رواية مالم تخبرنا به الحياه الجزء الاول الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم ايلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
قاعدة على السرير في المستشفى و الظا*بط قاعد قدامي، مك*تف دراعاته و بيهز رجله بعص*بية بقاله نص ساعة قبل ما يبدأ يتكلم أخيراً:
_كنتي ناوية تنت*حري و تا*خدي بنتك معاكي؟
سكتت و مردتش.
_يمنى..ردي عليا، انتي اللي اديتي يارا الس*م؟ كنتي ناوية تمو*تيها هي كمان.
ابتسمت بسخر.ية من غير ما أبص ناحيته و اتكلمت:
_عايز تعرف عشان تح*بسني؟ استريح...أنا همو*ت نفسي بنفسي كدا كدا.
وقف و قرب مني، مسكني من فكي جا*مد و أج*برني أبص ناحيته قبل ما يتكلم:
_يمنى متعص*بنيش! أنا مش بسأل عشان أح*بسك أنا عايز أفهم انتي عملتي كدا ليه؟
بادلته بصاته بت*حدي من غير ما أتكلم.
_ردي!
![]() |
فضلت ساكتة و هو لما لقي مفيش رد مني حتى بعد المرة الخامسة من زعا*قه سابني وراح يقعد مكانه و هو بيمسح على وشه بيده في محاولة منه إنه يهدى.
اتحمحم و بدأ يتكلم بهدوء:
_عارف إن حياتك صع*بة، بس مش لدرجة إنك تحاولي تخل*صي على نفسك و بنتك! كلنا عندنا مشا*كل و مستحملين....
مقدرتش أمسك نفسي أكتر من كدا، سح*بت المحاليل من دراعي و قمت من على السرير، وقفت قدامه و سح*بته من ياقة قميصه جا*مد و ز*عقت فيه بصوت عالي:
_عارف إن حياتي صع*بة؟ تعرف ايه انت عن حياتي عشان تحكم إنها متستاهلش إني أخ*لص على نفسي؟ تعرف ايه عن بنتي و اللي شافته من أول يوم فتحت فيه عيونها على الدنيا ؟ انت تعرف ايه عنا عشان تتكلم ها؟!!
بصلي بذهول من غير ما يرد، كانت عيوني بتدمع غص*ب عني فسبت ياقته و بعدت، لفيت وشي الناحية التانية و مسحت دمو*عي في كمي بسرعة، رجعت أقعد في مكاني على السرير تاني و اتكلمت بنفس نبرة السخر*ية و كأن مفيش حاجة حصلت:
_الناس اللي زيكم أكبر همهم إنهم يجيبوا عربيات أحدث موديل!
خليك في حياتك عشان صدقني...لو فكرت تجرب تعيش لحظة واحدة في حياتنا مش هتع*مر هنا كتير.
________________
بعد كلامها الهدوء خيم تاني على المكان، مقدرتش أرد عليها...مش عشان كلامها صح! عشان...لما شفت عيونها الد*بلانة عرفت ببساطة إن حجم المعا*ناة اللي بتمر بيها كانت أكبر بكتير من أي مشك*لة واجهتني في حياتي قبل كدا.
بعد صمت طويل اتكلمت أخيراً من غير تبص ناحيتي:
_يارا...يارا لسه عايشة و لا ما*تت؟
صوتها مهز*وز و خا*يف و كأنها مش عايزة تعرف الإجابة.
_معرفش، خدوها على أوضة الطو*ارئ أول ما دخلنا من ساعة و لسه مطلعوش.
سكتت و اتكلمت تاني بعد فترة:
_ممكن أطلب منك طلب؟
_لا مش ممكن.
رديت على طول و هي تجا*هلت ردي و اتكلمت:
_لو يارا منج*تش...رجعلي البرشا*مة.
_قولت مش ممكن و البرشا*مة مش هرجعهالك.
بصتلي و ابتسمت بسخ*ية:
_ليه؟ محتاجها كدليل؟
كنت هنفي بس نظراتها المت*همة ناحيتي خلتني أجاوب عليها بعص*بية:
_أيوا، بالظبط كدا...محتاجها كدليل.
قولت و طلعت برا، سيبتها عشان مكنتش مستعد أقعد أتخا*نق معاها تاني.
كنت قاعد برا لما سمعت صوت همس في ودني فجأة:
_"متضا*يق ليه؟ دي حقيقتك."
هزيت راسي بسرعة أول ما سمعت الهمس و حاولت أركز على أي حاجة تاني.
لقيت ممرضة طالعة برا أوضة الطو*ارئ فوقفتها و سألتها عن يارا، هزت راسها بحز*ن و اتكلمت:
_للأسف حالتها خط*يرة، الس*م اللي اخدته قو*ي جداً على بنت صغيرة زيها.
إجابة الممرضة جات بالتزامن مع خروج يمنى برا أوضتها و اللي أول ما سمعت كلامها جسمها اتج*مد في مكانه و بدأت الدمو*ع تنزل من عيونها بصمت.
قربت منها و اتكلمت بهدوء:
_متخافيش يا يمنى، يارا بنت قوية و هتقدر ت...
_اسكت....
_أفندم؟!
سألت مش مستوعب ردها الغريب.
_لو مش هتديني البرشا*مة اسكت، متمثلش إنك مهتم! مش محتاجة شف*قة من حد.
اتكلمت و مشيت و هي بتتسند على الحيطان لغاية ما وصلت لأوضة الطو*ارئ و قعدت قدامها على الأرض.
ضر*بت راسي بيدي و اتأ*هوت بملل، كلامها كان معناه إننا رجعنا لنقطة الصفر تاني!
فجأة تيليفوني بدأ يرن، طلعته من جيب البنطلون و اترددت شوية قبل ما أرد لما قرأت الاسم اللي ظاهر على الشاشة:
_ألو...
_ألو يا أدهم، انت موجود في مستشفى ال*** دلوقتي؟
مستغربتش إنه كان عارف، و مهتمتش لحقيقة إنه حتى مسألش إذا كنت بخير و لا لا و ايه سبب وجودي في المستشفى، رديت بعدم مبالاة:
_أيوا، ليه؟
_بلغنا اتصال بحالة تس*مم طفلة، يا ريت تبدأ تح*قق مع أهلها دلوقتي منا ما أيوب يوصلك عشان يساعدك في التح*قيق.
بصيت على يمنى اللي كانت لسه قاعدة على الأرض قدام الأوضة كانت ضامة رجلها لصدرها و لسه بت*بكي اتنهدت و رديت:
_أنا تع*بان، خلي حد تاني يح*قق بدالي.
كنت عارف إني أول ما أشوف عيونها الحز*ينة و الم*رهقة هتصعب عليا و مش هقدر أح*قق معاها و عشان محسش بتأنيب ضمير إني السبب في حب*سها قررت أهر*ب.
سكت شوية و كان باين إنه بيتنفس بغ*ضب قبل ما يتكلم بز.عاق:
_انت أربعة و عشرين ساعة تعبا*ن؟ امتي هتكبر و تستحمل مسؤولية المنصب اللي انت فيه؟ انت عارف كام واحد كان هيمو*ت و يترقى مكانك؟
_أنا مطلبتش إني آخد الترقية دي و انت عارف كويس إني مستح*قهاش!
رد بصوت عالي و حازم:
_أدهم...تعالى قابلني دلوقتي، إياكش تتأخر!
قال و قفل الخط في وشي.
حسيت بر.عشة بتسري في جسمي كله بعد ما عرفت إني هضطر أشوفه بعد المدة دي كلها.
خط*فت نظرة أخيرة ليمنى و اتنهدت قبل ما أسيبها و أمشي.
__________________
اضطريت أروحله البيت بعد ما عرفت إن وقت شغله خلص و روح.
استنيت بالعربية قدام سور الفيلا الكبير قبل ما الحارس يجي يفتحلي بسرعة و هو عمال يرحب بيا و يقول إن الفيلا نورت بوجودي، شكرته بشكل مقتضب و أنا بناوله مفاتيح العربية عشان يركنها و اتوجهت أنا لجوا البيت.
أول ما الخدامة فتحتلي الباب لقيته قاعد في الصالون و مستنيني، اتكلم بهدوء أول ما حس بخطواتي المقتربة منه من غير ما يبص ناحيتي:
_حليت الق*ضية اللي شغال عليها و لا لسه؟
ابتلعت ريقي بق*لق قبل ما أنفي براسي و أتكلم:
_ل..لسه، احنا عرفنا مين المجر*م بس لسه بنحاول نمسكه متل*بس و....
قاطعني قبل ما أكمل:
_عن طريق إنك تتفسح مع مراته طول النهار؟
ابتلعت بق*لق للمرة التانية و رديت:
_أنا...أنا كنت ناوي أخليها تساعدنا.
وقف و بدأ يقرب مني براحة و مع كل صوت خب*طة لجذمته على الأرض كان قلبي بيد*ق بوتيرة أسرع.
وقف قدامي، عينيه الزرقا البا*ردة و اللي كر*هت لون عيوني عشان شبهها كانت بتحد*ق فيا بغض*ب و أول حاجة استقبل بيها ابنه من فترة طويلة.....كان قل*م خلى وشي يلف الناحية التانية.
_انت سامع نفسك بتقول ايه؟ انت مدرك انت ابن مين؟
فضلت واقف مكاني من غير ما أتجر*أ أبص في وشه تاني قبل ما يكمل:
_معاك أسبوع واحد بس يا أدهم، أسبوع واحد بس.... لو مكنتش قبضت على المجر*م ساعتها هيبقى لينا كلام تاني، اتفضل...
