رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء الثاني البارت السابع والثامن بقلم نورا عبد العزيز
رواية أجنبية بقبضة صعيدي الجزء الثاني الفصل السابع والثامن بقلم نورا عبد العزيز
الفصل السابع
رأتها "حلا" وهي تحاول مسح عباءته بالمنديل وقريبة منه جدًا بعد أن سكبت القهوة عليه ولم تتمالك "حلا" غضبها وغيرتها التى حرقتها للتو فأسرعت نحوها لتجذب يدها سريعًا بعيد عن زوجها، أندهش "عاصم" من ظهور زوجته فى مكتبه دون سابق أنذار ومسكت "غادة" من ذراعها تقول:-
-حصلت والله
تحدث "عاصم" بهدوء غاضبًا من صوت زوجته المرتفع:-
-أهدئي يا حلا وأسمعي الأول
دفعته بعيدًا عنها وتقول:-
-أبعد كدة عني دا أنت لسه دورك جاي بس الأول أشوف الهانم خطافة الرجالة
تمتمت "غادة" بضيق شديد من حديث "حلا":-
-أيه اللى بتجولي دا أنا مسمحلكيش
-ما تسمح لي والله ، أنا هفرجك بقى اللى مسموح لي
أخذتها للخارج بصراخ ولسانها لم يتوقف عن سب هذه الفتاة وتجمع الموظفين على صوتها و"عاصم" يسير مُحاولة السيطرة على زوجته المجنونة لكنها تسير إلى المصعد بها كى تطردها من الشركة نهائيًا وضغطت على زر المصعد لكنه كان بالأسفل فصرخت "حلا" بها غاضبة:-
-أياك أشوف وشك هنا تاني؟
حرجت "غادة" كثيرًا من نظرت الجميع وتجمعهم حولها ينظره وكأن "حلا" قبضت عليها فى حضن زوجها أو وضع مخل لتغضب كثيرًا منها وما زالت "حلا" تجذبها نحو الدرج فدفعتها "غادة" بعيدًا عنها قد سئمت من هذه المرآة لتسقط "حلا" عن الدرج فصرخ الجميع وهرع "عاصم" نحو زوجته التى سقطت للتو أمام ناظره بينما ذعرت "غادة" بعد أن رأتها تسقط رغم حملها وأرتجفت هلعًا مما سيحدث لها .......
أجنبية_بقبضة_صعيدي2
الفصل الســـــابـــع ( 7 )
أسرع "عاصم" نحوها بهلع ليمسك يدها يمنعها من القفز و"حلا" ركضت بقدر طاقتها خلفه، دفع "نهلة" بقوة بعيدًا لتتشبث "حلا" بها قبل أن تسقط، رفعت "نهلة" عينيها إليه باكية بأختناق وحزن أصابها ليصرخ "عاصم" بها أكثر:-
-أنتِ جنيتي
صرخت "نهلة" مثله بأنفعال شديد وحزن يحتل قلبها قائلة:-
-جنت عشان عاوزة أخلص من عذابي وتعاستي
رفع سبابته فى وجهها بأنفعال شديد وقال:-
-لما تحبي تخلصي من حياتك ميبجاش فى بيتى، روحي أرمي حالك تحت أى عربية ولا نطي فى البحر مهيفرجش كتير لكن فى دارى لا ...
أتسعت عيني "حلا" على مصراعيها من قسوة زوجها على هذه الفتاة لتقول بجدية:-
-عاصم بتقول أيه!
تأفف بأختناق سافر ثم دلف إلى غرفته، جهشت "نهلة" باكية فى حزنها لتربت "حلا" على ذراعيها بلطف وحنان ثم قالت:-
-أهدئي يا نهلة وكله هيكون تمام، أنا هتكلم مع مازن الصبح وهحاول أخليه يطلقك ما دام دا اللى هيريحك
نظرت "نهلة" لها بحزن شديد وعينيها تسل منهما الدموع بغزارة وقالت بسخرية:-
-ولما يطلجنى الموضوع هيتحل وحياتي هتتصلح، أنا أهلي رموني هنا ومسألوش فيا.. حتى محاولوش مجرد محاولة يجوا يشوفني
ضمتها "حلا" بلطف وقالت بطمأنينة:-
-أنا هنا ما تقلقي
هدأت "نهلة" قليلًا فى بكائها ثم دلف إلى الغرفة بحزن شديد فحتى الموت رفضها، ذهبت "حلا" إلى غرفتها غاضبة من زوجها الشرس الذي لا يهتم لمشاعر أحد ولا يراعي وجع وألم الغير...
_______________________________
"منـــزل فـايــق الصديــق "
أستعدت "وفاء" للخروج من المنزل مُرتدية عباءتها السوداء لكن استوقفها صوت زوجها من الخلف يقول:-
-على فين يا وفاء؟
ألتفت إليه بجدية ووجه عابس تقول:-
-رايحة أشوف بنتى وأطمن عليها
وقف "فايق" من مكانه غاضبًا ليقول:-
-لا متروحيش همليها لحالها وهى هتتأجلم على العيشة هنا، لكن انتِ مرت العمدة متروحيش تستسمحي حد عشان تشوفي بتك وفى الأخر هيطرودكي ومهتشوفهاش، أوعي تخلي عائلة الشرقاوي تعلم علينا مرة تانية
أتاه صوت "مصطفى" من الأعلي يقول:-
-دا على أساس أنهم معلموش علينا لما جوزت بتك ليهم وعيشتها فى دارهم
ألتف "صديق" له غاضبًا من حديثه وهو سبب كل شيء يحدث ليقول:-
-أجف خشمك دا لأن كله من تحت راسك وعمايلك السوداء دى، وربنا الكعبة يا مصطفي لو ما نزلت عن رأسي بحديدك السم دا هأطخك عيارين وأخلص من جرفك، وأنتِ خشي على جوا مفيش طلوع
تأففت بضيق شديد من كلماته وقالت بصدمة ألجمتها من قسوة قلبه على ابنته:-
-واا أهمل بتى أكدة من غير ما أعرف هي عايشة ولا ميتة عنديهم
أجابها أثناء سيره للخارج بنبرة باردة قائلًا:-
-عايشة متجلجيش لو ميتة كانوا بعتوها جثة عشان يحرجوا جلبك وجلبي عليها وندوج العذاب اللى داجوا
خرج من المنزل لتتطلع "وفاء" بابنها بحزن شديد ثم قالت:-
-منك لله يا ولدي، حرجت جلبي على بتى الصغيرة
صعدت إلى غرفتها باكية ولا تعرف متي سترى ابنتها حية أمامها مرة أخرى وبعينيها، هندم "مصطفي" ملابسه وخرج من المنزل غاضبًا من أهله وتصرفاتهم....
_________________________________
"سرايــــا عاصــم الشـــرقــــاوي"
كانت "حلا" جالسة" على الأريكة وتشاهد برنامج إيذاعي لتربية الطفل وتأكل الفاكهة فى يدها حتى جاءت "هيام" لها تقطع تركيزها بجلوسها جوار "حلا" فى صمت، نظرت "حلا" لها بهدوء فى صمت مُنتظرة أن تتحدث أختها لكن لم تفعل، أنزلت "حلا" الطبق عن قدميها ووضعته على الطاولة ثم أخفضت صوت التلفاز ونظرت إلى "هيام" تقول:-
-مالك؟
تأففت "هيام" بضيق شديد فغمزت "حلا" لها على عبوسها ثم قالت بعفوية:-
-أدهم!!
نظرت "هيام لها بأندهاش فقهقهت "حلا" ضاحكة على هذه الفتاة لتقول:-
-الحب يا عيني الحب، ماله أدهم؟
-عايز يتكلم ويايا بس أنا مهعرفش أعمل أكدة، أخاف من مازن يجطع رجبتي وإحنا مفيش بينا حاجة ولا علاجة رسمية...
قاطعتها "حلا" بعفوية بعد أن عادت بظهرها للخلف تسترخي من أجل طفلها الموجود فى أحشائها:-
-علاقة رسمية!! أنتِ جاية ليا عشان دا... أنتِ عاوزاني أتكلم مع عاصم فى موضوع الخطوبة صح؟
نظرت "هيام" لها بوجه عابس رغم ترجي عينيها بأن تفعل وقالت بقلق:-
-مر على موت سارة ثلاث شهور المفروض أستني لحد أمتى ولا هكون أكدة أخت وحشة عشان بفكر فى نفسي
تمتمت "حلا" بعفوية قائلة:-
-لا هو المفترض أن المثل اللى بتقولوا دا اسمه أيه....
قاطعتها "هيام" بجدية قائلة:-
-الحي أبقي من الميت
أشارت "حلا" بسبابتها فى وجه "هيام" وقالت:-
-هو دا كنت هجيبه، سيبها على الله والعبدة لله
تبسمت "هيام" بعفوية على أختها وقالت بحماس:-
-طب يلا
نظرت "حلا" لها بأندهاش من تعجل وقالت:-
-ماشي لما عاصم يجي من الشغل
مسكت "هيام" يدها لتساعدها فى الوقوف وتقول بحماس:-
-روحي له يا حلا الشغل وأهو تغيري جوا البيت اللى أنتِ مبتخرجيش منه دا
هزت "حلا" رأسها بالموافقة وقالت:-
-عندك حق أنا أطب عليه أشوفه بيعمل أيه من ورايا
صعدت للأعلي تبدل ملابسها وأرتدت فستان أصفر اللون بكم مصنوع من القطن وحذاء بدون كعب أبيض اللون ثم ترجلت للأسفل ورأت "هيام" تبتسم بحماس لتقول:-
-المصلحة بتغير
خرجت من المنزل وصعدت للسيارة لينطلق السائق بها إلى حيث شركة زوجها، رأت "نهلة" تسير فى الحديقة وتحمل فى يدها صنية الطعام الساخن وتتجه نحو "مُفيدة" فتأففت بضيق من غضب "مُفيدة" المُشتعل بداخلها وما زال قائمًا، غادرت السيارة من السرايا لتراها "مُفيدة" فنظرت إلى "نهلة" التى تضع الطعام أمامها وقالت:-
فطرتي ولدي جبل ما يطلع
أجابتها "نهلة" بنبرة خافتة تقول:-
-فريدة مجبلتش وفطرته هي
نكزتها "مُفيدة" فى كتفها بغيظ من تجاهلها لأمرها وقالت:-
-أسمها ستك فريدة، قولي فريدة حاف أكدة مرة تانية وأنا أجطعلك لسانك، جومي من خلجتى سدتي نفسي على الوكل
