القائمة الرئيسية

الصفحات

أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني الفصل التاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز

اعلان اعلى المواضيع

 أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني الفصل التاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز 

أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني البارت التاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز 

الفصل التـــــاسع 

خرجت "مُفيدة" للخارج وخلفها "تحية" و"هيام" لترى "وفاء" تتشاجر باللحديث مع "قادر" ورجاله من أجل رؤية ابنتها فصرخت "مُفيدة" وهى تترجل السلالم قائلة:-

-والله وليكي عين تيجي أهنا؟ صحيح تجتلوا الجتيل وتمشوا فى جنازته


تنحنحت "وفاء" بحرج من ظهور "مُفيدة" أمامها ثم قالت بأرتباك شديد:-

-أنا مجتلتش حد ولا ماشية فى جنازة، أنا جاية أشوف بتي وأطمن عليها ولا تكوني فاكرة حالك أشتريتها بالجوازة المهببة دى


أومأت "مُفيدة" لها بنعم بجبروت وقسوة ثم قالت:-

-أيووووا أنا أشتريتها ومن اللحظة اللى رجلها دخلت الدار دي فيها جولتلك مهتلمحيش طرفها ولا خيالها إلا وهى خارجة جثة جصادك ودا إذا خبرناكم بموتهم وكنا كرماء وياكم


أستشاطت "وفاء" غيظًا من جبرت هذه المرأة وقالت:-

-بعد الشر عن بتي إن شاء الله للي يكرهها




دفعتها "مُفيدة" من كتفها بغيظ شديد ثم قالت:-

-هملينا بجى فى حالنا بدل ما أدخل أموتهالك وأطلعهالك جثة بجد ... غورى

أقتربت "تحية" من "مُفيدة" تأخذها للداخل ثم قالت:-

-تعالي ويايا وأنت يا مرت العمدة أرجعي دارك وكفاية مهانة أكدة


أخذتها "تحية" للداخل وأغلق "قادر" البوابة، دلفوا للداخل وكانت "حلا" جالسة محلها مع طفلها الصغير تداعب أنامله، نزعت "مفُيدة" حجابها ووضعته على الأريكة وتضرب بيدها على فخديها بضيق وربتت "حلا" على ذراعها بلطف لكنها لم تتمالك اعصابها او تهدأ من روعها لتقول "مُفيدة" بأختناق وسخط شديد:-

-هي فين المصيبة دى؟ أنتِ يا بهيمة... ناجية تعالي شوفي لي الداهية دى فين؟


صعدت "ناجية" للأعلي باحثة عنها بينما رن جرس الباب ودلف "قادر" بهدوء منحني برأسه للأسفل حتى لا يتطلع بهؤلاء النسوة دون قصد وقال بخفوت:-

-عايز جناب البيه


أومأت "تحية" له بلطف فأكمل طريقه للمكتب وكان يحمل بيديه صندوقًا، دقائق وخرج ومعه "عاصم" ظل ينظر عليه بجدية حتى خرج تمامًا وسار نحو "حلا" بهدوء وأخذ يديها بلطف قائلًا:-

-تعالي عايزك


وقفت معه بهدوء متكئة على ذراعيه جيدًا ودلفت للمكتب ولم يترك يديها إلا عند المقعد لتجلس عليه بحذر وقال:-

-جبتلك اللى طلبته


نظرت للصندوق بسعادة تغمرها وبسمة أشرقت وجهها الشاحب من التعب ثم أشارت إليه بأن يقترب منها، أنحنى بظهره للأمام حتى يكون فى مستواها لتقول:-

-شكرًا يا روحي


قالتها ثم وضعت قبلة على لحيته بزواية فمه ليبتسم على طريقة شكرها له ثم قال:-

-لك ما تريدين يا حلوتي


ضحكت على لهجته ثم وقفت قائلة:-

-تعالي طلعني وخلي حد يجيب الصندوق دا ويوسف


ضحك عليها بينما يأخذ يديها فى راحتي يده قائلًا:-

-دا انتِ عايزة فريج من الخدم وراكي بجى


قهقهت ضاحكة على كلماته العفوية حتي وصلوا للدرج فقال:-

-أسمحولي يا جماعة


قالها ثم حمل "حلا" على ذراعيه فتبسمت "تحية" وهكذا "مُفيدة" على هذا الرجل الذي ما زال يخجل من حمل زوجته أمامهم لكن يفعل بسبب مرضها الآن وجرح بطنها...


____________________________ 


تحدثت "هيام" فى الهاتف بضيق شديد قائلة:-

-أعمل أيه يا جاسمين كل ما أجى أفتح الموضوع تحصل حاجة، كلمت حلا فى الموضوع ولدت أعمل أيه تاني، جوليله يستنى ولا مجادرش بجى يطلعنى من دماغه احسن أنا تعبت 


تنهدت بخنق من حظها التعيس وكلما أقتر بالفرح منها سلبه القدر لتسمع "جاسمين" تقول:-

-كل تأخيرة وفيها خير يا هيام لكن متيأسيش أكدة وكله هيتحل وأدهم معندوش أستعداد يخسرك وهيستناكي العمر كله هو بس جالي أنا وتامر أنه متوحشك بس، كلميه مرة يا هيام طمني أنك عايزاه وكلها مسافة وجت بس


صرخت "هيام" بسخط شديد بينما تدخل للشرفة غاضبة:-

-جولتلك لا، مهكلمهوش ألا لما يكون بينا حاجة رسمي، أنتِ بتحددي أكدة كأنك متعرفيش عوايدنا وتجاليدنا ولا اللى ممكن يعمله عاصم ومازن لو عرفوا حاجة كيف دي


صمتت "جاسمين" ولم تعقب وهى خير الناس معرفة بذلك لتتابع "هيام" بأختناق:-

-لو كانت حلا اللى جالت أكدة كنت جولت انها متربية برا الصعيد لكن أنتِ كيف؟


-صعبان عليا حالكم والله وجلبي متجطع عليكم أنتوا بتحبوا بعض ومحرومين من بعض بسبب الظروف

قالتها "جاسمين" بنبرة خافتة ممزوجة بالحزن....