_______________
أول ما دخلت شقتي، حطيت المفاتيح على الجذامة و دخلت الحمام عشان أغسل وشي.
لما بصيت في المراية لقيت شفتي مجرو*حة بسبب الق*لم اللي اخدته بس حمدت ربنا إنها جات على كدا بس.
فجأة دماغي بدأت تسترجع يمنى، كلامها و منظرها و هي منها*رة و بتع*يط رجعني لمكان مكنتش حابب أرجعله تاني أبداً.
جملتها الأخيرة اترددت في دماغي تاني "...انت تعرف ايه عن حياتنا عشان تتكلم ها؟" و الهمس*ت بدأت تها*جمني بشكل أقو*ى:
_"تعرف ايه عن حياتهم؟ انت ابن لوا، يعرف ايه ابن البهوات عن معا*ناة الناس؟"
هزيت راسي بنفي و اتكلمت بصوت عالي و أنا بحاول أقنع نفسي إن مفيش حاجة:
_لا، مفيش حد بيتكلم...دا متهيأ*لك انت بس يا أدهم افتكر كلام الدكتور.
ضحك الصوت و اتكلم تاني:
_"أنا بتكلم، مش سامعني؟! هي بنت غلبانة، عملت جر*يمة و هتتحا*سب عليها، لكن انت....مين اللي هيحا*سبك على كل جر*ايمك يا حضرة الظا*بط؟"
_ا..اخر*س...
اتكلمت و أنا بغطي وداني بيدي في محاولة إني مسمعهوش.
_"انت شخص فا*سد."
_دا...دا مش صح.
_"انت مجر*م...و المجر*م لازم تتحقق فيه العدا*لة!"
_قولت اخر*س.
ز*عقت المرة دي بصوت عالي.
رحت ناحية الدش، سديت البانيو و شغلت المياه و أول ما ملى قلعت كل هدومي و رميتها على الأرض، دخلت جوا، كت*مت نفسي و نزلت بجسمي كله تحت المياه في محاولة مني إني مسمعش أي أصوات.
بعد حوالي دقيقة طلعت راسي تاني بعد ما قررت إني أركز على القض*ية عشان مقعش في مشا*كل مع بابا، آخر حد في الكون أتمنى إنه يكون ليا عدا*وة معاه.
لبست هدومي بسرعة، دورت على الدوا اللي كنت باخده زمان و وقفته بقالي فترة لغاية ما لقيت العلبة، بلعت منها حب*تين بسرعة و أخدت مفاتيحي و نزلت ناحية المستشفى.
و أنا في الطريق اتصلت بأيوب و اتكلمت بسرعة أول ما رد:
_أيوب، مين اللي معاك و بدأت تحق*يق مع يمنى و لا لسه؟
_معايا سيف و لسه مبدأناش نح*قق معاها عشان را*فضة تتكلم لغاية ما بنتها تفوق تاني.
_هي بنتها لسه مفا*قتش؟
_لا، حالتها خط*يرة و احتمال كبير تمو*ت بس أمها لسه متعرفش.
اتنهدت بت*عب و اتكلمت:
_طيب خلي سيف يمشي أنا جاي أح*قق معاك بداله.
_و اشمعنى غيرت رأيك فجأة؟ مش كنت تعبا*ن؟
_أيوب...اعمل اللي بقولك عليه و متعص*بنيش مش وقتك!
اتنهد بق*لة حي*لة و رد عليا:
_طيب متتأخرش بس.
قفلت معاه، ضغطت على البنزين و زودت السرعة.
يمنى كانت حلي الوحيد و مستحيل أسيب مفتاح حل قض*يتي يض*يع مني!
_البنت صغيرة، جوزها سا*دي و بيعذ*بها دايماً و دا سبب العلا*مات على جس*مها بس هي رافضة تعتر*ف.
اتكلمت بسرعة و أنا ماشي جمب أيوب في ممر المستشفى الطويل بشرحله عن حالة يمنى باختصار.
همهم بعدم اقتناع قبل ما يسألني :
_بس أنا مش فاهم برضو....ايه علاقة دا بإنك عايز تح*قق معاها لوحدك؟
وقفت و كت*فت دراعاتي قبل ما أرد:
_بقولك البنت حالتها ص*عبة! مش هتتكلم بسهولة.
بصلي بنظرة تشكك:
_و هتتكلم معاك انت يعني؟
_مش قصدي...قصدي يعني إنها لو شافت ظا*بطين مرة واحدة هتتو*تر و تخا*ف هيبقى أحسن لو كان واحد بس.
بصلي بتفكير قبل ما يتكلم أخيرا:
_صح، معاك حق....
اتنهدت براحة قبل ما ألاقيه بيكمل تاني فجأة:
_معاك حق...عشان كدا أنا اللي هدخلها و انت خليك هنا.
اتجم*دت في مكاني للحظة و هو مشي ، بعد ما استوعبت كلامه جريت وراه بسرعة، وقفت قدام باب الأوضة و من*عته يدخل قبل أتكلم برجاء إنه يبعد و يسيبلي القض*ية:
_انت شكلك مخ*يف، أنا متأكد إنها هتبقى مستريحة معايا أكتر.
كت*ف دراعاته و بصلي من فوق لتحت قبل ما يتكلم باستخفا*ف:
_و دا سبب تاني يخليني أنا اللي أح*قق معاها، لما تخا*ف هتقول الحقيقة...
كت*فت دراعاتي أنا كمان و اتكلمت بإصرار:
_مش عايز تسيبني أنا أدخلها ليه؟ انت شاكك إني هحاول أساعدها تهر*ب من حاجة زي دي يعني؟
ضيق عينيه، قرب عليا و شاور ناحيتي بصباعه و هو بيتكلم:
_لا، أنا مش شاكك...أنا متأكد، فابعد عن طريقي أحسن ما أب*لغ عنك معاها.
_لا.
رديت بعنا*د.
_أدهم متفتكرش إن عشان أبوك لو*اء إنك تقدر تعمل اللي انت عايزه! لو مبعدتش هب*لغ إنك على علا*قة بالمت*همة و إنك بتحاول تتس*تر على الجر*يمة....
ابتلعت ريقي بق*لق، حتى لو بل*غ عني محدش هيقدر يعملي حاجة...محدش هيقدر يعملي حاجة ما عدا بابا و دي هي بالظبط المص*يبة...
_أولاً...انت معندكش دليل على حاجة زي دي، ثانيا..ليه متأكد إنها جر*يمة؟ مش ممكن ت...
فجأة قاطعت كلامي ممرضة جاية ناحيتنا جري و هي بتصرخ بسعادة:
_البنت الصغيرة...لحقناها، حالتها بقت مستقرة أخيراً.
تبادلنا أنا و أيوب نظرة سريعة قبل ما أبصلها تاني و أتكلم بابتسامة مجاملة:
_ماشي، احنا هنبلغها تقدري تتفضلي.
أيوب است*غل لحظة كلامي مع الممرضة و فتح الباب و دخل، دخلت وراه...كانت يمنى واقفة عند الشباك و باصة ناحية السما و مهتمتش إنها حتى تلف عشان تشوف مين اللي دخل.
اتحمحم أيوب عشان يجذب انتباهها و بدأ يتكلم :
_أستاذة يمنى احنا....
و قبل ما ينهي جملته مشيت ناحية يمنى و أنا بتكلم بنبرة سعادة مصطنعة:
_ألف مبروك يا آنسة يمنى، لحقوا يارا.
أول ما سمعت كلامي لفت وشها ناحيتي بسرعة و نطقت بعدم تصديق:
_ب..بجد؟!
_أيوا بجد، متتخيليش أنا مبسوط ليكي قد ايه..
اتكلمت و أنا بش*دها من دراعها و بحضنها و هي من الصد*مة مقاو*متش، في الحقيقة...أنا متأكد إنها مكانتش لحقت تستوعب حتى.
و وسط دهشتها و انصد*ام أيوب همست في ودنها قبل ما أبعد:
_مش هقول حاجة و انتي اعملي نفسك هبلة.
بصتلي باستغراب في البداية بس أول ما أخدت بالها من أيوب بدأت تر*تبك و أنا تأو*هت داخلياً من غبا*ئها، كان باين جداً إنها عاملة حاجة و مخبية.
اتكلم أيوب بعد ما منحنا احنا الاتنين نظرة ش*ك:
_آنسة يمنى هطرح عليكي شوية أسألة و يا ريت تتعاوني معايا.
_بس أنا عايزة أشوف بنتي الأول.
_هتشوفيها بعد ما تجاوبي على أسئلتي.
اتدخلت في الكلام:
_احنا مش عايزينك تتو*تري خالص، اهدي و احكيلنا اللي حصل بكل صراحة...
لف أيوب ناحيتي و بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يتكلم بحزم و هو بيشاور ناحية الباب:
_قصدك هتحكيلي أنا، انت...برا!
______________________
واقف برا الأوضة عمال ألف شمال و يمين بق*لق بعد ما أيوب طر*دني من جوا، ضر*بت راسي و تنهدت للمرة الألف، بسبب حضني ليمنى أيوب بقى عنده دليل قوي إني أعرفها و قدر يبعدني، بس للأسف دي كانت الطريقة الوحيدة عشان أقولها، لو مكنتش عملت كدا يمنى كانت هتعتر*ف على نفسها....بصراحة لسه مش متأكد إذا كانت هتعتر*ف و لا لا بس بتمنى من كل قلبي إنها تكون فهمت اللي قولته و تثق فيا.
