رواية غريق علي البر الفصل السابـع والثامن بقلمـــــي نعمه حسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
_بتفكر في اللي أنا بفكر فيه يا أحمد أفندي؟!
قالتها "فرحه" بضحكه متحمسه فقال "أحمد": بسرعه يا" فرحه"ننقل الأخشاب دي للبر.
قاموا بنقل الأخشاب بأكملها إلي البر سوياً و عادوا مرةً أخري فقالت فرحه و هي تلتقط أنفاسها بلهاث: شبك لي بقا يا أحمد أفندي عشان أطلع أجيب سباطة الموز دي.
_مش وقت هزار يا فرحه.. إحنا هنوقع اللي نقدر عليه بالعصايه دي.
=طب هات أنا أوقع.
_لا بلاش إنتي لتفتحي عش نحل ولا حاجه إحنا مش ناقصين مصايب.
بإستخدام العصا أوقع العديد من ثمرات الموز و حبات جوز الهند و عادوا نحو ملجأهم.
![]() |
_هاا يا فرحه هانم.. تحبي الڤيو يطل علي البحر ولا علي الغابه؟!
قالها ممازحاً فأجابت: لا بالله عليك تعمللي البلكونه منها للبحر كده.. و توسع المطبخ و الحمام علي ما تقدر.
أشار بيديه إلي عينيه و قال: من عنيا الإتنين.. إنتي تؤمري.
_ميؤمرش عليك ظالم.. كلمني جد بقا هنعمل البيت إزاي؟!
=بصي مبدأياً هو هيبقي شكل كوخ كده يعني مثلث و كماان مش هيكون كبير أوي عشان الخشب يكفي نعمل إتنين.
_تمام.. هنبدأ بإيه؟!
=أول حاجه هترفعي معايا أول عصا و نسندها علي الشجرة اللي وراكي دي و نميلها بزاويه بحيث تكون دي نقطة البداية في السقف.
فعلت كما أخبرها بمساعدته و أكملوا رص الأخشاب بجانب بعضها البعض حتي تكون هيكل الكوخ.
فرحه: إنت متأكد إنه مش هيتهربد فوق نافوخي وأنا نايمه؟!
أحمد: متقلقيش يا فرحه.. علي ضمانتي.. يلا ساعديني نخلص التاني قبل ما الليل يدخل علينا.
أمسكت بالعصا الأولي و رفعتها إلي الشجرة كما في السابق ثم ساعدته إلي أن إنتهوا من إكماله.
نظر إثنينتهم إلي ما صنعاه بفخر فقال أحمد: تعالي بقا نجمع ورق شجر موز عشان نفرشه علي الأرضيه.
_و إيه اللي هيدخلنا عند شجر الموز تاني ما نجيب من أي شجرة من اللي حوالينا.
=لا طبعا.. شجر الموز ورقه عريض و سميك و ملمسه ناعم نسبياً عن الأوراق التانيه..يعني أنسب حاجه ننام عليها.. لو تعبتي ولا زهقتي خليكي و أنا هدخل.
_لا يلا بينا.
دخلت برفقته لجمع أوراق شجر الموز المتساقطه و خرجوا بها إلي الخارج و بداوا بفرشها بداخل الأكواخ.
_شوفت يا أحمد أفندي.. بقا عندنا بيت في غمضة عين.. ثم اكملت بغرور و ترفع: لولا إني أصريت إننا ندخل جوا مكناش زماننا عملنا الأكواخ دي ولا كنا جيبنا موز.
=طبعاً يا فرحه.. ده الموز ده لوحده حكايه.. ماشاء الله حاسة الشم عندك قويه.
_لاااا..ده كله إلا الموز..ده انا مناخيري تلقط ريحته من علي بعد أميال.. ده حتي أبويا و انا صغيرة كان مسميني لبيبه.
=إشمعنا لبيبه؟!
_علي إسم قردة كان جدي الله يرحمه مربيها.
برز صوته ضاحكاً و قال:اممممم ده إنتوا حب القرود عندكوا متوارث بقا؟!
قالت متدلله بمزاح:بس بذمتك في قرود حلوة زينا كده؟!
