رواية سيطره ناعمه الحلقة 26/27/28/29/30 بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
رواية سيطره ناعمه الحلقة 26/27/28/29/30 بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
صباح اليوم الكارثي.
وقفت في المطبخ تصنع كوب قهوة تعلم ماهي مقبله عليه، بذور الشر بداخلها بدأت تتوحش وتوشي لها بأن تجعله يوم سواد على الجميع.
لكنها مازالت لا تعلم كيف ولا من أين تبدأ، لتدلف بتلك اللحظة جيلان تناظرها وتناظر الخدم بكبر ثم ترفع حسها عليهم متأمرة:
-ايه ساعه عشان بتحضروا الفطار.
-احنا في ميعادنا اهو ياهانم دقايق وكل حاجة تبقى...
قاطعت صوت الخادمه التي تجرأت في الرد عليها تصرخ فيها:
-هتردي عليا؟؟ اتجننتي ولا ايه؟! حالا تكون السفرة جاهزه فاهمه.
القت حديثها بتأفف ثم خرجت لتناديها لونا:
-چيييچي.
وقفت جيلان ولم تستدير لها فتركت لونا القهوة وذهبت هي لعندها تهمس في أذنها:
-قلبي عندك يا جين، أنا عارفه ان الي حصل يضايق، دي إهانه كبيرة قوي ليكي وبجد بقا انتي ماينفعش تستكتي اكتر من كده.
اتسعت عينا جيلان مما تسمعه جاهلة، مستنكرة تماما، تشعر ان خلف حديثها قصه مخفيه وقالت بإستهجان:
-حصل ايه وإهانة ايه؟
تنهدت لونا بخبث تزيد من سكب البنزين:
-عندك حق، تبقي في حالة صدمة كدة، وبجد ماكنتش احب ده يحصل ولو حصل يعني مش الكل يعرف لكن ياخبر...ده البيت كله اتفرج، هو ليه بيعمل معاكي كده انتي مهما كان بنت ناس.
نجحت في الوصول بجيلان لمرحلة الغليان فسألتها صارخه:
-ماتنطقي تقولي فيه ايه؟
شهقت لونا:
-يا نهارري، شكلك ماكنتيش عارفه بالي حصل إمبارح ، خلاص بقا بلاش أعرفك أحسن.
مثلت الفرار ثم ضحكت وهي تستشعر تمسك يد جيلان بها توقفها بغلظة:
-ايه الي حصل ماعرفوش.
هزت لونا رأسها ببراءة تردد:
-أمري لله هقولك.
ثم اقتربت من أذنها تهمس بإبتسامة شريرة.
بنفس الوقت، خرج ماهر من غرفته يرتدي كنزة قطنيه واسعه بيضاء وبنطلون كتان واسع من نفس اللون، يحمل بيده حقيبة ملابس صغيرة تحمل على الظهر تزامناً مع خروج چنا من غرفتها والتي اقتربت منه على الفور تسأل:
-رايح فين يا ابيه وإيه الشنطة دي، ثانيه، أنا عارفه اللبس ده مش لبس شغل انت واخد أجازة؟
-يوم واحد بس يا چنچونة قولت أفصل فيه.
-خدني معاك.
-طب وماما.
-ناخذها معانا تغير جو.
حك رأسه بأصبعه يشعر بالحرج وقال:
-فكرة هايله، ننفذها يوم تاني بقا عشان خروج ماما عايز ترتيبات.
-يا أبيه بقاا.
اقترب منها يأخذها بأحضانه، لو عليه لأخذها معه بالفعل لكن هذا اليوم لهو يوم أحلامه، يشعر بأحقيته فيه لذا همس:
-هرتبها واخدك انتي وماما ولونا يوم والله.
عضت چنا على شفتيها وهي تخرج من أحضانه ثم همست بخبث:
-شايفه إسم لونا بقا في كل جملة بتقولها يا أبيه.
حاولت مدارات ضحكته يقول:
-على فكرة انتي قليلة الأدب.
ضربها على رأسها بخفه مرددا:
-حتى لو أخدتي بالك بلاش تواجهيني وتحرجيني..
-بتحبها قوي كده يا أبيه؟
شعر بالحرج ولم يستطع التحدث لكن رغماً عنه اهتزت رأسه إيجاباً وهو يبتسم بتأكيد عظيم مما جعل جنا تسأل بخوف:
-طبّ وخطوبتك من جميلة.
-هلغيها خلاص، لازم ألغيها واعلن جوازي من لونا.
أنبته على ذلته حينما شهقت شقيته مصدومة:
-تعلن؟! قصدك انك متجوزها أصلاً؟!!!!!
أرتبك وهو يقف أمام شقيقته الصغيرة التي لا يجب ان تكتشف ما فعله قدوتها مطلقاً، فبدأ يتأتأ:
-لا مش ...انا قصدي لماااا.....لما اتجوزها أعلن.
ثم فر هارباً منها يردد:
-انا لازم أتحرك دلوقتي.
بثانية تبخر من أمامها وتركها في بحر من الحيرة،لتتحرك تجاه غرفتها وهي متخبطة، تائهة تفكر أيعقل وقد يفعلها شقيقها الكبير؟
شهقت بصدمة وهي تشتعر إصطدامها بجسد صلب متحجر رفعت عيناها متأوهه:
-أاااه...مش تفتح يا كمال.
ضربها بخفه على رأسها يردد:
-أنا بردو وانا اعرف منين اني وانا خارج من أوضتي هيبقى في عيلة صغيرة متوولة .
-أنا عيلة..شكراً ياسيدي.
قالتها بحنق لذيذ وهي تنظر له بغضب وهو عيناه عليها كان يضحك بالبداية وبثانيه إنحرف تفكيره، بالأساس صورتها وهي بتلك الثياب الأنثوية جداً لا تبرح عقله هو فقط يحاول التهرب منها، من يوم رأها وهي تخرج به، ذلك الرداء الأحمر ذو الحمالات الرفيعه، مفتوح الصدر بسخاء، وقد خرجت مرتعبه وشعرها يتطاير معها..منذ ذلك اليوم وهو بدنيا غير الدنيا، يضبط نفسه احياناً كثيرة بيومه متذكرها.
لاحظته ينظر لها بلمعة عين مغايرة، عيناه تمر على تفاصيلها، كأنه يراها لأول مرة.....يلاحظها.
وقتها تذكرت تلك الليلة وذلك الرداء، توترت وتلعثمت ولم تحسن سوى التحرك من أمامه مغادرة دون التفوه بحرف حتى لم تسأله لما لا يجيب عليها ودلفت لغرفتها تغلقها عليها، أغلقتها بالمفتاح وكأنه هكذا تحمي نفسها من الإنجراف وراء شعور جديد إقتحم عالمها البريء.
وكمال مازال يقف مكانه منصدم، محروج، هز رأسه بجنون يتمتم(هي حصلت؟ اتجننت في عقلك و ايه يا كمال)
لم يكد يستفق لنفسه وإنما فوقه صراخ جيلان التي تنادي بغضب على زوجها:
-عزاااااام.
تزامناً مع خروج ماهر ولونا من البيت يسحبها خلفه بلهفه يوجهها للسيارة متسرعاً يرغب في بدء اليوم من أوله وهي تبتسم بإتساع بينما تسمع صوت صراخ جيلان وعزام مع بعضها فيسأل ماهر بريبة وهو يشعل سيارته:
-هو في ايه؟
هزت رأسها تقول ببراءة:
-مش عارفه.
كبتت ضحكتها:
-تقريباً بيتكوا بيولع.
-عملتي ايه يخربيتك؟
-أنا؟! مظلومة والله.
هز رأسه بجنون وهو يضحك وقد تحرك بسيارته بالفعل ولم يفكر ولو للحظة بالرجوع ليعرف ماذا يحدث بل خرج غير مبالي لأمرهما ولكن ذلك لم يمنعه من أن يقول لها:
- قولي الكلام ده لحد تاني يصدقك، ده انتي داهيه لوحدك يا لونا.
كانت سعيدة لانها نكدت عليهم ونجحت في إشعال اليوم على رأس عزام ريثما تعود وتشعله على رأس فاخر، لكنها نظرت لماهر بأعين جرو تدعي البراءة ليعود ويهز رأسه بجنون منها ثم يجذبها بغتتة بقوة يزرعها في أحضانه وهو يضغط بيده الحره على جسدها وهي تضحك، مردداً:
-أعمل فيكي أيه؟ اعمل فيكي إييييييه؟ المشكلة ان ملامحك بريئة!!!
ضحكت بزيادة، تزيد سعادتها كلما شعرت أنها لم تعد مفعول به فقط وقد تستطيع أن تصبح فاعل.
بمرور الدقائق خرجوا من نطاق القاهرة متجين للطريق الصحراوي، تخففت قبضته من عليها وبدأت يده تتلمسها بحميمة شديدة يقربها منه ويقبلها.
رفعت عيناها ونظرت له، إبتسمت بصدق مقررة أخذ أجازه، يوم گ كبسولة منومة، مسكنه وربما...مُخدرة.
ومن بعدها يعود كل شيء كما كان لكن لا بأس من يوم بلا خطط أو كره...ذلك هو الحل الوحيد لتمضية اليوم وتحقيق شرطه، كي تفعلها عليها أن تنسى تاريخها الحافل مع ماهر، عليها التعامل معه اليوم وكأنها تراه لأول مرة.
وحين رفعت رأسها له حينما بدأت تستشعر حميمية لمساته كانت كأنها تسأل نفسها:
-لو أنا بقابلك النهاردة لأول مرة ياترى قصتنا كانت هتبقى نفس القصة؟ ولا كنت هقع في حبك من أول نظرة؟
-مش عارف.
برده عليها فطنت انها قد تفوهت بما تفكر فيه وسمعته يكمل:
-أنا نفسي نتقابل من أول وجديد.
-لو رجع بيك الزمن معايا هتعمل نفس الي عملته؟!
رد بحيرة:
-مش عارف..
رد على نظراتها بنظرة تيه وحيرة لا يعلم بأي تصرف قد يصدر وقتها فعلاً، لكن يداه مازالت متشبثه بها تضمها له بتملك قد زاد تزامناً مع تحدثه وانخراط تفكيره بتلك النقطة، جواب جسده واضح، يريدها بأي شكل لكن هل كانت ستختلف القصه ؟!
ظل بتلك الدائرة من الحيرة والصمت يقود السيارة بيد واليد أخرى تطبع جسدها اللين على جسده الخشن ورغم تشتت تفكيره في ما أثارته بسؤالها لكن ذلك لم يمنعه من ان يميل على خدها يقبلها بين الحين والآخر حتى وصلوا.
وقفت أمام البحر بصمت تغمض عينيها تستشعر الهواء يلفها من كل الجوانب يعطيها شعور بالراحة والحريه...حرية حررت جزء ما داخلها.
فتحت عينيها مع اختراق رائحة عطره لأنفها لتعلم أنه اقترب لعندها..لفت له وفاجئته حين رأى بسمتها له ثم تقدمت خطوتين لتصيبه بالصدمة وهي تحتضنه لها.
أغمض عينيه يثني جسده عليها كي يتثنى له إحتضانها ويضيع فرق الطول.
حضنها كان عظيم ...شعور رائع أهدته إياه وغمرته به، ما يخرج من القلب يخترق القلب وقد فطن...لونا قررت أخذ أجازة، هو يعرفها جيداً.
همس في أذنها بحنان:
-جوعتي؟
خرجت من أحضانه وهزت رأسها إيجابا فابتسم و كوب وجهها بين كفيه مردداً:
-تعالي معايا.
سحبها للداخل، اعتقدته سيخرج بها فسألت:
-رايحين فين؟
أدخلها معه للمطبخ يردد:
-هأكل حبيبي بنفسي.
اندهشت وهي تراه يفتح المبرد ويخرج منه صنوف من الطعام ويقطع لها الخضار.
رفعت عيناها له تسأل:
-بتعرف تطبخ؟
حملها ورفعها تجلس فوق رخام المطبخ فتصبح بين يديه وقدميه ثم قرص طابع حسنها يقول:
-مش قوي...بس الأكيد اني بعرف اعمل ساندويتشات حلوه.
رفعت عيناها له فالتقت عيناهم، مد أصابعه يزيح خصلاتها المتدليه على خدها يضعها خلف أذنها وهو يطالع جمالها الرقيق المتدلع بتوله و وله، هو دوماً معجب بها، كلما نظر لها وقع بعشقها، بدأ يقترب منها وهي مسحورة به تقترب، كل منهما يقترب حتى القت شفتيهم بقبلة صريحة عاصفة، قبلة كانت بها راضية...جربها هو يعلم رفضها ويعلم رضاها، وماهر الأن يطير من الفرحة، أول قبلة من لونا وهي راضيه عنه.
طالت قبلتهم، طالت كثيراً إلى أن ابتعدت هي، ترفع أناملها تضعها على شفتيها مصدومة، لقد كانت راضيه وربما مبادرة.
تلاقت عيناهم وطال النظر حيث الحروف بلا جدوى، لحظة ساحره لفّتهم.
ومضت عيناه بسحر عجيب وبصوت سخين سأل:
-بتعملي ايه يا مجنونة!!!!
مشت عيناها على ملامحه ثم ردت بهمس:
-ببادر.
دغدغت حواسه بنظرتها له ثم كّملت عليه:
-مش ده كان طلبك؟
هز رأسه مأخوذ بسحرها و انفاسه تلاحقت يتحدث بلهاث:
-بس ...أنتي كده هتخليني مدمن.
إبتسمت بإتساع، ضمته لها تخفي وجهها بأحضانه لتتسع ضحكتها الماكرة (تلك كانت خطتها)، تغمض عيناها بكبر وغرور وهي تسمعه يكمل مسلوب الإرادة:
-مدمن لونا.
هو من دمرها وهو من ستترمم به حتى لو على حسابه شخصياً.
خرجت من احضانه تنفضه عنها فهتف:
-الحالة جت ولا ايه؟
-أيوه...هو انا كده بحالات وعلى حسب الي ماسك الشفت دلوقتي.
ضحك يعض شفتيه، يتلمس لأول مره شخصيتها الحقيقية حينما تتعامل، يقسم انه قد وقع بعشق مجنونة، نظر على جسدها الغض الذي مازال بين يديه ثم مال على وجهها يهمس :
-والي ماسك الشيفت دلوقتي جاي معاه بأيه.
ضربته بخفه على خده تجيب:
-لا لسه مش جاي معاه بقلة أدب دلوقتي.
اتسعت عيناه وحاول كتم ضحكته وهي كذلك زمت شفيتها تحاول مدارات ضحكتها لكنها فشلت فضحكت وهو ضحك معها.
رفع أصابعه يداعب شعرها معجباً ثم همس:
-طيب عايزه ايه دلوقتي.
-اكل زي ما وعدتني.
-عيوني لروحي.
-هطلع أغير لحد ما تخلص.
-بس ماتتأخريش عليا
-حاضر.
قالتها بطواعية مبتسمة والتفت تغادر لتنمحي الابتسامة وتتجهم ملامحها،لونا باتت خطيرة............
________سوما العربي_________
وضع شطائر الطعام على الطاولة وجلس ينتظرها لكنها تأخرت...تأخرت كثيراً....الوقت بلاها لا يمر.
كانت تنظر لساعة هاتفها، تعد، دقيقة...إثنان..ثلاثة...ست دقائق مروا واستعمت لصوت خطواته، كسبت الرهان اسرع مما توقعت، اختفت عنه لدقائق ولم يستطع الإنتظار.
وبالفعل تقدم يفتح الباب ليقف منبهراً، متخشب،علت وتيرة أنفاسه وهو يرى لونا تقف أمام المرآة ترتدي ثوب نسائي شفاف ترش العطر على جسدها تتجهز له.
التفت تنظر له تعطيه نظرة كامله على مفاتنها الظاهرة من الثوب بسخاء، تحارب بضراوة، لو رغبت في قتله ماكانت ستفعل ذلك.
شلت حركته، لأول مره يرى لونته بهكذا ثياب، فكل مرة يأخذها بالحيلة، رضاها عالم أخر، له طعم آخر...سيدمنه إن ذاقه.
لمعت عيناها بغرور وهي ترى وضوح تأثيرها عليه، كانت هيئتها كما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطرت على قلب بشر ، تفتك القلب وتصيب بالجنون، متفننة في إبراز أنوثتها، وهي بالأساس متغنجة ومتدللة.
بدأت الدلوعة تقترب منه بخطى متدللة متمهلة تسأله:
-واقف ليه؟ ماتقرب.
يبدو أن أحدهم قد أصيب بالخرس، وقع الصدمه عليه كان بالغ، كان أقوى من أن يتحمله.
يزداد غرورها كلما استشعرت وشاهدت بنفسها وضوح تأثيرها عليه، اقتربت منه تقول:
-ساكت ليه؟!
مازال لا يملك رد، هو فقط يأكلها بعيناه، لقد هرم من اجل تلك اللحظة وظن ان العمر قد ينقضي دون عيشها، عاش راضي بحالتهم يتمنى فقذ أن تدوم، لتأتي لونا وتزيد من أحلامه، تفتح عيناه على أن هنالك المزيد فزادت من طمعه وجشعه فيها.
-ماهر.
همست بحميمية جعلته ينتفض، ارادت قتله فاقتربت تشب بقدميها لترفع نفسها بعدما وقفت على أطراف أصابعها ومدت ذراعيها تضعهما على كتفيه كي تحتضنه لها بدلال مثير.
أهه عاليه صدرت عنها وقد باغتها يضمها بجنون كسر عظامها بين ذراعيه لتعلم أنها قد تخطتت الحدود، هي من أنبتت داخله وحش قد يلتهمها.
وهو بالفعل التهمها، فقد صوابه وتصرف بجنون، ارتمى بها على الفراش دون أن يفصلها عنه، تأوهت صارخه من جديد تشعر به لا يقبلها بل يلتهمها...هي من فتحت له الباب.
ورغم ذلك ابتسمت، حركاته وتصرفاته لا تصدر سوى من مدمن متلهف على جرعته.
وقت طويل مر عليهما انتهى بها في أحضانه العارية جسدها متعرق نظر عليها يراقبها، ينتظر، هل ستوليه ظهرها ككل مره.
لمعت عيناه من جديد وانتعش صدره وهي يراها تتقدم لتتوسد أحضانه، تضم نفسها له، كانت ضعيفة مجهدة بلا خطت تلك اللحظة، ضمت نفسها لحضنه بلا نوايا داخلها، ربما كانت بحاجة لذلك.
رفعت عيناها على صوته:
-نفسي تبقي حامل.
رفعت نفسها تنظر له، كانت صامته، رفعها بالفراش يعدل جلستها بحضنه، يضمها بجسدها العاري له ويرفع هاتفه بعدما وردته رسالة.
نظر لها بجانب عينه ثم قربها منه و وضع الهاتف أمامهما يقول:
-تعالي هوريكي حاجة.
-إيه؟
ضم الملائة بصدرها لتصبح متكئة على حضنه وأخبرها:
-فاكرة شركة البرمجة الكبيرة قوي قوي الي كنتي عايزه تشتغلي فيها ولما منعتك اتقمصتي قوي وقولتي عليا...
كملت عوضاً عنه متأثرة:
-ظالم ومفتري وماتعرفش ربنا.
ضحك بخفه فهي لم تنسى وكمل وهو يشهر الهاتف أمام عيناها:
-أظن بتعرفي تقري إنجليزي...أقري.
اتسعت عيناها وهي تقرأ المكتوب بخبر عن إلقاء السلطات الإيطالية القبض على شبكة دعارة تابعه لمافيا عالمية متخدة شركة محلية إيطالية كستار لها وتجذب الفتيات من كل الجنسيات من خلالها.
شهقت بصدمه ثم سألته:
-إزاي؟!!
-عشان انتي عيلة عبيطة وبتصاحبي اي حد، أساساً البت الأوكرانية الي عرفتيها دي شغاله معاهم وهي الي بتستلقط لهم البنات وزيها بنات كتير تروحي تشتغلي، تمضي عقد بشرط جزائي بعدها فجأة الشركة طالباكم للشغل في فرعها في روسيا وهناك تنجبري تعملي كل حاجة يا كده يا تموتي وتتباعي أعضاء في الحالتين مش هتقفي عليهم بخسارة...
كانت تسمعه برعب، لقد نجت بأعجوبه، كانت ترى العمل بتلك الشركه حلم الله لو تحقق، لو ذهبت للعمل وطلبوا منها التوقيع على عقود بها شرط جزائي كانت ستوافق بلا تردد.
رفعت عيناها له، قسوته وتملكه منعوا عنها أذى عظيم.
ابتسم بحنان ثم سألها:
-هممم؟ لسه ظالم ومفتري؟
ارتمت في أحضانه مرعوبه لكنها مازالت مصممه واكلمت:
-وماتعرفش ربنا.
قهقه عالياً وهو يضمها له، يضحك من قلبه كما لم يضحك من قبل.
________سوما العربي______
جذب شقيقه للداخل يغلق الباب بغضب:
-مدير مكتب فاروق دويدار لسه قافل معايا.
-في ايه؟
-كنت بتصل اجس النبض...بتحجج بأي كلام ولأول مره اكلمه ومايوصلنيش بيه، الراجل قالب علينا.
-كنت عارف انها مش هتعدي..ده راجل عينه زايغه، وكيفه غريب يموت في الي ترفضه.
-والعمل؟!
-ماتقلقش انا اتصرفت خلاص، نص ساعه وموظف السجل المدني هيكون هنا.
_______سوما العربي_____
بينما هما يخططان لما يريدان كان ماهر بالبحر يضم جسد لونا له والماء يحمل جسدها بخفه.
يقربها لجسده ويضمها ثم يعض كتفها يود أكلها وهي تضحك مرددة:
-بس وجعتني.
لفها بين ذراعيه في الماء ينظر لملامحها الناعمة المشعة في الشمس ثم صرح:
-بموت فيكي.
ضمت نفسها لأحضانه تستشعر ملمس جسده على جسدها، على ما يبدو انها بينما كانت تطبخ له السم تذوقت منه...أم أنها مجرد لحظات تأثر وستنتهي، كبسولة مُخدرة كما قالت لنفسها في البداية ...
وابتعدت عنه تنظر لملامح وجهه وقطرات الماء تنسدل عليه، أبتسمت تُقر...ماهر رجل شكله جميل بالفعل.
لم تراعي مشاعره وصرحت:
-أنت حلو قوي يا ماهر.
اتسعت عيناه،لقد اختل توزانه وتوزان الكون فقد بللت لونا ريقه أخيراً بكلمة أخبرته فيها أنه جميل.
لم يستطع منع نفسه وانقض عليها يضمها ويقبلها وهو يردد:
-أخيراً...أنا بموت فيكي يا عيون ماهر.
_________سوما العربي______
جلس يهز قدميه بتوتر، تجارته وامواله ومشاريعه على المحك كل ذلك بسبب تلك الساقطة، خلفة الندامة.
خسارته الفادحه التي مازال لن ينساها من شدة الضربة وقتها حين هربت أمّها وخسرتهم شريك من فطاحلة السوق، لتأتي ابنتها تريد أن تخسرهم المحرك الرئيسي للسوق كله...
دلف عزام لعنده فأنتفض واقفاً:
-هااا عملت ايه؟
-عشر دقايق وموظف السجل المدني يكون قدامنا.
-ربنا يستر.
السارق يسرق وهو يطلب التوفيق من الله...عائلة الوراقي للبجاحه عنوان من كبيرهم لصغيرهم.
بالضبط بعد ربع الساعه كانا جالسان مع رجل طويل القامه رفيع الجسد يرتدي بنطال من الجينز متهالك وقميص سماوي خفيف ينظر لهما بترقب متسائلاً:
-أمروني يا باشاوات
وضع عزام قدم فوق الاخرى يردد:
-الأمر لله...هو خلفاوي بيه مش مقريك؟
-قراني...بس الموضوع ده خطر ولو اتكشف فيها رفد.
-ومين بس الي هيكشفوا...وبعدين خدمتنا مش بس فيها فلوس...أنت لو عملت لنا الخدمه دي هتبقى الراجل بتاعنا وهنروق عليك.
-ياباشا انا كده ابقى بعادي ماهر بيه بردو وهو مش سهل ولا هيسكت.
نظر كل من عزام وفاخر لبعضهما ليقول عزام:
-لا من الناحية دي ماتقلقش ماهر عارف وموافق.
-لو موافق يا باشا ماكنتوش اضطريتوا تعملوا كده اصلا.
-يابني افهم...ماهر مسافر هو احنا نقدر نعمل حاجة زي كده من غيره...وبعدين القصه مش كده...احنا عايزين نخفي من السجلات ان البنت متجوزه اصلا.
هز الرجل رأسه بخوف فنهره عزام يقول:
-انت لسه هتفكر....انت مش هتعملي خدمة ببلاش انا هدفع لك اد كده
-ياباشا انا صحيح بحب الفلوس بس بحبها عشان اصرفها مش عشان اتسجن ولا أطلع من شغلي بفضيحه.
-ماحدش هيكتشف الموضوع لان ببساطة ماحدش يقدر يدور ورانا..اعقل يابني واحسبها صح.
ظل الرجل في حيره من أمره يوافق ام يرفض ، بلأ يهز رأسه دليل إذعان لينفتح الباب ويدلف لحظتها محمد الوراقي يردد بغضب:
-ايه الي بيحصل هنا...ايه الي سمعته ده؟
#سيطرة_ناعمة٢٧
وقف صالباً طوله بصعوبة، صوته عاضب جهوري يسأل بحده وحسم:
-ايه القطه كلت لسانكم؟ مش بتردوا ليه؟ ايه الي عايزين تعملوه ده؟
التف ده عزام يقول للموظف:
-امشي انت دلوقتي لينا كلام تاني بعدين.
هم ليتحرك سريعاً ينفذ الأمر وهو متوتر لكنه اوقفه صوت محمد الوراقي:
-أستنى عندك.
توقف بارتباك لهتف محذراً:
-انا بحذرك، وهما كدبوا عليك، ماهر مش عارف ولو عرف هيطير فيها رقبتك، كله الا الشرف، ماهر غشيم ومش بيهزر...خاف على نفسك منه ومني عشان انا مش هسيبك.
=ولا هتقدر تعمل حاجه.
هتف بها فاخر بغضب وتحد كذلك، الصراع بات صراع بقاء لم يعد الأمر كما كان مسبقاً، مجرد رفض لزيجة خان فيها والدتهم، بل والدتهم من الاساس لا تهمهم، الأمر تحول أنا أم الطوفان.
لذا استوحش كل منهما وكشفا عن أنيابهما خصوصاً وقد هدد والدهم الشخص الوحيد القادر على مساعدتهم فوجب عليهم طمأنته.
احتدت عينا محمد يهتف بغضب:
-انت اتجننت ازاي تكلمني كده.
-إتجننت؟!!! مين فينا الي اتجنن واتهطل على كبر يا محمد يا وراقي، مين فينا الي بيسوقنا للهلاك، أصحى...فووووق، فوق بقا من العسل الي انت غرقان فيه ده، احنا هنفلس وبسبب البت الي بليتنا بيها دي.
تدخل عزام يكمل:
-إحنا اصلا لحد دلوقتي وبعد السنين دي كلها لسه بنحاول نفوق من الوقعه الاولانيه الي وقعناها لما الفاجرة امها هربت مع عشيقها، وتيجي كمان خلفتها تضيع الراجل الي بيحرك السوق كله، لأ بقاااا، ده انا مش بس اخفي قسيمة الجواز ده انا أمد ايدي واخنقها بنفسي واخلص منها.
اهتز ثبات محمد وهو يرى ذلك الوجه من أبناءه له علانيه وهتف:
-انت ازاي بتكلمني كده انت وهو انتو اتجننتوا؟
-أنا مش عايز اتجنن زيادة وبحاول الم نفسي والجمها، فاهدى كده وارحم نفسك، انت بقيت عضمه كبيره، المفروض تقعد في البيت وترتاح بقا،ايه الي بينزلك الشغل، اقعد في البيت والبس الجلبيه احسن لك.
-أحسن لي؟!!! هي حصلت ياولاد مجيدة؟!
-ولاد مجيدة ملجمين نفسهم عنك وبنقول بلاش نعمل حاجة تبوظ سمعة العيلة لكن لو فضلت واقف ضدنا هتضطر تخلينا نتصرف تصرفات مش حلوه.
-ايه؟! هتحجروا عليا مثلاً؟!
-أه.
لم يتوقع الرد الصريح فعلى ضغطه وغضبه:
-اه يا قليل الرباية يابن ال...
رفع يده ينتوي صفعه ليوقفه عزام بيد وفاخر بيد أخرى، اتسعت عيناه بذهول...كان بين يداهم...كتفوه...اهانوه في كبره ولم يرحموه.
هما من حارب لأجلهما وضحى ببنته الوحيده لأجل سمعتهما، اتاها الرد قاسي، هو من فضل واختار.
لم يكتفيا بذلك بل اخذ كل واحد منهما يهزه بيده الغلظة مردداً:
-ايه هتمد ايدك علينا.
=شكلك اتجننت على كبر
-احسن لك تسكت وماتتدخلش تاني
=والا...مش هنرحمك...مش هنرحم اي حد ييجي على سكتنا..أنت سامع.
لم يتحمل قلبه وسقط بين أيديهم أرضاً.
نظر عزام عليه بزهول وتبادل النظرة مع فاخر الذي قال:
-تلاقيه بيمثل
بلع عزام رمقه بصعوبه يردد:
-لا لا يا فاخر...أطلب له الأسعاف.
لم يبالي فاخر بما سمعه وانما التف ينظر لموظف السجل المدني يردد:
-انت عارف لو مانفذتش ال...
قاطعه يردد بلهاث:
-هنفذ...هنفذ يا باشوات...هنفذ كل الي تطلبوه.
ان كانوا قد فعلوا ذلك بوالدهم لمجرد اعتراضه فماذا عنه لو اعترض، من سيجابه مثلهم، وافق على الفور، لن يقدر على الرفض وخرج مهرولاً من المكتب فيما مزل عزام أرضا يحاول سماع نبض والده وهو يبحث عن هاتفه:
-النبض ضعيف ممكن يروح فيها انا هطلب له الاسعاف.
تقدم فاخر يجلس على الكرسي ببرود وهو ينظر عليه يقول بترفع:
-اطلب له يا حنين اطلب.
_________سوما العربي_______
كان لا يزال بالماء يضم جسدها له بانسجام،السعاده تلفه من كل الجوانب، لفها ليصبح وجهها لوجهه ثم ردد:
-اه يا شقية طلعتي بتعرفي تعومي وانا الي كنت فاكر أني هقعد شويه اعلمك.
-نووووو.. بابا معلمني وياما روحنا مصايف في احلى حتت في مصر وساعات كان بيسرفنا برا في الصيف.
رفع احدى حاجبيه مردداً:
-أمممم، وأيه كمان بتعرفي تعمليه وأنا لسه مش عارف.
-بعرف اركب خيل.
قهقه عالياً:
-الله...ده انتي بنت عز بقا.
تغيرت ملامحها على الفور وتجهمت ثم سألته بحزن وضيق:
-وانا مش باين عليا ولا ايه؟
لاحظ تغيرها، هوى قلبه بين قدميه وقد أضحى غير قادر على غضبها عنه، وجد نفسه يرد بلهفه بعدما باتت كيفه:
-لأ طبعا باين قوي، انتي اتخلقتي عشان تبقي هانم.
لفت نفسها واتكئت على جسده يرفعها الماء وقالت بصوت متحشرج حزين:
-بابا كان دايماً يقول عليا كده، كان دايما يقول عليا برنسيسه واتخلقت عشان ابقى أميرة والكل يخدمني، كان بيقول كده دايماً صبح وليل زي ما يكون بيحفظني لدرجة اني حفظت وصدقت.
أبتسمت بحنين تكمل كلام خشب جسده:
-كان دايماً بيقول انه مش هيجوزني كده بالساهل لأي حد، مش هيرضى لي باقل من أمير، سفير، أو وزير.
كلامها أثار غيرته ولفها تنظر له يردد:
-بس انتي اتجوزتيني أنا خلاص، وانا مش سفير ولا امير ولا وزير.
رمشت بأهدابها، تشعر بيداه تعصر خصرها من شدة الضغط بتملك، ماهر غيرته نار ومراجل.
شدد عليها بعنف يردد:
-بس انا ماهر الورراقي مش اي حد.
مال على أذنها يهمس:
-وانتي خلاص مراتي.بتاعتي.
ابعتد عن أذنها ونظر بعيناها يخبرها:
-وهتفضلي بتاعتي يا لونا..فاهمه يا عيون ماهر؟!
أيعد حديثه تهديد؟! أم غزل؟! علاقتهم معقده ومتداخله...وهي تعبت من التفسير.
حاولت الإبتسام وقالت:
-فاهمه.
لم يقتنع واقترب منها يقتنص شفتيها بقبله متملكه يخبرها كيف انها ملكه.
ابتعد عنها بصعوبه يلهث يضع جبينه على جبينها وهو مازال يضمها له مردداً:
-أنا روحي فيكي، لو فكرتي بتعدي عني هبهدل الدنيا، وهقلبها حرب، وفي الحرب كل شيء مشروع، الصح والغلط، فاهمه يا لونا.
ابتعدت عنه تهتف بضيق:
-أنت ليه كل شويه تهددني.
-مش بهددك، أنا بعرفك الوضع الي بقيتي فيه، الوراقين مش بيسيبوا حاجه بتاعتهم .
قربها منه عنوه يلصقها فيه، يريها تملكه مجدداً، تأوهت متألمة من ضغطه على ذراعها، ملامحه كانت قاسيه من مجرد الفكرة وهي التي كأنت بأحضانه منذ قليل، مع الخوض في سيرة البعد يتحول كلياً، يستحيل لشخص بوهيمي متخلف ومتوحش.
نظرت لعيناه ترى القسوة والضعف والاحتياج ممتزجان في نظرة، زادت ثقتها ورغم خوفها رفعت كفها تمشيه على خده فيغمض عيناه بتوله وهي تردد بليونه:
-للدرجة دي متعلق بيا وماتقدرش تبعد عني؟!
هز رأسه بلهفه مؤكداً فابتسمت تسأله:
-من أمتى؟
-من اول مره شوفتك فيها.
تجعدت جبهتها مستغربه:
-ازاي؟! ماكنش شكلك بيقول كده خالص، بالعكس.
-مين ممكن يشوف لونا ومايقعش في حبها، مين يقدر يقاومك،بس الكلام اللي كان واصلني عنك كان قافلني منك.
-وايه الي غير كل ده؟
أسبل جفناه بسحر يبتسم، يتذكر:
-ماكنتش بقدر أشيل عيوني من عليكي، لاقيت اني مراقبك طول الوقت، كان ممكن تبقي قاعدة في الجنينة او واقفه في المطبخ وانا براقبك.
اهتزت رأسها ببطء وجهل، غير متذكرة ان ما يشبه دلك قد حديث ليؤكد حديثه:
-بأمارة عشقك ساندويتشات النوتيلا بالموز في العيش العادي.
رمشت اجفانها، هي لم تلاحظه، لكنه هز رأسه يبتسم بحزن لم تلاحظه وللأن كذلك لم تلاحظه وهو.....يشقعهااااااا.
تغاصى عن تلك النقطة وعاد لموضوعه الأساسي وما يهمه اكثر:
-لو فكرتي تبعدي عني يا لونا أو انك تسبيني .....هزعلك.
قال الاخيره وهو يهز رأسه بتأكيد وتصميم.
وكمل:
-هتزعلي وهتخلي شكل علاقتنا وحش.
ناظرته بعينها ليبتسم بسماجة :
-مانا كده كده هرجعك ومش هتعرفي تفلتي مني بس مجرد فكرة الغدر هتخليني اتحول عليكي والوضع هيبقى مش ظريف، فليه بقا من الأول وخليكي حلوة وأرضي بالأمر الواقع.
-الله على رومانسيتك يا ماهر...جايبني البحر ولوحدنا عشان تهددني، انت شايفني هبله يعني ؟! هو انا أدك.
لفها بعيناه ثم قال:
-انا بفكرك بس.
التفت تعوم في الماء تستند بجسدها على ظهره وهي تقول:
-يا ماهر انا اتقرصت واتعلمت خلاص، انا جنبك ولا حاجة ولازم اسمع كلام جوزي خلي الايام تعدي حلوة.
-برافو عليكي.
-يالا بقا خدني وديني عند البرميل الي هناك ده.
كادت أن تسبح ليتبعها لكنه اوقفها ولفها لعنده مردداً:
-براميل ايه؟ يالا نطلع بقا انتي وحشتيني
-بس انا ...
-مابسش بقولك وحشيينيي..
نظر على جسدها العاري يردد:
-وبعدين اكتر من كده تبوشي مني انتي ماطلعتيش من المية من ساعة ما صحينا.
-بحبها
ضرب مؤخرتها بغتته يقول:
-كفايه،ايه! متجوز سمكة بلطية!!
ضحكت بدلال ليحذرها:
-بت..مش هنا، انا ماسك نفسي عنك بالعافيه...يالا ندخل جوا بسرعه.
حملها في الماء وخرج بها تسحرها تلك اللحظه، تشعر بقوته المفرطه وهو يحملها مع علمها ان وزنها ليس بخفيف مطلقاً، نظرة إنبهار أعطتها له كانت أكفل عنده من قول أحبك.
تعلقت في رقبته وهي مبتله ولم يستيع المقاومة، وجدته يميل عليها يقتنص شفتيها يبتلعهم مقبلاً، سحر اللحظة أكتنفها جعلها تطبق على رقبتها وتتجاوب معه بصورة اللهبته وأججت نيرانه، لم يصبر كي يصعد لبلوغ حجرتهما بل ألقاها على الأريكة ليلتهمها..
دق هاتفه المحمول برقم والده، لم يقدر، نظر مره للهاتف ومرة للجميلة الملقاة على الأريكة بإغواء ونظرة ناعسه تقضم طرف إصبعها بأسنانها، تنتظره تفتح له جنتها؛ فلم يقدر إنها تذلذله، ضغط مطولاً على زر جانبي للهاتف ورماه يلقيه في اي مكان، وانضم لجسد جميلته يتنعم بها، يحاول إخماد نيرانه التي تشعلها فيه ولا يشبع أبداً.
________سوما العربي______
وقفا على أعتاب غرفة العناية المركزة في المستشفى ينتظرون خروج الطبيب ببرود، نظر فأخر لشقيقه ثم قال:
-ماتشوف ماهر فين خلينا نعرف هنقوله ايه،
رد عليه عزام ببرود:
-كلمته مش بيرد.
-الخدامه بتقول كان واخد الزفته دي وخرج بيها ومن ساعتها مارجعوش.
-البت كلت عقله .
-هتجيبه من برا؟ ده سلسال، مش فاكر امها عملت ايه في "مختار الكيلاني" لما شافها؟! من مره واحده وجننته، ده كان موافق يدينها تسهيلات هتقف عليه بخسارة لمده اربع سنين قدام بس عشان نجوزهاله وهو اصلا بخيل وكلب جنيه، ولا أم امها الي شيبت محمد الوراقي الي كان معروف عنه انه مصلحنجي و وصولي وبيعبد القرش، ومش عايز بنتهم تعمل كده في ماهر...ده محمد الوراقي ماكنش زي ماهر كمان ابوك طول عمره قلبه حجر ما بالك بقا بماهر ابن نسرين.
-فااااخر.
حذره عزام بغضب...نسرين هي حدود عزام الغير مستباحة لغيره، لكن فاخر ردد:
-قولت لك بلاش تسيبه كتير لامه...أهو شرب منها.
احتدت عينا فاخر والتف له يهدر بغضب:
-قصدك ايه؟
-قصدي ايه؟! هي لو ماكنتش خايبه وقلبها خفيف كانت بصت لك يا عزام؟؟ هنمثل على بعض؟
تضايق عزام من تلميح شقيقه لكنه رد:
-عندك حق، مانا وانت مانتخيرش عن بعض.
-مالنا ماحنا زي الفل اهو..كلم ابنك شوفوا فين واظبطه بقا...فتح عينه على المصلحه، عايزينه يرجع ماهر بتاع زمان، ده كان بالع السوق كله في كرشه.
-اتصلت رن مره وبعدها الموبايل اتقفل وبعدين قبل ما نفكر نكلمه يرجع فكر هنقوله ايه...
-الله....قابل يا معلم...كمال جه.
-انا مش عارف العيال دي طالعه كده لمين...شوفت بقا هتقولوا ايه؟
تقدم كمال مهرولاً تزامناً مع خروج الطبيب من غرفة الفحص لتكن المبادرة من كمال المتلهف:
-خير يا دكتور في ايه؟!
تنهد الطبيب بضيق ثم سأل:
-البقاء لله.
اتسعت عيناهم وبقوا محدقين ببعض كل منهم صدمته غير الاخر.
-اتصل بماهر..كلمه ييجي حالاً.
-كلمته طول ما انا جاي في الطريق تليفونه مغلق.
-والعمل، هو ده وقته.
حاول كمال منع نفسه عن البكاء وقال بتماسك واهي:
-أنا هروح اخرج تصريح الدفن واخلص كل الأجراءات وانتو حاولوا توصلوا لماهر، بلاش نضيع وقت.
ليتقدم فاخر وهو يربط على كتف ابنه ببكاء:
-عين العقل، عين العقل يا حبيبي،اكرام الميت دفنه.
تقدم كمال يدخل لغرفة جده وقال لعمّه و والده:
-هدخل أشوفه
-أدخل انت يا حبيبي احنا مش هنقدر نشوفه وهو كده مش هنقدر.
________سوما العربي______
ابتعد عنها بصعوبه، التحامه بها التحام لا إرادي هو لا يستطيع السيطره على جسده وفصله عنها الا بقوه وصعوبه، ولولا الخوف من إرهاقها ما ابتعد، لونا تجذبة بقوة اكبر حتى من القوة المغناطيسيه، قبلها بعمق يمسح العرق المتصبب على وجهها وصدرها مردداً:
-يخربيتك مش عارف ابعد عنك...انتي تجنني.
كلامه صادق ، خارج من أعماق قلبه برضوح، وما يقوله يكسبها ثقه لا متناهية جديده عليها، يصيبها بالغرور، هيئته وهو يحاول أبعاد جسدها عنه كي يستطيع الانفصال وتلعوزها لرشده من شدة ماهي مهيمنة عليه تعطيها تصديقاً قوياً على تأثيرها لأنها لم تكن تعلم مداه، فتح عيناها على أشياء وصفات بنفسها لم تكن تعلمها.
كل ذلك كان يزيدها غرور، يكسبها نظرة دلال وترفع جديدة عليها وربما تأخرت حتى عرفتها، كان يحق لها ان تعي ذلك مبدراً.
رمشت بأهدابها بكبر وغرور، باتت ذات ثقه عظيمه بنفسها...وداعبت خصلة من شعورها بأصابعها بدلال تنظر له بنظرة ممتزج فيها الاغراء والكبر والغنج ولا مانع من بصيص سعاده.
قربها لأحضانه يمرمغها في جسده يتفوه حالماً:
-ياريت لو مانخرجش من هنا.
ابتسمت له بصمت، بات كلامها قليل..لكن بسمتها الصافية كانت كافيه، موحيه انها تؤيده رأيه لكنها لازالت تحت سحر وقتهما الحميمي.
قرص خدها بنعومه:
-بموت فيكي.
زادت ابتسامتها فضمها له يردد:
-اعملي حسابك لما نرجع هنبدأ في إجراءات اعلان جوازنا...انا متفق مع جدي على كل حاجة.
-بس...انا مابقتش عايزه اعيش هنا..انت وعدتني...انا عايزه ارجع روما.
هز رأسه رافضاً:
-انهي عقل ده الي يقول ابقى انا هنا ومراتي في روما.
اعتدلت تبتعد عنه بضيق تردد:
-بس انت وعدتني.
رد وقد جن جنونه بها:
-لونا انا مابقدرش اقعد من غيرك.
نظر لها برفض فتحايلت عليه :
-عشان خاطري طب حتى لحد ما عقد البيت يخلص.
زفر بضيق ثم قال:
-ماشي يا لونا عشان ابقى نفذت وعدي ليكي بس، نعلن جوازنا وتسافري وبعد كده لينا كلام تاني...ممكن ترجعي لحضني بقا.
ابتسمت تعود لأحضانه، عيناها يملؤها الثقه، كأنها تخبره وهي تبتسم حسناً سأمن عليك وأعود...وقد فعلت.
ضمها له يقول:
-على فكرة
-همم
-انا بعت للراديو الي صاحبتك شغاله فيه وعملت عقد اعلانات لينا في برنامجها لمدة سنتين.
رفعت أنظارها له متفاجئه فقد نفذ دون ان تعاود الطلب لكنه صدمها زياده حين قال:
-من قبل مانيجي هنا اصلا.
ضمها بذراعه الغليظ يحتويها مردداً، انتي مراتي، انا مش بقايضك، بس كان هيجوالي حاجه لو ماكنتش جربت الإحساس ده معاكي.
قالها ثم دفن نفسه في أحضانها وقد اتسعت عيناها من كلامه وهيئته وهو يقوله.
هنا تاكدت كم (دانت لها السيطرة)، كيف وصلت بماهر الوراقي لأن يصبح هكذا بين يديها.
__________سوما العربي______
-نزل نعي في كل مكان، عايزين جنازة مصر كلها تحكي عنها، محمود العربي مش اجدع من أبونا.
رد فاخر على شقيقها و قال:
-محمود العربي كان راجل خّير وطوب الارض بيحبه، اسكت، يارب نلاقي عدد كويس وخلاص مش عايزين نقول كلام مايصحش، أذكروا محاسن موتاكم .
نظر عزام لشقيقه بغضب ثم قال:
-كمال خلص؟
-اه بعت لي كل الاوراق اللازمه و راح يكمل الباقي.
وردت رسالة لعزام، نظر لهاتفه ثم نظر لشقيقه وابتسم يقول:
-حصل.
زغللت عينا فاخر بنصر عظيم وسأل بلهاث كلب:
-بجد
أكد له عزام:
-موظف السجل لسه باعت لي الأوكيه...مافيش في سجلات الحكومة قسيمة جواز بأسم لونا ولا أسم ماهر.
-بس ..افرض ماهر معاه نسخه اصلا.
غمز له عزام مبتسماً يشكر الظروف:
-تؤ....ماكنتش لحقت لسه تطلع من المحكمه ويستلموها..كله تحت السيطرة.
-فاضل بس لما ماهر يعرف...
-هيعمله شويه هوليلة وبعدها نحاول نهديه، ده الأحسن والي عمله كان غلطة.
-ماتنساش جده الي كنت بهدده بيه خلاص.
-ماهر عاقل وعارف المصلحة فين، هيسمع الكلام بقولك.
-ربنا يستر...ولسه لما يعرف ان جده مات..انتو وصلتوا له ولا لسه.
-البيه واخد الحته بتاعته وطلع بيها شاليه الساحل، كمال عرف وبعت له مع واحد من الأمن هناك عشان نقدر نوصله، البيه بينه عامل شهر عسل.
________سوما العربي_______
فتح أكياس الطعام يرتبها ويخرج الملاعق يضعها على السفره بينما يناديها:
-يالا يا حبيبي الاكل هيبرد.
خرجت عليه بمنامة صيفيه بيتيه قصيره ذات "شورت قصير جداً" قد يصيبه بسكته قلبيه؛انخلعت عيناه عليها وهي تخرج من احد الغرف مردده بصوتها المتدلع:
-جيت خلاص.
تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده بلهفه وأنفاسه سخينه:
-رايحه فين
-هقعد.
نطقتها تبتسم بكبر ليقول وهو يجذبها لتجلس على قدميه:
-تقعدي هنا يا روحي.
نظرت داخل عيناه بعمق تبتسم وهو لايستطيع زحزحة عيناه عنها يقضم اللحم بأسنانه وهو ينظر لها..
مالت عليه بقطعة اللحم بين شفتيها تطعمه بها، إنها مقدمه على قتله بالاغواء، طامعه بالمزيد لا يكفيها نقطة الهوس التي وصل لها على يدها ترغب في الأبعد.
وماهر المسكين على وشك الاصابه بسكته قلبيه من شدة ما أغدقته فيه، رضاها جنه ونفورها جحيم، لقد ذاق ذاك وذلك وعلم طعم الإثنان.
كان منغمس بطعم شفتيها المحمل بالطعام يتناوله معها، غير مصدق ماتفعله معه لونا وما بادرت على إعطائه رغم علمها بأنه قد نفذ طلبها، ورغم ذلك مازالت مستمرة في المبادرة، فهم عقله بانها راغبه وراضيه.
طار من الفرح، انها أسعد أيام حياته.
دق الباب فرفعها عن أحضانه يقول:
-ايه ده؟ مين هييجي دلوقتى ، استني ثواني و جاي.
ذهب ليفتح الباب وهنا تلقى الخبر الصدمة.
عاد بها للقاهرة على الفور حيث تمت مراسم الدفن ومن بعده أيام العزاء.
وقف في ثالث يوم للعزاء يتقدم صف الصف يتلقى العزاء في جده، المعظم حضر لأجل ماهر وعلاقته معهم، لو على فاخر وعزام ماكان سيحضر مئة شخص حتى.
مال فاخر على اذن شقيقه يهمس:
-فاروق دويدار ماجاش، بس بعت مدير مكتبه.
-كويس نص العمى ولا العمى كله، يومين كده ونروح له.
-كلم المحامي يخلص إجراءات الميراث
-كلمته…بيقول جاي بكره.
نظرا لبعض باستغراب وتوجس يفكران لما قد يحضر المحامي لعندهم.
فيما جلست سما بجوار لونا تعزيها:
-البقاء لله يا حبيتي
-ونعم بالله
-لونا..انا مديري كلمني وبيقول في شركة كبيرة بتاعت عقارات عملت اعلان في البرنامج بتاعي ولما سألت عرفت انها بتاعت اخوالك…انتي الي قولتي لماهر يعمل كده مش كده؟
تهربت لونا في الحديث لا تريد إحراجها فقالت:
-مش وقته يا سما..المهم انه خير وتكون امورك اتظبطت.
-يعني هو ماهر ده طيب؟ هتكملي معاه.
أسبلت جفناها بتعب ثم قالت:
-مش عارفه ، بس هو بقى بيسمع كلامي او بمعنى اصح بقيت بعرف ازاي اخليه يسمع كلامي، هو احسن من غيره وبينه كده بيحبني، بفكر اسلم امري لله وخلاص، ايه رأيك؟
-مش عارفه ، بس شكلك موافقه، يبقى خير وبعدين من الاخر بقا كلهم واحد، لو ليكي دلال عليه وبيعملك اللي انتي عوزاه يبقى احسن من غيره فعلاً .
زمت لونا شفتيها بحيرة ثم قالت:
-هسلم أمري لله وخلاص، وماهر شكله طيب.
صمتت ثواني ثم قالت:
-بس بردو لازم اخد منه فلوسي ويجيب لي بيتي من عمي.
-عين العقل..اقلها عشان تبدأو على مية بيضا.
صباح اليوم التالي
اجتمع الكل في غرفة المكتب وحضر المحامي ليقول عزام:
-خير يا متر…انا طلبت منك اعلام وراثه كنت المفروض تمشي في الأجراءات بدل ما تطلب تقابلنا.
ليجيب المحامي:
-ما طالما في وصية يبقى مش هنحتاج اعلام وراثه.
-ايه؟ وصية؟
-ايوه…فين الأستاذة لونا؟
تعصب ماهر وسأل بحده:
-لونا؟! عايزها في ايه؟
مال عزام على شقيقه يقول:
-انت مش مأكدلي انه ماكتبش حاجه باسم البت دي
-ايوه انا متأكد حبيبي في الشهر العقاري كتار ولو في اي ورقه باسم ابوك جدت كانوا بلغوني
-أمال في ايه؟!!
انتبهوا على صوت المحامي يقول:
-ياريت أستاذة لونا تحضر فتح الوصية والا مش هنقدر نبدأ.
نادوا على لونا التي تقدمت بترقب تجلس وسطهم ليفتح المحامي الوصاية وسكت حديثه كالصاعقه على الجميع حيث قال:
-السيد محمد الوراقي وزع كل تركته بين أحفاده فقط بنات فاخر الي بيتعملوا برا يتحفظ فلوسهم في سبايك دهب لحين بلوغهم سن ال٢١، نصيب چنا عزام الوراقي يبقى مع كمال فاخر الوراقي وتستلم ورثها منه بعد زواجها منه، و الباقي من التركه الموزع بين ماهر ولونا يروح إدراته كلها تحت تصرف لونا.
انتفضوا جميعاً بصدمة ، حديث لا يصدر سوى عن مختل، بالتأكيد مختل وهم لن يقبلوا بذلك…..
#سيطرة_ناعمة٢٨
انتفض كل من فاخر وعزام بصدمه يهتفون:
-نعم يا روح امك؟ شكلك بتهذي على الصبح
إحتد عليه المحامي يشهر سبباته بيده مردداً:
-لو سمحتم تلتزموا حدود الأدب، انا لحد دلوقتي مراعي العشره والعيش والملح لكن اي تجاوز مش مسموح بيه، وياريت تتفضلوا تقعدوا ماحدش يقاطعني عشان اكمل.
صرخ فيه عزام بغل:
-تكمل؟! تكمل ايه؟! ههه هو لسه في كمالة.
-ايوه في.
نظر عزام لابنه الساكن تماماً وهتف:
-سكت ليه؟؟ مش سامعه بيقول ايه!!!
سحب ماهر نفس طويل بعمق ثم اعتدل في جلسته وقال بصوت مثقل مهموم:
-سامع، اقعد يا بابا لو سمحت.
حانت منه نظرة على لونا ثم ذم شفتيه وتنهد وهو يعاود النظر لوالده وعمه يقول لهما:
-لو سمحتوا تقعدوا، كمل يا متر.
لم يجلس اي من عزام أو فاخر فزفر ماهر بقلة حيله ونظر للمحامي يردد:
-كمل يا إستاذ عبد الهادي.
كمل الأستاذ عبد الهادي يقول:
-والباقي من التركة الموزع بين ماهر ولونا تروح إدارته كلها تحت تصرف لونا وماهر عزام الوراقي مادامت على ذمته بحيث تصبح الأموال والأصول بأسمهم لكن الإدارة الرسمية لماهر من حيث إتمام اي صفقه أو إجراء مالي أو توقيع عقود او شراكات جديدة، وفي حال رغبة لونا الانفصال عن ماهر فيعد ذلك إقرار منها بالتنازل حتى عن ميراثها الشرعي.
نظرت لونا لماهر الذي حانت منه ابتسامة جانبيه حاول مجاهدتها مراعياً الظروف والموقف…لكنه أعطاها نظرة متملكة طويلة فيها الكثير من الثقه فقد ربط بينهما الجد بذكاء إلى المالانهاية.
لم يستطع مجاهدت بسمته فقد غلبته وبانت عليه وهو يردد بصوت مسموع:
-الله يرحمك يا جدي.
ليصرخ والده:
-يرحمه؟!! بيطلعني من المولد بلا حمص ويرحمه!! اللهي يجحمه مطرح ماهو راقد.
انتفض ماهر بغضب:
-بابااا.
صرخ فيه فاخر:
-ابوك عنده حق، دي مش وصيه…دي عقاب، يبقى من ماله ولا يهنى له! الباشا بيعاقبنا عايش وميت!!!
هنا تدخلت جنا، يبدو انها للتو إستفاقت تردد:
-ماعلش بس أنا سمعت أسمي جه في الوصيه مش عارفه سهواً ولا عمداً بس كان جاي مع اسم كمال ؟!! كان في حاجه إن شاءالله؟!!!!
نظرت لشقيقها الذي تنهد يزم شفتيه بضيق ولا يملك رد أو مبرر وقال:
-اهدي يا جنا.
-ماشي ههدى، ههدى خالص، ايه بقا؟ هااه؟! أيه!
فرد كمال بثقه:
-بيقول ان ورثك معايا وانك لازم تتجوزيني.
-لا مش لازم، مين الي ألزمه.
نظرت للمحامي ترجوه متسأله:
-وبعدين هو مش حاطت شروط ليه ماهو حط لماهر ولونا شروط.
فقال المحامي:
-أهدي يا أنسه، الوصية واضحه، ورثك مع أستاذ كمال تاخديه لما تتجوزيه.
-وبس؟؟
سأل ماهر ليجيب الأستاذ عبد الهادي:
-ايوه.
-تمام.
حدقه كمال بحنق شديد بينما جنا انتفضت تردد:
-هو ايه الي تمام، لااااا الي في بالك ده مش هيحصل ابداً.
-اهدي يا جنا، احنا كلنا لسه بنسمع وكلنا متفاجئين وبنحاول ندرس الوضع فأهدي.
-أنت هتلاقي لي حل مش كده؟
رمقها كمال بضيق شديد وقد اصابته بسهم غير معلوم التسمية، ثم نظر لماهر الذي بادله النظرة بأخرى.
________سوما العربي_______
جلست تتابع عملها بتركيز شديد لتنتبه على صوت والدتها تدخل عليها غرفتها تردد بضيق:
-هو الشغل اتنقل البيت كمان؟ جرى ايه يا جميله مش كده يابنتي.
تنهدت جميلة تقول:
-في ايه بس يا ماما، ايه المشكلة ؟
تقدمت الأم تجلس لجوارها على الفراش تردد:
-المشكلة انك مش واخده بالك، لا من نفسك ولا من صحتك ولا حتى من حياتك.
-كل ده ومش واخده بالي من حياتي، ده انا مش مركزة غير فيها وفي شغلي عشان يكبر وانجح.
-مركزة في شغلك بس…لكن هل أنتي مبسوطة؟
رفعت جميلة عيناها لوالدتها، كأنها تفاجأت او للتو فقط تذكرت، سؤال لم يتطرق لعقلها لكنها بالمنطق جاوبت:
-ايوه طبعا، ده انا جميلة أبو العينين، ازاي هكون مش مبسوطة.
-كلام إنشا حفظاه، حفظ وبس، تقدري تقولي لي بتعملي ايه عشان تبقي مبسوطة، وانتي بتصحي كل يوم تلبسي لبس مش بتحبيه وتروحي شغل مش بتحبيه وحتى خطيبك مش بتحبيه.
انتقضت جميلة،الإنسان عدو الحقيقة ومايجهله،وعدو من يواجهه احياناً…جميلة ترفض المواجهة لذا وقفت محتدة تردد:
-ايه الي بتقوليه ده يا ماما؟ بقا انا بلبس لبس مش بحبه ازاي، انا أشيك بنت في مصر، وبشتغل mg في اكبر شركة عقارات في مصر وانا اصلا خريجة إدارة أعمال، وماهر انا الي مختاراه بنفسي ولمحت لبابا، كل حاجة في حياتي انا الي بحددها.
وقفت والدتها ترد بهدوء:
-وبتعلي صوتك ليه؟ ولا الكلام عصبك؟
تحركت لتخرج وقبلما تفعل توقفت تقول:
-على فكرة أنا الي والداكي مش أنتي الي ولداني، وأن ماكنتش ابقى حافظة بنتي أبقى أم خايبه، طول عمرك بتحبي الدريسات القصيرة زي بتاعت سعاد حسني وبتحبي النحت والرسم،لحد كام سنه وكل حاجة اتغيرت، أنا هسيبك لمزاجك ومش هضغط عليكي، يمكن تفتكري ان ليكي ام وتيجي تتكلمي معاها.
نظرت لها جميلة بتوهه فأكملت الأم:
-أنا كنت بعدي الأمور، واقول كبرت وأكيد زوقها اختلف وأختياراتها اتغيرت لكن من أول ما فتحتي موضوع ماهر الوراقي وانا مش عاجبني وكون انك تلمحي لابوكي انه يلمح لهم دي كانت بالنسبه لي بقا الكارثه، من يومها عرفت انه لأ، وفي حاجه حاصله مع بنتي وانا مش هسمح بكده…انا موجوده لسه ما موتش لو حبيتي تتكلمي مع حد ثقه بدل ما انتي مش بتتكلمي غير مع صاحبتك.
غادرت الغرفه تغلق الباب تاركه ابنتها خلفها مصدومه بعدما وجهت بوجهها الحقيقي الذي تخفيه،لكنها عاودت فتحها تردد:
-ابقي اتصلي بليلى صاحبتك كده، أسأليها ماهر كان في الساحل من يومين بيعمل ايه ومع مين على الملأ، كلميها كده وبعدها لينا كلام تاني.
______سوما العربي______
دلفت لغرفتها وهو معها بصمت، تراه صامت لم يتفوه بحرف منذ تلك الجلسه، ارتمى على الفراش بنصف جسده وقد اغلق عيناه بصمت فاقتربت منه تناديه:
-ماهر
فتح عيناه يسحب نفس كبير لاعماقه ثم رد:
-نعم.
-في موضوع كنت عايزه اكلمك فيه.
اعتدل بجسده متعباً ثم قال:
-قولي يا حبيبي.
عضت على شفتيها ثم تفوهت بترقب:
أنا هرجع روما امتى؟
سحب نفس عميق ورفع رأسه للسقف بضيق ثم عاود النظر لها يقول:
-انتي شايفه ان ده وقته؟!
طالعته بترقب ثم تقدمت تجلس لجواره تقول:
-أنت زعلت من الوصيه؟
-أنتي زعلتي؟؟؟
-أنا الي سألت الأول.
لم يجيب عليها، فقد تلقى الجواب ليقول:
-المفروض تفرحي، بقيتي مليونيرة.
انتفضت تقف بغضب ثم قالت :
-أنا فكرت اليومين الي عيشناهم مع بعض لوحدنا غيروك ، وبحاول دايماً اخد هدنه واديك فرصة بس انت هتفضل أنت، بس زفارة لسان بزفارة لسان بقا فهقولك انا أساساً بنت عز وابويا شايل ملايين، بتوعي من غير شريك وانت اخدتهم من عمي وحاتت ايدك عليهم حتي البيت ماخرجتش عمي منه مع انك قادر وانا والله معديه كل ده بمراجي…بس انك ت…
قاطعها يجذبها من ذراعها لتسقط لجواره على الفراش ينظر لجمالها ثم همس أمام شفتيها بشوق:
-ومعدية كل ده ليه؟! حبتيني؟!!
انتظر ردها بفارغ الصبر يحثها:
-ساكته ليه؟
ارتبكت وردت بتيه:
-مش عارفة.
ابتسم، مجرد عدم ردها بقوة نافية يفيده، يراه بصالحه،وهو أكثر من راضي بهذا القدر.
تهدجت انفاسه وهو يردد:
-عايز اقولك حاجة من يوم ما شوفتك.
-ايه؟!
جاوب بأنفاس سخينه:
-انتي جامدة قوووي يا لونا.
أتسعت عيناها من كلامه وطريقته وصولا لعيناه التي تأكلها ثم ابتعدت عنه بتوتر تردد:
-شكراً
تنهد بحب ثم قال :
-عايز اقولك حاجة بس مش عايز مناهده.
-إيه
-جمعي كل حاجتك عشان تتنقليها أوضتي.
-ليه؟
-هو ايه الي ليه؟! أكيد عشان هتتنقلي وتنامي معايا فيها…منطقي، احنا متجوزين.
-بس..
-مابسش، في ايه؟ الوضع ده لازم ينتهي، هنفضل متجوزين في السر؟ انتي مراتي والكل لازم يعرف، ولا هما اصلا عارفين.
تنهد يقول:
-فاضل جنا.
حك عنقه يردد:
-مش عارف هجيبها لها ازاي، شكلي قدامها يبقى ايه لما تعرف ان اخوها الكبير عمل كده.
رمقته بعينها ولم تتحدث، قوة نظرتها كانت كافيه فسألها:
-عايزه تقولي ايه يا سوسه.
-يعني انت عارف انك عامل حاجة غلط.
وقف من مكانه يردد:
-اه،بس مش حاسس بالذنب ولا ندمان.
كاد ان يتحرك مغادراً فسألته:
-ولو رجع بيك الزمن؟
عاد ليجلس بجوارها يهمس:
-بصراحة؟!
-أمم.
-كنت هعمل كده بردو بس بشكل مختلف، كنت هخليكي تحبيني ومش بعيد تيجي تطلبيني للجواز.
صمت بتعب ثم قال:
-أنا كنت غلطان في طريقتي معاكي..بس كنت خايف منك…بس خلاص، من النهاردة خلاص، اتربطنا ببعض ومش هنتفرق.
ضيقت عيناها متسائلة:
-عشان الوصية؟
-أممم….بس.
-أيه؟
-مش عايز أخبي عليكي ، أنا خايف من ابويا وعمي ورد فعلهم…انتي هتفضلي معايا مش كده.
-انا معاك يا ماهر.
كلمتها أثلجت صدره نظر لها مبتسماً ثم قال:
-عشان الميراث؟!
انمحت الابتسامة من على وجهها فارتعب، بات ما يرعب ماهر هو تكشيرة لونا، إذا رغبت في إخافة ماهر سلط عليه لونا.
ردد على الفور:
-انا ماقصدش ما…
قاطعته بحده:
-انا فلوسي كلها معاك يا ماهر، جت على الميراث يعني؟ وعلى فكرة انا هتنازلك عن حقك…مش عايزاه.
وقف من مكانه يردد:
-بس بلاش كلام فارغ، فلوسي مربوطه بفلوسك وكده كده انا هدير الأتنين، انا رايح أطمن على ماما عايز لما ارجع الاقيكي في أوضتنا مستنياني، أوكي؟
لم تجيب، قرص خدها يردد:
-لا لما جوزك يكلمك ياصغنن ترد، أوكي؟!
-حاضر.
ابتسم عليها ثم قبل خدها وألتفّ مغادراً يردد:
-مش هتأخر عليكي.
خرج من الغرفه وهي تتابعه بعيناها ثم زفرت بتعب وقررت الإستسلام لمصيرها والرضا به فوقفت كأي فتاة هادئة مطيعه تنفذ أمر زوجها .
جمعت ملابسها وبدات تحركها جزء جزء لغرفة ماهر.
وبالجزء الأخير تقابلت مع جنا التي وقفت تنظر على أغراضها وكيف انها تحملها لغرفة ماهر ثم نظرت لها مستغربه تسأل:
-ايه ده؟! هو في ايه؟!
ارتبكت لونا واحمر وجهها، نظرت لجنا ولم تعرف بماذا تجيب، فجنا الوحيده من لم تعلم بزواجهما حتى الان ، فهل هي من ستخبرها؟! ما هذا الحظ.
ارتبكت بحرج وحاولت أن تجيب ولكن حظها الذي ظنته سئ أنقذها حين دلف كمال عائداً من الخارج يقول:
-مساء الخير.
رفع احدى حاجبيه وهو يسمع الرد من لونا فقط بينما جنا قد تجهم وجهها ليقول:
-جنجونه مش بترد عليا ليه؟
اندفعت في الحديث في وجهه مثل اللهب:
-كمال بص انا مش…
قاطعها:
-ششششش…ممكن تهدي، وتعالي عايز اتكلم معاكي، لم تتحرك ليحسها بلطف:
-جنا، يالا عيب كده، هفضل واقف.
سحبها برفق وتحرك ينظر للونا من خلف ظهر جنا يحسها على ان تكمل ما كانت تفعل فقد انقذها.
_________سوما العربي_____
سحبها للحديقة يوقفها أمامه عنوة ثم قال:
-ايه بقا؟! ممكن افهم في ايه؟!
اندفعت مجدداً:
-بص يا كمال انا وانت مضرورين ولازم نلاقي حل.
هز كتفيه وقال ببرود:
-صح، انا من بكره هطعن على الوصية دي، ماهي مش هتعيل.
-صح، انت صح، وقسماً بالله صح، من الصبح نمشي في الأجراءات.
ضيق عيناه يردد بضيق:
-قصدك ايه؟ قصدك اني عجزت وكبرت؟
-ماياباشا مانت قولت عليا عيله وانا عديتها ماتقفليش على الكلمه وانا وانت عارفين اننا ماننفعش لبعض.
اقترب منها خطوة ثم سأل بنبرة وهيئة مثيرة:
-ليه؟! انتي تجوزيلي على فكرة.
ابتلعت لعابها بصعوبة ثم قالت:
-مششش..مشش
ابتسم بتسليه يردد:
-همممم، بتمشمشي ليه؟ كملي انا سمعك؟
-ماااانا بكمل اهو.
-لا اصلي شايفك مرتبكه.
-وانا هرتبك ليه؟ انت هتربكني بالعافيه؟ أنا زي الفل.
-طب ردي على سؤالي، ماينفعش ليه؟!
صمتت لا تملك رد، او تملك ولا ترغب في التصريح به ليشك فيها ويسأل بأعين ضيقه:
-جنا، انتي في حد في حياتك؟!
-لأ طبعا ايه الي بتقولوا ده.
-ايه الي بقوله؟! امال أنتي رافضه ليه؟!
-رافضه عشان ده الصح، المنطق بيقول كده، وانت كمان أكيد رافض.
-ايه الي أكد لك؟
القى الجمله في وجهها جعلها تصمت، ثم سألت:
-يعني انت موافق.
-اه …ثم عدل حديثه عشان الوصيه.
-وانا مش هتجوز بالطريقه دي.
لا يعلم لما زاد غضبه ثم سأل
-لآخر مره هسألك، في حد في حياتك؟
-لا.
-تمام…أنا سألتك وقولتي لا، لو عرفت ان في حد هتبقى وقعتك سودة معايا تمام.
هزت كتفيها بلا مبالاه ثم قالت:
-تمام.
ومن بعدها تركته وغادرت لينظر عليها بضيق ثم يبدأ في فتح حساباتها على مواقع التواصل الإجتماعي يدقق في جزء الأصدقاء والمتابعين يتفحص متابع متابع.
_________سوما العربي_________
نظرت عليه زوجته تبتسم مستغربه، لقد تأنق زياده عن اللزوم، اقتربت منه تنظر لهيئته في المرآة لطوله الفرع وجسده العريض تبدي إعجابها بلباسه بداية من بنطاله الأسود وقميصه الرمادي مفتوح الازرر العلويه يبرز عضلات الصدر وكم هو مشعر.
ثم همست:
-ده ايه الحلاوه دي، ايه كل الاهتمام ده؟؟
ابتسم لها بغرور عبر المرأه ثم قال:
-على أساس اني كنت مبهدل قبل كده.
-بصراحة لا، بس اصلك النهاردة حلو بزيادة وشيك قوي، كل ده عشان عزومة طنط لينا ولاخوالك عندها؟
ابتسم بزيادة وثقه بعدما أكدت له كم يبدو وسيم ولم تضع تكلفته في اختيار الملابس، فقد تجهز لهذا اليوم من باكر يعد الساعات، سيراها…..
التف لها يردد :
-طب ممكن تبطلي بكش وتسبقيني على العربيه وانا هاجي لك؟ مش عايزين نتأخر على الناس.
-حاضر.
تحركت بهدوء و هو عاد ينظر على نفسه في المرآة يتمم على ضخامة عضلات صدره ويسرح شاربه الكثيف ثم تناول زجاجة العطر الفخمه وسكب نصفها على جسده تقريباً، ليخرج بعدها يتبختر في غرور.
-مش بتاكل ليه يا رشيد.
قالتها والدته وهي تنتبه له منذ جلس معهم على طارلة السفرة لم يأكل،
حاول اغتصاب إبتسامة على شفتيه ورد:
-لا باكل.
مرت نصف ساعه ولم تحضر، حتى ان الطعام وضع وهي لم تأتي، ماذا يعني ذلك.
لم يقدر، شوقه غلب كبره فنطق:
-هي جميلة مش جايه ولا ايه؟!
نظروا لهّ جميعاً فقال :
-من الذوق كنا استنيناها على الاكل.
فرد والدها بحرج:
-لا هي كانت مصدعه فأخدت حباية صداع ونامت.
زاد الضيق في صدره، وفقد شهيته، جلس معهم جسد يلا عقل يفكر فيها.
لم يقدر على الصبر، استغل انشغال الجميع بالأحاديث الجانبية، ثم تحرك بعيداً عنهم.
وقف أسفل غرفتها يدخن سيجارة بشرود ينظر عليها وهو يرى النور يغرق الغرفه، لم تنم، كانت كذبه، فابتسم…هذا يعني انها تهربت من رؤيته، لما يا ترى!
ساقته قدماه للهلاك، لم يتحمل ودلف لبيتهم الكبير، البيت كان هادئ تماماً ولم يجد من يعترضه ، صعد بيسر حتى توقف عند غرفتها…يستمع لصوت موسيقى اغنيه لعبد الحليم حافظ (الحلوة الحلوه الحلوة ،برموشها السودا الحلوة)
فتح الباب بجرأه وإقدام، لتنبهر عيناه وهو يرى جميله بهيئة مغايرة وقد وقفت أمام المرآة ترتدي فستان أبيض منقط بنقط سوداء صغيرة منفرش يصل لعند ركبتها ويضيق مبرزا نهديها…اتسعت عيناه، بلع لعابه بصعوبه، أهلكته وافقدته صوابه.
وهي هتفت بصدمه:
-رشيد؟ انت اتجننت؟! بتعمل ايه هنا؟!
لم يجيب وبدأ يقترب منها بأعين تأكلها، عيناه عليها لا تحيد عنها، لقد جننته جميلة ، فأخذ يقترب منها وهي تعود للخلف .
#سيطرة_ناعمة٢٩_سوما_العربي
في عقلك الطيب تعتقده غير واعي، لكنه كان واعي، رشيد مدرك على ما يفعله وكل خطوة يخطيها، هو يريد جميلة، إنها تأجج رجولته، تؤلمه، تسكن أحلامه، باتت بأيام قلال مسيطرة على تفكيره ومهيمنه على حواسه، ولم يزد رفضها ولا مبالاتها به سوى شوقه العاصف.
أيامه بالبلاد باتت معدودة، وإجازته على وشك الإنقضاء، وهي تشعله ولا تعطيه وجه، وهو بات غير قادر على الإبتعاد.
لأيام وليالي وهو يراقبها عبر نافذة غرفته وهي تخرج بالصباح أو تعود في المساء متأنقة بزيها الرسمي، كتلة من الأنوثه تسير على الأرض تستفز اي شارب قد يراها .
فانقلبت أيامه لجحيم وهي لا تبالي وربما لاتدرك حتى ما فعلته...وبات غير قادر على العودة لحياته السابقه كما كان يعيش قبلما يجيء للقاهرة ويلتقي بها بعدما كبرت.
اندلع الخوف يفتك أحشائها وهي تدرك انه معها الأن بغرفتها وقد شاهدها بهيئتها تلك...لا ويقترب منها والتصميم بعينه، تراهم وهما يأكلان جسدها أكلاً.
اتسعت عيناها برعب وصرخت فيه:
-رشيد؟؟ انت بتعمل ايه هنا؟ ودخلت هنا ازاي؟
صرخت بالأخيرة عل الحارس يسمعها لكنه هتف:
-بعته للبوابة الرئيسية يجيب لي حاجات.
إذا فقد خطت ودبر،ارتعبت أكثر، صرخت فيه:
-وايه اللي جايبك هنا وبتقرب كده ليييه؟
هجم عليها بخطواته يسأل:
-ماجيتيش العشا ليه؟
-وانت مالك.
صرخت برعب وهي تتعرقل في قدم الكرسي فتسقط عليه ليدنو منها مهاجماً:
-ماجيتيش عشان انا موجود، عشان ماتشوفينيش، عشان انا بأثر فيكي، لو مش فارق لك كنتي جيتي عادي مش كده؟
-لا مش كده.
كذااابه.
دنا منها زياده وهمس أمام شفتيها :
-بتهربي مني ليه؟
-انت بتحلم.
انه مقبل على شفتيها، كان يميل عليها ليقبلها،فدفعته وصرخت وهي تدفشه في صدره بكل قوتها، إرتد خطوة للخلف أثر دفعتها العنيفه وهتف:
-وليه ماتقوليش ان انتي الي بتكابري.
وقفت لتبتعد عن الكرسي وتعدم اي فكرة لان يميل عليها على كرسي أو سرير، نجحت وابتعدت لتفر ناحية الباب تفتحه لكنه أوقفها يمنعها بقوة موجعه مسك بها رثغها ثم قربها لعنده يهزها بغيظ وهو يصرخ فيها:
-رايحه فين تعالي هنا.
-امشي يا رشيد، امشي ارجع لبيتك ومراتك وابنك بلاش تهور.
صرخ بجنون:
-انا لسه ماتهورتش...بس أوعدك اعملها.
ردا برعب:
-ليه؟!!! انا عملت لك ايه؟
-انتي؟!!!
قبض على يدها وقربها منه يردد:
-أنتي مجنناني .....
رعب عيناها أيقظه، حاول محاولة أخيرة، ربما هنالك شيء عليه فعله وهو لم يجرب للأن لذا خفف قبضته واعتدل في وقفته بعدما كان يهم بالهجوم عليها، وجرب:
-طيب، جميلة انا أسف وندمان على الي حصل زمان، بندم كل يؤمّ وأنا بشوفك قدامي، لو ماكنتش صديتك يومها وعملت كده كان زمانك ملكي دلوقتي ويمكن ده عقاب من ربنا ليا وياستي انا بقولك أهو أنا غلطان وندمان ومش وش نعمة عشان رفضت واحده زيك.
كانت تسمعه وهي تهز رأسها بوفض، غير متقبله كلامه.
عكس ما توقع كانت النتيجة تهز رأسها رافضه، جذبها بعنف لتصبح ملامحها متقاربه من ملامحه يهتف من بين أسنانه:
-ارجوكي تنسي الي حصل وخلينا نفتح صفحة جديدة.
دفشته بعنف والخوف قد سيطر عليها من هيئته المختله وهتفت وهي تحاول الفرار منه:
-صفحة ايه، شكلك مجنون فعلاً، انت متجوز وعندك ابن.
جذبها لعنده من جديد ومسك وجهها بكفيه يثبتها أمامه كأنه يحاول إقناعها:
-الشرع محللي أربعه، أنا مش اول واحد يعملها، أنا هتفاهم مع علياء وابني مش هيحس بأي تقصير...عشان خاطري وافقي.
-انت مالكش خاطر عندي وروح حلل في الشرع بعيد عني انا الي مش عايزه اتجوزك.
كانت تتحرك بهلع تحاول فتح الباب ونجحت، لكنه أحبطها واغلق الباب ثم جذبها لعنده يردد بانفاس لاهثه:
-لا انتي بتقولي كده عشان زعلانه مني، حقك، انا عارف انه حقك، خدي وقتك واتدلعي براحتك بس في الاخر وافقي....هتوافقي.
-أبعد عني، عيب الي بتعمله ده، بتتهجم على بنت خالك في بيته.
-بنت خالي ماخلتليش طريقه غير كده، انتي جننتييينييي.
صرخ بالاخيره وهو ينظر عليها، لانت ملامحه وهو يتحسس بيده لجلد بشرتها الطري ينظر على فستانها الجميل مردداً:
-قمر، فستانك تحفه عليكي...وشعرك جنان، وشخصيتك قوية، عيونك فيها اسرار خطفاني...أنا اكبر مغفل في الدنيا.
حاولت التحدث معه برويه وهو هادئ هكذا:
-أمشي....أمشي يا رشيد وأنا والله مش هقول لحد على الي انت عملته.
رفع احدى حاجبيه يردد:
-ماتقوليش هقول انا.
-يعني ايه؟
ابتعد عنها يردد:
-هسيبك يومين تفكري.
-يعني ايه كلامك ده وأفكر في ايه، انت متجوز وعندك أسره وانا مخطوبه.
-يعني هي دي مشكلتك بس؟!
توقف بها الوقت لدقيقه وهو كاد ان يبتسم لكنها عادت تهز رأسها:
-لا...انت لو اخر راجل مش هتجوزك.
-مانا هبقى أخر راجل بس في حياتك.
-بتحلم .
صرخت فيه بضيق فرد:
-هتجوزك يا جميلة.
-مش هيحصل وامشي اطلع برا.
حك فكه بضيق ثم قال:
-همشي...همشي عشان اسيبك تفكري.
نظر لها بهدوء وهي مازالت خائفه من اي تهور قد يفعله، اقترب من جديد فانتفضت ومالبس أن شهقت مصدومه وهي تشعر به اقترب يميل عليها بهدوء يقبل وجنتها ثم همس:
-بحبك يا جميلة.
اتسعت عيناها من فعلته وتصريحه تنظر له بذهول تراقب وقوفه الثابت مع نظرة الأعجاب بعيناه ثم رحيله الهادئ من الغرفه.
وبدأت تسأل نفسها هل اعترف رشيد بحبها؟!! وهل هذا ما تريده؟؟ أم ماذا تريد بالأساس
______سوما العربي_______
استيقظت صباحاً بنشاط عالي وتأنقت في فستان رقيق من بلون الروز ووقفت تصفف شعرها أمام المرآة.
لف في السرير يبحث عنها كي يسحبها لأحضانه ويستغرق زيادة في النوم لكنه لم يجد من يحتضنه ، مرر يده على الفراش يشعر يبرودته فانتبه واعتدل من فراشه يتثائب بخمول يبحث عنها لتثير إنتباهه وهو يراها متأنقه جاهزه للخروج فهتف مستغرباً بصوت مازال خامل من النوم:
-صباح الخير يا حبيبي.
التفت له ترد بابتسامة مشرقه:
-صباح النور، كل ده نوم.
وقف عن فراشه يتثائب من جديد ويرد بكسل:
-ااااه...كل الي عيشته معاكي كوم وانك تنامي معايا في سريري الي طول عمري بنام فيه لوحدي كوم تاني، نمت نووم.
أبتسمت له ليبادلها الابتسامة وهو يمرر عيناه على جمالها الغير عادي ثم سأل:
-ايه الجمال ده كله، لابسه ليه من بدري كده...لابسه ليه اصلا؟! حد يلبس مع جوزوا.
هزت رأسها بجنون منه تردد:
-ايه الي بتقولوا ده،انت المفروض في حالة حداد جدك ماكملش أسبوع ميت.
جذبها لصدره يردد:
-الحزن في القلب و دي نقره ودي نقره،وبعدين هو كان جدي لوحدي، لابسه بينك وجدك ماكملش اسبوع.
-جدك انت.
لم يعجبه حديثها وقال:
-لووونا..الراجل دلوقتي مات وبقى بين ايدين ربنا ومايجوزش عليه غير الرحمه، وبعدين ده سايب لك ورث كبير قوي.
-ورث مشروط يا حبيبي، مربوط بيك العمر كله.
جذبها من حصرها يلصقها بنصفه السفلي وهو ينظر على شفتيها مردداً:
-قوليها تاني كده؟
-ايه؟
-حبيبي.. عارف انك ماتقصديش بس اهي اي حاجه منك.
نظرت له بكبر ليقول:
-قولي بقا يابت ...قولي أي حاجة.
-تؤ.
همست بدلال ثم ابتعدت عنه فجاه تنثر عطرها ليجذبها مجدداً في الوضع السابق ويهمس أمام شفتيها:
-وحشتيني يا بت ...ماهر وحشته لونته وهيموت عليها.
جاوبت محذره:
-بس يا ماهر لازم انزل.
-تنزلي!
قالها بحاجب مرتفع فهزت رأسها مؤكده ليقول:
-تنزلي على فين إن شاء الله.
-على شغلي.
قالتها بثقه فبهتت ملامحه لثواني وبعدها حاول إستجماع عقله وسأل:
-ماشاءالله أنتي اشتغلتي؟
جلبت صندلها الخفيف ترتديه وهي تحدثه دلاله على حرصها على الوقت:
-اه.
-فين؟!
-في شركتي..انت غريب جداً.
-شركتك؟!!!
-ايوون.
-أيون!!!!!!
وقفت وقد انتهت من ارتداء الصندل تعيد إسدال ثوب فستانها الرائع ثم قالت:
-ورثي من جدي .
ابتسمت بسماجه ترد:
-الله يرحمه.
التفت لتتحرك لكنه مسك ذراعها ولفّها أعادها لعنده ولم يبالي بشهقتها وهتف:
-ده مين اللي قال كده ومين هيسمحلك أصلا.
-ماهر عزام الوراقي.
اندهشت ملامحه وهو يسمعها في الوقت الذي اتسعت فيه ابتسامتها كون أن حيلتها الجديدة التي تعلمتها نجحت من أول تطبيق فعلي لها واردفت تكمل:
-أنت الي هتسمحلي وانا عارفه.
عزمت على اكمال جرعتها فكملت:
-أنا بقيت عارفاك، انت بتحبني مبسوطة، وانت عارف أني هبقى حابّه أرجع الشركة اشتغل وسط ناس نضيفه واكمل تعلم الجرافيك في شركتي تحت عين جوزي، فانا قررت ارحم جوزي اصلك عارف منين ما اروح الف عين تبص عليا وانا جوزي غيور...غيور قوي..بيهد الدنيا لو حد بصلي، أروح انا أخبط دماغي في الحيطه واقول مش بتعدي ليه؟! ماهي حيطه...فليه العند لما ممكن اعمل كل ده تحت عينه ورعايته ويجيب لي كمان ساندوتشات شاورما لحمه الي بحبها و حوواشي.
ضحك يعض باطن فمه، رغم فطنته لعبتها الا انها أحرجته بحديثها الذي كان مقنعهاً فعلام العند؟!
همس أمام شفتيها يقول:
-اجيب لك كل الي نفسك فيه، عايزه أيه؟
اندفعت تردد:
-عربية بورش حمرا.
-نعم؟!!!
-أنا عارفة انك كريم وسخي ومش هتستخسر في مراتك عربيه صح.
ضحك، لعبه جديده، لكنه همس:
-اجيب لك...مانتي بقيتي مليونيرة.
فهتفت على الفور:
-لااااااا
أرتفع حاجبيه وهو يسمعها تقترب منه وتصرح:
-أنا عايزة فلوسي صحيحة على بعضها.
قهقه عالياً يصفق بيده من شدة الضحك ولا يستطيع تمالك نفسه.
لدرجة أن عيناه قد أدمعت وحاول التحدث من بين ضحكاته يقول:
-يا بنت اللذينا...مش معقوول..هههههه ماشي يا لونا...اجيب لك عربيه وسيبي فلوسك صحيحه على بعضها.
لم تصدق ان حيلتها التي بالامس فقط علمتها لها مشتشارتها النفسيه قد فلحت فاقتربت منه تردد غير مصدقه:
-وحياةً أمك؟!
-بت؟! هتجيبي سيرة امي...هرجع في كلامي والله.
-لااا ده امك دي حبيبتي.
-انتي الي حبيبيتي….هاتي حضن.
ضمها بحنان واحتياج لحضنه يشعر بطراوة جسدها الغض وقماش فستانها الغالي وشعرها المتطاير من فرط نظافته وخفته، انها نسمه صيف بارده ومنشعه، جميله ومحظوظ أنه نالها.
اخرجها من أحضانه يكاد صدره ينفجر من فرط الفرحه والشعور بالفوز انها له والأمور تمام، الفوز بلونا كان الأعظم بحياته، وهنيئاً له من كانت لونا فوزه، الطله لوجهها خير وصحه وجمال، إنها تنعش روحه وتعيد شبابه.
مسح على وجهها وشعرها يتشابك مع أصابعه فيقول:
-استنيني هلبس وننزل مع بعض نروح الشغل، ايه رأيك؟
-حاضر…على ما تخلص هكون حضرت لك الفطار.
-طب ماتيجي تحميني انا محتاج حد يحميني.
هزت كتفيها تردد:
-وقح.
-بس لذيذ..وربنا لذيذ.
ابتسمت رغماً عنها، ثم قالت:
-بصراحة؟
هز رأسه ينتظر ردها لتنفجر في الضحك وهي تصرح:
-اه.
ضحك بسرور فأخيراً لانت لونته.
خرجت من الغرفة بشقاوة وهو استدار يتحرك للمرحاض يردد:
-بموت فيها بنت اللذينا…هتعمل فيا ايه تاني.
_________سوما العربي______
تحركت بخفة فراشة تهبط الدرج تذهب للمطبخ تساعد الطباخ في إعداد الفطور ببعض الأشياء البسيطه ثم خرجت ومعها كوب نسكافيه لتجد فاخر وعزام يجلسان في بهو البيت، أبتسمت باستمتاع؛ انها فرصتها…فاقتربت تستغلها.
دنت منهم تردد:
-ايه ده؟ خالو فاخر وخالو عزام! قاعدين كده ليه زي المطلقين!
احتدمت عيناهم بمجرد ظهورها أمامهم وصولاً لكلامه وفحواه، وهي لم تبالي بل أضافت:
-صحيح قلبي عندكم، بقيتوا لا شغله ولا مشغله.
وقف فاخر يردد:
-انتي عايزه ايه يابت انتي على الصبح.
-الحق عليا، الحق عليا اني قولت اجي أشوف معاك فلوس للنهاردة ولا لأ؟؟ بس ماتشيلش هم! هفطرك معانا عادي وخد…حد مد ايدك ماتتكسفش.
اخرجت من حقيبتها عمله ورقيه فئة الخميسن جنيه، كورتها بكف فاخر تردد:
-عشان لو حبيت تشرب لك حاجة ولا تجيب سجاير، خد ماتتكسفش ومش هقول لحد .
هب ليهجم عليها يلقنها درساً:
-اه يا بنت الو…
قاطعه عزام الذي كان يجلس يتابع كل ما يحدث بصمت تام الى أن نطق مردداً:
-فاااخر.
نظر كل من فاخر و لونا له فوقف قائلاً:
-ايه يا فاخر هتمد ايدك عليها، ألحق عليها يعني…ده بدل ماتاخد منها الفلوس وتقول شكراً.
-شكراً!!!!
هتف فاخر بضيق وهو شيئاً فشيئاً يفهم نوايا شقيقه، وقف عزام واقترب من لونا يردد:
-شكراً يا حبيبتي، طلعتي أصيلة، تمااام زي امك رحيل، وانا الي كنت فاهمك غلط وفاهم انك شريرة وناويه على طمع، ماتعرفيش كبرتي في نظري أد إيه لما عملتي كده شكراً، وشكراً على الفطار.
رفعت احدى حاجبيها غير مرتاحه لنعومته المستجده وهتفت:
-وصيتهم يرودوا لك البيض…شكلك بتحبه.
حاول الإبتسام يداري اصطكاك أسنانه من الغيظ فتحركت من امامهمها لا تستطيع المكوث أكثر من ذلك في مكان واحد معهما.
وما ان فعلت حتى جذب فاخر شقيقه من يده يعنفه:
-ايه؟ قولت بقت مرات ابني وزيتنا هيبقى في دقيقنا وهتلعبها خارصه لوحدك، لاااا ده انا عظيم بيمين أهدم المبعد على دماغ من فيه.
ضحك عزام:
-مرات ابني؟ طول عمرك غشيم ومتهور، البت دي مش لازم تعرف اني عارف انها مرات ماهر، عشان نحبكها صح، وانت خف شويه واتعدل معاها، دي الحصان الربحان بعد ما ابوك ضيعنا…لو هدينا فاروق دويدار بيها هيدينا تسهيلات في السوق ومن البنوك تخلينا نبدأ من تحت تحت الصفر بحبه
-وليه ماتقولش نطعن على الوصيه
-وليه مانعملش الأتنين،بس المحاكم سكتها طويله، فاروق دويدار سكته مختصره.
جمع فاخر الحديث برأسه وشعر انه الصواب فنظر لشقيقه يسأل:
-طب ما تنور اخوك، ناوي على ايه؟
-هقولك بس تنفذ الي اقوله من غير مناهده.
-حاضر.
_________سوما العربي______
بعد رحيل الجد لم يعودوا يجتمعوا على الفطور، جنا بجامعتها وكمال خرج من بعدها و والدته مريضه وجيلان تركت البيت لعزام، فلم يتبقى سواهما ليقول:
-يالا نبقى نفطر في الشغل طالما مافيش غيرنا
سحبها معه وخرج يقود السيارة وهي لجواره كانت سعيدة تشعر بالانتصار، اخرجت هاتفها من حقيبتها وبدأت تضغط على الشاشة لمدة فسألها:
-حبيبي مشغول عني في ايه؟!
أبتسمت ترد:
-ببعت رسالة لصاحب الشغل في روما بعرفه اني خلاص، مابقتش عايزه الشغل عنده واخيراً هخلص منه ومن تحكماته وفي النهاية ختمتها وشتمته.
ضحك بجنون على تصرفاتها ثم ردد:
-يانهار أبيض، طب بتسيبي الشغل وماشي لكن ليه تشتمي الراجل؟!
-عشان تنح وكان مضيقها عليا انا بالذات وكان دايماً مراقبني انا بالذات ليه شايفني حراميه؟؟
أرتفع حاجبه بضيق (يراقبها وحدها دون غيرها وتركيزه منصب عليها؟! هل كان معجب بها ومراقبته ماهي الا اهتمام صامت من رجل بارد؟!!)
ظل عقله يدور ويدور الى أن وصلا للعمل، ترجل من سيارته ونظر لها وجد على وجهها سعاده حقيقية ، لأول مره تقريباً يرى صدق مشاعرها فاقترب منها يحاوط خصرها بتملك مردداً:
-نورتي شركتك يا لونا هانم.
سحبت نفس عميق بعد ما استمعت لكلماته..شركتك..لونا هانم، هذا ما يناسبها ولا يناسبها ماهو أدنى…كما قال والدها.
اخرجت نفسها العميق بتهمل ثم تقدمت تدلف معه للداخل وهو يسحبها من يدها تحت أنظار الجميع.
دلف لغرفة مكتبه يغلقها عليه وسكرتيرته معه قائلاً:
-هاتيلي كل الشغل المتأخر وكل العقود و ورق الحسابات وخدي مدام لونا لقسم الجرافيك.
-مدام.
همست بها دينا مستغربه لكنه لم يملك فرصه للتوضيح حيث هتفت لونا معترضه:
-انت مش هتعملي مكتب.
نظر لها وقد اتسعت حدقتا عينه مستغرباً وحاول ألا يضحك ثم قال:
-لأ.
-ليه؟!
نظر لدينا وقال:
-روحي انتي دلوقتي شوفي شغلك واطلبي لنا فطار.
خرجت دينا فنظر للونته ليجدها تنظر له بضيق، مد يده جذبها لعنده يجلسها على قدميه ثم داعب شفتيها بأصبعه يقول:
-الجميل بتاعي مكشر ليه؟
-عايزة مكتب، زي بتاعك
-انا ماقعدتش على مكتب زي ده غير لما بقيت عارف كل مكتب من مكاتب الشركة دي شغال ازاي او على الأقل عندي فكره وانتي كمان مش هيحصل معاكي كده غير لما تتعلمي.
اقتنعت على الفور، ما كانت بحاجة للتدليل، لونا تقتنع بالحجج وحجة ماهر كانت قوية لذا غادرت منفذة على الفور.
مر الوقت عليهما الى ان حضر الفطور كما أراد ثم طلب من دينا أن تذهب وتنادي لونا.
لكنه هب من مكانه متذكراً حينما قالت له ان معظم العاملين بشركته كانوا يغازلونها، تحرك بغضب لعندها يدعي ان يلتقي بأي من هؤلاء كي يلقن كل واحد منهم درساً.
لكنه وقف خلف زجاج المكتب وقد انمحى غضبه وحلت مكانه إبتسامة صغيرة وهو يراها عبر الزجاج تجلس بجوار مدير القسم يملي عليها بعض الأوامر يراقبها بإثناء فهي تعمل بجد وشغف تريد التعلم وتطبق بسرعه وتتقبل النقد والتوجيه لأنها تريد التعلم.
هز رأسه بضيق يدرك كم كان غبي وهو من منع السعاده عن نفسه وليس هي، فلونا لم تكن تحتاج سوى الحب والحنان والاحتواء وبعدها ستتفتح بين يديه كالوردة الجميلة ببرعم صغير، وها هي من مجردة رشه صغيره بدأت تزهر وتعطي الكثير تضيف على حياته السرور، حتى لو لم تبادله يكفيه رضاها عنه.
___________سوما العربي_________
استيقظ من نومه ينهج بلهاث يدرك بما كان يحلم، مدد الملائة حول خصره ثم نظر على جزعه السفلي وردد بضيق:
-يعني خلاص على اخر الزمن يحصل معايا كده.
عاد برأسه للخلف يستند على الفراش وتفاصيل حلمه وهو يجامعها لا تغيب من مخيلته، تتكرر فتلهب انفاسه ، مسح بيده على كفه يردد:
-أنا كده عنديّ مشكله ولازم أدور لها على حل..مش هقعد اتفرج على نفسي وأنا كده…مش هينفع…لازم حل يارشيد
نفض غطاء السرير من على قدميه ودلف للمرحاض يستحم متطهراً ثم خرج من البيت كان سيذهب له بمقر عمله لكن لمح سيارته تصف أمام المنزل فدلف للداخل يسأل عنه.
جلس أمامه في مكتبه ببعض التوتر لكن خاله هتف:
-صباح الخير يا رشيد، مالك كده شكلك متضايق.
-أنا…أنا عندي مشكلة كبيره قوي يا خالي وعايزك تقف جنبي وتساعدني.
استرعى خاله القلق وسأل بريبه:
-خير يا رشيد…عندك مشكله في شغلك اللي برا ولا ايه، قول وانا رقبتي سداده من جنيه لعشرة مليون.