عدت حوالي نص ساعة على وجودهم جوا و لسه مفيش خبر، بدأت أتر*حم على نفسي مقدماً من اللي هيحصل فيا، فجأة شفت نفس الممرضة جاية ناحيتي بسرعة و بتتكلم:
_البنت فاقت.
بصيت ناحية الباب اللي كان لسه مقفول و اتكلمت:
_طيب أنا جاي أشوفها.
_و والدتها؟ مش هتيجي تشوفها هي كمان؟ كانت قلقا*نة عليها خالص.
_هتيجي بعد ما تخلص مع الظا*بط جوا.
هزت راسها بالموافقة و أخدتني لأوضة يارا.
خبطت قبل ما أفتح باب الأوضة بهدوء عشان أشوف يارا نايمة على السرير بت*عب و في دراعاتها الصغيرة متع*لقة إ*بر محا*ليل.
أول ما حست بحركتي في الأوضة فتحت عينيها و بصت ناحيتي بحماس لكن لما اكتشفت إني مش يمنى كشرت و سألتني:
_عمو، فين ماما؟ ليه مجاتش معاك؟
_ماما قالتلي أقولك إنها حالاً تيجي.
كت*فت ايديها و قعدت على السرير قبل ما تتكلم بضي*ق:
_يبقى ماما مع الرا*جل الشر*ير و مش هتيجي.
استغربت كلامها، رحت قعدت جمبها و سألتها بهدوء:
_يارا، مين الراجل الشر*ير؟
_ بابا!
بالرفم من إنه كان عندي شبه خلفية عن سبب قولها عنه كدا سألتها:
_و ليه بتقولي على بابا شر*ير؟
_عشان أنا بكر*هه لأنه دايماً بيضر*ب ماما و بيخليها تقعد تصر*خ كتي...
قبل ما تكمل حطت يدها على بوقها بسرعة فاستغربت فعلها.
_مالك؟ ماما قالتلك متحكيش لحد؟
هزت راسها يمين و شمال بنفي.
_اومال ليه مش عايزة تكملي؟
_ماما متعرفش أني مش بسمع كلامها و مش بحط يدي على وداني زي ما بتطلب مني.
همهمت بتفهم و هي بصيتلي و اتكلمت ببرائة:
_عمو، متقولش لماما عشان متز*علش مني.
كنت هستفسر منها أكتر بس افتكرت سبب وجودي و إنه مفيش قدامي وقت كبير فاست*غليت الفرصة و اتكلمت بسرعة:
_يارا يا حبيبتي بصي..مش هقول لماما إنك مش بتسمعي كلامها لو عملتي اللي هقولك عليه دلوقتي اتفقنا؟
____________________
_همم، بس أنا برضو مش مقتنع، ازاي يعني البنت هتلاقي حبة س*م خطي*رة زي دي على الأرض في مكان عام زي كدا؟
قلبت عيني بملل و اتكلمت و أنا بحاول أدعي الهدوء و الثبات:
_قولتلك ممكن تكون لقيتها على الأرض أنا معرفش جابتها منين.
_يعني آخر كلام إنك كنتي سايباها بتلعب و فجأة لقيتي العيال اتلموا على البنت بعد ما أغم*ى عليها؟ متأكدة إن دا اللي حصل؟
_أيوا، مش فاهمة ليه بتحاول تته*مني بإني السبب! الأطفال طبيعي لما بيلاقوا حاجة تشد إعجابهم بيحطوها في بوقهم، أكيد...أكيد مش هحاول أمو*ت بنتي يعني.
قولت آخر جملة بصوت واطي من غير ما أبص في عينه و أنا حاسة بتأ*نيب ضمير.
_أنا مش بته*مك بس كل حاجة بقت واردة في الزمن اللي احنا فيه دا.
_لا، انت معا*ند فيا من لحظة ما شفتني في القس*م!
كتف*ت يدي و اتكلمت و أنا بشاور عليه بعص*بية و هو اتأوه بملل قبل ما يرد :
_قولتلك قبل كدا يا أستاذة يمنى و هقولها تاني...أنا معنديش مصلحة في إني أأذ*يكي، أنا بنفذ شغلي و بس.
_والله! البنت كانت ساعتها مبسوطة و قاعدة بتاكل شوكولاتة و واضح جدا إنها بتلعب مش أكتر، قولي بالله عليك دا كان منظر واحدة مخطو*فة؟!
اتكلمت و أنا بحاول أصرف انتباهه عن الموضوع الرئيسي بس منفعش لأنه رد بكل بساطة:
_أيا كان، اللي حصل حصل و خلصنا...
_طيب، إذا كنت خلصت يا ريت تسمحلي أروح أشوف بنتي.
_تمام، اتفضلي...
اتكلم بهدوء و هو بيفتحلي الباب و قبل ما أعدي وقف قدامي و كمل:
_بعد ما تقوليلي ايه علاقتك بأدهم.
مش عارفة ليه افتكرت لحظة ما أدهم مسح الأكل من على بوقي بصباعه و بعدين لحسه، حسيت بوشي بيس*خن و بصيت في الأرض و أنا برد:
_م..مليش علاقة بيه.
همهم بعدم اقتناع و في اللحظة اللي فكرته صدقني فيها اتفاجئت بيه بيسحبني و بيحا*صرني بين جسمه و الحيط و إيديه على الجنبين عشان يمن*عني أهر*ب قبل ما يتكلم:
_و لما انتي ملكيش علاقة بيه ليه جري عليكي و حضنك؟
حسيت بالسخو*نة بتزداد في وشي أكتر و رديت:
_م..معرفش، اسأله ليه عمل كدا، هو كان في المستشفى قبلك و كان بيحاول يهد*يني ل..لكن....
قاطعني و هو بيرفع وشي لفوق بيده بحدة:
_متكد*بيش، ردة فعلك بتقول إن اللي بينكم أكبر من مجرد لقاء عابر في المستشفى.
بلعت ريقي بصعوبة و أنا ببادله التحد*يق في عينيه السودا الحادة.
_أنا..أنا مش بكد*ب.
سابني و بعد و هو لسه بيبصلي بش*ك و اتكلم:
_اسمعي...أحسنلك ميبقاش ليكي علاقة بأدهم عشان أياً كان اللي بتحاولوا تعملوه هكشفكم انتوا الاتنين و هخليكم تند*موا فاهمة؟!
هزيت راسي بالموافقة بخو*ف قبل ما أطلع برا الأوضة بسرعة و أسيبه.
مشيت ناحية أوضة الطو*ارئ بس ملقتش يارا هناك و الممرضات قالوا إنهم نقلوها أوضة تاني بعد ما فاقت، في اللحظة اللي لفيت فيها عشان أرجع اتخبطت في جسم كبير و صلب ، رفعت وشي لفوق براحة و اتفاجئت لما لقيت الظابط أيوب واقف بيبصلي.
بعدت عنه و اتكلمت بعص*بية و ق*لق:
_انت...انت ماشي ورايا ليه؟
رد بدون مبالاة:
_محتاج أسأل بنتك شوية أسألة هي كمان عشان أطمن إن مفيش حد حاول يئذ*يها و لا حاجة.
اتكلم و هو بيبصلي بطرف عينه و كأنه بيلمح بالكلام إني الشخص المقصود.
ابتلعت بخو*ف، لو يارا قالت إنها لقيت البرشا*مة في السل*سلة هروح في دا*هية.
_ب..بس يارا أكيد لسه تعبا*نة و مش هتقدر تجاوبك.
_متقلقيش عليها، هم سؤالين و همشي علطول.
رد بإصرار و أنا استس*لمت لمصير*ي.
____________________
أول ما شفت يارا قاعدة على السرير جريت ناحيتها، حضنتها جامد و قعدت أ*بكي و هي كانت مستغربة أنا بب*كي ليه قبل ما يقاطعنا الظابط أيوب...اتكلم و هو بيقرب منا و بيشد*ني براحة من يدي عشان أقوم:
_أستاذة يمنى، سيبيني أخلص شغلي لو سمحت و بعدين تقدري تقعدي معاها براحتك.
عيا*طي زاد أكتر بعد ما فكرت إنها آخر مرة هقد*ر أشو*فها فيها و إنهم هيا*خدوها مني و يحبسو*ني.
الظا*بط طلع منديل من جيبه و ناولهوني و هو بيتكلم:
_متخافيش مش هاخد وقت، روحي اغسلي وشك في الحمام على ما أخلص.
هزيت راسي بالموافقة و أنا ببوسها على راسها جامد و كأني بودعها لآخر مرة، اتحركت ناحية الحمام اللي كان في الأوضة و أول ما دخلت جوا قل*عت الخمار و حطيته على كتفي عشان أقدر أغسل وشي من غير ما يتبل.
شغلت الحنفية و غسلت وشي و في اللحظة اللي رفعت فيها راسي عشان أبص في المراية اتفاجئت بانعكاس شخص غر*يب ورايا مقدرتش أشوف ملامحه كويس بسبب الإضائة الخفيفة.
فتحت بوقي و قبل ما أصر*خ الشخص الغر*يب جه من ورايا و غ*طى بوقي بيده بسرعة قبل ما يهمس في ودني:
_ش ش ش، أنا أدهم.
كنت واقفة قدام مراية الحمام أول ما لمحت انعكاس لشخص غريب ورايا مقدرتش أشوف ملامحه كويس بسبب الإضائة الخفيفة، حاولت أصر*خ بس الشخص الغريب كت*م بوقي بيده بسرعة قبل ما يهمس في ودني:
_ش ش ش، أنا أدهم...هشيل يدي بس إياكش تصر*خي اتفقنا؟!