وقفت "نهلة" بحزن وأنكسار كي تغادر من أمامها لكن أستوقفتها "مُفيدة" بصوتها الحادة تقول:-
-كان لازم أخوكي يفكر مليون مرة جبل ما يجرب لعيالي ويفتكر أن ليهم أم اسمها مُفيدة واللي يجرب من عيالها تأكله بسنانها واللى شوفتي كوم واللي جاي كوم تاني يا بنت الصديق
لم تتمالك "نهلة"حزنها أكثر وألتفت إليها صارخة بها تتطلق العنان لأوجاع التى فاضت بها:-
-وأنا ذنبي أيه؟ اللى بتعملي فيا هرجع بنتك مثلُا؟ أذيتك وذُلك لي هيروحه من وجعك وهتنسي ... لا مستحيل النار والكره اللى جواكي هيفضلوا يكبروا مع كل مرة هتشوفني وأجولك على حاجة تستاهلي، تستاهلي كل مرة تلمحني فيها تتوجعي أكتر ودا بيبسطنى بيجبلي حجى منك أول بأول، جسوتك عليا مردودة فى جلبك الموجوع
وقفت "مُفيدة" من مكانها بعد أن أستمعت لهذا الحديث من هذه الفتاة وصفعتها بقوة على وجهها، لطمة اخرجت بها كل أوجاعها وقسوتها حتى رأت أنف "نهلة" تنزف الدماء بعد أن نظرت لها بألم وقالت بتحدي:-
-حتى الجلم دا بيدل على وجعك اللى أنا وجعته ليكي
كادت أن تقتلها فى الحال لكن منها "ناجية" التى هرعت نحوها تمسك ذراعيها بلطف وتقول بذعر:-
-أمشي من جصادها دلوجت.. أمشي
رحلت "نهلة" مُنتقمة منها ولو قليلًا على ما تفعله بها، دفعت "مُفيدة" هذه المرأة بعيدًا عنها وذهبت للداخل غاضبة ونيران أوجاعها نشبت للتو من حديث هذه الفتاة.....
__________________________________
"شــــركــة الشـــرقــــاوي"
هندمت ملابسها بعفوية قبل أن تدخل مكتبه وكانت ترتدي بدلة نسائية وتستدل شعرها الأسود القصير على الجانب الأيسر وظهرها ثم نظرت فى مرآة صغيرة وإعادت وضع أحمرار الشفاف وعندما وصل الساعى إلى المكتب أخذت منه القهوة ودلفت "غادة" بفنجان القهوة إلى المكتب وهى ترمقه بعينيها، رجل أسر قلبها برجولته وحدته التى تزيده ووسامة على وسامته، ألتفت حول المكتب بأرتباك لرؤيته فكلما رأته أو استنشقت عطره الرجولة يقشعر جسدها وتزداد توترًا، وضعت فنجان القهوة وهى تقف جواره وهتفت بنبرة خافتة ناعمة مُثيرة:-
-أتفضل الجهوة
أومأ إليها بنعم دون أن يرفع نظره عن الورق الذي أمامه وقال:-
-خذي الملف دا وصلي لباشمهندس مازن
أومأت إليه بنعم بعد أن قوست شفتيها وحاجبيها حزنًا على تجاهله لها وتصلبه كأنه جبل جليدي لا يشعر بشيء ولا يتأثر بأنوثتها الفاتنة وجمالها، فقط يهتم لزوجة الفتاة التى لم تبلغ 20 عام وتشبه الأطفال ولا شيء بها مُثيرة كامرأة، أغتاظت "غادة" من تصرفه فأخذت الملف بأنفعال ليصطدم بفنجان القهوة ويسكب على المكتب وعلى عباءة "عاصم" وبنطلونها، هلعت بخوف منه قائلة:-
-آسفة لم أجصد
جذبت المناديل من العبلة فوق المكتب وأقتربت منه لتمسح عباءته مما أدهش "عاصم" لمسها له وقبل أن يصدر رد فعل،صُدم بزوجته تقف أمامه...
رأتها "حلا" وهي تحاول مسح عباءته بالمنديل وقريبة منه جدًا بعد أن سكبت القهوة عليه ولم تتمالك "حلا" غضبها وغيرتها التى حرقتها للتو فأسرعت نحوها لتجذب يدها سريعًا بعيد عن زوجها، أندهش "عاصم" من ظهور زوجته فى مكتبه دون سابق أنذار ومسكت "غادة" من ذراعها تقول:-
-حصلت والله
تحدث "عاصم" بهدوء غاضبًا من صوت زوجته المرتفع:-
-أهدئي يا حلا وأسمعي الأول
دفعته بعيدًا عنها وتقول:-
-أبعد كدة عني دا أنت لسه دورك جاي بس الأول أشوف الهانم خطافة الرجالة
تمتمت "غادة" بضيق شديد من حديث "حلا":-
-أيه اللى بتجولي دا أنا مسمحلكيش
ضحكت "حلا" بسخرية وهى تنظر إلى زوجها تارة وإلى هذه الفتاة تارة وقالت:-
-ما تسمح لي والله ، أنا هفرجك بقى اللى مسموح لي
أخذتها للخارج بصراخ ولسانها لم يتوقف عن سب هذه الفتاة وتجمع الموظفين على صوتها و"عاصم" يسير مُحاولة السيطرة على زوجته المجنونة لكنها تسير إلى المصعد بها كى تطردها من الشركة نهائيًا وضغطت على زر المصعد لكنه كان بالأسفل فصرخت "حلا" بها غاضبة:-
-أياك أشوف وشك هنا تاني؟
حرجت "غادة" كثيرًا من نظرت الجميع وتجمعهم حولها ينظره وكأن "حلا" قبضت عليها فى حضن زوجها أو وضع مخل لتغضب كثيرًا منها وما زالت "حلا" تجذبها نحو الدرج فدفعتها "غادة" بعيدًا عنها قد سئمت من هذه المرآة لتسقط "حلا" عن الدرج فصرخ الجميع وهرع "عاصم" نحو زوجته التى سقطت للتو أمام ناظره بينما ذعرت "غادة" بعد أن رأتها تسقط رغم حملها وأرتجفت هلعًا مما سيحدث لها .......