قال مشاكساً':يا وعدي يا وعدي..أحلي قرود في الكون.
إتسعت إبتسامتها و قالت:طب يلا ناكل لأني همووت من الجوع.
إفترشا الأرض سويّاً و بدأا يقشران الموز و يتناولوه في تلذذ فقالت فرحه:ياااااه..ده الواحد كان قرب ينسي طعم الأكل من كتر ما كلنا سمك و جوز هند.
_إحنا ربنا بيحبنا يا فرحه..الحمدلله يعتبر لحد دلوقتي مقابلناش حاجه صعبه.
=تعرف يا أحمد أفندي!
_مممممم؟!
=أنا حبيت العيشه في الجزيرة و مبقيتش عايزة أرجع..أو عايزة أرجع أطمن علي أهلي و أجي هنا تاني!
_و انا كمان زيك يا فرحه..حقيقي أنا لقيت نفسي هنا..انا كنت مشتت و تايه من نفسي بس حالياً الوضع إتغير كتير.
قالت متسائله:يعني لو ربنا أذن و رجعنا..ممكن تفكر ترجع الجزيرة تاني؟!
أطلق لسانه بعفويه و صدق:بس علي شرط..تكوني معايا.
شردت قليلاً تحاول فهم مقصده ثم نظفت حنجرتها و قالت باحرف متقطعه متلعثمه:طب لو..لو أنا يعني مش معاك..مش هترجع؟!
أجاب بجدية:متهيألي صعب..في مقوله بتقول "الرفيق قبل الطريق"وأنا إتعودت عليكي و علي وجودك معايا و مش عارف لو مكنتيش معايا صراحه كنت هعمل إيه..مش بعيد كنت مت من شدة اليأس و الإكتئاب..فلو هكرر التجربه تاني يبقي لازم تكوني معايا.
_مينفعش خطيبتك مثلا ً؟!
زم شفتيه بتفكير قليلاً و قال:نورا حد منظم جداً و عملي جداً و حيوي جداً معتقدش إنها كانت هتقدر تتكيف مع الظروف اللي إحنا مرينا بيها دي لو كانت مطرحك..فـ لأ مقدرش أكون معاها في مكان زي ده لأنها هتوترني و هتستنزف كل طاقتي الإيجابيه كمان..إناي علي عكسها تماماً يا فرحه..إنتي اللي بتجددي طاقتي و بتدعميني كمان.
إبتسمت علي إستحياء و قالت:والله هو انا مش فاهمه أوي..بس باين كده إنك بتمدحني يعني.
_طبعاً بمدحك..إلا قوليلي يا فرحه.
=و أقوللك يا فر.....
قطع مزاحها المعتاد قائلاً بتوسل:من فضلك إرحميني و إتكلمي جد شويه.
أومأت بإيجاب فسألها:بما إن كان المفروض فرحك بعد أيام..مش زعلانه؟!
صمتت لبرهه تبحث عن إجابه فقالت:عادي..مش زعلانه و مش فرحانه..هتصدقني لو قولتلك إن رجب مجاش علي بالي خالص من أول ما جينا هنا..ولا إفتكرت إنه كان المفروض هتجوز كمان.
ثم سألته هي بدورها و قالت:طب و إنت؟!زعلان إن ميعاد الفرح فات؟!
زفر مطولاً و قال بـ حيرة:مش عارف!..يعني زيك بردو مش زعلان و مش فرحان..بصي..علاقتي بـ نورا علاقه عاديه مش عميقه أوي..يعني مش قايمه علي الحب في المقام الأول..لا..أهم حاجه الإحترام..التفاهم.. التوافق الفكري و الإجتماعي..دي كلها حاجات مخليه علاقتنا ناجحه..إنما العاطفه و الأحاسيس دي مش موجوده بينا اوي يعني..فـ بالتالي إحنا مش ملهوفين علي الجواز يعني..و علي ما أعتقد إنها مش زعلانه بردو!
_ولا حتي زعلانه علي غيابك؟!