_____________________________ 


دلفت "مُفيدة" غاضبة غلى غرفة "نهلة" وكانت تُصلي جالسة على سجادة الصلاة فتأففت بضيق وخرجت ساخطة وبقلبها نار تأكلها، بل تلتهم قلبها من الداخل بصدرها المُلتهب بلهيب الفقد وفراق ابنتها، رأها "مازن" تدخل إلى غرفتها فسار نحوها بلطف ودلف وراءها وقال:-

-أمي؟


أجابتها "مُفيدة" بنبرة خانقة قائلة:-

-نعم


جلس على الأريكة جوارها ثم قال:-

-لستك مكملة فى اللى بتعمليه، بس سؤال هل أرتحتي يا امي بتعذيبك ليها؟


صمتت "مُفيدة" وخرجت منها تنهيدة قوية فتابع "مازن" بنبرة اكثر هدوء:-

-مرتاتحيش ويمكن بتتوجعي كل يوم شايفة بنت اللى جتله بتك جصاد لكن جوليلي يا أمي، مش لو كنا خدنا بتأرنا كيف الناس كنتِ هترتاحي أحسن من أكدة، تعذيب واحدة بريئة معملتش حاجة ولا أذيتك فى حاجة مش حل للوجع اللى جواتك 


دمعت عيني "مفيدة" وهى تستمع لهذا الحديث حتى تحولت الدموع لفيضان دموعي يذرف على وجنتيها من الحزن وألم الفراق على ابنتها فلذة كبدها ونبضة قلبها الصغير، ضمها "مازن" إلى صدره لتجهش باكية يؤلمه رؤية والدتها بهذا الحزن والغضب الذي تخرجه على هذه الفتاة لم يخفف من حزنها وألمها، بل يزيدهما أكثر بأضعاف، ربت على ظهر والده بحنان ثم قال بخفوت:-

-أهدئي يا أمى والله لو أمرتي لأجتلك مصطفى وأجبلك رأسه تحت رجلك، أنتِ بس شاوري....


_______________________________ 


-حبلة!! مبارك يا حبيبتي ربنا يجومك بالسلامة، وغلاوتك عندي لأكل الدار كلتها لحمها ولما تجومي بالسلامة هأكل البلدة كلتها 

قالتها "تحية" بحماس شديد وفرحة تغمرها لتقول"فريدة" بوجه عابس وحزين:-

-لا يا ماما، لو بتحبنى وليا غلاوة عندك صح متجوليش لحد واصل دلوجت


لم تفهم "تحية" سبب حديث أبنتها وإخفائها خبر كهذا على الجميع وزوجها، جلست جوارها مُتعجبة ثم قالت بتساؤل يفتك بعقلها:-

-ليه يا فريدة، حد يا بتى يخبي فرحته بحاجة كيف دى، هو الحبل بيدار يا بتى


أومأت "فريدة" لها بوجه عابس يحتله الغضب والحزن وقالت:-

-بيدار يا ماما، هيدار وغلاوتي عندك يا ماما ما تجولي لحد


هزت "تحية" رأسها بنعم رغم حيرتها وعدم تقبلها للأمر فقالت:-

-حاضر يا بتى وأمري لله


________________________________ 


تبسمت "حلا" بعفوية وهى تراقب "ناحية" التى تغير الملابس لأطفالها من أجل الأستحمام ثم بدات فى تحميمه ليصرخ من لمس الماء لجسده فضحكت ببراءة وقالت:-

-براحة عليه يا دادى ناجية


تبسمت "ناجية" بلطف بينما تحمل الطفل على كف يدها وبالأخري تحممه، بسمتها كانت على براءة هذه الطفلة التى أصبحت أم من أيام قليلة وتبتسم ضاحكة على كل فعل أو صوت يُصدر من "يوسف" رضيعها، قالت بنبرة ناعمة:-

-متخافيش عليه


صرخ "يوسف" باكيًا لتتذمر "حلا" مع صراخه وقالت:-

-خلى بالك لأحسن المياه تدخل في عينيه 


أنهت "ناجية" ما تفعله ووضعت الطفل فى روب الاستحمام الصغير ثم وضعته على الفراش فتبسمت "حلا" وأستمتعت بمداعبة أنامله الصغيرة بأصابعها ثم بدأت تساعده فى أرتداء ملابسه حتى وقفت "ناجية" تراقبها جيدًا من بعيدة ثم قالت:-

-على مهلك ومتخافيش 


تبسمت "حلا" فور نجاحها فى فعلتها لتبتسم "ناجية" ثم غادرت الغرفة وقالت:-

-هعمله اللبن 


حملته "حلا" على ذراعيها تضمه إلى صدرها بدلال حتى يشعر بوالدته ويستمع لصوت دقات قلبها وأنفاسها وهى أيَا بالمثل تستنشق عبيره الدافئ الطفولي كأن عبيره ورائحته تحمل معها برائته ونعومته، أغمض عينيه مُستسلمًا للنوم بين ذراعيه والدته التى كانت تندهش لكل فعل أو صوت منه، حركت يديه كانت تجن بعقلها وتكاد تطير به، دلف "عاصم" للغرفة وفى يده اللبن الخاص بطفله لكنه وجد زوجته المُدللة جالسة على الفراش ومتكئة بظهرها للخلف وتحمل طفلها على ذراعيها وهم الأثنين غارقين فى نومها العميق، وضع اللبن جانبًا وأقترب من زوجته بعد أن ترك النبوة من يده وعباءته المفتوحة، كان "يوسف" يضع إبهامه فى فمه ويده الأخري مُغلقة على إبهام والدته، أخذه بلطف من بين ذراعيها ووضعه بفراشه الصغير قرب فراش أمه ثم أقترب من زوجته النائمة كالأميرة وساعدها على التمدد جيدًا حتى تنام بأريحية، وضع الغطاء عليها فتمتمت بصوت نائم وعيني مغلقتين:-

-عاصم


تبسم بلطف ثم جلس على الفراش جوارها ومسح على رأسها بدلال وهتف إليها بخفوت:-

-عيوني 


ألتفت إليه ببراءة لتضع رأسها على قدمه ولا زالت مغمضة العينين ثم قالت:-

-أتاخرت ليه؟


تبسم بعفوية على زوجته التى تفقدته طول اليوم بسبب غيابه بالخارج ثم قال:-

-كنا عندي شغل كتير فى المكتب


-أتعشيت؟


هز رأسه بنعم وبيده الأخري ينزع عمامته عن رأسه، يقول بلطف:-

-اه 


فتحت عينيها بأستغراب وغيرة بدأت تنشب داخل عقلها وسألت:-

-مع مين وفين؟


ضحك بينما يقرص وجنتها بدلال ثم قال:-

-فى المكتب مع مازن والمهندسين كلتهم رجالة 


قال كلمته الاخيرة بعد أن راي نظرة الغيرة فى عيني زوجته وليس هذا فقط، بل فتح عيونها وأنتفاضها من فوق قدميه دليل واضح على غيرتها وأفكارها الخبيثة، عادت للنوم مرة أخري ثم قالت:-

-أوكي، صح كنت عايزة أتكلم معاك فى موضوع


نظر "عاصم" لها بأهتمام لسماع ما تريده، أعتدلت فى جلستها بلطف من جرح بطنها ثم نظرت إليه بقلق من رد فعله:-

-بصراحة هو بخصوص هيام


نظر "عاصم" إليها بهدوء بعد أن علم ما تقصده تمامًا وقال:-

-الجواز مش اكدة


-حاول تتكلم مع مازن، هو الوحيد اللى بيقدر يفتح الموضوع مع ماما مُفيدة، حتى أنا بستحي أتكلم معها فى دا وهي لسه حزينة على موت بنتها على الرغم من أن مر شهور والله يكون فى عون هى بتكون أم، بس هيام مش عايزة خطبة كبيرة وعزايم وضيوف هي مُكتفية حتى بقراءة فاتحة وتأجل الخطبة والشبكة لأى وقت تحدده حتى لو بعد سنة

قالتها بجدية، رفع "عاصم" حاجبه للأعلي بمكر وقد قرأ شيء فى عيني هذه المرأة زوجته وهو خير الناس معرفة بها وبأفكارها، أزدرد لعابها بتوتر من نظرته فسأل ليربكها اكثر:-

-هو اتحدد وياها؟


هزت رأسها يمينًا ويسارًا بسرعة تنفي هذا السؤال تمامًا وهتفت بتعجل ولسانها يسارع رأسها وحركتها قائلة:-

-لا والله وحياة ابنى يا عاصم ما عملها، هيام أصلًا ما بتعملها، بصراحة عشان ما اكون بخبي عليك هو أقترح الفكرة عليها لكن هيام رفضت وقالت أنها مستحيل تخون ثقة أهلها وأخوها وأنت فيها، قالت أنكم ربتوها زين ولا تربيتها ولا أخلاقها تسمح أنها تعمل من وراكم حاجة، عشان كدة أنا حابة أنك تأخد خطوة فى الموضوع وزى ما هي أحترمت وجودكم وثقتكم رجاءًا أنتوا أحترموا قلبها ومشاعرها ولا تقسوا عليها بالفراق أكتر من كدة ما دام عندكم المبادى للموافقة على أدهم


ظل صامتًا يرمق زوجته بنظراته الحادة فأبتلعت لعابها خوفًا من رد فعله وصراحتها الأكثر من اللزوم ثم قالت بخفوت:-

-طبعًا الرأى الاخير ليكم، لكن عاصم ....


نظر بأهتمام لها بعد أن تفوهت باسمه لتقترب قليلًا منه ثم رفعت يدها تلمس لحيته بدلال ونظرت بعينيه مباشرة نظرة عشق هائمة بمشاعر هذا الرجل التى تغمرها من الداخل ثم تابعت بنبرة دافئة وناعمة:-

-أنت كمان بتحب وعاشق، عارف تمامًا يعنى أي قلب يحب ويشتاق، أنا عاشقاك وما في أتحمل يوم بدونك ما بالك بقلب هيام اللى أتحمل شهور من غير ما تسمع صوته أو تشوفه حتى من بعيد، صدقنى العاشق ما بيتحمل .... قولي طيب أنت فيك تتحمل شهر واحد بدوني؟


مسك وجهها بيديه الأثنين بين راحتيه وتطلع بعينيها الخضراء الجميلتين ثم همس إليها بنبرة دافئة تحمل جزءًا مما بداخله لها:-

-مستحيل ساعة واحدة أتحملها من غيرك مش تجوليلي شهر


تبسمت بحماس وانتصار كأنها وصلت لمرادها من هذا الحديث وسألت بعفوية:-

-هتأخد خطوة


-جريب بس جولي إن شاء الله، لكن دلوجت تنامي وترتاحي زين عشان الدكتورة هتعدي عليكي الصبح بدري تشوف الجرح

قالها بلطف ثم ساعدها فى التمدد على الفراش ووضع قبلة على جبينها بحب ثم ضحك بعفوية على مكر هذه الفتاة الضئيلة كحجم عقلة الأصبع برأس صغير خبيث تصل لمرادها منه بكل مكر مُستغلة عشقه لها وهو مرحبًا بهذا المكر بكل رحب، دلف للمرحاض وتركها تغوص فى نومها العميق....


___________________________ 


دق باب غرفة "نهلة" ودلفت "حلا" تحمل الصندوق على ذراعيها، وقفت "نهلة" من مكانها بفزع عندما رأت "حلا" أمامها فقالت بخفوت:-

-أعملك حاجة؟


وضعت "حلا" الصندوق على أقرب طاولة لها ثم وقفت أمام "نهلة" وقالت:-

-بصراحة أنا جاية عشان اقولك أنى أسفة على اللى حصل فى المستشفي، عارفة أن القلم إهانة كبيرة ليكي وما يتغفر بكلمة أسفة، عشان كدة جبتلك هدية اتمنى تمحي الزعل ولو جزء منه، أنا عارفة أني ظلمتك بس وقتها أنا مكنتش فى وعي حاولى تحطي نفسك مكاني أنا واحدة لسه والدة ويتقالي أبنك اتخطف من قبل حتى ما المسه او أشوفه، الصدمة كانت كبيرة 


-ربنا ما يوريكي فيه حاجة وحشة أبدًا

قالتها "نهلة" بنبرة خافتة ثم تابعت بحزن شديد:-

-لو على الجلم مهيجش حاجة جصاد اللى انا عايشة فيه أهنا


أقتربت "حلا" منها ثم وضعت سبابتها أسفل رأس "نهلة" ترفعها للأعلي كي تتقابل أعينهما ثم تبسمت لأجلها ومن أجل بث الطمأنينة بداخلها وقالت:-

-ما تقلقي، أنا هحل الموضوع دا وما حد ابدًا بيقدر يأذيكي ولا حتى ماما مُفيدة


تبسمت "نهلة" لها بأنكسار لتقول "حلا" بلطف:-

-ما هتشوفي هديتي


فتحت "نهلة" الصندوق وكان بداخله كتب الجامعة الخاصة بـ "نهلة" فنظرت إلى "حلا" لتربت على يدها ثم قالت بجدية:-

-تقدري تروحي على الجامعة، أنا طبعًا عارفة أن ماما مُفيدة ما هتقبل بحاجة زي دى بس أنا معاكي ولا تخافي وأتذكري أنا بكون زوجة عاصم الشرقاوي، اه ما هتسمح لك تطلعي بس فيكي تربي امورك فى الجامعة وتكتفي بالأيام اللى هتروحيها معايا، ممكن تتفقي مع حد من اصدقائك تأخدي منه المحاضرات اللى هتغيبيها أو تذكري أكتر هنا بس الأهم ان ما تفوت عليكي السنة، أتفقنا


تبسمت "نهلة" بحماس شديد وعانقت "حلا" بحب وامتنان شديد لتقول:-

-أنتِ أحلى أخت وصاحبة فى الدنيا


أبتسمت "حلا" أكثر وربتت على ظهرها ثم قالت:-

-بتمنى ما تكوني زعلانة منى ولا على اللى بدر مني


نظرت "نهلة" لها بامتنان شديد ثم قالت:-

-معجول ترجعيلي حياتى وكليتى ودراستى وأكون زعلانة منك، مستحيل والله مفيش أى زعل جوايا منك


خرجت "حلا" من الغرفة ثم أتجهت إلى غرفة "هيام" دلفت للداخل دون أذن لتراها جلسة فى الشرفة مع "جاسمين" التى جاءت لزيارة صديقتها فتسللت إليهم حتى سمعت صوت بكاء "هيام" فأسرعت للداخل تقول:-

-أيه دا مالك؟


-مفيش

قالتها "هيام" بحرج وأدارت رأسها للجهة الأخرى حتى تجفف دموعها وتخفيها عن أختها الصغيرة لتبتسم "حلا" عندما جلست بجوارها على المقعد ولفت ذراعيها حول عنقها وقالت:-

-بتخبي يا صغنن ما تستاهلي الخبر اللى عندي


نظرت "هيام" لها بفضول وبيديها تجفف دموعها فقالت:-

-مفيش


سألتها "هيام" بفضول شديد قائلة:-

-جولي بجى


-أنا كلمت عاصم من فترة على موضوعك والنهاردة أتصل عليا وقالي أنه هكلم مازن 

قالتها "حلا" بغرور وتكبر مُصطنع بينما قفزت "هيام" من مقعدها فرحًا وعانقت "حلا" لتنفجر ضاحكة عليها ثم قالت:-

-ما معقول جن جنونك بس جبت سيرته بس حتى تعرفي أن ما إليك غيرى


-طبعًا

قالتها "هيام" ثم بدأت بتقبيل أختها فرحًا  وتمتم بسعادة:-

-أنتِ أحسن أخت فى الدنيا كلتها والله


أتاهما صوت "مازن" من الغرفة يقول بأنفعال شديد:-

-مش لما تكون أختك بجد


نظر الجميع له باندهاش شديد وخرجوا من الشرفة بينما "هيام" تتعجب لكلماته وسألت باستغراب:-

-جصدك أيه يا مازن، أيه اللى بتجوله دا


تطلعت "حلا" به بصدمة ألجمتها لقذف "مازن" التحليل فى وجهها لتغمض عينيها بحزن من معرفته لهذه الحقيقة وقالت بتلعثم وعيني دامعة:-

-مازن أنا كنت هقولك بس...


-بس أيه، أجولك أنا مجولتيش ليه جولتي أستنى لحد ما أتم الواحد وعشرين وأخد الورث منهم وأهج منهم كيف ما جيت، كنتِ عايزة تكملي خطتك وأحتيالك تمامًا كيف اللى ربتك

قالها بجدية وقسوة لتتدمع  عينيها من أفكار أخاها عنها، مُنذ دخولها لهذا المنزل وهى تراه أخ لها وسند حتى بعد معرفتها للحقيقة ظلت تراه أخ وسند تشتكي له زوجها وتتحامي به، ذرفت الدموع من عينيها بينما مسكت "هيام" ذراعها بقوة وقالت:-

-اللى بيجولوا دا صح، أنتِ جاي هنا عشان الفلوس والورث مش أختي


هزت "حلا" رأسها بلا بحزن شديد، تحدث "مازن" بغضب سافر وقال:-

-دا بعينيها وعلى جثتي أنها تطول جنيه واحد من مالي وتعبي، لا دا على جثتي تفضل فى البيت دا لحظة تانية وي أهلي وناسي النصابة دى..


أخذها من ذراعها بالقوة وخرج من الغرفة وترجل الدرج بها بينما "هيام" تصرخ باسمع وتترجاه أن يتركها، وصل للأسفل وظهر أفراد العائلة واحد تلو الأخر على صوت صراخ "حلا" التى تتألم من قبضته وصراخ "هيام" التى تترجاه أن يتوقف، فتح باب السرايا دون أن يعري أهتمام لزوجها الغائب أو طفلها التى يصرخ بيدي "ناجية" وتوقف عن الطعام، دفعها للخارج بغضب سافر ..........


