رواية رحم بديل (حكاية فرح) الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم زينب سعيد
الفصل السادس عشر
تبسمت ضحي بشر فخطتها يجب أن تنفذ اليوم مهما كان الثمن: طبعاً كويسة لتسحب يد فرح بقسوة لتطلق فرح صرخة مدوية وتحاول رميها من أعلي الدرج لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فتبعد فرح يد ضحي عنها بعنف فتنزلق قدم ضحي من الزيت المسكوب علي الدرج بينما فرح تتمسك بحديد السلم بفزع.
لتقع ضحي من أعلي الدرج وتتدحرج علي السلالم وسط صرخاتها وصراخ أدم بالأسفل بإسمها بصريخ:ضحي.
ليستقر جسد ضحي أرضاً في أسفل الدرج وبجوارها بركة من الدماء.
ليجتمع الخدم ويركض أدم الذي حضر للتو علي وقوعها إتجاهها ويحتضنها بلهفة وذعر:ضحي فوقي أنتي بخير ردي عليا.
ضحي بألم :ألحقني يا أدم فرح وقعتني .
لينظر أدم بشر لفرح التي تقف أعلي الدرج وتبكي بشدة .
عبير بخوف:لازم ننقلها المستشفى يا باشا.
أدم بلهفة وهو يحملها ويتحدث بأمر:أفتحيلي العربية يا عبير بسرعة ثم ينظر للخدم بأمر ويتحدث بتحزير:فرح متخرجش من باب الفيلا فاهمين .
ليغادر سريعاً للمستشفى وهو يحمل ضحي ودماءها تسيل منها بغزارة.
في سيارة أدم.
يقود السائق السيارة بسرعة وبجواره عبير بينما أدم يجلس في الخلف ويحتضن عبير المغشي عليها بقلق يتذكر ما حدث معه.
![]() |
فلاش باك.
بعد أن وصل أدم مكتبه جلس يراجع بعض الملفات مع أمير صديقه قبل حضور الاجتماع ليتفاجئ أن ملف الصفقة غير موجود.
أدم بضيق:ياربي لازم أرجع أجيبه تاني.
أمير بتساؤل:طيب ما تبعت السواق ؟
أدم بضيق وهو ينهض:أنا حطه في الخزنة والمفتاح معايا مسافة الطريق وراجعلك.
أمير بهدوء:تمام.
بعد بعض الوقت.
يصل أدم وينزل ويدخل الفيلا ويتجه لمكتبه ليستمع صريخ ضحي يأتي من ناحية الدرج .
ليتجه سريعا الدرج ليتفاجئ بفرح تدفع ضحي من أعلي الدرج.
عودة.
عبير بلهفة:وصلنا المستشفى يا باشا.
ليومئ لها أدم وينزل من السيارة بلهفة وهو يحمل ضحي ويتجه بها للدخل ليقترب الممرضين منه بالترولي ليضعها بحنان ويتجهوا بها لغرفة العمليات.
بينما أدم يصعد خلفهم بشرود ويجلس علي أحد المقاعد وهو ينظر للدماء التي علي يده بحسرة.
بينما عبير تجلس علي مقربة من أدم وتحدث حالها بءعر:ربنا يستر وتقوم بالسلامة يارب دي ممكن تدبجني يعني أستعجلت علي أيه مستنتش أرن عليها ليه.
بعد مرور ثلاث ساعات يخرج الطبيب من غرفة العمليات.
لينهض أدم بلهفة ويتجه له :خير يا دكتور ؟
الدكتور بأسف:الجنين نزل.
أدم بحزن:الحمد لله وحالتها أيه يا دكتور.
الدكتور بأسف:مع الاسف مقدرناش نوقف النزيف .
أدم بتساؤل:يعني أيه ؟
الدكتور بأسي:إضطرينا نستئصل الرحم.
لتشهق عبير بصدمة وهي تخبط علي صدرها بعنف.
بينما أدم يغمض عينه بأسي ويستند علي الحائط من خلفه:اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيراً منها.
الدكتور بأسف وهو يرتبت علي كتف أدم: شد حيلك يا أدم باشا.
أدم بحزن: الحمد لله.
الدكتور بهدوء: بعد إذنك .
