أخر الاخبار

رواية غريق علي البر الفصل الخامس والسادس بقلمي نعمه حسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات


رواية غريق علي البر الفصل الخامس والسادس بقلمي نعمه حسن حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


استنى

قالها "أحمد" صارخاً بـ"فرحه" فألقت ما بيدها أرضاً و نظرت له بفزع واضعه يدها علي صدرها و قالت: 

خضيتني يا أحمد أفندي يخربيتك! 


رفع حاجبه دهشةّ و قال: هو إنتي شبه الأطفال كده كل حاجه علي بؤك؟! 


نظرت له مغتاظه و ظلت تشهق و تزفر بعصبيه فقال: 

لا تعالي خديلك قلمين أحسن.. إنتي تعرفي إذا كان المشروم ده صالح للأكل ولا مسمم؟! 


رفعت شفتها بنزق و قالت: إسمه عيش الغراب علي فكره ماسموش البتاع اللي بتقول عليه ده.. و بعدين يعني ما هو كان بيطرح جمب البيت و كنا بناكله و احنا صغيرين مموتناش يعني. 


_يطرح؟! يطرح إيه هو بلح؟! إنتي هتجيبي أجلي قريب يا فرحه. 

=لا يا أحمد أفندي بعد الشر عنك. 


نظر لها حانقاً ثم إنحني و إلتقط الفطر بيديه ثم فركه بين أصابعه فـ سرعان ما أصابتها الحمرة و إلتهبت. 


نظر لها بمعني "أرأيتي" ثم قال: كان زمانك متسممه دلوقتي يا فرحه هانم! 


قالت ببلاهة: إنت عملت إيه؟! 


_زي ما شوفتي.. فركته بين صوابعي فإلتهبت.. معني كده إنه مسمم و كان هيسممك. 


=يحلاوة..... 


قاطعها مكملاً جملتها:  العلم نور يا ولاد. 


إتسعت إبتسامتها فإبتسم أيضاً و قال: متبقيش مستهترة كده يا فرحه.. فكري الأول قبل ما تتصرفي أي تصرف.


=معاك حق يا أحمد أفندي!


زفر قائلاً بملل:و إيه أحمد أفندي دي يا فرحه؟!

إسمي أحمد بسس..إرفعي الألقاب.


فاجئته عندما قالت:لاااا يا أحمد أفندي ماهو أنا مش بقولك يا أفندي إحتراماً ليك لا سمح الله..لا ده أنا لساني اللي واخد علي كده..يعني حتي كل يوم الصبح عندنا في البلد لما كنت أشوف عمي"حمدان" راكب الحمارة كنت بقولله صباح الخير يا حمدان أفندي!..الموضوع ملوش علاقه بيك متقلقش.


نظر لها نظرات فارغه و قال:قدامي يا فرحه..إمشي!


        ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


في بيت أهل فرحه..دق الباب فأسرع "كرم"بفتحه و كان الطارق"رضوان"بصحبة" بدر ".


أسرع"كرم"في إحتضانهما بشوق و لهفه.


بعد مرورهم للداخل و بعد أن إستقبلهم الكل بحفاوة قال والده:مفيش أخبار بردو يا رضوان!


هز"رضوان"رأسه بأسف و قال:لسه يابا مفيش خبر..لسه البحث شغال بس كل اللي طلعوهم مش عارفين يحددوا هويتهم..بس انا حاسس يابا إن فرحه بخير..والله هترجع إن شاء الله.


هز والده رأسه بحزن شديد و قال:يااارب..ملناش غيرك يارب..و إنتي عامله إيه يا بدر البدور.


قالها مقبلاً تلك الصغيرة التي تجلس فوق قدميه و قالت:أنا شوفت فرحه و أنا نايمه.


إسترعت إنتباه الجميع فأسرع والدها يسألها:شوفتي إيه يا بدر؟!


_شوفتها بتعوم في الميه و مبسوطه و فرحانه و عماله تضحك و كان معاها حد كمان بيضحك.


=أكيد رجب..قالها" رامي" متأففاً.


_لا مش رجب..ده كان واحد حلو أوي.


