أخر الاخبار

رواية سيطره ناعمه الحلقة الحادية عشر حتى الحلقه الخامسه عشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية سيطره ناعمه الحلقة الحادية عشر حتى الحلقه الخامسه عشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية سيطره ناعمه الحلقة الحادية عشر حتى الحلقه الخامسه عشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


تراجعت للخلف مذعورة من هيئته التي تبدلت فجاءه، على ما يبدو انها قد تفوهت بكلام خطير يفوق الخيال.


هي نفسها لا تدرك ذلك....لا تشعر بحدة ما شعر...لو اندلعت فيه النار حياً لكان أرحم...صار شعوره ناحية اي شيء يخص لونا قاتل ومؤلم حقيقي ...يعلم أنه هو من إختار معايشة وضعه الراهن هو الذي لم يعلن زواجه منها.


ابتعدت لأكثر من خطوة وهي تراه يعض شفته من شدة الغضب ثم يسألها من بين أسنانه:

-قصدك إيه؟! مين الي قوى قلبك كده فجأة

-قصدك ايه؟

-كان بيقولك ايه؟ انطقي

-هو مين؟

-هو مين؟! الي كان واقف لازق لك في الجنينه وعمال يهمس لك..قالك ايه انطقي؟ قالك انك حلوه قوي وفضل يتغزل في جمالك؟! وان صوتك يجنن اي راجل! و إن حتى إسمك متدلع ولايق عليكي؟! قولي قالك ايه ولا انتي عايزه تجننيني...إنطقي بدل ما أشرب من دمك.


ابتعدت اكثر وهو يقترب يحاصرها لم يضل خلفها مساحه تهرب فيها لقد حاصرها بينه وبين الحائط وهي تقف أمامه تحذره بقوه يتجلى فيها خوفها منه بوضوح:

-اوعى تقرب ناحيتي فاهم ولا لأ.

-كماااان..ماقربش ناحيتك.

ضحك مستهتراً وأكمل:

-ومين بقا هيقدر يحوشني عنك...فكراني هسيبك تبقي مجنونة ولو انا سيبتك قبل كده عشان تاخدي عليا فدي كانت غلطتي...لازم تعرفي انك بتاعتي بمزاجك بقا او غصب عنك.

ارتعبت أوصالها وهدرت:

-أعقل يا ماهر

-أعقل ليه عشان أسيبك لغيري؟!

بدأ يفكك أزرار قميصه وقد أعلنها سيحتلها أولاً ومن ثم يتفاوض

وبدا يقترب منها وهو يردد:

-أنا الليلة يا قاتل يا مقتول ..بعترف اني حسبتها غلط...كنت عايزك تحبيني الاول وتحبي قربي وبعدين اخليكي ليا بس كنت غلطان.. انا هخليكي ليا وبعدين نتفاوض.

اتسعت عيناها برعب..حاولت الهرب وان تفر من بين يديه لكنه كان مقبلاً


تهلل وجهها تشعر بدنو الفرج حين دق الباب بصوت جنا:

-لونا..لونا 

بدأها بنظره ساخره يخبرها ان لا أخد سينقذها من بين يديه لتتحول فجأة نظرته للصدمه وهو يسمعها تقول بسرعه:

-تعالي يا چنا أدخلي.

أتسعت عيناه وهو يراها تقول وتنفذ على الفور...لونا بدأت في الأنسياب من بين يديه.


فتحت چنا الباب ودلفت تقتحم الغرفه بعد دعوة لونا لتصدم وتتوقف أقدامها وهي ترى شقيقها الكبير يقف وأزرار قميصه مفتوح يحاصر لونا بين جسده والحائط.

فنطقت متوترة:

-هو في أيه؟!!!!


صك على أسنانه بغضب، يلعن لونا الف مره...كيف جعلت شقيقته الصغيرة البريئة تراه هكذا....هل تورطه؟!!


ابتعد عنها على الفور حاول أن يجلي صوته وقال:

-مافيش يا حبيبتي...حصل غلطة في الشغل بسبب لونا وكنت بحاول اشوف حل.

-انت كنت بتضربها ولا ايه؟


عض باطن فمه ونظر على لونا وقال متوعداً؛

-لأ طبعا...مع اني كنت ناوي

بللت لونا شفتيها وقالت برعب تبدل الحديث:

-كنتي عايزاني في ايه يا چوچو.

-ابداً..بس بابا وعمو ناموا وانا كمال عاملين قاعدة في الجنينه قولت اجي اقولك تقعدي معانا الجو تحت يجنن...ولا انتي هتنامي


كادت ان تجيب موافقة لكن رد المتبجح يقول مسيطراً:

-لا سهر ايه...لونا لازم تنام عندنا شغل الصبح ولا ايه يا ...لوناا.

-بس بكره السبت...الشغل عندكم أجازة جمعه وسبت مش كده؟


ضيق عيناه...يصك أسنانه...هي توصله لمرحلة الغليان بردودها، تقف تهفو للهرب منه.


ساد صمت متوتر في الاجواء للحظات قطعه دخول كمال:

-ايه يا شباب هفضل قاعد تحت لوحدي كده في ايه؟ 

ثم نظر على ماهر وقميصه المفتوح وقال معلقاً:

-نفسي اشوف زراير قميصك مقفولة في مره يا ماهر..لبس الخطوبات له نظامه لازم بدله...خلاص بتهرش مش قادر تقعد شويه قميصك مقفول!!!! طبعك ولا هتشتريه.


تدخلت چنا في الحوار تقول:

-اه صحيح يا ماهر ماقولتلناش ...ايه رأيك في جميلة؟!


اتسعت عيناه....خوفاً...صار يخاف لونا ولعن شقيقته في سره كونها فتحت الموضوع من جديد فيما رفعت لونا إحدى حاجبيه وقد التقطته.


التقطت خوف عيناه...هنالك شيء حتى لو كانت غير متيقنه منه لتقول جاسه النبض:

-صحيح يا ماهر؟ ايه رأيك في جميلة؟!

-قول يا ماهر ماتتكسفش احنا زي أخواتك 


كان ذلك صوت كمال الساخر ليرد ماهر:

-ماخلاص بقا...انتو هتعملوني مسختكوا النهاردة؟ وبعدين في ايه هو أحنا هنكمل كلامنا هنا في أوضه لونا ولا ايه مش فاهم.


رفع كمال أحدى حاجبيه وقد التقطت قرون إستشعار الذكر بداخله شيء ما لكنه غير متأكد فآثر الصمت حالياً.


وخرجوا جميعاً للسهر سهرة ممتعة بجنية قصرهم الجميل.


صباح يوم جديد مشمس ومشرق خرجت فيها العائلة للنادي الرياضي المشتركين فيه للعائلة كلها.


صف سيارته بغضب وترجل منها يتقدم وهو يحادث شقيقته:

-أنتي فين أنا مش شايفك 

-أنا هنا عند ملعب التنس.

-خلاص خلاص شوفتك...

اغلق الهاتف يقترب منهم ليردد بغضب:

-يانهار أبوكي أسوود...يومك مش فايت يالونا.


تقدم لعندهم يحاول كبح غضبه وهو يراها تجلس لجوار شقيقته مرتدية تنورة بيضاء قصيرة وعليها كنزه قطنيه باللون الوردي وقد رفعت شعرها بسوار وردي لتزداد إشراق على إشراقها ..بدت جميلة ومميزه، تحب النظر لها وعليها....يشعر بالتعب والغلب...ما لو تتطلع أحد عليها سيصبح معذور..من سيرى كل ذلك الدلال والبهاء ولن ينظر عليه.


وهي لم تكن مبتذله....كل ذنبها انها بأفعل جميلة وبالفعل بكل حالاتها تخطف العين....بماذا سيعلق وشقيقته موجودة.


ألقى مفاتيح سيارته على الطاولة بحده ثم قال:

-صباح الخير.

ردت جنا:

-صباح النور...اتأخرت كده ليه كمال هنا من بدري.


فكر لثواني ثم قال:

-كنت بجيب لك غزل البنات بس لما كلمتيني جيت.

وقفت على الفور تهتف:

-هو شغال دلوقتي...هروح اجيب...حد عايز حاجه.

-اه هاتيلي معاكي فشار.

قالتها لونا غير مدركه العواقب لتوافق چنا وتتجرك مغادره.


شهقه عاليه صدرت عن لونا وهي تشعر بكرسيها يتحرك ناحيته وقد جره لعنده بقوة ذراعه الغليظ حتى أجلسها أمامه تماماً وهي تسأل بخوف وقلق:

-أييييه في أيييه؟!

ناظرها بأعين حاده ونظرات قاتله لتردد:

-يادي النيلة عليااا...عملت إيه انا دلوقتي؟! انا عملت ايه؟!

-إيه الي انتي لابساه ده؟! ورافعه لي شعرك مبينه رقبتك؟!

-مالي مانا حلوه أهو

ليصرخ في وجهها بغضب:

-ماهي دي المشكلة.

ارتفع صوته وجذب الأنظار ليلاحظ ذلك ويعود يخفضه هامساً:

-أنتي حلوة قوي يا لونا ومنين مابتروحي بتلفتي الأنظار...أرحميني شويه هو انا مابصعبش عليكي...


بللت شفيتها وهي تستشعر اللين في نبرته، رأت أنها اللحظة المناسبة لاستكمال ليستة طلباتها وإستراتيجيتها التي تنساها أحياناً خصوصاً بسبب المفاجآت التي تتعرض لها فتسير على سطر وتترك سطر.


تذكرت حديث (كوتش ساره) أن لا ضرر من الإخفاقات والوقوعات والأهم الإستمرارية لذا تددلت وهي لا تحتاج بالأساس ليخرج صوتها المسهوك وقد رفعت يدها تخطفه هو وأنفاسه حين داعبت أزار قميصه تردد:

-حاضر...بس....

اتسعت عيناه وكذلك فهمه من رضوخها ونبرتها اللينه وقربها منه قد أذابه على الأخير خصوصاً مع حركة يدها يسمعها وهي تحمحم بصوتها المتدلل:

-ممكن أطلب منك طلب يا ماهر

-عيون ماهر 

رفعت عيناها تبتسم له، بغض النظر عن مخططاتها ونظرتها الشخصية له الا ان طريقة نطقه وصوته بانت فيها اللهفه وإستشعرت صدقه، واكملت:

-عايزه أزور بابا زي ما وعدتني قبل كده.


مد يده يسمح على شعرها بحنان ثم قال:

-حاضر ياحبيبي أفطري كويس وأخدك ونروح ساعه ونرجع عشان نلحق الغدا مع جدو ...أوكي؟!


تهلل وجهها تسأل:

-يعني هنروح يا ماهر؟!!!

-هنروح يا حب....

#ماهر..صباح الخير...مامي أخبارها أيه؟


كان ذلك التدخل من إحدى السيدات الأنيقات وقفت ترتدي ترننج رياضي على ما يبدو كانت تمارس رياضة الركض ووقفت للتو أمامهم مستغربه تسأل ليبتسم لها ماهر قليلاً ويجاوب :

-الحمدلله بخير

-أبقى سلملي عليها كتير قولها طنط مديحه الورداني بتسلم عليكي وانتي وحشتيها كتير أكيد هتفتكرني.

-أكيد طبعا.

-هههه...الله...مين البنت القمورة دي يا ماهر؟

-أه..لونا...بنت عمتي الله يرحمها.


تقدمت السيدة بفضول تردد:

-بسم الله ما شاء الله ...هو الوراقي بيه عنده أحفاد بالجمال ده! وعلى كده انتي مخطوبة بقا يا لونا.

-أه مت..


كاز ان يجيب لولا صوت لونا التي تدخلت تقول:

-لا يا طنط.

-أوووه..معقول...هي الرجاله اتعمت ولا أيه أحنا لازم نصحح الغلط ده و....


صدح صوت عالي بأسمها يناديها فأضطرت أن تغادر سريعاً مرددة:

-أه...صاحباتي وصلوا عشان نفطر مع بعض لازم أمشي...هشوفكم تاني أكيد.


ثم غادرت بإبتسامة عريضه وما أن غادرت حتى خطف ماهر ذراع لونا في يده يديرها ناحيته هاتفاً بحده:

-هو ايه الي لا يا طنط.


قالها محاولاً تقليد صوتها المسهوك لتكبت ضحكاتها المتشفية فيه وقد بدأ يروقها عذابه لتهمس ببراءة مزيفه:

-الحق عليا قولت أشيل الحرج من عليك.

-لا ما تحمليش همي تاني انا كنت هقولها انك متجوزه.

رفعت احدى حاجبها وقالت كأنها تكشر عن أنياب لديها :

-والله؟! ولما تسألك متجوزة مين؟! هممم؟! هتقدر تقولها إنه انت؟!


تحولت نظرة عيناه كأنه يسألها ماذا تقصد بمواجهتها هذه لتكمل مكتفه ذراعيها حول صدرها:

-أنت من الأول خفيت الجواز ده...ودلوقتى انت خاطب وكلها يومين والخبر ينتشر...قولت لك بلاش تورط نفسك...اتفضل بقا حلها..مش لو كان جواز عرفي زي ما نصحتك كان زمنا قطعنا الورقتين و..


صمتت تفضم الحديث...نظرة عيناه أخبرتها انها لخبطت بالحديث..وهي التي كانت تسير وفق خطة ممنهجة...هاهي الان قد خسرت نقاط قد تعود بها خطوة للخلف.


عضت لسانها المتهور...تأنبه..فجلد ماهر بلذاعة كلامها لن يفيدها في نيل ما تريد...يكفي ما مر من أيام هباء دون إحراز اي هدف أو تقدم.


رمشت بأهدابها تشعر بتهورها ثم سألت:

-رجعت في كلامك؟! مش هتوديني أشوف بابا؟!

قلب عيناه ثم رد بكياسه وخالف توقعاتها :

-هوديكي.


أتسعت عيناها مزهولة من تصرفه عكس المتوقع ليسحب نفس عميق ثم يقول:

-أقعدي هطلب لك فطار وعصير خلصيهم على ما اللعب

-تلعب أيه؟!

-سكواش...تعالي معايا تلاقي چنا راحت هناك تستنانا وكمال كمان مستني.


تحركت معه تجلس حيث طلب منها مرافقه لچنا وذهب يبدل ثيابه وبعد دقائق خرج مرتدي زي الإسكواش ...كان مفصل خصيصا له..بدى رجولي..فخم ومثير.


لينشرح صدره وتتسابق الفراشات داخل معدته وهو يرو نظرة الأنبهار والإعجاب في عينها وغصباً عنها همست شفتيها(واااو)

ابتسم بدقات قلب عاليه وهو يراها تميل على أذن شقيقته تهمس لها بشئ وعينا كل منهما عليه وقد نظرت لها شقيته ممتنه كأنها توافقها الرأي وتدعو ان يحرسه الله من العين.


تحرك ولا تساعه الدنيا يلاعب كمال وعينه لا تنقطع عن النظر للونا التي لم تختفي من عينها لمعة الإنبهار والإعجاب ليتابع ويلعب أحلى مباراة قد يلعبها في حياته ظل خلالها يفرد عضلاته ويبرز مهاراته أمام زوجته.


يطالعها كل دقيقة عين على المضرب والكره وعيّن عليها بعيناه زهر يستعرض حاله يراها تشجع وبعينيها الإنبهار.


إنتهت المباراة بفوزه ودار حول الفاصل كي يذهب إليها لكن تقدم لعنده بعض من أصداء يحيونه على تلك المباراة الرائعة يسألونه عن سر إختفاءه منذ فترة وكذلك هل خبر خطبته صحيح أم لا ينظر عليها وهو بوسطهم..عينه عليها يشعر بحلاوة الحب و مراحله،يتحدث معهم وعينه عندها يراها تنظر عليه...لا يكاد يصدق نفسه، لونا تنظر عليه...لا يصدق نفسه والله...يالهي إنه يلمح إبتسامة على شفتيها..


لولا انه لا يوجد خلفه سوى الحائط لظن انها تنظر على أي شيء عداه هو... تضخمت وتضاعفت خفاقات فؤاده...روحه تصرخ ولا أحد يسمع بأنه يا الله ل إن الحب جمييييل..لقد شعر به ...لقد دق قلبه..لما لا يبتعدوا...يريد أن يذهب لحبيبته يستمتع بحبه معها.


حاول التملص منهم..يغلق الحديث معهم بأجوبه تسويفيه مختصره  كي يرحلوا ويذهب لعندها.


