أخر الاخبار

رواية سيطره ناعمه الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية سيطره ناعمه الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية سيطره ناعمه الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


تقدم منهم بوجه مقفهر كأنهً مجرم غير مبالي بعودة إبن العم بعد غياب قد طال كل همه تلك الليونة التي تقف أمام رجل بوسامة كمال.


هو بالفعل على علم بوسامة كمال التي كانت ولازالت دوماً تغرق الفتيات في غرامه.

وهو كذلك على علم بأن لونا فتاة تعجب الباشا..وإلا ما كان ليقدم على كل ما فعل كي ينالها.


توقف عندهم يقول :

-حمدلله على السلامة يا كمال.

نظر له كمال بجنون يردد:

-حمد لله على السلامة يا كمال؟! هو انا كنت بايت في حضنك؟! ايه يا جدع انت ده ؟!

نظر لجنا يسأل:

-هو لسه غتت زي ما هو؟!

-إخس عليك يا كمال ماتقولش على ميمو كده؟

-ميمو؟؟ ده شكل ميمو ده


ظل كمال وجنا يتجادلان حول ان كان ميمو أم لا بينما لونا تقف تحاول الهرب من نظراته المميته المسلطة عليها وحدها تحاول تفاديها ببرود رغم شعورها انهز قد تكون معنية بها.


ليقدم ماهر على إحتضان كمال بحرارة حقيقية مردداً:

-حمدلله على السلامة يابن عمي نورت البيت

-آه كده انت كده ممكن نسميك ميمو ماشي انا موافق.

-شكراً ياعم على كرم أخلاقك

ثم أضاف من بين أسنانه رغما عنه:

-مش ندخل احسن ؟

ضيق عيناه بتحذير ناحية لونا يقول:

-ولا ايه؟!

نظر ناحية جنّا وسألها:

-أدخلوا انتو جهزوا السفره وانا وكمال هنيجي وراكم.

-حاضر...يالا بينا يا مزه على المطبخ.

وأخيراً تحركت لونا مع چنا للداخل تحت نظرات ماهو الغاضبه وكمال الذي أضاف:

-ده الطب أتقدم قوي في مصر.

-كماااال.


انتفض كمال يقول:

-جرى ايه ياكبير انا كده ممكن أقطع الخلف 

-انا بقول تتظبط بدل ما أخليك قاطع مايه ونور خالص.


حمى كمال جسده بطريقة موحيه ثم قال:

-هي حصلت كله الا الكهربا...وبعدين في ايه ياعم بقا هو ده إستقبالك ليا اخس عليك اخس...ماكنش العشم يا ....ميمو.

-اتلم ياض واطلع قدامي نقعد في الجنينه على ما الأكل يجهز.

-ايوه انا فعلاً محتاج اطلع الجنينه أفهم منك مين لونا دي وايه حكايتها.


نار نشبت في صدر ماهر من حديث كمال عن لونا حتى رغم علمه ان كمال يمزح كالعاده..


تقدم يجلس معه في الشمس يسأل:

-أيه بقا الكلام على أيه؟

-مشاكل وحوارات..لونا تبقى بنت عمتك رحيل الي...


قاطعه كمال متذكراً:

-أيوه أيوه...ياخبر..ده تلاقي أبويا وعمي مش طايقنها..مانا عارفهم.

-هما مش طايقنها وبس؟ احنا كل يوم خناقه وأخر مرة جدك وقع فيها،المشكلة ان البنت حالياً مالهاش حد وعمها راجل إبن وسخه، لأ وراميها وكل يوم ملبسها مصيبه عشان يخلص منها اخر مره جاب لها كتيبة فيران في البيت.

-فيران؟!!!

-أه والله مش بقولك ابن وسخه..ده كمان كان ناوي يجوزها مقاول كبير في السن ومتجوز ومخلف....مش عارف هحلها ازاي دي، هي حقها تاخد ورثها و ورث أمها خصوصاً ان عمها سرق كل فلوس أبوها ومش راضي يرجعهم وجدك متمسك بيها كأنه بيكفر عن غلطه في حق أمها وأبوك وعمك قايدين البيت حريقه بسببها ومش طايقنها لا في سما ولا في أرض


اتكئ كمال في جلسته يقول:

-أنا عندي أنا حل الموضوع ده؟

نظر له ماهر بتوجس ثم سأل:

-إزاي؟

-أتجوزها واحل المشكل

تفزز جسد ماهر رغم محاولته تحجيم ذلك وقال :

-نعم؟!

-أيوه مالك بس 

-لم نفسك يا كمال مش عايز أتغابى عليك

-وتتغابى ليه ياعم هي تخصك في حاجه؟!


بهتت ملامح ماهر ونيران قلبه جعلته ينتوي المجازفه وهم لأن يصرح أنه نعم هي بالفعل خاصته لكن كمال إستبق يكمل:

-أنا يعني الحق عليا كنت هحل معادلة صعبة أنا طول الوقت مسافر ومش هنا فتبعد عن ابوك وعمك وجدك يبقى مطمن عليها وهتبقى في أيد أمينه..خلينا ندلع الچيلي بقا يا ماهر.

تعصب ماهر وقال:

-كمال...إنسى الموضوع ده خالص وبعدين أنا ولونا.

=أحلى ورق عنب لأحلى كمولة في الدنيا.

أقتطع أعترافه الضروري دخول چنا التي لا يريدها أن تعلم رغم رغبته في أعلام كمال كي يضع النقاط فوق الأحرف ويتفهم أن لونا تخصه كي لا تزوغ عيناه عليها خصوصاً وهي بالفعل جميلة سيعجب بها أي رجل...إنها حقيقة علمية لا يمكن إنكارها فهنالك إشياء لا يختلف عليها إثنان ولونا بمقاييس الجمال ليست جميلة فحسب بل أيقونة.


غرق في أفكاره يبحث كيف سيخبر كمال فهو يرى ذلك ضروري جداً في حين كان كمال مندمج مع چنا يهلل:

-الحقيني بيه...أااااه ياقلبي...أنت كنت فين من زمان ده أنا معدتي نشفت من غيرك يا حبيب قلبي.


تقدمت لونا كي تخرج فوق من مكانها قبلما يراها كل من چنا أو كمال ويسألوه لماذا سحبها معه للداخل.


فتحرك لعندها يأمرها بغضب:

-قدامي على فوق.

-في ايه؟! 

-من غير ولا كلمة قدامي على فوق

-لا انا جعانه ومحتاجه اكل ما أكلتش من إمبارح 

-أنا بقول الكلمة مره واحده سامعه...يالا قدامي.


تحركت معه على مضض تصعد لغرفتها التي سكنتها مسبقاً تدلف وهو بعدها ثم يغلق الباب ويقول بحده:

-أيه الي حصل تحت ده؟! 

-أيه آلي حصل؟!

-هو أنا مش نزلتك من العربيه وقولت لك تتزفتي تطلعي أوضتك؟

-أتزفت؟! انت بتتكلم معايا كده ليه اصلا؟أحترم نفسك بقا والتزم حدودك.


إشتعلت عيناه وهو يسمع ماتقوله ليقترب منها مرددا:

-أ..أيه؟ ألتزم حدودي...شكلك ناسيه انك مراتي يا هانم

لم تهتز من كلماته وقالت:

-وانا ماعملتش حاجة أصلا تستاهل انك تكلمني بالطريقة دي.


جذبها من كنزتها القنطنيه البديعه عليها وقال:

-وهو ده لبس تلبسه واحده محترمه مش قولت لك تغيريه

-مالو لبسي مش فاهمه 

-ماله لبسك..بطنك باينه يا هانم 

-ما أنا بشوف چنا بتلبس كده عادي

-اختي صغيرة 

-أنا أكبر منها بسنتين

-أنا مش عايز جدال وكلام كتير الي بقوله يتسمع وتقولي حاضر فاهمه 

-لا مش فاهمه انا ماعمل..


قاطعها يقول بتحذير:

-مش عايز جدال وبلاش تخليني أقلب على الوش التاني

-هو لسه في وش تاني أصلاً؟

-اه في و قسماً بالله لو ما اتعدلتي لاسود عيشتك فاهمه...واقفة تتمرقعي مع كماااال؟؟؟


صرخ بجملته الأخيرة غاضباً بشدة لتجحظ عيناها وترد بغضب هي الأخرى:

-بتمرقع؟! حلو...طب إسمع بقا...انت مش متجوزني عشان تلمني زي ما بتقول...مالكش عندي غير كده لما تبقى تظبطني معاه او مع غيره في وضع مخل أبقى تعالى أقتلني زي ما بتقول عشان انت شكلك لسه ماتعرفش مين هي لونا.


صرخت في وجهه بما تفوهت لقد وضعت في وضع صعب لدرجة انها باتت تصدق على نفسها مايتهومها به زوراً ومن كثرة التكرار رددته بلسانها عن نفسها فأي ظلم أكثر مت هذا .


رغماً عنها أجهشت في البكاء وقد صعبت عليها نفسها لينشق قلبه وهو يعلم أنه سبب كل ذلك وانها محقه.. أوصلها لأن تتفوه بما أوهمها به ...لقد نجح في تشكيكها بنفسها انها أعلى درجات الظلم.


فتحرك جسده طواعية لقلبه ناحيتها وهو يحاول ان يحتضنها لكنها كانت تبتعد بنفور تبعده ثم همست بقهر:

-أنا بكرهك...وانا الي عمري ماكرهت حد في حياتي ...


أتسعت عيناه وهو يسمع ماتقول لينسحب الدم من جسده فجأة وهو يسمعها تقول بصدق حقيقي:

-انت أول شخص أكرهه ويمكن تكون الوحيد.


لم يستطع مواجهة ما قيل فقد كان أكبر وأعظم منه ..


خرج من عندها يذهب لغرفته يغلقها عليه وهو يضع يده على فمه غير مصدق ما سمع لا يعلم كيف سيتصرف معها ولا مع الوضع كله.


لكن رنين هاتفه أخرجه من كل ذلك حينما وجد الانصال من والده يقول:

-أنت فين يا ماهر 

-في البيت كمال رجع هاخده ونطلع لجدي ع....


قاطعه عزام يقول:

-طب كويس ...خلي كمال هو الي يروح يطلع جدك وتعالى لي انت حماك على وصول.


جن جنون ماهر يسأل وهو يتحرك بلا هوادة:

-إنت خليته حمايا خلاص؟!!!

-ايوه...دي صفقة العمر...جوازه هتحطنا في حته تانيه خالص في البلد والبت عينها منك يعني سالكه زي السكينه في الحلاوه.

-أنا مش موافق ومش عايز

-خلاص يا كمال مابقاش نافع ده أنا تقريباً فاتحته

-وانت ازاي...

قاطعه عزام يقول:

-هو ايه الي ازاي ومش ازاي ...انت ابني وانا شايف لك الصالح ...المصلحة بتقول إنّ الجوازه دي لازم تتم والراجل  لمح كذا مره وبنته مياله ..فمكنش في فرصه اعمل عبيط ساعتها كان هيقلب عليا.

-يانهار مش فايت ...يعني هما أمروا ومش مهم رأيي؟! خطبوني يعني؟! ترضاهالي يابابا؟!

-أرضاهالك أه...ومارضاش بأحسن من كده لأن مافيش جوازه أحسن من كده ...ماتنشف كده في ايه..الستات كلهم صنف واحده فخد بقا الي تفيدك، الستات كلهم على السرير واحد..قدامك نص ساعه وتكون عندي سامع...سلام.


أغلق المكالمة بحسم شديد وخلف ماهر يقف يشعر بالغضب والعجز يردد:

-لا...مستحيل أوافق بكده..أنا لازم أروح امنع كل ده..


صمت يتذكر جملة والده ثم ردد:

-لا كلهم مش واحد...كلهم مش لونا.


ليغمض عيناه بألم يسمع صدى جملتها في أذنه حين أخبرته انه أول من كرهت بل الوحيد وتداهمه فكرة أخرى انه مساق للزواج بأخرى.


ليشد جسده ويسحب نفس عميق...فقد فعل كل ذلك لتبقى له ومعه يضمنها وبعدها سيهون عليه اي شيء حتى لو أرغم على الزواج بعشرة لا يرغبهم فسلواه انه قد نال لونا وضمنها لنفسه حتى ولو بالزور.


مسح على وجهه وهو يقرر أن مازال الوقت معه سينسيها ما فعل بها ويحاول تغيير وجهة نظرها عنه..يؤمن ان كل شيء قابل للتغيير وهو بالأكيد مازال لديه الفرصه.


فخرج من غرفته وذهب لغرفتها يدق الباب لكن لم يتلقى رد..ليصك أسنانه بغضب وهو يفكر آنها بالتأكيد هبطت لمشاركتهم الطعام.


حاول تهدئة نفسه يقسم ان يعاملها جيداً كي يصحح ما جرى بينهما .


وصل للحديقة ليقف متأملاً بصدر منشرح جمالها وسط الورود والخضرة وما زاد جمالها هو انها تضحك أخيراً بإشراق..إبتسم بداخله فعلى مايبدو أنها لم تتمكن من الضحك إلا بعدما أخرجت شحنه من شحن غضبها في وجهه وعبرت عنه.


لكنه شعر كذلك بالضيق وقد فقأ عينه جمالها الواضح وتأنقها بحيث كانت بالفعل لذيذة وجذابه تسر الناظر لها خصوصاً بعدما بدلت ثيابها من كنزه قطنيه وجينز وارتدت فستان أخضر بسيط جعل منها لوحه فنيه ممتزجاً مع جمال شعرها الجميل ليهز رأسه بقلة حيله فماذا سيفعل وكيف سيتحكم بالأمر، ماهي بالفعل جميلة، تلك هي خلقتها وحظها لايملك تغيير الوضع وكذلك لا يمكنه التحمل،فهمس(أعمل فيها أيه بس) 


زفر أنفاسه بتعب ثم تقدم منهم وعلى عيناه ابتسامة ينظر عليها كأنه مقرراً مراضاتها...

تقدم يجلس بجوار فهّمت بالإنتقال فأستغل إنشغال كمال وچنا بالحديث عن ورق العنب المصري وجماله، ليهمس لها:

-أقعدي جنبي يا لونا

-لا

ردت بإقتضاب فيقول متفهماً:

-عشان خاطري.

نظرت بضيق شديد من توسله، بمزاجه يسير عصبي وعنيف يلقي بالتهم جزافاً وبمزاجه أيضاً يقرر أن يصبح الوضع رواق ويبتزها بأسلوب راقِ كي لا يتنثنى لها الرفض.


كبت ضحكته وقد فهم عليها وفهم ايضاً انها ستصرخ في وجهه الأن بجنون ليلحقها قبلما تفتح فمها فيقول:

-شششش....أهدي أحسن لك بدل ما أقوم دلوقتي قدامهم وأعمل حاجات أنا هموت وأعملها.

هزت رأسها بجنون تقول:

-إستحالة تكون طبيعي .


ثم أضافت بجدية:

-يا ماهر انت أكيد عندك إنفصام،محتاج تتعالج.

-حاضر.


ثم إبتسم لتود أن تصرخ في وجهه بجنون من تلك الشخصية هي بالفعل لا تعلم له وجهه محدده ولا تستطيع تحديد شخصيته كل لحظة هو في حال.


قاطعهم صوت كمال الذي لاحظ همسهم يقول:

-بتترغوا تقولوا ايه..يالا انا ميت من الجوع

-صح يالا خلص أكل عشان تروح تطلع جدك من المستشفى .

-نعم يا حبيبي؟؟هو خلاص مافيش دم؟! أنا لسه جاي من السفر.

-جاي على جمل يعني يا كمال ماتنشف كده في ايه؟ أنا لازم اروح الشغل لبابا دلوقتي حالاً.


زفر بتعب والقى الشوكه من يده وهو يتذكر ما ينتظره هناك لينظر يميناً ناحية لونا ويشعر بالضيق الشديد، فجعدت مابين حاجبيها بإستغراب من نظراته لها هي بالفعل محتارة في شخصيته بينما ماهر قد أشاح بعيناه بعيداً يفكر هل سيستطيع إيجاد حيله يتهرب من خلالها من تلك الزيجة؟


وقف من مكانه مقرراً عدم التأخر سيذهب لهناك سريعاً يواجه ربما إستطاع تغيير مجرى الأمور فقال:

-أنا لازم أتحرك دلوقتي...يالا يا كمال 

-و ورق العنب؟! قووم يا كمال.

-أوووف.

تحرك كمال ناحية السيارة وكذلك ماهر لكن لونا أوقفته مناديه:

-ماهر...إستنى.


ألتف ينتظرها و هو ينظر عليها مستغرباً تصرفها يراها تهل عليه مسرعه ليبتسم داخله ويسأل لما لا يتلقفها داخل أحضانه يغمرها فيها يفرح ويستمتع بها؟

فيما تقدمت لونا منه فسأل:

-في حاجة يا لونا؟


لتتحدث بإستكانة قررت تجربتها تنتطق بتهذيب:

-يا ماهر انا كلمتك عن بابا وقولت لي مش وقته بس الوقت بيعدي والوضع مش بيتغير ياريت يا ماهر تتصرفلي في الموضوع ده عشان خاطر بابا حتى أعتبره شخص بتعطف عليه لو انا يعني ماليش خاطر عندك.

ليبتسم بعذوبه ويجيب:

-بس يا عبيطة...أنتي خاطرك غالي عندي قوي يالونا.

-هااااااا؟!!

اتسعت إبتسامته من فرحتها ليضيف:

-لما أرجع النهاردة هجيب لك معايا خبر حلو...إستنيتي..أوعي تنامي.

-هستناك أكيد.


كان يود ان يقبلها حتى لو من خدها لكن چنا تجلس قريبة وستراهم لذا كبت رغبته وغادر بها تاركاً لونا خلفه تردد بجنون:

-ده وافق عادي!! ده طلع الدكتورة دي عندها حق بقا...


صفقت بيديها مهللة:

-بركاتك يا دكتورة سارة.

ثم هرولت تصعد لغرفتها تفتح جهازها المحمول تتابع فيديوهات ونصائح أخرى لنفس الدكتورة 


فتحت الفيديو التالي وقد كان مقاداه كيف تستغل الصوت والنظرات والجمال في إغواء من يقابلها وتريد تطلب منه تعلمها كيف تستغل ذلك الجمال الذي لطالما كان نقمة عليها وصوتها الرقيق والدلع المنبعث من عيناها دون أدنى مجهود.

تتذكر كم قمعت من المجتمع وكانت مرفوضه من الكثيرين فكيف لمجتمع يطلب من البنت ان تسترجل في كل الأوضاع وتصبح خشنه كي لا يتم التحرش بها بدلاً من تربية ذكر البطريق الذي أنجبوه لا...يحملون شهواته على عاتق فتاة قد خلقها الله وأنزل معها حفنة من الدلال والدلع.


فكانت لونا ضحية نساء مقهورات تربين على أن الصوت المتسهوك لابد وان يحارب او ينبذ فإما أن تتغير تلك الفتاة ويخشوشن صوتها كالرجال وإلا نعتوها بقلة الأدب والحياء.


أخذت نفس عميييق تضع الهاتف جانباً تسأل نفسها تلومها كيف تركت نفسها لسنوات تحت تأثير مجتمع كهذا وكيف كانت تأخذ صورة عن نفسها من رؤيتهم لها .


إرتخت في جلستها مهمهمة بتلذذ فتهمس وهي تبتسم:

-اااه لو وافق ..هزود العيار حبتين وأخليه يجيب لي شغل.


سرحت متأملة:

-أه لو أمن شغل كويس وبيت بعيد عن عمي...ياسلام تبقى الدنيا ضحكت لك يابت يالونا.


___________سوما العربي_________


دلف لمكتب والده بخطى واثقه بعدما فكر كثيراً في طريقه للخروج الأمن لكن ما أن دلف حتى تفاجأ بوالده يقول بحبور:

-أهو العريس جه أهو


بهت وجهه..هل فاتحه مباشرة بالفعل وبات هو العريس؟!


تقدم بخطوات متثاقلة يردد:

-مساء الخير 

ليرد والده والرجل الأخر:

-مساء النور يا حبيبي...تعالى سلم على حماك..إبسط يا سيدي كلمتهولك و وافق وهيعمل الخطوبه قبل لونشنج المشروع الجديد ايه رأيك..عشان تبطل تلح عليا.


لتغاضى عن النظر لأبنه المحترق وينظر للرجل الذي يجلس أمامه يرتدي بذله غاليه يبتسم وهو يدخنّ سيجارة فيكمل:

-مش عايز أقولك يا عبد الرحيم بيه هاريني زن...واضح إن الأنسه جميلة مطيرة النوم من عينه.


صوت قهقهات عاليه مستفزه صدحت في أذنه جعلته الأن فقط يدرك بل ويشعر بما حدث مع عمته رحيل منذ خمس وعشرون عاماً واذا كان هو رجل واقوى منها يقف الأن يشعر بالقهر ملازم لقلة الحيلة فما بالك بها.


________سوما العربي________

تأخر ميعاد خروج الجد فقرر العودة للبيت لتبديل ملابسه ثم اللحاق به هو كمال بالمشفى.


دلف للبيت بتعب شديد وأقدام متثاقله وكالعادة قد خلع عنه معطفه يحمله بيد واحدة على كتفه يتذكر ما فعله والده وذلك الجدال العقيم الذي لم يثمر بشيء معه فقد كان مصمم على ما يراه من مصالح كثيرة ستجنيها تلك الزيجه.


يتقدم وهو يهز رأسه بحزن شديد يسأل ماذا عنه وما يريد؟! ماذا عن لونا التي هي مايريد.


بينما كانت أفكاره تتلاعب به مثل الكره وقف في منتصف الردهة وقد تخشب جسده بعدما أتاه صوتها الغموي من خلفه يناديه:

-ماهر.

فالتف ببطء شديد ليصدم ويسقط معطفه من يده بعدما التف لها ورأى هيئتها كيف تنتظره......


الحلقة السابعة 


سقط الجاكيت من يده لا إرادياً وقد فقد السيطرة وكذلك النطق..لونا فتاة كما يقال عنها بالمثل الدارج تحلُ من على حبل المشنقة، وقد أضحت زوجته .


بلل شفتيه يحاول تمالك حاله وألا يفتك بها الأن وقد خرجت عليه بكامل حلّتها وزينتها وكأنها تتحداه.


لونا..ذات الليونه العالية والعيون المغوية والصوت المسهوك تتقدم منه بخطوات بطيئة مثيرة وهي متأنقة في ثوب مذهب قصير تناغم مع قدها المياس بروعه ساحره وقد حررت شعرها بتموجاته الرائعة.


تحدثه بإبتسامة متعبة للأعصاب:

-حمد لله على السلامة يا ماهر

وهل سيتمكن ماهر المسكين من الرد في كهذاموقف، لقد حاصرته وأسرته بنجاح.


إبتلع رمقه بصعوبه وعلت أنفاسه بل سخُنت ينتظرها أن تقترب أكثر بعدما تثبتت قدميه في الأرض إحتراماً وتقديراً لهذا الجمييييل.


ولونا تمارس عليه أقصى درجات العذاب حين قالت:

-أنا أستنيتك أهو زي ما قولت لي.


ففتح ذراعيه ببلاهة يردد:

-هاتي حضن.

رمشت بأهدابها مرتبكة، لم تكن تلك هي أهدافها مطلقاً.


ظل ينتظر بإلحاح وإحتياج،هو محتاج لذلك جدداً وهي قررت أن تنادي الكلب بسيدي حتى تقضى حاجتها لذا أقتربت بتوتر وتحاملت على ان تفعل و....غمرته.

ما أن ضمته حتى أغمض عيناه متأوهاً بينما لونا تكمش ملامحها بضيق وامتعاض، تشعر أن قدرتها على التمثيل أوشكت على الإنتهاء ولن تتحمله زياده عن ذلك القدر.


لذا همت لأن تخرج من أحضانه وتبتعد لكنه لم يستطع بل تمادى المجرم وبدأ يسحبها نحو غرفته فصرخت:

-موديني فين؟!

انتهت جملتها مع إغلاقه لباب غرفته عليهما من الداخل ثم جاوب بإبتسامة:

-لأوضتي..ولا تحبي يشوفونا؟! أنا عن نفسي ماعنديش مانع.


حمحمت بإدراك ثم قالت:

-لأ وعلى أيه، الطيب أحسن.


ضحك بخفه من حلاوتها بينما لونا عادت لعقلها وقررت إكمال طريق الطلب بالإغواء فهمست:

-ماهر

رفرف قلبه بين أضلعه وإسمه من فمها بصوتها يزلزله فيردد بلا سيطرة منه على نفسه:

-ياعيون ماهر.


تشكلت داخلها علامة استفهام كبيرة فطريقته كمن يتعامل مع حبيبته وليس كما هو حالهم، لكنها أبعدت عقلها عن كل هذا لتركز على إنهاء مهمتها كونها ماعادت تتحمل المكوث معه بغرفته أكثر من ذلك فأكملت:

-قبل ما تمشي أنا كلمتك عن بابا وانت قولت لي عندك خبر حلو لما ترجع هتقولهولي.


همهم مبتسماً وسأل:

-عشان كده لابسه ومتشيكة ومستنياني.

هزت رأسها بثقة وقالت:

-انت لسه ما تعرفش مين لونا.. أنا أيقونة، ومتربية على العز، طول عمري بلبس كده جوا وبرا البيت وكل البنات كانت بتقلدني.


عض على أسنانه يضربها على ذراعها العاري مردداً بحده:

-بتطلعي بدراعاتك دي كده؟!

-أاااه...أيدي يا ماهر.


ناظرها بضيق شديد فحاولت امتصاص غضبه ريثما تحصل على ما تريد كما تعلمت مؤخراً:

-لا ده وانا صغيرة بس انا كبرت خلاص ومصيري أعقل، المهم قولي عملت إيه في موضوع بابا؟


سحب نفس عميق ثم قال:

-مستعدة يعني للي هتسمعيه؟!


ضحكت متألمة وجاوبت:

-مستعدة

-بصي يا لونا انا مش عارف ايه حصل معاه بس هو تعبان جداً وعمك كان مدخله مصحه بس مصحة شمال من الاخر.


كانت تتابع ما يقوله بوجه خالي تماماً من الإنفعالات كأنها لديها علم مسبق، غير متفاجئة ولا مصدومة ليكمل:

-أنا عرفت إزاي أضغط على عمك وخرجته من المصحة الي كان حاجزه فيها ودلوقتي باباكي في مصحة محترمة وكبيرة .


فهمست بوجع:

-عايزه أزوره.

جعد مابين حاجبيه وسأل:

-انتي مش متفاجئه خالص!!

-عمي يعمل الأكتر من كده...بابا كان بيهلوس قدامي وبيكلم ناس مش موجودة وفجأة أختفى وانا كنت بلف حوالين نفسي.


جلست على أقرب مقعد تحاول الا تبكي فيما اقترب منها ماهر يجلس بجوارها وهمس:

-أهدي ماتعيطيش.

فقالت مباشرة:

-عايزه أروح له.

ليجيب:

-الزيارة ممنوعة عنه.


نظرت له بحده كبيرة وشك عظيم تراه لا يتخير عن عمها بشيء ليزفر بضيق ثم قال:

-من غير البصة دي انا مش بشتغلك..الزيارة فعلاً ممنوعة عنه ولفترة كبيرة بس عشان تطمني انا هاخدك أعرفك المستشفى عشان تبقي عرفتي إسمها ومكانها وهخليكي كمان تتكلمي مع الدكاترة بنفسك وتعرفي الحالة وتشوفيه من بعيد.


تهلل وجهها تسأل:

-بجد يا ماهر؟!

مسح على شعرها بحنان يقول:

-بجد يا لونا.

أبتسمت عيناها كأنها تشكره لتتسع إبتسامته ومالبث ان إشتعلت عيناها تسأله بشك كبير:

-وانت ازاي عرفت تدخله مصحه كبيره ومحترمه من غير ما يكون لك اي سلطة عليه ولا حتى صلة قرابة.

-عمك هو الي خلص كل الإجراءات بصفته أخوه.

-وهو ازاي عمي وافق بسهوله كده؟! 


ضحك بزهو قلدها حرفياً:

-أنتي لسه ماتعرفيش من هو ماهر.

فانتهزت الفرصة تحاول المضي في خطتها للنهاية:

-طب وياترى ماهر هيقدر يرجع لي فلوسي من عمي.


ضحك ضحكة خبيثه قد تشكلت على جانب ثغره فهو لن يعطيها ماقد يحررها او يساعدها على الوقوف على قدميها بدونه لذا قال:

-دي قصه كبيره قويّ ومحتاجه روقه يا لونا خلينا نمشي واحده واحدة والمهم دلوقتي نطمن على باباكي.

-بس انا محتاجه للفلوس عشان أصرف منها، بابا فلوسه ماشاءالله تكفيني العمر كله من غير ما أحتاج لحد.


اااااه...هنا مربط الفرس...المال سيغنيها عنه وعن الجميع وهو يريدها دوماً بحاجه إليه لذا قال:

-عارف...بس واحده واحدة 

-هو ايه اللي واحده واحده ..عمي ده سكير وبتاع قمار وكمان بيتعاطى يعني هيخلص على الفلوس مش هيفضل لي حاجة.


كانت تتحدث بحرقه وإشتعال أمام ذلك البارد الذي بات هو من يضع يده على أموالها وهي لا تعلم ثم قال:

-أنا هتصرف.

لعق شفته بلسانه وقال وهو متعب منها:

-بس هاتي حضن بقا.


إبتسمت له بضيق شديد فهل إشتراها هو؟! لكنها عمّدت سريعاً لتغيير دفة الحديث:

-حاضر..بس ..أحمم..كنت عايزه أكلمك في حاجة كمان.

سألها بنفاذ صبر، ملهوف عليها:

-إيه هي؟

-عايزه شغل.

ابتعد وقد رفع احدى حاجبيه ثم ضحك يردد:

-شغل؟!

-اه

-ليه؟!

-عشان اصرف على نفسي.

-أنا هصرف عليكي

-مانا مش هقبل بكده.


إقترب منها مجدداً يضع يده على عنقها يتحسسه بأنفاس سخينه وهو يهمس:

-ليه؟ناسيه أني جوزك؟

بلل شفتيه يإحتياج..رغبه قوية تملكته يريد تقبيلها لكنها هبت من مكانها سريعاً تشعر بالخطر فقد جاءت متلاعبه ولن تسمح بالتمادي لذا قالت:

-أنا جوعت هروح أكل

وقف خلفها بسرعه ولهفه:

-لونا أستني.

يريدها بقوه وهي لا تقترب مطلقاً، تشعله ثم تفر.


لم تستمع لطلبه واتجهت للباب تفتحه:

-جعانة جداً هنزل 

-استني عندك.


وقفت برعب ليقول:

-بقولك تستني معايا يبقى تستني.

-هي أوامر.

-أه

إتسعت عينها لكنها ما عادت تتقاجئ ليقول:

-روحي غيري هدومك ماتنزليش تحت كده

-ليه؟!

-هو ايه الي ليه...صدرك كله طالع برا.


شهقت برعب خصوصاً مع نظراته على نهديها الظاهران وخرجت من الغرفه مسرعاً تسمعه يهرول خلفها يريد كمشها وهي تهرب منه:

-قسماً بالله لو ماغيرتي وحد شافك كده لاقطعك انتي فاهمه.

وقفت متخصرة تعترض:

-انا طول عمري بلبس كده.

فرد عليها بقوه وتحفز:

-قبل كده ماكنش في ماهر

وقفت تبتلع رمقها بصعوبة وكانت تنتوي معاندته لكنها حكمت العقل ولو مؤقتاً وتحركت نحو غرفتها تغلق الباب خلفها وعلى وجهها علامات الإذعان، ليبتسم مردداً:

-أاااااخ...عسل بنت الجزمة.


ثم دلف لغرفته وعلى وجهه إبتسامة واسعه سعيدة لم تتلاشى.


________سوما العربي _______


بدلت فستانها المذهب لأخر أبيض العن وأضل سبيل..تقريباً المشكلة ليست بالفستان،قصته أو لونه..المشكلة تكمن فيها هي في كونها لونا.


فالأبيض الملائكي لم يبدو ملائكي عليها بل إلتف حول منحنياتها الممتلئة يفصلها، نصاعة اللون وجودة القماش أضفت هالة من الروعة والكمال للونا كي تكتمل مصيبتها المتنقلة معها.


واكبر عدو للمرأة هي مرأة مثلها، حيث جلست چيلان تتابع بضيق شديد تقدم تلك الرائعة على الدرج بخطوات لينه متدللة وتقدمت تقول:

-مساء الخير 

نظرت لها جيلان من أسفل لأعلى ثم قالت:

-أنتي ايه الي رجعك هنا؟

-نعم؟!

-زي ما سمعتي ايه الي رجعك.

-على ما اعتقد ان ده بيت جدي وانا ليا في البيت ده.

=انتي مالكيش اي حاجة هنا ولما تردي على جيلان هانم تردي بأدب.


كان ذلك الصوت الغليظ لعزام الذي دلف وقتها بغضب شديد يرد بعنجهية جعلت جيلان تتحفز واضعه قدم فوق الاخرى وهي تنظر للونا بإستعلاء وفوقيه...فيما أكمل عزام:

-انتي مالكيش أي حاجة هنا سامعه ولا لأ..يالا أمشي أطلعي برا.


تخشب جسدها وانسحبت منه السخونه وبقا بارد مثلج يرتجف من الإحراج والخوف، لا تعرف كيف تتصرف وبماذا ترد عليه، وهو الأن يطردها....تفززت بخوف أكبر وهلع حين صرخ عليها بغلظة أشد:

-أنتي لسه واقفه...بقولك يالا غوري من هنا.


من صدمتها بقت واقفه لا تستطيع أن تصدر أي رد فعل ليزداد غضبه وغيظة فيتقدم منها بفظاظة تحت نظرات چيلان التي بدأت تبتسم بإنتشاء، سحبها من ذراعها :

-أنتي هتفضلي متنحه لي كده...اتحرررركي...غوري من هنااااااااااا.


سحبها يلقيها بالخارح على سلالم البيت الخارجيه وهي لم تنطق بحرف او تصرخ حتى وچيلان بالخلفية تربع كتفيها حول صدرها بزهو.


بينما توقفت سيارة فاخر وخلفها سيارة أخرى...ترجل فاخر يسأله :

-في ايه؟! 

-البت دي تمشي من هنا حالاً

نظر لها فاخر وقال :

-يالا يالا امشي من هنا ...يالاااا اتحركي ماتتنحيش .


=بتعملوا ايه يا ولاد الوراقي.


صدح صوت محمد الوراقي مختلط بإغلاق كمال لباب السيارة و تقدم الوراقي بخطوات متثاقلة يهتف بغضب:

-هي حصلت...بتستغلوا تعبي...بتطردوا حفيدتي في نصاص الليالي.

-بيتنا واحنا حرين فيه والبت دي مش هتفضل فيه يوم واحد كمان يا احنا يا هي فيه.


ليهتف محمد بحزم:

-يبقى هي.

-إيه؟!!!!!!؟؟


صدح السؤال بصدمه من الجميع يسأله فاخر بغضب:

-انت بتختار البت دي وتبديها علينا...ده بيتنااا.

-ده بيت محمد الوراقي يا فاخر..والي حصل زمان منكم مع امها مش هسيبوا يتكرر مع البنت ويكون في علمكم لونا الوحيدة الي هتاخد ورثها مني على حياة عيني.

-نعم؟!!!!!!!!!!

-أااه...اما انا وانا لسه فيا النفس عملتوا فيها كده لما غبت عن البيت يومين لو مت ولا جرى لي حاجة بقا هتعملوا فيا ايه.


تقدم كمال يساعد لونا المزجاه أرضاً يمد لها يده:

-قومي يا لونا ماعلش.

هزت رأسها رافضه كبرياؤها مجروح لا تقوى على اخراج صوتها فعاد يردد:

-ماعلش حاولي تقومي .

ضاعف من قوته كي تتكئ عليه فيما صرخ والده:

-كمال...انت بتعمل ايه يا ولد...شيل ايدك من على النجسه دي.

-مايصحش كده يابابا..مهما كان مايصحش تقول عليها كده.


ثم نظر للونا يساعدها بإصرار:

-قومي معايا يا لونا.

ليقول محمد الوراقي:

-يخلق من ضهر الفاسد عالم.

-هي حصلت يا كمال...بتعارض أبوك...حسابنا بعدين.


تقدم محمد خطوة مرتجفه من لونا يحسها ان تتحرك للداخل:

-يالا يا حبيبتي.


هزت رأسها رافضه ودخلت فوراً في نوبة بكاء تشق قلب الكافر الا قلب عزام وفاخر وكذلك جيلان اللذين وقفوا يرمقونها بغضب شديد.


لكن قوة كمال كانت كبيرة وكافية لأن تسحبها للداخل فيما تقدمت چنا تهتف :

-ايه ده في ايه؟! مالها لونا يا كمال؟!

-تعالي يا چنا ساعديني ندخلها جوا.


تقدم محمد الوراقي بخطوات متعبه بالكاد يتحرك، فيما ساعدت چنا كمال للتقدم بلونا للداخل.


نظر كل من فاخر وعزام لبعضهما بغيظ شديد يقول فاخر:

-شوفت عمايل أبوك؟

-شكله حقيقي كبر وخرف...قال يديها ورثها قال.

-على جثتي

-بقولك كبر وخرف وانا مش هقف أتفرج عليه وهو بيبدد فلوسنا شمال ويمين ...معاك يومين تقولي معايا في الي هعمله ولا هتقعد تتفرج على فلوسك انت وعيالك بتروح للنجسه دي.


ليقف فاخر محتار في أمره بشده بين نارين...


بينما في الداخل تقدمت چنا تحمل كوب ماء بيدها تتجه به نحو لونا التي يجلس كمال بجوارها يحاول أن يهدئها:

-خلاص أهدي...ماعلش حقك عليا أنا.


تناول الماء من يد چنا وحاول ان يعطيه لها:

-خدي إشربي..شويه صغيرين بس.

لكنها كانت تبكي وتشهق بكبرياء مجروح حتى إنشرخ صوتها.

وما ان تحدثت حتى قالت:

-أنا عايزه امشي من هنا.

ليقول الجد بحزم:

-مافيش مشيان من هنا يا لونا..ده بيتك.

فسألت چنا:

-هو ليه بابا بيعمل كده يا جدو.

-ربنا يهديه يابنتي ربنا يهديهم كلهم...خدي لونا طلعيها أوضتها وخليها تاخد دش وشوفيلي ماهر فين.

-كان نايم تقريباً.

-صحيه وخليه ينزلي.

-حاضر

-يالا خديها تغير وانزلوا بسرعه عايز أتعشى معاكم ياولاد خصوصاً بعد رجوع كمال.

-وبابا وعمي؟!

-مش مهم..

سحب نفس عميق ثم ابتسم بأمل:

-المهم دلوقتي انتو...الزمن مش هيرجع بضهره تاني يابنتي..يالا خدي بنت عمتك معاكي وساعديها وصحيلي البيه الكبير الي سايب البيت سايب كده في غيابي.

-حاضر...تعالي معايا يالونا...يالا عشان خاطري.


بصعوبة تحركت لونا مع چنا التي رافقتها لغرفتها وجهزت لها الحمام ثم تركتها تنعم بالخصوصية وذهبت لتوقظ ذلك الغارق في ثبات عميق:

-ماهر...ماهر...يا ماهر.

-همممم

-يا ماهر إصحى يالا الوقت اتاخر وجدك عايزك 

ليسأل بخمول ومازالت عيناه مغمضه:

-هو رجع؟!

-أه وعايزك..إستلق وعدك منه على الي الي حصل مع لونا.


مع ذكر إسمها وخطب ما مجهول حدث لها تفتحت عيناه على الفور بإنتباه شديد يسأل :

-مالها لونا؟!

-مانت نايم هنا في العسل ماشوفتش البهدله الي اتبهدلتها تحت 

إستقام من نومته منتصباً يسأل بهلع:

-ايه الي حصلها؟!

حكت له چنا بالتفصيل ما حدث ليقف عن الفراش سريعاً يقول بغضب مكظوم:

-طب ...طب روحي انتي قولي لهم يحضروا لنا العشا وانا جاي.

-ايه يا ماهر ده...عشا ايه...هي ماصعبتش عليك خالص...دي حالتها تصعب على الكافر.

-روحي يالا يا جنا.


زفرت چنا بغضب شديد ثم تحركت نحو الخارج ليتحرك ماهر بلا هوادة يدور حول نفسه بجنون ملتاع عليها.


وبسرعه ولهفة خرج من غرفته نحو غرفتها يفتح الباب لجدها تخرج من المرحاض تحكم ثوب الحمّام الأبيض حولها ووجها أحمر من البكاء مازالت حالتها صعبة مزوية والدموع بعيناها..ليلتاع قلبه عليها أكثر وأكثر ويدرك حجم ما جرى لها بغيابه .


تقدم بلهفه يزرعها داخل أحضانه يضمها بقوه وهي أجهشت ببكاء مرير ليمرر يداه على طول ظهرها بحنان يواسيها:

-شششششش....حقك عليا..حقك عليا يا حبيبي أنا كنت نايم ماعرفش الي حصل.


لتقول ببكاء شديد وهي بين أحضانه:

-أنا عايزه أمشي من هنا يا ماهر ..عايزه أمشي بس مش عارفة أروح فين؟

-تمشي وتسبيني؟!

قالها بضعف شديد لم تنتبه له بل لم تنتبه لمعظم كلماته، كانت منخرطة في بكائها وفجعتها وهو مدرك لذلك تماماً..لتقول بتوسل:

-ساعدني أمشي من هنا..أنا فكرت أرجع بيتنا بس خوفت من عمي.

-لا لا...انتي مش هتمشي من هنا لو مش عشان ده بيتك فده كمان بيت جوزك ولا نسيتي اني جوزك.

لتصرخ فيه بهياج:

-أنا همشي من هنا يعني همشي مش هقعد يوم كمان.


وامام بكاءها وتصميمها على الذهاب ضعف وتهور واضطر للتنازل ليقول:

-طب أهدي عشان خاطري وافضلي معايا..حتى بصي..انتي مش كنتي عايزه شغل بمرتب حلو..أنا موافق وجاهز من بكره تنزليه.


تهلل قليلاً من الأمل أمامها فسألت:

-بجد يا ماهر؟!

مسح خدها من الدموع وهو يحتضنها ورد:

-بجد يا عيون ماهر...عشان خاطري بطلي عياط وماتقوليش همشي دي تاني.


صمتت تحاول ان تتوقف عن البكاء ليخرجها من أحضانه وجعلها تنظر داخل عيناه :

-لونا...بصيلي.


رفعت عيونها الحلوة له ليقول بأعين مليئة بالمعاني:

-طول ما أنا جنبك ومعاكي مستحيل أسيب حد يقرب لك..شوفتي لما نمت نص ساعه حصل إيه؟


لا يعلم هل نجح في ملئ عقلها بما أراد أم لا لكن على الاغلب ان حديثه قد أخترق عقلها وأصاب هدفاً ما مع الوقت سيتضح ويكبر وتكبر معه سيطرته على لونته.


مسح على خدها وسأل:

-هتفضلي معايا مش كده؟

ليصرخ عقلها (وهل أملك حل أخر) .....هزت رأسها فأبتسم وقال:

-يالا البسي وتعالي نتعشى ولا تحبي أساعدك!!.


لم تجيب عليه...لم يكن ينقصها ليضيف:

-خليني أساعدك أنا زي جوزك يعني.

ابتسمت له بخفه كأنها ممتنة ليقول:

-هستناكي برا..مش نازل من غيرك لو إتأخرتي هفتح الباب عليكي أي كان الوضع اصل انا لما بجوع ببقى زباله..أوكي؟


هزت رأسها من جديد ولم تتحدث ليغادر على مضض و وقف خارج الغرفة ينتظرها بخوف قد تملكه كلما تذكر هيئتها ومافعلوه بها ورغبتها في الرحيل التي قد تفعلها ذات مرة ان تكرر معها نفس الضغط.


خرج من تفكيره على صوت فتح الباب وهل القمر...لونا الجميلة..إنها أيه.


تقدم يشبك يده بيدها مردداً بإعجاب واضح:

-أيه الجمال ده.

سحبت يدها من يده تقول بخفوت:

-شكراً.

نظر بإمتعاض لما فعلته لكنه لم يحبذ الضغط عليها وسار معها للنزول.


حيث جلس محمد الوراقي على رأس الطاولة التي غاب عنها فاخر وعزام وكذلك جيلان يحاول المزاح مع أحفاده والجمع بين شملهم .


وفي الصباح .....خرجت لونا مع ماهر كما وعدها تسأله:

-هستلم شغلي النهارده بجد يا ماهر؟!

-أيوه يا لونا..ماهر لو وعد يبقى أكيد هيوفي.


توقف بسيارته أمام مقر الشركه التي طردت منها شر طرده منذ قريب فسألته:

-انت جايبني هنا ليه؟

-مكان شغلك يا لونا

لتسأله بصدمة وغضب:

-هنا؟! 

ليناظرها ماهر بمكر متوراي بالجهل الشديد وإدعاء البراءة......


الحلقة الثامنة


ناظرته بتيه شديد وكذلك رفض، بات لديها حاجز نفسي كبير مع ذلك المكان.

جعد مابين حاجبيه وقال:

-يالا انزلي

لتهمس:

-انا مش عايزه اشتغل هنا

هز كتفيه ببرود وقال:

-لا ماهو مافيش غير هنا

-ليه؟؟

-عشان تفضلي تحت عيني.

حسها على النزول:

-يالاا

ترجلت معه من السيارة ليلفها بعينه غير راضي كلياً عن ملابسها:

-اللون ده مايتلبسش تاني 

-لون ايه

-الأبيض..ماتخرجيش بيه تاني

-ايه؟! ده ليه ده؟؟


صك أسنانه بغيظ وغضب، ماذا سيقول وكيف يخبرها عن خطورة اللون الأبيض عليها حين يلتصق بمنحنياتها؟


سحبها بيد واحدة لتصبح بحضنه ثم همس بحراره في أذنها:

-لأنه يجنن عليكي، وبلاش تخليني أفسر اكتر من كده.

اتسعت عيناها برعب من نبرته السخينة وردت مذعنة:

-حاضر

عض على شفته السفلى وهو يهمس:

-تجنني، عايز أكلك 

قالها بشعور قاتل نابع من داخله وهو يحتضن فتاته وهي بكل ذلك الجمال والحلاوة داخل احضانه ومايزيد شعوره ضراوة هو ان تلك الفتاة بحسنها وجمالها زوجته....أاااه عالية خرجت منه...يريدها هو..هو يريدها.


توقفت قدماه عن التقدم، رغبته إستيقظت وبدأت تستفحل بتلك اللحظة.


بلل شفتيه وقال لاهثاً:

-ماتيجي معايا مشوار مهم قبل الشغل.


التفت تناظره متعجبه وخائفة من كلامه وما تراه بعيناه ثم سألت:

-مشوار ايه؟! انت رجعت في كلامك؟

-لا...بس انا عندي موضوع مهم قوي عايز اعرضه عليكي قبل الشغل.


قالها نادماً يسأل عقله الغبي لما لم يساومها ويعطيها العمل مقابل إتمام زواجه منها؟

ليتذكر هيئتها بالأمس ورغبتها في الرحيل، ذلك ما منعه فقط هو ليس بنبيل مطلقاً.


اقتربت منه تسأل بإهتمام:

-موضوع ايه؟! بابا جرى له حاجة؟


أضاءت الكلمة بعقله(والدها) جيد جداً، انها ورقة ضغط رائعة .

لتكمل:

-ولا اوعى يكون عمي هرب بالفلوس ولا اخد البيت وضع يد؟


تابعها باهتمام وهي تعطيه أفكار، ليقول:

-بصي هو انا ماكنتش عايز اقولك بس هو راجل وسخ وانا لسه بحاول معاه.


أسبلت عيناها بتعب شديد، فلا شيء يسير بسهولة، لذا قررت التركيز على مابيدها من عصافير وقالت:

-طب يالا عشان الحق الشغل، مش عايزاهم يقولوا اني بتأخر عشان قرايب.

-لا ما تقلقيش ماحدش هيعرف اننا قرايب.

بهت وجهها وتخشب جسدها، تشكلت بحلقها غضه مره وزمت شفتيها تبتلع رمقها بصعوبه، الكلمه كانت كالرصاصة أخترقت صدرها.


هرب منه الدم يشعر بألمها وما قد وصلها ليحاول التحدث مردداً:

-لونا لأ بصي ده عشان...


قاطعته بألم وكبر كبير تقول:

-عشان الي عشانه...مش مهم...المهم دلوقتي أمسك شغل وأي حاجة تانيه مش مهمة.


ثم تقدمت تدخل قبله لتتوقف وهي تراه مايزال واقف خلفها على باله أخذها لإتمام زواجه منها وهي بهم أخر بعيد.


لتلتف له تسأله بشئ من الحدة:

-وقفت ليه؟! ولا رجعت في كلامك؟!


سحب نفس عميق يستعد للقادم ثم تحرك معها لداخل الشركة والكل يجعد ما بين حاجبيه مستغربين دخول السيد ماهر مع فتاة...غريب حقا.


تقدمت سكرتيرته منه تردد :

-صباح الخير مستر ماهر في اجتماع رؤساء أقسام كمان....


قاطعها يشير بيده مردداً:

-أستني بس...عايزك تاخدي لونا لقسم ال...

صمتّ مفكراً فهو قد إصطحبها فقط ولا يعلم اين يمكنها ان تعمل ليكمل:

-عايزها تمسك اي شغله كويسه ومريحه يا دينا .

تجهمت ملامح دينا تسأل:

-كويسه ومريحه؟!!

-اه يا دينا كويسه ومريحه..صعبه دي؟!!

-بصراحه اه...هو في شغل مريح يا مستر؟!

-في يا دينا...إتصرفي.


قالها وهو ينذرها بعيناه بحده لترمش بأهدابها تشعر بغباءه ثم هزت كتفيها تردد:

-هتصرف حاضر ...اتفضلي معايا يا...

-لونا...إسمها لونا.

نطقها بخصوصية شديدة يقصدها لتزداد دينا حيرة فهي تعلم ماهر منذ سنوات وهي تعمل معه وطوال تلك السنوات لم يتوسط لأحدهم مطلقاً، لكنها كانت مجبرة على التحرك مع لونا تخرج بها من المكتب لكن ماهر نادها مردداً:

-لونا


لم ينتظرها أن تأتيه بل وقف هو تحت أعين دينا وقام بسحبها مجدداً للداخل ويغلق الباب في وجه دينا متقصداً لينعزل بها، يلتقط يديها بين كفيه مردداً:

-مش عايز اي مشاكل..وأعرفي ان عيني عليكي، وبلاش تعملي صداقات مع حد.

-حاضر.


قالتها بإذعان شديد، كان واضح عليها انها ستقبل بأي شئ حتى تحصل على العمل بشركة كهذه.

فابتسم منشياً ثم قال:

-طب مافيش اي مكافأه لماهر بقا؟!

-هااا؟! 

-مكافأة 

-اه..حاضر..أول مرتب هقبضه هاج...

لكنه قاطعها يبتلع شفتيها بكلماتها داخل فمه، يقبلها بلهفة بينة ويضمها بشوق بعد طول إنتظار.


ابعد شفتيه عنها بنعومة شديدة يقبلها من جديد كختم على ما فعله وهي متيبسه بين يديه، كأن على رأسها الطير تنظر له بأعين دامعه فهل يراها سهله؟ أم يريد حساب ما دفع.


عض على شفته متلذذاً من مذاق قبلتها وهم لينتهز الفرصه ويقتنص المزيد من القبل لولا أنها ابتعدت تلوح برقبتها بعيداً وملامحها كلها منكمشة بإمتعاض تجاهد لكبت البكاء 


ابتعد عن شفتيها بصعوبة يشعر بالألم لما سببه لها لكنه بالفعل غير قادر على التحكم في نفسه أمامها.


وضع يده أسفل ذقنها يطلب منها النظر له ثم قال:

-أنا جوزك على فكرة، أنتي الي مش عايزة تتعودي..


ناظرها بجنون يقتله وسأل:

-هو انتي ليه مش عايزه تتقبلي جوازنا؟!

-هو انت مصدق نفسك؟!

قالتها بإندفاع من شدة قهرتها بعدما قبلها بكل تلك السهولة لتتسع عيناه ويسأل:

-مصدق أيه بالظبط يالونا؟!

-إننا متجوزين؟

-اه...جداً...فاضل ان انتي الي تصدقي.


صمت لثواني قليلة ثم جمد قلبه وقال وهو يضع يديه داخل جيوب سرواله:

-وعلى فكرة من أسباب أني أجيبك تشتغلي هنا هو انك تبقي جنبي ومعايا.

-بمعنى؟!!!

دقت دينا على الباب..كأنها تستعجلهما فقال:

-بمعنى اني جوزك وليا حق فيكي يا لونا لسه لحد دلوقتي ماطلبتكيش بيه.


اتسعت عيناها تقهم مقصده وهي التي لم تتقبل القبلة منه بينما هو يريد المزيد.


همت لتتحدث معترضه لكن دينا عاودت إستعجالهما بالدق من جديد.


فاعتدلت تحاول فرض ظهرها وفتحت الباب لتخرج تحت أنظار ماهر المتخبطة ناحيتها.


________سوما العربي_______


جلس أنور يدخن أرجيلته المحشوة بالحشيش وينفس الدخان في الهواء برواق شديد لتدخل عليه زوجته تضع يدها في خصرها بغيظ وغضب ثم قالت:

-قوم يا ميلة بختي...قوم شوف مين على الباب مستنيك...أصل المشرحة كانت ناقصه قتلا.

-جرى يا ايه وليه؟ مالك بتتكلمي كده ليه؟ اتعدلي بدل ما أقوملك..انتي أديلك مده معووجه عليا وكلامك مش مظبوط معايا.

-بلا خيبب...تعرف تتوكس اكتر مانت موكوس...بقى حتت عيل زي ده يرقبك الزحليقة وياخد كل حاجة وفوقيهم كمان البت..


احتدت عينا أنور وقال بصراخ كلما تذكر مافعله ماهر:

-اااااه...وبتجيبي لي سيرته ليييه..قفلي على السيره دي

-أقفل؟!! هيهيهي...قوم ياحيلتها شوف الي على الباب مستنيك 

-مين يا مره

-اخرج وإنت تشوف.


وقف بصعوبه مترنحاً واتجه بجسده النحيل نحو الباب لتتسع عيناه مردداً:

-الدوكش؟؟ ايه الي جابك هنا؟! مافضيناها خلاص وخلصنا.


تعالى صوت الدوكش بإجرام يقول:

-لا ماخلصناش يابا..انا عايز باقي فلوسي وقتي انت هتاكلها عليا ولا اييه؟!

-انت مش خدت الي فيه النصيب؟!

-لا يابا ده ماكنش إتفاقنا...انا اخدت نص الفلوس وقولت لي خلص وتعالى خد الباقي ومن ساعتها ماشفتش وشك وبتتهرب مني فاكرني مش هجيبك طب اديني جيت لك اهو مين هيحلك مني بقا؟!


-بقولك ايه فلوس مش معايا والبت مابقتش هنا فخلاص انت ماتلزمنيش.


تجهمت ملامح الدوكش واحتدت عيناه ليلجأ لحلوله التي لا يعرف غيرها حيث أخرج من جيبه سلاح ابيض فتحه وردد بأجرام:

-عليا الحرام من ديني لو ماخدت حقي وقتي لاكون مسيح دمك...أااه مش الدوكش الي يتكرت على قفاه لا مؤاخذة.


فصرخت روجة أنور برعب وهي ترى رقبة زوجه تحت تهديد سلاحه:

-والله ياخويا ما معاه فلوس والبت أخدها ابن خالها ...اتجوزها ومشي واخد كل حاجه حتى الفلوس و ورق البيت.


-اه...الواد أبو بدلة...إفتكرته.

-انت تعرفه منين؟؟


لمعت عيناه ثم حرر رقبة أنور وقال مبتسماً:

-مش شغلك..انا سيبت لك المعدول أهو..أديني اي عنوان ولا رقم تليفون توصلني بالولا ده.

-مش هيرد عليك ولا يعبرك...ده شكله واصل قوي احسن لك بلاش تلعب معاه.

-انت فاكرني عويل زيك...هات رقمه ومالكش دعوة.. الدوكش مابيسيبش حقه..مش انا الي حتت عيل زي ده يضحك عليا .


نظر كل من أنور و زوجته لبعضهما ثم عادا ينظران للدوكش وسأل انور:

-ليه هو في ايه بينكم؟! ولا تعرفه منين اصلا 

-مالكش فيه...هات عنوانه بس.

-ماشي


_________سوما العربي_________


دلف والده بخطى واسعه لعنده يردد بغضب شديد:

-هو الي سمعته ده صح؟ انت جبت البت دي تشتغل هنا.

-اه يا بابا 


رد بهدوء بارد ثم وقف يكمل:

-ده من بعد إذنك طبعاً 

-من بعد إذني؟! هو فين الأذن الي انت مستنيه ده يا حبيبي..البت دي لازم تمشي حالاً.

-للأسف مش هينفع...جدي عرف خلاص..بلاش نضايقه هو لسه خارج من المستشفى 

-تقوم تضايقني انا؟!!!

-وهي مضايقاك في أيييه؟؟؟ أعتبرها هوا..زكاة عنك وعن صحتك.


كان الرفض الشديد واضح بعيون عزام ليكمل ماهر مضطراً:

-يعني انا الحق عليا...قولت اجيبها تشتغل هنا عشان نهدي جدي ولا انت عايزه يروح يكتب لها ورثها بحق وحقيقي يعني؟؟


سكت عزام يفكر لثواني الى ان هتف:

-لا لا ..برافو عليك انك عملت كده..سيبها تستغل هنا...اه صحيح..جهزلي نفسك هنروح اخر الأسبوع عشان نتقدم رسمي لجميلة أبو العينين.

أسبل ماهر عيناه بتعب ورفض شديد يقول:

-انت لسه مصمم

- مصمم؟! هو انت جرى لمخك حاجه؟! مانا مكلم أبوها قدامك..مابقاش فيه هزار الموضوع ده ..انت عارف الجوازة دي هتعود علينا بنفع أد ايه؟


شرد عزام حالما:

-وياه بقا يااااه لو البت اختك تقدر توقع ابن عمها ...طارق مانت عارفه ...وحيد أبوه وهو الي هيورث كل ده  كده يبقى مال عيلة أبو العينين كله بقى في عبنا.

زفر ماهر بتعب يقول:

-انت بتخطط لچنا كمان؟ ربنا يسهل يا بابا جنا لسه صغيرة.

-ايوه طبعاً بخطط أصلك انت مش عارف طارق ده باصص لبرا ومش بيعجبه العجب ومابيصاحبش غير أجنبيات، الي زي ده عايز له ترتيب من مخ ديب عشان نوقعه ده حبيب أبوه...أااه لو نناسبه أااه...حسني أبو العنيين أتقل حتى من ابو جميلة وبتتهز له وزرات بأكملها عرضوا عليه كذا مره يبقى وزير وهو الي كان بيرفض..طبعاً بيحب يكبش فى الضل ايه الي يدخله سكة السياسة و وشها وابنه طالع ديب زيه.


مسح ماهر على وجهه متنهداً وقد تعب ومل من حياكة الخطط ليقول عزام:

-انا ماشي..عينك على البت دي سامع.

-حاضر...سلام.


عاد لعمله مثقل بالهموم مشتاق للونا لكن العمل متراكم عليه منذ إنشغل بتعب جده لذا ظل منشغلاً بإتمام مهامه الى أن تعب فأستدعى لونا وأخذها وغادر.


جلست لجواره في السيارة سعيده بعملها الجديد، لم يكن يعكر صفوها سوى قبلته لها والتي كلما تذكرتها جاهدت ألا تبكي.


لتتفاجأ بماهر يقطع الصمت الرهيب وهو يشغل موزّع الموسيقي بالسياره ليندلع صوت العندليب (ليه بيقولوا الحب قسيه ليه بيقولوا شجن ودموع)

مد يده الحره يضمها لأحضان بغتتة ولم يبالي بشهقتها وتفاجئها بل جذبها يلفها بذراعه يحتضنها بحميمة مدندناً مع الأغنية (أول حب يمر عليا ألقى الدنيا فرح وشموع..إفرح وإملى الدنيا أغاني لانا ولا أنت هنعشق تاني..إفرح واملى الدن...)

إقطتع سيل دندنته وهو يشعر بها تحاول الإبتعاد عنه فيقول:

-ايه في ايه؟

-هو ايه الي فيه ايه؟! انت مالك بتتعامل كده على إننا عشاق؟

زادت ذبذات قلبه وضمها له من جديد وسألها:

-وليه مانكونش؟

-نكون ايه يا ماهر...وبعدين أبعد ايدك عني لاتتوسخ

-تتوسخ؟!!!

-أااه...ولاانت ناسي اني واحده وسخه وشمال وبتدخل الرجالة بيتها؟!!

زاد من ضغطه على البنزين علامة على غضبه وهو يردد من بين أسنانه:

-مش عايز أسمعك بتقولي الكلام ده تاني خلاص سامعه ولا لأ؟

-نعم؟! لا ماعلش قول تاني كده؟؟ ماقولش؟! الكلام ده انت الي قولته مش انا عايزني أنساه ازاي؟


صمت بضيق وهو يدخل بسيارته في فناء البيت الكبير فتحركت كي تترجل مغادرة سيارته لكنه منعها وهو يلزم يدها مردداً:

-تنسيه عادي كلام واتقال ساعة عصبيه، خلصنا.

لكنها ردت بعناد:

-لا ماخلصناش يا ماهر، انت قولت كده عن إقتناع وكذا مره.


ربعت كتفيها تردد:

-الا إذا كان جرى حاجه عرفتك انك كنت غلطان لما قولت عليا كده؟؟


تعب من اللف والدوران خلفها ليقول مزعناً:

-ماشي تقدري تقولي كده..خلاص ممكن بقا ننسى الي حصل؟

لمعت عيناها وقالت بحاجب مرفوع:

-يبقى ترد لي إعتباري قدام منطقتي وتبين الحقيقة 

-نعم؟! وده اعمله ازاي

-الله؟! ازاي بقا ماتقولش كده؟ ده انت ماهر عزام الوراقي ولا ايه؟؟


إبتسم رغماً عنه...هو يحب إسمه منها فرد:

-أه..عجبتيني..ماشي يا لونا.


تهلل وجهها وسألت بترقب:

-ماشي ايه؟! هتعمل كده

-اه ...بس انا بزنس مان وكل حاجة ليها مقابل 

-مقابل؟! على فكرة انت عارف ان فلوس بابا مش معايا.


زم شفتيه وقال:

-لا مش هقولك دلوقتى، ويالا انزلي بقالنا ساعه وماما قربت تنام كده.

جعدت مابين حاجبيها ولم تبالي إنما ترجلت من السيارة وتحركت بتعب تصعد السلم لتتوقف وهي تسمعه يدق بخفوت على غرفة شقيقته ويدلف بينما يردد:

-احلى شوكولاته لأحلى چنجونه .


نظرت عليه وعلى مايفعله مع شقيقته بشعور مزيج بين الحنين والحسره لكنها غالبت شعورها تتجه لغرفتها تغلق عليها الباب لتذهب للمرحاض تنعم بحمام منعش ومرطب بعد يوم عمل كان صعب جداً.


بينما بدل ماهر ثيابه بأخرى بيتيه مريحه وخرج من غرفته يتجه نحو غرفة لونا يفتح الباب لتشهق منتفضة تقول:

-في ايه؟! مش تخبط!

اقترب منها بأعين لامعه معجبة بفستانها الأزرق النيلي وشعرها المندي وبشرتها اللامعه من بعد الحموم، مد يده يداعب خصلات شعرها وهو يرد عليها:

-أخبط!!! بس يا عبيطة.

-عبيطة تاني؟

ابتسم لها بحنان وإعجاب بين ثم قال:

-تعالي يالا

-اجي فين؟!

-تعالي بس


سحبها من يدها وخرج من الغرفة لتقوفه في متتصف الردهه مرددة:

-ماهر

ابتسم يسحب نفس عميق وقال:

-نعم 

-هو انت ليه يا ماهر مش ممكن تعاملني زي چنا؟

-عشان چنا أختي أنتي لأ.

شعرت بألم شديد في صدرها لتقول:

-يعني مافيش أمل تعتبرني زي اختك؟!

-بجد انتي عبيطة..لأ مافيش أمل انا مش شايفك أختي خالص.

تنهد ثم عاد يبتسم ويسحبها من يدها وكاد ان يدلف لأحد الغرف لكنها أوقفته تسأله:

-أوضة مين دي؟

-ماما.


اتسعت عيناها ولم تكد تسأل أو تستفسر فهو قد دلف بها للداخل سريعاً لتبصر سيدة تنام كلياً على الفراش مدثرة بالغطاء وقد انتبهت لهما لتبتسم مرددة:

-ماهر..كده من امبارح ماتجيش لماما؟

ابتسم يقترب منها ويدنو من سريرها مردداً:

-جيت لك الصبح والله بس كنتي نايمه .

كانت لونا تتابعه مستغربه فهو حنون جداً، له مع شقيقته و والدته شخصية مختلفة تماماً تمنت لو نالت منها جانباً.


بينما ماهر قد لمعت عيناه وقال لوالدته:

-ماما أنا اتجوزت.

شهقت  لونا بصدمه وكذلك والدته التي همست:

-إيه ؟! 

-آه 

ثم رفع رأسه ونادى:

-تعالي يا لونا


تقدمت لونا لتظهر أمام عينا والدته فأكمل ماهر:

-دي لونا يا ماما...مراتي.

شهقه جديده كانت اعلى من لونا، مستغربه ومستهجنه من تصرفاته ولما قد يفعل وهو من خبأ خبر زواجه عن عائلته.


بينما والدة ماهر كانت منشغلة بمطالعتها بإنبهار تردد:

-بسم الله ما شاء الله...دي حلوة قوي يا ماهر.

ضحك بخفه وقال وهو يداعب فروة رأسها بيده المغروسة داخلها:

-اه فعلاً حلوة قوي.

تبسمت والدته وهي ترى السعاده والإعجاب الشديد في عينا وحيدها لذا همست:

-تعالي يا حبيبتي قربي مني.

لم تستطع لونا فعل أي شيء سوى أن تستجيب لتلك السيدة التي على مايبدو انها ذات نفسيه جيدة بائنة على ملامحها الرقيقة.


اقتربت منها فقالت:

-اقعدي هنا جنبي.

فعلت وجلست لجوارها لتسأل ماهر:

-بس ازاي كل ده حصل بسرعه وانا ماعرفش ولا عشان بقيت عاجزة يعني هبقى اخر من يعلم يا ماهر؟!

تبسم واقترب يجلس بجوار لونا ويضمها لحضنه تحت صدمتها وعدم قدرتها على التصرف تسمعه وهو يقول:

-ماحدش غيرك يعرف أصلاً 

-ازاي ده؟! وده يبقى اسمه جواز يابني 

تنهد ماهر ثم قال:

-ماما لونا تبقى بنت عمتي رحيل.

اندهشت ملامح الأم وبدأت تنظر للونا بتفهم مالبث أن أبتسمت مرددة:

-انتي بنت رحيل؟! أمك كانت حبيبتي والله،خلي بالك من ابني انا مسبقه وليا عندك جميلة.

تبسمت تسأل:

-ازاي؟!

-صوتها مسهوك قويّ ياواد يا ماهر ايه ده هههههههه.

ضحكت وقهقه ماهر عالياً تجلجل ضحكاته في الغرفه تحت حنق لونا بينما قالت والدته:

-بس عسل قوي..هقولك جميلتي، انا لولايا ماكنش زمانك موجوده في الدنيا دلوقتي .


إستغرب كل من ماهر ولونا ما سمعاه ليزيد ماهر من ضم لونا وهو يميل نحو والدته يسأل:

-أزاي ده يا ماما؟

-أنا الي هربت رحيل من البيت وراحت لمحمد أبو لونا وقدروا يتجوزوا.

-أيييييه؟!

-آه...رحيل كانت طيبه وغلبانه وهما كانوا مش طايقنها وبيعاملوها بقسوة مع انها كانت هاديه ومالهاش حس ولا طلبات، كانوا رافضينها ونابذينها وكل يومين عايزين يطردوها وفجأة بقا عليها سكر لما واحد معرفه تقيل شافها وطلبها للجواز، ساعتها رحيل كانت تعرف محمد وهو كان طيب وحنين عليها قوي، وكان عايز يجيب لها الدنيا بين أيديها بس كان لسه بيشتغل نجار مع أبوه وعلى أده...


بدأت تسعل ويزداد سعالها ليقف ماهر ويذهب سريعاً يفتح أحد الأدراج يحضر منها بخاخ ويعطيه لها ضاغطاً على زره فينثر بعض الرزاز داخل فمها وهو يردد:

-أهدي يا ماما...كفايه كلام النهاردة وابقي أحكي لنا بعدين.


هزت رأسها بتعب وجفنها بدأ يثقل ليقول:

-نامي انتي دلوقتي وبكره نكمل كلام.

ثم أراح رأسها على الوسادة وهي بالفعل بدأت تغلق عيناها بخمول وتعب ليدثرها ماهر بزياده ثم يلتقط كف لونا بيده ليتحرك خارجاً من الغرفة وهو يتنهد بتعب ثن ردد:

-زمان جدي نزل عشان العشا..يالا احنا كمان.


هم ليتحرك لكنها أوقفته تسأله:

-ماهر...هو أنت ليه قولت لمامتك انك اتجوزتني؟!

ليرد ببساطة شديدة:

-عشان ناوي أدخل عليكي.


لتتفاجأ وتشهق بصوت عالي من هول الصدمة ومن بساطته في التصريح بذلك.


الحلقة التاسعة


جلست على طاولة العشاء شاردة تماماً، تصريحه كان فج وقوي، يبدو عازم على ما يريد، سؤال واحد بات يدور بخلدها كيف ستتخلص من كل ذلك.


غرقها الشديد في دوامة أفكارها حجب عنها نظرات الكره المندلعة من أعين عزام وفاخر وكذلك جيلان، بينما ماهر يجلس ينظر عليها بإشفاق،يرى الحيرة والصدمة بعيناها لكنه لا يملك التغيير، هو يريدها وسيأخذها،يقسم أن يفعل لا سبيل لإمتلاكها وضمانها سوى أن يدمغها باسمه وإلا ستفر من بين يديه وربما وقتها لن يتمكن من نسبها له، مشاكلها مع عائلته تحتاج للكثير وهو لا يملك رفاهية آلوقت


 خرج من دوامة أفكاره على صوت محمد الوراقي وهو يقول بسعادة:

-ماتتصوروش فرحتي يا ولاد أد إيه بوجودكم حواليا... حاجه ماتتوصفش.


تبادلت وتباينت النظرات بين سعيده مثله وأخرى ساخره وأخرى عيون شاردة تحمل هماً.


لكن تنبهت كل العيون على صوت الجد حين قال:

-عارفين ايه إلي ناقص بقا وساعتها تكمل فرحتي؟

-ايه يا جدي؟


سأل كمال بإهتمام ليجيب محمد الوراقي:

-أفرح بيكم بقا على حياة عيني واجوز كل واحد فيكم الحياة الي يستحقها خصوصاً أنت يا كمال.


غص الطعام في حلقه وسأل بترقب شديد:

-الله وانا مالي بقا؟!!!

-أوعى تكون مفكر إني هسيبك للسرمحة الي كنت بتتسرمحها دي لااا...خلاص كان زمن وخلص...وحكاية جريك كل يومين ورا واحده افرنجيه ده كمان تنساه ولا تكونش حابب تتجوز منهم، يمكن تكون نسيت أصلك، وجدك صعيدي وأصلك من هناك، احنا مربوطين بالبلد دي ونسلنا مأصل عمره ما كان مخلط و....


أقطتع محمد حديثه يردد:

-من غير مسلسل ذئاب الجبل ده يا جدي، ماتقلقش أنا واخد قراري أصلاً من الي شوفته و ورد عليا برا، مش هتجوز غير مصرية، ريح نفسك.

-براوة عليك يا ولا...وأنت يا كبير إيه؟!


اتسعت عينا ماهر وحمحم بحرج، لا إرادياً ذهبت عيناه على لونته... ثم نظر للجد يردد:

-أنا؟!

-هو في كبير غيرك؟

-لا أنا.. إيه بقا؟!

-عايز أفرح بيك أنت أول أحفادي وعايز أختارلك ج....


قطع عزام الحديث وقال بعزم:

-لا ماهو ماهر خلاص....عروسته موجودة وحددنا ميعاد الخطوبة... الجمعه الجايه هنروح كلنا.


عم الصمت على المكان...و نظره فوراً تحول لعندها يراقب ملامحها وتأثير ما سمعت ..تجهمت ملامحه وهو لا يرى شيئاً عليها...تتابع مايقال بصمت كأنها خارج السياق، كأن الأمر لا يعنيها...هي تتابعه كمسلسل مفروض عليها مشاهدته.


فيما تحدث محمد الوراقي بضيق شديد:

-عروسته موجوده؟! وحددتوا ميعاد الخطوبة؟! الجمعه؟! الي هي بعد بكره دي؟! يا ماشاءالله... ده أنا أروح أشوف لي تربة بقا؟!


نظر عزام لشقيقه الذي صرح مبادراً:

-احنا كنا قاعدين مع صلاح أبو العينين والكلام جاب بعضه وهو كان بيلمح ماكنش ينفع ابداً نعمل عبط..وانت كنت في العنايه فماكنش في لا وقت ولا فرصة هي جت كده.

-أنت إيه رأيك في البنت دي يا ماهر؟ عاجباك؟!


زاد توتره و وصل للقمة، ينظر للونا برعب...يدرك أنه خائف...ماهر خائف من لونا ......


يلاحظ أنها بدأت تنتبه، مهتمة بما يقال، فحمحم مستدركاً لا يجد مايقول لكن حاول :

-أنا لسه....

- وماهر هيعوز إيه غير واحده بنت ناس مال وجمال وحسب ونسب دي كاملة من كله، مين يقدر يرفص جميلة أبو العينين؟!!!!


توقف هنا الزمن للحظة مع سماعها لصوت عزام يتحدث مقاطعاً، ليس عند الكل بل عندها وحدها وصدى صوت الكلمة يرن بأذنها(مين يقدر يرفض جميلة أبو العينين؟!) 


رمشت بأهدابها ثم نظرت على المعني بكل ماسبق من حديث، نظرت للعريس...ماهر.


وجعدت ما بين حاجبيها تسأل لما يركز بنظرها عندها! لا تستطيع معرفة معنى نظراته.


ماهر كان ينظر عليها بمشاعر متخبطة بين القلق والخوف والإعتذار يتخللهم بعض العجز.


لكنها عادت تندمج مع صوت الجد الذي قال:

-يعني بقى أمر واقع؟! ليه يعني هو إحنا شويه في البلد.


وقف عزام بعدما شبع يردد:

-الكبير في الي الأكبر منه، وصلاح ابو العينين راجل أي حد يتمنى يناسبه ولا ايه يا فاخر؟

وقف فاخر ورد:

-بالظبط، يالا يا عزام ورانا شغل كتير.

-يالا.


تحركوا مغادرين وتركوا الكل يجلس بصمت تام من تلك الأخبار المفاجئة.


و وقف الجد من على كرسيه بصعوبه ليقول كمال:

-كمل أكلك يا جدي.

-نفسي اتسدت...


هم كمال لأن يقف ويساعده لكنه قال:

-خليك أنت يا كمال كمل أكلك.

ثم نظر على لونا وقال لها:

-تعالي يا لونا انتي ساعديني أطلع فوق.


طالعته بملامح متجهمه،متيبسة، مازالت غير متقبله وجوده بحياتها أو معترفه بكونه جدها من الأساس، هي تشعر بعدم الإنتماء لكل المتواجدين حولها من أصغرهم لأكبرهم.


لذا ظلت بمكانها جالسه ليقف ماهر سريعاً وكأنه خائف من شئ أو أدرك شئ ليقول:

-تعالى اجي أساعدك أنا واطلعك.


لكن الجد أعترض بقوة وقال:

-لا مانت هتجيلي بس بعد ماتخلص أكلك.. لكن دلوقتي لونا هي الي هتطلعني...عايزها في موضوع لوحدها...يالا يا لونااا..


حسها بإلحاح لم تستطع صده و وتحركت معه تساعده وأ إنظار ماهر معهما تتبعهما بقلق يردد:

-عايزها في موضوع لوحدها؟!!!

-ايه يا ماهر...بتكلم نفسك؟! العروسه لحست مخك ولا إيه؟!

-بس والنبي يا كمال سيبني؟!

-ايه ده ايه ده ايه ده؟!! هي العروسه مش عاجباك ولا ايه؟!


أقحمت جيلان نفسها في الحديث وقالت:

-وماتعجبوش ليه؟! جميلة اسم على مسمى واي حد يتمناها... ده من بخته، حلوة وصغيرة وغنية ومن عيلة و...


-تعرفي تخرسي.


نطقها ماهر من بين أسنانه بحسم وبغض شديد جعلها تقف من مكانها بصدمة تردد:

-أنت ازاي تكلمني كده؟! إنت اتجننت؟!

وقف من على كرسيه بغضب ثم قال:

-لمي نفسك واتعدلي معايا بدل ما اوريكي جناني على حق.

-والله والله لاقول لعزام.


سحبها من ذراعها بمهانة شديدة يدفعها للتحرك من أمامه قائلاً:

-يالااا بسرعه.


دبت الأرض بغل وتحركت بغضب شديد تتوعده فيما التف ماهر يزفر بتعب شديد وجلس على كرسيه أمام كمال لكن ما لبث أن تحرك لغرفة جده غير قادر على الإنتظار، وبقى كمال يبادل النظرات بينه وبين چنا الجالسة بصمت وأعتياد يسألها:

-ده عادي

لتجاوب:

-بتاع كل يوم... ماهر مش بيطيق يلمح طيفها.. بس يمكن النهارده زودها شويه؟!!


زم شفتيه بأسى على ابن عمه وجلس يقول:

-بصراحة عنده حق مايحبهاش.. أنا لو مكانه ماكنتش عرفت امسك نفسي زيه كده.. ده جبل.

ضحكت بخفه ليقول:

-بس فتح نفسي على الجواز.. بفكر يابت ياچنچونة أشوف عيادة أفتحها هنا واشوف بردو بنت عسوله كده وبنت ناس اتجوزها واستقر بقا...

-ده بجد؟!

-بفكر لسه؟! عندك عروسه؟!

-يااه..نشوفلك هو انت أي حد يا كيمو..دي البنات كلها هتموت عليك.

-أيوه أيوه عارف.. قوليلي بقا..مين جميلة دي!!


سحبهم الحديث لكلام طويل عن جميله وعائلتها ونفوذهم.


ــــــــــــــــــ سوما العربي ــــــــــــــــــــ


في غرفة محمد الوراقي

دلف وهي تسنده على مضض تساعده لكي يتسطح على الفراش ثم يعتدل مردداً:

-تسلم الأيادي.


ابتسمت له بتكلف يتفهمه ليتنهد بتعب ثم يقول:

-مش متقبلاني لسه يا لونا مش كده؟ واخده من امك كتير، كان الحب والكره بيبانوا على ملامحها.


عاد بظهره للوراء يردد بتعب وأسى:

-أااااه....كأن الزمن رجع بضهره تاني..والمنظر ده حصل من خمسه وعشرين سنه بس انا ماكنتش أنا إلي قاعد قدامك دلوقتي....كانت لسه الدنيا لاهياني و لسه المصلحة عمياني.. نظرتك هي هي نفس نظرة أمك زمان..لا عارفه تتقبلني ولا لاقيه حل تاني غيري...وأول ما لاقت حل مشيت من غير ما تتردد.


هنا هتفت لونا بقوة:

-أمي مشيت عشان عمرها ما اعتبرتك أبوها.... ماهو مافيش أب يوافق إن بنته تترمي سنين في ملجأ على حياة عينه بعد ما أمها ماتت وهو عارف وساكت عشان خايف من مراته ولية نعمته.


-لوناااا.


هتف بها صوت ماهر الذي دلف بالغرفة للتو يردد:

-ايه الي بتقوليه ده؟! ازاي تكلمي جدك بالطريقة دي وتقولي كلام زي ده.

-أنا متربيه كويس قوي وبعرف ازاي اتكلم باحترام لكن الحقيقة هي مش محترمه ومش مشرفه بصراحة وعشان كده وجعتكم.

-لوناااا.... أنتي أكيد غلطانة وجدي مايعملش كده ولا جدتي و...


قطع كلامه مع إغماض الوراقي لعيناه يعود برأسه للخلف وهو يردد وشعور العار يتملكه:

-عملنا .. عملنا يا ماهر كل الي قالته لونا للأسف صح وماخفي كان أعظم...لو في حد غلطان ومذنب في الحكاية دي من أولها لأخرها أنا... أنا وماحدش غيري.. بس انا خلاص عايز أكفر عن الذنب الوحيد والكبير في حياتي ..


اقترب ماهر يردد بحنان:

-أهدى يا جدي..صحتك أنت لسه خارج من المستشفى.

سعل الجد بتعب وحاول جاهداً أن يتحدث:

-أنا غلطت يا ماهر. غلطة ضيعت فيها ارواح ناس كتير..من أول هنية الشغالة لحد لونااا.. بس خلاص هكفر عن كل ده ولونا هتاخد حقها كله على داير مليم... سواء عايزاه أصول أو فلوس.


-مش عايزه منك حاجه...مش عايزة..مش هتقدر تكفر بالفلوس عن ذنبك مع امي مش هتقدر ...هتعيش وتموت بيه...


ثم تحركت مغادرة الغرفة بغضب شديد لا تجيب على نداءات الجد الملحة:

-لوناااا...لوناااا..أستني يابنتي....

-أهدى ياجدي... أنا هروح لها..بس قولي لي... انت ناوي تديها حقها بجد؟!

-ايوه... وده الموضوع الي كنت طالبك بعد العشا عشانه...عايزك تكلم المحامي وتخليه يحصر كل ما أملك ويقدر ورث لونا فيه...


خرج ماهر من غرفة جده بملامح خائفة مبهمة يسير ببطء شديد ناحية غرفة لونا يفتح الباب ويدخل كأن الغرفة غرفته...يراها تجلس على الفراش بضيق وحزن تضم ساقيها نحو صدرها وتبكي في صمت.


ليجلس لجوارها ويضمها لأحضانه عنوة رغم رفضها الشديد له، لكنها يأست منه وهو كالعلقة لتصمت ومن ثم تستكين في أحضانه وهو يهمس:

-شششششش.. أهدي..ماتزعليش يا حبيبي

اخر شئ تريد رؤيته أو سماع صوته الآن هو ماهر.


اغمضت عينيها ببغض تبعده عنها لتتسع عيناه بصدمة من فعلتها وسرعان ما قال مدركاً:

-أنتي زعلانه مني أنا عارف... على فكره والله أنا لاقيت نفسي متدبس في الجوازة دي.


تجعدت ملامحها وتوقفت عن البكاء مستنكرة، مسحت أنفها بيدها وهي تشهق متسائلة:

-جوازة إيه؟! وأنا مالي؟!!

-مالك؟؟؟!


تجهمت كل ملامحه وسأل بضيق شديد وقلب مقبوض:

-ماهو المفترض إني جوزك.


إشتعلت عيناها وكأنها أستيقظت للتو فقالت:

- صح...أظن كده بقا لازم تطلقني.

-أطلقك؟! ههه...

ضحك ساخراً أرعبها...شعرت وكأنه وضعت للتو بزنزانه وصوته وهو يقول:

-أنتي متفائله قوي يا لونا...أنا عمري ماهطلقك.


إنه لهو صوت وصد باب زنزانتها بالمفتاح، لا تعلم لما؟ لكنه كان شعور قوي وسيطر عليها لحظتها.


خافت بشدة، شعور السجن يكتنفها وماهر هو السجن والسجان...بلعت رمقها في خوف ثم همست:

-قصدك إيه يا ماهر؟


علت وتيرة أنفاسه وهي تنتطق إسمه مع شعوره برغبتها في الإنسحاب من سجن يريد فرضه عليها ولو بالإجبار تحيناً مع روعة نزول شعرها الناعم على خدها وإنسدال حمالة فستانها مع كتفها المرمر مما أظهر وبين بروز نهدها الممتلئ.


ضرب الدم بدماغه ... يردد بجنون إنها خاصته ..له وحده وسيخطفها من الجميع حتى لو كانت رافضه.


فقد السيطرة تماماً...وانقض عليها بما يفوق المعنى الحرفي.. الكلمات لن توفي بحق شعور ماهر لحظتها.


لقد وصفها من قبل ....يريد أكلها.

صرخت برعب من إنقضاضه عليها وإفتراسه لها:

-ااه..ماهر.. أنت بتعمل إيه..إبعد عني..أااااه.


كان يقبل أي شيء يطال منها..اي مكان منها مقبول ..لتجود وتحن عليه هي فقط..حالته يرثى لها.. متقمص ومقتنع إنه صريع هواها..ناسي تماماً أنه من أقبل على فعل كل شيء....


هوى لونا بالنسبة له غامض...هو لم يأخذ وقته للوقوع لها...ترى ما السر..هل لكونها جميله أم أنها كارما الأجداد...... ......


ماهر كان غارق بها...بلونا ليونا ولذه مميته..شملها بذراعيه يحاول إسكات صرخاتها:

-لونا...أنا بحبك.


تيبس جسدها... توقفت عن الصراخ وعن الركل بقدمها لأبعاده...تخشبت تماماً.. للدرجة التي نبهت ماهر وفاق من غمرة نشوته يدرك ما نطقه بلا وعي.


هو يحبها؟!!!!!!!!


إعتدل من فوقها ينظر لها بصدمة... مأخوذ بما قاله عن نفسه...مد يده يرفع فستانها يغطي صدرها الذي تهجم عليه وكشفه.. مد يده يساعدها لتعتدل وهي تمسكت بيده تسمح له بمساعدتها.


لتستوي فوق الفراش بصدمة... وهو هرب ...منها أم من نفسه لا يعلم... لكنه خرج من الغرفة بسرعة البرق.


صباح يوم جديد


نامت فيه بعمق بعد بكائها المتواصل..لم تتوقف طويلاً عند ما قال... لم تعتبر بحديثه بالأساس وهو الذي ظل ساهداً طوال ليله يفكر بجنون كيف نطقها.


وقف عند سيارته يدخن سيجارة بشرود وهو ينتظرها حتى هلت عليه بطلتها الرائعه تسلبه أنفاسه وترغمه على رفع عيناه للباب ما ان التقطت أذنه صوت كعب حذائها وتسلل لأنفه رائحتها الناعمة مثلها .


طالعها ليبصر أجمل أشياءه.... لون هي أعظم ما أمتلك... حتى لو غصباً عنها ...شعوره ناحيتها عميق...به أواصر هو نفسه لا يعرف روابطها.


كأنه نذر يؤديه...ربما هو دين...لا يعلم حقاً..هل لأنها متفوقة الجمال والروعة...لااا.. جميلة أبو العينين ملكة جمال...رأها كثيراً..انها مضبوطة بالسم..كل شيء بها مثالي وخيالي...لكنه لم يقع لها كما فعل مع لونا رغم سهولة الأمر مع جميله وإستحالته مع لونا.


تنهد بتعب وقلة حيلة..ومالبث أن إستسلم وابتسم.


أبتسم معلناً ..أن اهلاً بحياة هي فيها عمادها.


وقفت أمام السيارة تنتظر مستغربه إبتسامته البغيضة بالنسبة لها... ماهر للونا هم تتمنى لو ينزاح.. لكنها باتت تعلم أن مصلحتها معه...أينعم هي للأن لا تعلم كيف تأخذ تلك المصلحة منه لكن على الأقل علمت وبقى عليها معرفة الطريق.


طوال الطريق كان صمت..صمت تخلله تفكير متعاكس تماماً بين أقصى الشرق وأقصى الغرب.


لكنها وصلا معاً لمحل عمل واحد...المقر الرئيسي لمجموعة الوراقي... باب تلك الشركة كما مثل رهبه للونا مثل كذلك فرحه...فرحه شديدة فقد بدأت تعمل حيث شغفها....الجرافيك والتصميم.


ترجلت من السيارة وتحركت للداخل..تحت نظراته المتجهمة....باتت تعلم طريقها.. وذلك أكثر ما قد يرعبه.


ومر الوقت...مرت ساعات طوال..وهو يجلس بلا هوادة..يفرك كالأطفال يتلكك كي يراها... أو كما المدمنين...فقد أدمن ماهر نعومة لونا ولمعة الغنج بعيناها.... أبتسم بحلاوة...هي لا تتدلع لقد ولدت هكذا.


أما لونا فقد جلست بشغف وسعاده عارمه أمام مديرها الجديد ينظر مره لجهاز الكمبيوتر ومرة لها... مره للجهاز ومرة لها ثم يقول:

-يابنت الجنية... ده بالظبط.

لمعت عيناها وقالت:

-هعديهالك..شكل التعبير خانك مش أكتر من كتر ما أنا شطورة مش كده؟!

-جداً يعني.. أنا كنت فاكرك كوسه.

-لا والله ده أنا شاطرة واعجبك.

-ماعلش ..مانا بردو معذور..لا شهادة ولا كورس تحت بير السلم حتى ماكنش في أي حاجة تبين.. بس طلعتي شاطره لأ وبتتعلمي برافو عليكي.

جلست تتشبع وتتشرب كل تلك الكلمات بعد سنوات عجاف.


كل هذا تحت أعين أحد الفتيات تظن أنها قد رأتها قبلاً


وبسرعه متناهية هرولت نحو أحد المكاتب تردد لزميلتها:

-غادة...تعالي كده..

وقفت غاده من مكتبها تسأل بإستغراب:

-في إيه؟

-تعالي معايا بس...

ذهبت معها و وقفوا خلف الباب الزجاج للمكتب الذي يضم مجموعة من الموظفين ومن ضمنهم لونا  لتقول الفتاة:

-مش بتشبهي على البنت دي؟!

-اه..شوفتها قبل كدع تقريباً...ثانيه...مش دي البت الضايعة الي كانت عايزة تشتغل في الجرافيكس...

-بالظبط...جت واستغلت.


رفعت غادة إحدى حاجبها  تحركت نحو المكتب تنادي المدير:

-أستاذ طلعت..


رفع الكل أنظاره ومن ضمنهم لونا لترى نفس الفتاة التي رفضتها وقللت منها ومعها زميلتها تبدو تابع لها كظلها .


تحرك طلعت نحوها فيما سألت لونا أقرب زميل جالس لجوارها:

-مين دي؟!

-دي غادى فايز..الأتش آر...و أنا اسمي أحمد علي فكرة من التجمع.. أنتي لونا مش كده.. أسمك حلو ومميز قوي ..على فكره أنا شاطر قوي وممكن اساعدك تتعلمي ت......


تابع سيل رهيب من الحديث كأنها ضغطت على زر مذياع كان يتحين اللحظة كي يحادثها بفارغ الصبر وبسؤالها له أعطته الفرصه.


صدعها بالحديث ولم تنتبه لغادة وحديثها المتجهم مع مديرها طلعت، ولا بتحرك طلعت ناحية مكتب ماهر.


جلس ماهر بإنهاك وصداع شديد بعد ساعات عمل متواصله..يحاول إرتشاف قهوته وقد خلع عنه جاكيت بذلته كعادته وفتح أزرار قميصه وأمامه تقف عادة بأعين متلهفه معجبه من ماهر الذي ينبض بالرجولة والفخامة غير مكترثة الأن بسبب مجيئهم لعنده... شوفة ماهر أنستها...


لكن طلعت كان يتحدث وماهر لا يفهم ، فزفر بضيق يسأل:

-ماتدخلوا في الموضوع في إيه؟مختلفين على إيه مش فاهم


همهمت غادة بهيام..فيما قال طلعت:

-على فكرة أنا بحاول اوضح لها هي الي مش عايزه تفهم.. ممكن عندها حق البنت لا هي مؤهل ولا دارسه ولا حتى واخده كورسات ف بزنس وايز غادة صح... لكن بردو البنت بصراحه موهوبه وشغوفه وبتتعلم ونفذت كل المطلوب بل بالعكس أنا متوقع أنها هتتفوق على كل الي شغالين هنا وهتبقى أكبر اضافه لشركتنا أو أي شركة تروح تقدم فيها.


رمش بعيناه... على من يعود الحديث؟! مهلاً....

أيتحدثون على لونته؟!


تجهم وجهه و وقف بخطر... تراجعت غادة بأثره خطوة للخلف فيما تحدث ماهر بترقب مخيف:

-هي مين دي الي بتتكلموا عنها؟! 

-البنت الجديدة إلي حضرتك طلبت نشغلها.


رفعت غادة حاجبها...هل جاءت بواسطه منه.


فيما تجهم وجه ماهر بزيادة وهتف:

-لونا.

-ايوة هي يا مستر.


ألتف حول المكتب يسأل بعصبيه:

-وخدتها وشغلتها؟

-اه ما أنسه دينا جابتها وهي اختارت تشتغل في الجرافيك.. بصراحه في الأول اخدتها عشان واسطة وكده بس يوم على يوم لاقيت لا ييجي منها بجد.


ليهتف بضياع وغضب:

-لا وبتعلمها كمان.

-أه يامستر.


تشنجت ملامحه وهتف من بين أسنانه:

-كل ده يتلغي..انت سامع ؟

-و...طب..يعني..نرفدها؟

-لا

-امال تشتغل إيه؟!

-ماتشتغلش..أقولك.. شغلها كوفي بلوجر..تقعد تقيم لنا الشاي والقهوة.. لكن تشتغل وتتعلم لأ... فاهم..


ثم وجع حديثه لغادة مؤكداً يأمرها:

-سامعه انتي كمان.

-حاضر.

-اتفضلوا روحوا على مكاتبكم ونادولي لونا.


تبادل كل من طلعت وغادة النظرات.. لما يفعل مع تلك الفتاة هكذا ولما يشعرون بأنه وهو يتحدث عنها كأنه يتحدث عن شيء يخصه ويملكه.


تحركوا مغادرين وبعد دقائق تقدمت لونا لعنده تدلف بخطى بطيئة تسأل:

-في إيه؟

وقف يغلق الباب ويحاصرها بينه وبين حضنه يجبرها على الدخول فيه ثم همس:

-وحشتيني.

-هاااه.


نطقت بتيه شديد من نبرته الهائمة بها وعيونه الامعه بشئ لا تفهمه أو هي التي ترفض الفهم.

-لأ مش قادر.


قالها قبلما يضمها لعنده مختصراً للوقت والمسافات يعتصرها بأحضانه همت لتفتح فمها وتتحدث لكنه وضع أصبعه على شفتيها هامساً:

-ششششش.. ماتقوليش أي حاجة.


شعرت أن هناك سحر باللحظة... لم تتفهمه بعد لكن على يبدو هناك سحر...


لكنها تحدثت وأمرها على الله:

-بس أنا عايزة اقولك حاجه.

-قولي يا روحي.


لمعت عيناها وطالعته بنعومه تستشعر بعض الأهتمام فأكملت ما بدأته من أيام:

- أنا رجعت في كلامي .. وعايزة استلم ميراثي من جدو زي ما قال.


نظر لها بإستهجان يعني استحالة موافقته وهمس ساخراً:

-والله؟!!


ابتعلت رمقها في خوف وحفزت كل خلاياها تهمس:

-مش أنت جوزي... يبقى لازم تجيب لي حقي.


قلب شفته يضحك مدركاً...لونا تلاعبه..وهو سيد من يعشق اللعبة الحلوة...لذا قرصها عند خدها وقال:

-حاضر...عيون جوزك.


ضيق عيناه التي تلمع وتبرق بخبث وإستمتاع ثم قال:

-تعالي بقا معايا.

-على فين.

-هجيب لك ورثك.


تحرك بها تحت صدمتها وغادر المكتب والشركة كلها، أخذها في سيارته وغادر بأقصى سرعة مختزلاً الطريق للبيت الذي عمه السكون وصعد بها لغرفتها يغلق عليهما الباب بعدما دفعها لتدخل امامها وهي تسأل:

-في أيه يا ماهر...أنت بتعمل إيه؟

-ولا حاجه..هخليني وجوزك بجد ...حقي وحقك...


ثم شرع في خلغ قميصه وهي تضع يدها على فهما تكتم صرختها المرتبعه على ما تراه منه....


لكن ماهر كان عازم على مايريد... رغبته فيها قاتله وقد قرر هو الليلة قاتل أو مقتول..


اقترب منها بصدره العاري يضمها له يشرع في خلع فستنانها ثم..... .


الحلقة العاشرة 


أقترب منها بعزم وإصرار كله شوق متلهف، إمتلاك لونه صار مبتغاه وأقصى أمانيه.


هجم عليها بجسده الضخم، يفوقها قوة، يكاد يجن عليها، إنها تجننه، تجعل الدماء تغلي بعروقه، توصله لمرحلة بعمره لم يصل لها.


قبلها بلهفه، أي شيء تطاله منها شفتيه، هو مشاق، مجنون ويريدها، لايملك أي خيار آخر.


وهي ترتجف وتصرخ لتبعدع، الرعب دب في أوصالها، هي لا تريده، ولا تعترف به زوجاً.


حاول شملها بين ذراعيه، أن يشعر بها هي وليست غيرها....ماهر يريد لونا، لا يريد الجنس للجنس..هو يريده مع لونا...

خطفها داخل أحضانه، لا يريد القسوة ولا العنف، حابب قبله ناعمه وشعور لذيذ يعيشه معها.


فخفف من حدة هجومه متذكراً إرادته في عيش لحظات ساحره مع لونا... يريد رومانسيه ساحره وليس مجرد جنس أو حق شرعي 


ضمها لصدره يحتضنها وهو يدغدغ عنقها وذقنها بحرارة قبلاته وقتها شعر برجفتها،تبكي رافضه مايجري... يهمس لها من بين قبلاته:

-شششش.. أهدي...ليه بتعيطي يا لونا

-سيبني أنا مش عايز كده.

-أنا عايزك يا لونا...عايزك بجد.

-سيبني بالله عليك.

-مش هقدر أسيبك...لو سبتك دلوقتي أخاف تسبيني بعدين.


دوماً بين الكلمات القليلة جمل عميقه لا نفهما..لونا لم تفهم بعد مغزى كلماته...جل همها أن يتركها بختم ربها..وهو جل همه امتلاكها.


همس في أذنها بحراره:

-أنا عايزك ليا..بتاعتي.. إنتي مراتي يالونا.

لترد بهمس:

-أنا مش عايزه ابقى مراتك يا ماهر...مش عايزة..وبخاف منك...سيبني..مش عايزاك تلمسني كده... أنا مش رخيصه والله أنا مارخيصه.


توقف عن تقبيله لها ابتعد لثانيه...يدرك..ماذا ظنت.


هز رأسه بجنون واقترب منها يقول:

-أنا مش شايفك رخيصه..لو كده كنت روحت لأي واحده...يالونا أفمهي..انتي مراتي..رسمي واهلك كلهم عارفين.. أنا مش مرخصك.. أنتي ملكة البنات كلهم.. مافيش واحده قدرت تهز كياني غيرك... أنا هموت عليكي...

ابتعدت تتمسك بفراش السرير ثم همست:

-ده مش جواز.. أنا مش عايزاك..

اغمض جفناه بغضب ثم فتحهم يهتف:

-مش جواز ليه عايز أفهم 


ابتعدت عن مرمى شفتيه تبغضه وتبغض حتى انفاسه، شعر ببغضها، قلبه يؤلمه، لما يحبها!


همست مكملة:

-سيبني بقا سيبني.

إنزاح قليلاً للوراء يستند على ظهر سريرها ثم كمل بتصميم:

-مش هسيبك يالونا ومش بمزاجك.


سحب نفس طويل وأكمل:

-هي غلطتي عشان ما تممتش جوازي منك من أول يوم وسبتك براحتك وده خلاكي مش واخده على وضعك الجديد.


انكمشت على نفسها في السرير تسحب الغطاء تغطي جسدها لكنه كان متكئ عليه.

لاحظ فعلتها وسحب نفس عميق متعب ثم رفع نفسه ببطء يرفع الغطاء ويمد يده يعطيه لها مردداً:

-خدي وقتك.


تعلقت عيناها به متأملة، هل سيتركها وشأنها حقاً!.


كادت أن تتهلل ملامحها لكنه أحبط كل ذلك وهو يسحبها لعنده يزرعها عنوة داخل أحضانه ويسحب الغطاء عليهما مردداً:

-بس وانتي في حضني.

رفعت أنظارها له رافضه ومرتبكه، غير متقبله موضعها الجديد تحاول الابتعاد والنهوض، ضمها بقوه أكبر يثبط محاولاتها وهو يقول:

-أنا مش عايز بالغصب .. عايزه بالرضا يالونا... عشان كده لازم نقرب من بعض أكتر وتاخدي عليا وبعدها نتمم جوازنا..


هزت رأسها بجنون منه:

-جوازنا جوازنا...ايه جوازنا إلي انت ماسك فيها دي..أفهم بقا إحنا مش متجوزين... ده مش جواز.

ألتف ينظر لها بغضب وقال:

-كلامك ده هو اللي بيخليني عايز أتمم جوازي منك في أسرع وقت.

-قصدك إيه؟!


زم شفتيه يحمد الله أنها للأن لم تفهم وموقفها مجرد رفض له لا أكثر..يدرك انه ربما عليه التقرب لها بزيادة وجعلها تعتاده وتعتاد قربه وما عدى ذلك سيعد إغتصاب وهذا ما لا يريده معها إطلاقاً... لا يريده للونا بحق...يريد لها إحساس مفعم ...وردي..ممتلئ بالنشوة واللذه والرومانسية... أن تدمن حلاوة قربه وتطلبه أحياناً... هذا مايريده مع لونا....هي وحدها.


اسبل جفناه يستعد للنوم لتجحظ عيناها مرددة:

-أنت بتعمل ايه

-هنام...مش عاجبك؟! أنا ممكن أصحى لك على فكره.

-لا روح نام في أوضتك.


ضمها يغمض عيناه يردد براحه:

-أوضتك أوضتي.. أنتي هتنامي النهاردة في حضني عشان تاخدي عليا.


فتح عيناه يناظرها برغبه حارقه:

-مانا مش هقدر أصبر وامنع نفسي عنك كتير..بس انا مش عايز أخدك بالقوة.


شدد بذراعه عليها .. يجبرها لأن تتوسد حضنه العاري عنوة:

- نامي.

-هنام فين... سيبني عشان أنام.

-نامي على صدري....يالاااا.


أمرها بقوة وهو يلاحظ رفضها وترددها مما جعلها تقترب من صدره مضطرة،مشمئزة غير متقبلة.


ليبتسم وهو يشعر بنزول شعرها على جسمه العاري ثم ملامسة خدها الممتلئ له ومن بعده جسمها كله،اطبق ذراعيه عليه يتنهد بتعب هي المتسببة فيه وهي لا تعلم ثم همس:

-على فكرة يا لونا... عشان تبقى المعلومة عندك وتتعاملي على أساسها.. أنتي فعلا مراتي.. أنا مش هطلقك دلوقتي أو بعدين أي ان كان الوضع إيه... هفضل رابطك جنبي العمر كله.


كانت تستمع لنبرته المصره التملكيه ومع كل كلمة زيادة كانت عيناها تتسع برهبه تدرك بأي وضع وضعت ثم همست بيأس وألم:

-أنت طلعت لي منين؟! طلعت لي منين بس؟!

ضمها بقوه مضاعفة، متملكة، يسحب مع أنفاسه رائحتها ليتشبع بها وهو يردد:

-أنتي إلي طلعتي لي منين بس يا لونا.


هز رأسه ساخراً من ثباته السابق أمام أي فتاة مهما كانت جميلة وكيف تداعى كل ذلك ما أن دخلت لونا لحياته...كأنه قدر ومكتوب.. أو ربما شئ أخر.


مر بعض الوقت أجبرها فيهم على البقاء في أحضانه إلى أن سحبهما النوم لساعات متواصله حتى إستيقظا على صوت طرقات الباب:

-لونا....لونا..مش هتتعشي؟!


فتح كل منهما عيناهم يستوعبان الوضع وان چنا شقيقة ماهر هي من تقف بالخارج يفصلها عنهما الباب فقط.

نظرت لونا لماهر الذي مازال يحتضنها له ثم همس في أذنها:

- قولي لها إنك شويه ونازله وراها.

فهمست له بكيد:

-طب ما تقولها أنت يا جوزي.

رفع إحدى حاجبيه لها بحده ثم همس:

-يالا يا لونا...ولا تحبيها تدخل علينا هنا دلوقتي وانتب في حضني...


زفرت بضيق شديد لكنها كانت مصره على محاصرته تكمل لكن صوت چنا عاود:

-لونا...يا لونا.


فاضطرت أن تجيب:

-حاضر يا چنا هغير بس واجي وراكي..أسبقيني أنتي.

-أوكي.


تحركت چنا مغادرة وابعدت لونا أنظارها عن الباب تستعد لمحاصرة ماهر بالحديث من جديد لكن كان هو من فاجئها وهو يقبلها بغتته.. اخذها على حين غفلة يهمهم بتلذذ...معها يفعل كل شيء ببطء كي يستشعر بحلاوة وطعامة كل همسه أو لمسه من لونته.


فصل قبلته يحاوط رأسها بيديه ثم قال:

-تجنني.

-مانا أكيد هلاقي حل وهخلص منك.. أكيد في حل.


ضحك رغماً عنه...ما قالته لهو أخر حديث متوقع أن يسمع بعد قبلاته الحارة معها.


وقال بتأكد من بين ضحكاته:

-مش هتلاقي...انا هبقى حريص على إنك ماتلاقيش حل يا لونا.


طالعها بين ذراعيه وردد:

-يالا البسي بدل ما أفقد أعصابي الي ماسكها عنك بالعافيه...ولا اقولك....


شهقت بصدمة وهي تشعر بإزاحة الغطاء من عليها ثم سحبه لها بقوه يردد:


-حبيبي مايتعبش نفسه... أنا أساعده.


تقدم بها لخزانة ملابسها ينظر لها بحيرة وغضب ثم قال:

-هو انتي مش عندك غير اللبس ده!

-ماله؟!

-مش شايفه؟!

-ده موضه جداً وبعدين أنا بلبس زي چنا أختك بالظبط تقريباً نفس الاستايل.

اغمض عيناه بغضب منها.. دوماً تجيب بنفس الرد ليسحب فستان رأه فضفاض نوعاً ما يقول:

-البسي ده.

-ولو اني مش بحبه بس ماشي... 

-طب يالا غيري.

-اطلع برا وانا اغير.

-لازم تعودي على وجودي..يالا غيري.

-مش هيحصل ابد....


قاطع حديثها وهو يخلع عنها كنزتها القطنية لتقف أمامه بملابسها الداخلية شاهقه احاول مداراة جسدها عن عيناه الوقحه وهو قربها منه يلبسها الفستان بنعومة مردداً:

-وحش.. عليا النعمه وحش.


دغدغتها كلماته لثواني..وهو متعمد..تكنيك سيأخذ بعض الوقت لكن نتائجه أكيدة وهو يعلم.