=بصي..نورا طبيعتها قوية و عمليه مش عاطفيه..يعني مهما زعلت مش هتخلي زعلها ده يطول او يأثر علي شغلها..هي ماشيه بمبدأ"الحزن في القلب بسسسس"
شدّد علي الأخيرة فزمت شفتيها بعدم إقتناع و قالت:طيب يلا كفايه كلام كده..تصبح علي خير بقا..نوماً هنيئاً إن شاء الله.
_ربنا يهنيكي يا فروحه..و إنتي من أهله.
دخل كلاً منهما إلي كوخهِ الخاص و أسند رأسه إلي يديه و شخص ببصرة إلي الأعلي و راح يفكر فيما يخترق عقله و يسلب راحته حتي ذهبا في نومٍ عميق.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
_التاكسي أهو يا رضوان و ده الإيراد من الصبح لدلوقتي..هطلع أنا بقا أنام ألا انا خلاص بنام علي روحي.
=إستني هنا..أنا مالي و مال الإيراد..إحنا إتفقنا إن كل واحد حر في إيراد التاكسي في الوقت اللي إشتغل عليه..إنت حر بقا عايز تحوش عايز تصرف إنت و شوقك..يلا سلام عليكم.
صعد إلي التاكسي و أداره و سار ببطء ثم أحني رأسه يفتح إذاعة القرآن الكريم فإصطدم بشخصٍ ما فأوقف السيارة سريعاً و نزل منها.
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
_ماشي يا داليا خلاص فهمت..طيب أنا هقابلك في الكافيه اللي بنقعد عليه في وسط البلد..بس هاخد منك المحاضرات و هرجع فوراً مش هقعد لأن خالتي مشدده عليا..باي.
ذهبت إلي "وسط البلد"و أنجزت ما نزلت من اجبه و أثناء عودتها وقعت منها ملزمه علي الأرض فإنحنت تلتقطها فإصطدمت بسيارة أجري.
نزل صاحبها علي الفور يجري مذعوراً و حدّثها قائلاً:إنتي كويسه؟!جرالك حاجه؟!
نظرت إليه و قالت:هو إنت اللي كنت في المطار من يومين؟!
تذكرها فقال:هو إنتي اللي أغمي عليها هناك؟!
أومأت بأسف فقال:أخبارك إيه دلوقتي؟!
_الحمدلله..و إنتوا؟!
زفر متألماً و قال:الحمدلله..الحال من بعضه.
_ربنا يهون..عن إذنك عشان مستعجله.
=طيب ما تتفضلي اوصلك مكان ما تحبي؟!
_مش هعطل حضرتك؟!
=لا ابداً ولا عطله ولا حاجه..إتفضلي.
صعدت بجانبه إلي التاكسي فسألها علي وجهتها و سار بها نحوها بعد أن أخبرته.
توقف بها أمام المنزل كما أشارت له ثم باغتته قائله:
معلش لو ممكن آخد رقمك عشان أتصل بيك تيجي توصلني للكليه لأني ببقا خايفه و انا راكبه التاكسي..أحمد الله يرحمه اللي كان بيوصلني.
_الله يرحمهم جميعاً..طبعاً مفيش مشاكل..إكتبي رقمي......
سجلت رقمه في هاتفها ثم اخرجت نقود و مدّت يدها له بها فكف يدها عنه قائلاً:خلي يا أستاذه..الجايات اكتر.
ثم إنصرف و تركها تنظر في أثره بتعجب و تقدير.
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
أصبح مناماً لحوحاً..يزورها كل يوم بإنتظام..يرهق ما تبقي لديها من قوة و ثبات.
_نورااا حبيبتي..فوقي يا نورا إحنا دلوقتي في أمان..نورااا....
أيقظها رنين هاتفها و كان المتصل والدها.
أجابت بصوتٍ ناعس يبدو عليه الإرهاق:أيوة يا بابي.
_حبيبة بابي.. عاملة إيه النهاردة؟!
=تعبانه يا بابي..تعبانه..كل يوم بشوف أحمد الله يرحمه في المنام و كل يوم بيقوللي نفس الكلام..أنا اعصابي تعبت و جدياً بفكر أروح لدكتور نفسي.
لم يأتيها رده فقالت:باابا..معايا؟!