هزيت راسي بالموافقة فشال يده، لفيت بسرعة و اتكلمت بهمس مشابه:
_بتعمل ايه هنا؟
_ملحقتش أطلع من الأوضة قبل ما انتي و أيوب توصلوا فاستخبيت هنا.
همهمت قبل ما أتكلم بسرعة:
_أيوب بيسأل يارا برا و لو قالتله الحقيقة هياخدوها مني و يح*بسوني أعمل ايه دلوقتي؟
_متقلقيش، يارا مش هتقول حاجة.
رفعت يدي من على عيني و بصتله باستغراب:
_ازاي انت متأكد؟
كت*ف دراعاته و اتكلم بفخر:
_انا قولتلها متقولش.
ضحكت بسخر*ية بصوت واطي عشان أيوب برا ميسمعناش و همست بنبرة انتحا*ب خفيفة:
_يبقى ضع*نا.
_ليه بتقولي كدا؟
_يارا بنتي و أنا عارفاها، مبتسمعش الكلام، هتقوله كل حاجة بالع*ند و هتقوله كمان إنك قولتلها متقولش.
_معتقدش....
سكت شوية و بعدين كمل:
_على العموم كنت شا*كك في إنك أم يارا بس دلوقتي اتأكدت.
اتكلم و هو باصص ناحيتي بصا*ت غر*يبة، حسيت بسبب نظراته إني عريا*نة فحطيت يدي على الجاكيت بتأكد إني لابسة و اتكلمت بق*لق:
_ق..قصدك ايه؟
_عندكم نفس الشعر الفحمي الجميل.
حطيت يدي على راسي بسرعة و كانت اللحظة اللي اكتشفت فيها إني كنت قالعة الخمار.
اتكلمت و أنا بحاول أغطي شعري :
_انت، مت*بصش..لف وشك الناحية التانية.
_طيب ماشي وطي صوتك.
لف وشه ناحية الحيط و اتكلم:
_أهو لفيت...مستريحة؟
كو*رت يدي و ضر*بته جا*مد في كتفه من ورا و بالرغم من إني شاكة في كونها وج*عته لأنه متهزش و لو سنة بسيطة لقيته اتأ*وه بأ*لم.
_أستاذة يمنى انتي كويسة؟!
سمعنا صوت أيوب فجأة من برا فرديت بسرعة:
_أ..أيوا، أنا كويسة، اتخب*طت في الحنفية بس مش أكتر.
_ليه عملتي كدا؟
همس أدهم بنبرة أ*لم مصطنعة فهزيت راسي بق*لة حي*لة منه و اتكلمت:
_عشان لما شفتني قالعة الحجاب كان لازم تلف وشك من الأول، و بطل تم*ثيل..عارفة إنها مو*جعتكش!
_مش شايفة إنك أخدتي عليا أوي لدرجة إنك تضر*بي ظا*بط؟ افرضنا حب*ستك دلوقتي!
اتكلم و هو لسه مدي وشه للحيط.
_مش هتفرق، كدا كدا هتح*بس.
همهم و مردش عليا تاني، مسكت الخمار و كنت لسه هلبسه قبل ما ألمح تيشرته الأبيض مبلول شوية من على الضهر مخليه يلزق في جسمه و عضلاته تبقى ظاهرة بوضوح.
حسيت بفضول أعرف ملمسها هيبقى ايه، قربت منه و يدي اتمدت بتلقائية ناحيته و قبل ما أقدر ألمسه لف وشه و اتكلم:
_خلصتي؟ بتعملي ايه كل دا ؟ مش...
مكملش كلام أول ما لاحظ إني كنت قريبة جدا منه، اتج*مدت في مكاني و أنا ببص في عيونه قبل ما أستوعب الغبا*ء اللي كنت هعمله و رجعت لورا بسرعة.
سح*بني من وسطي و لز*قني في الحيط، بص في عيوني قبل ما يتكلم و هو ماسك خصلة من خصلات شعري الناعم و بيلفها على صباعه من غير ما يق*طع التواصل البصري بينا:
_كل دا ملبستيش! كنتي بتحاولي تعملي ايه ها؟
ز*حت يده و بصيت في الأرض قبل ما أتكلم:
_م..مكنتش بعمل حاجة، لسه كنت هلبس أهو، ا..ابعد.
ميل راسه عشان يبقى في طولي قبل ما يهمس في ودني:
_حد قالك قبل كدا إنك بتبقي مقفو*شة قوي و انت بتكد*بي؟
بلعت ريقي بتو*تر و حسيت جسمي كله قش*عر من نفسه السا*خن على ر*قبتي.
حاولت أبعده بس متز*حزحش، يد لسه ماسكة وسطي و التانية محا*صرني بيها على الحيط و وشه قريب جدا مني.
اتكلمت تاني بترجي:
_لو..لو بعدت هقولك.
همهم بتفكير قبل ما يسيبني و يبعد أخيراً و هو مك*تف دراعاته و واقف يبصلي مستني تفسير.
_ت..تيشترك كان مبلول ف..
_ف..؟
وشي كان قرب ينف*جر من كتر الإحر*اج و أنا مش قا*درة أكمل، بصيتله و اتكلمت بعص*بية:
_م..مفيش، ما قولتلك مكنتش بعمل حاجة و لف وشك تاني أحسنلك.
اتكلمت و أنا بشاور ناحيته بصباعي بتهد*يد.
ع*ض صباعي و ضحك فسح*بته تاني بسرعة.
_التيشرت مبلول عشان أول ما دخلت اتسندت على حنفية الدش بالغلط.
لفيت وشي بعيد و اتكلمت:
_أياً كان...حد يلبس تيشرت خفيف زي كدا من غير أي حاجة تحته و احنا في الشتا؟!
سمعته بيضحك قبل ما يتكلم:
_أنا كنت لابس جاكيت بس مش عارف قلعته فين، و بعدين عرفتي ازاي إني مش لابس حاجة تحت التيشرت؟
وشي بدأ يحمر تاني و قبل ما أجاوبه سمعنا صوت أيوب تاني من برا:
_أستاذة يمنى متأكدة إنك كويسة جوا؟
_أنا...أنا كويسة.
_مال صوتك؟ لسه بت*بكي؟
وشي احمر أكتر.
_م..مش بب*كي أنا كويسة.
سكت شوية و كان باين إنه مش مقتنع بكلامي قبل ما يتكلم أخيراً:
_طيب، أنا خلصت مع يارا و ماشي، حاولي تطلعيلها بسرعة عشان متقعدش لوحدها.
_ح..حاضر، أديني طالعة أهو.
أول ما سمعنا باب الأوضة بيتفتح و يتقفل تاني بصيت لأدهم بطرف عيني بض*يق قبل ما أفتح باب الحمام و أز*قه برا، لبست الخمار و ظبطته قبل ما أطلع و ألاقيه قاعد بيلعب مع يارا و كأنه معملش حاجة.
_ماما!
يارا صرخت بسعادة أول ما شافتني.
قررت أتناسى الموقف مؤقتاً و أنا ببتسملها و بقعد جمبها.
____________________
حوالي الساعة ١١ بالليل ، كانت يارا نامت أخيراً بعد ما أكلت و تع*بت من كتر اللعب معايا و مع يمنى.
اتكلمت يمنى و هي بتغطيها:
_أنا برضو مش قادرة أصدق إنها سمعت كلامك و مقالتش حاجة للظا*بط.
رفعت دراعاتي لفوق و اتمددت قبل ما أتكلم:
_لا صدقي، لو كانت قالت حاجة مكانش زمانك قاعدة هنا دلوقتي.
_ممكن أطلب منك طلب؟
بصيتلها بطرف عيني بش*ك قبل ما أرد:
_تاني؟ لا مش ممكن.
_ابعد عن يارا.....ابعد عني أنا و يارا.
بصيتلها باستغراب فكملت:
_اللي بيحصل دا غل*ط، أنا مش خا*ينة.
ابتسمت بسخر*ية و اتكلمت:
_محسساني إننا بنعمل حاجة غ*لط يعني.
_فعلاً، احنا مبنعملش، بس انت اللي بتعمل لوحدك.
اتعدلت في قعدتي و كتفت دراعاتي قبل ما أرد:
_والله؟! و بعمل ايه غ*لط إن شاء الله؟
بصيتلي بغ*ضب و شاورت عليا قبل ما تتكلم:
_عمال تتخطى حدو*دك و تلم*سني كل شوية.
_طيب أنا آسف، مش هلمسك تاني استريحتي؟
_أولاً انت كدا*ب، ثانياً..انا عايزاك تبعد عن يارا بالذات.
_ و دا ليه إن شاء الله؟
سكتت شوية قبل ما ترد:
_مش عايزاها تتعود على حد بكرا و بعده مش هيبقى موجود.
بصيتلها بعدم تصديق، وقفت و اتكلمت بعص*بية:
_انتي ايه مش*كلتك؟ دي الطريقة اللي بتشكري بيها أي حد بيحاول يساعدك؟
_أنا...
قا*طعتها:
_لا فهمتك، مش هقرب منك أو من يارا تاني، سلام.
خلصت كلام و سيبتلها الأوضة و مشيت.
ركبت عربيتي و بدأت أسوق ناحية البيت.
لما وصلت الشقة اترميت على سريري بت*عب، مش عارف ليه انف*علت عليها للدرجة دي مع إني كنت بساعدها عشان مصل*حتي بس مش أكتر.
بعد حوالي ساعة لما هديت، قمت و سحبت شنطة السفر الكبيرة من الدولاب و بدأت أحط فيها شوية حاجات قبل ما أستحمى و أنزل تاني.
