القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية سيطره ناعمه الفصل الخامس والاربعون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده


رواية سيطره ناعمه الفصل الخامس والاربعون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده 


مرور الأيام كان صعباً في الفراق، يمر ببطء رهيب على العاشقين.


كان عزام يجلس وحيد في لندن حزين ونادم، نسرين سعت للطلاق و وافقت عليه بعدما كانت ترفضه جملة وتفصيلاً، أسبل جفناه بحزن شديد، يشعر بخسارة فادحه وهو مشرف على سنوات عمره الستون، خروجه من بيته مضطراً كان أول الخسارات، لم يكن بعمره يتخيل أن يترك بيت الوراقي الذي كان لوالدته من الأساس والأن حصلت عليه تلك الحشرة "لونا" هو للأن غير نادم مطلقاً على أفعاله معها ومع شقيقته..


رفع هاتفه يتصل بماهر الذي فتّح المكالمة ورد بصوت متردد:

-ألو...بابا 

-أزيك يا ابن الكلب.

عض ماهر شفتيه وهو يمرر سبته وحاول التحلي بالهدوء يردد:

-أنا مش هرد عليك انت دي أبويا بردو.

-وهو انت لك عين ترد.

-وماليش عين ليه يعني!

-بقا بتطلق أمك مني يا ابن الكلب!

-ابن الكلب ابن الكلب، مافيش شتيمه غيرها طيب، وبعدين انا ماغصبتهاش ولو بغصب او تكون مفكر انط بزن كنت عملت كده من زمان، بابا حاول تستوعب، ماما عملت كده بمزاجها.

-انت الي جيت وخطفتها.

-لا رجعتها ، الخطف بيتسمى على الي انت عملته.

-طب خليني أكلمها.

-نايمة 

-يابن الكلب، نايمة بردو؟؟ انت مين وصاك عليا عشان تعمل معايا كده؟ هو انا الي مخلفك ولا انت الي مخلفني؟! وبعدين انا شايفك عامل فيها الزناتي خليفه وعمال تجوز وتطلق! حلووو، ماطلقتش ليه انت كمان؟! ولا هو حلال في غيرك وبس؟؟



زم ماهر شفتيه بغضب ثم ردد:

-الخلافات الي بيني وبين لونا أنا قادر أداويها وعرفت غلطتي وهصلحها ومهما كانت عمرها ما هتكون بحجم الي عملته مع امي، ده انت عرفت عليها ستات أد كده وروحت اتجوزت بت اكبر من ابنك بكام سنه وأصغر منها هي بعشرين سنه وهي مريضه! كنت عايز تحسسها بأيه؟! انها عاجزه ومريضه وراحت عليها؟!

-قولت لك جواز مصلحه.


تعب ماهر من الجدال معه فردد بتنهيدة مرهقه:

-طيب يا بابا هو كان جواز مصلحه والي بينك وبين ماما خلص، اقولك حاجه.


قالها ماهر بمهادنة ربما حل عنه والده قليلاً فسأله عزام:

-قول.

-سيبها للوقت و للظروف حتى تكون هديت، إيه رأيك ؟! وانا بنفسي هكلمها لك.

-بجد ياض؟

-بجد، عشان تعرف اني مش ابن كلب ولا حاجة، أو الي تشوفه انت الحوار ده انت أدرى بيه.

-ماشي يابن الكلب.

ضحك ماهر مجدداً وهو يغلق الهاتف مع والده ثم ينظر لوالدته الغافية على سريرها بجواره في السيارة وقد وصل القاهرة.


__________سوما العربي_______


خرجت من أحد البنايات الفخمة سعيدة بل تكاد تطير من الفرحة، لقد قبلت أخيراً وبدون وسيط.

تحركت بخفة الفراشة لتذهب سيراً على الأقدام للبيت، الشركة قريبة من الميدان الذي يتفرع منه شارع بنايتها...أنها حقاً محظوظة.


لا تدري شيئاً عن زوجي العيون التي تتابعها من بعيد داخل سيارته، يبتسم وهو يراها تكاد تقفز من الفرحه.


لم يجرؤ على الإقتراب منها، عقله كان واعي، رغم تعلق عيناه بها وصوت هاتفه أخرجه من شروده.