_دي إستغاثه من أحمد ليكي يا نورا !
ضيّقت بين حاجبيها بتعجب و قالت:إستغاثه؟! مش فاهمه حضرتك تقصد إيه.
_أحمد عايش يا نورا و بيستغيث بيكي!
اطلقت ضحكه مقتضبه ساخرة و قالت:إيه الكلام ده يا بابي؟!أكيد مش ده تفسير الحلم.
=طيب فسريه إنتي..ليه بيجيلك كل يوم في المنام و بيقوللك نفس الكلام؟!أكيد مش حاجه عاديه!
_اكيد عشان أعصابي تعبانه اليومين دول..انا هحاول أغير مود ممكن أكون أحسن..المهم إنت كويس؟!
=كويس الحمد لله..هسيبك دلوقتي عشان لازم أعنل تليفون مهم و هكلمك بعدين..مع السلامه.
أنهي المكالمه معها ثم قام بالإتصال بإحدي شركات الطيران الخاصه.
_عايز طيارة خاصه للبحث عن مفقود كان متجه لتركيا و الطيارة سقطت في الميه..البحث يكون علي أوسع و أشمل نطاق و أنا متكفل بتكاليف الرحله كاملةً.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
أغربت شمس يومٍ جديد ليكون هو تتمة الشهر لهما في تلك الجزيرة.
كانت فرحه تجلس برفقه "أحمد" و يشعلان النار كعادتهما كل مساء.
زفرت حانقه و قالت بملل:ما تيجي نرغي في أي حاجة و لا نعمل أي حاجه بدل قعدتنا السوده دهين.
إبتسم لحنقها و قال:إيه رأيك نلعب ملك و كتابه؟!
_و دي هنلعبها إزاي يا سي كرومبو؟!
=عادي نجيب أي حجرة وشها مختلف عن ضهرها و نلعب بيها.
ظل يبحث حوله حتي وجد الحجر المناسب فقال لها:ده كويس..الناحيه الفاتحه كتابه و الغامقه ملك.
أومأت بحماس و قالت:حلوو..و اللي يخسر يتحكم عليه!
_مااشي..يلا إبداي.
ألقت الحجر بالهواء ثم تلقفته بين يديها و قالت: ملك ولا كتابه؟!
_كتابه!
ضحكت ضحكه سمجه و قالت:ملك..احكم عليك بإيييه أحكم عليك بإييييه!!!آه أقوللك..قوم لف الجزيرة 7مرات و إنت بتقول إحنا فشار إحنا فشار.
نظر لها بصدمه و قال:فشار إيه يا فرحه؟!و بعدين جزيرة إيه اللي ألفها 7مرات هو انا عليا ندر؟!ما تختاري حاجه سهله يا فرحه و خليكي جدعه.
_إمممممممم..طب أقوللك..غني.
=أغني!!
_لا ماهو إسمع أما أقوللك..مزاوله مش عايزين..هتغني ولا تقول إحنا فشار؟!
=لا أغني أرحم..طيب غششيني أغاني..انا مسمعتش أغاني من زمان.
_لا مليش دعوه..إختار إنت.
=إممممم..طيب هغني ل "عبد الحليم"لأني مش حافظ أغاني غير ليه.
_إطربني.
إبتسم ثم برز صوته العاذب متغنياً بأحلي ما غني العندليب..
خايف مرة أحب وعارف ليه أنا قلبي خايف
شفت الحب بيبكي ويضحك ماله عيون وشفايف
خايف مرة أحب وعارف ليه أنا قلبي خايف
شفت الحب بيبكي ويضحك ماله عيون وشفايف
إرتجفت أوصالها و إبتسمت لا إرادياً و تمتمت معه.
بس لو ألاقي اللي أحبه، واللي قلبي يروح لقلبه
واللي ترتاح روحي جنبه، يومها عمري ما أبقى خايـف
نظر بداخل عينيها و فعلت هي المثل و كأنه لا يوجد سواهما في الكون و إرتفع صوتهما معاً.
