يبتعد عنها حتي دخل رحيم وهو يحمحم وكأنه يتوقع ما حدث،  او ما كان يحدث !! 

رحيم: مامي اخد .ده ؟

سهام:  أه، يا قلبي.. 

غمز لها احمد  وما أن خرج رحيم حتي أبتسم لها وهو يقول :ماشي أنا وأنت والليل وأخره !!

كاد أن يتحرك  فأوقفته وهي تقول مش هتشيل معاك حاجة 

التفت ينظر لها بمزيج من الدهشة والصدمة ولسان حاله يقول::  نعم!!!

سهام:  أنا بقول  

ولكن الكلام وقف علي لسانها وهي تستمع إلي ذلك الصوت اللي من الخارج  ولكنه لم يكن  يحمل الفرح والبهجة بل كان يحمل الحزن...

تركت ما في يدها واسرعت حتي قبل أحمد نفسه  وهي تسأل في أيه ؟!!


الحلقة التاسعة 

لذئاب وجوه اخري ٥

بقلم نورا محمد علي 


كانت تنظر له ولتلك النظرة المرسومة علي وجهه من الصدمة الواضحة علي معالمه وعينه تعلن الرفض ولكن قبل ان يتكلم او تحاول اقناعه استمعت إلي فتح الباب وذلك الصوت الاتي من الخارج، مما جعلها تتحرك لتخرج من المطبخ مسرعة، وهي تنظر لها ولتلك الدموع المتجمعة في عينها بصدمة وعينها تسال وتسال وكانها تنتظر اجابة، وهي تضمها بين ذراعيها وتقول..

سهام: في ايه مالك؟!

 اخذت جودي بين ذراعيها وهي تربت عليها  مما جعل جودي تضم نفسها اليها اكثر، تحت نظرات احمد المندهش من فعل اخته وكانها تتحامي في زوجته، بينما يجب ان تتحامى فيه!!

 نظراته عين رحيم باستفسار ونظرات أحمد له كانت تعني الكثير ولكن ما ذاد الشك والتوتر هو اقتراب سياره ياسين!!

 زوج جودي من البيت وهو ينزل منها ويتجه الى البيت وقدمه تدق الارض من تحته دكا وكانه لم يعد يفرق معه شيء وهو يقول..

ياسين: ممكن افهم ايه اللي انت عملتيه ده؟!

 نظر له احمد بحده ويقول: كلمنا انا، ما تتكلمش معاها، بعدين تعالي هنا انت أزاي تعلي صوتك عليها كده؟!

 ياسين: انا باسال امراتي يا وحش، الهانم اللي سابت البيت ومشت من غير ما ترد على سؤالي!!

 احمد ما دام دخلت بيتي يبقى توجه كلامك لي، وقبل ما تعلي صوتك عليها تفتكر انك بتكلم اختي..

 ياسين: اختك تبقى امراتي..

 احمد: والله نورت المحكمة، ولما مراتك توصل بيتي بالحاله اللي هي فيها دي، وترفض انها ترد عليك يبقى الكلام هيبقى معي انا، انت مش متجوز واحده من الشارع انت متجوز اخت احمد الديب، لازم تفوق وانت بتتكلم وتعرف مين اللي واقف قدامك وانت بتكلمني..

 سهام: صلي على النبي يا احمد اكيد الموضوع ما يستاهلش ده كله، انت هتعرف عليهم النهاردة انت عارف جودي روحها في ياسين، وهو روحه فيها..

ونظرت إلي رحيم  الذي أدرك ماذا تريد امه و اقترب منها يدعم عمته بين يديه، وما أن وجد انها منهارة وقد لا تقوي علي السير لم يتردد وهو  يحاول ان يرفعها عن الارض، تحت نظرات الصدمة على وجه زوجها،وهو يقول..

ياسين: انت هتعمل ايه؟!

 رحيم: هاطلعه الجناح الخاص بها ترتاح..

 ياسين: انت عايز تشيلها؟!

رحيم: دي عمته على فكره!!

ياسين وهو يكبح غضبه بقوه وهو ينقل نظره بين جودي وسهام واحمد ويدرك ان هناك صحبة في الخلف هناك مشاهدين اخرون هز راسه بتحية وهو يقول..

ياسين: انا لازم اتكلم معها ..

سهام : أكيد طبعا بس مش دلوقت لما تهدا..

اما عادل كان لا يعرف ماذا بفعل؟! هل يستأذن لينصرف ؟! ام ما هو التصرف المناسب.. 

إلي أن تحرك ياسين إلي  المكتب مع احمد وهو يلقي نظرة إلي اوديل وعادل وعينه تقول الكثير  ام رحيم جلس مع عادل  بعد ان نزل وهو  يرحب به وعينه تحاول ان توراي الدهشة التي يشعر بها من التشابه الواضح بين الاثنين

ابتسم له عادل وهو يقول: حمد لله علي السلامة  كنت مسافر سياحة 

رحيم : اه يا أنوكل  سياحة..

اوديل:  إلي أي دولة ذهبت بيننا هناك من  يحلم بالسفر الي هنا !!

رحيم:  ربما كلامك صحيح؛ وابتسم برسمية، وهو يرجع لينظر إلي وجه عادل وبينها يجمع الخيوط ابتسم عادل وهو يقول: اختي..

رحيم : ايه؟  من امتي؟!! 

عادل: من كام ساعة بس . 

ابتسم رحيم باليه،  وهو ينظر إلي  الينا بأبتسامة دافئة ..

عادل: طيب احنا هنستأذن اكيد الوحش مشغول، واحنا مش غرب في اي وقت تاتي، نبقي نبحي او نتكلم في التلفون.. 

كان يتكلم بينما سهام تنزل السلم وهو تقول لا طبع يا دكتور  انت في بيتك  انا دقيقة هشوف احمد وبعدين هنتغدا سوي 

الينا: يس.. 

سهام: الموضوع بسيط، أنهت كلامها وتحركت  إلي المكتب في الوقت الذي كان فيه احمد يتكلم بنفعال وثورة، مما جعلها تقف مكانها دون أن تقوي علي الرد، فماذا تقول ؟! وماذا يقول هذا المتخلف؟! 

