الحلقه الاولي والثانية شهقت سمر رعبا من هذا الكائن حاد الملامح وقاتم العينين بالرغم من لونهم العسلي الاخاذ وهو يرمقها بنظرة غريبة ثابته لا تتزحزح .. حاولت تمالك نفسها فأبعدت عينها عنه وعقلها يحاول فهم هذا المجنون المرعب الذي ظهر من لا مكان ؟!! ربما يغازلها بحماقه كسائر الشباب !!
لكن غزل بهذا الجنون بعينيه ؟؟! هل هذه طريقه جديده ؟! واذا كانت !! فهل تنجح في جذب اي فتيات ام يقتلهم رعبا ؟!! ...
سمر لنفسها : امشي بسرعه ..انتي واقفه ليه ؟؟!
حاولت السير مرة اخري ولكنه بخطوة اوقف تقدمها للمره الثانيه !!
مصطفي بصوت اجش غريب عنه وكأنه لم يتحدث منذ سنوات فيعود ويكتشف صوته مع رؤية هذه الجنيه الصغيرة وهي ترتدي بنطال قصير تحت الركبه و تي شيرت لا يتعدي ربع كمها...
-انتي مجنونه ؟!!! انتي فاكرة نفسك ماشية في بيتكم ؟!! ايه اللي انتي لبساه ده ؟!...
سمر بخوف و تلجلج :لو سمحت عيب كده ،عديني
![]() |
-تعدي فين ؟!! انتي مسمعتيش حاجه من اللي انا قلتها دلوقتي ؟ انتي منين اصلا انا اول مره اشوفك هنا وقعتي علينا من انهي داهيه وتبع مين ؟!.
شعرت بضربات قلبها تتسارع خوفا فاستدارت سريعا للعوده داخل المبني والي ما ستصبح شقتهم و مأواهم هذه الفتره حتي تنتهي محنتهم !!
نظرت خلفها حين سمعت خطوات رعديه خلفها فانتفض قلبها اكثر واكثر وحثت قدماها الصغيرتان علي الاسراع لتصل الي شقتها لتدق الباب بعنف عسي ان تنقذها والدتها من هذا المخلوق !!
رأي الرعب و الخوف المطلق في عينيها فتحكم في خطواته قليلا ووقف منتصف السلام ينظر لها وهي تدق الباب بهلع و عقله يحاول تذكر من يسكن هنا او يملك هذا المكان !!
فتحت والده سمر الباب بخضه فاسرعت للدخول لتغلق الباب الا انه بخطوتين من ساقه الطويله منعها ووقف بطوله المهيب امامها وهي ترتجف كفرخ صغير يختبأ بوالدته وتخفي رأسها كالنعامه وكأنه سيختفي من امامها ان لم تراه !
شعرت والده سمر بخوف من هيئته المريبه لوهله حتي استجمعت قواها لتحايله بصوتها الامومي ....
-في حاجه يا ابني ؟!!
احتضنت ابنتها بخوف بينما ابتعد هو قليلا عن الباب ليعطيهم مساحه ..فهو يعلم جيدا تأثير هيئته الضخمه ، و بنيته الشبه عملاقه بطوله الذي يكاد يصل الي 7 اقدام و اكتافه المشابهة لحائط بشري متنقل و حاجبه المتأكل من المنتصف كعلامه من احدي معارك الشوارع الذي اعتاد عليها وتفننها !!
قال بصوته الرجولي وهو يحاول ان يخفف من حدته ...
-السلام عليكم يا حاجه ..ممكن اعرف انتو مين ؟؟ انا اول مره اشوفكم هنا ؟؟!
نطقت سمر بشبه غضب ووجهها مخبأ في احضان والدتها ...
-مش فاهمه ليه لازم تعرف احنا مين ...ناس عادي يعني ؟؟!
ارتفع صوته بحده فهو لم يتعلم السيطره علي غضبه والصبر ...
-عشان هنا مش وكاله من غير بواب ؟! وبعدين انتي حسابك لسه اصبري عليه ...بذمتك مش مكسوفه من نفسك ؟!!
نظرت له بغضب وهي ترا الاتهام في عينيه ...
-انا عملت ايه ؟؟! انت اللي وقفتني وانت اللي جريت ورايا لحد هنا وكنت هتموتني من الرعب وفي الاخر ابقي انا اللي مش مكسوفه من نفسي ؟؟!