الفصل العاشر   (10) 

دفعها للخارج بغضب سافر دون أن يهتم لصراخ النساء فى الخلف لتسقط "حلا" ارضًا على الأدراج، باللحظة التى وصلت سيارة "عاصم" وترجل من السيارة بصدمة ألجمته وعينيه مُتسعة على مصراعيها مما يراه، حدق "مازن" بـ "عاصم" الذي ظهر للتو من العدم ليتذكر للحظة ما تناساه وإنها ليست أخت له فقط بهذا المنزل بل زوجة لهذا الرجل الوحشي، أقترب "عاصم" مُسرعًا من زوجته الجالسة على الأرض وتبكي بأرتجاف، نزع عباءته الرمادية اللون الموضوعة على أكتافه ثم وضعها على أكتافها العارية بسبب ملابسها وبيجامتها القصيرة عبارة عن بنطلون قصير يصل لأسفل ركبتيها وتي شيرت بكم واحد وكتفها الأخر عاري، رفع نظره إلى "مازن" ولم يستمع لما بجعبته بل لكمه بقوة على وجهها وأقترب مرة أخرى كي يلكمه لكن توقفت "حلا" بالمنتصف وقالت بنبرة خافتة وسط دموعها:-

-ما تعملها، عاصم لو سمحت لا تعلمها كفاية


صرخ بها مُنفعلًا بعد أن ساره فى داخل المنزل قائلًا:-

-وهو مجالش كفاية لي وهو بيرمي مرتي برا داري، لا يا حلا


أبعدها عن طريقه لتتشبث بيه بذراعيها وهى تحيط خصره ثم قالت:-

-رجاءًا يا عاصم، هو عنده عذره خلينا نتكلم ومستحيل أسمح لك تأذيه، مازن بيكون أخي وأنت عارف دا كويس


نظر "مازن" لها بحيرة من امرها والآن تدافع عنه وما زالت تصر على كونه أخاها حتى بعد طرده لها لكن قاطعها "عاصم" يقول:-


-لا مفيش كلام لازم يرتبي على اللي عمله

قالها بأنفعال ويحاول فك يديها عن خصره بضيق، تحدث "مازن" بانفعال شديد غاضبًا من هذه الحقيقة التى سقطت عليه كدلو من الماء الباردة الذى سقط على رأسه:-

-أتربي على أيه؟ واللي عملته هى أيه، نصابة ومحتالة دخلت بيتنا ووسطنا عشان الفلوس، الفلوس اللى هتورثها مننا ولو دا هدفك يبجي على جثتي أنك تأخذي مني مليم واحد، لا أنتِ اللى زيك لازم يتسلم للمركز 


تأفف "عاصم" بأختناق سافر ولا يتحمل ما يسمعه والهراء الذي يتفوه به هذا الرجل،ثم قال:-

-خد بالك من كلامك عنها يا مازن، لأن كيف ما جولت وعرفت هي متبجاش خيتك يعنى الصفة الوحيدة اللى ليها أنها مرتي وأنا اللى يغلط فى مرتي أدفنه حي بعد ما أجطع لسانه، ورث هتورث منكم أيه وكام، ما تفتح عجلك يا باشمهندس أبوك كان معاه كام بعد الجمار والسفر والنسوان عشان يورثه لأربعة من عياله ومرته، لو شايف أنها جاعدة هنا عشان الورث تبجي غبي لأن اللى هتورثه معاكم مجرد ملاليم من اللى ممكن تورث وهى مرت عاصم الشرقاوي وأم ولده، أنت أكتر واحد خابر دا زين ....


كانت تستمع "حلا" للحديث والشجار بينهم وأحدهم يتوعد بالأنتقام ودفن الاخر حيًا والأخر لا ينوي على أنهاء الشجار من صدمته ، لكمه "عاصم" مرةأخرى بعد أن وصل له بيديه ليسقط "مازن" أرضًا وتنزف أنفه وبدأ "عاصم" يلكمه مرات متتالية ورد "مازن" له لكمة، والجميع يشاهدون فقط دون تدخل بين هذان الذئبان لتستسلم للأمر الواقع وتقفد الوعي فألتف "عاصم" بعد أن سمع صوت أرتطام جسدها بالأرض وصرخ الجميع ليحملها على ذراعيه بسرعة ولهفة خوف من أن يكون أصابها شيء، صعد للغرفة، وضعها بالفراش وحاول إيقاظها بقلق شديد لتفتح عينيها بسرعة فقال بأغتياظ:-

-حلا


-ما كان عندي حل تاني وأنتوا ماسكين فى بعض بسببي

قالتها بعد أن جلست أمامه فصرخ بها بسخط شديد بعد أن تحول قلقه إلى غضب:-

-تخضينى عليكي!!


ترجل من الفراش غاضبًا بعد أن كذبت بشأن مرضها، ترجلت خلفه بضيق شديد وتتحدث بجدية:-

-عاصم لو سمحت، أنا مستحيل أسمح لك تأذيه وأنت ضربته كفاية، مازن بكون أخي حتى لو هو رفض دا لكن بالنسبة ليا ومن ساعة ما دخلت البيت دا وهو أخي وهيام بتفضل أختي، حتى ان ماما مُفيدة قبلت فيا وأعتبرتني بنتها بجدية وبتعاملنى كأنها أمي، حاول تتمالك غضبك للحظة وفكر فيا أنا 


ألتف لها بضيق وبداخله بركان من الغضب بعد أن رأها على الأرض بالخارج ثم قال:-

-وهو مفكرش ليه فيا وفيكي لما طردك من داري ومعملش حسب لأى حاجة خالص


أستدار كي يخرج من الغرفة لكنها كانت أسرع منه بجسدها الذي بخف الفراشة ووقفت أمام الباب تمنعه من الخروج ثم قالت بحزن شديد وعينيها تبكى دموعًا تذرف على وجنتيها الحمراء وترتعش شفتيها مع حديثها:-