ياسين: هي لو بتحبني كانت تمنع نفسها من الحمل تاني؛ ابننا عنده ٨ سنين!! والهانم مش موافقة تخوض التجربة مرة تاتية!! 

احمد: وده سبب انك تقولها كده!! 

ياسين: مش ده بس سبب المشكلة؛ احنا بنحل مشاكلنا لوحدنا ..

احمد:  وهو يخبط علي المكتب بقوة جعلت ياسين يتراجع، وهو يفكر ماذا قد يفعل ان قال اه السبب الرئيسي  للمشكلة ؟!

احمد: امشي من قدامي الوقتي يا ياسين؛ لاني مش شايف قصاد عيني.

 

تحرك ليخرج بخطوات سريعة بعد أن أغلق الباب،  اوقفته سهام وهي تقول


سهام:  الموضوع في حلقة ناقصة، ولا انت النهاردة الصبح عرفت ان ابنك عنده ٨ سنين، ومش اول مرة يحصل مشاكل بينكم هي قايلة انك متغير من فترة ..

ياسين: انا اللي متغير؟! وده من امتي اسبوع ولا ٢ ولا بمكن شهر ؟!

سهام؛ شهر  !!

ياسين: عاوزاتي اقولك ايه بس، اللي هاقوله تطير فيه رقاب..

سهام: اكيد رقبتك انت اللي ممكن تطير؛  لو اللي فهمته صح !!

ياسين: نظر لها مطولا وهو لا يعرف ماذا يقول ؟! ولكنه  بعد تردد دام لحظات ففط،  رفع تلفونه ليفتحه  ويرفع الشاشة أمامها وهو يقول: شايفة ولا نظرك ضعيف ؟!

سهام : ممم !!

ياسين: يعني ايه امم دي؟! فاهمة يعني ايه رقم مش متسجل يبعت للهانم المحترمة وصلة الرقص الشرقي ده ؛ يبقى ايه؟؟ 

سهام : يبقي انت ما دخلتش جناحها هنا!! 

ياسين: ايه !!

سهام: انت جيبت الرقم من تلفونها ؟!

ياسين: اه ..

سهام: لسه ما رنتش عليه؟!

ياسين : خوفت ..

سهام ابتسمت له وقالت بهدوء: بس بعد االي انت قولته مش هينفع تخاف؛ ولازم تواجهه! والوقتي هترن علي التلفون، عشان واحد في مكانك اكيد سهل علبه يعرف  الرقم بتاع مين ؟!!

ياسين: انا ماشي.. 

سهام : مش بمزاجك ..

ياسين: نعم  !!!

سهام: نعم الله عليك ؛ مش انت قولت لو اتكلمت هتطير رقاب ، وانا بقولك رن علي الرقم !!

ربما من صوتها المرتفع، ربما من نظرت عينها المتوحشة، ربما لانه لاحظ وجود الوحش يقرأ حركة الشفاه،  وكانه استمع الي كل كلمة !! جعله يرن علي الرقم  ولكن المفاجأة كانت من نصيبه وهو يري سهام ترفع محمولها ، وهي تفتح الاسببكر وتقول


سهام : نورت يا ياسين بيه،  انت عارف مكان الباب كويس ..

بهت وجهه وهو ينقل نظره، بين سهام واحمد ورحيم الذي أدرك ما يحدث 

اما احمد عقد ذراعيه، وسيطر علي غضبه بأعجوبة، ليس لشئ الا لانه لم يعتاد ان ينفعل عليها أمام أحد، ولكن مما حدث سوف يصل الأمر  إلي أكثر من الأنفعال !!

لقد أدرك عن ماذا يتكلم ياسين، ومن ثقتها فهي تعرف ما يتكلم عنه.. وخاصة لانه طالبته ليرن علي الرقم  الذي يعد خاص بالنسبة لها، ولا يعرفه الا احمد واخوتها وابنائا فقط ..

ورغم أن الموضوع وضح أن الهانم التي نبه عليها بدل المرة الف، ان لا تسمح لخصرها بالتميال امام أحد غيره، تلقي بكلامه عرض الحائط..

بينما أقترب رحيم من أمه وهو يقول

رحيم : واضح ان بابا هينفجر !!

سهام: هينفجر بس، ده شكله هيطلقني.. 

رحيم: هو منبه قبل كده أكتر من مرة،  وبعدين جود مش بتعرف ترقص شرقي تقومي تعلميها؟!

سهام: بس اصل أبوك بيفكر يطلقني. 

ياسين : انتو بتقولو ايه، وانت عاوزة تفهميني انك بتعلمها الرقص، هو انت اصلا عاوزني افهم انك  بتعرفي ترقصي ؟!

تجمد وجه أحمد مما جعل سهام ترتجف وهي تنظر الي ياسين بصدمة 

اما أحمد نظر الي سهام فقط وكأن البيت لا يوجد فيه غيرها !!

اما سهام نظرت إلي يا سين بغضب وحدة وهي تقول: وانت مين عشان اعوز اعرفك؛ انت مش واخد بالك مين اللي قدامك ولا انت شارب حاجة؟!

ياسين بهت وجهه وهو يقول:  انا ما قصدش.. 

احمد: ولا تقدر تقصد؛ والوقتي بعد اللي انا فهمته يا ريت تتقي شري لان انت اللي هتندم.. 

اذدري لعابه وهو يهم بالحركة، بعد أن تمكن منه الخوف، اما أحمد نظر الي سهام نظرة تحمل الكثير وكانه يقول ان الموضوع لم ينتهي هنا ..

تحرك ليجلس مع عادل ، الذي هم أن يستأذن  الا ان احمد أصر علي بقائه

احمد: يعني انت هتتعرف علي النهاردة؟! ما انت عارف اللي فيها لو الوقت مش مناسب كنت قلت لك تفضل؛ هو انت غريب ده انت اخويا.