خايف إني أحب، وخايف ينسى الحب يوم يقابلني
خايف أجرب خايف أهرب، خايف أقرب يبعد عني
ناس من الحب شافوا أسية وناس اتهنوا
خايف يقسى الحـب عـليّ خايـف منه
أندم لو حبيت وقسيت، وأندم لو عمري ما حبيت
بس لو ألاقي اللي أحبه، واللي قلبي يروح لقلبه
واللي ترتاح روحي جنبه، يومها عمري ما أبقى خايف.
#غريق_علي_البر
الفصل الثامن بقلمي،، نعمه حسن،،
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
مع صباح يومٍ جديد إستيقظت فرحه بحماس و نشاط.. خرجت من مسكنها الخاص و طرقت بأصابعها الرقيقه علي كوخ "أحمد" فلم يجيب.
_أنا هنا يا فرحه.. أتاها صوته من خلفها فنظرت للوراء مبتسمه و قالت: صباح الخير.
_صباح النور.. الموج عالي النهارده فقولت أستغل المد و الجزر في حاجه!
=حاجة إيه؟!
أمسك برسغها ثم مشي بها خطوات و توقف أمام البحر قائلاً: بصي يا ستي.. لما يبقا في مد و جزر زي النهارده كده السمك بيخرج مع الميه.. فأنا عملت إيه بقااا؟!.. جمعت حجارة و رصيتها علي شكل حرف V
بحيث تكون الفتحه في إتجاهنا و السن المدبب في إتجاه البحر زي منتي شايفه كده.. فـ مع المد و الجزر الاحجار دي هتحتجز الأسماك.. يعني صيد بدون مجهود.. بدل ما نقعد في الشمس طول اليوم نصيد من بين الصخور.
=و إنت مقتنع بالكلام ده بذمتك؟!
_في إيه يا بنتي علي الصبح.. متشائمه ليه ده احنا لسه بنقول يا هادي!
=قلبي مش مطمن.. حاسه إن حاجه هتحصل.
_لا سمّي بالله كده و فكري في الإيجابيات.
=إيجابيات؟! إيجابيات إيه اللي ممكن تكون في مكان زي ده؟! ده إحنا واقعين من طيارة و كل الركاب ماتوا و مفضلش غيرنا علي جزيرة مهجورة لا فيها ميه ولا اكل.. ده إحنا عايشين كده حلاوة روح بس.
ثم أضافت ساخرة: قال و يقول لي إيجابيات!
لم تروقه سلبية تفكيرها ولا تشاؤمها فقال غاضباً:
إحمدي ربنا إنك عايشه علي الأقل و مموتيش مع اللي ماتوا.
_منا كده كده همووت.. يريتني كنت مت معاهم علي الأقل كنت إرتاحت بدل ما انا عايشه مستنيه الموت.
قطب حاجبيه بشده من أسلوبها المغاير تماماً و قال:
إنتي إيه اللي حصللك؟! إنتي مكنتيش كده!
صرخت بألم قائله: زهقت.. أعصابي تعبت يأخي.. بقالنا شهر و نص هنا و مفيش أمل نرجع.. أهلي وحشوني.. أختي وحشتني.. أهلي زمانهم خدوا عزايا.. أبويا زمانه هيموت من قهرته عليا.
_كل ده إكتشفتيه في يوم و ليله؟! ده إنتي إمبارح بتقوليلي مش عايزة أرجع و إمبارح بردو كنتي بتغني معايا و فضلنا للصبح نضحك و نهزر.. إيه اللي حصلك فجأه كده؟!
=كنت بواسي روحي.. بضحك علي نفسي.. بس مش قادره اضحك على نفسي أكتر من كده.. أنا عايزة أرجع لاهلي.
فقد سيطرته علي أعصابه بالكامل و تكلم صارخاً بوجهها و قال: علي فكرة يا فرحه لو تلاحظي.. أنا مش خاطفك.. أنا كمان واقع معاكي من الطيارة و انا كمان عندي أخت عايزة أرجع لها.. و أنا كمان زمان اهلي خدوا عزايا يعني نفس الزفت اللي إنتي فيه أنا فيه كمان و أنا أصعب منك كمان.
_اصعب مني في إيه؟!