أدم بهدوء:أتفضل.
لتقترب عبير من أدم بحذر وتتحدث بحزن:شد حيلك يا باشا.
أدم بشرود:كانت مع فرح بتعمل أيه ؟
ضحي بتوتر:مش عارفة يا باشا يا والله.
أدم ببرود:طيب أنزلي خدي تاكسي وروحي ثم يكمل بأمر فرح تفضل في أوضاتها وتقفلي عليها بالمفتاح فاهمة.
عبير بتوتر:حاضر بعد إذنك يا باشا لتفر هاربة من أمامه وهي تتنفس الصعداء.
ليجلس أدم علي أحد المقاعد بإهمال وينظر للدماء علي يده بحزن وحسرة:الحمد لله اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها ليرن هاتفه لينظر للهاتف بوهم ليجده أمير ليرد عليه بحزن:أيوة يا أمير ألغي الإجتماع خير ضحي وقعت من على السلم ثم يكمل بغصة الجنين نزل وشالت الرحم الحمد لله على كل حال ماشي مستنيك ليغلق الهاتف ويضعه في جيبه وينهض بتثاقل ويذهب للمرحاض ليغسل دماء جنينه من يده .
………………..
في التاكسي.
تنتحب عبير بشدة وهي تتحدث مع إبنتها :ألحقيني يا سحر أنا في مصيبة مش عارفة أعمل أيه بقولك سقطت وشالت الرحم والله ما أعرف أيه إلي حصل أنا جيت علي أن البت فرح بتزوقها ومسكت في الحديد بتاع السلم مش عارفة بس السلم كان عليه الزيت إلي حطيته زي ما هي أمرتني يا دوب راحة أرن عليها كنت نسياه في المطبخ جريت أندهلها حصل إلي حصل مش عارفة بقي يا سحر أدم باشا قالي أروح أخليها في أوضتها خصوصاً أن مدام ضحي أكدتله أن فرح هي إلي رميتها من على السلم وهو شاف إلي حصل يا بنتي ربنا يستر أنا هروح دلوقتي أمسح السلم بسرعة وروح عند فرح قبل ما الباشا يرجع ماشي يا بنتي مع السلامة لتتنهد بضيق أستر يا رب من إلي جاي.
………………..
في شقة عبير.
ترمي سحر هاتفها بعنف :أه يا فرح الكلب كل مصيبة بتطلعي منها أيه قطة بسبع ارواح أه يا ناري منك لا وشكل أمي إلي هتروح في الرجلين ماشي يا فرح صبرك عليا لو أمي حصلها حاجة بسببك يا فرح أقسم بربي لأطلع عليكي القديم والجديد.
……………………
في المستشفى.
في المرحاض.
يغسل أدم يده بألم وينظر للدماء التي بيده بشرود تام لينتهي من تنظيف يده ليجلب منديل ورقي وينشف يده جيداً ويرفع رأسه وينظر لانعكاس صورته بالمرأة ويحدث حاله بتوعد كأنه يحدث شخص ما:أه لو طلع كلام ضحي صح وأنتي إلي قتلتي أبني وحرمتي ضحي من الخلفة يا فرح أقسم بالله لهخليكي تتمني الموت ثم يكمل بصوت جحيمي وهو يضرب المرأة بقبضته لتنكسر لقطع صغيرة مابقاش أدم العمري لو ما جبت بتار أبني مهما كان التمن .
ليفتح المرحاض ويغادر سريعاً غير عابئ بالدماء التي تسيل من يده.
……………………
في فيلا أدم.
تصل عبير إلي الفيلا وتطمئن الخدم دون إخبارهم بشئ وبعدها تغادر سريعا وتنظف الدرج من الزيت بلهفة وهي تحمد الله في سرها أن الخدم لا يصعدون لأعلي إلا بأمر من ضحي لكان كشف أمر الزيت المسكوب لتنتهي سريعاً وتتجه لغرفة فرح.
…………………
في غرفة فرح.
تجلس فرح علي سجادة الصلاة وهي تدعي وتبتهل إلي الله أن يمر الموضوع علي خير وألا يكون قد أصاب ضحي وطفلها مكروه.
ليفتح الباب بعنف لتنتفض مكانها وتنهض بلهفة وتتجه لعبير:طمنيني يا خالتي ضحي هانم أخبارها أيه ؟
عبير بسخرية: بعد ما رمتيها من علي السلم جاية دلوقتي عايزة تطمني عليها !
فرح بدموع ولهفة:والله ما حصل هي إلي كانت بتزوقني بس أنا جيت أبعد أيدها عني وأمسك في الحديد هي أتزحلقت والله العظيم ده إلي حصل.
عبير بسخرية: أنا والباشا شوفناكي بعنينا يا ست فرح يا خسارة يا فرح خيبتي ظني فيكي لتغادر عبير تاركة فرح علي وضعها وتغلق الباب عليها بالمفتاح.
………………..
في المستشفى.
في غرفة ضحي.
يجلس أدم بجوار ضحي الباكية ويحتضنها بحنان ويحاول تهدأتها فمنذ أن فاقت وعلمت أن الجنين أجهض وهي في حالة إنهيار تام لكن لم يرد الطبيب ولا أدم إخبارها بأنه تم إستئصال الرحم في الوقت الحالي
ضحي بإنهيار:فرح قتلت أبني يا أدم .
أدم بحنان:إهدي يا ضحي إهدي يا حبيبتي والله لأجبلك حقك وحق أبني إهدي.
ضحي بإنهيار وهي تبعده عنها ع.نف:أنا عايزة أبني أبعد عني ليحاول أدم تهدأتها دون فائدة لينادي الطبيب بسرعة.
ليقوم الطبيب بحقنها بحقنة مهداة ليبدأ جسدها في الإسترخاء وهي تردد عايزة أبني.
لينظر لها أدم بحزن ويغادر سريعاً وهو يتوعد لفرح.
اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناتك.
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة .
الفصل السابع عشر
في فيلا أدم.
في غرفة فرح .
تجلس فرح أرضاً وتضم قدميها إلي صدرها وتدفن رأسها بينهم وتبكي بشدة ليفتح الباب ويغلق بعدها بهدوء وتستمع إلي خطوات أقدام تقترب منها.
لترفع رأسها بلهفة لتجد أدم يقف أمامها مباشرة.
لتنهض بلهفة من مكانها وتتحدث بإنهيار:والله العظيم ما عملت حاجة هي إلي زقتني والله أنا كنت ببعد إيدها عني بس هي إلي وقعت لوحدها.
لينظر لها أدم بصمت ثم يجلس علي السرير بهدوء تام.
لتقترب فرح منه بحذر وريبة:أدم بيه حضرتك سامعني ؟
أدم بهدوء :سمعك وسايبك تتكلمي زي ما سمعت ضحي هسمعك وأنا إلي هحكم في الآخر.
فرح بدموع:أقسم بالله إلي قولته ليك هو إلي حصل.
أدم بهدوء :ضحي كانت عندك في أوضتك بتعمل أيه ؟
فرح بدموع:قالتلي تعالي ننزل نتمشي سوا في الجنينة.
أدم بهدوء :ليه كنتي بتتهربي من ضحي الفترة إلي فاتت وتقعدي في أوضتك وترفضي تنزلي تأكلي معاها وهي لوحدها ؟
فرح بحزن :عشان طول ما أنا وهي مع بعض بتفضل تتكلم عن الأطفال وهتعمل ليهم أيه.
أدم بتساؤل :ودي فيها أيه ؟
فرح بإنهيار وهي تسقط أرضا :فيها أنها كل مرة بتدبحني وتفكرني أني مش هشوف أبني تاني.
أدم ببرود :مش أنتي إلي أختارتي ده مرفضتيش من الآول ليه حد جبرك علي حاجة ؟
فرح بإنهيار :أيوة إنجبرت لما أتحبس وأتهم بالسرقة وأترمي في الحجز وسط المساجين وأمي مرمية في البيت بين الحياة والموت ولأدفع لتحبس بدون ذنب ذنبي أني غبية وضعيفة ومليش ضهر والكل بيجي عليا ويدوسني أنت فاكر أنه بالساهل عليا أني أسيب أبني أنا كل يوم بنام وأنا حاضنة بطني وأدعي أن اليوم إلي يجي فيه أنا أموت فيه عشان متحرمش منه .
