أخر الاخبار

رواية سيطرة ناعمة الحلقه السادسه عشر حتى الحلقه العشرون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية سيطرة ناعمة الحلقه السادسه عشر حتى الحلقه العشرون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


رواية سيطرة ناعمة الحلقه السادسه عشر حتى الحلقه العشرون بقلم الكاتبه سوما العربي حصريه وجديده في مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


تقدم بخطواته الواسعة يقف أمام ذلك الغريب ويلزم يدها فيوقفها خلف ظهره يخفيها وبقى هو في مواجهة الاخر يهتف:

-انت ايه الي بتعمله ده؟ اتهبلت في مخك ولا ايه؟ 

تعالى صوت حسام وقد أُخرج أمام تلك الفاتنة فرد بغضب وتفزز:

-ماتحترم نفسك يا جدع انت ؟ انت ازاي تكلمني بالطريقه دي انت مش عارف انا مين

-حصلنا الرعب...تطلع مين بقا يا كوكو

-كوكو؟! لا ده انا كده هحسب لك الغلط 

تدخلت جيلان هاتفه بغضب:

-جرى ايه يا ماهر انت ازاي تكلم اخويا كده؟ انا مش هسكت على الكلام ده وليا كلام تاني مع ابوك.

-تصدقي خوفت...يالا اجري روحي عيطي له.


اتسعت عيناها بصدمة من تماديه في الوقاحه ليتدخل كمال مهدئاً الوضع:

-اهدوا يا شباب..مش كده...وانت يا حسام حقك علينا.

ثم همس بأذن ابن عمه الغاضب:

-ممكن تهدى بقا...هتفضل كده تزعق هنا وهناك كل ما حد يقرب منها وتعمل مشاكل من مافيش...إهدى.


صمت بغضب شديد يحاول كبته ونظر خلفه لسبب بلاويه ثم جرها من يدها مردداً:

-تعالي معايا.


سحبها خلفه يصعد بها الدرج حتى وصل لغرفتها وادخلها فيها مرددا:

-شايفه...كل ده بسببك...كل شويه مصيبه شكل بسببك.

-انا ..وانا كنت عملت ايه؟

-ماهو لبسك الزفت ده هو السبب.


رفعت له احدى حاجبيها وقالت:

-انا بلبس زي جنا وزي جميله وزي كل البنات الي ممكن تقابلهم في يومك..مش بشوفك تعمل كده يعني معاهم..ماجميلة امبارح كانت لابسه توب كت وقصير وجيبه مش واصله لنص رجليها ماسمعتش صوتك يعني .

-وانا مالي ومال جميلة وبعدين جميلة صغيرة 

-بجد؟! صح عندها ٢٢ سنه ...بسسس...تخيل ان انا كمان عندي ٢٢ سنه

صك أسنانه بغيظ منها ثم اقترب يقبض على ذراعها مردداً:

-عايزه ايه؟؟ عايزة توصلي لايه؟؟ أنا فهمت خلاص...انتي عايزاني ارتكب جناية وادخل السجن فتخلصي مني مش كده.


صمتت لثواني متنهده ثم قالت:

-لا ...اقولك حاجة...انا مابقتش عارفه انا عايزه ايه؟ وانا اصلا اتحطيت في وضع مش عايزاه ومش عارفه اخرته ايه.


اظلمت عيناه وهو يقول:

-قصدك جوازك مني

-اه ...انا ماكنتش عايزة اتجوزك ...انا كنت عايزاك أخ.


تهور غضبه من تلك الغبيه التي لا تحس...فهو دمه يغلي من شدة تأثيرها عليه وكل جزء من جسده يريدها وهي تريده شقيق لها...هو حقاً لا يجد ما يرد به عليها لكنه هتف:

-افهمي بقا...انتي مش اختي انا مش شايفك اختي ومستحيل أشوفك اختي.. شايفك مراتي فاهمه يعني ايه مراتي ولا اقولها لك صريحه في وشك .


دار حول نفسه بجنون يود قطف قطعه من السماء بيده ثم التف لها يردد:

-انتي السبب في كل الي بيحصل...انتي الي بتخليني اعاملك كده انا كنت نازل وانا ناوي اغير معاملتي ليكي لكن نزلت لاقيتك ...

قاطعته تردد:

-ايه لاقتني في حضن واحد؟!!


إحمر وجهه وانتفخت عروقه من تلك البقرة وما تتفوه به لا تحسب انه قد يجلطه وصرخ فيها بأعين جاحظة:

-خدي بالك من كلامك ...ازاي تقولي كده اصلااا.

كان الرعب يقتلها لكنها ملت وتريد الخلاص:

-انا بقولك الحقيقة انت نزلت لاقيتني بسلم عليه زي ما اي حد بيسلم....مشكلتك معايا مشكلتك ان انا لونا.


هز رأسه بتأكد تلك بالفعل المشكلة...مشكلته انها لونا..وانه يتعدى حدود المعقول مان ان يتعلق الأمر بها.

-فعلاً انا مشكلتي معاكي انتي..

ألتفّ مغادراً يقول بتنيه:

-تفضلي في اوضتك مالمحش طيفك برا..

كادت ان تتحدث لكنهه قال:

-الي بقوله يتنفذ سامعه ولا لا؟


ثم خرج لا ينتظر رد منها وهي سقطت على الفراش من خلفها تغمض عيناها وقد أغرقها الدمع..

تناولت هاتفها من جوراها وفتح منها على الكاميرا الأمامية لترى هيئتها الباكية وعيونها الذابله بعدما كانت متهمه دوماً بالغنج والإغواء لتقف تسأل نفسها سؤال واحد :

-انا هفضل أعيط لحد أمتى؟ لحد امتى هفضل اعيش دور الضحيه والكل يبقى جاني.


فتحت الفيديوهات المصورة تبحث عن دكتورة سارة وفيديوهاتها وبلحظة فارقه قررت التواصل معها مباشرة وحجز (جلسه خاصه معها)


كلام ماهر لازال يدوي بأذنها...هي السبب في كل مايجري ...لأول مره تصدق على كلماته ...ربما كانت هي السبب...يكفيها عذاب ربما حان موعد التغيير.


فتحت اتصال هاتفي مع دكتورة ساره تحكي لها عن قصتها بأختصار و أول سؤال سألته له الدكتورة كان:

-وانتي عايزه ايه دلوقتي يا لونا..ليه فكرتي تتواصلي مع حد يرشدك.


تنهدت لونا بتعب ثم جاوبت:

-عايزه اشوف الغلط فين..مش عايزه افضل تعبانه متهمه مش عايزه ابقى ضحيه انا عايزه أنجو بنفسي.


إبتسمت الدكتورة بهدوء ثم قالت:

-برافو عليكي يا لونا...انتي كده حطيتي ايدك على الجرح انتي طول السنين اللي فاتت كنتي عايشه في شخصية الضحية ومش عايزة تطلعي براها ...برمجة عقلك خايفه تطلع من منطقة الراحه خايفه تبذل مجهود التغيير وتشوف المشكله فين وتعالجها..وعايزة أقولك بقا على المفاجأة...انتي دلوقتي جاهزه للتغيير وهتتغيري عارفه ايه الدليل؟

-إيه؟


سألتها بتعجب لتجيب الدكتورة :

-بدليل أن الفيديوهات بتاعتي والي شبهها كانت بتطهرلك.. الكون ده له رب يا لونا و هو قال "وكل شيء خلقناه بقدر" مافيش حاجة في كون الله بتحصل صدفه..مافيش اصلا حاجه إسمها صدفه..وعشان كده انا بقولك ان ربنا باعت لك رسايل وبيقولك قومي ده وقتك...


أبتسمت لونا لثواني ثم همست:

-ربنا بيكلمني؟!! بيكلمني أنا؟!!! 

-ربنا بيكلم كل عبادة يالونا بس احنا نفهم الرسايل بس..

-مش قادرة أستوعب بجد

-هتستوعبي بس لازم تكوني عارفة ان رحلتك هتبقى طويلة وممكن يحصل فيها انتكاسات كتيرة هتبقى أدها؟!

-إن شاءالله.

-تمام...أول حاجة لازم تعملي هدنه مع ماهر...إشتعال الموقف بينكم هيعطلك ومش هيفيدك أبدا...

-اعمل كده ازاي انا مش بعرف أتكلم معاه كلمتين على بعض.

-من كلامك الي فهمته انا مش محتاج غير تعامل بهدوء مع ابتسامة لطيفه لحد ما نبدأ رحلتنا...ساعتها حاجات كتير هتوضح ومين عارف يمكن انتي الي تختاري تكملي معاه.


هتفت لونا بقوه:

-مستحيل.

لتبتسم دكتورة ساره بهدوء:

-أول حاجه نتعلمها...مافيش مستحيل بلاش تطلقي أحكام لانها بتحصل..بلاش تطلقي احكام في العموم لا على نفسك ولا على حد لأن لو قولتي حاجة على حد مثلاً فلان ده كذاب فلانه عينها وحشه دي ابشع حاجة تعمليها في حق نفسك لان ربنا بيسخر لك الي يقول عليكي الحكم ده ...الحاجة الي تقولي انا!! أنا مستحيل اعمل كذا!! للأسف مش هتموتي الا لما تعملي كذا ده فهماني يا لونا.


-فاهماكي..حاضر..هحاول .


اغلقت المكالمة تشعر ببعض الهدوء وبداية ترتيب فوضتها الداخلية...ربما تأخرت او ربماذلك هو موعدها..موعد تجليها مع ذاتها وفهمها ليتسقا في مسار واحد يحقق لها الحياه التي تريد.


فكرت لثواني كيف تهدء اللعب مع ماهر لكنها حقاً لا تعلم.


وقفت في المطبخ تعد صحون الطعام على صينيه كبيره فتقدمت جيلان من خلفها تتصنع الإبتسامة مرددة:

-واوو..الدريس ده تحفه..

ضحكت بخبث مكلمه:

-سمعتي كلام ماهر وغيرتي!! 

-ابن خالي وخايف عليا...مش مشكلة لما اسمع كلامه مره.


رفعت لها احدى حاجبيها بنزق ثم نظرت للصحون مرددة:

-ولمين كل الأطباق دي؟!


حملت لونا الصينيه وهي تسألها ساخره:

-انتو بتعدوا اللقم هنا ولا ايه؟ حاجة غريبة جدا.


تبسمت بخبث وهي تكمل:

-بس انا هريحك...فعلاً دول مش ليا لوحدي..دول ليا و ..لضرتك.


نطقت ألأخيرة بخبث متمهل متأني ثم اقتربت من جيلان هامسه:

-مش هي مريضه واكبر منك ونايمه في السرير بس سبحانك يارب...حلوه وبيضه قشطه وتحسي فيها الرمق عنك.


اتسعت عينا جيلان من مقصد حديثها و قاحتها وهمت لتصرخ فيها لكن لونا همست ببراءة:

-والله العظيم يا حبيبتي انا كنت قاصدة مصلحتك لاني لمحت خالو عزام وهو بيتسحب لأوضتها أمبارح.


قالتها وغادرت بضحكة خبيثه تتمتم:

-قسماً بالله لوريكوا كلكوا..بقا انتو هتجيبولي انا قهر نفسي...أنا بقا فوقت لكمو وهطلع عين أهلكم..


وزادت ضحكتها وهي ترى جيلان تخرج هاتفها من جيب فستانها وتتصل بعزام واول ما فتحت المكالمة صرخت:

-إنت روحت عند الهانم بالليل؟!


سحبت نفس طويل براحه وتقدمت في خطواتها تدق الباب على والدة ماهر الى ان اتاها صوتها بالأذن فدلفت مرددة بحبور:

-مساء الخير...انا قولت اجيب أكلي وأكلك ونتغدى سوا.


ابتسمت لها السيدة تقول :

-بس انا مش جعانه لسه

-انا هفتح نفسك.


سحبت كرسي مقابل للفراش تجلس عليه متنهدة فسألتها أم ماهر:

-أخبارك انتي وماهر ايه؟ 


تلاشت البسمه من على شفتيها...مهما حاولت التمثيل لن تصمد طويلاً فهمست:

-الحمدلله 

-على فكرة..ده ابني وانا حافظاه.


رفعت لونا عيناها لها تطالعها باهتمام تسمعها وهي تكمل:

-بيحبك..بيحبك قوي..ماهر صحيح مش جشع جشاعة أبوه وعمه لكنه دايماً عينه على المصلحة وتملي كان كل خطوة بحساب…جوازته منك مافيهاش حاجة حكمته غير قلبه …قلبه وبس.


سحبت نفس عميق وأردفت بعده:

-انا عارفه انه خطفك وكلفتك في الجوازه دي..واي كلام مش هيبرر الي عمله بس اقولك يا بنتي…بصي لنص الكوباية المليان…


زمت لونا شفتيها بضيق فأكملت أم ماهر ساخرة:

-ده أحسن لك يعني…اصله مش هيسيبك في حالك…هما الوراقيين كده مايسبوش حاجة بتاعتهم ابداً..أشتري نفسك ودماغك وخديها كلمة من ست عدت الخمسين…انتي هتعيشي وتموتي مرات ماهر الوراقي.


القت لونا معلقتها من يدها بيأس وضيّق واضحين لتضحك عليها والدة ماهر مرددة:

-سديت نفسك؟! يقطعني.

ثم تجلجلت ضحكاتها تضحك بزيادة على لونا التي تكاد تبكي من ما أُكد لها الأن.


لحظتها دلف ماهر للداخل وبعيناه الإستغراب يردد:

-هو في إيه؟ ايه الي حصل في الدنيا؟

ابتسمت له والدته مردده:

-لونا كتر خيرها حبت تيجي نتغدى سوا بدل ما بتغدى كل يوم لوحدي.

أبتسمت لها لونا لتكمل الأم:

-طبعاً مش مرات ابني الوحيد.

تحولت ملامح لونا للحنق الشديد فلم تتمالك الأم نفسها وانخرطت في الضحك تتسع عينا ماهر من جديد ويميل على لونا هامسا:

-بت أوعي تكوني شربتي أمي حاجة 

-انت على طول ظالمني كده

-امال في ايه؟ أمي بقالها زمن ماضحكتش كده…

-مظلومه والله 

-ايوه انتي اول ما تكومشي وشك كده بعرف ان في مصيبه في الخلفيه 


زفرت بحنق ثم رددت:

-خير تعمل ..ماهر تلقى 

-الله..انتي بتحلوي عليا..ماشي يالونا انا هوريكي.

كانت الام تتابعهم مراقبه وابتسامتها على وجهها ثم قالت:

-كفايه كلام ويالا عشان ناكل فتحتوا نفسي على الأكل فجأة.

مد ماهر يده يقول:

-وانا كمان

فهمست لونا:

-أنا جايبه معلقتين بس روح هات لنفسك واحده

-ها…


كاد ان يتحدث لولا اندفاع جيلان تقتحم الغرفه مرددة:

-اسمعي ياست انتي لو قربتي من جوزي تاني انا مش هسكت لك انتي سامعه.


تجعدت جباههم جميعاً ووقف ماهو هاتفاً:

-انتي ازاي تدخلي الاوضه من غير ما تخبطي انتي شكلك نسيتي نفسك واتعديتي حدودك ..وايه الهبل الي بتهبليه ده…امشي اطلعي برا ولو رجلك عتبت هنا اما هكسوها لك..فاهمه.


كادت جيلان ان تتحرك لولا صوت لونا:

-چيجي..

توقفت تنظر لها فقالت لونا بشماته وخبث:

-الست مش بتتحرك اصلا يعني مش بتقرب من حد …هي اللي الناس بتجيلها لحد عندها..مش نعقل الكلام قبل ما نقوله يا جين!؟؟


عصفت عينا جيلان بغيظ عظيم فيما لمعت عينا ماهر وجاهد لكبت ضحكته وغادرت جيلان تحمل في قدميها الخسارة والذل فيما قال ماهر للونا هامساً:

-مش بقولك وراكي مصيبه…كلامنا بعدين.