نظر للهاتف كانت رسالة على البريد الإلكتروني من العمل، تنهد بتعب وحيرة وهو يرى صورة زوجته مرام التي يضعها خلفيه للشاشة، كانت أول صورة التقطها لها وهي لا تدري في الفترة التي سبقت فترة تعارفهما، كانت كلها تشابك والتحامات، ما كان يفصل بينهما غير الشديد القوي هو يراها متكبرة وسليطة اللسان وهي تراه متعجرف وطباعه سيئة يظن انه إبن ملك العالم...الى ان أدى العراك بينهما الى رفع الأيادي ويومها لم يتواجد الشديد القوي كي يفصل بينهما فأصاب كل منهما الآخر.


ضحك مقهقها وهو يتذكر كلامه الذي كان يردده وهو يمنع نفسه عن ضربها (يابنتي انا راجل محترم، مش عايز أمد أيدي على بت)

ولم يدري انه قد أشعل لهيب براكينها أكثر وأكثر وصرخت محتجة على كلمة (بت) فزاد الأمر بينهما سوءاً إلى أن أصاب كل منهما الأخر فجلسا على الرصيف متأوهان ومن هنا حلت دقيقة الصمت التي لو كانا أخذاها منذ البداية لوفرت عليهما كل العراك والجدال .


علاقتهم كانت مختلفة ومرام كانت مختلفة، لمعت عيناه بحنين ثم أسبلهما نادماً.


نظر على لونا وقريبة من السيارة متخذة طريقها، أغلق زجاج السيارة المعتم ثم دعس على البنزين، هاتف مكتب السياحة الذي يتعامل معه وطلب منه بهدوء:

-عايز أول طيارة على القاهرة 


ثم غادر....غادر وترك المدينة بشوارعها واعتكف في المطار حتى حان ميعاد طيارته التي ستذهب به لأحضان أسرته.


_______سوما العربي_______


تحرك بسرير بعجلات يجر عليه والدته داخل قصرهم من جديد، ذهب بها حيث غرفة جده في الطابق الأول كي لا تصعد السلم وردد:

-حمد لله على السلامة يا سيدة القصر، البيت نور.

-الله يسلمك يا حبيبي، بس عايزاك تطلعني اوضتي جايبني هنا ليه؟

-بصراحة مش انا، ده كان اقتراح جنا، قالت عشان يبقى سهل تاخدي كورس العلاج الطبيعي بتاعك خصوصا انه هيطول حبتين وعشان تخرجي للشمس وتبقي معانا على الفطار بلاش حبستك فوق دي.

-ماشي يا حبيبي، فكرة بردو، بس هي فين جنا.


وعلى سيرة چنا دلف المخلوع يردد:

-چنا! لااا جنا خلاص بقت بزنس ومن، معاها ملايين وبتعمل برندات وبتقابل عارضين أزياء.

-جرى ايه يا كمال داخل علينا بزعابيبك كده، هو ده وقته.

-اه وقته، انا دمي بيغلي، ازيك يا طنط.

خص بها نسرين بنبرة صوت محايده كأن عليه جني ثم عاد يشاجر ماهر:

-اختك القادرة خلعتني وماقعدتش يوم واحد حزينه، خدت الفلوس وهاتك يا مصاريف، وبتقابل في عارضين أزياء، جايبه رجاله من تركياااا، انت متخيل انا وضعي ايه؟؟

-شششش ..وطي صوتك، تعالا معايا...تعالا برا..اخرج يالا


سحبه معه للخارج واغلق الباب على والدته ثم التف لكمال وجده صامت وحزين يقف ينظر للأرض وهو يحرك قدمه ثم بدأ يردد بصوت خرج منه حزين نادم جداً :

-من غير ما تسمعني، عارف اني كنت مقضيها، وبتاع ستات، مش هنكر، انا من كتر ما انا زبالة وعملت الي مايعمل كنت بخاف وأقلق من اي راجل يقرب من البيت او من جنا وحتى لونا، عشان انا عكيت كتير، بس هو يعني مافيش توبه خلاص؟! ده ربنا بيسامح.

-بس هي مش ربنا عشان تقدر تغفر زيه.

انفعل عليه كمال ورد بغضب:

-تغفر ايه؟!! انتو هتشتغلوا نفسكم وتشتغلوني!!! هو انا كنت خنتها مع حد ولا عكيت مع حد وهي ومعايا، طب ورحمة أمي ورحمة أمي الي مش بحلف بيها باطل ابداً انا من ساعة ما نزلت مصر وانا ماشي عدل، وزاد كل ده لما بدأت أتعلق بجنا.

-تتعلق بمين يا كمال! انت كده الي عايز تشتغلني انا، جنا مين اللي اتعلقت بيها؟! هو انت أتلفتت ليها غير عشان الوصية ومن بعدها تقريباً حليت لك اللعبة و ولعت نار بقا لما قالت خلع، ازاي كمال الوراقي يترفض وكمان يتخلع مش كده.

-كده.

-كويس انك صريح مع نفسك ومعايا.

-بس الحكاية ماوقفتش هنا، انا لما اتجوزت جنا حسيت إحساس غريب وانا بكتب كتابي عليها وانا بقول للمأذن أطلبها بنفسي ولنفسي ومن بعد الجمله دي كل حاجه اتغيرت، ساعتها عرفت انا كنت بحس ناحيتها ايه ومش راضي افسره، انا بحبها وتقريباً كده من فتره، يا ماهر انت عارف ان حتى كقرايب و ولاد عم جنا أقرب لي منك مع إننا رجالة زي بعض وسننا قريب مت بعض، والوصية مش هي الي لفتت انتباهي لجنا، أنا عيني عليها من بدري بس ماكنتش عارف اجيبها ازاي، وكون انها خلعتني ده قصه تانيه هتتحاسب عليها بعدين بس أرجعها 


-ترجع مين؟! أنت شكلك عبيط، انت طينت الدنيا بالي عملته ولو في حد المفروض يتحاسب فهو انت وانا الي اقف لك، هي مالهاش رجالة ولا ايه!!!


صرخ ماهر بعنف ليرد كمال:

-يعني انت عملت كده في لونا بقا عشان مالهاش رجالة 

-انا ما اعتصبتهاش.


صرخ مجدداً لكن بحده أعلى فقال كمال:

-بجد؟ أمال كل الزعيق والقصص الي كنت بتعملها وطريقة جوازك منها؟! ايه كان برضاها!!!


سب من بين انيابه، كمال دوماً هو جلاده وعقابه.


اقترب كمال منه يحاول التحدث بنبرة تجلب التعاطف وردد:

-انا بس عايزك تفتكر اني كمال الي ياما دافعت عنك وياما وقفت جنبك وكنت بقولك تعمل ايه مع لونا وايه ممكن يقربها منك عشان تكسب قلبها.


صمت دقيقه ثم نظر داخل أعين ماهر وطلب منه برجاء:

-لأول مره هقولها لحد بس أرجوك أقف جنبي عشان ارجعها.


صرخت عينا ماهر برفض وهم ليتحدث فأقطتعه كمال يكمل:

-بمزاجها، بمزاجها ومش عايز غير كده.


أسبل ماهر جفناه، كل شئ يُعاد بحذافيره، تنهد بتعب قم قال:

-ماشي يا كمال.

تهلل وجه كمال فرحاً يسأل:

-بجد؟!!!

-اه، اصلا جوازتكم دي كانت تعتبر باطله لانها مبنيه على شرط وميعاد مش إيجاب وقبول ونية بنى أسرة فكريس ان ده حصل.

-كويس اني اتخلعت؟! وبحجه زي دي؟! الهانم اختك فضحتني.

-هي مجرد رد فعل ، انت كنت هتتنيل تغتصبها.

-ماتستعبطش يا ماهر هي رافعة القضيه من قبلها، انا الي كنت رد فعل.

-هو رد الفعل ده زي ده؟! 


أغمض عنياه ورد منفعلاً بها:

-ماقدرتش امسك نفسي، مانت راجل وعارف، البنت الي بحبها، لابسه كده وقدامي وهي حلال و..

أخرسه ماهر وهو يقطتع حديثه مردداً:

-شششء اخرس انت بتبرر ايه؟؟ انا غلطت، قول غلطت.

-غلطت، ماشي، هااا وبعدين؟ ارمي نفسي تحت عربية؟؟ هتعملوا فيا ايه يعني؟! هو قطم رقبة؟ انت ترضى ان لونا تبعد عنك؟

-ماهي بعيد أهي.

-مش قصتي...انت وعدتني هتساعدني.

-ماقدرش أديك وعد بكده، البت خايفه منك أصلا، بس سيب كل حاجة للوقت.

-وقت ايه؟! هو انا لسه هستنى 

-لم نفسك يا كمال.

-طب عايز ارجع أعيش معاها هنا

-مش هينفع .

-ماشي يا ماهر...عموماً كنت عارف انك هتقول كده، في بيت هيفضى هنا قريب وانا هأجره مفروش بس توعدني انك هتقف معايا.


تنهد ماهر بتعب محتار مابين شقيقته ورفضها وابن عمه المتضرع يطلب فرصه.


جلس على أرضية الحديقة يشعر بثقل كاهله من تعاقب الأحداث والمشاكل، يشعر أنه بحاجة شديدة لأحضانها.


فتح هاتفه المحمول يتفحص صورها، لقد نشرت صوراً جديدة لها بروما مع والدها، يمنى لو كان هو شريكها بتلك الصور والذكريات السعيدة.


ورغما عنه ابتسم وهو يطالع جمال حبيبته، بسمتها كانت من القلب تشع حيويه وحياه زادت وجهها إشراق، ألهذه الدرجة هي سعيدة في البعد عنه.


مسح بيده على صورتها مشتاق ورغم شوقه الجارف إلا انه امتنع و قاوم اتصاله بها، عزة نفسه منعته لأول مرة .


رفع رأسه للسماء يشكوها حزنه ببعدها وانه يريدها بجواره تسانده وتأخذه بأحضانها.


نظر للصور من جديد مشتاق ومن شدة الشوق يريد أن يبكي وهو يسأل ألم تخبره انها ستعود وحدها؟ لما طال البعاد أذا؟ أهذا يعني أنها ما أشتاقت ولن تعود؟! 


انه يموت بدونها، لكنه لا يقدر على مواصلة ملاحقته لها، قالتها صريحة، دعني أعود إليك وحدي 


ثم ذهبت ولم تعد، ويبدو أنها أزهرت في البعاد.


أغمض عيناه يرفض دموعهما، الوجع نال منه باختيارها البعاد وكان أقسى عقاب.


فتح عينيه على صوت رنين هاتفه إسمها "لونا حبيبتي" يتراقص على شاشة هاتفه فيرقص قلبه معه.


لم يفكر مرتين وفتح المكالمة على الفور:

-ألو 

-ألو.


سمعت صوته الحزين ونبرته الهامدة فسألت بقلق:

-ماهر؟! انت كويس؟


أسبل جفناه بتعب، كلمة ماهر منها فقط تذيبه ثم ردد:

-الحمدلله 

-لا، صوتك مش بيقول كده.

-كويس يا لونا، كويس....حمحمت  بحرج ثم سألت:

-شكلك كويس من غيري ومرتاح.

-انتي الي شكلك مرتاحة قوي في بعدي، واحلويتي.


قالها بقلب مشروخ مابين الإعجاب بحبيبته والحسره انها مختارة البعد.


ردت مندفعة بخط مستقيم كما عودته:

-انا بردو، ماجتش تاخدني ليه غصب عني وتألف قصص وتعمل حكايات زي زمان، أنا شكلي خلاص مابقتش لازماك، انت بقيت مستغني عني، تلاقيك شايف لك شوفه، صحيح تلاقي الست رؤى مسلياك، إنت ضحكت عليا وفهمتني انك مهووس بيا ومش بتعرف تشوف غيري، انا كنت متأكدة، كل يوم أقول هييجي دلوقتي يكسر رقبتي ويشيلني غصب عني يرجعني معاه او يفضل لازق فيا  مانا خدت على بجاحتك وقدرك وانت دايماً بجح و وقح و جبروت، بس انت ماعملتش كده، ايه استغنيت ولا زهقت مني يا سي ماهر، خلاص؟! قصة الحب خلصة كده يعني!!!


كان يسمعها وعيناه تتسع شيئاً فشيئاً ويكاد يجن، ارتفع الأدرينالين في جسمه للميلون، بما تهذي تلك البلهاء، هو معتاد على جنونها وردات فعلها الغير متوقعه والعينفه أحياناً من شدة مباشرتها لكنه لم يتوقع أن تنفجر فيه وتخبره بكل هذا الكلام وتلك الأحاسيس .


هو خائف الأن على دقات قلبه من فزعة خفقانه...


فهل تلك المحنونة كانت تنتطره كل تلك المدة أن يأتيها ويأخذها عنوة كما كان يفعل دوماً....هل جسلت بلياليها تنتظره وهو من ظنها جافته.


هل ترغبه وتريده كما يريدها لكنها أعتادت الدلال، أهي متعذبه في البعاد مثله؟

هل باتت ممدمنة ألتصاقه الإجباري بها ولم يعد يخنقها؟

هل وهل وهل...ألف هل جننت شعوره وأفقدته صوابه...صوته مختنق من غمر المشاعر.


وقف عن الأرض بتمهل، لا يصدق نفسه ولا ما سمعه منها ثم سألها:

-لونا...أنتي...الي سمعته صح؟! انتي عايزاني اخدك..عايزه ترجعي لي بمزاجك؟!

-لا.


عادت ترد بدلال...جننته...وأستطردت تقول:

-واصلا انا لاقيت شغل وهشتغل.

استوى في وقفته وردد بإقتدار:

-مش عايز اسمع نفس...خلاص خلص وقت الدلع، انتي الي اتصلتي وانتي الي رجعتي جنون ماهر من تاني، مش كان وحشك؟


سألها بفخر وانتصار فردت:

-لأ...

-أخدتي على الدلع.

-تصبح على خير.


قالتها وأغلقت الهاتف في وجهه ثم رمته على الفراش و أرتمت فوقه، على من ستنكر، لقد أشتاقت حب ماهر البربري الهمجي.


كل يوم في البعاد كانت تتوقع مجيئه ليحملها كشوال أرز ويعود بها قسراً لكنه لم يفعل وتركها على حريتها التي كانت بالسابق تتمنها.


أحتضنت نفسها بذراعيها كما كان يضمها ماهر دوما وهي لا تعلم متى تسلل لروحها .


هي بالفعل أعتادت الدلال عليه مذ علمت مدى تعلقه بها ومكانتها عنده وباتت تتصرف على هذا الأساس دون أن تدري.


ربما اكتشفت حبه من بعد قرأتها رإطلاعها وتعرفها على نفسها، لقد طورت من شخصيتها الكثير وعلمت انه يمكنها تحويل كل نقاط الضعف لقوة وحب ماهر لطاقة قوية تدعمها بدلاً من التقييد.


وقد بدأتها وهي لا تدري مذ استقوت به وهددت عمها ومن بعدها زادت قوتها وردات فعلها و وقفت أمام رؤى الكيلاني تجابهها كلمة بكلمة والفضل كله لماهر.


أسبلت جفناها بتعب وغفت وهي لا تعلم.


لتستيقظ نهار اليوم التالي على صوت دقات جرس الباب المتتاليه والمتعالية، نظرت للهاتف لترى كم الساعه،أيعقل إنها السادسه صباحاً!من سيترك البيت الأن.

هل هذا هو؟!!! تمنت وهي تذهب للباب لكن المنطق يقول لا بالتأكيد لن يستطيع اللحاق.


لكن مع ماهر ينعدم المنطق وتصبح الإجابه نعم، هو ماهر..


وقفت بأعين حاجظه تنظر له وهر ينظر لها، أنفاسهما متسارعة من شدة تضخم شعورهما ودقات قلبهما.


ولم يستطع البقاء واقف هكذا بل جذبها من ذراعها ينتزعها داخل أحضانه حتى تهند مرتاح، هي الأن بين أحضانه، أطبق ذراعيه عليها ثم أعتصرها بين أحضانه وهو يردد:

-وحشتيني وحشتيني ...وحشتيني قوي.

-ازاي جيت بالسرعه دي؟


ابعدها عن أحضانه كي يتثنى له مطالعة ملامحها التي أشتاق لها بجنون ثم ردد:

-ماقدرتش اصبر، أخدت طيارة الفجر و وصلت من المطار عليكي، كنت مستني بس اي إشارة منك وهجي لك واخدك غصب وارجعك بس تقولي.

ضربته في صدره وقد عادت لها نوبات جنونها:

-بعد ايه، ثم ان انا مش موافقة.

-مش بمزاجك، انت خلاص بتاعتي...وهترجعي معايا غصب عنك..


اقترب خطوة وعيناه تلمع يكمل:

-ورجلك فوق رقبتك.


كان يقترب وهي تبتعد، نظراتها عليه وعلى ثيابه الفخمة وشياكته الغير عاديه، ماهر دوماً جذاب ودوماً متأنق.


نظراتها أوشت له بشوقها الجارف، فاقترب منها وانتزعها مجدداً بين أحضانه يردد:

-تعبتيني...تعبتيني وغلبتيني معاكي....و وحشتيني.