هرع "عاصم" للأسفل حيث زوجته وجاء "مازن" من الداخل بعد أن سمع بما حدث ليرى "عاصم" يحملها على ذراعيه بهلع وهى تصرخ من الألفم وتضع يديها فوق بطنها لتقول بصدمة:-
-أنا هولد .... والله ابنى هيخرج يا عاصم... لا أبعد عني يا خاين أنتِ
ترجل بها للأسفل حيث سيارته وأنطلق بها للمستشفي وهل لا تكف عن الصراخ من الألم و"مازن" يقود السيارة بسرعة جنونية من أجل أخته التى أوشكت على الولادة بشهر السابع ....
كبحت صراخها بألم شديد وتشبثت بعباءته من الخلف بألم ثم قالت:-
-مستحيل أولد، أنا ما هولد ولد أبوه خاين بيخوني اااااااه
ضحك الجميع عليها وهى تصرخ به وتتعرض على ولادتها رغم رغبة طفلها بأن يخرج من أحشائها للتو دون أن يكمل فترة حمله فقد قرر هذا الطفل أن يولد فى شهرها السابع، مسح "عاصم" على رأسها بلطف وقال بعفوية:-
-مستحيل أخونك والله، أولدي بس وبعدها هعملك كل اللى عايزاه يا حلا
ضربته على كتفه من الخلف وهو جالسًا بالمقعد المجاور للسائق وهي بالخلف وقالت غاضبة:-
-كذاب أنا شوفتك بعيني وهى لزقة فيك يا خاين .... ااااااه هولد والله هولد، لا مستحيل لازم أعاقبك أنا ما هجبلك ولد
ضحك "مازن" على أخته المجنونة أثناء قيادته للسيارة وقال:-
-ما تثبتي على حاجة هتولدي ولا لا
ضربته على ذراعه من الخلف بغضب سافر وأجابته بحدة ونبرة ألم:-
-كأنه بمزاجي يا غبي، الولد دا منحاز لأبوه الخاين أنا ما عايزاه .... طلقني
لم يجيب "عاصم" عليها بل نظر إلى "مازن" وقال بجدية:-
-بسرعة يا مازن أنا صدعت من جنانها، هبابة كمان وهتجولي خدوني على الجبر
لم تتمالك أعصابها وقضمت ذراعه بأسنانه غيظًا من كلمته ونفثت بها ألمها الذي تشعر به ليصرخ "عاصم" من قوتها فقالت بأنفعال:-
-بعينيك أني أموت وأسيبك هنا تتهن مع الحيوانة دى ..... اااااه
ألتف إليها بهدوء ثم أخذ يديها فى راحة يده بحنان وقال:-
-بعد الشر عنك يا حبيبة جلبي
نظرت له بعيني باكية من الألم الذي تشعر به وقد تراجعت عن موقفها وعنادها ثم قالت بعفوية:-
-بتحبني؟
مسح على رأسها بدلال وعينيه تنظر بعينيها مباشرة بحب ثم قال:-
-عاشجك والله وبموت فيك
تبسمت وهى تأخذ نفس عميق وتحاول تنظيم أنفاسها من أجل طفلها وهى تتحمل الألم وقالت:-
-حتى وأنا كورة أكدة
-كيف الجمر والله وبحبك بكل حالاتك
قالها بعفوية ونبرة دافئة لتبتسم بسعادة ثم ضربت "مازن" بغيظ من ألم ولادتها وطفلها الذي أوشك على الخروج:-
-بسرعة أنا هولد والله الطفل هيخرج
ضحك "مازن" على عنادها الذي تلاشي فورًا بمجرد أخباره لها بأنه يحبها بدلت رأيها كالبلهاء غارقة فى سحر عشقه .........
جاء الجميع على المستشفي بعد أن علموا بأمر ولادتها وكانت بغرفة العمليات لتقف "مُفيدة" قرب "عاصم" تربت على كتفه بلطف وقالت:-
-خير ربنا يجومها لك بالسلامة
فتح باب العمليات لتخرج الممرضة بسعادة ثم قالت:-
-مبروك جايلك ولد
تبسم الجميع بعفوية وحماس بينما أقترب "عاصم" خطوة منها وقال بقلق:-
-وحلا!!