___________________
تاني يوم صحيت في المستشفى و اتفاجئت لما لقيت بطانية عليا، امبارح الدكاترة مرضوش يسيبوني آخد يارا و قالوا إنها لازم تفضل خمس أيام في المستشفى على الأقل عشان يتابعوا حالتها و يتأكدوا إنها كويسة، لحسن الحظ إن الأوضة اللي كنا فيها كانت فاضية فنمت على السرير اللي جمبها.
شلت البطانية من عليا بهدوء و اتلفت في الأوضة قبل ما ألمح أدهم قاعد على الكرسي اللي قدام سرير يارا و نعسان.
اتنهدت و هزيت راسي بق*لة حي*لة لما لقيته لابس تيشرت بنص رمادي شبه بتاع امبارح في عز الشتا و قررت أغطيه بالبطانية اللي خمنت إنه صاحبها.
أول ما حطيت البطانية عليه فتح عينه و بصلي فاتكلمت:
_صحيتك؟!
_مكنتش نايم ، كنت بريح عيني شوية.
ابتسمت و اتكلمت بسخر*ية:
_ما واضح، و رجعت تاني ليه؟ افتكرتك فهمت و مش هتقرب مني أنا ويارا تاني.
_عفواً مش محتاجة تشكريني.
رد بعدم مبالاة و رجع غمض عينه تاني.
اتنهدت بق*لة حي*لة و اتكلمت:
_رجعت امتى؟
_امبارح بالليل.
بصيتله بصد*مة، دا معناه إنه كان قاعد طول الليل كدا؟!
حطيت يدي على راسه و زي ما توقعت....كان سخن.
اتكلمت بز*عاق:
_ليه لابس خفيف كدا؟ أديك سخ*نت.
شال يدي من على راسه و حطها على خده و اتكلم:
_يدك دافية، بتقوليلي ملمسكيش و انتي دايماً اللي بتبدأي.
افتكرت امبارح لما كنت هلمسه فعلاً الأول، معقول يكون لاحظ؟! و لما لاحظ معلقش ليه لما اته*مته امبارح بإنه الوحيد اللي بيتخ*طى حد*وده؟! سحبت يدي بسرعة و بصيت بعيد قبل ما أتكلم:
_ك..كنت بشوف درجة حرارتك مش أكتر.
همهم بتعب واضح، و أول ما وقف كان هيقع فسندته.
_أنا بجد مش فاهمة انت بتحاول تمو*ت نفسك و لا ايه؟
_حتى لو م*ت، معتقدش هيسيبني في حالي.
_هو مين؟
_الصوت...
_صوت ايه؟ أدهم انت بدأت تختر*ف...فوق.
نادمت الممرضات و هم ادوله برشام سخونة و سابوه ينام على السرير اللي كان جمب يارا بطلب مني عشان أقدر آخد بالي منهم هم الإتنين.
__________________
فتحت عيوني بصعوبة، مكنتش عارف نمت امتى و لا ازاي بس كنت حاسس بصد*اع راسي خف شوية، اتلفتت حواليا و اتفاجئت إن الحيطان كانت بيضة مش زرقا و سرعان ما اكتشفت إني مكنتش في أوضتي.
افتكرت اللي حصل و اتعدلت بسرعة، لقيت يمنى حاطة الكرسي بين سريري و سرير يارا و قاعدة في النص، أول ما حست بحركتي فتحت عينها و اتكلمت:
_صحيت؟! حاسس إنك بقيت أحسن؟
هزيت راسي بالموافقة فابتسمت و اتكلمت:
_كويس.
وقفت و بدأت تمشي ناحيتي، ميلت عليا و افتكرتها في البداية هتحضني بس اتفاجئت بيها بتقر*ص ودني، قر*صتها مكانتش بتو*جع و مع ذلك اتكلمت بأ*لم مصطنع:
_آه، ليه عملتي كدا؟
_يمكن عشان قاعد بتلف بتيشرتات نص كم في عز البرد اللي احنا فيه دا؟! و عارفة إنها مو*جعتكش فبطل تمثيل.
ابتسمت بجانبية و رفعت يدي باستسلا*م:
_ماشي، اتكش*فت...كل قرصا*تك و ضربا*تك كتكوتة زيك و مستحيل تو*جع.
شمرت كمها و اتكلمت بتهد*يد:
_أنا اللي بتعمد تبقى خفيفة، ما بلاش تستف*زني أحسنلك؟!
قربت عليها و اتكلمت:
_ليه؟ هتعملي ايه يا كتكوتة؟
مدت يدها عشان تضر*بني في وشي بس اتفاديت اللك*مة بسهولة ففقدت توازنها و و*قعت، اتعدلت و حاولت تضر*بني تاني بس المرادي بعدت و ز*قيتها على السرير و ث*بتت إيديها الإتنين فوق راسها و اتكلمت:
_بصوا ايه اللي عندنا هنا؟! يظهر في حد محتاج يتحكم في عص*بيته.
_ابعد عني، أنا هوريك هعمل فيك ايه.
اتكلمت بعص*بية و هي عمالة تر*فس برجلها و بتحاول تح*رر نفسها مني.
_يا كوتي عليكي، حتى عص*بيتك كيو*ت و جميلة زيك.
بصتلي بعدم تصديق و وشها احمر ، ابتسمت و في اللحظة اللي افتكرتها استسلمت فيها اتفاجئت بركبتها اللي تن*تها و ضر*بتني بيها في منط*قتي فبعدت عنها و أنا بتلو*ى بأ*لم حقيقي و هي ابتسمت بانتصا*ر.
_كدا برضو؟ عايزة تن*هي مستقبلي قبل ما يبدأ؟
_أحسن تستا*هل.
بصيتلها بغ*يظ و هي اتكلمت تاني:
_حاطط في الشنطة كل حاجة و مهانش عليك تجيب جاكيت تلبسه؟!
_ملكيش دعوة، أنا مستريح كدا.
_روح جيب حاجة تقيلة و البسها.
_مش هلبس حاجة و أعلى ما في خيلك اركبيه.
___________________
راكب العربية، و مروح البيت عشان أجيب هدوم تقيلة ألبسها بعد ما يمنى فازت في النقاش.
نقيت جاكيت أسود تقيل و لبسته على التيشرت الرمادي بصيت على نفسي في المراية و حسيت إن شكلي مش بطا*ل، فتحت درج المكتب عشان أطلع الدوا بتاعي و اتفاجئت بإن العلبة خلصت.
قررت أعدي في طريقي على الصيدلية عشان أجيب منها الدوا و كان أسو*ء قرار أخدته لما اتفاجئت بأيوب هناك.
أول ما شفته لفيت عشان أرجع بس للأسف كان الوقت فات لما سمعته بينادي عليا:
_أدهم، استنى عندك.
وقفت في مكاني و هو قرب مني و اتكلم:
_كدا برضو تشوف صاحبك و متسلمش عليه؟
_أيوب عايز ايه؟
رديت عليه بعص*بية.
_مالك متعص*ب ليه؟ كنت عايز أرجعلك الجاكيت اللي نسيته في أوضة يارا في المستشفى و لا مش عايزه؟
جسمي كله ات*شل في مكانه و انا ببادله التحد*يق بصد*مة، أيوب عرف؟
_سكتت ليه؟ متخا*فش مليش مصلحة إني أأذ*ي يمنى و أب*لغ إنها اللي ادت الس*م لبنتها.
_أيوب أنا مش فا*ضيلك، عندك حاجة عايز تقولها اتفضل لإما تسيبني و تمشي.
اتسند على العربية قبل ما يتكلم بابتسامة جانبية مستف*زة:
_و مش فاضي ليه؟ يمنى قالتلك متتأخرش.
قربت ناحيته و رديت بهدوء:
_أيوا، عن إذنك بقى عشان متأخرش.
مسك يدي قبل ما أمشي و اتكلم:
_أنا عارف انت بتقرب من يمنى ليه، جوز يمنى اللي بيضر*بها يبقى السياف مش كدا؟
جز*يت على أسنا*ني بغ*يظ قبل ما أتكلم بنبرة ثا*بتة:
_شئ ميخصكش أنا بقرب من مين و ليه ، خليك في كو*زك.
ضحك باستمتاع و سابني قبل ما يتكلم:
_انت مش هتبطل قذا*رتك دي بقى؟ و لا عشان مفيش حد يحا*سبك يعني.
مقدرتش أتحكم في أعصا*بي أكتر من كدا، لفيت و ضر*بته في وشه جامد.
ت*ف شوية د*م من بوقه قبل ما يردلي الضر*بة هو كمان و فجأة اتقلبت خنا*قة، الناس اتلموا و قعدوا يتفرجوا علينا و احنا بنضر*ب بعض من غير ما حد فيهم يتجر*أ يدخل بينا بسبب أحجامنا الضخمة.
في الآخر ثب*تني على الأرض و هو بيتكلم:
_انت إنسان حقي*ر، مش مكسو*ف من نفسك؟
ضر*بته بالبو*كس في وشه و بدلت وضعياتنا، بقيت أنا اللي مثب*ته على الأرض قبل ما أتكلم:
_قولتلك كذا مرة ملكش علاقة بيا.
زاحني من عليه و قدر يقلب وضعيتنا للمرة التانية و ضر*بني قبل ما يتكلم:
_هيجي يوم و هتتحا*سب على كل جر*ايمك يا أدهم و هتند*م صدقني.
أخيراً الناس بدأت تتدخل بعد ما كنا شبه خل*صنا على بعض رفع*وه من عليا و أخدونا أحنا الإتنين للمستشفى.
________________
الوقت اتأخر و أدهم مرجعش، حسيت بق*لق عليه شوية بس حاولت أقنع نفسي إنه كبير كفاية إنه ياخد باله من نفسه.
فجأة لقيت باب الأوضة بيتفتح، في البداية افتكرته هو فابتسمت و وقفت بسرعة لكن ظني خا*ب لما شفت الظا*بط أيوب داخل و هو وشه كله عليه ضما*دات جر*وح و دراعه متج*بص.
استغربت شكله و قبل ما أقول أي حاجة اتكلم:
_أستاذة يمنى، كنت عايزك في كلمة.
_متروحش الحفلة يا أدهم، دول كلهم شيا*طين..عايزين يجروا رجلك عشان تبقى زيهم، متغا*ظين منك عشان انت ابن لو*اء!
قلبت عيوني بملل و أنا بسمع نفس الكلمات منه للمرة الألف، تجاهلت كلامه و أنا بعدل هدومي اللي كانت عبارة عن قميص أسود شفاف و بنطلون ضيق مقطع من على الركب و بصيتله قبل ما أتكلم:
_ايه رأيك؟
كت*ف دراعاته و بصلي بض*يق قبل ما يسألني بنفو*ر واضح على وشه:
_جبت الهدوم المقر*فة دي منين؟
_من توفيق.
_توفيق تاني؟ يا أخي الله لا يوفقه و يسخ*طه ناموسة قادر يا رب، اقلع يا بابا...شكلك عامل زي الشو*اذ.
اتأفأفت و بعدت عنه و أنا بتكلم:
_دي الموضة دلوقتي، كل المشاهير لابسين كدا انت اللي مبتفهمش في اللبس.
وقف قدام باب الأوضة و هو بيحاول يم*نعني أنزل و اتكلم بجدية:
_أدهم، أنا بتكلم بجد...لو رحت الحفلة دي لا انت صاحبي و لا أنا أعرفك بعد كدا.
فقد*ت أعصا*بي عليه و زع*قت:
_اومال عايزني أقعد معاك طول النهار هنا عشان انت مش قادر تتصرف زي البني آدمين الطبيعين يعني؟
سكت و بصلي بنظرة انكسا*ر قبل ما يتكلم:
_بتعا*يرني بمر*ضي يا أدهم؟
فجأة استوعبت اللي كنت بقوله قربت منه و أنا بنفي بسرعة:
_أنا..أنا مش قصدي، آدم أنا...
_اسكت، عايز تروح الحفلة روح مقدرش أمنعك، بس متجيش بكرا و بعده تعي*طلي بعد كدا لما تند*م فاهم؟!
ز*اح يدي و بعد، مشيت وراه، حاولت أمسكه بس فجأة الخلفية اتغيرت و آدم اختفى، لقيتني قاعد في الشارع في سك*ينة في يدي و هدومي كلها د*م، ببص على حجري لقيت آدم، شفته بيحرك بوقه اللي مليان د*م بكلمات مقدرتش أسمعها من الصد*مة اللي كنت فيها، عينه قف*لت و دي كانت اللحظة اللي قمت فيها من النوم مفزو*ع.
رمشت بعيني مرتين بحاول أستوعب أنا فين و بعمل ايه قبل ما أشوف محا*ليل متع*لقة في يدي و جهاز تنفس على وشي.
فجأة الذكريات بدأت ترجعلي تاني لما كنت بتخا*نق أنا و أيوب في الشارع و كان بيحاول يخن*قني قبل ما يضر*بني في وشي و يغ*مى عليا و دا كان أكيد سبب وجودي في المستشفى دلوقتي.
شلت جهاز التنفس من على وشي و حاولت أقف بس حسيت بأ*لم شديد في دماغي، حطيت يدي على راسي لقيتها ملفوفة بشاش.
اتنهدت باستسلا*م و قعدت على السرير و أنا بفتكر تفاصيل الكا*بوس اللي كنت بحلم بيه تاني،
ليه...؟
ليه بقيت أشوف حاجات كنت فاكر إني قدرت أتخطاها من زمان؟
______________________
_أدهم مش شخص كويس.
اتكلم الظا*بط أيوب و هو قاعد جمبي في جنينة في المستشفى.
_ل..ليه بتقول عليه كدا؟
_عشان أدهم عمل جر*ايم كتير و هو صغير بس عشان هو ابن لو*ا كان بيطلع من كل المشاكل زي الشعرة من العجين.
كت*فت دراعاتي و اتكلمت بعدم مبالاة:
_أنا مش فاهمة برضو ليه بتقولي الكلام دا؟!
_بقولك الكلام دا عشان مش عايزك تثقي فيه و بعدين يئذ*يكي...
سكت شوية و بعدين بص في عيوني قبل ما يكمل:
_يمنى...انتي بنت كويسة و دا اللي خلاني مبل*غش عنك على الرغم من إني عارف كل اللي حصل، أنا خا*يف عليكي صدقيني.
بلعت ريقي و اتكلمت بتو*تر:
_انت..انت عارف؟!
_أيوا عارف، قدرت أو*قع يارا في الكلام بسهولة.
ضر*بت راسي بق*لة حي*لة، كنت عارفة إن يارا هتقول بس أدهم مصدقنيش، سحبت نفس عميق قبل ما أرد:
_طيب و عارف برضو إن أدهم الوحيد اللي كان بيساعدني كل الفترة اللي عدت دي؟
_بيساعدك عشان مصا*لحه الشخصية، أدهم...
_اسكت.
ز*عقت بصوت عالي، معرفش ليه حسيت بغ*ضب من طريقة كلامه عنه، يمكن عشان حسيت إن أدهم شبهي؟
كل واحد فينا عنده ماضي جايبله الكلام!
_اسمع....مش من حقك تحكم على أي شخص من ماضيه! أدهم اللي أنا شايفاه دلوقتي غير أدهم اللي انت بتتكلم عليه و دا المهم، كل الناس بتغلط و كل الناس من حقها تحاول تتغير للأحسن...
_بس صدقيني، أدهم مش..
_قولت اسكت، مش مكسو*ف من نفسك و انت بتتكلم عن زميلك بالطريقة دي من وراه؟ هو عملك ايه عشان تكر*هه للدرجة دي؟
شفته بيش*د على يده جامد بغ*يظ قبل ما يقف و يتكلم:
_عموماً أنا عملت اللي عليا و حاولت أحذرك منه و انتي براحتك.
مشي الظابط أيوب من غير ما يقول و لا كلمة زيادة، و أنا رجعت لأوضة يارا فوق و بعد حوالي ساعة لقيت الباب بيتفتح و أدهم بيدخل.
كان وشه في حتت كتير منه مور*مة، ضمادتات جر*وح على مناخيره و شفايفه، أخيراً راسه اللي ملفوفة بشاش، اتخ*ضيت من منظره و قمت ناحيته بسرعة:
_أدهم ايه اللي عمل فيك كدا؟ انت كويس؟
رد بتعب:
_أنا..أنا كويس.
فجأة افتكرت منظر أيوب، اتنهدت بق*لة حي*لة قبل ما أتكلم:
_ايه اللي خلاك انت و أيوب تضر*بوا بعض كدا؟
وسع عينه بذهو*ل قبل ما يسألني بشك:
_و..و ازاي عرفتي؟
سحبته من يده ناحية الكرسي و اتكلمت و أنا بزيحه بخفة عشان يقعد:
_جالي و كان وشه مش*لفط زيك، معتقدش إنها صدفة إنكم انتوا الإتنين تبقوا بالمنظر دا في نفس الوقت.
شفته بيبلع ريقه بق*لق قبل ما يتكلم:
_أ..أيوب جالك؟ كان عايز منك ايه؟
_مفيش..كان عايز يكلمني في شوية حاجات.
_ح..حاجات زي ايه؟
كت*فت يدي و رفعت حواجبي باستنكا*ر و أنا بتكلم:
_زي مثلاً إن يارا قالتله الحقيقة؟!
_و...مقالش أي حاجة تاني؟
قررت مقولهوش على الكلام اللي قاله عليه عشان ميتضا*يقش فهزيت راسي بنفي قبل ما أتكلم :
_لا، مقالش حاجة تاني، ليه..في حاجة تاني أهم من إني هتح*بس دلوقتي؟
ابتسم بتو*تر و رد:
_لا مش قصدي، كل الحكاية إني عارف أيوب..طالما مب*لغش عنك لغاية دلوقتي يبقى مش ناوي يعمل حاجة متقلقيش.
همهمت بموافقة، في النهاية...معتقدش إن أيوب كان بالسو*ء اللي كنت متخيلاه بيه.
____________________
الأيام عدت أسرع من ما توقعت، أدهم بالرغم من إصا*باته كان بيساعدني و بياخد باله من يارا معايا و كنت ممتنة ليه لأنه مبعدش و سابنا زي ما طلبت منه.
كنت براقب يارا و هي بتلعب معاه و فرحانة، في الوقت اللي قعدناه كان المفروض تبقى يارا تعبا*نة بس الغريب إنها كانت في أحسن حالة ليها من ساعة ما اتولدت تقريباً، وشها رجعتله حيويته و بهجته تاني، و وزنها زاد بسبب الأكل اللي أدهم كان بيعمله و يجيبه كل يوم مخصوص ليها، فكرت إن ممكن تكون سبب المشا*كل الص*حية اللي كانت عندها هو الق*لق الدايم اللي كانت عايشة فيه بسبب ياسر....
