رواية مجنونه في سجن الراسخ جميع الفصول كامله بقلم روميساء نصر الفصل الاول
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
رواية مجنونه في سجن الراسخ جميع الفصول كامله بقلم روميساء نصر البارت الاول
رواية عذراء علي حافة الهاوية كامله
![]() |
رواية مجنونه في سجن الراسخ جميع الفصول كامله بقلم روميساء نصر الفصل الاول
الفصل_الاول
رميساء_نصر
الأمطار تنساب ببطئ أمام مقلتيها من خلف زجاج السيارة التي تستند برأسها عليها، أسدلت أهدابها لثانية ثم فتحتها مرة أخرى بألم وهي ترى تلك الظاهرة الطبيعية توصف حالة عيناها كل ليلة، لعاب كالعلقم ابتلعته عنوةً عنها، كمثل ما تفعله الان وتركها لروحها بهذا المكان التي تبغضه بشدة، من كان يصدق انها سوف تكـ.. ــره الخروج منه الآن ! بعدما عانت لسنوات بذلك السجن الذي يحتجزون به المختلين، او قليلِ العقل او من مثلها ألقوهم أهلها به حتى يتخلصون من المسؤولية التي على عاتقهم، شددت على مئزرها بعدما ارتعش جسدها من برودة الطقس، ها هي الآن بدأت بهز ساقيها بهيستيرية لا تقدر على التوقف تريد إخراج طاقتها المدفونة بشئ ما
كتكــــ . ــــــسير رأس هذا السائق الذي يقودها بعيداً عن حبيبها، تذكرت لحظاتهم الجميلة معاً ورجعت بذاكرتها أثناء جلوسهم معاً بحديقة المصحة تذكر ذلك اليوم بكل تفاصيله كأنها نقشته عن ظهر قلب، على عكس عادتها كان هذا لقاءهم بعد غيابه عنها لفترة لا تتذكر مدتها لكنها تتذكر جيدًا أنها عادت لحالتها المتأخرة وغضبها الدائم وتكسيرها لكل ما يقابلها وإفتعال المشاكل ومعاناتها من التفكير المتلاحق كأن صو . اريخ نو. وية نشطة في حر. ب عالمية تضـــــــ . ـــرب رأسها من شدة الأفكار المتلاحقة وسؤالها دائمًا عليه من الممرضات الذين كانوا يردون عليها بعدم معرفتهم مما يزيدها غضب ويجعلها تريد اطباق فمها الذي ينطق بتلك الكلمات الغير محببه علي أذنها ، كانت تشعر بالسعادة تغمرها بشدة وقلبها يخفق بشدة لدرجة الرقص و ابتسامتها البلهاء التي كانت من الاذن للاذن تعبيراً عن حالة فرحتها برؤيته ، جلستها العجيبة التي كانت تجلس بها كثني ساقها أسفل منها والقدم الأخرى متروكة في الهواء تهزها وتحركها بهيستيرية ويداها تعبث ببعضها ستقطعها من شدة فركهم ببعضهم
تحدث رامز بحاجب مرفوع متعجباً من حالتها تلك :
=ليه بتهزي رجلك اوي كدا وفرحانه اوي.؟
أجابته من بين ضحكاتها التي لم تنقطع ولكنها أحست بالقلق والذعر من أن يظنها مجنــ . ــونة من حركاتها تلك فتحدثت بكل ما تشعر به :
=مش عارفه بس عاوزه اقوم اتحرك واضحك بصوت عالي واجري واتنطط وانت معايا... بس انت قاعد معايا دلوقتى و انا عايزه افضل معاك فبرتاح لما بهز رجلي كتير
إبتسم لها بود متمتمًا وهو يمسك بكفيها وعيونه مثبته على عيناها:
=اول ما تحسي إنك عاوزه تعملي كدا غمضي عينك وتخيلي أي حاجه حلوه بتحبيها وبتريحك وعدي من واحد ل 100 وانتِ بتاخدي نفسك بهدوء وخليكِ كدا لحد ما تحسي ان الطاقة ال جواكي دي اختفت
تنحنحت بحرج وهي تخبره:
=انا مش بعرف اعد لحد ال 100
أفاقت على صوت السائق الخشن الذي هتف بإسمها:
=أنسة تاليدا... أنسة تاليدا
انتبهت له والي توقف السيارة وسكونها، نظرت من وراء الزجاج تشبه على هذا المكان تأكدت من ظنها بعدما نطق السائق:
=احنا وصلنا يا هانم اتفضلي الباشا الكبير مستنيكي جوه
جاءت لتفتح باب السيارة فوجدته مغلق فظلت تدفعه بعنف وقوة غاضبة إندهش السائق منها فتحدث بلهفة مزعورة:
=اهدي يا هانم الباب كان مقفول من عندي بالغلط
لم تعطيه أي اهتمام وظلت تدفع الباب حتي انفتح بعدما فتحه الاخر من إعدادات السيارة و ترجلت منها بغضب تنظر بعينيها المشتــــ . ـــعلة لذلك القصر الشاهق التي لا تتذكر منه إلا صور مهمشة أسعفتها ذاكرتها بها، دبت بقدمها أثناء سيرها وطلوعها الدرج تريد كــــ . ــــسر كل درجة تقودها لداخل هذا القصر وجدت بنهاية الدرج سيدة عجوز تنتظرها بإبتسامة ودودة، دققت النظر بملامحها المجعدة تستنجد بذاكرتها حتى تسعفها بمن هذه لكنها لم تقدر فتلك السنوات التي ابتعدت فيها عنهم ليست بسنة أو اثنتين او ثلاث سنوات بل عشر سنوات، قابلتها تلك المبتسمة تضمها إليها وهي تقف بين ذراعيها متصلبة لكن تحولت تلك الصلابة إلى حنين ودعم وانسياب لجسدها فذلك الدعم يحرك بها مشاعر هادئة جميلة جعلتها تلقي بغضبها بعيدًا بطول ذراعها أبعدتها تلك السيدة وهي تقبلها على وجنتاها متحدثة باشتياق:
=نورتينا يا بنتي ايه الغيبة الطويلة دي، وحشتينا اوي كنا بنستنى كل اجازة عشان تنزلي وجدك دايمًا يسأل عليكِ و عن احوالك وزعلان منك اوي
كانت تنظر لها بعينان متسعة من هول ما وقع على مسامعها تضاربت الافكار بداخل عقلها وبدأ كل جزء بعقلها يصرخ برأي ما، قاطع هذه الافكار صوت سيدة تعرف صوتها جيداً:
=واقفه عندك بتعملي ايه يا….
لكنها تصنمت وابتلعت باقي جملتها عندما وجدتها تقف معها لعـ . ــنت ذلك السائق بداخلها الذي لم يخبرها عن وصولهم حتى تكون هي أول من يستقبلها، تبدلت ملامحها بإبتسامة متكلفة:
_ اهلا حبيبتي بنت الغالي
قالتها وهي تضمها إليها تربت علي ظهرها وهي مكملة بحديثها:
=ايه الـ موقفكم كدا مدخلتيش علي طول ليه الكل جوه مستنيكي يا قلب عمتو
أخذتها للداخل تقودها حيث يجلس الجميع
دلفت من باب البهو ثم تقدموا إلى صالة واسعة يجلس بها أشخاص لا تعرفهم ولاول مرة لها تراهم، دققت بوجوههم جيدًا فكان نصيب نظرتها ذلك الرجل الذي يجلس على مقعده يستند بظهره عليه يضع قدمًا فوق الأخرى ويضع سيجار بفمه أخرجه الان عندما وقعت عيناه عليها مخرجًا سحابة دخانية من فمه أحاطت بوجهه جعلتها مشوشة النظر لا تري ملامحه بوضوح ويا ليتها لم تضح...