قالها بأعين لامعه ثم ردد:

-فرحنا ميعاده قرب.

ابعدته تردد:

-فرح ايه، انا هرفع عليك قضية خلع زي جنا.

-الله!! انتو بتتكلموا وبتتفقوا عليا؟! طب اعملك فرح الأول وبعدها اتطلقي حتى عشانك.


نظرت له بجانب عينها فلاحظته وهو يخرج من جيب بدلته علبة زرقاء مخملية فسألته:

-ايه ده؟!

-أحنا اتجوزنا من غير شبكة ولا حتى دبلة خطوبة.


فتح العلبه ليظهر خاتم ماسي راقي مطعم بفص كبير أخضر زاد من فخامته فسألته:

-ده شكله غالي قوي، ده الماظ؟

-طبعاً، أقل حاجة تليق بيكي، لحد ما نرجع مصر انا أشتريت لك باقي الطقم.

نظرت للخاتم بفرحه كبيرة وهو يلبسها إياه ثم قالت:

-انا كنت مفكراك.

-ايه بخيل؟!

-لا بس، شايف اني مش مستاهله .

-انتي تستاهلي تقلك ماس، انا الي طروبش وبتفوتني تفاصيل مهمة.


رفع كفها لفمه يقبله ثم زاد من ضمها لجسمه يردد:

-وحشتيني قوي، هترجعي معايا؟!


سأل محدداً بأدب لكنه لم ينتظر الجواب بل زد:

-هترجعي...مش بمزاجك مش هسيبك خلاص.

قال الاخيره وهو يضمها لأحضانه بجنون كأنه لا يصدق أنها وأخيراً معه.


رفعت يداها شيئاً فشيئاً وضمته لها وهي تبتسم فها قد عاد ماهرها الهمجي المتملك .


شعر بضمتها له تبادله الحضن فجنّ جنونه وتجرأت يداه يرفع شعرها عن عنقها و يقبلها قبلات مجنونة يطبع علامات ملكيته عليها.


يعود بها للخلف فدلفت قدماها لغرفتها، أغلق الباب بقدمه وهو ينزع عنها بلوزتها البيتيه  وهي تحاول منعه :

-بتعمل ايه يا ماهر.

-بعمل الي نفسي فيه بقالي شهر وانتي هجراني...هطلع على جتتك القديم والجديد يا عيون ماهر.


اتسعت عيناها برعب من العزم بعيناه لكنه فجأها وهو يقبلها بحنان ودفء...تعامل معها بكل رومانسية وهدوء ولذاذة.


عزف سيمفونية عشقه على جسدها بلمسات حنونه على غير عهده وكأنه هكذا اطمأن وما عاد هنالك داعي للعنف والغضب.


مر وقت طويل عليهما أكتشف فيه انها إشتاقته بجنون كما إشتاقها.


أخذ منها عهد ثقة دون كلمات، ابتسم وهو يراها غافيه على ذراعيه دون ستار تنظر له بعيناها راضيه عنه وفيهما الخجل.


قرص جلد كتفها الناعم وردد:

-ينفع توحشيني كده؟! ماتبعديش عني تاني 

-حاضر.

-تعالي في حضني.


التحمت في حضنه ملبية طلبه تغمض عيناها فسمعته يقول:

-لونا.

-نعم.

-أنا نفسي في بيبي منك.


صار يطلب بأدب، يبدو ان البعاد غيره، نبرته كانت سخينه وطلبه مثير.


رفعت عنياها بصمت تلاحظ التغيير الكبير الذي صنعته فيه، ماهر الذي يطلب منها بتمني الأن مخالف لماهر المتجبر الذي أقتحم حياتها منذ عام.


نظر لها بعشق ثم سأل:

-موافقه ياروحي؟!

نكسست رأسها بخجل ثم هزت رأسها موافقه.


_________سوما العربي________


وقفت بغضب شديد تصرخ في مساعديها:

-يعني ايه مش موجودين؟ راحوا فين العارضين الرجاله، انا سيباهم الفندق امبارح.

-مش عارفين والله يافندم، الفندق بيقول لموا حاجتهم وعملوا تشك أوت الصبح.

-ازاي الكلام ده؟؟ ايه الي حصل؟؟ هو لعب عيال؟!! في عقود مابينا.


دلف بخطى واثقة نافشاً ريشه يردد:

-ايه في مشكله هنا ولا ايه؟!