خرج جيرانهم في الشقه المقابله والذين اعطوهم الشقه ليسكنوا فيها لبعض الوقت ...
ام عزت : في ايه يا ام سمر ؟؟
التفت لها مصطفي وهو يحادثها دون مقدمات...
-مين دول يا ام عزت ؟؟
ردت وهي تنظر ارضا بتوتر ...
-هاه دول قرايبي وجايين يقضوا مصلحه فتره كده وهيرجعوا ييتهم تاني ؟؟هو حصل حاجه بعد الشر ؟!!
نظر بعينه نظره خاطفه وغاضبه الي سمر وهو يستكمل حديثه من بين اسنانه ....
-قرايبك علي عيني وعلي راسي يا ام عزت بس اللي الهانم لبساه ده مش هيمشي هنا هي مش في بيتهم دي نازله شارع !!
وقفت سمر وراء والدتها بذهول من تصرفات وتحكمات هذا المجهول كليا بالنسبه لهم ...
-انت مين اصلا عشان تقرر البس ايه ولا فين ؟! انت كائن غريب اوي ؟؟
-انا محترم امك ...وماسك نفسي بالعافيه ..انتي هنا عايشه وسط رجاله وتمشي بقانونهم واللي اقوله يمشي !!
-اسمها مامتك يا بني ادم انت !!
اتجهت ام عزت بخوف نحوها حتي تخرسها فهي لا تعلم مع من تتشاحن هذه الشقيه ...
-يقطعني معلش اصلهم جداد هنا ولسه ميعرفوش الاصول هنا ماشيه ازاي ..معلش يا خويا عندي المره دي !!
نظر لها مصطفي من اعلاها لاسفلها بنظره ثاقبه ارعشتها رعبا من جراءته وقال ....
-عن اذنكم ....
نزل سريعا بخفه لا تتوافق مع جسده الضخم تماما كخصره المنحني للداخل لينزل بساقيه القويتان والتي تستطيع رؤية عضلاتهم بارزة و مقسمه من بنطاله الجينز !! وكأنه منحوت من الصخر وليس انسان من لحم و دم !!
دفعت ام عزت سلوي بخفه للداخل واغلقت الباب وهي تضع يدها علي قلبها ...
ام عزت : اخس عليكي يا بنتي .. هو ده بنعصي ليه كلمه !!
سمر بخوف و شجاعه مصطنعه سألت باهتمام ...
-مين ده يا طنط ام عزت وماله و مالنا ومهتم بينا ليه اوي كده كأننا في بيته ؟!
ام عزت : ده يا بنتي يبقي مصطفي ابن كبار المنطقه عيلته هي اللي ماسكه المشيخه في الحارة !!
سمر بتعجب : ده شيخ ؟!! طنط ام عزت بليز قوليلي ان حضرتك بتهزري !!
ضحكت ام عزت ضحتها الرنانه المشهورة علي سذاجتها ...
-مش قصدي شيخ جامع يعني اقصد هما كبار المنطقه ولو حصل حاجه ولا مشكله بين حد هما اللي بيحلوها ....يعني مثلا وقت الثورة هجم علينا البلطجيه ومحدش قدر عليهم غير بسم النبي حرسه وصاينه مصطفي و ابن عمه ورجالتهم ...وابوه الكبير هو اللي ليه الكلمه والطوع هنا....
وضعت سمر يدها علي فمها بخضه وعيناها متسعتان رعبا ...
-يعني بلطجي ؟!!
ام عزت بتوتر : هشششش اسكتي لحد يسمعك..يابنتي الله لا يسيئك ركزي معايا ..بصي هنا في منطقتنا بنمشي بالعرف وهما اللي مسكينه ومحافظين عليه ...فهماني !!
-ويبقي فيه عرف ليه ؟! اومال فين الحكومه ؟! دي همجيه يا طنط !!
-يييييي هتتعبيني ليه بس ؟؟! اقولك اعتبري الحكومه يا ستي احنا ناس وحشه و جهله وبنحب كده !! ممكن بقا تشوفي هو قالك ايه بالظبط وتنفذي ...
قاطعتها سلوي : بصي يا سمر يابنتي بلاش مصايب احنا بنقول يا حيط دارينا ...
سمر: والله يا ماما ما عملت حاجه انا طلعت خطوة من باب العمارة لقيته واقف قدامي سادد الماية والنور !!