نظرات شهــ . ــــوانية حقــ . ــــيرة التمعت عيناه بها، ميزتها تلك النظرات التي جعلتها تتذكر ذلك الرجل الذي كان يوجد بمدرستها الداخلية القديمة قبل أن تذهب إلى تلك المصحة شعرت بانقباض قلبها و ذعرها عندما تذكرت ملامسته الشهــ . ـــوانية لجسدها ارتعبت وارتعشت بمكانها تخشى التقدم خطوة إلى الأمام أمسكت يد عمتها حتى تنتشلها من تلك الذكريات التي ستصيبها بنوبة هيستيرية ستجعلها تخرج عن كامل إرادتها
توقفت عمتها عن الحركة ووقفت بجوارها تسألها:
=مالك يا قلب عمتو وشك اصفر كده ليه
أتتهم تلك السيدة التي كانت تجلس على الاريكه تحتضنها:
=اهلا يا روح مامي وحشتيني اخيراً هتقعدي معانا علي طول ومش هتغيبي عننا ابدًا
إمتقع وجهها لذكرها تلك الكلمة "مامي" لكنها صمتت لم تعلق علي ما قالته ولكن لحسن الحظ أنها شتتت انتباهها وانقذتها من الغرق بتلك الذكريات المؤلمة
إبتعدت عنها و وجهت نظرها لتلك الفتاة الشابة الجالسة على الاريكه أمامهم ، تحدثت عمتها تعرفها على الجالسة أمامها بوجه ممتعض من تلك التي أمامها ويلتفون حولها منذ مجيئها :
= دي بقى تبقى بنتي بِريهان مش فاكراها كنتو بتلعبوا مع بعض وانتم صغيرين
تذكرت صور مهمشة من الماضي لتلك الفتاة
الحقــ . ــــودة التي كانت تتسبب في معاقــ . ـبتها دائمًا واستفزازها
ثم أشارت عمتها علي هذا الرجل الجالس ينهشها بعينه الممتلئة برغبة سوداء:
= ودا بقي عمك مهران جوزي ممكن متبقيش فاكراه عشان كان بيسافر كتير وانتِ صغيرة
تحدث مهران بنبرة لعوبة ماكرة بعدما نفث ذلك الدخان كريه الرائحة الذي جعلها تريد التقيؤ :
=معتقدش تكون فاكراني بس بعد كدا مش هتقدر تنسانى ولا تنسي حد مننا خالص
أنهى جملته المبطنة بالشـــ . ــر بضحكة رجولية خشنه جعلتها تشعر بالاشمئزاز منه ، قررت الابتعاد عن هذا التجمع التي لم تشعر معه بالألفة هاربة إلى أي مكان سوف يضعونها به حتى يأتي لها فارسها الذي يعشقها وتعشقه ، تنحنحت وهي تولي وجهها بعيدًا عنهم حيث الدرج الموصل للأعلي:
= انا عايزه اطلع اوضتي هي فين
قاطعتها الداده "سميحه" :
= وجدك يا حبيبتي مش هتسلمى عليه دا بقاله زمن نفسه يشوفك
كانت ستقاطع ناريمان "عمة تاليدا" الداده لكن جاءها الرد الصارم من تاليدا التي جعلها تبتلع لسانها من شدة الفرح:
=انا عايزه اطلع اوضتي وماليش دعوة بحد هنا ولا هروح اسلم علي حد
انصدمت الداده من حديثها الصارم الذي يرفض مقابلتها لجدها الذي لم يراها منذ عشر سنوات جاءت لتتحدث فقاطعتها ناريمان:
=خلاص يا داده مش وقتو خليها تطلع ترتاح دلوقتى شكلها تعبانه من السفر لما ترتاح تبقى تنزل تسلم على جدها
صرخت بانفعال بوجه متجـــ . ـمهر من شدة الغضب :
=انا قولت مش هسلم على الراجل العجوز ده ولا عايزه حتى اشوفه ولا طايقه حد يجيب سيرته قدامي
هتفت بكنية عمتها بغضب:
=عمتو فين اوضتي اللي هقعد فيها والا العجوز ممكن يتضايق عشان محدش نفذ أوامره فيمكن يرجع في رأيو و يرجعني تاني....
قاطعتها عمتها تهدئها وهي تقودها إلي الدرج:
=خلاص يا قلب عمتو اهدي وتعالي معايا لي اوضتك متتعصبيش اهدي
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
كان يجلس على فراشه عيناه مغرغرة بالدموع سقطت دمعة من عينه على الجهاز اللوحي الذي بيده عندما شاهدها تتقدم إلى مدخل القصر، قلبه ينبض بقوة فلذة كبده أمامه كبرت وصارت عروس يا لهم من عشر سنوات مروا كأنهم مئة سنة ظل يتابعها ويتابع كل تحركاتها ووجهها الملائكي الذي لم يتغير وما زال يحتفظ بملامح الطفولة، تلك المحبوبة التي عاقبته وحرمت عليه أن يراها كل تلك السنوات أنب نفسه علي إستماعه للآخرين وتصديقهم بأنها تغيرت وصارت وقحة رجع بذاكرته للخلف وترددت على مسامعه أصواتهم التي كانت تقص عليه كل أخبارها
_ دي اتغيرت خالص يا بابا معادش بيهمها حد اقولها تعالي اقعدي معانا في الاجازة تقول لا انا مسافرة مع صحابي ، اقولها تعالي جدك نفسو فيكِ ودايمًا يسأل عليكِ ، تخيل تقولي بكرا يمـ . ـوت ونخلص منه ليه اعطل حياتي واجي اقعد معاه وادفن نفسي جانب واحد بيمــ . ــوت دي بقت قليلة الادب وعاوزه
كـ . ـسر رقبتها وعلى طول حسابها في البنك مفيهوش جنيه وكل ما يخلص تكلمني عشان احطلها في فلوس ولما اسألها ليه تقولي عشان دراستي ودايمًا في سفر ومهملة دراستها وأخر حاجة كنت اتوقعها منها انها يبقا ليها علاقة بشباب وكمان بتصرف عليهم
أكملت وهي تناوله ورق بنكي:
ده كشف بالحساب بتاعها تخيل تصرف في شهر واحد سبعمائة ألف جنيه انا خلاص جبت اخري منها ده غير طبعًا دراستها اللي بتتحجج بها و باعدة عننا ومسافره اخر البلاد عشانها ، و لما اتواصلت مع جامعتها وقالولي انها مفصولة منها بقالها سنه بقالها سنه بتضحك علينا وبتاخد فلوس من غير حساب وانت مطاوعها
شعر بضيق تنفس وانقباض قلبه وتشوش الرؤية أمامه وزهق أنفاسه، صرخت ناريمان بذعر تهز جسد والدها الذي غاب عن الوعي حتى آتاها الأطباء الملحقين بالقصر دائمًا خوفًا من سوء حالته في أي لحظة وقد عينهم حفيده الأكبر من أجل الإطمئنان عليه، بعد يومين من حدوث تلك الحادثة كان الجد نائم على الفراش و جهاز الاكسجين بجوار الفراش يمتد أنبوب منه ينتهي بماسك يضعه على أنفه وفمه حتي يوصل له الاكسجين
دلف إليه شاب عمره باوائل الثلاثينيات ركض نحوه بلهفة حتى وصل إليه وجسي بجذعه العلوي يحتضنه باشتياق وحب:
=الف سلامه عليك يا جدي
قبل رأسه ثم أكمل حديثه المتلهف:
=عامل ايه دلوقت يا جدي قلقتني عليك والله ، سيبت البلد وجيت جري لما عمتي قالتلي عن اللي حصل
مد الجَد يده يسحب ذلك الماسك من على وجهه حتى يتمكن من التحدث :
= أنا يابنى كنت همــ . ــوت خلاص واسيب الدنيا واسيب لحمي للكلاب تنهش فيه
انعقدت ملامح وجهه لهذا الحديث الذي يقصه عليه جده فتساءل بحيره:
= قصدك ايه يا جدي وضح كلامك مش فاهم حاجه
أكمل الجد عبد الحميد بنبرة واهنة:
=أقصد بنت عمك الله يرحمه، تاليدا، عمك سابهالي أمانة في رقبتي ومكنتش أد الأمانة دي ، البنت بتضيع مني، صحيح انا غلطان لما اقتنعت بكلامهم و وديتها مدرسة داخليه عشان يعرفو يتعاملو معاها وخليتها تتربي بعيد عني و وافقت علي سفرها وحطيت لها حجج عشان مبتجيش تزورني بقالها عشر سنين ، بقيت أستني كل أجازة عشان تنزل وكانو دايمًا يقولولي هتسافر في الاجازة ، دي طالعة مخيم ، وبقيت اسكت واقول معلش خليها تفرح كفاية انها يتيمة وبعيدة عن أهلها ، ما صدقت انها كبرت وخلاص هترجع لحضني تسكن معايا ، بس
كســ . ــرت قلبي لما قالولي انها هتكمل تعليم بره، وافقت عشان مستقبلها ومحبيتش ارغمها علي حاجه كنت بكتفي بإني اسأل عليها المشرفين في المدرسة وابعتلها عمتها تعوضها عن عدم وجودي بس طلعت كنت بضرها بس اعمل ايه انا عاجز برده مبقدرش اتحرك انا خلاص رجلى بقت والقبر والجلطة اللي جاتلي يوم مــ . ـوت ابوها خليتني مبعرفش أتحرك من السرير
ظل الاخر ينصت إليه باهتمام حتى أنهى كلماته بدموع هبطت على صدغه، مد كفه يجفف وجنته المجعدة يسأله بلطف:
=اهدي يا جدي انا مش فاهم انت كده ضيعتها ازاي ايه اللي حصل و اوعي يكون يا جدي دا سبب في تعبك
ابتلع عبد الحميد مرارة بحلقة وأكمل:
=البنت ضاعت عمتك دايمًا تشتكيلي منها ومن تصرفاتها المنــ . ــحلة وطلبها للفلوس عمال علي بطال واخر حاجه قالتهالي ليها علاقة بشباب واتفصلت من جامعتها بقالها سنة.. يعني بقالها سنة قاعدة برة بعيد عن رعاية من جامعتها يعني بنت في بلد غريب لوحدها وكشف مصروفات حسابها تخطي الشهر دا سبعمائة ألف جنيه البنت ضاعت خلاص
ربة راسخ على يده بحنان وقلق :
=اهدي يا جدي عشان صحتك وعمتي هخليها ترجعها تاني لـ هنا عشان تبقي تحت عنيك
هدر به عبد الحميد بحده من صلابة عقله هو الآخر:
=تحت عينيك انت، انا مبقيتش قادر وخلاص انت لازم تستقر وتقعد هنا و تربي بنتك وسطينا ومعادش في سفر خلاص وبنت عمك أمرها معاك اتجوزها وعلمها الأدب لحد ما تتربي واهي من دمـــو. ـــك ولحمك
إمتعض وجه الآخر من ما قاله جده هو يعلم أنها مزحة قالها في وسط الحديث لكنها أغضبته كثيرًا فنطق بنبرة صارمة ما زالت تحتفظ بلهجة الإحترام:
=جدي انا ماليش اي دخل بالموضوع ده، هي حفيدتك وانت حر فيها انا حتي مش فاكر شكلها او اني اتعاملت معاها قبل كده ومش ناقص مسؤوليات كفاية بنتِ وشغلي اللي واخد كل وقتي
نهره عبد الحميد وهو يوكزه بما طالت يده من جسده:
=انت عاوز تمــ . ـــوتني يا بني ما انت لما تتجوزها هتربي بنتك وهتراعيها بدل ما انت سايبها لناس بتأجرهم بالفلوس، كمان انا خايف تخرج عن طوعي وتسبب للعيلة الفضــــ . ـــيحة على اخر الزمن ومحدش هيعرف يلم الفضيحة لما تتم السن القانوني وتبقى وصية عن نفسها محدش فينا هيعرف يقفلها
هدر بقوة وصرامة:
=انت عاوزني اتجوز واحده من نفس صنف مراتي الاولانيه واعيد التاريخ نفسه وبنتي تتعقد اكتر انا مش موافق علي الكلام اللي انت بتقوله ده عشان ده كلام ميدخلش العقل انا مش ناقص بلاوي
قطع نبرته الحادة تلك الصغيرة التي تسللت للداخل وهتافها بإسمه:
= بابي
إلتف بجذعه الذي كان يقابل جسد جده وأصبح مقابل صغيرته وثب من مكانه واقفًا متجهًا الي صغيرته إنحني يحملها وهو يقبل وجنتها مهمهمًا بلطف:
= قلب بابي مش قولنا غلط ندخل من غير ما نستأذن ونخبط على الباب
أومأت له برأسها تحركها بموافقه بينما يدها الصغيرة تحتجزها بفمها من شدة خجلها أمام هذا العجوز
أبعد والدها يدها الصغيرة عن فمها بوجه منكمش من الانزعاج من حركتها تلك مرددًا بضيق:
= كدا نوتي يا لين متعمليش كده تاني عاوزه بابي يزعل منك
نفت برأسها يمينًا ويسارًا ثم تحدثت بآسف طفولي ووجهها تقربه من وجنته تطبع عليها قبله رقيقه مثلها وذراعيها تلفها حول عنقه :
= لا لين مش بتحب بابي يزعل منها...
= طب وجدوا مش هياخد حضن كبير زي ده
قالها الجد "عبد الحميد" فابتعدت لين مباشرة عن عنق والدها تلتف إلي صوت الجد، تحرك بها والدها "راسخ" إلي فراش الجد كي تسلم عليه وتخفف عنه وعن مرضه
رجع إلى واقعه عندما رآها تهدر وتقول في حقه كلمات معنفة جعلت قلبه ينخلع ألمًا من كلماتها، هنا تأكد من حديث بنته عليها وبأنها أصبحت وقحــ.ـــة، وليست بالطفلة الذي تركها منذ عشر سنوات ، حزن بشدة على ما وصلت له من أسلوب منحــ . ـرف و متبــ . ـــجح وأغلق الجهاز اللوحي وظل ضميره يؤنبه على ما فعله بها
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
توجهت تاليدا مع عمتها إلي الطابق الثاني وادخلتها غرفتها التي كانت تجلس بها منذ عشر سنوات، تذكرت شكل غرفتها الذي لم يتغير وألعابها
المحــــ . ــطمة التي كانت تحطمهم أثناء لعبها
المتــ . ـــهور ظلت تتأمل الغرفة التي بالألوان الفاتحة المبهجة علي عكس غرفتها التي بالمصحة كانت فقط باللون الأبيض، تحدثت عمتها بإبتسامة:
_ غيري هدومك يا روحي و خدي شاور علي ما الاكل يحضر و هناديلك تاكلي
اومأت لها فتركتها عمتها بمفردها و أغلقت الباب خلفها كي تتركها على راحتها، اتجهت تاليدا الي حقيبة الملابس وأخذت تعبث بها بوجه منعقد وتخرج ملابسها وتلقيها بإهمال من حولها فتلك الملابس ليست بملابسها المريحة، بل انها ملابس ضيقة منحرفة لا تعلم من أين جاءوا قامت من مكانها تركل الحقيبة بعنف، ثم توجهت للخارج وأخذت تصيح وتهتف:
_ عمتووو… عمتوووو….عمتوووو
نزلت على الدرج وهي تصرخ وتصيح وتدبدب على الدرج بغضب، توقفت عندما وجدت عمتها أمامها فحدثتها بعصبية شديدة:
_ عمتو فين هدومي؟! الشنطة اللي فوق دي مش بتاعتي
أخذتها عمتها من ذراعها وتوجهوا معًا إلى الغرفة مرة اخرى واخذت عمتها تبرر لها:
_ انا جبت ليكي هدوم بناتى جميلة عشان تبقي احلي بنوته ورميت كل الهدوم القديمة بتاعتك عشان خلاص انتِ بقيتي آنسة مينفعش تلبسي اللبس ده
صرخت بعمتها بغضب هيستيري وأخذت تصرخ بها وهي تهز جسدها بعنف:
_ انا ما طلبتش منك هدوم، ليه رمتيهم؟! اتصرفتي من دماغك ليه؟! هو كل واحد هنا هيمشيني على مزاجه، امشوا بقى وسبوني اعيش حياتي براحتي، حرام عليكم
كانت بحالة هيستيرية كبيرة وظلت تصرخ بعمتها وهي تحركها بعنــ . ــف وغضب وتصرخ بها وبالاخر دخلت غرفتها و اغلقت باب الغرفة بوجهها
عندما دخلت ظلت تحطم في الغرفة وتصرخ بشكل جنـــ . ــوني وتكـــ . ــسر الأشياء التي تقابلها ثم اخذت الملابس الملقاة على الأرض وظلت تقطعهم بكل شراســــ . ــة و عـــ . ــنف وهي تصرخ بجنون وتبكي، ظلت هكذا لفترة طويلة انتهت بنومها على الأرض تبكي وحولها الغرفة محطمة بالكامل ومليئة بالثياب الممزقة ، شعرت بهدوء ثورتها الداخلية قليلًا بعد ما فعلته بالغرفة، انفتحت غرفتها ودخل من وراء الباب طفلة صغيرة وقفت لبعض لحظات تنظر حولها بعيون متسعة من ما حدث بالغرفة، انتبهت لها تاليدا وجلست تنظر لها بوجه باكي منعقد قليلًا بسبب عدم معرفتها بمن تلك الطفلة ، قامت تاليدا من مكانها كي تذهب لها لكن الفتاة انتفضت من الخوف وركضت مسرعة للخارج، شعرت تاليدا بثقل في قلبها وأكملت بكاؤها عندما خافت منها الطفلة وركضت، ظلت تبكي بسبب كُره الجميع لها وكُرههم لوجودها حتى تلك الطفلة الصغيرة التي لا تعرفها
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كان يجلس بمكتبه يباشر أعماله وينتظر إنتهاء الدوام كي يلاقي تلك البلوة إبنة عمه التي جاءته على غفلة فهو لا ينقصه مشاكل ولا بلاوي لكي تأتي هذه وتكمل عليه وتزيد الطين مبلة قطع حبل افكاره دخول المساعدة الخاصة به التي تقدمت نحوه وأعطته ظرف مغلف قائلة:
_ الطرد ده وصلنا يا فندم واللي وصله أكد انه حضرتك اللي تفتحه بنفسك
عقد حاجبيه وهو يلتقط منها الظرف ثم أشار برأسه كي تنصرف وتغادر المكتب، فتح الظرف كي يرى ما بداخله، أخذ يشبه علي من بالصورة و انصدم عندما وجدها إبنة عمه الذي لولا جده جعله يرى صورتها ما كان عرفها ، كانت في حضن شاب يوضع حميمي بوضح النهار في الشارع وبها تختفي ملامح الشاب و شكله تمامًا وقع من الظرف ورقة مدون عليها:
الصور دي بكره هتغرق الجرائد والمجلات ومواقع social media وسلملي علي الفضيـــ . ــحة و علي الجلطة اللي هتجيب أجل جدك وعلي رسوم الشركة اللي هتنزل في البورصة ضاربة موفقة ان شاء الله يا بن العمري
༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻
دخل من باب القصر كالثور الهائج يهتف بإسم عمته:
_ عمتو….. عمتو…
جاءته «ناريمان» وهي تركض على الدرج وتصرخ به كي ينقذها من شئ يحاول قتـ . ـلها ودموعها تسقط قبل كلماتها التي خرجت من فمها:
_ الحقني يا راسخ ، الحقني ، تاليدا عمالة تكسر في الاوضة بتاعتها و تصرخ ولما دخلت اشوف مالها كانت هتضـــ . ـــربني
احتدت عيناه من شدة الغضب بسبب تلك الفتاة التي انفلتت حبالها ولا يقدر عليها أحد، أخرج من جيب سرواله صورة « تاليدا » مع ذلك الشاب الذي يحتضنها ، شهقت عمته من الصدمة واخذت الصورة منه تنظر لها بعدم تصديق وهي تهمهم:
_ مش معقول…. مش معقول ، ازاى حد قدر أنه يصورها كده؟!