إبتسم الجميع فقال رضوان:بكرة هنزل مصر يابا.


ثم أكمل بتلعثم:بعد بكره آخر يوم في البحث..إن شاء الله هرجع بفرحه..متقلقش يابا.


قال والده:اللي ربنا رايده هيكون يا رضوان.


     ∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆∆


_وبعدين يا أحمد أفندي؟!بقالنا أسبوعين علي الجزيرة دهين ولا حد قال لنا إنتوا فين.


قالتها فرحه متسائله بيأس فأجابها بيأس مماثل:علي الأغلب يا فرحه فرص النجاه بالنسبة لنا بقت معدومه..النهاردة بقالنا أسبوعين..يعني أكيد سفن البحث هترجع لأنهم مبيقعدوش أكتر من أسبوعين.


_طب ما أنا عندي فكره..ليه نستناهم هم يلاقونا؟!


هز رأسه بتساؤل فأكملت:نروحلهم إحنا!


_نروحلهم فين؟!


=مكان ما الطيارة وقعت!


_إنتي عبيطه يا فرحه؟!هو إنتي مفكرة إن إحنا واقعين في بول؟!


=و إحنا إيه اللي هيوقعنا في البول..ده إيه القرف ده؟!


_بول إيه يخربيت تفكيرك المعاق..بول يبنتي اللي هو حمام السباحه.


=آااااه..البسيم يعني.


_بسيم؟! أه هو البسيم ده بالظبط..أهو إحنا بقا مش واقعين في البسيم..إحنا واقعين في  بحر ملوش أول من آخر..يعني لو دخلنا إحتمال منخرجش تاني.


وضعت يدها علي خدها بإحباط و قالت:طب وبعدين..هقضي بقية عمري في الجزيرة كدهون..بين السناجب و القرود!


خطرت بباله فكره فجأه فقال متمتماً: إشارةالإستغاثه .. ثم قال: قومي بسرعه يا فرحه.


_علي فين يا أحمد أفندي؟!


=لازم نجمع حطب كتير و نقسمه علي 3 كومات و نرصهم علي شكل مثلث..دي إشارة إستغاثه ممكن الطيارات تشوفها لو بالقرب مننا..بسرعه يا فرحه.


ركضت "فرحه"بحماس شديد تجمع ما تستطيع جمعه من الحطب و فعل هو المثل حتي فرغا بعد ساعه.


قسّم"أحمد"الحطب لـثلاث مجموعات و وضعهم علي هيئة مثلث و جلس ينتظر برفقة"فرحه" مرور أي طيارة.


حدث ما تمنونه و إستمعا إلي صوت مروحية تلوح في الأفق فوقفا يصرخان و إرتفع صوتهما بطلب النجده مشيرين إلي أنهما هنا ما زالا حيان يرزقان ولكن ثبطتت محاولاتهما عندما إختفت الطيارة و عاد الجو ساكناً كما كان.


لأول مره يشعر هو بالعجز الشديد و لأول مره تشعر هي بأن النهايه تقترب.


ألقت بجسدها إلي الأرض و إنفجرت باكيه فجأةً فنظر لها و شيء ما قد أصاب قلبه لرؤيتها تبكي هكذا فجلس بجوارها و ربت علي ظهرها محاولاً مواساتها فقال:متعيطيش يا فرحه..إن شاء الله هترجعي لأهلك بالسلامه.


قالت بنشيج:إمتا يا أحمد أفندي؟!بقالنا أسبوعين و محدش لاحظ إننا موجودين هنا..إذا كانت الطيارات و السفن وهي جمبنا ملقوناش..أومال لما يمشوا هيحصل إيه؟!


_متفقديش الأمل يا فرحه و سيبيها لله..ثم قال ممازحاً:وبعدين يعني هتعوزي أيه أكتر من كده..ماء و خضرة و وجه حسِن.


قال الأخيرة مشيراً إلي نفسه فضحكت بخفه فأكمل:

ولا خطيبك وحشك و مبقيتيش قادرة علي بعده؟!


سألها فأجابت:وحشني؟!و يوحشني ليه؟!


أجابت بجديه فضيق بين حاجبيه متعجباً و قال: 

يعني إيه يوحشك ليه؟!مش المفروض أي إتنين بيحبوا بعض لما بيبعدوا عن بعض بيشتاقوا لبعض؟!ولا إنتي مش بتحبيه من الأساس؟


أطلقت لسانها و قالت:لا بحبه..و أنا هكرهه ليه؟!


تعجب لمنطقها و قال:لا تفرق يا فرحه..بين إنك مش بتكرهيه و بين إنك بتحبيه!


_تفرق في إيه..ما هو نفس المعني.


=لا يا فرحه مش نفس المعني..إنك تكوني بتحبيه ده يعني إنك بتشتاقيله،بتهتمي لأمره،بتتمنيه زوج ليكي و أب لأولادك،،بتتمني يشاركك حياتك بكل تفاصيلها

..ده الحب يا فرحه..لكن مش بتكرهيه دي كلمه مايعه متعرفيش تفسريها..يعني إنسان عادي في حياتك لا بتحبيه ولا بتكرهيه..وجوده زي عدمه..مش فارقلك من الآخر.


وكأن كلماتها لمست وترً حساس بداخلها فقالت:يمكن كلامك صح..بس بردو أنا عمري ما فكرت بالطريقه دهين..أنا عمري أصلاً ما فكرت في رجب..يعني هو بالنسبة لي إبن عمي اللي متعوده عليه من صغري و حافظه شكله و كلامه و تصرفاته و طباعه..بس.


ثم أكملت بحيرة:بس عمري ما فكرت فيه إنه هيبقي جوزي و أبو عيالي و الكلام اللي بتقوله ده..و متهيألي هو كمان مفكرش فيا كده خالص..مش عارفه.


_يعني عمره ما قاللك مثلاً..و صمت قليلاً يفكر ثم أردف: أنا بحبك يا فرحه!


إرتعدت أوصالها و إرتبكت..لأول مره تختبر ذلك الشعور..لأول مرة تستمع إلي تلك الكلمات.


أشاح بيديه أمام وجهها للفت إنتباهها و قال:هييييي

روحتي فين؟!


_هاا..لا معلش سرحت شويه!


=سرحتي في إيه؟!


ثم أكمل بإبتسامه متلاعبه:يبقا أكيد قالها.


_هي إيه دي؟!


=أكيد قاللك بحبك يا فرحه!


قالت بمزاح ساخر:هه..لا والله يا أحمد أفندي أنا أول مره أسمع الكلمه دي منك دلوقتي.


_معقوله!..أومال لما بتقعدوا مع بعض بتقولوا إيه؟!


=لا ما احنا مبنقعدش سوا..و لو قعدنا سوا بنتخانق!


_أومال هتتجوزوا إزاي؟!


قالها مستنكراً فقالت:في إيه يا أحمد أفندي إحنا هنقضي النهار كله نتكلم عن رجب..زمانه مات شرقان.


شعر بأن شيياً ما قد أصابها بالضيق فغيّر مجري الحديث قائلاً:طيب قومي يلا نشوف هنتغدي إيه؟!


قالت ممازحه ساخرة:إيه رأيك لو أعزمك علي أكله جديده؟!


_يسلاااام..يبقا كتر خيرك..ها هتأكليني إيه؟!


=هأكلك سمك.


أطلق صفيراً بإعجاب و قال:سمك..ياااه من زمان مكلتش سمك..بجد مش عارف أشكرك إزاي.


=لا خد التقيله بقاا.


ضحك و قال:هاااا؟!


_سمك مشوي كمان.


=يا وعدي يا وعدي..بجد إنتي عظيمه..عايز أقوللك إني مكلتش سمك مشوي ييجي من 7ساعات كده.


أطلقت ضحكه رنانه إنشرح لها قلبه فظل ينظر لها بإبتسامه ثم تركها و سار ناحية المياه الضحلي.


     ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


أمام مطار القاهرة الدولي.


ينتظر كلاً من أهالي الغرقي ذويهم بين بكاء و عويل و قلق و دعاء.


تقف عائلة "فرحه"تدعو من كل قلبها بأن تعود سالمه و كذلك جميع العائلات التي تنتظر أي خبر.