أدم بعدم فهم:سجن أيه أنا مش فاهم حاجة ؟
فرح بحسرة:مش مهم تفهم مش هتفرق كتير وحضرتك لو مصدقني فبراحتك ولو حضرتك مش مصدقتي فبردوا براحتك وشوف العقاب إلي حضرتك عايزه ثم تكمل بسخرية وأنا جاهزة لسجن لطرد لموت مش هتفرق معايا خلاص.
لينظر لها أدم قليلا ثم ينهض دون أن ينطق بأي شئ.
لتظل هي علي وضعها تبكي بشدة علي حظها العاثر وما وصلت إليه.
……………
في مكتب أدم.
يجلس أدم بشرود يفكر في حديث ضحي فماذا ستفيد إذا أجهضت ضحي فهي في كلتا الحالتين ستترك طفلها هو لا ينكر أنه إن لم يراها تدفع ضحي من أعلي الدرچ فلم يكن ليصدق أنها فعلت ذلك لكن المشكلة أنه رأها بعينه ليفيق من شرود علي طرق علي باب الغرفة.
ليأذن لمن بالخارج بالدخول:أدخل.
لتدخل الخادمة وتتحدث بأدب:أمير بيه عايز يقابل حضرتك.
أدم بهدوء :خليه يتفضل وهاتيلنا أتنين قهوة.
الخادمة بأدب:أوامرك يا فندم لتغادر الخادمة بهدوء.
ليدخل أمير بعد قليل لينهض أدم من مكانه ويحتضن كلاهما الآخر ويربت أمير علي ظهر أدم بحزن:شد حيلك يا صاحبي.
أدم بحزن:الحمد لله علي كل حال أقعد.
ليجلس الصديقين سويا بصمت تام ليقطع أمير الصمت بتساؤل:هو أيه إلي حصل.
أدم بحزن:هحكيلك ………………..
أمير بصدمة:مش معقول بصراحة أنا مش مصدق أن فرح تعمل كده أنت رأيك أيه ؟
ليطرق الباب وتدخل الخادمة وتضع القهوة وتخرج سريعاًغالقة الباب خلفها.
ليتحدث أدم… …………….
أمير بتساؤل :طيب ناوي علي أيه ؟
أدم… ……………..
أمير بهدوء:ده أفضل حل يلا أنا هرجع الشغل وأنت يلا عشان تروح لضحي وتفضل جنبها لغاية ما تقوم بالسلامة.
أدم بهدوء :يلا بينا.
في الخارج.
بعد مغادرة الخادمة بعد وضع القهوة إقتربت عبير لتأخذ إذن للذهاب لمنزلها لتضع يدها علي باب الغرفة لتطرق لتسمع شئ ما لترفع يدها وتنتظر أن ينهوا حديثهم لتشهق بصدمة دون صوت وتتجه سريعا لغرفتها.
……….……….
في غرفة عبير.
تسير بالغرفة ذهاباً وإيابا بعصبية شديدة وهي تتحدث في الهاتف :مش عارفة أعمل أيه يا سحر بس لازم أتصرف بأي طريقة فكرة أيه قولي لتصمت عبير قليلا تستمع لفكرة إبنتها وسرعان ما يزول الغضب وترتفع الإبتسامة علي شفتيها برافو عليكي يا بت يا سحر ماشي مع السلامة دلوقتي هتباتي لوحدك معلشي مش هعرف أجيلك النهاردة مش يا حبيبتي مع السلامة ثم تغلق الهاتف وتتحدث بترحي:أسترها معايا يارب أنت عارف أني غلبانة.
…………………..
في المستشفي.
يصل أدم إلي المستشفي ويتجه أولا لغرفة طبيب ضحي.
في غرفة الطبيب.
يجلس أدم مع الطبيب يتناقشون في أمر ما.
أدم بهدوء :زي ما قولتلك يا دكتور متقولش لضحي موضوع إستئصال الرحم ده خالص عشان نفسيتها.
الطبيب بعملية:أكيد طبعاً يا أدم باشا كنت هعمل كده لإن ده الأفضل لحالتها دلوقتي.