قالها ببراءة مميته وكأنها ليس المتسبب في ترهيب العارضين الأتراك وتسبب في سفرهم سريعاً 

-انت ايه جابك هنا؟!


قالتها بضيق وبعض التوتر رغم مرور أسابيع على على ما جرى.


نظر لها بهدوء يداري شوقه ثم ردد:

-الحق عليا، قولت اجي الحق مراتي سابقاً وبنت عمي حالياً في كارثتها.

-ماتقولش مراتي.


صرخت فيه فردد:

-سابقاً...سابقاً وبعدين هنسيب المصيبة اللي وراكي ونبص انا بقول ايه، مش ممكن، أول عرض أزياء هيشارك فيه البراند بتاعك يفشل والعارضين يمشوا؟!! دي كارثه.

-ايوه 


قالتها برعب وهر يكمل:

-دي مصيبة

-ايوة.

-ايه التسيب والأهمال ده...بس ماتقلقيش...انا اعرف شوية رجالة من نزلة السمان إنما ايه...عتره.


نظرت له بجنون وهو نظر لها بإبتسامة عريضه.


في الليل.


وصل ماهر مع جنا و والدها لقصر الوراقين وقد أخذته معها تردد بنصر:

-تعالا يا بابا...أدخل...القصر ده نصه بتاعي ...بتاع بنتك


قالتها بفخر شديد تشعر انها انتصرت على عزام وفاخر حتى بدون مجهود يذكر هو فقط ترتيب القدر وأخدت أبنهم فرق البيعة كذلك يحبها ويدللها مما يثير جنون عزام.


بينما وقف كمال بحب وأهتمام يرى جنا وهي تتحرك هنا وهناك تتابع عن كثب وبتعب ادق أدق التفاصيل ، رأها قويه وماهرة، تأمر بحسم وتتخذ قرارات في أوقات صعبة، يتابعها مبتسماً بفخر واعتزاز.


الى أن انتهى العرض،  رفعت عيناها له كي تشكره:

-شكراً 

-العفو.


قالها يمنع نفسه من طلب السماح، كان يعلم ان غلطته يلزمها وقت لتذوب.


ابتعد عنها يردد:

-لو احتاجتي اي حاجة افتكري ان دايما كمال موجود عشان جنا، جنا وبس.


أعطاها نظرة ساحره مغلف بنظراته الساحره الخاصة جداً لها وقد لفها بعينه يرسل لها رسالة ضمنيه بأنها تعجبه.


_______سوما العربي________


تقدمت رؤى من مكتب شقيقها تراه يلملم أغراضه فتحدثت بغضب مستنكرة:

-انت بتلم مكتبك! يعني الي بيتقال صح بقا؟! انت نقلت مكتبك فرع العاصمة الإدارية الجديدة؟

-مش لوحدي، وأنتي معايا.

-نعم؟! ده ليه ده ان شاء الله 

-من غير ليه؟!

-اقف يا محمد وكلمني زي ما بكلمك.


التف يقف وقال:

-هناك الشركة اكبر وكل المصالح الحكومية نقلت الأولى و الأذكى إننا ننقل .

-بس أنا مش هسيب هنا.


القى مابيده أرضاً فأرعبها قم زاد وهو يردد:

-ليه؟؟ عشان تفضلي شركتك جارة شركة ماهر الوراقي، ولونا.

صمتت مصدومه فقال:

-ماتردي

-ايوه.


صرخت بقهر واصرار ثم اكلمت:

-ومش هسكت غير لما اخرب لها حياتها زي ما….

قاطعها بحسم:

-زي ما ايه؟؟ امها ماجتش ناحية ابوكي ولا حتى اتخطبت له، سابت كل حاجه وهربت مع الراجل الي بتحبه.

-بس هو فضل يحبها.

-غصب عنه.

-ازاي.

-صدقيني في حاجات كتير مش بيبقى لينا يد فيها وام لونا مش ذنبها ان أبوكي حبها، انتي نفسك ميلتي لماهر ولا فكراني مش واخد بالي 


ابتعدت عنه بقهر فردد :

-واخد بالي…حاولت أمنعك بس كنتي كل يوم بتغرزي، بس من هنا ورايح همنعك ولو بالقوة، الراجل ده مش شايف غير مراته، وعمره ما بص لك ولا عشمك، انتي انجذبتي له غصب عنك.