-لا يا خالي مش عايز مساعده في شغلي.
استوى خاله على كرسيه يردد:
-مانا بردو استغربت، اصلك طول عمرك رافض تشتغل معانا وصممت تسافر بالفلوس الي معاك وفتحت شغل برّا ودايماً كنت رافض مساعدتنا فشغلك مع اننا بنعملها مع الغرب، الله!!! أمال عايز ايه عشان احل لك المشكله الي عندك.
استجمعت قوته مع بعض البجاحه ليردد بثبات:
-عايز جميلة.
-ايه!!!
________سوما العربي__________
دلف بسيارته داخل الحرم الجامعي يهاتفها عدة مرات وهي لا تجيب.
توقف بغضب وهو يراها تجلس مع مجموعه من الشباب والفتيات تضحك على احدى النكات.
نهشه الغضب وعرفت الغيره طريقها اليه، تقدم عندها يهتف:
-اتفضلي معايا
-كمال؟! جيت هنا ازاي؟؟وازاي سبوك تدخل عادي؟
-يالااا يا جنا.
نظرت حولها بتوتر تشعر بالاحراج، زم شفتيه بضيق كونه وضعها بموقف كهذا ثم حاول التحدث برويه:
-يالا يا جنا لو سمحتي.
كادت ان تتحرك لولا صوت احدى الفتيات التي وقفت تقول:
-طب مش تعرفنا بنفسك…
مدت يدها تردد:
-أنا فريدة صاحبت جنا.
-أهلاً وسهلاً…أنا كمال أبن عم جنا.
-اهلاً وسهلاً.
-أهلاً…يا يا جنجونه.
ارتاحت قليلاً مادام قال "جنجونه" يعني انه عاد لوضعه الصحيح معها ونسى تخريفات الزواج تلك التي كان يهزي بها مسبقاً.
لذا تحركت معه بلا خوف ليجلسا بالسيارة ويقودها يخرج من الجامعة ونطاقها كله ثم يقف على جانب الطريق يشد فرامل اليد ويضغط عيناه فظهرت على ملامحه علامات الغضب المكظوم ثم ردد من بين أسنانه:
-مين الولدين الي عندك على إنستغرام دول، هااااا.
صرخ فيها لتنتفض ثم هتف:
-ردي
انفزعت تجيب:
-وانت مالك
-انطقي احسنلك، دول عاملين ريأكت على كل صورك، معجيبن مش كده؟
-انت مااااالك.
-هو ايه اللي انت مالك انا ابن عمك وهبقى جوزك.
-وانا مش موافقة
-توافقي او ماتوافقيش مش قصتي دلوقتي انا عايز اعرف مين دول وصفحتك مفتوحة للجميع ليه اصلاً الصفحة هتتقفل من بكره والباسورد هيبقى معايا انتي فاهمه ولا لأ.
اتسعت عيناها وهي تسمعه، انه العجب العجاب، من تمرمغ يأخضان الفتيات من الشرق والغرب حين أحب تحولت شخصيته اللطيفه،،سيغلق على حبيبته بالضبه والمفتاح،بالطبع يخشى أن يجري معه ما فعله بغيره، زير النساء كمال الوراقي…
_________سوما العربي______
ناداها محذراً:
-حبيبي…سيبي النسكافية ده وتعالي افطري.
تقدمت لتجلس بجواره لكنه سحبها لعنده يقول:
-طب ما تيجي على رجلي وأكلك.
شهقت بخجل:
-ولما حد يدخل علينا.
-ماحدش يقدو يدخل غير لما يخبط وبعدين ما يدخلوا، واحد وحر في مراته.
نظر له بصمت ليقول:
-انا خارج بعد شويه…عندي مشوار
-رايح فين؟!
-هقابل بابا جميلة، لازم أنهي معاه كل حاجة بشياكة كده افضل، انا لازم اعلن جوازي منك بقا، ونعمل فرح بعد كام شهر عشان حالة الوفاة اللي عندنا..بس انا عايز أعملك فرح بصراحة، فرح يليق بلونا.
أبتسمت له باتساع تستقبل كلماته متقبله ثم همست:
-وانا على ما تخلص هروح ازور بابا، الدكتور بيقول ان كتر مقابلاتي بيه الأيام اللي فاتت من ساعة ما رجعت من برا حسن حالته، صحيح بيطئ بس بيتحسن.
-روحي يا حبيبي، هبعت معاكي السواق ….بس تخلصي فطارك الأول.
-حاضر.
كادت أن تشرع في استكمال طعامها لكن دقت دينا على الباب فانتفضت لتقف لينهرها مردداً:
-ايه يابت ده هو انا شاقطك ماتثبتي انتي مرات ماهر الوراقي.
ضمها من خصرها بزياده وقال:
-أدخل.
دلفت دينا لتتسع عيناها بصدمه من وقاحة مديرها المستجدة وهي تراه يجلس فتاه على قدميه ويطعمها في فمها لتتعلثم مردده:
-سسسس..سعادة الوزير فففاروق دويدار برا جاي يقابل حضرتك.
-اه دخليه على طول.
قالها بحماس بعدما وضع الطعام و وقفت لونا تبتعد عن قدميه وهي تردد:
-فاروق دوي..دويدار…انا سمعت الاسم ده قبل كده
-يمكن في التليفزيون ماهو وزير.
-يمكن.
ليذلف فاروق بكياسه وفخامه نافخاً ريشه عين على ماهر وعين ماكرة على لونا التي ما ان أبصرته حتى وقع قلبها بين قدميها
#سيطرة_ناعمة٣٠_سوما_العربي
ظهور علامات عدم القبول أو الأستثاغة بل والرفض التام على ملامح خاله صعبت مهمته، وهو يعلم منذ البدايه انها صعبه وحالته غير مقبول بها كونه متزوج ولديه طفل، لم يكن متوقع فرش الأرض ورد له بالمقابل .
إتكائه الوحيد كان على كونه خاله ورجل مثله بالتأكيد سيفهمه، لكن كل ذلك انمحى بمجرد تحول ملامح وجه خاله، الرجال للرجال ولكن كل شيء يختلف إن تعلق الأمر بابنته.
بالأساس تغير وضعية جلوسه عرّفت رشيد انه رافض فبعدما كان يجلس بأريحيه على كرسيه تحفز جسده و اتكئ بيده على ذراع كرسيه واليد الاخرى أسفل خده ينظر لرشيد بصمت بعدما أنهى كلماته ثم ردد بهدوء خطر:
-أنت من كل عقلك شايف انه عادي تيجي تقعد قدام راجل وتقوله انا بحلم ببنتك؟! هو انت فاكرني مولود في كومبوند! ولا عيشتك في ألمانيا علمتك البجاحة ونستك الأصول؟!!
-يا خالي...
قاطعه بغضب متحفز:
-خالي ايه وزفت ايه على دماغك، في ايه يا رشيد؟ انت اتجننت؟!
نكس رشيد رأسه أرضا وقال بخزي:
-عندك حق في الي بتقوله، ويمكن انا غلطت في التقدير، قولت الخال والد وهتفهمني خصوصاً انك راجل زيي، واكيد اتعرضت لموقف زي ده، انا ما اخدتش جميله دخلتها حلمي ده حصل غصب ع...
قاطعه صلاح:
-ماهو من كتر تفكيرك فيها.
-ماهو ده كمان غصب عني .
-يبقى تقدر على نفسك بقا ياحبيبي.
-ازاي؟ أنا مش قادر.
صك أسنانه وكمل من بينهم:
-لم نفسك بقااا،مش قادر ايه مش كفاية جاي تقولي انك حلمت انك نايم مع بنتي.
نكّس رشيد رأسه من جديد يستمع لخاله وهو يكمل:
-تفكر نفسك دايماً انك راجل متجوز ومراتك ست محترمه ماشفناش منها حاجه وحشه وعندك ابن محتاج رعايتك.
استوى في جلسته يكمل منذراً:
-وإنّ جميله ست البنات وعمرها ما هتتجوز واحد كان متجوز قبل كده ومخلف، انت ابني وحبيبي وبعزك، ربنا وحده يعلم مكانتك عندي بلاش تهزها يا رشيد.
أسبل رشيد عيناه وهو ينظر أرضاً ثم عاود فتحهم ينظر إليه مردداً:
-عشان خاطري فكر تاني يا خالي، بلاش يبقى كلام نهائي .
بإشارة واحده من كف صلاح موّت الأمل وردد:
-نهائي يا رشيد، بنتي مخطوبه لماهر الوراقي وقريب هعزمك على خطوبتها.
رفع إحدى حاجبيه التقط طرف الخيط"ماهر الوراقي" .
وقف من مطرحه يردد بعزم واضح:
-تمام يا خالي...بس كنت أتعشم لو تعرض الموضوع على جميلة؟
قالها وهو لا يعلم هل مازال لديه أمل بجميلة أم انه يرد كسب الوقت لا أكثر.
وجاء رد خاله صارم وصريح:
-رشيد يا حبيبي انت كلامك ده مستفز ويعتبر اهانه اكيد مش هروح اقول لبنتي اتجوزي راجل على ضره، دي جميلة ابو العينين يا رشيد بلاش ازعلها من ابن عمتها وخليكوا صحاب وقرايب احسن.
-عندك حق يا خالي، عندك حق.
قالها بابتسامة قوية واثقه تخفي عزمه على عدم اليأس، لن يخرج القصه من رأسه مهما حدث.
رشيد شخصية مرتفعة الاستحقاق يرى انه متعب ويريد جميلة ولا مانع من أن تصبح زوجه ثانيه ليست اول من تفعلها فأكم من فتيان عذراوات تزوجن من رجال لديهم زوجه وأطفال ومحركهم الأساسي هو الحب.
أااااه...."الحب" و"ماهر الوراقي" ابتسم وخرج بأهداف واضحه تختصر عليه الطريق لجميلة.
وصية خاله وتحذيراته كانت واضحه، ألا يقترب من جميله مطلقاً .
لكن رشيد على قدر عالي من البجاحة والجرأة تجعله يخرج من عنده ويذهب للشركة قاصداً مكتبها ينتظرها بابتسامة عريضة واثقه مستمتعه.
________سوما العربي________
بأعين ذئب تلمع على ضحيتها تقدم منهم وهو يرى وقوف ماهر مردداً:
-أهلاً أهلاً فاروق باشا بنفسه منورني في مكتبي؟ ده ايه الخطوة العزيزه دي.
ابتسم فاروق وردد بكبر وكياسه:
-الجبل اللي مايجيك روح له انت ولا تقعد تتمنى.
قالها وعينه تلمع على لونا يرى رعبها وارتجافها تقف تقترب من ماهر غير مرتاحه.
بينما ماهر قد جعد مابين حاجبيه وردّد بإبتسامة مستنكره:
-جبل ايه وماجاش فين انا مش فاهم حاجة هو معاليك طلبتني في حاجة ورفضت؟!
لم يجيب عليه فاروق أجابه مباشرة على كلامه بل قطعه قطعاً وهو يوجّه نظره مباشرة ناحية لونا:
-أهلاً أنسه لونا، فات وقت كبير من ساعة ما قابلنا بعض.
تجهمت ملامح ماهر وقال:
-اخر مره وفات وقت؟!! هي في ايه بالظبط! انتو اتقابلتوا فين قبل كده؟!
توترت ملامح لونا وارتبكت لكن فاروق رد بقوه عادي:
-اتقابلنا من فتره في افتتاح اللونشنج الجديد، حتى سابتني وقتها ومشيت من غير سلام، ينفع كدا يا ماهر؟
نظر ماهر بفخر وسعاده على لونا التي تقف تفرك اصابع كفيها ببعض متوتره ثم عاود النظر لفاروق وردد بنظرة ثاقبة:
-ماعلش، أصل مدام لونا خجوله جداً ومالهاش في الجو ده خالص.
-مدام؟!!!
رد عليه ماهر بإبتسامة متسعه بها قدر من السماجة:
-أممم.
ثم مد ذراعه حاوط به خصر لونا وقربها منه وهو مازال جالس على مكتبه، لصقها بجسده مردداً بينما يده تتحرك على خصرها بحرارة:
-مدام لونا تبقى مراتي، مدام ماهر عزام.
-ازاي يعني؟!
احتدت ملامح ماهر وردد بحاجب قد ارتفع ينم عن الغضب:
-هو ايه اللي ازاي يا باشا، بقولك مراتي، المدام، فين الغريب مش فاهم.
لعبت عينا فاروق وردد بخبث:
-أصل أنا معلوماتي بتقول غير كده بصراحة.
-معلومة غلط، خدها من صاحب الشأن احسن، مدام لونا تبقى مراتي.
-بس ....مش تقريباً كنت خاطب جميلة ابو العينين!!
-كنت...دلوقتي انا متجوز لونا بنت عمتي.
غيرته إستفحلت ولم يتحمل وما كان يمنعه عن إبراحه ضرباً هو كونه رجل متقدم بالعمر ولونا بمقام ابنته، ومع ذلك لم يستطع، رفع أنظاره لها يردد بابتسامة لطيفه وهو يضغط على انامل كفها بكفه:
-حبيبي ايه رأيك تروحي تكملي شغلك.
انتشلها من بحر الخوف والقلق بكلماته تلك، انتفضت منتبهه ورددت على الفور:
-لا هروح ازور بابا ده معادي معاه.
-أوكي يا روحي انزلي هتلاقي السواق مستنيكي.
ابتسمت وتحركت بتوتر تغادر الغرفه على الفور ونظرات فاروق تتبعها لينقر ماهر على سطح المكتب بغضب يردد:
-ايه يا فاروق بيه، اكيد مش سايب الوزارة وراك وجاي لي عشان نتناقش في موضوع جوازي.
راوغ فاروق ورد:
-كنت جاي اعزيك فس جدك ماكنتش اعرف ان زيارتي هتزعجك كده.
نجح في إحراج ماهر الذي تململ في جلسته بإرتباك وردد:
-لا لا ماتقولش كده، دي مجيتك دي شرف كبير لأي حد وحضرتك منورني.
ثم سحبه في جديث خاطف مختصر عن المال والأعمال لم يتعد الربع ساعه وقد خرج فاروق من مكتب ماهر والشركه كلها يهاتف فاخر بغضب وهو يجلس في سيارته:
-انت شكلك كبرت وخرفت يا فاخر لما فكرت تلعب مع فاروق دويدار
ليرد فاخر بلهفه واضح فيها اللهاث:
-ليه بس يا باشا وأنا اقدر اللعب مع فاروق دويدار مجنون انا مثلاً ولا مستغني عن نفسي.
-البت طلعت متجوزه يا فاخر.
-كدب يا باشا.
-هتحور تاني؟ ماهر نفسه هو الي قال كده.
-يا باشا ماهر بيحور بيقول كده عشان يحجزها لكن هو اساساً لسه خاطب جميلة بنت صلاح ابو العينين وممكن تتأكد من كده بنفسك.
-فاخر، انا مابحبش اللعب، اه على فكرة القرض الي كنت مقدم عليه انت واخوك اترفض.
-ليه بس يا باشا؟
-المركزي رفض، الأيس كول بتاعك وحش قوي بيقولوا بتتأخروا في السداد.
-ماشي بس بنفس معاليك ممكن تتزق وتعدي.
رد فاررق بنبرة موحيه:
-مش عارف يا فاخر بس انت عارف الرفض لما بيبقى جاي من البنك المركزي بيبقى صعب تغييره..هشوف بقا كده.
صمت ثواني ثم قال:
-أبعت لي رقم لونا كده اتأكد منها.
صمت فاخر ثم سأل:
-بقولك يا باشا، هو معاليك مهتم بيها ليه؟ عايز تتجوزها.
ضحك فاروق:
-هو انا بتاع جواز بردو يا فاخر؟! ابعت لي رقمها في رسالة.
نزل الهاتف من على أذن فاخر بصدمه تحت أنظار اخيه الذي يجلس لجواره مترقب ينتظره حتي يسأل:
-في ايه؟! قالك ايه مخليك متنح كده؟؟
نظر له فاخر وقال بخوف وصدمه:
-احنا اكبر معفلين في الدنيا.
-ما طبعاً، ما اللي ابوهم يعمل معاهم كده يبقوا اكبر معفلين في الدنيا.
-لا مش قصدي كده، احنا عملنا كارثه من مافيش ولبسنا نفسنا مع ماهر على الفاضي، صحيح احنا دماغنا حدفت يمين وفاروق دويدار ده شمال الشمال اصلا، الباشا طلع لا عايز جواز ولا نيله، عايز عطائه على السريع مش اكتر.