___________سوما العربي _________


انتهوا من الطعام وخرج بها من غرفة والدته بعدما نامت يسألها:

-تيجي معايا الشغل؟

اتسعت عيناها تسأله :

-بجد؟؟

اومأ مؤكداً:

-أممم

-بس انت قولت لي ماخرجش من.. قاطعها مبتسماً:

-غيرت رأيي…لما لاقيتك سمعتي كلامي وغيرتي الفستان ولميتي شعرك وبقيتي هاديه وكمان فكيتي وبدأتي تظهري شخصيتك الحقيقية وتضحكي وتهزري..وتعملي مقاالب هااا.


قالها مشيراً ناحيه غرفة جيلان لتدرك انه قد فهم عليها ليكمل:

-كده هقدر انا كمان أعاملك بهدوء وبحنيه وماطلعش جناني عليكي…هممم هتيجي معايا ولا اغير كلامي.

-لا لا هاجي…هاجي بسرعه.


خرجت معه سريعاً وذهبا للعمل ثم تركها تذهب لقصم التصميمات يتابعها من بعيد وهي تعمل بشغف وسعاده.


كانت إبتسامته واسعه وصدره منشرح وهو يخرج من مقر الشركه مقرراً الذهاب للمشفى ومتابعة حالة جده ريثما نتتهي لونته مما تفعله.


وكاد ان يتحرك بسيارته لولا تلك الدراجة البخارية التي اعترضت طريقه تقف في المنتصف وترجل من عليها قائدها يقف أمام ماهر قائلاً:

-ايه يا باشا كل ده…بوابات وأمن وحراسات..ده انت طلعت هايلمان بقا وانا مش عارف..كل ما اجي لك اقابلك يقولك عندك معاد سابق وتفتيشات وحورات تقولش داخل ألبيت الأبيض.


نزع ماهر نظارته وسأله:

-أنت مين يالا

ضحك الاخر ببذاءة يردد:

-هههأأ..لحقت تنساني يا باشا..ده الدوكش حبيبك..ولا مفكرني انور الاهطل هسكت من كلمتين هددته بيهم.


اتسعت عينا ماهر…كيف تناسى أمره وامر مافعله يومها فيما أكمل الدوكش:

-انا لاقيتك غيبت وقولت عدولي ايه فاكرني هفيه مش هعرف أوصلك 

زم ماهر شفتيه بضيق وسأله :

-أخلص عايز ايه

-تحيني يا باشا..توريني ورقك الحلو..اللا الماده شاحه والمكنه جايبه زيت.

-عايز كام؟

لمعت عينا الدوكش لم يكن يعتقد ان يمر معه الأمر بتلك السلاسه..يبدو ان الأمر حساس وهام بالنسبه له ليهتف بعدم تدارك:

-عشرين باكو

-موافق

اتسعت عيناه أكثر بصدمه ليتهور مردداً:

-دلوقتي

-الي معايا ١٥ سيبلي رقم كاش ليك وانا احولك الباقي بس لو لمحت طيفك حوليا او حوالين حد يخصني تاني فانت مش عارف أنا ممكن أعمل إيه ؟!

-أوامر يا باشويه..بس لايمني على الفلوس.


________سوما العربي_________


دلف للمشفى وهو مهموم حزين …وجد كمال يجلس على باب غرفة جده فسأله:

-ايه الأخبار 

-أخد الدوا ونام تاني …مالك؟!

-مشكلة…مشكله كبيره انا عملتها ..لو لونا عرفتها هتبقى كارثه.

-ليه؟؟ هو في كارثه تانيه بعد ما جبرتها تتجوزك بالطريقه دي.


ارتمى على المقعد من خلفه يردد:

-مش بعدها لا…قبلها

-هببت ايه يخربيتك.


لم يستطع ماهر رفع عيناه والنظر لكمال الذي فهم وسأله:

-ماتقول يابني.

-مش وقته…مش قادر اتكلم دلوقتي…و..

قاطعه دخول فاخر الذي ردد :

-أهلاً اهلا بابن اخويا حبيبي وفخر الوراقين كلهم.


نكس كمال رأسه أرضاً من أفعال والده لفت انتباه ماهر الذي نظر له ثم لعمه وعلم أن بعد تلك المقدمة مصيبه كبيرة فسأل:

-في إيه 

ليجيبه كمال:

-جدك كان فايق من شويه..وانت اول واحد نطق اسمه 

ارتعب ماهر ليكمل فاخر:

-بس ريحلي بالك خالص..عمك حبيبك سوى الحكاية.

-بمعنى؟!

جاوب فاخر بلا مبالاه:

-قولت لجدك ان الي انت قولته كان مجرد كلام وانك كنت عايز تطلب أيدها منه مش اكتر…


اندفع ماهر يقترب من عمه يضرب مردداً:

-مين سمحلك تقول كده.

فهتف فاخر:

-الزم حدك يا ماهر واعرف انك بتكلم عمك…جرى ايه يا بيه مش عاجبك كمان…انا الحق عليا اني بلم من وراك..بدل ماكل حاجه كانت تبوظ…صحة جدك الي ما صدقنا تتحسن وعلاقتنا وشغلنا الي كانوا هيتدمروا…تعالى اتفضل شوف معايا.


سحبه عنوة يوقفه عن الفاصل الزجاجي يقول:

-اتفضل شوف جدك مرمي وعايش على الأجهزة من ورا عمايلك…


مال على اذنه يهمس مهدداً:

-لو عاندت زي عوايدك وعملت فيها عشر رجالة في بعض واعلنت جوازك من البت دي انا كمان هعلن عن رفع قضية الحجر واهو اطول الي أقدر عليه بقا طالما نويت تخربها على الكل.


سكن ماهر بعجز وضيّق ليبتعد عنه فاخر مردداً:

-برافو عليك..هو ده ماهر الوراقي الي طول عمره بيحسبها حسبة عقل…عايزك بقا تجمد وتجهز عشان خطوبتك من جميلة مش عايزين نأجلها زي ما ابوك بيقول…همم..


_________سوما العربي_______


جلس مع صديقه في أحد الأندية الليلية والهم يسيطر عليه متجلي على ملامحه …اقترب منه يهمس له:

-خد أشرب الكاس ده

-مش عايز يا علاء مش عايز

-مالك بس يا ماهر…روق كده وكل حاجة هتتحل 

-عماله تتعقد مافيش حاجة بتتحل وانا تعبت.


إقتربت منهما أحدى الفتيات تردد:

-أووه ماهر…مش ممكن أخيراً ظهرت.


وضعت يدها تميل عليه تنوي إغوائه ليبعدها بحده:

-إتجننتي ولا ايه؟


اتسعت عيناها بصدمه…فهتف:

-هو انا اي حد يقرب مني كده…شكل جرى لمخك حاجة…


تسمرت مكانها بصدمه ليتدخل علاء ويهمس لها:

-ماعلش يا مايا مانتي عارفه ماهر مالوش في كده .


نظرت لهما مايا بغضب ثم تحركت مغادره وجسدها يهتز من الامام والخلف معها لينظر عليها ماهر شذراً فيقول له علاء:

-مابراحه ياعم ..هبيت في البت كده ليه؟

-دي اتجننت في مخها…فاكره ممكن تلمس وتحسس عليا انا نفسي مش حلوه زي باقي الرجاله الي تعرفهم مش أي واحده تقدر تنول شرف انها تلمس ماهر الوراقي.

هز علاء رأسه متفهماً ومدركاً كل خصال صديقه فقدم له كأس نبيذ مردداً:

-طب هتشوف ولا ايه؟!

نظر ماهر للكأس بتردد ثم قال:

-لا لا..مش هشرب بردوا 

يأس علاء منه كعادته وجلس لجواره يحاول معرفه سبب ضيقه إلى ان بدأ يتحدث وهو شارد يردد:

-كلهم بيقولوا اني لأول مره قلبي الي يتحكم فيا واني طول عمري بحسبها بعقلي وجيت عندها وحسبتها بقلبي بس.


ضحك ساخراً ثم أكمل:

-مايعرفوش ان حتى عقلي كان موافق وبيصرخ ويقولي دي فرصه مش هتلاقي زيها تاني…اوعى تضيعها مابتجيش في العمر كتير دي.


ضحك بشدة وهو يتنارل التفاح من الطبق الموضوع امامه مكملاً:

-ده حتى هو الي بدأ يخطط لي ازاي اوقعها واخليها تتجوزني في أسرع وقت….هههه واضح ان انا زي ما قال كمال…وقعت ولا حدش سمى عليا.


جعد علاء مابين حاجبيه ثم سأله:

-خططت وًوقعتها؟! ليه هو انت عملت ايه؟!

نظر له ماهر بتردد ثم صمت بعجز لكن علاء وفضوله لن يتركانه بحاله


_________سوما العربي ___________


اقتربت ساعات العمل في الشركه على الانتهاء وهو منذ أتى بها لم يظهر ولم تراه.


نظرت للهاتف تسمع توالي الرسائل متتابعه من طارق وهي تتعمد عدم الإجابه.


عليها التركيز في ورقه واحده …حديثها مع طارق يشتتها يجب ان تحسم قصتها مع ماهو بلا تشويش من تداخلات أخرى 


مرت ساعة أخرى والكل بدأ يرحل وماهر غير موجود وهاتفه مغلق..للحظات انتابها القلق وزاد حين أبصرت طارق بضخامته وعنفوانه يتقدم داخل الشركه بخطى واثقه في نفس اللحظة التي يهاتفها فيها والغضب متجلي على ملامحه.


كانت كأنها تراه لأول مره وترى ذلك الجانب منه كان يتقدم يبحث عنها بين الغرف وقد احتدمت النيران في عيناه وهو يسمع صوت هاتفها باتصال منه والهاتف بيدها لكن لا تجيب.


استطاع الوصول لها من بين الغرف ليقف أمامها بضخامة جثته و وجهه أحمر يردد:

-بقا أنا..طارق أبو العينين بكلمك مش بتردي عليا؟!! 


سقط قلبها بين قدميها واصابها هبوط في ضغط الدم الذي تجمد من هيئته المرعبه يبدو وكأنه مقبل على إرتكاب جريمة شنعاء بها وهي وحدها في مواجهته.

💖

#سيطرة_ناعمة_١٧


أمامه كانت تشعر بالضألة والقزامة، تحس بانحسار الهواء وأنفاسها، ترفع رأسها عالياً كي تراه وهو يقف مسيطراً عليه الغضب.


كان مُستفز لأقصى درجة، بحياته لم يقابل عدم الاهتمام ، مافعلته جريمة تستحق العقاب، المغضب في الموضوع انه بالفعل مهتم بها ولم يستطع التعامل مع اختفائها ولا مبالاتها..

بوضع مختلف ماكان سيهتم من بعد اول رسالة لم تجيب عليها، طارق ابو العينين من الاساس لا يتعاطى مع شخص يتأخر عليه في رجل كان او فتاه ومعها هي صبر وحطم كل قواعده الثابتة


ارتكتبت في وقفتها وقد جف حلقها..تقريباً لسانها غير قادر على الحركة فقط تنظر له من تحت وكأنها تطالع مارد ضخم يرعبها ولا تستطيع مواجهته، لونا في المواقف المفاجئة تتوتر وتتلعثم...


ومازاد صمتها سوى غضبه فهتف بحده:

-انتي كمان مش هتردي عليا وانا واقف قدامك؟!

ارتجف جسدها وتفزز حسه العالي وقد زم شفتيه وندم على هتافه الحاد فيها للتو حينما لاحظ ارتجاج جسدها .


تراجع عن غضبه وحاول سحب نفس عميق وهي حاولت التحدث:

-أنا..

قاطعها بنفاذ صبر :

-انتي ايه؟! ومش بتردي عليا ليه؟

ارتفعت وتيرة أنفاسها لكنها حاولت ألا تظهر ذلك وقالت:

-بصراحة أنا...ماكنتش شايفه الفون و..

رفعت إحدى حاجبيها و وأتتها الشجاعة لتتغلب قليلاً على توترها الذي تعرفه ثم قالت:

-ماهر

تجعدت جبهته يسأل:

-ماله؟

-مانعني أكلمك؟!

-وهو ماله بيكي ماهر؟! هيتحكم تكلمي مين وماتكلميش مين بتاع ايه؟!

توترت من جديد وهو ملاحظ لأقل حركة منها يراقب بدقه فركها أصابع كفيها معاً وقد أشفق عليها مما سببه لها من توتر وخوف لكنه حقيقي عاضب ومُستفز يسمعها تجيب:

-بيقول انه قايل التعليمات دي لچنا كمان وانا مش عايزه مشاكل معاه انا ماصدقت انه وافق أشتغل عنده في الشركة بأعجوبه عشان أتعلم فمش عايزاه يغضب عليا ممكن يمشيني من الشغل ومش هلاقي فرصه تانيه زيها.


سحب نفس عميق فابتسمت...لقد نجحت أولى محاولاتها..فها قد نجحت في إمتصاص غضبه وتغيير مجرى الحديث حين عمدت إلى توظيف إمكانياتها وإستغلالها تستفز فطرة الرجولة وهي تخبره بضعفها كأنثى تحتاج للمساعدة ..رققت صوتها وصغرت مساحة جسدها التعبيرية فأنقلب الوضع على الفور وقال بصوت أهدأ من زي قبل:

-أنتي محتاجة شغل؟!

-محتاجة أتعلم جرافيك 

اندفعت معالم الحماس على ملامحها تخبره:

-انا شاطره فيه قوي والله.

ابتسم بحنان ثم قال:

-مصدقك طبعاً يا لونا.

أتسعت ابتسامتها ليسألها بجديه:

-بس لما آنتي محتاجة للشغل ماقولتليش ليه وانا كنت هوفرلك اكتر من فرصه.

-بجد؟!

لمعت عيناها تلقط الفرصه وهي تسمعه فجاوبها:

-أكيد طبعا تتعلمي وتشتغلي زي ما انتي عايزة ماقولتليش ليه بقا؟


لجأت لحيلتها الناجحه تتحدث برقة وصوت مغلوب على أمره:

-مانا ماكنتش لسه أعرفك.

زم شفتيه يردد:

-صح...ياريتني عرفتك من زمان.

ارتبكت في وقفتها مع جملته الأخيرة لا تحبذ التمادي معه حالياً...عقلها أخبرها ان الإنسحاب هو الأفضل على الأقل الأن فقالت مرتبكة:

-أنا لازم أمشي حالاً.

احتدت صوته من هربها وخرج صوته حاد رغماً عنه:

-تمشي ايه انا لسه جاي وبعدين انا عازمك على العشا اصلاً.


وعشاء أيضاً..ربما سيصنع ماهر منها كور من كفتة داوود باشا لو وصله خبر...هو بالأساس قد يفرمها لحماً إن علم بوقفتها معه فقط.


تلعثمت في الرد لكنها فكرة في مخرج:

-مش هينفع انا ماقولتش لحد و..ده غلط مش كده؟

بارعة.. انها تطور بصورة ملحوظة، وضعته بخانة إليك تذكره بالأصول والمفروض..بما سيجيب؟ هل يخبرها ان تخرج معه دون علم أهلها مثلاً؟!!


هو يريد لكنه لا يستطيع التفوه بذلك والأ انتقص من اخلاقه وأصله وبقى واقف يشعر بالعجز.. ولم يسعه سوى أن يقول:

-ماشي عندك حق..بس أظن أي جنتل مان في مكاني شاف بنت حلوة قوي قوي زيك كده مش معاها عربية وعايزه تروح يبقى واجب عليه يوصلها.