 ابتسم له هو عادل وهو يربت علي قدمه ويقول: ربنا يديم الود 

اما سهام تحركت الى المطبخ لتنهي ما كانت تفعله، وهي تعرف ان اليوم لن يمر بسلام، لن يتغافل احمد عن ما فاهمه وخاصة أنه نبه عليها بدل المرة مئة، ولكنها في الحقيقه لم ترقص..

انشغلت في الطعام  وها هي ترصه على السفره بينما رحيم يخبرها ان عليها ان تمتص غضبه، وان تتقبل اي شيء يقوله، وان لا تتدخل اذا حدث شيء بينه وبين جودي، نظرت له بصدمة وهي تقول..

سهام : انت بتقول ايه انت عاوزني اسيبه يزعق ليها هي ما عملتش حاجة..

 رحيم: المشكله انه مش هيزعق لها المشكله ان هو يزعق ليك انت يا لوزه، ينفع كده اليوم اللي انا راجع فيه، يبقى الباشا هيولع من غيره وسيادتك عايشا لي في دور حامي الحمى، وخايفه على جودي ده هيعمل منك بطاطس محمرة


 ورغم انها تدرك ان كلامه صحيح الا انها لم تتمالك نفسها وهي تضحك وتقول

سهام: انت بتقول فيها ده أقل واجب، شيل دول

 وناولته بعض الاطباق نظر لها وهويقول ..

رحيم: انا جاي تعبان وانت بتشغليني

 سهام :عندك مانع؟! 

رحيم : وانا اقدر يا ست الناس، انت تؤمري يا قمر..

 اما أحمد كان يتكلم مع عادل في بعض الاشياء من ضمنها انه طلب منه ان يتكلم مع امه، ورغم كل ما يشعر به من تضارب أفكار ومشاعر، الا انه لن يستطيع ان يرفض، فبعد  كل سمعه من كلام (أوديل) أدرك ان امه هي الضحية في هذه القصة، كما كان هو الاخر ضحية والده و طريقة حياته، التي كانت سبب في دمار شخصياته، وتشتتها وذلك االصراع النفس الذي كان يعيش فيه، رغم انه كان صراع في الباطل فقط، ناولته أخت الهاتف المحمول الخاص بها وهي تطلب منه أن يتصل فيديو من تليفونها..  

أخذه منها بينما كانت أوديل تبتسم له و ترى تلك النظرات على وجهه، وهو يشعر بالترقب وينتظر ان تظهر الشاشة وهنا أبتسم أحمد وهو يوصل الهاتف بشاشة العرض، حتى يتسنى لعادل ان يراها بوضوح،  فمما يبدو من ترقب على وجه عادل وذلك الخوف والقلق، وذلك المزيج من الافكار جعل الينا تدس بيدها في كفه، وكانها تخبره بانها بجواره..

 نظرة عينه لها كانت تعني هل انت حقا بجواري؟! وذلك الكلام الذي قلته منذ ساعة او أكثر..

 ماذا كان؟! لقد قررت وطلبتي دون ان تفكري؛ ولكنه ليس وقته ولا مكانه، ان يتناقش في شيء كهذا في بيت احمد، عليه ان ينتظر ان يكون في بيته، يغلق عليهم باب وقتها سوف يكون بينهم حساب، ولا يعرف ان كان سوف يكون رده التهاون والمسامحة ام القسوة التي يستدعيها كلامها الجارح، الا انه الآن عينه كانت معلقه بتلك الشاشة التي ظهرت عليها أمه وهو ينظر أليها وعينه يتجمع فيها كثير والكثير من المشاعر المختلطة بالدمع والشوق واللهفه!! عينه تاكل تفاصيلها، انها صورة من هو!! ولكن بعد بضع سنوات قد يصل الى نفس الشكل!! جمالها الاشقر وملامحها التي لم يغيرها الزمن، رغم انها قاربت من السبعين !!

عينه تنظر في عمق عينها وشفتيه يرسم عليها ابتسامة شاحبه مثل حال الوضع الذي هم فيه، وهو يهمس بالفرنسيه سليمة...

عادل: ماما..

 اخذت تنظر له كانها تاكلها بعينها نظراتها تنتقل على ملامح وجهه الرجولي الجذاب وعلى طوله وعلى عرضه، على ابتسامته على نظره عينه التي تحمل الدمع والحب والشوق واللهفة!! وهي تهمس بالفرنسيه 

جوليا أبني اشتقت اليك حبيبي لم اكن اعلم بوجودك اسفه انني صدقته، اسف يا عادل انني تركتك له..

 ابتسم له وهو يقول: انسى الماضي امي، انسي الماضي سوف اتي لاخذك لتكملي حياتك معي، سنعيش هنا في مصر..

 جوليا: لست ادري هل استطيع ان اتي ؟!او هل سوف يمهلني الزمن والعمر ؟!

 عادل: لا؛ لا تقولي ذلك ان الله رحيم سوف يتركك من اجلي، لن يحرمني منك، بعد ان جعلني اراك واعرف بوجودك، اشتاق اليك منذ لحظه التي عرفت فيها بوجودك، اشعر أنها عمر وزمن، وكأنها تلك السنوات الطويلة التي لم تكوني موجودة فيها بالقرب مني، رايتها الان امام عيني وكانك اكثر من الروح امي..

 ابتسمت له وشعرت بالسعادة، هو ليس كوالده، انه مختلف ابنها شخص يتكلم ويذكر الله في كلامه، عكس والده ذلك الجاحد الذي اذقها العذاب وجعلها تشعر بانها رخيصة ومنحلة..

 اخذهم الكلام بينما كانت هي تتكلم وهو يتكلم وهي تستمع ..

 كانت الدموع تنزل على وجه إلينا  ووجه أوديل ، وحتى سهام التي تقف تستمع وهي ترى تلك المواجهة بين اثنين يشعران بالشوق والحزن خلال ما مضى، وما هو ات ولان الكلام قد لا ينتهي، ولان الملام قد يطول اخبرها انه سوف يفعل المستحيل ليكونوا معا ..

نظرت له بحجل وهي تقول: ولكني ولكني..

 عادل :ولكنك ماذا امي ؟!

جوليا: متزوجه يا بني.