تقدم منهم أحد المختصين بالبحث و قال بأسف:للأسف بعد بحث إستمر أسبوعين مقدرناش ننقذ أي حد من اللي كان علي الطياره حتي طاقم الطيارة..


ثم أكمل بعملية شديدة قائلاً:في جثث تم إنتشالها كامله و في أشلاء و في جثث مقدرناش نوصل لها، أقرب تقدير إنها إتحللت..إحنا أسفين جداً..البقاء لله.


تقدّم والد فرحه بوهن و حدثه قائلاً:عايز أستلم جثة بتي عشان أدفنها..ثم إنفجر باكياً.


ربت الرجل علي كتفه بأسف و قال:للأسف يا حج الجثث اللي تم انتشالها مفيش فيها سيدات..شد حيلك.


هوي والد فرحه أرضاً و إرتفع صوت نحيبه و عويله و أخذ يردد:إن لله و إن إليه راجعون..اللهم أجرني في مصيبتي.


علي الجانب الآخر..وثبت"رضوي"ناحية رئيس فريق البحث و سألته باكية بخوف و قالت بتلعثم:أحمد إدريس..أخويا أحمد إدريس..هو طويل و عريض كده..أخويا..علي الأقل أستلم جثته!


فتح ملف بيده يحتوي علي أسماء الضحايا و قال:للأسف..الجثث اللي تم التعرف علي هويتها مش موجود فيها الإسم ده..البقاء لله..عن إذنكوا.


توقفت حواسها و أظلم الكون من حولها..سارت إلي الخارج برفقة خالتها بعدم إستيعاب..كانت تنظر أمامها نظرات فارغه..لا تبكي..لا تنطق..لا تصرخ.


إصطدمت بصاحب الطول الفارع الذي لم يكن يري أمامه من كثرة البكاء..نظرت له فتمتم معتذراً فسقطت تحت قدميه مغشياً عليها.

مسا النور والهنا على الموجودين هنا ❤️❤️❤️ 

حلقة جديدة من رواية

 

#غريق_على_البر


الفصل السادس بقلمي،، نعمه حسن،، 


       ♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥♥


إلتقطها فوراً بكفيه الغليظتين و رفعها عن الأرض ثم أجلسها علي المقعد أمامه بينما تحاول خالتها إفاقتها. 


أحضر زجاجة ميااه و نثر بضع قطرات علي وجهها بيديه فبدأت تفتح جفنيها بوهن شديد. 


حدٌثهم قائلاً: ربنا يصبركم و يصبرنا.. عن إذنكم. 

ثم إنصرف مصطحباً والده و أشقائه إلي الخارج ففاجئهم والدهم قائلاً: أنا مش هرجع البلد.. أنا هفضل في مصر. 


نظروا جميعهم إلي بعضهم البعض بتعجب و بادر رضوان متسائلاً: هتفضل في مصر إزاي يابا؟! و ليه؟! و فين؟! 


_هنرجع البلد من غير فرحه نعمل إيه؟! عايزنّي أرجع الدار و هي ريحتها و نفسها في ركن في البيت؟! و هرجع البلد ليه؟! آخد عزاها و أنا مش عارف أدفنها؟! 


إعتلي نحيبه فإلتف حوله أبناؤه يواسونه و هم يحتاجون لمن يقوم بذلك فقال رامي: إحنا كمان مش متقبلين الفكرة يابا و الموضوع صعب علينا زي ما هو صعب عليك.. بس علي الأقل نرجع البلد نساوي حالنا و نرجع تاني. 


قال والده. بإصرار: لا مش هرجع البلد تاني.. بعدين تسافر إنت و أخواتك تشوفوا هتعملوا إيه.. يلا يا رضوان كلم صاحبك المصراوي يشوفلنا سكن.. عليك العوض و منك العوض يا رب. 


     ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


مع صباح يومٍ جديد إستيقظت "فرحه" عندما داعبت الشمس وجهها كعادتها كل صباح. 


فتحت عينيها ببطء و نظرت إلي جوارها فلم تجد رفيق الرحله و ونيسها الأوحد. 


