رواية مالم تخبرنا به الحياه الجزء الثاني الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ايلا حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
الساعة العاشرة مساءً، كانت تقف أمام المرآة بينما تقوم بتزيين عينيها ببعض الكحل الأسود قبل أن يأتيها صوت ناعس من خلفها:
_ماما، رايحة فين؟
التفتت إلى الفتاة ذات العشرة أعوام قبل أن تتنفس بعمق لتجيبها:
_هكون رايحة فين؟ نازلة الشغل، روحي كملي نومك عشان وراكي مدرسة بكرا الصبح بدري.
تحدثت الفتاة بعبوس:
_متنزليش الشغل النهاردا يا ماما.
انحنت قليلاً لتصبح في مستوى ابنتها قبل أن تتحدث:
_و بعدين يا يارا؟ مش اتكلمنا في الموضوع دا كذا مرة قبل كدا؟ لو منزلتش الشغل ازاي هجيب فلوس تروحي المدرسة و تجيبي كل الحاجات اللي نفسك فيها؟
نفت الصغيرة برأسها:
_مش عايزة حاجة، انتي علطول في الشغل، نامي جمبي النهاردا...
تنهدت بيأ*س قبل أن تجيبها:
_انتي عارفة اني مقدرش أقعد، خليكي شاطرة و اسمعي الكلام و أنا هحاول أرجع الصبح بدري قبل ما تنزلي المدرسة.
طبعت قبلة على رأسها قبل أن تأخذ حقيبتها و ترحل لتتنهد يارا بحز*ن، عادت إلى غرفتها و أمسكت الهاتف لترسل رسالة
![]() |
لصديقتها على تطبيق الواتس آب:
"ماما برضو نزلت، أنا متضا*يقة و مش قادرة أنام."
أتاها الرد على الفور:
"متز*عليش، نامي و بكرا هقولك على فكرة تحفة."
___________________
الليل...وقت سكينة و نوم للناس الطبيعية، لكن في بار لازورا...كان الوقت المفضل لجماعة من أف*سد الناس على الإطلاق، مش هاممهم أخلا*ق ولا د*ين كانوا بيعملوا كل اللي عايزينه، عبارة عن شيا*طين لابسين وشوش بشرية بالمعنى الحرفي.
_اتفضل، تحب تشرب حاجة معينة؟
اتكلمت بصوت رقيق من ورا البار أول ما لمحت زبون كان واضح عليه البزخ.
أول ما لمحني ابتسم و اتكلم:
_أكيد انتي ياسمينة، بيقولوا لسانك معسول و بتعرفي تد*بسي العملا كويس و أعتقد مش لسانك بس اللي حلو..
أخد بصة عليا من فوق لتحت قبل ما يكمل:
_كلك على بعضك حلو يا جميل.
ابتسمت بجانبية و أنا بصب كاس لزبون تاني قبل ما أرد:
_انا سعيدة جداً ان راجل وسيم زي حضرتك شايفني انا العاملة البسيطة جميلة.
هل كان وسيم؟ ممكن لو الناس بدأوا يعتبروا الكرش المدلدل و الأسنان الص*فرا و الصلعة الوراثية وسامة نقول وسيم، غير كدا..كان حرفياً عبارة عن كتلة من القر*ف.
ابتسم الراجل على المديح غير المتوقع قبل ما يتكلم بسعادة و رضا:
_شكلهم فعلاً مكدبوش، اقترحيلي انتي حاجة على مزاجك.
منعت ابتسامة من الظهور و أنا بقترحله مجموعة من أغلى الطلبات، اختار منهم كام واحد و مشي بعد ما سلمني كارت فيه رقمه و هو بيغ*مزلي.
رسمت ابتسامة مصطنعة و اول ما اتأكدت انه بعد قلبت عيني بقر*ف، قط*عت الكارت و ر*ميته في باسكت الزبا*لة بدون اهتمام.
كنت واقفة بحضر طلبات الزباين قبل ما عمر يقرب و يهمسلي:
_الزبون اللي هناك باين عليه شخصية مهمة روحي خدي طلبه انتي.
بصيت على الناحية اللي كان بيشاور فيها، كان راجل لابس نضارة سودة و رافع شعره البني لورا، في وشو*م مغطية دراعاته و ر*قبته و هالة من الغموض محيطة بيه.
ابتسمت و انا ماشية ناحيته قبل ما أتكلم كالعادة:
_تحب تشرب حاجة معينة و لا أقترحلك أنا؟
فضل يبصلي شوية قبل ما ينزل النضارة لتحت و يتكلم:
_احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
أول ما سمعت نبرة صوته و لمحت عيونه الزرقا قلبي و*قع في ر*جليا، كان هو....أدهم، ب..بس ليه عامل في نفسه كدا؟!
___________________
فلاش باك قبل يومين:
تنهد الظا*بط أدهم للمرة الألف بملل بينما يستمع إلى حديث كلٍ من الظا*بط أيوب و مازن:
_بار《لازورا》اللي في شارع الهرم مش مشهور عشان رقصاته الحلوين، مش مشهور عشان أجود و أغلى أنواع الخمو*ر و اللي مش موجودة غير هناك و لا حتى عشان تصميمه و لونه الفريد....
_اومال مشهور ليه؟
مال مازن على أيوب ليهمس بصوت منخفض:
_علشان...ياسمينة.
_مين دي؟
هم أن يجيبه قبل أن يقاطعهم أدهم بعص*بية:
_خلصتوا و لا لسه؟ احنا رايحين نق*بض على مجر*م و لا رايحين نتفسح و نشوف ياسمينة و هبا*بة الطينة؟!
قلب الظا*بط أيوب عينيه بملل قبل أن يتحدث:
_احنا بنناقش معلومات مهمة، مش عايز تسمعها اتفضل برا و متقفر*ناش بتقلبا*تك المز*اجية دي...
ابتسم أدهم بسخر*ية قبل أن يجيبه:
_و يا ترى.."المعلومات المهمة" دي تشمل رقم ياسمينة و عنوانها بالمرة و لا لا؟
تثائب الظا*بط مازن ليغلق فمه بيده بينما ينهض متحدثاً:
_كفاية خنا*ق انتوا الاتنين، مبتشبعوش؟ خلينا نراجع العملية للمرة الأخيرة و لو سمحت، أرجوكم...مش عايز أي إبداعات فردية...
تحدث بينما يرمق أدهم بنظراتٍ جانبية ليتأوه الأخير بملل و يتحدث باعتراض:
_لعلمك بس..الإبداعات الفردية دي هي اللي وصلت فريقنا للمركز اللي احنا فيه دا دلوقتي!
_اه و في المقابل كانت هتخ*لص علينا حوالي تلاتين أربعين مرة بس مش أكتر مش كدا؟ التزم بالخطة و متبدعش أبوس يدك، عايزين نروح كلنا سُلام بكرا.
__________________
روحت شقتي بعد يوم طويل و متعب في الشغل، رميت مفاتيحي و محفظتي على الجذامة قبل ما أفتح التيلفزيون كالعادة على الأخبار.
"الظا*بط أدهم حسين يتصدر عنواين الأخبار للمرة الثالثة من نفس الشهر لإلقا*ئه القب*ض على بل*طجي خط..."
طفيت التليفزيون تاني و اتاوبت بملل، طول الفترة الأخيرة مكانش وراهم غير سيرتي، أول ما غمضت عيني سمعت تيليفوني بيرن بمكالمة، فتحت الخط من غير ما أقرأ الاسم لأني كنت عارف مين الوحيد اللي ممكن يرن عليا في وقت زي كدا، و بالفعل..ابتسمت بجانبية لما اتأكدت ان تخميني كان صح أول ما سمعت صوته من على الناحية التانية بيتكلم:
_عفارم عليك يا أدهم، رفعت راسي فوق، أنا كنت عارف إنك قد الع*ملية دي...
ابتسمت بسخر*ية، نفس الشخص اللي بيمدحني على سماعة التيليفون دلوقتي هو نفسه الشخص اللي كان معترض إني أطلع الع*ملية عشان كان مقتنع إني هبو*ظها، و نفس الشخص دا يبقى...أبويا.
_شكراً...
جاوبت باختصار قبل ما يتكلم تاني:
_كدا يبقى فاضل حاجة واحدة بس عشان تبقى عملت اللي عليك، أنا جبتلك عرو...
مثلت إن بكح بسرعة قبل ما يقدر يكمل كلامه و اتحمحمت قبل ما أتكلم:
_بعد إذن حضرتك يا بابا، أنا راجع من الشغل تعبا*ن و محتاج أستريح شوية فلو سمحت ممكن نكمل كلامنا بعدين؟
سكت شوية قبل ما يرد:
_طبعاً..مفهاش حاجة، طبيعي تكون تعبا*ن بسبب كمية الض*غط اللي انت فيها دي علطول، عموماً زي ما تحب.. عدي عليا بكرا الصبح عشان نقدر نكمل كلامنا.
زي ما أحب آه، مش شايف إنها جملة سا*خرة حبتين لما يكون الموضوع كله غ*صب؟! في النهاية ضغطت فكي بغي*ظ قبل ما أرد:
_حاضر.
قفلت الخط قبل ما أرمي التيليفون بعيد و أتنهد بت*عب، أربع سنين...عدت أربع سنين على آخر مرة شفت فيها يمنى و يارا، قلبت عليهم القاهرة كلها حتة حتة و ملقتهمش لدرجة إني بدأت أفكر إن يمنى أخدت يارا و سافرت برا مع إنها كانت فكرة مستحيلة لأن طبعاً شهادة ميلاد يارا مز*ورة.
قدام الناس أنا الظا*بط المخلص و المتفاني في شغله لكن الحقيقة إن الشغل كان طريقتي في الهر*وب.....
بهر*ب بيه من أفكاري اللي بدأت تبقى متطر*فة في الفترة الأخيرة، دايماً كنت بتخيل هتكون ايه ردة فعلي لو شفت يمنى تاني، مرة أتخيل نفسي بق*تلها عشان أشفي غل*يلي منها على اللي عملته فيا، و عشرين مرة بفكر إني هحضنها و هسامحها على كل اللي حصل...
أياً كان اللي هيحصل لما أشوف يمنى...المرة دي هتأكد إنها مستحيل تهر*ب مني تاني، هحتفظ بيها سواء كانت لسه بتتنفس أو كانت مجرد ج*ثة!
___________________
الساعة تمانية الصبح كنت واقف قدام باب الفيلا بتاعتنا، رنيت الجرس مرة و مفيش ثانية عدت قبل ما واحدة من الخدامات تفتح الباب علطول.
دخلت جوا عشان أشوف بابا و أختي الكبيرة و جوزها و عيالهم قاعدين بيفطروا.
أول ما شافتني مروة وقفت و رحبت بيا هي و جوزها و بنتها الكبيرة مريم أما مروان ساب الأكل و جري عليا بسرعة، حضني قبل ما يتكلم:
_خالو، شفت صورتك تاني امبارح على التليفزيون...لما أكبر عايز أبقى زيك.
طبطبت عليه و أنا بتكلم:
_لما تكبر متبقاش زيي، خليك أحسن مني.
اتحمحم بابا قبل ما يتدخل:
_اقعد كل معانا.