سلوي بغيظ : يووووة عليكي ما كنتي عدتيه يا سمر لازم تعدي انتي الاول هتفضلي عيله طول عمرك !!
سمر بدفاع : ابدا يا ماما ..ده كان عايز يدوس عليا مش يعدي ده هو شافني واتعصب اوي و كان هيجبلي سكته قلبيه ...
ام عزت : خلاص خلاص حصل خير ...المهم بعد كده تركزي وبلاش مصطفي خالص ...
عقدت ذراعيها وهي تندب حظها والذي يدخلها من دوامه الي اخري اشد خطورة ...لاحت امامها نظرات عيناه المجنونه و المربكه فانتفضت قليلا..
سمر بخفوت : انا هدخل انام شويه ..اعصابي باظت خالص يا مامتي !!
اغلقت سلوي الباب خلف ام عزت بعد ان ودعتها واستدارت بتأنيب لابنتها الحمقاء...لكنها تشعر بها فهي صاحبه ال 50 عام انصهرت اعصابها عند رؤيته بمظهره العنيف والهجومي بدون سابق انذار...
-روحي ارتاحي شويه يا بنتي ، و خدي بالك من نفسك من هنا ورايح ، احنا مش نقصين كفايه ابوكي !!
توجهت الي غرفتها لتنفجر بكاء بمفردها علي زوجها المسكين ...
نظرت لها سمر تشعر بآلامها وانطلقت شبه واعيه الي غرفتها الصغيرة ذات الفراش المتهالك ، وضعت جسدها علي فراشها وهي تنظر للسقف لتحملها افكارها الي ذلك المتوحش الذي اقتحم محاولاتها للتأقلم دون اذن ...وضعت يدها علي صدرها ترجو قلبها أن يهدأ قليلا ولا يثب كالارنب المذعور ...
سمر لنفسها : طلع ازاي ده مش عارفه !! بس الحمدلله انه مشي...اصل انا نقصاه في المصيبه اللي احنا فيها دي ....
انتقلت بتفكيرها الي والدها وارجعتها افكارها الي الليالي السابقه والكارثه التي هبت عليهم من حيث لا يدروا !!!
###########
فلاش بااااااااك ......
ترررن تررررن ترررن تررررن اعلن الهاتف عن وصول مكالمه و سلوي تجهز الطعام .....
سلوي : ياااا سمر ردي علي التلفون ايدي مش نضيفه !!!
سمر بابتسامتها المشرقه ....
-حاضر يا مامتي ....
توجهت اليه ورفعا السماعه تضعها علي اذنها....
-الوو...بابي ازي حضرتك وحشتني اووووي...ايه حاضر ...
ابعدت السماعه قليلا وهي تنادي والدتها وتستعجلها لمحادثه والدها ...
سلوي : ايوووة ايييوة هاتي التلفون وادخلي كملي غرف ...
-حاضر يا قلبي وابقي طمنيني علي بابي عشان حساه متغير...
هزت رأسها بموافقه واطرقت في حديثها مع والدها ..ما ان وصلت الي باب الغرفه حتي وصل صوت والدتها الهالع الي اذنها ...
-انت بتقول أيه ؟!!! عصام انت واعي للي بتقوله ده ؟؟
خانتها قدماها لتسقط علي المقعد خلفها وهي تضع يدها علي فكها لتلجم شهقات بكاءها المهدده بالهرب فأي لحظه ...
سلوي ببكاء : يعني انت مش هتعرف تيجي مصر تاني !!
وقفت سمر كالتمثال مشدوها مما تسمعه و تتابع بعينيها فقط جميع حركات والدتها وتعابيرها بخوف مطلق لم تعرف له مثيل ...
-ازاي هنستخبي وهنسيبك كده !!! انت متأكد ان شريكك هو اللي نصب عليك ووقعك ؟!
اوصلتها قدماها بأعجوبه وهي تجثو علي ركبتيها وتستند بيداها الاثنان علي ساق والدتها المفطورة من البكاء...فأحست بعينها تغروق بالدموع ....
-بابي ماله ؟
جاءت لحظه صمت من الجهه الاخري للهاتف وهو يستمع الي نبرة فتاته الوحيده والتي سعي جاهدا ليصل الي هذا المستوي المادي الكبير من اجلها...نظرت سلوي الي عين ابنتها بحزن وألم...
سلوي بصوت متقطع منهك المشاعر...