 عادل: أعلم امي لقد اخبرتني أودي بكل شيء ، وليس عندي أي مانع بعد كل ما عنيتيه، وبعد كل ما رايته من معاملة سيئة، من حقك ان تعيشي وليس من حقي انا أن أعاقبك لانك لم ترتكبي ذنب، لذا اريد ان اتعرف عليه، واشكره لانه كان سبب يجعلك تحيا مرة أخرى، بعد كل ما حدث...

 ابتسمت جوليا وهي تنظر الى ذلك الرجل الذي يعد له الروح انها ابنها..

انه السند  والذخر 

ورغم كن المشاعر التي تدور حوله، التفت لينظر إلي تلك التي تقف بعيد تبكي، ولكن عينه جعلتها تتجمد فهو لم يظهر الحزن من أجل دموعها، بل وجدت الحدة وكانه ينهرها ويطالبها بعدم البكاء ...

وبعد وقت كانوا يجتمعون حول السفرة والينا تقول ..

الينا تسلم أيدك يا سو  الاكل تحفة 

سهام ألف هنا 

اما رحيم نزل السلم وو يهز رأيه بالنفي 

احمد سيبها الوقتي وتعالي الاكل هيرد ومامي ممكن تقوم تسخن ليك من تاني  ..

سهام كبتت ضحكتا وهي تضع الطعام في طبق رحيم ، وتنظر إلي اوديل وتطالبها بالأكل 

اوديل: كيف ذلك؟! 

سهام : تقصدي ايه ؟!!

اوديل : من لحظة كنت تريدي قتلي؟ 

سهام :  أجل كنت؛ ولازالت ولكن أطمئن الطعام للجميع، لا يوجد به سم لذي أتمني أن يعجبك  

بهت وجه اوديل ام أحمد حاول كبت ضحكته وهو يقوم بتقطع الحمام 

اما عادل ارك ماذا تعني سهام  ابتسم وهو يقول ..

عادل: انها تمزح ..

هزا اوديل رأسها بالنفي وهي تقول : لا هي فقط تغير علي هذا الوسيم!!

سهام: أجل؛ هل كذبت عليكي؟! اغير علي ما هو لي، وهو لي، وعليك أن تدرك ان نظرتك لم تعجبني، ولكني متسامحة من أجل الموقف الذي نحن فيه فقط...

الينا:  خلاص يا سو ما تقصدش!! 

سهام: ولا تقصد اتفضلي.. وقربت منها الطعام  

نظرت الدهشة كانت علي وجه الجميع بما فيهم أحمد  من نظراتها لأخت عادل 

احمد رغم ما يشعر به من غضب مكبوت نظر الي سهام مطولا وقال 

أحمد: تسلم ايدك 

سهام: بالهنا يا قلبي.. 

رفع حاجبه واحد وهو يرفع الشوكة إلي فمه  ويقول: بس ده ما يمنعش ان في حساب ..

سهام  احم اه طبعا بس اللي بتحاسب العباد ربنا والتفت إلي رحيم الذي ينظر إلي حرب النظرات بين والديه وقالت ...

سهام :كل يا قلبي ولا الاكل مش عاجبك؟!

رحيم :أزاي بقي؟! يا سو هانم الاكل تحفة تسلم الأيادي ..

بعد وقت كان عادل وزوجته واخته يتحركون ليذهبوا اما سهام كانت تتحرك علي السلم  وهي تصعد بخفة قبل ان ينتبه أحمد..

 الا أنه شعرت بيد تقبض غلي رقبتها وهو يقول .


الحلقة العاشرة 

لذئاب وجوه اخري 

بقلم نورا محمد علي 


كانت تتسلل حتي تصعد علي درجات السلم بهدوء، وكانها تتخفى حتى لا يشعر بها، ولكنها كانت مخطئة فلقد رائها وهو من السهل عليه رأيتها حتي لو كان مغلق العينين، نظر لأبنه الذي يضع يده علي فمه ما أن أدرك فيما بفكر والده فأبتسم لرحيم وهو يقلد خطواتها البطيئة التي لا يوجد لها صوت، ولكنها نسيت من هو ربما لم تدرك انه يستطيع ان يمشي على الهواء، لذي لم تشعر به ولا بخطواته، ولا حتي ما أن وصل ليقف خلفها علي السلم دون ان تشعر به، إلا  عندما قبض على مؤخرة راسها وهو يقول...

أحمد: على فين؟!!

 سهام: انا!!!

أحمد: لا أنا 

سهام: أنت مش كنت عند الباب؟!

 احمد: كنت!!

 سهام: انت جئت هنا ازاي؟!

 احمد: هتفرق!!

 فقرت فمها واغلقته وهي لا تعرف كيف ترد عليه، نظره عيني تحمل قسوة تحمل القوة تحمل تهديد بعقاب لن يعجبها على الاطلاق .

 همسه لها بصوت لم يسمعه الا هي رغم ان رحيم موجود في الطابق الاسفل، او بمعنى اصح على بعد امتار قليلا منهم..

 احمد: او مش عايزة عقابك يبقى قدام ابنك افضل ليك وليا تطلعي قدامك..

 هزت راسها بطاعة وهي تقول..

سهام: طيب سيب راسي!!

 نظرا لها ابتسامه تحمل معنى الموت بين شفتيه هو يقول. 

أحمد:  بس كده عيني!!! 

ولم ينتظر فهو  بنظر لها بطريقة  توحي بأنها أن لم تتحرك سوف يقوم بحملها على كتفه كانها شوال مما جعلها تفغر فمها وتنظر الى رحيم الذي يغمز لها ويتحرك دون أن يستطيع أن يتكلم،  فهو يري والده خارج عن نطاق السيطرة.. مما جعله يتجه إلي الجيم  الكائن أسفل البيت  

اما سهام ما ان وصل إليها المعني من نظرة الوحش حتي كانت تركض علي درجات السلم وهو ينظر في أثرها بأبتسامة ذئب ...


بينما هو يتحرك بخفه وكان امامه اليوم باكمله وليس كما توحي نظرته، كانت تدخل الغرفه وهي تستجمع نفسها، تخلع عنها تلك الطرحة، حتى تستطيع ان تتكلم بحرية ووقفت تعقد ذراعيها، وهي تستعد لتقول ما تريد فلم تفعل شيئا، حتى تخاف هي  فقط خافت من رد فعله امام ابنها، والذي قد لا يكون محسوب، فهو في العادة لا يفكر بأستراتيجية كانه في العمل، ولانه في البيت سوف يتصرف بتلقائية، بعض الشيء وخاصه معها هي وهي فقط..

 اما هي كانت تنظر له وهو يغلق الباب ببرود يصل الى حد الموت!! يقف امامها يعقد ذراعيه لا يتكلم لا يتحرك فيه غير النفس، وهو ينظر لها بعين كأنها من زجاج، كانها من جليد او الاثنين معا، وهو يرفع حاجب واحد وكأنه يكفي ليستفسر ويكفي ليجعلها تجاوب عن كل شيء، همست

سهام: على فكرة انا ما عملتش حاجة!

 أنزل حاجبه ورفعه مرة اخرى، وكأنه يقول سامع..

 سهام: جودي كانت هنا في اليوم اللي (شارلوت) بعثت فيه المجموعة الخاصة..

 كان ينظر له فقط وهي تتكلم ولكنها ما ان قالت ذلك سكتت وكأنه يكفي ولكنه لم يكن كافيا على الاطلاق كان ينظر لها وكأنه وينتظر ان تكمل 

سهام: هي مش حدوتهة يا احمد، كل الحكاية انها جربت حاجه من اللي بعتها شارلوت ليا وصادف انه قميص بيت، انا بصراحه سبتها تجربه لما لقيتها عاجيبها اللون، ولما حبت تسيبه عشان جاي لياوتبقي تطلب هي اللي عاوزاه وكانت هتقلعه قلت لها تخليه وأي حاجه في الموجودين دول عجباكي خذيها هي باعتة مجموع كاملة هناخذ منها اللي يعجبنا والباقي هيرجع ليها ثاني، بس  كان من ضمن المجموعة ...

وسكتت وكأنها لا تستطيع ان تكمل مما جعله يعيد رفع حاجبه مرة أخرى  وها هي تكمل..

 سهام: هو في إيه؟! هو احنا في تحقيق؟!

نظر لها بحدة فقالت .  

سهام: بس جربت حاجات ثانيه

 احمد :والحاجات الثانيه دي تبقى ايه؟! 

سهام :بخجل بدلة رقص..

  تجمدت عينه وهو ينظر لها بصدمة ويقول..

أحمد: وبعد ما الهانم لبست البدلة حضرتك عملت ايه؟! لبستي انت كمان البدلة الثانية ؟!

سهام: لا طبعا انت بتقول ايه؟! ما حصلش!! كل الحكايه انها حاولت تتحرك بيها، وانا قلت لها  ما بتعرفيش..

 أقترب منها بخطوات حتى تراجعت لتسط على الفراش خلفها وهو يقول.

احمد: ليه هو انا هاتعرف عليك النهاردة، ما انا عارف وانت عارفة هي  ما بتعرفش  انت هتقومي بالواجب وتعملي ايه؟!

سهام: ما عملتش صدقتي ..

كان يعتليها فوق الفراش او بمعني أصح يحاصرها بين ذراعيه التي ترفع جسده عنها وهو يلصق جبهته على خاصتها، وهو يقول

احمد :  طيب عيني في عينك كده!! اذدرت لعبها وهي تقول...

سهام: والله ما في حاجه حصلت، حتى انا ممكن اوريك الفيديو!! رغم انه لازال ينظر لها بحدة وعينه لم تلين الا أنهت أخذت تحاول .. 


اما هناك في فيلا  عادل عبد الله كانت أوديل تنظر الى المكان الفاخر الذي لا يقل فخامة عن تلك الفيلا التي كانوا فيها، منذ قليل وهي تقول 

أوديل: انها رائعه اخي..

 ابتسم لها عادل وهو يهز رأسه بأبتسامة ردتها له وهي تقول .. 

أوديل: انني لا احسد، اسم الصليب عليها..

 نظرت إلينا له بصدمة ولكنها لم تقول شيء، اما عادل قال لها

عادل: وصلي اودي للجناح بتاعها، يمكن تحبي ترتاح او تاخذ شاور قبل الاكل وانا هاتكلم مع احمد وأثر و اروي...

هزت راسها وهي تنظر له بموافقة وهي تحرك مع اختهم الى الطابق الثاني، حيث ذلك الجناح الفاخر الذي يعد على احدث طراز من التصميم، وهي تدل أوديل على ما قد تحتاجه من اشياء، سواء كان حمام او مستحضرات تنظيف بالاضافه الى ذلك الدولاب الذي يعد فارغ الا انها  قالت لها

ألينا: دقيقه واحدة انت مش معك شنطة؟!

 هزت أوديل راسها بالنفي وهي تقول

أوديل: بل معي ولكنها في الفندق..

 الينا : أعتقد ان جسمنا قريب من بعض!!

أوديل هزت راسها بخجل، فلقد فهمت معنى ما تقوله، الينا سوف تحضر لها بعض الملابس، التي تملكها هي لم تخبرها الا أن إلينا تحركت حتي تحضر لها ملابس لم تمس او تلبسها من قبل، وها هي تطرق الباب و تقول..

ألينا: اتمنى ان تعجبك؛ رغم ان ازواقهم مختلفة إلا أن الملابس كانت تعد راقية ومرتبة عليها، بالأضافة إلي انها فجائها ثوب يعض قصير نسبيا، اذا ما قرن بما ترتديه الينا، وكأنها تريد ان تسأل هل يرتدي المسلمين مثل ذلك! الأ أن إلينا أبتسمت لها ولم تعقب علي نظرة عينها، وهي تقول..

إلينا: هل ينقص عنك شيء؟!!

 أوديل:  كل شيء على ما يرام اشكرك..