و على سيرة ياسر أول ما افتكرته حسيت بصدري بيض*يق، طلعت و سبت أدهم و يارا سوى و نزلت عشان أشم شوية هوا في جنينة المستشفى، النهاردا آخر يوم، يارا هتطلع و مش قادرة أتوقع هتكون ردة فعل ياسر عاملة ازاي لما أرجع بعد المدة دي كلها خاصة إنه رن عليا مرة بس مردتش.
للحظة فكرت أهر*ب و مرجعلوش تاني بس افتكرت إن معنديش مكان أروح فيه.
لما بصيت على يدي و شفت الآثا*ر الخفيفة عليها و اللي كانت اختفت تقريباً بدأت دماغي ترسملي أبش*ع سيناريوهات التعذ*يب اللي مستنياني أول ما أرجع، بدأت نبضات قلبي تزيد و مكنتش قا*درة آ*خد نفسي كأن في يد بتخ*نقني....
قعدت على الأرض، غمضت عيني جامد و قبل ما أستسلم لنو*بة اله*لع ريحة عطر مألوفة انتشرت في المكان و يد دافية مسكت يدي قبل ما أسمع صوته بيسأل بقل*ق:
_يمنى..انتي كويسة؟
بدأت أهدى تاني و فتحت عيوني أخيراً عشان أشوف أدهم قاعد على الأرض جمبي، بصيت على يده اللي ماسكة يدي، أكتر من خو*في من ياسر كنت خا*يفة من أدهم أو تحديداً.....من مشاعري اللي بدأت تتطور ناحيته غص*ب عني، كنت عارفة إن دا غل*ط و إنه مستحيل أنا و أدهم نبقى سوى، مكنتش أعرف عنه أي حاجة بس من قعاده طول الوقت معايا أنا و يارا و يده اللي مكانش فيها دبلة خمنت إنه مش متجوز، بس حتى لو مكانش متجوز مستحيل يقبل بواحدة زيي خصوصاً لما يعرف حقيقتي و حقيقة بنتي، أدهم كان شخص طيب و حنون و يستحق واحدة أحسن مني بكتير.
اتنهدت بض*يق قبل ما أجاوبه:
_أنا....م*ش كويسة.
رد عليا بسرعة من غير تردد:
_طيب احكيلي، ممكن أقدر أساعدك.
بصيت لعيونه الزرقا، مبقتش مخ*يفة و بار*دة زي الأول بالعكس...كانت الحاجة الوحيدة اللي محتاجة أشوفها عشان أهدى.
سحبت يدي من يده و اتنهدت بض*يق للمرة التانية قبل ما أتكلم:
_انت بالفعل ساعدتني كتير، أدهم...ليه بتساعدني دايماً؟
سألت و هو ملامحه بدأت تتو*تر فجأة قبل ما يجاوب أخيراً:
_م..مش واضح ليه؟
نبضات قلبي بدأت تزداد معقول يكون بيبادلني نفس المشاعر؟!
_ل..لا، مش واضح.
_طيب، ايه رأيك تقابليني في نفس الكافيه اللي اتقابلنا فيه أول مرة بكرا و هقولك.
اتكلم بعد ما سحب وردة من جبمنا و ادهالي، وشي بدأ يس*خن و اتكلمت بسرعة في محاولة مني إني أغير الموضوع:
_على العموم انت..انت بتعمل ايه هنا؟ سبت يارا لوحدها و نزلت؟
_لا، يارا نايمة و نزلت أقولك إن الدكاترة بيقولوا نقدر ناخدها دلوقتي و نروح.
حسيت بقلبي اتق*بض، يا ترى ياسر هيعمل فيا ايه المرة دي؟
_______________
كنت راكبة في العربية جمب أدهم بعد ما صمم يوصلنا بنفسه، يارا لسه نايمة على كتفي و موسيقى هادية شغالة في الكاسيت.
فجأة أدهم وطى الصوت و بدأ يتكلم:
_يمنى..انتي متأكدة إنك هتبقي كويسة؟!
ابتسمت بتو*تر و اتكلمت:
_أ..أيوا، و مش هبقى كويسة ليه يعني؟
_أقصد جوزك...
_ماله جوزي؟
اتردد شوية قبل ما يتكلم:
_يمنى، لو بتتعرضي لأي شكل من أشكال الع*نف مش لازم تسكتي عليه، قوليلي و أوعدك هساعدك.
بصيت من الشباك و افتكرت الاتفاق قبل خمس سنين اللي أجب*رني أستحمل و أسكت قبل ما أتكلم:
_لا، متقلقش عليا أنا كويسة.
سمعته بيتنهد بض*يق و منطقش ولا كلمة تاني لغاية ما وصلنا.
نزلني قدام البيت و فضل مراقبني لغاية ما دخلت جوا و بعدين مشي.
بصيت ليارا على كتفي و فكرت إني لازم أسيبها النهاردا عند جارتنا عشان مش ضامنة رد فعل ياسر هيبقى ازاي.
بعد ما طلعت يارا عند سلمى و سيبتها عندها نزلت تاني و دخلت المفتاح في الباب و فتحته براحة.
بدأت أمشي جوا بهدوء و استغربت إن ياسر مكانش قاعد في الصالة، أول ما قربت ناحية الأوضة بدأت أسمع أصوات غريبة جاية من جوا و أول ما استوعبت طبيعة الأصوات وسعت عيني بذهول و فتحت باب الأوضة بسرعة.
لما وقعت عيني على المشهد قدامي حسيت بجسمي كله اتش*ل في مكانه قبل ما أنطق بصد*مة و عدم تصديق:
_صفاء؟!
_يعني أنا أبقى في المستشفى و تعبا*نة و طا*لع عيني و انت قاعد هنا بتخو*ني؟ في بيتي؟ و على سريري؟ مش كفاية كل اللي بتعمله فيا؟
صر*خت بأعين د*امعة، على الرغم من معاملته الس*يئة معها هي لم تتخيل أن يصل الأمر قط إلى حد الخيا*نة!
نهضت المرأة التي كانت إلى جواره بينما تحاول جمع أغراضها سريعاً لتتطالعها يمنى بعدم تصديق قبل أن تنطق بأ*سى:
_انتي يا صفاء؟ ليه؟ عملتلك ايه عشان تعملي فيا كدا؟دا أنا...
قاطعها صوت زوجها الذي تحدث فجأة بعدم مبالاة:
_يمنى، اطلعي برا و خدي الباب في يدك.
سكتت تطالعه بأعين ذاهلة قبل أن يعيد كلامه مجدداً بنبرة أكثر صرامة:
_اطلعي و اقفلي الباب أحسنلك قبل ما أبدأ أحا*سبك على كل الأيام اللي كنتي مبيتة فيها برا...
_انت...انت عب*يط؟ بقولك كنت في المستشفى!
ابتسم ياسر بسخر*ية قبل أن ينطق:
_و أنا ايش ضمني إنك كنتي في المستشفى؟ انتي ناسية اللي عملتيه قبل كدا؟ لو ناسية روحي شوفي بنتك فين و بصيلها يمكن تفتك...
لم يكمل حديثه بسبب يمنى التي صف*عته على وجهه فجأة دون سابق إنذار، نظر إليها بأعين مش*تعلة من الغض*ب و هي تراجعت على الفور إلى الخلف بجسد ير*تعش و كأنها أدركت للتو فقط حجم الكا*رثة التي صنعتها.
_ي..ياسر أنا مكانش قصدي، أنا..أنا مش عارفة ازاي عملت كدا صدقني...
قام بسحب خمارها و نز*عه قبل أن يق*بض على شعرها ليجر*ها منه خارج الغرفة بينما استمرت في الصر*اخ و محاولة التم*لص منه دون فائدة.
أ*لقى بها في الحمام و من ثم قام بتشغيل المرش لتغر*قها قطرات الماء الباردة خلال ثوانٍ من رأسها إلى أخمص قدميها.
_أنا حذ*رتك...بس بما إنك عايزة نتحا*سب دلوقتي حلو...يبقى نتحا*سب دلوقتي...
تكلم قبل أن يسحب خرطوم المياه ليه*وي به على جسدها بعد أن قام بنز*ع المعطف البني الثقيل الذي كانت ترتديه حتى لا يحميها من ضربا*ته.
ظلت تصر*خ و تتر*جاه أن يتو*قف و يتر*كها لكن مع كل صر*خة كان يزيد من شدة الضر*ب لذا استس*لمت في النهاية.
بعد حوالي نصف ساعة تركها أخيراً بجسد مد*مي بعد أن قام بر*بط كلتا يديها بح*بل ثخين في ماسورة المياه حتى لا تتمكن من الخروج.
عاد إلى الغرفة ليجد صفاء ما زالت في انتظاره و ما إن رأته حتى تحدثت سريعاً:
_ل..ليه ضر*بتها كدا؟ مكانش ليه لزوم كل دا.
_أحسن، عشان تتر*بى.
تحدث بينما يقوم بتبديل ثيابه التي ابتلت قليلاً بملابس أخرى جافة، اقتربت منه صفاء و قامت باحتضانه بينما تتحدث بغنج:
_يا حبيبي أنا خا*يفة عليك، البنت لسه صغيرة و لو ما*تت ولا حصلها حاجة ممكن يح*بسوك.
قهقه بسخر*ية قبل أن يجيبها:
_محدش يقدر يلمسني، انتي متعرفيش مين ياسر السياف و لا ايه؟
_عارفة، بس يعني برضو...
_بلا بس بلا مبسش، سيبك من يمنى و قر*فها و ركزي معايا أنا، كنا فين؟ اه افتكرت...