ارتعبت...سيراها ماهر ويسحقها لذا هتفت بخوف طفولي:

-لا والله مش بالضرورة.

ضحك على طريقتها الذيذة ثم قال بنفس الطريقة:

-لا بالضرورة.

عدل صوته يقول بكياسة:

-خصوصاً يعني اننا معرفه لا ومش بس كده في بينا نسب كمان...مش ماهر خاطب بنت عمي.


عاد بها لواقعها وهو يلقي على مسامعها ما قاله يذكرها ان زوجها خاطب لابنة عمه...مهزله والله.


حركت رأسها بضيق شديد ثم قالت وهي تبتسم بصعوبة:

-صح.

-يالا بينا؟!

-تمام.


تقدم يخرج معها من الشركة التي باتت شبه خاليه من الجميع وخرج يتقدم خطوة يفتح لها باب السيارة...مع طارق تشعر بأنها ملكة تتوج في كل لحظة ويفرش لها بساط احمر خشية ان يتسخ كعب حذائها.


جلست بهدوء وهو يتأملها معجباً يرى شهرته وثراءه وغروره لا يليق بهم اي فتاة إلا لونا...


التف حول السيارة بسرعة يجلس جوارها ويبدأ في القيادة ولم يصمت أو يرحمها بل أشعل مشغل الموسيقى على أغنية رومانسية زلزلت كيانه وكيانها (لمستك نسيت الحياة)  لم ينطق بحرف عيناه الجياشة بمشاعره و شفتيه الباسمة ونظراته أخبروها بكل شيء...وهي تشعر بالضيق والعار...إحساس جميل تسحقه لانها لم تحصل عليه وبنفس الوقت لا يصح مدامت زوجه لأخر ....(زوجه في السر) ثلاث أحاسيس متضاربه صارخه في آن واحد وبنفس القدر يصرخون بصوت واحد داخل عقلها وقلبها...ليطول الطريق وهما على ذلك الحال.


________سوما العربي_______


عاد عزام من الخارج منهك متعب يلج الى غرفته بخطى ثقيلة ليبصر جيلان تجلس على الفراش مربعه يديها حول صدرها كأنها تنتظره بهيئتها تلك منذ فتره.


زفر بضيق مكظوم فقد سأم نكدها اليومي وسأل:

-خيييرر..مبوزة ليه تاني

-مانت ولا على بالك...سايبني انا هنا محروق دمي..بقيت ملطشه للي رايح والي جاي واخرتها مابقاش قادرة اعزم حد في بيتي ولو حد جالي اتهزق انا وهو.


اعتدل في جلسته يسألها:

-ايه الكلام ده مين قال كده

-النهاردة عزمت حسام اخويا عشان يتغدى معايا على اساس راجع من السفر وبيت اخته وكده لكن ازاي...ماهر بيه يعتبر هزقه وطرده.

-وماهر هيعمل كده ليه؟!

وقفت بغضب تردد:

-ليه وليه انه نزل لاقى حسام بيسلم على لونا 

-سلام بس؟! 

-سلام بس بالإيد كده...الدنيا قامت وماقعدتش...ابنك قاصدها..قاصد يهيني..انا الحق عليا لاقيتكوا مش طايقنها قولت اشوف لها عريس.

-عريس؟!!

لمعت عيناها بمكر وطمع فاقتربت منه تردد:

-أيوه...حسام..مننا وعلينا..مش احسن ماتجبب لنا واحد غريب مانعرفوش تقولك بحبه وياخد فلوسنا.


فكر عزام ملياً ثم قال:

-مش هتاخد حاجه..على جثتي دي فلوسي وفلوس امي...لا هي ولا حسام ولا حد.


غضبت بشدة ولم تستطع الإعراب عن غضبها فهتفت بحده:

-انت صحيح روحت للست دي أوضتها؟!

-ست مين و أوضة مين انا عديت لك زعيقك وكلامك الصبح عشان كنت قاعد مع ناس مهمه بس انا مش هفضل صابر على جنانك ده كتير اعقلي يا جيلان.

-والله جنان وهبل..بأمارة ما كنت رايح تتسحب لأوضتها

-مين قالك الكلام الفارغ ده؟

-الحلوة لونا.


زم شفتيه بشر مردداً :

-بقا كده...ماشي حسابها معايا انا.

-انت هت...


قاطعها بضيق :

-يووووه...انا جاي مصدع ومش شايف قدامي...هتدخلي تحضري الحمام وانتي ساكته ولا لا؟!


نفخت أوداجها بضيق وتحركت تضرب الأرض بقدميها تدبدب مردده بحسرة (اتجوزت راجل أد ابويا عشان العز والفلوس ماكنتش اعرف اني هبقى ألفت والحاج متولي ده حتى الحاج متولي كان سخي عنه...ياخسارة شبابك يا جيلان)


بينما عزام قد استلقى على الفراش يزفر بضيق وملل فقد سأم منها ومن نكدها وخصالها الغير مريحه يغمض عيناه وقد ذكرته سامحها الله بزوجته الأولى كم كانت جميلة لينه وكيف كانت أيامه معها كعسل الشهد لولا غضبها عليه وابتعادها عنه...


_______سوما العربي _______


وصلت سيارة طارق لقصر الوراقي تعبر البوابة الحديدية بسهوله حين تعرف عليه الحراس وفتحوا الباب له على مسرعيه .


أوقف السيارة ونظر لها مردداً:

-خسارة وصلنا بسرعه...كان نفسي الطريق يطول أكتر.

ابتسمت بتوتر ترغب في الإنسحاب لكنه قال:

-لونا....انا بتبسط قوي كل ما بشوفك او بكلمك..لو سمحتي بلاش تختفي كده تاني اوكي؟

- أوكي؟!

همست مرتبكة ثم أضافت وهي تلفت متحركه:

-عنئذنك.


همت بفتح باب السيارة لكنه مسك ذراعها بلهفه فالتفت له تنظر على يده التي لمستها فابتسم بحب وإعجاب يردد بلين وتمني:

-مالحقتش اقعد معاكي...خليكي شويه.

خافت ...رغم رغبتها في الجلوس معه لكنها تخاف ماهر وغضبه لذا قالت:

-مش هينفع لازم انزل دلوقتي بلاش حد يشوفنا كده في العربية هيقول ايه.


زم شفتيه بيأس ثم تنهد قائلاً:

-تمام...عندك حق.


لمعت عيناه وهو يقول:

-هتوحشيني.

كادت ستبكي من لذة ماتشعر به وانه بات شعور محرم غير مستحق لكونها وضعت عنوة في زيجة لا تريدها ولو خيرت من البدايه لاختارت طارق...لذا فرت من السيارة قبلما تهبط دموعها فابتسم وقد رأى هروبها حرج وكسوف فتاة من رجل تغزل بها.


وصلت غرفتها تغلقها وتلقي الحقيبة على السرير ثم ترتمي عليه باكية قساوة الدنيا ومرارة الأيام.


مرت عليها دقائق كثيرة قد تتعدى الساعه ونصف بكت فيهم حتى اكتفت  ثم هدأت وبدأت تستعيد ماحدث بيومها تتواصل مع مستشارتها النفسية تخبرها ليكن مبهج جداً حين اخبرتها دكتورتها:

-حقك تزعلي وتبكي وتعيطي بس بلاش كل ده يخليكي تنسي الإنجازات الكبيرة الي حققتيها النهاردة.


جعدت لونا مابين حاجبيها وسألتها:

-ايه هو؟

-انتي نفذتي كل خطوات الأنوثة الصحيحة...صوتك الهادي...إمتصاص غضب الي قدامك الصوت المغوي الي كنتي بتكلمي بيه طارق وقدرتي تخليه يتهز ويتحول من شخص جاي يتخانق معاكي لشخص بيعتذر ويبرر...حاجة كمان..انتي حطيتي حدود لنفسك وعرفتيها له و وقفتيه عندها...انه مش هيقدر يدخل ويخرج معاكي كده وهو غريب عنك..الأنثى الصح هي اللي بتبقى عارفه حدودها وتقدر تحميها دي بدايه أكتر من هايلة...انتي شاطره وانا ماكنتش عارفه انك هتبقى بتنفذي بالسرعة والشطارة دي ولسه مع بعض هنشتغل على حاجات تانيه كتير مهمه وهتفيدك.


تبهجت ملامحها وهي تستمع ما يقال كانت فخورة بنفسها وقد تبدد حزنها قليلاً فسألت:

-حاجات ايه؟

-أهم مزه فيكي والحاجه الي لو عرفتها كل بنت تقدر تسخر كل حاجه حواليها عشان تخدمها عارفه ايه هي؟

-لأ ايه؟

-اي أنثى خلقها ربنا بتكون نوع واحد من اتنين...أنوثه مضيئه وأنوثة مظلمه ولازم كل بنت تعرف هي انهي واحده فيهم عشان تقدر تستغل ده.

-وانا هعرف ازاي 

-ده علم كبير قووي محتاج وقت عشان تفهميه..وانا هفهمك مع الوقت...بصي يا ستي.


استطردت تحكي لها وتفهمها وتطرح عليها بعد الأسئلة كي يصلا في النهاية لنتيجة.


انتهت من محادثتها مرتاحه ومبتسمة وقد تفتحت عينيها على أشياء بشخصيّتها لم تكن تعلمها وانتبهت على فتح الباب بهدوء ثم دخول ماهر منه بتعب شديد ثم سألها مباشرة:

-بكلمك تليفونك مقفول.

رفعت له هاتفها بيدها على الفور تقول:

-لا اهو وشغال.

تقدم يجلس جوارها على الفراش مردداً بتعب:

-جيتي ازاي؟ كنت بتصل بيكي عشان اخدك وروحت الشركه لاقيتك مشيتي.


تلعثمت وردت مرتبكه:

-طلبت أوبر.


اقترب منها يضع خصلها الشاردة خلف أذنها فيظهر له جمال وجهها الحوري ليقول مبتسماً:

-مش هتبطلي خربشة بقا يا لونا؟

جعدت مابين حاجبيها تسأله:

-عملت ايه انا ؟

طبع قبله على خدها مردداً:

-بابا لسه مقابلني كان جايلك بيقول انك قولتي لجيلان انه كان متسحب على اوضه امي النهارده وهما هناك دلوقتي ماسكين في شعور بعض.

حاولت رسم البراءه على وجهها تقول:

-أنا؟! ده أنا طيبه وبخاف من خيالي.

قلد حركتها يقول:

-أنا؟! اه انتي..


ارتمى بظهره للخلف يقول مستريحاً:

-بس احسن...جدعه..انا مع اي حاجة تنكد عليهم..

رفع عيناه يكمل:

-ضايقي الي عايزه تضايقيه بس يعني بلاش تستخدمي امي تاني..أوكيه؟!

حاولت إخفاء ضحكتها وقالت:

-أوكيه.

لم تنجح وفلتت ضحكتها ليضحك هو الأخر وهو يجذبها من ذراعها لعنده يقربها من وجهه مردداً:

-أاااااخ..طلعتي شريرة يا لونا.

ثم ضربها بخفه على خدها المنتفخ قبلما يضمها لأحضانه يشعرها بحرارته وهو يقول:

-وحشتيني ...

أخرجها من أحضانه ينظر لها مفتون وسعيد بكل ذلك الجمال...تقطر الشبق من عيناه واقترب من شفتيها هامساً أمامها:

-وحشتيني قوي يا لونا.


ثم افترس شفتيها بقبلة مطلبه جامحه عبرت عن تولته بها يفصلها بصعوبه وهو يردد لاهسا:

-انا ليه مش بشبع منك؟! 

مرر إصبعه على شفتيها المتورمة أثر أفعاله وهو يردد:

-عامله زي الهروين...ده الي حصل معايا...دوقت ...غرزت ...اتسحلت.


طالعها من جديد بهوسه ثم قال:

-مش عارف اعمل ايه معاكي.


لمعت فكرة برأسها فقالت:

-ناخد فترة نفكر يمكن لما تبعد تغير رأيك.

-مين ده الي يقدر يبعد عنك يا لونا..تعالي...


سحبها برفق يأخذها لغيمة ورديه يخبرها كم أصبح مجنونها ومدمنها...سعيد متنعم بجسدها وجماله...لونا كانت لوحه فنيه صنعت بإبداع من الخالق تجعل من معها معذور لو جُن بها وعليها.


أجمل لحظات حياته ورجولته وهو معها ذكر مع أنثاه..يقبلها بشراسه وكله يصرخ ان لونا هي أنثاه التي صنعها الخالق كي تناسبه  وحده.


وبينما ماهر يتنعم في جسد لونته غارق فى شهدها كان محمد محمد الوراقي جالس على فراش المشفى أمام كمال يطعمه بصعوبة علبة من الزبادي لكنه كان يأكل بمضض يبعّد الملعقة عنه ويسأل كمال :

-قولي الحقيقة يا كمال؟ مين معاه الحق؟ ابوك ولا ماهر؟ ماهر اتجوز لونا خلاص؟ ولا كان عايز يخطبها مني بس؟


كان كمال مضطراً للكذب فرد :

-كان عايز يخطبها بس وكمان اجل الفكرة دي خالص عشان احنا متكلمين على جميلة ابو العينين.

-بجد يا كمال؟

-بجد ياجدي،بس ليه تعبت قوي كده لما ماهر قالك الي قاله.

شرد الجد ولمعت عيناه بالدموع وهو يقول:

-خوفت يكون دخل عليها زي ما قال...حسيت ان الزمان بيعيد نفسه...شوفت محمد الوراقي قدامي في شبابه بعد ما اتجنن من جمال هنئه الخدامه...جنى عليها وفضل يشاغلها ...ياما صدته كانت عارفه انها جاريه وهو السيد بس هو كان طمعه فيها عاميه ماسابهاش غير لما اتجوزها...شبع منها ايام وليالي في السر ...ماكنش بيحس انه راجل غير وهو معاها..كان فيها سحر بيخليه يحس انه ملك رغم انها كانت رفضاه وهو عارف انها رفضاه...فضل عايش في النعيم كتير كتير لحد مابقت حامل ومراته عرفت ساعتها اتخير بين متعته مع هنيه وبين المال والمصلحة...فضل المال والمصلحة ماكنش يعرف أنه بيعاقب نفسه اكبر عقاب ممكن يعاقبه لنفسه في حياته او حد يعاقبهوله...اتحرم من هنيه..وما.....ماعرف..ماعرفش ي..


وقف كمال بخوف وهو يلاحظ تعب جده وتقطع الكلام منه فوقف منتصباً يردد بخوف:

-كفايه كلام يا جدي كفايه.

هرول مبتعداً ينادي احدى الممرضات التي جاءت في الحال تسعفه وتحقنه بأحد المهدئات.


________سوما العربي________


كان يغمض عينيه وهو يتكىء برأسه فوق صدرها وقد نامت لجواره ولم تركض تجاه المرحاض تستحم بعد كل مره ..فأبتسم هامساً:

-لونا.

-هممم.


همهمت بخفوت لتتسع إبتسامته وهو يستشعر إسترخائها بين يديه فس أحضانه لأول مره بعد وقتهما الحميمي الساخن فقال:

-لفي وتعالي في حضني .

ارتبكت عيناها ولم تفعل..ربما لا تريد فلفها هو بين يديه لتتلاقى عيناه بوجهها الأحمر من فرط ما فعله بها .


فابتسم معجباً يقول:

-قمر..انا مراتي قمر.

شعرت انها لحظة مناسبه وعليها إستغلالها فهمست متدلله:

-ماااهر.

-ياعيون ماهر.

-ممكن اطلب من طلب.