 تركتها إلينا وتحركت الى غرفتها، تغير ملابسها وتغسل من عناء هذا اليوم، الذي كان شاق وعصبيا وهي لا تدري الى الان ما هو العقاب؟! الذي قد تحصل عليه؛ نتيجه تهورها  وكلامها الجارح، الذي ألقت به في وجه عادل  دون ان تفكر في نتيجة كلامها؛ وهي لا تعرف ما هو الآتي وماذا بعد أن اخذت تتهمه بالخيانة ولعته والانحلال واشياء كثيرة، الا أنه تقبل كلامها ولم يضيف حرفا، ربما لماضيه الحافل ربما لأنه يدرك أن أي آحد مكانها كان تصرف بنفس الطريقة، هذا ما كانت تفكر فيها أما هو كان في حرب بمفرده، ممزقه بين المغفرة والقسوة، لا يعرف ماذا يقول لاولاده الثلاثة، لقد ظهرت لي اخت من العدم، لقد ظهرت لي اخت لا اعرف عنها شيء، وقد ظهرت لي اخت لا تنتمي لنفس الدين، وليس هذا فقط لقد ظهرت امي هي الاخرى بعد عمر، بعد عن شارفت على ال 70 وشارفت انا على الخمسين، اتى اللقاء من حيث لا ادري، ولكني متقبلها بكل ما تختلفه عني، متقبلها بكل ما كنت ارفضه من قبل، ها هو الثابت اصبح متغير، والمتغير اصبح ثابت!! وانا راضي كل الرضا لما تقدمه لي الحياه، لقد اعطتني فرصة لأبر أمي لقد اعطتني فرصه لأراها قبل ان ترحل، لقد اتت لي اختي من حيث لا أدري، وها هي تخبرني الحقيقة التي كانت تغيب عن بالي، تخبرني أي اب كنت انتمي إليه، أي اب زرع بداخلي الكره والحقد والمجون!! كان يجلس على ذلك المكتب ينظر امامه وكانه ينظر الى عالم آخر؛ لم يدرك متى دخل أولادها عليه؟! ولماذا يقول لهم ، بعد كل هذا التفكير، الذي اخذه بقوة الى عالم اخر، الى مكان بعيد عن حيث يجلس الآن، هذه الفجوة المغلفة داخل عقله والتي لم تعد تقوى على التفكير، تلك الفجوة الكبيرة التي تتضخم داخل جدران قلبه ذلك الوجع الذي ما زال بين نياط قلبه حتى انه يدرك الآن أن  الوتين الاساسي في قلبه يكاد يتوقف عن النبض، قد يوقف حياته نفسها، وهو لازال يفكر ماذا يقول لاولاده؟! بعد هذا العمر إلا انه لم يجد شيئا ليقوله، سوى انه يريد ان يتحدث معهم في امر مهم، وعليهم ان يتقبلوه وان لا يتكلموا حتى ينتهي من كلامه، وهو نفسه يفكر هل عليه ان يخبرهم بكل شيء ؛ صرخ قلبه علي تلك الصورة السويس التي قد تنهار في عينهم وهو يكرر كل شيء!! هل علي ان اخبرهم ان جدهم كان ذلك القاسي المتحجره القلب، الذي لم يتوالى عن ان يلقي بأمي في السجن، ام اخبرهم انه افترق عنها وسار كلا في طريق وافترقت انا ايضا، لا ظنها ماتت،  ماذا علي ان اقول بالتحديد؟! إلا أنه نظر الى أكبر أولاده ذلك الذي يعد قريب الشبه منه، ذلك الذي يعد صديقه والذي عامله بطريقة لم يعامله بها اباه، ثم نظر أمامه لفترة طويلة وكأنه يرى نفسه في عين ابنائه، وماذا بعد أن يحكي؟ هل سوف يظل بنفس المكانه؟! ام سوف يحمل وزرا وذنبا لم يكن سببا فيه؟! ولم يكن على كتفيه من من الاساس!! إلا أنه مضطر ان يحكي، وهنا تعرى أمام أبنائه، لم يخجل لم يتوارى وهو يحكي لهم ماضي حاول ان يجمله الى حد ما، ولكن كان الرد في ذلك الوقت دموع تسيل على وجوه ثلاثة، ينتمون له بالقلب والروح والجسد والشكل، ثلاثة ينظرون له وكأنه هو الشمس التي تدور حياتهم حولها وفي لحظة، ها هو ينكس رايته ويتكلم عن كل ما مر بماضي، أخبرهم كل ما حدث وكان سببا تفريقه عن أمه، ولم يكتفي بذلك بل قص لهم عن حياته البائسة، التي عاشها في وحدة متنقل من مربيه لاخرى، الى ان وصل به الحال على دخول اخته عليه لتخبره انها تنتمي له، انها تحمل نفس دمه، حتى انه في لحظه ظن انها الماضي وشبحه ياتي ليواجهه ويخبره انها ابنته، الى ان وضحت له اخبرته انهم من نفس الدم ..

 كل ما قاله لهم  لم يغير صورته في نظرات ابناء الثلاثة، تلك المندفع التي اسرع تترك اخوتها ذكور ليفكروا بطريقتهم العقلانية  ولكنها أندفعت خلف قلبها، تلقي بنفسها الى حضن ابيها تضمه، وكانها تقول له هل رايت كل هذا ابي؟! 

أروي: بابا هل انت بخير ؟!!

نظر أليها عادل مطولا وهو لا يعرف ماذا يقول؟! هل هو بخير؟!!

عادل ايوه بخير..

 قد يكون وجعه واضح، نتيجة كل ما حدث، في هذا اليوم إلا أنهم أستمعوا إليه وهو يخبرهم عن أودي ويطالبهم بالترحيب بها...

