رواية سيطره ناعمه الحلقة الحادية والعشرين حتى الحلقه الخامسه والعشرون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
![]() |
رواية سيطره ناعمه الحلقة الحادية والعشرين حتى الحلقه الخامسه والعشرون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
استيقظت من نومها تشعر بعظامها ذائبة مُكسرة، لقد فتك بها ليلاً كان كالمجنون مشتاق بعدما حرمت نفسها عليه لمدة يراها طويلة.
أغمضت عينيها تتذكر همساته اللاهثة المهووسة وهو يخبرها في خضم جنونه بها كم اشتاق لها يطلب منها ألا تبتعد عنه لفترة طويلة كما فعلت .
فتشت بجوارها على السرير لم تجده،جعدت حاجبيها مستغربه ثم وقفت لتذهب للمرحاض تغسل وجهها، دقت على الباب معتقده انه بالداخل لكنها لم تتلقى رد ففتحت الباب وغسلت وجهها ثم جففته وخرجت لباقي البيت لكنه غير موجود..غير موجود في المطبخ أو الصالة أو أي مكان.
وقفت في منتصف البيت تضع يدها على رأسها تفكر؟ اين ذهب؟! هل خرج وسيعود أم انه عاد لمصر وتركها؟!
تركها؟!!! حقاً ؟! تركها وحدها في بلدٍ غريبه عنها لا تعلم فيها شيئ حتى ولو طلبت ذلك مسبقاً وتمنته لكن ان تتفاجأ بعدم وجوده كان مريع بالنسبة لها.
لكن سرعان ما ابتسمت...تتمنى أن يكن تفكيرها صحيح وقد غادر...غادر أخيراً وحل عنها.
طارت من الفرحه وهي تتخيل..فليذهب فقط وهي ستتصرف..ماهو بالأساس يمنع عنها كل السبل بوجوده ربما ستتصرف أفضل في غيابه.
فكّرت سريعا وهرولت ناحيه غرفتها من جديد لتتأكد....أاااااه، تنهيدة مرتاحة صدرت عنها بعدما دلفت تبحث عن حقيبة سفره ولم تجدها.
تهلل وجهها وشعرت أن غماً قد إنزاح من على صدرها وظلت تدور وتدور حول نفسها من الفرحه.
غير واعيه لذلك الذي كان يقف في حديقة البيت الصغيرة يتحدث في الهاتف بعيداً عنها كي لا تسمع لكنه لاحظ حركتها داخل البيت من شرفة الصالة فأغلق المكالمة متهللاً وهو يراها تخرج من الغرفه في البداية بحثاً عنه.
زغرغت الفراشات معدته يستبصر بريق أمل في علاقته بها..حبيبته تبحث عنه محتاجة له حتى لو لتكن مطمئنة في تلك البلاد الغريبة عنها هو راضِ والله فتقدم ليدلف لعندها يخبرها أنه لازال هنا بجوارها،أسرع لعندها ليفرح بها ويفرحها بوجوده ولكن......
هبط ضغط دمه مع نبضات قلبه وسقطت روحه الحالمة مقتوله بعدما دلف للبيت بخطى حثيثة كي يفاجأها ويأخذها بأحضانه..ليتفاجأ هو بها تتأكد من خلو الغرفه من حقيبة ملابسه فتفرح ويتهلل وجهها بسعاده لم يراها على وجهها مذ قابلها...
لحظتها يمكنه القول أنها أسوء لحظة مرت عليه بحياته أو قد تمر،أسوء حتى من اللحظة اللتي طلبها فيها طارق للزواج ولم يبرحه ضرباً ويعلن ملكيته لها.
لحظة كانت كفيلة بإذهاق روحه بسكته قلبيه من شدة الحزن، تدور الدنيا به وروحه تصرخ بجملة واحدة (أريد حياته ويريد قتلي)
حالته كانت تصعُب على الكافر إن رأه وهو يتقدم منها يضع يده على كتفها كي تلتف له فتصدم من وجوده ومن الدموع المحتجزة بعيناه.
همست بتفاجا:
-أنت..
حبس دموعه وكبت ألمه يردد:
-لسه هنا..ماخلصتيش مني.
شعرت بالحرج وهي ترى حالته..دوما كان سبب متاعبها تتمنى زواله وحين المواجهة تشعر بتأنيب الضمير ناحيته..تسب نفسها المتذبذبة لألف مره، عليها ان تصبح مباشره وأن تمتلك شخصية قويه واضحه..لكن ما يحدث معها الأن خطأ بكل تأكيد.
همس بحزن:
-أنا فتحت لك حساب في البنك عشان تقدري تصرفي منه.
-شكراً بس أنا عايزه...
قاطعها بتعب يعلم ماتريده وسيقوله:
-عارف...أصرفي منه لحد ما تشتغلي وتقبضي من شغلك.
تقدم يجلس على الأريكه بتعب ثم ردد بإنهزام:
-أهو اللي يجي مني أحسن مني...بلاش تخسري كل حاجة.
رفعت عيناها له ترد:
-عندك حق.
تفاجأ من رده وطريقته ثم قال بتعب:
-حضري نفسك عشان نخرج نشتري كل لوازم البيت تكفيكي فترة طويله وأي حاجة انتي محتاجاها.
تنهد يزم شفتيه متحدثاً:
-مش عارف همشي ازاي واسيبك هنا لوحدك..الفكرة لوحدها مقلقة.
-وانت ماكنتش عارف كده من واحنا في مصر؟!
نظر لها بصمت...كان يعلم لكن معايشة الشعور أقوى وأصعب..
بعد صمت عاجز وقف من مكانه يردد:
-أنا هدخل أغير تكوني جهزتي.
كاد ان يدلف للغرفة لكنها نادته:
-ماهر.
مازال جسده يقشعر كلما نادته إسمه من صوتها المتدلع..انها تمس أوتار قلبه بلا هواده او رحمه،التف ينظر لها...تباً له إنه يعشقها بلا سبب..جاوب متعباً وقد أضناه الحب القاسي:
-نعم.
-فين شنطتك؟
-في العربيه..محضرها من بدري عشان الحق وقتي.
شملها بنظرة رجل عاشق لفتاة لا تبالي به ثم قال:
-غيري يالا والبسي حاجه مقفله انا ممكن أرجع في كلامي في أي وقت تذكرتك ذهاب وعودة أصلاً فاهماني طبعاً.
قالها والتفت يلج للغرفه بعدما هددها صراحة..الجبروت جبروت فهو ورغم كل الواقع مازال يهدد بما ليس بقادر عليه لكنه يهدد.
___________سوما العربي_________
وقفت متفاجئة من ذلك الذي يجلس في صالون منزلهم على بكرة الصباح، لقد رفضت بالأمس منذ ساعات طلب صداقته لتصبح فتجده يجلس ببيتهم...لكن....يا مرحباااا.
سحبت نفس متوسط وتقدمت منهم وهي تسمع صوت والدها ينادي بحماس:
-تعالي يا حبيبتي شوفتي مش بذمتك مفاجئة تجنن...سلمي على رشيد يا جميلة.
-جميلة ؟؟!!؟؟؟
همس بها رشيد منبهراً...أهذه جميلة ابنة خاله؟! لقد كبرت وصارت جميلة جداً لم يكن يتوقع ذلك.
بثقة عاليه جداً بالنفس مد يده وصدره منفوخ مزهو بحاله يردد:
-أزيك يا جميلة.
بحيادية عاليه مدت يدها تقول مرحبه:
-أزيك يا رشيد.
رفع إحدى حاجبيه...لم يعجبه أنها تعامله عادي وترد عادي بلا تأثر فلفتت أعصابه وزود مردداً:
-رشيد بس كده من غير أبيه؟!!
غبي......هكذا نعتته داخلياً بعدما تكرمش وجهها من سؤاله السخيف وهو قد تدارك الأمر وشعر بما لم تقوله...الضربه الأقوى حين إبتسمت كسيدة راقيه تبتسم لطفل عبيط لتسكته عن البكاء وردت:
-لا إزاي؟! إزيك يا أبيه رشيد وحمدلله على السلامة.
إستشاط بداخله وبدأ في سلسلة من التصرفات الغبيه يردد وهو يشير على السيدة الواقفه بجواره:
-مش تسلمي على علياء مراتي؟!
التفت لها جميله لترى سيدة راقية الملامح هادئة تقف لجواره تتابع بصمت فابتسمت لها بود تقول:
-أهلاً وسهلاً بيكي نورتي مصر.
ردت علياء بهدوء جاف:
-منورة بيكي.
قالتها وهي تبادل النظر بيها وبين زوجها ..ترى نظراته المغتاظة الصادرة منه لجميله والوضع برمته غريب وغير مريح بالنسبة لها.
قاطعهم دخول عمتها مهلله:
-معقول...رشيد رجع بجد..أنا ماصدقتش لما الحارس قالي.
وقف رشيد سريعاً يفتح ذراعيه لها يحتضنها بقوه وهي كذلك .
وبعد وصلة من السلامات الحاره جلست بأعين مدمعه تردد:
-كده بردو يا رشيد...كل السنين دي مسافر برا بعيد عن امك مافيش مره قولت تنزل أجازه تشوفني عامله ايه؟!
إبتسم لها رشيد يردّد معتذراً:
-حقك عليا يا أمي...الشغل ده عامل زي الادمان انا كنت بتسحل بالأسبوع والعشر أيام ومش ببقى فاضي أكل وكل ما أقرر أخد أجازه يحصل حاجه تمنعني مره عشان شغلي ومره شغل علياء ومره حملها ومره عشان الولاده.
بكت والدته تقول:
-أسكت ماتفكرنيش إخس عليك...كده حفيدي يتولد بعيد عني ماقدرش اشوفه واشيله واحميه وأغيرله.
ضمها بحنان يردد:
-حقك عليا ياست الكل..أديني جيت لك أهو.
-البركة في خطوبة جميلة.
قالتها عاتبه لتتسلط عينا علياء على جميله تسمع زوجها وهو يسأل مهتم:
-هي صحيح جميلة هتتخطب؟!
رد والدها بهدوء:
-أه..شاب هااايل.
رمقها وهي تجلس أمامه بهدوء تام يغيظه ثم سأل:
-مين بقا يا ترى؟
-ماهر الوراقي..ممكن تكون تعرفه...على فكرة كان معاك في نفسه الجامعه.
-فاكره.
نطقها ببعض الضيق..قد تخلله لشعوره بالمقارنة متضايق لأنه بالأساس عقد مقارنه...هو يعلم ماهر جيداً..كان معروف بالجامعة لأسباب كثيرة رغم انه يشبه الكثير من شباب نفس الطبقة اللذين يرتادون نفس الجامعة من شياكة وكياسه وإهتمام بالنفس ولكن ماهر كان ماهر وبه شيء زيادة تجعله مميز .
وقفت جميله تظهر غير مهتمه برأيه ومواصلته الحديث عن خطبتها وهي تردد:
-عن أذنكم هطلع أغير.
رد على الفور فهو غبي:
-ايه مش عايزة تفطري معايا ولا ايه؟!
ضحكه ساخرة مستهزئه صدرت عنها ثم ردت :
-مين قال كده.. طالعه اغير واخد دش وانزل عادي ماحدش بيقعد يفطر بعرقه يارشيد...اه سوري يا أبيه رشيد.
قالتها ثم ألتفت مغادره وتركته ينظر عليها بضيق شديد وغيظ فهي رسالتها واضحه لا تعطي لنفسك قيمة أكبر من مساحتها الحقيقيه.
حاول وحاول السيطرة على ملامحه الظاهر عليها الغيظ ولم يقدر الا بعدما لاحظ نظرات زوجته الحاده له فحمحم صوته بحرج وحاول تغيير مجرى الحديث ليتحدث عن المال والأعمال مع خاله ربما هدأت ثورته الداخلية من الإشتعال.
_______سوما العربي________
الجولة في شوارع روما كانت منعشه جدا لحبيبته التي تسير لجواره مبتسمة وسعيدة معه لأول مرة.
إشترى لها الكثير من الثياب وهاتف جديد غالي وبعد فترة طويلة من التسوق جلس معها بمقهى مطل على أشهر شوارع روما السياحية يتأملها معجب يقع في عشقها من جديد للمرة المليون، ينظر بوله على وجه حبيبته المشرق وأشعة الشمس مسلطة عليها تديذه بهاء وإشراق.
تبتسم فتبتسم له الحياه …إنها جميلة وإنه يحبها..بلا سبب محدد.
لأول مرة تفتح حديث معه وسألت:
-بتبصلي كده ليه؟
-خايف عليكي.
قالها مهموم وبنفس الوقت مضطر فسألت:
-خايف عليا من ايه؟!
-هسيبك ازاي في البلد هنا وامشي لازم ارجع مصر جدي فاق ورجع البيت.
تنهدت ترد عليه:
-ماتخافش عليا هنا زي هناك وانا كنت اعرف ايه في مصر يعني ولا ليا فيها مين؟
-بس على الاقل بلدك والناس الي فيها بتتكلم لغتك لو حصل اي حاجه هتعرفي تتصرفي.
-في بلدي الناس بتتكلم عن بعض وبيطلعوا سمعه وإشاعات على بعض يوقفوا بيها حال ناس ويموتوا ناس بالحياه…يمكن هنا أحسن لي ولو على اللغه والتعامل ماتقلقش دي مش اول مره أسافر.
علم ذلك مسبقاً وهو يستخرج لها تصريح سفر لكنها أكملت بحزن:
-سافرنا قبل كده عشان ماما وتعبها لالمانيا وطبعاً ما كناش بنعرف نتكلم الماني فكنا بنتعامل بالانجلش لحد ماتفرج أكيد هنا هيبقى الوضع كده وهعرف اتعامل…على الاقل ماحدش هنا هيبص لي على اني واحدة شمال.
ضرب بيده على الطاولة يردد بغضب:
-ماتقوليش على نفسك كده تاني
سحبت نفس عميق فهي تردد ما حفظها إياه وبالنهايه يعترض…لن تجادله فهو حالة ميؤس منها تستنفذ طاقتها فحسب لذا عمدت للمهادنة :
-حاضر يا ماهر.
طاقتها خسارة فيه وهي بحاجتها للفترة القادمة كي تقف على قدميها لكنها انتبهت عليه يردد:
-انتي مش شمال بس فيكي الطمع …ماتديش الأمان قوي كده يا لونا بلاش تقلقيني عليكي.
نظرت له بطرف عينها ثم قالت:
-حاضر.
القادم واضح جداً وهو ليس بساذج فهو ابن سواق وقد تربى بالشوارع لونا صنعت هدنه ريثما تقف على قدميها هو يشعر بذلك.
________سوما العربي_________
عاد للمطار وقلبه معلق بروما حيث تتواجد حبيبته القاسية التي حرمته من ترياقه أمس ونامت مبكراً تدعي انها متعبه وظل هو ساهداً لجوارها يتشرب ملامحها بعيناه ويصفق خصلاتها ربما شبع منها وكحل عيناه بحسنها حتى يعود لها.
زم شفتيه بتوتر وهو يفتح باب البيت الداخلي يستعد للدخول فيرى چنا تنزل من على الدرج بلهفه وسرعه ما ان رأته تردد:
-أبيه …كنت فين؟! وفين لونا ده جدو قالب الدنيا عليك.
قبل جبينها يقول بهدوء متعب:
-هقولك كل حاجة يا حبيبتي بس قوليلي ماما عامله ايه؟!
ناظرته بعتاب تخبره:
-زعلانه منك جدا يا أبيه كام مره طلبتك تروح لها ماروحتش اول مره تعمل كده وبجد انت غلطان جداً.
أسبل جفناه بتعب هو مخطيء ويعلم فقال:
-هروح لها حالاً وهراضيها ..تعالي معايا.
كاد أن يصعد معها الدرج لولا صوت الجد الذي خرج غرفة مكتب بالدور الأول يناديه بغضب، نظر لجنا مستغرباً لتقول:
-اصلهم نقلوا أوضة جدو لتحت عشان مش هيقدر يطلع وينزل…روح له ده طالبك من اول ما رجع.
سحب نفس عميق ثم تقدم من غرفة الجد يدلف بهدوء فيرى كمال يجلس بجاوره يجاول مساعدته على الإتكاء براحة فيسأل الجد:
-أخيراً رجعت يا ماهر؟! حمد لله عالسلامه كنت فين؟! وفين لونا بنت عمتك.
قال الاخيره متكأ على كل حرف ليجيب ماهر:
-سافرت.
نظر كمال بقلق على الجد الذي حاول كظم غضبه ثم سأل:
-سافرت فين
-روما
-ليه؟!
-هي الي طلبت وتقدر تتأكد.
-طيب ماشي.
سقط فك كل من كمال وماهر (طيب ماشي؟!) ثم اغمض عيناه؟!!! بكل بساطة؟! هل إقتنع؟!!!
فتح الجد عيناه يداري بسمته الماكرة وهو يلاحظ تبادل النظرات بين أحفاده ليقول:
-مالكم بتبصوا لبعض كده..روحوا يالا قولوا لحد يجهز الغدا…
نظر بطرف عينه على ماهر المزهول ثم قال:
-كده ماهر أتجوز.
نظر له ماهر منصدم ليقول مصححاً مدعي الخطأ وهو يضحك:
-قصدي خطب ..جميلة أبو العينين فاضل أتطمن على كمال …على أخر الشهر تكون شايف عروسه يا كمال عايز اتطمن على أحفادي.
نظروا لبعضهم ليقول ماهر ساخراً من قراراته وطريقته كلها الجديدة تماماً :
-فاضل چنا ؟!
-ولونا يا ماهر.
احتقن الدم في وجهه ليضحك عليه الجد ثم يكمل:
-ناسيها ولا ايه؟!
خرج صوته متحشرج ضعيف يقول:
-لا مش ناسي.
-ولا انا…يالا بقا أخرجوا وسيبوني عشان زهقتوني.
التفوا بصدمه وكأن ذلك الجالس معهم ليس بجدهم الدي يعرفونه كأنه أساساً ليس ذلك الرجل العجوز الذي خرج من المستشفى بعد أزمه صحية عويسة.