تجعدت جبهته بضيق وهو يبصر مقعدها قد فرغ بثواني انشغل فيها بالرد على صديقه...فترك الحديث وتركمهم يذهب لعند شقيقته التي كانت تخرج إحدى المناشف الكبيره من حقيبتها فسألها:

-هي فين لونا؟

-راحت الحمام 

-مش كنتي تروحي معاها

-طب وفيها ايه هي مش هتتوه يعني وبعدين انا كنت بجيب فوطة لكمال اصله مش بيحب يستخدم فوط النادي.


لمعت عيناه وسألها بلهفه:

-چنا...هي لونا كانت بتقولك ايه عليا ؟

رفعت جنا احدى حاجبيها وقالت بمكر:

-وعرفت منين انه عليك؟


شعر بالتوتر يتدفق داخله ويعرف له طريق لأول مره منذ كان صغير:

-هي مش كانت بتوشوشك وهي باصه عليا؟ كانت بتقولك أيه؟

تبسمت جنا وقالت:

-أه ياسيدي...كانت بتقرلي ان السوت بتاعت الإسكواش تجنن عليك.


ثم رحلت تذهب لكمال و تركته خلفها تلقى الكلمة كرصاصة إخترقت قلبه قتلته...الكلام الحلو من حلاوته يقتل أحياناً..بل يكن اصعب من الرصاصة..


ماهر الأن بأوج لحظات الجنون والحب والإحساس بالحياه...يرغب في أن يقفز ..يصرخ...يصرخ بأنها معجبه به...تراه جذاب ووسيم(السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه...السوت تجنن عليه..السوت تجنن عليه) ياللهي لا يصدق.


خرجت من الحمام لتشهق وهي تراه يقف يستند على جدار الحائط ينتظرها وما ان رأها حتى أعتدل فسألت:

-واقف كده ليه؟

ناظرها بعيناها وبعينيه لمعه...سعيد وممتن ثم جاوب:

-مستنيكي..وحشتيني.

بللت شفيتها مرتبكه..لا تملك جواب.

تبسم زياده يعلم انها لن ترد بإجابه فقال بمكر:

-ماغيرتش السوت..الي عجبتك عليا.

أطبقت جفناها تسب چنا بسرها،فهم عليها وضحك يقول:

-چنا دي الي يقولها سره يبقى هو الي فضح نفسه.


إتسعت إبتسامته وهز رأسه بتاأكيد وهو يردد:

-قالت لي..سوت الإسكواش تجنن عليا.

عض شفته بتعب وقال بفراغ صبر:

-قولي اي حاجة بقا


سألت متلبكة:

-أقول ايه؟


كان قد اقترب منها بخطورة وأنفاسه حاره..وضعهم صار خطير،ملفت ومثير فقالت:

-ماهر...

-عيون ماهر 

-الناس بتتفرج علينا..ابعد احنا مش في البيت

-هو يعني واحنا في البيت عارف استفرد بيكي.


زاد إرتباكها فقالت بسرعه وقد عاودها تركيزها:

-طب يالا مش قولت لي هنروح لبابا بعد الماتش؟

ابتسم بحب يجيب:

-حاضر..بس تعالي معايا أغير ونمشي.

-اجي معاك ت أيه؟! ازاي يعني؟!!

-زي الناس أنا جوزك.


أسبلت جفناها...هي لن تجادله...لقد حسمت تلك النقطة الجدال مع ماهر غير مجدي، هو لديه أفكاره التي لن تتغير مهما هزت وحاورت لذا تنهدت تقول:

-اه صح...طب يالا.

ضحك يسير أمامها، لن يخفى عليه انها ماعادت تجادل...وباتت لونا تأخذه على قدر عقله كما يقول المثل...فضحك بقوه اكبر.


_______سوما العربي________


تقدمت تكمش على قميصه يشعر بها،الخوف يسيطر عليها وهي تسير في الرواق المؤدي لاحد الغرف حيث يقودهما الطبيب الذي كان يتحدث وهي تحاول الهروب من الخوف والتركيز مع ما يقوله:

-الحالة لسه مش مستقرة، بس كويس انك جيتي النهارده، ده هنعتبره إختبار كويس وإن شاء الله خير

-اختبار لايه يعني؟

-هو فضل فتره كبيره في مصحة يعني...

قضم حديثه ينتقي الكلمات لكنه لم يجد وصف أخر فأكمل:

-زباله والمعامله هناك كانت زباله وطبعاً العلاج كان عشوائي...احنا إستلمناه في مرحله حرجه جداً وبنحاول معاه وان شاءالله الوضع يكون بيتحسن.


انكمشت بزياده تتمسك بماهر الذي سأل:

-يعني نقدر ندخله دلوقتي؟

-اه طبعاً يا ماهر بيه بس هما خمس دقايق على ساعتك هو اصلا الزيارة ممنوعه عنه بس أنا عملت لكم انتم إكسبشن عشان بتقول بنته..مش هي بنته بردو؟

-اه والله مانت شوفت البطاقة.

-تمام يا أنسه انفضلي.

=مدام على فكرة.

قالها ماهر مصححاً بضيق لينظر الطبيب بإستغراب يراه معتوه ثم أكمل:

-سوري..أتفضلوا.

دلفت معه للداخل وهي تهز رأسها بجنون منه تردد:

-ابقى سجلها على شرايط بعد كده، خلاص خليتني مدام بالعافيه؟!

تبسم يتقدم معها وهو يقول:

-لا لسه بس هخليكي مدام، وبالرضا مش بالعافيه.

ضمها له بحميميه وحراره جعلتها تهتز لثواني ثم انتفضت تتذكر أين هما الأاان..ماهر حقاً يقودها للجنون.

وقفت تنظر حولها للغرفه النظيفه جداً وعصريه لكنها فارغه من والدها تسأل أين هو...لحظتها أنفتح باب الحمام وخرج منه الممرض يسحب معه والدها...إنه هو....كانت لونا تشبهه لحد كبير..انه النسخه المذكرة منها...جميل مثلها لكن بوجه شاحب وجسد صار هزيل وكذلك كان طويل الجزع..لونا أقصر بكثير.


تركت يد ماهر و وقفت لوحدها تطالعه..فاضت عيناها بالدموع تسأل هل يتذكرها؟! ولما صار هزيل هكذا؟!


اقتربت منه تحتضنه ليجعد مابين حاجبيه ثواني وانفرجت ملامحه يردد:

-لونا..بنتي حبيبتي...وحشتيني.


تهلل وجهها تسأله:

-بابا انت فاكرني؟

-حد ينسى روحه يا لونا؟


ثواني وتجلى الخوف على ملامحه يقول:

-أهربي..أهوبي يا لونا..أنا سايب لك فلوس كتير..خديها ومش مهم البيت سبيهولوا..خدي الفلوس وسافري وماتقلقيش عليا..المهم مايعرفش يوصلك.

-هو مين

-أنور..عمك..هو..هو السبب..كان هيموتني..مش هيسيبك في حالك..أهربي...أهربي.


ارتعبت...ليس من عمها..بل من الحالة التي وصل لها والدها.


نظرت لماهر بخوف ورعب تشعر بقلة الحيلة فقالت:

-ماتخافش يابابا انا.


انتفض يصرخ فيها:

-أهربي بقولك...خدي الفلوس وسيبي له البلد كلها مش مهم البيت انا هنا مرعوب عليكي.

حاول ماهر التدخل يقول:

-ماتقلقش يا عمي..لونا في حمايتي ماحدش يقدر يقرب منها.


اهتز محمد يقول بجنون كأن هناك صاعق كهربائي موصل به يهزي:

-لا لا..بردو.

-ياعمي لونا تبقى مراتي..أنا اتجوزت بنتك..انت مش فاكرني.. الي جبتك المصحه هنا.


هز محمد رأسه بجنون يقول:

-مش فاكرك مش فاك...

توقف عن الحديث ونظر له يسأله :

-إنت إتجوزت بنتي؟


ضم ماهر لونا لأحضانه وقال مبتسماً:

-أيوه...أنا ماهر إبن خالها وعمها مايقدرش يهوب ناحيتها ..مايقدرش اصلا يجرب ينطق إسمها.

دار محمد برأسه يغمض عيناه ويفتحهم ثم قال:

-لا ..لا..


صمت يضيق عيناه وينطر لهما بإستهجان ثم يسأل:

-أنتو مين أصلا؟!

-أصلاً ؟!

سأل ماهر تحيّناً مع شهقة لونا المصدومة من ذلك الإنقلاب المفاجئ والسريع.


________سوما العربي _________

جلست لجواره حزينه مشتته تشعر بالضياع..وضعها غير واضح وغير مريح ولا مفسر ...الإحباط يسيطر عليها من كل النواحي.


حالتها كانت صعبه جداً عليها وعليه..مد يده يضمها لأحضانه بيده الحره مردداً:

-أهدي يا حبيبي...مش الدكتور طمنك وقالك ان ده طبيعي بل ان في تقدم لأنه افتكرك وافتكر أحداث مهمه؟ ليه بتعيطي يا روحي؟

-اتخضيت.. وهو كان واحشني...مش عارفه أخرة كل ده ايه؟ منه لله عمي..أه صحيح..الفلوس.


زاغت عيناه وأرتبك في جلسته يسب ويلعن...لما تذكرت.


التفت له تسأل:

-هو انت مش هتجيب لي فلوسي من عمي؟! بابا فاكر انها معايا.

حمحم بحرج يقول:

-اه ...هجيبها أكيد

-أمتى؟

نظر لها بتوتر يراها تضيق عليه الخناق ولن يفلح التسويف هي تريد ميعاد ثابت..فلجأ للمراوغة يسأل:

-ايه يا روحي مالك النهاردة..

-لا بس اصلك عمال تعرف الناس كلها عليا على أني مدام.. قولت لبابا انك جوزي وقهرت الراجل بيعرف خبر جواز بنته من الناس و ولا همك..يبقى تعمل بالموضوع بقا وتجيب لمراتك حقوقها ولا ايه؟!!!

-عندك حق..من بكره هتحرك في الموضوع ده يا حبيبتي.


قالها بمهادنة..مضطر..لونا تريد جواب واضح فلم يجد بد من المسكنات لكنها صرخت في وجهه:

-ماتبطل بقا.

-لونا ماتعليش صوتك عليا..أول وأخر مره تزعقي فيا كده وبعدين أبطل ايه؟!

-بطل كلامك وتصرفاتك دي...عمال تلزقني فيك وتحضني وكل كلامك معايا يا حبيبي وياروحي بطل تقولي كده.


رمش بأهدابه وهو مازال يقود ورد صادقاً تلك المرة:

-عشان انتي روحي بجد يا لونا.. أنا بقت روحي فيكي.

زمت شفتيها تردد:

-أمم..والمفروض اصدق..ده انا فاكرة اول لما جبتني بيتكم وكنت بكلمك اقولك عربيتك حلوة بفتح كلام لطيف معاك عشان تتقبلني كبنت عمتك..رديت عليا قولت لي خليكي في حالك... الكلام البسيط ماكنتش متقبله مني؟ فجأة كده بقيت حبيبتك؟ 


هز رأسه يقول بصدق:

-أعمل إيه انتي شخصية مستفزة.

-أفندم؟!!!!!!


سألت بصدمه تراه يسبها لا تدرّك إنه يمدحها مدح بالغ المعاني


فصل حديثهم صوت هاتفه يعلن عن إتصال من شقيقته فجاوب على الفور يسمعها تسأله:

-ايه يا ماهر انتو فين؟ جميلة هنا هي وعيلتها وكلنا مستنينكم على الغدا.

زم شفتيه بضيق ثم قال:

-لا يا جنا اتغدوا انتو انا هتأخر.

-ازاي وجميلة الي هنا دي..الو...


اغلق الإتصال كي لا تطلب منه إستفسار واغلق الهاتف كله حتى لا يتصلوا به.


وصار بإتجاه البيت دون كلمه حتى وصل..سحبها من ذراعها لأنها كانت تجلس مازالت غاضبه من تصريحه انها مستفزه 


دلف للداخل يصعد غرفتها يعلم ان البيت خال من الجميع لا يوجد سوى والدته بفراشها...ولج بها لغرفتها يغلق الباب عليهما نظرت له بضيق وغضب تسأله:

-أنت بتقفل الباب بالمفتاح ليه؟!

-عشان أشرحلك براحتنا

-تشرح لي ايه

-إنك فعلا مستفزة

-تاني ؟

سحب نفس عميق...حاول الشرح يقول:

-أيوه يا لونا...انتي في حاجات مابتبقيش مدركاها...انتي جميله ومميزه لدرجة مستفزه بتخلي اي ولد يستفز منك لانك بتكوني عجباه بس خايف اصلا يقرب متوقع انك هتصديه..مين يقول ان بنت زيك ممكن تبص لأي واحد عادي..انتي عارفه يا لونا ليه الناس في المنطقة عندكم صدقت كلام عمك؟!

-ليه؟! أنا عمري ما عملت حاجة غلط وكنت بعامل الكل بإحترام.

-صدقوه عشان هما ماصدقوا اصلا لقوا عيب فيكي..شاب مش عارف يوصلك..بنت غيرانه منك حتى الستات الكبار والرجالة الي من منطقتك وعابوا فيكي لما دورت وراهم لاقيت كل حد فيهم عنده بنت بيقارنها بيكي..شوفتك بس بتنغص عليهم عيشتهم..وجودك في اي مكان بيوتر الجو..ايه مش بتلاحظي كده من زمان؟!


همست بضياع وقد عاودها شعور بلحظات أليمه:

-أيوه...كنت بحس بالرفض...أنهم رافضيني وأني مش مقبوله وبيقولوا عليا بتسهوك.

-عشان هما عايزينك تبقي دكر زيهم...وانتي أنثى..أنثى زي ما أنزل في الكتاب.


قالها وهو يغرق عنقها بقبلاته يطمئنها بهمسه:

-لازم يغيروا منك يا لونا ...غصب عنهم..أعذريهم.

ذوبها بكلماته فأغمضت عينيها تسمعه وهو يقول:

-أنا بحبك...خليكي معايا...عمرك ماهتندمي والله..ماحدش هيحبك قدي...بحبك والله.


قالها بعدما نجح كلياً بتغليف عقلها..يضمها لأحضانه وقد تخلص من ثيابه بلحظه هامساً:

-عايز أبقى جوزك يا لونا..موافقه يا روحي؟! عرفت باباكي كمان..همممم؟؟ وافقي عشان خاطري.


عضت على شفتيها...لسانه يطلب الأذن لكنه بالفعل بدأ يفعل غير منتظر السماح يلمسها بلمسات تذيب الحجر ويهمس في أذنها بوصف بالغ ..قاتل..ذوبها...لكن لسانه مازال يتوسل لتوافق:

-موافقه يا روحي؟ وافقي بقا..وافقي..


كانت لحظة ضعف نجح في إستغلالها...ماهر كان ماهر جداً فيما يفعل...لن يترك لونا...لن يتركها الا وهي له كما يظن..


الحلقة الثانية عشر 


هل سمعت يوماً عن تمام الذوبان...تلك كانت هي حالته 


ماهر ذائب في جسد فتاته وحبيبته....لونا.


ماهر قد أخذ كل الحظ من اسمه وكان له منه نصيب فقد كان ماهر بالفعل...وتجلت المهاره بصناعته الفرصه وليس فقط في إستغلالها.


لم يكن ليتركها وأقسم على أن يأخذ كل مايريده منها..حرارته تعدت الستون...واخيراً حبيته بين يديه وسيجعلها زوجته في الحال.


ماهر لم يكن خام ولا بكراً...كانت له تجارب سابقه...لم تكن كثيرة لكنه خبير....وبخبرته علم أن للونا حلاوة ولذة لايوجد لهما مثيل.


ضرب الدم في عروقه وطفحت بمعدته الفراشات معها..القرب من لونا جحيم واعر هو اكثر من مستلذ فيه.

يلتقم شقتيها في قبلات ذائبة وأنفاسه سخينة يهمس لها بحرارة:

-ماتخافيش يا روحي.

لكنها كانت لاتزال تهز رأسها رافضه وهو غير مكتوث بالرفض مستمر في تقبيلها يبتلع صرختها الضعيفة من بين قبلاته.


دارت به الدنيا....وفرقعت داخله مفرقعات ناريه من الفرحه..يشعر انه على أعلى قمه في العالم يشعر بالهواء يحمله من السعاده...بداخله ثورات من المشاعر كلها متداخله تفقده صوابه..لقد امتلك لونا.


لم يزد عليها وقرر تأجيل متعته الكاملة الان،قبل جبهتها بأنفاس لاهثه يردد:

-مبروك يا روحي.