إقترب منها بغتةً بعصبيه أفزعتها و تكلم من بين أسنانه قائلاً: لأنك دلوقتى مسئوله مني.. و حمايتك فرض عليا.. يعني مسئوليه مضاعفه.
أحست بالندم لما آل إليه حاله فأشاحت بوجهها عنه فأمسك بذقنها يدير وجهها إليه بلطف و نظر بعينيها مباشرةً وقال: فرحه أنا..
رأي الدموع تلتمع بعينيها فزفر مطولاً و قال: أنا لو في إيديا حاجه اعملها عشان نرجع صدقيني هعملها بس للأسف.. ما باليد حيلة.
إبتعد عنها قليلاً و ولّاها ظهره و أخذ شهيقاً يحاول به لملمة شتات نفسه.. لا يصدق ما كان علي وشك التفوه به.
إقتربت منه و وضعت يدها علي ظهره تحثه علي الإلتفات فـ سرت قشعريرة بجسده يختبرها لأول مره.. إستدار سريعاً و لكنه شعر بوخزات ألم عندما رأي لآلئ عينيها تتساقط و تقول: متزعلش مني أنا مقصدش أرمي الحمل عليك.. انا بس إتخنقت و ملقيتش قدامي غيرك.
إزداد نشيجها و إزداد ألمه فإحتضنها بغتةً علّ كلاً منهما يشفَي بعناق الآخر.
أغمض عينيه مخافة الصد فأغمضت عينيها مخافة الفقد.
شدّد من إحتضانه إليها مهابة الحرمان فشدّدت من ضمها إليه باحثه عن الأمان.
نبضات قلبيهما تقابلت و أخبر كلاً منهما الأخر بما لا يقوي اللسان علي النطق به.
كانت تريد أن يتوقف الزمن عند تلك اللحظه فلا قدرة لها بأن تقطع هي تلك الإحساس التي لن تنساه أبد ما حيت.
أمّا هو.. ضعيف جداً و مسلوب الإراده بين ذراعيها.. لم يسبق و إحتضن أنثي من قبلها و لا يظن أنه إن كان حدث ستكون لحظه مفعمه بالطمأنينه كـ هذه.
بدأت حواسها تنذرها لما هي فيه فإبتعدت علي إستحياء و مسحت عَبراتها بيديها و رَفعت بصرها إليه فوجدت عينيه تفيض بالأسف.
_أنا متأسف يا فرحه مكنتش أقصد!
قالها ظنّاً منه بأنه أثار غضبها و أكمل: متضايقيش مني.. أنا مش عايزك تكوني زعلا.....
إتسعت عينيه بصدمه عندما عانقته هي مطوّقه رقبته بذراعيها بتملك فرفعها عن الأرض و أحاط خصرها بيديه و دار بها مرات متتاليه وسط ضحكاتهم المرتفعه الهيستيريه حتي سقطا أرضاً.
إنفجرا ضاحكين دون توقف حتي تساقطت دمعاتهم من فرط الضحك و السعاده فأطلق "أحمد" لسانه و قال: فرحه أنا...
نظرت إلي الأمام بصدمه و ذعر فنظر إلي حيث ثبتت عيناها فوجد المدّ قد إرتفع بشده و الموت قادم لا محاله.
♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕
يرن هاتفه فإلتقطه بحماسه خفتت عندما أخبره المتصل:حضرتك للأسف الرحله إتأجلت..الخطوط الجويه تم إغلاقها لسوء الأحوال الجويه.
أومأ بإيجاب و قال محبطاً:تمام..شكراً جزيلاً.
قام بالإتصال بـ"نورا"التي أجابت:أيوة يا بابي..إزيك.
_الحمد لله بخير..إيه أخبارك؟!
=كويسه الحمدلله..عندي ميتينج أونلاين كمان ربع ساعه..كان المفروض هيوصلوا كمان ساعتين بس لسوء الجو مش هييجوا و الميتينج هيبقا أونلاين.
_أيوة بيقولوا..يلا ربنا يصلح الأحوال..ماشي هكلمك بعدين..مع السلامه.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
إرتفع المد فإكتسح اليابسه و جرف معه كل ما يقابله بما فيها الأشجار الصغيرة و الأكواخ التي صنعاها "أحمد"و"فرحه".