-ممكن طبعاً 

-عايزة مهري فلوس يا ماهر 

شملها بنظرة حاده ثم سأل وقد تبدل صوته:

-ليه؟

-مش عارفه اشغلها 

-مانا قولت لك هشغلها لك

-هو مش حقي يا ماهو

-حقك..بس بعد ما أطمن لك

-تطمن اي؟! تطمن لي ازاي؟!

-انك مش هتسبيني..

ابتعد عنها متضايق وأكمل:

-أصل واحده متجوزه وعلى ذمة راجل مش منقص عليها حاجه هتبقى عايزه فلوس في ايدها ليه الا لو ناويه على نية.


زمت شفتيها بضيق...تشعر بالفشل..ألم يفلح معه الإغواء والصوت الناعم المتدلل؟! هل فشلت في أول محاولة؟!


خرجت عن طور المعقول وهتفت بغضب:

-متجوزه؟! قولها على بعض يا ماهر بيه..متجوزه في السر.

-لو دي حجتك تمام...اول ما جدي يسد حيله هعلنه.

-وانت مين قالك اني عايزه 


اقترب منها يهمس بخطر:

-نعم؟!! بتقولي ايه؟؟! انتي الي مش عايزه 

-اه مش عايزه...مش عايزه حد يعرف خالص...اوعى ايدك بقا بعيد عني.


وقفت لتذهب للمرحاض فقال:

-ايه الي قومك من السرير.

-عايزه استحمى مش طايقه نفسي.


هي لم تفشل فحسب بل فشلت واخفقت وفشلها زاد مت حدة غضبها...نعمة الجمال والدلال التي تدر عليها المصائب لم تفلح في إستغلالها ويبدو انها لن تستطيع مهما تكلمت مع مستشارين ومهما تعلمت يبدو ان الحظ يعرف طريق أصحابه.


وصله معنى حديثها..هي غاضبه ومقروفه من لمساته وأثره داخلها ترغب في تنظيف نفسها منهم

والتفت  كي تغادر في اللحظة التي رن فيها هاتفها برسالة من طارق 


نبهه صوت الهاتف وتمطأ ليلطقته بين يديه يفتحه لتصدم عيناه وهو يرى تعاقب الرسائل منه 

-ممكن آقولك وحشتيني؟

-شكلك كان زي القمر النهاردة

-شوفتي من جمالك توهتيني وعدم ردك عليا جنني وطير برج من دماغي رغم اني معروف عني اني عاقل..هههههه

-أنّا ياستي اصلا كنت بكلمك عشان اقولك اني لاقيت لك الي طلبتيه مني من يومين ونسيتي بس انا ماقدرش أنسى حاجه لونا طلبتها مني ولاقيت لك مشتري لشركة الأخشاب الي قولتي لي عليها وبأفضل سعر….

#سيطرة_ناعمة١٨

جحظت عيناه وانحبست أنفاسه وهو يطالع أسوأ كوابيسه تتحقق أمام عيناه...لونا تعرف رجل أخر.


ضرب الدم في نفوخه وتداعى المنطق سريعاً...رجل شرقي تخونه زوجته.....ماذا تنتظر.


صدح صوته الغاضب:

-لووووناااااااا.


كان قد هب من فراشه وهو يتحرك أساساً وفتح عليها باب الحمام فسقط قلبها رعباً.


جذبها من الملائة التي تستر بها جسدها العاري وقد برد جسمها من إنسحاب الدم منه وهي ترى هيئته تلك .


قمش بقبضة يده الملائة من حول عنقها يهزها وهو يكاد يخنقها ويشهر هاتفها أمام عينيها مردداً:

-أيه ده...أيه ده؟!! بتخونيني...بتخونيني انا...ده انا هموتك.


سيطر الرعب على جسدها وكادت ان تنهار...هو لم يعطي المجال لسقوطها وسحبها يجرها يخرج للغرفه ويلقيها على الفراش بقسوة مردداً:

-بتخونيني انا...


حاولت إلتقاط أنفاسها تجاهد كي تسيطر على أعصابها وتتحدث فخرج صوتها مرتعش متحشرج:

-أسمعني انا.

أشهر يده كأنه سيضربها صارخاً بغل:

-اخرسي ماسمعش صوتك...انا شايف الرسايل بعيني واضحه زي الشمس..كنتي معاه وانا مختوم على قفايا ...بيقولك وحشتيني ..


هدر ناطقاً الاخيره بجنون ونيران الغيره تنهش لحمه 


مال بجسده ودنا منها يمسكها بيديه يصرخ فيها بغل:

-بيقولك وحشتيني وبتغزل في شكلك وجسمك .. 

-بس اسمعني انا والله...

-أخرسي...هتقولي ايه يبرر عملتك.. انا ؟! أنا تعملي معايا كده..ده انا الي لميتك من الشوارع .


إتسعت عيناها من صدمتها فيما بدأ يتفوه به تسمعه وهو يكمل عليها:

-بعد فضايحك وسيرتك الي على كل لسان...بس هستنى ايه من واحده وسخه زيك .


لم تستطع...لن تنبطح أزيد...بدأت تقف من مكانها باعين جامده واعتدلت قليلاً فوق الفراش تردد بحسم:

-أنا فعلاً وسخه زي ما انت بتقول عليا انت مابتكذبش..شاطر براڤو عليك قدرت تثبت اني  وسخه...أنا عرفت بيني وبين نفسي اني وسخه عشان نمت مع راجل في الحرام..انت صح وعرفت تثبت ده عليا...انا كده فعلا وانت مالكش عندي حاجه.


حديثها كان صادم صافع له جعله يحتد أزيد واقترب يود خنقها وهو يردد:

-ماليش عند مين ياروح امك؟! انتي مراتي؟!

صرخت فيه طالما انه متبجح:

-مرات مين ...جوازة ايه دي الي ماحدش عارفها والعروسه مش موافقه ولا انت اخترعت دين جديد ...


اتسعت عيناه وهو يراها بدأت تقف على قدميها أمامه تصرخ بغل:

-تقدر تروح دلوقتي تقوله هو واهله اني مراتك؟! تقدر تطلع برا حيطان الأوضه دي وتقول؟! فكرك هو طارق وبس؟! كل موظفين شركتك بيعاكسوني...تقدر تواجههم وتقولهم دي مراتي؟! وجاي تزعق فيا وكمان بتتهمني..


بدأت تضربه في صدره صارخه:

-اتجوزت ليه واحده شمال كده ماتطلقني وترتاح لو كنت شمال.

عصبته لاقصى درجه فقبض على شعرها يردد:

-لا ماهو انتي فعلاً شمال ولا لسه عندك شك.


تجزم انها أستمعت لصوت تحطم قلبها أشلاء تنظر له بأعين دامعه:

-يبقى تطلقني..طلقني لو كنت راجل.


إستفزته لاقصى درجه فهتف بحده:

-أطلقك عشان تعرفي تدوري على حل شعرك مش كده..


قسى قلبه كالحجارة يردد :

-أوعي يابت تكوني صدقتي اني بحبك


بهتت ملامحها فقد سلمته جسدها وعذريتها حين أخبرها بمنتهى العشق والوله انه يحبها، إقراره بحبها كان سلواها الوحيد.

فردت بخوف مترقبه:

-اه انت قولت لي كده.


قال ضاحكا يطعنها ربما ثأر لكرامته وعشقه :

-ده كلام كل الرجاله بتقوله للستات الرخيصه عشان تنام معاهم.


دارت بها الدنيا وهمست:

-ايه؟!

حتى الشئ الذي صبرها على تصرفاته ونهشه جسدها وأخذه شرفها اتضح انه مجرد خدعه، شعر ببعض النشوه وهو يرى انهزامها فاسرع بتهور يكمل عليها:

-زي ما سمعتي كده لا تكوني مفكرة اني ميت فكيي...انتي جسم حلو عجبني ودخل دماغي مش اكتر وهتفضلي كده لحد ما ازهق منك وارميكي.. ماخليش على ذمتي واحده زيك كتير عشان كده انتي في الضلمه وجميله في النور الي زيك أصلا هيفضل طول عمره في الضلمه.


ابتعد عنها خطوة بظهره يشعر بالنصر لا يرى سوى كرامة زوج مهدرة ليكمل:

-هتفضلي هنا في السر...شغلتك تبسطيني في السرير وبس لحد ما ازهق واقرر هرميكي أمتى وبالنسبه للوسخ التاني ده فانا هتصرف معاه وراجعلك ...

دنى منها يهمس بنبرة مرعبه:

-أيامك الجايه معايا كلها رعب.

صمت لثانيه ثم أكد مشدداً يناديها بلقبها الرسمي:

-يا وسخه.


قالها ثم تحرّك يلتف كي يفتح الباب لكن أوقفه صوتها:

-براڤو عليك انت كسبت ...عرفت تكسرني يا ماهر.

تخشب جسده لثواني لكن لم يأخذ ويعطي ولم يفكر في مدى وتداعيات ما حدث انما خرج مغادراً يتصل بطارق.


________سوما العربي________


دلف بخطوات واسعه غاضبه لمقر عمل طارق يقتحم عليه غرفة مكتبه يخلطت صوته العالي مع صوت سكرتيرة طارق التي تحاول منعه من الدخول دون إذن وهو مصمم ليقف طارق منتبهاً ومستغرباً يسأل:

-في اي....


لم يتمكن من إكمال كلمته فقد اندفع ماهر بغيره حاميه يقبض على عنقه مردداً من بين أنفاسه:

-موتك على ايدي النهاردة.

صرخت السكرتيرة برعب وهي ترى احدهم مقبل على قتل مديرها، نفض طارق يد ماهر بقوه مخيفه وصرخ فيه:

-انت اتجننت يا ماهر..جاي تتهجم عليا 

-واشرب من دمك.

احمرت عينا طارق وصرخ في سكرتيره:

-اطلعي براااا.


خرجت تنفذ أمره ليهدر طارق:

-ده انت جرى لمخك حاجه بقااا.

قبض ماهر على تلابيبه من جديد تعميه غيرته وهو يردد:

-انا هعرفك ازاي تبص لحاجة مش بتاعتك...بتعازل مراتي يا ابن الكلب.

تجعدت ملامح طارق من التخبط وعدم الفهم، زوجه من؟! وهل ماهر متزوج من الأساس فسأل:

-مرات مين انت شكلك شارب ولا رافع حاجه وجاي تغيب هنا.

هزه ماهر وهو يقبض على تلابيه ويهتف من بين أسنانه:

-لوونااااا.

تجمدت ملامح طارق وتوقف عقله عن العمل او الأستيعاب وهمس:

-لونا مين؟! 

ناوله ماهر لكمه في وجهه يردد:

-هتستعبط عليا ياروح أمك.

تلقى طارق اللكمة ولم يفكر في ردها حالياً فقد صدمه تصريح ماهر و وقف يحتاج وقت كي يستوعبه فقط و ماهر يصرخ فيه ويسبه باقذر الالفاظ وهو يروح ويجيئ مع يده يتسوعب يفقط ليفوق على صراخ ماهر فيه:

-قسماً بالله لو قربت منها تاني لادفنك حي ولا هعمل اعتبار لا اهلك ولا اهلي ولا اي حد...سامع.


ثم ناوله لكمه أشد وأقوى تلقاها طارق بلا مقاومه ليسقط أرضاً يرى ماهر يقلب له مكتبه بعنف وغضب وكنوع من زيادة الإهانة والتف كي يغادر بغضب عاصف لكنه توقف والتف يقول مهدداً:

-لو شوفتك قريب من مكان هي فيه ولا اسمها جه على لسانك انت مش عارف انا هعمل ايه وهي بقا ليها حساب تاني معايا انا هعرف أربيها كويس.


ثم غادر يهز الأرض من شدة غضبه وغليانه تاركاً طارق خلفه مازال ملقى على الأرض بلا محاوله لرد الفعل حالياً...هو فقط يحاول ان يفهم ويستوعب متى وكيف؟ ماهو الذي اقدم على خطبة ابنة عمه متزوج أساساً ومن من؟! لونا؟! هو يعرفها وقابلها مراراً لم يظهر عليها ولا عليه؟!


سحب نفس عميق وحاول الوقوف على قدميه بجسده الضخم المهيب يعدل بيده مكتبه المقلوب أرضاً متنازل مؤقتاً عن سب وإهانة ماهر يعطي لنفسه الوقت للإستيعاب.


جلس بهدوء على الكرسي يضع يده على الكدمة التي خلفتها لكمة ماهو يضغط عليها متأوها وهر يسأل نفسه ماهر متروج؟! ومتزوج لونا؟! كيف ؟ وماذا عن جيملة ولما خطبها مادامه متزوج؟! لمعت عيناه يرجح ان بالقصه قصه وعليه معرفتها...هو لن يمرر مافعله ماهر سهلاً.


_______سوما العربي_______


منذ غادر ماهر وهي جالسه تفكر برعب في القادم...لا امل ولا سلوى قالها صريحه هو لم يحبها يراها جسد به متعته وايامها القادمة معه كلها تعنيف وأذى..وهي ما عادت تتحمل والله ما عادت.


بعد أفعاله ماعادت تشعر بالعار تجاه فعلتها ....هي مرحبه بكونها خائنة وبلا خلق ترى ماهر يستحق الكره ويستحق الخيانه.


ولقد ضحك عليها وسلبها كل شيء حتى انه سلبها إعتقادها انها شريفه وعفيفه 


قلبها يخفق برعب وجنون لقد أخبرها صراحة أيامها القادمة مرار أسود، تعلم لن تتحمل .

أغمضت عينيها تبكي وهي تدرك المرار الأصعب بأنها لن تجد من ينجدها من بيدي ماهر.


للمرة العاشرة حاولت مهاتفة سما أو حتى مستشارتها النفسيه لكن ما من مجيب.


هزت رأسها بجنون وهي تشعر بمرور الوقت...لن تجلس تتركه يعذبها ويسبها ثم يأتيها يتمتع بها يلبي رغباته لن تستمر وما عاد له حجه عندها.


وقفت تلتقط أشياءها وتأخذ على ملابسها وشاح طويل يسترها ثم وقفت لتخرج سريعاً من غرفتها تنظر يميناً ويساراً متلفته تتطلع ان كان هنالك من يراها.


نجحت في نزول السلم وإجتياز البوابه الكبيره للبيت حتى وصلت للحديقه.


سارت بخفقات متعاليه مرتبعه تحمل هم حارسي البوابة الرئيسية لكنهم لم يعترضونها بل فتحوا الباب لتخرج بسلاسة وكادت ان تعبر البوابه لولا صوت أحدهم:

-أنسه لونا.


وقفت متخشبة برعب هل ترك لهم خبر بمنعها، بلعت رمقها والتفت ببطئ له ليقول:

-الوقت متأخر قوي لو ليكي مشوار برا حد فينا ممكن يقضيهولك.

بللت طرف لسانها وردت بخوف وقلق:

-لا لا ده...ده في واحدة صاحبتي مستنياني بعربيتها.

زم الحارس شفتيه ولم يكن من صلاحياته سوى أن يتركها وراحتها ..ومع صمته وزمه العاجز لشفتيه انبسطت ملامحها واستطاعت أخذ أنفاسها.


لتخرج من البوابه على قدميها تسير بتروي عادي وما ان ابتعدت قليلاً عن البيت بدأت تتسع خطواتها الى ان تحولت للركض ...تحاول الخروج والوصول للطريق العام ..قررت الهرب الى حيث تأخذها قدماها بلاد الله لخلق الله بالتأكيد ستجد عمل حتى لو عامله في اي مكان أفضل من تحولها لعاهرة في فراش ماهر.


________سوما العربي_________


كان يقود سيارته بغضب والغل مازال يقتله...عائد اليها ليربيها.


يقسم ان يجعلها تسير على الصراط المستقيم، هي لم تعرف ماهر بعد لم ترى سوى حبه ولهفته وهو سيريها لن يحرمها من رؤية قلبته الجميلة.