-سعد نصب علي باباكي قبل ما يسافر دبي يشوف الناس اللي هتتعاقد مع سلسله مطاعمنا و قدر يمضيه علي تنازل بحقه في المطاعم ووصل امانه ب 50 مليون جنيه !!!
اخذت نفس عميق وارتعشت شفتاها وهي تستكمل لسمر التي جلست امامها مذهوله ...
-وقدم الوصل للبوليس ودلوقتي لو باباكي رجع مصر هيقبضوا عليه في المطار!!!
اخذت سمر الهاتف من والدتها...
سمر بصوت محشرج ..
-بابا حضرتك هتعمل ايه ؟؟
رد عصام منكسرا :متقلقيش يا بنتي انا في خلال ساعه هركب الطيارة علي اليونان وان شاء الله هدبر اموري...
اخذ نفس عميق يحث نفسه علي استكمال المكالمه ...ليقول بصوت جادي ...
-سمر اسمعيني يا حبيبتي انتي لازم تبقي قوية وتقفي مع ماما في المحنة دي لاني عاجز خلاص !!
سمر ببكاء : متقولش كده يا بابا !! انا هروح اقابل اونكل سعد اكيد في سوء تفاهم او....
قاطعها والدها بحده : اووووعي تعملي كده !! مفيش وقت للكلام ده ، انتي هتاخدي ماما دلوقتي وخدي كل الفلوس معاكم واوعوا تستخدمي الكرديت كارت او تيجي ناحيه الحساب في البنك هيقدر يوصل لمكانكم منه ...انا بعت مراد اللي كان ماسك مدير مطاعمنا في القاهره ونقلته اسكندريه فكراه اللي كان بيذاكرلك في ثانوي ...
سمر بخفوت : ااه...
هز رأسه بالرغم انها لا تستطيع رؤيته ، اغمض عينيه للحظه، ليردف بصوت ضعيف...
-انا اسف يا بنتي خذلتكم ومش قادر احميكم !!
سمر وهي تحاول ان تحافظ علي رباطه جأشها ...
-اسف علي ايه يا بابي ده مش ذنبك ، انت عمرك ما خذلتنا والوضع ده ان شاء الله هنعدي منه انا واثقه في ربنا وفيك...
ابتسم بضعف بلا مرح ...
-بسرعه يا سمر واسمعي كلام مراد..
سمر بشك : و ليه واثق فيه كده ؟؟مش يمكن معاهم يا بابا !!
-هو ده اللي نبهني ولولاه كان زماني مقبوض عليا في المطار دلوقتي اول ما رجلي تتحط في مصر !!
اغلقت عينها بألم وهي تمسك بيد والدتها مسانده لها حتي تتوقف عن البكاء...
-خدي بالك من نفسك و من ماما يا سمر ..روحي مش هطول عليكي واكسري الخطوط بتاعتكم وهاتوا خط جديد وانا هتواصل مع مراد وهاخد الرقم منه ...بسرعه يا سمر نص ساعه ومش عايزكم في الفيلا دي ، امك مش حمل مرمطه ...هاتي ماما اكلمها...
اعطت والدتها الهاتف وهبت علي قدماها تركض الي الطابق العلوي حيث الغرف اخذت تعبث بخوف في ارجاء غرفتها و غرفه والدتها لاخذ ما يمكن ان يستفيداه منه حتي انها اخذت جميع مصوغاتهم الذهبية عسي ان يحتاجوها ... ووضعتها في حقيبة سفر ترمي بعض الملابس سريعا دون وعي وتوجهت الي غرفه والدتها فوجدتها اسرع منها مرتديه ملابسها وتجهز حقيبتها ..
رن جرس الفيلا معلن عن وصول المنقذ المنتظر..استدارت سمر لتفتح الباب ...الا ان صوت والدتها اوقفها بحزم...
-استني يا سمر انا هفتح ليكون حد غيره ...
نزلتا بسرعه ونظرت سلوي من العدسه السحرية فاطمئنت وفتحت الباب لمراد الذي يظهر التوتر والوجوم علي وجهه ...
سلوي بقليل من الترحيب وقلبها يخفق بخوف ...
-اهلا يا مراد اتفضل..
هز رأسه بنفي وهو يرد عليها الترحاب...
-اهلا يا مدام ...معلش مفيش وقت انا معايا العربيه برا ولازم نمشي حالا ..