كانا يركضان بداخل الغابه دون النظر للخلف ممسكين بيد بعضهما البعض بلا توقف.
وقفت فرحه تلتقط أنفاسها بلهاث و قالت:نفسي هيتقطع..مش قادره.
_معلش يا فرحه تعالي علي نفسك..لازم نبعد عن البر علي قد ما نقدر.
حثّها علي التقدم و أمسك بيدها و ركضا مسرعين نحو المجهول.
أسدل الليل ستائره و حلّ الظلام و هما لا يزالا يسيران داخل الغابه.
_أنا خايفه.
قالتها"فرحه"بخوف حقيقي فأمسك"أحمد"بيديها بين كفيه و قال بصدق:طول ما إحنا سوا متخافيش..تأكدي إني لا يمكن أسمح إن يجرالك حاجه وحشه..تمام؟!
أومأت بموافقه فأكمل:لازم نولع نار..دوري معايا علي حطب.
ظلّا يبحثان سويّا حتي وجدت الحطب و أعطته له فقام بإشعال النار عن طريق الإحتكاك كما فعل في المرات السابقه ثم ناولها عصاً و أخذ أخري فسألته:
هنفضل هنا لما النهار يطلع؟!
_لا مش هينفع نفضل في مكان واحد..إحنا لازم نمشي و مبقاش ينفع نرجع..مفيش قدامنا غير إننا نمشي لقدام و إحنا و نصيبنا بقا.
=أنا كان قلبي حاسس إن في مصيبه هتحصل.
_لعله خير..يلّا نكمل؟!
=يلّا.
⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡
_ألوو!
=أيوة مين حضرتك؟!
_إحمم..حضرتك أنا رضوي اللي إنت وصلتها قبل كده و خدت منك رقمك موبايلك.
=أيوة يا أستاذه رضوي..فاكرك طبعاً.
_طب كويس..حضرتك فاضي دلوقتي توصلني للسنتر؟!
=ولو مش فاضي أفضالك..مسافة السكه.سلام.
=مع السلامه.
بعد نصف ساعه كان يقف أمام منزلها و كانت هي بإنتظاره فصعدت إلي التاكسـى بجانبه قائله:هاي.
إبتسم.قائلاً:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
زمت شفتيها بخجل و إرتسمت علي محياها بسمه رقيقه فسألها:علي فين إن شاء الله؟!
_سنتر " IQ" اللي في آخر المهندسين.
=لا معلش إوصفيلي بالتفصيل لأني جديد في المكان..و في الشغله عموماً.
_ده بجد!!يعني إنت مش من مصر؟!
=لا إحنا من البحيرة..بس إستقرينا في مصر لينا أسبوعين تقريباً..من بعد يوم المطار الأخير.
أشاحت بوجهها ناحية النافذة و تمتمت:الله يرحمهم.
أوصلها إلي قِبلتها كما أخبرته فقالت:ممكن بعد إذنك تفوت عليا كمان ٣ساعات.
_حاضر..مع السلامه.
⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡⚡
بعد مرور 24 ساعه.....
_خلاص مش قادرة..هقع من طولي..هموت و أشرب.
نظر لها برأفه و قال لاهثاً:و أنا كمان عطشت جداً..بس معلش إستحملي جايز نلاقي.
_هنلاقي فين بس د.......
شهقت بقوة ثم كممت فمها بيدها و جحظت عيناها و أشارت برأسها إلي الأمام فنظر حيث تشير.
_حنش! قالتها بصوت متقطع مذعور.
قال محاولاً تهدئتها:إهدي و متتحركيش من مكانك..إثبتي خالص وهو هيمشي.
_أنا خايفه. برز بها صوتها عندما تشبثت به في خوف و كادت تغرس أصابعها في ذراعه من فرط خوفها فقال:فرحه بصيلي..بصيلي أنا.
نظرت إليه بأعين فزعه دامعه فقال:متخافيش..ولا كأنك شيفاه..ده تعبان طالع من بطن الأرض يعني مبيشوفش..و لو مسمعش حركه و غروشه جمبه هيمشي..إهدي.