اعتدل بجوارها يضمها لجسده العاري بحب كبير،ممتن..السعاده طافحه على وجهه...وأسبل جفناه بفرحه غمرته ونشوه تملكته ولم يكد ان يغلقهما الا وفتحهما على صوت بكائها الذي صدر فجأة.

انتفض منتصباً يلتف لها يقلبها بين يديه متسائلاً:

-لونا...حبيبي...مالك...انا وجعتك؟! حاسه بأيه..لونا.


لكنها كانت تبكي....وكلما بكت زاد رعبه وهمس بخوف واضح:

-لونا...ماتوقعيش قلبي ..قوليلي ياروحي فيكي ايه؟! طب نروح لدكتور؟!


هزت رأسها نفياً وهي لازالت تبكي...سكاكين حادة وشرحت صدره وقد فهم عليها...هي نادمه وحزينه على إمتلاكه لها.


وضع يده على فمه يدرك وقوعه بالكارثه...حبيبته لا تحبه ولا تتقبله.


مسح على وجهه لثواني ثم أزاح يده من على وجهه وأعتدل لجوارها يضمها له عنوة ثم قال:

-طب تعالي في حضني وأهدي.

جسدها كان متشنج رافض ضمته..مسح على جسدها بكفه يهدهدها بحنان بالغ وهو لا يتوقف عن الحديث:

-أنا بحبك يالونا...كان لازم تعرفي ان كل حاجة وليها أخر وانا ماكنتش هفضل ماسك نفسي عنك كتير.

زادت حدة بكائها يهتز جسدها وتحاول منع يده من المسح على جسمها لمنع منعها ويستمر فيما كان يفعل قائلاً:

-حد يعيط في لحظة زي دي...دي أحلى لحظة في حياتي كلها.. طب ايه يرضيكي وانا أعمله؟ والله الي هتقولي عليه دلوقتي هعمله.


سكنت لثواني ...توقف بكائها ورفعت وجهها الأبيض المشرئب بالحمرة تنظر له  ليقول:

-عايزه فلوسك من عمك هجيبها لك بكرة لو عايزه..عايزاني أعلن جوازنا هعلنه مع ان كله عارف يعني مش فاضل غير بابا وجدي وعمي و ولادهم...أنا بحبك وشاريكي يا لونا وهعملك كل الي انتي عايزاه بس خليكي معايا ...نفسي أشوف فرحتك على اي حاجة بتحصل بينا..قولي ايه الي عايزاه وانا هعمله.


كانت صامته تماماً ولم تجيب، توقف بكائها فقط ،نطر عليها نظرة شموليه تفتكه بسحرها،وضعهما بالأساس كان مهلك وهما بأحضان بعضهما دون ساتر، مال على أذنها يخبرها مايشعر وما تفعله به دون مجهود منها، كلماته كانت صادقه يحسها بالفعل أخبرها عن مدى أنوثتها التي ذوبته بل سحقته تماماً ثم توقفت شفيته عن الحديث وابتدأ حديث أخر أكثر حرارة وسخونه.


ذوبها هو ايضاً كما ذوبته وهي تسمع حديثه وترى بعيناه مدى ولهه وتولته بها..فتراخى جسدها من بعد التشنج وبدأ يميل عليها شيئاً فشيئاً يريد المزيد منها لكنها اطلقت آاهه عالية متألمة أنذرته.


ففصل قبلته بصعوبه ونظر لها يهمس متسائلاً:

-موجوعه ؟ صح؟

بللت شفتيها بتوتر ليعيد خصلات شعرها خلف أذنها يطالعها بإبتسامة سعيدة يتخللها الفخر والانتصار ثم قال:

-ثواني يا حبيبي.


حاول بسرعه إرتداء شورت قطني يستر جزعه السفلي ثم ازاح مفرش السرير من على جسده وأستقام يدلف للمرحاض ولم يغيب بالداخل فقد خرج بعد ثواني ليحملها بين ذراعيه وهي تشهق متفاجئة:

-هتعمل أيه يا ماهر؟


توقف لحظتها وقد تشكلت على ثغره إبتسامة حلوة ثم قبل جبينها يردد:

-أحلى ماهر بسمعها منك يا لونا.

طالعته بتيه فيما تحرك هو باتجاه المرحاض تشعر بجسدها العاري ينزل للمياه الدافئة وماهر لجوارها يساعدها:

-المايه الدافيه هتفك كل التشنجات دي يا روح ماهر.


رفعت أنظارها له وبعيناها غابات من التيه وتساؤلات تكفي ليوم يبعثون، طالع عيناها وتنهد بدفء ثم أردف:

-بلاش تتوهي كده وتخافي...مش عايز اشوف الخوف في عيونك..لما جدي يرجع هفاتحه في موضوعنا وبعدها بابا وعمي ولا تحبي أجمعهم كلهم وأقولهم؟

-مش عارفة...مش عارفة.

قالتها بتعب حقيقي لتهتز عيناه ويسأل وهو يضع الماء الدافيء فوق جسدها:

-أنتي مشكلتك الحقيقية فيا انا اصلا، اني ماهر مش كده؟


صمتت وبصمتها أعطته الجواب ليهمس:

-كنت عارف.


رفعت له عيناها من جديد لترى بهم حزن عظيم فأصابها الإشفاق لذا قالت:

-خلاص قول لجدّك الأول وهو يقول لعمك وباباك بلاش تولع البيت حريقه مره واحده.


تهللت ملامحه وكاد ان يتحدث لكنها همست:

-بس...وخطوبتك؟!

-هلغيها...انا ماكنتش عايزها أصلا 

ضحكت ساخره:

-ايه جبروك؟!

-انا ماحدش يقدر يجبرني على حاجة، بس انا فعلاً مش موافق وأول مرة أشوف حد بيعمل كده هما تقريباً طلبوني للجواز.


ضحكت رغم ألمها ليبتسم هو الأخر متسائلاً:

-بقيتي أحسن شويه؟


شعرت بالحرج من سؤاله وكل ما تشعر به جديد عليها،هزت رأسها بخجل أضحكه ليقول:

-طيب تعالي ألبسك.


ماهر ورغم عيوبه التي تجعله شخص غير مبلوع بالنسبة لها إلا انه كان حنووون، يمتلك حنان فياض مغلف ومزوق بكياسته وهيبته علاوة على وسامته...فهي وهي تقف بين يديه يساعدها كي تنهض من حوض الأستحمام يزيح عنها الصابون  كانت تنظر له بتيه شديد لكنها انتبهت ما ان هم بلمسها وانتفضت رافضه ازاحة ما يستر عوراتها عنه تقول:

-لا بلاش...أطلع وهكمل أنا.


ليهمس برفق:

-بس أنا حابب أساعدك وعايز أريحك.

-لا لا.. كده تمام.


زم شفتيه بإبتسامة متفهمه ثم قال:

-تمام..هستناكي برا لو إحتاجتيني ناديلي.


هزت رأسها موافقة فخرج من المرحاض وعلى شفتيه إبتسامة سعيدة جدا يخلخل أصابعه في خصلاته الكثيفة لا تسعه الغرفه من السعاده يدرك لقد صار هو ولونته زوج وزوجه...تقافزت دقات قلبه وهو يقترب من الفراش الشاهد على تمام زواجهم.


يجلس على طرفه مبصراً قطرات الدماء المبقعه على ملائة سريرها...مد أصابعه يتحسسها بسعاده وبداخلة شعور لا يوصف وكأنه قد حصل على أثمن شيء في الدنيا.


تزامناً مع خروج لونا من المرحاض تسير ببطء تراه يتحسس البقعه الحمراء لتهتز داخلياً خصوصاً وهي ترى تلك الفرحة الباديه على ملامحه بقوة.


طالعها بمزيج من الحب والفخر والتملك يبتسم لها...نظرته كانت وكأنه يشكرها على ما أهدته إياه.


ثم وقف من فوره يبدل ملائة السرير يضمها لصدره ويغمض عيناه ومن بعدها يتقدم منها يساعدها لتتسطح على الفراش ...ثواني وانضم لها يجذبها لأحضانه بصمت تام..فقط صوت تنهيداته الحارة تتحدث عن ثوران مشاعره وما يشعر به.

تشعر به يعتصرها بين ذراعيه يطبعها على جسده أزيد واقوى مردداً:

-يا أحلى يوم في عمري.

لم تجيب...لا صد ولا رد..وهو لا يرحم بل ابعدها لثانيه عن أحضانه مردداً:

-ردي عليا بأي حاجه طيب.


أسبلت جفناها بتعب ليتنهد بقلة حيلة ومالبث أن تبسم بأمل قائلاً:

-طيب ايه رأيك نروح لماما...تعالي.


قالها بحماس ثم وقف وساعدها لتقف هي الاخرى ببطء شديد، أوقفها بين يديه يضع فوقها فستان قطني مريح ثم أجلسها بهدوء قائلاً:

-أستنيني دقيقه وجاي.

-رايح فين؟

ابتسم يعتقدها لا ترغب في الإبتعاد عنها ليجيب:

-هاخد دش في دقيقة وجاي.


شاهدته يدلف لمرحاض غرفتها فسألت:

-هنا

-اه.

رد ببساطة ثم دلف للداخل يغلق الباب لتجلس هي على الفراش وحيده تفكر فيما جرى والى اين هي ذاهبه وهل ماهر جيد ويحبها كما يزعم؟! هل تسلم لتلك الحياه وتتأقلم على كونه زوجها؟ هل ما صار هو الصحيح لها والأفضل...سحبت نفس عميق تتذكر وعده بأن ان يجلب لها حقها من عمها ويعرف الباقي من عائلته على حقيقة زواجهم.


تنهدت تفكر هل من ال.....لكنه قطع عليها وصلة التفكير..لم يتأخر بالداخل ..لم يكن ليتركها كثيراً وحدها تتعمق في التفكير وربما تندم..سيقفز لها حتى بعقلها يجلس فيه.


خرج على عجاله يقول وهو يتقدم من مرأة زينتها:

-خلصت.

رأته يلتقط فرشاة شعرها يمشط به خصلات شعره المبللة فهتفت:

-أنت بتعمل ايه دي فرش شعري.

نظر لها من خلال المرآة وهو يردد:

-حاجتك حاجتي خلاص..ولا ايه؟!

صمتت تنظر له وعقلها يشرد متذكره ذلك اليوم الذي طلبا فيه چنا منها ان تصنع له طبق اللازانيا الذي يعشقه وقد أعدته بود قاصده التقرب منه كشقيق وكيف عاد يومها وهو ......


قاطع ذاكرتها يقصها ...كلما غامت عيناها أدرك انها شردت منه بعيداً تصل عند ردات فعله المتعجرفة عليها فقربه منها يضمها له ثم قبل وجنتها المنتفخه قائلاً:

-حبيبي سرحان في ايه؟

-ولا حاجة 

-طب يالا نروح لماما نلحقها قبل ما تنام.


جذبها برفق فخرجت معه ودلفا لغرفة والدته يبتسم بخفه وهو يسحب لونا معه مردداً:

-مساء الفل على ست الكل.


شملته والدته بنظره كامله ترى عزيزها متغير...صوته وكأنه يزغرد..نظرتها كانت شموليه،ضمت لونا فيها ...وردت بتوجس:

-مساء النور يا حبيبي.


نظرت على شعراته المبللة وكذلك لونا وشبكت يدهم ببعض لتتوجس زياده ثم سألت:

-أنت كويس يا ماهر.


أبتسم وقد فهم عليها منذ شملته بنظرتها وخبرة السنين تحكم  ليرد:

-قوي قوي يا ماما...عمري ما كنت كويس أد النهاردة.


منحته نظرة مترقبة ومستهجنة كذلك لتتسع عيناها وهي تراه يضم لونا له ويقول بغبطة:

-أنا ولونا أتجوزنا بجد يا ماما.


إتسعت عيناها ...هذا ما كانت تخشاه...نظرت على لونا المكموشة بجواره ...الفتاة تبدو مغصوبة على ما فعلت وغير مرحبة.


فسألت:

-أنتي موافقة يا لونا؟

حلت لحظة صمت ورفعت لونا عيناها لوالدته ...تشعر ان هذا السؤال قد جاء بوقت متأخر فلم تجيب.


ليضمها ماهر ويجيب عوضاً عنها:

-ماتقلقيش يا ماما.

-ماقلقش ازاي يابني وانت ماحدش عارف

-كل أهلها عارفين حتى باباها عرفته والنهارده هعرف جدي

-والله؟ وخطوبتك على بنت أبو العينين الي اكيد ابوك باني عليها مكاسب أد كده؟!


أسبل جفناه بتعب يقول:

-يا ماما بقااا.. أنا عريس جديد ومبسوط دلوقتي ...سبيني أفرح بمراتي شويه و..


قاطعته ببعض الحده:

-وايه يا ماهر ..مالازم تحط النقط فوق الحروف وبعدين بقّا الجوازة دي عشان تبقى شرعيه مش بس تعرف جدك والناس لا.


ابتعدت لونا عنه بقلق أنتابها وسأل هو:

-أمال؟!!

-فين مهرها؟! فين شبكتها؟! أداكي مهر يا لونا؟!


سألت بحق الله وهي تنظر للونا التي نظرت بدورها لماهر فأهتزت عيناه وقال:

-حاضر...بكره هعملها حساب في البنك و احطلها فيه المبلغ الي تطلبه.

قبل وجنتها بسعاده أمام والدته دون خجل يسأل:

-هااا؟! كده حلو؟! مبسوطه ياستي؟


لتكمل والدته:

-وشبكتها؟

-حاضر دلوقتي حالا تطلب الي عايزاه أون لاين ويجي لها.

-النهاردة يا ماهر..تكلم جدك النهارده مش بكره...والا مايبقاش اسمه جواز سامع.

-ياستي حاااضر..حاضر سامع والله وبعدين فين شغل الحموات؟! انتي مبدلة الأدوار ليه؟!

-دي وليه وانا عندي ولايا وبعدين دي امها كانت حبيبتي 

-وأنا ابنك والله ياست..ابنك وشيفاه إتجوز ومبسوط وطاير من الفرحه مش تفرحي له؟


نظرت الأم للونا بحاجب مرفوع مستعجبه ومندهشة تردد:

-طاير من الفرحه؟! أول مرة يقولها...بركاتك يا لونا شكلك قدرتي على ماهر الي ماحدش كان مالي عينه.

ضم ماهر لونا لصدره مردداً:

-شوفتي بقا.


تبسمت الأم وقالت:

-ربنا يهنيكم يا حبيبي...

ناظرتهم بإبتسامة يشوبها بعض القلق ثم غالبت قلقها وقالت:

-يالا قوموا يالا وقتكوا معايا خلص..قوم من هنا يالا ده معاد نومي.

-بتطردي ضناكي يا أمي؟!!


قالها بصيغه دراميه لترد عليه:

-ده انت ضيعت خالص...بركات لونا دي.

-بتقلشي على ابنك...أنا هاخد مراتي وامشي...ومن غير سلام عليكم..هه.


ثم التف مغادراً وتركها تضحك عليه لكن تأمل ان يسير كل شيء على ما يرام.


تحركت لغرفتها بخطوات بطيئة تراه يتقدم معها ليدلف للداخل فأعترضته تسأل:

-رايح فين؟

-ايه داخل معاكي

-أاانا تعبانة ومحتاجة أنام

-وأنا جداً...يالا بينا بقا

-مش هينفع 

دفعها برفق للداخل مردداً:

-لا انا مالحقتش أشبع منك.


دلف معها للداخل يجلس على الفراش ويسبحها لتجلس في أحضانه قائلاً:

-همم قوليلي بقا ..تحبي شبكتك تكون ايه؟ بتحبي الألماظ؟


وهو يحدثها لمحت عيناه شيء فوقف من فوره يقول:

-استني ثواني

تابعته بقلق تراه يأخذ ملائة السرير يطويها بعناية واهتمام ثم يقول:

-هروح أوضتي وجاي لك.

-أستنى رايح فين؟

-ثواني بس.


أخذ الملائة معه وغادر وبعد دقيقه عاد بفرحه وسعاده يوصد باب غرفتها عليهما فسألت:

-أخدت الملاية فين؟!

-في خرنتي...انا عندي خرنة بحتفظ فيها بأي حاجة نادرة وغالية عليا.


لم تكن تفهمه ...هي بالأساس في حالة مغلفه من التيه والخوف والانسحار لم تشكل رأي أو تتخذ موقفاً.


صمتت ولم تملك ما قد تجيب به ليقترب منها مقبلاً وجنتها بحرارة يهمس:

-وحشتيني..

زادت سخونة أنفاسه ومعها قبلاته يغمرها بها يهلكها ويذوبها كما تفعل هي به يحاول أن يوصلها لما تفعله به دون قصد او مجهود.


يشملها بذراعيه يدغدغها ويسلب عقلها يشوش عليه بكلمات غزله المسكرة حتى إستحوذ عليها كلياً وسلب عقل كليمها فأنقضى الليل وهو معها ولم يتحدث مع جده.


صباح يوم جديد


إستيقظ يفتح عيناه ويبتسم بسعاده متناهية وقد إبتداء صباحه بأجمل منظر قد يصطبح عليه اي أحد حيث كان ينام عاريا ولونا تتوسد صدره عارية هي الأخرى وشعرها يغطي وجهها.


مد يده يزيح شعرها من على وجهها يتأمل جمال لونته...عاد للخلف يضحك بجنون من الفرحه....ياللهي لا يصدق...لقد تزوج لونا...أصبحت زوجته فعلياً وليس ورقياً فقط.


إعتدل في فراشه بقلق وكذلك لونا استيقظت على صوت رنين هاتفه فتناوله يبصر إسم والده ففتح المكالمة:

-ألو

اندفع صوت والده يسأل بحده:

-انت فين يا ماهر بيه...عارف الساعه بقت كام؟

-كام؟

-١٢ الضهر يا باشا..ياريت تيجي على الشركه لعندي عايزك انا وعمك في موضوع ضروري سامع...ضروري.


اغلق الهاتف معه يرمش بأهدابه...يااااه ...لقد تأخر الوقت كثيراً ولم يشعر بمروره ...نظر للونا وابتسم..كل الحق عليها وعلى جمالها ودلالها وغنجها الفطري الذي أذهب عقله.


بعد ساعه تقريباً 


كان يصف سيارته أمام الشركه بتأفف مردداً:

-طب انا نازل مضطر ساعه وهرجع انتي ايه نزلك المفروض إننا عرسان جداد.


رمشت بأهدابها...زلزلتها الكلمة لكنها صمتت ومن ثم قالت:

-جيت معاك نكلم جدك مش كفايه قفلت علينا الباب ونمنا وماقولتلوش حاجه وكمان نسيت كلامك؟

-كلام ايه؟!

-مهري..وفلوسي الي عند عمي.


عض باطن فكه يشعر بالخطر ليقول:

-أممم ..حاضر..هتاخديهم..أستني...هاتي بطاقتك.

-ليه؟!

-الله مش عايزه تاخدي حقك هاتي البطاقه هحتاجها.

-في إيه ؟!

-يالا يا لونا بقا عشان عندي إجتماع دلوقتي 


اخرجت بطاقتها وأعطتها له فقال:

-شطورة...يالا بقا اطلعي أستنيني في مكتبي

-ليه ما أروح شغلي

-شغلك؟! لا أستنيني في مكتبي الأول عايزك هخلص اجتماعي مع بابا وعمي ورؤساء الأقسام واجيلك يا مراتي يا حلوة انتي..يالا بقا هتأخر


فتحركت مضطرة تنفذ ما قاله وهو نظر عليها يتنهد بسعاده وشغف يشعر انها قد أكلت عقله بحق لكن لمعت عيناه بوميض غريب وقد تذكر أمر مهرها وأموالها ليخرج هاتفه ويرسل رسالة لشخص ما ثم يتحرك بإتجاه مكتب عمه.


دلف للداخل ينظر بإستغراب وهو يلاحظ خلو المكتب من اي رؤساء أقسام كما أعتقد فسأل:

-فين الاجتماع هو انا جاي بدري قوي ولا متأخر؟

ليقول عمه بحذر:

-إتأكد ان السكرتيره مش برا

نظر ماهر على مكتبها ليراه خالي بالفعل فقال:

-مش برا...هو في إيه؟


نظر له والده عزام بحده وكله عزم ليقول:

-إقفل الباب كويس وتعالى والي هيتقال بينا احنا التلاته لو طلع برا قبل أوانه إنت حر...اقفل الباب بقولك كويس وتعالى.


بعد مرور نصف ساعه أو أزيد...خرج ماهر من غرفته عمه وقلبه مقبوض،عقله مشوش، يشعر بالعجز والرفض الشديد 


صار في الرواق المؤدي لغرفة مكتبه يمسح على وجهه بتعب وقلة حيلة يسأل كيف سيتصرف إذاء تلك المصيبة المصمم على فعلها والده وعمه؟


خطواته مترنحه يشعر بالتعب ليتصادف مع دينا مساعدته تقول:

-إستاذ جمال من الشهر العقاري منتظر حضرتك جوا

-ماشي هروح له


-و..

-في ايه؟!

-أنسه لونا جوا مستنياك من بدري بتقول ان..

-أيوه ايوه وبعد كده لونا تيجي اي وقت...أطلبي لنا قهوة مظبوطة لو سمحتي يا دينا.

-حاضر.

هزت كتفيها مستغربه لكنها غادرت تنفذ ماطلب دون اي تدخل منها، فيما دلف ماهر للداخل بتعب يرى لونا تجلس على الأريكه وأمام مكتبه يجلس السيد جمال الذي ما أن رأه حتى وقف يحييه بأحترام:

-أهلاً أهلا ماهر باشا

-أهلا بيك يا أستاذ جمال، ياترى كله جاهز

-جاهز يافندم على الإمضاء 

-عظيم..طول عمرك جاهز يا أستاذ جمال.


كل ذلك يجري بوجود لونا التي تتابع ولا تتابع لا تهتم كثيراً تعتقده عمل يخصه الا انه فاجئها قائلاً:

-تعالي يالا يا لونا أمضي.

وقفت مستهجنة تسأل:

-أمضي؟! على أيه؟!

-مش عايزه مهرك..تعالي يالا الراجل واقف.


تقدمت بغضب مكبوت تسأل:

-ماشي بس أعرف 

-يالاا يا لونا.


قالها من بين أسنانه لتخاف وتتقدم توقع على الأوراق فيقول:

-مبروك عليكي يا حبيبتي...شكراً يا أستاذ جمال

-العفو ياباشا...هستأذن انا بقا.


غادر جمال والتف ماهر كي يجلس لكن لونا قالت:

-ممكن افهم؟ ايه ده؟!


ابتسم يقول:

-ماهر لما بيوعد لازم يوفي...مش انا وعدتك أرجع لك فلوس عمك وكمان تاخذي مهرك؟

-وبعدين 

-أهو يا روحي بين أيديكي فلوس عمك ومهرك

-ده الي هو ايه ..دول شويه ورق

-اقري يا لونا...ده عقد شركة خشب كبيرة جداً تقدر بكذا مليون


احتدت عيناها والقت الأوراق من يدها تصرخ بحده:

-نعععم؟

هتف ببراءة:

-ايه يا روحي؟! في حاجه؟!

-دي شركة أخشاب 

-اه ...تجارة مربحه ومضمونه 

-أنا مش هعرف أديرها انا مش بفهم في الشغل ده؟

-انا بقا شاربه...مش عايزك تتعبي نفسك...أنا هديرها لك

احتدت عيناها بغيظ وغضب وهمت لتصرخ عليه لكنه قاطعها يقف قائلاً:

-لا لا...أجلي الخناقة بليز وخليني أروح انفذ باقي شروطكم واعرف جدي بدل ما الوقت يسرقنا تاني.


تنهد بحزن مكملاً:

-ماحدش عارف بكرة فيه ايه.


خرج وتركها خلفه يذهب لعند جده يفتح الباب ويدلف لا يعرف كيف يواجهه...لكنه حسم أمره و ولج للداخل 


تقدم مبتسماً بتوتر ثم قال:

-صباح الخير.

التف الجد يقول مبتسماً:

-قصدك مساء الخير...ناموسيتك كحلي..كنت فين خطيبتك جت امبارح النادي وكان شكلنا زباله وانت مش موجود يوم أجازتك.


صمت ماهر اقلقه حين ما وجد رد على حديثه فسأل:

-في إيه يا ماهر؟

تحفز ماهر وقال :

-جدي انا اتجوزت لونا.


وقف الجد بصدمة وتخبط لا تسعفه قدميه يردد:

-أيه؟! قصدك عايز تتجوزها مش كده؟!! إنطق


زم ماهر شفتيه بأسف وهز رأسه نفياً يقول:

-لا...إتجوزتها.


دارت الدنيا بمحمد الوراقي يشعو بالماضي وكأنه وحش يداهمه وتقدم لعنده يسأل:

-على الورق بس مش كده؟!

-لأ.

ليصدم ماهر بكف الجد على وجهه يضربه واحد تلو الآخر يردد بهذيان وجنون:

-يا كلب ياكلب ياكلب ياكلب ياًكلب ياكلب.


ظل يسبه ومن وهو يناوله بالكفوف على وجهه حتى إنهار بين يديه و وقّع أرضاً وماهر يصرخ:

-جدي..جدي....


#سيطرة_ناعمة١٣


وقف بالمستشفى يأكله القلق ينظر على جده عبر الحاجز الزجاجي يراهم وهم يوصلونه بخراطيم الأجهزة الطبية وهو غائب عن الوعي تماماً.


مر بعض الوقت حتى خرج الطبيب من عنده وتقدم ماهر بلهفه يسأل:

-خير يا دكتور

-للأسف الوضع مش مستقر ومش هقدر اقولك وضع الحالة ايه احنا حاطينه تحت الملاحظة وان شاء الله خير.


عاد بظهره للخلف يجلس على اقرب مقعد وارتمى عليه بتعب وخزي يعلم انه السبب في فيما جرى.


اخرج هاتفه من جيب سرواله بعد ارتفاع رنينه ليتنهد بتعب وهو يبصر اسم والده على شاشة الاتصال وفتح المكالمة:

-الو

-ايه يا ماهر في ايه ...بلغوني في الشركة ان الاسعاف جت واخدت جدك.. ايه اللي جرى؟ 


اطبق عيناه بتعب شديد لا يعرف كيف سيخبر والده ..تعدى الصمت لدقيقة مما دفع عزام للسؤال برعب:

-ماتنطق يا ماهر في ايه؟ يانهارك اسود؟ هو انت قولت له على الي هنعمله انا وعمك؟!

ليسارع ماهر في الرد نفياً:

-لا لا ...ماقولتش..ماقولتش

-والله؟! صدقتك انا كده؟! امال ايه الي ممكن يوقعه من طوله غير خبر زي ده؟

توتر ماهر..وباات بين نارين لكنه حسم أمره ...لقد خربت مالطا ..فلابد من ان يعلم الجميع لذا هتف :

-انا بس...


كاد ان يتحدث لولا اتصال منتظر برقم لونته جعله يتوتر ويرتبك..لقد تركها في مكتبه وحدها منذ فترة..بنفس اللحظة التي خرجت فيها الممرضة مسرعه من غرفة الانعاش فانتابه القلق وقال لوالده:

-انا لازم اقفل دلوقتي...سلام


وسارع في خطواته من الممرضة التي استعدت بدورها الطبيب يسألهما بخوف:

-في ايه؟!

لم يجب اي منهما عليه ودلفا للداخل يغلقون خلفهما الباب مانعين دخول اي شخص.


 و وقف ماهر خلف العازل الزجاجي يتابع ما يجري.


مرت دقائق الى ان خرج الطبيب من غرفة الانعاش ليتقدم منه ماهر متسائلاً:

-خير يا دكتور؟؟

تنهد الطبيب بتعب ثم قال:

-للأسف الوضع صعب جداً خصوصاً مع تقدمه في السن جسمه مش متحمل الجلطة وممكن تكون مسألة وقت 

تفزز جسد ماهر وقاطعه بلهفه:

-لا لا..ماتقولش كده...طب ...احنا ممكن نسفره وممكن...ممكن اجيب...

قاطعه الطبيب:

-مافيش أي حاجة ممكن تتعمل برا ازيد من هنا...جدك بردو في مرحلة الشيخوخة...مش بمنعك تعمل حاجة بس ده ولا هيقدم ولا وهيأخر.


تراخى جسده بتعب وبدأ يفرك جبهته يعلم انه السبب ولكن...تنهد بحيرة  وعقله يصرخ بجنون لما كانت رد فعله جنونيه هكذا..


حسناً ...يعلم انه قد تخطى الحدود ولم يتبع الخطوات الصحيحة للزواج من لونا وقد توقع غضب الجد ولكنه توقع كذلك تمريره للأمر وتقبله ولا بأس من المزيد من التوبيخ.


لكن ما جرى كان اكبر وأعظم وهو لم يتوقع ذلك.

مسح على عيناه بتعب لا يعلم كيف يتصرف...لحظتها تذكر لونا واتصالها به وانها الأن بمكتبه.

________سوما العربي__________


لقد تأخر كثيراً وهي ملت الجلوس بمفردها، لا تعلم لما طلب منها ألا تخرج من مكتبه.


لم تظل وتحركت تذهب باتجاه مكتبها القديم حيث زملائها يعملون على شغل المونتاج والدعاية.


دلفت ليبتسم لها المدير بتوتر:

-أنسة لونا..خير؟!

تلبكت في وقفتها..ظنته يوبخها على قدومها متأخرة فبالأساس الوقت المخصص للعمل قد شارف على الانتهاء وهي لتوها فقط حضرت


حاولت إجلاء صوتها ومن ثم قالت:

-انا والله جايه في ميعادي بس..اصل مستر ماهر كان طالب مني شوية حاجات اخلصها بس انا والله أول ما خلصت جيت على طول على هنا عشان أشوف شغلي.


جعد مديرها مابين حاجبيه ينظر لبقية الموظفين ثم يعود بالنظر لها ويسألها:

-هو ماهر بيه مابلغش حضرتك ولا ايه؟!

-يبلغني بأيه؟!!!

-مستر ماهر رفض توظيفك معانا هنا 

-نعم؟! ازاي؟ ده كان لسه معايا ماقلش حاجة زي كده!! طب...مايمكن حضرتك فهمت غلط او إختلط عليك الأمر مش اكتر.


زم طلعت شفتيه بأسف يجيبها:

-لأ...أنا متأكد من الي بقوله..حتى تقدري تسألي مديرة ال...

تابع حديثه بحماس وهو يرى غادة مديرة الاتش أر تمر بجوارهم فناداها:

-انسة غادة..أنسة غادة.


توقفت غادة ملتفه واحتقنت عيناها فوراً بالغضب والنفور ما ان أبصرت لونا مع طلعت فالتفت تتقدم بغرور وخيلاء تسأل مغترة:

-في ايه يا أستاذ طلعت؟

-أنا بحاول افهم أنسة لونا التعليمات الي قالها لنا مستر ماهر بس هي مصممة ان في حاجة غلط احنا مش فاهمينها.


صكت غادة أسنانها بغل ثم بدأت تتكلم:

-هو لو في حاجه غلط حاصلة فهو وجود واحده زيك ضايعه هنا...بس الحمدلله مستر ماهر راجل شويف وبيفهم اول ما عرف ان استاذ ماهر شغلك في قسم مهم جداً كده زي الجرافيك صحح كل ده فوراً وأمر اننا نحطك في مقامك الصح الي يناسبك..في البوفيه...هو ده توبك بصراحة .

تلقت صفعة قويه في صميم قلبها بطأ من ضربات قلبها..جف حلقها من الصدمة والإهانة ..بللت شفتيها تسأل:

-البوفيه؟!

-أممم ..وحتى شغلك في البوفيه وانك تخدمي على ناس زينا بردو كتير عليكي بصراحه بس هنقول ايه هو ماهر بيه طول عمره كده وياما شفق على ناس .


مهانة غادة لها كانت تزيد من جرحها وصدمتها وسألت بضياع لا تصدق ماحدث خصوصاً وقد بات طول ليلته في أحضانها يتوسلها ويخبرها كيف يعشق التراب الذي تسير عليه:

-البوفيه؟؟؟؟؟!!!!


ضحكت غادة شامته ثم أضافت:

-ههه مش مصدقة؟ عموما استاذ طلعت كان موجود معايا وتقدري تسأليه قال البوفيه ولا لأ؟


نظرت لونل لطلعت وكأنه أخر أمل لها كي يكذب تلك الفكرة عن ماهر ليرتبك طلعت ويجيب:

-هو ماقالهاش كده بالظبط يعني ...

قاطعته غادة بحسم :

-قال نوديها البوفيه ولا لأ يا أستاذ طلعت؟!

تدلى كتفي طلعت وهو يرى لونا تنتظر جوابه برجفه ليقول:

-قال .


برد جسم لونا وتحركت مغادرة بلا وجهه محددة تاركه خلفها غادة تنظر عليها بشماتة فيما كان طلعت أسفاً عليها يراها خساره.


بجسد مرتخي متخدل خرجت من باب شركته وسارت في شوارع المدينة تشعر بالضياع والخذلان...فهاهو ماهر قد ضحك عليها...تمتع بجسدها في الليل وما ان طلع النهار حتى لفذها ورفسها كما ترفس القمامة.


بكت بحرقة...فقد سرقها ...حتى عذريتها أستكثرها عليها..وسلبها منها بزواج مخفي لا يعلمه سوى والدته العاجزة ومهرها شركة أخشاب تحت تصرفه.


بلا اي مال او حقيبه او حتى هاتف سارت...ظلت تسير وتسير إلى ان تورمت قدميها وجلست تطالع الشوارع...لأين ستذهب.


هل تعود للقصر؟! اجهشت في البكاء...لا تريد العودة لهناك لا تريد..الدخول لذاك القصر بات يطبق على أنفاسها...هناك شعرت بالدونية والإحتقار...هناك ضحك عليها ماهر وسلبها عذريتها...لا تريد العودة لهناك لا تريد.


نظرت حولها بضياع وقد غربت الشمس ..ماذا ستفعل؟؟

لمعت عيناها وهي ترى إشارة تدل على وجود محطة مترو قريبه منها..وقفت من فورها تقلب في جيوب سروالها لتتنهد براحة وقد عثرت على ورقة من فئة العشرين جنيه في بنطالها ...حمدت ربها كثيراً وتحركت تقطع تذكرة.


__________سوما العربي_________


كان يهاتفها بلوعه شديدة تزداد كلما انتهى الإتصال دون رد منها...دار حول نفسه بجنون...لما لا تجيب.


يريد التحرك والذهاب لعندها حتى يطمئن عليها ويأخذها للبيت ليرتاحا قليلاً ويشرح لها ماحدث مع جدهم.


لكن هل يترك جده لحاله في المشفى؟!


هز رأسه بجنون وقد حسم أمره سيذهب لها..كاد ان يتحرك مغادراً الا انه رأى عمه يتقدم لعنده متسائلاً:

-في ايه؟! ايه الي حصل؟؟ 


تنهد ماهر ينظر أرضاً قم قال:

-تعب في الشركة ووقع من طوله طلبت له الاسعاف 

-وايه وضعه دلوقتي 

-مش كويس...حاطينه على الأجهزة الطبيه 


صمت فاخر لثواني ينظر على والده من الشباك الزجاجي ومالبث ان جعد مابين حاجبيه يسأل مستهجنناً:

-بس ايه اللي حصل يخيليه يقع من طوله وتبقى حالته خطر كده..ماهو الصبح كان بومب ومية مية؟

ارتكبت عينا ماهر مما دفع فاخر لأن يستوي في وقفته أمامه متسائلاً:

-ايه الي جرى يا ماهر مع جدك؟! اااه اكيد البت الفاجرة دي قالت له حاجة ولا عملت عملة وسخه وهو عرف فماستحملش ..انا قلبي كان حاسس ان هيطلع ماشيها شمال زيها.


لم يتحمل ماهر وقد أحمر وجهه ونفرت عروقه واخذ يردد:

-عمييي...ماسمحلكش.


اتسعت عينا فاخر من طريقةابن اخيه الذي يعرفه تمام المعرفه وما زاد قلقه هو تلك النبرة التمليكة المتعصبه في حديثه ليسأل:

-نعم يا حبيبي؟! قولت ايه؟! انت اتجننت يا ماهر بترفع صوتك في عمك وعشان ايه؟! حتت بت شمال  زي دي


تضاعفت عصبيه ماهر وردد :

-عمي..ماتزودش في الكلام ...الي بتتكلم عنها دي تبقى مراتي.


تجمد ماهر من الصدمة وقد ألقى ماهر بالمصيبة في وجهها كالقنبلة لتبهت ملامحه ويقول:

-انت اتجننت؟ صح؟! بتهزي مش كده؟!

-لا

-لا اتجننت...أكيد إتجننت.

-لا 

-لا هو انت اتجننت..ماهو مافيش غير كده


ليصرخ فيه ماهر:

-ماتجننتش...انا لونا اتجوزها...رسمي عند مأذون ودخلت عليها بقت مراتي رسمي 

-يبقى هو ده الي قولته لجدّك ووقعه من طوله؟!

-ايوه..ولازم كلكم تعرفوا.

-إخرررس.


هتف بها فاخر بحده وهو يكمم فم ماهر بكفه مما صدم ماهر وجعل عيناه تتسع متوعداً فلم يسبق ان فعلها أحد معه وأخذ يهز رأسه وجسمه بجنون مقاوماً لكن فاخر كان يثبه بقوه بين ذراعيه وهو يتحدث هامساً بغضب:

-ماسمعش صوتك..تكتم فاهم..أكتم...إنت فاهم انت عملت ايه؟ انت عملت مصيبه ممكن تضيع فيها عيلة الوراقي كلها...مش بس عشان اتجوزت بت شمال زي دي في السر ومن ورانا لا يا حبيبي لا...فووق واصحى من العسل الي انت غرقان فيه ده...انت خاطب جميلة ابو العينين....انت عارف لو شمت خبر ابرها وعمها وعيلتها هيعملوا فينا ايه؟! كلمة إعلان إفلاسنا هتبقى شويه علينا...انت يابني شكلك عبيط مش فاهم ولا ايه...إنت بتلعب بالنار...دول يحرقونا...انت غفلتهم...تخطب بنتهم اول امبارح وتتجوز غيرها تاني يوم؟ دول يقضوا علينا...افهم.


تحرر ماهر بغضب وقوه من بين يدي عمه يقول:

-انا حر اعمل الي عايزة وماحدش يقدر يلوي لي دراعي ولو هما جامدين انا اعرف الاجمد منهم والي عمل الفلوس يقدر يعمل غيرها


صك فأخر اسنانه يقول بغضب :

-انت عايز ايه؟! عايز ايه؟! عايز تجيب عليها واطيها؟! 

-عايز اعلن جوازي من لونا ويبقى شرعي وحلال مية في المية.

-وهي الشمال الوسخه دي هيفرق لها دي وافقت تتجوزك في السر يعني جايه في أي حاجه.

-عميي.


هتف بها ماهر محذراً فيما قال فاخر:

-اسمع يا ماهر...لعب عيال انا مش عايز...انت مش اتجوزتها ونمت معاها وخدت غرضك منها...خلاص ..قفل بقا على المواضيع دي وتطلقها فاهم.

-مستحيل...على جثتي.

تنهد فاخر بغضب عارم ثم قال:

-لا على جثة جدك.


اتسعت عينا ماهر فيما قال فاخر:

-أمممم...لو ماحلتش الحكاية دي انا هضطر أمن نفسي بقا وعليا وعلى أعدائي والي كنت انا وأبوك مكلمينك فيه الصبح وقولنا نصبر عليه شويه هنعجل بيه واهو الي يلحق حاجه ياخدها ...تخيل بقا لو جدك يادوب لسه بيفوق من الي هو فيه يقوم يعرف ان عياله رافعين عليه قضية حجر.


ارتعبت عيناماهر وبقا ينظر لعمه نظره لأول مرة يراه منها فيما قال فاخر بكشفة وجه:

-وأبوك هيتصرف زيي طالما الخراب جاي جاي على ايدك.


وكزه بأصبعه بقوة وغل في جمجمته مردداً:

-عقلك في راسك وأحسبها...جدك وفضيحتنا ولا البت دي..الي أنت اصلا داخل عليها في الدرا والدنيا زبادي خلاط ومافيش اعتراض ...اعقلها يا ماهر وانا عارف انك ابن سوق وشاطر وهتختار صح.


قالها ثم التف عن ماهر ينظر لوالده عبر الزجاج تاركاً ماهر بجواره هزيل متعب محتار وقد تدلى كتفيه بذلك الهم وبدأ يتحرك مغادراً بإرهاق وكلمات عمه في أذنه لا تفارقه.


________سوما العربي_______


وصلت تجر اقدامها جراً تسير في حيها القديم ولم تواتيها الجرئة كي تدلف لبيتها وبيت والدها وانما تحركت باتجاه بيت صديقتها وهي تعلم انها قد لا تجدها وقد تحدث سيناريوهات كثيرة بخلاف مقابلة سما لكنها لا تعرف غيرها ولا تملك خيارات لذا توكلت وأستمرت في السير حتى وصلت لباب شقة سما وبدأت تدق الجرس تتمنى الا يفتح لها الباب محمود زوج سما.


تنهدت بإرتياح وهي ترى الباب يفتح ومن خلفه سما فأرتمت على الفور في أحضانها تبكي، اتسعت عينا سما برعب تسأل:

-في ايه يابت مالك؟

-هقولك..بس..مش عارفة هينفع ولا لأ هو محمود هنا؟

-لا بايت في الشغل تعالي أدخلي.


مسحت سما دموعها وتقدمت مع لونا تساندها وهي تسألها :

-ايه الي حصل؟

-انتي كنتي فين يا سما كلمتك كتير الأيام الي فاتت وماكنتش عارفه اوصلك ودايما تليفونك مغلق.


ارتبكت ملامح سما وحاولت التجلد تقول:

-مش عارفه اقولك ايه يا لوناً انا حصل معايا كارثه كنت بحاول استوعبها حاجة ولا في الأفلام 

قلقلت لونا عليها كثيراً وسألت:

-ايه الي حصلك؟

-هبقى احكي لك بس لما افهم أصلا…لكن…خلينا فيكي …انتي مالك وايه الي حصل معاكي.


أجهشت لونا في البكاء وهي تبدأ تقص على مسامع سما ما جرى لها


_______سوما العربي_________


تحرك مغادراً ليذهب لها حيث تركها في مكتبه لا يعلم كيف سيتصرف ولكن عليهم ان يتفقا 


دلف بسرعه داخل للشركة ومن ثم تحرك لمكتبه يفتح الباب وكله شوق وتعب يريد ان يرتمي في أحضانها ولو قليلاً…لكن تسمرت قدميه في الأرض وهو يرى مكتبه خالياً منها.


نادى سكرتيرته يسألها عنها لتخبره انها ام تراها منذ فتره وقد انشغلت بعملها.


خرج ليبحث عنها بكل الأرجاء وبداخله صوت قلق يدك قلبه دكاً.


سأل الجميع عنها والكل يخبره انهم لم يروها الى ان وصل لقسم الجرافيك والتصميمات وسأل طلعت عنها الذي قال:

-هي جت هنا من ساعه وكانت عايزه تكمل شغلها بس انا بلغتها بالي أمرت بيه بس واضح انها ماكنتش تعرف.


أسبل جفناه بتعب يمسح على وجهه فبالتأكيد قد تضايقت من منعه لها لان تعمل فيما تحب .


ذهب لغرفة مكتبه بخطى مثقلة يسأل اين هي وقد تركت حقيبتها وهاتفها وكل شيء.


أرتمى على الكرسي بتعب يفكر الى ان هاتف الأمن وطلب منهم البحث عنها.


حاول التجلد والتماسك لكنه لم يستطع و وقف من مكانه منتفضاً وذهب ليبحث عنها معهم بذاته.


وقف يصرخ بغضب بعد فترة من البحث:

-يعني ايه مش لاقينها…شنطتها هنا وتليفونها هتكون راحت فين؟!! 


ثم هتف بحده:

-راجعولي الكاميرات بسرعه .


__________سوما العربي______


انتفضت سما من مكانها وهي تضرب صدرها بعويل:

-انتي بتقولي ايه؟! الي بتقوليه ده حصل بجد؟

نكست لونا رأسها أرضاً وجاوبت:

-حصل

لطمت سما على جدها تصرخ:

-دي مصيبة والي حصل معاكي ده إسمه إغتصاااااااب.


اتسعت عينا لونا…انه كذلك…ذلك لهو الوصف الصحيح لما عاشته وكانت تبحث عن مسمى له…وسما أعطها الجوال لتجهش في بكاء مرير من جديد وهي تردد:

-هو ده الي حسيت بيه…انا مش عايزه ارجع له تاني يا سما …نفسي أخلص منه نفسي

جلست سما لجوارها تضمها لأحضانها مرددة:

-كل ده حصل معاكي وعشتيه لوحدك يا لونا؟ الواطي…استفرد بيكي..الجبان.

-مش عارفه اعمل ايه ولا اروح فين انا حتى مااستجرتش اروح البيت خوفت من عمي وجيت عليكي هنا بس عارفه مش هينفع اقعد كتير..

قاطعتها سما تخبرها:

-هو اصلا مش هيسيبك لا هنا ولا في اي مكان مش هيسيبك يا لونا وهيجيبك.

-طب اعمل ايه؟

فكرت سما بحيرة الى ان قالت:

-معاكي فلوس؟مش بتقولي اخد فلوسك من عمك

-فلوسي ومهري اشتري بيهم شركة اخشاب وهو الي ماسك فيها كل حاجة 

لتصرخ سما:

-أاااه ياناري….ده تتنح…وجبان .

-أنا مش عايزة اشوفه تاني ده امرهم اشتغل في البوفيه يا سما…بالليل يتسلى على جسمي والصبح يرميني في البوفيه اخدم على الموظفين بتوعه…انتي متخيلة ؟!

-انتي حلك واحد مافيش غيره

-الحقيني بيه؟

-تسافري وتسيبي البلد بكل الي فيها …اصلا كان لازم تعملي كده من زمان…بس محتاجين وقت وفلوس.

-صح أسافر وابدأ من جديد بعيد عن عمي والكلام الي مطلعه عليا وبعيد عن ماهر …انا عايزه كده بس ازاي …انا مش معايا فلوس.


سكنت سما لثواني تفكر لكن قاطعها صوت جرس الباب .


تحركت لتفتح الباب و وقفت متخبطة وهي تطالع ذلك الرجل الوسيم الماثل أمامها لتسأله:

-أفندم؟

-أنا ماهر…لونا عندك أكيد.


صكت أسنانها بغل منه وكادت ان تصرخ في وجهه تنعته بأقذر الالفاط لكنها بثانيه واحدة تراجعت وابتسمت في وجهه وهتفت مرحبة:

-ماهر بيه ابن خال لونا…أهلا اهلاً وسهلاً.


رفع ماهر حاجبه الأيسر..إبن خال لونا؟!! أيعني ذلك ان لونا لم تخبرها بزواجهم؟؟

ابتسم لها بتخبط ثم قال:

-لا ماعلش مستعجل…ممكن تنادي لونا؟

-طبعاً طبعاً

قك رفعت صوتها:

-لونا…لونا..تعالي يالا ماهر ابن خالك هنا عشان تروحي معاه.


تجعدت جبهة لونا مفكرة(أروح معاه؟!)

لاحظتها سما فتقدم منها بالداخل تساندها كي تقف وتغمزها خفية:

-يالا يا حبيتي شكله مستجعل …..ثم همست في أذنها (هبعتلك رساله شوفيها وامسحيها)


فتحركت لونا معها وذهبت لماهر تخرج معه من المنزل.


طوال الطريق كانت  صامته تماماً وماهر لا يعرف كيف يحدثها الى ان تنهد وحاول فتح حديث معها يخبرها:

-على فكرة أنا قولت لجدي


لفت رأسها تنظر له فقال:

-أتصدم ووقع من طوله وأخدته على المستشفى.

شهقت برعب غير مصدقه:

-ايه؟!!!

-وهو دلوقتي في العناية المركزه وعشان كدة اتأخرت عليكي…انتي كنتي فين صحيح وليه سايبه شنطتك والفلوس؟! 


كادت ان تتحدث لولا رسالة وصلتها على هاتفها واخذت تقرأها وقد أخذت منها وقتاً لينتبه ماهر عليها ويسأل:

-مش بتردي ليه؟! وايه الرساله دي؟

-هاه؟ولا حاجه…لو سمحت روحني بسرعه عايزه انام تعبانه 


تنهد بتعب يقول:

-انا كمان تعبان جداً محتاجك تاخديني في حضنك وانااااام.


نظرت له بجانب عينها ولم تجيب عليه.


بعد مدة وصلا للبيت فترجلت من السيارة وتحركت باتجاه غرفتها وكاد أن يتبعها لولا جنا التي أوقفته تسأله عن جدها.


أنهى حديثه مع جنا وذهب لغرفتها بشوق ولهفه ليصدم بأنها قد أغلقت الباب عليها من الداخل…فأخذ يدق الباب بغضب:

-لونا…أفتحي ايه لعب العيال ده؟


لكنها لم تجيب عليه وظلت جالسة على فراشها ببرود وهو بالخارج يدق ويدق ويدق بعصبيه شديدة 


_______سوما العربي_______


صباح يوم جديد خرجت بصحبة جنا التي طلبت منها مراراً أن تذهب معها لزيارة جدهم 


دلفت للداخل لتتفاجأ بوجود أسرة أبو العينين جميعا قد أتوا لزيارة نسيبهم محمد الوراقي.