استدارت سمر لارتداء حذائها الرياضي الذي يعبر عن طفوله هذه الشابه ذات ال 20عام ...
لم يعلق مراد علي حذائها بالرغم من ارتفاع جابنب فمه قليلا ...واشار لهم بالتحرك...
انتهي الفلاش باك ......
##############
سمعت سمر صوت محرك يزأر بعنف فأفاقت من شرودها ..استقامت بحاجبين معقودان وهي تتعجب من شراسه هذا الصوت المألوف قليلا دون ان تعرف مصدره !! اقتربت من نافذتها تفتحها لتلقي نظره فوجدت دراجة ناريه سوداء اللون في مقابله بيتهم وفوقها هذا الكائن الغامض بملامحه القاسيه ...
سمر لنفسها : طبعا الاازعاج هيجي منين !! كان لازم اعرف اووف !!
نظر لها فجأه كأنه يستشعر نظراته فرمشت بخضه و انتفضت بخوف عندما تحولت نظراته الي الغضب فتراجعت خطوات صغيرة ببطئ حتي اختفي عن انظارها وقلبها يدق بعنف ...رفعت يد المرتجفه الي صدرها وابتلعت ريقها ...
ما هذه الهالة الفجه المحاطه به والتي تجعلها ترتجف في كل مرة من المرتين التي رأته فيها ؟!!
سمر بدعاء : يارب وفق بابا وطلعه من المصيبه دي وخليني افهم الراجل المخيف ده مخنوق مني انا بالذات ليه ؟!!
.........................
رفع قدمه من علي المحرك بعد ان قرر عدم المغادرة ...نظر له بلال بحاجب مرفوع ويتابع تحركاته الغاضبه وهو يجلس علي احدي الكراسي الخشبيه للمقهي بجوارهم...
بلال : مالك يا ابن عمي مش متظبط ليه ؟؟
زفر مصطفي بضيق ....
-مش عايز اتكلم دلوقتي يا بلال !!
نده صبي المقهي ليحضر له قهوة و ارجيلته ...
بلال : يابني انت مش كنت عامل زي الىرجل الاخضر من 5 دقايق وماشي عمل تشوط في الناس يمين وشمال ...كام مره قلتلك وانت متعصب بص تحت رجليك مش كل يوم ضحايا !!
رمقه مصطفي بنظره قادرة علي فلق الحجر من غضبها الا ان ابن عمه السمج يبتسم من الاذن الي الاذن بكل استمتاع ...
-حط لسانك في بوقك عشان متبقاش الضحيه الجديده
#الحلقه_التانيه
رفضت عينيه المثول امام رغبة عقله في الابتعاد عن نافذة الجنيه الصغيرة التي الهبت داخله بطريقه لم يعتد عليها من قبل ....
لا يستطيع تصديق انه فقد السيطره علي نفسه من نظرة واحده وهب عليها كالطوفان ...يا الله ما سر هذا الانجذاب الرهيب اتجاهها فهي تبدو طفله لا تتعدي ال 18 عاما !!!!
ربما لبراءتها وعيناها الشبيهتان بماء المحيط ...
لا يعلم ما الذي اشعله اكثر ارتعاشتها حين رأته وخوفها ام قدرتها علي توجيه الاتهام له بوجهها الاحمر الصغير ؟!!
زفر مصطفي و ضرب كف علي كف في وسط ذهول رجاله وبلال الذي رفع حاجبا وهو يحاول فهم ما بداخله ...
بلال : مصطفي ؟!
لم يرد عليه مصطفي و بقت انظاره معلقه علي نافذتها بترقب رهيب ...
-انت يا جدع ، مش بكلمك !!
مصطفي بضيق وملل...
-عايز ايه يا بلال ؟!
محمد صديقهم وهو يضحك ويتكأ علي الكرسي امامه ....
-طبعا انا لو قلت ليك ان السبب في اللي هو فيه واحده مش هتصدقني ...
رمقه مصطفي نظره جمدت الدم في عروقه فتنحنح ونظر الي الجهه الاخري...
بلال وقد ارتفعت اذناه استشعارا لما يدور في حياة مصطفي..
-واحده ؟!! مين ياااض يا محمد....
محمد بتوتر وهو يضحك بوجهه احمر خجل...
-هاه واحده ايه ..انا كنت بهزر ؟!
زم بلال شفتيه وقال بغيظ...
