رواية مالم تخبرنا به الحياه الجزء الاول الفصل الحادي عشر حتى الفصل الخامس عشر والأخير بقلم ايلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
ي..يمنى!
تجمد ما إن وقعت عيناه على المشهد أمامه، جسد هز*يل تجلطت الدما*ء عليه مكونة بقعاً بنية قاتمة، الخطوط الطولية الحمراء و الزرقاء المرسومة على جس*دها بوضوح بفعل الخر*طوم، و أخيراً وجهها الشا*حب و شفاهها الزر*قاء....
تردد قليلاً قبل أن يخطو للداخل بينما يشاهد سلمى إلى جوارها تنو*ح عا*جزة عن فعل أي شئ لها...
أمسك بالح*بل و بدأ في فكه حتى تمكن من تحر*ير يدها أخيراً و من ثم حملها ليضعها في الخارج على إحدى الأرائك قبل أن يغطي جسدها البارد بمعطفه.
وقفت سلمى إلى جواره تطالع جسدها الها*مد معه قبل أن تسأله بصوت مر*تعش:
![]() |
_م..ما*تت؟
ترك وقع السؤال في فمه طعماً مراً، "ما*تت؟!" ما هو المو*ت حقاً؟ لقد شاهده عدة مرات لكنه لا يزال عاجزاً عن فهم ماهيته، كل ما يعرفه أن هناك شعوراً مؤ*لماً و خا*نقاً استمر في التصاعد إلى حلقه...
حاول تمالك نفسه و انحنى على الأرض حتى يصبح في مستواها و من ثم وضع رأسه على صدرها يستجس نبضات قلبها و في اللحظة التالية توسعت عيناه بغير تصديق، ها هو...إنه خافت للغاية لكنه ما زال قادراً على تمييزه، نهض سريعاً ليصر*خ في سلمى:
_اتصلي بالإسعاف حالاً!
________________
_بابا، الضفيرة مش حلوة، عايزة شعري مفرود...
تنهد الظا*بط أيوب بيأ*س بينما يقوم بتعديل شعر ابنته الصغيرة للمرة العاشرة في نفس الدقيقة...
_أروى بطلي دلع، مش شايفة بابا تعبا*ن ازاي دلوقتي؟!
امتلأت عيون الصغيرة ذات السبع أعوام بالدمو*ع جراء صرا*خ أخيها الأكبر عليها، تنهد أنس و اقترب منهما ليسحب المشط من يد والده بينما يتحدث:
_تعالي، هعملهولك أنا.
ازداد تشبث الصغيرة في والدها بينما تنفي برأسها متحدثة:
_لا، أنا عايزة بابا هو اللي يعملهولي، انت هتو*جعني!
_خلاص يا أنس سيبها، هعملهولها أنا...
تحدث أيوب في محاولة منه لب*تر خلا*فٍ على وشك البدء من جذوره.
_بس انت راجع من الشغل تعبا*ن و هي عمالة تتدلع! مش عشان ماما يعني..
_أنس!
صر*خ والده يمن*عه من متابعة الحديث ليبتلع الصبي كلماته و يجر خطواته الغا*ضبة إلى غرفته قبل أن يغلق الباب خلفه بقوة.
نظرت أروى إلى والدها قبل أن تسأله بنظرات بريئة:
_بابا، هي ماما هترجع امتى من السفر؟!
تنهد أيوب و هم أن يجيبها لولا أن قاطعه صوت رنين هاتفه...
أخرج الهاتف من جيبه و ما إن لمح اسم المتصل على الشاشة حتى ظن أنه يتوهم من كثرة الإرها*ق، لكن ظنه أصبح خاطئاً ما إن فتح الخط ليأتيه صوت أدهم من الجهة الأخرى يجعله يتأكد أنه هو المتصل بالفعل:
_أيوب، قابلني في القس*م حالاً.
تنهد أيوب بغ*يظ بينما يجيبه:
_عايز مني ايه؟ ورديتي خلصت خلاص.
هم بإغلاق الخط لكن يده تج*مدت ما إن سمع أدهم ينطق:
_عرفت مكان تسليم الشحنة الجديدة.
_ايه؟ ازاي عرفت؟!
_مش مهم ازاي عرفت، قابلني في القس*م دلوقتي عشان نشوف هنعمل ايه.
تنفس أيوب بعمق بينما يغلق الهاتف، نظر إلى ابنته الصغيرة التي لا تزال جالسة على قدمه قبل أن يتحدث:
_أروى، بابا هيروح مشوار و يجي بسرعة ماشي؟
هزت الصغيرة رأسها بنفي قبل أن تتحدث:
_لا، متروحش...لو سبتني أنس هيضر*بني.
قام بالتربيت على شعرها بلطف بينما يبتسم متحدثاً:
_أنس مش هيضر*بك، أنس أخوكي الكبير و هو بيحبك اسمعي كلامه و متضايقهوش.
هم أيوب بالمغادرة لكن الصغيرة تشبثت في قدمه بينما تتحدث بسرعة:
_بابا، أنس بيقعد يقول إن ماما ما*تت و إنها مش هتر*جع تاني متسيبنيش معاه، أنا بك*رهه.
تنهد أيوب بينما يمسح على وجهه بيديه في محاولة منه لتهدئة غض*به، لقد طلب من أنس عدة مرات ألا يتحدث بتلك الطريقة أمام أخته الصغيرة التي لا زالت لا تعي شيئاً.
انحنى على ركبتيه ليصبح في طولها قبل أن يتحدث:
_يا خبر! أنا دلوقتي بس افتكرت إني جايبلك آيس كريم و شايله في التلاجة، ايه رأيك تروحي تشوفيه؟!
ما إن سمعت أروى كلمة آيس كريم حتى بدأ لعابها يسيل بينما لا تزال متشبثة في قدم والدها، لا تدري هل تذهب لتأخذ الآيس كريم و تفلت أيوب أم تبقى متمسكة به حتى لا يغادر و يتركها، لكنها في النهاية سمحت لحبها للآيسكريم بالتغلب على حبها لوالدها لذا تركته و ذهبت نحو الثلاجة تتفقدها، في تلك الأثناء طرق أيوب غرفة أنس لمرتين قبل أن يفتح الباب ليجده نائماً على السرير بينما يحتضن صورة والدته إليه.
تحمحم قبل أن يتحدث:
_أنس، خد بالك من أختك و إياكش تضر*بها و أنا شوية و حالاً آجي...
أوشك على مغادرة الغرفة قبل أن يأتيه صوت أنس المن*كسر:
_ليه بتض*حك عليها و بتقولها إن ماما مسافرة؟ قولها الحقيقة لأنها كدا كدا بكرا هتعرفها...
تنهد أيوب بيأ*س بينما يستدير لمواجهة ابنه:
_قولتلك أروى لسه صغيرة، متفهمش يعني ايه مو*ت، بطل تقول كلام زي كدا قدامها سامع؟
عندما نظر إلى ابنه لاحظ الدمو*ع المتكتلة في عينيه بينما يطالع صورة والدته، طالع الساعة المعلقة في الغرفة و التي كانت تشير إلى الرابعة و النصف مساءً لكنه في النهاية اقترب منه مقرراً تناسي مهامه قليلاً مؤقتاً، تحدث بصوت هادئ:
_تعرف إنك شبهها جداً؟! كل ما ببصلك بحس إن هدير لسه عايشة.
هبطت دمو*ع الفتى الصغير بينما تابع والده:
_أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تاخد بالك منها و تعمل نفسك ماما صغيرة ليها؟!
تسمر أنس في مكانه للحظات قبل أن يضر*ب والده على كتفه ليم*نعه عن قول المزيد.
_بابا بطل تقول كدا، أنا راجل.
أمسك أيوب بيده قبل أن يتحدث:
_و مين قالك إن الراجل مينفعش ياخد دور الأم؟ ما أنا من ساعة ما هدير مشيت و أنا بقيت ماما و بابا ليكم.
سكت أنس بينما يفكر قبل أن ينطق أخيراً:
_برضو، أنا أخوها الكبير و بس.
ضحك أيوب بينما يبعثر له شعره الحريري و الذهبي الذي ورثه من والدته قبل أن يتحدث:
_طيب خليك انت الأخ الكبير و أنا هبقى ماما، عايز حاجة معايا و أنا مروح؟!
طالع أنس والده بتردد قليلاً قبل أن ينطق:
_بابا، متخلنيش أضطر أقول لأروى في يوم إنك مسافر.
ابتلع أيوب بتو*تر، و فكر أن رؤية أنس لمظهره بعد مشا*جرته مع أدهم قد أثار فيه تلك المشاعر لذا في النهاية أجاب بهدوء:
_متخافش، هفضل معاكم دايماً.
_وعد؟
تنهد أيوب قبل أن يجيب:
_وعد.
"لما يختار الإنسان أن يكون منا*فقاً؟ لما يفضل قطع الوعود التي يعلم يقيناً أنه لا يستطيع إيفائها عوضاً عن قول الحقيقة؟ قد تكون الحقيقة مؤ*لمة، لكنها قطعاً ليست بنفس أ*لم خيا*نة الوعود."
__________________
_لقيت الورق دا فين؟
تحدث أيوب بينما يطالع الصور على هاتف أدهم و التي توضح مواعيد و أماكن تسليم المخد*رات الدقيقة لصفقات تمت و صفقات لم تتم بعد.
_لقيتها.
نظر إليه أيوب بش*ك قبل أن يتحدث بحاجب مرفوع:
_أيوا لقيتها فين؟
ابتلع أدهم بق*لق قبل أن يجيب:
_ق..قولتلك لقيتها و خلاص مش لازم تعرف لقيتها فين.
_لا، لازم أعرف لأني مقدرش أثق في مجر*م بالسهولة دي.
تنفس أدهم بغض*ب قبل أن يتحدث بينما يشير إلى أيوب بسبابته في تحذ*ير:
_أيوب، يا ريت تفصل بين حياتنا الشخصية و الشغل لو مش عايزني أك*سر المكان دا على دما*غك دلوقتي.
اقترب منه أيوب بينما يجيب بتح*دي:
_والله؟ وريني هتعمل كدا ازاي عشان أبعتك النهاردا وراه.
اقترب منه أدهم بدوره علامة على عدم نيته في التراجع و قبل أن يتحول المكان إلى سا*حة قتا*ل تدخل الظا*بط مازن بينما يبعد الاثنان عن بعضهما متحدثاً:
_انتوا الاتنين دا مش وقته، أيوب..أدهم لقي معلومات قيمة جداً هتساعدنا و مش مهم لقاها فين، و انت يا أدهم...يا ريت تمسك عص*بيتك و تبطل تبدأ تضر*ب الناس لمجرد إنهم بيغي*ظوك بالكلام، انت أكبر من كدا!
كت*ف كل واحد منهما ذراعاه بينما يبتعدان عن بعضهما بامتعاض ليتحدث مازن مجدداً:
_معاد التسليم اللي جاي بعد أربع أيام، خلينا نعملهم كم*ين هناك و نق*بض عليهم متل*بسين.
___________________
بعد ما خلصنا مناقشة تفاصيل العملية مع باقي أعضاء الفريق فكرت أعدى على يمنى في المستشفى عشان أتطمن عليها.
كنت حاسس بلغ*بطة كبيرة و أنا واقف قدام المستشفى، السبب اللي خلاني أقرب من يمنى إني أقب*ض على ياسر و دلوقتي بالورق اللي لقيته في شقتها مبقتش محتاج ليها تاني، يبقى أنا بعمل ايه هنا دلوقتي؟
ضر*بت العربية برجلي بض*يق قبل ما ألمح سلمى بتقرب مني و في إيدها يارا و معاها بنت تاني كبيرة مقدرتش أتعرف عليها، أول ما شافتني وقفت واتكلمت:
_مالك واقف هنا ليه؟ مش جاي عشان تشوف يمنى؟!
حكيت رقبتي بإحر*اج قبل ما أرد:
_في الحقيقة كنت جاي أشوفها بس اكتشفت إن عندي شغل مهم دلوقتي و لازم أ...
مكملتش بسبب يدها اللي سحبتني من دراعي و هي بتتكلم:
_يا راجل بلا شغل بلا بتاع، بقى في شغل أهم من أختك برضو؟ و بعدين مش كفاية كنتوا سايبينها مع الراجل المفت*ري دا يمو*ت فيها كل يوم براحته؟!...يا أخي دا أنا ما صدقت ألاقيلها حد يعرفها، بصراحة لو مجبتش جوزها دا و دغد*غت دما*غه تبقى عي*بة في حقك والله، دا أنا....
تأوهت بملل و أنا بسمع رغي سلمى اللا متناهي قبل ما نوصل أخيراً لأوضة يمنى في العنا*ية المر*كزة.
كنت حاسس بوخذ*ات في قلبي و أنا بتفرج عليها من ورا الإزاز الشفاف، المحا*ليل متع*لقة في يدها و جها*ز الت*نفس على وشها و جها*ز القلب مبين ضر*بات قلبها الضعيفة.
مكانتش دي المرة الأولى اللي أشوف فيها يمنى تعبا*نة بس كانت المرة الأولى اللي أشوفها فيها خا*لية من الحياة.
لفيت وشي بعيد عنها و أنا بحاول أقنع نفسي إنها سواء ما*تت و لا عاشت دا شئ ميخصنيش و مش لازم أحس ناحيتها بحاجة، فجأة لقيت إيدين صغيرة بتشدني من الجاكيت بتاعي، بصيت و لقيتها يارا، اتكلمت و عيونها مليانة دمو*ع:
_عمو، مال ماما؟
وطيت على الأرض و مسحت دمو*عها بيدي و أنا ببتسم قبل ما أتلكم :
_متقلقيش ، ماما تعبا*نة شوية و حالاً تصحى...
بصيت بتأ*نيب لسلمى اللي جابتها معاها قبل ما ترفع كتافها لفوق و تتكلم:
_ايه؟ هي كانت عمالة تع*يط عشان تشوفها،و بعدين مكانش ينفع أسيبها في البيت لوحدها كدا كدا...
وقفت عشان أتكلم و قبل ما أنطق بأي حاجة جالنا الدكتور المسئول عن حالة يمنى و اتكلم و هو منزل راسه بحز*ن:
_للأسف، احنا بنحاول نعمل كل اللي نقدر عليه بس يظهر إن الأستاذة يمنى هي اللي مش عايزة تكمل.
_يعني ايه؟
اتكلمت بسرعة بعص*بية و هو رد بهدوء:
_يعني متتعشموش إنها ترجع، أنا بقول تجهزوا نفسكم من دلوقتي عشان اللي فاضلها مش كتير...
_كانت لسه طفلة عندها ١٣ سنة لما اغت*صبوها، في سن ال١٤ بقت أم و مع إن بنتها كانت نتيجة عن*ف و اغتصا*ب عمرها ما عاملتها و*حش، حضنتها و حبتها و استحملت كتير جدا عشان يارا....
بصيت بذهول للست الكبيرة اللي كانت قاعدة جمبي و بتتكلم، كنت قاعد جمب يمنى في أوضتها اللي نقلوها فيها بعد ما قالوا إن مفيش أم*ل و إن اللي فاضلها مش كتير لما فجأة لقيت واحدة كبيرة دخلت الأوضة و قعدت جمبي.
النهاردا بالليل يوم الع*ملية و قررت آجي أشوفها عشان كنت خا*يف أروح و أرجع ملاقهاش، عدت أربع أيام على يمنى في المستشفى و في الأربع أيام دول اكتشفت حاجتين مهمين جدا...
الأولى: أبويا طلع أحن مما يبدو عليه و سمح إنه يمدلي مهلة القب*ض على ياسر خمس أيام تاني قبل ما يق*تلني بنفسه...
التانية: مشاعري ليمنى كانت أكبر مما تخيلت، في الحقيقة....أكبر بكتير مما تخيلت!
لما روحت من المستشفى في اليوم دا حاولت كتير أنساها و مفكرش فيها، بس فكرة إنها كانت نايمة على سرير المو*ت و إني احتمال مشوفهاش تاني أبداً قت*لتني، سهرتني الليل و طر*دت كل كوا*بيسي و مسابتش غير كا*بوس واحد بس و هو مو*ت يمنى...
زمان فق*دت شخص كان عزيز عليا جداً و فقد*انه ك*سرني....
يا يمنى....أجزاء روحي لسه متفر*قة ملحقتش ألمها كلها، الو*قعة الأولى سابت شرو*خ و أماكن في روحي فاضية، أنا متأكد إني مش هقدر أجمع أجزاء نفسي المرة دي لو اتك*سرت تاني فأرجوكي....أرجوكي يا يمنى متك*سرنيش!
عيوني بدأت تخو*ني و تد*مع فلفيت وشي الناحية التانية عشان الست متشوفنيش، مسحتها في كمي قبل ما ألف تاني و أتكلم:
_انتي...انتي مين؟ و ل..ليه بتقوليلي الكلام دا عن يمنى دلوقتي؟
_مش انت ظا*بط؟ بقولك عشان تاخد حقها من كل اللي ظ*لموها.
حكيت رقبتي بار*تباك.
_و..و ازاي عرفتي اني ظا*بط؟
_يمنى حكيتلي عنك ساعة ما سيبتها تروح هي و يارا...
بصيت في الأرض و سكتت قبل ما أرجع أسألها تاني:
_و...هي يارا فين؟
اتنهدت قبل ما ترد بنبرة حز*ينة و مكسو*رة:
_مع جارة يمنى اللي اسمها سلمى، حاولت آخدها منها بس هي قالت إن يمنى قبل ما تحصلها حاجة كانت سايباها أمانة عندها و إنها مش هتسلمها غير لأمها...
همهمت بتفكير، يا ترى لو يمنى ما*تت هيكون مصير يارا ايه؟!
اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_طيب ممكن أعرف حضرتك مين و ازاي عارفة كل الحاجات دي عن يمنى؟
حكت راسها بإحر*اج قبل ما ترد:
_آه..أنا آسفة إني معرفتكش بنفسي، أنا أبقى مديرة الحضانة اللي يمنى كانت شغالة فيها و كنت صديقة والدتها الله يرحمها.
همهمت بتفهم قبل ما أبص ليمنى اللي كانت حالتها كل مدى بتتد*هور أكتر قبل ما أتكلم:
_ممكن تحكيلي أكتر عنها؟ ازاي انتهى بيها الحال مع واحد زي ياسر؟
اتنهدت و غمضت عينها و كأنها بتسترجع الذكريات قبل ما تفتحها تاني و تتكلم:
_والد يمنى كان شخص مت*شدد، مكانش بيسم*حلها تخرج أبداً مهما حصل، و في يوم من الأيام واحدة من صاحبات يمنى في المدرسة عزمتها على عيد ميلادها..اليوم دا يمنى قعدت تب*كي كتير عشان كان نفسها تروح فصعبت على هدى و قررت تسمحلها تروح من و*را باباها....
سكتت عشان تاخد نفسها و أنا مديتلها إزازة المياه، شربت منها بوقين و رجعت تكمل:
_للأسف...هدى مكانتش تعرف إن صاحبة يمنى مكانتش كو*يسة، البنت في الحقيقة كانت بت*غير من يمنى و بتح*قد عليها و لما يمنى راحتلها ضح*كت عليها و حب*ستها في أوضة و خلت شاب كان سكر*ان يعت*دي عليها...
بدأت نبضات قلبي تزيد و قا*طعتها قبل ما تكمل:
_ت..تعرفي اسم البنت صاحبة الحفلة؟
بصيتلي بحاجب مرفوع قبل ما ترد:
_أيوا طبعا و دي حاجة تت*نسي؟ كان اسمها مرنة، الله ين*تقم منها و يج*حمها دنيا و آخر*ة آمين يا رب.
فجأة حسيت إني دخلت في فقاعة عزلت كل الأصوات من حواليا، مكنتش سامع غير صوت دقات قلبي و أصوات تانية من زمان بدأت تتردد في دماغي بشكل مز*عج....
"الخ*مر دا من أفخم الأنواع..دو*قه مش هتخ*سر حاجة."
"متخا*فش، الح*بة دي هتبس*طك جداً صدقني."
"البنت جميلة، خا*يف من ايه؟ انت ابن لو*ا ."
"لا، اب*عد عني يا متحر*ش، مرنة الحق*يني، انا اسفة..."
حسيت إن دماغي هتن*فجر من الصداع فمسكتها بيدي جا*مد، معقو*ل؟
معقو*ل يارا تبقى...
_ماما، أنا جيت و جبت معايا الشوكولاتة اللي بتحبيها..يلا اصحي بسرعة.
كان صوت يارا اللي دخلت الأوضة مع سلمى فجأة و نطت على سرير يمنى.
بصيت عليها، عيونها...عيونها زرقا زي عيوني، دي صدفة مش كدا؟!
فجأة ميلت عليا الست الكبيرة و همست:
_معلش، مش هقدر أكملك عشان يارا موجودة.
رديت بسرعة و أنا بقوم من مكاني بتو*تر:
_لا..لا عادي، كدا كدا لازم أمشي دلوقتي خليها مرة تاني.
_____________________
_أدهم!
رمش بعينيه مرتين سريعاً قبل أن يطالع الشخص الذي يقف أمامه بينما تحدث الآخر بغ*ضب:
_مالك؟ سر*حان في ايه؟محتاجين دما*غك هنا ركز.
أومأ أدهم بصمت ليعود الرجل للحديث مجدداً:
_ كل واحد فاكر دوره ايه؟ محدش ينفذ أي حاجة قبل إشا*رتي فاهمين؟
أومأ الجميع باستثناء أدهم الذي عاد إلى عالمه الخاص مرة أخرى مما دفع القائد للتأ*وه بيأ*س منه.
مع انطلاق دقائق الفجر الأولى انطلق كلٌ من الظا*بط أدهم و أيوب تحت ستا*ر الظلا*م في الصحراء...
قاما بالت*سلل إلى موقع العصا*بة بهدوء قبل أن يسح*ب أدهم أول رجل يقابله و يقوم بك*سر عن*قه و جر*ه بعيداً لإخا*فئه بعد أن نز*ع وشا*حه ليلف به وجهه، و من ثم عاد لينخرط مع باقي الرجال و كأنه واحد منهم، كذلك فعل أيوب مع الرجل الذي من المفترض به أنه كان ير*اقب قبل أن يأخذ محله.
و أخيراً بعد حوالي عشر دقائق توقفت سيارة تبعتها سيارتين أخراوتين قبل أن ينزل منها رجلٌ مألوفٌ، رجل حفظ أدهم أدق تفاصيله من رأسه إلى أخمص قدميه حتى أنه لم يحتج إلى رؤية وجهه ليعرف من يكون.
ج*ز على أسنانه بغ*يظ بينما يراقبه يقترب منهم قبل أن يقف أخيراً متحدثاً:
_ها، جبت اللي اتفقنا عليه؟
نظر الرجل على الجهة المقابلة له قبل أن يجيب:
_عي*ب عليك، انت اللي جبت البضا*عة اللي اتفقنا عليها؟
ابتعد ياسر ليربت على حقيبة السيارة بفخر قبل أن يتحدث:
_كله هنا بالتمام و الكمال.
رفع الرجل إحدى حاجبيه متحدثاً:
_و الباقي؟ مش دا بس اللي اتفقنا عليه.
تنهد ياسر قبل أن يتحدث:
_هسلمهالك بعد ما تطلع من المس*تشفى.
عقد أدهم حاجبيه معاً بعدم فهم، و سرعان ما تنبهت جميع حواسه بعد أن نطق الرجل الآخر بقهقهة مستمتعة:
_عملتها تاني؟ مش قولتلك قبل كدا الب*ت تلزمني و براحة عليها شوية؟
كت*ف ياسر ذراعيه معاً قبل أن يجيب:
_والله أنا حاولت أمسك نفسي بس هي اللي مستف*زة و جابته لنفسها، لما تطلع خدها أنا لقيت لعبة جديدة..
شد أدهم على قب*ضته بغ*يظ محاولاً تمالك نفسه بينما يستمع لحديثهما قبل أن يأتي الرجل أخيراً بالقشة التي ق*سمت ظهر الب*عير عندما تحدث مجدداً:
_عب*يط، مفيش لع*بة أحسن من يمنى، سلمهالي و أنا هعلمك ازاي الألعاب بيتلعب بيها و بيتحافظ عليها....
ابتسم أدهم بجانبية و قبل أن يدرك أحد شيئاً كان قد سح*ب زنا*د سلا*حه ليط*لق على الرجل الذي كان يتحدث بجواره....
سح*ب الجميع أز*ندة أس*لحتهم تباعاً و بدأوا في إطلا*ق النير*ان و قبل أن تصيب طلقا*تهم أدهم نز*ع أيوب وشاحه و ار*تمى ليسحبه بعيداً عن مجالهم في اللحظة التي تدخل فيها باقي أفر*اد الشر*طة.
كان أدهم يجلس إلى جوار أيوب خلف إحدى الصخور محاولاً التقاط أنفاسه قبل أن يسمع أيوب يتحدث فجأة:
_انت..انت ليه دايماً متهو*ر و غ*بي؟
نظر أدهم إليه و قبل أن ينطق بأي شئ لاحظ السا*ئل الأ*حمر الذي كان يغطي خاصرة أيوب بينما يستمر في الض*غط على بقعة ما في جسده بقو*ة.
توقف أدهم عن الت*نفس للحظات قبل أن ينطق بصد*مة:
_أ..أيوب، انت...
_دا بسبب غبا*ئك، اسمع...أروى و أنس....أروى و أنس مسؤوليتك دلوقتي فاهم؟
تحدث أيوب بينما يحاول التقا*ط أنفاسه بصعو*بة ليهز أدهم رأسه بالنفي سريعاً:
_ل..لا، انت هتبقى كويس..هتبقى....
_اخر*س، مفيش وقت، سمعت...سمعت اللي قولتلهولك و لا لا؟ خد بالك من أروى و أن..أنس.
تجمعت الدمو*ع في عين أدهم بينما يحاول الض*غط بدوره على جر*ح أيوب ليوقف النز*يف.
_أ..أيوب، حاول تستحمل شوية، متق*فلش عينك..
ابتسم أيوب بأ*لم بينما يطالعه:
_واه! م..مكنتش متخيل إنك هتب*كي عليا، يا ترى...يا ترى بك*يت على آدم كمان؟
نفى أدهم برأسه بينما استمرت الدمو*ع في الانسيا*ب من عينيه.
_ايه؟ مبك*تش عليه؟ ك..كنت هقوله يسامحك لو..لو عملت كدا.
_أيوب، مش أنا...مش أنا اللي قت*لت آدم، أنا مش فاكر اللي حصل ساعتها بس أنا متأكد إني مستحيل أكون أنا اللي عملتها.
ابتسم أيوب بانكسا*ر و انسابت دم*عة من عينه بينما ينظر إلى السماء:
_متخافش، أنا..أنا رايح عنده دلوقتي و هسأله و....يا وي*لك لو كنت انت اللي غد*رت بيه.
انهمرت الدمو*ع أكثر من عيني أدهم بينما يشاهد رفاقهم يقتربون منهم.
تحدث برجاء:
_أيوب متق*فلش عينك، أ..أرجوك متق*فلهاش!
_انت ازاي تتصرف من دماغك كدا؟ عارف الغل*طة اللي انت عملتها دي كلفتنا ايه؟! ظا*بط من أكفأ الظبا*ط اللي عندنا حالياً في العنا*ية المر*كزة بين الحيا*ة و المو*ت و المجر*م هر*ب، انت مستوعب حجم المص*يبة اللي عملتها؟!
بصيت في الأرض من غير ما أرد، معنديش تبرير أو بالأصح...مفيش تبرير ممكن يغطي حجم الكار*ثة اللي حصلت.
_اطلع برا يا أدهم، أنا هقول لأبوك و هو هيتصرف معاك و يعا*قبك بطريقته....
رفعت وشي من على الأرض و بصيتله بسرعة قبل ما أتكلم بترجي:
_لا، إلا بابا..انت عارف ممكن يعمل فيا ايه لو عرف.
_للأسف دا الحل الوحيد ، انت محتاج تفوق يا أدهم، و مفيش غير اللو*اء حسين هو اللي هيعرف ازاي يفوقك...
ضر*بت برجلي الأرض في اعتر*اض قبل ما أخرج و أر*زع باب المكتب ورايا، مشيت و أنا مش عارف أعمل ايه ولا ألاقيها منين و لا منين، المجر*م اللي بقالنا شهرين بنحاول نق*بض عليه هر*ب، أيوب في المستشفى بين الحيا*ة و المو*ت و...و يمنى...في احتمال بنسبة ٩٩ في المية إنها تكون البنت صاحبة الحاد*ثة في اليوم دا!
ركبت عربيتي و سحبت شعري لورا في محاولة مني إني أهدى و أركز، دلوقتي من بين كل المصا*يب اللي و*قعت فيها دي مرة واحدة..كان في حاجة واحدة شاغلة بالي، حاجة واحدة لو طلعت صح....يبقى كدا رحت في دا*هية رسمياً.
___________________
ابتسمت و أنا ماسكة إيد والدتي و ماشية وراها و فجأة سمعت صوت بيتردد في المكان:
_"ماما..."
ثبتت في مكاني و ماما لفت وشها ناحيتي باستغراب قبل ما تسألني:
_مالك يا يمنى؟ وقفتي ليه...مش جاية معايا؟
_في..في صوت.
_صوت ايه؟
بلعت ريقي قبل ما أجاوبها.
_صوت حد بينادي...
سكتت شوية و هي بتبص حوالينا قبل ما تتكلم:
_مفيش صوت، أنا مش سامعة حاجة.
فجأة الصوت اتكرر تاني:
_"ماما، اصحي..."
رديت عليها بإصرار:
_لا في صوت، في حد عمال ي..يقول ماما.
ابتسمت وقربت عليا قبل ما تتكلم تاني:
_و انتي ايه علاقتك بيهم؟ مش انتي اختارتي تيجي معايا؟ سد*ي ودانك و امشي...
بصيت في الأرض و اتكلمت بتو*تر:
_ماما أنا..أنا حاسة إني ناسية حاجة.
_"جبتلك شوكولاتة يا ماما."
سمعت الصوت مرة تاني و ماما اتكلمت بتحذ*ير:
_لو افتكرتي معناها إنك اخترتي ترجعي هناك، عايزة ترجعي هناك تاني؟
_أنا...أنا حاسة إنها حاجة مهمة.
_"ماما، ليه مش عايزة تردي على يارا؟"
فجأة عيني توسعت بذهول و أنا ببص لمامتي و هي حركت راسها بالموافقة قبل ما تتكلم:
_بالظبط، نا*سية بنتك! اختاري...عايزة ترجعيلها و ترجعي للعذ*اب اللي كنتي عايشاه تاني و لا تيجي معايا؟
عيوني دم*عت:
_ماما، أنا...أنا بحبك و عايزة آجي معاكي بس...بس مقدرش أسيب يارا لوحدها دلوقتي...
همهمت بهدوء و ابتسمت قبل ما تتكلم:
_يبقى ارجعيلها...
_ا..ازاي؟
_انتي الوحيدة اللي عارفة ازاي.
بدأت صورة ماما تبقى با*هتة، اتكلمت بسرعة و أنا بشوفها بتخ*تفي من قدامي:
_قصدك ايه؟ أنا معرفش ازاي أرجع!
_لا عارفة، افتحي عيونك يا يمنى...
_"ماما، افتحي عيونك."
_ازاي أفتح عيوني؟ ما أنا فاتحاهم أهو...
_انتي مش فاتحاهم يا يمنى، افتحيهم...
_"افتحي عيونك يا ماما أرجوكي...عشان خاطر يارا."
__________________
_يارا كفاية، ابعدي عن ماما لازم نروح...
نفت الصغيرة بينما تتشبث بزي المشفى الخاص بوالدتها.
_لا، أنا عايزة ماما تصحى..سيبيني...
تكلمت سلمى بينما لا تزال تحاول سحبها:
_يارا، ماما مش هتصحى دلوقتي، تعالي معايا و متتعبنيش عشان أسيبك تجيلها مرة تاني...
ازداد تبشث الصغيرة بوالدتها بينما بدأت دمو*عها بالهطول.
_ماما، افتحي عيونك.
_يارا قلت كفاية!
_افتحي عيونك يا ماما أرجوكي...عشان خاطر يارا.
لم تستطع سلمى تمالك نفسها أكثر من ذلك لتترك يارا أخيراً بينما تمسح دمو*عها التي تساقطت بدورها.
_يارا، تعالي معايا دلوقتي و..و بكرا هجيبك تاني عشان...عشان خاطري أنا.
نفت الصغيرة مجدداً بينما أخذت تنو*ح في حضن والدتها.
همت سلمى أن تسحبها مرة أخرى لكن يدها تجم*دت في مكانها عندما شاهدت يمنى ترمش بعينيها لمرتين قبل أن تفتحهما أخيراً لتصر*خ بعدم تصديق:
_ي..يمنى!
_______________
كنت ماشي في ممر المستشفى بق*لق، عمال أدعي إن سلمى متكونش أخدت يارا و روحت لسه، كنت بقرب أكتر من أوضة يمنى لما سمعت صوت دوشة كتير جاية من عندها و أول ما دخلت و لمحت عيونها المفتوحة اتج*مدت مكاني بصدمة، انا دلوقتي مش بتخيل إن يمنى صحيت، مش كدا؟!
كانت مديرة الحضانة و ستين معرفهمش بالإضافة لسلمى كلهم ملفوفين حواليها و أخيراً يارا اللي كانت نايمة في حضنها براحة، قربت منهم أكتر بحاول أتأكد من اللي أنا شايفه، و أول ما يمنى أخدت بالها مني ابتسمت و اتكلمت:
_شكراً ليك، سلمى حكيتلي على اللي حصل.
مقدرتش أتحكم في دمو*عي، دا كان معناه إن يمنى فعلاً رجعت!
بسبب كلامها الستات اللي في الأوضة أخدوا بالهم هم كمان مني، اتكلمت سلمى بسرعة و هي شايفاني بحاول أمسح دمو*عي:
_آه..دا أستاذ أدهم أخو يمنى، خلونا نطلع و نسيبهم سوى شوية، يا عيني ملحقش يسلم عليها خالص من ساعة ما جه.
بصيتلي المديرة بحاجب مرفوع و أنا ابتلعت بإحر*اج و على عكس توقعاتي معلقتش بحاجة و طلعت معاهم بهدوء.
أول ما طلعوا ابتسمت يمنى بجانبية و هي بتتكلم:
_أخويا؟! مكنتش أعرف إن عندي أخوات، اتفضل اقعد يا أخويا...
حكيت رقبتي بإحر*اج و أنا بقعد:
_اتضطريت أقول لسلمى كدا عشان متفهمش غل*ط.
همهمت بتفهم و رجعت غمضت عيونها تاني.
اتحمحمت قبل أتكلم فجأة:
_ي..يمنى، ممكن أحضنك؟
فتحت عين واحدة و بصيتلي بيها من فوق لتحت قبل ما ترد:
_لا، مش ممكن.
رجعت غمضت عيونها تاني قبل ما تفتحهم فجأة بذهول لما لقيتني قربت منها و حضنتها من غير ما أدي اعتبا*ر لر*فضها.
_أ..أدهم، قلت مش ممكن، اب*عد عني.
_آسف بس....انتي بجد وحشتيني.
حسيت بيها سكنت و بطلت مقا*ومة، و أول ما رفعت وشي عشان أشوفها لقيتها متج*مدة في مكانها و وشها كله أحم*ر.
ابتسمت.
_شكلي وحشتك أنا كمان؟
رمشت بعيونها بصد*مة قبل ما تضر*بني و هي بتتكلم:
_ابعد عني، موحشتنيش ولا حاجة.
ضحكت و أنا بمسك إيدها اللي كانت عمالة تضر*بني بيهم.
_طيب خلاص فهمت...هبعد.
فجأة يارا صحيت من دو*شتنا و أول ما شفتها افتكرت هدفي الأساسي من زيارتي و اللي نسيته بسبب صد*متي المبدأية بصحيان يمنى، اتكلمت بهدوء و أنا بمد يدي ناحية يارا:
_يارا حبيبتي، ماما تعبا*نة تعالي عندي...
نفت براسها و زادت من حضنها ليمنى.
_سيبها هي مش مضا*يقاني عادي...
رسمت ابتسامة مصطنعة و أنا ببعد عنها قبل ما تيجيلي فكرة تاني.
طلعت حبة شوكولاتة على شكل دبدوب من جيبي كنت سايبها معايا للإحتياط لو ممشاش الموضوع زي ما أنا عايز و.....دلوقتي تحديداً مكانش ماشي الموضوع زي ما أنا عايز!
حركتها قدامها و أنا بتكلم:
_خسارة، كنت هدي يارا الشوكولاتة الحلوة دي لو سمعت الكلام.
بلعت ريقها و هي عمالة تحرك عيونها يمين و شمال مع حركة الشوكولاتة قبل ما تنزل من على السرير و تقرب مني.
_عمو، يارا سمعت الكلام و نزلت من عند ماما..
بصيتلها و مثلت التفاجئ و أنا بتكلم:
_ايه دا بجد؟ يعني كدا لازم أديلها الشوكولاتة دي دلوقتي؟
هزت راسها بسعادة و أنا مديتلها حبة الشوكولاتة، استغ*ليت انشغالها بفتحها و يمنى اللي كانت لسه مغمضة عيونها قبل ما أس*حب منها شعرة بسرعة.
_اه، شعري...
بصيتلي بشك قبل ما تجري ناحية يمنى تاني و تشكيلها مني:
_ماما، عمو ش*د شعري.
فتحت يمنى عينها و بصيلتنا باستغراب قبل ما تتكلم بتخمين:
_بجد؟ تلاقيه كان بيلعب معاكي، تعالي جمبي هنا و بطلي دوشة.
أول ما غمضت عينها تاني تنفست براحة إني متكشفتش، حطيت الشعرة في منديل، وقفت و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_يمنى، أنا عندي شغل دلوقتي، بعد ما أخلصه هعدي عليكي.
همهمت يمنى من غير ما تفتح عيونها و أنا سيبتها و طلعت، كان لازم أتأكد من شكوكي قبل ما أقرر هعمل ايه في المستقبل بعد كدا.
_____________________
في منتصف الليل، طرقات صغيرة استمرت على باب غرفة أنس مما دفعه للتأوه بملل و النهوض من فراشه ليفتح الباب للشخص الذي كان قد خمن هويته بالفعل.
تكلم ما رأى هيأتها الصغيرة الواقفة أمام باب غرفته بينما تحتضن دميتها جيجي إليها:
_مالك يا أروى؟ ليه منمتيش لغاية دلوقتي؟
أجابت و الدمو*ع على وشك السقوط من عينيها:
_أنس، بابا اتأخر و أنا خا*يفة أنام لوحدي..
تأوه أنس بملل بينما يفسح لها مجالاً لتدخل الصغيرة سريعاً و ترتمي على سريره بسعادة.
تك*تف أنس بينما يراقبها قبل أن يتحدث بتحذ*ير:
_أروى، أنا عايز أنام، لو عملتي دوشة هخليكي ترجعي على أوضتك فاهمة؟
أومأت الصغيرة سريعاً، بينما اتجه إلى الفراش ليستلقي إلى جوارها.
_امم، أنس...بابا ليه مرجعش لغاية دلوقتي؟
_أكيد وراه شغل كتير و أول ما يخلصه هيرجع.
أجاب أنس بهدوء بينما هو في الواقع بداخله كان ير*تعد خو*فاً من فكرة غياب والده حتى تلك الساعة المتأخرة من الليل، هو لم يفعلها قط منذ وفا*ة هدير.
_طب و ماما؟ هترجع من السفر امتى...
هم أنس بإجابتها أن والدتهم تو*فيت و لن تعود أبداً لكنه تمالك نفسه بينما يتذكر كلمات والده " أروى ملحقتش تقعد معاها زيك، ممكن تعمل نفسك ماما صغيورة ليها؟"
تأوه أنس بقلة حيلة بينما يسحبها إليه لتنام بحضنه قبل أن يجيب:
_في يوم من الأيام احنا اللي هنروح لماما يا أروى، غمضي عيونك دلوقتي و أوعدك لما تصحي بكرا كل حاجة هتبقى تمام....
هل في حاجة اكتر سخر*ية من انك تقع في حب البنت اللي اغتص*بتها لما كنت لسه مجرد شاب طا*يش؟!
هقولكم انا ايه الاكتر سخر*ية...الاكتر سخر*ية يا عزيزي إن مش بس كدا لا...دا كمان تكتشف إن عندك طفل منها.
دا أنا...أدهم، ظا*بط عنده ستة و عشرين سنة بس و دا طبعاً يرجع لأسباب أبوية "و*اسطة" ، و دي ببساطة قصتي اللي بتدعو للسخر*ية و الح*قد على واحد معن*دهوش قيم و لا أخلاق زيي قدر يعمل حاجة زي كدا في ط*فلة!
أنا عارف إني أستحق الكر*ه بس بناشدكم إننا نخلي الح*كم للآخر...إنكم تقرأوا القصة للنهاية و تعرفوا الملا*بسات، إنكم تلتمسوا ليا الأعذار حتى لو مكنتش أستحقها عشان...عشان أنا مش هقدر ألتمسها لنفسي و هحكم عليها بالإ*عدام!
__________________
بعد يومين كنت واقف في ممر قسم التحاليل بعد ما طلعت نتيجة تحليل الحمض النووي ليارا و اللي اتضح إن نسبة التطابق بينها و بين حمضي النووي تسعة و تسعين و واحد و خمسين من مية في المية!
يدي كانت بتتر*عش و أنا بعيد قرائة الرقم للمرة الألف و بحاول أتأكد من كون اللي شايفه قدامي حقيقة، مكانش عندي مانع إني أتجوز يمنى و أربي بنتها كأنها بنتي بس المص*يبة دلوقتي ازاي هصارحها بإن يارا بنتي الحقيقية بالفعل؟ ازاي هتقبل تتجوز الشخص اللي اغت*صبها و د*مر حياتها؟ أنا متأكد إنها لو عرفت هتفضل ياسر و عذ*ابه عليا!
طنط عبير، كنتي طلبتي مني إني أن*تقم من كل اللي أذ*وا يمنى، يا ترى جه في دماغك إني ممكن أكون الشخص اللي سببلها أكبر أ*ذى نفسي و جسدي على الإطلاق؟!
في اللحظة دي كان قدامي خيارين...لإما أصارح يمنى بالحقيقة و أخ*سرها و أخ*سر بنتي للأبد، لإما أحتفظ بيها كلها لنفسي، و كشخص أنا*ني و جبا*ن كان معروف طبعاً هختار ايه، طبقت الورقة و حطيتها في جيبي بمنتهى الهدوء و كملت طريقي، آسف...بس مفيش حاجة خير هتيجي من ورا معرفتك يا يمنى..
بوعدك إني أعوضك عن كل المر*ار اللي شفتيه بسببي فسامحيني عشان اخترت أد*فن الحقيقة في مقابل مستقبل كد*اب جميل.
__________________
في المستشفى:
كت*فت يمنى ذراعيها بغ*ضب بينما تطالع هيئة الواقف أمامها قبل أن تنطق:
_لا يعني لا، قلت مش هاجي أقعد في شقتك يا أدهم.
تنهد أدهم بيأ*س بينما يعود للجلوس على الكرسي:
_قلتلك مؤقتاً بس لغاية ما نق*بض على ياسر عشان مضمنش ممكن يعمل فيكي ايه.
عقدت حاجبيها معاً قبل أن تسأله بشك:
_و لما أنا أقعد في شقتك انت هتقعد فين إن شاء الله؟
_ملكيش دعوة هقعد فين، أنا هتصرف.
نظرت إليه بتفكير قبل أن تشيح وجهها بعيداً مرة أخرى بينما تردد بإصرار:
_لا ، مقدرش أعمل حاجة زي كدا أنا هرجع شقتي و...
أم*سكها من كتفيها ليج*برها على النظر في عينيه قبل أن يتحدث مقا*طعاً إياها:
_قلتلك شقتك مش أما*ن! ياسر كان عايز يب*يعك لولا ستر ربنا انه ملحقش...
نظرت إليه بارتباك قبل أن تجيب:
_انت..انت متأكد إنك هتبقى كويس؟!
تركها ليمسح على وجهه بيديه في محاولة منه لتمالك أعصا*به قبل أن يتحدث:
_أنا هبقى كويس، سيبك مني و ركزي على نفسك انتي و يارا.
طالعته بحيرة من أمرها قبل أن تسأله:
_أدهم، انت ليه بتعمل كدا؟ ليه بتساعدني؟
بادلها التحديق قبل أن يجيب:
_علشان أنا بح...
و قبل أن يكمل حديثه قا*طعه اقتحا*م يارا فجأة للغرفة كعادتها برفقة سلمى و التي ما إن رأته همست ليمنى:
_هو أنا كل ما آجي ألاقيه عندك هنا؟ اللي يشوفه ميقولش انه كان را*ميكي لواحد معندهوش لا د*م و لا إحسا*س بقالك سنين.
تحمحمت يمني بإحر*اج قبل أن تجيبها:
_اللي حصل حصل و خلاص...
ابتسمت سلمى بينما تجيبها:
_أيوا طبعا، أهم حاجة إنك كويسة دلوقتي، شوفي جبتلك معايا ايه...حبة كشري إنما ايه، هتاكلي صو*ابعك وراهم...
قلب أدهم عينيه بملل من ثرثرة سلمى الإعتيادية بينما ابتسمت يمنى بتو*تر:
_س..سلمى مش هقدر آكل كشري هنا.
_ليه؟ مش بتحبي الكشري؟ دا طعمه تحفة و هيعجبك خدي معلقة...
تحدثت بينما تمد يدها بالملعقة نحو فمها و ما إن اشتمت يمنى رائحته حتى شعرت بالغثيا*ن لذا د*فعت يدها بعيداً عنها و تحدثت بينما تغطي فمها و أنفها بكفها:
_سلمى، أنا بحب الكشري بس حقيقي أي أكل بيختلط بريحة المستشفى بحس إني عايزة أر*جعه...
عقدت سلمى حاجبيها بينما تعيد تغطية الطبق مجدداً لتتحدث:
_اومال يا حبيبتي ممو*تيش من الع*لقة هتمو*تي نفسك من الجو*ع؟ بصي على نفسك خسيتي ازاي! أراهن إنك حاجة و أربعين كيلو دلوقتي...
تحمحم أدهم قبل أن يتدخل:
_يمنى هتطلع النهاردا من المستشفى و أنا هتأكد من إنها هتاكل كويس.
طالعته سلمى بريبة للحظات قبل أن تتنهد و تستسلم في النهاية.
ابتسم أدهم قبل أن ينادي على يارا لتركض إليه دون تردد ظناً منها أنه سيمنحها بعض من الحلوى كما اعتاد دائماً؛ لكنها وسعت عينيها بذهول و دهشة ما إن أخرج علبة الهدايا متوسطة الحجم من خلف ظهره لتأخذها منه و تبدأ بفتحها على الفور.
_يارا، عي*ب كدا، طب حتى قولي لعمو شكراً...
_شكراً.
تحدثت يارا بينما لم تتوقف يداها عن محاولة نزع ورق الهدايا لتتأوه يمنى بيأ*س منها بينما ابتسم أدهم بدفئ متحدثاً:
_عادي، سيبيها..
سكت قليلاً قبل أن يتحمحم و يكمل بصوت أكثر انخفاضاً:
_ في النهاية يارا زي..زي بنتي بالظبط.
طالعته يمنى بريبة، لما تشعر أن أدهم قد ازداد تعلقاً بيارا في الآونة الأخيرة؟!
____________________
بعد ما الدكاترة تأكدوا من إن حالة يمنى بقت مستقرة سمحولها تطلع أخيراً، أخدتها هي و يارا و وصلتهم شقتي، و دا طبعاً بالعا*فية و بعد منا*هدة كتير مع يمنى، اتأكدت من إنهم كويسين و مش محتاجين حاجة و بعد كدا نزلت عشان أروح لمكاني الجديد مؤخراً من يومين.
خبطت على الباب مرتين قبل ما تفتحلي طفلة صغيرة الباب و أول ما شافتني كشر*ت و اتكلمت بض*يق:
_يوووه، هو انت تاني؟ فين بابا بقى؟
قر*صتها من خدها براحة و أنا بتكلم:
_يا باي عليكي! لسانك طو*يل زي أبوكي بالظبط.
فسحتلي الطريق بامتعا*ض و انا دخلت عشان الاقي أنس قاعد في الصالة و مك*تف دراعاته كالعادة، مبيتكلمش...مبيتفاعلش...مش بيعمل أي حاجة غير إنه بيقعد ير*اقبني كل يوم من أول ما آجي لغاية ما أمشي تاني يوم الصبح!
تجا*هلته لأني عارف إن مفيش فايدة من إني أحاول أكلمه، غيرت هدومي قبل ما أدخل المطبخ، دخلت أروى ورايا كالعادة و هي بتتكلم:
_النهاردا عايزة آكل سوسي.
بصيتلها بحاجب مرفوع:
_ايه سوسي دا؟ قصدك سوشي؟
صقفت بيدها بحماس و هي بتحرك راسها بالموافقة:
_أيوا هو دا، عايزة آكل شوشي.
حطيت يدي في وسطي و اتكلمت:
_يا سلام! و دا شفتيه فين بقى ان شاء الله ؟
ردت بسرعة:
_على الآيباد.
_آه منك يا سو*سة، بتقعدي كام ساعة على الآيباد في اليوم؟ شكلي لازم أسحبه منك.
_لا ملكش دعوة بيه، دا الآيباد بتاعي أنا بس.
اتكلمت و هي بتحضن الآيباد بتاعها فتأوهت بملل:
_طيب طيب خلاص مش عايزه....تعالي أنا هعملك حاجة أحلى من الشوشي بتاعك دا، هعملكم مكرونة بالبشاميل.
كشر*ت بوشها بض*يق:
_أنا مبحبش الماكرونة بالبشاميل.
تندهت بنفا*ذ صبر قبل ما أتكلم:
_طيب بصي، خلينا ناكل ماكرونة بالبشاميل النهاردا و بكرا هاخدك أفسحك انتي و أنس و أوديكم تاكلوا سوشي ايه رأيك؟
همهمت بتفكير قبل ما توافق أخيراً و أنا تنهدت براحة.
بعد حوالي ساعة كنت قاعد على ترابيزة السفرة انا و أروى و بناكل سوى، مكنتش مدي اهتمام لأنس لأن كان بقالي يومين بحاول معاه و هو مكانش بيستجيبلي، عشان كدا النهاردا قررت أتجا*هله تماماً، اللي كان مطمني شوية إنه على الأقل كان بياكل لما ببقى مش موجود، عرفت منين؟ من أروى السو*سة أم لسان طويل زي أيوب.
فجأة أروى اتكلمت من العدم و احنا قاعدين بناكل:
_عمو، هو انت الخدامة اللي بابا باعتهالنا؟
شر*قت بالأكل و أنا ببصلها بصد*مة، كنت هنفي بس لمحت أنس بيبتسم فقررت أجاريها في أفكارها الطفولية:
_أيوا، و الخدامة دي بتحب تا*كل الأطفال اللي م*ش بيسمعوا الكلام.
_همم، زي أنس كدا يعني؟!
_أنا مش طف...
اتكلم أنس قبل ما يك*تم بوقه بيده بسرعة و أنا ابتسمت بجانبية، يظهر إن لسه في أمل منه.
بعد ما خلصنا أكل و لعب نامت أروى في الصالة كالعادة و كالعادة أخدتها و حطيتها في أوضتها قبل ما أرجع أنا عشان أنام في مكاني المعتاد على الكنبة.
أول ما غمضت عيني حسيت بيد بتلم*سني، فتحت عيوني و تراجعت لورا بخو*ف بعد ما لمحت خيا*ل شخص واقف، في البداية فكرت تخي*لاتي و الأصو*ات اللي بسمعها بدأت ترجع تاني بس تنفست براحة لما أخدت بالي إنه أنس، بصيتله و اتكلمت بشك:
_أنس، مالك؟ في خاجة عايزها؟!
اتكلم أنس:
_أنا فاكرك، انت...انت اللي قت*لت عمو آدم مش كدا؟!
بلعت ريقي و بصيتله بصد*مة:
_م..مين اللي قالك الكلام دا؟
_سمعت بابا و ماما و هم بيتكلموا ساعة ما عمو آدم ما*ت.
بما إن أنس دلوقتي عنده ١٢ سنة فأعتقد إن ساعة الحاد*ثة كان عنده سبع سنين...
طبعاً عمر كافي إنه يفتكر اللي حصل بالفعل، فتحت بوقي عشان أرد عليه بس كأن الكلمات طارت، أرد عليه بايه و أنا نفسي مش فاكر اللي حصل ساعتها بسبب تأثير الكحو*ل؟ كل اللي فاكره إني شفت نفسي ماسك سك*ينة و آدم على حجري غر*قان في د*مه، و مع ذلك...مع ذلك في حاجة جوايا كانت رافضة تصدق إن أنا اللي عملت كدا.
بعد فترة من سكوتي اتكلم أنس تاني:
_انت ليه قاعد معانا هنا و بابا مر*جعش لغاية دلوقتي؟ أنا كنت بحب عمو آدم جداً، متقولش إنك قت*لت بابا كمان زي أخوه....
نبضات قلبي بدأت تزيد، لو..لو أيوب ما*ت فدا هيكون بسببي فعلاً، حاولت أتمالك نفسي و أنا بجاوبه:
_أنس، بابا مما*تش...أنا قاعد معاكم مؤقتاً لغاية ما يرجع بالسلامة.
اتكلمت و أنا بتمنى من كل قلبي إن أيوب يصحى و يرجع لأولاده تاني.
________________
تاني يوم سبت أنس و أروى بعد ما عملتلهم الفطار و تأكدت إن في أكل في التلاجة للغدا.
رنت عليا يمنى و أنا في طريقي للشغل بس مرضتش أرد عليها، حسيت إن كلام أنس كان زي الق*لم اللي خلاني أفوق، أنا شخص مجر*م...ازاي هقدر أصارح يمنى بمشاعري و أبص في عينيها من غير ولا ذرة ند*م بعد كل اللي عملته؟
تنهدت بض*يق للمرة الألف، أكيد اللي بيحصلي في حياتي دا تكف*ير ذنو*ب!
بعد خمس دقايق كنت ماشي سرحان في القسم قبل ما تقع عيني على الشخص اللي كان واقف و مستنيني بوش مستقيم خالي من المشا*عر، ازاي نسيت موضوعه تماماً هو كمان؟ نطقت بصد*مة:
_ب..بابا؟!
حلو، يظهر إني مش محتاج أك*فر أكتر من كدا لأن الساعات اللي فاضلالي في الحيا*ة بقت معد*ودة!
الرابع عشر
_يعني مش كفاية كل المصا*يب اللي عاملها؟ كمان أروحلك شقتك ألاقيك جايب ست هناك؟!
اتكلم بابا بعص*بية و أنا بلعت ريقي بتو*تر، يا ترى عشان كدا يمنى كانت بتتصل بيا؟!
_بعد كل اللي عملته عشان أخلي س*جلك نضيف برضو مصمم تلو*ث اسم العيلة؟
سكتت و مردتش فكمل:
_أنا حذ*رتك كذا مرة تبقى زي أمك!
فجأة رفعت راسي و بصيتله أخيراً قبل ما أرد بح*دة:
_أنا مطلبتش منك تعملي حاجة، و ماما سابتك و مشيت عشان أسلو*بك دا...
ضر*بني بالقلم على وشي و انا ابتسمت بسخر*ية قبل ما أرفع راسي تاني واتكلم باستفز*از:
_أقولك على الكبيرة بقى؟ الست اللي في البيت معاها طفلة و أنا...أبقى أبوها!
بصلي بصد*مة قبل ما يس*حبني من ياقة القميص بتاعتي و يتكلم بعيون بتطلع شر*ار:
_أدهم، صدقني لو الكلام دا حقيقي هق*تلك بنفسي..
_كل مرة بتقول كدا، مستني ايه عشان تعملها؟
اتكلمت و أنا بطلع المسد*س بتاعي من جيبي، وج*هته ناحية راسي و مسكت يد بابا و حطيتها عليها قبل ما أصر*خ بحدة:
_بسببك كل يوم في أصو*ات في دماغي بتطالبني بإني أق*تلني ، اعملها عشان لو معملتهاش هعملها أنا بنفسي....
سحب المسد*س و ر*ماه على الأرض قبل ما يش*دني مش شعري و يتكلم:
_اخر*س! فاكر المو*ت بالسهولة دي؟ المو*ت راحة ، انت حتى المو*ت متستحقهوش.
ر*ماني على الأرض قبل ما يوطي عشان يبقي في مستوايا و كمل:
_دي آخر غل*طة يا أدهم، صدقني دي آخر غل*طة هعديها قبل ما أحول حياتك لج*حيم و انت عارف اني أقدر...
سابني و وقف قبل ما يتكلم و هو طالع برا المكتب:
_بالنسبة لموضوع بنتك دا مش عايز أعرف تفاصيل، همثل اني مسمعتهوش و انت اتصرف فيه قبل ما اتضطر اتصرف انا بنفسي و انت فاهم طبعا هتصرف ازاي...
مشى يده على ر*قبته في حركة أشبه بق*طع الراس قبل ما يمشي و يقفل الباب وراه أخيراً.
حلو، مش كفاية ياسر، لا...دا كمان بقى لازم أ*حمي يمنى و يارا من بابا دلوقتي، أنا بجد مبهور بقدرة لساني الفريدة على جلب المصا*يب ليا!
____________________
كنت قاعد على ترابيزة السفرة في شقة أيوب، على يميني أنس و على شمالي أروى، و يمنى و يارا قاعدين قدامي، و بعد صمت طويل اتكلمت يمنى:
_أدهم، ممكن أعرف جايبنا هنا ليه؟
ابتسمت بارتباك، طبعاً مستحيل أقولها إني بحاول أخبيها من بابا عشان كدا قررت أنقلها شقة أيوب مؤقتاً.
_عمو الخدامة؟ مين دول..
اتكلمت أروى و هي بتشدني من هدومي، و يمنى بصيتلي بريبة من اللقب.
اتحمحمت قبل ما أهمس ليمنى:
_هبقى أفهمك بعدين....
وقفت و شبكت إيديا ورا ضهري و أنا بكمل:
_أنا مجمعكم هنا النهاردا عشان نقضي وقت جميل سوى مع بعض كأسرة واحدة...
ك*تف أنس دراعاته قبل ما يتكلم:
_يا سلام! أسرة ازاي يعني و احنا أول مرة نشوفهم..؟!
اتحمحمت قبل ما أجاوب عليه و أنا بشاور بيدي على يمنى:
_دي طنط يمنى، قررت تطوع و تبقى خدامة معايا و بتعرف تحكي قصص جميلة قبل النوم.
_ياي!
صر*خت أروى بسعادة و يمنى بصيتلي بحاجب مرفوع قبل ما ترد يارا باعتراض:
_ماما مش خدامة!
طبطبت يمنى على راسها بفخر قبل ما تقف يدها في الهوا فجأة لما يارا كملت:
_و مبتعرفش تحكي قصص، قصصها مملة و و*حشة!
حطت يمنى يدها على وسطها قبل ما تتكلم بحز*ن مصطنع:
_بقى أنا قصصي و*حشة ؟ طيب شوفي مين هيحكيلك قصص تاني.
بصيتلها يارا بنظرات بريئة و أنا اتكلمت و أنا بخبط بالمعلقة على الطبق الفاضي على السفرة:
_هدووء، احنا صحيح لسه مش أسرة...
اتكلمت و أنا ببص على أنس اللي قلب عيونه بملل قبل ما أكمل:
_بس أنا ناوي نبقى أسرة جميلة و متعاونة لغاية ما بابا أيوب يرجع بالسلامة، حلو؟!
_عمو الخدامة، طب و مين دي؟
سألت أروى و هي بتشاور على يارا فاتحمحمت قبل ما أرد:
_أروى يا حبيبتي، مش لازم تفكري عمو كل مرة انه خدامة، قولي عمو بس كفاية ماشي؟ دي يارا بنتي...اه أقصد بنت طنط يمنى.
_شكلها جميل ممكن أبقى صاحبتها يا عمو الخدامة؟
تنهدت بيأ*س كنت هرد عليها بالموافقة لولا يارا اللي اتدخلت في الكلام فجأة:
_لا، أنا مش عايزة ابقى صاحبتك...انا عايزة ابقى صاحبة الولد الجميل اللي شبه الأمراء...
بصيتلها يمنى بصد*مة و أنس خدوده احمرت قبل ما يبعد وشه بعيد و يعمل نفسه مسمعش حاجة.
_يارا ع*يب كدا، البنوتات الحلوين يصاحبوا البنوتات اللي شبههم بس!
_بس يا ماما أنا عاجبني شعره الأصفر الطويل.
جز*يت على أسناني بغ*يظ قبل ما أمد يدي عشان أسحبها و أقعدها على رجلي و اتكلمت:
_مالك بشعره؟ شعر بابا جميل برضو، خليكي في شعر بابا.
فجأة اتجمدت في مكاني بصد*مة بعد ما استوعبت اللي قلته، بصيت ليمنى عشان ألاقيها هي كمان باصالي بعدم استيعاب قبل ما تنطق يارا أخيرا:
_ بس انت مش بابا!
ابتسمت بتو*تر و اتكلمت:
_أ..أيوا، بس بما اننا هنبقى أسرة واحدة، أنا من هنا ورايح هبقى بابا.
_لا، انت عمو الخدامة...
اتكلمت أروى قبل ما المكان كله فجأة يتملي أصوات ضحك.
_____________________
بعد أسبوع في حديقة الحيوانات:
_أروى، تعالي جمبي هنا متجريش! و لا أروحك البيت تاني يعني؟
تحدث أدهم و هو يسير إلى جوار يمنى، يحمل يارا فوق كتفيه كعادته بينما ي*جر أنس من ذراعه لرفضه الذهاب معهم.
ابتسمت يمنى على مظهره المضحك بينما تأوه بقلة حيلة قبل أن يسرع في خطوته لير*فعها لأعلى من فستانها بيده الأخرى متحدثاً:
_و بعدين؟ مش قلت تمشي جمبي؟ أنا غلطت يعني عشان قلت أروى كبيرة و عاقلة و سيبتك تمشي وحدك؟
تحدثت أروى بينما تطالعه بأعين الجراء:
_بس يا عمو الخدامة انت بطئ، و انا عايزة أشوف الزرافة بسرعة.
تنهد أدهم بينما ينزلها على الأرض مجدداً بينما لا يزال ممسكاً بها قبل أن يتكلم بتحذ*ير:
_امشي جمبي و حالاً كلنا نروح نشوف الزرافة سوى ولا عايزة أمسكك زي أنس؟
قلب أنس عينيه بملل و تأوه بيأس بينما يستمع إلى حديثمها لتزداد ضحكات يمنى على لطافتهم.
بعد قضاء يوم ممتع في حديقة الحيوان اصطحبهم أدهم لأكل السوشي في إحدى المطاعم بناء على طلب أروى و في النهاية قام بإدخالهم إلى إحدى المولات و كم كانت فكرة لم يدرك أدهم مدى سو*ئها إلا بعد أن انتشرت يارا و أروى في المكان سريعاً و قامتا بتخر*يب العديد من الأشياء.
بعد أن تمكن أدهم من الق*بض على كلتيهما في النهاية كان يجلس على إحدى المقاعد في محل لملابس المحجبات بينما ير*بط خصر كل واحدة منهما بح*بل كان يمسكه في يده حتى يتأكد من عدم فرارهما منه مجدداً بينما هو في انتظار أن تنتهي يمنى من تبديل ثيابها.
بعد خمس دقائق خرجت يمنى من غرفة القياس بينما ترتدي فستاناً أزرقاً سماوياً جميلاً و رقيقاً من انتقاء أدهم و أعلاه خمار أبيض.
تحدثت بخ*جل بينما تنظر للأسفل:
_أهو...استريحت؟ قلتلك مش عايزة أقيس حاجة.
_الفستان قمر عليكي، هناخده هو و الأطقمة اللي قاستهم كلهم قبله.
تحدث أدهم بينما يوجه حديثه إلى صاحبة المحل لترفع يمنى وجهها ناحيته على الفور، كادت أن تعتر*ض لولا رؤية ما فعله بيارا و أروى فعقدت حاجبيها بينما تطالعه بتأنيب ليبتسم و يحرك كتفيه لأعلى بلا مبالاة متحدثاً:
_عمالين يجروا مني كل شوية، دا كان الحل الأمثل.
غطى أنس فمه بيده في محاولة منه لكتم ضحكاته بينما تأوهت يمنى بيأ*س متحدثة:
_أدهم مش هقدر أقبل منك كل كدا، قلتلك قبل كدا مش عايزة حاجة.
_انا مش جايبهم عشان انتي عايزة تجيبي حاجة انا جايبهم عشان انا عايز أجيب.
طالعته بحاجب مرفوع قبل أن تتحدث:
_حتى لو عايز تجيب على الأقل هات حاجة واحدة مش كل دا! هتجيب فلوس دا كله منين؟!
_ملكيش دعوة أنا لسه قا*بض.
أجاب بإصرار.
_و عايز تبقى مف*لس من أول الشهر؟
نهض و اقترب منها بينما ي*جر أروى و يارا خلفه قبل أن يتحدث:
_يمنى يا حبيبتي...جوزك أغنى مما يبدو عليه.
احمرت خدودها قبل أن تضر*به في كتفه و تبتعد متحدثة:
_انت مش جوزي!
ابتسم أدهم بجانبية بينما يتبعها هامساً بكلمات لم يسمعها أحد سواه:
_بس هبقى قريب.
___________________
الساعة العاشرة مساء:
بصيت ناحية أنس و أروى و يارا عشان ألاقيهم مشغولين بالآيس كريم و يارا بتحاول تبعد أروى عشان تلزق هي جمب أنس كالعادة، مس*كتها من قفاها و قعدتها بعيد قبل ما أرجع أقف جمب يمنى تاني و اتكلمت:
_يمنى، دايماً كنتي بتسأليني أنا بساعدك ليه، لسه عايزة تعرفي السبب؟
بصيتلي يمنى بحيرة قبل ما تحرك راسها بالموافقة بارتباك.
_السبب يا يمنى إني معجب بيكي و عايز أتجوزك.
رفعت وشها ناحيتي بصد*مة قبل ما تتكلم:
_انت..انت بتقول ايه؟ انا لسه على ذ*مة ياسر و..
قا*طعتها قبل ما تكمل:
_جوازك من ياسر غ*ير قانوني و مش متس*جل على الورق عشان كنتي لسه قا*صر دا يعتبر جواز عر*في.
اتكلمت يمنى بارتباك:
_ب..بس ازاي عرفت؟
_مش مهم ازاي عرفت، المهم عندي دلوقتي أعرف ردك، ها..موافقة تتجوزيني بعد ما أقب*ض على ياسر؟
سكتت شوية قبل ما تهز راسها بالموافقة بإحر*اج و انا ابتسمت و حضنتها و بعد ما سيبتها لقيت وشها كله مصبو*غ أحمر.
اتكلمت بإحر*اج:
_لو...لو عملت الحركة دي تاني مش هتجوزك صدقني.
ضحكت و هي ضر*بتني بكوعها في ب*طني.
_تاني؟ ما قلتلك ضر*باتك كتكوتة كلها زيك و مش بتو*جع.
تنهدت بيأ*س و وقفت بعيد عني قبل ما أتس*لل و أقف جمبها تاني.
_________________
_أدهم، احنا هنروح على شقة أيوب تاني؟
سألت يمنى و هي قاعدة جمبي في العربية فهمهمت بموافقة.
_طيب ممكن نرجع شقتك الأول عشان نسيت فيها حاجة مهمة.
حاولت أقنعها اني ممكن اشتريلها أي حاجة عايزاها بس هي صممت و اتضطريت في النهاية آخدها شقتي.
كنت قاعد في الصالة أنا و الولاد و لما لاحظت ان يمنى اتأخرت في اوضتي فتحت الباب و دخلت قبل ما أتج*مد في مكاني بصدمة لما لمحت الورقة اللي في يدها.
بصيتلي يمنى بعيون مليانة دمو*ع قبل ما تتكلم:
_أدهم ايه دا؟!
_ايه دا يا أدهم؟ دا مش حقيقي صح؟ قولي إن دا مش حقيقي...قولي إنك مش أبو يارا الحقيقي يا أدهم!
تحدثت بينما تصر*خ فيه بغ*ضب ليحني وجهه ناحية الأرض قبل أن يجيب:
_للأ*سف....دي الحقيقة، يارا تبقى...بنتي.
نظرت إليه بعدم تصديق قبل أن تنخرط في ضحك هستير*ي، ظلت تضحك بصوت مرتفع حتى انها*رت على الأرض أخيراً و تحولت ضحكاتها إلى بكا*ء و نح*يب.
اقترب منها ليحاول تهدئتها لكنها صر*خت فيه ما إن لاحظت اقترابه:
_اب*عد....اب*عد عني، إياكش تقر*ب!
_يمنى اسمعيني، أنا مكنتش أقصد أعمل كدا، أنا....
قاطعته متحدثة:
_دا أنا..أنا اللي في يوم كان عندي أحلام، أنا اللي في يوم حطيت راسي على المخدة و أنا بتخيل مستقبل جميل، أنا في يوم من الأيام كنت شخص طبيعي...
_يمنى...
_اخر*س! انت د*مرت حياتي و سر*قت طفولتي، حملتني مسؤ*ولية طفلة كنت بعا*ني كل يوم عشان أوفرلها أساسيات الحياة و انت كنت فين؟ قاعد بتلعب و عايش حياتك زي ما انت عايز...
_بس يا يمنى أنا....
_أنا مش عايزة أسمع صوتك....
رفعت وجهها لتنظر إليه قبل أن تنهض لتكمل:
_مش عايزة أسمع صوتك يا أدهم و لا أشوفك، أنا حاسة بالاشمئز*از منك، حاسة اني عايزة أر*جع...كل شئ متعلق بيك بقى مقر*ف و مث*ير للاشمئز*از....
_بصي يا يمنى أنا عارف إنك..
_لا، انت مش عارف حاجة، إياكش تجرؤ تفكر إن يارا بنتك! يارا بنتي أنا بس...أنا اللي اتط*عنت في شر*في بسببها و مع ذلك اخترت أحتفظ بيها، أنا اللي كنت مر*مية في الشار*ع و أنا حا*مل فيها و مع ذلك استحملت وشلتها، انا اللي اتضر*بت كل يوم و اتعا*يرت بيها و مع ذلك حبيتها، أنا...أنا أمها، و انت ولا حاجة بالنسبالها فاهم!
ألقت الورقة في الأرض بعد أن قامت بتمز*يقها، مسحت دمو*عها ثم تخطته إلى خارج الغرفة.
نادى عليها بينما يراها تسير مبتعدة و تمسك بيد يارا:
_يمنى! رايحة فين؟!
_ملكش دعوة رايحة فين، انت آخر واحد ليه علاقة بيا.
تنهد أدهم بنفا*ذ صبر قبل أن يقترب منها و يفعل شيئاً كان يعرف جيداً أنه سيند*م عليه فيما بعد، لكنه رأى أن سلامتها هي أولويته في الوقت الحاضر.
قام بحملها على كتفه لتصر*خ بفز*ع:
_بتعمل ايه؟ نزلني....انت مش سامع بقولك ايه؟ نزلني حالاً!
كانت أروى تراقبهم بخو*ف بينما بدأت يارا بالب*كاء، تأوه أدهم بملل قبل أن ينزل يمنى في غرفته و يغ*لق عليها بالمفتا*ح من الخارج ثم التفت ليوجه حديثه إلى الأطفال:
_متخا*فوش، طنط يمنى تعبا*نة و محتاجة تستريح شوية، عايزين حاجة حلوة؟
طالعه أنس الذي كان واعياً بما يجري نسبياً بحاجب مرفوع بينما استمرت يارا في الب*كاء:
_أنا مش عايزة حاجة حلوة، أنا عايزة ماما...
حملها أدهم ليقوم بمسح دمو*عها متحدثاً:
_حاضر، أول ما ماما تستريح هجبهالك علطول، ماشي؟
نظرت إليه الصغيرة بحيرة من أمرها قبل أن تقرر الاستسلا*م في النهاية، أومأت برأسها ليمسك أدهم بيد أروى و يتبعهم أنس في صمت إلى الأسفل.
أدخلهم أدهم إلى السيارة و من ثم قاد بهم نحو شقة أيوب و عندما وصلوا تأكد من وضع كل من أروى و يارا في الفراش قبل أن يخرج و يجد أنس لا يزال في الصالة لذا تحدث:
_أنس، أنا عارف إن يارا و أروى مت*عبين بس حاول تاخد بالك منهم لغاية ما آجي، ماشي؟
تحدث أنس بينما يراقبه و هو يأخذ مفاتحيه و يلتف ليغادر:
_و انت رايح فين؟ راجع لطنط يمنى؟
توقف أدهم ليطالعه قليلاً قبل أن يجيبه:
_هيفرق معاك أنا رايح فين؟ اسمع الكلام و متحاولش تتدخل في مو*اضيع الكبا*ر، لما تصحى يارا و تسأل على مامتها قولها ان عمو أدهم راح يجيبها...
__________________
_أدهم، افتح الباب...عارفة انك برا و سامعني، افتح الباب بقولك...
كانت تضر*ب باب الغرفة بقب*ضتيها و قدمها بغ*ضب بينما تستمر في الصر*اخ، منذ سمعت صوت قفل باب الشقة يفتح هي لم تتوقف عن الصر*اخ و مطالبته بتحر*يرها، تحدث أدهم بينما يقف على الجانب الآخر من الباب:
_مش هفتحه لغاية ما تهدي عشان نعرف نتكلم.
_أنا مش عايزة أتكلم، هنتكلم في ايه؟ الكلام معاك خلص خلاص افتح الباب!
_عايزاني أفتحه عشان تروحي فين؟ هترجعي شقتك تاني؟ قولتلك ياسر هيح..
قاطعته في ثو*رة:
_ملكش دعوة هروح فين، و ياسر اللي انت بتتكلم عليه دا انت أح*قر منه بمليون مرة.
_معاكي حق، أنا أح*قر منه و مع ذلك مش هسيبك ترجعي تاني.
_يعني مش هتفتح الباب؟
_لا مش هفتحه.
_كدا؟ طيب ماشي، أنا هوريك هعمل ايه...
أنهت حديثها ليسمع أدهم صوت تك*سير الأشياء داخل الغرفة لكنه لم يأبه لذلك إلا بعد أن سمع صوت زجاجٍ ين*كسر و صر*خة متأ*لمة لذا هرع ناحية الباب بسرعة و قام بفتحه.
كانت يمنى تجلس على الأرض و تغلق عينيها بأ*لم بينما تض*غط على كفها بيدها الأخرى، إلى جوارها زجا*ج المرآة المكسو*رة و الدما*ء تس*يل في كل مكان من يدها.
انحنى أدهم ليجلس إلى جوارها، مد يده ليتفقد كفها لكنها ما إن أحست بوجوده حتى سحبت قط*عة زجا*ج حا*دة من على الأرض و و*جهتها نحوه بتهد*يد:
_لو مسيبتنيش أط*لع هتحصل حاجة مش كو*يسة صدقني...
تنهد أدهم بينما يقترب منها أكثر متحدثاً:
_مش هس*يبك تط*لعي يا يمنى قبل ما تسمعيني.
_قولتلك مش عايزة أسمعك و متقر*بش أكتر أحسنلك لإما....
_لإما هتعملي ايه؟ لو فاكرة إنك هتقدري تعمليلي حاجة بح*تة الإز*از اللي في يدك دي تبقي غلطانة.
ابتسمت يمنى بجانبية قبل أن تنز*ع خمارها لتضع س*ن الزجا*جة المدبب على عر*ق رق*بتها متحدثة:
_مش هقدر أعمل حاجة ليك، بس هعمل في نف*سي....
تفاجئ أدهم من صنعها ليتراجع على الفور بينما يتحدث محاولاً إثنائها عما تنوي فعله:
_طيب خلاص ه...هسيبك تطلعي بس سيبي الإز*از من يدك...
_ابعد عن باب الأوضة لإما صدقني مش هتردد أعملها...
تحدثت بينما تض*غط بق*طعة الز*جاج على ر*قبتها أكثر لتخرج بضع قطر*ات د*م.
_ط..طيب، أديني بعدت أهو تقدري تعدي بس أرجوكي نزلي الإز*ازة من يدك...
تنقلت يمنى بنظراتها بين باب الغرفة المفتوح و أدهم الذي يقف بعيداً و يرفع يديه في الهواء باستسلا*م، ترددت قليلاً قبل أن تنزل قع*طة الزجا*ج و تنهض لتجري بسرعة ناحية الباب و ما إن أوشكت على عبوره حتى تفاجئت بأدهم يس*حبها من معصمها و يلو*يه للخلف قليلاً مما أج*برها على التأ*وه بأ*لم و إسقاط قط*عة الزجا*ج منها.
سحبها إليه قبل أن يتحدث:
_كان لازم أخمن من البداية إنك مجنو*نة و ممكن تعملي حاجة زي كدا.
ز*مجرت بغ*ضب بينما تحاول الإفلا*ت منه لكنه أح*كم إمسا*كها بينما يج*رها خلفه إلى الداخل مجدداً و يغلق باب الغرفة خلفهما.
___________________
الساعة الثانية ظهراً في منزل أيوب:
_فرحانين كدا؟ خلصتوا و لا لسه؟!
تحدث أنس بينما يحاول النهوض من على الأرض قبل أن تسحبه يارا ليجلس مجدداً و تتحدث بتحذ*ير:
_متقومش، لسه مخلصناش!
تأوه أنس بملل بينما يعود للجلوس مكانه مجدداً، لقد كان يجلس هكذا منذ نصف ساعة بينما تقوم كل من أروى و يارا بتصفيف شعره و وضع أنواع دبابيس الشعر المختلفة فيه.
_ايه رأيكم تسرحوا شعر بعض أحلى؟
نفت أروى برأسها بينما تجيبه:
_شعرك لونه أصفر و لايق مع التوك أكتر.
لم يتمكن أنس من الإعتراض خشية أن تتذكر يارا أمر والدتها و تعود للبكا*ء مجدداً.
مرت خمس دقائق أخرى قبل أن تنتهيا أخيراً و تناوله أروى مرآة صغيرة ليستطيع رؤية نفسه فيها.
ما إن طالع أنس شكله في المرآة حتى توسعت عينيه بذهول، لقد حولا شعره إلى كار*ثة بالمعنى الحرفي، ابتلع بينما يراهما تتطالعناه برجاء أن تعجبه التسريحة المفترضة، لذا كا*فح ليرسم ابتسامة على وجهه بينما يتحدث:
_ا..ش..شكله جميل، تسلم إيديكم، أنا هروح بقى أرج...
_لا لسه هنعمل تسريحة تاني!
تحدثت يارا ما إن لاحظت أنه على وشك النهوض ليعود للجلوس مجدداً باستسلا*م بينما يدعو أن يعود أدهم قريباً و ينق*ذه منهما.
____________________
استيقظت يمنى ظهراً بسبب أشعة الشمس التي تعا*مدت على وجهها.
فتحت عينيها بصعو*بة بينما تعيد استرجاع أحداث الأمس في ذاكرتها سريعاً، لقد حاولت الهر*ب قبل أن يمسك بها أدهم و يعيدها للداخل مجدداً، حاولت ضر*به و التحر*ر منه مراراً قبل أن يج*برها على ابتلاع ح*بة ما لتف*قد الو*عي مباشرة بعد ذلك.
بدأت بالتلفت حولها في أرجاء الغرفة بق*لق، نظرت نحو يديها لتجدها مضمدة بعناية، طالعت باب الغرفة لتجده مفتوحاً و لا أ*ثر لأدهم في أي مكان لذا نهضت عن الفراش لتسير ببطئ ناحية الخارج لكنها و قبل أن تعبر من عتبة الباب تفاجئت بشئ ما يع*يق تقدم قدمها اليمنى، رفعت الثوب لتوسع عينيها بذهول عندما رأت سل*سلة حد*يدية تحيط كا*حلها و نهايتها مث*بتة في قدم السرير الخشبية!
أول ما بصيت على رجلي لقيت سل*سلة حد*يد محاوطاها و طرفها التاني متثبت في رجل السرير.
رجعت بسرعة ناحية السرير و حاولت أسحبها لكن مفيش فايدة، حاولت أرفع السرير و أعديها من تحت لكنه كان أتقل و أكبر بكتير من إني أقدر أشيله.
_صحيتي؟
جه صوت مألوف من ورايا، لفيت عشان أشوف أدهم مسنود بجنبه على باب الأوضة و في يده صينية أكل.
أول ما شفته اتكلمت بع*صبية:
_ايه اللي انت عامله فيا دا؟
رد بهدوء:
_اه..دا إجراء مؤقت لغاية ما نلاقي حل للمش*كلة.
_أدهم يا حق*ير همو*تك!
جريت ناحيته و قبل ما أقدر أوصل لوشه بضو*افري الس*لسلة منعتني.
_اهدي، مفيش فايدة من إنك تحاولي تخلعيها، مش هتقدري.
اتكلم و هو شايفني عمالة أحاول أفك الس*لسلة من رجلي.
تجاهلته و أنا بتلفت حواليا في الأوضة على حاجة أقدر أشيل بيها الس*لسلة لكن اتفاجئت لما أخدت بالي أخيراً إنه فضى الأوضة كلها و مسابش فيها غير السرير و الدولاب بس!
_حتى الدولاب فاضي متفكريش كتير!
اتكلم و مشي لغاية ما وصل عندي، حط الصينية قدامي و قعد.
_كلي و بعدين هنتكلم.
بصيتله بغ*يظ، أكتر حاجة مضا*يقاني كانت هدوئه الغريب في موقف زي كدا!
مديت يدي ناحية الصينية قبل ما اخد طبق السلطة و أك*به عليه.
اتنفس بعمق و هو بيمسح الأكل من على وشه قبل ما يتناول طبقه و يبدأ ياكل كأن مفيش حاجة حصلت، اتكلم و هو بياكل:
_لو مأكلتيش مش هنتكلم، و لو متكلمناش مش هف*كك.
رديت و أنا بشاور ناحيته بصباعي بتحذ*ير:
_مش هاكل و مش هنتكلم و خمن ايه اللي هيحصل؟...هتف*كني و غص*باً عنك!
_يمنى، متخلنيش اتضطر أستخدم معاكي أسلوب مش هيعجبك، اسمعي الكلام!
_و لو مسمعتهوش؟ هتعمل ايه يعني؟ انت مجرد واحد حق...
مقدرتش أكمل بسبب المعلقة اللي دخلت بوقي فجأة.
كنت هت*ف اللي حطه بس قبل ما أقدر أعمل كدا س*د منا*خيري بيده فاتضطريت أبلع.
_ها...اختاري، نكمل كدا و لا هتاكلي بنفسك؟
ابتسمت بسخر*ية قبل ما أسحب الصينية كلها و أق*لبها على الأرض.
_كدا فهمت و لا أعيد تاني؟ مش ه.ت.ك.ل.م!
قولت و انا بتك على كل حرف.
وقف و بصلي بعص*بية قبل ما يرد:
_عايزة تفضلي جعا*نة يعني؟ براحتك.
بدأ يلم الأكل و قبل ما ياخده و يمشي وقف و اتكلم:
_هناك باب الحمام، السل*سلة طويلة كفاية عشان تقدري تدخليه، و زي ما انتي شايفة فضيت المكان كله فمتحاوليش تعملي اي حاجة غب*ية تاني...
ابتسمت بسخر*ية:
_ايه؟ ناوي تسيبني مر*بوطة كدا زي الكلا*ب؟ ما تقول عايز مني ايه و تخلص، عايز تغت*صبني تاني؟
بصلي بض*يق قبل ما يرد:
_قولتلك هف*كك بعد ما نتكلم و لو كنت عايز أعمل فيكي حاجة كنت عملتها بالفعل و انتي نايمة !
_انت متفرقش حاجة عن ياسر، كلكم مقر*فين و مس*تغلين.
_شوفي اللي تشوفيه، بس صدقيني دا عشان مصلحتك.
قال قبل ما يسيبني و يطلع برا.
__________________
مشيت و رجعت تاني يوم عشان ألاقي الأكل اللي حطيتهولها قبل ما أمشي كله مقلو*ب، يمنى نايمة على الأر*ض و رجلها اللي مربو*طة بالس*لسلة كلها محمرة و مليانة خرا*بيش من ضو*افرها.
اتهدت بيأ*س قبل ما أجيب قصافة و أبدأ أقصلها ضوافرها على اللح*م من غير ما تحس، طهرت جرو*ح رجلها و لفيتها بشاش قبل ما أبدأ ألم الأكل اللي كان مر*مي على الأر*ض في كل حتة.
صحيت بسبب صوت المكنسة، الغريبة انها متكلمتش و معملتش أي حاجة، كل اللي عملته انها أخدت ركن و مرضتش حتى تبص ناحيتي.
تاني يوم لما رحتلها كان نفس الوضع بالظبط، الأكل مقلو*ب، هي نايمة على الأر*ض، و تعا*وير جديدة في رجلها مع اني قصيت كل ضوافرها.
مقدرتش أتمالك نفسي أكتر من كدا و اتكلمت بع*صبية:
_هتفضلي كدا يعني؟ هتختاري تمو*تي بالطريقة دي؟
مردتش.
_طب مش عايزة تشوفي يارا تاني؟ يارا بت*بكي كل يوم عشان عايزاكي ترجعيلها.
برضو مفيش رد.
اتع*صبت اكتر، نزلت جمبها على الأرض و ز*عقت بصوت أعلى:
_انا عارف انك سامعاني و مطنشة، متعمليش نفسك نايمة.
مهما اتكلمت برضو كانت مصممة متردش و لا تبص ناحيتي.
_طيب يا يمنى خليكي..شوفي مين فينا اللي هتمشي كلمته في الآخر!
وقفت و خرجت برا بعد ما رز*عت باب الأوضة ورايا جا*مد.
قعدت على الأرض ورا الباب ، أنا فاهم ان اللي عملته مش سهل تسامحني عليه بس خو*في الأكبر كان إنها تخرج و ياسر يلاقيها و يئذ*يها بأي طريقة، مر*عوب من فكرة إني أشوفها تاني بنفس الحالة اللي لقيتها بيها في بيتها قبل كدا!
الأصوات زادت، كنت بتضطر آخد أربع حبا*ت في اليوم الواحد عشان أخر*سهم طول النهار، بس بالليل... بالليل كانت ليهم الغلبة، بيطلعوا في أحلامي على هيئة أشبا*ح و أنصا*ف بشر بيطار*دوني و بيحاولوا يخ*نقوني عشان ين*تقموا مني، زمان لما كنت بحلم بحاجة زي كدا كنت بتضايق اني صحيت من النوم و مم*تش، دلوقتي انا شاكر لكل يوم بصحى فيه عشان كل يوم جديد بيمثل فرصة جديدة مع يمنى، حتى لو هتاخد وقت طويل عشان تسامحني، حتى لو كان دا معناه امتداد لمعا*ناتي و كو*ابيسي انا...كنت ممتن.
______________________
عدت خمس أيام من ساعة ما حب*ست يمنى جوا الأوضة، و روتيني كان كالآتي...طول فترة الصبح لغاية الضهر عند يمنى، فترة العصر و المغرب في الشغل، و بالليل كنت بروح أتطمن على الأولاد و أبيت معاهم.
في آخر يومين بدأ يحصل تطور، يمنى مكانتش بتك*ب الأكل و بطلت تحاول تهر*ب و أعتقد إن دا على الأغلب كان بسبب إن جسمها خ*لص من الطاقة عشان مكا*نتش بتاكل، بس النهاردا....كانت سعادتي عظيمة لما دخلت الأوضة و لقيتها خلصت نص الأكل، ابتسمت و أنا بوطي عشان أشيل الباقي بس قبل ما أقف يد مسكتني:
_اقعد، انا مستعدة أسمعك دلوقتي...
اتكلمت يمنى بت*عب ملحوظ و انا اتو*ترت.
_ص..صوتك باين عليه انك تعبا*نة، خليها أول ما...
قا*طعتني و هي بتشد على يدي أكتر:
_اقعد يا أدهم، انت اللي هتتكلم مش أنا...
قعدت و نبضات قلبي بدأت تزداد أكتر، حاولت أنطق أي حاجة بس كأن دماغي اتمسحت، فين كل الأعذار و المبررات اللي كنت ناوي أقولها؟
اه افتكرت...كنت في حفلة مكانش المفروض أروحها و صاحبي الوحيد حذ*رني منها كتير بس مسمعتش كلامه، لما رحت أقنعوني أشرب حاجات مكنتش أعرف ايه هي، دخلوني الأوضة و....ثواني، ليه...ليه فجأة بقيت حاسس انه عذر سخ*يف جدا؟!
دي كانت غل*طتي...من البداية للنهاية كانت غل*طتي، أنا اللي مسمعتش الكلام، أنا اللي رحت هناك أنا اللي شربت و أنا....
_أدهم! كنت عايز تقول حاجة انا بقولك اهو اتكلم...
سحبني صوت يمنى فجأة من أفكاري.
بصيتلها و عيوني كلها اتملت دمو*ع قبل ما لساني يتحرك لوحده و ينطق:
_أنا..أنا آسف.....
بدأت الدمو*ع تنزل من عيوني من غير تحكم مني قبل ما أكمل:
_كله كان غل*طي، كنت إنسان غب*ي و تا*فه، معنديش عذر يا يمني...
غطيت وشي بيدي و بدأت أب*كي أكتر قبل ما أحس بيها بتحضني، اتج*مدت في مكاني قبل ما أرفع وشي ناحيتها بصدم*ة، بصيتلي و ابتسمت:
_انا مسامحاك.
بصيتلها بعدم تصديق قبل ما أتكلم:
_ب..بجد؟ انتي مسامحاني بجد؟
_اها..أنا.....
كانت هتتكلم تاني قبل ما صوت تيليفوني يقا*طعها، طلعته من جيبي و كنت ناوي أقفله بس لما لمحت رقم المستشفى عليه رديت بسرعة بر*عب:
_ا..الو....
_الو يا أدهم، أنا مازن...
_بتتصل ليه من رقم المستشفى؟
_عشان عارف انك مش هترد لو كنت اتصلت من رقمي، المهم، أبشر....أيوب صحي.
التيليفون وقع من يدي بصد*مة.
__________________
كنت ماشي في ممر المستشفى و أنا مش قادر أصدق الخبر لسه، بعد ما يمنى هي كمان عرفت إن أيوب فاق خلتني أمشي و قالت انها هتستناني أرجع عشان أف*كها و نروح سوى.
أول ما دخلت جوا و لقيته قاعد و بيتكلم و بيهزر مقدرتش أمسك دم*وعي، بدأت أب*كي بهستير*ية، كمية الصد*مات اللي أخدتها النهاردا و اللي كانت سعيدة على غير العادة طبعاً كانت أكبر بكتير من طاقة استيعابي.
بعد ما قعدت شوية مع أيوب و اتطمنت عليه سبته و مشيت، وقفت عند أول محل دهب قابلني، اشتريت خاتمين خطوبة و قبل ما أرجع ليمنى عديت على محل ورد جبت منه بوكيه ورد أحمر كبير، كنت عارف ان الخطوة متسرعة حبتين خصوصاً انها لسه يا دوب مسامحاني بس للأسف كل اللي كنت بفكر فيه اني عايز أحضنها و أخليها تنام جمبي طول الليل و دا مكانش ينفع من غير ما نتجوز.
كانت الخطة كالآتي...هعدي آخدها و نروح عند المأذون نكتب الكتاب و بعد كدا هوديها ليارا عشان كانت عمالة تب*كي كتير عشان تشوفها، و انا متأكد ان يمنى كمان كانت مشتقالها جداً، النهاردا آخر يوم هنبيت فيه في شقة أيوب لأنه طبعاً هيرجع و فكرت إني لازم أروح أشتريلنا بيت لوحدنا مخصوص أنا و هي و يارا بعيد عن بابا و بعيد عن الناس كلها...هحبهم و هحميهم و هعوضهم عن كل الحاجات الفظ*يعة اللي اتضطروا يعا*نوا منها بسببي.
_____________________
نزلت قدام العمارة اللي كانت فيها شقتي و أخدت نفس عميق بحماسة، قررت أشيل بوكيه الورد في شنطة العربية عشان أخليه مفاجئة قبل ما أطلع السلالم بسرعة و أسيب الأصانصير.
طلعت فوق و فتحت باب الشقة براحة و أنا بحاول أهدي نفسي، مش مصدق ان اليوم اللي كنت مستنيه من زمان أخيراً جه.
خ*بطت على يمنى قبل ما أفتح باب الأوضة و انا بتكلم بسعادة:
_يمنى خمني هنع....
الكلمات فجأة ع*لقت في زو*ري لما بصيت و ملقتهاش، وطيت عشان أمسك الس*لسلة لقيتها مفتوحة، حطيت يدي بسرعة في جيبي عشان أدور على مفتاح القفل بس ملقتهوش!
افتكرت حضن يمنى ليا على غير العادة، سح*بت شعري جا*مد لورا و أنا بضحك بعدم تصديق، معقول كنت غ*بي للدرجادي؟
نزلت و رحت على شقة أيوب بسرعة، أول ما دخلت قعدت أدور على يارا في كل مكان زي المجنو*ن قبل ما يجيلي صوت أنس:
_لو بتدور على يارا فطنط يمنى جات من شوية اخدتها و مشت بس قبل ما تمشي سابتلك الجواب دا..
اتكلم و هو بيمد جواب ناحيتي، اخدته و فتحته بسرعة عشان أبدأ اقراه:
" عشت طول حياتي تا*يهة، اتنقلت من مكان لمكان و كل الأماكن مكانتش بتاعتي، كل البيوت كانت غريبة، و كل الناس مكانتش شبهي...
بس يا أدهم عايزة أعترفلك بحاجة، انت لما حضنتني أنا...أنا لأول مرة في حياتي كنت حاسة بالأما*ن و الإنتماء، و لما دخلت بيتك افتكرت اني مبقتش تا*يهة و بقى ليا مكان، أدهم أنا حبيتك من كل قلبي و دي كانت غل*طة، لأن الضر*بة اللي بتيجي من عد*و بتو*جع؛ لكن الضر*بة اللي بتيجي من حبيب بتو*جع و بتك*سر...
عايزة اقولك اني مكدبتش عليك ساعة ما قولتلك اني سامحتك، انا بالفعل سامحتك بس مش عايزة أشوف وشك تاني، ارجع عيش حياتك زي ما كنت عايشها قبل ما تقابلني، و لو اتقابلنا بالصدفة في يوم من الأيام بكرا و بعده تأكد إنك تكمل طريقك كأنك مشوفتنيش لأن دا اللي أنا هعمله."
مسكت الورقة و قط*عتها، ازاي تعمل كدا بعد ما أو*همتني إن كل حاجة بقت تمام؟!
بقى انتي يا يمنى عايزة تلع*بي كدا؟ حلو، خليكي فاكرة انك انتي اللي اخترتي طريقة الل*عب من البداية، هتروحي مني فين يعني؟! بوعدك إن مسيرك تق*عي في يد*ي مهما لفيتي.
__________________
في مكان آخر بعيد، تحدث الرجل ضخم الج*ثة بينما يطالع جسد يمنى الجالسة أمامه بإعجاب:
_ماشي، اتقبلتي..مبروك عليكي الوظيفة يا...
_ياسمينة...اسمي ياسمينة.
_واو! ياسمنية، اسم جميل و جذاب، انا متأكد انه هيسمع في.....البا*ر.
__________________
نهاية الجزء الأول من...
ما_لم_تخبرنا_به_الحياة
طبعاً نهاية غير متوقعة و غير مرضية لناس كتير أنا عارفة، بس رد فعل يمنى كان طبيعي جدا بالنسبة لكل اللي شافته بسبب أدهم، في الجزء التاني هنشوف تأثير كل الصد*مات اللي مرت بيها يمنى عليها و الطريق المختلف تماماً عن شخصيتها بس هي قررت تمشي فيه كنوع من الانتقا*م من المجتمع عن طريق انها تسا*هم في نشر الفسا*د، هنشوف تأثير اللي عملته على شخصية أدهم و ازاي هيتصرف معاها، طبعا أيوب هيبقى مشارك بشكل أكبر و يعتبر شخصية رئيسية برضو في الجزء التاني، في شخصيات جديدة هتظهر، أنس الكتكوت برضو ليه دور كبير في الجزء التاني هو و يارا و أروى و خصوصاً إنهم هيكونوا كبروا، في النهاية شكرا لكل اللي اتفاعلوا و قالوا كلام حلو و دعموني عشان أكمل،طبعاً بعتذر على التأخير كنت ناوية أنزل البارت دا بدري أكتر بس النت قطع فنصيبكم بقى(ToT).
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