رواية من أجل ابنائي تزوجتك الفصل الأول بقلم الكاتبة صفاء حسنى حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
في المقابر
حازم بدموع: وحشتيني أوي يا بسنت، أخبارك إيه؟ أكيد أنتِ في الجنة دلوقتي، إلا زيك عمره ما يتحاسب، مش زيي. نفسي ربنا يتوب عليّ وأقدر أكون إنسان كويس. هو ممكن ربنا يسامحني وممكن نتقابل عنده.
بس أوعدك إني هأتغير، بس نفسي أشوفك ثانية، حتى لو في الحلم. اشتقت جداً لكِ، أنا تايه.
سمعت بسنت كلام حازم، ومستغربة حبه ده. يعني ماما كان عندها حق لما قالت لي: "لو بيحبك حقيقة، يتغير عشانك، عشان يوصل لحبك".
اقتربت بسنت من قبر جدتها، وتقرأ الفاتحة والدعاء. وفجأة، تشوف رجال بيفتحوا قبور، بتاعت حسام. ولم تنتبه لأمها إلا وهي واقفة على جنب، بتتكلم مع سيف بعصبية:
سيف: بلاش تنزلي معاهم تحت، أنا خايف عليكي.
ناهد: أنا لازم أنزل، ومش هتمثل عليّ بالخوف، ماشي؟ أنا قدرت أعيش في الغابة من غير سند، ودفنت أبويا وأمي وبنتي، يعني مش هتخاف عليا.
سيف
![]() |
طيب أفهم، أنتِ عايزة تنزلي ليه؟ بس المكان تحت صعب.
ناهد: عشان أتأكد إنهم واخدين من عظام حسام، مش حد تاني.
سيف: متخافيش ، هما بيعرفوا يفرقوا بين عظام عمي وأي حد تاني. بلاش تخوضي الموقف ده، أرجوكِ. أنا عارف إني غلطت إني ما وصلتلكيش اللي حصل، بس ما تصورتش توصل لكده.
ناهد: أنا حاسة إنك بتلعب بيا بالكلام، ومش عايز تريحني، صح؟ وأنا طلبت منك وأنا في الشقة أعرف منك الحقيقة، بس أنت رفضت. شاطر، مرة تظهر قدامي سيف رجل الأعمال، ومرة تشكّكنا في كل حاجة. أنت عايز إيه؟ لو عايز تنتقم مني، قدرت تنتقم، صح؟
سيف: أُنتقم منكِ؟ الله يسامحكِ...
بسنت عند قبر أبوها، وهي كلها غضب، ونسيت إن حازم معاها:
بسنت: أنتم بتعملوا إيه هنا؟ أنتم حرامية قبور، صح؟
العامل: إيه البلاوي اللي بتحدفها علينا دي؟ امشي يا بنتي عشان نشوف شغلنا.
بسنت: شغل إيه؟ محدش يقرب من القبر ده، فاهم؟ وأنا هأتصل بالشرطة.
الموظف: أنتِ مجنونة! أصحاب الميت هما اللي طلبوا مني أمشي، عايزين نخلص شغلنا.
اقترب حازم منهم: في إيه يا خلود؟
بسنت: الناس دي حرامية قبور، عايزين يسرقوا الجثث.
الموظف: إيه البلاوي دي يا مدام ناهد؟ هنخلص شغلنا ولا لأ؟
انتبهت ناهد: أكيد يا فندم، وأنا جاية معاكم.
الموظف: طب الآنسة دي عايزة تبلغ الشرطة، وهي مالهاش حق.
وجهت بسنت كلامها للموظف: لأ، طبعاً أنا ليا حق، أنا بنت الميت ده، ومحدش يفتح قبر بابا، أنا مش هسامح.
ناهد: اهدي يا بنتي، أنتِ واضح عليكي متلخبطة، وبلاش شوشرة أرجوكِ، خلي الناس تشوف شغلها.
التفتت بسنت ناحية ناهد، ومش مصدقة نفسها، واترمت في حضنها: ماما حبيبتي، وحشتيني، أنا كنت حاسة إني هشوفك هنا.