رسمت ابتسامة مصطنعة و انا بنفي براسي بهدوء:
_شكراً، بالهنا و الشفا..فطرت قبل ما أنزل، هستناك في الصالون لغاية ما حضرتك تخلص أكلك.
وقف و هو بيمسح يده و بوقه بمنديل قطن قبل ما يتكلم:
_لا مفيش داعي تستنى، أنا كدا كدا خلصت خلاص، تعالى ورايا المكتب.
قلبت عيني بملل ، معنى انه عايزني في المكتب انه هيكلمني في نفس الموضوع تاني.
دخل مكتبه و قعد و انا دخلت وراه، مدلي صورة بنت قبل ما يتكلم:
_رغد، أربعة و عشرين سنة، خريجة فنون جميلة قسم هندسة ديكور، ها...ايه رأيك فيها؟
بصيتله بحاجب مرفوع:
_حضرتك مش بتسألني عشان ناوي تاخد برأيي مش كدا؟
ضحك شوية قبل ما يرد:
_طول عمري بقول عليك نبيه، بالظبط...انا بالفعل حضرت معاد عشان نروح نقابل أهلها و تتعرفوا أكتر على بعض.
حطيت الصورة على المكتب و اتنهدت قبل ما أتكلم:
_بابا، حضرتك عارف رأيي كويس في موضوع الجواز، أنا مش ناوي أتجوز دلوقتي خا...
قا*طعني بح*دة:
_اومال امتى؟ انت مش ملاحظ انك خلاص داخل على التلاتينات؟ محتاج ولد يسند ضهرك و يور*ثك بكرا و بعده.
كنت عارف إن الحوار معاه مش مفيد و إنه كدا كدا مش هيغير رأيه مهما اتكلمت فوافقت على المعاد عشان يسيبني أمشي.
___________________
الساعة ١٠ و نص بالليل كنا قاعدين أنا و مازن و أيوب في عربية قدام البار.
اتكلم أيوب:
_طيب خلينا نراجع تاني بسرعة، اسم شهرة المجر*م الصيدلاني، كان متوقف لفترة طويلة بس هو رجع مؤخراً و....
اتوابت بملل قبل ما أقا*طعه:
_أيوب، مش ضروري تعيد الكلام دا تاني من البداية، حفظناه.
_معاك حق، ايه رأيك نعيد دورك بس عشان أنا متأكد إنك هتنساه و هتتصرف من دماغك كالعادة؟
_لا مش محتاج تعمل كدا لأني مش بنساه أنا بتصرف على حسب الظروف، مش بت*قيد بخطة...
حطيت يدي على أوكرة الباب و قبل ما أفتحه وقفني مازن و هو بيمدلي يده بحاجة غر*يبة مشعرة و لونها بني، اخدتها منه و حاولت اعرف ايه هي قبل ما اتكلم بصد*مة:
_باروكة؟
_متوقع ايه؟ وشك بقى في كل حتة و سهل الناس تتعرف عليك.
_اديك قلت بنفسك...وشي مش شعري!
_كلك على بعضك معروف و بعدين انت لسه مشوفتش الباقي.....
راقبته بصد*مة و هو بيرفع باقي اللبس و استيكرات الوشو*م قبل ما يتكلم:
_إذا كنت هتاخد دور مجر*م فلازم نقنعهم مش كدا؟
___________________
دخلنا جوا بعد ما خلصت لبس تحت إلحا*ح من مازن و أيوب، مكنتش عارف ايه لازمة الوشو*م بصراحة بس حطيتها بسببهم.
مشيت في المكان و كان فعلا غريب جداً عن باقي الأماكن شبهه اللي دخلتها قبل كدا، لونه كله أزرق لازوردي و عرفت ان دا سبب تسميته، حتى العمال كانوا لابسين بدل زرقا على ماسكات زرقا لازوردي بتلمع.
لفتت انتباهي واحدة من العمال دوناً عن الباقيين، كانت واقفة ورا البار، شعرها فحمي و طويل رفعاه لفوق في ديل حصان و عيونها عيون غزالية واسعة و عسلي، فكرتني بيمنى بس هزيت راسي و أنا بنفي الفكرة، مستحيل يمنى تعمل حاجة زي كدا!
قربت ناحيتها و لما جات تاخد طلبي وسعت عيوني بصد*مة لما اتأكدت إنها يمنى فعلاً من نبرة صوتها، تعمدت أنزل النضارة عشان تشوف عيوني و اتكلمت بابتسامة جانبية:
_احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
أعمار الأبطال: أيوب: ٣٤، أدهم: ٢٩، يمنى:٢٣، يارا:١٠، مروان:١٧
طبعا دول اللي ظهروا بس النهاردا و لسه الباقيين.
_احنا اتقابلنا في مكان قبل كدا؟
اتكلم بعد ما نزل النضارة و أول ما لمحت عيونه بلعت بخو*ف قبل ما أجاوبه بابتسامة مصطنعة:
_ل..لا، دي أول مرة أشوف فيها حضرتك.
همهم بتفهم:
_غريبة! مع إن عندكم نفس الملامح بالظبط، يمكن متهيألي؟
_أ..أيوا، متهيألك بس مش أكتر.
حمدت ربنا على لبس الشغل، أكيد معرفنيش بسبب الماسك، اتحمحم أدهم قبل ما يرجع يتكلم تاني:
_بصراحة أنا عندي طلب مختلف حبتين...
_طبعاً، اؤمرني...
بص يمين و شمال عشان يتأكد ان محدش سامعه قبل ما يميل عليا و يهمس:
_كنت بدور على الصيدلاني.
أول ما سمعت الاسم اتجم*دت في مكاني بصد*مة للحظات قبل ما أتمالك نفسي و أرد عليه:
_ بتدور على صيدلاني هنا ليه؟ روح شوفه في الصيدلية.
ضحك شوية قبل ما يتكلم :
_مكنتش أعرف إن دمك خفيف كدا يا ياسمينة، سلمي عليا....
مد يده ناحيتي و انا استغربت من الطلب، اترددت شوية قبل ما أسلم عليه و أتفاجئ بيه بيسلمني رز*مة فلو*س من غير ما حد ما ياخد باله.
بصيت ليدي بصد*مة ورجعت أبصله تاني عشان الاقيه بيبتسم بجانبية قبل ما يتكلم:
_و كدا؟ افتكرتيه و لا لسه؟
بلعت ريقي بق*لق و أنا ببص على شكله اللي مغيره و بدأت أستوعب سبب وجوده هنا.
شاورتله على راجل كان مغطي وشه و واقف في ركن لوحده بعيد عن الناس قبل ما أتكلم:
_أهو هناك، كلمة السر "عمدة".
وقف و قبل ما يمشي لف و اتكلم:
_لينا كلام تاني بعدين.
مقدرتش أفهم قصده ايه بس كنت بتمنى إننا منتقابلش تاني، طلبت من عمر ياخد مكاني لغاية ما أروح الحمام، عملت نفسي داخلة الحمام قبل ما أغير اتجاهي و أمشي في ممر ضيق جمبه، اتنهدت بضيق و انا شايفة شخص قصير لابس هودي أسود طويل مغطي بيه وشه و هو واقف بيتكلم مع راجل تاني:
_دا منتج جديد و نادر جدا مستحيل تلاقيه عند حد غيري.
هزيت راسي بيأ*س منها، ريم بنوتة مراهقة اتعرفت عليها لما بدأت شغل هنا، كان اسم شهرتها الصيدلاني و محدش يعرف انها بنت غيري بسبب لبسها الواسع و اللي شبه الولاد.
سح*بتها من الهودي قبل ما أدخل بيها اوضة جانبية في الممر و أول ما قفلت الباب رفعت الكابتشوه من على راسها عشان يظهر شعرها الأشقر الطويل قبل ما تتكلم:
_ليه عملتي كدا؟ العميل دا كان مهم.
لط*شتها بالق*لم على وشها عشان تق*ع على الأرض قبل ما أس*حبها من شعرها و أتكلم بعص*بية:
_اخر*سي، عارفة حجم الكار*ثة اللي انتي فيها؟ في ظبا*ط بيدوروا عليكي برا!
بصتلي بصدمة و اتكلمت:
_ك..كدابة! احلفي...
وقفت و حاولت أهدي نفسي قبل ما أتكلم:
_ايه اللي خلاكي تعملي كدا تاني؟ مش اتفقنا انك هتبطلي؟
بصت بعيد و هي حاطة يدها على خدها المحمر مكان ما ضر*بتها:
_م..ملكيش دعوة، متتكلميش كأنك مبتعمليش حاجة غل*ط انتي كمان.
_اللي انا بعمله غل*ط بس على الأقل قانو*ني، اللي انتي بتعمليه هيوديكي في ستين دا*هية، ريم...قوليلي عملتي كدا تاني ليه؟ ليه بدأتي تبيعي مخد*رات تاني؟
بصتلي و عيونها كلها دمو*ع قبل ما تنها*ر فجأة و هي بترد:
_م...ماما حصلتلها مضا*عفات بعد العم*لية و رجعت المستشفى تاني، م...محتاجة الفلوس ضروري.
_____________________
الساعة السابعة و النصف صباحاً كانت تقف يارا أمام باب المدرسة في انتظار صديقتها، تكلمت حين لمحتها تقترب:
_أخيراً جيتي! اتأخرتي ليه يا نور ؟ الطابور حالاً يبدأ.
همت يارا بالخطو إلى الداخل قبل أن تمسك نور بحقيبتها لتم*نعها من التحرك.
_ايه؟ ماسكا*ني كدا ليه؟
_مش قولتلك ان عندي فكرة حلوة النهاردا؟
ابتلعت يارا بق*لق:
_ط..طيب قولهالي بعد المدرسة.
حاوطت نور كتف يارا بذراعها قبل أن تسحبها لتسير بها مبتعدة بينما تتحدث:
_مدرسة ايه! احنا مش هندخل المدرسة النهاردا.
توقفت يارا عن السير معها و أبعدت يدها لتتحدث باعتراض:
_ايه...ايه اللي بتقوليه دا؟ لا طبعاً مينفعش نعمل كدا.
قلبت نور عينيها بملل متحدثة:
_يلا بقى متبقيش مملة، مجاتش على يوم.
_ب..بس يا نور....
_بس ايه؟ لو مش عايزة تيجي براحتك بس مش هبقى صاحبتك تاني و لا كأننا نعرف بعض.
ابتلعت يارا بق*لق قبل أن تختار متابعتها في النهاية.
التقتا بعدة فتيات يكبرهن في السن كانت نور على معرفة بهن قبل أن يبدأن التجول معاً في أنحاء المدينة.
لاحظت يارا أن الفتيات كن مر*يبات، يرتدين ملابس ضي*قة و فا*ضحة، يضعن مساحيق التجميل بكثرة، هذا بعيداً عن أسلوبهن الس*ئ في الحديث و التعامل.
في أثناء تجولهن توقفن عند إحدى متاجر المجو*هرات، أخذن جولة في الداخل و عندما هممن بالخروج أخيراً بدأ صاحب المتجر في الصرا*خ:
_حر*امية! اقفوا عندكم...
جرت جميع الفتيات بينما توقفت يارا في مكانها بذهول غير مدركة لما يحدث ليق*بض عليها الرجل متحدثاً:
_طلعي اللي أخدتيه يا حر*امية.
شعرت يارا بالارتباك:
_م..مأخدتش حاجة.
_اومال أمي اللي أخدت؟ محدش كان غيركم في المحل و الخاتم اختفى.
_والله العظيم ما أخدت حاجة.
_و كمان بتحلفي كد*ب؟!
رفع يده عالياً في الهواء ليضر*بها قبل أن يتدخل شخص ما ليمسك يده في اللحظة الأخيرة متحدثاً:
_اهدى، هتضر*ب بنت صغيرة؟
نظرت يارا إلى الأعلى لتجد شاباً بشعر ذهبي و عينان تلمعان بلون عسلي تحت أشعة الشمس بدا مألوفاً لوهلة.
تحدث الرجل:
_البنت دي حر*امية، سر*قت مني خاتم دهب.
نظر إليها الشاب قبل أن يسألها:
_يارا، انتي عملتي كدا؟
تعجبت يارا لمعرفته باسمها لكنها في النهاية نطقت بخو*ف:
_ل..لا معملتش حاجة.
_كدابة!
صر*خ الرجل بغ*ضب.
_طيب مش في كاميرات؟ خلينا نشوفها.
تحدث الشاب بهدوء مما دفع الرجل لمطاوعته، و بعد مراجعة الكاميرات اتضح أن السار*قة كانت إحدى الفتيات الأخريات ليتحدث الشاب:
_شفت؟ هي مأخدتش حاجة فعلاً.
_كلهم اصحاب، أنا عايز حقي يرجعلي مليش دعوة.
تحدث الرجل بغ*ضب بينما يمسك يارا من زي مدرستها ليسحبها الشاب بعيداً عنه و يخفيها خلف ظهره بينما يتحدث بتحذ*ير:
_متلم*سهاش تاني، قولي الخاتم بكام؟
_ب****
قام الشاب بإخراج محفظته و عد المال فيها لكنه لم يكن يكفي، مال على يارا ليهمس:
_اوكي، بلان B ، أول ما أقول تلاتة اجري...
_ايه؟
_تلاتة....
ما إن نطق حتى أمسك بيدها ليجري سريعاً بينما يسح*بها خلفه، تج*مد تاجر المتجر في مكانه للحظات قبل أن يستوعب ما يحدث ليصر*خ بينما يندفع خلفهم هو الآخر:
_حر*امية...امسكوهم، حر*امية!
استغل أنس الزحام ليختفي بين الناس، و عند أول طريق جانبي انعطف سريعاً ليتوقف عن الجري، بينما يسحب يارا لتقف بجانبه.
تحدث ما إن استعاد أنفاسه مجدداً:
_ليه ماشية مع بنات زي دول يا هانم؟ و بتعملي ايه برا المدرسة في الوقت دا؟
انكمشت يارا بخو*ف:
_ق..قلت أنا معرفهمش.
_يا شيخة؟! اومال مين اللي شفناها ماشية معاهم في الكاميرات؟ طيب بلاش دي، و بالنسبة للمدرسة؟!
نظرت إليه بغ*ضب و قد كان يبدو أنها اكتفت من صر*اخه عليها:
_ب..بطل، انت مالك بيا؟ انت مين أصلاً؟
طالعها أنس بصد*مة.
_نسيتيني؟!!
_هو انا أعرفك من الأساس عشان أنساك؟!
تج*مد في مكانه لوهلة قبل أن تخطر في باله فكرة، ابتسم بجانبية بينما ينحني ليصبح في طولها:
_اسمعي يا قمورة، عارفة العصفورة اللي بتنقل لماما الكلام؟ اهو معاكي العصفورة شخصياً.
_بطل هزار.
_بس أنا مش بهزر! لو جيتي تعملي أي حاجة غ*لط تاني هتلاقيني في وشك و هقول لمامتك، النهاردا هنسى اللي عملتيه و هنبدأ من بكرا صفحة جديدة، حلو؟
طالعته بعبوس دون أن تجيب.
_فين تيليفونك؟
_ليه؟
_هاتيه.
_لا.
_هعد لغاية تلاتة، لو مطلعتهوش هروح أقول لمامتك.
_انت متعرفش مكان بيتنا أصلاً.
_اتنين....
تأففت بينما تخرج الهاتف لتمده إليه بتذ*مر:
_في حد يبدأ يعد من الاتنين أصلا!
تجاهل تذ*مرها ليتناوله من يدها قبل أن يسأل:
_اسم صحباتك اللي هر*بتي معاهم من المدرسة النهاردا ايه؟
_قلتلك مش صحباتي.
طالعها بحاجب مرفوع لتتحمحم قبل أن تجيبه:
_و..واحدة منهم بس صاحبتي، اسمها نور.
قام أنس باستخراج رقم زميلتها ليحظره قبل أن يقوم بحذفه نهائياً، تأكد من تثبيت تطبيق تع*قب المو*اقع على هاتفها سريعاً و من ثم قام بتسليمه لها مجدداً:
_انا عملتلها بلوك ملكيش دعوة بيها تاني و اتفضلي روحي على البيت دلوقتي.
هم بالرحيل لكنه استغرب عدم تحركها من مكانها لذا عاد مجدداً:
_مستنية ايه عشان تروحي؟!
نظرت إليه بإحر*اج و ترددت قليلاً قبل أن تجيبه:
_أنا..أنا معرفش أروح من هنا...
_طيب قوليلي عنوان بيتكم و أنا هوصلك.
_أنا معرفش ايه عنوان بيتنا برضو.
ضر*ب أنس جبهته بقلة حيلة قبل أن يتحدث محاولاً إيجاد حل:
_طيب مش فاكرة أي مكان قريب مشهور منه؟ أي علامة معلماه بيها طيب؟
فكرت يارا قليلاً قبل أن تجيبه:
_جمبه مخبز، مخبز السعادة....
______________________
الساعة عشرة الصبح، لميت شعري في كحكة قبل ما أخ*بط خب*طتين على باب مكتب المدير و أدخل.
اتكلم شهاب أول ما شافني:
_خير يا ياسمينة؟ في حاجة حصلت و لا ايه؟
اتحمحمت قبل ما أتكلم بإحر*اج:
_ح..حصلتي ظروف و...ممكن آخد مرتب تلات شهور مقدماً؟ أنا بجد محتاجة الفلوس ضروري جداً.
تحدث بينما ينهض من مكانه:
_ايه؟ صموائيل تاني؟
بلعت بق*لق:
_ل..لا، في حاجة تاني مهمة.
تنهد بقلة حيلة قبل ما يرجع يقعد مكانه و يتكلم:
_انتي عارفة إني مقدرش أعمل حاجة زي كدا...
سكت شوية قبل ما يرجع يكمل:
_بس انتي عارفة كويس ازاي تقدري تكسبي فلوس!
وقفت من مكاني و اتكلمت بعص*بية:
_قلتلك قبل كدا مستحيل اعمل حاجة زي دي!
_اهدي، أنا مأجبر*تكيش تعملي حاجة..
وقف من مكانه و قربلي و اتكلم و هو بيلمس خدي:
_خليكي ذكية...انتي جميلة و الطلبات عليكي كتير، في واحد من الزباين مليونير و قادر يكسبك عشر أضعاف مرتبك في ليلة واحدة بس.
بلعت ريقي و اتكلمت بتو*تر:
_م..مفيش حل تاني؟!
_للأ*سف دا الحل الوحيد دلوقتي، ها...قولتي ايه؟
_ع..عشر أضعاف؟
_و أكتر كمان لو عايزة.
____________________
كنت ماشية في الشارع بعد ما لبست عباية سودة على هدومي و غطيت وشي و شعري بطرحة سودة تاني، كنت ماشية ناحية مكان شغلي التاني و أنا مشغولة بالتفكير في اقتراحه، مامة ريم ساعتدني كتير و كانت بمثابة والدتي و مستحيل أسيبها يحصلها حاجة بس ليه لازم الطريق دا؟
حاولت أفكر في حل تاني قبل ما فجأة يد تسحب يدي و توقفني، بصيت لورا باستغراب قبل ما أوسع عيني بذهول أول ما شفته و هو اتكلم:
_كنتي فاكرة إني مش هقدر أعرفك يا يمنى؟!
_ا..انت مين و ماسكني كدا ليه؟ سيب يدي قبل ما أصر*خ و ألم عليك الشارع كله يا متحر*ش!
ابتسم بجانبية بينما يقترب منها ليتحدث:
_ناوية تعملي نفسك هب*لة و متعرفنيش؟! متحاوليش تعملي كدا لاحسن صدقيني أنا اللي هخلي الشارع كله يتلم علينا من اللي هع*مله فيكي هنا يا يمنى!
_ي..يمنى مين؟ شكلك ملخبط بيني و بين حد تاني، أنا معر....
قاطعها بح*دة:
_يمنى، امشي قدامي نتكلم في أي حتة قبل ما أتع*صب عليكي و أتصرف بطريقتي!
على الفور تبدلت تعابيرها من الخو*ف إلى أخرى سا*خرة قبل أن تقترب منه لتتحدث:
_انهي طريقة دي؟ ناوي تحب*سني تاني؟
_يعني انتي طلعتي فاكراني اهو...
سح*بت يدها منه بقو*ة لتنطق بحز*م:
_الكلام خلص من زمان معاك يا أدهم!
_مش بالنسبالي! يومها انتي قلتي اللي عايزة تقوليه و مشيتي..دوري أنا أتكلم!
ابتسمت بسخر*ية:
_متنساش اني اديتك فرصة قبلها تتكلم و انت ايه اللي قلته؟ آسف؟ متخلنيش أضحك و أنا مليش نفس بالله، اللي فيا مكفيني.
تحركت لتصد*م كتفه بكتفها بقو*ة عمداً بينما تسير مبتعدة عنه ليتحدث بصوت مرتفع:
_يعني مش ناوية تيجي معايا؟
أجابت بنبرة حا*دة مماثلة لنبرته دون أن تلتفت إليه:
_لا!
_حلو، يبقى انتي اللي اخترتي بنفسك..
ار*تعدت ما إن سمعت كلماته و علمت أنه على وشك القيام بشئ مجنو*ن لذا التفتت إليه سريعاً لكنها و في اللحظة التي نظرت فيها إلى الخلف تفاجئت بجسدها يُحمل و يطير عالياً في الهواء قبل أن تستقر على كتفه.
وسعت يمنى عينيها بذهول قبل أن تبدأ بالصرا*خ عليه:
_انت بتعمل ايه يا مجنو*ن؟ نزلني...نزلني حالاً.
_وطي صوتك لو مش عايزة الناس يصحوا و يشوفوكي بالمنظر دا.
_دا أنا هصحيهم مخصوص و أخليهم يدوك ع*لقة مو*ت عشان تعرف بعدها ان الله حق!
_ميقدروش يعملولي حاجة، كل الناس عارفاني و على الأغلب هيبقوا ضد*ك انتي يا...ياسمينة!
صر*خت بغ*يظ بينما تقوم بل*كمه و ضر*به بيديها و قدميها بكل وسعها لكنه لم يتزحزح و أخيراً أ*لقى بها في المقعد الخلفي من سيارته قبل أن يح*كم غلق الأبواب و ينطلق بها بعيداً.
______________________
الساعة الواحدة ظهراً في مركز الشر*طة:
جلس الرجل على الكرسي أمام الظا*بط مازن و أيوب ليتحث للمرة الألف بانتحا*ب:
_مليش دعوة يا حضرة الظا*بط أنا عايز حقي، اق*بضوا عليهم!
تثائب مازن بينما نهض أيوب ليتحدث بملل:
_ما خلاص بقى متقر*فناش! قلنا هنت*نيل نجيبهم، و بعدين مش مكسو*ف من نفسك إن شوية عيال مفا*عيص قدروا يسر*قوك؟!
أجاب صاحب متجر الذهب المسر*وق:
_هنقول ايه بقى؟ بقينا في زمن عجيب والله! عيال بقى و لا مش عيال أنا عايز حقي يرجع...
_طيب طيب، هات شريط الكاميرا و كفاياك ز*ن صد*عتنا!
شغل أيوب شريط الفيديو على حاسوبه بينما يقوم بتجريته حتى لحظة دخول الفتيات للمتجر، بدت إحدى الفتيات مألوفة بالنسبة إليه، فتح عينيه بذهول عندما التفتت الفتاة ناحية الكاميرا ليصبح وجهها ظاهراً تماماً، تسائل في نفسه هل كان يهذي أم أن هذه حقاً يارا؟!
لم يكن قد ابتلع صد*مته بعد من مشاهدة يارا مرة أخرى بعد كل تلك السنوات حتى رأى شخصاً جديداً ينضم بلون شعره المميز إلى المشهد فجأة، لقد كان ابنه، أنس!
عقد حاجبيه معاً بينما يتابع مراقبة ما يحدث بتركيز شديد قبل أن يوسع عينيه بذهول للمرة الثانية عندما شاهد أنس يميل على يارا ليهمس لها بشئ قبل أن يس*حبها من يدها فجأة و يهر*ب بها بعيداً.
على الفور علق الرجل الذي كان يشاهد شريط الفيديو برفقته هو و الظا*بط مازن:
_عيال مشافتش ربا*ية، الحق مش عليهم الحق على اللي معرفوش ير*بوهم!
غ*ص أيوب بحلقه بينما التفت مازن ليغطي فمه بيده في محاولة منه لكتم ضحكه.
رمقه أيوب بنظرات قا*تلة قبل أن ينهض متحمحماً بينما يجيب الرجل:
_م..ما يمكن ر*بوهم و ق*لة الأ*دب دي اجتهاد ذاتي منهم؟ على العموم قولي بكام الخاتم.
أجابه الرجل ليتنهد أيوب بقلة حيلة بينما يخرج المبلغ كاملاً من محفظته و يناوله إياه.
تعجب الرجل من صنعه ليتحدث على الفور:
_ب..بس ليه يا بيه هتدفعه انت؟
_ملكش دعوة ، أهم حاجة انك اخدت حقك، اتفضل امشي دلوقتي و أنا هبقى أق*بض عليهم و أتعامل معاهم و مع أهاليهم بنفسي بعدين.
_ب..بس يا بيه....
_بس ايه؟ مش عايزهم؟ هات و استنى بقى لما نلاقيهم...
_ل..لا عايزهم، كتر ألف خيرك يا بيه تسلملنا.
تحدث الرجل بينما يغادر مكتبه ليتحدث أيوب على الفور موجهاً حديثه لمازن:
_لو علقت بكلمة سخ*يفة واحدة هق*طع لسانك!
ابتلع مازن ضحكه بسبب مزاج أيوب الذي كان يبدو س*يئاً حقاً في تلك اللحظة بينما يجيبه:
_متخا*فش، كنت ناوي أتر*يق بصراحة بس خلاص، المهم هتعمل معاه ايه؟
تنهد أيوب بينما يعود للجلوس في مكانه:
_هعمل معاه ايه يعني؟ دي واحدة من بين ألف مص*يبة لأنس أيوب بيه! مهما عا*قبته بيرجع يهر*ب من البيت و يعمل اللي في دماغه!
تنفس بعمق قبل أن يهمس بحز*ن:
_آدم كان زيه برضو ق..قبل ما يمو*ت!
تحدث مازن بسرعة محاولاً تغيير موضوع آدم:
_طبيعي دا يحصل لما تكون طول النهار سا*يب عيالك في البيت لو*حدهم و متعرفش عنهم حاجة، أنس و أروى كبروا و بقوا مراهقين، و عكس ما ناس كتير فاكرين...المراهق محتاج مراقبة و اهتمام أكتر من الطفل.
التفت إليه أيوب بحاجب مرفوع:
_قصدك ايه؟
_قصدي واضح زي الشمس، اتجوز...
_ا..انت بتقول ايه؟ مستحيل أدخل واحدة حياتي تاني بعد هدير الله يرحمها!
_اسمعني يا أيوب، انا مش بقولك حبها و اتجوزها، اتجوز أي واحدة و خلاص تاخد بالها منك انت و العيال!
نفى أيوب برأسه بسرعة:
_لا لا، مستحيل أدخل البيت عليهم واحدة غريبة بعد العمر دا كله! عيالي دماغهم نا*شفة و أنا عارفهم...مش هيرضوا و هيعا*ندوا أكتر.
تنهد مازن باستسلا*م منه:
_براحتك، بس عموماً حاول تفكر في الموضوع تاني بشوية هدوء و منطق.
___________________
الساعة الثامنة مساءً :
كانا يسيران معاً على ممشى نهر النيل بينما يشبكان يديهما معاً بحب، تحمحمت الفتاة فجأة قبل أن تتحدث:
_م..مروان، أنا عايزة أقولك على حاجة.
_قولي يا عيون و قلب مروان.
شعرت الفتاة بخدها يس*خن من الإحر*اج، و ترددت قليلاً قبل أن تجيبه:
_ا..احنا مش هينفع نتقابل تاني لفترة.
توقف مروان عن السير ليطالعها باستغراب:
_ليه؟ مامتك شكت في حاجة؟
ابتلعت ريم غ*صة حلقها بصعوبة بعد أن ذكر مروان موضوع والدتها، هي لم تخبره أنها في المشفى، بل الحقيقة..هي لا تخبره بأي شئ عنها من الأساس!
_مالك يا رورو؟ في حاجة مضا*يقاكي؟ احكيلي، انتي عارفة قد ايه أنا بحبك و مستعد أعمل أي حاجة علشانك...
نظرت إلى عيونه الصادقة لتشعر بالذ*نب ين*هشها من الداخل، مروان شاب مثالي و رائع، هو لا يستحق فتاة مجر*مة و مخا*دعة مثلها! و على الرغم من يقينها بذلك إلا أنها اختارت أن تكون أنا*نية و تتمسك به...تتمسك بالشئ الوحيد الجيد في حياتها البا*ئسة!
ابتسمت له قبل أن تلامس وجنته بإصبعها برقة:
_متخا*فش، زي ما قلت انت، ماما فعلاً شاكة و خا*يفة تكتشف.
نظر إليها مروان بشك:
_متأكدة؟ متخبيش عليا حاجة، انتي عارفة اني مبحبش الكد*ب.
احتفظت ريم بابتسامتها بصعوبة بينما تجيبه:
_ب..بحبك.
هز مروان رأسه يميناً و يساراً بقلة حيلة قبل أن يجيبها:
_مع إني عارف إنك بتحاولي تهر*بي من السؤال بس...و أنا كمان بحبك و عشان كدا بتمنى تبقي صريحة أكتر معايا.
اقتربت منه ريم لتدخل في حضنه قبل أن تتحدث:
_متسيبنيش يا مروان مهما حصل، مش هقد*ر أعيش بعدك صدقني، انت الوحيد اللي بتهون عليا حياتي..
ضمها إليه مروان برفق قبل أن يجيبها:
_روحي ليه بتقولي كدا؟ مستحيل أسيبك طبعاً.
رفعت رأسها لأعلى لتطالعه بعيونها الخضراء الزاهية قبل أن تسأله بتأكيد:
_مهما حصل؟
نقر أنفها بسبابته بمرح قبل أن يجيب:
_مهما حصل.
_اوعدني...
ابتسم قبل أن ينحني ليطبع قبلة رقيقة على وجنتها:
_بوعدك يا ريم اني مستحيل أسيبك مهما حصل، هنتجوز و نخلف عيال قمامير شبهك و هفضل معاكي لغاية ما نروح الق*بر سوى.
ضر*بته بقبضتها على صدره بينما تعود للإختباء في حضنه:
_ بس، متجبش سيرة المو*ت..انت عارف اني مبحبش كدا!
ابتسم بينما يربت على شعرها:
_كلنا هنمو*ت في يوم من الأيام.
_يعني انت مش فارق معاك مو*ت حد؟
_مش حكاية مش فارق معايا ممكن أتضا*يق شوية، بس بتقبل الموضوع بسهولة.
_حتى لو كنت أنا؟
ضر*ب رأسها بخفة قبل أن يتحدث:
_مش قلتي مبتحبيش تتكلمي عن المو*ت؟ ايه كل الأسئلة دي دلوقتي؟ خلينا نروح قبل ما نت*جمد من البرد.
_يوووه متتهر*بش، قولي هتعمل ايه لو أنا..
_حبيبتي بعد الش*ر عليكي..
ابتسمت ريم بسعادة قبل أن يكمل مروان:
_ بس مش هز*عل برضو، هدور على واحدة جديدة.
وسعت ريم عينيها بصد*مة قبل أن تضر*به بيديها، ركض ليهر*ب من ضر*باتها بينما يضحك و هي استمرت بملاحقته بينما تقوم بس*به بأ*فظع الشتا*ئم.
__________________
نزع أنس معطفه ليغطي به يارا التي كانت تر*تعش من البرد بينما يجلسون معاً في الشارع على إحدى الأرصفة بعد أن عجز*وا عن إيجاد المخبز و منزلها حتى بعد سؤال العديد من الناس.
تفاجئت يارا من فعلته لكنها لم ترفض بسبب شعور البرد القارس الذي يد*اهم جميع جسدها.
تحدث أنس:
_متأكدة إن المخبز اللي جمب بيتكم اسمه مخبز السعادة؟
_ت..تقريباً.
عقد أنس حاجبيه بينما ينظر إليها بعدم تصديق:
_ايه تقريباً دي كمان؟ بتعرفي تقرأي و لا لا؟
_ب..بعرف طبعاً.
طالعها بشك للحظات قبل أن يشير ناحية لافتة مرسوم عليها شخص يد*خن و عليه علامة حمراء متحدثاً:
_اقرأي دي كدا..
_لا، مش عايزة و مش لازم تصدقني براحتك..
_اقرأيها يا يارا...
_م..ممنوع السجائر؟
_مكتوب ممنوع التدخين، قوليلي هر*بتي من المدرسة كام مرة يا هانم و إياكش تكد*بي!
تراجعت يارا بق*لق:
_دي أول مرة أهر*ب والله والله...
_اومال ازاي عندك عشر سنين و لسه مش بتعرفي تقرأي؟ المفروض انتي في رابعة ابتدائي دلوقتي صح.
أخفت يارا وجهها بينما تجيبه بإحر*اج:
_ع..عشان بنام في الحصص.
_و ليه ان شاء الله بتنامي في الحصص؟
_عشان...عشان ماما بتبقى بر*ا طول الليل و أنا ببقى خا*يفة أنام لوحدي.
شعر أنس بالأسف تجاهها لذا حاول تغيير الموضوع:
_انا هعلمك القرائة.
طالعته يارا بأعين لامعة:
_بجد؟!
_ايوا بجد.
_امتى؟
ضحك أنس على حماسها:
_مش لما نلاقي بيتكم التا*يه منا دا الأول؟
تأو*هت يمنى بإنز*عاج:
_زهقت، و مش عارفة ليه ماما مش بترد.
ربت أنس على كتفها بمواساة:
_متقلقيش ، أنا متأكد اننا هنلاقيه قريب.
___________________
في نفس الوقت في مكان آخر:
فتحت يمنى عينيها بأرها*ق لتجد نفسها على الفراش مع سل*سلة حد*يدية تق*يد يدها إليه.
تأو*هت بملل بينما تصر*خ بصوت مرتفع:
_انت مش بتزهق؟حركاتك بقت مملة و رتيبة على فكرة.
دخل أدهم إلى الغرفة و ابتسم بجانبية قبل أن يتحدث:
_متخا*فيش، المرادي ناوي أطور مستوى اللعب شوية.
ابتلعت يمنى بق*لق بينما تشاهده يقترب منها:
_ق..قصدك ايه؟
_هسألك شوية أسئلة ، و كل سؤال مترديش عليه او تكدبي هخ*لع حتة من هدومك المقر*فة اللي مش عاجباني دي، حلو؟
تحدث بينما يجلس على كرسي في مقابلتها.
_انت عبيط؟ إياكش تلمسني!
_اشتغلتي في البار ليه؟
_ملكش دعوة.
قام ليسحب ربطة العنق التي كانت ترتديها لتشهق بخو*ف.
_لسه برضو مش مصدقة إني هعملها؟ ردي عليا، اشتغلتي في البار ليه؟
_م..مزاجي كدا هو.
قام لينز*ع السترة الزرقاء و يمز*قها لتبقى بالقميص الأبيض تحتها.
_ل..ليه عملت كدا؟ انا رديت.
صر*خت بغ*ضب ليعود للجلوس مكانه بينما يجيب بهدوء:
_بس كدبتي، قولي الحقيقة..
ابتلعت ريقها بق*لق:
_ع..عشان محتاجة الفلوس، استريحت؟!
_و مشتغلتيش ليه في أي حتة تاني؟
_المبلغ اللي محتاجاه كبير و البار بيوفر أعلى فلوس.
همهم بتفهم قبل أن يعود لسؤالها مجدداً:
_اتور*طتي في ايه؟
_قصدك ايه؟
_محتاجة ليه مبلغ كبير؟ اتور*طتي في ايه؟ سؤالي واضح.
_ممكن أفهم عايز تعرف ليه؟ كل دا ميخصكش في حاجة.
نهض و بدأ يقترب منها فأجابت سريعاً بخو*ف:
_مع..مع مر*ابيين اتور*طت مع مر*ابيين.
_يعني انتي هر*بتي مني عشان تروحي تستلفي فلوس بالر*با و كمان تشتغلي في بار؟ لا و مش بس كدا قلعتي الحجاب.
صر*خت بدمو*ع:
_مكنتش ناوية أعمل كل دا، لما هر*بت راجل عرض عليا انه يسلفني مبلغ أقدر أأجر بيه شقة ليا انا و بنتي...
_ و بعدين؟
_ب..بعدين وافقت و مضيت على الوصل من غير ما أبص على الشروط، افتكرت انه بيساعدني بطيب خاطر عشان صعبت عليه، مكنتش أعرف إن على المبلغ فايدة!
_كملي...
_أ..أكمل ايه؟ دا كل اللي حصل.
_ليه قلعتي الحجاب و اشتغلتي في بار؟
_م..ما قولتلك إني محتاجة مبلغ كبير كل شهر، الفلوس اللي بقبضها من البار بدفعها كلها للمرابيين.
_اومال بتصرفي منين؟
_ب..بشتغل في مخبز الصبح.
تنهد بينما ينظر إلى عينيها الدامعتين قبل أن يتحدث:
_مفكرتيش ليه في سمعة يارا قبل ما تعملي كدا؟ مفكرتيش ليه انه حر*ام و كل قرش بتكسبيه هيحطك في النا*ر.
نظرت إليه بصد*مة:
_أنا..أنا مكنتش ناوية أكمل فيه كتير، كلها سنة واحدة تاني و كنت ناوية اسيبه بعد ما أسدد كل الفلوس.
_سنة واحدة تاني مش كدا؟ ضامنة عمرك انتي ؟
أخرج مسد*سه ليوجهه ناحية ر*أسها:
_دقيقة واحدة تاني...ضامنة انك هتع*يشي دقيقة واحدة تاني حتى مش سنة؟ قوليلي لو مو*تك دلوقتي هتعملي ايه؟!
أحنت رأسها لتتساقط دمو*عها بصمت.
رفع ذقنها بمسد*سه لتنظر إليه في عينيه:
_هديكي حل تاني، اتجوزيني...اتجوزيني و هسدد كل دينك.
___________________
أصبحت الساعة العاشرة و النصف مساءً و لا تزال يارا تسير برفقة أنس في الشارع بينما يبحثان عن منزلها.
فجأة توقفت يارا عن السير لتترك يد أنس و تجلس في منتصف الطريق.
تعجب أنس من فعلتها و اقترب منها ليتفقد خطبها لكنه تفاجئ عندما وجدها انهمرت في البكا*ء بنش*يج مرتفع.
_ع..عايزة مامااا.
صر*خت و تجمد أنس في مكانه للحظات عا*جزاً عن فعل أي شئ قبل أن ينزل لمستواها متحدثاً:
_يارا، ادينا بندور عليها اهو، حالا نلاقيها...
نفت الصغيرة برأسها لتتحدث بينما تستمر في البكا*ء:
_لا، احنا تا*يهين انا عايزة ماما دلوقتي!
_يارا م...
قوطعت كلماته فجأة بفعل امرأة اقتربت منهما بينما تتحدث:
_يارا! بتعملي ايه هنا و بتع*يطي كدا ليه؟
رفعت يارا رأسها سريعاً بعد أن سمعت الصوت المألوف، ركضت نحو الامرأة بينما تصرخ بسعادة:
_طنط آية!
ضمتها آية إليها قبل أن تلتفت إلى أنس:
_انت! عملتلها ايه عشان تب*كي كدا؟!
هم أنس بالحديث لكنه تسمر في مكانه بصد*مة عندما رأى يارا تقف أمامه لتدافع عنه متحدثة:
_العصفورة معمليش حاجة، كان بيساعدني..
نظرت إليها آية بحواجب معقودة:
_العصفورة؟!
_انا...انا سميته كدا عشان مقاليش اسمه.
ضر*ب أنس جبهته و تأوه بقلة حيلة بينما تحدثت آية و هي تسحب يارا من يدها:
_طيب، خلينا نروح على البيت، و متشكرين يا عم العصفورة.
حك أنس رقبته بإحر*اج بينما يشاهد كل من آية و يارا تغادران.
عاد إلى منزله ليجد والده يجلس في الصالة بينما ينتظره، تحدث أيوب ما إن رآه يعبر باب الشقة:
_كنت فين يا بيه كل دا؟
أجاب أنس دون اكتراث:
_خرجت مع أصحابي بعد المدرسة.
_كل دا مع أصحابك؟
_أيوا.
_و أنا كام مرة أقولك تروح على البيت علطول بعد المدرسة عشان أروى؟
تنهد أنس بملل بينما يجلس:
_أروى كانت عند تيتا النهاردا.
_و انت ليه مروحتش معاها؟
نظر إليه أنس بغ*ضب:
_انت عارف ليه مروحتش معاها!
_أنس...تيتا بتحبك زي أروى عا...
قطع أنس كلماته في ثو*رة عا*رمة:
_لا مش بتحبني، عارف ليه؟ عشان أنا شبه أمي اللي مكانتش من مستواهم، الخدامة اللي اتجوزها أبويا..
نهض أيوب ليجيب بغضب:
_أنس، اخر*س!
_أخر*س ليه؟ دا الكلام اللي بسمعه هناك، حتى و هي مي*تة مش راحمينها...عايزني أروح أسمع شتي*مة أمي بودني و اسكت؟ أتعامل معاهم عادي؟ أضحك في وشهم كأن مفيش حاجة؟ أصبغ شعري بني عشان أرتقي لجينات سيادتهم الكريمة اللي بوظتها أمي الد*خيلة؟
وسعت أروى التي كانت تستمع إليهم من خلف الباب عينيها بذهول و خرجت من غرفتها لتتحدث بأعين دامعة:
_ا..اسكت يا أنس! ماما مش مي*تة...
التفتت إلى والدها:
_بابا..سامع أنس بيقول ايه؟ ليه ساكتله؟ قوله انها مش مي*تة.
منح أيوب ابنه نظرات حا*نقة قبل أن يجلس على الأرض ليصبح في مستوى أروى و يتحدث:
_أروى حبيبتي، انتي بقيتي كبيرة كفاية عشان تعرفي الحقيقة، ماما....ا..الله يرحمها، را*حت عند ربنا من زمان.
هطلت الدموع من عيني أروى:
_لا، دا مش حقيقي، قولي الحقيقة يا بابا، ليه بتقول كدا؟ انا عارفة انها سابتنا و مش عايزانا لكن مما*تتش..متقولش كدا.
_أنا آسف يا أروى، كان لازم نقولك ساعتها بس كنتي لسه صغيرة.
تحدث أيوب بينما يجذبها إلى حضنه.
أبعدته أروى لتصر*خ:
_يعني ايه لسه صغيرة؟ كنتوا مستنيين لغاية ما أمو*ت و أقابلها هناك عشان أعرف؟ انا اللي كر*هتها من كل قلبي و لُم*تها كل يوم عشان سابتني و في الآخر تطلع مي*تة؟
_أروى احنا...
لم تدع له أروى مجالاً للحديث حيث خرجت من الباب و ركضت سريعاً باتجاه السطح.
هم أنس أن يلحقها لكن والده أوقفه.
_سيبها تهدى مع نفسها، و أنا عارف انت كنت فين النهاردا...هنتحا*سب بعدين على كدبك و على كل اللي قلته.
أنهى أيوب حديثه ليدخل إلى غرفته و يغلقها على نفسه قبل أن يخرج صور هدير و يشرع في البكا*ء بينما يتذكرها:
_سيبتيني ليه يا هدير؟ انتي الوحيدة اللي كنتي بتعرفي تتعاملي معاهم، قوليلي أعمل ايه من غيرك دلوقتي...
___________________
الساعة الحادية عشرة مساءً كان مروان يقف على سطح البناية بينما يحاول التقاط شبكة للاتصال على ريم و الاطمئنان عليها قبل أن يتفاجئ بابنة الجيران التي صعدت لتفتح الباب بع*نف و تجلس في أحد الأركان بينما تب*كي.
اقترب مروان منها قبل أن يسألها بفضول:
_مالك ؟
ما إن ميزت أروى نبرة صوته الهادئة حتى رفعت وجهها سريعاً لتطالعه و وسعت عينيها بذهول عندما تأكدت أنه مروان، الفتى الذي يكر*هه أنس و يتشا*جر معه دائماً، لكنها في الواقع...كانت معجبة به.