إنقبض قلبها و نهضت فجأة تجول ببصرها هنا و هناك حتي وقعت عيناها عليه يسبح بالماء. 


ذهبت إلي الشاطئ و رفَعت يديها تلوّح بها قائلة: 

صباح الخير يا أحمد أفندي. 


لوّح بيديه و قال: صباح النور يا فرحه.. إتفضلي معانا. 


وضعت يدها فوق عينيها تحجب عنهما أشعة الشمس و قالت: ألف شكر.. لسه ميعاد الشاور بتاعي مجاش. 


سبح ناحيتها و خرج من الماء فأشاحت بوجهها جانباً في خجل لرؤيته بسرواله الداخلي فقط. 


إستوعب الموقف فقال وهو يسرع للخارج لإرتداء ملابسه: أنا آسف يا فرحه.. إعذريني. 


إرتدي ملابسه علي عجاله من أمره و عاد إليها و تابع قائلاً: حسيت إني مخنوق فقولت أطلع الطاقه السلبيه اللي عندي في العوم. 


_ياريتني بعرف أعوم يا أحمد أفندي.. كنت لقيت حاجه أطلع فيها خنقتي أنا كمان. 


=إيه ده؟! عمرك ما نزلتي الميه؟! 


_هي مرة اللي نزلت فيها.. كنا في إسكندريه عند خالي الله يرحمه. 


=هاا كويس. 


_لا مش كويس.. ما أنا المرة دي شربت نص مية البحر و طلعوني بأعجوبه و طلعت زرقه و وارمه. 


=مبتعرفيش تعومي؟! 


_نهائي.. ده أنا أغرق في البانيو.


كتم ضحكته بصعوبه و قال: طب إيه رأيك لو أعلمك؟! 


_لاااا.. مستغنيين عن خدماتك المره دي. 


=متخافيش مش هغرقك.. ده أنا بعوم كويس جداً. 


_أيوة ما أنا شايفاك ماشاء الله بتبلبط في الميه ولا قرموط الترعه. 


قهقه قائلاً: طيب أدي آنتي شوفتي بنفسك.. خايفه ليه؟! 


=و إفرض هاجمتنا سمكة قرش هيبقا إزي الحال! 


_سمك قرش إيه يا فرحه اللي هيخرج برة كده.. إحنا مش هندخل لجوة متخافيش. 


=و إنت لامؤاخذه يعني هتعلمني العوم و إنت لابس لبس السباحه؟! 


_لا متقلقيش أنا هدخل معاكي بهدومي كده.. يلا. 


ترددت كثيراً فقال: بصي يا فرحه.. أنا إتعلمت حاجه مهمه جداً و أحب إنك تعمليها بردو. 


=حاجة إيه؟! 


_الحاجه اللي تتغصبي عليها لازم تستفيدي منها.. بمعني إنك دلوقتي موجودة في المكان ده غصب عنك بس بما إنك هنا يبقا علي الأقل تخلقي لنفسك جو حلو أو تخطفي لحظات حلوة و ذكريات حلوة عشان لما نرجع إن شاء الله تفتكري المواقف دي و تضحكي. 


أشار برأسه بمعني "هيّا" فأمسكت بذراعه بكلتا يديها و دخلت معه إلي الماء. 


نظرت له بريبه في بداية الأمر سرعان ما تحولت لحماس. 


توقف بها في الماء فقالت: تعالي ندخل جوا شويه. 


ضحك و قال: حيلك يا فرحه هانم.. واحده واحده. 


قالت بسعاده: الميه حلوة أوي.. أنا مبسوطه. 


إبتسم لسعادتها و قال: و أنا مبسوط إنك مبسوطه يا فرحه.. يلا إفردي إيديكي و بعدها إفردي جسمك كله علي الميه. 


فردت ذراعيها كما أخبرها و حاولت الإستلقاء علي ظهرها فغاصت تحت المياه.. أخرجها مسرعاً وهو لا يستطيع كبح جماح ضحكته. 


سعلت كثيراً و أخذت تشهق و تزفر قائله: كنت هغرق.. كنت هغرق.. مغرقتش في البحر و كنت هغرق علي البر. 