أدم براحة :تمام في حاجة تانية طالبها منك.
الدكتور بهدوء :أوامرك يا باشا.
أدم… ……….
الدكتور بإستغراب:مش فاهم حاجة ليه أعمل كده ؟
أدم بأمر:مش مهم تفهم المهم تنفذ.
الدكتور بقلة حيلة :أوامرك يا باشا.
…………………..
في غرفة ضحي.
مازلت ضحي نائمة من تأثير المخدر بينما أدم يجلس بجوارها بشرود تام :يا تري أنتي ولا فرح الصح أنا خلاص بقيت تايه بينكم مش متخيل أن فرح البريئة تعمل كده وفي نفس الوقت مش قادر أكدب عينيا يا رب نور بصيرتي ثم يتنهد بضيق يا تري إلي هعمله صح ولا غلط خايف أظلم يا صحي لو أنتي المظلومة وخايف أظلم فرح لو هي المظلومة ليغمض عينه بوهن يحاول أن يهرب من واقعه الأليم.
…………………
في فيلا أدم.
تغادر عبير غرفتها بحذروتتجه لغرفة فرح وتفتح الباب من المفتاح الموجود بالخارج لتدخل وتجد فرح نائمة أرضا وتحتضن جسدها في وضع الجنين.
لتقف عبير تنظر لها قليلا وتمثل الحزن وتقترب منها تحاول إيقاظها برفق لتستيقظ فرح بفزع وتنتفض من مكانها.
لتتحدث عبير بلهفة :إهدي يا فرح ده أنا.
لتتنهد فرح بوهن :خير يا خالتي في جديد ؟
عبير بحزن:لأ يا فرح بس أنتي لازم تسيبي الفيلا وتمشي بسرعة.
فرح بعدم فهم :مش فاهمة حاجة هو أدم بيه خلاص هيخليني أروح بيتنا ؟
عبير بنفي:لأ أدم بيه مأمرش بكده ثم تكمل حديثها بأسف مدام ضحي سقطت وشالت الرحم.
فرح بصدمة :إنا لله وإنا إليه راجعون طيب هي كويسة ؟
عبيير بغيظ:نفسي تسيبك من طيبة قلبك أدم باشا مستني ضحي هانم تخرج من المستشفى وبعدها هيحبسوكي في البدرون تحت لغاية ما تولدي وياخدوا الواد .
فرح بصدمة:أنتي بتقولي أيه أنا معملتش حاجة يا خالتي والله مظلومة.
عبير بحزن:يا بنتي أنا شوفتك بعيني بس أنتي بت غلبانك ميرضنيش إلي هيعملوه فيكي.
فرح بخوف :ليه هما هيعملوا أيه فيا.
عبير بإشفاق :الدكتور إلي هيولدك هيشيلك الرحم بعد ما تولدي ويخدوا هما الولد وأنتي تفضلي طول عمرك من غير عيال.
فرح بصدمة وذهول:أنتي عرفتي منين الكلام ده ؟
عبير بحزن مصطنع:سمعت الباشا وهو بيتكلم مع صاحبه في المكتب وماهنش عليا إلي هيحصل فيكي.
فرح بدموع:طيب والعمل يا خالتي.
عبير بلهفة وهي تعطيها عباءة وطرحة:خدي ألبسي دول بسرعة وأنا ههربك من الباب إلي وراء قبل ما الباشا يرجع.
فرح بحيرة:يعني أرجع بيتنا أنا وأمي ؟
عبير بغيظ:لأ طبعاً متروحيش بيتكم ده آول مكان هيدروا عليكي فيه وبالنسبة لأمك فهي شبه ميته أنفدي بجلدك أنتي وإلي في بطنك وربيه بعيد سافري روحي مكان ما تروحي المهم محدش يعرف يوصلك فهماني يا فرح.
فرح بحيرة:طيب أنا كده بثبت التهمة عليا ما أستني لغاية ما ربنا يثبت برأتي.
عبير بنفاذ صبر:مش هيصدق مراته وحب عمره عشان خاطرك أنتي يا غبية وهو كمان شافك فكري بعقلك أنا عملت إلي عليا ها هتعملي أيه مفيش وقت ؟
فرح بقلة حيلة :همشي.