ابتلعت ريقها و جففت دمو*عها في كم ثوبها قبل أن تجيبه:
_مليش.
جلس مروان إلى جوارها.
_كل دا و ملكيش؟ احكيلي...
طالعته أروى بينما هو قريب منها لتزداد نبضات قلبها بجنون، سألته:
_و..و انت مهتم ليه؟
_أنا مش مهتم، أنا عندي فضول أعرف ليه كنتي بتب*كي كدا بس مش أكتر.
عقدت أروى حاجبيها معاً من صراحته المفرطة، شعرت ببعض من الخيبة لكنها تنهدت و قررت الحديث أخيراً:
_ع..عرفت إن ماما مي*تة.
توقعت أن يشهق بمفاجئة، أن يظهر بعض الشف*قة أو الحز*ن لكنها تفاجئت عندما نظرت إليه لتجد ملامح وجهه لا تزال محايدة، تحدث:
_و فيها ايه يعني؟ بت*بكي كل دا عشان عرفتي ان مامتك مي*تة؟
_ا..انت ايه مش*كلتك؟ طبيعي اب*كي لما أعرف ان أقرب الأشخاص ليا راح و مش هشوفه تاني.
_بس كلنا في الآخر هنمو*ت، أنا مش شايف ان حقيقة ثابتة زي دي تستحق العيا*ط.
نهضت أروى بينما ترمقه بنظرات حا*نقة:
_انت انسان غر*يب! انا غلطا*نة اني اتكلمت معاك.
غادرت المكان و لم يكترث لها مروان كثيراً بل عاد لمحاولة الاتصال بريم مجدداً.
___________________
نظرت يمنى إلى أدهم بعدم تصديق قبل أن تتحدث:
_أتجوزك؟ انت اتجننت؟ مستحيل أتجوزك و لو كنت آخر راجل على وش الكوكب.
اقترب منها أدهم ليتحدث بصرامة:
_يمنى، شئتي أم ابيتي أنا بابا يارا الحقيقي، و يارا محتاجة أب في حياتها.
ابتسمت يمنى بسخر*ية:
_و مين قالك كدا؟ يارا مت*عقدة من كل الأبهات بسبب ياسر.
تنهد أدهم قبل أن يعود للحديث:
_حتى لو مبيتنش هي محتاجة أب، و انتي محتاجة زوج يحميكي.
_انت هتحميني؟ فكني يا أدهم ورايا شغل مش فاضية أسمع كلامك الس*خيف دا.
_هترجعي تشتغلي في البار؟
_م..معنديش حل تاني.
_أنا لسه حالاً قايل اني هدفع كل ديو*نك لو اتجوزتيني!
_بس انا مش عايزة أتجوزك، و الشغل دا أهو*ن عندي من اني أشوف وشك كل يوم.
نظر إليها أدهم و الشرا*ر يتطاير من عينيه:
_انتي فاكرة انك هتقدري تسيبي الشغل دا بعدين؟ الشغل دا هيفضل يجرك لحاجات أف*ظع، النهاردا سا*قية، بكرا رقا*صة، بكرا و بعده ع..
_اخر*س!
قاطعته يمنى بغ*ضب.
توجه أدهم ناحية الفراش و تراجعت يمنى للخلف بخو*ف لكنها تفاجئت به يفتح سل*سلة يديها قبل أن يق*يد قدمها بذات السل*سلة الطويلة القديمة.
تركها ليمشي ناحية الدولاب ، أخرج فستاناً و خماراً كان قد اشتراهم لها قبل هر*بها ليل*قيهم عليها بينما يتحدث:
_روحي استحمي و غيري الهدوم المقر*فة اللي انتي لابساها دي عشان مش هسيبك ترجعي البار تاني.
صر*خت يمنى بينما تراه يغادر الغرفة:
_انت مين عشان تقرر عني اللي هعمله، أدهم تعالى هنا..متسيبنيش و تمشي فكني بقولك!
خرج أدهم و أغلق باب الغرفة خلفه بقو*ة، ألقى كل مفاتيحه على الطاولة قبل أن يتنهد و يلقي بنفسه على الأريكة لينام سريعاً من كثرة الإر*هاق.
________________
نهضت يمنى لتطرق باب الغرفة بغ*ضب لكنها تفاجئت بشئ يضئ ما إن نهضت من على الفراش.
اقتربت سريعاً لترى هاتفها يرن بمكالمة، اخذته لتحمد الله أنه كان على الوضع الصامت قبل أن تدخل الحمام لتجيب بهمس:
_ا..الو يا أستاذ شهاب.
_يمنى انتي فين؟ اتأخرتي ليه على الشغل؟ العميل مستنيكي، ناوية تنا*مي معاه و تاخدي الفلوس و لا لا؟
_أستاذ شهاب أنا..أنا مش هقدر آجي النهاردا، ينفع تخليه يستنى كم يوم؟
_يعني وافقتي خلاص؟
_ل..لسه بفكر بس احتمال كبير اه.
_اسمعي يا حبيبتي مش هقولك تاني...انا سمحتلك تروحي من ورا أبوكي، آخرك ساعة بالظبط و ترجعي فاهمة؟ متعملناش مشا*كل معاه الله يرضا عليكي!
هزيت راسي بحماس قبل ما ارد:
_أيوا، ساعة واحدة بس، هسلم على مرنة و أديها الهدية و آجي...
فتحتلي ماما باب الشقة و اتكلمت قبل ما أمشي:
_خدي بالك من نفسك يا يمنى.
نزلت على السلالم بسرعة و انا بدندن بسعادة و بفكر هتبقى ردة فعل مرنة ازاي لما تلاقيني حضرت عيد ميلادها، كنت متحمسة لأنها كانت أول مرة في حياتي أطلع فيها برا البيت لوحدي.
وصلت هناك بعد حوالي ربع ساعة مشي، أول ما دخلت كل العيو*ن كانت عليا، حسيت بإحر*اج و حطيت وشي في الأرض و أنا ماشية لغاية ما لمحت مرنة أخيراً، ابتسمت و قربت منها، حضنتها قبل ما أقدملها الهدية و انا بتكلم:
_كل سنة و انتي طيبة يا مرنة، الكيك دا ماما عملتهولك بنفسها مخصوص.
مبتسمتش، بصيتلي بذهول قبل ما تتكلم:
_ايه اللي جابك هنا؟ انتي مش قلتي مش هينفع تيجي؟
اتك*سفت من ردها قدام الكل و اتكلمت بتو*تر:
_أ..أيوا، بس أنا اقنعتهم.
فضلت مبحلقا*لي لدقيقة قبل ما تبتسم ابتسامة مر*يبة و هي بتقرب مني:
_واو! حاجة جميلة انك قدرتي تيجي، تقدري تحطي الهدية في اوضتي فوق.
_بس انا معرفش مكان اوضتك!
شاورتلي ناحية السلالم و اتكلمت:
_اطلعي من هناك، اوضتي أول باب تلاقيه في وشك.
بلعت بتو*تر، حسيت بحاجة غ*لط و مع ذلك قررت أسمع كلامها، طلعت السلالم ببطئ و أول باب في وشي لقيته فتحته و دخلت، حطيت الهدية على السرير و أول ما لفيت عشان أطلع لقيت مرنة واقفة قدامي، ضر*بتني بالق*لم على وشي جا*مد قبل ما تتكلم:
_انتي عايزة مني ايه تاني؟ جاية الحفلة عشان تسر*قي الاهتمام كله ليكي؟ مش مكفيكي كل اللي سر*قيته مني لغاية دلوقتي؟!
حطيت يدي على خدي و اتكلمت بصد*مة:
_م..مرنة قصدك ايه؟ سر*قت منك ايه؟
_المركز الأول على المدرسة..اخدتيه مني، حب المدرسين و اهتمامهم...اخدتيه مني، اصحابي...اخدتيهم مني، حتى الولد االي انا معجبة بيه...معجب بيكي انتي! كل دا مش مكفيكي؟!
لو فاكرين اني بك*يت و خ*فت فانتوا غلطا*نين، مكنتش بشخصية ضع*يفة و مكنتش بحب الظ*لم، عذرها لكر*هي كان مقر*ف و خلاني حاسة إني عايزة أر*جع، خلال لحظة واحدة اخدت قراري اني هنهي علاقتي بيها للأبد، مديت يدي عشان أديها نفس الك*ف و انا بصر*خ بق*هر:
_انتي واحدة مر*يضة، انا حبيتك بجد و اعتبرتك صاحبتي الوحيدة، مكنتش متخيلة ان قلبك مليان بالح*قد و السو*اد دا كله!
فجأة حد فتح باب الأوضة و دخل علينا، مكانش غير أخوها الكبير اللي أول ما شافته اتحمأ*ت و بدأت تب*كي، بصت ناحيتي، و هو متكلمش، سح*بني من شعري و حطني في اوضة تانية، قعدت أصر*خ و أضر*ب الباب عشان يطلعوني لكن محدش فتح، قعدت على الأرض ساعة ورا التانية و..أخيراً...للأسف، الباب اتفتح!
ز*قوه عليا و قفلوه تاني...كنت شايفاه بيقرب ناحيتي بخطوات غير متز*نة، كنت عارفة ان فيه حاجة غل*ط، قرب عليا و حاول يخ*لع هدومي، صر*خت، ز*قيته و حاولت أبعد لكن هو سح*بني من شعري و ثب*تني على السرير...
صر*خت تاني بصوت أعلى:
_مرنة..خلاص أنا آسفة!
البلوزة اتر*مت على الأرض.
_لااا، اب*عد عني يا متحر*ش!
الجيبة اتخلعت.
_مرنة أرجوكي افتحي الباب...
س*حبه لشعري زاد أكتر.
صر*خت بأ*لم و فجأة...فجأة صحيت و انا كلي عرق و بن*هج جامد، اتلفتت حواليا عشان أشوف نفسي لسه في نفس الأوضة اللي أدهم كان حا*بسني فيها من امبارح و الشمس طالعة.
بصيت على يدي عشان ألاقي التيليفون لسه فيها من ساعة مكالمتي مع شهاب، حطيته في جيبي و وقفت، مش عارفة نمت امتى و لا ازاي!
دخلت الحمام، بصيت على نفسي في المراية، تحديداً على شعري اللي كان عمال يس*حبني منه كل ما حاولت أهر*ب و حسيت بالقر*ف، بدأت أفتح الأدراج بعص*بية لغاية ما لقيت مقص، مسكت شعري من عند ر*قبتي و قصيته كله، معرفش ليه الكا*بوس دا رجعلي تاني، كل اللي أعرفه إني كل مرة كنت بحلم فيها بالكا*بوس دا ملامح الشخص اللي بيغت*صبني مكانتش بتبقى واضحة، بس المرادي كنت شايفاه...كنت شايفة عيونه الزرقا!