إغرورقت عينا رؤى بالدموع، شعر بها حين حس بميله للونا لكن أسرته وزوجته كانا ملاذ آمن له، فقد عاد لهما يلقي نفسه في أحضانهما ينعزل بهما عن أي مغريات خارجيه حتى نسى وانسجم من جديد مع أسرته.


اقترب منها بأخذها في حضنه بحنان ثم ردد:

-ششششش…اهدي..بلاش أشوفك بتعيطي…ربنا مش بيعمل حاجة وحشه، هو بس يمكن حطك في موقف بابا زمان عشان تعيشي الي كان بيحسه وتبطلي تلوميه.


قالها بتأثر فقد اخبر تفسه بحديثه هذا قبلما يخبرها ثم كمل:

-لازم نتصالح مع عقدة الماضي يا رؤى، مش بتفكري تروحي لبابا تزوريه في المقابر؟ انتي مش بتروحي خالص!


نظرت له بتردد وهو بعيناه يحسها مشجعاً وهي بين التردد واقتراب الموافقة.


___________سوما العربي__________


عرس مهيب وضخم صنعه ماهر لقطعة الأيس كريم بالفانيليا خاصته.


شعور رائع كان يتسلل داخله وهو يراها تجلس بفستان أبيض ملكي منفوش لجواره على الأريكه الفخمة.


تبتسم له برضا ثم اقتربت منه هامسه بأخر كلام من المفترض أن يقال في ليلة كهذه:

-أنا سبت وظيفة جامدة قوي في شركة برا، عيني مديرة التصاميم في شركتك بقا.


ابتعد عنها يهز غير مصدق ثم انفجر ضاحكاً بجنون عليها وهي لا تفوت الفرص مطلقاً.


بينما جلس كمال على طرف الكرسي خاصته متأهب يراقب تلك الكارثه التي تأنقت في قوب أرجواني من جديد.


الأرجواني وراءه وراءه…يراقب بعيناه أي ذكر قد يقترب منها.


بنفس الوقت تقدمت جميلة متأنقة في فستان أخضر رائع ناسبها ولجوارها خطيبها شهاب.

عينا لونا كانت عليها لا تفارقها، لازالت تغار منها وتراها غريمتها.


تقدم شهاب يسلم على ماهر ولونا ومن بعده جميلة ثم قال شهاب:

-مبروك.

-عقبالكم 

-كمان ست شهور إن شاءالله.

-مبروك.


ابتعدت جميلة ومعها شهاب فنظرت لونا لماهر ورددت بإصرار:

-هتشغلني في الشركه ابقى مديرة مش كده؟؟


هز رأسه بجنون وردد:

-لسه في حاجات ماتعرفيهاش عن الإداره.

-وماهر راح فين؟؟ ماهر يعلمني…ربنا يخلي ماهر.


قالتها وهي تتمسح فيه ليبتسم مردداً بجنون منها وعليها:

-بقيتي خطيرة يا لونا…بقيتي خطيرة 


يتبع بالخاتمة 


بحبكم كتير كتير….ارفعوا الحلقة وانتظروا خاتمة لذيذة جداً تليق بالرواية ولو اني مش بعمل خاتمة بس حاسه أنها محتاجة …أرفعوا الحلقه يا حلوين❤️❤️❤️❤️ تابعووووووني 

لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم 



الرواية كامله من هنا 👇 ❤️ 👇 



الحلقه 1/2/3/4/5 من هنا



الحلقه 6/7/8/9/10 من هنا



الحلقه 11/12/13/14/15 من هنا


الحلقه 16/17/18/19/20 من هنا


الحلقه 21/22/23/24/25 من هنا



الحلقه 26/27/28/29/30 من هنا



الحلقه 31/32 من هنا



الحلقه الثالثه والثلاثون من هنا



الحلقه الرابعه والثلاثون من هنا



الحلقه الخامسه والثلاثون من هنا



الحلقه السادسه والثلاثون من هنا



الحلقه السابعه والثلاثون من هنا



الحلقه الثامنه والثلاثون من هنا



الحلقه التاسعه والثلاثون من هنا




الحلقه الاربعون من هنا




الحلقه الحاديه والاربعون من هنا



الحلقه الثانيه والاربعون من هنا



الحلقه الثالثه والاربعون من هنا



الحلقه الرابعه والأربعون من هنا



الحلقه الخامسه والاربعون من هنا



تابعوووووووني للتكمله 


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه للروايات الجديده من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات

التنقل السريع
    close