تبسمت له بعفوية ثم قالت:-
-زى الفل متجلجش
قليلًا وخرجت "حلا" من العمليات بينما الطفل ذهب للحضانة بسبب خروجه قبل موعده، فتحت "حلا" عينيها بتعب وهي تُتمتم قائلة:-
-عاصم... ابنى
تبسم بعد أن قبل جبينها ويدها بدلال وقلبه يتراقص فرحًا ما زال لا يصدق بأنه أصبح أبًا الآن وجاءه طفل فقال بعيني دامعة من الفرح:-
-بخير يا حلوتي.. حمد الله على سلامتك
تحدثت "تحية" بعفوية والفرح تغمر قلبها كالجميع هاتفة:-
-هتسموا أيه؟
نظر "عاصم" إلى زوجته ثم قال بعفوية:-
-يوسف
تبسمت "حلا" بعفوية علي هذا الأسم الجميلة ثم قالت بترجي:-
-خلينى أشوفه يا عاصم مرة واحدة على الأقل
منعها بسبب حالتها وبطنها المفتوحة بسبب ولادتها القيصرية فلن تستطيع الذهاب مما أغضبها وجعلها تحزن أكثر ليقول بجدية:-
-خلاص هروح أشوف لو ينفع
خرج مع "مازن" للخارج وأتجاه نحو الحضانة من أجل طفله وبعد وصوله إلي الحضانة سأل "مازن" بعفوية وحماس لرؤية ابن أخته الذي جعله خال للتو:-
-فين ابن مدام حلا
أخبرته الممرضة أنه فى الصندوق رقم 4 ليسير للداخل مع "عاصم" ليُصدم الأثنين بالصندوق الذي يحمل اسم "حلا" فارغ ولا أثر للطفل فهلعت الممرضة بخوف من أختفاء الطفل قائلة:-
-أنا حاطته أهنا بيدي
أتسعت عيني "عاصم" على مصراعيها ونظر إلى "مازن" الذي ألجمته الصدمة تمامًا مثله بعد أختفاء طفله أو بالأحري إختطافه فور ولادته وخروج من رحم أمه.......
الفصل الثـــــــامـن ( 8 )
أنقلبت المستشفي رأسًا على عقب فور أنتار خبر إختطاف طفل رضيع من غرفة الحضانة بينما أحتلت رجال "عاصم" المستشفي وكل ركن بها وأغلقوا الأبواب دون أن يسمحوا لأحد بالخروج أو الدخول من باب المستشفي، علمت "حلا" بما حدث بسبب غياب زوجها وتأخره فحاولت النزول من فراشها باكية بأنهيار لتمنعها "مُفيدة" بقلق وذعر قائلة:-
-أنتِ رايحة فين يا حلا؟ بطنك مفتوحة يا بتى
جذبت يدها من قبضة "مُفيدة" بأنهيار تام وهى أم لم تحمل طفلها لثانية واحدة بين ذراعها وقد خُطف منها للتو فور خروجه من رحمها وقالت:-
-ودا ابنى
حاولوا السيطرة عليها لكن لا جدوى من المحاولة فرغم كونها فتاة لم تصل للعشرين بعد ألا أنها الآن أم وسرق قطعة من روحها، دموعها لم تتوقف كالفيضان الذي سل من عينيها بقوة ورجفة قلبها المُرعبة قبل جسدها الذي يرتعش خوفًا وذعرًا ....
سمعت "نهلة" بما حدث وهى فى أنتظارها للمصعد بالطابق الأولي فى المستشفي لتقلق وتشعر بالخوف على "حلا" هذه الفتاة التى لم تقسو عليها وكانت الألطف فى هذا المنزل، لم تنتظر المصعد وأتجهت للسلالم لتصدم بأحد وكادت أن تسقط من فوق الدرج لكن سرعان ما مسكت هذه المرأة يدها قبل أن تفعل، تطلعت "نهلة" على يد المرأة بصدمة ألجمتها حين رأتها تضع على وجهها نقاب قصير يخفي فمها وأنفها ويظهر جبينها وعينيها بوضوح وعلى رأسها هذه العباءة السوداء المفتوحة وتلفها حول نصفها العلوي بحذر لكن هذا لم يكن ما المُلفت بها لكن هذا الأساور الذي سُرق من ذهبها من سنة ونصف تقريبًا كان بيديها وأحجاره الزرقاء، تشبثت "نهلة" بيدها جيدًا وأدارت الأساور لتتأكد أكثر فكان هناك حجر مفقودًا من مكانه لتتشبث "نهلة" بها بأنفعال وقالت:-
-أنتِ تعرفي مصطفي؟
نظرت الفتاة لها بصدمة ألجمتها وقبل أن تتحدث رأت "نهلة" شيء يتحرك أسفل العباءة لترفعها مُسرعة وصُدمت عندما رأت طفل رضيع عاري فأتسعت عيني "نهلة" وهكذا الفتاة لتتمتم "نهلة" بتلعثم شديد:-
-دا ولد حلا
دفعتها الفتاة بقوة بعيدًا عنها خوفًا من أن تُمسك هنا بعد حضور الشرطة وهكذا الفوضي التى حلت داخل المستشفي لكن "نهلة" كانت أذكي منها فتشبثت بالطفل لتتركه الفتاة قبل أن يُقبض عليها، نظرت "نهلة" للطفل بصدمة لا تعرف ماذا تفعل به؟ أتعيده للحضانة أم تأخذه إلى غرفة "حلا"، كانت الطفل جميلًا ويبتسم بعفوية وهو لا يدرك شيء بعد بهذه الحياة، سارت به نحو غرفة "حلا" خائفة من أن يسألها أحد عن مكان الفتاة؟ أو الخاطف؟ هل ستخبرهم عن أخاها الأحمق فما زال يفتعل المشاكل رغم ما حدث معها؟ قطع شرودها فتح باب الغرفة وكانت "حلا" تحاول الخروج و"مفيدة" تمنعها و"هيام" تتحدث مع "مازن" على الهاتف لأجل "حلا" تقول:-
-مجادرنيش عليها على مازن ....