=صباح الخير.


قالتها جنا ليلتفوا لها جميعاً وتتسع عينا طارق وهو يطالع لونا الجميلة يفصلها بعيناه تفصيلاً وهي ترتدي جيب مع كنزة صيفية مخططة بالأبيض والأحمر وتجمع شعرها بسوار أبيض فكانت بديعه مشرقه.


لتسوقه أقدامه لعندها مسحوراً يجيب عليها هي:

-صباح الجمال.


قالها بتوله وتيه تسببت في ضحك والدته عليه وكذلك والده المصدوم من ابنه الذي بات يتصرف مع الفتيات بغرابه .


لتقف لونا محرجه من تصرفاته خصوصاً بوجود خالها فاخر الذي لمعت بعيناه المصلحه وشقيقه عزام الغاضب فعلى مايبدو ان تلك الحقيره قد خطفت العريس الذي تمناه لأبنته الوحيده.


فينا اكمل طارق:

-مبسوط اني شوفتك مره تانيه.


=ايه الي بيحصل هنا بالظبط؟!!!


قالها ماهر الذي دلف للتو على ذلك المشهد الرومانسي الخاطف للأنفاس……


#سيطرة_ناعمة١٤


شعور الغضب النابع من الغيرة قوي لكن محاوله مداراته كانت قاتلة وهو لم يتمكن، هنالك قوة غليظة من نار تقبض على احشائه، تهري كبده.


فلم يستطع وتقدم منهم يقبض على ذراعها يجذبها بغلظه جعلتها تصرخ وهو يقول:

-بتعملي ايه هنا؟

وضعها خلف ظهره يخفيها...حركه لا اراديه من زوج مع زوجته جعلت الجمع يتوجس من تصرفه الذي لا يتناسب مع شاب وابنة عمته..ان كان فشقيقته أولى.


انكمشت ملامحها بألم وهي تفرك رسغها من قسوة قبضته عليها فيما بقى هو يناطح طارق الذي هتف:

-ايه ده ...حد يتصرف كده

-وانت هتعرفني بقا اتصرف ازاي


كاد طارق ان يجيبه بحده أعلى لولا تدخل فاخر في الوقت المناسب محاولاً تصحيح كل الشكوك:

-صلوا على النبي يا شباب في ايه؟ 

صمتوا جميعاً يصلون على النبي فيما أكمل فاخر:

-ماعلش يا طاروقه هو ماهر كده حريص على كل بنات العيلة لانهم رقيقين موت ومش بيحبهم يتعاملوا مع الشباب برا.


ليتقدم حسني ابو العينين متفهماً ويقول:

-اه طبعاً طبعاً ونعم الأخلاق ...هي الرجالة ايه غير غيرة على أهل بيتك؟

بادل حسني النظرات بينه وبين ابنه ثم قال:

-بس احنا خلاص بقينا اهل مش كده ولا ايه يا ماهر.

-اه طبعاً.


قالها ماهر على مضض ليصدح هاتفه برسالة من عمه يقول له:

-اتلحلح روح سلم على خطيبتك يا بيه قبل ما ياخدوا بالهم.


اغلق الهاتف بغضب...اخر همه الان من يدعونها بخطيبته..كل همه تلك البلوة التي ظهرت له من العدم كي تقلب حياته رأساً على عقب.


لقد بات متوولاً بها..تصيب قلبه وروحه بسحر عظيم..الا يكفي مافعلته ليلاً؟!


ألقى عليها نظره غاضبه ثم أشار على الكرسي خلفها وامر من بين أسنانه:

-تترزعي هنا ماتتحركيش...حسابك معايا عسير

جلست بخوف وحرج تراه يتقدم كم خطوة حيث وقف لجوار جميلة و والدتها يحييهم بهدوء.


انشغلت عيناه عنها لثواني...فقط ثواني وكانت قد اختفت.


ولم يستطع الصمت او الصبر فسأل من فوره:

-لونا راحت فين؟!

فجاوبته شقيقته:

-بتقول هجيب حاجة تشربها.


لم يستطع ان يفهم او يتحاور فقد خرج الطبيب من غرفة جده يقول:

-لو سمحتم عايز اتكلم معاكم ضروري 

-خير يا دكتور...جدي حصله حاجة 

-خير ان شاءالله اتفضلوا معايا على المكتب.


فسار معه كل من فاخر و ماهر وعزام فيما وقفت جميلة بجوار والدتها التي قالت:

-عجبك كده؟!

-في ايه بس يا ماما؟!

-مش شايفه طريقته ناشفه ازاي؟! كان ماله طارق ابن عمك.

-يا ماما طارق ايه بس ده زي اخويا.

-اخوكي..كتك نيلة عاجبك على ايه سي ماهر ده مش شايفه طريقته معاكي؟!

-ييي يا مامي...هو كده وفي رجاله كتير كده بتبقى تقيلة مووت وماهو من النوع ده وده الي محليه اكتر واكتر.


نفخت الام وجنتها تشعر بالنيران داخلها من سذاجة وحيدتها ثم هتفت:

-انا مش عارفة الي جوا دماغك ده مخ ذينا ولا ايه..دماغك دي مسوحاكي وهتسوحنا معاكي.


_________سوما العربي________


خرجت تشتم الهواء بعيداً عنهم..ماكانت بحاجة لشيء تشربه كما زعمت، بل فقط تحججت كي تغادر تلك الجلسة المسمومة .


وقفت في اشعة الشمس المنعكسة على ملامحها الجميلة تحاول اخذ انفاسها ثم تقدمت كي تجلس على أحد مقاعد الانتظار في حديقة المشفى.


اخذت نفس عميق تغمض عيناها ووجها ينعكس عليه أشعة الشمس يريدها وهج وضياء، فتحت عيناها فجأة لتجد من يجلس لجوارها،طارق أبو العنيين بذات نفسه، يتأملها بتوله كأنه لأول مرة يرى فتاة بكل ذلك الجمال...وهو بالفعل كذلك.


تراجعت للخلف متفاجئة من وجوده معها وهو بقى مبتسم بإنسحار ثم ردد:

-حرفياً انتي احلى بنت ممكن حد يشوفها في حياته.

-ششكراً

-العفو...بس...

صمت بعجز...حاله يعبر عنه...هو عاجز عن وصف انبهاره بها...عن وصف حالته حين رأها اول مرة لكنه اكمل:

-انتي جميلة قوي يا لونا..وتجذبي..حتى اسمك حلو...انا عملت سيرش كتير لحد ما وصلت لمعناه.

صرح و وضح انه مهتم لأبعد حد وقدّ شغلته حتى بعدما غادرته...تركت أثرها داخله وظل يبحث عنها..وشئ بداخلها اهتز من سماعه صوته وهو يهمس معجباً:

-لونا بالإيطالي يعني القمر.


شملها...بل أكلها بعيناه اللامعه بلمعة محببة ...لمعة إعجاب رجل بفتاة..لا...ليس كذلك بل كان ينظر لها كمن ظل يبحث عن شيء هو نفسه لا يعلمه وقد وجده أخيراً.

وهي كانت ترى وتلتقط كل ذلك بسهوله...صدق الإحساس وصلها.


لكن صمتها لم يروقه...يريد سماع صوتها وان تشاركه حديثه لذا همس:

-أنا مضايقك؟ اه سوري انا جيت وقعدت معاكي كأنه امر واقع...تحبي أقوم؟


اهتزت من كياسته وشياكته في التعامل...كأنه حضر من عالم اخر كان على النقيض تماماً.


فردت سريعاً:

-لأ ابداً...وحضرتك شخص لطيف جداً على فكرة.

تنهد بارتياح...كلامها كان جواز عبور بالنسبة له واختصر عليه مسافات طويلة.


تأملها مبتسماً بإعجاب وسعيد بل منشرح الصدر يعلم ان القادم افضل لو كانت معه فيه ثم همس:

-بصراااحة... انا مش كدة بالظبط...لكن انا كده دلوقتى لاني بتعامل معاكي يا لونا...انتي لازم تتعامل معاملة الألماظة النادرة...من اول ماشوفتك وانا حاسس انك هانم..لأ..أميرة...صح هو كده بالظبط ليكي طلة الملوك ...انتي اتخلقتي عشان تكوني ملكة.


حديثه جميل وراقي من يسمعه كان سيطير فوق السحاب لكن مع لونا كان الوضع مختلف....طارق وحديثه نزلوا عليها كضربات موجعه...وكأن القدر يعاندها...يقف أمامها يخرج لها لسانه.


لقد جاء الشخص المناسب بالتوقيت الخاطئ وقد أضحت (مدام ماهر الوراقي) وهي تعلم ذلك تمام العلم..وكل مايحدث ويقال يزيد من حسرتها أضعاف.


قلبها يُشق بسكاكين حادة من كلامه المهذب ووصفه الراقي لها..ماهر يصفها بالعاهرة تغوي الرجال وطارق يخبرها أنها ملكة.


أغضمت عينها بتعب تسأل الله هل من خلاص...مع إغماضها لعيانها كانت تتمنى لو انسدّت إذنها ايضاً عن سماع كلامه اللطيف بحقها...يشعرها بنفسها وبأنوثتها المبالغ فيها...كان كثير عليها كل ما يحدث.


لكنّها لوهلة فتحت عيناها والتفت له تراه وتسمعه...كان طارق وسيم بجسم عضلي طويل وعريض..شعره طاير من الأمام قليلاً لكن لم يقلل من وسامته...كلامه بلسم ينعش روحها.


يضعها بحالة تمنت دوماً أن تعيشها...ترى في ذلك حق لها...الحب والحياة من حق الجميع وخصوصاً هي فهي لم تفرح في حياتها ولا بشبابها وجمالها الذي لم يدر عليها سوى الكره والنبذ والمصائب.


بحرمان شديد بدأت تبتسم لطارق توسع أذنها كي يدخل كلامه لمسامعها جيداً ربما عوضها عن كل ما سمعته من ماهر وعمها..تشرب وجدانها به ...انها فتاة جميلة أنثوية ومغوية وأي رجل يتمنى لو كانت بحياته...ذلك ما تريدة...ما كانت تبحث عنه وماتريد معايشته..اليس من حقها...


تنصلت من الواقع وانفصلت عنه...ستنسى انها باتت زوجه لماهر ولو لوقت قصير خاص بها...وستسمح لنفسها بالإستمتاع بذاك الشعور الرائع الذي يدخلها فيه طارق...أليس من حقها وهي التي عاشت محرومه من الكلمة الطيبه طوال حياتها.


إبتسامتها والتفافها له كانا إشارة أكثر من جيدة توحي بالقبول من ناحيتها...فتنهد براحه وانبسطت ملامحه ثم أخذ يحدثها عن نفسه.


________سوما العربي_________

في غرفة الطبيب.


جلس ثلاثتهم متفاجئين مما اخبرهم به الطبيب ليسأله ماهر بنكران وعدم تصديق للحقيقة:

 -يعني ايه؟

فجاوب الطبيب:

-للأسف دي تاني جلطه في خلال فترة قصيرة جدا ومحمد بيه من الأساس بيعاني من الشيخوخة وتقدم العمر يعني الحاجة الي الجسم العادي يستحملها هو مايستحملهاش فما بالك ان بالاساس جلطين ورا بعض لشخص عادي..الجلطة الأولى لحقناها ودوبناها لكن المرة دي الوضع صعب ...

-عشان كده اتأخر في انه يفوق.

-لا خو يعتبر فاق وفتح عينه بالليل بس احنا منيمينه وبنحاول ننيمه لأطول وقت مؤقتاً لحد ما الحالة تستقر اكتر ونبعدها عن اي حاجة ممكن تأثر بالسلب عليه وطبعاً مش محتاج افكركم ان التعامل معاه لازم يكون بحذر شديد ومايتعرضش لأي انفعال او خبر وحش ولا حتى فرحه زيادة عن اللزوم كل ده خطر عليه على الأقل دلوقتي.


نظر ثلاثتهم لبعضهم ثم خرجوا بصمت من عند الطبيب وكاد فاخر وعزام أن يتحركا الا ان ماهر لزم يد فاخر يقول:

-الراجل نايم لا حول له ولا قوة يعني بلاها الي في دماغكم.


ضيق فاخر عيناه ثم قال بحاجب مرفوع:

-طالما لسه ماحولش حاجة للبت دي فأنا هوقف حاضر...انا مش ابن حرام بردو مش هبقى عايز احجر عليه من الباب للطاق كده...


لكنه أشهر أصبعه محذراً ماهر:

-لكن لو عملت الي في دماغك ومارجعتش فيه هتبقى كأنك بتقولي يا عمي دوس واعمل الي انت ناوي عليه واديك شايف جدك مش حمل وقعه جديده ...أظن الرسالة وصلت.


أسبل ماهر جفناه بتعب يدرك ثم همس بتعب وشعور بالتورط:

-وصلت.


بعدها تحرك مغادراً يذهب كي يبحث عن فاتنته ليأخذها ويغادر يخفي حسّنها عن الجميع داخل أحضانه فقد أشتاقها بجنون يريد ولو المكوث لجوارها فقط


فسار بخطواته الواسعه الواثقه كعادته يتقدم منهم فيجن جنون جميلة عليه،يتهلل وجهها برؤياه.


وهو يبحث بعيناه عن حبيبته الرقيقة لكنه شعر بضيق واحباط وهو لا يجدها بل جن جنونه فالى اين ذهبت؟ الا يكفي انها قد حضرت لهنا دون إذن منه؟ 


هم لكي يهاتفها ويبحث عنها لكن جميلة لم تمهله الفرصة بل اقتنصتها واقتربت تتحدث معه برقه ودلال.


جميلة كانت جميلة بحق وسيكن كاذب ومضلل لو أنكر ذلك لكن...تنهد بتعب...فهو لا يرى غيرها ولا يريد غيرها.


ابتسمت له جميلة واقترب تقول برقة:

-ألف سلامة على جدو يا ماهر

-الله يسلمك يا جميلة 

-إن شاء الله هيخف بسرعة ويكون كويس.

-إن شاء الله...شكراً على زيارتكم تعبناكم معانا.


لمعت عيناها ببريق خاطف واقتربت منه خطوة زيادة تقول :

-تعبك راحه...انتو غاليين علينا قوي يا ماهر.


اتسعت عيناه متفاجئ وابتعد خطوة للخلف وهو يرى لونا تدلف للداخل..لكن ضيق عيناه بغضب وهو يراها تتقدم مع طارق مبتسمان...زاد ضيقه وضيف عيناه وهو يرى شبح تناغم بينهما...طارق ينظر لها نظرة رجل معجب ...طبيعي فأي رجل هذا الذي سيرى فتاة مثل لونا ولن يعجب بها؟

المثير للأهتمام هو إدراكه لحقيقة ....لقد خاف من لونا وابتعد من فوره خطوة للخلف عن جميلة بمجرد حضورها.


هنا طب واقعاً...على من سينكر وهو يحبها وقد أقر مسبقاً.


ولكن الأن الغيرة تنهش أحشاءه وحديث عمه في أذنه يدوي كالرصاص...يمني نفسه بالوصول لحل وسط عنما قريب .


أما لونا فتقدمت لتجلس بجوار چنا التي كانت توزع النظرات بينها وبين طارق ثم غمزت لها وهمست (الله يسهله)

كلمة بصوت منخفض لم تسمع لكنها كانت متوقعه من عيون الصقر الذي التقط غمزتها وفحواها وطبيعة الحديث الجانبي عقبها.


أشتعلت داخله نار غير قادر على إطفائها كل ما يعلمه ان حسابهما بالبيت عسير.


وبحركة غيية ميؤس منها بادر بحديث رائع مع جميلة يضحك ويلاطفها قاصداً إشعال جنون لونته عليه.


لكنه كان بوادي وهي بوادِ أخر...فرغماً عنها جلست سعيدة منتشية بكلام طارق اللطيف لها...كلامه كان رقيق معسول أشعرها بكينونتها...بكم انها أنثويه متغنجة يراها لطيفه ومهذبه على عكس ما كانت تراه وتسمعه من قبل...انتشلها من أفكارها صوت ضحكات ماهر مع خطيبته فنظرت عليهم بضيق...ضيق من نفسها...لانها شعرت بخطيئة حين جلست مع طارق وسمحت له ان يحادثها ويغازلها وهي زوجة لأخر...والأخر هاهنا يجلس يضحك ويبتسم يتحدث مع خطيبته المعلنه...فبأي هراء قد وضعت نفسها.