اندفع بسيارته كي يدلف من البوابه لكن أوقفه الحارس وهو يفتح له البوابه منادياً بقوه:

-ماهر بيه.


توقف مترقباً فماذا سيريد منه الحارس ألأن بالتأكيد أمر مهم؛ لذا توقف بوجل وانتظره حتى تقدم منه يردد:

-حصل حاجه من شويه قولت ابلغ حضرتك عشان عارف تعليماتك بخصوص انسه جنا وانسه لونا.

-قول بسرعه في ايه؟

-من شويه أنسه لونا جت وخرجت من البوابه ولما قولت لها ان...


لم يتركه يكمل وصرخ فيه:

-خرجت من فين؟!

-خرجت من دقايق ولما عرضت عليها المساعدة رفضت وقالت في واحده صاحبتها مستنياها.

لف عجبلة القيادة وعيّنه وملامحه يطير منها الإجرام ...هربت..تزيد خطائها وتضاعفه...لن يرحمها ...يقسم الا يفعل.

نادى الحارس يسأله:

-مشيت من أنهي اتجاه؟

-من هنا ياباشا.

قاد سيارته بسرعه مضاعفه اكثر جنوناً ولم يكد ينهي الطريق للشارع الرئيسي حتى وجدها تركض مهروله ..انفاسها متلاحقه وقد ثقلت ركبها ما عادت تحملها من كثرة الجري.


صك أسنانه واهتز فكه بإجرام مقبل على سحقها.


كانت تجري وتجري، أنفاسها متلاحقة والخوف بقلبها..شعرت باقتراب سياره منها، نظرت خلفها لتشقه برعب وهي تراه فحاولت مضاعفة سرعه قدميها وقد حسها رعبها على المزيد...هل هو خلفها خلفها...قدرها..ألن تتمكن من التخلص منه.


جن بزياده وهو يراها تزيد من سرعتها للهرب بعدما رأته فلف وشد فرامل اليد بعنفوان يوقف السيارة أمامها مما...وقفت متيبسه برعب..حان موعد قتلها...سيقتلها، هي تعلم.


خرج من سيارته بملامح قاتل متسلسل واقترب يقبض عليها مردداً:

-بتهربي مني يا وسخه...دا انتي وقعتك معايا سوده...أنا هوريكي.


نظرت حولها علها تجد من تصرخ فيه فينجدها لكن لم تجد سوى الهواء.


هو لم ينتظر بل زجها يلقيها في السيارة غير عابئ أو مهتم بصراخها والتف يقود السيارة للعودة للبيت وطوال الطريق كان يقود بطريقه مرعبه.


وصل بها يدخل للبيت ويفتح السيارة ثم قبض بيده على لحم ذراعها لتصرخ فيه بقلة حيله:

-سيبني بقا سيبني.

-أسيبك..ده انتي هتشوفي ايام سودة كل الي عملتيه كوم وهروبك ده كوم لوحده.


لم تقدر على المكافحه...قررت فضح كل شئ وصرخت...صرخت صرخت صرخت لتتسع عيناه وهو يرى تهور أفعالها ...قررت جمع البيت كله ليروا ماهر العظيم وأفعاله.

-صوووووتك.


نطقها من بين أسنانه لكنها لم تصمت ستهدم المعبد على رأسها ورأسه...هو كذلك لم يرى لونا بعد.


اجتمع الكل كمال وجيلان وجنا وفاخر وعزام الذي هتف:

-ايه الي بيحصل ده؟؟ في ايه؟


صرخت فيه متحديه:

-قوله...قوله في ايه.

اتسعت عينا الجميع وهم يلاحظون قوة حديثها تهدده، كأنها تتحداه ان ينطق والا لن يكن رجلاً.


وحده كمال كان يفهم مايحدث وتقدم يحاول لملمة الموقف:

-اهدوا خلاص اطلعي على اوضتك يا لونا.

-مش طالعه


تزيد من تماديها بدلا من إبداء الندم فضرخ فيها:

-هتطلعي ورجلك فوق رقبتك.

-مش طالعه والي عندك اعمله.


=هو انا هفضل كتير اسأل في ايه وماحدش بيرد عليا؟!

نظر تجاه والده بصمت..اخر ماينقصه قص مايجري معه الان:

-بابا لو سمحت ماتتدخلش

-ماتدخلش ازاي …فهمني البت دي هببت ايه؟

-يوووووه…ماحدش له دعوة ماحدش يتدخل

-اتجننت يا ماهر ولا ايه؟ بتزعق في ابوك…ماتدخلش ازاي يعني.

-ماحدش له دعوه بينا مش عايز حد يتدخل انا حر في مر…


قطم كلمته…..وقوف چنا منعه…لا يرغب ابداً أبداً فى زعزعة صورة الأخ المثالي من عينها …صدامه مع شقيقته الصغيره هو أبلغ همه.


زاد الضغط عليه وهر يراها تحاول الاقتراب وتتكلم متدخله:

-براحه بس يا ماهر وسيبها هي يعني كانت عملت ايه؟

-چنااا.

هتف وهو يجاهد الا يخرج عليها غضبه الجم:

-أنا على أخري بلاش انتي بالذات تتدخلي.. أنا دمي بيغلي.


والتف يجر سبب مصائبه :

-تعاااالي….اطلعي…حسابك تقل معايا قوي

سحبها معه يصعد الدرج وهي تصرخ:

-أاااااه….لا مش عايزه…خلوه يسيبني انا عايزه امشي من هنااا.


التف عزام يسألهم:

-هو في ايه بالظبط 

رد عليه فاخر:

-أسأل البيه ابنك.

-انت عارف حاجة انا مش عارفها يا فاخر.

-أسأل ابنك خليه يقولك واقعدوا شوفوا حل عشان انا مش هفضل بحل من وراكم كده كتير.


ثم التف مغادراً غير عابئ بهم.


وصل لغرفته يجرها جراً، دلف بها وألقاها على الفراش بمهانه يردد:

-انا أول ماشوفتك قولت فاجرة …بقا بتهربي…ده بدل ما تندمي وتبيني اد ايه ندمانه وتفكري ازاي ترضيني يمكن اوافق وأسامحك…بس هقول ايه هستنى ايه من واحده وسخه زيك.


ردت عليه الكلمه بكلمه:

-وسخه زيك ..

لم يتحملها وطاول كفه ضربها..


لم تتحمل…ضرب الدم في نفوخها ووقفت متهورة تصرخ بضياع عقل صوتها مهزوز ومشروخ:

-انت بتضربني.


رفعت يديها تركل بقدميها تحاول ضربه تخرج غلها ومازال صوتها المشروخ يهدر:

-انت بتضربني …انا مش هسكت لك تاني..مش هسكت لك تاني..انت وسخ وفاجر زيي.


ضرباتها كانت حلاوة روح…جمل سرقته سكينه..تضرب غير مبالية بهل سيقتلها أم لا…فليقتلها لترتاح..


لونا لا تنفك عن مفاجئته..تلوش في اي مكان ضاربه تصيب اي مكان بجنون وهيستيريا…هو يضرب ويتفادها وهي تضرب.


هل سمعت يوماً عن غرام الأفاعي…لقد وصولوا معاً لأسوأ نقطه قد يصل اليها شخص.


لا يصدق…لقد ضرب من فتاه …لونا ضربته بحق فالضربات الهواجاء من الشخصيات الغشيمه موجعه.

أيعقل…ماهر عزام الوراقي ضُرب.


زاد غله منها وألقاها على الفراش يردد:

-انتي عايزه تتربي من جديد..هتفضلي هنا لمزاجي ترضيني ..هي دي وظيفتك الي هسيبك عايشه عشانها…قسماً بالله لاوريكي أيام سودة.


خرج من عندها وتركها…على من سيكذب…ضرباتها تؤلمه وهو يكابر والألم الأكبر من جرحها له.


كاد ان يعبر الطريق للسلم لولا خادمة والدته التي وقفت تقول له:

-والدة حضرتك عايزاك تروح لها.

أغمض عيناه بتعب …أخر ما يود فعله الان هو مواجهة والدته يكيفيه چنا ونظرتها له.


هز رأسه رافضاً وقال:

-قولي لها تعبان…هياخد دوا ويجي لك.


جلست على الفراش تبكي بقهر لا تعلم كيف تتصرف ولا ما القادم لتتفاجأ بدخول الخادمه تخبرها بحرج:

-أنسه لونا

رفعت وجهها الباكي فأكملت الخادمه:

-ماهر بيه بي..بيقولك ت..


تقدم هو يود إخبارها بقسوة:

-تقومي تغوري من اوضتي واخفي في أوضتك مش عايز اشوف وشك.


وقفت بتعب تتحاشى النظر لعيناه لا ترغب في رؤيته وهو يراقبها بمجموعة أحاسيس متداخله يراقبها بإهتمام وهي تتحرك بتعب و إنهزام مغادرة تنحجب عن عيناه داخل جدران غرفتها فنظر للخادمه قائلاً:

-روحي لأوضة جنا قولي لها ماهر بيه منبه ماحدش يدخل عند لونا .

-حاضر.


…….


أربعة أيام مروا لم يراها وفيهم ولم يدخل لعندها وها هو يجلس في عمله منكب على دفتر ممتلئ بأوراق للعمل لكن صورتها متجليه أمامه وهي تبكي .


أسبل جفناه بتعب يحاول إخراجها من رأسه والتركيز بعمله وهو يردد:

-الي يبعيني أبيعه.


فتح الباب ودلف والده للداخل وكاد ان يتحدث لكن قاطعه ماهر :

-بابا انا مش عايز اتكلم في موضوع لونا خال…


قاطعه عزام بلا مبالاة حقيقة:

-لونة مين وزفت ايه ماتهبب الي تهببه ياتولع اخر همي يعني…انا جايلك عشان أعرفك اننا عازمين خطيبتك وعيلتها يقضوا يوم في شاليه الساحل قبل زحمة الصيف جهز نفسك.

-بس…

قاطعه والده:

-مابسش…مش عايز كلام… كفاية رقدة جدك في المستشفى الي مخليه كل حاجة تطول وماعملناش حتى خطوبه اقله نعزمهم يوم اهو نبقى حتى ردينا العزومة.


_________سوما العربي________


جلس على الكرسي يهز قدمية بغضب شديد لا يمكنه التحكم فيه…فالهانم كانت رافضه القدوم معهم…نعم بالطبع لرغبتها في الهرب لكنه لن ينولها الفرصه…زاد غضبه من مجابهتها له تقابل تجاهله بالتجاهل والغضب…لا تريد حتى رفع عينيها في وجهه.


متواجد في تجمع عائلي كبير والكل يتحدث جسده معهم وعقله بمنطقه أخرى ومن حسن حظه ان ذلك الوغد لم يحضر.


صوت كعب حذاء إسترعى انتباهه ليرفع رأسه…إن الفتنه قادمه عليهم تهل بفستانها الوردي المزهر بورود صغيره بكامل حلتها وزينها لتخطف أنفاسه وأنفاس الجميع يوجد حقائق لا يمكن نكرانها أو تجاهلها وجمال لونا كان مستفز خصوصاً لوالدة جميلة التي تتابعها عن كثب 


وهو قد حاول لكن لا يقدر على القدرة غير الله فهتف فيها من بين أسنانه:

-ايه الي انتي لابساه ده…امشي أطلعي فوق.

لم تجيب عليه وقفت صامته وهمت بالرحيل لم تنزل سوى بمحايالات من چنا ولأجلها فقط لكنها التفت وهو كذلك على صوت والدة جميلة:

-مهتم انت قوي بلونا يا ماهر.


ارتبك الحضور وهو كذلك ليتدخل فاخر:

-طبعاً مش زي اخته.

-يمكن…


قالتها بصوت يحمل اكثر من معنى ثم أكملت:

-طيب سيبها تقعد معانا زي جنا.

رمقته لونا بسخريه ثم تقدمت تتحداه ان ينطق وجلست.


ليتفاجأ الكل بدخول طارق من الباب مردداً :

-مفاجأة مش كده…


ارتعبت لونا وسابت مفاصلها فيما وقف طارق يطالع ماهر بنظرات ساخره تحمل لها الكثير من النوايا واقترب منه يسلم عليه ثم همس في أذنه:

-ماخلصتش لسه يا ماهر….

ابعتد عنه ماهر كأنه يواجه نده بالنظرات يرمق لونا بين لحظة وأخرى بنظرات قاتله تراقبها والدة جميلة .


لم يتحمل نظرات طارق لها فاقترب منها هامساً:

-اطلعي على اوضتك ماتخرجيش منها.


صوته كان مرعب…فلبت و وقفت مرددة:

-عن أذنكم.

لكن تحدث طارق :

-أستني يا لونا.


تخشب جسدها وكذلك ماهر وزاد سوء الأمر نظرة طارق المتحديه لماهر ثم خرج صوته يحدث عزام:

-عزام بيه أنا ليا طلب عند حضرتك واتمنى ماتخذلنيش..

-أه طبعاً قول.


ابتسم طارق وبادل النظرات بين ماهر و لونا الواقفه بصدمه ثم هم قال:

#سيطرة_ناعمة١٩

العيون مرتكزه عليه وماهر على حافة الغليان، بعقله ألف حسبه وطارق يبتسم ملاعباً...الجو متوتر والكل صامت ليسأل عزام:

-أمر ياحبيبي.

ابتسمت عيناه المحملة بالمشاعر ثم نطق:

-أنا طالب طالب الاقرب من حضرتك.


تهللت ملامح عزام..واخيراً وصل لمبتغاه وسيطلب يد چنا،ابطلع رمقه بطمع وكاد ان ينطق لولا إكمال طارق:

-أنا طالب أيد الأنسة لونا

وقف ماهر بجنون وقد ضرب الدم بدماغه وهو يسمع أحدهم يطلب منه يد من علم انها زوجته،يتحدااااه.

وردد بجنون:

-تخطب مين؟! تخطب مين بس ما سمعتش.


انقذ فاخر الموقف ببراعه غير معقوله و وقف امام ماهر يمنع تقدمه من طارق مردداً:

-ممماهر عنده حق...ماهو..ماهو ماينفعش تخطب البنت مننّا أبوها يزعل لازم تخطبها منه هو.

تمالك ماهر أعصابه بصعوبه يجاهد الا يفتك به ويشرب من دمه لكن لونا لم ترحمه كيف تفعل وتلك هي فرصتها فاقتربت من ماهر تهمس بشماته:

-عرفت مين فينا الي وسخ ...قابل بقا.

ثم تحركت كي تغادر تلك الجلسه التي لا يهمها من فيها بالوقت الذي سأل فيه طارق:

-فين باباها وانا اروح له.

تصنم جسدها على السلم وهي تستمع لصوت عزام الغليظ يردد:

-في مستشفى المجانين...تحب تروح له.


سكين حاد وانشق بقلبها ولم تنجح في كبت دموعها بل إنسابت كشلال،كممت فمها تمنع صوت بكائها وهرولت ناحية غرفتها تحتمي بها.


والدة جميلة تتابع باهتمام تنظر لأبنتها التي تتابع كلّ ما يجري امامهم بهدوء تام كأن ولا شيء فيه يثير الاهتمام وكذا الأعصاب..هادئة تماماً تراقب فقط..


تنهدت بغيظ وكادت أن تتحدث لولا صوت طارق الذي قال:

-مستشفى المجانين؟! ليه؟!!

-عقله فوت...اتجنن وبقا خطر على الناس فحطوه في مستشفى المجانين.

نطقها عزام عن عمد،لقد فتك به الغل،ابنته أولى يتلك الزيجه الملكية.

فقال طارق:

-خلاص أروح ل..

لم يستطع أن يسمع كمالته واندفع يردد:

-تروح فين يا...