بعدت ناهد بسنت من حضنها: أنا مش عارفة أنتِ مين، أنا فاكرة شوفتك قبل كده، بس مش فاكرة فين.
اقترب حازم منها: مالك يا خلود؟ إيه اللي حصل لكِ؟
ناهد: خلود مين؟
حازم: خلود صاحبة بسنت، أنتِ نسيته يا طنط؟
ناهد: آه، أهلاً يا ابني. طب أختك مالها؟ وأنتوا جيتوا هنا ليه؟
حازم: عشان نزور بسنت، وحشتني جداً، وقطعت فين؟
ناهد بحزن: حقيقية يا ابني، والله فيكم خير، تعيشوا تفتكروا.
صرخت بسنت: أنا عايشة، مش ميتة! أنا قدامك أهو يا ماما!
اقترب حازم من بسنت: اهدي يا خلود، أنا كنت حاسس إنك لو زورتي بسنت، صحتك هتدهور.
ناهد: طب روحها يا ابني عشان مش تتعب.
دفعت بسنت حازم، واقتربت من ناهد: أنتِ بجد مش فاكرة؟ قلبك مش حاسس بيا؟ سيبك من شكلي اللي اتغير، مش حسيتي أول ما حضنتك إني بنتك؟ ونظرت إلى سيف: الحب الجديد خلاكِ نسيتي روح بنتك!
ناهد: حب إيه؟ وكلام فارغ إيه! هي ناقصة؟
بسنت: مش أنتِ اتجوزتي عمي سيف، وعايشة معاه في البيت؟ طب ليه مثّلتي؟ ليه إنك بتضحّي، ومش قبلتي تعيشي مع عمي فارس؟ ولا عشان ده أغنى منها؟ قبلتي على طول، حتى قبل ما أكمل سنة!
اقترب سيف من بسنت، ورفع إيده عليها: عيب عليكي تهيني واحدة في مقام أمك.
في اللحظة دي، حسّت ناهد بحاجة غريبة، ومسكت إيد سيف: ابعد عنها لو سمحت.
والكل يرجع فلاش باك من البدايه
من أجل ابنائي تزوجتك
الكاتبة صفاء حسنى
الصبح، ناهد بتجهز ولادها للمدرسة، وبتتأكد إنهم ما نسيوش حاجة من الكتب بتاعتهم. بسنت بتجهز جدولهم وبتغسل سنّانها وبتسرح شعرها، وبتلبس لبس المدرسة (جيبة موف وقميص أبيض). بتخرج لأمها، "أنا خلصت يا ماما". بتساعد إخواتها، وبعد ما تخلص بتبوس أمها: "صباح الفل يا أحلى ماما".
ناهد بابتسامة: "قولي اللي نفسك فيه يا بنتي".
بسنت: "أنا مش عايزة حاجة كبيرة، بس عيد ميلاد خلود النهاردة، وعايزة أروح الحفلة". عيونها بتلمع برغبة.
ناهد: "الحفلة فين؟". بتقولها وهي بتحاول تخفي قلقها.
بسنت: "في نادي جنب بيتها، في مدينتى ، لأنها انتقلت لبيت كبير هناك".
ناهد بتتنهد: "إنتِ مالكيش عضوية في النادي ده، هتدخلي إزاي؟ و كمان بعيد عن بيتنا، ومش هينفع أروح معاكي". صوتها بيُظهر تعبها.
بسنت بتحس بقلق أمها، وبتحاول تهديها: "يا ماما، إنتِ تعبانة أوي الفترة دي من الشغل، و أنا مش عايزة أضغط عليكي أكتر". دموعها بتقرب من عينيها.