عبير براحة:تمام.
بعد ساعة..
تقف عبير وفرح في الشارع المظلم وعبير تودع فرح.
عبير بهدوء:خلي بالك من نفسك يا فرح وخدي دول قالتها وهي تمد يدها ببعض الأموال.
فرح بإحراج:لا شكرا يا خالتي تسلمي.
عبير بنفاذ صبر :خدي يا بت يلا أنتي ما تعرفيش ظروفك أيه.
لتأخذهم قرح بقلة حيلة :شكرا يا خالتي ثم ترمي فرح حالها بأحضانها.
لتتفاجئ عبير من فعلتها لتضمها بهدوء وبعدها تغادر فرح سريعا وتعود عبير للفيلا.
بعد مرور عدة ساعات.
في منتصف الليل تسير فرح في إحدي الشوارع الجانبية بخوف شديد لا تعلم أين تذهب لتنظر حولها لتجد رصيف في جانب الطريق لتجلس عليه ترتاح قليلاً وهي تنظر أمامها أرضا تنظر للاشئ لتجد ظلال أمامها.
لترفع رأسها بفزع لتجد ثلاث شباب ينظرون لها بمكر وعلي ما يبدوا أنهم بغير وعيهم لتنتفض فرح من مكانها وتنهض بفزع وتحاول الركض.
ليقف واحد منهم أمامها ويتحدث بمكر :راحة فين يا مزة ده كلام مش تنورينا شوية ليمد يده ويحاول لمس خدها.
لتضربه بالقلم علي وجهه وتركض سريعا وسط صدمة الرجال من فعلتها.
الرجل بعصبية وهو يضع يده مكان الصفعة:يا بنت الكلب ثم ينظر لرجاله واقفين بتعمله أيه هاتوها
ليركض الثلاث رجال خلفها… …….
اللهم أرحم أبي وأغفر له وأسكنه فسيح جناته.
اللهم أجعل قبره روضه من رياض الجنة.
الفصل الثامن عشر
يركض الثلاثة رجال خلفها لتركض بافصي سرعة وهي تنظر خلفها تارة وأمامها تارة فإذا أمي حتي تخرج للطرق الرئيسي وهي تنظر خلفها لتجدهم توقفوا لتتنهد براحة وهي تمسك بطنها من الألم الشديد الذي يضرب بها لتكمل ركض بلا هوادة غير عابئة بالسيارة القادمة نحوها بسرعة لتنظر للسيارة بفزعةط وسرعان ما تغمض عيونها وتسقط مغشي عليها مستسلمة لمستقبلها المجهول.
لتفرمل السيارة قبل أن ترتطم بجسدها وينزل من بنتين ويتجهوا لها بلهفة .
مني برعب وهي تنظر لفرح:هي ماتت ولا أيه ؟
أسيل بخوف:لا إن شاء الله بخير هي إلي وقعت قدام العربية أنا مجتش جمبها.
مني بتوتر:طيب هنعمل أيه تسببها ونمشي ؟
أسيل برفض:لا طبعاً مش هسيبها.
مني بحيرة:طيب تعالي نشلها سوا وناخدها شقتنا وهكلم محمد أخويا يجيب دكتور ويجي لأن لو ودينها مستشفى هيبقي سين وجيم.
أسيل بموافقة:تمام.
لتفتح أسيل الباب الخلفي بالسيارة وتعود وتحملها مع مني بصعوبة وما ساعدهم علي حملها صغر حجم فرح ليضعوها براحة علي المقعد الخلفي وتجلس مني بجوارها وتحتضنها بحنان.
بينما تعود أسيد إلي كرسي القيادة وتبدأ في قيادتها بهدوء هذه المرة .
لتحادث مني شقيقها وتخبره ما حدث بإيجاز ليخبرها أنه سيجلب طبيب ويحضر لهم علي الفور.
………………
في قسم الشرطة.
ينهض محمد من كرسيه بلهفة ويأخذ أغراضه ويغادر ليقابله شريف في طريقه.
شريف بتعجب:مالك يا أبني في أيه ؟
محمد بأسف: واحدة أغمي عليها قدام عربية صاحبة أختي
فهاخد دكتور وأروح ليهم.