-عيل جبان خسارة ان انا مصاحبك والله ...خايف منه ياااض ده انا هنفخك !!!
مصطفي بقله صبر وهو يرغب في ضرب رأسيهما معا ...
-انا قاعد هنا علي فكرة !! وبطلوا حكاوي النسوان دي وركزوا في حالكم ...
رن هاتف مصطفي فأضاءت الشاشة باسم والده الحاج دياب...رد بهدوء....
-ايوة يا حاج..اؤمرني ؟!
دياب بثبات : انت فين ؟ تابعت موضوع الارض اللي قلتلك عليها مع المهندس ؟!!
مصطفي بجمود : ايوة بس زي ما قلت هيحصل مشاكل كبيرة بسبب الراجل صاحب الارض اللي جنبها ..حطيتنا في دماغه ... وهيغرقنا مع الحي ...
دياب بثقه : متقلقش انا عارف هوقفه ازاي عند حده ...ماتتأخرش انهارده اما نشوف حكايه اللي اتهجم علي بنت عم ايوب ده !!استغفر الله ...
-حاضر يا حاج ...
اغلق الهاتف واعاد نظره الي اعلي فلمحها تنظر اليه وكأنها تتأكد من وجوده قبل ان تلتقي اعينهم ...
توترت ونظرت الي الاسفل ، رفعت سمر ذراعها ببطئ حتي تغلقه فرن هاتفها لتترك النافذه وتجيب سريعا...
-الوو..
مراد: الو صباح الخير يا انسه سمر ..انتم كويسين؟؟
-صباح النور..اه الحمدلله ..هو في حاجه ولا ايه ؟؟
-لا انا بس كنت بطمن عليكم عشان باباكي قلقان وقالي اطمنكم ...
دمعت عيناها قليلا قبل ان تجيب بصوت خافت...
-هو في حل يا استاذ مراد ولا خلاص كده؟!
-متيأسيش ده اولا ...ثانيا ربنا علي الظالم يعني بأذن الله والدك هيرجع وهياخد حقه ..وانا بعمل كل اللي في وسعي اني الاقي ورق او ملفات تنفعنا...
سمر بإمتنان : انا مش عارفه اشكر حضرتك ازاي انا........!!
قاطعها مراد بسرعه : من غير ما تكملي انا عارف وبعدين والدك انا بعتبروا والدي وانتي اختي الصغيرة وليه دين في رقبتي مش هقدر اسدده طول عمري ...
ابتسمت سمر قليلا واردفت بصدق...
-انا كان نفسي في اخ بس واضح ان ربنا بيحبني وحب يعوضني بيك فاينلي يعني..
ابتسم مراد فظهرت الابتسامه في كلامه ...
-انا ليا الشرف !! كفايه ان اختي عسوله وبتلبس شوز عليه كرتون !!
اختفت الابتسامه من علي وجه سمر ومعها اكثر لحظاتها جدية لترد بحرج و دفاع ...
-ده مش كرتون ده تويتي !!!
مراد بضحك : واستاذ تويتي تبع الاذاعه والتلفزيون !!
تأففت سمر : لا والله !! انا لما طلبت اخ كنت عايزة حنانه وحمايته بس واضح اني لازم اتحمل رخامته !!
لم يستطع مراد كبت ضحكاته علي برائتها ...
-ههههههههههه بتاخدي الباكدج علي بعضه مفيش فصال !!
ضحكت سمر : هههههههه موافقه بس متتعودش علي كده ...
-مش هوعدك ...هضطر اقفل دلوقتي وهبقي اتصل بيكم بليل ...
-تمام مع السلامه....
-مع السلامه ...
اغلقت الهاتف وضمته لصدرها وهي تطلق تنهيده اشتياق لوالدها وحنانه الذي لا يعوض..كم تمنت ان تسمع صوته...
رفعت عينها فوجدت عيون ناريه تتابعها بشراسه ...اتسعت عيناها بذعر ، لماذا تقف امام النافذه كالبلهاء ؟؟ لماذا يوقعها حظها التعس في عيناه الحاده المتمرده ؟!!
سمر لنفسها : ريلاكس ريلاكس ده بعيد خدي نفس عمييق واقفلي الشباك بهدووووء بهدوووء....
ظلت تحدث نفسها وهي تمد بذراعيها لاغلاق النافذه ..احكمت اغلاقها وتنفست الصعداء ....
-ايه الناس دي ؟؟!!!