________________
_كانت الخطة إنهم يد*اهموا المكان كلهم سوى، لكن في آخر لحظة الحر*امية اكتشفوا و مسكوا الرها*ين و هد*دوا إنهم يق*تلوهم، جاتلهم أو*امر انهم يتراجعوا بس عارفين خالو أدهم عمل ايه؟
كان مروان يتحدث بحماس عن أدهم بينما يجلس في منتصف الصف و يلتف حوله معظم الطلاب، صر*خت إحدى الفتيات من نهاية الصف بحماس:
_عمل ايه؟
على الفور لمعت عينا مروان بينما يكمل:
_د*اهم المكان لوحده! ضر*ب الحرا*مية و حرر منهم الرها*ين من غير و لا إصا*بة واحدة!
تكلم أحد الفتيان بانزعا*ج لم يتمكن من إخفائه:
_بس دا يعتبر خرق للأو*امر العليا و مخا*طرة ملهاش لازمة، كان ممكن حد من الرها*ين يت*أذي...
أشار مروان ناحيته بينما يتحدث:
_الحياة كلها مخا*طر و تحد*يات،احنا اللي بنختار نواجهها أو نهر*ب، و زي ما في مواقف لازم تبقى فيها حكيم و تنسحب، في مواقف تانية لازم تبقى فيها شجاع و تاخد أول خطوة لما الكل يتراجع...
ابتسم قبل أن يكمل:
_و دا اللي بيميز خالو.
ابتسم أنس الذي كان يستمع إلى الحوار كله بسخر*ية قبل أن ينهض من مكانه متحدثاً:
_انا مستغرب ازاي الظا*بط أدهم يبقى خالك و مع ذلك انت مخدو*ع بالمسرحية دي زيهم!
قلب مروان عينيه بملل:
_أنس، متبدأش!
تجاهله أنس بينما يكمل:
_انت يا حبيبي شخص مو*هوم، جرب تبعد عن مثالية الصورة و تشوف ورا الكواليس..
_ق..قصدك ايه؟
لم يجبه أنس، بل ابتعد ليخرج من الفصل بهدوء و كأنه لم يقل شيئاً، توجه ناحية الحمامات حتى يغسل وجهه لكنه تفاجئ بانعكاس مروان الذي كان يقف خلفه بغض*ب، تحدث ما إن لاحظ أن أنس رآه:
_انت ايه مش*كلتك معايا؟ متغا*ظ عشان خالي يبقى الظا*بط أدهم؟!
ابتسم أنس بجانبية قبل أن يلتفت إليه، تحدث بينما يتكأ بذراعه على الحوض:
_صدقني أنا مش*فق عليك عشان خالك يبقى المجر*م أدهم!
_ايه اللي انت بتقوله دا؟ احترم نفسك!
_خالك مجر*م يا مروان، عمل جر*ايم كتير و أنا كنت شاهد على واحدة منهم بنفسي.
_يا شيخ! و جر*يمة ايه دي بقى إن شاء الله؟
_خالك كان صاحب عمي الروح بالروح، و عارف عمل فيه ايه؟
_ايه؟!
_د*بحه!
وسع مروان عينيه بصدمة:
_ك..كداب!
موضع أنس يديه في جيوبه بينما يتجه إليه متحدثاً:
_و هكدب عليك ليه؟ مش مصدق اسأله...
نظر إليه مروان بغ*ضب قبل أن يد*فعه ليخرج و قبل أن يغادر سمع أنس يتحدث:
_صدقني هيجي يوم و تتف*ضح كل جر*ايمه و ساعتها هتند*م انك وثقت بيه.
تجاهله مروان ليخرج و يغلق الباب خلفه بقو*ة بينما عزم في نفسه أن لا يتسرع قبل أن يسأل خاله ذاته عن ذلك الأمر.
___________________
كان وقت الإستراحة في مدرسة السلام الإبتداية، د*فنت أروى وجهها في كتابها من الإحرا*ج في حين شهقت سلمى التي كانت تستمع إليها:
_كلمك بجد؟!
_أ..أيوا، و وطي صوتك احنا في الفصل!
اقتربت سلمى منها لتهمس:
_طب و ايه رأيك فيه؟
تحمحمت أروى قبل ان تجيب:
_ي..يعني، مطلعش زي ما كنت متخيلة.
_ازاي يعني؟
_حسيته شخص غريب.
ضحكت سلمى:
_مش مهم، أهم حاجة دلوقتي شكله حلو زي خاله الظا*بط فعلا و لا كلام و بس؟
_اممم، عيونه زرقا برضو لكن شعره بني مش أشقر زي خاله.
_رضا، حد لاقي عيون ملونة! هتعترفيله امتى بقى؟
نظرت إليها أروى بصد*مة:
_ايه..ايه اللي بتقوليه دا؟
_ايه؟ مش ناوية ترتبطي بيه؟
_لا طبعاً، عي*ب و حرا*م.
_اووه، انتي منهم؟ طيب خليكي لما واحدة تانية تكلمه و تاخده منك!
تنهدت أروى لت*كتف ذراعيها و تعدل نظارتها الطبية قبل أن تتحدث:
_سلمى،،أولا احنا لسه صغيرين قوي على الكلام دا، ثانيا اي حاجة بتتبني على حر*ام ربنا مش بيبا*رك فيها و آخرتها بتبقى و*حشة.
_طيب يا ست الشيخة.
ابتسمت أروى:
_أنا مش شيخة، دي أساسيات لو التزمنا بيها كلنا هنرتاح.
__________________
انهر*ت و أنا ببص على شعري اللي بقى يا دوب مغطي ودني، بدأت أسحب كل الحاجات و أر*ميها بعشوا*ئية و أنا بصر*خ بشكل هستيري قبل ما أقعد أخيراً على الأرض بت*عب.
دخل أدهم و ات*جمد مكانه و هو بيبصلي و بيبص على الشعر المرمي على الأرض:
_ي..يمنى! ايه اللي عملتيه في شعرك دا؟!
بصيتله بغ*يظ قبل ما أنطق:
_أنا بكر*هك...أنا بكر*هك و مستحيل أسامحك.
قرب مني و شالني، رجعني على السرير تاني و قبل ما يمشي وقفته:
_أدهم، احضني...
ابتسم بجانبية قبل ما يتكلم:
_فاكرة اني هق*ع في نفس الف*خ مرتين؟ مفيش مفاتيح في جيبي أولاً، ثانياً أنا قررت إني مستحيل ألمسك تاني قبل ما نتجوز، انا عايزك في الحلال..
_بس انت لسه حالاً شايلني!
_دا كان ظرف طا*رق مش أكتر.
ابتسمت بسخر*ية قبل ما أقف من مكاني و أحضنه أنا و أنا بتكلم:
_مين قالك اني عايزة مفاتيح؟ انا بس مش عايزة اشوف وشك و انا بعمل دا...
_بتعملي ايه؟ ايه اللي تقصديه؟ أنا مش ف..
سكت فجأة بعد ما غر*زت المقص اللي كنت مخبياه في يدي في ب*طنه، اتكلمت و أنا ببعد عنه:
_دا اللي أقصده..
بصلي بصد*مة، وقع على الأرض و أول ما شفت اللون الأ*حمر اللي بدأ يطلع من بو*قه و الجر*ح، حسيت كأن في جردل مياه ساقعة اتك*ب عليا و فو*قني، كان كأني فجأة استوعبت اللي عملته، شه*قت بصد*مة و نزلت جمبه على الأرض بسرعة:
_أ..أدهم، أنا...
قا*طعني:
_مع...مع إنك بتكر*هي كلمة آسف بس معنديش حاجة غيرها أقولها، أنا..أنا آسف يا يمنى...سامحيني!
عيوني د*معت:
_أدهم أنا مكانش قصدي! م..معرفش عملت كدا ازاي صدقني!
ك*ح بت*عب و ابتسم، مد يده عشان يمسك خصلة من خصلات شعري القصير قبل ما يتكلم:
_ش..شعرك كان جميل يا يمنى، م..مكانش يستاهل تقصيه عشان واحد زيي!
غمض عيونه و انا اتج*مدت في مكاني بصد*مة و دمو*عي بتنزل على خدي.
الخامس
بصيت على أدهم اللي كان غر.قان في د.مه و مكنتش عارفة أنا بب.كي ليه، مش دا اللي انا عايزاه؟ اخدت حقي منه، انا ليه مش فرحانة دلوقتي؟ ليه حاسة بحر.قة جا.مدة في صدري؟ ليه....ليه قلبي بيو.جعني ؟
لما حاولت أقف و.قعت تاني بسبب رجلي اللي كانت عمالة تتر.عش جامد، حاولت أتمالك نفسي و اتسندت على السرير و وقفت للمرة التانية، جريت و حاولت أطلع برا الأوضة بس السل.سلة منعتني، اتلفتت على المفاتيح في كل حتة لغاية ما لمحتهم على ترابيزة في الصالة قريبة من باب الأوضة، بدأت أدور على أي حاجة أقدر أتناولهم بيها، لفيت الأوضة كلها بس للأسف ملقتش اي حاجة.
قعدت على الأرض باستسلا.م قبل ما ألمح ما.سورة الستارة فجأة، قمت و وقفت على السرير و فضلت أنط لغاية ما و.قعتها، شلت الستاير منها و مديتها لبرا بس طولها مكانش كافي!
اتع.صبت، بدأت أصر.خ و أر.مي الحاجات على الأرض، و في الآخر قعدت أب.كي، رفعت راسي تاني ناحية أدهم قبل ما أبعدها بسرعة عشان مشوفهوش، فجأة شفت بنسة الشعر بتاعتي جمبه و افتكرت إن ريم قبل كدا علمتني ازاي أفتح أقفال، سحبتها، أخدت نفس عميق و بدأت أحاول أفك القفل و مكنتش قادرة أصدق لما لقيت نفسي نجحت فعلاً، خلعته و وقفت ، قررت مبصش على أدهم عشان مضعفش و جريت برا، فتحت باب الشقة و نزلت على السلالام بسرعة، جريت في الشارع من غير وجهة، كل اللي كنت بفكر فيه إني عايزة أبعد بقدر الإمكان عن المكان دا.
____________________
الساعة الثانية ظهراً:
عاد مروان سريعاً إلى منزله ليلقي حقيبته على الأرض و يبدأ البحث عن والدته، وجدها تعد الغداء في المطبخ ليدخل إليها، وقف إلى جوارها و تحمحم قبل أن يتحدث:
_ماما، ممكن أسألك سؤال؟
همهمت والدته بينما تقوم بتناول خيارة لتبدأ في تقط.يعها.
تردد مروان قليلاً قبل أن يسألها:
_ه..هو خالو ق.تل حد زمان و هو صغير؟
توسعت عيون مروة بصد.مة قبل أن تجر.ح إصبعها بغير قصد.
تكلمت بينما تض.غط على إصبعها الناز.ف:
_م..منين جبت الكلام دا؟
_واحد قالي.
_مين اللي قالك؟
تأوه مروان بملل:
_هتفرق يعني مين؟ واحد و خلاص.
تحدثت والدته بح.دة:
_مروان، قولي مين بالظبط اللي قالك الكلام دا؟
ابتلع مروان من نبرة والدته التي تغيرت قبل أن يجيب:
_أ..أنس أيوب، زميلي في المدرسة، هو مش زميلي قوي يعني بس...
توقف مروان عن الحديث و عقد حاجبيه بحيرة عندما رأى ملامح أمه المصد.ومة.
_ماما؟ مالك؟!