توقفت عن الحديث وهكذا الجميع عندما رأوا "نهلة" أمامهم وتحمل الطفل بين ذراعيها لتترك "هيام" الهاتف من يدها دون أن تغلق الاتصال، أتسعت عيني "حلا" على مصراعيها عندما رأت "نهلة" هي من تحمل الطفل بدلًا من الجميع كانت هذه الفتاة التى أحسنت إليها رغم قسوة الجميع عليها، تحدثت "تحية" بتلعثم وصدمة ألجمتها كالجميع:-
-أنتِ اللى خطفتي الواد
أقتربت "فريدة" منها بسرعة جنونية وأخذت "يوسف" من يدها بقوة وهى تصرخ بها قائلة:-
-مُنتظرين أيه من بين الصديج، دى عائلة الشر بيجري فى دمهم
عادت للخلف بقدميها تعطي الطفل لـ "حلا" التى واقفت كالتمثال من صدمتها وعينيها لا تفارق وجه "نهلة"وتأخذ أنفاسها بصعوبة حادة، سمع "مازن" بكاء الطفل وهذا الحوار الذي يدور بينهما وكان واقفًا بغرفة المراقبة وحدق فى الشاشة التى أمامه وكانت "نهلة" تأخذ الطفل من هذه المرأة، أدرك أن هؤلاء النسوة سيقتلوها قبل أن يدركوا الحقيقة وأنها من أنقذت "يوسف" ولم تخطفه ،سحب "عاصم" من يديه وعادوا ركضًا إلى الغرفة، أقتربت "حلا" بصدمة منها بخطوات بطيئة تكاد تتكأ بيديها على الحائط من ألم بطنها حتى عبرت باب الغرفة ووقفت أمام "نهلة" ودموعها لا تجف بعد حتى بعد عودة "يوسف" سالمًا لتقول "نهلة" بحزن من هذا الظلم الذي تعرض له وخصيصًا أن "حلا" تعتبر صديقتها الوحيدة فى هذه العائلة:-
-أنا ....
قاطعت حديثها وأبتلعت كلماتها قبل أن تدافع عن نفسهما أمام "حلا" حينما صفعتها "حلا" بقوة على وجهها وعينيها مُمتلئتين بالدموع على خسارة ابنها الذي لم تراه حتى الآن ثم صرخت بانفعال تكاد تفقد عقلها مما تراه:-
-أنتِ اللى خطفتي ابنى، معقول تطلع منك أنتِ، دا جزاء الإحسان اللى عملته معاكي
دمعت عيني "نهلة" بحسرة على ما تسمعه وهى حقًا لم ترتكب شيء ولم تلمس ابنها من مكانه وقالت بتلعثم:-
-لا أنا معملتش حاجة
أقتربت "حلا" منها ربما تقتلها للتو بعد ما رأته وألم خسارة ابنها تفتت قلبها الحزين الذي فلق لنصفين بعد ما حدث ورغم ألم بطنها المفتوحة من ولادتها لكن صدمة خسارة ابنها وخبر اختطافه جعلتها تتكأ على أقدامها وصعوبة وتتحرك من فراشها، كادت أن تلطمها مرة أخري على كذبها ليستوقفها "مازن" بجدية قائلًا:-
-همليها يا حلا..........
أبعد "عاصم" زوجته بلطف عن "نهلة" ليقف "مازن" بالمنتصف وعاد "عاصم" للغرفة بزوجته ونظر إلى "يوسف" و"تحية" تحمله بين ذراعيها بسلامة ونائمًا فقال:-
-أهدئي يا حلا
لم تتوقف عن البكاء رغم عودة طفلها، حدقت "فريدة" بزوجها مُصدومة مما تراه وكيف تجرأ الآن على الدافع عنها والصراخ بـ "حلا" لأجلها، تلألأت دموعها فى عينيها وهي ترمقهما غن كثب فى صمت وقلبها يتألم بل يصرخ وجعًا مما تراه خصيصًا أن "مازن" بدأ بالحديث معها، أستدار "مازن" إلى "نهلة" الباكية وحدق بها بضيق شديد من ضعف هذه الفتاة ليقول بخنق:-
-لما تكوني مغلطتيش متسكتيش، خدي حجك ولا لسه كل دا متعلمتيش أن سكوتك مهيوجعش غيرك
رفعت رأسها إلى "مازن" بإنكسار وحزن فقالت بتلعثم:-
-أنا معملتش حاجة!!