-عاصم أسمعني قبل ما تخرج، أنا مسامحاه وما زعلانة منه ما تكبر الموضوع أكتر كفاية أنه مصدوم دلوقت بالحقيقة اللى عرفها تخيل كام مرة قبلني وكام ضمني على أنى أخته ودلوقت أكتشف أنى ما أخته 


أقترب "عاصم" بغيرة شديدة تأكل قلبه كأن عقله المُشتعل كان ينقصه الغيرة بهذه اللحظة وقال بنبرة مُخيفة:-

-جلبك وضمتك!! يااااااا إياكِ يلمسك مرة تاني ولا حتى تسلمي عليه بالأيد فاهمة وكمان متطلعيش من أوضتك بالخلجات دى مرة تانية، دلوجت بجى فى غريب فى البيت فاهمة ولا لا


أومأت إليه بنعم بخوف شديد بعد أن أزدردت لعابها رعبًا منه ونظرات عينيه التى تكاد تقتلها للتو ثم قالت:-

-اه أكيد، لا تخاف ممكن نكتفي بقبلة الصباح قبل الجامعة وضمة واحدة لما يرجع من شغله 


كز "عاصم" على أسنانه بغضب سافر، سمعت صرير أسنانه من محلها وضرب الباب الذي تقف أمامه بقبضته ليحاصرها به لتقول بتلعثم شديد مرتجفة من رؤيته كالجمر المُتلهب وعينيه تلتهب من شرارة الغضب الممزوج بالغيرة:-

-قصدي يعنى أنا مثل هيام بيضمها وبيقبلها حتى ماما مُفيدة أنا حابة القبلات دى بتحسسنى أنه أخي بجد وحنين 


-حلا

قالها بنفاد صبر من هذه الفتاة التى تغار من أي شيء حولها فقالت:-

-حاضر حاضر، ما هسمحه يقلبنى ولا يضمنى أساسًا من دلوقت مازن ما هعمل كدة نهائيًا لأنه ما بعتبرني أخت له


بعثر غرتها بلطف رغم غضبه ثم وضع قبلة على جبينها وضمها إليه بحنان، أخذ نفس عميق وتنهيدة قوية يهدأ من روعه ثم قال بهمس:-

-أنا هضمك وهبوسلك رأسك وأيدك كمان بيرضيك كدة!


أومأت إليه بنعم ببسمة تنير وجهها ورفعت ذراعيها تلفهما حول خصره بلطف شديد وإمتنان لوجوده ثم قالت:-

-بيرضينى ويكفينى كمان حبيبي 


-ولأجل عيونك ودموعك الغالية علي يا حلا مهجتلهوش كفاية عليه اللى خده وأنه خسر أخت بتحبه كيفك أكدة وأنا واثج أنه مهيلاجيش أخت كيفك فى عمره كله..

قالها بحزن شديد وضيق يقتله من الداخل بسبب تنازله عن أخذ حق زوجته التى تهانت أمام الجميع.....


___________________________ 


سارت "فريدة" فى الحديقة نحو "مازن" الجالس هناك وحده بعد ما حدث صباحًا ولم يُحدث أحد، جلست جواره فى صمت ليسأل "مازن" بضيق:-

-عندك كلمتين جاي تجوليلهم أنتِ كمان


نظرت "فريدة" له بحزن شديد ثم قالت:-

-ليه مُصر تخسر كل اللى بيحبوك يا مازن، بالأول أنا خسرتني وجت ما وافجت على كلام أمك وأتجوزت ولا مأوخدش بالك أننا بعاد بعاد جوي يا مازن، جبل الخطوبة والجواز كنا جريبين عن كدة، جولت معلش فترة وهتعدي ومبتعديش ، ودلوجت بتخسر حلا خيتك اللى من يوم ما دخلت البيت دا وهي بتعتبرك أخوها وسندها، العيلة الصغيرة اللى بتستناك ترجع من الشغل عشان تأخدها فى حضنك كيف هيام وتأخد شيكولاتها منك


قال بضيق شديد وكأنه لا يستمع لحديث "فريدة" بل يستمع لصوت عقله الخبيث وأفكاره الشيطانية السيئة فقط:-

-بتمثل وتكدب علينا على ما توصل لسن الجانوني اللى تأخد فيه الورث وتهرب


ضحكت بسخرية عليه مما تسمعه من حديث وهو لا يستمع نهائيًا لها بل ما زال مُصر على ما بداخله، نظرت لضحكاتها بضيق أكثر فقالت بتهكم ونبرة هادئة:-

-ورث أيه اللى بتتكلم عنه، حلا من يوم ما حطت رجلها فى البلد دى وأنت بنفسك جررت تجوزها عاصم فى خلال أيام معدودة ومن يومها وهى مسئولة منه وهو لوحده اللى بيصرف عليها ولا خدت منك جنيه ولا سألتك عن ورث ولا ليها كام أو أيه حتى؟، أنا مفتكرش حتى انك دخلت عليها بهدية او حاجة دهب تخليك تجول أنها طماعة وعايزة فلوس ومحتالة


نظر للأمام بهدوء مُستفز ثم قال بجدية:-

-بكرة تشوفي لما توصل للواحد وعشرين هتطالب بالورث ولا لا


لم تتمالك غضبها أكثر من هذا الرجل ولا تعلم ماذا حدث لحبيبها ورجلها الذي أخترته وصرخت "فريدة" بأختناق سافر قائلة:-

-أنت بتكدب الكدابة وتصدجها، كيف ما كدبت على حالك لما جولت أن جوازك من نهلة مهيبعدناش وأدينا أهو بعاد يا مازن وكل واحد ميعرفش حاجة عن التاني، فوج لحالك بجى أنت بتخسر كل اللى بتحبهم وحتى هيام سرجت فرحتها النهاردة بعمايلك دى ومن ساعتها بتبكي فى أوضتها بسبب أخوها اللى مبيفكرش جبل ما يعمل حاجة وتصرف


وقفت لكي تغادر من امامه حزينة على ما وصلت له من أمره لترى "نهلة" تقف أمامه بعد أن سمعت جزءًا من حديثهم وقالت بحزن:-

-أنا مجصدتش أتصنت عليكم...