ناهد بتتنهد: "يا بنتي، إحنا طول عمرنا بنلف في نفس الدائرة دي. إنتِ عارفة كويس إن الشركة اللي أبوكي كان بيشتغل فيها، والمعاش اللي كنا بنقبضه كان بيفرق معايا أوي مع راتبي، لكن بعد ما الشركة اتصفت والمعاش قل، وإخواتك بقوا بيروحوا المدرسة الخاصة، المصاريف بقت فوق طاقتي، ومش ينفع أقصّر معاكم، لازم يتعلموا زيكِ بالظبط". صوتها بيُظهر تعبها وإرهاقها. دموعها بتقرب من عينيها، لكنها بتحاول تتحكم في نفسها.
بسنت بتحس بوجع أمها، وبتحاول تلاقي حل: "يا ماما، كل مرة بنخلص الكلام كده، ومش بأخد موافقتك على طلبي، أنا تعبانة من كتر الضغط ده". صوتها بيُظهر خيبة أملها.
أنا مش عايزة حاجات كتيرة، بس عايزة أفرح زي خلود، وعايزة أمي ترتاح شوية، وعايزة أبويا يرجع". دموعها بتنزل من غير ما تحس، وبتفتكر كلامها لأمها: "أنا عارفة إنكِ أم عظيمة، ٨ سنين إنتِ بتتحملي هموم الحياة ومش بتشتكي، وبعد ما كنتِ ست بيت، بقيتي عاملة، وأنا عارفة إن بابا بيحبكِ، ، وساب كل ماله وعيلته، عشان الحب ده
وبعد موته رفضتِ تاخدي حقكِ وحقي، واستسلمتي بسهولة، ومش عارفة عمي هو السبب في إن جدي بيكرهكِ ومش متقبلكِ من الأول، وبعد موت بابا اتهمكِ إنكِ السبب في دخولك حياتهم، لغاية ما شكّك في إخواتي وقال إنهم مش ولاد بابا، إيه ذنبكِ إنكِ خلفتهم بعد وفاته؟ مكنتش عارفه اعمل ايه يعنى كنت لازم آخد نصيبي من بابا وأسيبكِ وأعيش معاهم، لكن اتخليت عن كل حاجة عشان أكون معاكِ، وعارفة انك بتعملي المستحيل عشان ما أندمش أو أشتكي لاختياري إن أكون معاكِ، بس أكيد كان فيه حلول تانية غير إنكِ تتنازلي عن حقنا وتختاري العذاب". دموعها بتنزل بغزارة، وبتحس بوجع كبير في قلبها.
ناهد بتحضن بسنت: "يا حبيبتي، أنا عارفة إنكِ بتحبي خلود، وبتحبي تروحي الحفلة، بس ظروفي مش سهلة يا بنتي، الشغل الإضافي ده ضروري عشان أقدر أوفرلكم احتياجاتكم، والمدرسة الخاصة دي مصاريفها عالية". صوتها بيخنقها من البُكاء.
بسنت بتحس بوجع أمها، وبتحاول تفهّمها: "أنا عارفة يا ماما، وبشوف تعبك، وبشوف إني مش قادرة أساعدك، و بنشوف بعض زي الأجانب، مرة الصبح عند الفطار ومرة عند الغدا، وإنتِ بتستعجلي ومش بتكملّي أكل معانا. أنا بشتاقلكِ أوي يا ماما، وإخواتي كمان، وخصوصًا بعد ما بدأتِ الشغل الإضافي، وبقيتي بعيدة عنا". بتحاول تتحكم في دموعها.
ناهد بتحاول تهديها: "يا حبيبتي، أنا مش عايزة أضغط عليكي، بس لو اتأخرت شوية، الأتوبيس هيروح، وأنا آخر الشهر ماليش فلوس أجيبلكِ تاكسي، وأنا بدفع فلوس كتيرة في الأتوبيس ده كل شهر". بتحاول تبرر موقفها، لكنها بتحس بالذنب.
بسنت بتنزل ورا إخواتها، ريماس ورامي، اللي بيجريوا ويلعبوا في الحديقة، بتناديلهم: "ريماس! رامي! تعالوا نركب الأتوبيس". صوتها بيُظهر تعبها، لكنها بتحاول تبقى قوية عشان إخواتها.