إرتفعت ضحكاته فنظرت إليه بغضب عارم و قالت بصوت عالي نسبياً: إنت بتضحك علي إييييه؟! 


إزدادت ضحكاته و قال: تغرقي إيه يا فرحه؟! ده إحنا الميه مش واصله لركبنا.. و بعدين إحنا لسه علي البر.. عمرك شفتي غريق بيغرق علي البر؟! 


_أنا يخويا.. ده أنا بغرق في شبر ميه.. وسع كده أنا خارجه. 


أمسك بيديها بإحكام و قال بجديه: مش من أول محاوله تيأسي و تستسلمي.. بطلي شغل عيال صغيره. 


إستفزتها كلماته فقالت: مااشي.. إتفضل علمني. 


_إفردي إيديكي زيي كده و بعدها إفردي جسمك كله.. يلا. 


لعلت كما أخبرها فوجدت الماء يرفعها فقالت بحماس و سعاده: إيه ده؟! ده أنا طلعت بعرف أعوم أهو. 


_هو فين العوم ده.. لسه يا فرحه معملناش حاجه.. يلا حركي إيديكي بالعرض و ميلي بكتفك و إنتي بتحركي إيديكي.  


فعلت المثل فقال مشجعاً:برافو يا فرحه..يلا..بدّلي برجليكي كأنك راكبه Bicycle.


=كلمني عربي الله لا يسيئك..أنا هعوم ولا هترجم!


_كأنك راكبه بسكلته يا فرحه..يلّا بدّلي.


فعلت كما أخبرها فقال:برافو يا فروحه..خدي نفس بانتظام و...........


لم تستمع إلي بقية ما تفوه به.. جذب إنتباهها بأكمله نطقه لإسمها بتلك العذوبه بل و يدللها أيضاً. 


توقفت يديها و قدميها شاردةً به فنزل رأسها إلي الأسفل مرة أخري فأسرع بإنقاذها و إخراجها من الماء فإذ بها تنظر له نظرات لم يستطع هو فهمها و لكنها كانت تحمل الكثير و الكثير. 


نظر بداخل عينيها لأول مرة و لأول مره يكتشف جمال عيناها و صفاء لونهما. 


نظرت داخل عينيه بدورها فوجدتهما تفيضا بالدفء الذي لطالما إفتقدته. 


إنتبها علي حالهما فحمحم هو قائلاً: كفايه كده النهارده.. يلا نخرج. 


           ♡♡♡♡★♡♡♡♡♡♡★♡♡♡


_لا يا بابي هنزل النهارده.. الحزن ملوش علاقه بالشغل.. و أديني أهو بقالي يومين منزلتش كان إيه اللي إتغير؟! 


=معلش حبيبة بابا.. ده نصيب و قدر.. ربنا يرحمه و يعوض عليكي. 


_و نعم بالله.. هستأذن دلوقتي يدوب أنام ساعه و أصحي أنزل... مع السلامه. 


إستندت برأسها إلي الوراء و أغمضت عينيها و غطّت في نوم عميق. 


"نورااا.. نوراا فوقي إحنا خرجنا علي الشط خلاص.. نورااا حبيبتي فوقي.. إحنا في أمان دلوقتي.. نوووورااااااااااا. 


أتاها صوته كأنه صدي صوتٍ يتردد في چُب عميق فأفاقت من نومها فزعه.. ظلت تتلفت حولها حتي إستوعبت أنه منام فنهضت علي فورها و إستعدت للذهاب إلي عملها. 


        ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕

_أنا بيعت كل البهايم لـ شريف إبن عمي يابا و أدي فلوسها أهي. 


وضع" رضوان"المال أمام والده علي الطاوله فقال والده بهدوء: خد فلوس الشقه إعطيها لصاحبها و هات التاكسي اللي قولت هتشتغل عليه إنت و أخوك.. و باقي الفلوس إنقل بيها مدرسة بدر و كرم.. و إذا مكانتش تكفي إنزل بيع فدانين و هات فلوسهم و تعالي. 