تجاهلت "فريدة" ودلفت للداخل بحزن شديد ودموع قد تساقطت على وجنتيها من الحزن والألم الذي أصبحت تعيش معه ويحتلها من الداخل..


_______________________________ 

خرجت "هيام" من غرفتها فجرًا على صوت بكاء "يوسف" ورأت "ناجية" تحمله على ذراعيها وتطعمه اللبن لكنه لا يكف عن البكاء، أقتربت "هيام" منها وقالت:-

-ماله؟


-متشغليش بالك يا بنتى، كل العيال الصغيرة أكدة تبكي هبابة وهنام

قالتها "ناجية" بلطف ثم قالت بحب:-

-أدخلي نام وأرتاحي أنتِ 


جلست "هيام" معها حتى شروق الشمس بصحبة "يوسف" هذا الأمير الصغير المُدلل الذي جاء لعالمهم ومنزلهم، فتح باب الغرفة وخرج "عاصم" صباحًا مُتجهًا إلي العمل ورأي "ناجية" نائمة على الأريكة و"هيام" تحمل طفله وتسير به فى الرواق ذهابًاً وإيابًا، سار "عاصم" نحوها وقال:-

-تعبك يا هيام، كنت صحي حلا أو رني عليها التليفون تطلعلك


ألتفت "هيام" له بحرج شديد فهى أكثر شخص يتجنب الحديث مع هذا الرجل فقالت بأرتباك سافر:-

-لا مفيش حاجة، أصل هو نام


أومأ إليها بنعم ثم ترجل للأسفل وذهب إلى عمله..


______________________________ 


أستعدت "نهلة" للذهاب إلى الجامعة بأول يوم دراسي فى العام الجديد، أرتدت فستان أصفر اللون ولفت حجابها الأسود وحملت الحقيبة السوداء لتخرج من الغرفة واتجهت إلى غرفة "حلا"، طرقت الباب بتوتر وخوف من معرفة مُفيدة" لعودتها إلى الجامعة وهل ستقبل بهذا القرار أم لا، فتحت "حلا" الباب ببسمة عفوية رسمت على وجهها فور رؤيتها لـ "نهلة" وقالت:-

-ووااوو ايه الحلاوة؟ يلا أنا جاهزة


خرجوا الأثنين معًا وكانت "حلا" ترتدي بنطلون جينز وتي شيرت أبيض اللون وعليه قميص أسود مفتوح وتصفف شعرها على  ظهرها بحرية، ترجل الأثنين معًا و"حلا" تنادي "ناجية" قائلة:-

-دادى ناجية.. دادى ناجية


رفعت "مُفيدة" نظرها إلى "حلا" وتحمل فى يدها فنجان القهوة ودُهشت من "نهلة" التى تستعد للخروج فقالت بضيق:-

-حلا


جاءت "ناجية" من الداخل بينما نظرت "حلا" إلى "مُفيدة" وقد أدركت من ملامحها العابسة سبب تُحدثها إليها فقالت بخفوت:-

-أنا هروح الجامعة يا دادي، يوسف نايم فوج خلي بالك منه 


أومأت "ناجية" لها بلطف ثم سارت "حلا" إلى "مُفيدة" وقالت بهدوء:-

-نعم 


وضعت "مفيدة" فنجان قهوتها على الطاولة ثم وقفت بضيق وقالت وعينيها تكاد تحرق "نهلة" بشرارتها:-

-عرفت أنك رايحة الجامعة لكن البهيمة دا رايحة على فين؟


تنحنحت "حلا" بهدوء شديد ثم قالت بحرج:-

-رايحة معايا الجامعة، عاصم قالها تروح معايا 


-عاصم بتاعك دا كان رافض جوازها من ولدي ودلوجت بجي بيديها أوامر والله عالي لما يجي انا هشوف الموضوع دا

قالتها "مُفيدة" بضيق شديد على عكس "حلا" التى تبسمت بلطف وقالت بدلا:-

-انا مش هتأخر ممكن يوسف يقعد معاكي لما يصحى


تأفف "مُفيدة" بتذمر ورغم غضبها قالت بأختناق:-

-هتوصينى على حفيدي أياك، روحي وخلي بالك من حالك


ضحكت "حلا" بلطف على هذه المرأة التى تحمل بداخلها قسوة وحنان فى آن واحد، خرجوا معًا، صعدوا للسيارة الخاصة بـ حلا وعندما وصلوا للجامعة قالت بجدية:-

-أنا مش هدخل معاكي دلوقت بصراحة عندي مشوار أهم بس هخلص علي طول وهجيلك 


أومأت "نهلة" لها بلطف ثم ترجلت من السيارة لتقول "حلا" بجدية:-

-ودينى الشركة لعاصم يا عم حمدي لو سمحت


أخذها إلى الشركة وصعدت بالدرج بدلًا عن المصعد ثم أتجهت إلى مكتب "مازن" لتراه واقفًا مع المُهندسين زملائه وفور رؤيتها أنهي الأجتماع بضيق شديد وعاد للجلوس على مكتبه، تنحنحت بحرج ثم قالت:-

-أنا جيتلك هنا لأني ما عارفة ألاقيك فى البيت


لم يجيب عليها فأقتربت بخطوات ثابتة نحوه ثم جلست على المقعد الأمامي للمكتب وحدقت به ثم قالت مُتابعة:-

-أنا ما زعلانة منك، أنا كمان لما عرفت زعلت وكنت عايزة أموت من الجوع اللي جوايا، تخيل الست اللى فضلت عمري كله عايشة معها ومتحملة كل قسوتها وجبروتها عليا لأنها أمى ما بتكون أمي لا ويا ريت كانت واحدة لاقيتنى وعطفت عليا كنت شفعت لها اللى عملته فيا مقابلة أنها ربتنى لكن تخيل بقى تطلع هى نفسها اللى خطفتني من أمى


أشعل "مازن" سيجارته بإختناق شديد لا يتحمل وجودها أمامه وكلما سمع صوتها زاد غضبه:-