شريف بشهامة:طيب هاجي معاك.
محمد بإمتنان:مش مهم خليك عشان شغلك بلاش تتعب نفسك.
شريف بعتاب:بس يا عب.يط يلا نروح ليهم.
محمد بلهفة:يلا بينا.
……………………
يعود أدم للفيلا بتثاقل وهو يفكر في أمر فرح ليقرر أن يصعد لغرفتها ليفتح باب الغرفة ويبحث عنها ببصره بالغرفة لا يجدها ليتجه للمرحاض سريعاً لا يجدها ليصيح بعصبية:عبير أنتي يا زفتة .
تصعد عبير الدرج بذعر وهي تعلم سبب عصبيته:نعم يا باشا.
يمسكها أدم من حجابها بغل:فرح فين
عبير برعب:ما عرفش يا باشا والله كنت نايمة وهي هنا قافلة عليها بإيدي.
أدم بسخرية:ولما أنتي قافلة عليها راحت فين نطط من الشباك أنطقي.
عبير برعب:والله يا باشا ما أعرف راحت فين.
أدم بتوعد :تمام أنا بقي هعرف هي راحت فين بطريقتي يجرها من حجابها لأسفل وصوت صراخها وإستغاثتها بالخدم الذي ينظرون لها بشماتة فطالما كرهها الجميع.
ليصيح أدم للحراس وهو يرميها أسفل أقدامهم:الكلبة دي تتحبس من غير أكل ولا شرب ومتشوفش النور فاهمين .
الحارس بأدب:أوامر حضرتك يا باشا.
ياخذها الحارس وسط عويلها وإستغاثتها بأدم الذي ينظر لها بتوعد فقد أيقظت الوحش بداخله بأفعالها الشيطانية.
ينظر أدم للخدم ويتحدث بعصبية:فرح راحت فين ؟
إحدي الخدم بتوتر:والله يا باشا ما نعرف حاجة عنها ولا شوفناها عبير هي إلي مسؤولة عنها.
أدم بعصبية:علي شغلكم ليكمل بتوعد لو عرفت أن واحدة فيكم تعرف حاجة عنها ومتكلمتش هيكون آخر يوم في عمرها .
ينظر أدم لقائد حرسه جسار بثبات:جسار فرح ترجع النهاردة أنت فاهم تقلب البلد عنها ترجعلي سليمة من غير ولا خدش سامع؟
جسار بطاعة:أوامر حضرتك يا باشا أطمئن..
يذهب جسار ومعه بعض الحرس للبحث عنها ويدخل أدم مكتبه يحاول أن يفكر كيف لها أن تهرب….
……………….………
عند أسيل ومني يصلوا إلي العمارة بعد فترة ويطلبون من الحارس أن يحمل فرح الي أن وصلوا الي شقتهم وفتحت مني باب الشقة وهي تشير له أن يضعها على إحدي المقاعد وبعدها يغادر للأسفل ليقوموا هما بحملها ويتجهوا لإحدي الغرف ويضعوها علي الفراش بوهن ويجلسوا بجوارها بتعب.
مني بوهن:أه هموت مش قادرة جسمي كله مكسر.
أسيل بموافقة:عندك حق مش قادرة أتحرك لتكمل بتساؤل:أخوكي أتأخر ليه؟
مني بحيرة:مش عارفه هرن عليه تخرج هاتفها وترن عليه يكنسل عليها لتنظر لأسيل كنسل عليا يبقي علي وصول.
لتؤمي لها أسيل ويرن جرس الباب لتنهض مني بلهفة وتفتح مني الباب لتجد شقيقها ومعه شابين لتنظر له بتساؤل.
يتحدث محمد بتفسير:دكتور سامح وده شريف صاحبي.
تتحدث مني بترحاب:أه أهلاً وسهلاً أتفضلوا.
يدخل محمد والدكتورسامح بينما يظل شريف واقف بالخارج ينظر لها بسرحان.
ينظر له محمد بتعجب:ما تدخل يا أبني.
شريف بإنتباه:حاضر.
محمد لمني:طيب أتفضلي أنتي مع الدكتور يا مني وأحنا هنستني هنا.