تحدث بينما يميل عليها ليطبع قبلة على شفاهها لتقهقه بينما تبادله القبلة.
________________
_احكيلي يا أدهم، من امتى بدأت ترجعلك الأصو*ات دي تاني؟
_من...من أول ما قابلت يمنى....
عقد الطبيب محمود حاجبيه معاً قبل أن يتحدث:
_ممكن تعرفني ايه طبيعة الكلام اللي بتسمعه المرادي؟
_كتير...بسمعهم بيته*موني بإني شخص منا*فق، فا*سد، حق*ير و...و مجر*م!
همهم الطبيب بتفهم قبل أن يسأله:
_و انت شايف نفسك مجر*م؟
اعتدل أدهم في جلسته حيث كان متسطحاً على ظهره على كرسي الطبيب، طالع لوحة الفراشة ذات اللون الأسود و الأبيض المعلقة على الحائط في مواجهته بتفكير قليلاً قبل أن يجيب:
_م..مش عارف، في ذكريات كتير بتها*جمني في أحلامي مبقتش قادر أحدد إذا كانت حقيقية و لا لأ.
استند الطبيب بظهره إلى الكرسي و تحدث:
_يظهر إن يمنى بتثير فيك مشاعر تأ*نيب الضمير و الند*م، من اللي حكيتهولي عنها ممكن نقول إنك لما بتشوف شخص مظلو*م و بيعا*ني بتفتكر كل الناس اللي شفتهم بيعا*نوا و مقدرتش تعملهم حاجة...
ابتسم أدهم بسخر*ية قبل أن يتحدث:
_أنا كنت سبب معا*ناتهم...
_منكرش إنك عملت حاجات فظ*يعة و انت صغير، بس لازم تفتكر إن كلنا بشر و مش معصومين من الغ*لط، الأهم إننا لما نغ*لط نتعلم من الغ*لط دا و منكررهوش تاني...
تحدث الطبيب بينما يلمحه بطرف عينه قبل أن يسأله بتو*جس:
_انت مرجعتش للكحو*ل تاني مش كدا؟
هز أدهم رأسه نفياً.
_كنت بفكر أرجعله بس قررت آجي هنا الأول...
_كويس إنك رجعتلي الأول، اسمع...أنا عايزك تبعد عن يمنى مؤقتاً عشان نشوف هتسمع الأصو*ات و انت بعيد عنها و لا لأ...
_بس..بس أنا حالياً مقدرش أبعد عنها.
_ليه؟
طالع أدهم اللوحة مجدداً قبل أن يجيب:
_عشان فاضل يومين بس!
______________
مع انطلاق أذان العصر بدأت سلمى تشعر بالق*لق على يمنى، في الأمس لقد شعرت باضطر*ابها و هي تسلمها ابنتها الصغيرة و تطلب منها إبقائها عندها مؤقتاً حتى تأتي لتأخذها في اليوم التالي دون أن تتفوه بأي شئ آخر!
كانت سلمى تعرف أن زوج يمنى لم يكن شخصاً جيداً و كانت تخشى أنه قام بفعل شئ س*ئ لها منذ أنها لم تتأخر على ابنتها كل هذا الوقت من قبل.
فكرت في الإتصال على يمنى لكنها تأوهت بغ*ضب و ضر*بت رأسها عندما تذكرت أنها لم تطلب منها رقمها من قبل بل أنها لم تفكر في هذا لأنها لم تحتج إليه أبداً قبل الآن.
نهضت لتنادي على ابنتها الكبيرة التي كانت تلاعب يارا لتتحدث بق*لق لم تستطع إخفائه:
_ميار، خدي بالك من يارا على ما أروح أشوف أنا أمها لاحسن يكون حصلها حاجة..
خطفت ميار نظرة إلى غرفتها تتأكد أن يارا لا تزال منشغلة باللعب بالدمى و لا تستمع إليهم قبل أن تجيب:
_أيوا يا ماما بالله عليكي شوفيها بسرعة لاحسن يارا من ساعة ما صحيت و هي عمالة تب*كي و عايزاها و انا بالعا*فية سكتها دلوقتي...
_طيب طيب، حاولي تخليها تاكل أي حاجة لغاية ما أرجع و أنا مش هتأخر...
ارتدت سلمى ملابسها على عجالة و فكرت أن تبحث عنها في الحضانة التي كانت تعمل فيها لكنها ما إن لمحت باب شقة يمنى بينما كانت تنزل على الدرج شعرت بأن عليها التأكد أولاً من كونها غير موجودة بالمنزل....
رنت الجرس و طرقت الباب مرة و اثنتين و ثلاثة دون إجابة، و عندما كانت على وشك الذهاب سمعت صوت هاتف يرن بنغمة مألوفة...نغمة هواتف نوكيا القديمة، لقد كان هو هاتف يمنى لا محالة!
طرقت على الباب أكثر لكنها لم تحصل على إجابة و عندما حاولت فتحه فوجئت به غير موصد بالمفتاح.
اتخذت خطواتها للداخل بينما تبحث بعينيها في أرجاء الشقة بحذر، لقد كان فرش الشقة بسيطاً و قديماً بالنسبة للشقق الحديثة، ناهيك عن الجدران المقشرة و السجاد المهتر*ئ...
عقدت سلمى حاجبيها معاً بحيرة من أمرها، لقد رأت زوج يمنى يغادر المبنى لعدة مرات و قد كان يبدو ثرياً من أسلوبه في الملابس، هي ظنت أنه يب*خل على يمنى بالمال فحسب و لهذا كانت ترتدي دائما نفس الملابس المق*طعة و المهتر*ئة على عكسه.
أخذت تبحث عن يمنى في جميع أنحاء الشقة لكنها لم تجد لها أث*راً، فجأة سمعت صوت الهاتف يرن مرة أخرى في جيب معطفها الملقى أمام باب الحمام، اقتربت و أخرجته لتجيب على المتصل بحذر و الذي تكلم ما إن فتحت الخط:
_الو يا يمنى انتي فين؟ نسيتي معادنا و لا ايه؟
_ا..الو، مين معايا؟
عقد أدهم حاجبيه معاً و أبعد الهاتف لينظر إلى الرقم على الشاشة مرة أخرى يتأكد أنه رقم يمنى قبل أن يعيده إلى أذنه مرة أخرى و يتحدث:
_الو..مش دا رقم الآنسة يمنى؟
_أيوا، مين عايزها؟
تردد أدهم في الإجابة قليلاً، لقد فكر أنه من غير المناسب أن يخبرها عن علاقته الحقيقية بيمنى حتى لا تس*ئ الظن بهما لذا تحدث أخيراً:
_أخوها، ممكن تديها التيليفون؟
شعرت سلمى بشئ خا*طئ يجري ، لقد انتقلت إلى تلك العمارة منذ سنتين لكنها لم تشاهد أي أحد يزور يمنى من قبل مطلقاً لكنها في النهاية قررت أن لا تدخل، تنهدت بيأ*س قبل أن تجيب:
_والله كان على عيني أدهالك بس أنا معرفش هي فين، قلبت الشقة كلها و.....يمنى!
قطعت كلامها لتصر*خ باسمها فجأة ما إن وقعت عيناها على الجسد المر*بوط المل*قى بداخل الحمام.
_ايه؟ في ايه؟ مالها يمنى؟
تحدث أدهم بق*لق بينما يضغط على دواسة البنزين ليزيد من سرعته.
لم تجبه على الفور حيث كانت قد دخلت لتفقدها، حاولت إيقاظها لكنها لم تستجب و كانت أطرافها متجمدة لذا ص*رخت في الهاتف مجدداً:
_يمنى مش بترد!
سقط الهاتف من يد أدهم و شعر أن جسده كله صار مشلو*لاً.
__________________
فتحت عيوني عشان أشوف مكان غريب كله زرع أخضر، كنت لابسة فستان أبيض جميل و شعري مفرود على ضهري، وقفت و اتلفتت حواليا و أنا بحاول أفتكر ازاي وصلت هنا، آخر حاجة فاكراها إنه أغ*مي عليا من كتر ضر*ب ياسر ليا جوا الحمام.
فجأة من بعيد سمعت صوت جميل بيغني...
"ههاديكي في الزمان ههاديكي..
و في كل الأكوان..هلاقيكي...
هاجي ليكي...
مهما كان المكان...
و أناديكي...
بأجمل الألحان..."
مشيت ورا الصوت لغاية ما لمحت جسم شخص مألوف مديني ضهره، شعرها الفحمي الناعم و الطويل اللي مغطي ضهرها مستحيل أنساه أبداً...كانت ماما!
أول ما شفتها عيوني دم*عت و جريت عليها بسرعة و حضنتها جامد و اتكلمت:
_ماما، أنا تع*بت قوي...مبقتش قادرة..مبقتش قادرة أستحمل يا ماما...
طبطبت على راسي و اتكلمت و هي بتحاول تهديني:
_عارفة، عارفة يا قلب ماما، أنا جاية عشان آخدك معايا...
بصيتلها بذهول قبل ما أتكلم:
_انتي مش متضا*يقة مني عشان خ*نت الوعد؟
بصيتلي و ابتست قبل ما ترد:
_انتي مخنتيش الوعد يا يمنى...بس الحياة هي اللي غدا*رة، غد*رت بيا و بيكي، و دلوقتي أنا جاية آخدك مكان أحسن...هتيجي معايا؟!
مددت يدها ليا و أنا مسكتها بيدي.
_أيوا، عايزة آجي معاكي، خديني....خديني مكان أحسن يا ماما......
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