ريماس ورامي، في أولى ابتدائي، أعمارهم ست سنين ونص، بيركبوا الأتوبيس، لأن المدرسة الابتدائية قريبة من مدرسة بسنت. بس مدارسهم مش مشتركة، المدرسة عبارة عن قطعة أرض كبيرة فيها أربع مدارس، مفصولة بأسوار: ابتدائي، إعدادي، ثانوي بنات، وثانوي شباب.
بسنت بتقعد في الأتوبيس، وبتبص على إخواتها الصغيرين، وبتفكر في كلام أمها، وفي فرق كبير بين حياتها وحياة خلود، و بتقول في نفسها: "
بيجوا عربيات المدرسة، وناهد بتودّع بسنت، و بتحاول تخفي قلقها عليها.
بسنت بتنزل ورا إخواتها اللي سبقوها وبيلعبو في الحديقة لغاية ما الأتوبيس يجي، وبتناديلهم: "ريماس، رامي".
ريماس ورامي في أولى ابتدائي، أعمارهم ست سنين ونص، وبيركبوا الأتوبيس لأن المدرسة الابتدائية قريبة من مدرسة بسنت، ومدرسة بسنت مش مشتركة، هي قطعة أرض كبيرة فيها أربع مدارس، مفصولة بأسوار: ابتدائي، وإعدادي، وثانوي بنات، وثانوي شباب.
بسنت بتركب الأتوبيس، وبتبص على ولادها الصغيرين، وبتفكر في كلام أمها، وفي فرق كبير بين حياتها وحياة خلود، وبتقول في نفسها: "أنا مش عايزة حاجات كتيرة، بس عايزة أفرح زي خلود، وعايزة أمي ترتاح شوية، وعايزة أبويا يرجع". دموعها بتنزل من غير ما تحس.
وفجأة الأتوبيس بيقف، وعربية كبيرة فخمة بتقف جنبه، فيها سيف، الراجل الوسيم، ومحمود، أبو خلود، بيفتح الباب لابنته، وعربية سيف بتقف جنب أتوبيس المدرسة، وخلود بتركب.
بسنت بتبص على العربية الفخمة، وبتفتكر أبوها، وبتتمنى لو كان عايش، وبتقول في نفسها: "لو كنت عايش يا بابا، كنت هتكون معايا دلوقتي". دموعها بتنزل بغزارة.
سيف بيبص على بسنت، و بيلاحظ دموعها، وبيشوفها شبه بنته الراحلة، و بيحس بوجعها، وبيفتح محفظته ويطلع صورة لبنته، و بيحس بحزن عميق، و بيقول في نفسه: "ربنا يصبركِ يا بنتي".
الباص بيقف، وخلود بتنزل، ومس فادية، مُشرفة الباص، بتستقبلها: "إتأخرتي يا خلود، فضلنا كتير مستنينك".
خلود بعتذر: "آسفة يا ميس فادية، إحنا انتقلنا لبيت جديد في مدينتي، وبابا اتصل بالسواق وعرف مكانكم وجيت معاه بالعربية قبل ما يروح شغله".
مس فادية: "خلاص، هنيجي ناخدك من البيت الجديد الصبح بدري، وأبعتيلي بيانات البيت للسواق".
خلود: "حاضر يا ميس".
خلود بتدخل وتقعد جنب بسنت، وبتلاحظ دموعها: "إيه الإستقبال ده؟ بتستقبليني بدموع في عينيكي يوم عيد ميلادي؟".
بسنت بدموع: "آسفة يا قلبي، بس افتكرت بابا لما شوفت الراجل اللي في العربية دي، بيشبه بابا أوي". بتشير لعربية سيف اللي ماشية جنب الأتوبيس.
خلود بتقوم تبص: "دي عربية عمي سيف، جارنا اللي ساكن في البيت الجديد. سيبك من الكلام ده، أنا عارفة إنتِ بتعملي كده ليه، عشان متجيش عيد ميلادي، مش أول مرة تعملي كده، تِعتذري ومتجيش". صوتها بيُظهر زعلها.
بسنت: "مش كده، أنا قولت لماما، وهتوافق بإذن الله". بتحاول تبرر موقفها.
