رواية نبض في الظلام البارت الاول بقلم الكاتبه آيه طه حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

فتاة تتحدث على الهاتف

أيوة يا عم سمير، عايزة عربية توديني إسكندرية.

عم سمير: دلوقتي يا بنتي؟ متأكدة؟

الفتاة: أيوة يا عم سمير، وياريت تكون حضرتك علشان هسافر لوحدي، أصل بابا سافر وأنا كنت مفكرة إني هعرف أقعد لوحدي بس معرفتش.

عم سمير: ماشي يا بنتي، جهزي وقوليلي علشان أجيلك.

الفتاة: أنا جاهزة، تعالى دلوقتي لو سمحت.

وأنهت المكالمة.

عند عم سمير

سمير: ياسر... ياسر، تعالى عايزك.

ياسر: خير يا عم سمير؟

سمير: بص، أنا عارف إنك النهاردة اشتغلت وده وقت تروح، بس معلش يا بني، هبعتك آخر طلب. في واحدة هتسافر لأهلها إسكندرية، وأنا مش هآمن على حد يوصلها غيرك يا بني في الوقت المتأخر ده.

ياسر: أيوة بس يا عم، أصلي...

سمير: معلش يا بني، خدمة نعملها بدل ما يحصل لها حاجة ولا تتعرض لحاجة كده ولا كده. والله يا بني أنا لو كنت كويس مش تعبان، كنت رحت أنا. ها، قلت إيه يا بني؟

ياسر: اللي تؤمر بيه يا حاج، إديني العنوان.

سمير: كتر خيرك يا بني، وأنا هحاسبك بالضعف على الطلب ده

وأعطاه العنوان.

سمير (في مكالمة): ألو، يا بنتي، بصي أنا بعتلك سواق أنا واثق فيه علشان يوصلك. هبعتلك رقمه في رسالة.

الفتاة: أنت واثق فيه يا عم سمير؟ بالله عليك؟

سمير: عيب يا بنتي، والله لولا إني كنت تعبان، كنت جيت أنا. على العموم هو اسمه ياسر وهبعتلك رقمه، ولو حصل معاكي حاجة رني عليا وأنا هتصرف، متقلقيش.

وأنهت المكالمة ووصلت لها رسالة برقم الهاتف.

الفتاة (في مكالمة): ألو، أستاذ ياسر معايا؟ أنا ملك اللي هتوصلها إسكندرية.

ياسر: أيوة، مساء الخير حضرتك.

ملك: عم سمير أعطاك العنوان صح؟

ياسر: أيوة يا فندم.

ملك: طب تمام، ممكن لما توصل متعملش صوت علشان الجيران بتضايق وكده. ابعتلي بس رسالة أو كلمني وأنا هنزل على طول، ماشي؟

ياسر: تمام يا فندم.

ملك: شكرًا.

وأنهت المكالمة. وبعد فترة وصلت لها رسالة بوصول السيارة.

تنزل فتاة في أوائل العشرينات، متوسطة الطول والحجم، بعيون عسلية وشعر بني، ترتدي بنطلون جينز أزرق وتي شيرت أبيض وكوتشي أبيض، وتحمل حقيبة سفر كبيرة لتذهب إلى السيارة وتضع بها حقيبة السفر، وتجلس في الكنبة التي خلف السواق، لتجد ياسر شاب في أواخر العشرينات، طويل، وذو جسم عريض، وعيونه عسلية، وشعره أسود كثيف، وملامحه جادة جدًا.

بعد فترة من القيادة:

ياسر: حضرتك عايزة تروحي فين في إسكندرية؟

ملك بتوتر: ها؟ إيه؟ ثواني.

لتخرج هاتفها وتجري مكالمة:

ملك: أيوة، أنا نزلت من البيت وأنا في العربية. أقابلك فين؟

الشخص الآخر: ماشي يا حبيبتي، أنا هستناكي عند محطة مصر.

وأنهت المكالمة وأخبرت ياسر إنه يوصلها لمحطة مصر.

وبعد فترة وصلوا للمحطة.

تقدم نحو السيارة شاب في أوائل العشرينات، متوسط الطول، يرتدي بنطلون جينز أسود وتي شيرت أسود وجاكيت بني وكوتشي بني، وعيونه بنية وشعره أشقر كثيف.

ملك: اركب إنت قدام جنب السواق.

الشاب: اطلع بينا على ميامي يا سطى.

لينظر ياسر في المرآة إلى ملك للتأكد من كلام الشاب، ليجد ملك تنظر له لتؤكد كلامه.

ملك: هو المأذون هناك.

شريف: لا يا حبيبتي، مفيش مأذون دلوقتي، بكرا الصبح إن شاء الله.

ملك: أمال إحنا رايحين فين؟

شريف: على شقة كده أجرتها علشان تباتي فيها للصبح ونقعد فيها لحد ما أمورنا تستقر.