رمشت مروة بعينيها مرتين قبل أن تجيبه:
_م..مليش، اسمعني كويس...لكلام دا مش حقيقي و ابعد عن اللي اسمه أنس دا و ملكش دعوة بيه تاني فاهم؟
تراجع مروان للخلف بق.لق:
_ب..بس هو ليه بيقول كدا؟
تحدثت مروة بينما تعود لتق.طيع السلطة بعد أن توقف نز.يف إصبعها نسبياً:
_هيكون بيقول كدا ليه يعني؟! أكيد غير.ان منك و بيح.قد عليك عشان أدهم يبقى خالك.
_ل..لكن أنس مش من النوع دا!
صر.خت فيه مروة بعد أن جر.حت إصبعاً آخراً للمرة الثانية:
_مروان! اطلع برا و سيبني أركز في اللي بعمله!
و على الفور خرج مروان دون أي كلمة أخرى، من رد فعل والدته كان يبدو واضحاً أنها تعلم شيئاً ما لكنها ترفض إخباره!
طالع تاريخ اليوم على هاتفه و قرر تناسي الأمر مؤقتاً بينما يمسك هاتفه ليتصل على ريم و ما إن أجابت تحدث:
_فاضية النهاردا؟ حاولي تقابليني في مكانا.
__________________
كانت ريم تحرك قدميها ذهاباً و إياباً بملل بينما تنتظر مروان في حديقة عامة بها بعض الألعاب القديمة و الصد.ئة، رفعت عينيها ما إن سمعت صوت خطوات تقترب لتجده مروان.
نهضت سريعاً لتحتضنه فاحتضنها بيد واحدة بينما يخفي الأخرى خلف ظهره.
ابتعدت ريم عنه قبل أن تتحدث بغ.ضب طفيف:
_اتأخرت ليه؟ بقالي كتير مستنياك.
ابتسم مروان بينما يبعد خصلة شقراء متمر.دة عن عينها:
_آسف، كان في حاجة لازم أعملها الأول.
صدر صوت نباح من العدم فجأة، تلفتت ريم حولها باستغراب قبل أن يخرج مروان يده من خلف ظهره ليمد إليها صندوقاً مغلفاً بورق هدايا أخضر كلونها المفضل.
وسعت ريم عينيها بذهول:
_بتهزر!!
ابتسم مروان:
_لا مبهزرش، كل سنة و انتِ طيبة يا لوزتي.
أخذت ريم منه الهدية و فتحتها سريعاً لتتفاجئ بجروة صغيرة من نوع الهاسكي.
حملتها بسعادة لتبدأ في التربيت عليها قبل أن يتحدث مروان:
_كنتي دايماً بتقوليلي انك حاسة بالو.حدة، جبتهالك عشان تسليكي و أنا مش موجود.
_أنا بجد فرحانة بيها قوي، هسميها سكوتر.
عقد مروان حاجببه باستغراب.
_ايه الاسم دا؟ انتي كان نفسك في سكوتر يعني؟
ابتسمت ريم:
_لا، شفت ولد معدي بسكوتر من شوية فقررت أسميها كدا.
ضحك مروان لتطالعه ريم بغ.ضب:
_بتضحك ليه؟ انا حرة أسميها ايه و الاسم عاجبني.
_بضحك على عشو.ائيتك..
شهقت ريم بصد.مة:
_بتقول عليا عشوائية؟!
اقترب مروان منها:
_أيوا، انتي عشو.ائية...و أنا بحب عشو.ائيتك دي.
_ماشي، هسيبها تعدي المرادي عشان أنا بس مش فاضيالك...عايزة ألعب مع سكوتر.
_ايه دا ؟ هتب.عيني من أولها؟! لا هاتي أرجعها تاني أحسن.
_ابعد إياكش تلمسها...
كت.ف مروان ذراعيه بغ.ضب مصطنع بينما يراقب ريم تستمر في ملاطفة الجروة و تتعمد تجا.هله قبل أن تنطق فجأة:
_عارف أحلى حاجة فيها ايه؟
_ايه؟
_إنها شبهك.
نظر إليها بحاجبين معقودين علامة على عدم إعجابه بالوضع لتضحك قبل أن تبدأ بالتفسير:
_عيونها زرقا زيك.
_طيب يا ستي اللي تشوفيه، أهم حاجة إنك مبسوطة و راضية.
ابتسمت ريم بينما تحتضن الجروة:
_أيوا، أنا مبسوطة.
فجأة رن هاتفها برقم غريب، ترددت قليلاً قبل أن تفتح الخط و تجيب لتتفاجئ بكونه الطبيب المسئول عن حالة والدتها.
ابتعدت قليلاً عن مروان حتى تستطيع الحديث و ما إن سمعت كلام الطبيب حتى وسعت عينيها بصد.مة عا.جزة عن الإجابة.
________________
بعد ما جريت شوية وقفت في نص الشارع و اتسندت بيدي على ركبي عشان آخد نفسي، شفت عربية آيس كريم جمبي و مش عارفة ليه افتكرت لما أدهم جابلي آيس كريم، جملته اترددت في دماغي:
" أول مرة أشوف فراولة عايزة تاكل فراولة!"
نسمة هوا باردة عدت، افتكرت لما كان مبيت في المستشفى معايا أنا و يارا بتيشرت نص كم في عز البرد و اللي قاله أول ما لمست وشه:
"يدك دافية، بتقوليلي ملمسكيش و دايماً انتي اللي بتبدأي."
افتكرت مرة تاني لما كنت تعبانة في المستشفى و هو كان قاعد جمبي و اتكلم فجأة:
"_يمنى، ممكن أحضنك؟
_لا، مش ممكن.
(حضني برضو)
_آسف، بس انتي وحشتيني جداً."
لفيت لورا، بدأت أجري ناحية العمارة تاني و عيوني عمالة تد.مع، الجزمة اللي كنت لابساها كعبها اتكسر، قلعتها و كملت جري حا.فية.
طلعت الشقة فوق بسرعة، دخلت و لقيت أدهم بدأت شفايفه تبقى زرقا..
قعدت جمبه:
_لا..لا...لا، أدهم...أدهم اصحى...
بدأت أ.هزه جا.مد و أنا بع.يط أكتر:
_ازاي هسامحك لما تمو.ت؟ لسه يارا متعرفش انك باباها اصحى...
بصيت على مكان الجر.ح، لسه المقص في مكانه و قررت اني محركهوش عشان مينز.فش أكتر.
اتلفتت حواليا و أنا مش عارفة أعمل ايه لغاية ما لمحت تيليفونه في جيبه، طلعته و بدأت أجرب صو.ابعه واحد واحد لغاية ما البصمة طابقت واحد فيهم و اتفتح، طلعت جهات الاتصال و اتصلت بأول رقم في وشي و مفيش دقيقة عدت و رد:
_الو يا أدهم، انت فين؟
اتج.مدت لما سمعت صوت أيوب للحظة قبل ما أتكلم بسرعة:
_أرجوك تعالى الحقه!
____________________
في المستشفى:
كان أيوب يقف أمام غرفة العمليا.ت حيث كان يتم إجراء عم.لية جر.احية عا.جلة لأدهم، فقد أص.يب كبده و كان عليهم إز.الة الجزء التالف منه.
نظر إلى يمنى التي كانت تجلس هي الأخرى أمام الباب حا.فية القدمين بينما تستمر في الب.كاء، لقد أصر.ت على المجئ برفقته لذا اضطر لأخذها و هي لم تكلف نفسها حتى عناء ارتداء أي شئ لائق.
تنهد بينما يراها تر.جف من البرد بسبب القميص الأبيض الخفيف فحسب الذي كانت ترتديه، سار باتجاهها و خلع سترته ليضعها على كتفها قبل أن يميل ليتحدث:
_ايه اللي حصل؟
طالعته يمنى بأعين د.امعة دون أن تجيب لذا تحدث مجدداً:
_يمنى، فاكرة اللي حصل ساعة يارا؟ المرة دي الموضوع مش هيعدي بنفس السهولة، أدهم ظا.بط مشهور و لو محكيتليش على اللي حصل مش هقدر أساعدك.
_و..و انت ناوي تساعدني حتى و انت عارف إن انا اللي عملت فيه كدا؟
حك رقبته بارتبا.ك قبل أن يجيب:
_يعني... هو أنا عارف غبا.ء أدهم و أعتقد إن في سبب قوي خلاكي تعملي فيه كدا.
فر.ت د.معة أخرى من عينها قبل أن تجيب:
_أياً كان ايه السبب دا مش هيغير حقيقة إن أنا اللي قت.لته.
تنهد أيوب بملل من عنا.دها:
_اسمعيني يا يمنى، للأسف أدهم لسه مما.تش، انتي باين عليكي انك منها.رة و تعبا.نة روحي البيت دلوقتي و أنا هحاول أدا.ري على اللي حصل مؤقتاً لغاية ما تبقي جاهزة تتكلمي.
_ب..بس أدهم....
_روحي على البيت دلوقتي يا يمنى، أدهم مش هيصحى دلوقتي خالص معاه ربنا.
همت يمنى بالذهاب قبل أن يوقفها مجدداً:
_آه صح، نسيت إنك حا.فية، رايحة فين كدا؟ تعالي...هوصلك أنا.
نظرت يمنى إلى قدميها بتعجب لتدرك فقط للتو أنها لم تكن ترتدي حذاءً.
__________________
نزلت يمنى أمام منزلها بعد أن قام أيوب بإيصالها، أخذ رقم هاتفها قبل أن يتركها و يغادر ليعود إلى أدهم.
فتحت باب شقتها بهدوء و هي مطمئنة أنها لن تجد يارا بالداخل لأن آية كانت تأخذها إلى بيتها أثناء غيابها لتهتم بها.
نظرت إلى نفسها في المرآة و إلى بقع الد.م القليلة التي علقت على ثيابها لتشرع في الب.كاء مجدداً قبل أن تغسل وجهها لتهدأ قليلاً في النهاية.
رن هاتفها باتصال، ظنت أنه أيوب في البداية لكنها عقدت حاجبيها معاً باستغراب عندما وجدتها ريم.
أجابت سريعاً و على الفور أتاها صوت ريم الم.هتز:
_ا.الو يا يمنى، ماما وضعها خط.ير و محتاجين الفلوس عشان تعمل العملية ضروري!
تنهدت يمنى قبل أن تجيب:
_حاضر، خليها تدخل العم.ليات و أنا هتصرف.
اغلقت الخط و تنفست بعمق قبل أن تخرج رقم شهاب و تتصل به:
_الو.....
الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر من هنا
بداية الجزء الاول الرواية من هنا
رواية عاشق بدرجة مجنون كامله من هنا
رواية سر الشيطان الأسود كامله من هنا
رواية رحيل الهواري كامله من هنا
رواية انكسار امرأه كامله من هنا
رواية عشق بلا رحمه كامله من هنا
رواية جرح يداويه العشق كامله من هنا
رواية من أجل أبنائي تزوجتك من هنا
رواية زواج لدقائق معدودة كامله من هنا
رواية بسمه موجوعه كامله من هنا
رواية معشوقتي الصغيره كامله من هنا
رواية طلاق بلا تبرير كامله من هنا
رواية الفرار من الحب كامله من هنا
رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا
رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