صمتت عن الكلام ولكن تقسم انها كانت تستمع إلي صوت ضربات قلبها العنيفه المذعورة.
قبض علي يدها بإحكام و خلّل أصابعها بين أصابعه ثم قال:متقلقيش يا فرحه..كل ده هيعدي.
نظر إلي مكان الثعبان ببطء فلم يجده..جال ببصرة يمنةً و يسرةً حتي تأكد أنه غادر.
_إمشي علي أطراف صوابعك..بشويش يا فرحه.
فعلت كما أخبرها حتي تجاوزا تلك المنطقه فقال لها:
إجري يا فرحه..بسررررعه.
وثبت بسرعه و بعد مرور قرابة النصف ساعه توقفت تلتقط انفاسها بصعوبه:خلااص همووت..أنا متأكده إننا مش هنخرج هنا عايشين.
ثم اكملت بيأس و هي تنحني تضع يديها علي ركبتيها من شدة الألم:كل اللي بنعمله ده علي الفاضي.
لم يعير حديثها المتشائم أي أهميه و قال:يلا يا فرحه..لازم نحاول نوصل لأي حاجه قبل ما الليل يدخل علينا.
_نوصل لإيه؟!إنت فكرك بعد كل ده هنوصل لحاجه؟!
أمسك بيديها قِصراً و جذبها خلفه.
قالت غاضبه:طيب سيبني..إنت جاررني وراك كده ليه هو أنا جموسه؟!هيييي!!بص هناك يا أحمد أفندي.
نظر إلي حيث تشير و تمتم:بحيرة!
جذبته خلفها و ركضت مسرعه نحو البحيرة و هي تقول:يا فرج الله....تمساااااااااااح!!!
قالت الأخيرة صارخه وهي تركض مبتعده عن البحيرة.
وقف هو يضع يد بخصره و الأخري علي جبهته بتعب و يأس بينما تمتمت هي:تمااسيح و تعابين و قرود و ديابه و سناجب..أنا لو ربنا كتبلي عمر و خرجت من هنا هألف كتاب إسمه "فرحه و حيوانات الغابه".
لا إرادياً إرتسمت علي شفتيه إبتسامه و قال:يلا يا فرحه..المكان هنا مش أمان.
_لا حوش ياخويا آحنا كنا قاعدين قبل كده في بورتو مارينا..ما إحنا من يوم ما إتهببنا و جينا هنا و إحنا مش في أمان..إيه الجديد يعني؟!
=بطلي لماضه يا فرحه و يلا بينا.
_يا أحمد أفندي أنا رجليا ورمت و مبقيتش قادره أمشي..و عطشانه و جعانه و كل حاجه وحشه حاسه بيها.
إبتلع المسافه بينهما و وقف أمامها مباشرةً لا يفصل بينهما سوي إنش واحد و أمسك بوجهها بين كفيه و نظر داخل عينيها قائلاً:فرحه إسمعيني.
غاصت بعينيها داخل عينيه و تأملتهما مليّـاً..كم تود إقتحام حضنه الدافئ لعلّها تطمئن.
تابع حديثه وهو يسبر أغوار عينيها و يلقي بتعاويذه الخاصه داخلهما فقال:إحنا مع بعض..يعني متخافيش زي ما أنا مش خايف لأنك معايا..خليكي قويه و إستحملي..أنا علي يقين إننا هنعدي من المحنه دي مهما كانت شدتها..خليكي فرحه العنيده الطايشه اللي أول ما ركبت جمبي الطيارة كانت مصممه تركب جمب الشباك.
قال الأخيرة ساخراً فضحكت عالياً فقال:إتفقنا؟!
_إتفقنا.
يلا..3..2..1..إجري يا فرحاااااااااااه
رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا
رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا
رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا
رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا
رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا
رواية اللعب مع الشياطين من هنا
رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا
❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺
الروايات الكامله والحصريه من هنا
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا
🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺
اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇
وكمان اروع الروايات هنا 👇
انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