قبلما يغادروا نادى:
-چنا.
توقف ثلاثتهم ينظرون له فقال:
-تعالي عايزك.
تقدموا ليقفوا معاها لكنه علق:
-عايزها لوحدها..
نظرا لبعضهما فقال بابتسامة سمجة:
-الدكتور موصيني اخد بالي من صحتي واقعد مع بنات حلوة مش خناشير زيكم.
-خناشير؟!!!
نطقوها بصدمه ليقول:
-اه ويالا بقا اطلعوا برا
خرجوا مضطرين وأغلقوا الباب ليتنهد الجد ثم ينظر على چنا الحلوه ويبتسم يمسك يدها مردداً:
-كبرتي يا چنا وإحلويتي.
-شكراً يا جدو.
حك الجد جانب فمه مردداً :
-بقولك ايه يا حبيبة جدو
-ايه؟
-مش أن بقا الأوان نفرح بيكي؟
-بيكي الي هو انا؟!
-أه..
حمحم بصوته الخشن ثم قال بترقب:
-عايز أجوزك كمال.
القى الجملة في وجهها وتركهها تنظر له ببلاهه ثم سألت:
-كمال؟؟ كمال مين؟! كمال بتاعنا؟! أبيه كمال؟!!! بتهزر صح؟!
زم الجد شفتيه بتعب وقلة حيلة وقد علم ان طريقه سيكن طويل وصعب.
_________سوما العربي_________
العفويه شيء جميل ومميز لكن لا يستحقه الكثيرون.
خرجت تسير في شوارع روما تبتسم بإنشراح وقرار الحذر هو أهم قراراتها….ستتوقف عن تصرفاتها السابقه قد بات الحذر واجب بعدما الفقت بها العفويه تهم كثيرة.
دلفت لكل الشركات تقريباً تعطيهم سيرة ذاتيه صغيره لا تملك الكثير لتمؤها به، ينظرون على مؤهلاتها بإستغراب ثم نظرة الرفض بعدها.
سيطر عليها الإحباط القاهرة مثل روما مثل كل البلاد للابد من شهادة.
بقى أملها الأخير…محل مجوهرات يطلب مصممين ربما فلحت.
دلفت للمحل الفخم…كل شيء يلمع والتعامل بحذر…نفسك الخارج من فمك قد يزعجهم.
المكان كان مبهر وخاطف نظرت حولها مأخوذة ثم تقدمت تتحدث الإنجليزية التي لا تعرف غيرها مع احد الشباب المتواجدين بالمحل :
-انا هنا بخصوص الإعلان عن مصممين
رد عليها بإقتضاب:
-حسناً…انتظري المدير.
وقفت تنتظر ومر الوقت حتى ألمتها قدميها وبعد اكثر من نصف الساعة حضر المدير الذي مر سريعاً وهو يلقي أوامره على العاملين ثم دلف لمكتبه ولم ينظر عليها أو يلاحظها.
لتمر نصف ساعه أخرى حتى تقدم منها ذلك الشاب يقول:
-المدير بإنتظارك.
دلفت لعنده تدق الباب ثم تحييه بالإنجليزية رفع عيناه لها بنظرة خاطفة او هكذا ظنت…..
ثم عاد ينظر لأوراقه يحدثها بالإيطالية فلم تقدر على الرد ليقول:
-ألا تتحدثين سوى الإنجليزية؟
-نعم.
جاوبت بقلق،شملها كلها بعيناه الغامضه ثم سأل:
-مصرية؟؟
-كيف عرفت؟!
سألت بقلق وخوف ليرفع حاجبيه وعيناه تشير على سلسال من علامة العنخ ترتديه على رقبتها لتبتسم بتوتر وهو أضاف:
-قالوا لي انك تجيدين التصميم.
تقدمت بفرحه تعطيه الأوراق التي بيدها متأمله خير تردد:
-أها…حتى أنظر انا ماهره جداً.
جعد حاجبيه وهو يطالع تصاميمها يرى نظرة الحماس على وجهها ليقول ببرود:
-يبدو انك قد فهمتي خطأ أنا أريد مصمم مجوهرات .
تيبست ملامحها …ذلك المكان كان أخر أمل لها لتعمل فيما تحب…وبخلاف ذلك ستعمل نادله او بائعة في محل.
حزنت كثيراً لكنها لم تظهر ذلك و وقفت تقول:
-حسناً…شكراً لوقتك.
همت لتغادر لكنه أوقفها يردد بهدوء:
-إنتظري.
توقفت بقلق ليقول:
-بإمكانك العمل هنا ؟
-ماذا سأفعل هنا؟
-ممكن بالنظافة مثلاً.
إجتاحها الشعور بالضيق وذلك الإيطالي البارد ينظر عليها بعلو وكبر منتظر ليخفي إبتسامته وهو يسمعها تجيب مضطرة:
-موافقة.
__________سوما العربي________
عادت للبيت بشعور بالألم والضيق كانت تعلم ان الوضع لن يكن أفضل من ذلك لكن معايشة الشعور نفسه شيء مختلف.
سلمت أمرها وجلست تتابع صور تلك الشركة التي رفضت منها كان حلم من أحلامها ان تعمل في شركة مثلها…وصلة طويلة من تأنيب الضمير وجلد الذات سيطرت عليها لو كانت متعلمة كفاية لو إشتغلت على نفسها كفايه لنالت تلك الوظيفة.
أسبلت جفناها بتعب وهمت لتخلد للنوم لكن وردتها رسالة على هاتفها من رقم غريب.
فتحت الرسالة المكتوب فيها بعتاب (كده تسافري يا لونا من غير ما تعرفيني ومع ماهر؟ افهم من كده ايه بقا )
ثم أتبع رسالته بإتصال لم تجيب عليه وقد باتت على علم بهوية المتصل.
إتخاذ القرار كان سهل تلك المرة (صاحب بالين كداب)
هكذا همست لنفسها…وابتسمت …تكتشف، لقد باتت قادرة على إتخاذ قرارات بعدما كانت كل قراراتها مائعه مثل الماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة.
سحبت نفس عميق تشعر بقوتها الداخليه …عليها إغلاق صفحتها مع ماهر أولاً وبعدها ترى ان كان طارق موجود ينتظرها أم ذهب لحال سبيله.
استعدت تغلق عيناها من جديد لتتفاجأ برسالة جديدة لكن هذه المرة من ماهر الغاضب جداً يقول:
-طول اليوم بكلمك مش بتردي…هو عشان أنتي في بلد وانا في بلدٍ مفكرة نفسك بعيد عن أيدي ماشي يا لونا والله لاوريكي.
تهديدات تهديدات تهديدات ثم يعقبها رسالة جديدة:
-ردي عليا بقا والله وحشتيني قوي.
هزت رأسها مجنون وسيجعلها مجنونة مثله لو إستمرا معاً
بعد وقت من التفكير لم تجد حل كي تمر الفترة القادمة عليها على خير سوى البرود…لذا عمدت لإغلاق هاتفها نهائياً ثم النوم ولا شيء غيره فعندها بالغد بداية جديدة في عمل جديد صحيح لا ترغب فيه لكن لا تملك غيره حالياً حتى تدبر أمرها.
_______سوما العربي_______
كانت تعود من الخارج تقود سيارتها البيضاء العاليه تلج لداخل قصرهم بعدما عبرت البوابة.
لتقف بصدمه وهي ترى ذلك الحائط البشري قد ظهر لها من العدم.
سحبت فرامل اليد و وقفت بسرعه ثم ترجلت من السيارة بغضب تصرخ فيه:
-إنت أتجننت يا رشيد…ايه الي موقفك فاجئة كده قدام عربيتي عايز تلبسني مصيبه؟!
-كبرتي يا جميلة؟
نفخت أوداجها بضيق وسأم منه ثم صرخت بنفاذ صبر:
-يعني انت طالع لي في الضلمة تقف قدام عربيتي عشان تقولي الكلمتين دول …كبرتي كبرتي..مانت قولت لي كدا كذا مره خلاص شكراً على المعلومة .
-وبقيتي عصبيه…بزيادة.
-بتعصب لما الي قدامي يكون بارد.
اهتز فكيه بضيق…ضيقه الأكبر شعوره انها تتحدث بصدق..ألا تشعر بالحنين تجاهه؟؟ الإعجاب؟! هل نست إعترافها البائس له قبلما يسافر؟!!!
تقدم منها خطوات يردد مغتراً:
-بارد؟! شكلك لسه زعلانة مني؟
-وازعل منك ليه؟
جرحها كبره جعله يتصرف بتهرر فألقى جملته في وجهها كأنه كان يتحين الفرصه:
-عشان اخر مره شوفتك فيها قبل ما أسافر لما أعترفتي لي بحبك.
زمت شفتيها بضيق…كانت متوقعه فقالت:
-كنت متأكده انك هتحاول تحشر الكلمتين دول في اي حوار بس الواضح كده يا رشيد ان انا كبرت فعلاً بس كبرت لوحدي وانت لسه .
-نعم؟!
نطقها بغضب لتكمل عليه:
-خد بقا الكبيرة!
ناظرها بضيق فأعطته القاضيه:
-انت يومها نصحتني أنسى واعيش سني وانا يا رشيد عملت كده وعيشت سني فعلا ونسيت لكن انا ماكنتش اعرف انك عايش طول السنين دي فاكر…لوحدك انت فاكر وانا خلاص شايله الموضوع من دماغي.
اتسعت عيناه بصدمه مما سمع يراها تتحرك ناحية سيارتها تفتحها وتجلس فيها تقول قلبما تقود مغادرة:
-أبقى أكبر شوية يا رشيد مايصحش كده.
ثم قادت مغادرة تاركة رشيد خلفها مصدوم؟!
______سوما العربي_______
جلسوا على الفطار بصمت تام لم يقطعه سوى صوت الجد الذي نادى ماهر :
-ماهر
نظر له يردد بترقب :
-نعم يا جدي.
أهداه الجد نظرة يفوح منها المكر والشماته:
-احجز النهاردة وروح هات لونا.
صمت الجميع ليقول مكملاً:
-اصل خطوبتك بعد يومين..هو مش ابوك قالك.
نظر ماهر على والده ثم عاد ينطر لجده :
-وانا كلمته يأجلها
-ونأجل ليه بس يا حبيبي خير البر عاجله
-بر ايه بس..حضرتك تعبان لسه ياجدي خليها بعدين.
-لا انا صحتي بومب…النهاردة تحجز التذاكر وفي خلال يومين تسافر.
ثم نظر لچنا يقول ضاحكاً:
-وانتي يا چنا.
قاطعته بنبرة باكية:
-وانا ايه؟! انا ايه بقا؟ عايز مني ايه.. أنا لسه صغيره سيبني في حالي.
نظروا عليها مستغربين طريقتها ولما تجيب هكذا وزاد إستغرابهم مع تعالي ضحكات الجد على رد فعلها.
_________سوما العربي_________
في روما
كانت قد إستقرت نوعياً وهدأت وبدأت تتصالح مع ذاتها وتتصل بها
بالنهار تعمل في محل بيع المجوهرات تتعامل مع صفوة المجتمع وقد تعرفت على شابه أوكرانيا تعمل في محل مجاور لها بعدما سافرت لروما هرباً من ويلات الحرب في بلادها.
وجاءت ذلك اليوم لها متهلله تقول:
-لدي خبر بمليون جنيه؟
-أخبريني ما هو بسرعه
خرجت مع الفتاة تقف بالشارع تسمعها وهي تخبرها:
-هنالك شركه كبيره هنا بروما قد طلبت مصممين جرافيك وانا سأقدم على العمل لديهم وقلت لكي كي تقدمي معي..سنقبل بكل تأكيد.
-لكنك لا تعملين بمجال التصميم
-قد طلبوا مهندسين وتلك هي دراستي
-لكن…قد يتم رفضي مجدداً
-كنتي ترفضين لعدم إمتلاكك الخبره لكن تلك الشركة لا يشترطون الخبره وتوجد تسيهلات للعمل يبدوا مهتمين بالشباب.
ابتسمت لونا وبدأت نسج الاحلام
دلفت بعدها للمحل تباشر عملها لا تلاحظ ذلك الرجل الايطالي الذي يراقبها بعيناه متحرشاً.
ثم أخذ يقترب منها رويداً رويداً يتحدث معها يسألها عن سعر احدى القطع ثم خرج ، لم تكن تعلم انه ينتظرها بالخارج حتى تنهي دوامها
سارت فسار خلفها وقطع الطريق يحاول الحديث معها
لم تشعر بنفسها الا وهي تضربه بحقيبتها الثقيله على رأسه فبدأ يرفع يداه يهم بضربها.
لتصدم تماماً من ظهور رجل ضخم من احد المحال خلفها يبرحه ضرباً ثم يرفع عيناه لها متسائلاً:
-انتي كويسه يا هانم ؟
لم تجيب عليه…مصدومه…تشبه عليه..كأنها رأته مسبقاً مع من؟ مع من؟
مع ماهر!!!! تذكرت مصدومه تفكر هل وضع لها شخص يراقبها ويحميها من بعيد؟!
لم تفق من الصدمه والتفكير بعد لتصلها رساله منه مكتوب فيها"اتغيرتي يا لونا…بس انا شايفك …متابعك…لسه بتاعتي"
لا تدري متى وكيف تشكلت تلك الإبتسامة الغريبة والجديدة على شفتيها
#سيطرة_ناعمة٢٢
يجلس عاري الصدر متكئ على فراشه الوثير يدخن سيجاره بشرود يرفع فمه وهو ينفث دخانه يفكر فيها....جميلة.
يكاد يجن كيف ومتى صارت كتلة من الجمال هكذا؟ لقد أصبحت مغوية بصورة فتاكة، لم يتحمل حين رأها ومن وقتها وهي تشغل تفكيره ولا تبرح عقله.
-رشييد
انتبه على صوت زوجته التي تقدمت تتهادي في ثوب احمر من الستان مربوط وملفوف حول جسدها الممشوق،اخذت تتقدم منه بدلال ثم شرعت تفك رباط ثوبها ليظهر ذلك الثوب الشفاف الذي لا يستر فيها شيء.
جلست أمامه تبتسم بإغراء ثم قالت بصوت متغنج:
-وحشتني قوي يا رشيد.
رسم ابتسامة راضيه على شفتيه ثم رد عليها:
-وانتي كمان وحشتيني.
كان يعلم ما عليه فعله فيما بعد ذلك الثوب وتلك الجمله وهو كان بالفعل محتاج لذلك...هنالك كمية إثاره و وغبه مندلعه في اوردته حينما وردت لخياله فقط هي وجمالها الذي زاد على كبر.
فجذبها لتتسطح على الفراش وبدأ يهجم عليها بعنفه المعتاد لتغمض علياء عينيها فهي معتادة على رشيد وقوته المفرطة.
تلك كانت حالته دوماً هو كذلك وهكذا كان ينال متعته، لا يعلم متى وكيف بلحظة تلاشت علياء من بين أحضانه وتجلت صورة جميله الجميله وجسدها الفتاك، يحس انها هي التي معه الأن على فراشه ليبتسم وتلين قبضته ثم تلمع عيناه ويبدأ في ممارسه الحب
وعلياء فتحت عيناها بصدمه وهي تشعر به قد هدأت حدته وتعامله العنيف تراه يبتسم لها ويمسح بأصابعه القويه على وجهها ثم يتلمسها بحنان ومن بعدها يميل بعذوبه يلتقط شفتيها كأنه يتذوقها لأول مره، يد تتحسس جسدهل الذي يعجبه ويد أخرى تهدهدها يخشى عليها من قوته...لتعود وتغمض عيناها من جديد تستمع ...وأخيراً عمد للطريقه التي تحبها ولمحت لها مراراً..لتكن ليلتها هي أحلى ليله مرت عليها معه منذ زواجهم ...عاشت فيها الحب الذي طالما تمنته وطلبته ورشيد غارق في لذه أخرى جديدة عليه قد يدمنها مع الوقت.
اعتدل في الفراش يسحب ملائة السرير على جسده المتعرق وقد فاق من نشوته وخيالاته يفيق على ان التي كانت بين يديه هي زوجته علياء وليست من كان يتخيلها.
سبه نابيه كادت تخرج من بين شفتيه وغضب عظيم كظمه بصعوبه، ربما ساعده بعدم فضح غضبه هو حالة الهيام والتشبع التي كانت تعيشها علياء.
فقد استرخت على صدره العريض تتحسس عضلاته وهي تتنهد مرتاحه تخبره عن مدى سعادتها به الليله :
-كنت رومانسي قوي النهاردة...بصراحة بقالي كتير ماتبصتش كده؟
نظر لها يبتسم بتوتر، ماذا سيخبرها؟!
لتتنهد بحالميه تقول:
-بس القوي قوي بردو رغم ان كل لمساتك كانت رومانسيه وحنينه لأول مره بردو حاسه عضمي متكسر.
اغتصب إبتسامة على شفتيه بصعوبه وقال لها:
-طب ايه رأيك تقومي تاخدي دش دافي هيبقى مفيد جداً ليكي دلوقتي.
لم تكن معجبه بالفكرة، كانت تحبذ النوم بين أحضانه لفتره أطول لكنها انصاعت لاقتراحه و وقفت عن الفراش تذهب للمرحاض عينا رشيد تتابعها حتى تختفي وما أن اختفت بالحمام حتى زفر بتعب وعيونه يقدح منها الغضب لا يصدق الحالة التي بات عليها، هل بات يتخيلها؟!
هز رأسه بجنون يرى نفسه معذور فجمالها لا يقاوم مظهرها بزي الرياضة الوردي الذي قابلها به لأول مره يأكله أكلاً خصوصاً وهو يتذكر حبات العرق التي كانا تنسدل على جبينها، كل شيء بكفه وذلك الفستان الأسود الذي رأها به ليلاً بكفه اخرى بل بعالم اخر وحده.
تلك المجرمة تمتلك جسد قتال رشعر أسود مموج مثل الموج طووييل يغطي ظهرها الممشوق يصل حتى مؤخرتها الملفوفة.
لاااا وشخصيتها..أاااه عليها..ردودها حاضره وانفعالاتها ثابته،قلبها جامد وقولها مُستف، كانت تضرب ولا تبالي...يبدو أنها أسرته من أول لقاء.
أخر مرة رأها كانت مراهقه ذات ستة عشر عاماً وبالتأكيد ما كان ليعجب بها او يتقبل إعترافها..رده الثابت كان المتوقع منه وغير ذلك يعد من ضرب الخيال او المرض فعلام تلومه.
عض شفتيه فقد أبتعد كثيراً على مايبدو فقد كبرت جميلة واستوى عودها حتى باتت إسم على مسمى.
حانت منه نظرة للمرحاض حيث صوت المياه المنبعث من الداخل نتيجة إستحمام من باتت زوجته وأم طفله وسأل نفسه هل تسرع؟!
لم يتحمل...يشعر انه وحده من يعاني والأخرى ستخطب لأخر..لا يستطيع التحمل لا يستطيع.
بحث حوله عن هاتفه حتى وجده وفتحه يبحث عن صفحتها مجدداً ويرسل لها طلب صداقه.
انتظر لدقائق وتفاجأ برفض مجدد لطلبه ليصرخ بغل:
-بنت الكلااااب.
تزامن مع خروج زوجته من المرحاض تجفف شعرها وهي تسأل:
-في ايه يا حبيبي.
-مافيش.
رد بسرعه ودلف بعّدها للمرحاض كي يستحم ثم يرتدي ثيابه ويخرج بعدها بغضب وتهور
______سوما العربي____
جلست أمام مرأة زينتها تضيف بعض اللمسات الخفيفة على وجهها من الزينه تبتسم في المرآة وهي تطالع فتاة جميلة دبت فيها الحيوية وعاد لوجهها إشراقه.
كانت تعرف ولديها المعلومة المؤكدة بيقين انها ذات جمال ناعم ومتدلع ..هي تعلم جيداً.
لكن التعب والهم والظلم والكبت ومعايشة القهر ودفن الألم قادرين على قتل اي جمال بل إزهاق الروح لخالقها وهي قد عايشت كل ذلك بأن واحد علاوة على الزواج بالاجبار.
وما كانت تخشاه كان افضل الحلول...فقد غيرها السفر وباتت افضل.
زاد جمالها وزادت إشراق..حررت أنوثتها وأطلقتها دون قيد او خوف من أحكام المجتمع...تتحدث بصوتها المتدلع دون الخوف المترقب من تبعات ذلك...تسير بدلال كما كانت دوماً وما ان تفعل يلقى عليه اللوم حيث ببلادها الناس متهضات وهن سبب كل كارثه، في بلادها أول من تلومها هي أنثى مثلها، كأن الرجل لن يحاسب والنار عُدت خصيصاً للنساء.
كل تلك الاسباب أعادتها للحياه وعادت لونا المشوقه والتي كانت كسابق عهدها حين كانت تعيش بكنف أسرتها بوجود أم حنون وأب مقتدر مادياً ومتفهم كانوا دوماً يخبروها ان النظر لوجهها حياة، النظرة لذلك الوجه الجميل تجلب الرزق وترد الروح.
كل ذلك حسته وعايشته قبلما تدور عليها الايام وتعطيها ظهرها وتلقيها في ايدي عمها ومن بعده ماهر وكل منهما لم يرحمها.
أسبلت جفناها بتعب تكمل وضع زينتها تتنهد ثم تبتسم تحاول نسيان ماهر وايام ماهو فقد مرت عليها هنا أسبوعان حستهم شهران او اكثر نسن ماهر وعذابه كأنه طيف مر بحياتها ولن يعود وبداخلها إمتنان له فهو السبب والممول الأساسي لتلك السفرة.
أاااه حزينه خرجت منها...فما فعله لهو ثمن بخث مقابل ما اعطته إياه..فذلك الواطي قد أخذ شرفها وباتت سيدة تعرف أمور الناس، على من تكذب؟ على حالها؟!
كيف تنسى ماهر وأيامه وهي لازالت تتذكر إتمامه زواجهم وما تلتها من ليالي تركت ذكره حزينه بداخلها.
وبينما هي بقارة اخرى تجلس متحصرة على أيامها كان هو بالقاهرة في منزله خرج من غرفته وقد جافاه النوم ليذهب لغرفتها يفتحها ويبتسم..فأول مافتح الباب اكتنفته رائحتها التي لازالت تعبق الأركان.
نظر لفراشها المرتب وابتسم ثم اقترب منه رويدا يتحسس...على ذلك الفراش قضى أجمل لياليه...هنا تمم زواجه من وليفته، هنا شعر بانه رجل...أفضل واقوى وأحلى رجل ..فقط لأنه مع لونا.
ارتخى على الفراش ينتوي النوم عليه، شعور بالراحله تسلله وبدأ يغمض عيناه مبتسماً وبلحظة فتحهم كأنه تذكر شيئاً مهماً.
وقف من فوره واتجه لغرفته يفتح خزنته الخاصه ويخرج منها كنزه العظيم..تلك الملائة التى ناما عليها أول ليلتهما..عليها شرفه وفخره...لونا تخصه وله وحده، قد صُنعت وخلقت له.
ذهب لغرفتها ونام مجدداً على الفراش يحتضن الملائة وقد جفت الدماء عليها ...شعور الحنين يضنيه، هو يفتقدها.
فتح هاتفه يتفقده ليكتشف انه لا يوجد اي صوره تجمعه بها..أيعقل.
زم شفتيه بضيق وقرر الاتصال بها ليجرب.
———-
انتفضت مكانها وهي تسمع صوت رنين هاتفها وتنظر له لتعلم هوية المتصل.
لل تعلم لما ولكن على ما يبدو قد بات هنالك حاجز نفسي صنع بينهما فلم تكن قادرة على تجاهل أتصاله...لتدرك انها لم تصبح قويه كفاية بعد واتصاله كان إختبار بسيط لتعلم.
فتحت المكالمه:
-ألو.
ليأتيها صوته السخين:
-وحشتييييينييييي.
رفرفت بأهدابها...نبرت صوته المشتاق مس شيئاً داخلها ..أهلا بالشئ وضده.
لم تمتلك الرد بعد فهمست مرتبكه:
-شكراً
سمعت انفاسه
السخينه بها تخلل اليأس من سماع مقابل لتصريحه فسألها مهتماً:
-سهرانه ليه؟
-عادي
-طب انا عارف انا سهران ليه انتي بقا سهرانه لنفس السبب؟
-سبب ايه؟!
-أبداً اتعودت اني بنام في حضن مرآتي الحلوه وفجأة مراتي دي سابتني وسافرت ..بذمتك ده ينفع ..حركه وحشه مش كده؟ غدارة مراتي دي.
للحظه سهمت معه وسرحت فأسلوبه الأن جميل وقادر على إختراق قلب أي فتاه..هي لو كانت لا تعلمه ولا تمتلك نفس التاريخ معه لربما وقعت بغرامه؟! هل ماهر شخصيه جذابه بالفعل وهي فقط من ترفضه؟
حانت منها ابتسامة لطيفه ثم سألته:
-كان قصدك ايه بالرسالة الي بعتها لي يا ماهر.
أبتسم هو الاخر ثم قال:
-الرسالة كانت واضحه يا لونا...اوعي تفكري اني قاعد هنا وسايبك انا عيني عليكي وعايزة دايماً تفضلي فاكره انه مهما هتروحي او تيجي او تبعدي أو تستقلي هتفضلي بتاعتي.
كان الحديث يسير بتوافق الى ان عاد لنبرته التملكية فصمتت ليسأل:
-سكتي ليه؟
-مش عندي رد على كلامك؟
-طب ايه الي كان مسهرك؟
-لا خلاص كنت هنام بس كنت جايبه مكياج جديد بجربه.
همهم بضيق ثم سألها:
-لونا مش حاسه بتعب في معدتك او دوخه او اي حاجه؟
تجهدت جبهتها ترد:
-لأ ليه؟
زفر بضيق وبدأ العصبيه:
-لونا هو انتي مش حامل ليه؟!
لم يتخطر على بالها السؤال لذا جاوبت بتشوش:
-مش حامل ماعرفش.
-ماشي .
صمت لثواني ثم قال نكايه بصوت طفل أرعن:
-على فكره خطوبتي على جميله اتحدد ميعادها.
-بجد؟ مبروك.
زفر ضيق ثم قال:
-بس كده...ماشي
-في ايه؟!
-لا ولا حاجه يا لونا...نامي نامي.
اغلق الهاتف يلقيه بضيق قد احتله وهي تنظر على الهاتف بتشوش واستغرب.
_______سوما العربي_______
صباح يوم جديد
خرجت بإشراق قبل موعد عملها تذهب لعند الشركه اللتي أخبرتها عنها صديقتها لتجدها بانتظارها تقول مهلله:
-رائع رائع لقد قبلوني.
-واااو مدهش هذا رائع..تهنئاتي.
ضمتها الفتاه تقول بحماس:
-أنا متأكدة انك ستقبيلين.
-أتمنى.
قالتها بصدق ثم دلفت للداخل تنظر على المكان بانبهار..صريح عظيم يعد حلم لأي شخص أن يعمل به.
كبرت أمالها وعظمت خصوصاً وقد قبلوا من قبلها صديقتها التي لا تمتلك موهبه او خبره بالتأكيد سيقبلونها
المقابله كانت رائعه اروع من تخيلاتها وخرجت منها سعيده تتوقع القبول وبالفعل أتاها الرد بالموافقه وطابوا منها أوراق سفرها فقدمتهم جميعاً وبدت مستعده كونها تحملهم معها.
لكن تم الرفض والسبب بعض القيود على الإقامة
جلست مقابل احد المسؤولين تسأله:
-ماذا يعني ذلك؟ اي قيود التي تتحدث عنها
-زوج حضرتك السيد ماهر عزام الوراقي...حرر محضراً ضدك انك قد سافرتي دون إذنه وبذلك بات هليكي قيوداً في أيدي اقامتك وسيصعب على اي شركة ان تقبلك.
خرجت وهي لا ترى أمامها تشعر بالصدمه والحزن والغضب..
اول ما فعلته هو انها اتصلت بماهر:
-الو...عامله ايه؟
لتصرخ فيه:
-انت مش هتبطل ؟! هتبطل بجد؟ يعني انت الي مسفرني وفارض قيود عليا.. كرهت نفسي بسببك..يا اخي منك لله.
ثمّ أغلقت الهاتف في وجهه مباشرة ولم تنتظر الرد ولم تجيب عليه ولا على أتصالاته الملحة.
ومرت أيام أخرى شملها الحزن ...الحزن والندك ضياع الفرصه تسأل نفسها هل ستظل مجل عامله في محل أم ماذا.
حاولت السير في الشوارع وان تبتسم وتنسى الواقع الأليم وذهبت للبيت تفتح الباب لتصدم وتتيبس أقدامها وهي تراه أمامها داخل بيتها.
أول ما رأها القى مابيده وهرول ناحيتها بشوق كبير ولهفه:
-لونا...حبيبيتي...وحشيني قوي قوي وحشتيني.
بدأ يعتصرها داخل احضانه وهي لا سؤال بداخلها سوى سؤال واحد فقط ( ايه الي جابه)
اخرجها من احضانه يقول:
-وحشتيني قوي قوي.
جلس على أحد الأرائك وجذبها لتجلس على قدميه مردداً:
-انتي مجرمة..مش عارف ابعد عنك مش عارف..عملتي فيا ايه انتي؟
همست بقلق:
-هو حصل حاجة؟
-أمممم...حصل ان حضرتك قتلاني ببعدك ووحشتيني مش قادر ايعد اكتر من كده مش قادر.
جذبها لأحضانه وهي تقول يبدو عليها الرفض:
-أه سيبني يا ماهر.
-مش هقدر اطلبي مني اي حاجه غير كده يا عيون ماهر.
لم يسمع منها هو فقط بذأ يفعل يريها جنونه بها..كان جامح وعنيف إشتياقه لها عدى الحدودو...هو واقع بعشقها حد الثمالة ولا سبيل أمامه سوى الاستسلام.
شوقه لها غلبها كان كالمجنون او ربما المدمن ولونا هي جرعته ..اهاته العاليه ملاأت الغرفه بها ومعها تكتمل لذته..وبصعوبه مضنيه ابتعد عنها يردد بإنتشاء:
-اااه كنتي وحشاني بشكل
-بكرهك
همست بها لونا بقهر قبلما يقهقه عاليا بينما يجذبها لأحضانه المتعرقه العاريه وجسده يهتز من شدة جلجلة ضحكاته، مسح جبينها المتعرق إثر فعلته ثم أكمل:
-وانا كمان بكرهك يا روحي
حاولت التملص من بين أحضانه لتخرج منها وتبتعد عنه فهمس:
-إثبتي بقا لسه فيكي حيل
فقالت بغضب مكبوت:
-سيييبني
تحولت ملامح وجهه على الفور للضيق والتجهم فحررها من بين ذراعيه كما أرادت لتلتف بسرعه وكأنها تبتعد عن ملقف للقمامة تستعد للذهاب للمرحاض فقال:
-رايحه فين؟
وقفت توليه ظهرها ولم تجيب فقال:
-رايحه تستحمي بسرعه عشان تشيلي اي أثر مني عليكي مش كده
اطبقت جفناها تبكي بقهر شديد فصرخ فيها:
-ليه كل مره أقرب منك تعملي كده ليه كل مره تبقى بالغصب ، انتي مراتي وانا ليا حق فيكي وباخده
-انت ايه الي جابك هو مش خطوبتك بكره؟
أظلمت عيناه وتعاقبت عليه مشاعر وئدها سريعاً ثم اعتدل في جلسته وقال:
-ماكنتيش عايزه تشوفيني مش كده؟ جيت اخدك عشان تحضري فرحي مش انا ابن خالك بردو؟
-على اساس أنكم معترفين اني من عيلتكم اصلا ولا حد مهتم، حضرت أو ماحضرتش ماحدش هياخد باله.
رفع عيناه لها بصمت، يطالعها ....يراقب جمالها عن كثب....
لونا ابنة عمته صاحبة وجه الحوريه والعيون الواسعه البنيه وشعرها كذلك، كانت تضوي كالنور ...جمالها متدلل ...متدلع...متغنج، حتى لو كانت في أسوء حالتها ....حتى وان كانت بمزاج سيئ...انها تقتلته...تذبحه في كل مره يراها فيها....يعلم انها ذات أثر وحضور، يُعمل لها الف حساب حتى لو كنت تكرهها.
نفض كل تلك الأفكار عن عقله، لابد من التماسك دوماً
فهز كتفيه وقال بيرود:
-ولو...شكليات...تفتكري اهل خطيبتي هيقولوا ايه لما ما تحضريش خصوصاً ام العروسه انتي عارفه هي مركزه معاكي أد ايه؟
-مانا سيبت لها البلد كلها ومشيت اعمل ايه تاني.
وقف عن الفراش يلتقط ملائه صغيره يواري بها سوئته ثم قال بحاجب مرفوع:
-انا وأنتي عارفين انتي سافرتي ليه ولا ناسيه
اهتزت شفتيها بغضب ثم همست:
-لأ مش ناسيه
صمتت لثواني ثم قالت:
-المفروض تطلقني...انت خلاص هتخطب أهو.
اغمضً عيناه يخفي غضبه ثم قال:
-عايزاني أطلقك عشان تدوري هنا على حل شعرك مش كده؟
ابتلعت غصه مريره بحلقها فهي تدور معه بحلقه مفرغه لم ولن يغير فكرته عنها فقالت:
-لأ...عايزه اخلصك من عاري وان اسمي يرتبط بأسم حد محترم وله وزنه زيك.
-ماحدش عارف انك مراتي غير عمك اللي جوزك ليا والشويه الي فاضلين عايشين من عيلة ابوكي مالكيش دعوة انتي بأعمامي وبطلي لعب بالكلام عشان انا قاريكي.
-بسس...
قاطعها بغضب:
-مابسش..انتي مش كنتي داخله تستحمي...اتفضلي ادخلي ومش عايز كلام تاني.
تحركت بكره وغضب وتركته يرتمي على الفراش خلفه يضع كفيه على دماغه كأنه يسارع أصوات كثيرة متداخله تدور داخلها
وهي بالداخل تقف أسفل المياه تغسل جسدها بقوه شديدة ودموعها تختلط بالمياه الغزيرة المتدفقه عليها تعيد الغسل بقوه أكبر تمحو أثره من عليها ولكن عبثاً تشعر بالنفور والغضب...تباً لما لا تتخلص منه لما.
أرتدت روب الإستحمام بأهمال وخرجت من المرحاض تتقدم من الفراش تنتوي النوم هكذا لن تصحو لمده اطول تواجه فيه كابوسها...."ماهر"..."ماهر عزام الوراقي" ابن خالها هو أسوء كابوس...أسوأ من عمها وما فعله بها هو الأسوء على الإطلاق.
نامت على اخر مكان بطرف السرير وتكورت على نفسها تكتم صوت بكائها تخشى أن يسمعه لتشهق بصدمه وهي تشعر بيده الغليظه تسحبها لعنده حتى أستقرت في أحضانه العاريه من جديد .
حاولت التملص منه يظهر نفورها ليأمرها بحزم:
-بطلي حركه...نامي
سكنت بأمر واحد ولم تتحرك لتمر تلك الليلة المريرة عليها ويذهب لحال سبيله تشغله عنها حياته التي كانت هي دوماً خارجها ويتذكرها كل حين فتتنفس هي ...صبرت نفسها بهذا الامل كي تساعد حالها على الإطمئنان ولو مؤقتاً حتى تغرق في النوم وينتهي كابوسها معه لكنه لم يتركها بحالها وهمس :
-لونا
لم تجيب فقط صمتت وهو يعلم أنه لو تركها ينتظر جواب فسينتظر سنين، هي مقطوع منها الامل لذا أكمل:
-نفسي ولو لموة تجيلي انتي...نفسي في مرة بمزاجك.
-انت ناسي حكايتنا وناسي اتجوزنا أزاي؟
أغمض عيناه بحزن يتدفق لعقله ماحدث في وقت ماضي .
عادت للواقع بعدما طرأ لعقلها ذكرى الشهور الماضية لتجد نفسها بجوارها على طائرة العودة للبلاد.
نظر لجواره يجدها تجلس بهدوء فابتسم متسائلاً:
-قوليلى إحساسك ايه وانتي نازله من السفر عشان تحضري خطوبة جوزك على واحده تانيه؟
أغمضت عينيها بضيق شديد…ثم جاوبت:
-مش عارفه؟
-يعني ايه مش عارفه؟!
نظرت له بحده ثم سألت مباشرة:
-ليه يا ماهر..ليه منعتني اشتغل في الشركه الي قدمت فيها…مش احسن ما افضل شغاله في النضافة في محل مجوهرات.
احتل الضيق عيناه وقال:
-وانتي كنتي مفكرة لما تسافري برا هتشتغلي في وكالة ناسا؟
-لا بس انا تعبت والقدر بعت لي فرصه انضف..بس ازاي …انت عايزني افضل مربوطه بايدي ورجلي ورقبتي بقيود انت فارضها وعامل نفسك مديني الحريه.
سحب نفس عميق يغلق عيناه مردداً:
-مش كل القيود حبس…ساعات بتكون حمايه..وانتي زي العيال الصغيره اللي زعلت من ابوها عشان رفض انها تأكل أكله مضره او تلعب لعبه خطر.
هراء…..كل ما يقوله بالنسبة لها هراء.
أغمضت عينيها تهرب منه فناداها مرددا:
-لونا.
-نعم.
جاوبت مضطرة فقال بحسم:
-بصي على الورق ده كده.
اعطاها بعض الاوراق قد أخرجها من جيبه فأخذتها تنظر فيها….أرقام خيالية مكتوبه وارباح بالملايين.
نظرت له بأعين منبهره ومصدومه ليقول:
-دي الفوايد الي هتعود علينا من مشاريعنا مع عيلة جميلة والي هتقف كلها وممكن كمان تحصل خساير لو الجوازه باظت.
سحب منها الاوراق ينظر لهم ثم قال:
-أنا مضحي بكل ده…بايعهم وشاريكي انتي يا لونا ولما الطياره دي توصل مصر هننزل منها مش عشان اعلان خطوبتي لأ …عشان أعلن جوازي منك واعملك فرح كبير وأديكي مهرك فلوس زي ما كنتي حابه وتلبسي احلى واجمل فستان أبيض بس…هل انتي شارياني يا لونا؟
صمتت ولم تجيب فسحب نفس عميق مردداً بحسم:
-هعمل كل ده من غير تفكير لو ضمنتك وضمنت وجودك.
الصمت كان حليفه من جديد فبدت وكأنها تسأله وما الضمان ليقول:
-طفل…تبقي حامل…مافيش حاجه هتربطك بيا غير انك تبقي حامل .
اتسعت عيناها ليكمل عليها:
-فلو بتاخدي حبوب منع حمل وقفي انا مش عايز منك غير ضمان وانا من بعدها هبيع الكل حتى أهلي…هممم قولتي ايه؟
خيم عليهما الصمت وبقى منتظر ردها وعقله يدور ويدور يسأل ترى بماذا سترد عليه؟؟؟
#سيطرة_ناعمة٢٣
حديثه كان صادم بالنسبة لها....طفل جديد؟! غيرها؟! هي بالأساس لازالت ترى نفسها طفله ألقاها الزمان في نيران قسوته.
فمن ذا الذي يمتلك و لو ربع عقل داخل جمجمته و سيوافق على هكذا حديث؟!
رفرفت بأهدابها وعقلها يدور ويدور ويدور وهنا كان السؤال المهم حيث سألته بنبرة متألمة ساخرة تجيب:
-ولو رفضت يا ماهر؟!! ايه؟! هتفضل متجوزني في السر؟! يعني اعلان جوازك بيا مرتبط بأني أجيب لك طفل؟! طب ولو طلع عندي مشكلة مثلا؟! لو انا مش عايزة دلوقتي؟! ايه؟! خلاص كده؟؟!! مش هتعلن جوازك مني؟!
صك شفتيه بغضب...لونا شخصية قويه ولسانها معها، هي فقط مردومه بالتراب...تلك الشخصية لو شمّت نفسها وأُزيح عنها الردم وتحررت ستصبح قويه بدرجه مخيفه..ماهي أساساً وهي بعز ضغفها تجابهه أحياناً وتحاصره بالحديث ..فعلتها مراراً وتغلبت عليه وهو لم يتغلب عليها سوى بتخويفها وبالصوت العالي يعلم انها جبانة وتخاف .
وهاهي قد حاصرته من جديد وبقت تنتظر الرد منه ليقول بعصبيه :
-قوليلي أضمنك ازاي قوليلي...انا مابقتش عارف اعمل ايه عشان أرضيكي.
ضحكت بسخريه وألم ثم سألت:
-وانت عايز ترضيني يا ماهر؟!!
-هو انتي بجد مش واخده بالك؟! انا حارق نفسي عليكي؟!
عادت برأسها للوراء سحبت نفس عميق ونظرت بجوارها على النافذه للسحاب ليقول بغضب:
-أنا عايز رد.
التفت تنظر له صامته لثانيه ثم تكلمت تواجهه:
-هو انت يا ماهر لما بتعامل جميله بتعاملها زي ما بتعاملني كده؟
-لأ طبعاً؟
-ليه؟!
-دي واحده غريبه عني. أكيد مش هتعامل معها براحتي زي ما بتعامل معاكي..انا مش بحس ناحيتها بالي بحسه ناحيتك..انتي بتاعتي ..تخصيني.
-بجد؟!! أمممم..ومامتك وجنا بردو غُرب عنك؟!
حاصرته مجدداً فأغمض عيناه بغضب لتقول:
-سيبلي فرصه أفكر.
-تفكري في ايه؟
-في الي طلبته مني..أشوف هوافق ولا...
قاطعها يردد:
-ولا؟! هي فيها ولا؟! أنا بعت الكل وببيع عيلتي وبايع فلوس بملايين عشانك وانتي تقولي هفكر أوافق ولا؟!
أمام عصبيته وصوته العالي عاد خوفها من جديد..تلجأ دوماً للإنسحاب التكتيكي في اي موقف لذا حاولت القول:
-مش انت عايز يبقى برضايا عشان تبقى ضامن وجودي؟! رجعت في كلامك؟!
سحب نفس عميق يغمض عيناه بغضب مجدداً وهي عمدت للنوم ربما مرت ساعات السفر على خير.
__________سوما العربي________
خرج من بيته بغضب ومن وقتها لم يعد كان يسير بسيارته في شوارع القاهرة يراها بحلتها الجديدة وقد تغيرت تماماً باتت مدينه عصريه كلها كباري وأبراج تناطح السحاب كعروس بأبهى حله لكن مازال النيل والحواري القديمه بها يفوح منها رائحة المرأة العتيقه بحنانها الفياض فتصبح القاهرة جامعه بين جمال الشباب ودفئ العراقة...مثل جميله.......فهي قد باتت أنثى فارعه بجسد ممشوق ومنحنيات كيرفيه جباره ومع ذلك ظلت بعينها نفس اللمعه البريئة تحملها على وجهها المبتسم دائما...جسدها مضبوط بالملي مهتمه به تسير على أحدث صيحات الموضة ورغم كل ماتفعله لازال هنالك جانب طفولي مضئ بها يراه وحده.
لم يستطع مهمها قاوم و وجد نفسه في نهاية المطاف يقف امام مقر شركات خاله.
صف سيارته وترجل منها ينظر على سيارتها العاليه البيضاء وابتسم؛ نوع سيارتها يعبر عن شخصيتها ومستوى النضج والقوه التى وصلتها...يبدو أن أشياء كثيرة قد تغيرت وهو مسافر لايدري.
دلف للداخل في الصرح الكبير ينظر حوله منبهراً، دوما كان أخواله ذو جاه عالي على عكس والده اللواء الذي رغم رتبته العسكرية الا انه لم يصل يوماً لدرجة ثرائهم بالتأكيد.
كاد أن يسأل عن مكتبها فهو سبب مجيئه بالأساس لكنه لم يحتج لذلك فقد وجد مجموعه من الرجال والفتيات يرتدون افخم الثياب ويبدو على هيئتهم الفخامه والوقار أصغر شخص فيهم قد يصبح في الثامنه والعشرين مثلاً وجميعهم يغادرون غرفة الاجتماع بحنق وغضب يسمع بعض منهم يتهامسون لبعض (هي فكرانا روبوتات؟ ايه مش عايزه اسمع مشاكل حل مشكلتك..ماتشوف تيمك يا أستاذ ريتمهم بطئ كدا ليه؟! وعماله داخله فينا شمال من اول الاجتماع في ايه؟)
رفع احدى حاجبيه متعجباً كل هذا فعلته جميله؟! جميلة الصغيرة؟!
هل طال به الزمن بالغربه لتلك الدرجة؟!
دلف من الباب الموارب ليراها تجلس على الكرسي الذي يترأس طارلة الاجتماعات الكبيرة، ترتدي تنورة زرقاء ضيقه وقصيرة مع قميص حريري أبيض مفتوح أحد أزراره وشعرها المموج مرفوع بكحكة مهندمة رسميه لأعلى رأسها...تجمع باقي أوراقها تستعد للمغادرة.
بقى واقفاً يستمتع برؤيتها ومتابعتها ...وأدرك بيقين انه قد تأخر بالفعل بل تأخر كثيراً جداً...لدرجة ان جميلة الطفلة البريئة ذات الصوت المسموع بصعوبه قد حلّت جدائلها وعلى صوتها وباتت سيدة أعمال تقود بقوة شخضيتها رجال بأشنبة تقف عليها الصقور..
تنهد بتعب...كلما رأها راقت له أكثر وأكثر .
واخيراً لاحظت وجود شخص أخر يشاركها المكان من كثرة ماهي مشغولة لا تلتفت.
حدجته باستغراب تردد اسمه:
-رشيد؟!
أه منها أه...تنهد متعباً.. بكل دقيقه يتورط فيها اكثر دون أن يدري وهي لا تبالي بينما تناديه بأسمه هكذا بطريقتها الماسة لوتينه تضعفه وتؤثر عليه.
بينما جميلة أكملت سؤالها المستغرب:
-بتعمل ايه هنا؟!
-جيت أشوفك؟
-تشوفني؟!
قالتها بحديه وحاجب مرفوع لتلمع عيناه بخيث ويجيب وقد بدأ يبتعد عن الباب ويقترب منها بخطوات مثيره مدروسة:
-أممم...أشوفك فيها ايه دي؟! مش بنت خالي ولا ايه؟!
مررت عينها عليه...لم تكن ساذجه مطلقاً لذا ردت بهدوء:
-لأ طبعاً ده انت حتى نورت الشركة.
كان قد اقترب منها وضع يد على الطاولة يقول:
-بجد؟!
-اه بجد.
مال يضع يده الثانيه على يد المقعد الذي تجلس عليه فبات قريباً منها جداً ومحاصراً إياها ثم سأل بصوت مثير:
-طب عيني في عينك كده؟!
استفزّها....استفزّها لأقصى درجه..تراه يلعب بها ومعها وهذا مالن تسمح به، لذا نفضت يده بحده من على الطاولة ففاجئته بقوتها وحدتها ثم وقفت تهفت فيه:
-يعني انت جاي المسافه دي كلها وقاطع القاهرة بالعرض لحد ما وصلت هنا عشان تقولي عيني في عينك؟
راقت له عصبيتها...يراها لذيذه وفي صالحه لذا سأل:
-وفيها ايه؟!
-فيها انك جاي تلعب وتهزر يا رشيد والصراحه انا مش فاضيه لك.
التفت له بأناقتها الخاطفه للعقول تردد بجديه محببه:
-زي ما انت شايف عندنا اجتماعات والدنيا مدربكه عشان اللونشنج الجديد بكره .
ربع دراعيه حول صدره وقال مستمتعاً برؤيتها في تلك الحالة الجديدة عليه متسائلا:
-همم؟
لتكمل بصدق وجديه يشوبها بعض الإستهزاء:
-فأنا بقترح عليك لو عندك وقت فراغ كده انك تقضيه مع عيتلك أو في اللعب مع ابنك.
غامت عيناه وفهم عليها، هي ببساطة تعيده للواقع في حالة إن صمم هو الإنفصال عنه تخبره انها واقعية تفضل الواقع وتعيشه والواقع يقول انه قد رفض حبها زمان وعاد اليوم رجل متزوج ويعول وهي ماعادت تلك الطفلة الصغيرة.
فاقترب منها ينظر لعيناها ثم ناداها:
-جميلة..ممكن تهدي وتسمعيني.
جاوبت بنبرة عاديها حياديه:
-أنا الحمدلله هاديه جداً على فكره.
زم شفتيه من طريقتها المحبطة ولا يعلم لما قد يتفوه بحديث كهذا لكنه شعر بحاجته لأن يقوله لذا تحدث بصوت مبرر يحمل قدراً من الندم والإعتذار:
-جميلة أنا زمان لما جيتي لي وقولتي لي انك بتحبيني وانا قولت لك الكلام الي شيفاه انه يضايق ده كان عندي حق؟ أنا كنت شاب وانتي لسه بنت صغيرة عندها ١٦سنه يعني مين ممكن يبص لبنت في السن ده ويتخيلها حبيبه وزوجه؟ أنا كان عندي حق ولو كنت شوفتك ساعتها حاجة تانيه غير انك طفلة كنت ابقى واحد مش مظبوط..إلي قولته هو الطبيعي والمتوقع ورد فعلي كان طبيعي.
إستمعت له للنهاية ثم قالت:
-عارفه يا رشيد وفهمت ده اكتر لما كبرت وصدقني انا حقيقي مش بلومك...انت اتصرفت صح واحتويت الموقف وانا مقدرة جداً تصرفك ده وقتها وعدت الأيام وانا نسيت خلاص وشوفت حياتي.
قست عيناه..لم يروقه حديثها وطريقتها الجاده، تبدو وكأنها تتحدث بصدق وهذا مالا يريده..فهتف بضيق:
-نسيتيه خلاص ؟! أممم طب ولما هو كده مش بتقبلي الأد بتاعي ليه كل ما ببعتهولك؟ طالما انا مش فارق معاكي قوي كده؟!!
-مش بضيق رجاله عندي على الأكونت.
ردت عليه ببساطة متعمده التقليل منه مما أشعل غضبه وعيناه فسأل:
-بجد والله؟! يعني طارق ابن عمك مش عندك؟!
-مش عندي.
صك أسنانه امام عيناها بغضب تملكه وسأل:
-طب وماهر؟!
-لسه مش عندي ..بس كويس انك فكرتني النهاردة هبعتلك فولو.
ابتسمت وهي تكاد ترى الغيظ في عينيه فابتعد عنه خطوة ثم ولته ظهرها تستعد للمغادرة وهي تردد:
-نورت يا رشيد بس زي ما انت شايف مضطره اسيبك واكمل شغلي .
التفت له قبلما تغادر الغرفه وتقول:
-صحيح بعتلك إنڤيتشن على اللونشنج بتاع بكره هنطرح وحدات جديدة بسعر الطرح لو حابب تستثمر فلوسك انت والمدام فأنا أولى ولا ايه؟!
ثم غادرت وتركته ينظر عليها معجب ومبتسم فقد صارت جميله فتاه جميله وعقلها يساوي ثقله ذهب مخها تجاري وطريقتها في الحديث خطافة.
________سوما العربي_________
بمجرد وصولها للبلاد تدافعت الرسائل على رقمها القديم نظرت للهاتف واجتاحتها الشعور بالحزن فهل اخيراً تذكرتها سما؟
حزنها من سما كان عظيم دفعها لتجاهل رسائلها وحتى الإتصال الذي بادرت به
فالتف لها ماهر يسأل بحاجب مرفوع:
-مش بتردي ليه؟! مين بيتصل؟
-دي سما صاحتبي
-والله؟ ولما هو كده مش بتردي عليها ليه ولا عشان انا واقف؟
نظرت له بصمت وضيق ثم مدت له الهاتف تقول:
-تقدر تاخد تتأكد بنفسك طالما شكك فيا كبير للدرجة دي
صك شفتيه بضيق ولم يأخذ منها الهاتف بل قادها حيث تنتظرهم السيارة التي ستقلم للمنزل
تقدم يفتح لها باب السيارة يراها تجلس بهدوء فالتف يجلس بجوارها ثم يأمر السائق بالانطلاق.
نظرت عليه نظرة مطولة، كانت صامته تماماً، بدت محتارة في أمره.
لف رأسه وتلاقت عيناهم فسألها:
-بتبصي لي كده ليه؟
-أنت غريب قوي يا ماهر؛ لما انت شاكك فيا قوي كده ليه متجوزني ليه مكمل مع شخصية انت شايف ان كلها عيوب وبتتعبك وبتعصبك.
أسبل جفناه يتنهد بتعب وقال:
-أسألي نفسك..مع اني جاوبتك قبل كده.
ثم أشاح بوجهه بعيداً عنها، فكرة ان حبه لها مقابل بالرفض والنقور باتت تؤلم قلبه وتجرحه بقوة وقد تعب كثيراً لذا أعطاها هو القرار النهائي.
وصولوا للبيت بعد مده طويله سادها الصمت...
بمجرد الدخول للبيت سمعت صوت الجد يردد:
-أهلاً أهلاً حمد الله على السلامة.
وقفت لونا عند الباب..لا تتقبله...تراه عدوها الأولى وانه هو وماهر وجهين لعملة واحدة الأولى تسلى بجدتها ثم جاء حفيدة ليتسلى بها.