اخذ منها الصورة يطبق عليها بقوة وعنف وهو يهدر بشراسة:
_ مش بس كده ده اللي الكلبة ماشيه معاه باعتلي رسالة بيهددني بان الصور دي هتتنشر بكرا في الجرائد والمجلات
ظهرت على ملامحها اثار الشحوب عندما قال هذا الخبر فامسكت بذراعه وهي تبكي من شدة الخوف:
_ جدك… جدك هيجراله حاجه لو عرف بالصور دي و بالفضيحة اللي هتحصل ، انت لازم توصل للواد ده وتشوفه عاوز ايه و ايه طلباته
هدر بحرقة وهو يجز علي أسنانه من شدة الغضب:
_ الكلب ما بعتش انه عاوز فلوس ، ده قاصد يفضح العيلة كلها واستغل الزبـ . ـالة اللي فوق عشان يعرف يؤذينا
تحدثت ناريمان بهدوء كي تقلل من وتيرة ثورته وغضبه:
_ طب ما يمكن يا حبيبي عاوز يتجوزها و عمل كده عشان يأثر علينا
نظر لها بملامح منعقدة من ما قالته فأكملت حديثها:
_ ما هو يا حبيبي لو كان عايز فلوس كان طلب منك ولو كان عاوز يفضحنا كان زمانه عمل كده مكنش قالك الاول
أخذ يراجع ما قالته بعقله ويحاول إقناع نفسه به لكنه همهم باعتراض:
_ حتي لو عاوز كده و ده مقصده ما ينفعش آامن ليه وأسلمها ليه بعد ما حاول يستغلها بالشكل ده
اقترحت عليه وهي تربت على يده:
_ طب ما تطلع معايا اتعرف عليها واسالها عنه ونشوف حكايتهم ايه؟! اكيد عندها علم بكل اللي بيحصل ، وحاول تنصحها بهدوء
أومأ لها فأخذته وتوجهوا إلى أعلى، وقفت عمتها أمام باب الغرفة بارتباك تخشي طرق الباب كي لا تصيبها تلك المجـــ . ــنونة بأي أذى، لاحظ "راسخ" ارتباكها وخوفها فطرق علي الباب بعنف ثم أشار إلي عمته:
_ ادخلي شوفيها يا عمتو
بعدما أنهي كلماته كانت "تاليدا" تفتح لهم الباب ، ابتسمت لها عمتها وهي تخبرها:
_ سلمي علي بن عمك راسخ يا تاليدا
احتدت ملامحها وازداد بركان الغضب بداخلها عندما سمعت ما قالته وعن وقوف ذلك الرجل أمامها بكل بجاحة ، ظلوا واقفين علي الباب ويوجد نظرات حارقة متبادلة بينهم قطعها صوت راسخ الحاد:
_ مش وقت سلام دلوقت خلينا في فضيحة الهانم
اخرج من جيبه صورتها مع هذا الشخص و عرضها عليها وهو يصرخ بها:
_ تعرفي الواد اللي في الصورة ده منين انطقي
كانت الحمرة بعينها تزداد كلما دققت في الصورة وعرفت من بها، شعرت بقوة داخلها جعلتها غصبًا عنها تهجم علي راسخ بالضـــــ . ـــرب بهيستيرية شديدة وقوة فظيعة كانت تكمن بداخلها، حاول هو تفادي الضـــ . ــــرب وهو يصرخ بها:
_ بطلي يا مجنونة انتِ
جعلتها تلك الكلمة تستشيط غضبًا ولم تري أمامها سوى المزهرية التي كانت موضوعة بممر الغرف ألقتها عليه وهي تصرخ به:
_ انا مش مجنونة
ادخلوا علي الروايات الكامله هنا 👇👇👇
رواية جميله في قلب الاسد كامله