مني بإيجاب :أتفضل يا دكتور.
تدخل مني والطبيب ويجلس محمد وشريف في إنتظارهم.
في الغرفة.
يدخل الطبيب مع مني ويبدأ في فحص فرح وسط قلق أسيل ومني.
بعد دقائق ينتهي من فحصها ويخرج دفتر الروشتات ويدون بعض الأدوية.
أسيل بقلق:هي مالها يا دكتور طمني ؟
الدكتور بعملية: واضح أنها عندها إجهاد من الحمل مش أكتر ويمكن ده الي سبب ليها حالة الإغماء دي .
لتنظر أسيل لمني بصدمة لتتجاوز مني صدمتها وتتحدث: حضرتك متأكد يا دكتور أنها حامل ؟
الدكتور بعملية:أكيد طبعاً في نبض والحركة علي ما أعتقد هي في الشهر الرابع أو الخامس .
أسيل بتوتر:طيب الجنين بخير ؟
الدكتور بإيجاب:أيوة بخير بس الأفضل تتابع مع دكتور نسا.
مني بإيجاب:تمام يا دكتور أتفضل.
تقوم مني بإيصال الطبيب للخارج لينهض محمد وشريف بتوتر.
محمد بلهفة:خير يا دكتور ؟
يبدأ الطبيب التحدث وشرح الحالة لهم بعملية .
محمد بتوتر:حامل ؟
الدكتور بإيجاب:أيوة.
شريف بهدوء:طيب أتفضل معايا لينظر لصديقه هوصل الدكتور وأجيب العلاج.
محمد بإيجاب :تمام.
يذهب شريف برفقة الطبيب لينظر محمد لشقيقته ويتحدث بهدوء تعالي نقعد وأحكيلي إلي حصل بالظبط.
مني بهدوء : حاضر.
تجلس مني وتبدأ في سرد ما حدث لشقيقها.
محمد براحة:الحمد لله بس كانت بتجري من أيه ؟
مني بحيرة:مش عارفه يمكن هربانة من حد.
محمد بقلق:مني البنت دي لازم تمشي من هنا أحنا مش عارفين أصلها من فصلها ولا هربانة من مين ولا إلي في بطنها ده إبن مين ؟
مني بصدمة:قصدك أنها ممكن تكون مش متجوزة ؟
محمد بتأكيد :ممكن.
مني بتوتر:طيب هنعمل أيه ؟
محمد بهدوء:تفوق بس وهديها قرشين وأمشيها من هنا.
يرن جرس الباب.
وينهض محمد ويفتح الباب ليجد صديقه ليعطيه العلاج وياخذه محمد ويعطيه لشقيقته وتستأذن لتدخل لصديقتها.
يجلس محمد وشريف يتحدثون سويا.
شريف بتساؤل:عرفت الحكاية ؟
محمد بهدوء:أيوة ليسرد له ما عرفه.
شريف بتأييد: عندك حق لازم تمشي من هنا دول بنتين لوحدهم ومن ضمنش هي مين .
محمد بهدوء:تفوق بس وهمشيها.
…………………….
في الداخل.
تسرد مني حديثها مع شقيقها لأسيل لتتحدث أسيل بإعتراض:لا طبعاً البنت شكلها مسكينة وغلبانة خالص مش هنسيبها كده .
مني بتأكيد:عندك حق بس بردو شكلها صغير علي أنها تبقي متجوزة ؟
أسيل بهدوء:مش صغيرة ولا حاجة إن بعض الظن إثم.
مني بإنتباه:دي إبتدت تفوق.
تنظر لها أسيل ليجدوها تفتح عيونها بوهن وتنظر حولها بإستغراب.
مني بلهفة:هنادي محمد.
تخرج سريعاً تنادي شقيقها ليدخل معها وهو ينظر أرضاً ويتحدث بهدوء: السلام عليكم.
تعتدل أسيل في جلستها وترد السلام:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة.
يرفع محمد نظره لفرح الراقدة علي الفراش وتحاول جاهدة فتح عيونها بصعوبة.
ينظر لها محمد بتركيز وسرعان ما تجحظ عينه بشدة…
الروايات الاكثر قراءه👇👇👇