 كان اللقاء بينهما وبين اوديل حافل، هي مختلفة كل الاختلاف عنهم، رغم ان هذه الملابس، تخص أمهم إلا انها لم تهتم ان تظهر بها امامهم، وهم يسلمون عليها يمدون يده بالترحاب والمحبة وعيون تنظر لها تتشابها كثيرا مع عينها وعين والدهم، نظرت إلي تلك الجميلة التي  اقتربت منها اروى بترحب بها بمحبة حتى انا أوديل ابتسمت لها بخفه وهي تتقبل ضمتها بين يديها 

اربت اوديل عليها وهي تقول بلغة عربية فصحة  مرحبا عزيزتي 

اروي مرحبا  بكي عمتي 

كان اللقاء مربك بعض الشيء، خاصة ما أجتمع على مائدة الطعام نظرت لعادل وهي ترسم الصليب على وجهها، نظرات اولاده اليها وكأنهم يسالون هل اختك تنتمي لدين اخر؟!! إلا انه ابتسم لهم وكأنه يطلب منهم ان يهدأو،  فهذا شيء طبيعي أوديل لاحظت نظراتهم إليها شعرت بالخجل ولكن من حاولت ان تمد لها يد العون كانت أروى وهي تقول..

أروي: يمكنك ان تقرئي صلاة الشكر ان احببت..

 ابتسمت لها وهي تقول..

أوديل: وهل تعرفي صلاة الشكر يا صغيرتي؟!..

 أروي: أيوه طبعا، مهرائيل صاحبتي يعني هي كبيرة بس اخواتها في سني ولما بيجيو هنا، قبل ما بياكلوا بيصلوا صلاة الشكر، نظرت لها أوديل وهي تقول..

أوديل: وهل تقبلوا ان يصلوا صلاة الشكر في بيتكم؟!!

عادل: كل منا يعبد الله على شاكلته، في النهايه نحن دين سماوي، وانتم دين سماوي، ان تؤمني أو لا تؤمني بما اؤمن به هذا شانك، ولكن مؤمن بوجود مريم العذراء والمسيح عليه السلام، وهذا من الايمان في ديني، أن أومن بالاديان السماويه الثلاثة..

 هزت راسها لاخوها بابتسامه وبعدها تناول الطعام في صمت...

 مر الوقت عليهم  وكل واحد منهم صعد إلي غرفته، الا عادل دخل الى المكتب يجلس مع ذاته  وكانه ينتظر ان يحاسبها او تحاسبه، ان يجلدها او تجلده، وبعد وقت كان يأوي الى فراشه، ليجدها تجلس وكأنها تنتظره، ولكن فقط نظرة واحدة منه جعلتها  تتراجع، وتختفي لهفاتها التي ظهرت على وجهها، وهو يقول..

عادل : الافضل لي وليك الوقت انك تنامي يا ام احمد!!

  اما هناك  كانت سهام تنظر له وهي تتوقع ان يلين أو يتقبل كلامها، وخاصة ما أن اقترب من شفتيها يقبلها بشغف، ولكن ذلك الشغف محمل بالقسوة، وكأنه يأكل شفتيها أكل،  وما أن تعمق في قبلته ووجد يدها تحاوط عنقه،  تقربه منها حتي انتفض، ينظر لها بغضب وعينه تقول  مش كده هنحل مشاكلنا !!

ثم تركها لينام علي ظهر، وعينه تنظر الي السقف للحظة عله يستعيد سيطرته علي نفسه، وقبل أن تقترب منه مرة أخري كان ينهض من الفراش وهو يرتب شعره وملابسه،  ويغلق الباب  خلفه، ويتحرك إلي جناح اخته  ولكنه وقف علي الباب،  ينظر له قبل ان يطرق او حتي يفتح الباب، لكنه تراجع تركها لتهدئ او لتفكر في ما تريد أن تقوله او لا تريد، ونزل الدرج بخفه، كاد ان يدخل إلي  المكتب إلا أنه وقف علي باب الجيم، يستمع إلي ضربات رحيم لرسن  وكأنه ورأ كل ضربة وجع كل هذا العنف الغير مبرر ليس تمرين علي أي حال، ربما لم يشعر به رحيم، او لم يشعر بوجوده من الاساس، الا ان أحمد شعر بكل أه  لم تخرج من قلب أبنه،  وقتها ذاد الوجع الي أن انتبه أبنه لرائحة عطر والده المميز، التي غزت أنفه،  وانتبه أن هناك من يراقبه  التفت لينظر إلي الباب، بأبتسامة شاحبة لم تصل إلي عينه، وهو يحاول أن يظهر طبيعي 

أحمد: مالك؟! 

رحيم : انا !!

رفع احمد حاجبه ونظر لأبنه كأنه  يقول دون صوت؛  لا تتهرب اريد الحقيقة،  إلا أن رحيم نظر له  بصمت  لا يقوي علي النطق او الكلام  !!

احمد: شكل في كلام كثير على لسانك، وشكلك بتقاوم تقوله ، يمكن لو تكلمت ترتاح..

 رحيم : مفيش كل الحكايه اني تعبت شوية في المهم اللي فاتت..

 احمد:  مع انها مهمة سهلة وأسهل من انك تعملها..

نظر له رحيم بوجه جامد الأ أنه لم يقوى أن يتكلم او يقول رد المناسب فماذا يقول له؟! لسنا جميعا مثلك، اسهل شيء عليك ان تقتل، الموت ليس بهذه السهولة، التي تتوقعها رغم أن عينه قالت الكثير، الا ان شفتيه ظلت صامتة، ولكن ما فائده الكلام ان كان يستمع الى صامته، ويعرف معنى حروفه، ويستطيع ان يفهم ماذا يقول الفتى ..

 نظره له مطولا وهو يدرك أن هناك اكبر بكثير من مجرد أنه قتل أحدهم او قام بتصفيه أحد الخونة، هناك شيء اخر!! هناك دمعة ممزوجة بلمعه مخلوطة بالحزن، رغم ان كل ما قاله رحيم بعينيه وصل الي الوحش الأ انه هز راسه لأبنه وتحرك ،وكانه لا يريد ان يخبره انه مكشوف أمامه، فهو يعرفه كما يعرف خطوط يده، ألا ان هذا الامر بسيط على رحيم فهو يعرفه جيدا، كما يعرف اسمه، الا انا احمد لم يتكلم او يضيف المزيد، تحرك الى حيث مكتبه جلس على ذلك الحاسب الالي، المتصل بسستم البيت ليرى ما قالته سهام رغم انها كانت صادقة إلى حد ما، إلا أنه إلى الآن لا يتخيل الموقف الذي وضع فيه، بسبب ما حدث ولا يتخيل رد فعله الذي سوف يقع علي ياسين والذي قد يوجهه إليه لقد وصل به الامر ان يفكر ان يجعله يطلقها، فهو  لم يزوجها له من الاساس، ليرى الدمع في عينيها، أن كان لا يستطيع ان يقدر النعمة التي بين يديه، فليتركها فهناك الكثير من يحلمون ان ينظر اليها فقط، لا ان يمتلكها!! الغضب الذي يتحرك داخل جدران قلبه كان واضحا بصوره قويه؛ على وجهه المتسم بحدة، وهو ينظر الى ذلك الفيديو الذي يعد دقائق معدودة، ومن الواضح انه لا يوجد فيه ابتزال، الا انه بكل بساطه اشعل نيران الشك في قلب ياسين، ومع ذلك ورغم انه يفكر بطريقته، الا انه لن يغفر و لن يسمح له أن يتطاول عليها او يهينها..