قد باتت على علم بأن كارما الأجداد تجلت في حياتهم بوضوح هذا ماتوصلت اليه حينما تناقشت مع مستشارتها النفسيه لكنها أقسمت الأ تحيا نفس النهايه مهما كلفها الأمر.
-لونااا...جدو بينادي عليكي.
قالها ماهو منبهاً ثم تقدم لعنده يحتضنه ويقبله تنظر عليهما كأن أحدهم مرأه للأخر، ماهر هو محمد ومحمد هو ماهر لكنها لن تصبح هنيه ولن تنجب طفلة فتصير رحيل.
-مش هتسلمي عليا يا لونا؟!!
قالها الجد وبعيونه الندم يعلم تمام اليقين انه هو الجاني عليها وليس ماهر...ماهر لم يفعل سوى انه قرر قصته..ومع ذلك ولم يستطع منع عيناه من النظر على ماهر بإشفاق يعلم مايعيشه الأن متأكد من قوة سحر لونا عليه وتمكنها منه، كيف لا يعلم وهو المتذوق الأول لهذا السحر، يدري بما يعيشه ماهر من لذه ومتعه ما بعدها متعه مع لونا، متيقن من شدة تأثيرها عليه فلونا ماهي الا الصوره المكررة من هنيه التي لم يشعر بتمام شعوره بالرجوله الا معها وحدها وبخسارتها خسر كل متع الحياه وتدمرت نفسيته، على من سيكذب؟
هو مدرك تماماً لحجم الحياه الكارثية التي سيعيشها حفيده في حال إبتعاد لونا عنه، مدرك ربما أكثر من ماهر نفسه فالتوقع مختلف تماماً عن معايشة الشعور.
-تعالي يا لونا سلمي يا جدك.
طلب منها ماهر فتقدمت ليبتسم الوراقي وبسره يهتف(زي هنيه تمام،رغم كرهها ليا كان ليا كلمه عليها)
هي فعلت بالفعل بعد طلب ماهر يبدو انه مؤثر بعقلها الباطن، أخذت تتقدم حتى وقفت بين يدي الوراقي ومدت يدها للسلام الذي لم يكفيه فقد سحب يدها بقوة ذرعتها بين أحضانه رغماً عنها واخذ يحتضنها بقوه ويغمض عيناه متأوهاً يشم فيها رائحة ابنته المغدورة وزوجته التي لم يحب غيرها.
بينما ماهر يقف بجواره وقد إجتاحه شعور قوي بالضيق فحمحم بحرج ثم حاول الفصل بينهما فرفع يده يضعها على كف جده التي يحتضن به لونته مرردا بضيق:
-أحممم..ياا جدي..خلااااص.
رفع الوراقي رأسه وابعتد عن لونا وهو يرفع احدى حاجبيه فحمحم ماهو من جديد يبرر:
-أصلها جايه تعبانه من السفر
-غيران عليها مني يا واد؟
قالها الوراقي ساخراً فتخبطت ملامح ماهر ليكمل الجد:
-امك كانت بتسأل عليك روح طمنها انك رجعت وسيب لي لونا عايزها في موضوع
-موضوع ايه؟!
-الله؟! وانت مالك...أما ان أمرك عجيب ..روح لامك يالا روح.
تحرك ماهر على مضض وصعد لوالدته ليلتف الوراقي للونا يبتسم بإنشراح وهو يرى جمالها البديع ثم قال:
-سبحان مين خلقك.
نظرت له ببرود والصمت هو المقابل ليسألها:
-ماهر اتجوزك صح؟
-وكمان عارف!
-دخل عليكي؟
-زي ما عملت في جدتي.
رشقته بسكين في صدره متعمده جعلته يغمض عيناه متألما تهاجمه ذكريات الماضي، ثم فتح عيناه بصعوبه وقال:
-بس بلاش انتي تعملي زي هنيه وتسبيه وتهربي.
-هربت بعارها...الي هو اصلا عارك وانت السبب فيه.
-خلاص يالونا ماتبقيش انتي والزمن عليا انا باخد جزاتي كل يوم بالحيا...وعلى فكره زي ما انا غلط هنيه كمان غلطت لما رفضت ترجع لي.
-لما رفضت تعترف بالحمل وانكرت عشان مراتك ..كنت عايزها تعمل ايه بعد ما ولدت وانت مفضل الفلوس عليها وعلى بنتك..أمي الي بسببك انت وعيالك فضلت تعاني من الربو طول حياتها.
-عارف ...عرفت لما كبرت وجت تعيش معايا.
-عرفت؟ عرفت ايه؟! انها اترمت وهي عيلة قدام الملجأ بعد ما امها ماتت وفضلت طول الليل في المطر لما كانت هتموت باعجوبه نجدوها.
-ماكنتش اعرف ولما عرفت اخدتها تعيش معايا.
هتف مدافعاً لتصرخ فيه بقهر:
-قصدك لما فوقت..لما شبعت فلوس دورت عليها بس هي كانت عاشت اليتم وابوها عايش وهي عارفه انه عايش وعارفه هي بنت مين ومع ذلك عمرها ما فكرت تجي لك...انت حتى لما اخدتها من الملجأ اخدتها غصب عنها وأول ماجالها فرصه تهرب هربت واتجوزت ابويا....وجه حفيدك يعيد القصه تاني وانت قاعد تطلب مني ابقى زي هنيه.
مالت على أذنه وهتفت بشماته:
-على فكرة ماكنتش بتكره قدك.
قالتها من هنا وتجمد وجه وجسد الوراقي من هنا يهتف فيها:
-ماتقوليش كددده
-هي دي الحقيقة
-لاااااا
على صراخه فهرول ماهر يقتحم الغرفه ليصدم وهو يرى هيئة جده ليتقدم منها يسأل بلهفه:
-في ايه؟! ايه الي حصل ياجدي؟
نظر لها بغضب يسأل:
-قولتي له ايه؟!
المقابل منها كان البرود والتشفي مما صدم ماهر وزادت صدمته وهو يجد جده يحاول التحدث رغم تعبه:
-ماقالتش ...حاجه،مافيش حا..جة
-تعالي معايا
جذبها بحده ليناديه الجد:
-خدها لاوضتها ترتاح ماتخفش انا هاخد الدوا وهبقى كويس..خدتها لاوضتها يا ماهر وعينك عليها...عينك عليها يا ماهر اوعى تغفل عنها.
كان يتحدث بتقطع وتعب لكن فيه من التحذير مايكفي للفت انتباه ماهر.
فسحبها معه وخرج من الغرفه يصعد بها السلم متسائلاً:
-انتي قولتي له ايه؟
-أهو عندك روح أسأله.
-طريقتك مش عجباني ولازم تتغير.
-حاضر.
قالتها ببساطة أثارت الرعب داخله لكنه لم يبين او يعلق بل عمد للخروج من الغرفه مردداً:
-مش عايز مشاكل يا لونا خصوصاً النهارده،عندنا لونشج جديد وانا خاطف كام ساعه عشان اقدر اجيبك من المطار وارجع اتسحل في الشغل لو سمحتي لمي الدور.
لم تعقب كل ما تريده هو ان يبصق كلماته ويذهب من أمامها الأن وقد فهم ما بقلبها فغادر.
لكنه توقف متيبساً يسمعها تردد بصوت قوي ثابت أرعبه:
-على فكرة أنا فكرت وقررت.
إلتف إليها ببطء شديد خائف جداً ثم سألها بعيناه لتكمل:
-مش موافقه؟
ماذاااااااا؟
لم تكتفي لهنا وحسب بل اجهزت عليه بقوة:
-ومش عايزه حتى إعلان جواز ولا إعلان طلاق عايزاك تطلقني كده وخلاص..وكفايه الي اخدته مني.
الى هنا وتوقف الزماان
أخذ يقترب منها بخطوات بطيئة خاليه من الحياه..وجهه شاحب وعيونه ميته، يردد:
-سمعيني تاني كده قولتي ايه؟
-الي سمعته يا ماهر...أنا عايزه أتطلق وكفايه عليك الي اخدته مني.
احتدت عيناه واقترب منها يقبض على ذراعها يغرس أصابعه في لحمها هاتفاً:
-كفايه عليا الي اخدته منك؟!!
هزها بعنف صارخاً فيها:
-أنتي أصلاً كلك ع بعضك بتاعتي..أخد شويه أخد كتير اعمل فيكي ما بدالي.
همت لتحد عليه تعلمه انها ليست دمية بين يديه لكنه نفضها من يده وردّد بنبرة باردة مغيره عن ذي قبل بثواني:
-براحتك...مش عايزه أعلن جوازي منك براحتك...بس افتكري أني كنت مستعد اعمل كده وانتي الي من كل عقلك رفضتي.
هم لأن يتحرك مغادراً لكنها أوقفته:
-استنى هنا انت رايح فين؟ انت مش قولت لي براحتك..يالا كمل وطلقني.
اغمض عيناه يردد وهو يحاول تمالك أعصابه:
-بلاش تخليني اتغابى عليكي.
ضرب بأصبعه على مخها يردد بحده:
-فكرة الطلاق دي تشيليها من دماغك عشان لو السما انطبقت على الأرض مش هيحصل.
-انت مش قولت...
قاطعها بصياح:
-أنا قولت إعلان جواز ماجبتش سيرة طلاق نهائي...انا خيرتك تجيبي طفل واعلن جوازنا أو ماتجبيش مش اكتر من كده...احلامك الي في دماغك خليها أحلام.
أسبلت جفناها بتعب...حاولت التحدث معه بهدوء:
-بص يا ماهر...احنا مش مرتاحين مع بعض وانت مستقبلك هيبقى احلى مع جميلة بينكم خطط ومشاريع وملايين وحاجات كتير مشتركة، انا مش هنكر اني متضايقة منك بس والله مستعده أسامحك وهعتبر انك تطلعني سليمه من البيت وتحميني من عمي وانه مايتعرضليش تاني وانك قدرت تطلع بابايا من تحت ايده وبتعالجه في مستشفى كويسه وأنك سفرتني واجرت ليا بيت دول مهري ومؤخري كمان وكده انا مرضيه مش مشكلة بس ننهيها بهدوء ومش عايزه والله اكتر من كده.
كلامها كان يدك حصونه دكاً دنيته تنهار أمامه الان..هي ببساطة تريد سحب أنفاسه منه تظن نفسها مجرد فتاة تزوجها.
صدقت كل طنونه ومخاوفه..لونا فتاة لا يستهان بها هي فقط كانت بلا شخصية وعلى مايبدو أنها بدأت تكونها على كبر..وكل ذلك لا يتنافى مع كونها ذكيه ولسانها معها كل ماكانت تحتاجه هو الجرأة والخبره والتعرف على نفسها لتكوين شخصية وها قد بدأت تفعل وبدايتها كانت بمواجهته أو بالأحرى تحديه.
فردد بنره أخافتها:
-يعني انتي كنتي مسافرة عشان تستقوي بالسفر وتقدري تستقلي بعيشتك مش كده؟
-كله كان برضاك ولغرض معين في دماغك انا لسه ماعرفوش بس وفيها ايه يا ماهر.
تقدمت منه ومسكت يده بكفها تحدثه، أول ما لمسته إقشعر ورفع عيناه لها بلهفة متأثر بها لتقول:
-ليه عايز تاخذ مني كل حاجه؟ليه تكسرني؟ ماتنهيها بشياكة يا ماهر واعتبرني ذكرى.
-ماقدرش...أفهمي...أنا روحي فيكي.
مستها كلماته...لأول مره يخترق حديث ماهر جدار قلبها، تقسم انها شاهدت الصدق واللهفه في عيناه كما شاهدت غلالة من الدموع.
أسبل عيناه بتعب يكبح دموعه ثم فتحهم يردد:
-كنت مستني أن أضعف الأيمان ترفضي تجيبي طفل كنت هقرص ودنك شويه وبعدها هعلن جوازنا بردو ماقداميش حل غير كده لاني غصب عني ناوي اكمل عمري معاكي ومش عايز أكمله في السر، كنت هعلن الجواز وافسخ الخطوبه وطز في اي فلوس أو مصلحه بس كنتي قولي موافقه،شارياك يا ماهر بس بلاش خلفه دلوقتي..كنتي بلي ريقي بأي كلمه، لكن انتي...رفض رفض رفض.
هزت رأسها بجنون ماعادت تتحمل..كل السبل معه موصدة يرى نفسه غير مخطئ وكأنه لم يرتكب في حقها أخطاء فادحة ويعاملها بطريقه غير أدميه.
فصرخت فيه:
-ماتتكلمش كأنك مظلوم وانا ظالمه..أنت عارف انت عامل فيا ايه...طلقني وسيبني أشوف حياتي..سيبني لحد يحبني.
انتفض بعيونه اللهب قبض على ذراعها يهتف ويهزها:
-قولتي ايه؟ انطقي...قولتي ايه؟
صرخت متألمه:
-سيبني يا ماهر.
-اسيبك عشان تروحي لغيري
-سيبني بقا حرام عليك سيبني سيبني...
صوت صراخها كان عالي أخرج كمال وچنا من غرفتيهما.
اتسعت عينا كل من كمال وچنا وهو يراها قد خرجت متسرعه من عرفتها بمنامتها المكشوفة، اتسعت عيناه بصدمه وشهقت چنا برعب لم تتوقع أن يخرج كمال .
دلفت للداخل سريعاً تغلق عليها الباب فيما وقف كمال يحاول إستيعاب ما رآه وهل رأه من چنا الصغيرة؟ هل كبرت چنا؟!!!
أخرجه من تساؤلاته صوت صراخ لونا المتصل ليسارع بالدق على الباب قم إضطر لاقتحام الغرفة بعدها ليحاول الفصل بين لونا و ماهر الذي هتف فيه:
-أنت ايه الي دخلك ازاي تدخل كده من غير ما أذن لك؟
-مش وقته يا ماهر...سيب ايد البنت
-هو ايه الي مش وقته..واحد ومراته انت مالك؟
نجحت في الإفلات من تحت يديه ولفت تحتمي في ظهر كمال منه..
إلى هنا وجنّ جنونه وصرخ بغضب أعلى:
-انتي يومك مش معدي النهارده؟! كله كوم وعملتك دي كوم تاني.
جذبه كمال يحاول الخروج به من الغرفه مردداً:
-تعالى معايا يا ماهر...تعالى.
أخرجه من الغرفه بصعوبه إلى أن وقف في نهاية الممر يسأله:
-في ايه يا ماهر..هو انت على طول معاها كده كله خناق وزعيق…انا لولا دخلت عليك كان زمانك بالعها.
هتف ماهر بحرقه ولوع:
-مش طيقاني يا كمال …البت مسففاني التراب.. حارق نفسي عليها وهي مش شيفاني…مش شيفاني يا كمااال.
-أنت السبب.
-نعم؟!
-أيوه…ده البطلة في فيلم ذا ليون كينج حبت قرد…قرد عشان اهتم بيها…وانت اصلا دخلتك معاها كانت زفت وتعاملك قطران…مستني ايه ؟! حد قالك انها مازوخيه مثلاً؟!
صمت ماهر وعلى مايبدو ان حديث كمال نجح في اختراق عقله فهدأ قليلاً ونظر له ليكمل كمال:
-عاملها برومانسية شويه يا ماهر…اهتم بيها واديها الأمان هي كده ولا كده مش هتعرف تفلت من تحت إيدك انت ابن عمي وانا عارفك.
لكن رد ماهر عليه كان على عكس المتوقع حين قال:
-لا مش هدلع ولا هدادي…أنا الي يبيعني أبيعه…انا اديتها فرصتها وهي الي اختارت خلاص اشوف مصلحتي بقا.
-يعني ايه؟! مش هتعلن جوازكم؟
-لا؟
-يعني سلمت وهتطلقها؟!
-مستحيل…لونا هتعيش وتموت مرات ماهر الوراقي.
ابتعد كمال خطوة عنه يردد:
-انت عايز ايه يا ماهر…عايز ايه؟!
-عايز أدبها…أنا بقا هربيها وأعرفها ان الله حق
-انت حاله ميؤس منها…انت عايز تفضل تعبان مع ان الحل والدوا في ايدك.
وقف ماهر محتار يفكر في حديث كمال وكبره يمنعه.
الى ان ورده اتصال فرفع هاتفه يبصر اسم المتصل ففتح المكالمة على الفور يقول:
-منتصر باشا ..اهلاً وسهلاً
-أهلا ماهر بيه..انا قولت أكلمك بنفسي وأعرفك أننا خلاص جبنا الواد اللي اسمه الدوكش ده وأخد أربعه في أربعه.
-بس عايزك ماتعتقوش الا لما ياخد الحكم المتين ويترمي في السجن.
-ماتشغلش بالك انت كله تحت السيطرة.
-مانحرمش منك ياباشا..هعدي انا عليك بقا .
-منتظرك يا كبير…يالا مع السلامه
-سلام.
اغلق الهاتف وتنهد بارتياح ليسأله كمال بشك:
-هو في ايه؟! ومين ده الي عايز تحبسه.
توترت ملامح ماهر ثم قال وهو يستعد للمغادرة:
-مش وقته .. لازم أتحرك دلوقتي عشان تجهيزات الحفله.
هتخلي لونا تحضر.
-تحضر اه عشان ترجع بخمس الاف عريس..هو انا ناقص يا كمال؟ انت تجيب چنا معاك وبس سامع؟!
لم يجيب عليه كمال لكن ماهر تحرك مغادراً
مرت الساعات وبصعوبه اقنع كمال لونا بأن تخرج معهم وتذهب للحفل.
وهي أرتضت وذهبت لأساب كثيره أولهم مجابه ماهر والتمرد على أومره.
جلست بالحفل…عروس جميلة بأبهى طله وحله..كانت ناعمه لذيذة وملفته.
الكل ينظر عليها وهي تتابع ما يحدث جلست تتذكر ماسمعته أثناء عودتها من المرحاض…خالها والد ماهر يقف مع والد جميلة خطيبته يبرم عدة صفقات بملايين وقهقهاته العاليه الجشعه تملأ المكان.
فاخر يقف مع عم جميلة ومعهم رجل ثالث يضحك بقوه…تلك الضحكه تشع بالمال…يفوح منها رائحة مصلحة كبيره.
محمد الوراقي يجلس مع كبارات البلد يبتسم بكياسه ويتحدث بوقار من يصدق ان هذا الرجل قد فعل بفتاه وطفلتها مافعله…ضحكت ساخرة بألم فصدقاً المال ينظف.
لمحت عيناها ماهر خرج من خلف كواليس المسرح الكبير…ابتسمت بلا إرادة وهي تراه يرتدي بذلة تكسيدو سوداء رائعه عليه.
شعرت بالمقارنه والغيره وهي تراه يقدم من جميله المتأنقه في فستان غالي جدا جداً يعطيها بعض الاوراق يتحدث بمهنيه واحترام وهي تجيب عليه بحرفية سديده ثم تتحرك بثقه تنجز بعض المهام.
هي أيضاً توقف بها الزمن…وشعرت بتوقف الأصوات ترى حياة الكل تسير وهي الوحيده الخاسرة..عزام وفاخر المتسببين في إصابة والدتها بالربو يجلسون متهنيين بل ويجنون المزيد من المال وهي قد ماتت والدتها.
الكل يربح حتى ماهر فاز وتسلى عليها…هي الوحيدة الخاسرة.
وقتها تجلى بأذنها صوت مستشارتها النفسية وهي تعيد عليها أيات استدلت بها"وما ظلومنا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
تعلقت بأذنها وباتت تتكرر
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ولم تخرج من صمتها سوى على صوت ماهر الغاضب الذي تقدم لعندها حينما اكتشف وجودها يردد:
-انتي بتعملي ايه هنا؟؟
صراخه لم يرعبها بل جعلها ترسم على شفتيها إبتسامة رقيقة، ناعمه أثارت رجفته وإستغرابه ثم وقفت تقترب منه لتحدثه ومن هنا تبدأ فصل جديد في قصتها معه تقسم ان يصبح في صالحها لن تصير ضحيه كجدتها.
#سيطرة_ناعمة٢٤
من ذا الذي لن يلاحظ وجود لونا في المكان؟ وأي تجمع هذا الذي لن يتوتر بمجرد دخولها فيه.
فستنانها السماوي المنفوش جعلها كسندريلا العصر الحديث، ملامحها خلابه وقوامها أخاذ.
بالأساس لونا طاقتها مختلفة وطلتها لها جاذبية، حضورها ملفت،مميز ومثير.
بالطبع لاحظها بسهوله فخطفت لبه وإثارت حواسه ثم جننت عقله؛ اندفع من عند المنصة بعدما كان قاب خطوة واحدة من إلقاء كلمته على الحضور.
نزل من على المسرح كله وذهب لعندها ملفتاً أنظار الجميع.
وكلما اقترب زاد جنونه تصاعداً بازدياد إتضاح جمالها الملفت وهو يعلم ذلك...اقسم لن يجن بسببها وليس ذنبه مطلقاً انها ذات جمال وجاذبية.
اتسعت خطواته حتى اقترب منها مد كفه يغرسها في لحم ذراعها يوقفها عنوه وهي شهادة حق انصاعت ليداه ووقفت معه تقترب من جسده كما ساقتها يداه.
صرخ فيها بأعين غاضبة:
-انتي بتعملي ايه هنا؟! وازاي تخرجي من غير أذني؟
بللت شفتيها بتوتر، كل ماستفعله جديد عليها، قررت تجربة أسلوب جديد معه كي تهدئ اللعب ريثما تدرس الوضع لذا لم تذهب لطريقتها المعتادة في الرد عليه وجربت ان تقول:
-ماكنتش عايزني اجي؟!
-أه
هل أخفقت ولا تملك تأثير عليه؟ هكذا سألت نفسها فرده مازال متجهم غاضب، لم تكن تملك خيار التراجع لذا عمدت لإكمال الجرعه فتبتسمت له وهي تمد كف يدها تلمس ذراعه الغليظة تقول:
-ليه كده يا ماهر؟
أين ماهر؟!! وقد ضاع ماهر.
ماذا تنتظر وقد نطقت اسمه بطريقه ماسه ومحببه مستخدمه صوتها الذي هو متدلع من الأساس جعلته يحملق فيها تائه، هائم، عاشق، ذائب في سحر لونا....لونته المغوية.
رفرف بأهدابه...كانت كعلامة صح ☑️ علامة نجاح...بهتت ملامحها،هل نجحت؟! هل تمتلك ذلك التأثير عليه كما أخبرتها مستشارتها النفسيه و كما قالت لها صديقتها سما صباحاً
-مش بترد عليا ليه؟
سألت مترقبه...هي الأن في حالة تتبع ومراقبه تختبر وتنتظر النتيجة لتكون فكرة .
رأته وهى يجول بعيناه على ملامحها ولاحظت ابتلاعه للعابه بصعوبه،بعيونه تيه أنار بصيرتها وأصابها بالدهشة.
كانت كمن لُقم رأسه بحجر، فهل هي تملك كل ذلك التأثير على ماهر؟ ماهر؟!! معذبها؟!
نجح أخيراً بإخراج صوته..وهو لا يرد اخراج صوته بل يريد تقبيلها والأن.
لجم نفسه بمهاره...حمحم بحرج ثم رد:
-أاا...
هكذا كان جوبه...متووول...كيف خافت منه وأخذته خصماً ولو ليوم...الغبية لا تعلم انه جند من جنودها وتحت إمرتها...سلطتها عليه قويه، هي فقط من كانت لا تعلم أو بالأحرى لم تكتشف بعد.
ملت سريعاً، وكادت ان تعود لعادتها القديمه وتصرخ فيه الا انه قد جاوب وقال بصوت عاشق:
-مش كنتي تقولي انك جايه، على الأقل كنت جيت مع مراتي.
سبته ولعنته داخلها هو يكرر كلمة (مراتي) دوماً (مراتي مراتي مراتي) ربما قريباً سيصبح إسمه ماهر مراتي، لقد ملت منه..لا يترك جمله إلا ويحشر بها كلمة (مراتي).
زاغت بعينها على جميلة،علم تنكر، يجب ان تُقر....هي تغار من جميلة.
تقارن نفسها بها دوماً .
جميلة المدللة التي يحسب لها الجميع الف حساب بما فيهم ماهر الذي لم يكف عن إذائها والتقليل منها.
شعور سئ إجتاحها، تمكن منها، كانت بحاجة للشعرر بالفوز، بالتفضيل ولو لمره لذا ابتسمت مجربه تقول:
-جميلة جايه على هنا.
لم يشح بعينه من عليها، لأنه لايقدر؛عينه تعشقها، معلقه بها..فقط تنهد وقال:
-مش مهم.
ابتسمت فأكمل:
-مش مهم أي حد غير لونا.
شعور جميل إجتاحها تريد منه المزيد ربما أعاد لها ثقتها المفقودة بنفسها...ستجرب إستعمال ماهر، لما لا فقد دفعت ثمن كبير مسبقاً يحل لها فعل أي شيء .
كادت ان تتحدث مجيبه لكن جميلة كانت قد اقتربت تقول:
-ايه يا ماهر لازم تطلع تقول البرزنتيشن قدام الناس مافيش وقت.
زمت لونا شفتيها بضيق...لقد تجاهلت جميلة وجودها..أسبلت جفناها تشعر بالإهانه لتهتف:
-أاه.
اتسعت عينا جميله وهي ترى إنتفاض جسد ماهر بلهفه يتلقفها بين ذراعيه هاتفاً:
-مالك في ايه
ترنحت متقنة التمثيل تقول:
-شكلي دوخت
هتف في جميلة أمراً:
-جميلة روحي بسرعه هاتي لها اي عصير....بسرعه اتحركي.
صرخ فيها بعنف اتسعت لأثره عينا جميله لاتصدق ان ذلك قد حدث معها.
تحركت بصدمه بينما لونا ترقص بداخلها وهي لازالت تستند على جسد ماهر تتكئ برأسها على كتفه وهو قد مد يده يمسح بكفه على شعرها يسألها بوله:
-مالك يا روحي.
-مش عارفه دايخه قوي.
وجدت نفسها قد جاوبت لما جاوبت فهل تعلم انها هي روحه كما وصفها؟ يبدو ان عقلها على علم بذلك...هكذا شردت مفكره تلتقط التفصيل، خرجت من شرودها على صوته يسأل:
-من ايه الدوخه بس؟ حامل ولا ايه؟!
هزت رأسها بيأس منه، مجرد الكلام أثار خوفها و وقع الكلمه على قولونها العصبي فعل به الأفاعيل وهي بالأساس تعلم انها تمثل..فماذا لو كانت حقيقة.
مرت دقيقة وهو يأحذها بأحضانه إلى ان حضر نادل معه العصير فقالت لماهر وشفتيها متقوسه ببراءة مزيفه:
-مرضيتش تجيب هي العصير.
-مش مهم مين يجيبه المهم تاخديه وتبقى كويسه.
هو لم يكذب أو يتجاهل ولم يتلاعب، ماهر بالفعل غير مهتم بأمر جميلة وما قد تفعل أو لا تفعل وبموقف كهذا كل ما يهمه ان العصير قد حضر لحبيبته ولا يرغب بالتفاصيل.
أعطاها الكأس يقول:
-يالا ياحبيبي اشربي عشان تبقي كويسه.
-حاضر.
=ماهر...ماهر...انت قاعد هنا وسايب الدنيا تضرب تقلب قوم يالا عشان البرزنتيشن
زم شفتيه بضيق وهو يرى ويسمع عمه الغاضب فقال:
-ماشي ياعمي دقيقة وجاي وراك.
-مش دقيقه يالا دلوقتي حالاً...ايه الي مقعدك مع البت دي ومالك مقعدها في حضنك كده .
-ولو فضلت تزعق كده هقعدها على رجلي في نص الحفله وخليها تخرب ماتعمر بقا.
-للدرجة دي يا ماهر
-أنا على اخري يا عمي....عدي معايا الليله أحسن.
-ماشي يا ماهر...حسابنا مش هنا.
كاد فاخر ان يتحرك مغادراً بغضب لكنه توقف متخشباً يسمع صوت تلك الفتاة تردد بغنج:
-خاااالووو فااااخر.
التف لها ببطء ليجدها تعطيه نظره لامعه من عيناها ثم تلتف برأسها لماهر تقول:
-روح معاه يا ماهر انا بقيت كويسه
-متأكده؟
-متأكده قوم روح يالا.
صك فاخر أسنانه وعادت لونا تبتسم له بكبر منتصره ليأكله الغضب ويهتف في ماهر:
-أخدت الأذن منها خلاص؟! لا مسيطر...قوم قوم دي شكلها ألأيام الجايه هتبقى مقندلة.
تحرك ماهر بالفعل وأول المصدومين كانت لونا....هي بالفعل غير مصدقه تحاول فقط أن تستوعب...هي تملك سلطة كبيره جداً على ماهر وهي لا تدري؟!!
فجلست تبتسم شاردة تتذكر ماحدث منذ ساعات قلال غيرها وبدل تفكيرها ذلك التغيير الجذري.
عودة بالزمن قليلاً
كانت تجلس في غرفتها حزينة تفكر في مخرج لورطتها وكيف تتخلص من ماهر لتتفاجأ بدقات متواصلة على باب غرفتها ولما فتحتها صعقت وهي ترى من تقف أمامها.....سما .... كيف ومتى ولما؟!
-مش هادخليني زي ما بترديش عليا ولا ايه؟
-جيتي هنا ازاي؟
-سألت وجيت رنيت الجرس والخدامة فتحت لي وجابتني لأوضتك...هتدخليني ولا امشي انا اتمرمط على ماعرفت أوصلك هنا.
لفت لونا وجهها ودلفت للداخل تاركة الباب مفتوح تقول:
-أنا مش بكلمك
-ليه؟
احتدت عينا لونا وهتفت:
-والله؟! انتي بجد عيلة باردة ومستفزة و واطيه وخاينه...أنا كل مره كنت بحتاجك مش بلاقيكي...اتصل ماترديش..سبتيني وخلعتي في عز أزمتي...ده أنا سافرت واتغربت وروحت ورجعت وانتي ولا انتي هنا،
زمّت سما شفتيها تردد:
-صح انتي كان حاصل معاكي كل ده فعلاً وهو هم كبير بس تعالي بقا شوفي انا كنت بواجه ايه في الفترة دي انا صحيت في يوم لاقيت كل حياتي الي ببنيها اتهدت...محمود طلع يعرف واحده عليا ومتجوزها بقاله سنه وانا نايمه على ودني ولا دريانه واكشتفت بالصدفه ولما واجهته بدل ما يلم الدور بجح وقبح وساب البيت وقطع عننا المصروف وابني الصغير كان لازم يعمل عمليه حفيت وراه و ورا امه عشان يبعت فلوس رافض كأنه بيأدبني كأني انا الي كنت اعرف عليه واحد..وانا طول الفتره الي فاتت في محاكم وقعدات بنحاول نوصل لحل ولا نوسط حد عشان نخرج بالمعروف ويديني حتى حقوقي العاديه ولا يبعت لعياله فلوس
كانت لونا مصدومه محبطه وهي تستمع لما مرأت به سما وحدها وهي لا تعلم، ظلمتها وهي لاتدري..ظنتها تتنكر لها بينما سما كانت بهمها غارقه.
حاولت التحدث تبحث معها عن حل:
-طب وشغلك
تنهدت سما:
-ماهي صحيح المصائب لا تأتي فرادا..أخت البيه واصله وخلاتهم يمشوني من شغلي.
-ازاي ده انتي بقالك سنين فيه وعامله شغل حلو قوي.
-مش عارفه يا لونا بجد مش عارفه...سيبك من مشاكلي دلوقتي وقوليلي انتي عامله ايه و وصلتي لايه مع ماهر؟
-اقول ايه بس ولا احكي ايه في الي انتي فيه ده هو انتي ناقصه.
-ياستي مالكيش دعوه انا جايه اتطمن عليكي طول الفتره الي فاتت ماعرفش عنك حاجه.
زجرتها بعيناها تكمل معاتبة:
-انتي بردو قلبتك وحشه ولما بتزعلي بتقلبيها غم.
ضحكت لونا فتلك حقيقتها بالفعل لتكمل سما ضاحكة متعجبه:
-مين يصدق ان الملامح الكيوت البريئة دي قلبها اسود بلاك لا بتنسى ولا بتسامح.
شهقت لونا تردد مدافعه:
-بس بدي فرص والله..
-لكن أول ما الفرص تخلص...بتبقى سنه سودة.
ضحكت لونا فسألتها سما:
-هاااا...عامله ايه مع ماهر ومع العيله دي
نظرت لونا أرضاً فسألتها :
-هو انتي ليه مافضحتيهوش قدام عيلته وقولتي ان ابنهم متجوزك انا لو مكانك كنت هعمل كده ومن بدري.
-خوفت.
-نعم ياختي.
-كانوا هيتهموني اني انا الي غويته مانا سمعتي سبقاني بقا.
-منه لله عمك ...بس بردو مايقولوا عادي.
احتقنت عينا لونا بالدموع واحمر وجهها الذي اخذت تهزه رافضه:
-مش عادي...مش عادي ابداً يا سما...انتي ماتعرفيش انا بيحصلي ايه لما حد بيقول عليا كده..كأن خناجر بتقطع في قلبي.
زمت سما شفتيها مشفقه على حال صديقتها لكن تجعد مابين حاجبيها وهي تسمع لونا تكمل بتردد:
-وفي سبب كمان.
-ايه هو؟
-بصراحة...مستنيه اجيب اخر ماهر...عشان مابقاش ظلمته زي ما بيقول...مستنياها تيجي منه...مش المفروض ان انا الي اقف وأشهر أنا جوازي وأدافع عن نفسي...يعني لما انا اعمل كده هو كراجل لازمته ايه؟
-مش عارفة اقولك ايه عندك حق في كل كلمه ولو ان وضعك ده صعب بس...صراحه عندك حق وو..
كادت ان تكمل حديثها لولا اندلاع صوت صراخ قادم من غرفة أم ماهر وقفت الفتاتان وكل منهما تسأل:
-في ايه؟!
-مش عارفه..بس ده صوت طنط مامت ماهر..في ايه؟
خرجوا وكذلك الجميع حينما ازداد إرتفاع الصوت مختلط بصوت آخر يعرفونه مستمر في القول(ايه الي بتعمليه ده وطي صوتك)
هرولت جنا وكمال وكذلك لونا وسما في ظل غياب ماهر بتحضيرات الحفل وجيلان تحضر نفسها للحفل في أحد صالونات التجميل.
اقتحم كمال الغرفه وكلهم من بعده ليروا عزام هو من بالغرفه معها يحاول الاقتراب مستغل ان لا حول لها ولا قوة وهي ما ان فاض بها صرخت:
-ألحقوووني...أبعدوه عننني.
ولم يفطنوا ممن تصرخ ومن ذا الذي تصرخ منه الا بعدما اقتحموا الغرفه وصعقوا مما فهموه...
كانت "نسرين" تبكي بألم وحرقه شعور بالنفور والعجز متملكان منها...اقتربت منها ابنتها تحتضنا مردده:
-في ايه يا ماما...مالك.
-ابعدوه عني..أبعدوه عني.
تقدم كمال:
-ممكن تتفضل معايا ياعمي لو سمحت.
ليهتف عزام بغضب بعدما تم فضحه بتلك الصورة أمام الجميع:
-عجبك كده...فرجتي العيال علينا.
-امشي من وشي بقا...حل عني بقااا.
للحظه شعوت لونا بالخوف وتبدل الأدوار...ماهر هو عزام وعزام هو ماهر وهي لجواره بنفس ضعف نسرين.
حاول كمال ان يتحدث وهو يرى صراخ ودموع زوجة عمه:
-يا عمي لو سمحت سيبها دلوقتي مايصحش كده.
صرخ عزام بغضب ووجه مكشوف لا يبالي سوى برغبته الملحة:
-هي ايه ألي مايصحش يا واد انت هو انت الي هتعلمني ايه يصح وايه مايصحش.