عاملها بنعومة وسحر..لطيف جداً وحنون.. رغماً عنها كانت عيناها تلمع بانبهار وهي تشعر به يعاملها أحسن حتى من معاملته لچنا التي تأملتها... اغلق لها سحاب فستانها...أجلسها أمامه بتروي يمشط لها شعرها..


أنهى ربطه ونظر عليها في المرأة يردد بحب وإعجاب واضحين:

-قمر... حبيبتي قمر.


على قدر فرحتها كانت مستنكرة.. تصرفاته المتناقضة تجننها...لم تستطع المواراة وهمست:

-أنت أكيد عندك انفصام يا ماهر.

-ممكن..كلنا مرضى نفسيين.

ضحكت تقول:

-طب ماتتعالج.

-الي مضرور يتعالج وانا مش مضرور.


ضحكت عاليا ... لم تستطع اخفاء ضحكتها وهو كذلك ابتسم يقول:

-يالا أنا خلصت... حلو كده؟


نظرت لهيئتها التي رتبها هو وقالت معجبه:

-حلو.


قربها منه يحتضنها له وقال:

-أنتي إلي حلوه يا لونا....يالا ننزل.


خرج بها من الغرفة..سحب يدها بيده إلى أن نزلا أمام الجميع....فاضطر لترك يدها.


وقتها نظرت له نظرة لم ينساها..ولم يفهمها...لها معاني كثيرة.


وزادت حدة الصراع....حيث قال والده:

-جهزت عشان بكره؟!

-ماله بكره؟!


سأل باستنكار شديد ليرد عزام من بين أسنانه:

-هي دي حاجه تتنسي.. بكره الجمعه... معادنا مع عيلة أبو العينين عشان الخطوبه.


وقف الزمن هنا ...وتداعى معه كل شيء فعله أو حرص على فعله منذ قليل... وعم صمت قاتل على المكان..كل يحمل بداخله متفجرات ونوايا مختلفة .


صباح يوم جديد كله هموم على عاتق ماهر...من الأمس وهو لا يستطيع رؤية لونا ..بعد العشاء ذهبت لغرفتها وقد ذهب خلفها عازم على المبيت عندها من شدة تبجحه لكنه تفاجئ بها توصد الباب عليها من الداخل.


الكل موجود وعلى وشك التحرك وبالفعل قال عزام:

-يالا احنا مستنيين إيه؟

-مستنيين لونا.


قالها الجد بهدوء لتحتد عينا ماهر وكذلك عزام الذي هتف بحدة:

-أنت عايز الوسخة دي تيجي معانا زيارة زي دي.. ده لو السما انطبقت على الأرض.

-وطي صوتك يا عزام واقعد..في إيه هتخيب.. بتعلي صوتك على أبوك..

تدخل ماهر بغضب مكظوم:

-انا كمان شايف كده ياجدي.. خليها هنا.


وقف الجد بحدة رغم تعبه يهتف:

-حتى أنت يا ماهر..خيبت خلاص زي ابوك.


نظر الجد لچنا وقال:

-چنا... أطلعي نادي لونا.

تحركت چنا بسرعه فيما هتف ماهر:

-أنا مش عايزها تيجي ياجدي...سيبها هنا.

تقدمت لونا على الدرج مع چنا تتوقف قدماها مع أخر كلماته وتسمع الجد وهو يقول:

-أنت كمان مستعر منها يا ماهر...كنت فاكر الأمل فيك.


لاحت لأنف ماهر رائحتها التي يعرفها جيداً فنظر لأعلى ليصدم بوجودها ولمعة الدموع بعيناها.


لا يعلم كيف يفسر لها حقيقة ما سمعت فيما هتف الجد:

-لو كلكوا مستعرين منها كده مالكوش دعوة بيها...لونا هتيجي معايا أنا.


ألتف ماهر يدور حول نفسه يشعر بالعجز يود قضم قطعه من السماء.


فيما هتفت لونا بإنكسار:

-أنا مش عايزه أروح..

-يكون أحسن...يالا بينا اتأخرنا.

قالها عزام بغضب فيما قال الجد:

-أنا مش متحرك من غير لونا... تيجي معانا والكل يتعرف بحفيدتي .


تقدمت منهم تقول:

-أنا مش عايزه...

-هي كلمه..هتروحي يعني هتروحي وإلا نلغي الجوازه دي.


لتتسع عينا ماهر وهو يسمعها تهتف بلهفه:

-لأاا... كله إلا كده...هروح.. أنا جاهزة أصلا.


صك أسنانه بغيظ شديد وقد وصله مرادها...تظن أن بتلك الزيجه خلاصها منه...غلبانه لا تعلم شيء.


تحركت تغادر معهم رغم حنق عزام ورفضه الذي أقترب من ابنته يقول لها:

-ماكنتيش عارفه تلبسي فستان أحلى شويه وتعملي شعرك.

زمت چنا شفتيها وقالت:

-ومالي كده..

-مالك؟! هتفضلي طول عمرك خايبه زي امك.


-چنا... تعالي أركبي معانا في عربيتي.


قالها كمال الذي استمع لكل ما قاله عمه وتحركت چنا بالفعل ومعها لونا تهرب من براثن ماهر وقد لاحظت نظراته القاتلة.


الوصول لقصر أبو العينين أتخذ الكثير من الوقت، فالمرور بحديقتهم الغناء ومروج الأشجار والورود وإسطابلات الخيل أتخذ وحده أكثر من ثلث الساعه.


كان قصر فخم بحق، يدل على مدى ثراء تلك العائلة، لونا بالفعل كانت مشدوهه ومبهورة ورددت بلا وعي منها: 

-واااو..هو في مستوى الغنى ده في مصر؟

ضحك الجد وقال:

-وفي اكتر من كده كمان..بس عيلة أبو العينين من أغنى عائلات مصر فعلاً.


ترجلت معهم من السيارة وتعثرت قدمها والتوت أثناء خروجها منها فتأخرت قليلاً.


كان على الباب في أنتظار عائلة الوراقي كل أفراد عائلة أبو العينين، يستقللونهم بحفاوة تليق بهم.


فقد وقف صلاح أبو العينين وشقيقه حسني ولجوارهم وقف شاب عريض المنكبين وطويل شعره خفيف من الأمام لكن عضلاته بارزة وعيونه زرقاء.


إنه أيقونه، تمثال منحوت ببراعه،مستفز...مستفز لأقصى حد..ما أن رأه ماهر حتى غار..


ماهر الأن يسب ويلعن...طارق أبو العينين بالحقيقة أروع حتى من الصور...يااااه..وهو الذي ظنه فوتوشوب!


بترحاب شديد أستقبلت عائلة أبو العينين الوراقيين.. وتقدم عزام يعرف العائلة حتى وصل لچنا:

-ودي جنا بنتي ..أخر العنقود هههههه .


تفزز جسد ماهر في موضعه وهو يسمع صوت صلاح أبو العينين يقول:

-ومين البنت القمورة دي 

-أووووه..

عاليه صدحت من طارق وساقته قدماه رغماً عنه وبادر لمساعدتها تزامناً مع صوت الجد:

-دي حفيدتي..لونا.

رفع حسني إحدى حاجبيه وهو يرى إبنه يتقدم مبادراً لمساعدتها... يمد يده مبتسم قائلاً:

- ألف سلامة.. إيه إلي حصل.


فردت عليه تسمعه صوتها المسهوك لتصيبه وهو وماهر بالشلل دفعه واحده:

-اتكعبلت وأنا نازله.


ابتسم لها وقد نزل صوتها كالبلسم على صدره رسم ابتسامه عريضه على شفتيه وساعدها تحت أنظار الجميع...وماهر يقف مصاب بالعجز والجنون ...شعور قاتل هو السبب فيه... هو السبب في كل ما يجري وهو يعلم ذلك .


لكنه لم يستطع الصمود...تحرك بلا هوادة يقول له:

-عنك انت يا طارق .


تناول يد لونا بين يديه بغلظه ثم قال:

- مش عايزين نتعبك..تعالي يا لونا.

- ولا تعب ولا حاجه..أنسه لونا تؤمر بس .

=أتفضوا يا جماعة.


دلفوا جميعاً للداخل وجلسوا يتحدثون في أشياء كثيرة متفرقة تخص العمل وما شابه وماهر عيناه على لونا المندمجة في حديث متقارب مع شقيقته.


إلى أن تقدمت منهم سيدة متعديه الخمسون عاماً ولجانبها فتاة أيقونه في الجمال.. مضبوطة بالملي.


جمالها حاد وقوي..شعرها اسود وطويل جسمها مضبوط متيبس.. تتقدم منهم وهي تتهادى في فستان مشجر ماركة فيرزاتشي..عطرها قوي كملامحها وقوة بنيانها...لم تكن تحتاج لتعريف.. أنها العروسه الفاتنة سليلة الحسب والنسب جميله أبو العينين..وقتها فقط رن بأذنها صوت عزام وهو يقول(مين ده الي يرفض جميله أبو العينين).


لونا لم تشعر بما فعلت...هي ببساطة قد عقد شبه مقارنه للتو وركزت مع كل تفاصيل العروس والنتيجة كانت أنها عروس أكثر من رائعة..ماهر بالفعل محظوظ.


للتو إستفاقت وعلى صوت والدتها التي جلست برقي تقول:

-ايه يا جميله ..مش تسلمي على عريسك.


تقدمت جميله تمد يدها بابتسامة مشرقة وبسيطه من ماهر الذي..  مد يده بترقب عينه تحطف نظره على لونا المأخوذة بالفعل ولا تعرف لما .. ربما لأنها تجلس وسط ناس اغراب عنها بما فيهم عائلة والدتها.


أنساق الحديث إلى حيث جائوا وقد دلف عزام بصلب الموضوع يقول:

-أحنا يشرفنا يا صلاح بيه نطلب أيد الأنسه جميلة لأبني ماهر...نسب عيلة أبو العينين شرف كبير لينا.


-الشرف لينا أحنا يا عزام بيه..عيلة الوراقي سمعتها زي الجنيه الدهب.

-الحمد لله... طب مش نقرا الفاتحه بقا.

-نقرا.

بدأ الجميع في قراءة الفاتحة حتى لونا ..جلست تقرأ فاتحة زوجها وهي لا تشعر بمدى العبث الذي يحدث.


هو فقط من كام يشعر بذلك... لقد وضع بموقف لا يحسد عليه ولا يعرف كيف سيخرج منه.


هنا تدخلت والدة جميلة تقول:

-بس فين مامت ماهر.. هي مش موافقة علينا ولا إيه؟


فجاوب محمد الوراقي:

-والدة ماهر للأسف ماتقدرش تتحرك من السرير بقالها سنين على كده للأسف 

-لا ألف سلامة... إحنا كده لازم نزورها...وصلي سلامي لماما يا چنا لحد ما اشوفها... ماشاء الله...چنا كبرت وبقت عروسه.

- أحلى عروسه..خطابها مجنني..بس انا حالف مش هجوزها كده لأي حد.

-طبعاً طبعاً حقك يا عزام بيه..


صمتت لثواني تضيق عيناها ثم سألت:

-مين البنت الحلوة الي جنب چنا دي.

رد محمد الوراقي:

-دي لونا... بنت رحيل بنتي.

-رحيييييل أاااه.


قالتها بنبرة ذات مغزى وترة الأجواء ولم يفصلها سوى صوت صلاح أبو العينين:

-طب ايه يا جماعه مش نقوم بقا ونسيب العرسان مع بعضهم شويه ههههههه.

-صح... إحنا لازقين فيهم ولا عواجيز الأفراح.


تنبهت كل خلايا ماهر وهو يرى نظرات طارق على لونا....بعيناه لمعة...كأنه معجب...ولطارق سحر رهيب يوقع أي فتاة.. بالأساس ماهر يغار منه .


مسح على وجهه ولم يستطع الرد.. بكل ثانيه يقع في موقف أسوء من ماسبقه.


ولم يملك أي حيلة وهو يرى الكل مجتمع ليقف ويغادر للحديقه...أخذين معهم زوجته.


ليجلس هو في لقاء فردي مع جميله... كانت جميلة بالحق... وهادئة حتى تبدو نقيه .. جمالها فتاك.. جسدها يغوي الناسك... ركز معها لدقائق طويلة..لما لا يرغب وهي بالجمال تأخذ علامات...


لقد ظن أن ما يريده من لونا رغبه وقد وقع لها لأنها جميله...هو راغب في لونا بكل لحظة وكل ثانيه... مستعد لإقامة علاقة معها فب أي وقت.


لكنه غير راغب في جميله رغم كونها مكتملة الأنوثة.. رقيقه وتبدو خجوله ومهذبه 


ما الرابط بينه وبين لونا..ولما هو واقع لها ومتعلق لهذه الدرجة.


غلى الدم بنفوخه وهو يرى طارق عبر الحاجز الزجاجي الفاصل بين الصالون والجنينه يقترب من لونا ويهمس لها بحديث خاص وبعيناه نفس نظرة الإعجاب.


لقد مارس أقصى درجات ضبط النفس منذ جاء لعندهم وظل يعد الدقائق حتى ينتهي هذا اللقاء.


وأخيراً عادوا للبيت وذهب كل منهم لغرفته حتى ماهر.


بدلت لونا ملابسها لاخرى مريحه واستعدت للنوم لكن أتصلت اولاً بصديقتها سما ...صار لها مدة لم تحدثها...لكن من جديد هاتفها مغلق...ساورها القلق والتوتر عليها...سما مختفيه ولم تسأل عنها حتى...ترى ماذا حدث؟


قطع سيل أفكارها دخول ماهر عليها الغرفه يسأل بغضب :

-كان بيقولك إيه؟!

-هو مين؟

-طارق أبو العينين؟!

-أاااه... إبن عم عروستك؟!


ضيق عيناه...لما تنطقها هكذا وكأنها تذكره.. هل لونته تغار عليه؟؟!


تهلل قلبه و وجهه فرحاً واقترب منها يسأل بلهفه:

-أنتي غيرانه عليا؟!


إتسعت عيناها بصدمه وهمست داخلياً تسأل نفسها .... غارت عليه؟!

لحظتها دق قلبه وقلبها واقترب منها يسأل:

-ردي عليا... إنتي غيرتي عليا بس بتنكري ..مش كده؟!

رمشت بعيناها وهي تسأل بصدق هل بالفعل غارت؟!


أبتسم ماهر وشعر أنها لحظه مناسبه ليقترب منها.. هي الأن ذائبة معه بين يديه .


لكنها هتفت:

-لأ ماغيرتش؟!

تيبس لثواني ثم قال:

-متأكدة؟!.

-أيوة

-طب اتاخري بقا.... عايز أنام.

-روح نام في أوضتك.

-هنام هنا..لحد ما تاخدي عليا.


مسحت على وجهها بتعب الجدال معه غير مجدي.. وجدته يخلع تيشرته وبقا عاري الصدر أقترب منها لتقول بخوف دفعه واحده:

-لا ماتنامش هنا....وماتقربش مني... خلاص أنا رجعت في كلامي ومش عايزاك تجيب لي حقي من جدي... أنا هعرف أتصرف.


صدمته بكلامها وأيقظت عقله وكل حواسه ..لونا فكرت في بدائل..وترى ماهي بدائلها هذه..ولما لم تظهر كل تلك القوى إلا بعد لقائها بطارق.. ماذا حدث بالكم دقيقه لقاء التي جمعتهما وهو بالداخل لا يعلم..


الحلقه الحاديه عشر حتى الحلقه الخامسه عشر من هنا


بداية الرواية من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺




تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close