 مضي الليل طويل عليهم جميعا، الينا تتقلب في مرقدها، وعادل بدل ملابسه وترك لها الفراش!!

 سهام تنتظر ان ياتي بعد ان يتاكد من صدق كلامها، الا انه بقي في المكتب..

 جودي لا زال دمعها لم يجف علي خدها وهي في أسوء كوبيسها لم تتوقع منه الشك والاتهام!!

 رحيم يفكر بتلك التي غزت قلبه 

 وكانت سبب لوجعه وسهره وقلة راحته ...

فكانت ليلة عنوانها الواجع على الجميع..

 حتى انا ياسين كان يتحرك في بيته على غيره هدى، يشعر بانه مجروح وجارح، مذبوح وذابح لنفسه بهذه المهزلة، التي كان هو السبب الاساسي فيها، كيف له ان يشك فيها ؟!وهو يعرف جيدا، كما يعرف خطوط يده، هي من تعد ابنته قبل ان تكون زوجته، هي عشق عمره وحبه ودفئ حياته، كيف استطاع أن يفكر فيما وصل اليه تفكيره؟! لما بحثت في هاتفها من الاساس؟! لكن سؤال يطرح نفسه، جعله يلوم على نفسه للمره المائة، ولكن اللوم على النفس ليس كافيا في بعض الاحيان، فالعقاب لن يكون هينا، ولن يكون لينا و خاصة حينما يتذكر نظره الوحش، التي جمادته مكانه، جعلته يدرك ان غضبه قد يطوله، قد يرسله الى حافه الجنون او الموت او الاثنين معا، كان يتحرك الى الفراش ولكنه شعر بانه بارد جامد لا روح فيه، لقد ارسل احمد  احد ليأخذ ابنه الصغير، الى حيث بيت خاله، حيث توجد امه!! بينما يبقى هو بين هذا البيت الكبير وحيدا، ينظر الى كل مكان يذكره بها ويشعر بالندم، الذي لا يكفي ليكفر عن ما حدث...


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا


 🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

  روايات كامله وحصريه 

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹


1- رواية اتجوزت جوزي غصب عنه


2- رواية ضي الحمزه


3- رواية عشق الادهم


4 - رواية تزوجت سلفي


5- رواية نور لأسر


6- رواية مني وعلي


7- رواية افقدني عذريتي


8- رواية أحبه ولكني أكابر


9- رواية عذراء مع زوجي


10- رواية حياتك ثمن عذريتي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

11- رواية صغيرة الايهم


12- رواية زواج بالاجبار


13- رواية عشقك ترياق


14- رواية حياة ليل


15- رواية الملاك العنيد


16- رواية لست جميله


17- رواية الجميله والوحش


18- رواية حور والافاعي


19- رواية قاسي امتلك قلبي


20- رواية حبيب الروح


21- رواية حياة فارس الصعيد


22- سكريبت غضب الرعد


23- رواية زواجي من أبو زوجي


24- رواية ملك الصقر


25- رواية طليقة زوجي الملعونه


26- رواية زوجتي والمجهول


27- رواية تزوجني كبير البلد


28- رواية أحببت زين الصعيد


29- رواية شطة نار


30- رواية برد الجبل


31- رواية انتقام العقارب

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

32- رواية الداده رئيسة مجلس الإدارة


33- رواية وقعتني ظبوطه


34- رواية أحببت صغيره


35- رواية حماتي


36- رواية انا وضورتي بقينا اصحاب


37- رواية ضابط برتبة حرامي


38- رواية حمايا المراهق


39- رواية ليلة الدخله


40- سكريبت زهرة رجل الجليد


41- رواية روح الصقر


42- رواية جبروت أم


43- رواية زواج اجباري


44- رواية اغتصبني إبن البواب


45- رواية مجنونة قلبي


46-  رواية شهر زاد وقعت في حب معاق


47-  رواية أحببت طفله


48- رواية الاعمي والفاتنه


49- رواية عذراء مع زوجي


50- رواية عفريت مراتي


51- رواية لم يكن أبي

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

52- رواية حورية سليم


53- رواية خادمه ولكن


54- سكريبت لانك محبوبي


55- رواية جارتي وزوجي


56- رواية خادمة قلبي


57- رواية توبه كامله


58- رواية زوج واربع ضراير


59- نوفيلا في منزلي شبح


60- رواية فرسان الصعيد


61- رواية طلقني زوجي


62- قصه قصيره أمان الست


63- قصة فتاه تقضي ليله مع شاب عاذب


64- رواية عشق رحيم


65- رواية البديله الدائمه


66- رواية صراع الحموات


67- رواية أحببت بنت الد أعدائي


68- رواية جبروتي علي أمي


69- رواية حلال الأسد


70- رواية في منزلي شبح


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


71- رواية أسيرة وعده


72- رواية عذراء بعد الاغتصاب


73- رواية عشقتها رغم صمتها


74- رواية عشق بعد وهم


75- رواية جعله القانون زوجي


76- رواية دموع زهره


77- رواية جحيم زوجة الابن


78- رواية حين تقع في الحب


79- رواية إبن مراته


80- رواية طاغي الصعيد


81- رواية للذئاب وجوه أخري




تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close