وقف فاخر على الفور بحده يردد:

-اتفضلوا على الغدا السفره جاهزه..اتفضلوا..يالا يا ماهر خد خطيبتك.


قال ألأخيرة من بين أسنانه محذراً ومنبهاً يذكر ذلك الغبي بتواجد من تدعى خطيبته بينهم وهو غير مراعي او مبالي بوجودها.


احتلت ملامح الضيق على وجه طارق وماهر وتوترت الجلسه اكثر وأكثر ليتفوه فاخر:

-يالا يا جماعه السفره جاهزه وانا بصراحه ميت من الجوع ههه اصل البحر بيجوع..يالا...يالا يا ماهر خد خطيبتك في ايدك.


ماهر محاصر من جميع الاتجاهات وما كان ينقصه وجود جميله التي لا ذنب لها في كل ما يحدث وهو يعلم...يعلم تمام العلم انها لا تستحق الجور عليها.


سحب نفس عميق وحاول الضغط على أعصابه ليرسم ابتسامة لطيفه على شفتيه ثم مد يده لها قائلاً:

-اتفضلي يالا عشان نتغدى.


مدت يدها لكفه...تباً لما لا يشعر بشيء كما تفعل به تلك المصيبه...مغالطة كبيرة بتلك الجملة التي يرددها الرجال دون تفكير (كل الستات واحد) كان يعتقد ذلك..الى ان اكتشف الحقيقه بنفسه فلكل طير وليفه.


لمسه لونا له تثيره وتقشعر كل بدنه...لا يحدث ذلك له مع اي فتاة ابداً.


حاول الإستمرار في رسم الود..جميله ضيفته ولا داعي لإحراجها يكفي ما حدث وقد فهم ملاحظة أمها والتقاطها اهتمامه بلونا.


خرجوا جميعاً يجلسون على طاولة الطعام المطلة على البحر وجلست جميله بجوار والدتها التي همست لها:

-شيفاكي ساكته وعادي مش ملاحظة ان في حاجة غلط؟ حاجة ايه؟!! حاجاااات غلط بتحصل حواليكي؟

-تؤ مش ملاحظة.

-نعمم؟

هتفت بها والدتها بجنون لتلاحظ تحول نظرات الجميع عليها فعادت تهمس من جديد:

-لينا كلام تاني في البيت مش هنا.

تركت الحديث مع ابنتها منتبه على صوت عزام:

-يالا يا جماعة مش بتاكلوا ليه؟

ليسأل طارق:

-هناكل من غير لونا ولا ايه؟

ألقى ماهر شوكته من يده بحده يغمض عيناه هو يضبط نفسه ويتحكم بها بصعوبة كي يمر هذا اليوم دون ان يفتك به وتنتهي الليلة لكنه لا ينفك عن أفعاله تلك.

فتح عيناه بقلق على صوت شقيقته التي قالت:

-لا مش هينفع لونا تاكل سي فود النهارده عشان عندها دور برد من الصبح بلاش لايزيد عليها.


اصابه القلق بوضوح، أهي مريضه وهو لا يعلم؟ وجد نفسه يسأل بقلق حقيقي :

-هي لونا تعبانه؟

-أممم

-وازاي ماحدش يقولي..تعبانة من امتى وايه الي تعبها.

-اهدى مافيش حاجة ده من النهاردة بعد ماجينا بشويه تقريبا هوى البحر تعبها وجالها برد.

وقف لا إرادياً ينوي الذهاب لها تحت نظرات جميله ووالدتها المراقبة التي لم تستطع الصمت اكثر وقالت:

-ده شئ مش عادي أبداً.

تيبست قدماه والكل صمت..كُشف امره..العاشق تفضحه عيناه و...قلقه.


بلحظة هي لحظه وقد اختنق قرر فضح كل شيء وليذهب الجميع للجحيم هو متزوج من لونا ويحبها فتباً للبقية...لن يقف يرى رجل اخر يخطب زوجته منه ويصمت ولن يضطر لمداراة قلقه عليها.


فتح فمه سيقول ولتخرب الدنيا لكن كمال كان الأسرع حين انقذ الموقف:

-لا والله عادي جداً انا كمان لما جنا قالت لي كنت قلقان عليها كده اصل احنا بنحب بعض كلنا أسره واحده ولونا بنت طيبه جداً وتتحب.


رفعت له احدى حاجبيها...لم يعجبها الحديث ولم يدخل لأذنها حتى..وهم فهموا عليها.


چنا تجلس متابعه لشقيقها...ليست طفله كما يعتقد ولا ساذجه..ترى كما بات يرى الجميع ان شقيقها مهتم بلونا اهتمام غير عادي.

أبتسمت وهي تنظر له، نظراتها كانت متلاعبه موحيه..تقول انها تكشفه.


طارق كان متوتر وقال:

-انا هطلب لها دكتور 

تدخل كمال من جديد هو على علم بمدى تهور ابن عنه فقال:

-انا جبت لها دوا

-انت دكتور سنان وبس!

-اه بس ده دور برد يعني هتاخد مسكن وفيتنامين سي وتشرب حاجة سخنه وتنام.

انفعل عليهم عزام..فهل ستتحول الجلسه والعزيمه للحديث عن لونا أم ماذا يعني؟!

خرج صوته الذي حاول صبغه بالود المزيف:

-جرى ايه يا جماعة مش كفايه كده ونبدأ أكل...انا جعان جداً بصراحة يالا ناكل .


ثم خص ولده بنظره حاده محذره اضطرته لان يجلس مرغماً يحاول إخفاء مشاعره.


______سوما العربي______


جلست لونا بغرفتها تقرأ رسائل دكتوره ساره مراراً وتدريباتها النفسيه مع أول قاعدة وهي عدم تسول الاهتمام وانتظاره من الأخرين فالأخر لن يعطيها مادامت هي لا تهتم بنفسها، العالم من حولنا هو انعكاس لنا، الناس تعاملنا بما نرى به أنفسنا.


البشر ومعاملتهم ما هم إلا مرآة داخلية لنا، ان لم تحب نفسها فلن تجد حباً من الناس.


لونا عاشت لسنوات معتقدة انها تحب لونا، مستغربه طاقة الرفض الموجهة لها من الجميع لم تكن تدرك سوى مؤخراً أنها ماكانت تحب حالها.

حب النفس لا يكن فقط من أنني ارى نفسي جميله وطيبه لما يرفضني الناس ولما صديقاتي يغدون بي ولما ولما ...

حب الناس بان أسأل نفسي ماذا فعلت لنفسي كي اقول صدقاً أني أحبّها...ماذا فعلت لأصبح سعيده


بالمواجهة الصحية مع النفس وجدت لونا انها لم تكمل تعليمها بسبب ظروف الأسرة و إضطرارهم السفر بعد تعب والدتها، لم تهتم بجمالها الذي يمكن ان يتحسن ويتطور اكثر ممها هي عليه بل كانت تحاول مداراته...تشعر بالعار ناحيته لما دره عليها من كره و تخبيص...إنسابت وراء الطوفان المجتمعي وجعلتهم ينتصروا عليها..لجأت لوأد جمالها وأنوثتها بسبب تجريح المجتمع...منذ فترة توقفت عن لبس اجمل القطع ووضع مستحضرات التجميل والتحدث بليونا وعذوبة..لم تفعل سوى مؤخراً ولتثير غضب ماهر فقط بعدما اكتشفت انها هكذا تغضبه فبات يروق لها غضبه أحياناً بخلاف ذلك كانت تحاول مدارة أنوثتها الفجة التي لا يمكن مداراتها...فحتى وهي في أشد لحظات عدم الاهتمام بالنفس كانت متهمه بالإثارة.


وبجملة الوقوف مع النفس ومواجتها فقد اكتشفت لونا سر خطير...لقد عادت للبسها الأنثوي الرقيق والاهتمام بنفسها دون خوف شيئا فشيئاً كالسابق حين دلف ماهر لحياتها وكأنها شعرت فجأة برجود شئ يحميها.

مازالت تتذكر فستانها المتدلع الذي ارتدته حين قدمت معه لبيتهم بأول مرة ، ابتسمت رغماً عنها وهي تتذكر نظراته الجانبيه لها كل دقيقة فتلاشت بسمتها  هي تستذكر مكملة لما حاولت فتح حديث معه وصدها بفجاجة...بدايه سوداء وضعت اول حجر في علاقتها معه..أكملها هو بسيل اتهاماته...لم يترك لها فرصه فقد سد كل الفرص واخرهم إجبارها على الزواج منه.


سحبت نفس عميق تعيد على نفسها خطّتها طويلة الامد(حب النفس ورفع الاستحقاق) وخطتها قصيرة الأمد(مواجهة ماهر)

مع الأخذ بنصيحة صديقتها سما متبعه خطة(قلب الطاولة)


ذمت شفتيها بضيق كيف ستواجهه وهو لم يأتي لعندها منذ ذلك اليوم، حسمت أمرها،لونا بالعقليه الجديدة لن تنتظر إن لم يأتيها ستذهب له هي وتخلق الفرصه..لقد قطع عنها عملها وماعادت قادرة على تعلم الجرافيك الذي تحبه..لابد من حل..يجب ان ينتهي ذلك الوضع.


وبينما هي تفكر في كيفية الخلاص انفتح باب الغرفة ودلف لعندها بهيئته الضخمة بعيناه القلق يحاول مداراته وسأل بصوت جامد وأنف عاليه:

-انتي تعبانه؟

جاوبت دون النظر له:

-لأ.

سأل بحده فهي تقول لا مستهينه وهو يأكله القلق عليها:

-ازاي چنا قالت إنك تعبانه..عندك ايه؟


صوته كان جامد..شديد يحاول عدم إظهار اي ميل او قلق رغم ان وجوده الان بغرفتها لاهو اكبر ميل وقلق، طريقته في المكابرة جعلتها تضحك داخلياً عليه لكنها لم تنسى ما فعله وقاله لذا ردت بجمود:

-مش عندي.

-أنا مش جاي أناقشك..قومي البسي حاجه وتعالي نروح للدكتور...عشر دقايق وألاقيكي تحت.


التف مغادراً دون النظر لها لتناديه:

-ماهر.

وقف مكانه فقالت:

-انا عايزه موبايلي.

صك أسنانه بغضب والتف يقول بحده:

-ده انتي بجحه بجاحه..لا تكوني فاكره إن ألأيام هتخليني انسى عملتك السوده...عايزه الموبايل عشان تعرفي تكلمي من عليه رجاله مش كده.


ذهبت كل تمارينها النفسيه مع الريح وهي تسمع منه اتهاماته البشعه من جديد فاندفعت ترد:

-عملتي السودة؟! وانت عملتك ايه بمبي؟! لما راجل يقف قدام راجل تاني ويطلب منه ايد البنت الي المفروض انها مراته وهو عارف والراجل ده يسكت خالص يبقى يتقال عليه ايه؟! يبقى راجل أصلاً!

اندفع لعندها وهم كي يعنفها مجدداً يردد:

-أنا راجل غصب عنك، وانتي زودتيها قوي…انا مش هفضل متحملك كده كتير.. انا لو مش راجل فهيبقى عشان سيبتك عايشه بعد عملتك وخيانتك ليا.

نفضت يده عنها وصرخت فيه:

-خيانة ايه وخيانة مين؟ أنا عملت ايه اصلا؟!

كانت واعيه…خير وسيلة للدفاع الهجوم لذا عمدت لقلب الطاولة تهتف:

-هو مش الموبايل معاك؟ ماتفتحه كده وتشوف…افتح.


بنفاذ صبر اخرج هاتفها من جيب سرواله يفتحه كما طلبت وذهب لمحادثتها معه يسمعها تقول:

-شوف الشات الي بيني وبينه…هو الي بادي بالكلام وكان كلام عادي انا ردي عليه كان على الأد وقفلت كمان يومها تاني مره هو كان بيتصل بيا كتير وانا ماكنتش برد عليه فماقدرش يتحمل وجالي لحد الشغل وانا بردو مادتهوش مجال للكلام فرجع يقولي الكلام الي ماقدرش يقوله في الشات.


كان يسمع حديثها ويعيد قراءة المحادثه المختصره بالفعل للمرة العاشرة كلامها صحيح لكنه مازال عند رأيه وصرخ فيها يردد:

-مجرد ردك عليه أصلا خيانه يا هانم يا محترمه..تردي عليه بتاع إيه اصلا.

-وماردش ليه مش المفروض اني مش متجوزة..لو كان فتح الكلام مع چنا كان هيبقى ردها خيانة لحد؟

-كانت هترد بذوق وتقفل الكلام وبس 

-وانت شايف في الشات مني كلام غير كده

-بيقولك وحشتيني..بيقولك وحشتيني.


تذاكت وراوغت..فردت:

-بيقولي ينفع اقولك انك وحشتيني؟! ده معناه اني مش مدياه مجال وبصده وهو أصلا الي شكله جرئ.

-كللل كلامك ده مش هيشفعلك…حتى لو صح..مجرد وقوفك معاه جريمة…انك خبيتي جريمه.

-خبيت؟!! خبيت ايه انت بتشتغل نفسك…مش عايز تواجهها بالحقيقه…كلنا كنا عندهم وبان اهتمامه من اول مره وقدام الكل وانت ماكنتش تقدر تتكلم كل حاجه كانت قدامك بس انت الي بتستعبط عاجبك دور زوجتي والكلب بس الحقيقة انك عايز تلف كل حاجه عشان تفصلها على مقاسي وتلبسني توب الخيانه عشان تثبت لنفسك اني وسخه زي ما بتقول عليا فافضل ساكته وعيني في الارض واعيش مخروسه مش كده.


صرخت بالأخيرة فيه …نجحت لونا في جره للنقطه التي تريد..كانت بارعه في تسيير مسار الحديث والتلاعب بالكلمات حتى تصل لهدفها.


بالفعل بدأ ماهر يراها غير مخطئة مئة بالمئة رغم نكرانه التام للإعتراف بذلك.


لن يتركها تتمادى في الحديث..فطن ان لونا ليست سهله مطلقها..قد تبدو سهله بسبب قلة خبرتها وعدم احتكاكها بالحياه الخارجيه..تلك الجميله الواقفه أمامه لو تعلمت قليلاً فنون المكر واللوع والخبث مع إضافة القليل من الخبره ستصبح مرعبه مرعبة مرعبة.


وهو لن يسمح لها……..


قطع حديثها وقال بغلظة وحسم:

-عشر دقايق وتبقي تحا عشان نروح للدكتور وماسمعش صوتك نهائي…سامعه.


رفعت له احدى حاجبيها…حربهم ضاريه بين شخصية نرجسيه وشخصية ألفا كلونا هي تعلم انها ربحت حرب الحديث للتو لكن ماهر الترجسي لم ولن يعترف ….وإنما التف كي يغادر بغضب وعاد يقول بصوت غاضب…غاضب جداً:

-أنا ماشترتش ولا كلمه من الي قولتيها وانتي بنظري لسه خاينه وزباله وياريت تقعدي مع نفسك بقا كده تفكري تشوفي هترضيني وتصالحيني ازاي.


ثم خرج بسرعه وزيادة تأكيد صفق الباب خلفه بحده جعلها تنتفض لتصدق …ماهر كان ماهر جدا وبرع في حبك دوره التمثيلي.


______سوما العربي________

خرج من غرفتها باتجاه السلم ليقف بغضب وهو يرى طارق يقف في الممر بحيرة كأنه يبحث عن غرفتها..لم يستطع السيطرة على نفسه وتقدم يقبض على تلابيبه بغل مردداً:

-ده انت مستغني عن عمرك بقاا…جاي وراها لحد هنا…بس الغلط مش عندك الغلط على الي فوت لك اول غلطة…موتك على ايدي النهاردة.