هتفت نسرين دامعه:
-امشي واخرج بقااا.
تقدم منها يهتف متملكاً:
-شكلك نسيتي انك لسه مراتي و وقت ما أعوزك تكوني موجوده.
صدم الجميع من حديثه وأولهم چنا..لا تسوعب ما فهمته وما يطلبه والدها من أمها العليلة لتهتف فيه:
-هو انت مش اتجوزت راجع لها ليه؟!
-اخرسي يا قليلة الأدب...عاجبك كده فرجتي علينا العيال.
-قولت لك سبني...مش عايزاك...حل عني...اعتقني لوجه الله وطلقني.
-مشش هطلقك يا نسرين...نجوم السما اقربلك.
تدخلت چنا من جديد :
-طلقها بقا وأرحمها.
-بترفعي صوتك عليا يا قليلة الأدب.
ورفع كفه كي يصفعها بعنف الا أن يد كمال كانت الاسبق واوقفه بغضب محذراً:
-عمييييي.
نظر عزام بغضب على يد كمال الغليطة التي أوقفته عنوه يهتف:
-أنت اتتجننت يا كمال.
سحب كمال نفس عميق ثم قال:
-بلاش ياعمي...جنا لسه صغيرة ومش حملك ...تعالي معايا لو سمحت ماتنساش عندنا حفله مهمه النهاردة.
بصعوبة تحرك عزام ليس لأنه أقتنع بكلمات كمال بل لأنهم اجتمعوا وفضح مراده وفسدت عليه الليلة التي حلم بها.
خرج مع كمال الذي قال لجنا:
-جنا خليكي هنا مع ماما وانا هبعت لك حد بعصير ليمون يهديها.
خرجت لونا مع سما خلف كمال يسمعونه هو يقف معه بأخد الزوايا مردداً:
-في ايه يا عمي...الست تعبانه ونايمه دايماً في سريرها..مش حملك.
اتسعت عينا كل من لونا وسما وهما يسمعون رده الفج:
-أنا مش محتاج حركتها في حاجه هي عجباني كده.
-ولما هي عجباك لسه روحت تتجوز غيرها ليه؟
-هي الي هجرتني...وحرمت نفسها عليا...واصلاً انا اتجوزت جيلان عشان امها واخوها شغالين في مصلحة الضرايب وبيظبطوني لكن لا جيلان ولا غيرها قدروا ينسوني نسرين ولا يوم من أيامها.
-أستغفر الله العظيم...طب يا عمي سيبها تهدى وهاتها لها واحده واحده.
-مانا ياما حاولت...مش عاجبها...لحد ما جبت اخري.
اتسعت عينا كمال مما يسمعه وهو يومياً يوضع بموقف أوقح من ما يسبقه مع عائلته غريبة الأطوار.
فيما جذبت سما لونا تسحبها للغرفتها وتغلق الباب مرددة:
-ده ابوه مش كده؟
-هو
-هو!!! وبتحلمي تفلتي من ماهر…ده أتاريها وراثه في العيله…ماهر ده مش هيعتقك حتى لو بقيتي عضم في قفه…أنا رأيي انك تسلمي.
-للالاا…كله الا كده.
-مش هتعرفي يا لونا…دول شكلهم مش بيسببوا حد من تحت إيدهم.
اقتربت لونا تجلس على الفراش وتهتف بقهر:
-لا ماتقوليش كده…أنا عايشه على أمل اليوم ده…بصي…انا خلاص بقيت بشتغل وليا بيت في روما
-البيت هو الي جايبه يعني انتي كده تحت ايده.
-كمان تلات شهور مرتبي هيتوقى شويه ساعتها أقدّر اجر بيت جديد.
-هيجيبك من شغلك هو يعني تايه عنه.
-هسيبه وادور على غيره…وهقدم منحة دراسه لو اتوافق عليها هقدر اخد شنجن واسافر بالقطر لاي دوله جوا أوروبا و ارفع قضية طلاق وأكسبها واعيش حره بعيد.
-لونا…اصحي…ماهر ممكن مايرضاش يسفرك تاني أصلاً..هو مش عبيط.
-صح…أعمل ايه؟
-جربتي تعملي له البحر طحينه؟
-يعني ايه؟
-هو انتي ازاي مش واخده بالك ان ماهر ممكن يعملك كل الي انتي عايزاه لو بش غرقتيه في العسل.
-ماهر؟ ده جاحد.
-بس معاكي بيقلب قطة سيامي…طب اقولك…جربي…اقله يطمن لك ويسفرك تاني.
عادت من شرودها على صوت التصفيق الحار تراه وهو يصعد للمنصة ثم يقف بكياسة وهيبه يحي الجميع بالإنجليزية.
جعدت مابين حاجبيها وهي تستمع لحديث دائر على طاولة مجاورة من فتيات قد جلسوا عليها للتو حيث قالت أحداهن:
-واو ماهر ده كل مابشوفه بيبقى احلى من الي قبلها … البدله تجنن عليه
وصمتت لتتسع عينا لونا فيما أكملت الاخرى:
-قمر ولا شعر صدره..ياما نفسي أعدهمله.
(تعدهملوا) همست لونا مدهوشه مما تسمع واكملت ثالتهن:
-ماتعرفوش مرتبط ولا سنجل
-أكيد واحد زي ده الف واحدة رابطه نفسها بيه وبتجري وراه..أكيد مش فاضي…بس لا بقا… انا مش ماشيه النهارده الا ورقمه في ايدي وساعتها هعمل المستحيل عشان نتصاحب.
-رايحه فين يا مجنونه.
-رايحه احكها معاه.
ضحكوا بصوت صاخب ولونا لجوارهم تتابع الفتاه تراها وهي تقترب بالفعل من المسرح منتظره نزوله لفتح اي حوار معه فهمست لنفسها متسائلة بأستغراب (هو ماهر حلو قوي كده؟!)
تابعته عيناها تراه يتحدث بلباقة وكياسه وعليها ان تعترف (البذله ستأكل منه قطعه بالفعل)
حديثه منمق وجذاب له طلة النجوم وقد ادركت انه بالفعل نجم مجتمع والكل يعرفه.
رأته وهو يفتتح الحفل بالموسيقى الصاخبه والاغاني ثم ينزل من المنصه وكان بانتظاره رجال وفتيات للسلام عليه وهي تقف بعيداً تطالعه وتتابع.
ماهر حلو؟! معقول؟
-والله كويس …شوفتك صدفه.
رفعت عيناها لتجد طارق يقف أمامها والغضب واضح على ملامحه يكمل بغضب :
-ايه؟! اقولك حمدلله ع السلامه؟
-الله يسلمك.
نطقتها ببرود شديد مما زاد من حدته وغضبه:
-انتي ازاي تسافري من غير ما تقولين لي .
شعرت انها كانت فرصتها التب انتظرتها وقد واتتها لذا شجعت نفسها ثم ردت بقوه وحسم:
-انا مين ادالك الحق تتكلم معايا كده…الزم حدودك من فضلك والكلام بنا يكون بحساب.
بهتت ملامح طارق هل هذه لونا؟
-نعم؟ انتي بتقولي لي انا الكلام ده.
-ايوه…عنئدنك.
همت لتتحرك بسعاده، تود لو ترقص الان…أااه عاليه من الفرحه خرجت منها…لقد تغيرت بالفعل ونجحت في إيقاف أحدهم عند حده شعور لذيذ جعلها تقفز في الهواء مره ثم مره…لقد نجحت…بنت شخصيه وانخذت رد فعل…قفزت رابعاً وتلك المره سقطت على أحدهم.
لتشهق برعب وهي تسمع أصوات سحب خزانه مسدسات وأظلمت الدنيا من الحائط البشري الذي صنع دائرة حولها هي ومن سقطت عليه ولم تكن تشعر سوى بجسد على الأرض يحتضنها وأصوات الرجال تردد:
-أمن الوزير، أمن الوزير…
#سيطرة_ناعمة٢٥
شل الخوف حركتها وشعرت وكأنها هوت بحفرة عميقه، لا تدرك ماحدث بعد ولا على من سقطت لكنها على علم تام بأنها الأن في مأزق.
وأن هناك يد قويه غليظة تحتضنها الأن تتمنى لو كانت يد ماهر الذي تكرهه.
لكنها فتحت عيناها لتصتدم بأعين غائرة حادة غير عينا ماهر وصوت بدأ يخرج يسب وينهر بغطرسة لكن تلجم وانخرس وهو يبصر كل ذلك الجمال أمام عيناه مستشعراً ملمس جسدها الغض بين ذراعيه.
أحياناً الجمال يُفيد...ليس نقمة دوماً فللجمال سطوة تفتح أبواب لمن يتقن إستخدامه فقط.
وقد بدأت تفهم ذلك ببطء وهي ترى تحول حدته ونبرة صوته لأخرى متوولة لتفطن أن سحر جمالها قد فُعل معه.
لكنها مازالت خائفة، مرعوبة خصوصاً من تجمهر رجال عظام الجثه صانعين دائرة بشريه حولهما وقد استمعت لصوت شد أجزاء جماعي لأسلحتهم التي صوبت ناحيتها في الحال وصوت قائدهم يردد:
-أمن الوزير أمن الوزير.
وزير؟!! أطبقت عيناها بتعب هذا ما كان ينقصها فعلاً....
حاولت الوقوف رغم شلل مفاصلها وتسيبها من الرجفه والخوف لكن الحرس تقدموا ليوقفوا الوزير متممين على صحته وانه بحاله جيده ومازالت مسدساتهم موجهه ناحية تلك الواقعه أرضاً غير مهتمين كل همهم السيطرة على الموقف.
يتحدث القائد بصوت صارم:
-معاليك بخير يافندم؟ في اي حاجه؟
أسكته بحركة من يده وهو يقول:
-تمام يا قدري تمام مافيش حاجه.
ومن مد يده كان الوزير بذات نفسه تجاه تلك الحلوة التي رفعت يديها علامة الاستسلام تقول بصوت باكي:
-أنا ماعملتش حاجه والله.
كانت مرعوبه ولم يطمئنها سوى تلك النظرة التي كانت تمقتها وتكرهها سابقاً، نطرة رجل أعجبته أنثى جمالها صارخ...باتت تشم رائحة تلك النظرات من كثرة ما تعرضت لها؛ هنا فقط عادت لرونقها ولم تعد خائفة وأبتسمت داخلياً علمت بأن جمالها قد فُعل سحره وسيحميها، بدأت تلتمس كم انه نافع في فقط من كانت بلهاء وقليلة ذكاء وخبره لم تعرف كيف تستخدمه.
شمت نفسها..وكأنها هنا وبتلك اللحظة اتخذت قرار غير معلن..هي لن تصبح خاسرة من جديد، لن تصبح لعبة، ولن تظل مفعول به، يجدر بها أن تكن الفاعل عليها فقط التريس والتعلم.
زادت ثقتها وهي ترى تكون ابتسامة تحولت لضحكة لكن لم يخف عليها نظرة الذئب الجائع الذي شمل بها جسدها المثير وحاولت التغاضي عنها...كلهم نفس الرجل.
مدت يدها ليده الممدودة فساعدها كي تقف ثم قال :
-أنتي مين بقا يا حلوة؟
نطرت حولها لحرسه وهم مازالوا شاهرين أسلحتهم مصوبه عليها ثم قالت بخوف:
-وانا هعرف اتكلم وانا تحت تهديد السلاح كده؟
قهقه عالياً لتكتمل صورته الأرستقراطية خصوصاً وبأصبعه سيجاره الكوبي مازال يدخنه...
أشار بيده لهم فأنزلوا أسلحتهم فوراً لينظر لها من جديد يقول:
-همم ..خلاص نزلوا السلاح ممكن أعرف بقا مين البنت القموره قوي دي الي وقعت عليا من السما؟؟
لم تكد تخرج صوتها وقد حضر في الحال فاخر الذي شاهد من بعيد تجمهر حوس الوزير حوله مما يعني وقوع كارثه في حفلته و وقوع كارثه مع الوزير شخصياً يعني خسارات لا أول لها ولا أخر وفاخر كلب لمصالحة لذا ذهب على الفور بقلب مرعوب ينتوي السيطرة على الموقف وترضية الوزير وكلما اقترب اتضحت له الرؤية أكثر فزاد رعبه.
المشكلة مع وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية، مشاريعه كلها بخطر.
وما ان لمح "لونا" تلك العاهرة الرخيصة حتى فطن فمن سيخرج كل غضبه، سيلقنها درس قاسي ربما برد فعله العنيف هذا قد يهدأ غضب الوزير.
اقتحم الموقف يعتذر بتدني وخوف:
-في ايه معاليك..انا بعتذر والله بعتذر..يارب تقبل إعتذاري ..وانتي يا...
هم ليوجه حديثه لها يصرخ فيها، يسبها ويهينها وهي تنظر له مصدومة تراه يتذلل معتذراً للوزير وقتها دوى صوت برأسها يخبرها (الكبير في الأكبر منه وكل واحد مهما كان منصبه في حد اكبر منه عايز ينول رضاه)
ولونا كانت متخدة القرار لن تترك فرصه ولو صغيرة لأي شخص يجرحها فيها أو يهين كرامتها لذا هتفت تصرخ فيه تخرس لسانه الذي حاول التطاول لكن الوزير تداخل يحول بين سبه لها وردها عليه يقطع كل ذلك وهو يردد:
-بس بس يا فاخر اهدى...ماحصلش حاجة.
-ازاي بس يا باشا.. بعتذر منك والله بس يعني المهم حضرتك بخير؟ وحصل خير؟
-أنا هبقى بخير اكتر لو عرفت مين البنوتة القمورة دي بسألها من بدري مش عايزة ترد.
التقط فاخر طرف الطعم،(البنوتة القمورة) ضاقت عيناه، هو يشتم رائحة المصلحة شماً وعلى مايبدو أن بالقصه مصلحة لا بل مصالح.
سبحان المعز المذل..حينما تصبح عبداً للمال وللمصلحه فيزيدك الله ذل وهوان وتضيع الهالة والهيبة، فقد تغيرت نبرة صوته على الفور وتحول حرفياً لشخص آخر هي لا تعلمه.
لانت نبرة صوته، لانت لأبعد حد واقترب منها بعدما رسم إبتسامة عريضه متلهفه لحجم المنافع التي قد تصب بجعبته ان أحسن إستغلال الوضع ليقول:
-دي لونا بنت أختي.
اتسعت عيناها وشهقت بتفاجئ وكذلك غضب وسخط..(لونا بنت اختي؟!!!) ألأن فقط باتت والدتهل شقيقته، والدتها الملقبه بالعاهرة الفاجرة الهاربة مع عشيقها؟!
من جلبت لهم العار؟!! من تنصلوا منها ومن سيرتها؟!!! هل الأن فقط باتت لونا ابنة شقيقته؟! ألم يدعوها مسبقاً بالفاجرة ابنة الفاجرة؟!
لم تكن تحتاج للكثير كي تفهم علمت ما بداخله وما ينتويه، وكل ذلك لم يمنع صدمتها وإستغرابها من تحول البشر وتغيير المبادئ عند المصلحة، لكن بالأساس فاخر لا مبدأ له، ليس فاخر فحسب بل تلك العائلة كاملة هكذا.
انتبهت على صوت الوزير يردد بلمعة عين وصوت معجب:
-لونا؟! إسمك لونا؟! أنا أول مرة اسمع بالأسم ده، بس جميل ومميز زيك.
-شكراً..ده من ذوق حضرتك.
قالتها مبتسمة، فقد التمست بداية طرف الخيط وعرفت من أين تؤكل الكتف.
لكنه قال:
-بس أنا زعلان من قوي يا فاخر بيه.
أسرع فاخر يسأل بلهاث:
-ليه بس يا باشا كفى الله الشر.
-بقى يبقى عندك بنت أخت زي القمر كده ومخبيها عننا..ينفع؟!
-وانا اقدر بردو يا باشا...هي بس مش بتخرج كتير ومالهاش في التجمعات والحفلات.
نطقها بسرعه...باتت الرؤية واضحه ومعها مصالح بالكوم، ليكمل الوزير بعدما التف ينظر للونا مبتسماً:
-ده انا على كده بقا حظي حلو الليلة دي عشان تقع لي من السما بنت بالجمال والرقة دي..زي الملايكة بالظبط.
رغم ان حديثه يوترها لكنها كانت تحاول الإبتسام فمد يده مبادراً بالتعرف:
-أنا فاروق دويدار واتشرفت جداً بيكي يا لونا.
مدت ترد السلام:
-أهلاً بحضرتك...الشرف ليا.
=طب ايه هنفضل واقفين كده مش نقعد أحسن؟
قالها فاخر يستغل الفرص وهو يرى عينا فاروق تأكل لونا أكلاً يتحين منها اي نظرة أو ردة فعل أو حتى مبادرة منها على حديثه فمهما كان هو وزير لا يلاقى إهتمامه بلا شئ كما تفعل تلك المغفلة.
ولونا لم تكن مغفلة..بل فطنت على الفور بعد طلب فاخر انه يجهزها لتصبح صيد ثمين وهذا ما ترفضه تماماً.
ليس لكونها نزيهه ولكن لديها مبدأ هو غير نزيه لكنه موجود وهو قرارها بأنها لن تجعل اي شخص يستفيد منها ويستغلها خصوصاً لو كان هذا الشخص من عائلة الوراقي يكفيها إستخدام ماهر لجسمها في متعته.
حتى لو كان تعارفها بهذا الوزير قد يعود عليها بالنفع لكنها لا تريد ذلك النفع لو كان هنالك شخص من الوراقيين سيستفيد منه، بل قد تهدم المعبد على رؤوس من فئه أهون عليها من أن يستفيد فاخر منها.
لذا رفعت رأسها بكبر وتحدثت بغطرسة:
-لا أسفه مش هقدر.
ثم نظرت للوزير تكمل:
-عنئذنك.