اتاها صوت والدتها متسائلة ...
-بتكلمي مين يا سمر...
توجهت سمر اليها في الصاله مجيبه..
-ده مراد يا مامتي كان بيسأل علينا...
-كتر خيره ..بس متتعوديش علي كده ..انا اللي هرد ع التلفون..
ضحكت سمر : ايه ده بتغيري عليا يا سوسو..
ضحكت والدتها رغما عنها ...
-بطلي شقاوتك دي ....
......................
وقف مصطفي يغلي ذهابا واياب امام القهوه .....وهو يتساءل من يحادثها وما سر ابتسامتها وهيامها بعد انتهاء المكالمه ؟! اهي مكالمة غرامية ومن يكون ليحطم عظامه ..
وقف للحظه عندما جال بتفكيره بان تكون لتلك الجنيه البريئه علاقه برجل ما ....لماذا تزعجه تلك الفكرة وتتأكله ...
مصطفي لنفسه : هي قريبتك ولا حاجه ؟ ما اللي يتكلم يتكلم واللي يحب يحب الله !!
ليرد قلبه بكذبه واهنه ولكنها كانت كافيه لاقناعه ...انه يخشي عليها من هالتها البريئه المحاطه بها والتي ستجعلها فريسه مستساغه لاشد الذئاب ضراوة ..ذئاب لا تعرف الحب او الرحمه ...تعيش بواجب العيش فقط...ذئاب امثاله هو !!!
اغمض عينه بشده وهو يتذكر اول ما راود عقله حين وقعت عيناه عليها بصورتها الملائكيه وعيونها الخلابه التي لم يرا لها مثيل ...رأي نفسه يحملها ويخطفها من عيون الجميع رغبه جامحه داخله تسيطر عليه كليا في خطفها لنفسه وحبسها في املاكه الخاصة !!!
هز رأسه ذهولا من هذه المشاعر العنيفه ونظر الي مجموعة رجاله المجتمعون حوله ...
اردف بصوت لا يبث اي مشاعر الا الخوف و الحذر ....
-بلال و محمد ...الحاج مستنينا...
وقف كلاهما بملل من خوض تلك المعارك التي يتغلب فيها والديهم باللسان والعرف ...
.................
في بيت العرابي.......
جلس الرجال في حلقه في ساحه اسفل البيت المكون من 3 طوابق ..يعيش به دياب وعبد الله وشقيقتهم الارملة زينب....
عم ايوب بأسي: يرضي مين ده يا كبير ؟!! عشان انا كبرت وسني مبقاش يسمح بخناق يروح عيل صايع يمد ايده علي بنتي ويضربها وسط الشارع وانا مش موجود !!!
ليرد اهل الشاب بغل وتعجرف ...
-ولما هو صايع وفقت يخطبها ليه ؟؟
زفر بلال بملل ومال علي مصطفي بصوت شاكي...
-فكرني كده احنا قعدين هنا ليه ؟؟؟والراجل ده بجد ولا بيهزر ؟!!
رمقه مصطفي بنظره جانبيه ...
-اهدي متجبش الكلام لنفسك و للاسف الراجل بجد ....
بلال وهو يهز رأسه غير مصدقا ...
-مش معقول يعني مخدش باله ان الواد عربجي وحتي لو البت وافقت واللي هي مستحيل اصلا توافق الا لو ابوها اعمي و مفكرش في مره انه يكون بيهدها اجبرها انها تتجوزه ؟!!
مصطفي بكل جمود وواقعيه ....
-لا كان شايف وفاهم بس الفلوس بتعمل اكتر من كده...
جحظ حاجبي بلال بريبه وقال متسائلا....
-وانت عرفت ازاي !!هو قال حاجه ؟؟
ابتسم مصطفي ابتسامه ساخره تخلو من المرح...
-بص لعنيه هو بيتكلم وشوف كام مره وهو بيحلف بيبص لتحت ...
نظر بلال بتقزز للرجل ووجه حديثه الي مصطفي مره اخري...
-طيب واحنا قاعدين هنا بنهبب ايه في المسرحيه دي...
-مستنين المسرحيه تخلص وابويا عارف ومتأكد ان الواد خفيف و هيعمل بلبله ...
نظر الي اعلي بغيظ وملل عندما لمح ندي اعلي السلم ...