نفض طارق يده بنفس القوة و قال:

-ولاااا..انت هتفضل عايش في دور الشبح ده كتير …انا الي سكت لك لما مديت ايدك عليا بس سكت عشان مش فاهم لكن بعد كده ايدك في جنبك وتلزم تمامك فاهم ولا أفهمك.

-الله…ده انت حلو اهو وبتعرف تحلو…طب اسمع بقا…عينك لو بصت لمراتي هخزقها لك.


صمت طارق لثواني متنهداً ثم قال:

-انا ماكنتش بدور على لونا .

احتلته الغيره والغضب وردد من بين أسنانه وهو يرفع يده يقبض على فك غريمه:

-أسمها مايجيش على لساااانك.

نفض طارق يده للمرة الثانية وقال:

-أفهم بقااا…انا كنت بدور عليك انت..خلينا نتفاهم بدون شوشرة انا لحد دلوقتي عامل بأصلي وماروحتش قولت لعمي وبنت عمي بالمصيبه الي انت عاملها.

-انت هتهددني ماتروح تقول.

-مش هقول عشان اقدر اتجوز لونا عادي من غير ما تبقى خصمه ليهم ويرضوا ي….

لم يكن ماهر يستطع تحمل اي جملة بها إسم لونته من طارق بالخصوص فقبض على عنقه بغل وقد ارفق أسمها بنتيه من الزواج منها…يخطط ويحلم بذلك…فكرة ان رجل أخر قد يفعل معها ما يفعله هو وان ينال منها ما ناله ويناله الرجل من زوجته كانت قاتله خصوصاً وقد اخبره صريحه انه يحلم بذلك…زاد من الضغط على عنقه يردد بجنون:

-هقتلك…قسماً بالله لاقتلك.


تقدم كمال الذي خرج من غرفته للتو ركضاً منهما يردد بهلع:

-سيبه يامجنون هتموته.

-ابعد يا كمااال..هموته والله لاموته.

كان طارق قوي بما فيه الكفاية نجح بصعوبه في نفض يد ماهر الذي قال:

-لونا تبقى مراتي لو شوفتك قريب منها هموتك فاهم…

ضحك طارق باستفزاز من بين سعاله ومحاولته التنفس يقول:

-ههههه…انا جيت خطبتها منك ..ههههه

تفتت قلب ماهر وكبريائه هو يعلم ان رد فعله كان مايع لا طعم له ولا لون…يعيش القهر يومياً لحماية غيره لكنه كان قال:

-عندك حق…قسماً بالله جدي يخرج بس ويشد حيله وساعتها كل واحد هياخد الي فيه النصيب.


حاول طارق التحدث بتعقل معه فقال:

-خلينا نتفق يا ماهر..وضعكم بالأساس غلط.

تلاعب ماهر…تربيته الذكورية الشرقية كانت مسيطرة فقال:

-انت شكلك مش فاهم ولا فاكره جواز على ورق لسه..مش هتنفعك ولا هتنفع حد غيري…أنا دخلت عليها.

قالها وبعيناه الف معنى ومعنى يتبين فيهم تسرعه في إتمام زواجه بها ليلتها كي يضمنها ويضمن وجودها…كي يمتلكها…الرجال الشرقيين يلهثون خلف العذراء ولو كان جسدها وقلبها بخلاف ذلك.


اتسعت عينا ماهربصدمه وهو يسمع رد طارق عليه حين قال بحده وهو يضربه بكتفه:

-ده عشان انت راجل مختوم على قفاك وعبيط فكرك الكام نقطة دم دول هما الي هيفرقوا معايا؟! ولا هما دول الي يزودوها او ينقصوها…انت راجل عبيط اي والله عبيط ومش بتعرف تميز..أعمى القلب والنظر…اقولك انت حلال فيك الي بيحصلك والي لسه هيحصلك.


تحرك مغادراً وتركه يقف بحيره وصدمه ولجواره كمال الذي هتف فيه:

-ممكن اعرف اخرة ده كله ايه؟! هتعمل ايه؟ عاجبك كده لما جه خطبها منك واحنا قاعدين..ده علم عليك وعلينا كلنا وماحدش فينا كان عارف يرد.

اسبل ماهر عيناه بتعب ثم قال:

-عارف…علم عليا ولعبها صح ابن الكلب وانا كنت واقف مش قادر انطق بسبب أبوك وابويا…لو نطقت هينفذوا تهديدهم واحنا ملصمين جدك أصلا.

-ماهي دي مصيبه تانيه…جدك مش عارف انك اتجوزت لونا ولو عرف هتبقى مصيبه اكبر..طلقها احسن يا ماهر.


تعصب ماهر وقال:

-أطلقها ازاي…بقولك مراتي..تخصني..انا مستحمل كل ده عشان ماطلقهاش…أكيد في حل تاني.. دلوقتي كل الي في دماغي ازاي اخلع من جوازتي مع جميله عشان اهلها ومصالحنا معاهم وبعدها جدك امره سهل.

-على فكره ام جميلة اخدت بالها ومركزة معاكم..ماهي حاجة باينه للأعمى بردو…واتكلمت بعد ما طلعت .


-يووه…تفكر الي تفكره..على الله تحس ان في حاجة غلط وترجع في الجوازة..انا ماشي

-رايح فين؟

-هاخد لونا وانزل القاهرة عشان اكشف عليها.

-والناس الي تحت.

-قولهم اي حاجة…مش فارق لي قولت لك…ولا عايزني افضل سايبها هنا مع الجدع ده عادي يغازل فيها

صك كمال أسنانه بجنون منه ثم قال:

- اه قول كده بقا…استغفر الله العظيم…خد جنا معاك وانا هقولهم ان مامتك تعبت واضطريتوا تنزلوا لها..اما نشوف اخرتها معاك.


________سوما العربي__________


طوال طريق العودة للبيت كان يقود وهو كل دقيقة والثانية ينظر في مرآة السيارة يطالعها فيها بعدما جلست بجواره جنا التي كانت تتابع حركات أخيها المكشوفة جداً…كانت چنا مصدومة  أيعقل!!!!


وصلت السيارة لبيت الوراقيين في ساعة متأخرة من الليل وفتحت لونا باب السيارة تترجل منها مغادرة بسرعه لقد تحملته طوال الطريق ولن تتحمل أزيد.


نظر على فعلتها بغضب ثم قال لشقيقته:

-اطلعي للهانم عرفيها تجهز عشان دكتور احمد هييجي يكشف عليها.


تبسمت چنا ثم سألته متلاعبه:

-أبيه؟ هو انت بتحب لونا؟!

ارتبك…كشفته الصغيرة…چنا نقطة ضعف بالنسبة لماهر…يخاف على مظهره أمامها فقال بخشونه:

-أحمممم..مين قال كده.

ضحكت مرددة:

-حركاتك..نظراتك..اهتمامك..انت طول الطريق عينك على المرايه باصص لها فيها.

حمحم بخشونه يقول:

-لا مش…

قاطعته مواجهه:

-أبيييييه.

تبسم مستسلماً ثم قال:

-اه..بصراحة يعني..بس هي زي ما انتي شايفه كده

-ماهو من طريقتك معاها يا أبيه..انت ناقص تديها بالبوكس كل اما تشوفها.

-هي الي بتعصبني.

-اهدى معاها شويه وانا هكلمها تلين من ناحيتك.

-بجد؟!

ضحكت عليه وقالت:

-ده انت واقع واقع…هههه بجد اه.

-ماشي بس اوعي تقولي لها حكاية واقع دي عشان قافش عليها ماشي

-ماشي…انا هروح لها.


بعد مرور ساعه حضر الطبيب للكشف عليها وأخبره انها تحتاج للراحه والتغذيه الجيده مع اخذ روتين دوائي جيد.


جلب الطعام و وضعه أمامها بحده تحت أعين شقيقته الواقفه تكبت ضحكتها يقول بحده:

-اتفضلي الدوا.

مالت عليه چنا تقول:

-ماتخبطها بالكيس في وشها أحسن.

-جنا…ششششش

صمتت جنًا مرغمه وهو خرج ثم دلف بعد دقائق يقول بغلظة:

-ياريت الي ليه دوا ياخده بعد الأكل انا مش فاضي للدلع وعندي شغل…الجرعه مرتين بعد الاكل وفي واحد تاني الصبح.


ثم خرج بحده وترك لونا تنظر لجنا بجنون فضحكت جنا وقالت:

-طيب والله بس هو اهتمامه كده.


كاد ماهر ان يعبر طريق البيت كله لولا تلك الدراجه البخاريه التي وقفت تعترض طريقه …شد فرامل اليد وترجل من سيارته يواجه صاحبها الذي تعرف عليه قائلاً:

-جرى ايه يالا…هو انت كل شويه هتنط لي.


مسح الدوكش على وجهه ثم قال:

-العفو منك ياباشا بس انا جيت لك عند الشغل بقى لي يومين مش عارف أشوفك.

-وجاي تاني ليه انت مش خدت الي طلبته هي سيره

-خلصوا ياباشا…المعايش غاليه وبصراحه لما اخدت الفلوس وروحت حسيت انهم كانوا شويه وانا كنت المفروض اطلب اكتر.

-اه والله…هممم وعايز ايه بقا..المرة الي فاتت كانوا عشرين الف المرة دى عايز كام؟!

-ميتين الف يا باشا.

قبض ماهر على تلابيبه يهزه مردداً:

-نعم ياروح امك والمره الي بعدها مليون مش كده..

-إيدك يا باشا ..بلاش تدفع وانا اروح للست الهانم واقولها على الي اتفقت معايا عليه.

لكمه ماهو بعنف يودد:

-انت بتهددني يالا..ده انا اوديك ورا الشمس.

-وديني ياباشا..فيها لا اخفيها.. بني يخلي الموبايلات ورسايلها القصيره.هع هع..هععععع.

رمقه ماهو بغل وغضب ثم عاد لسيارته يقودها مقرراً بعدما حاصره كل شيء…


ولج لغرفه لونا يفتحها بعنف…كانت وحدها فقال:

-جهزي نفسك هتسافري أخر الأسبوع.


#سيطرة_ناعمة٢٠


دلفت تخبط الباب بغضب من تصرفات ابنتها الساذجه حد الاستفزاز، فيما كانت جميلة تتقدم لتصعد الدرج غير مبالية بحديث والدتها الغاضب لكن أوقفها تقابلها مع والدها على الدرج يسأل مستهجنًا:

-أنتوا رجعتوا؟ في ايه بتزعقوا ليه؟

تقدمت چيرمين منه هاتفه:

-أهلاً؟! اهلاً بالبيه الي سايب مراته وبنته قاعدين عند الناس في بيوتهم وهو ولا هو هنا؟

زاغت عيناه ثم قال مراوغاً:

-كنت جاي بس جالي شغل 

ردت سائمة:

-فعلاً؟! ماكنتش عارف تأجل الشغل المهم ده وتيجي تقعد وسط الناس الي هيبقوا نسايبنا اقله كنت تشوف البلاوي الي انا بشوفها ومايتسكتش عليها دي وبنتك الهبله مش عايزه تاخد بالها.

-ايه الي حصل؟! حد هناك ضايقكم .

-البيه الي بنت سيادتك عايزه تتجوزوا ومختارته دوناً عن رجالة مصر كلها سايب خطيبته وامها ومش شايف ولا مهتم الا ببنت عمته واهتمامه باين للأعمى وبيعمل كده من غير مدارية ولا كسوف .

-لونا؟!!

سأل زوجها متوقعاً فصرخت بغضب:

-يعني انتي كمان واخد بالك.

-من اول مره جم فيها عندنا.

-يعني انا مش مجنونه..اهو...قول لبنتك.

-اقول ايه واقول لمين الخطوبه دي لازم تتفشكل مش بنتي انا الي....

التفت جميلة تهتف بحسم وصرامة:

-الخطوبة هتتم يعني هتتم..كل الي بتقولوه وبتلاحظوه ده لعب عيال مش اكتر وماهر راجل وعاقل وهيحسبها صح.

صرخت والدتها بغضب:

-انتي في ايه يابت؟ ايه حكايتك؟! انتي عايزة تجننيني؟! ايه الي جابرك على كده؟ هو انتي اي حد ولا بنت اي حد؟ ولا فيكي عيب عشان تعملي الي بتهببيه ده؟


صمتت جميله ترفع رأسها بكبر وتصميم ثم قالت معاندة:

-أنا عارفه انا بعمل ايه كويس لو سمحتم ده قراري وانا حره فيه وانا مكمله في الجوازة دي عادي.


تركتهم يتبادلون النظر بجنون لبعضهما وصعدت لغرفتها وعقلها يصرخ انها لن تخرج من تلك المعركة خاسرة مجدداً.


فتحت هاتفها بالصدفه لترى طلب الصداقه الذي يعاد إرساله لصفحتهز للمرة الألف فتقوم برفضه للمره الألف وهي تزفر بضيق أفكلما أحبت رجلاً تركها وخسرت هي..تلك المرة لن تخسر كما خسرت في مراهقتها فقد باتت الأنثى يشيب لها رؤس الشباب .

معركتها مع لونا مشبعه جداً لها ولأنوثتها كونها تتنافس مع خصم كلونا مصممة على أن تكسب تحت اي ظرف ربما وقتها إستعادة ثقة جميلة بنفسها تلك الفتاة التي لم تكسر يوماً الا حينما تم رفضها من حبها الاول...هي بحاجة لمكسب يجعلها ترمم جرح الماضي وتولد من جديد.


ستحرص على ان تكسب حربها مع لونا لن تخسر مجدداً.


__________سوما العربي_________


اتسعت عينا چنا مما سمعته وكذا لونا التي هتفت مستهجنه:

-نعم؟! اسافر؟! أسافر فين؟ وليه؟

-من غير ليه 

نطقها ببرود وتجبر لتصرخ فيه:

-هو انت فاكرني هسمع الكلام ؟!

-هتسمعيه وعلى ما اخلص باسبورك والفيزا مافيش خروج من باب الأوضة دي.


احتدت عيناها بغضب عاصف ورمت صحن الطعام بالصينيه من على قدميها فدشت أرضاً لتصرخ چنا وتحد عينا ماهر صارخا فيها:

-اتجننتي ولا ايه؟!

-أتجننت اه..وكلامك ده انا سمعته من هنا وفوته من هنا؟!

احتدمت عيناه وصك أسنانه ثم نظر لاخته هاتفاً بأمر:

-چنا روحي على أوضتك.

-بس يا ابيه ماهو بردو...

قاطعها يصرخ:

-على أوضتك.


فرت مهرولة تتجه لغرفة كمال لترسله لشقيقها ربما عقله فيما تقدم ماهر من لونا يردد:

-ايه الي بتعمليه ده؟! هو انا عشان عديتها لك مره هتكرريها ولا ايه؟! ازاي تعلي صوتك عليا وترمي الاكل في وشي كده لا وكمان قدام اختي...انا شكلي دلعتك.


أدمعت عيناها..اين ذلك الدلع الذي يتحدث عنه..لكنها عادت تهتف:

-واضح الدلع حتى باين عليا...وكمان عايز تسفرني ..هو انا هوا؟ لعبه؟! حسسني اني بني أدمة مره.


تخلله شعور بالميل ناحيتها لكنه قاوم وأصطنع الغضب عليها مجمعاً اخطائها لتبرير موقفه وزيادة كسر عينها:

-احسسك أااه..حاضر..عشان تفضلي خارجه داخله تعملي الي انتي عايزاه وتدوري على حل شعرك شكلك نسيتي انا اتجوزتك ليه...أنا اتجوزتك عشان ....

دق كمال على الباب منادياً:

-ماهر.