أسندت رأسها على الحائط من خلفها ثم شردت من جديد تفكر ماذا ستفعل لتخرج من ذلك الوضع الذي وضعها فيه ماهر.


لتخرج من شرودها على صوته الفظ:

-ايه الي مقعدك هنا...يالاااا.


أمرها بغلظة لتنظر حولها ترى نظرات الجميع منصبة عليها ملاحظين معاملته المهينة لها....لتتقدم چنا تقول له:

-في ايه يا ماهر بتكلمها كده ليه؟! 

-ماتتدخليش انتي في كلام الكبار 


كبار؟!! يرى چنا الاصغر منها بعامين فقط صغيرة ويراها هي كبيرة.


حبست الدموع بعيناها وهمت لترفض..لكنه قطع فتحها لفمها وقال متحججاً:

-يالا عندنا شغل ولا ناسيه؟!

شغل؟!!!! رددتها داخلها بمرارة تنظر له بغضب وعتاب لكنه هتف وهو يرى تقدم طارق من جديد لعندهم:

-يالا اتحركي...ثم همس من بين أسنانه المصكوكة بغل ونار تنهشه:

-ولا عاجبك قعدتك كده الي رايح والي جاي يبص عليكي.


أطبقت شفتيها  على بعض وكذلك عيناها بتعب ونفاذ صبرها وقوتها..كادت ان تعانده لكنها لاحظت اقتراب طارق من جديد رفقة والده ...بقلب فتاة رقيقة يانعه رفضت ان تُحرج أمامه وهي على علم بفظاظة ماهر...تريده ان يراها دوماً أنثوية مقُدّرة وبأفضل حال لذا وقفت تنهي حديث ماهر ستغادر برونقها أفضل لها.


تحركت كي تغادر معه بهدوء وهو على نار يغلي...لكنه لم يتحدث وظل على هذا صمته حتى وصلا للسيارة فدلفا داخلها ليتحرك بها بصمت كذلك .


وكان الصوت المبادر منها حيث قالت:

-روحني البيت.

لم يجيب عليها فهتفت بحده:

-انا مش رايحه معاك الشغل عايزه اروح البيت.

فرمل سيارته على جانب الطريق بحدة كادت ان تصيب مقدمة رأسها..انتبها الخوف والقلق ونظرت له كادت أن تتحدث لكنه قبض على ذراعها وقربها منه يقول:

-كان بيبص لك كده ليه؟! هااا انطقي كان بيبص لك كده ليه؟

-هو مين؟!

-الزفت الي اسمه طارق .

-ماعرفش…روح أسأله ولا ماتقدرش صحيح.

-قصدك ايه؟!

-فصدي اني تعبت وشايفه اننا غلطنا.

-بمعنى؟!


شحنت نفسها بقوة ثم تكلمت:

-انك لازم تطلقني.


اطلق ضحكه عاليه ساخرة وعاد لقيادة سيارته يحركها باتجاه عمله وهو يكمل مردداً:

-ههههه…أطلقك؟! أنتي متفائله قوي يا لونا…ده مش هيحصل ولا حتى في احلامك.


لم تستطع كبت عضبها وغيظها من تصرفاته خصوصاً ضحكه واستهتاره بها وصولا لتملكة لها فصرخت في وجهه:

-وانا مش عايزه اكمل ايه هو بالعافيه.


جاوبها ببرود:

-أممم..بالعافية 

-نزلني

-لونا..انا بجد مش ناقص وتعبان وحكاية تعب جدي مخلصه عليا ولمي الدور لاني كل ده مش عايز اتكلم في انك قفلتي على نفسك الباب مع انك عارفه اني عايز انام معاكي…وقولت عديها يمكن نسيت 


استفزت بزيادة مما جعلها تقول:

-لا انا كنت قاصده.


توقف بسيارته يصفها امام الشركه مردداً:

-والله..ده حلو قوي الكلام ده..انزلي.


لم تفعل فترجل هو والتف حول سيارته حتى وصل لعندها وفتح الباب يسحبها من ذراعها قائلاً:

-قولت انزلي يبقى تنزلي.

سحبها فنزلت بالفعل وجعلها تسير معه للداخل لكنها رافضه تقول:

-مش داخله معاك…عايزه اروح.


لم يهتم بمظهره أمام الموظفين وهم يرونه يسحبها معه ويتحرك بها يقف امام المصعد ينتظر وصوله.


وما ان وصل المصعد حتى استقله وفعها لتدلف معه ليتحرك بهما ويستفرد بها داخله…ضيق المسافه جعلت رائحته تتغلغل داخلها تراه يقترب منها باعين لامعه يميل على شفتيها ينوي تقبيلها..لتسرع في الابتعاد عن مرمى شفتيه تزامناً مع فتح الباب ودخول احد الموظفين.


وصل المصعد أخيراً للطابق المنشود فخرج منه يسحبها معه يدلف بها داخل مكتبه

تقدمت منه دينا السكرتيره تقول :

-مساء الخير يا فندم …شركة النصر للحديد نزلت زيادة جديدة وكانوا باعتين رئيس قسم المبيعات عشان يقابل حضرتك و…


قاطعها يقول بقوه وهو يسير بهمه لداخل مكتبه:

-اجلي اي حاجه دلوقتي.


ثم اخذ لونا معه واغلق الباب بالمفتاح عليهما من الداخل تحت اعين السكرتيره التي اتسعت عيناها من فعلته.


اما بالداخل


فقد دفعها ثم ولج خلفها يغلق الباب عليهما ويحوط خصرها بذارعيه يأثرها بينهما مردداً:

-بقى انتي بقا بتمنعي نفسك عني.

زاغت عيناها وتوترت وهي تراه وتشعر به يفكك أزار قميصها القطني وقد علت وتيرة انفاسه:

-كده يا لونا…مش عارفه اني ماقدرش استغنى عنك


حاولت التحدث معه بتعقل تقول:

-يا ماهر احنا مش هينفع نكمل مع بعض.

-ليييه؟

-ليه؟! بجد بتسألني؟! نكمل ازاي؟ خلي كل واحد مننا يروح لحالخ وخلينا نطلق.


جن جنونه على الاخير وصرخ:

-نطلق ايييه هو انا لحقت اتجوزك

-وانت بتسمي ده جواز؟

-اه وهتفضلي مراتي وبتاعتي العمر كله انتي فاهمة ولا لا 

-لا مش فاهمه…انت ماشترتنيش على فكرة

-مين قالك…اشتريتك…انتي بتاعتي يا لونا بتاعتي وهتفضلي طول عمرك بتاعتي.

ثم هم يهجم عليها يقبلها لكنها نفضته عنها بغضب تقول:

-وانا مش موافقه…مش. موافقه ومش هسيبك تضيعني فاهم.

-انا اضيعك؟! انا اتجوزت على سنة الله ورسوله؟!

-مش عشان جواز عند مأذن بقا شرعي…تقدر تقولي مين يعرف؟

-كله عرف يا لونا ..كله عرف.


هبطت حدتها وبهت وجهها تهمس:

-ازاي؟!

-ماسألتيش ايه حصل خلى جدك يقع من طوله؟

-ايه؟

-انا قولت له ماستحملش الخبر بعدها حبيت اعرف الباقي 

-وعرفوا؟


تنهد بتعب:

-يعتبر

-يعني ايه؟!


بذأ يخبرها عن وا دار بينه وبين عمه الى ان انتهى  فوقفت من مكانها بحدة تقول:

-يعني ايه؟! هفضل مراتك في السر ومهري شركة انت المتحكم فيها وكمان عايز تشغلني خدامه عند موظفينك اعملهم شاي وقهوه..عايز تشغلني عامل بوفيه…باليل تمتع نفسك بجسمي وبالنهار تشغلني خدامه؟! وفاكرني هقبل؟! ده عمايل عمي فيا أهون.


وقف من مكانه يسألها:

-أنا؟! انا طلبت تشتغلي في البوفيه؟!

-ايوه…أسأل استاذة غادة بتاعتك.


تنهد بتعب…يريدها ويريد قربها…فخضع لها لاول مره ثم تفوه بوضوح:

-ايه يرضيكي وانا اعمله؟


تلعثمت في الحديث ولم تجيب فتحرك على مضد ناحية هاتف مكتبه الأرضي يحادث سكرتيرته :

-دينا…لونا ترجع دلوقتي قسم الجرافيك وتتعلم زي ما هي عايزه.


أنهى مكالمته ثم نظر لها يقول:

-هممم…مبسوطه كده.


لم تجيب ليقول بتعب مرهقاً:

-ممكن تاخديني في حضنك ؟!


لم ينتظر إجابتها وانما اقترب منها يضمها له ويدفن نفسه بصدرها ليتنهد بتعب:

-اااااه…تعبت قوي…تعرفي نفسي في ايه؟!

لم تسأله لكن ماهر اكمل:

-نفسي اخد اجازة ونروح جزيرة بعيدة مش عليها حد غيري انا والبنت الي بحبها وبس…بحلم ييجي اليوم الي اعمل فيه كده.


سحب نفس عميق برائحتها ثم همس مترجياً:

-ماتبعديش نفسك عني تاني يالونا وبلاش تقفلي باب اوضتك انا عايز انام في حضنك…اوكي؟!


-حاضر..


همست بتعب على عكس نواياها…لقربها منه ويرفع نفسه يتعمق في قبلته معها يمتع نفسه بها ويصبرها ريثما يعود في الليل.


ليلاً بمنزل الوراقيين.


دلف بغضب فالهانم بعدما فعل لها كل ما ارداته وعادت لقسم الجرافيك تتعلم كيمفها تريد قد استغلت انشغاله وغادرت للبيت بمفردها.


قبض على مقبض الباب يديره لتحتد ملامحه وهو يدرك انها قد أغلقته عليها من الداخل.


اما بالداخل فقد جلست لونا تبتسم وهي تطالع مراسلة طارق لها على إنستغرام يبدي إعجابه وباللحظة المناسبة سألته سؤال هام:

-تعرف حد ممكن يشتري شوكة أخشاب؟!


بلحظتها تم إقتحام الغرفة بنجاح من قبل ماهر الذي بدأ يقترب منها وهيئته لا تبشر بالخير….


#سيطرة_ناعمة_١٥


كان شعور جميل دغدغ صدرها وإحساسها حين أبصرت طلب متابعة طارق لها على تطبيق الإنستغرام.


أبتسمت بفرحه تغلغلت داخلها...انها تكتشف الحب لأول مرة بحياتها.

تسير مع خطواته الأوليه الصحيحة، وبحركات بسيطة من أناملها كانت داخل صفحته الشخصية تشاهد صوره ...

كم كان وسيم وسيم وسيم...يرتدي افخم الثياب...يقف وكأنه يملك العالم...تراه جذاب ويحمل قدر عالي من الكاريزما.


ابتسمت بهيام وهي تتبع صوره وكذلك مقاطع الفيديو القصيرة المنشورة له وحده احياناً وبرفقة احد أصدقائه أحياناً أخرى.


بوقتها أرسل لها رسالة فتسارعت دقات قلبها وارتعشت أوصالها وبدأت تهزي مع نفسها مفكرة:(أرد؟! ولا ماردش..لا أرد...لا لا أستنى شوية)


انتطرت وكل ما انتظرته لم يتعدى ثواني الى أن قبلت طلب المتابعة وقامت بمتابعته كذلك ثم الرد عليه واول ماقاله:

-لونا انا طارق..ازيك

فجاوبته:

-الحمدلله 

-ماتعرفيش انا كنت مبسوط أد ايه اني شوفتك النهارده وعرفت اقعد معاكي لوحدنا.


صمتت ولم تجيب لكنه أضاف:

-على فكرة...شكلك كان زي القمر النهارده 


طارت الفراشات في معدتها وابتسمت بحرج وكسوف هائمة مع كلماته.


لكن تلاشت بسمتها قليلاً وهي تشاهد صور له مع فتيات أجنبيات وعارضات أزياء كل منهن تقريباً لا ترتدي ما يكفي لستر معظم جسدها المكشوف، منهم من تحتضنه ومنهم من يحتضنها هو، ومنهم من تميل عليه وخلاف ذلك الكثير.


اصابتها صدمة جعلتها تتوقف عن التقليب وتتوقف عن الرد...هل كلهم كذلك؟ حتى طارق؟ أكل الرجال شهوانيين؟


غامت عيناها واظلمت مدركة(كلهم ماهر عزام) لا فرق…إذا مصلحتي فقط.

تعلم تماماً انها لا تسير على وتيرة واحدة وكل ما تتعلمه لا تنفذه..تتذكر كم مضى من وقت تدرس. تتابع تعاليم الاخصائيين النفسيين والمرشدين الشخصيين تتعلم وتنوي على تنفيذ ماتعلمته الا انها تسير على سطر وتترك سطر ولكن…الغلط مردود.


اخذت نفس عميييق ثم سألت:

-طارق ..

فجاوب:

-نعم

-هو انا لو طلبت منك طلب ممكن تنفذه او يعني تساعدني فيه 

-يانهار ابيض…انتي تؤمري والكل يخدمك ..أنا عيوني ليكي يا لونا.


تنهدت براحه ثم اندفعت تسأل:

-تعرف حد ممكن يشتري شركة أخشاب؟

غاب عنها في الرد لثواني ثم ……


تم اقتحام الغرفة من ذلك البربري الهمجي…يقف ينظر لها والشرر يتتطاير من عيناه تداركت نفسها واخفت الهاتف تحت وسادتها.


وأول ما قاله:

-تاني؟!! مع اني حذرتك!!! بتقفلي الباب على نفسك تاني وانتي عارفه أني جايلك.

-عايز ايه مني؟

-واحد لسه عريس وعايز مراته تفتكري ممكن يكون عايز منها ايه .


اقترب من الفراش يخلع عنه سترته وقد اتسعت عيناها تسأله:

-أيه؟

-عايزك.

انتفضت من مكانها تقف فوق الفراش ترفع اصبعها أمامه محذرة:

-اسمع لما اقولك…أنا مش هفية عشان تعمل معايا كده أتفضل دلوقتى حالا اطلع برا بدل ما..


انقطع حديثها بعدما أوقعها على الفراش بجذب قدمها ثم سحبها لعنده وقيد يديها فوق رأسها ثم دنى يقترب منها بخطر صامت ..كان فقط يطالعها بشغف و وله وإعجاب..يملي عيناه منها ثم همس مغرماً:

-بدل ما أيه؟؟

تلعثمت في الحديث بسبب تبديل الحال واقترابه منها والفكرة التي ضربت رأسها لما أدركتها (إن لماهر تأثير عليها)


سخنت وتهدجت أنفاسه وهو مازال يأكلها بعيناه ثم يحسها على الحديث مكملاً:

-قولي بدل ما أيه؟

ملس بيده الحره صعوداً وهبوطاً على خدها المنتفخ المستدير يهمس:

-بحب أشوفك وانتي بتخربشي.

زاغت عينها وتوتر جسدها..لكن حمداً لله عقلها لازال معها وبوقتها همست:

-لو مابعدتش عني هصوت وألم عليك البيت كله.

أبتسم بحب معجباً:

-لو مابعدتش هتصوتي؟ طب صوتي عشان انا مش ناوي أبعد.

-ومش خايف يعرفوا الي بينا.

اعتدل على حين فجأة من فوقها يستطح بجوارها وهو يقهقه وهي اعتدلت تستقيم في جلستها تتابعه مستغربه ليردد:

-على أساس انهم مش عارفين؟! 

-عارفين؟!

-أه …بس هينكروا

-يعني ايه؟!

تنهد بتعب ثم قال:

-هو انا النهاردة مش حكيت لك…على فكرة انتي ظالماني.. أنا نفذت كل الي طلبتيه مني وبردود لسه مش مدياني ريق حلو.

صرخت فيه:

-طلبت ايه وعملته؟

-مهرك اخدتيه ..إشهار وقولت بس جدي وقع فيها وعمي هددني لو كل الناس عرفت يبقى الخبر هيوصل لاهل جميلة ودي تعتبر إهانه كبيرة وعلى الملأ الناس كلها عرفت اني خطبتها ماينفعش ولا يصحش ابداً اني أروح أعلن جوازي من واحده تانيه كده فجأة…عيب في حقي وحقها..أفهميها بقا.


-وانا مالي…ذنبي انا ايه؟! انا فين من كل الحسبه دي..


وقفت تهز رأسها بجنون:

-و دخلتني فيها الحسبه دي ليه من الأساس ..مانا كنت في حالي.