أومأ إليها بنعم وأنه يعلم ذلك ثم قال بجدية:-
-روحي دلوجت، الجاعدة أهنا مش زينة ليكي
دلف للغرفة مرة أخري وأغلق الباب لكن "نهلة" رغم قسوة "حلا" عليها لم تذهب للمنزل قبل أن تطمئن عليها وتبارك لها على إنجاب طفلها الرضيع، ظلت جالسة أمام باب الغرفة على المقعد ففتح الباب بعد ساعة تقريبًا وخرج "مازن" مع "عاصم" ليُدهش الأثنين عندما رأوا "نهلة" ما زالت هنا، وقفت قليلًا فى صمت تحدق بهما بينما جاء "قادر" إلى "عاصم" وقال:-
-العربية جاهزة يا جناب البيه
ألتف "عاصم" كي يُحدثه لكن أستوقفه صوت "نهلة" الرقيقة رغم خوفها من التجرأ والتحدث إلى هذا الرجل الوحشي الذي لطالما سمعت عن قوته وخوف الجميع منه:-
-ممكن أتكلم مع حلا
ألتف إليها بضيق شديد من جملتها ورمقها بعينيه التي تشبه الصقر الجريح وقال:-
-هتجولي ليها أيه، مخطفتش ولدك ولا هتجوليلها حمد الله على السلامة، الحالتين أسوء من بعض، روحي يا بنت فايج وأفتكري أن سكوتي مش ضعف ولا خوف أنا لما بسكت بجيب وراء سكاتي دمار
أبتلعت ريقها بصعوبة خوفًا من نظرته وكلماته التى تحمل التهديد لها كانه صدق بأن ما حدث من فعلتها لتقترب منه بتوتر وقالت:-
-أنا معملتهاش وملمستش ولدك من مكانك، دمار!! أنا أصلا مدمرة ولا حضرتك مواخدش بالك من دا، يعنى كدة ميته وكدة ميته هخاف من أيه عشان تهديدني، أنا مظلومة ومعملتش حاجة، زى بالضبط ما أتظلمت فى موت سارة وأنا ملمستهاش ولا حتى أعرف شكلها أيه وأدينى أها بدفع تمن موت واحدة أنا معرفش شكلها أيه ولا هى مين كل اللى أعرفه أنها اسمها سارة وبس، ومع ذلك ساكتة لو فى حد لازم تخاف من سكوته فهو سكوت المظلم اللى بيتوجع ويجول كمان عشان المركب تمشي وبس
أنهمرت دموعها علي وجنتيها بأنهيار مع كل كلمة تتحدث بها وهو صامتًا يحدق بها مُستمع لهذا الحديث وهكذا "مازن" و"قادر" فتابعت:-
-أنا أتحملت كل الوجع عشان خاطر اللى حواليا ميتأذوش، أتحملت ذل وجهر مرت عمك عشان أخويا ميتجلتش حتى لو كان هو السبب بس هعمل أيه رغم أنه أبتلاء من ربنا لكن فى الأخر بيضل أخويا مهتحملش أشوفه مجتول، لكن وسط كل الجسوة دى حلا الوحيدة اللى طبطبت عليا ومسحت دموعي معجول لو هأذي حد هتبجى هى، أحلفك على مصحف أنى معملتهاش
أخذ خطوة أقرب نحوها بعيني كالصقر ويرمقها مباشرة ثم قال:-
-أمال مين الى عملها؟
ألتزمت الصمت ولم تجيب على سؤاله ليتأكد مما يدور فى عقله وأنها فعلت أخاها حقًا والآن تلتزم الصمت كى تحميه من غضب ونار "عاصم"، أومأ برأسه بجدية وقال:-
-يبجى هو أخوكي مفيش غيره....
أجابته بهلع وتعجل بعد أن تحاشت عينيها النظر لعينيه حتى لا يشعر بكذبها قائلة:-
-متظلمش أنا معرفش وسكوتي معناه أنى محبش أتهم حد زور ولا أظلم حد، أنا لاجيت الولد على الكرسي فى الأستراحة لحاله وفي أيده ورجة بأسم حلا وجبته ليها لكن اللى خده انا معرفهوش
ضحك "عاصم" بسخرية على أرتباك وتوترها الذي أكد حديثه وتذكر كيف شاهدها فى الكاميرا تأخذ ابنه من المرأة التى خطفته ولم تجده على المقعد فقال بسخرية على فشلها فى الكذب:-
-وماله، روحها يا جادر
دفعها من معصمها إليه ليتشبث "قادر" بها بلطف قبل أن تسقط من دفعة "عاصم" القوية وأخذها من يدها بالقوة مُعتذرًا منها على لمسها قائلًا:-
-أسف
أخذها للخارج حتى وصل إلى السيارة فى الخارج وفتح لها الباب الخلف لتصعد بالأكراه ثم جلس فى مقعد السائق وأنطلق بها، كان يقود فى صمت ونظر إليها فى المرآة ليراها مُتكأة برأسها للخلف وشبه نائمة رغم عينيها المفتوحتين وتحدق بالشوارع والمارة وعينيها تذرف الدموع فى صمت، شفق على حالها ورغم أرتكب الرجالة الأقوي الجريمة ألا أن الأنثي الضعيفة هى من تدفع ثمن الجريمة وتتلقي العقاب عوضًا عن هؤلاء الرجالة، تذكر كيف والدها عمدة هذه البلد فر هاربًا أمامه بعد أن أحرق السيارة دون أن يواجهه، لذا ترك ابنته هنا تتعذب كي يتنفس هو وابنه يلقي برجل جبانًا مثله.....
________________________________
دلف "عاصم" للغرفة ليلًا وجلس قرب زوجته يحمل يديها فى يديه بلطف وكانت "حلا" تبتسم بعفوية وعينيها لا تفارق طفلها فقالت:-
-أنا بقيت ماما، أنا لا أصدق أني دلوقت ماما
تبسم "عاصم" بعفوية على هذا الحديث ورفع يده يضع خصلات شعرها خلف أذنيها بلطف وقال:-
-أجمل وأحلي ماما
أومأت إليه بنعم ثم نظرت إليه وتحاشت النظر إلى "يوسف" كان مُبتسمًا وسعيدًا وفرحته كون أصبح أب تظهر فى ملامحه، رفعت يدها بلطف تلمس وجنته بدلال وقالت:-
-يا الله أنت جميل جدًا وأنت بتضحك، لا تبتسم لأى شخص غيري
أومأ إليها بنعم لتتذكر ما حدث قبل ولادتها وسبب سقوطها فأبعدت يديها عنه بغضب وتحولت نظراتها من السعادة للضيق الشديد ثم قالت:-
-أتذكرت يا خائن...