تكورت قبضة فاخر بغضب خصوصاً وهو يبصر اتساع أعين الوزير وصدمته الشديدة وكأنه يسأل(هل رفضته للتو؟!!) وبداخله عقله يصرخ ويشير عليها(أنا عايز البنت دي)
التف فاخر يردد باعتداز وتذلل:
-أنا أسف...أنا أسف جداً يا باشا
-إيه اللي حصل من شويه ده؟!
-أص..أصلها..بتتكسف و..هي خجوله جداً...أنا أسف حقيقي أسف.
ليرد الوزير بنبرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني:
-لا أنا زعلان..زعلان جدا يا فاخر.
-لا طبعاً كله الا زعل معاليك انا هجيبها حالا تعتذر لسيادتك...دقايق وراجع لك يا باشا.
تحرك ورائها على الفور ينوي مساواة وجهها بالارض كي تعتبر وتتعلم كيف ترفض له أمراً.
وصل لعندها يقبض على ساعدها بغل:
-انتي شكلك اتجننتي.. مفكرة نفسك مين عشان ترفضي امر أمرك بيه.
نجحت في نفض يده تأمره هي بدلاً ما كان هو الفاعل:
-شيل ايدك أحسن لك.
-والله؟!
-والله، ولا ايه رأيك اجري علىلفاروق باشا دويدار أعيط له واقوله انك بتمد ايدك عليا وبتضربني واطلب حمايته وشوف ساعتها ممكن يحصلك ايه؟
تهللت داخلياً وأبتسمت وهي تبصره قد تراجع خطوة للخلف يعني نجحت.
تسمعه يردد:
-ده احنا طلع لنا صوت.
-لا صوت ايه.. لسه ماعلتش صوتي وروحت قولت لابن اخوك ان شغال معرفااااتي...وبتظبط مراته لواحد يا راجل راجل.
غمزت له باحدى عينيها تسأله بوقاحه وقلبها يدق رعباً من رد فعله على ما ستقوله:
-شغال الشغله دي من زمان ولا ايه؟
بالفعل رفع كفه كي يصفعه بعنف :
-أه يابنت ال..
-اهو ماهر جه احنا نحكمه مابينا.
لف خلفه ليبصر تقدم ماهر الدي نجدها هي ودقات قلبها العاليه برعب فهي مازالت تختبر قوتها وجرئتها.
تقدم منهم ماهر يردد:
-انتي كنتي فين قلبت عليكي الدنيا؟
نظرت نظرة تحدي لفاخر أن يتجرأ وينطق لكنه لم يستطع لحسابات كثيرة، فاضطر لأن يغادر بسخط وهزيمة يتركها شامته فيه، فائزة، ليسأل ماهر مستغرباً:
-هو في ايه؟
-ولا حاجة
-هو ايه الي ولا حاجه انتي بقالك شويه مختفيه كنتي فين؟
-كنت بشوف البوفيه...هو هيفتح امتى انا جعانه قوي.
حرك رأسه وهو يضحك بيأس عليها ثم مسح على معدتها مردداً:
-دي..دي هتوديكي في داهيه دي...ماشيه تدوري على البوفيه؟ ليه مجوعك أنا؟
كانت عيناها متسعه من تصرفه الحميمي وردت بخوف:
-ماهر
-يا عيون ماهر
-الناس يا ماهر.
-مايولعوا .
رفعت احدى حاجبيها تسأل:
-طب وجميلة؟
تنهد بضيق يسأل:
-مالها؟
-مش خايف على مشاعرها؟ هو انت صحيح يا ماهر مفضلني عنها؟؟
-انتي ليه مش مصدقة؟
طالت نظرتها على جميلة المندمجة في حديث راق مهذب مع احدى سيدات المجتمع الراقي تراها بارزة، نجمة الحفل، إبنة عيلة، والكبير والصغير يبجلها، جمالها متفرد ومتعوب عليه و واضح فيه رائحة المال، هي على عكسها تماماً...لونا تشعر بالغيرة الأن...
فتقدم ماهر منها يسحبها لعنده أكثر مردداً:
-والله العظيم ما قادر أشوف غيرك؟
رفع احدى حاجبيه متوجساً يسألها :
-لونا هو انتي عامله لي عمل؟
رمقته بنظرة جانبية كانها تخبره انها بالأساس تتمنى التخلص منه.
لكنها صمتت ماترغب بقوله لن يخدم نواياها...فكرت لثواني ثم همست بدفء:
-على فكرة يا ماهر.
-هممم
-طارق جه وحاول يتكلم معايا.
انتفض بغضب :
-إيه؟
كان يهم ليتحرك ويذهب يبحث عنه لكنه أوقفته تردد متصنعة القوة والحزم:
-بس أنا ما سكتلوش.
توقف ينظر لها بترقب لتكمل بأعين جرو:
-قولت له مايصحش يتكلم معايا تاني انا دلوقتي ست متجوزه وعلى ذمة راجل.
لمعت عيناه مما سمعه:
-بجد
هزت رأسها وهي تبتسم له فضمها بقوه يردد:
-طب أكلك دلوقتي ولا اعمل فيكي ايه؟! ها؟! اعمل فيكي ايه؟!
-تعملي خدمه مش هنساها لك ابداً.
المقابل منه كان الصمت...خاب أمله، ابتلع غصه مؤلمة بحلقه ثم قال:
-خدمة ايه دي بقا
-مش ليا
-كمان..عظيم..لمين بقا؟
-سما صاحبتي...هي شغالة في برنامج راديو ومتهددة تمشي منه وانت ممكن تنقذها
-ازاي؟
-تعلن عندها في برنامجها لو دخلت بإعلان شركة معمار كبيرة زيكم كده المدير مش هيقدر ينطق معاها بحرف
-وأنا ايه الي يخليني اعمل حاجة زي كده واروح اعلن لمشاريعنا في برنامج راديو ومش مسموع كمان ومالوش جمهور حد قالك عليا حد قالك عليا برمي فلوس في الأرض
-ليه والله دي سما شاطرة قوي وبعدين دي خدمه إنسانية...هي و ولادها معتمدين على الشغله دي عشان مصاريفهم بعد ما جوزها اتخلى عنهم.
تنهد يرفع عينيه للسماء ثم قال:
-هعمل كده حاضر
طارت من الفرحه تردد :
-بجد يا ماهر
-بجد يا عيون ماهر …بس…
ناظرها بمكر فسألت متوجسه:
-بس ايه؟
-انتي طبعاً على علم اني مش جنتل مان قوي كده
-عارفه.
ردت بيقين فضيق عيناه بغضب لكنه كمّل:
-ومش بعمل أي حاجة بدون مقابل.
حاولت التحايل تستخدم دور الأنثى المتلاعبه الجديد عليها فاقتربت تتمسح فيه بنعومة تردد:
-بس انا مراتك؟!
ضحك واعطاها نظرة من أسفل عيناه كأنه يسألها(حقاً؟! الأن فقط أصبحتي زوجتي؟!)، مما جعلها تحمحم بحرج بعدما فطنت فشل إغوائها وسألته:
-ايه المقابل؟
توهجت ملامحه وعلى تنفسه وهو يخبرها:
-نفسي في مره بمزاجك، تجيلي بمزاجك، انتي الي تطلبيني، تعملي كل ده بحب مش عشان انا عايز وانه أمر واقع انتي متعايشة معاه.
رفوفت بأهدابها…معنى كلامه خطير ويحمل بين طياته الكثير، يعني ذلك انه يعلم بما يدور بخلدها وانه لا يملك سوى ان يتقبله، لما؟! هل بالفعل لأنه لا يقدر على الإبتعاد عنها كما صرّح مراراً مسبقاً؟
بالنسبة لها كان طلبه غير مستساغ، هل لا تتقبله لكن لا بأس من بعض التمثيل إن كانت هناك حياة أطفال من مأكل ومسكن معلقه بليلة منها مع من يدعو زوجها وقد تسلى لليالي طويله عليها فلا ضرر إذاً من ليلة زيادة.
لذا هزت رأسها على الفور تردد:
-موافقة.
اتسعت عيناه، لم يظن انها قد توافق بتلك السرعه، يبدو الأمر هام وخطير جداً بالنسبة لها لذا سارع بالقول طامعاً:
-امتى؟
-دلوقتي لو حابب.
أوه….ستفعلها…لا يكاد يصدق..لكنه طماع لذا همس بحراره:
-لا مش دلوقتي وتنامي.
-أمال عايز ايه؟
-٢٤ساعه
-إيه؟
-زي ما سمعتي يا لونا…دي فرصه ممكن ماتتكررش تاني.
-موافقة يا ماهر.
رقص قلبه فرحاً وكاد ان يقفز من السعاده لكنه تمالك نفسه بصعوبة وهتف:
-من بكره الصبح…٢٤ساعه
صمتت تهز رأسها موافقة، ماصار كان بالنسبة لها كارثة بكل المقاييس ولا تعلم لما دوماً أمامه تصبح خاسرة، معنى طلبته وإضطرارها الموافقة عليه انها كلما ارادت شئ كان عليها دفع المقابل.
وسمعته يقول:
-أنا هروح أشوف باقي الي ورايا عشان أروحك.
تحرك بالفعل كي يعود لها سريعاً وهي من خلفه تردد بحسرة:
-وانا الي كنت فاكرة نفسي بقيت لعابية وهعرف الاعبه أتاريه ماهر فعلاً وانا دلوقتي على رأي عادل إمام هشخلل عشان أعدي.
_______سوما العربي_______
وقفت جميلة تتحدث مع احدى سيدات المجتمع تضحك وتتهامس الى ان تقدم رشيد يقف معهم مردداً:
-مساء الخير
ردت عليه كل منهما ثم انسحبت السيدة بلباقة كي تذهب لزوجها وبقى رشيد مع جميلة يطالع فستانها الأنيق عليها وتسريحة شعرها الروعة بتلك القصه على غرتها ولم يستطع من حاله من التعبير عن إعجابه الشديد:
-شكلك يجنن النهاردة
ردت عليه وهي تنظر للمنظمين في الحفل تتابعهم من بعيد كأنها تخبره ان لديها ماهو اهم من رأيه:
-مش النهاردة بس، كل يوم شكلي يجنن.
ابتسم معجباً بزيادة:
-في دي بصراحة…أشهدلك.
رفعت وجهها ذو الملامح الجميلة تطالعه بصمت مترقب لثانية ثم سألت:
-أمال فين المدام وابنك؟ جاي من غيرهم ليه؟
رفع إحدى حاجبيه يسألها:
-وانتي ليه عايزاني أجيبهم؟
ردت عليه برفعة حاجب هي الأخرى فأكمل:
-ولااااا…عايزة دايماً تشوفي الحاجز موجود عشان ماتتوتريش؟!
-أتوتر؟!!
-آه
-وأتوتر من ايه بقا إن شاءالله؟ انت مصمم تلاعبني بس الحقيقة انت بتلعب في ملعب فاضي ولوحدك وبتجيب كمان إجوان في نفسك يارشيد.
احتقن وجهه بغضب لتهديه إبتسامة مقيته:
-كان نفسي أقف أسلي لك وقتك الفاضي اكتر من كده بس زي ما انت شايف وقتي انا مليان.
كادت ان تتحرك ليقصف بغضب:
-مليان بمين؟ بماهر مثلاً؟
التفت نصف التفاته ليكمل:
-ماهر بتاعك طول الحفله واقف مع مزه صاروخ أرض جو زانقها ومش عاتقها، انا راجل زيه وبقولك.
غمزها يكمل:
-شكلها تخصه قوي.
رفعت رأسها بكبر ثم تحركت تاركه له المكان وذهبت تحبث عن ماهر ليخبروها بأنه قد غادر الحفل مع أسرته.
_________سوما العربي______
وقف عزام بغضب وفزع يردد:
-فاروق دويدار؟! انت اتجننت يا فاخر؟! بتوقعنا معاه ليه؟
-هو انا؟! دي الزفته الي اتلبينا بيها هي الي وقعت عليه ومت ساعتها وهو مش على بعضه.
مسح على وجهه بغضب يردد:
-مش بتقع غير واقفه مره طارق ابو العينين ومره فاروق دويدار، دي لو قاصده تأذينا مش هتعمل كده.
-طارق ايه؟! فاروق دويدار مش مجرد وزير، فاروق ممكن يمحينا انا وانت وطارق وأهله من على وش الأرض ويخلينا نعلن إفلاسنا الصبح.
-والعمل.
-تتجوزوا.
-ازاي؟
-هو ايه الي ازاي؟! دي حته مصلحه لينا عشان نخلص منها وبدل ما طارق باصص لها اجوزوا انا جنا بنتي..والبت دي نستفيد منها بدل ما هي واقفه لنا لقمة في الذور كده.
-حلو…حل يرضي جميع الأطراف بس ابنك بوظوا.
-ابني؟؟ ابني مين؟! ماهر؟!
-انت عندك ابن غيره؟!
-امممم…واضح ان كل حاجة لازم تتكشف..طيب…ابنك متجوزها يا عزام.
هب عزام من مكانه يسأل:
-إيه؟!!
-ورسمي..يعني متوثق.
تحرك بغضب ليخرج ويذهب لها ولماهر:
-ده انا هطربق الدنيا فوق دماغهم
لحق به فاخر ونجح في ايقافه حبث قال:
-تفتكر ده هيحل؟! بالعكس احنا هنعمل من بنها وانت مش عارف حاجه، الموضوع المره دى محتاج تفكير بالراحه احنا مش بنلعب مع اي حد.
-هنعملها ازاي دي؟
-مش عارف…تعرف حد في السجل المدني؟
اتسعت عيّنّا عزام يسأل شقيقة هل ما فهمه صحيح؟!
________سوما العربي________
كانت تقف في المطبخ تغلي كوب من اللبن ربما ساعدها على بعض الإرتخاء فنامت لان التفكير أتعبها.
بعد خدمته لها في صديقتها لديها طلب جديد..بالتأكيد سيفعل ما فعل.
سحبت نفس عميق تفكر كيف لها أن تظهر تقبلها له ليوم كامل بل وتصبح مبادرة.
الجاحد يريدها أن تطلبه..لم ترى قبل ذلك مسبقاً ولن ترى.
كادت ان تنهي صعود السلم لكنها توقفت على رسالة من رقم غير مصري..فتحتها لتصدم.
صاحب العمل غاضب من تأخرها وامتداد أجازتها يخبرها انها لديها ثلاثة أيام فقط لتعود من مصر والا ستصبح مرفودة.
مسحت على وجهها وهي تشعر بالمصائب تتكتل فوق كتفها فهي لا تأتي فراداً، تسأل كيف ستفعلها؟ كيف؟؟ ماهر ليس بساذج مطلقاً.
دلفت غرفتها لتشهق برعب وهي تراه يجلس على سريرها مغطى بغطائها وجزعه العلوي عاري تماماً بيده مشروب دافئ يحتسيه بتلذذ وارتخاء .
لاحظ دخولها و وقفوفها فسألها:
-واقفه كده ليه؟!
-ايه الي واقفه كده ليه؟! انت بتعمل ايه هنا؟
هز كتفيه برتابه تامه يردد :
-إيه هنام
-هنا؟!
-مراتي نايمه هنا فأكيد مكاني جنبها…خلصي يالا وطفي النور وتعالي عشان اليوم كان طويل قوي وانا مرهق جداً ومحتاج انام.
-انت ازاي كده..بتتكلم عادي كده…وبعدين هو مش انت قولت من بكره..٢٤ ساعة .
-أممم..حصل..بس ده مايمنعش اني اشوف الي يريحني وأعمله وانا برتاح جنبك يالا زي الشاطرة كده هاتي اللبن بتاعك ده وطفي النور وتعالي جنبي.
لم تتحرك بعد فكرر:
-يالاا يا لونا انا مجهد جداً النهارده..مش حمل مناهدة.
انصاعت لأمره…ليس لشيء سوى لأن قائمة طلباتها قد زادت.
تقدمت تجلس على السرير لجواره بعدما أطفأت الضوء فسألها:
-مش هتشربي اللبن.
-خلاص مش عايزه.
-كويس بردو.
جذبها ليطبق عليها أحضانه بقوه مردداً:
-تعالي في حضني بقا عشان أعرف أنام.
إعتصرت عينيها بضيق تسأل متى ستصبح حره ثم قالت:
-بس أنا مش هعرف انام كده.
-بكره تتعودي.
وابتسم حينما تذكر (بكره) الواعد فهمس:
-بكره مش هنقضيه هنا.
-أمال فين؟
-ده هيبقى تاني اجمل يوم في حياتي عشان كده هاخدك ونروح شاليه الساحل عشان نبقى لوحدنا.
استرعاها حديثه فسألته:
-تاني اجمل يوم؟ وايه اول يوم.
مرر يده على منحنياتها بتملك ثم قال:
-يوم ما اتجوزتك يا لونا..يوم ما حسيت انك خلاص بقيتي ملكي.
عصبها حديثه ففلت لسانها :
-مش معنى انك اتجوزتني وبقيت مدام ونايمه في حضنك تبقى ملكتني…الامتلاك مش كده خالص.
خوفه حديثها لذا قال:
-في حاجة صحيح اتقفنا عليها انا وجدي ونسيننا نقولك.
-ايه هي؟
رد ببرووود شديد خانق :
-لا مش حكاية يعني بس انا وهو قررنا نعلن جوازنا.
الى هنا وتوقف بها العالم…الخناق يضيق عليها…اتفق عليها الجميع…اتسعت عيناها فقط ولم تجد ما قد تنتطق به…الوراقي الكبير يصلح خطأه في حق نفسه مع هنيه وليس خطأه في حق هنيه، الوراقي الكبير لا يهمه سوى حماية الوراقي الصغير غير عابئ بأي طرف أخر وهي من المفترض انها حفيدته أيضاً…الرجال للرجال ولا يفكرون سوى ببعض وألمهم هو أعظم ألم من منظورهم ولا شيء غيره.
لا تعرف كيف نامت ليلتها للتجد ماهر يوقظها مع أول خيوط النهار لتبدإ معه رحلة الأربعة وعشرون ساعه الأروع في حياته….
إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺
جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا
انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا
❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