صكّ أسنانه بقلة حيلة وتعب يردد:

-أنا كمان كنت في حالي ودنيتي ماشيه ..مش عارف طلعتي لي منين عشان تقلبي كل الموازين وتقلبي لي حياتي…مش عارف مش عارف.


نظرت له تطالعه فرأت رجل يتحدث بصدق لذا اقتربت منه تجلس أمامه تحدثه بتروي ربما تعقل و وصلا لحل:

-طيب تعالى نتكلم بالعقل ونوصل لحل..


هز رأسه وأكمل عوضاً عنها:

-جميلة بنت ناس وشيك ..مظبوطة على الشعرة وجمالها يهبل وبنت عيلة وشكلها بتحبني وهي الي زاقه أهلها على الجواز وباين عليها اخلاقها عاليه وطيبة يعني مافيش بعد كده..صح؟!

-بالظبط.

صرّح بتعب وجنون:

-قولت لنفسي الكلام ده الف مره…بس مانفعش…هي مش لونا.

مسحت بكفيها على وجهها تهزي(يالهوي عليا وعلى سنيني)


وضع يديه على كتفيها يقبض عليها بتملك مردداًبهوس:

-انا عايزك أنتي…مش عايز غيرك ومش عارف أكون مع حد غيرك…عشان كده اتجوزتك بسرعه…أنا عارف نفسي ماكنتش هعرف احوش نفسي عنك…ومع اول فرصه اتجوزتك.

تغيرت ملامحها ورفعت احدى حاجبيها كأنها التقطت معنى مبطن فسألت بشك:

-قصدك ايه؟!

توترت ملامحه فعمد للتشويش وقال:

-بقا بذمتك ده كلام نتكلم فيه!! أنا لسه عريس جديد ومالحقتش أتهنى بيكي ولا أشبع منك.


تراجعت خطوة للخلف تدرك مغزى حديثه وهمست:

-قصدك ايه؟!

-قصدي ايه؟! يعني لازم ارميها في وشك كده؟!


مسح على وجهه ثم نظر لها قائلاً:

-تعالي قربي مني؟!

هزت رأسها رافضه وتراجعت للخلف لكنه لم يتركها تكمل بل جذبها لعنده يطبعها على جزعه العاري تستشعر حرارة جسده وتحتك بخشونته المضادة لجسمها الغض الذي أثاره بجنون،يحتضنها له وهو يتنفس بحرارة مردداً:

-وحشتني يابت…شكلي أدمنتك ومش هعرف أبعد عنك…بس..

شهقت بصدمه متألمة وقد صفعها فجأة على مؤخرتها وهو يقول:

-ايه يعرفوا الي مابينا دي؟هو انا مرافقك في الحرام؟! انتي مراتي ياهبلة.


هزت رأسها ترفض فرضه لسحره عليها…تتذكر وهي بمفردها تكن بتفكير وما ان ينفرد بها تصبح في تفكير أخر..ينجح في السيطرة عليها وبرمجة عقلها ثم تعود منفردة تجلد ذاتها على إنسياقها وراءه…كانت تعتقد أن بإمكانها فرض سيطرتها عليه بحضرته لتقف امام الحقيقة عاريه …بحضرته هو الوحيد المسيطر.


ساقها الى الي مالانهاية حين قوب أنفه يضعه فرق جلد خدها يسحب كمية غزيرة معبقه برائحتها ويهمس بحرارة صادقه خارجه من أعماقه:

-تعرفي …أنا مبسوط انك مراتي…مراتي أنا.


اخترقت الكلمة أذنها وألتفت كي تعارضه وتذكره بتضاد ما كان ينعتها مسبقاً الا انه لم يصبر ولم يترك للحديث فرصه …وضع إصبعه على فمها يمنع تفوهها :

-ششششش…ماتقوليش اي حاجة…

ثم سحبها في قبله عميقه أوقفت تفكيرها…ربما مايسحرها بأوقاتهما معاً أنه فعلا صادق يحبها…شغوف بها فيسلب عقلها الصارخ برفضه.


لكن كلها مسكنات تسكته لدقائق وسرعان ماتعود لرشدها…فينما هو يعتدل من فوقها يتصبب عرقاً ويضمها لجسده العاري يتنهد بإنتشاء يحتضنها مردداً:

-اااه…عمري ما كنت مبسوط كده.

قبل شفتيها قبله خفيفة ثم نظر لها هامساً:

-انتي تجنني.

حاولت الإبتعاد تلملم ملائة السرير البيضاء حولها وتبتعد عنه وتستعد لمغادرة الفراش لكنه قربها منه بخفه يمسكها من خصرها هامسا بحشرجه:

-رايحه فين؟

-هروح أستحمى.


قالتها وقد تحاشت النظر لعيناه ..النفور والندم متجليان ومتحدان على ملامحها الفاتنة…مر علقم وتكون في حنجرته ثم انصب على صدره.


لكنه يعلم…ربما معها حق…لقد سلبها الكثير من حقوقها..ماذا لو كانت القصه غير القصه والظروف مختلفه..ماذا لو.


تنهد بحراره وبدأ يفكك لفة الملائة من عليها كي يضمها لجسده العاري يتنعم بقربهما القاتل لكنها أحكمت يديها حول الملائة تنظر له بأعين رافضه بقوه فقال:

-في ايه؟! عايز اخدك في حضني من غير حاجه.

-لأ.. أنا كده كويسه.

زم شفتيه بأسى لكن رضخ لطلبها و وافق ..يكفيه ضمته لها…سحبها لأحضانه يقول:

-ايه رأيك لو نطلع أجازة يومين بعيد عن كل حاجة و…

صمت وقد رفعت له عيناها ليزم هو شفتيه ويغمض عيناه بضيق متذكراً الظروف .


 نفخ انفاسه بضيق ثم ردد:

-أوووف..كل حاجه معكساني ومش عارف انبسط معاكي براحتي..عارفه كمان نفسي في ايه؟

-إيه؟

ابتسم لأنها بادلته وسألت…فهمس حالماً:

-نفسي في بيتين يبقوا بتوعنا واحد على البحر نقضي فيه الصيف كله وبيت في الريف اعمل مزرعة كبيرة يبقى فيها شجر فاكهة ومواشي وبقر وأرض تتزرع وخضرا حوالينا في كل مكان وفرن ريفي يتعملنا فيه العيش صابح كل يوم.


لمعت عيناها وهمست:

-اممم..ده هيبقى حلو قوي.


زاد من حرارة ضمها وهو يتخيل:

-قوي خصوصاً لما نقضي فيه الشتا انا وانتي والولاد.


الولاد؟!!!! رفعت عيناها تنظر له فأستغرب نظرتها وسألها بعيناه لتتحدث:

-هو احنا هنفضل مع بعض لحد مانجيب بيوت ويبقى في كمان ولاد؟!!!

-أمال انتي مفكرة أيه؟!


سحبت نفسها من أحضانه و ابتعدت بنجاح تلك المرة وو وقفت قائلة:

-مفكرة نفسي نزوة وحاجة رخيصه اخدتها من غير تمن.


اتسعت عيناه بغضب لما وصفت به نفسه وصرخ:

-انتي اتجننتي ..ازاي تقولي كده؟

سحبت ملابسها منّ الأرض وتحركت تجاه المرحاض تقول:

-انا بردد كلامك الي حفظته من كتر ماقولتهولي.

ثم صرخت فيه بقهر:

-احلامك دي ابقى حققها مع جميلة بنت الناس اللي عندها عيلة مخلاياك خايف منهم.


ثم اغلقت الباب في وجهه بعنف بعدما سددت ضربتها في الصميم وقد أغلق عيناه بعدما تلقى الضربه.


وقفت أسفل المياه تبكي بخزي وقهرتغسل جسدها بالليف والصابون كأنها تقطعه علها تريل طبع بصماته من عليها أو أي أثر له…تبكي بقوه وهي تشعر بأن أثاره لا تمحى وكيف ستمحوها وقد أكلها بأسنانه أكلاً مازال صوته في أذنها وهو يهمهم متلذذاً بها…مسحت بالصابون مجدداً لكن بلا فائدة…أغمضت عينيها..تباً لقد لعقها كلياً من شدة هوسه بها…إن أثاره لا تمحى.


وقد وقف خلف الباب الموارب يرى ماتفعله…نادمة دوماً تشعر بالعار على أجمل لحظات قد عاشها.


لم يرغب في المزيد من الضغط عليها وأغلق عليها الباي مغادراً لغرفته يفكر فيما قالت.


______سوما العربي________


دق جرس باب البيت الكبير وتقدمت الخادمة كي تفتح لتوقفها جيلان زوجة عزام مرددة:

-استني هفتح انا..روحي انتي شوفي شغلك.


ذهبت الخادمه تنفذ امرها فيما تقدمت جيلان تفتح الباب تستقبل رجل في أواخر العشرينات يرتدس ملابس فخمه وهيئته كانت فخمة وأنيقة .


فتحت له ذراعيها تردد بحبور:

-حبيب اخته…أخيراً جه زارها.


ضمتخ لها بقوه ليهمس :

-هي فين؟

فهمست :

-جوا..ادخل


ثم رفعت حسها من جديد:

-البيت نور يا حبيبي لازم تتغدى معايا بقا…تعالى اتفضل.


بوقتها كان كمال يهبط الدرج فنظر مستغرباً على ذلك الشاب  وردد:

-مساء الخير 

-مساء النور يا كمال..تعالى..تعالى سلم ده حسام اخويا لسه راجع من روسيا من يومين قولت اعزمه ييجي يتغدى معايا ويققضي معايا اليوم وبالمره يتعرف عليكم.

-اه طبعاً ينور في اي وقت..اهلاً وسهلاً يا حسام البيت نور.

-منور بيكم طبعاً 


نظر كمال حوله ثم سأل:

-هما البنات فين؟

رفعت جيلان احدى حاجبيها بضيق ثم ردت:

-مش عارفه.

القى نظرة سريعه على حسام عادر ناوياً الاطمئنان عليهم بنفسه ليترك حسام ينظر لشقيقته مردداً:

-ابتدينا في الرخامة..بيسأل عن البنات قال يعني هاكلهم..على الله الحته تكون تستاهل البهدلة دي وتطلع حلوه.

زجرته اخته بهمس واكملت:

-لا من الناحية دي اتطمن..حلوه واصلاً مش مهم…المهم الي هيعود عليك من وراها…انا سامعه محمد الوراقي بنفسه وهو بيقول انه هيحول  لها ورثها على حياة عينه يعني هتاخد شئ وشوايات لا وايه دلوقتي مش بعد عمر طويل…شوف بقا هيطلع لك كام.

زاغت عينا حسام وهو يحسي ويتخيل النعمه التي ستحل عليه لو طال نواياه.


_______سوما العربي_______

دلف كمال لغرفة چنا يحذرها من النزول الا معه فاعترضت مستغربه لكنه أمرها بحده وغادر لغرفة لونا يدق الباب بهدوء ليسمع صوتها الخافت تسمح بالدخول فدلف قائلاً:

-لونا لو سمحتي مافيش نزول تحت غير معايا عشان في ضيوف رجاله تحت..فاهمة 

التفت تنظر له حيث كانت تجلس مرتديه قميص بيتي باللون الأزرق تجلس امام مرأة زينتها تسرح شعراتها المبتلة والدموع بعينها لتقول:

-حاضر.

اتسعت عيناه واقترب منها وقد انغلق منه الباب يقول بقلق:

-ايه ده؟ مالك؟! انتي معيطة؟!!

نكست رأسها أرضاً علها تداري دموعها وهمست:

-لا لا..مش معيطة.


رفعت عيناها وسألته:

-هو انت كمان شايفني كده ومش عايزني انزل تحت عشان ماشاغلش الرجالة الي تحت؟


صدم من حديثتها وصوتها المخنوق بالدمع والقهر لينفي سريعاً وهو يقترب منها:

-لا لا ابداً…ده انتي ست البنات…كل الحكاية اني شاب وشوفت كتير فبقيت عارف تفكير الشباب وسخ ازاي واصلا مابحبش ادخل حد غريب على اهل بيتي عشان كده خوفت عليكم حتى كنت لسه عند جنا قبلك بقولها.


تهللت ملامحها واشرقت تقول:

-بجد؟!

-بجد طبعاً يا لونا.

اقترب منها خطوة أخرى ثم قال:

-بس انتي عيونك معيطة ليه؟


اسبلت جفناها بتعب ثم همست :

-مافيش حاجة.

ربط على كتفها يوأزرها وهمس :

-أحكي لي يا لونا لو في مشكلة انا ها…


قاطعة دفعة الباب من ماهر لينظر كمال على طريقة إقتحامه الغرفة ثم وقفته أمامهما كأنه مارد غاضب يخرج صوته قاصفاً:

-انت بتعمل ايه هنا وايه الي دخلك عندها؟

وقف كمال مستهجنناً تصرفاته وتطريقة حديثه ثم بدأ يردد:

-زي ما انت دخّلت بالظبط بس على الالف انا خبطت انت الي ازاي تدخل كده عليها؟!!


سحب نفس عميق زفره بتروي ثم قال:

-انا أدخل عليها في اي وقت انا حر

-نعم؟! خلاص وانا كمان حر

-أنا جوزها..

-أيييه؟!!!!


صرخ كمال بصدمة واتسعت عينا لونا …ماكانت تتوقع ابداً ان يخبره ببساطة…فوقفت مذهولة.


اقترب كمال من ماهر يردد بغضب:

-انت بتهزر مش كده؟

-لأ

-لا؟!! ازاي؟؟ وامتى؟! وازاي ماحدش عارف.


نظر على لونا وجدها تتابع بصدمة ليقول:

-طب تعالى معايا نتكلم برا.


لم يتحرك كمال ليهتف:

-يالا…وانتي ادخلي البسي حاجه.


قبض على يد كمال يخرجه بغضب ثم قال لها:

-حسابك معايا بعدين 

-اعمل الي تعمله


التف لها بصدمة…لا يصدق انها تفوهت بذلك..رفع إحدى حاجبيه لها ثم همس:

-حلوة الخربشة دي لا وجديدة..تمام…عشر دقايق وراجع لك.


خرج بكمال يدلف به لغرفته يغلق الباب والتف ليجد كمال يسأل بحده متتابع:

-ليه؟ازاي وأمتى؟ وليه؟ ليه ماحدش عارف؟


سحب نفس عميق زفره بتعب ثم همس:

-عشان بحبها..بحبها يا كمال..بحبها قوي


ثم بدأ يقص عليه طريقة زواجه منها وما حدث بعدها الى ان انتهى فهتف كمال:

-تقوم تتجوزها كده

-ماكنش قدامي حل تاني

-وجميلة وأهلها؟

-مش عارف مش عارف…حتى مش عارف اعلن جوازي منها بسبب ابوك.

-كل ده عك..عك في عك 

-عارف بس مش عارف احلها ازاي..هي الي اجبرتني على كده..مافيش حاجة بعملها عجباها ولا شيفاني ولا بتقبلني.


فصرخ فيه كمال:

-عايزها تقبلك ازاي بتصرفاتك وكلامك دول مين فهمك ان السماجه والتناحة كاريزما…وفين ماهر الي حنية الدنيا فيه وبيعامل امه وأخته على انهم ملكات…جرب تعاملها كده وانا هتلاقيها زي الجيلي في ايدك.


حك شعره وهو يردد:

-انا فعلا فكرت في كده..خصوصاً اني…اتأكدت اني مش هقدر أستغنى عنها.

-طبيت…ههه الفاتحة على الرجالة.

زجره بحدة:

-كمااال

-خلاص ياعم…يالا تعالى معايا…وحاول تكون لطيف وجنتل معاها…عاملها بحنية وكلمها بهدوء

-ماشي.


خرجا معاً يهبطان الدرج وكمال يردد على مسامعه كلمه واحدة:

-عاملها بحنية وكلمها بهدوء…تعاملها بحنيه وكلمها بهدوء…تعاملها بحنية وكلمها بهدوء…

-هعاملها بحنية وأكلمها بهدوء هعاملها بح……لوناااااااااا.


هتف بها بحده وهو يراها تقف وقد سمعت حديثه وبدلت ثيابها لفستان العن وأضل سبيل يظهر حسنها الفتاك وقد سيبت شعرها ويقف لأمامها رجل يكاد يرى لعابه السائل عليها يهم لان يقبل يدها مسلماً فهبط الدرج العالي بقفزتين يقترب منها وهو لا ينوي خيراً لا لها ولا لذلك البغل…


الحلقه السادسه عشر حتى الحلقه العشرون من هنا


بداية الرواية من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close