-أنا ميخصنيش حياتك ولا معاناتك لأن بالنسبة انا مستحيل أصدج كلمة واحدة منك لأنى مبثجش فيكي يا حلا، دا إذا كان أسمك حلا


دمعت عينيها بحسرة وألم لما الت الأمور إليه مع أخاها فتابعت حديثها قائلة:-

-تخيل تعيش مع واحدة تقعد تبيع فيك عشان بس تجيبلها فلوس، مجرد سلعة للبيع بمقابل، اه ما هنكر أن لما بعتتني لهنا بكذبة جديدة كان هدفها والورث اللى أنا ما بعرف هو كام ولا يستاهل انى أتبع ليكم كسلعة ولا ما يستاهل، من وقت ما دخلت بيتكم وأنا شوفت أخ لي وسارة الله يرحمها كانت أخت لي وهيام كلكم أخواتي وحبتكم لأنكم أخواتي أو مرة اتخانقت مع عاصم جيتلك أشتكيلك منه وقولتلك خليه يطلقنى، لأنك أقوى من عاصم مثلا لا بس لأنك أخي وسندي ورجلي بعد أبي، عشيت عمر مع أبوك عمران على أنه أبي فكل مرة كانت جوليا بتضربني او تحبسبنى وأنا صغيرة كان بيطبطب عليا ويحبنى لأنه فاهم أنى بنته، عاش ومات وأنا بنته يا مازن كيف سارة ماتت وأنا اختها، حتى ماما مُفيدة أكتر شخص كان بيكرهني قبلتنى وخليتنى بنتها وبقيت تتخانق وتدافع عني ولو حد قرب مني ممكن تأكله بسنانها وأنا واثقة من دا، معقول أنت ما بتقبلنى أخت ليك، طب أيه الأذي اللى عملته حتى تكرهني كدة؟ 


كاد أن يتحدث لتقاطعه بحدة صارمة مُتابعة حديثها وسط بكائها:-

-احتيال ونصاب، مستحيل أنا بحياتي كلها ما أهتمت بالمال وألا كنت قبلت بحياة جوليا وروحت لكل رجل ليلة واحدة وبقيت غنية بس أنا كل اللى اهتمت فيه عائلة تحبنى وتحمينى، يكون لي أم زى مُفيدة وأخ وأب زيك وأخوات زى هيام وسارة وزوج كيف عاصم، معقول أمنيتى مستحيلة، أنا كل اللى طالبة منك تجبلي حاجة حلوى وأنت راجع من شغلك زى ما كنت بتعمل، تمسح على رأسي وتضمني بس والله ما عايزة منك أكتر يا مازن ولا مال، أتصل بالمحامي أو البنك أى حد كان وأنا أتنازلك عن الورث من غير حتى ما أعرف هو أيه حتى لو كان كنوز العالم، أنا عايزة أخ وخال لأبنى يوسف، أنت حملت بأيدك وضمته 


جهشت باكية من الحزن التى سيطر عليها بينما أطفي "مازن" سيجارته ووقف من مكانه،ألتف حول مكتبه لتقف "حلا" بخوف من رد فعله أو يطردها مرة أخرى من مكتبه أمام الجميع مرة اخرى، ضمها إليه بقلب يسكنه الحب فمنذ أن ظهرت فى حياتها وهى زرعت الحب لها بكل قلب يراها، وأولاً كان قلب "مازن" حتى قبل "عاصم" فمنذ أن كانت "جوليا" تتصل به قبل أن ترسل "حلا" لأجل المال وهو يرسل لها المال من أجل المقامرة ويهددها ألا تلمس أخته، فكيف يكرهها وهو يحبها قبل أن يراها، تشبثت "حلا" به بأمتنان وسعادة تغمرها ليقول:-

-كفاياكِ عياط بجى هتبلي الجميص يا بت


أومأت له بنعم بعد أن أبتعدت عنه وتجفف دموعها، أخرج من جيبه حلوى لأجلها ثم قال:-

-أنا كنت هجبهالك النهاردة، اتوحشت رخمتك وزنك، إذا كانت مُفيدة بجبروتها جبلت فيكي معجول أنا أبو جلب طيب مأجبلش بعيلة زيك


ضحكت بعفوية وسط بكائها، أخذتها بسعادة كأنها طفلة حصلت على الحلوى من أبيها، أقتربت كي تضع قبلة على جبينه لكنها سرعان ما تراجعت عندما تذكرت حديث "عاصم" وقالت بأرتباك:-

-لا ما بقدر عاصم هيقتلني


 فتح باب المكتب على سهو ودلف "عاصم" مُنفعلًا وخائفًا بعد أن أخبره أن زوجته هنا، أزدردت "حلا" لعابها بقلق من زوجها، قال بجدية بينما يسير نحوه ويشير لها بيده بأن تقترب:-

-اه هجتلك لو عملتيها، تعالي هنا


كادت أن تذهب نحوه لكن "مازن" مسك معصمها وقال بجدية ويده الأخري تشير على وجنته:-

-مش جبل ما تدفعى تمن الحلوي


نظرت له تارة بقلق وتارة أخرى بخوف من زوجها وهى الآن تقف بين رجلين أعند من بعضهما وكلاهما صعيدين لن يقبل الأخ بهزيمته أمام زوج أخذ أخته منه والآن يقف حاجزًا بينهما ولن يقبل الزوج بأن تقترب زوجته وتلصق شفتيها بهذا الرجل الذي نعتها بالغربية وقطع كل صلته بها حتى لو تصالحا الأثنين معًا يكفي أن الآخر يعلم حقيقة كونها لست أخت له، أبتلعت لعابها بأرتباك ورجفة ولا تعلم ترضي من فى هذه اللحظة....


تكملة الرواية من هنا


بداية الجزء الثاني من هنا


بداية الجزء الاول من هنا



الصفحه الرئيسيه من هنا


روايات كامله من هنا


الروايات الاكثر قراءه👇👇👇


1- رواية جبروت معقده





































































ادسنس وسط المقال

تعليقات

التنقل السريع
    close
     
    CLOSE ADS
    CLOSE ADS