_لا إن شاء الله هيكفوا.. دلوقتى حالاً هنزل أقابل صاحب الشقه و أديله فلوسها و أقابل كمان صاحب التاكسي و نخلص الورق عشان من بكرة إن شاء الله هشتغل عليه أنا و رامي. 


أومأ والده موافقاً و تمتم بإقتضاب: اللي فيه الخير يقدمه ربنا. 


     ♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕♕


_أنا بطني وجعتني يا أحمد أفندي من أكل جوز الهند.. بقالنا 3 أسابيع مبناكلش غيره..  و كل ما أقوللك أنا شامه ريحة موز تعالي ندوّر تقوللي الغابه جوه مش أمان.. طب حلها إنت. 


=يا فرحه أنا خايف عليكي.. أنا مقدرش أجازف و إنتي معايا.. اول حاجه لو دخلنا ممكن يكون جوه حيوانات مفترسه.. تاني حاجه ممكن منعرفش نرجع مكانا تاني و يبقا لو إحتمال 1٪ إننا نرجع بكده هنخسره.. ف الأحسن منتحركش من هنا.. أو لو مصممه يبقا هدخل لوحدي زي ما قولتلك. 


_لا طبعا مش هسيبك تدخل لوحدك و رجلي علي رجلك مكان ما تروح.. و بعدين يعني هنقابل إيه أوحش من اللي إحنا فيه؟! بالعكس ممكن نوصل لمكان أحسن من ده! 


=يا فرحه في الغابه أكيد مش هنلاقي مكان أأمن من ده.


_يا سيدي نجرب مش هنخسر حاجه إن شاء الله.. آحنا نولع عصايتين نار و نتكل علي الله.. لعل و عسي نلاقي طريق نرجع بيه بقا ألا أنا لو فضلت هنا أسبوع كمان هيطلعلي شعر في كل حته في جسمي شبه أبو الليف من كتر قعدتي مع القرود. 


إرتفع صوته عالياً بضحك ثم أومأ موافقاً و قال: ماشي يا فرحه اللي تشوفيه.. إتفضلي قدامي. 


صفقت بفرحه كالأطفال و أشعلت عصاتان ناراً و أعطته واحده و أمسكت بالأخري ثم قالت مازحه: جواز عتريس من فؤاده باااطل.. بااااطل. 


ضحك حتي أدمعت عيناه و قال لها: قدامي يا آخر صبري. 


_لا قدامك إيه.. ليديز فيرست.. والله لـ تتفضل الأول. 


لم يتعجب تلك المرة فلقد إعتاد جنونها و مزاحها. 


سار أمامها و أمسكت هي بقميصه من الخلف تتشبث به فقال: خايفه يا فرحه؟! 


أجابت بصدق: هخاف و أنا معاك يا أحمد أفندي؟! 


إتسعت إبتسامته و قال: لو حصل أي حاجة و كان بإمكانك ترجعي إرجعي إنتي يا فرحه و سيبيني. 


_و هو لو طلعلنا حنش و مسك في زمارة رقبتي هتسيبني و تمشي؟! 


=يستحيل طبعاً. 


_طيب.. اومال بقا؟! هو إنت أجدع مني ولا إيه؟! 


=لا العفو دا انتي اجدع خد قابلته. 


تقدّما بسيرهما فصرخت فرحه قائله فجأه: شجر موز يا أحمد أفندي!! 


نظر إلي حيث تشير و قال: برافو عليكي يا فرحه.. إنتي هايله فعلاَ.. بس هنجيبه إزاي؟! 


ظلّا يتلفتان حولهما حتي وقع بصره علي مجموعه كبيره من العصي المدببه المتساوية الطول و السمك فنظرا إلي بعضهما البعض و قد واتتهما نفس الفكرة سويّاً....


الفصل السابع والثامن من هنا


بداية الروايه من هنا


رواية دكتور نسا من هنا


رواية آصرة العزايزه من هنا


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية غريق علي البر من هنا


رواية اللعب مع الشياطين من هنا


رواية كم من قلوب احرقت


رواية جمعتهم الاقدار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية لي نصيب من إسمي من هنا


سكريبت بنت الشارع من هنا


رواية طريقي كامله من هنا


رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close