هب عزام من مكانه يردد بغضب أخيراً:
-لاااا، فاخر، انا مش قرني، جواز ماشي لكن أرفع أرايل لأ.
تراجع فاخر للخلف بتوجس ثم ردد بعدم رضا:
-وده من امتى ده إن شاء الله، الله يرحم رحيل و أيامها لمااا...
قصف عزام يقاطعه:
-الكيلاني كان هيتجوزهاااا، مش هيعط يومين .
-بقولك ايه يا عزام بلاش شغل المسارح ده ماحدش ويانا، ده انت صاحب اقتراح مسح قسيمة الجواز من على السيستم.
-كان الكلام في جواز وجاي مع مصلحه، انا مش هرفع أرايل على أخر الزمن يا فاخر...انت سامع ولا لاء
لجئ فاخر للتروي يجلس مردداً:
-ماشي ، اهدى...من امتى عندك دم كده طول عمرك بتاع مصلحتك ومسحت قسيمه الجواز وظبطت كل حاجه، امال كنا بنعمل كل ده ليه بقا؟
جلس عزام من جديد يردد:
-العيال دي لو اتحدت هنضيع وسطهم، لازم نبعدهم عن بعض ونفركش شروط الوصيه.
-قصدق ايه؟
-انا كلمت المحامي، الطعن على الوصيه ممكن بس المحاكم بتاخد وقت، لكن في حل تاني ان شروط الوصيه ماتتمش ساعتها تبطل والتركه تتوزع على الورثه عادي.
-تفتكر؟ هنعرف نعمل كده؟
-هنعرف طبعاً بس انت اسمع كلامي وسيبك من فاروق دويدار دلوقتي.
نظر له فاخر بطرف عينه ثم قال:
-اه طبعا طبعاً طبعاً.
قالها بلسانه ويده بالأساس تبعث رساله برقم لونا لفاروق دويدار.
_________سوما العربي__________
عاد في المساء يتقدم بخطى ثقيلة مجهد لحد كبير كاد ان يدلف لغرفته لكن أوقفه نداء شقيقته، التف لها يبتسم:
-مساء الخير يا حبيبتي، ايه الي مصحيكي لدلوقتي؟
-مستنياك، انت لازم تشوف لي حل في الي انا فيه.
هز رأسه متنهداً ثم قال:
-تعالي .
فتح باب غرفته ليصدم من الضوء الخافت والطعام الموضوع على الطاولة وتلك الجنيه التي ترتدي ثوب شفاف تنتظره.
اتسعت عيناه بصدمه واغلق الباب فوراً بإرتباك يمنع تقدم جنا التي قالت:
-ايه يا ابيه مش قولت لي تعالي وهنتكلم.
ابتلع لعابه بصعوبه ثم ردد:
-في اوضتك، نتكلم في اوضتك احسن.
-ومالها اوضتك.
-ياستي انا عايز اقعد في اوضتك فيها ايه دي.
هزت كتفيها مستغربه تردد:
-نتكلم في اي حته بس المهم تشوف لي حل.
تقدم يدلف معها لغرفتها وقد فر منه عقله وجن جنونه فشكلها وهيئتها وهي تنتظره طيرت كل تركيزه.
جلس معها على حافة الفراش وبدلاً من ان يستمع لها تحدث هو بحديث ملح يرى انه لا يجب ان يتأخر أزيد من ذلك لذا حاول التحدث بإرتباك:
-بصي يا جنا في حاجة حصلت كده وانا كنت عايز اقولك عليها بس ظروف موت جدو منعتني.
-ايه هي؟!
حمحم بإرتباك ثم اندفع يقول:
-انا ولونا اتجوزنا وهي دلوقتي في اوضتي بقت بتنام معايا .
شهقت تضع يديها على فمها تردد:
-ايه؟! من امتى وليه ماحدش يعرف!
-كله عارف انتي بس الي ماجتش فرصه تعرفي.
-من امتى؟
-من قبل موت جده بشويه وكنا ناويين نعلن بس موت جدو بقا فاجئنا كلنا.
-وازاي ماما ماتعرفش حاجة زي...
-ماما اول واحده عرفتها أصلاً.
-أصلاً!!! ده أنا في غيبوبه بقا، وانا الي فاكره نفسي ناصحه.
صمتت لثواني تكمل:
-يعني كده انت ولونا متجوزين اصلا وشروط الوصيه متحققه .
هز رأسه يقول:
-انتي عارف انا كنت معجب بيها.
صمتت لثواني ثم قالت:
-عارفه، مبروك يا ابيه، طب وجميله.
-أنا اخدت ميعاد من باباها وهروح له واواجه واخلص القصه دي، اساساً ابوكي وعمك هما الي حطوني حط في القصه دي.
-تماااام
هزت رأسها بتيه تفكر في اتجاهات عده بينما هو يسألها:
-همم قوليلي بقا كنتي عايزاني في ايه ؟
انتبهت له وعقلها يلف معها لم يحدد ما الصالح بعد بذا توهت الحديث وموعته ثم أردفت:
-لا ولا حاجة، شكلك تعبان وعايز تروح تنام.
-اه قووووي.
قالها موجوع من هيئة لونا التي رأها بها منذ قليل لتبتسم جنا وتقول:
-خلاص روح نام دلوقتي ونتكلم بعدين.
-تمام يا حبيبتي اشوفك بكره.
تركها وخرج وبقيت هي جالسه مكانها تفكر بشرود.
__________سوما العربي_________
خرج من عند شقيقته ثم تحول لمتصابي وهرول ركضاً ناحية غرفته يفتحها فيدلف ويغلق الباب خلفه بسرعه وتهور .
ارتفعت ضحكاتها تملأ الغرفة شرحت صدره وجننته فهي متدلعه متغنجه تذهب عقل العالم.
جننته تماماً بأفعالها حتى أدمنها وبات عليل، اقترب منها يتفحصها بجنون يرفع يدها بكفه وجعلها تدور حول نفسها لا يصدق مايراه من جمال وعظمه ابدع الخالق في صنعها.
لونا بجمالها الحوري المتغنج كانت توتدي ثوب من الشبك الأسود ثقوبه متوسطة الحجم يظهر كل جسدها، جننته تماماً فأخذ يقترب منها وهي تعود للخلف بترقب منه ومن جنونه،لم يبالي بالطعام وماحضرته من عصائر بل أخذ يخلع عنه ثيابه مردداً:
-وبعدين معاكي هاا، ناويه تجننيني او يمكن عايزة تموتيني من كتر السعاده؟!
حور قميصه من عليه وانقض عليها فسقط بها على الفراش لتصرخ برعب:
-اااااه، أنا؟! والله ابداً.
-أبداً، هو انتي مش عارفة لما بتلبسي لبس زي الي انتي مش لابساه ده بتبقي عامله ازاي؟ ولا انا بيجرالي ايه؟!
ابتسمت بدلال تردد:
-عجبك؟!
بدأ يوزع قبلات على نحرها المغري وهو يردد بهوسه:
-موتني؟!
ثم قبله:
-جنني.
وقبله:
-انتي وبعدين معاكي، هتعملي فيا ايه تاني اكتر من كده؟
رفع رأسه عن عنقها وردد أمام شفتيها:
-اكتر من كده ممكن اموت.
-بعد الشر عليك.
ابتسم لها، كل ماتفعله اهم عنده وعوضاً عن التصريح بالحب وهو مكتفي بهذا القدر.
هز رأسه يردد:
-وحشتيني.
ابتسمت فقط وهو لا يتأمل بالمزيد، مال عليها بصمت سمح لنفسه بتذوقها قطعه قطعه، يأخذها لعالم مليء بالشغف والإثارة يريها أيات عشقه المجنون لها، وهو كما هو دوما ماهر دوما شغوف، ذوبها بين يديه ويرى منها تجاوب جديد ومختلف.
لونا أذاقته طعم تقبلها وإستجابتها، تصرفت بدلال أشعله زياده، غنجها احيانا وجموحها احياناً زاد من جنونه بها وعليها وفتك بها كالعادة.
________سوما العربي_______
في ساعة متأخرة من الصباح قبل الظهيرة بساعات استيقظت بكسل تتثائب ، التفت بجوارها لتجد ماهر يشاركها ثلاث أرباع الفراش بسبب فرق الأحجام ومازال غارقاً في النوم هو الاخر.
نظرت للهاتف لتجد الساعه قد تخطت الحادية عشر صباحاً، شهقت متفاجئة تردد:
-يانهار ابيض .
حاولت إيقاظه تردد:
-ماهر...ماهر...اصحى اتأخرنا على الشغل.
فتح عيناه بصعوبه ثم جذبها لتسقط على صدره يردد بصوت متحشرج من أثر النوم وهو يطبع قبله على خدها:
-صباح الخير يا حبيبي...تعالي تاني في حضني ننام.
-يا ماهر اتأخرنا، الساعه ١١.
-بالليل؟
-الصبح.
تقلب في الفراش وهو يحاوطها ويأخذها معه يردد بخمول ولا مبالاة:
-لسه بدري عادي.
-يالا يا ماهر عايزه اروح الشغل .
-مانا طول عمري بشتغل سيبيني انام في حضنك شويه بقا...تعالي.
نامت بأحضانه غير مقتنعه بما يقوله لكنه ردد:
-كده كده انتي مش هتروحي الشغل النهارده.
احتدت ملامحها وكادت ان تقف لتردد:
-ليه بقا؟! لحقنا؟!
ابتسم عليها ثم ردد:
تملي كده ظالماني؟! أنتي مش هتروحي الشغل عشان القمر بتاعي عنده دراسه.
انتفضت تسأل بتوجس وخفقات عاليه:
-احلف؟
حلف بأمانه:
-وحياة لونا عندي.
-ماهر!!!
ضمها يردد:
-بحلف بأغلى حاجة عندي عشان تصدقي.
-بالله عليك بلاش تخليني احلم وانت...
قاطعها يردد:
-والله ما كلام انا كلمت حد واصل وهو طمني ان لسه عندك فرصه تاخدي اخر سنه في ثانوي وبعدها للجامعه على طول.
هزت رأسها بجنون غير مصدقه:
-بجد يا ماهر؟! عمي زمان سأل وقالوا فرصها خلصت.
-بيضحك عليكي، وبعدين مع ماهر كل السكك تتفتح ولو مافيش هنا تتعلمي برا.
ضمها له يردد في أذنها:
-خليكي انتي معايا وانا هحقق لك كل أحلامك.
-حاضر...هخليني معاك.
قالتها بهزيان، حلم إكمال تعليمها ككل الفتيات وكجميلة طير عقلها على الاخير.
ضمته لها بجنون تردد:
-شكراً يا ماهر...شكراً.
من كان ليصدق ان يأتي الوقت الذي تحتضن لونا ماهو وتشكره على وجوده بحياتها.
________سوما العربي ________
أسبوع مر على الجميع انتظمت فيه لونا ببداية الدراسة وزيارة والدها،بينما رشيد محدد لأهداف أخرى (جميلة وماهر)
تركها أسبوع كامل لتهدأ وها هو يجلس أمام بيتها متكئ على سيارته يتحدث في الهاتف مع أحدهم بعصبيه:
-يعني أسبوع مراقبينه ماعملش حاجة غلط! ماخرجش مع بنت؟! مالفش سيجاره؟! مارفعش كاس؟! مارحش يسهر؟!
-والله يا باشا هو ده الي حصل وانا هكدب عليك ليه؟!
-عشان مش شايف شغلك مظبوط، هو في شاب في السن ده من البيت للشغل ومن الشغل للبيت؟! مابيغلطش ما بيعرفش بنات؟! فتح عيونك يا فتحي بلاش اقلب عليك.
ثم اغلق الهاتف في وجهه وزفر بضيق شديد ليعتدل في وقفته سريعاً ويرسم إبتسامة على شفتيه ما ان رأها تخرج من باب البيت متجهه لسيارتها.
تقدم ليقف أمامها يقطع عليها الطريق مردداً:
-جميله..ممكن اتكلم معاكي.
وقفت بصمت، وجهها وكل ملامحها ظاهر عليها ملامح عدم القبول.
ابتلع رقمه بصعوبه وهتف:
-أناقولت اسيبك كام يوم لحد ما تهدي وحبيت اجيلك دلوقتي عشان اعتذرلك عن الي عملته، ماكنش المفروض ابداً اتصرف كده.
-مش كفاية..اعتذر تاني.
فرد على الفور بلهفه:
-انا اسف أسف يا جميله، أتمنى تسامحيني بجد أسف.
-خلصت؟
هز رأسه بأمل عالي منتظر رضاها لكنها صدمته وهتففت ببرود:
-أسفك مش مقبول يا رشيد…انت ماخبطش توبه في شباك أوضتي، انت اتسحبت لأوضتي واتهجمت عليا،سلام.
ثم تحركت وتركته خلفها يحترق من الغضب والإحراج.
__________سوما العربي_______
خرجت من باب المشفى تتنهد بأرتياح، حالة والدها اليوم كانت بأعلى حالات التحسن، وقد بدأت دروسها وعادت تذاكر لتنجح.
تنهدت بحب فأخيراً ابتمست لها الحياه و حياتها استقرت.
ارتفع رنين هاتفها اخرجت الهاتف تهز رأسها وتبتسم بيأس تعلم بهوية المتصل قبل أن تنظر للهاتف حتى، ومن غيره الذي لا يطيق صبراً على الجلوس بدونها.
فتحت الهاتف تردد:
-ألو
-ايه يا حبيبي…اتاخرتي عليا قوي..هتيجي أمتى؟
-خلصت خلاص بس مش هاجي على الشركه.
-ليه بقا كده بقااا.
ضحكت على حالة جنانه بها ثم ردت:
-لازم اروح أذاكر عشان الحق الم المنهج انا اصلا ناسياه.
زفر بضيق:
-هي الدراسة دي هتيجي عليا انا بخساره ولا ايه؟
تنهد ثم حاول ان يبتسم مردداً:
-بس ماشي…روحي وخلصي عشان لما ارجع بالليل تكوني فاضيه لي، ديل؟!
ضحكت، فماهر لن يتوقف عن المساومه وهتفت:
-ديل يا ماهر.
أنهت مكالمتها و وضعت الهاتف بحقيبتها وغادرت متحركه غافله عن اعين شاب على دراجة بخاريه يتابعها هي وهاتفها الغالي ثم وضعها إياه في حقيبتها الفخمه.
زاد من سرعة دراجته وبلمح البصر خطف حقيبتها وتركها تصرخ خلفه من الصدمه والرعب.
في قسم شرطة مصر القديمة
جلست امام الضابط تعطيه معلومات عن شكل السارق وهي تبكي وترتجف، هز رأسه وحاول تهدئتها مردداً :
-ماشي عرفته عرفته..ساعة بالظبط وهنجيبه.
بعد مرور ساعه استطاعوا إحضار الشاب فهو معروف بالسرقة حول المنطقة.
كادت أن تتحرك مغادرة القسم والمنطقة في نفس الوقت الذي خرج فيه "الدوكش" من مكتب وكيل النيابة مع محاميه وسألته احدى الفتيات:
-خير ياخويا.
رد المحامي بلا مبالاه:
-جددوا له
صرخت الفتاه:
-تاااااني.
أخذت الفتاة تصرخ و"الدوكش" عينه على هدف أخر يملح جسده…هتف عالياً (يا أستاذه)
حاول جر عسكري التجنيد معه بالكلابش وتحرك لعندها وبعينه الانتقام وأوافقها عنوه يقطع عليها الطريق.
وما ان أبصرته لونا حتى صرخت تتذكر اقذر أيام حياتها وهو ردد مبتسماً:
-ازيك يا حته؟! فكراني؟! ماهر باشا عامل ايه؟!
________
جلس على مكتبه بكسل وحالميه يبتسم احياناً وأحياناً أخرى يحاول التركيز على عمله كي ينهييه ويذهب لينال مكافأته ليلاً من عند لونا تمام كأي تلميذ شاطر.
نهض بسعاده بالغه ينتفض من مكانه ما إن رأى الباب يفتح وهي تدلف منه فوقف بفرحه:
-ايه يا حبيبي مش قولتي هتروحي البيت؟ مقعول وحشتك فجيتي لي!
هزت رأسها بتقزز منه ثم هتفت بما أوقع قلبه بين قدميه:
-بقا بتنطط راجل على مراتك يا ديوث يا وسخ.
يتبع