خلود: "ولو جيتي تاني يوم في المدرسة واديتيني هديتك وقولتيلي عذر، هعرف وقتها إنك مغرورة بجد، وهقطع علاقتي بيكي، ومش هنكون أصحاب بعد كده". بتحاول تخوفها.
بسنت: "إنتِ شايفة إني مغرورة؟ أنا بحبكِ، بس ظروف شغل ماما، وإخواتي الصغيرين، السنة اللي فاتت عيد ميلادك كان في وسط الأسبوع، وماما ماقدرتش تاخد أجازة من الشغل وتيجي معايا، أو نسيب إخواتي في البيت لوحدهم". بتحاول تشرح ظروفها.
خلود بضحك: "الحل مع مامتك إنها تتجوز راجل غني، عشان تسيبك تعيشي حياتك وتعيشي سنك، إنتِ مش بتخرجي بسبب شغل مامتك، حتى الدروس الخصوصية بتاخديها يوم الجمعة والسبت، بتخرجي من درس لدرس ومش بتاخدي راحة لنفسك". بتحاول تهزر معاها.
بسنت: "مش بحب الهزار بالطريقة دي، ماما جميلة وصغيرة، لكنها رافضة الفكرة، لأنها كانت بتعشق بابا، وعارفة ليه بتشتغل كتير، عشان تهرب من وحدتها وتلبي كل مطالبنا. أما وعد، هآجي يوم الخميس، لأنه آخر الأسبوع".
خلود: "عارفة ليه بطلب منك كل سنة وأزعل لما متجيش؟".
بسنت: "ليه؟".
خلود: "لأنكِ جميلة ونادرة، شخصيتك بتفوق أبويا وأمي نفسهم يشوفوكي، وكمان أتمنى تشاركي معايا اليوم ده، وصوتك جميل، وعايزة أوفر الفلوس اللي هنديها للمطرب اللي هييجي". بتعبر عن حبها لصداقتها مع بسنت.
بسنت بتبتسم، وبيخلص كلامهم على وصول الباص للمدرسة.
بسنت بتودّي إخواتها، بتتأكد إنهم دخلوا فصولهم، وبعدين بتروح لمدرستها.
بعد مرور وقت، في ميعاد الخروج، خلود بتقول: "أخيرًا خلص اليوم، الجدول كان مليان، ما عرفناش نتنفس الهوا ما بين حصص الأحياء والرياضيات والكيمياء والفيزيا، وختمها مدرس الإنجليزي اللي بكرهه هو ومادته، وللأسف بنشوفه مرة في الفصل ومرة تانية في الدرس".
بسنت بضحك: "بالعكس، المادة دي أنا بعشقها وسهلة جدًا، لكن بتحتاج لحفظ كلمات كتير".
خلود: "ليه بتضحكي؟ أنا ما صدقت إننا خلصنا من حصة الإنجليزي".
بسنت: "لأنّي بحبه، ومستغربة إنكِ بتكرهيه، ليه؟".
خلود: "أيوه بكرهه، لكن عندي فكرة، تيجي وتشرحي لي المادة الرخمة دي، هتشرحيها لي في بيتي، أنا قررت خلاص".
بسنت بابتسامة: "إنتِ فعلاً في مدرسة لغات يا بنتي، إنتِ دافية ولا حاجة؟ وأنا عارفة إنكِ كنتِ فيها من وإنتِ صغيرة، إزاي بتكرهي اللغة الإنجليزية؟".
خلود بابتسامة: "أنا بتكلم إنجليزي، لكن دراسة الثانوية صعبة، وأنا دايماً ضعيفة".
بسنت: "إنتِ بس كسولة في المذاكرة، عشان كده مستواكي ضعيف في كل المواد".
خلود: "ما الحل؟ تيجي وتذاكري معايا عشان أتفوق زيكِ".