فتح الباب وقال:

-ايه الي چنا قالتهولي ده؟ انت هتسفر لونا؟

-اه ياسيدي مراتي وانا حر فيها هو ماحدش عايز يفهم ليه؟

صرخت لونا وهي تضرب الأرض بغل:

-مش هيحصل يا ماهر سامع ولا لأ 

-لا هيحصل ومش عايز كلام كتير 


تقدم كمال يحاول تهدئة الوضع فقال:

-استهدوا بالله...تعالى معايا يا ماهر خلينا نتكلم.


تنفس ماهر بتروي وتحرك ليذهب معه لكنه قال قبلما يغادر:

-خروج من الأوضه نووو مش هتخرجي من هنا غير على المطار...أظن الكلام واضح اهو عشان لو حصل غير كده يا لونا ماتلوميش غير نفسك.

-مش هيحصل يا ماهر وهتشوف.

كاد ان يتقدم لعندها لكن كمال لجمه يمنعه وقال:

-اهدى وتعالى معايا...أهدى.


خرج معه مرغماً وذهبا للحديقه يجلسان فيها لتمر فترة صمت كانت فيها انفاس ماهر ثائرة عاليه ظل يحاول التنفس ليهدأ وتركه كمال لبرهه ثم بدأ يتحدث معه بهدوء:

-في ايه يا ماهر؟؟ اخرتها معاك ايه؟! مش كفاية بقا قرارت جنونيه؟ عايز تسافر وتسيبنا ده انا ماصدقت رجعت وسبت حياتي هناك عشان ابقى معاكم تقوم تسيبنا وتمشي.


حاول ماهر ان يتحدث بعيداً عن عصبيته وقال:

-انا مش هينفع اعيش برا عشان امي واختي...لونا هي الي هتسافر بس.

اتسعت عينا كمال من فجاجة الكلام والصدمه ليسأله بجبين مجعد:

-افندم؟! لونا تعيش برا لوحدها؟!

-مش لوحدها لوحدها..هعيش معاها بس هروح واجي .

-وليه كل ده؟!

-انا ماشوفتش يا كمال الي حصل النهارده؟


زم كمال شفتيه وقال:

-بصراحة انت غلطان يا ماهر...لونا عمرها ما هتقدر تغفرلك ان في واحد جه يخطبها منك ويتحداك قدام الكل وانت اضطريت تسكت.


اغمض ماهر عيناه بألم يعلم ان كمال على حق..بالأساس ذكرى تلك الواقعه تنحره حياً فهتف:

-ابوك سكتني..ابوك لاوي دراعي...احنا ممكن نتفضح كلنا..عارف يعني ايه يتنشر في السوق وقدام المعارف والجيران ان ولاد الوراقين حجروا على ابوهم الراجل الكبير...انت شايفني كده وهي اكيد شايفاني كده وماحدش حاسس بالراجل المدبوح الي بيحاول يراضي الكل على حساب نفسه..خايف على جدك وبحاول احافظ عليه لو وصله خبر مش هتبقى جلطة تالته لا هتبقى سكته قلبيه وعار الفضيحه دي هيفضل ملازمنا رفعنا قضية حجر على جدنا...ومش هنبقى ملاحقين من الفضيحة ولا مشاكلنا مع عيلة ابو العينين اللي مش هتستكت على اهانه كبيره زي اني أتجوز على بنتهى الي اي حد يتمناها..لو كده انا كنت كفيل بيهم لوحدي اواجههم بس فضيحه مع مشاكل هيبقى كتير ..مش هينفع اضيع الكل عشان انا حبيت لونا واتهورت واتجوزتها.. شايل كل ده جوايا وساكت وبضطر اجي على نفسي وعلى كرامتي وادوس على قلبي...انا كنت عايز امسك الواد ده اشقه نصين بس ابوك وقفلي.


أشفق كمال عليه..ربما معه حق...ماهر كان يتحدث بصوت مشروخ..رجل عاشق شُرخت كرامته ورجولته لأنه أحب الشخص الخطأ بالوقت الحطأ.


ربط كمال على كتفه يردد:

-انا ماكنتش اعرف انك شايل كل ده جواك وساكت ياماهر..ربنا يكون في عونك.

مسح ماهر عيناه كي لا يبكي ثم كمل:

-ربنا يكون في عوني هههه..عارف يا كمال انا واصل لمرحلة اني بايع الدنيا وشاري لونا بس هل بقا لونا الي انا مستعد أبيع واضحي بكل حاجة عشانها مضمونة أصلا؟ مستعدة تبيع الدنيا عشاني؟ 


زم كمال شفتيه بيأس والأجابه واضحه ليجيب ماهر بيقين تام عوضاً عنه:

-لا يا كمال...لونا أصلاً لو ليها حمل هيبقى انها عايزه تخلص مني؟


تحشرج صوته واختنق بالعبرات يردد:

-أنا مش عايز غيرها وهي كل همها تفارقني.


ربط كمال على كتفه متضامناً وقال بتروي:

-لونا بردو معذورة يا ماهر...انت جابرها على جوازك منها وطول الوقت حاططها في موضع اتهام وهي بتدافع عن نفسها...انت الي مش مديها فرصه تحبك مع انك والله لذيذ وتتحب بس انت الي مصمم تكرهها فيك.


سحب ماهر نفس عميق يحاول السيطرة على أعصابه وتفكيره ثم قال بمهادنة:

-مع الوقت ...كل حاجة تتصلح وتتحل بس لونا تسيب البلد اليومين دول.

جعد كمال جبهته مستغرباً يسأل بشك:

-هو في ايه يا ماهر؟ انت مريب كده ليه وإصرارك مريب منين مش قادر على بعدها وخايف تاخد فرصتها فتخلص منك ومنين هتسفرها.


مسح ماهو على وجهه..يشعر بالتورط ليسأله كمال:

-ماااهر؟! 

-أحمممم... في مصيبه انا عملتها لو عرفتها لونا هتصمم على الطلاق وهتبقى علاقتنا انتهت.

-عملت ايه؟!


زاغت عيناه...لن يقدر على المواجهة الان ولا يرغب بفتح الحديث حتى فقال:

-مش وقته..المهم فكر معايا هقول ايه لجدك لما يسأل عليها.. فكرت اقرله صممت تسافر تدرس برا وهو بيحبها فهيسكت ويوافق.

-ممكن..المهم لونا هي الي توافق مش شايفها متعصبه ازاي ومحكمة رأيها.


زم ماهر شفتيه بضيق يفكر كيف سيلين رأسها اليابس لما يريد.


_______سوما العربي________


كالعادة تهاتف سما وسما هاتفها مغلق تنهدت بضيق منها تراها تخلت عنها وغير موجودة دوما ولم يكن أمامها سوى مهاتفة مستشارتها النفسية التي سألتها السؤال الأهم(انتي يا لونا عايزه تسيبي ماهر بجد؟ )

وبعدها دارت مكالمة طويلة بينهما حول نقاط هامه (طب لو سبتيه فكرتي هتعملي ايه وهتروحي فين؟)

لم تكن تعطيها أوامر هي تسأل السؤال وتترك للونا الجواب و من هنا جاءت الفكرة...في السفر سبع فوائد ، هي بالأساس فكرت في السفر لكن توقفت لنقص المال وهاقد جاءتها الفرصة تحت قدميها تناديها فلما لا تفعل .


ظلت طوال يومها تفكر حتى حل المساء وجائها بصينيه الطعام مستعد لحرب كلامية شرسة بينه وبين لونته كما اعتاد .


وضع صينية الطعام لجواهما مردداً:

-ياريت تاكلي عشان تاخدي دواكي..الي بينا مالوش دعوة بالزعل.

سألته بحزن:

-هو ايه الي بينا يا ماهر.

قرب صحن الشوربة يغرف منه معلقه ويقربها من فمها مردداًبعدما تنهد من تعب قلبه الملتاع بحبها:

-الي بينا إن حضرتك مراتي..وانا بحاول احافظ عليكي.


صمت مفكراً ثم ترك المعلقه يقول:

-ليه مافكرتيش تروحي لجدي تقولي له كل حاجة وتستنجدي بيه؟!


اتسعت عيناها بصدمه:

-هو مش إنت قولت له وعشان كده وقع من طوله ولا انت كنت بتشتغلني؟!

-هااه...اه...ايوه ايوة افتكرت..صح.

-اكيد يعني لو روحت له كان هيصف معاك واصلاً انا أموت ولا اطلب من محمد الوراقي وعياله حاجة ..عمري ما أنسى الي عملوه في امي...أساسا انا بحاول اتقبلك انت بالعافيه.

-واتقبلتيني يا لونا؟؟؟

سألها بحزن لتصمت مفكرة ثم قالت بقوه:

-أنا موافقة أسافر.

صمت مستغرباً ظنها هكذا تجاوب على سؤاله لكنها أكملت بقوة أشد:

-بس بشروط 

-شروط؟!!!

سأل بحاجب مرفوع لتقول:

-مره من نفسي احط فيها شروط يا كده يا مش هسافر.

-وايه هي شروطك؟؟


جاوبت بتروي وثبات:

-مش كل حاجه هتبقى في أيدك زي ما كنا هنا؟

-بمعنى؟

-لما نسافر هنعيش فين؟

-هأجر بيت لفترة طويلة لحد ما اعر..

قاطعته بقوة:

-عقد الإيجار يبقى بأسمي.

-يا سلام؟!!

لم تبالي بمعارضته بل أكملت غير مهتمة بأمر ما يرغب تملي شروطها هي:

-لما نوصل هبدأ انا أدور على شغل واول ما الاقي شغله محترمه هبدأ فيها وانت مش هيكون ليك حق الاعتراض توافق او ترفض.

-نعم؟!!!

أكملت بتصميم:

-اه وحاجة كمان ...وترجعلي موبايلي الي اخدته بدل الموبايل ابو زرايري الي مديهولي ده.


كانت تحدثه بمجابهة وتديه تامه لم يراها منها من قبل...لونا مصممة إما ما تريده أو سترفض السفر بتاتاً فقال:

-ماشي...انا عملت اتصالاتي ورتبت كل حاجة....هنسافر بعد يومين.


مرت الأيام سريعاً وهي متجنبه فيها الجميع كأنها تمرر أيامها على خير لحين الفرار وها هي الأن تجلس في الطائرة المتجهة الى مطار روما تغمض عيناها متذكرة ما حدث عيشة حين صممت للذهاب لوالدها بالشفى لتخبره على الأقل انها ستسافر.


أغمضت عيناها من ثبات حالته وعدم تقدمها يخبرها الأطباء ان تحمد الله كونها ثابته ولا تتدهور ..شعور داخلي عزز إحساسها بأن موافقتها على السفر كانت صحيحه خصوصاً حينما إستجاب لها والدها ولبى نداءها وهي تخبره انها ستترك البلد لمن فيها ليهز رأسها بجنون مؤيداً يراه الحل المثالي.


اهتزت برعب مع إقلاع الطائرة لتتمسك بيد ماهر الذي أبتسم لها بعذوبه وربط على يدها ثم قربها لأحضانه عنوة يقول:

-أهدي دي عشان اول مرة تركبي طياره.


من خوفها اندست بإحضانه تنظر لعيناه نظرات جرو خائف ليبتسم بحنان ثم يقبل أرنبة أنفها ومن بعدها شفتيها .

شعور بالغرابه كان يكتنفها وهي تشعر بضمته وقبلته تنظر له ثم تتجه بنظرها لنافذة الطيارة ترى معالم البلاد تختفي تدريجياً وعقلها يردد جمله واحده "لا تبقى في البلاد التي جرحتك..غادر"


أغمضت عيناها مع ثبات سير الطائره في الجو تذهب في نوم عميق بأحضان ماهر المتنعم بحضنها وفي نفس الوقت بداخله غصة لا ينساها منذ طلب طارق يدها منه وهو لم يبرحه ضرباً.


وصلت بالطائرة ومن ثم خرجوا من المطار متجهين للبيت الذي كان بحي راقي جدا يعتبر في منتصف المدينه مما سيسهل عليها الكثير.


فتح الباب امام عينها المصدومة من جمال المنزل وبساطته تقدم يبتسم لفرحتها الظاهرة ثم فتح يدها لتستغرب وتنظر له فيقول:

-مفتاح بيتك

-بيتي؟!

-أممم والعقد بأسمك زي ما طلبتي

تناولت الاوراق من يده ليتهلل وجهها وهي تبصر إسمها وحدها بالعقد فنظرت له مبتسمه تحتضن الورقه :

-شكراً.

نظر على الاوراق ثم قال :

-جه الوقت الي أحسد فيه عقد؟ مافيش حضن لماهر بقا؟؟ انتي مانعه نفسك عني بقالك كتير.

ارتبكت عيناها وتوتر جسدها لتنظر أرضاً تتحاشى النظر لعيناه فاقترب منها ببط مثير ويده تسير على كتفها العاري مقرراً إستغلال الفرصه فقد أعطاها ماتريد منذ قليل ومن الممكن ان تقبل بأعطاءه ما سيصبره قليلاً ويشعره بالسعاده وانه يحيى...فقد باتت السعاده بالنسبه له هو رضا لونا عليه وتنعمه بالدخول لجنتها إن سمحت.


وقد سمحت ....فهو لم يعطيها الفرصه واقترب منها يرفع وجهها بأصابعه يجعلها تنظر في عيناه التي تقطر شبقاً يسأل:

-وحشتيني...هتجنن عليكي ومش عارف أطولك..


رمشت بأهدابها نظرات عينها لا تقاوم...هي تهلكه بنعومتها..لم يستطع انتظار إذنها وانقض عليها يفترس شفتيها ويفترسها هي شخصياً.


كانت ليلة ولا أروع قضاها طوال ليله ساهراً يتمتع بها لم يتركها..فقد جافته وبعدته كثيراً.


صباح يوم جديد 


عادت جميلة من ممارسة تمارين رياضتها الصباحية بالجري حول قصرهم لتعود مرتدية بنطلون من البمبى وكنزة قطنيه من نفس اللون وترفع شعرها الأسود بطوق قطني يمنع عنه العرق.


دلفت للبيت وهي تلهث وتحاول تنظيم أنفاسها ومسح حبات العرق لتتفاجأ بوالدتها تقول بفرحه:

-عندنا مفاجأة وضيوف حذري فظري مين جه؟!

-مين ؟!

سألت لاهثه فجاوبت الأم وهي تشير على صالون منزلهم:

-رشيد ابن عمتك رجع هو مراته وابنه من السفر.


توقفت بصدمة لثواني وهي تراه أمامها يقف ينتظرها وينظر لها نظره لها ألف تفسير.


_______سوما العربي_____


بروما استيقظ ماهر على صوت هاتفه بإتصال ملح متواصل ليلعن نفسه فقد عزم على أخذ أجازه بعيداً عن الجميع ونسى إغلاق هاتفه.


زفر بضيق وهو يرى اسم كمال ليفتح الهاتف مضطراً:

-ألو.

-ألو يا ماهر…جدك خلاص خارج من المستشفى النهاردة وبيسأل على لونا.

-ماشي انا هتصرف معاه.

-ياريت تيجي تتصرف فعلاً عشان مش عندي رد على أسألته وكمان عشان تشوف ابوك الي حدد مع الناس ميعاد خطوبتك وانت مسافر أصلا.

نفض الغطاء من عليه بعنف يردد بغضب:

-تاني؟ بيصعرني تاني…اقفل يا كمال انا هاخد اول طيارة وجاي.


الحلقه 21/22/23/24/25 من هنا


بداية الرواية من هنا


إللي خلص القراءه يدخل هيلاقي كل الروايات اللي بيدور عليها من هنا 👇 ❤️ 👇 


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺


الصفحه الرئيسيه من هنا


جميع الروايات الحصريه والكامله من هنا


انضموا معنا علي قناتنا بها جميع الروايات على تليجرام من هنا


❤️🌺🌹❤️🌺❤️🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹❤️🌺🌹🛺🛺🛺🛺🛺





تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close