أخر الاخبار

رواية مالا تخبرنا به الحياه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم ايلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية مالا تخبرنا به الحياه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس بقلم ايلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


يارا..قولي لعمو الظا.بط أنا مين.


هممم..


انتي لسه بتفكري؟ ما تنطقي أنا مين !


امم..أبلة سعاد؟


أبلة سعاد مين الله يخر.ب.يتك يا شيخة.


طالعت الظا.بط الذي كان ما يزال يراقبهما بتوجس قبل أن تنفي برأسها متحدثة برجاء:


والله...والله العظيم بنتي.


 و لما هي بنتك مش عايزة تقول إنك أمها ليه؟


ابتعلت ريقها بقلق بعد أن منحت نظرة قا.تلة للفتاة ذات الخمس سنوات المبتسمة بينما تتناول الحلوى دون إيلاء اهتمام حقيقي لأي شئ آخر، تحمحت قبل أن تجيب


بص يا حضرة الظا.بط أنا هحكيلك على كل حاجة...انا النهاردا كنت واخدة اجازة من الشغل و فكرت أفسحها شوية بما إنها مبتطلعش من البيت خالص، وديتها الألعاب و أخدت كارنيه عشان أستلمها بيه...سيبتها شوية و لما رجعت عشان اخدها جاية أطلع الكارنيه ملقتهوش و هي بت الجذ.مة ما صدقت طلعت مش عايزة تروح تاني عشان كدا مش عايزة تقول اني مامتها و الناس ش.كوا فيا و اتصلوا بالشر.طة بس دي كل الحكاية والله...


طالعها الظا.بط بحاجب مرفوع علامة على تش.ككه في روايتها قبل أن يتحدث أخيراً:


_بس انتي شكلك أصغر من انك تكوني أم..


ابتلعت الفتاة للمرة الألف قبل أن تجيب بنبرة حاولت جعلها ثابتة:


_أنا..أنا عندي تمانية و عشرين سنة.


همهم الظا.بط بعدم اقتناع قبل أن يمد يده باتجاهها.


طالعت يده الممتدة أمامها دون أن تعي ما يريده، أمالت رأسها تنظر إليه في حيرة من أمرها قبل أن يطرأ على بالها أمر ما لذا تحدثت بعفوية:


_الكارنيه؟ معيش الكارنيه ما قولت لحضرتك انه ضاع.


_البطاقة...


صر.خ يجعلها تنتفض بخو.ف.


_مش...مش معايا، في البيت.


كانت في جيبها، لكنها لن تخاطر باحتمال كشف حقيقتها.


_بتعمل ايه في البيت؟ فين جوزك؟


ترددت قليلاً قبل أن تجيب:


_في...البيت؟


كان أقرب إلى سؤال من كونه إجابة، تنفس الظا.بط بعمق يحاول كبح غض.به قبل أن يعود لسؤالها مجدداً:


_معاكي شهادة الميلاد؟


_م..معايا، بس هي في البيت أجيبها منين دلوقتي؟


_كل حاجة في البيت؟ اتصرفي، لإما تسيبي البنت هنا و تروحي تجيبيها لإما تتصلي بحد يجيبهالك.


_لا أروح أجيبها ايه، البيت بعيد جداً مقدرش أسيبها لوحدها..


_خلاص يبقى اتصلي بجد يجيبها و خليه يجيب البطاقة بالمرة عشان مش هتطلعي من هنا من غيرها.


تنهدت الفتاة بيأس، لم يبدٌ أن الظا.بط ينوي التساهل أبداً لذا استسلمت للحل الوحيد المتاح في تلك اللحظة.


أمسكت بهاتف الأزرار الصغير خاصتها، تتصل بالرقم الوحيد المسجل عليه ، مرة و ثانية و ثالثة...حتى أجاب أخيراً في الرنة الحادية عشرة تقريباً:


_"الو، عمالة ترني ليه يا هبا.بة انتي؟"


تحمحمت بإحراج بينما تبعد الهاتف قليلاً عن أذنها تتأكد أن الصوت ليس مرتفعاً للغاية، و حينما وجدته منخفضاً تنفست الصعداء بينما تعيده إلى أذنها مجدداً، أدارت وجهها بعيداً لتجيبه:


_ا..الو، ياسر أنا...أنا في الق.سم و...


_"في الق.سم؟ ايه؟ مسكوكي في شقة دعا.رة؟ و فين الجديد يعني؟"


شدت على قبض.تها في غي.ظ بينما تكمل متحاملة على نفسها:


_م..محتاجة شهادة ميلاد يارا، ممكن تجبهالي؟


_"يا شيخة اتكس.في على دمك بقى مش كفاية مستحملكم و مقعدكم في بيتي، او.لعي انتي و بنتك في ستين دا.هية مليش دعوة بيكم."


أنهى حديثه ليغلق الهاتف مباشرة دون سماع أي كلمة أخرى منها.


أنزلت الهاتف من على أذنها ببطئ، أكتافها محنية لأول مرة منذ زمن طويل، منذ ولادتها لقد قا.ست الكثير لكن تلك المرة؟ لقد كان ثمة هناك شيئاً مختلفاً بالتأكيد، هي لأول مرة تستشعر كم كانت وحيدة و عا.جزة في تلك اللحظة، تشاهد السبب الوحيد في تمسكها بالحياة و هو على وشك أن يُسل.ب منها.


خط.فت نظرة إلى ابنتها الصغيرة قبل أن تنفي برأسها بعزم ، هي لن تستسلم بتلك السهولة، ليس الآن، ليس بعد كل ما تحملته...


_طب...طب ممكن نحاول معاها مرة أخيرة؟


لم يتفوه الظا.بط بشئ لذا انحنت على ركبتيها حتى تصبح في طول ابنتها، قب.ضت على كتفيها الصغيرتين تجب.رها على النظر باتجاهها قبل أن تتحدث بهدوء:


_يارا، دي مش لعبة، لو مقولتيش لظا.بط الشر.طة أنا مين هياخدوكي مني عايزة كدا؟


التوتر بدأ يكتسي ملامح الصغيرة قبل أن تحتضن والدتها سريعاً.


_ها...هتقولي أنا مين؟


أومأت الصغيرة قبل أن تفلتها والدتها و تنهض مجدداً، دف.عتها للأمام قليلاً برفق أمام الظابط و الفتاة ترددت لثانية قبل أن تصر.خ ب"ماما" ثم عادت سريعاً لتختبأ خلف والدتها.


شابك الظا.بط كفيه معاً خلف ظهره قبل أن يتحدث بملل مقاطعاً سعادة الأم اللحظية:


_برضو محتاجين البطاقة لإما حد يجي يضمنك.


عقدت الأم حاجبيها بقل.ق، البطاقة بحوزتها و لولا وجود الصغيرة لكانت أخرجتها دون تردد بالفعل.


وضعت  يدها على جيب معطفها البني المهترئ من الخارج و كأنها تتأكد من وجودها على الرغم من استحالة استشعارها لها أسفل القماش، ابتلعت ريقها و همت بإخراجها لولا قاطعهما أحد الظبا.ط في اللحظة الأخيرة متحدثاً:


_خلاص سيبهالي أنا يا أيوب.


أومأ الظا.بط المدعو بأيوب و غادر على الفور دون أي شكوى، كان موعد الغداء بالفعل و لم يكن ينوي إضاعة الوقت معها و لولا تدخل الظا.بط الآخر لكان قد أمر باحتجازها حتى يحضر من يضمنها على أي حال.


_مش معاكي البطاقة مش كدا؟


في الواقع لقد كان هذا الأخير شاهداً على كل شئ منذ لحظة إحضارها و كان على علم كامل بموقفها الحر.ج.


أبعدت يدها عن جيبها و أجابت سريعاً:


_ل..لا مش معايا.


_طيب أنا هسيبك تخرجي على مسؤوليتي عشان بس الطفلة اللي معاكي دي اللي ملهاش ذنب في إن والدتها مهملة و بتضيع الحاجات.


عندما سمعت حديثه رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق لتلتقي أعينهما معاً للمرة الأولى، تفاجئت عندما رأت زوجاً من الأعين الزرقاء الباردة التي كانت تبادلها التحديق دون أي مشاعر تُذكر، شعرت بالقشعريرة تسري في جميع أنحاء جسدها لوهلة قبل أن تخفض رأسها مجدداً سريعاً شاكرة إياه.


_بس قبل ما تمشي...هاتي رقمك.


نظرت إلى يده الممتدة بالهاتف ناحيتها بش.ك قبل أن تسأله بحذ.ر:


_و ليه؟


_افرضنا طلعتي عاملة أي مصي.بة ولا البنت مطلعتش بنتك؟


_و ايه علاقة دا برقمي؟ على أساس يعني لو كنت عاملة مصي.بة و اتصلتوا بيا هاجي و أسل.م نفسي بمنتهى السهولة كدا؟!


_أنا هعرف أجيبك من رقمك.


ابتلعت بقلق، أخذت الهاتف من يده و الذي كان يبدو حديثاً للغاية، ضغطت رقمها بأنامل مرتعشة قبل أن تسلمه إياه مرة أخرى.


_اسم الآنسة؟


_م..مدام.


_اسمك مدام؟


_لا طبعاً، أنا قصدي إني مدام مش آنسة.


_مش هتفرق، اسم السنيورة ايه؟ و لا تزعلي.


_يُمنى...


اتصل الظا.بط بالرقم الذي كتبته و حين سمع صوت الهاتف يرن في جيبها تركها لتخرج أخيراً.


_تمام، تقدري تتفضلي يا آنسة يُمنى.


نظرت إليه لتجده مبتسماً باستمتاع و كأنه تعمد قولها لإغا.ظتها فحسب لذا تنهدت تستسلم له و تغادر دون تصحيح.


ما إن أصبحت خارج مركز الشر.طة سحبت نفساً عميقاً لا تصدق بأنها خرجت أخيراً برفقة ابنتها.


انحنت تكلم الصغيرة:


_يارا، اللي عملتيه النهاردا ميصحش، بسببك كنا هنتح.بس، يرضيكي يحب.سوا ماما؟


نفت الصغيرة بينما أوشكت دمعة على الفرار من عينها لتمسحها والدتها سريعاً و تضمها إليها.


__________________


_شرفتي أخيراً يا هانم؟!


متفاجئتش لما دخلت الشقة و لقيته قاعدلي في نص الصالة، كنت عارفة إنه صاحي من ريحة المع.سل اللي كان بيشربه و اللي كانت مالية السلم كله بالفعل.


_بسببك كان ممكن منقدرش نروح خالص.


اتكلمت و أنا سادة مناخيري من الدخا.ن بعد ما دخلت يارا أوضتها و قفلتها عليها.


_كان هيبقى أحسن برضو، هو أنا واخد حاجة من وراكي غير المصا.يب؟ 


سكتت، مش عشان معنديش رد، عشان كدا كدا أي رد و أي تبرير مش هيقدر يوصل لدماغه اللي عف.نت من كتر الشر.ب و المخد.رات.


_فين الأكل؟ اغرفيلي آكل دلوقتي...


يدي اتجمد.ت في مكانها قبل ما أفتح الشباك، اترددت شوية قبل ما أجاوبه:


_م..مفيش أكل، نسيت أجيب حاجة بسبب يارا و....


ملحقتش أكمل الجملة و لقيته قايم ناحيتي و بيز.عق فيا جا.مد:


_ايه؟ يعني ايه مفيش أكل؟


_ياسر اهدى، أنا و يارا كنا....


مقدرتش أكمل بسبب يده اللي خر.ستني بكف فجأة.


_أنا مش قولتلك متجيبليش سيرة بنت الحر.ام دي تاني؟ هي فين بنت الك.لب دي؟ انا همو.تهالك النهاردا...


مسك الشو.مة اللي كان بيضر.بني بيها و مشي ناحية اوضتها.


بصيتله بر.عب و هو بيحاول يفتح الباب و جريت بسرعة وراه عشان أمنعه يقرب منها.


_كفاية، ابعد، م...ملكش دعوة بيها، أنا اللي معملتش الأكل أنا...


فجأة هدي و بطل يحاول يفتح الباب، بصلي بابتسامة مر.يبة و للأسف كنت عارفة دا معناه ايه، اتمنيت الأرض تن.شق و تبل.عني في اللحظة اللي نطق فيها:


_حلو...ما دام انتي معترفة بغلطك، خمس دقايق و تبقي ورايا في الأوضة عشان نتحا.سب.


حسيت الدنيا كلها بتنها.ر من حوليا بس اتماسكت و أنا بفتح باب أوضة يارا، لقيتها متكو.رة في ركن الأوضة و بتب.كي، أجبر.ت نفسي إني أرسم ابتسامة و سحبتها ليا.


_ي..يارا، بتب.كي ليه؟


مردتش.


_متخافيش، بصي عليا...أنا كويسة.


رفعت وشها براحة و أول ما شافتني اتخ.ضت و خبت وشها تاني.


_في..في د.م.


_د.م! فين؟


_على شفتك.


اتكلمت و رجعت تب.كي تاني.


_اه، دا أنا عض.يتها من غير ما أقصد مش بتوجعني متخافيش.


بصتلي تاني و لمست بيدها على خدي اللي كان ياسر ضار.بني عليه فتأو.هت بأ.لم غص.ب عني.


_لونه أحمر، بيو.جعك؟


_شوية صغننين، بس انتي عارفة ماما قوية.


_هااا...هنقعد مستنيين لغاية الصبح و لا ايه؟


كان صوت ياسر بيز.عق من الأوضة التانية فتكلمت بسرعة.


_يارا، ممكن أطلب منك طلب؟


_ايه..ايه هو؟


_غطي ودانك بيدك و عدي لغاية مية براحة زي ما علمتك، و أول ما تخلصي...هتلاقيني هنا.


_المرة اللي فاتت عملت كدا و مجيتيش.


آسفة، ساعتها ياسر ضر.بني لغاية ما عج.زني و مهما حاولت أقف مقدرتش، سحبت نفس عميق و رديت بهدوء و أنا في نيتي إن المرادي هاجيلها حتى لو اضطريت إني أحبي:


_يبقى عدي مرة تاني...


_قولت خمس دقايق مش ساعتين!


صوت ياسر عمال يز.عق و يستعجلني من الأوضة التانية.


_ولو..ولو برضو مجيتيش؟


_يبقى عدي مرة تالتة.


_ناوية تيجي و لا آجي أجيبك بنفسي؟


صوت زعا.قه عمال يعلى.


_و لو عديت مرة تالتة و مجيتيش؟


_يارا، عدي خمس مرات لغاية مية و أوعدك إني المرة دي هاجي اتفقنا؟


_ات..اتفقنا.


   الفصل الثاني 


              #ما_لم_تخبرنا_به_الحياة ٢

في اليوم التاني أول ما فتحت عيوني كنت  م ر م ية على الأرض من غير هدوم على البلاط الساقع و مفيش حتة في جسمي تقريباً مش م و ر مة سواء من الض ر ب أو من ع ض ا ته اللي أول ما لمحتها على كتفي حسيت إني عايزة أ ر ج ع.


___________________

ملاحظة قبل ما نكمل: دا الفصل التاني بعد ما يمنى وعدت يارا إنها ترجعلها، و كونك بتقرى الفصل دا هنا، معناه إن الفيس أخيرا تكرم علينا و قبله(T^T) بس عشان محدش يبقى متلغبط، الفصل الجديد لسه هينزل النهاردا بإذن الله  واللي مش فاهم حاجة يسأل عادي و آسفة على اللغبطة.(..)♡

____________________


ياسر اللي يؤسفني أقول إنه جوزي كان شخص م خ تل عقلياً، م د م ن  م خ در ات  و  ك ح ول، دا غير إنه

سا د ي  بيتلذذ  ب ت ع ذ ي ب ي  سواء عملت أو معملتش حاجة عموماً...


فجأة حسيت بغ.صة في قلبي أول لما افتكرت يارا و وعدي ليها، لفيت بعيني في المكان بدور على أي حاجة قريبة مني ينفع ألبسها، مكانش في على الأرض غير هدومي اللي ياسر ق ط ع ها لي ، لمحت الش و مة و الح ز ام اللي كان  ب ي ض ر ب ني  بيهم امبارح و رغبتي في الإ س ت ف ر اغ  زادت مع إن معدتي كانت شبه فاضية، افتكرت يارا اللي مأكلتش حاجة من امبارح زيي و بدأت أز ح ف  و  أنا  ب ب ك ي من القلق عليها.


بعد م عا ناة حقيقية أخيراً قدرت أوصل للدولاب، اتسندت على الحيطة و أ ج ب رت نفسي إني أقوم بال ع ا ف ية، فتحت الدولاب و سحبت منه أول حاجة جات في يدي، كان إسدال الصلاة، لبسته و أنا بحاول أتجاهل أ لم   جر و حي اللي كل ما القماش يلمسها أحسها ب ت  ح ر ق ني  أكتر.


 فجأة سمعت صوت تيليفوني بيرن، بصيت بسرعة على ياسر على السرير لقيته لسه نايم زي الخ ن ز ير على بطنه و مش حاسس بحاجة فحمدت ربنا.


أخدت التليفون اللي كان عمال يرن من على الأرض و عملته صامت من غير ما أشوف مين، كان همي الوحيد في اللحظة دي إني أطمن على يارا و بس.


لما دخلت أوضة يارا لقيتها متكورة و نايمة على الأرض مكان ما سيبتها امبارح، باين إنها نامت بعد ما تعبت من كتر العياط بسبب عيونها اللي كانت م ن فو خة، ميلت عشان أشيلها و أحطها على السرير بس مقدرتش، حاولت مرة و اتنين و تلاتة بس جسمي كان أض ع ف من إنه يقدر يستحمل وزن طفلة خمس سنين و عندها نقص تغذية، آخر ما ز ه ق ت سحبت البطانية من على السرير و غطيتها بيها و قعدت جمبها، بدأت أملس على شعرها و أنا بتكلم بهمس:


_قوليلي يا يارا...لما قررت أحتفظ بيكي يومها كنت

 غ ل ط ا نة؟

على الأقل لو  م و تي  ساعتها مكنتيش هتشوفي كل الع ذا ب  دا!

ماما كان معاها حق؟ أنا   أص غ ر  من إني أقدر آخد بالي منك لوحدي؟ يمكن ، سامحيني عشان المسؤولية كانت أكبر مني و مهما حاولت أشيلها كان ح م ل ها دايماً  ب ي ك س رني  و أرجع أشكيلك منها و من حياتي.

أق د ر  أستحمل كل حاجة إلا إني أشوفك كدا...قوليلي لو  ق ت ل تك  دلوقتي و  خ ل ص ت  على نفسي بعديها هيبقى حرام؟ يا ترى..هت ز ع لي  مني و لا 

هت ش كر ي ني  إني  لح ق تك  قبل ما الدور يجي عليكي و تاخدي نصيبك من الم صا ي ب   و   الأ ح ز ا ن  زيي؟


سكتت بعد ما لمحت العُقد اللي كان على رقبتها واللي طلبت منها متخلعهوش أبداً مهما حصل، كان على شكل نص قلب و كنت لابسة النص التاني اللي بيكمله، ممكن حد يفتكر إنها للزينة بس الحقيقة إن الس لا سل كانت بتتفتح، كنت مخبية جوا كل س ل س لة   بر شا مة عبارة عن حبة سِ م  لونها أحمر!


ابتسمت و ميلت عشان أطبع بوسة رقيقة على راسها، ممكن أكون خلفت وعود كتير ليارا بس الحاجة الوحيدة اللي كنت متأكدة منها إن لما يجي الوقت المناسب.....و أبقى شجاعة كفاية..... ه م ش ي   و هاخدها معايا.


________________


منبه الساعة تسعة رن، طفيته و أنا بلبس هدومي بعد ما استحميت و صليت، دهنت جسمي كله ب م ر ه م مسكن ل ل آ لا م مكانش بيفارقني من ساعة ما اتجوزت ياسر، اتنهدت بعد ما الأنبوبة التانية في نفس الأسبوع بالفعل خلصت و رميتها في سلة الزبالة و أنا بفكر إني لازم أشتري واحدة جديدة النهاردا.


الجزء الأ س و ء إنه بالرغم من ت ع بي كان لازم أنزل الشغل و أمثل إن مفيش حاجة حصلت.


طلعت خبطت على جارتنا، كنت دايماً بطلع يارا عندها قبل ما أمشي عشان ياسر ميعملهاش حاجة و أنا مش موجودة، طلبت منها تنزل ورايا براحة تاخدها من تحت عشان مكنتش قادرة أشيلها و هي نفذت كلامي بابتسامة دافية من غير ما تعترض.


قبل ما أمشي رجعت تاني و اتكلمت بسرعة:


_سلمى، أنا عارفة إني بتقل عليكي بس معلش ابقي وكليها أي حاجة لما تصحى عشان من امبارح مأكلتش.


بصيتلي بعتاب و اتكلمت:


_عي.ب عليكي يا يمنى الكلام دا ! انتي مش بتقلي عليا و لا حاجة، يارا زيها زي بنتي بالظبط.


ابتسمتلها بامتنان حقيقي قبل ما أرد:


_أنا بجد مش عارفة كنت هتصرف ازاي لو انتي مكنتيش موجودة، بجد متشكرة جدا عمري ما هنسى جميلك دا.


قر صتني من خدي براحة و هي بتتكلم بهزار:


_ربنا موجود دايماً، بطلي كلام عبيط و انزلي على شغلك دلوقتي قبل ما تتأخري و متقلقيش على يارا أنا هاخد بالي منها.


شكرتها تاني و نزلت بسرعة.


__________________


_كل الناس تاخد أجازات ترجع تمام و زي الفل إلا يمنى...ترجع أكنها ز و م ب ي.


اتكلمت مي بهزار قبل ما  ت ن ك ز ها سعاد في جنبها..


_بس يا مي، باين على يمنى إنها ت ع با نة بجد، مالك يا حبيبتي انتي كويسة؟


_أنا كويسة، امبارح بس منمتش كويس مش أكتر.


_بس خدك ماله م و ر م  كدا ليه؟


سألت سعاد بقلق حقيقي.


_ع..عشان ضرسي...ضرسي ب ي و ج ع ني، لما آخد أجازة تاني هبقى أخلعه.


_ضرس ايه اللي ي و رم  خدك كدا؟ دا عامل زي ما يكون حد ض ا ر بك بالروسية.


_مي...الروسية بتبقى بالدماغ للدماغ، قصدك عامل زي ما يكون حد  م د ي ها   بالق ل م  على وشها جامد.


_بس يا سعاد يا حبيبتي ق ل م  ايه اللي ي و ر م كدا؟ صدقيني هو حد ا دا ها بالروسية في خدها.


هزت سعاد راسها ب ق لة   ح ي لة   من مي و اتكلمت و هي بتسحبني وراها:


_أياً كان ضرسك و لا ايه اللي حصل، أعتقد التلج هيخفف الو ر م شوية.


مشيت وراها و سيبتها تحطلي تلج على خدي و شفايفي الم ك د و م ين.


_متأكدة إنك هتقدري تتعاملي مع العيال دي النهاردا؟ لو ت ع با نة ممكن آخد حصصك أنا.


_متقلقيش أنا بعرف أتصرف معاهم.


قا.طعتنا مي و هي داخلة بكوبايتين شاي و بتناولني واحدة.


_متخافيش على يمنى، العيال بيحبوها و بيسمعوا كلامها.


_أنا قصدي إنهم  ه ي ص د ع و ها  و هي يا عيني مش م س ت ح م لة حاجة.


_على رأيك صح، دول  ع فا ر يت مش عيال!


شربت شوية من كوباية الشاي قبل ما أدخل أخيراً في المحادثة اللي دايرة عني في وشي:


_متقلقوش عليا، النهاردا درس بسيط كدا كدا و هخلصه بسرعة.


كنت شغالة مدرسة رياضة في حضانة السلام، على الرغم إن معيش شهادة ثانوية بس صاحبة الحضانة كانت تعرف ماما و عارفة قصتي كلها، أنا كنت مه و و سة بالأرقام لما كنت صغيرة و لما كبرت هي أخدتني و شغلتني معاهم.


فتحت الكتاب عشان أنقي شوية مسائل أكتبها على السبورة قبل ما أسمع تليفوني بيرن تاني، كنت عارفة إنه مستحيل يكون ياسر عشان كدا مهتمتش في البداية لكن لما رن للمرة الرابعة اخدته و رديت ب ع ص ب ية:


_الو...


_آنسة يمنى معايا؟


حسيت بجسمي كله ات ج م د أول ما سمعت نبرة الصوت المألوفة على الناحية التانية، للحظة ان ف ص ل ت  عن العالم و كل اللي كنت شايفاه جوز عيون زرقا با ر دة   ب ت ح د ق  فيا قبل ما يرجعني صوته للواقع تاني:


_أنا الظا ب ط أدهم اللي سيبتك تخرجي امبارح فاكراني؟


_أ..أيوا، حضرتك في أي م ش ك لة؟


_يعني...ت ق د ري تقولي كدا.


حسيت بمفاصل رجلي ب تس يب و مبقتش قا د رة تشيلني أكتر عشان كدا قعدت على كرسي صغير جمبي.


_م..م ش ك لة ايه؟ أنا..أنا م ع م ل ت ش حاجة والله!


_اه د ي، م ش ك لة بسيطة م ت ق ل ق يش.


_ايه هي؟


_مش هق د ر أقولك في التيليفون، فا ضية تقابليني؟


بصيت على الساعة لقيتها لسه تسعة و نص، اترددت شوية قبل ما أتكلم:


_عندي شغل دلوقتي، ينفع بعد ساعتين؟


_حلو، الساعة ١١ و نص كدا قابليني عند كافيه السعادة عارفاه؟


مخي عمل ايرور، كافيه ايه دا اللي عايزنا نتقابل فيه؟ أنا كنت فاكرة إني هروحله القسم!


_أ..أيوا ، مش اللي في ال****


_أيوا هو، خلاص هستناكي متتأخريش.


قال و قفل السكة.


فضلت دقيقة متنحة مش قادرة أستوعب ايه اللي حصل، مش قادرة أحدد هو ناوي على ايه و لا بيعمل كدا ليه بس قررت في النهاية إني لازم أقابله قبل ما أحاول أحط أنا أي تخمينات من عندي.


__________________


الساعة ١١ و ربع، ماشية في الشارع رايحة للكافيه بعد ما خلصت حصصي و استأذنت، كنت حاسة ب د و خة بسيطة و حاسة إني بر دا نة بالرغم من إني كنت ماشية في الشمس.


طول الطريق كنت بفكر ايه الحاجة اللي ممكن أبقى عاملاها بس مجاش في دماغي غير فوزية صاحبتنا في الحضانة اللي كنا عمالين نهزر معاها و  ن ت ر يق على اسمها و هي قالت إنها هت ب ل غ عننا إننا ب ن ت ن م ر عليها.


بعد عشر دقايق مشي أخيراً وصلت هناك لأن المكان كان قريب من الحضانة، في البداية افتكرته لسه موصلش لأني مشوفتش حد ببدلة ضا بط قاعد بس لما دخلت جوا لمحته....شعره الأشقر مسرحه لورا بطريقة جميلة، و قميصه الأزرق الفاتح مخلي عينيه تبرز أكتر، جسمه رياضي و دا شئ طبيعي بالنسبة لشغله، شكله..شكله كان مثالي من غير و لا غلطة!


أول ما استوعبت إني كنت م ب ح ل قة فيه لفترة نزلت وشي بسرعة و استغفرت ربنا، لما بصيت للأرض لمحت جذمتي الم ق ط عة و افتكرت منظري المتواضع فحسيت بإح ر اج، كنت لابسة البالطو البني القديم بتاعي على خمار أسود و جيبة سودة، في الحقيقة مكانش عندي غيرهم، اترددت شوية قبل ما أمشي ناحيته و هو أول ما أخد باله مني وقف و شاورلي... 


_آنسة يمنى، اتفضلي اقعدي.


أول ما وصلت قدامه اتكلمت بسرعة:


_والله يا حضرة الظا بط ما كان قصدي حاجة ، فوزية زي أختي بالظبط و أنا كنت بهزر معاها بس مش أكتر...


_فوزية مين؟ ايه اللي بتقوليه دا؟


_مش فوزية اشتكتني عشان كنت ب ت ر ي ق على اسمها؟


بصلي با س ت غ ر اب  من غير ما ينطق فخمنت إن الموضوع ملوش علاقة بفوزية، ح ك ي ت راسي و  ابتسمت بإ ح ر اج و قعدت.


_يعني...يعني مش فوزية اللي اشتكتني؟


بصلي بحاجب مرفوع قبل ما يرد أخيراً:


_محدش شكاكي.


_طيب اومال ليه اتصلت بيا؟


سألته بقلق، دماغي ه ت ن ف ج ر من الصداع و حاسة بد و خة خفيفة.


_هقولك بس لما تهدي الأول، تحبي تشربي ايه؟


_مش..مش عايزة أشرب حاجة.


_لو سمحت، عصير فراولة و كوباية قهوة هنا.


اتنهدت ب ي أ س ، أياً كان اللي عايزه هو بينفذه، بصيتله ب ط ر ف عيني قبل ما أتكلم:


_و ليه عصير فراولة؟ كنت طلبتلي قهوة معاك.


بصلي و ابتسم بجانبية:


_كان قدامك فرصة تختاري و بعدين القهوة غ ل ط على الأطفال.


بصيتله بعدم تصديق، هو دلوقتي بيقول عليا أنا طفلة؟! رديت ب غ ي ظ:


_أنا مش طفلة، أنا مدام متجوزة و معايا بنت!


قرب و اتكا بيده على التربيزة قبل ما يتكلم:


_ اممم، و يا ترى المدام الكبيرة خالص دي عندها كام سنة؟


_عندي تلاتين سنة.


كنت بحاول أتكلم بثبات بس معرفش ليه صوتي طلع م ه ز و ز كأنه هو كمان ب ي ك د ب ني.


_تلاتين؟! دا انتي يا دوب امبارح كنتي تمانية و عشرين، أنا  خ ا ي ف أقابلك بكرا ألاقي عمرك بقى أربعين سنة لاحسن عندك التقويم بيمشي أسرع باين.


_م ت خا فش، مش هيحصل!


ضحك باستمتاع و رجع بضهره لورا تاني.


_خلاص ناوية تثبتي على التلاتين؟ مش وحش برضو.


_أنا قصدي إني مش هقابلك تاني، لو في حاجة قول دلوقتي عشان دي آخر مرة نتقابل فيها!


اتكلمت بحزم أول ما حسيت إنه  ب ي ت س لى  مش أكتر.


_طيب اهدي، الله أعلم بكرا يبقى فيه ايه، على العموم أنا كنت متصل بيكي بخصوص بنتك.


كل حواسي صحيت فجأة أول ما سمعت سيرتها، ازاي مجاش في بالي إن الموضوع بخصوص يارا مع إن الم ش ك لة الأساسية كانت بسببها؟! 


ات خ ض ي ت و وقفت بسرعة.


_ما ل ها يارا؟ يارا بنتي، بنتي وحدي م ح د ش  ليه دعوة بيها...


_أنا مقولتش حاجة، ممكن تهدي و تسمعيني؟


فجأة حسيت بدوخة تاني بس أشد، اتسندت على التربيزة بيدي و أنا بحاول م ق ع ش على الأرض...


_مالك؟ انتي كويسة؟


اتكلم الظا بط و هو بيقرب مني و أول لما شفت يده بتتمد ناحيتي حسيت ب ر ع ب  و  ز ح ت ها بسرعة.


_م..م ت قر بش،  ا ب ع د...


الموضوع بدأ يتطور من كونه مجرد د و خة لنوبة ه ل ع ، بدأت أشوف ذكريات من الماضي، شارع ض ل م ة، ريحة ع ف و نة  و   رط و بة شديدة في الجو ، يد ب ت س ح ب هدومي غ ص ب عني و أنا عمالة أ ص ر خ، و فجأة....فجأة مبقتش قادرة آخد نفسي...


_آنسة يمنى؟!


مقدرتش أستحمل أكتر من كدا، يدي فلتت الترابيزة بس بدل ما أحس بالأرض حسيت بحضن دافي، يد كانت بتلمس دماغي و صوت سمعاه قريب مني جداً:


_يا ل ه و ي! درجة حرارتك عالية جداً ،حد يتصل بالإ س عا ف بسرعة!


كانت دي آخر حاجة سمعتها قبل ما عيوني ت ق ف ل خالص، و....و فجأة بين السواد شفتها، كانت واقفة هناك و أنا واقفة معاها...على ممشى النيل...الهوا بيطير شعري الفحمي الناعم لورا بيخلي ك د مة عيني الشمال الزرقا تبقى ظاهرة بوضوح... ميلت عشان تبقى طولي و اتكلمت:


_يمنى، انتي بنت ماما الشطورة صح؟


هزيت راسي بالموافقة.


_طيب و لما انتي بنت شطورة...في بنات شطورة تلعب مع الولاد؟


بدأت ملامح الطفلة اللي مكانتش في الحقيقة غير أنا تر تبك.


_إ..إياد هو اللي جه يلعب معايا.


_أنا عارفة، كنتوا بتلعبوا لعبة ايه؟


سكتت شوية قبل ما أجاوبها.


_لعبة العريس و العروسة.


_همم، عشان كدا با س ك من بوقك؟


_أيوا.


ابتسمت و خدتني في حضنها قبل ما تتكلم:


_يمنى... انتي لسه صغيرة، بكرا و بعده هتتجوزي و هيبقى عندك حد تحبيه و يحبك لكن مينفعش تسيبي أي حد كدا ي بو س ك    أو    ي ل م س ك   فاهمة يا ماما؟


_ليه؟ دي لعبة.


_حتى لو لعبة، اللي بتعمل كدا بتبقى بنت و ح شة و محدش بيحبها.


_عشان كدا بابا ض ر ب ني؟ عشان هو مبقاش بيحب يمنى؟


_لا، بابا بيحب يمنى و عمل كدا عشان عايزها تبقى بنت كويسة، مت ز ع ل ي ش منه يا يمنى.


ابتسمت و حضنتها جامد.


_مش زعلانة.


_همم يا ترى يمنى هتبقي بنت شطورة و مش هتسيب حد   ي ل م س ها   تاني؟


_أيوا، يمنى هتبقى بنت شطورة و مش هتسيب حد ي ل م س ها تاني أبداً أبداً.


_وعد؟


مدت صباعها الصغير ليا و أنا لمسته بصباعي الصغير قبل ما أجاوبها:


_وعد.


"ويح روحي إن اغتربت عني

تذرني فلا أدركني...

إني أبحث عني و أجدني...

خيباتٌ و وعود لم تنجبر..."


الأبيات لندى أسامه🖊


الفصل الثالث 



         _واحد، اتنين، تلاتة...خا*نتنا الكد*ابة...


صوت حد بيغني جاي من بعيد بصيت لقيتها يارا...بنتي، قربت منها و نادمت عليها:


_يارا! رايحة فين؟


مردتش عليا و كملت غنا:


_أربعة، خمسة، ستة...لسه باقي القصة...


_يارا، أنا بكلمك مش سامعاني؟


_سبعة، تمانية، تسعة...خلفت عهد و بسمة...


فجأة اتع*صبت عليها و ز*عقت بصوت عالي:


_يارا!


أخيراً سكتت و بصتلي بنظرة انكسا*ر حزينة قبل ما ترد:


_ أنا ماشية يا ماما.


_ماشية رايحة فين؟ تعالي هنا.


_انتي وعدتيني هتيجي بس مجيتيش؛ عشان كدا أنا مش عايزة أرجعلك تاني.


_أنا...أنا آسفة، حاولت بس مقدرتش!


_أنا عديت للمية عشر مرات مش خمسة بس يا ماما، استنيتك طول الليل بس....بس انتي برضو مجيتيش!


_طيب تعالي هنا و أوعدك إني...


_كفاية...اسكتي بقى!


قاعطني صوت زعا*ق حد جه فجأة من ورايا، لفيت وشي عشان أشوف مين و اتصمنت في مكاني أول ما لمحت أمي، نطقت بذهول:


_ماما؟!


مردتش عليا، مددت يدها ناحيتي أنا و  يارا راحت يارا جريت بسرعة ناحيتها و مسكت يدها الممدودة.


_اسكتي يا يمنى ، متقوليش وعود متقدريش توفي بيها تاني.


_ماما أنا...


_انتي وعدتيني تحافظي على نفسك و متخليش حد يلمسك!


_بس دا..دا كان غص*ب عني..


_اوعي تقولي غص*ب عنك! انتي اللي مسمعتيش كلامي من الأول، دا كله غلطك انتي.


_ماما...


_مش عايزة أسمعك بتقولي ماما تاني، أنا هاخد يارا معايا عشان أحميها منك و من وعودك الكد*ابة.


لفت و ادتني ضهرها، بدأت تبعد و يارا معاها عمالة تكرر نفس الأغنية:


_واحد، اتنين، تلاتة...خا*نتنا الكد*ابة...


_لا، متخديهاش، أنا آسفة.....


_أربعة، خمسة، ستة.....لسه باقي القصة...


_يارا، تعالي هنا..متروحيش!


_سبعة، تمانية، تسعة...خلفت عهد و بسمة...


_ماما أرجوكي متخديهاش، محيلتيش غيرها...


فجأة صحيت من النوم مفز*وعة و أنا بصر*خ و بب*كي، ريحة المطهرات بتها*جم جيوبي الأنفية من كل ناحية، إضائة بيضة شديدة أجب*رتني أغمض عيني للحظة قبل ما أفتحها تاني و أتفاجئ بإ*بر المحاليل اللي متع*لقة في دراعي...


_آنسة يمنى؟! انتي كويسة؟


بصيت جمبي لقيت الظا*بط أدهم، اتكلمت بسرعة و خو*ف و أنا بحاول أخلع المحاليل من يدي :


_أنا..أنا لازم أروح دلوقتي.


_اهدي، مش هينفع تروحي قبل ما المؤشرات الحيوية بتاعتك تتظبط.


مسك إيديا الإتنين عشان يمنعني من إني أشيل المحاليل.


اتكلمت بعيا*ط و ترجي:


_انت مش فاهم، يارا...يارا هتسيبني و تمشي، ماما جت تاخدها!


_ايه اللي بتقوليه دا؟ قصدك يارا بنتك؟ اهدي و اسمعيني....أياً كان اللي شوفتيه فهو كان مجرد كابو*س مش أكتر.


نفيت براسي ببكا، فضلت أحاول أقاومه باستما*تة لغاية ما دخلت ممرضة ادتني حق*نة في دراعي و بعدها محستش بحاجة تاني.


___________________


_يا ربي أنا كان مالي و مال الحوارات دي كلها.


تحدث الظا*بط أدهم بينما يجلس إلى جوار صديقه في كافتيربا المستشفى.


_أحب أفكرك إنها كانت فكرتك انت من البداية.


تنهد بيأ*س قبل أن يرتشف رشفة من فنجان قهوته و من ثم تحدث:


_مكنتش أعرف إنها هتبقى صعبة كدا! كل ما أحاول أقرب منها تقولي أنا ست متجوزة قال، اومال لو مكانش جوزها بيعذ*بها؟!


موضع صديقه إحدي قدميه على الأخرى قبل أن يسأله بنبرة ش*ك:


_و انت عرفت منين إن جوزها بيعذ*بها إن شاء الله؟


_في البداية كنت شاكك لما شفت خدها المو*رم و شفايفها بس بعدين اتأكدت لما شفت إيديها و أنا شايلها.


مال الظا*بط الآخر  بجذعه أكثر ناحيته بعد أن بدأ الحديث بجذب انتباهه قبل أن يسأل بخفوت: 


_ومالها إيديها؟


_في علا*مات حبا*ل عليها.


ابتسم صديقه ينك*زه باستمتاع بينما يجيب:


_طب ما يمكن يكون اللي في بالي بالك!


أجاب الآخر سريعاً:


_لا، معتقدش إن يمنى من النوع دا!


_اللي يسمعك يقول إنك تعرفها من زمان مش لسه يا دوب مقابلها النهاردا.


ابتسم أدهم مدافعاً عن نفسه:


_أنا ظا*بط و تحليل الناس و شخصياتهم من اختصاصي.


_لا يا عسل دا اختصاص الدكتور النفساني مش الظبا*ط، على العموم حاول تخلص من القض*ية دي بسرعة و متختلطش بالبت اللي اسمها يمنى دي كتير مش عايزين مشاكل!


_متقلقش، مفيش حد يقدر ينجو من تأثير الظا*بط أدهم.


_يا خو*في منك! تصدق إني بدأت أشفق عليها من دلوقتي!


_بس اتجر امشي من قدامي و ملكش دعوة.


تحدث بينما يضر*به بقدمه يستعجله للذهاب.


________________


_افتحي بوقك و قولي آه....


_للمرة الألف مش هفتح بوقي، خد الصينية دي من قدامي و اتفضل امشي من هنا لو سمحت!


_ايه دا؟ انتي مش واخدة بالك إنك بتكلمي ظا*بط و لا ايه؟


_و يا ترى الظا*بط مش واخد باله إني ست متجوزة و معاها طفلة و لا ايه؟!


بدأت تاني!


حطيت الأكل على جمب و اتنهدت، الدكتور قال إن سبب الإغما*ء كان قلة التغذية و الإجها*د المستمر، حاولت أأكلها لما صحيت بس خمنوا اكتشفت ايه؟ العند هو اسم يمنى التاني!


كت*فت دراعاتي سوى و اتحمحمت قبل ما أتكلم بجدية مصطنعة:


_طيب، يظهر كدا إن في حد هيتح*بس بت*همة التن*مر.


لفت وشها بسرعة ناحيتي بقلق.


_بس...بس فوزية مشتك*تش منا!


_و مين قال إنها لازم تش*تكي؟ اعتر*افك على نفسك كافي عشان أحرر المح*ضر.


_ل..لا، متعملش كدا أرجوك، مش ناقصة مشا*كل!


منعت نفسي من الضحك بالعافية على ردة فعلها قبل ما أكمل بنفس النبرة الجادة:


_حلو، لو مش عايزة تدوقي أكل الس*جن يبقى أحسنلك تفتحي بوقك دلوقتي.


مسكت المعلقة و مديتها ليها تاني و هي بصيتلي بتردد للحظة قبل ما تسحب المعلقة و الطبق مني.


_أقدر آكل لوحدي.


اتنهدت بملل ، شكلها مش من النوع اللي ممكن يفتحلي قلبه بسهولة.


فجأة جات في دماغي فكرة و قررت أنفذها علطول و من غير تردد فتحت المحفظة بتاعتي و طلعت منها تذكرتين للملاهي، مديتلها يدي بواحدة منهم، بصتلي باستنكار و اتكلمت:


_ايه دا؟


_دي تذكرة مجانية للدريم بارك.


_و دي بمناسبة ايه إن شاء الله؟


_اعتذار مني على اللي حصل النهاردا؟


رديت بنظرة بريئة و هي رفعت حاجبها و بصتلي بشك.


_لا، شكرا...مش عايزة حاجة.


_ليه؟ دي مش ليكي دي ليارا، أنا متأكد إنها هتحب الألعاب هناك.


فجأة ملامحها المسترخية و الواثقة اتبدلت للقلق.


_أيوا صح، يارا! أنا لازم أروحلها بسرعة.


حاولت تسحب المحاليل تاني و أنا منعتها قبل ما أتكلم:


_خلصي أكلك الأول و أوعدك هخليهم يطلعوكي من هنا.


_ط..طيب، بس إياكش متخلنيش أطلع بعدها.


ابتسمت و هزيت راسي بالموافقة، لازم أجاريها لغاية ما أوصل لهدفي منها.


خلال عشر دقايق كانت خلصت الطبق على الآخر و فضلت مبحل*قالي مستنية أنفذ كلامي فاضطريت أخليهم يطلعوها مع تحملنا الكامل للمسؤولية لو حصلت أي مضاعفات تاني بسبب تع*بها.


كنت ماشي معاها لغاية ما طلعنا من المستشفى و هي كان باين عليها بتحاول تتهرب مني و تمشي بعيد عني و مع ذلك تجاهلت اللي لاحظته و أنا بتكلم:


_اركبي العربية هوصلك.


_لا، ملوش لزوم بيتي قريب من هنا.


وقفت و حطيت إيدي في وسطي:


_بطلي عناد و اسمعي الكلام، أنا ظا*بط!


اتكلمت بعدم مبا*لاة و هي ماشية:


_أيوا أعملك ايه يعني؟ كونك ظا*بط مش رخصة عشان أقعد معاك في العربية لوحدنا!


_ايه هو اللي أقعد معاك في العربية لوحدنا؟! محسساني إني هغت*صبك يعني.


ملامحها اتقلبت مية و تمانين درجة، مزيج من الخ*وف و القلق و الحزن مكنتش قادر أحدد ايه هي مشاعرها في اللحظة دي بالظبط بس كل اللي كنت متأكد منه إني ضر*بت نقطة حساسة بالنسبة ليها، يا ترى اللي خلاها تتفاعل كدا علاقتها بجوزها؟!


فجأة بدأت وتيرة تنفسها تزداد أكتر و بدأت تبح*لق لحاجة محدش شايفها غيرها، كان باين إنه هيغ*مى عليها تاني فمسكت يدها بسرعة و اتكلمت:


_آنسة يمنى اهدي، أنا هنا...مفيش حد هيقدر يئذيكي!


شديت على يدها أكتر و هي بدأت تهدى أخيراً و أول ما لاحظت يدي اللي كانت ماسكة يدها ز*قتها بعيد.


_أنا..أنا لازم أروح...


اتكلمت بسرعة و قبل ما تمشي وقفتها و أنا بحط التذكرة في يدها و بقفلها عليها جا*مد.


_أنا مصمم إنك تقبلي طريقتي في الإعتذار و تعويضك، لو سمحت فكري تاني و لو غيرتي رأيك اتصلي بيا.


بصيتلي بحيرة و في الآخر جاوبت:


_حاضر...هبقى أفكر.


راقبت ضهرها و هي ماشية و اتمنيت من كل أعماقي إنها تاكل الطعم و تقع في الشبكة.


___________________


عندما وصلت يمنى إلى المنزل ترددت في إحضار الصغيرة من عند جارتها، هي لم تكن مستعدة لمقابلتها بعد ذلك الكا*بوس بعد لذا قررت أن تعد الطعام لزوجها أولاً قبل أن تحضرها.


انتهت من تحضير الطعام و أيقظت زوجها ليأكل بينما تسللت هي بهدوء لإحضار ابنتها.


طرقت طرقة خفيفة على الباب و تمنت أن تكون يارا نائمة حتى لا تضطر إلى مواجهتها و كام خاب أملها عندما كانت ابنتها الصغيرة هي من فتحت الباب.


_ماما؟ أخيراً جيتي.


تحدثت الصغيرة ما إن فتحت الباب لترتمي في حضن والدتها.


أتى صوت جارتهم سلمى الغا*ضب من خلفها:


_يارا! كام مرة أقولك متفتحيش الباب قبل ما تسألي م...يمني!


حكت يمنى رأسها بخجل قبل أن تتحدث:


_أنا آسفة، محدش بيخبط عندنا على الباب عشان كدا يارا متعرفش...


_لا، عادي، المهم إنك تعرفيها إن كدا غلط.


_حاضر، و...شكرا تاني عشان أخدتي بالك منها.


_يووه، تاني؟ لو قولتي شكرا تاني هضر*بك، أنا مش صاحبتك و أختك و لا ايه؟


ابتسمت يمنى بامتنان لتصطحب الصغيرة معها إلى شقتها في الطابق السفلي.


في منتصف الليل، تكورت الصغيرة لتنام في حضن والدتها على فراشها الصغير، لقد كان هذا اليوم من الأيام النادرة التي يدعها فيها ياسر بمفدرها و غالبا ما يعود ذلك إلى انشغاله بصفقة مخد*رات.


احتضنتها يمنى و تحمحمت قبل أن تتحدث:


_يارا،انتي مش زعلانة مني؟


فكرت الصغيرة قليلاً قبل أن تجيب:


_همم، كنت زعلانة بس خلاص...أنا دلوقتي فرحانة عشان انتي نايمة جمبي.


زفرت يمنى أنفاسها براحة قبل أن تتحدث:


_عايزاني أحكيلك قصة؟


همهمت الصغيرة بالموافقة و تشبثت بحضن والدتها أكثر.


_كان يا مكان في قديم الزمان...راعي عايش في قرية و بيرعى الغنم بتاعه، في يوم من الأيام قرر إنه يضحك على أهل القرية و يقولهم إن في ذئب ه*جم عليه و لما أهل القرية راحوله لقيوا مفيش حاجة و زعلوا منه، الراعي كرر نفس الكد*بة مرة و اتنين و تلاتة لغاية ما أهل القرية زهقوا منه و مبقوش يصدقوه...و في يوم من الأيام هج*م عليه ذئب حقيقي و حاول يستنجد بأهل القرية بس محدش فيهم ساعده و الذئب أك*ل كل الغنم بتاعه....ها عجبتك القصة؟


نفت الصغيرة برأسها:


_لا مش حلوة، متحكيش قصص تاني.


ابتسمت الأم قبل أن تسألها:


_طيب، استفدتي ايه من القصة؟


_اممم، إن الذئب حيوان شر*ير؟!


ضحكت الأم باستمتاع قبل أن تجيبها:


_لا، استفدنا إن الواحد لما بيكدب كتير محدش بيصدقه، لما...لما نوعد أكتر من مرة و نخلف الوعود...بتخسر قيمتها و محدش بيصدقها، بتبقى عاملة زي...زي لوحة فاضية ملهاش لازمة...


_ماما...انتي بتقولي ايه؟ أنا مش فاهمة حاجة.


تداركت الأم ما كانت تتفوه به قبل أن تنفي سريعاً متحدثة:


_ولا حاجة، كنت بقولك عايزة تروحي معايا الملاهي بكرا؟


ابتلعت السمكة الطُعم.


________________


       الفصل الرابع 


_ازاي لسه عندها ١٩ سنة و مع ذلك بنتها عندها خمس سنين! جابتها امتى و ازاي؟


_اومال لو عرفتي الباقي...أنا سمعت كمان إن بنتها مش من جوزها أصلاً و إنها اتجوزته عشان تداري على الف ض ي حة مش أكتر...


_يا ل ه و ي ، ازاي جالها قلب تعمل حاجة زي كدا في السن دا؟! جابتها و هي عندها ١٤ سنة بس  ي خ رب ي ت ها !!


_ششش وطي صوتك لاحسن لو سمعتنا و احنا بنتكلم عليها هتضايق مننا.


_سيبك منها، ب ت الا ي ه ...عاملالنا فيها شيخة و لابسة الخمار و هي عاملة م ص اي ب سودة قد كدا!


شهقت بصدمة و أنا بسمع كلامهم، كنت معدية جمب أوضة المدرسات أول لما سمعت نهلة و صفاء بيتكلموا عليا.


كنت ناكرة...طول حياتي عشت ناكرة للي حصل و دي الطريقة الوحيدة اللي قدرت أستحمل بيها، ليلتها شفت حياتي و مستقبلي بيدمروا و مع ذلك عملت نفسي عمية، فجأة حسيت بال ق رف من نفسي لدرجة إني كنت عايزة أر ج ع، غطيت بوقي بيدي و جريت بسرعة على الحمام و كنت حرفيا ب رج ع   م ص ار ي ني لأني مكلتش أي حاجة من امبارح الضهر من ساعة الوجبة اللي الظا بط  أج ب ر ن ي أكلها، اكتشفت إن الحقيقة لما بنسمعها على لسان الغير.....بتوجع أكتر.


________________


_يمنى انتي متأكدة إنك سمعتيهم بيقولوا كدا؟


سألتني المديرة و هي ماسكة يدي بقلق و بتحاول تهديني.


_أ..أيوا، متأكدة.


_بس ازاي عرفوا حاجة زي كدا؟ أنا متأكدة إني مجيبتش السيرة دي لأي حد و محدش يعرف خالص غيري...انتي حكيتي لحد طيب؟!


صوت ان ت ح اب ي بدأ يعلى و أنا بجاوبها:


_لا...مقولتش لحد حاجة...مقولتش...


_طيب اهدي دلوقتي، البكا مش هيفيدنا لازم نعرف مين اللي نشرت الكلام دا و عرفت منين أصلاً...


قعدت على الأرض وحضنت نفسي، بصيتلها و عيوني مليانة د م و ع و اتكلمت:


_أنا..أنا معملتش حاجة غلط، انتي مصدقاني مش كدا؟


_مصدقاكي يا يمنى.


_ماما... ماما مماتتش بسببي زي ما بيقولوا مش كدا؟ قولي إنها مماتتش بسببي!


قربت مني و حاولت تطبطب على كتفي بس أنا زحت يدها و رجعت لورا ب خ وف و أنا عمالة أردد:


_مش أنا...مش أنا اللي ق ت ل ت ها ...ماما مما*تتش بسببي أنا..


_يمنى اهدي...أنا طنط عبير...بصيلي هنا.


مسكت وشي و أج*برتني أبص في عيونها قبل ما تكمل:


_انتي و يارا هتبقوا كويسين، ماشي؟!


هزيت راسي و بلعت ريقي قبل ما أتكلم:


_يارا...يارا بنت عادية، يارا...يارا عندها أنا و دا كفاية.


_أيوا ، يارا محظوظة عشان عندها أم قوية زيك.


حضنتني و أنا بدأت أبكي أكتر، أخيراً بعد عشر دقايق من العياط المتواصل بدأت أهدى.


_متزعليش من كلامهم يا يمنى أنا هلاقي اللي عملت كدا و هحاسبها.


نفيت براسي و أنا بقوم من على الأرض و بساعدها هي كمان عشان تقف.


_لا ملوش لزوم، أنا كدا كدا هسيب الشغل هنا خلاص...


_بس يا يمنى...


قاطعتها قبل ما تكمل:


_صدقيني مش هقدر أستحمل أسمع أي كلمة عن الموضوع دا تاني.


نزلت راسها بحزن.


_طيب زي ما تحبي، بس على الأقل حاولي تستحملي لغاية ما تلاقي شغل تاني عشان يارا...


_ماشي.


نطقتها كدا، مكنتش بفكر في حاجة غير السلسلة اللي متعلقة على رقبتي و بفكر إن الوقت جه أخيراً عشان أستخدمها، لو الإشاعات زادت محدش هيقبل بنتي في المجتمع و أنا مستحيل أسيب يارا تعيش حياة زي كدا!


طبطبت على كتفي و طلبت مني أروح الحمام عشان أغسل وشي.


بصيت لوشي في مراية الحمام بعد ما غسلته، عيني تحتها هالات سودة و باين إني خاسة بشكل كبير، لما طنط عبير حضنتني كرهت الشعور....شعور إن حضنها مش كفاية، مكانش في نفس دفا الحضن اللي استلقاني لما وقعت في الكافيه، مكانش بنفس دفا اليد اللي مسكتني امبارح و مسكتها لوحدها كانت كافية تلحقني قبل ما أدخل في نوبة ه ل ع...


ض رب ت وشي بيدي مرتين تاني بالمياه جامد عشان أفوق مش عايزة أفكر فيه، ك ر ه ت نفسي و أفكاري، حاسة بالذنب

 ب ي ن ه ش ن ي  من كل ناحية و صدري ب ي ض ي ق  أكتر، فجأة سمعت صوت خ ب ط جامد على الباب بيسحبني من أفكاري.


غسلت وشي للمرة الأخير و قفلت الحنفية قبل ما أفتح الباب.


_سعا...


ملحقتش أكمل الكلمة، لقيتها بتحضني جامد.


_سعاد مالك؟ انتي كويسة؟


صوت مي جه من وراها و هي بترد عليا:


_قوليلنا انتي اللي كويسة؟


ملامحي بدأت تتوتر، أكيد عرفوا.


_أنا..أنا كويسة ، هيكون مالي يعني؟


سابتني سعاد و اتكلمت و عيونها قربت تدمع:


_أصل احنا سمعنا من أبلة عبير إنك ناوية تسيبي الحضانة، عايزة تمشي و تسيبينا ليه؟


أول ما عرفت إن الكلام لسه موصلهمش بدأت أهدى، ما طبيعي..أكيد لو كانوا عرفوا كانت هتبقى ردة فعلهم مختلفة عن دي... أنا متأكدة إنهم كانوا هيقرفوا مني و عمرهم ما هيتجرأوا يلمسوني أو يقربوا مني تاني.


مسحت على وشي في محاولة إني أتمالك نفسي أكتر قبل ما أرد:


_أنا مش عايزة أسيبكم، كل الحكاية إني...إني هنقل قريب و مكان بيتي الجديد بعيد عن هنا.


هايل، بقيت كدابة محترفة!


_بسيطة، اركبي تاكسي كل يوم و تعالي.


اتكلمت مي قبل ما ت ض ر ب ها سعاد على راسها و تتكلم:


_عايزاها تصرف ال م ر ت ب   الم ع ف ن  اللي بناخده على فلوس المواصلات و لا ايه؟!


مي كانت لسه هترد عليها بس صوت حمحمة جه من وراهم....


_قولولي إنها مش المديرة.


اتكلمت سعاد بقلق بعد ما بلعت ريقها.


_مش المديرة.


أول ما سمعت رد مي اتنهدت براحة بس لما لفت وشها اتجمدت في مكانها بصدمة و بصت لمي اللي رفعت كتافها و اتكلمت بدون مبالاة:


_ايه؟ انتي اللي قولتي نقول إنها مش المديرة.


قاطعتهم أبلة عبير:


_ماله المرتب يا مس سعاد؟ دا ضعف مرتب المدرسات العادي اللي شغالين في الحضانات التانية.


_أنا..أنا مش قصدي حاجة.


_طيب ملمومين عليها كدا ليه؟ أنا قولتلكم عشان متتصدموش مش عشان تسيبوا حصصكم و تيجوا ت خ ن ق وها هنا...


اتكلمت و هي باصة لسعاد اللي كانت لسه حضناني جزئياً عشان تفهم التلميح و تسيبني أخيراً.


_اتفضلوا كل واحدة على حصتها يلا.


أول ما سعاد و مي مشيوا بصتلي و اتكلمت:


_تقدري تاخدي اليوم أجازة النهاردا، روحي اتفسحي و كلي حاجة حلوة م ت ن ك دي ش على نفسك.


أنا فعلاً كنت هعمل كدا، النهاردا همشي و هاخد يارا معايا و بما إنه آخر يوم لينا في الحياة، كنت ناوية أخليه أسعد يوم على الإطلاق في حياتنا القصيرة و ال ك ئ ي بة...


________________


_ألو يا أدهم...


_ألو...عملت اللي قولتلك عليه؟


حطيت التليفون على ودني و رديت و أنا بسوق العربية.


_أيوا، سجل البنت قدامي أهو المشكلة إنها...


_مالها؟ ما تنطق و تخلصني.


_مواليد **٢٠ يعني عندها ١٩ سنة بس!


_و فيها ايه يعني؟ كان باين إنها صغيرة بالفعل، تلاقي البنت التانية الصغيرة أختها و لا حاجة و هي بتضحك علينا...


_بس المص*يبة إنه مش مكتوب إنها متجوزة!


دست على المكابح جامد مرة واحدة قبل ما العربية تقف أخيرا بصرير عالي و م ز ع ج.


_اي اللي بتقوله دا؟ احنا كنا بنراقبها و متأكدين إن جوزها ياسر السياف.


_مش عارف، شكل الموضوع فيه لعبة كبيرة أكبر من اللي كنا متخيلينها...


قفلت التليفون ب ع ص ب ية و دماغي قعدت تودي و تجيب، البنت مراته بشهادة المنطقة كلها إلا لو...لو متجوزين بقالهم أكتر من سنة!

ساعتها بس هيضطروا يعملوا عقد م ز و ر عشان مكانتش في السن القانوني للجواز، و بما إن يارا عمرها أكتر من سنة يبقى....


ض ر ب ت الدراكسيون ب ع ص ب ية و رجعت شغلت العربية تاني، كانت يا دوب الساعة تلاتة العصر و كنت رايح أقابل صحابي قبل ما مازن يسد نفسي بالأخبار.


فجأة سمعت التيليفون بيرن تاني، سحبته و بصيت على الاسم "العملية رقم ٣٦٦"، مهتمتش في البداية و رميت التيليفون بعيد قبل ما دماغي تستوعب مين صاحبة الاسم، كانت يمني..يمنى بترن عليا أنا؟ أخيراً قررت تستسلم؟!


مديت يدي و سحبت التيليفون تاني و رديت بسرعة:


_ألو، آنسة يمنى معايا؟


_أنا...أنا قبلت إعتذارك و استخدمت التذكرة...


خلايا مخي وقفت عن التفكير فجأة..


_يعني ايه استخدمتيها؟


_أنا في الملاهي دلوقتي مع يارا و اتصلت عشان أشكرك.


ض ر ب ت راسي لما استوعبت الغ ب اء اللي عملته، مكانش لازم أديلها التذكرة، كان لازم أنا اللي أخدها و أوديها بنفسي، ازاي متوقعتش إنها ممكن تعمل حاجة زي كدا؟!


استجمعت نفسي و سألتها تاني:


_بتقولي إنك في الملاهي دلوقتي؟


ردت عليا بنبرة امتنان حقيقية:


_أيوا و شكرا لحضرتك جداً.


_عفواً على ايه؟ دي حاجة بسيطة.


قفلت معاها و رنيت على حد و أول ما رد اتكلمت بسرعة:


_متستنونيش مش جاي.


_نعم! و مش جاي ليه يا أستاذ يا....


قفلت السكة في وشه من غير ما أرد و غيرت اتجاه العربية، أنا مش عامل كل دا عشان في الآخر مطلعش منك بحاجة، مش أنا اللي ي ت ل ع ب معاه بالطريقة دي يا كتكوتة!


_________________


الفصل الخامس 


#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة 5


_حد يجي الملاهي على الصبح كدا؟


كنت بناول يارا غزل البنات قبل ما أسمع صوت حد جاي من ورايا مألوف، بصيت ورا بسرعة و لقيته هو أدهم فعلاً،  ع/ض/يت على شفتي عشان أمنع ابتسامة من إنها تتكون، غرضي من الاتصال كان إني أخليه يجي بطريقة غير مباشرة بس متوقعتش إنه يجي بالسرعة دي، بما إن النهاردا آخر يوم قررت إني هعمل كل اللي عايزاه......شايفيني خ/اي/نة عشان كان الشخص الوحيد اللي عايزة أشوفه لآخر مرة راجل غريب؟ مش مهم، كنت أن/انية عشان ناوية أخلي النهاية م/ئسا/وية؟ برضو مش مهم...شوفوا اللي تشوفوه، النهاردا يومي الأخير و الحكاية حكايتي و لو مكانتش البداية ليا...فالنهاية بتاعتي.


ك/ت/فت يدي و رديت عليه بحاجب مرفوع:


_احنا بقينا العصر يا حضرة الظابط.


__________________


ماشي قدامي، مقعد يارا فوق كتافه و هي م/ست/غ/لة الوضع و فرحانة بالمنظر من فوق ، كنت ه/من/عها في البداية بس لما افتكرت إنه آخر يوم سبتها.


منظرهم سوى و هم عمالين يلعبوا و يضحكوا خلاني أحس بدفا في صدري، كان نفسي يبقى عند يارا أب حقيقي زيه! فيها ايه لو الحياة كانت عادلة معانا شوية؟!


فجأة وقف و لف و بصلي براس مايل و تعابير عبيطة على وشه، الغريب إن يارا فوق كتافه كانت عاملة نفس تعابيره بالظبط فضحكت على منظرهم.


_ايه مالكم؟ وقفت ليه؟


_ماشية ليه ورانا؟ تعالي هنا.


_لا، أنا.....


قبل ما أقدر أعترض يده اتمددت و س/ح/بت/ني من يدي عشان أمشي جمبهم.


بصيت لإيدينا  المشبوكة سوى و حسيت بالس/خو/نة بتوصل لوشي، غلط إني أسيبه يمسك إيدي مش كدا؟

بس...بس شعور الدفا و الأمان غير المألوف كان ش/الل تفكيري.


_ماما...عايزة أنط...عايزة أنط هناك.


مع كلامها أدهم أخيراً ساب يدي و بصلي قبل ما يتكلم:


_قصدها على الترامبولين خلينا ن...اي دا مالك؟ وشك لونه أحمر، حاسة إنك تع/با/نة؟


قال و هو بيمد كفه و بيحطها على قورتي عشان يتحسس درجة حرارتي.


ار/تب/كت أكتر و شلتها بسرعة و أنا برد:


_لا، مش تع/با/نة، دا....دا بس بسبب إننا ماشين في الشمس، جسمي ب/يس/خن بسرعة.


همهم بتفهم و مش متأكدة بس حسيت إني لمحته بيبتسم بجانبية قبل ما يديني ضهره و ي/سح/ب/ني معاه ناحية الترامبولين.


_مستنية ايه؟


_ها!


_مستنية ايه؟ اق/لعي جذمتك انتي كمان.


بصيت عليهم لقيته و هو يارا قا/لعين كوتشياتهم و واقفين مستنييني.


نفيت براسي و اتكلمت بسرعة:


_لا أنا...أنا مش هدخل، روحوا انتوا.


لما سكت فكرته سمع كلامي، بس تفاجئت بيه بيوطي و بيفتحلي سوستة الجذمة من على الجمب.


_الواحد مش بيجي للملاهي كل يوم، حاولي تس/تغ/لي اللحظة.


وقف و هو  بي/غم/ز/لي  بعد ما خلص فتح السُسَت في الناحيتين.


بصيت با/رتبا/ك ناحية اللعبة، لما كنت صغيرة مجاتليش الفرصة أبداً إني أجرب أي نوع من الألعاب عشان طبيعة بابا الم/تش/ددة و إيمانه بفكرة إن البنت لازم تحافظ على نفسها و تفضل جوا البيت فمكانش 

ب/يس/يب/ني  أخر/ج  أبداً.


_سرحتي فين تاني؟ قولتلك عيشي اللحظة متفكريش كتير.


اتكلم و هو ب/يسح/بن/ي عشان أطلع وراهم.


_ممكن تبطل تس/حبن/ي من يدي فجأة كل شوية؟!


اتكلمت بض/يق مصطنع، الحقيقة إن كل مرة بيمسك فيها يدي قلبي كان بيد/ق جامد و كنت خايفة أعترف لنفسي بالسبب الحقيقي.


رفع ايديه الاتنين لفوق في وضعية استس/لام و اتكلم:


_ماشي، زي ما تحبي، مش همسكك تاني...راضية؟


مرتدش عليه و دخلت جوا، اتفاجئت بإني مش قادرة أقف بسبب الناس اللي عمالة تنط قريب منا.


حاولت اتوازن بس كنت عمالة أق/ع و هو كان بيتفرج عليا و عمال يضحك أما يارا كانت في عالمها الموازي عمالة تتنطط و مش فارق معاها حاجة.


آخر ما ز/هقت  است/سلمت و فضلت قاعدة مكاني قبل ما ألاقي يد ممدودة قدامي.


_طيب، ينفع أمسكك المرة دي بس؟


اتر/ددت شوية قبل ما أمسك يده، شد/ني فوقفت معاه، بدأ ينط براحة و طلب مني أعمل زيه.


مش عارفة أوصف الشعور ازاي، بس في كل مرة بلاقي جسمي في الهوا كنت بحس بشعور غريب بالحرية، عايزة أنط أعلى و أطير فوق، عايزة أخ/لص من كل الأفكار و الكو/ابيس و الحياة تقف على كدا.


__________________


اكتشفت المعنى الحقيقي لجملة " عيونه بتلمع من السعادة" لما ركزت في عيون يمنى، عيون بني بمسحة من العسل، دايماً تحسسك إنها شايلة همو/م العالم و حز/نه و مئا/سيه كله فيها بس لما بتضحك...بتقدر تشوف بوضوح إنها مجرد طفلة استح/م/لت فوق

 طا/قتها أكتر بكتير، كنت حاسس بالش/فقة عليها من اللي اتض/طرت تشوفه و تمر بيه أياً كان ايه هو.


في الحقيقة، مستغرقش الموضوع وقت طويل قبل ما يمنى تندمج و تبدأ تستمع بجد، كنت براقبها و هي عمالة تجري من لعبة للعبة زي الأطفال بالظبط و المضحك إن لما يارا بتتعب كانت يمنى هي اللي بتلح عليها عشان يكملوا، كانت خطتي ماشية بمثالية.


_بس كدا...كفاية.


اتكلمت و أنا بس/حب يارا اللي باين عليها انهكت تماماً و بنق/ذها من يد يمنى اللي كانت بتج/رها عشان يركبوا لعبة تاني.


_بس..بس ليه؟ لسه في لعب تاني كتير عايزة أجربها.


_يمنى..خلينا ناخد بريك عشان ناكل و بعدين نرجع نكمل، بصي على يارا...تع/بت خالص.


اتكلمت و أنا برفع يارا و أول ما شلتها حضنتني و سندت راسها على كتفي بتع/ب.


يمنى أول ما أخدت بالها منها وافقت على مض/ض و مشيت ورانا ناحية الكافيتريا.


طلبت أكل كتير لينا احنا التلاتة ، كنت مقعد يارا على حجري و بوكلها عشان أمنح فرصة ليمنى تقدر تاكل براحتها و في البداية طبعاً كانت معتر/ضة بس بعد إصر/اري إني أعمل كدا وافقت.


فجأة حسيت بوتيرة أنفاس يارا بقت بطيئة و منتظمة و جسمها بقى مسترخي فعرفت إنها نامت، شلتها في وضعية مريحة أكتر عشان تقدر تكمل نوم و 

اس/تغ/ليت الفرصة و سألت يمنى:


_يارا بنت جميلة جداً ما شاء الله عليها، ممكن تقوليلي عندها كام سنة؟


أخدت قطمة من الساندوتش قبل ما ترد بحماس و خدودها مليانة بسبب مدحي لبنتها:


_خمسة.


_همم، طيب و انتي عندك كام سنة؟


اتكلمت بعد ما مديت صباعي عشان أمسح حتة كاتشب كانت على طرف شفتها و لحستها.


فجأة ار/تب/كت و خدودها بدأت تحمر تاني و سابت الأكل.


_ما..ما قولتلك تمانية و عشرين.


اتسندت على الترابيزة بيدي اللي مكنتش شايل عليها يارا.


_لا، انتي قولتيلي تلاتين و باين جدا إنك أصغر من كدا ممكن تقوليلي عمرك الحقيقي؟


سألتها بحاول أستدر/جها في الكلام و متفاجئتش لما ردت أخيرا:


_بصراحة...عندي خمسة و عشرين سنة.


طبيعي هت/نكر فحاولت أوصل للي عايزه من ناحية تانية.


_طيب و متجوزة بقالك كام سنة؟


_خ..خمسة.


مع إني توقعت حاجة زي كدا، بس لما سمعت الحقيقة من لسانها حسيت بصد/مة، أهلها سمحوا إنها تتج/وز و هي عندما ١٤ سنة بس؟

حاولت أتمالك نفسي و مبينش حاجة و أنا بسألها تاني: 


_و مستريحة مع جوزك؟


بدأت تهز رجلها بسرعة بعص/بية و جسمها يتر/عش بدرجة خفيفة بس قدرت ألاحظها قبل ما تجاوب بح/دة:


_ممكن أعرف ليه بتسأل كل الأسئلة دي كأنك بتح/قق معايا؟ أعتقد إن حياتي الزوجية متخصكش في حاجة.


_مش قصدي... كل الحكاية إني شفت...


اتحمحمت و مثلت الق/لق قبل ما أكمل:


_شفت آثا/ر حبا/ل على يدك.


بصتلي بصد/مة و خو/ف و انا اتكلمت تاني بحاول أخليها تثق فيا:


_آنسة يمنى، متقلقيش...لو بتتعرضي لأي شكل من أشكال العن/ف أقدر أساعدك.


هزت راسها بالن/في بسرعة و ردت:


_ل..لا ، أنا كويسة.


حاوطت يدها اللي كانت بتتر/عش بخو/ف على الترابيزة بكفي و اتكلمت:


_بس أنا عارف إنك مش كويسة، احكيلي...


سح/بت يدها بع/يد و وقفت قبل ما تتكلم بعص/بية:


_ق..قولتلك أنا كويسة، ليه مش عايز تفهم؟


يارا صحيت من صوت زعا/قها و في ناس وقفت تتفرج علينا فطلعت الحسا/ب و حطيته على الترابيزة قبل ما أسح/بها معايا برا.


وقفت في نص السكة فجأة و سح/بت يدها م/ني.


_قولتلك متمسكنيش فجأة بالطريقة دي.


_أنا آسف، بس بسبب واحدة عص/بية الناس كلها كانت بتتفرج علينا جوا.


حكت راسها و بصت للأرض  بإحر/اج.


_انت..انت اللي عص/بتني.


_طيب ، هديتي دلوقتي؟


_مش قوي، لو سألتني أسئلة زي دي تاني هتع/صب عليك.


حسيت إنها بدأت تاخد عليا شوية عشان كدا قررت مضغ/طش عليها أكتر عشان منرجعش للصفر تاني فاتكلمت بهدوء مصطنع على عكس البرا/كين اللي كانت جوايا:


_تمام، زي ما تحبي...مش هسألك تاني.


كتف/ت دراعاتها و بصتلي بحاجب مرفوع:


_دا نفس اللي قولته ساعة ما طلبت منك متمسكش يدي تاني.


ابتسمت بإحر/اج:


_مكانش قصدي أمسكك تاني، أنا بتكلم بجد...مش هسألك تاني بس لو حسيتي إنك عايزة تتكلمي في أي وقت افتكري إني موجود و هقدر أساعدك.


__________________


في حاجة غر/يبة...على الرغم من إن عيونه مكانتش صادقة تماماً في عرضها بس أنا كنت حاسة بشعور مألوف كان غايب عني لفترة طويلة، شعور اشتقتله جداً بدأ يتسر/ب لقلبي براحة تاني...لأول مرة من فترة طويلة أنا...أنا كنت حاسة بأمل.


حطيت يدي على صدري مكان السل/سلة و حسيت إني عايزة أرجع في قراري، يمكن...يمكن الحياة لسه فيها خير، يمكن فعلا أدهم يساعدني و أتح/رر أنا و يارا من ياسر و تكبر كأنها بنت طبيعية من غير ما حد ما يعرف قصتها...


ابتسمتله بامتنان و هزيت راسي بالموافقة قبل ما يارا تنزل من على دراعه و تجري ناحيتي و هي بتتكلم:


_ماما، عايزة ألعب هناك.


بصيت للناحية اللي كانت بتشاور عليها و كانت عبارة عن مساحة صغيرة فيها ألعاب أطفال.


أدهم جه فجأة رفعها و قعدها على كتافه تاني و اتكلم:


_زي ما تحب الأميرة.


كان الوقت بقى المغرب بالفعل و بما إن خطتتي اتغيرت و قررت أروح البيت النهاردا  بدل المقا/بر حاولت 

أعتر/ض عشان مكنتش عايزة أتأخر أكتر من كدا على ياسر، كنت عارفة إن اللي مستنيني في البيت بالفعل عقا/ب مش هيكون هي/ن أبداً، كل اللي عدى كوم و المرة دي كوم تاني خالص.


_يارا خليها مرة تاني عشان اتأخرنا.


_ بس أنا عايزة ألعب هناك.


_سيبيها نص ساعة تاني و أنا هوصلكم متقلقيش.


في النهاية وافقت، بما إني كدا كدا هتض/رب مش هتيجي على نص ساعة أسيبها فيها تعمل اللي نفسها فيه.


قعدت على كرسي قريب منها و أنا بتفرج عليها و قبل ما ألاحظ إن أدهم مخت/في لقيته جاي و في يده تلات علب آيسكريم.


_فراولة و لا مانجا و لا شوكولاتة؟


سألني و هو بيمدهم قدامي.


_امم فراولة.


_ازاي دا ؟ أول مرة أشوف فراولة عايزة تاكل فراولة.


ضر/بته على كتفه بإحر/اج.


_بطل تقول كلام زي كدا.


_حاضر، زي ما تحبي.


اتكلم بنظرة لعو/بة و عرفت إنه مش هيبطل و كان ظ/ني في محله لما اتكلم بعدها تاني:


_اتفضلي، أحلى آيسكريم  لأحلى يمنى.


هزيت راسي بق/لة حي/لة و هو أخد العلبتين التانيين و راح يدي واحدة ليارا.


ابتسمت برضا و أنا ببص للسما، فيها ايه لو الحياة تبقى كدا علطول؟ فيها ايه لو كان أدهم مكان ياسر؟!


أول ما استوعبت اللي كنت بفكر فيه هزيت راسي

 بإح/راج و كأني بحاول أنفض الأفكار منه.


_مالك؟ انتي كويسة؟


اتكلم أدهم و هو بيقعد قريب مني.


حطيت وشي في الأرض بسرعة و حاولت أتجنب إنه يشوفني عشان كنت متأكدة إن وشي كله اتصبغ أحمر.


_أنا...أنا كويسة.


همهم بعدم اقتنا/ع و بدأ ياكل الآيسكريم.


_انتي بتشتغلي ايه يا يمنى؟


سأل فجأة و أنا بصيتله باستن/كار.


_انت قولت إنك مش هتسألني حاجة تاني!


_كان قصدي على الأسئلة الشخصية.


اتنهدت قبل ما أجاوبه:


_ما دي برضو أسئلة شخصية.


_لا، الأسئلة الشخصية هي اللي محدش يعرفها غيرك لكن الحاجات اللي كل الناس عارفاها عنك عادي مش شخصية، ولا جات على قرمط يعني؟!


ابتسمت و قبل ما أجاوبه سمعنا صوت صر/اخ جاي من ناحية يارا.


وقفت بسرعة و بصيت لقيت الأطفال كلهم متجمعين على حاجة فجريت بسرعة ناحيتهم و أدهم جري ورايا.


_ايه، في ايه ؟ مالكم؟


في ولد صغير فسح و هو بيشاورلي على الجسم اللي كان مر/مي على الأرض و كلهم ملمومين حواليه و هو بيتكلم:


_أغ/مى عليها و بوقها بيط/لع رغاوي بيضة.


قلبي اتق/بض، مش عايزة أبص لاحسن يطلع اللي في دماغي صح و أول ما لمحت يارا و السل/سلة اللي على رقبتها مفتوحة جسمي انه/ار على الأرض و بدأت

 أصر/خ بهيس/تيرية.


_يمنى؟ مالك في ايه؟ ايه دا...يارا!


جري بسرعة ناحيتها و بعد باقي الأولاد عنها و هو بيرفعها و أنا فضلت أصر/خ، أنا الوحيدة اللي عارفة...انا الوحيدة اللي عارفة إن بنتي را/حت بسببي.


الناس اتصلوا بالإسعاف و أدهم فضل يحاول يه/دي فيا بعد ما شربها مياه بملح.


جسمي كان بيتر/عش جا/مد و مش قادرة أست/حمل فكرة إني مش هشوفها تاني و بسبب مين؟ بس/ببي ، ليه في اللحظة اللي قررت أبقى فيها أم أحسن كل حاجة انها/رت؟


بصيت عليها و هي على كتف أدهم و وشها أز/رق 

مفهو/ش حياة ، ساعتها يدي اتح/ركت بتلقا/ئية و طلعت سلس/لتي، لو هتروح يبقى هروح معاها أنا كمان، فت/حتها  بسر/عة و طلعت الح/بة و قبل ما أحطها في بوقي أدهم مسك يد/ي و ض/غط عليها 

جا/مد، بصلي و عينبه بتطلع ش/رار:


_إيا/كي!


س/حب البرشا/مة مني و شالها في جيبه في نفس اللحظة اللي وصلت فيها الإسعاف و لما شفتهم بيحاولوا يعملولها الإسعافات الأولية عشان تفوق من غير فا/يدة  أ/غمى عليا.


في أحلامي شفت المشهد بيتكرر تاني بالبطئ: 


جسم بنوتة صغيرة شعرها فحمي ناعم و عينها بلون البحر واقفة جمبي في الشارع مستنيين أوتوبيس المحطة سوى، البنوتة اتكلمت بحماس:


_ماما، العُقد دا معناه إننا هنفضل دايماً سوى؟


_أيوا، معناه إننا هنفضل سوى مع بعض دايماً، بصي أنا كمان لابسة واحد.


ابتسمت بسعادة و هي بتقربهم لبعض عشان شكل القلب يكمل.


ازاي...ازاي اتج/رأت أقد/م المو/ت لعيونها اللي لسه بتلمع بالحياة؟!


_يارا، متقل/عهاش خالص، اتفقنا؟


_طب و لو عايزة أستحمى؟


ضحكت على كلامها، ازاي قدرت أضحك و كأني مش عاملة حاجة؟


_متخافيش مش هتبوظ من المياه.


_واو! يلا عشان نروح بسرعة عايزة أوريها لميار بنت طنط سلمى.


اتكلمت و هي بتش/دني من هدومي عشان أمشي وراها بعد ما الاوتبيس وصل.


ناد/مت عليا كتير جداً عشان أم/نعني من إني أديها السل/سلة بس صو/تي مكانش بيطلع، و حاولت أتحرك بس ر/جلي كانت ثا/بتة في مكانها، أنا رِكْبت الاوتوبيس مع يارا من غير ما تبص لورا...مشيوا و

 سا/بوني هناك، قاعدة بتفرج على حسر/تي بعنيا.


ليه مستع/جلة يا أنا؟! هتقدري تست/حملي مسؤ/ولية اللي عملتيه دا بكرا لما نصحى؟

هيكون من الأ/حسن إنك متص/حيش أبداً تاني!


________________


#ما_لم_تخبرنا_به_الحياة 6

قاعدة على السرير في المستشفى و الظا*بط قاعد قدامي، مك*تف دراعاته و بيهز رجله بعص*بية بقاله نص ساعة قبل ما يبدأ يتكلم أخيراً:

_كنتي ناوية تنت*حري و تا*خدي بنتك معاكي؟


سكتت و مردتش.


_يمنى..ردي عليا، انتي اللي اديتي يارا الس*م؟ كنتي ناوية تمو*تيها هي كمان.


ابتسمت بسخر.ية من غير ما أبص ناحيته و اتكلمت:


_عايز تعرف عشان تح*بسني؟ استريح...أنا همو*ت نفسي بنفسي كدا كدا.


وقف و قرب مني، مسكني من فكي جا*مد و أج*برني أبص ناحيته قبل ما يتكلم:


_يمنى متعص*بنيش! أنا مش بسأل عشان أح*بسك أنا عايز أفهم انتي عملتي كدا ليه؟


بادلته بصاته بت*حدي من غير ما أتكلم.


_ردي!


فضلت ساكتة و هو لما لقي مفيش رد مني حتى بعد المرة الخامسة من زعا*قه سابني وراح يقعد مكانه و هو بيمسح على وشه بيده في محاولة منه إنه يهدى.


اتحمحم و بدأ يتكلم بهدوء:


_عارف إن حياتك صع*بة، بس مش لدرجة إنك تحاولي تخل*صي على نفسك و بنتك! كلنا عندنا مشا*كل و مستحملين....


مقدرتش أمسك نفسي أكتر من كدا، سح*بت المحاليل من دراعي و قمت من على السرير، وقفت قدامه و سح*بته من ياقة قميصه جا*مد و ز*عقت فيه بصوت عالي:


_عارف إن حياتي صع*بة؟ تعرف ايه انت عن حياتي عشان تحكم إنها متستاهلش إني أخ*لص على نفسي؟ تعرف ايه عن بنتي و اللي شافته من أول يوم فتحت فيه عيونها على الدنيا ؟ انت تعرف ايه عنا عشان تتكلم ها؟!!


بصلي بذهول من غير ما يرد، كانت عيوني بتدمع غص*ب عني فسبت ياقته و بعدت، لفيت وشي الناحية التانية و مسحت دمو*عي في كمي بسرعة، رجعت أقعد في مكاني على السرير تاني و اتكلمت بنفس نبرة السخر*ية و كأن مفيش حاجة حصلت:


_الناس اللي زيكم أكبر همهم إنهم يجيبوا عربيات أحدث موديل!

خليك في حياتك عشان صدقني...لو فكرت تجرب تعيش لحظة واحدة في حياتنا مش هتع*مر هنا كتير.


________________


بعد كلامها الهدوء خيم تاني على المكان، مقدرتش أرد عليها...مش عشان كلامها صح! عشان...لما شفت عيونها الد*بلانة عرفت ببساطة إن حجم المعا*ناة اللي بتمر بيها كانت أكبر بكتير من أي مشك*لة واجهتني في حياتي قبل كدا.


بعد صمت طويل اتكلمت أخيراً من غير تبص ناحيتي:


_يارا...يارا لسه عايشة و لا ما*تت؟


صوتها مهز*وز و خا*يف و كأنها مش عايزة تعرف الإجابة.


_معرفش، خدوها على أوضة الطو*ارئ أول ما دخلنا من ساعة و لسه مطلعوش.


سكتت و اتكلمت تاني بعد فترة:


_ممكن أطلب منك طلب؟


_لا مش ممكن.


رديت على طول و هي تجا*هلت ردي و اتكلمت:


_لو يارا منج*تش...رجعلي البرشا*مة.


_قولت مش ممكن و البرشا*مة مش هرجعهالك.


بصتلي و ابتسمت بسخ*ية:


_ليه؟ محتاجها كدليل؟


كنت هنفي بس نظراتها المت*همة ناحيتي خلتني أجاوب عليها بعص*بية:


_أيوا، بالظبط كدا...محتاجها كدليل.


قولت و طلعت برا، سيبتها عشان مكنتش مستعد أقعد أتخا*نق معاها تاني.


كنت قاعد برا لما سمعت صوت همس في ودني فجأة:


_"متضا*يق ليه؟ دي حقيقتك."


هزيت راسي بسرعة أول ما سمعت الهمس و حاولت أركز على أي حاجة تاني.


لقيت ممرضة طالعة برا أوضة الطو*ارئ فوقفتها و سألتها عن يارا، هزت راسها بحز*ن و اتكلمت:


_للأسف حالتها خط*يرة، الس*م اللي اخدته قو*ي جداً على بنت صغيرة زيها.


إجابة الممرضة جات بالتزامن مع خروج يمنى برا أوضتها و اللي أول ما سمعت كلامها جسمها اتج*مد في مكانه و بدأت الدمو*ع تنزل من عيونها بصمت.


قربت منها و اتكلمت بهدوء:


_متخافيش يا يمنى، يارا بنت قوية و هتقدر ت...


_اسكت....


_أفندم؟!


سألت مش مستوعب ردها الغريب.


_لو مش هتديني البرشا*مة اسكت، متمثلش إنك مهتم! مش محتاجة شف*قة من حد.


اتكلمت و مشيت و هي بتتسند على الحيطان لغاية ما وصلت لأوضة الطو*ارئ و قعدت قدامها على الأرض.


ضر*بت راسي بيدي و اتأ*هوت بملل، كلامها كان معناه إننا رجعنا لنقطة الصفر تاني!


فجأة تيليفوني بدأ يرن، طلعته من جيب البنطلون و اترددت شوية قبل ما أرد لما قرأت الاسم اللي ظاهر على الشاشة:


_ألو...


_ألو يا أدهم، انت موجود في مستشفى ال*** دلوقتي؟


مستغربتش إنه كان عارف، و مهتمتش لحقيقة إنه حتى مسألش إذا كنت بخير و لا لا و ايه سبب وجودي في المستشفى، رديت بعدم مبالاة:


_أيوا، ليه؟


_بلغنا اتصال بحالة تس*مم طفلة، يا ريت تبدأ تح*قق مع أهلها دلوقتي منا ما أيوب يوصلك عشان يساعدك في التح*قيق.


بصيت على يمنى اللي كانت لسه قاعدة على الأرض قدام الأوضة كانت ضامة رجلها لصدرها و لسه بت*بكي اتنهدت و رديت:


_أنا تع*بان، خلي حد تاني يح*قق بدالي.


كنت عارف إني أول ما أشوف عيونها الحز*ينة و الم*رهقة هتصعب عليا و مش هقدر أح*قق معاها و عشان محسش بتأنيب ضمير إني السبب في حب*سها قررت أهر*ب.


سكت شوية و كان باين إنه بيتنفس بغ*ضب قبل ما يتكلم بز.عاق:


_انت أربعة و عشرين ساعة تعبا*ن؟ امتي هتكبر و تستحمل مسؤولية المنصب اللي انت فيه؟ انت عارف كام واحد كان هيمو*ت و يترقى مكانك؟


_أنا مطلبتش إني آخد الترقية دي و انت عارف كويس إني مستح*قهاش!


رد بصوت عالي و حازم:


_أدهم...تعالى قابلني دلوقتي، إياكش تتأخر!


قال و قفل الخط في وشي.


حسيت بر.عشة بتسري في جسمي كله بعد ما عرفت إني هضطر أشوفه بعد المدة دي كلها.


خط*فت نظرة أخيرة ليمنى و اتنهدت قبل ما أسيبها و أمشي.


__________________


اضطريت أروحله البيت بعد ما عرفت إن وقت شغله خلص و روح.


استنيت بالعربية قدام سور الفيلا الكبير قبل ما الحارس يجي يفتحلي بسرعة و هو عمال يرحب بيا و يقول إن الفيلا نورت بوجودي، شكرته بشكل مقتضب و أنا بناوله مفاتيح العربية عشان يركنها و اتوجهت أنا لجوا البيت.


أول ما الخدامة فتحتلي الباب لقيته قاعد في الصالون و مستنيني، اتكلم بهدوء أول ما حس بخطواتي المقتربة منه من غير ما يبص ناحيتي:


_حليت الق*ضية اللي شغال عليها و لا لسه؟


ابتلعت ريقي بق*لق قبل ما أنفي براسي و أتكلم:


_ل..لسه، احنا عرفنا مين المجر*م بس لسه بنحاول نمسكه متل*بس و....


قاطعني قبل ما أكمل:


_عن طريق إنك تتفسح مع مراته طول النهار؟


ابتلعت بق*لق للمرة التانية و رديت:


_أنا...أنا كنت ناوي أخليها تساعدنا.


وقف و بدأ يقرب مني براحة و مع كل صوت خب*طة لجذمته على الأرض كان قلبي بيد*ق بوتيرة أسرع.


وقف قدامي، عينيه الزرقا البا*ردة و اللي كر*هت لون عيوني عشان شبهها كانت بتحد*ق فيا بغض*ب و أول حاجة استقبل بيها ابنه من فترة طويلة.....كان قل*م خلى وشي يلف الناحية التانية.


_انت سامع نفسك بتقول ايه؟ انت مدرك انت ابن مين؟


فضلت واقف مكاني من غير ما أتجر*أ أبص في وشه تاني قبل ما يكمل:


_معاك أسبوع واحد بس يا أدهم، أسبوع واحد بس.... لو مكنتش قبضت على المجر*م ساعتها هيبقى لينا كلام تاني، اتفضل...


_______________


أول ما دخلت شقتي، حطيت المفاتيح على الجذامة و دخلت الحمام عشان أغسل وشي.


لما بصيت في المراية لقيت شفتي مجرو*حة بسبب الق*لم اللي اخدته بس حمدت ربنا إنها جات على كدا بس.


فجأة دماغي بدأت تسترجع يمنى، كلامها و منظرها و هي منها*رة و بتع*يط رجعني لمكان مكنتش حابب أرجعله تاني أبداً.


جملتها الأخيرة اترددت في دماغي تاني "...انت تعرف ايه عن حياتنا عشان تتكلم ها؟" و الهمس*ت بدأت تها*جمني بشكل أقو*ى:


_"تعرف ايه عن حياتهم؟ انت ابن لوا، يعرف ايه ابن البهوات عن معا*ناة الناس؟"


هزيت راسي بنفي و اتكلمت بصوت عالي و أنا بحاول أقنع نفسي إن مفيش حاجة:


_لا، مفيش حد بيتكلم...دا متهيأ*لك انت  بس يا أدهم افتكر كلام الدكتور.


ضحك الصوت و اتكلم تاني:


_"أنا بتكلم، مش سامعني؟! هي بنت غلبانة، عملت جر*يمة و هتتحا*سب عليها، لكن انت....مين اللي هيحا*سبك على كل جر*ايمك يا حضرة الظا*بط؟"


_ا..اخر*س...


اتكلمت و أنا بغطي وداني بيدي في محاولة إني مسمعهوش.


_"انت شخص فا*سد."


_دا...دا مش صح.


_"انت مجر*م...و المجر*م لازم تتحقق فيه العدا*لة!"


_قولت اخر*س.


ز*عقت المرة دي بصوت عالي.


رحت ناحية الدش، سديت البانيو و شغلت المياه و أول ما ملى قلعت كل هدومي و رميتها على الأرض، دخلت جوا، كت*مت نفسي و نزلت بجسمي كله تحت المياه في محاولة مني إني مسمعش أي أصوات.


بعد حوالي دقيقة طلعت راسي تاني بعد ما قررت إني أركز على القض*ية عشان مقعش في مشا*كل مع بابا، آخر حد في الكون أتمنى إنه يكون ليا عدا*وة معاه.


لبست هدومي بسرعة، دورت على الدوا اللي كنت باخده زمان و وقفته بقالي فترة لغاية ما لقيت العلبة، بلعت منها حب*تين بسرعة و أخدت مفاتيحي و نزلت ناحية المستشفى.


و أنا في الطريق اتصلت بأيوب و اتكلمت بسرعة أول ما رد:


_أيوب، مين اللي معاك و بدأت تحق*يق مع يمنى و لا لسه؟


_معايا سيف و لسه مبدأناش نح*قق معاها عشان را*فضة تتكلم لغاية ما بنتها تفوق تاني.


_هي بنتها لسه مفا*قتش؟


_لا، حالتها خط*يرة و احتمال كبير تمو*ت بس أمها لسه متعرفش.


اتنهدت بت*عب و اتكلمت:


_طيب خلي سيف يمشي أنا جاي أح*قق معاك بداله.


_و اشمعنى غيرت رأيك فجأة؟ مش كنت تعبا*ن؟


_أيوب...اعمل اللي بقولك عليه و متعص*بنيش مش وقتك!


اتنهد بق*لة حي*لة و رد عليا:


_طيب متتأخرش بس.


قفلت معاه، ضغطت على البنزين و زودت السرعة.


 يمنى كانت حلي الوحيد و مستحيل أسيب مفتاح حل قض*يتي يض*يع مني!


________________


يتبع....


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close