بسنت بابتسامة: "ما أقدرش يا خلود، لأن الباص وصل، وعايزة ألحق أوصل البيت قبل ما ماما تروح شغلها، عشان أستأذنها أجيلكِ عيد ميلادك، واتصل بيكي تمرّي عليّا، وكل سنة وإنتِ طيبة مقدماً".
بسنت بتروح لمكان إخواتها، وفجأة حد بينادي عليها: "بسنت! بسنت!".
بسنت بتلتفت، بتشوف عمها فارس: "أخبارك إيه يا عمي فارس؟".
فارس: "بخير يا بسنت، إخواتكِ ومامتك عاملين إيه؟".
بسنت: "الحمد لله، إيه اللي جابك يا عمي؟".
فارس: "أنا عمري ما نسيّتكم، بس مامتك هي اللي بعدتنا عنكم". بيقولها وهو بيحس بالذنب.
رامي وريماس بيجوا يسلموا على عمهم، وفارس بيخرج هدايا للأطفال.
بسنت: "شكرًا يا عمي، رجعوا الهدايا دي يا ولاد، ويلا على الباص عشان هنأخر".
الأطفال بيرجعوا الهدايا، وبيركبوا الباص.
فارس: "ليه بتعملي زي مامتك يا بسنت؟ كل ما أقرب خطوة لكم، تبعدوا إنتوا خطوات، إنتِ فاكراني زي ما قالت أمك، إني السبب في كل الخلافات اللي حصلت؟".
بسنت: "أنا معرفش إيه اللي حصل، ومش عايزة أعرف، لكن كل اللي أعرفه إن ماما ست عظيمة ومخلصة لجوزها، ومفكرتش في يوم إنها تتجوز غيره، ولكن لو فكرت، فأكيد مش أنت".
بسنت بتركب الباص، وفارس بيبص على الباص من بعيد: "هتيجيلي في يوم، وتكوني معايا، وهاخد كل حاجة كتبها جدك ليكي".
بسنت ركبت الأتوبيس، وقلبها بيخفق من الخوف والرعب، كانت خايفة عمها فارس يأخد إخواتها أو يأخدها هي زي ما عمل قبل كده، والله كان السبب في إنقاذها المرة اللي فاتت. قعدت جنب إخواتها وهي مرعوبة. أما خلود راحت مكان تاني، وما ركبتش معاهم.
بسنت كانت بتفتكر نفسها وهي عندها ٨ سنين، خارجة من مدرسة حكومية في سكن شعبي، بعد وفاة أبوها على طول، جه عمها فارس...
(فلاش باك)
فارس: "بوسي حبيبتي، وحشتيني أوي".
بسنت: "عمي فارس!! وأنت كمان"، وبتجري عليه وتحضنه، "أنا بحبك، لأنك شبه بابا".
فارس: "بتحبيني للسبب ده بس؟".
بسنت: "لأ، ما أقصدش".
فارس: "ليه سبتيني ورحتي عند مامتك؟ جدك زعلان منك أوي".
بسنت: "لأن ماما جابت توأم، إخواتي، وأنا ماقدرتش أسيبهم، لأنّي بحب ألعب معاهم".
فارس: "أخبار مامتك إيه؟ وإيه حالها دلوقتي؟".
بسنت: "بخير، لكن تعبانة بسبب إخواتي، طول الوقت بيبكوا".
فارس: "إيه رأيك إنك تيجي معانا، وأقدم لكِ في مدرسة جميلة وأروع من دي؟".
بسنت: "وماما وإخواتي معايا؟".
(فارس بيخطط في نفسه): "إذا جابت البنت، هاقدر أضغط على ناهد وأتجوزها، لأنّي بعشقها من قبل ما تتجوز أخويا، ومشافتناش، عشان كده قلبت أبويا عليهم".
فارس: "أيوه يا بوسي، تعالي معايا، وأنا هأتصل بمامتك".
بسنت راحت معاه، وناهد كانت بتدور عليها في كل مكان، والدموع ما بتفارقش عينيها. يومين، وفارس بيخبّي بسنت في مكان بعيد.
بسنت بدموع: "فين ماما يا عمي؟ وفين جدي؟".
تابعووووني
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