استاء من نزولها في اجتماع الرجال واشار لها برأسه للصعود ...فما كان منها الا ان ارسلت له ابتسامتها المغرية لتسلبه عقله وارادته ...رمشت بعينيها مره بنظرة ذات معزي ثم استدارت وهي تعلم جيدا انه سيلحقها الي المكان الذي شهد حبهم منذ الطفولة...
عض علي شفتيه السفلي من شقاوتها ..وتنحنن قليلا..
-عن اذنك يادرش سيكا ونازل..
مصطفي وهو يعلم تماما اين سيذهب ولمن ...
-معاك 3 دقايق هعمل نفسي مش واخد بالي اكتر من كده هجيلكم انتم الاتنين !!
بلال بغيظ وحرج : وطي صوتك يا عم انت وبعدين خليك في حالك !!
ابتسم مصطفي لانزعاج بلال وقال ببرود..
-عدي منهم دقيقه ...
نظر له شزرا ونظر حوله يتأكد من غدم مراقبه احد له ثم صعد الي السطح حيث فتاتة تجلس علي مربوعتها المفضله في انتظاره ارتمي بجوارها ...
بلال بحب : مسسساا مساااا يا كبير...
ندي بمصمصه وهي تعدل حجابها المرمي باهمال فوق شعرها المنسدل حتي خصرها ...
- داخل غرزة حضرتك !! في حد يكلم واحده كده ! طبعااا مانت مش فاضيلي ...
بلال وهو ينظر الي اعلي ...
-امممممممم قولتيلي بقا !!!
ندي بغيظ : قصدك ايه ..
-لا بس مستني وصله النكد اللي هتبدأ..
شهقت ووقفت من مكانها تخبط علي صدرها وتميل اليه لا وعي وهو جالس....
-انا نكد !!!
-لا امي انا بتيجي تنكد وتنزل تاني !! يعني انا سايب فحال بشنبات تحت وطالعلك عشان تدخلي فيا شمال !!
ندي بوجه احمر من الغيظ ،قبضت علي ياقه قميصه بقبضتها الصغيرة وانحنت قليلا عليه ...
-ادخل شمال ؟! هو انا لحقت افتح بوقي ، انت اللي مش طايقني ونازل طيخ طاخ من ساعه ما طلعت !!!
ابتسم رغما عنه علي شراستها ...وجذبها نحوه لتسقط امامه بين ساقيه ...
-ااااي ركبتي هتتعور يا بني ادم ...
بلال بضحك علي سخافتها ...
-الحمدلله مخدتش بالها انها حضني ...
نظرت له بعدم فهم لوهله وهي تري ترقبه !!نظرت حولها فوجدته يجلس امامها وساقيه علي يمنها ويسارها ...وضعت يدها علي وجهها بخضه ...فدوت ضحكته ...
-انت قليل الادب ..اوعي كده ..
-هههههههههههههه يابت لسانك ده هقطعهولك في يوم...
-ه ه ه ه ه خفه...
وضعت يدها علي ركبتيه وهي تقف ثم عصرت قدمه بقدمها بغيظ ....
-اااااااااه يابت المفتريه ...
-احسن عشان تحرم تضايقني بعد كده...
استدارت لتغادر ولكنه اسرع في الوقوف وامساكها ...
-علي فين العزم ان شاء الله ؟!!
-اوعي ايدك دي !! انا نازله عند امي ...ليك شوق في حاجه ...
نظر لها بقرف واشمئزاز ...
-ليك شوق في حاجه !! وكنت زعلانه عشان بقولك مسا مسا !! انتو الحريم عليكوا حاجات ..
ضربت الارض بطفوليه وتأففت منه ...
-انا غلطانه اني قلت وحشني وهروح اشوفه ...انا انا انااااا خسارة فيك اساسا..
انفجر ضاحكا علي موشحها وغضبها وتلعثمها الذي يعشقه عندما تحمر وجنتيها وتزم فمها ....
مما زاد من نمقها عليه ...فاردفت وهي تعلم كيف تخرس ضحكاته ...
-اوعي بقا عشان اشوف العريس...
توقفت ضحكاته في لحظه وسأل بلهجه جديه وغاضبه ...
-عريس ايه يا روح خالتك ؟؟
وضعت يدها في جانبها بانتصار وقالت بملل وهي تمط حروفها ....
-عريس شافني وهيموت ويتجوزني ...
تابعوووووووني
الحلقه الثالثه والرابعة من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