أخذ يدها وهو يقاطع حديثها قبل أن تغضب وتنفعل عليه فى المستشفي وقال:-
-طردتها... طردتها والله
تبسمت "حلا" بعفوية وبراءة بعد أن حقق لها ما تريده وإذا كان الأمر يتعلق بسقوطها فالنتيجة جيدة لها قد ولدت طفلها وهما الأثنين بخير لتقول:-
-لو كان كدة خلاص سامحتك
ضحك علي هذه الفتاة البلهاء التى تخضع وترضي بأقل شيء فهى لم تتطلب أن ينتقم لما حدث أو يعاقب "غادة" على هذا الأمر بل قبلت بطردها من العمل فقط، أعطاها الهاتف بجدية ثم قال:-
-كمان لازم تعتذري لحد تاني يا حلا
تعجبت من كلمته ونظرت للهاتف فكان قد جلب لها جزءًا من كاميرات المراقبة وما فعلته "نهلة" وإنقاذ طفلهما ورغم ذلك صرخت "حلا" بها وأتهمتها زورًا ولم تكفي بذلك بل صفعتها أمام الجميع وألحقت التهمة بها، أزدردت لعابها بحرج من فعلها ثم نظرت إلى "عاصم" ليشير لها بنعم فحقًا "نهلة" لم تأخذ طفلهما بل إعادته لهما ولولا وجودها وما فعلته لكانا خسروا "يوسف" للأبد...
دلفت "مفيدة" مع "هيام" وقالت بعفوية:-
-أنا هروح وهجيلك بكرة وهيام هتجعد جارك أهنا؟
تذكرت "حلا" ما تفعله "مُفيدة" بـ "نهلة لتقول:-
-لا رجاءًا خليكي أنتِ يا ماما مُفيدة
أومأت لها بنعم وقررت "مُفيدة" الجلوس مع "حلا" فى المستشفي بناءًا على رغبة "حلا" لأجل "نهلة" فقط فعلت حتى تستريح "نهلة" قليلًا من قسوة "مُفيدة" وإذلالها
________________________________
خرجت "فريدة" من غرفة طبيبة النسا والتوليد بوجه قلق وشاحب وتحمل فى يدها صورة لأشعة السونار بعد أن أخبرتها الطبيبة بحملها فى الشهر الأول، نظرت مُطولًا لهذه الصور ولا تعلم ماذا تفعل، تحمل فى رحمها ثمرة حبها لزوجها رغم كونه يملك زوجة أخري وبعد أن ظهر من العدم ودافع عنها أمام الجميع ومنع "حلا" من الصراخ بها، بدأ القلق يتغلغل بداخلها مما حدث فهذا البداية لشيء كارثي قادم لها حتمًا، الآن بدأ بالدافع عنها أمام "حلا" غدًا سيقف أمام والدته لأجلها وهذه الشفقة ربما تتحول لحب كبير وتخسر هي زواجها وحبيبها لأجل هذا الفتاة التى دخلت حياتهما بسبب الأنتقام .......
________________________________
وصلت سيارة "عاصم" على السرايا بعد أسبوع تقريبًا من الحادث بعد تصريح "حلا" بطفلها من المستشفي، أستقبلتها "تحية" و"مُفيدة" برحب شديد وجلسوا فى غرفة المعيشة و"مفيدة" حملت "يوسف" على ذراعيها بعفوية وهذا الطفل عكس الجميع الذي يخشوا "مُفيدة" ويبتعدوا عنها فقد أحبها بشدة وبدأ يضحك لأجلها ويحرك ذراعيه نحو وجهها لتبتسم بعفوية ثم قالت:-
-طالع شبهك
لم تعقب "حلا" فنظرت "مُفيدة" إليها لتراها تبحث عن أحد بعينيها و"عاصم" زوجها دخل المكتب للتو أمامها فلم تبحث عنه لتقول "مُفيدة" بضيق وعينيها تحدق بوجه "يوسف" وتحمل يده الصغيرة بين راحة يدها:-
-تلاجيها هنا ولا هنا يا حلا
تنحنحت "حلا" بخفوت وحرج من "مُفيدة" لتقول:-
-أنا...
-لتكوني فاكرني عبيطة يا حلا ولا بتأكل أونطة، اللى بدوري عليها هتلاجيها هنا ولا هنا، مش جعدتني جارك فى المستشفي عشانها بس مش مشكلة أنا اللى يهمنى صحتك وسلامتك
قالتها بجدية لتشعر "حلا" بحرج من هذا الحديث، قاطع حديثهما مجيء "ناجية" بذعر وهي تقول:-
-ألحجي يا ستى
رفع الجميع أنظارهم لها لتتابع الحديث بذعر وقلق:-
-وفاء مرت العمدة جاية وبتتخانج وياي جادر عشان تدخل تشوف بتها
لم تتمالك "مُفيدة" أعصابها وغضبها بعد ما سمعته لتقف من مكانها وأتجهت للخارج فخرجت خلفها "تحية" و"هيام" بذعر ربما يمنعوها عما ستفعله
الروايات الاكثر قراءه👇👇👇
تعليقات
إرسال تعليق