ملك: إزاي يعني؟ هنبات أنا وإنت في الشقة لوحدنا من غير ما نتجوز؟ لا طبعًا، مش هيحصل.

شريف: إنتي مكبرة الموضوع ليه؟ دي كلها كام ساعة والنهار يطلع ونروح للمأذون، وبعدين ما إنتي هتبقي مراتي ولا إيه؟

ملك: لا يا شريف، إحنا متفقناش على كده، أنا مش موافقة.

شريف: يا حبيبتي، مفيش حل تاني، صدقيني. يا إما نقعد في الشارع كده لحد ما النهار يطلع علينا، إزاي وإنتي معاكي شنطتك وكده؟ صدقيني ده الحل الوحيد، وبعدين إنتي مش واثقة فيا؟ أمال هنتجوز إزاي؟

ملك: لا طبعًا واثقة فيك... خلاص، ماشي.

يوصلوا للعمارة، يقوم شريف بمحاسبة ياسر، ويدخل العمارة هو وملك.

وبعد بضع ساعات، تنزل ملك من العمارة مهرولة وهدومها مقطعة، لتجد سيارة تقف أمامها فجأة.

ياسر: اركبي بسرعة.

لتفتح ملك باب السيارة وتركب مسرعة، وتتحرك السيارة.

وبعد دقائق يقف ياسر على جنب الطريق، وينظر إلى ملك نظرة شفقة ويمرر لها الجاكيت

بتاعه.

ياسر: إنتي كويسة؟ تحبي تروحي المستشفى؟

أخذت ملك الجاكيت ولبسته، وترد عليه من وسط بكائها:

ملك: مش عارفة... مش عارفة.

يخرج ياسر زجاجة ماء ويعطيها لها.

ياسر: خدي اشربي واهدي.

ملك تأخذ منه زجاجة الماء بيد مرتعشة وتشرب.

ملك بتساؤل: إنت كنت بتعمل إيه تحت العمارة؟ وليه مروحتش؟

ياسر: أنا كنت شاكك بصراحة في نوايا الواد ده، وكنت واقف مستني أشوف هتحتاجي مساعدتي ولا لأ، وكويس إني استنيت.

ملك بحزن: شكرًا على مساعدتك ليا، أنا مش عارفة أعمل إيه دلوقتي... أنا خلاص، ضعت... كده ضعت.

(وتبكي بشدة)

ياسر: إنتي ما عندكيش قرايب تقعدي عندهم للصبح هنا في إسكندرية؟

ملك: لا، ما عنديش.

ياسر: طب أنا ممكن أرجعك للقاهرة، مكان ما أخدتك.

ملك وهي في حالة صدمة: تفتكر إن بابا هيسامحني ويدخلني البيت تاني بعد ما هربت منه؟

ياسر: هو أكيد هياخد موقف منك، بس إنتي في الأول والآخر بنته يعني.

ملك ببكاء: ميتهيأليش، علشان بابا شخص صعب جدًا، ده ممكن يموتني. وبعدين أنا مش معايا حاجة، لا فلوس ولا فون ولا أي حاجة، سبت كل حاجة هناك في الشقة ونزلت، يعني مش هعرف أحاسبك لو رجعتني.

ياسر: متقلقيش من موضوع الفلوس ده، أنا مش عايز حاجة، ولو على حاجتك إحنا ممكن نرجع تاني ونجيبها.

لتمسك ملك بيد ياسر بقوة وخوف في عينيها:

ملك: لا، أرجوك، ما ترجّعنيش لهناك تاني. أنا مش عايزة أرجع وأشوفه تاني.

ياسر (يُطبطب على يدها): خلاص، اهدى، مش هنرجع تاني. أنا هاخدك على بيتك في القاهرة.

لتهدأ ملك قليلًا وتجلس على كرسيها براحة نسبية، ويبدأ ياسر في قيادة السيارة نحو القاهرة.

وفي منتصف الطريق، يتوقف ياسر بالسيارة جانبًا، لينظر إلى ملك، فيجدها نائمة.

لينزل من السيارة ليحضر بعض المياه والوجبات السريعة لهما.

وعند عودته للسيارة، لم يجد بها ملك، ليصاب بالذعر، ويأخذ ينظر يمينًا وشمالًا عليها، ولكنه لم يجدها، وأخذ ينادي على اسمها:

ياسر: آنسة ملك... آنسة ملك...

ودخل الاستراحة ليفتش عنها، ولكنه لم يجدها، ووقف أمام باب الحمام المخصص للسيدات، لينادي باسمها، ولكن لم يُجب أحد.

فرجع إلى السيارة، ليجدها واقفة بجانبها، مرتدية الجاكيت بتاعه وتبكي بشدة، ويظهر عليها الخوف الشديد.

فجرى إليها وأمسكها من ذراعها بقوة: