روايه أجنبية بقبضة صعيدي الفصل التاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز
روايه أجنبية بقبضة صعيدي البارت التاسع والعاشر بقلم نورا عبد العزيز
الفصـــل التــــاســع
أستعدت "هيام" لمغاردة جامعتها بعد يوم طويل وبعد أن ودعت أصدقاء، سارت نحو بوابة الجامعة ليستوقفها صوت "أدهم" وهو يقول:-
-هُيام
ألتفت حيث الصوت لتُدهش عندما رأته يسير نحوها مُرتديًا بنطلون أسود وقميص أبيض اللون ويرفع شعره البني للأعلي وعينيه البنيتين تحدقان بها ولحيته الخفيفة، تنحنحت بحرج ورسالة "حلا" لا تغادر عقلها نهائيًا لتقول:-
-نعم
وقف أمامها بحرج وبعد أن جمع شجاعته فى إيقافها لا يعلم ماذا يقول الآن فقالت "هيام" بضيق شديد من صمته:-
-أفندم!! عايزة أروح
تنحنح بحرج ثم نظر إليها وهو يقول:-
-بدأتي فى البحث؟
رفعت حاجبها إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-حضرتك عندك شك أنى هعرف أعمله
هز رأسه بالنفي وهو يقول:-
-لا طبعًا أنتِ ذكية ومجتهدة وهتجدري عليه
نظرت للجهة الأخرى بأغتياظ من فشلها فهى لم تبدأ به بعد بسبب صعوبته حقًا لتقول:-
-ذكية أنا هاين عليا أضربك بوكس وأنت واجف دلوجت
سمع تمتمتها ليبتسم بلطف عليها ثم قال وهو يمد يده إليها بورقة وقال:-
-دا رقم الواتس بتاعي وصفحتى لو أحتجتي مساعدة جوليلى أنا هساعدك بما أنك لوحدك معندكيش فريج
نظرت للورقة بأستهزاز ثم قالت بغيظ وهى تضم الكتب نحو صدرها بذراعيها:-
-والله لو أحتجت مساعدة حضرتك هتكون أخر واحد أطلبها منه، حتى لو لوحدي عندي اللى يساعدنى مش محتاجة حاجة من حد
وضع الورقة فى الكتاب الذي تحمله ببسمة خافتة وقال:-
-أوعاكي تنسي تحذيري ليكي لأنك حتى الآن خسرتي درجتين فى البحث
![]() |
-دا ظلم، أنت ظالم ومش من حجك أبدًا تجولي أكلم مين ومكلميش مين ولاحظ يا دكتور أنك بتتخطي حدودك كمعيد ليا
أخذ خطوة نحوها وهو يحدق بعينيها البنية الداكنة وغرة شعرها التى تظهر من حجابها ثم قال:-
-أنا ظالم، أياك يا هُيام تكرريها
لم تتمالك أعصابها ثم قالت بأختناق:-
-ظلم بظلم بجى
أنهت كلمتها وضربت قدمه بقدميها ثم رحلت من أمامه غاضبة ليبتسم على شراستها ثم ذهب نحو سيارته سعيدًا وهو يقول بلطف:-
-هتتصل !!
كان يتواعد بأنها يتتصل به وتطلب المساعدة منه على عكسها عندما صعدت لسيارة الأجرة وتقول بضيق:-
-مستحيل!!
____________________________
كان "عاصم" يقود سيارته على الطريق بسرعة جنونية حتى انه حصل على مخالفة مرورية لكنه لم يبالي لهذا الأمر بل كان غاضبًا من مخالفتها لأمرها وهى تعلم جيدًا أن هناك من يترصد لها، رن هاتفه وكان "أمير" هذا الشاب الذي وضعه فى الجامعة كطالبًا لمراقبتها ليخبره بأن "حلا" رحلت ولم تدخل السينما مع اصدقائها وهذا الجيد لكن السيء بأنها صعدت لسيارة أجرة وحدها، تحدث "عاصم" بجدية صارمة:-
-خليكي وراها وأوعي تهملها لحالها أو تغيب عن نظرك
أومأ "أمير" له بنعم وقال بطاعة:-
-متجلجش أنا بعت قادر وراها بالعربية ومهتغبيش عن نظره نهائي جنابك
اغلق معه وكان يحاول الاتصال بـ"قادر" بهدوء وكل طاقته الأنفعالية الآن فقط لكونها خالفت امره وتحدته هكذا، لكن قبل أن يتصل جاءه اتصال من رقم مجهول فأجاب عليه:-
-الو
اتاه صوت "ليام" يقول بسخرية شديد:-
-حتى لو كنت الكبير أنت ما بتقدر تقف قصادي أو تاخد حاجة هى فى الأصل ملكي
تعجب "عاصم" من نبرته وكلماته ليسأل بفضول:-
-مين معايا؟
قهقه "ليام" ضاحكًا بسخرية حادة وقال:-
-أنا اللى علم علي الكبير مرتين، مرة لما دخلت دارك ودلوقت التانية لما خدت مراتك منك
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة حادة ألجمته وجعلت لا يشعر بشيء حوله حتى انه لا يشعر بسرعة سيارته التى ازداد من ضغطه أكثر على البنزين وما زال "ليام" يتحدث ببرود الذي يزيد من جنون "عاصم" قائلًا:-
-نص ساعة وأقل وتكون مراتك قصادي وبعدها ما هتلاقيها فى مصر كلها
القي "عاصم" الهاتف بقوة على المقعد المجاور وكان يشعر بإهانة كبيرة الحقت بيه للتو بسبب هذا الرجل، اتصل بـ "قادر" فأجابه بهدوء:-
-انا وراها اهو يا جناب البيه بس هى رايحة في مكان تاني غير البيت
صرخ "عاصم" بأنفعال شديد وهو يري سيارة "قادر" على الطريق المعاكس أمامه:-
-وجف العربية دلوجت حالًا
دهس "عاصم" على البنزين أكثر ولم يبالي بكون "حلا" داخل هذه السيارة وبقدر الغضب الموجود بداخلها اصطدم بالسيارة من الأمام ليهمشها تمامًا، نزع وشاحه عن عنقه بخنق شديد ثم ترجل منها بتنهيدة قوية مُعبأة بالكثير من الغضب، فتح باب السيارة الخلفي وكانت "حلا" فاقدة للوعي أمامه، تطلع بالسائق و"قادر"يضع يده على عنقه ليقول بهدوء:-
-دا مت
لم يبالي "عاصم" كثيرًا أو يندهش بل حمل زوجته وأخرجها من السيارة ليجلس بها على الأرض وتتطلع بوجهها الشاحب ثم قال:-
-حلا... فتحي عينيك
لم تستجيب له فحملها على ذراعيه بأرتياح شديد وعاد بها إلي سيارته وصعد تاركًا "قادر" مع هذه الجثة، رفع خصلات شعرها عن وجهها بسبابته ليقول:-
-جولتلك متغبيش عن نظري
أنطلق بسيارته عائدًا للمنزل وهو يفكر بـ "ليام" وأى عقاب سيلحقه به على تجاوزه للحدود معه، اخذ يدها بين راحة يده اليمني أثناء قيادته مُطمئنًا بوجودها، كانت يدها باردة كالثلج بسبب تخديرها، ينظر للطريق تارة وإليها تارة ربما تستعيد وعيها لكن هذا المخدر كان قويًا، رفع يده المُمسكة بيدها إلي صدره، أراد أن يشعر بها ليهدأ من روعته ويطرد أفكاره الخبيثة فى الأنتقام من هذا الرجل، وصل للمنزل فترجل من السيارة وفتح باب السيارة ليخرج فسمع صوتها تُتمتم بخفوت:-
-عاصم
رفع يده إلى وجنتها بلطف ويربت عليها مُحدثها:-
-أنا هنا؟
أدارت رأسها للجهة الأخري حيث صوته الدافئ رغم قوته، فتحت عينيها بتعب شديد لترى صورته مشوشة فظلت تحدق به حتى وضحت رؤيتها ورأته بوضوح أمامها لتبتسم بأشراق وكأن لم يحدث شيء لها فقالت بنبرة دافئة:-
-كنت عارفة أنك مش هتسيبني
مسح على رأسها بطمأنينة وبسمتها تسللت إلى قلبه تهدأ من روعته وغضبه ثم قال:-
-مهسيبكيش يا حلا
رفعت ذراعيها الأثنين إلي الأمام ليحملها، تنحنح بحرج ثم رفعها على ذراعيه برحب شديد فوحدها من يرحب بقربها منه بهذا القدر، ضمها إليه وهو يشعر بأنفاسها تضرب عنقه وتلف ذراعيها حول أكتافه ثم صعد بها، رأته "مُفيدة" و "تحية" وهو يدخل بها المنزل حاملًا إياها لتقول:-
-دلع بنات
صعد بها للدرج مُتجاهلًا كلمة "مُفيدة" رغم سمعه الجيد لها، تمتمت "حلا" بعبوس شديد:-
-سمعتها صح؟
أومأ إليها بنعم ثم قال بخفوت وهو يصل أمام باب الغرفة قائلًا:-
-أدلعي كيف ما تحبي يا ستي حد منعك
تبسمت بلطف إليه، أنزلها بفراشها وهو يقرص أذنها بقوة قائلًا:-
-أدلعي كيف ما تحبي لكن إياكِ يا حلا تكسري كلامي مرة تانية، ولا تغيبي عن نظرى فاهمة
تالمت من يده وهى تؤمأ إليه بنعم ثم قالت:-
-حاضر والله، أنا لفت ورجعت عشان خايفة تضربني تاني
ترك أذنها بعد أن سمع كلمتها وخوفها من عنفه الشديد لينظر إليها صامتًا ثم قال بجدية:-
-مكنتش هضربك على فكرة، أنا كنت هحرمك من الجامعة كيف ما أنا اللى وديتك ليها
أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم تشبثت بذراعه وهى تجلس على الفراش بخوف من فقد مستقبلها التعليمي وقالت بترجي:-
-لا والله ما هكررها يا عاصم، إذا كررتها أحبسنى هنا بس سماح المرة دى
أومأ إليها بنعم ثم قال بلطف:-
-ماشي، أرتاحي دلوجت
وقف من مكانه وسار للخارج لتستوقفه "حلا" بنبرة خافتة:-
-أنا كنت خايفة متلاقنيش
ألتف "عاصم" إليها وهو يهندم عباءته ثم رفع نبوته بيده وأشار به نحوها ثم قال بجدية:-
-طول ما أنتِ تحت نظري متخافيش من حاجة واصل يا حلا، أنا مههملكش لغيري مهما حصل
تبسمت إليه ليغادر وقلبها ينبض بجنون كأى طفلة صغيرة لم تصل لسن الراشد كاملًا ولم تنضج، ما زال بداخلها جزءًا كفتاة مراهقة يغلبها الهوي بسرعة البرق، حنيته تأسرها ووسامته تجذبها إليها بل هذا الرجل بوحشتيه وحنيته تمامًا كالشيء ونقيضه يجعلها تصبو إليه ركضًا، وضعت يدها على قلبها النابض بجنون إليه وقالت:-
-أهدأ أنا رهنت أنه يحبنى بس شكلي أنا اللى هحبه
فتح باب الغرفة ودلفت "فريدة" مع الفتيات بسرعة ليطمنوا عليها بعد أن رأوا "عاصم" يحملها فى طريقه للغرفة فجلست بحماس تقصي لهن ما حدث وكما "عاصم" مُختلفًا تمامًا معها عما يعرفوه....
_________________________________
بالأسفل، فتح "عاصم" خزانته وأمر "حمدي" بجمع رجاله ليداهم منزل "ليام" ليجعله يرى من هو "عاصم الشرقاوي" وكيف يرد الجميل الذي فعله مع زوجته، رأى "مازن" الرجال يجتمعون فى البهو بالأسلحة ليفزع ودلف للداخل وصُدم عندما أخبره "عاصم" بما حدث وخرج من غرفة المكتب حاملًا بيده سلاحه الألي، هرع "عاصم" خلفه وهو يقول:-
-وقف يا عاصم، أنت ناوي علي أيه
صاح "عاصم" بغضب سافر قائلًا:-
-هتشوف مش أنت بس لا دا البلد كلتها هتعرف زين مين هو عاصم من جديد وكيف بيرد الدين
أسرع "مازن" خلفه ليمسكه من ذراعه بقوة ويقول:-
-أهدي طيب وخلينا نفكر مش معجول دايمًا عصبيتك سابجاك
نزلت "سارة" من الأعلي لتحضر العصير لهم ولكن ذعرت عندما رأت "عاصم" يحمل سلاحه فتوقفت على الردج تراقب ما يحدث، صاح "عاصم" بغضب سافر ونبرة مُرعبة:-
-أنا راجل متخلف ودايمًا دراعي سابج عجلي، بعد بعجلك أنت بجى عن طريجي، ومتدخلش حالك فى النار دى ولا فى الدم اللى هيحصل، أنتِ مش جوزتني حلا عشان جبان كيفك مهيجدرش يحميها، هملنى أحميها بطريجتي لأنها مرتي
ركضت "سارة" مسرعة على الدرج للأعلي بذعر بعد ان سمعت حديثهما حتى وصلت إلى غرفة "حلا"، دلفت وهى تصرخ بهلع شديد:-
-عاصم جن على الأخر دا وأخد الرشاش بتاعه ومُصر يولع فى البلد كلتها عشانك يا حلا
نظرت "حلا" بخوف شديد إلى أخواتها ولم تفهم بداخله طيب أم وحش بحق...
بالأسفل كان" مازن"يحاول تهدأته أو السيطرة عليه فمسكه من ذراعه بقوة وهو يقف أمامه:-
-ما تهدأ يا عم بجى وخلينا نفكر زين وأسمع مرة واحدة من جبان زي
لم يسمع "عاصم" إليه وبداخله نار يجب أن يخمدها ولن تخمده إلا بقتله لهذا الرجل أمام الجميع، أخبرته بأنها خائفة ولن يتركها تخف وتعيش بخوفها الكبير بسبب هذا الرجل ووجوده هنا، لم يفهم "مازن" أن سبب غضبه ومن أشعل نيرانه هى "حلا" بكلمتها الأخيرة حين أخبرته بخوفها، كلما تخيل كم كانت خائفة وهذا الرجل يأخذها ويخدرها يزداد غضبه، تحدث "عاصم" بأنفعال شديد قائلًا:-
-بعد عن طريجى يا مازن
تشبث "مازن" به بقوة أكبر وهو يقول:-
-هتستفاد أيه لما تلم رجالك دول وتروح عنده
قال وهو يدفع "مازن" بقوة ليسقط أرضًا:-
-بعد عني، هولع فيه هو ورجالته حتى لو حكم الأمر بأن أحرج الصعيد كلته هعملها
أتسعت عيني "مازن" من الصدمة ولأول مرة يرى "عاصم" بهذا الغضب والانفعال، وتساءل ماذا حدث به ليصبح كالثور الهائج هكذا ويُصر على قتل هذا الرجل الليلة حتى دون أن يفكر، عندما يعاقب أحد كان كالجبل الجليدى لا يشعر بأى شيء أم الآن فهو يثور بجنون، تساءل عقله ماذا فعلت "حلا" له حتى يصبح هكذا لأجلها، سار "عاصم" نحو الباب حاملًا بيده سلاحه الألي وقبل أن يخطو خارجًا أستوقفه صوت "حلا" تناديه بنبرة دافئة:-
-عاصم
توقفت قدميه عند الحركة عندما سمع صوتها، ألتف إليها بضيق ليراها تقف على الدرج وتتكيء بذراعيها على الداربزين، تحدث بنبرة خافتة:-
-أطلعي على فوج
أكملت نزولها وهو يراقبها بنظره حتى وصلت أمامه تحدق بعينيه، نظر إلى عينيها الخضراء وبرائتها حينما قالت:-
-أنت رايح فين؟
لم يستطيع أخبارها بأنه ذاهب لقتل ذلك الرجل فتنتفض ذعرًا منه، فأختار ألتزام الصمت وعيني "مازن" تراقبه جيدًا فلم يصمت "عاصم" نهائيًا أو يهدأ بينما كان هو يُحدثه والآن كأنه أصبح شخص أخر، لم يجيب عليها فتشبث به بتعب شديد وهى تقول:-
-أنت جولت مش هتسيبني صح
أومأ إليها بنعم ثم ربت على كتفها بلطف وقال:-
-أطلعي لفوجي وأنا مهتأخرش
نظرت إلى يده ليخفي السلاح خلف ظهره وكأن يخشي أن تراه هكذا وتخف منه، إذا أرتعبت منه كيف سيضمها ليلًا بين ذراعيه فهى لم تعد تنم بأرتياح سوى بين ذراعيه، تمتمت بنبرة هادئة:-
-متروحش
نظر إليها لتدمع عينيها خوفًا مما سيفعله وخصيصًا بعد ان رأت رجاله من الشرفة أمام المنزل، تحدث بخوف مُعارضة قساوته:-
-متخرجش يا عاصم، خليك هنا معايا
ظل "مازن" يحدق بيهما بضيق شديد فلن يتراجع "عاصم" عن قراره، وقف ينفض ملابسه بضيق بعد أن أسقطه "عاصم" أرضًا لكنه صُدم عندما دلف "حمدي" يقول:-
-الرجالة جاهز يا جناب البيه
أجابه "عاصم" وهو يرفع يده يجفف دموعها بلطف قائلًا:-
-مشيهم يا حمدي
أتسعت عينى "مازن" على مصراعيها بصدمة ألجمته ولا يُصدق "عاصم" وهو تراجع عن قراره وأعطي السلاح لـ "حمدي" من خلف ظهره حتى لا تراه "حلا" كأنه يحمي عينيه من رؤية العنف، أدرك "مازن" حينها بأن "حلا" على وشك أن تغير ما لا يستطيع أحد تغيره، بل تسللت داخله دون أن يُدرك ذلك، هذه الفتاة البريئة التى جاءت لبيتهم منبوذة من الجميع ولم يرغب أحد بسكنها معهم أصبحت تسكن داخله بعد أن رحب هو بها على عكس جميع سُكان المنزل.....
___________________________________
نظر "ليام" إلى جثة مساعده وهو يتواعد بالأنتقام من "عاصم" وحلا" فعاد للمنزل بعد دفنه للجثة فرأى مساعدته تركض نحوه بالهاتف وتقول:-
-تليفونها أتفتح
نظر "ليا" إلى الهاتف بحماس شديد ليرى رسالته وصلت إلى والدة حلا ورغم تهديده لها بالقتل إلا أنها لم تهتم كثيرًا لكن كون الرسالة وصلت إلى الهاتف هذا يعنى بأن هذه المرأة الخبيثة علمت بأنه هنا فى الصعيد ويهدد حياة ابنتها، تبسم بخفوت ثم قال:-
-أبعتي ليها صورة حلا اللى بعتها المرحوم قبل ما يموت، هى مستحيل تعرف أن عاصم انقذها منناولما تتواصل معاكي عرفيني
أومأت الفتاة له بنعم بحماس شديد وأرسلت الرسالة لها...
__________________________
أرسلت "حلا" رسالة إلى والدتها من هاتفها الجديد الذي أشتراه "عاصم" لها بعد الحادثة لكن هذه المرة كانت غير المرات السابقة فوصلت الرسالة لها لتنظر "حلا" إلى الهاتف بحماس شديد وأتصلت بوالدتها لكن لا جدوي من المحاولة فلن تتلقي جوابًا نهائيًا منها كأنها أنتظرت هذه اللحظة التى تتخلص منها نهائيًا وتقطع صلتها بها..
قليلًا ووصلت رسالة على الهاتف لتفتحها "حلا" وكانت من والدتها تحتوى على مباركتها للزواج من "عاصم" أتسعت عيني "حلا" على مصراعيها بصدمة ألجمتها ثم أرسلت لها قائلة:-
-كيف تخليتي عنى يا أمي؟
أتسعت عيني "حلا" على مصراعيها وهى تقرأ الرسالة التى وصلت من والدتها الآن فسقطت أرضًا بمنتصف الغرفة من الصدمة وجهشت باكية وهى تلقي الهاتف من يدها وعينيها لا تفارق رد والدتها فى شاشة هاتفها الذي يحتوي
-If you want to come back to me, get a lot of money from Asim and run away from him
(إذا كنت تريد العودة إلي، أحصلي على الكثير من المال من عاصم وأهربي منه)
لم تتعلم والدتها من السابق فما زالت تريد أن تجمع المال عن طريقها، لا تهتم بحياة ابنتها سوى كانت حياة او ميتة بل كل ما تهتم لأمره هو المال، ظلت تبكي بأنهيار شديد، طلبت زجاجتين من الخمر وعندما وصلوا أخبأت فى المطبخ وحدها وظلت تشرب الكثير ربما تنسي قساوة والدتها معها وهجرها لها، أرسلت رسالة لها وهى ثملة تقول:-
-أنا لا أريدك يا أمى، فقط أكرهك لا أريد العودة إليكي سأظل هنا مع عاصم وسأخبر الجميع بأنى لا أملك أم تتاجر بي لمين يدفع أكثر
عقلها لا يستوعب قساوة أمها، إذا جاء رجل يدفع لها أكثر ستقدمها له كأنها دمية حصلت عليه من أحد المراكز التجارية، كانت تتألم من الداخل وقلبه مفطورًا بسبب هذه المرأة التى جعلها القدر أمًا لها ....
ولج "عاصم" للغرفة مساءًا مُنهكًا من العمل وكانت غرفته فارغة لم يجد لها أثرًا بها، بدل ملابسه سريعًا وأرتدي بنطلون رمادي وتي شيرت أسود اللون وخرج من المرحاض، ألتقط هاتفه وهو يرى الساعة واحدة بعد منتصف الليل، تنهد بضيق من هذه الفتاة وأين ذهبت بهذا الوقت المُتأخر وخرج يبحث عنها فى المنزل ولم يجد لها أثر فعاد للصعود على الدرج لكنه توقف عندما سمع همس فى المطبخ، ترجل مُجددًا ودلف للمطبخ فأندهش عندما رأها على الأرض بالمطبخ وبجوارها زجاجة من الخمر وكأس فى يدها و"هيام" تحاول إيقاظها لتعود إلي وعيها قائلة:-
-فوجي يا حلا، يخربيتك عاصم لو عرف......
توقفت عن الحديث عندما سمعت صوته وهو يتنحنح بخفوت وعندما ألتفت ورأته هرعت مُسرعة للأعلي تاركة "حلا" خلفها، سار "عاصم" نحوها بخطوات ثابتة ولا يصدق ما يراه وأن زوجته ثملة وفى حالة سُكر، جثو على ركبتيه ومسك الزجاجة ليجدها فارغة فقال بأختناق:-
-أيه اللى عملتي دا؟
رغم سُكرها إلا أنها تميز صوته جيدًا، فتحت عينيها بتعب شديد ورمقته بعيني شبه مغلقتين لتقول:-
-أجي زوجي...
تتطلع بها بعد أن شربت هذا الكم من الخمر وجالسة على أرضية المطبخ الباردة بملابسها هذه مُرتدية شورت جينز قصير يظهر أقدامها النحيفة عارية وتي شيرت بنصف كم والكتف الأيسر عاري وقصير يظهر نحافة خصرها، أخذ الكأس من يدها لتتذمر عليه وهى تقول:-
-أتركه
جذبه بالقوة من يدها وهو يقول:-
-أسكتي يا حلا وجومي
أغمضت عينيها بتعب وتتكأ بظهرها على الحائط، تنهد "عاصم" بخفوت على هذه المتمردة العنيدة ثم ألقي الكأس بعيدًا وحملها على ذراعيه لتفتح عينيها بتعب شديد ورأسها تستكين فوق صدره، صعد بها الدرج صامتًا دون أن ينظر إليها لكنه شعر بيدها تلمس وجنته وتداعب لحيته بدلال فنظر إليها صامتًا لتقول:-
-وحشي القاسي، على طول بتعصب عليا
نظر إليها ويدها تحتضن وجنته بلطف ثم قال:-
-ولسه هتعصب لما تفوجي من الجرف اللى أنتِ فيه
تبسمت إليه بعفوية وهى لا تشعر بشيء وما سيفعله عندما تعود لرشدها، وصلت إلى أمام الغرفة بينما هو يفتح الباب شعر بيدها تستكين على صدره وقالت بهمس:-
-ليه ما عندك قلب، بس لو تحبنى يا عاصم
أندهش من كلماتها ودلف إلى الغرفة وهو يحدق بها ثم سمعها تُتمتم بخفوت شديد:-
-قالولي يا بختك عندك راجل يحميكي ويخاف عليكي
أنزلها بالفراش بلطف شديد لتظل يديها مُتشابكة حول عنقه بقوة حتى لا يرحل بعيد عنها فتقابلت أعينهم فى صمت لكنها تابعت حديثها قائلة:-
-حبنى يا عاصم
لم يفهم كلماتها وهى تتحدث عن الحُب والهوي، حاول أفلات يدها بضيق من كلماتها، لا يعرف معنى الحب أو كيف يسلك طريقه وهى تطلب منه هذا الشيء الذي سيجعله أحمقًا وغبيًا، لم تفلت يديها بل جذبته نحوها أكثر لتسرق منه قبلة ناعمة، صُدم من فعلتها ورائحة الخمر تفوح منها، أبعدها غاضبًا عنه ثم أخذها من يدها بقوة وهو يقول:-
-أنا هفوجك يا حلا
أخذها للمرحاض وهى تهتز بقوة ليرفعها من خصرها ويضعها فى حوض الأستحمام الملأ بالمياه الباردة وفتح صنوبر الماء فوق رأسها، تذمرت من برودة المياه وهى تقول:-
-عاصم
انحني قليلًا لمستواها وهو يقول بتحذير:-
-فوجي يا حلا جبل ما صبري ينفد عليكي
تطلعت بعينيه الرمادتين بهيام وكأنها لا تبالي بما يفعل وغضبه لتمسك تي شيرته من الصدر وتجذبه نحوها بسعادة وتقبله به، أتسعت عينيه على مصراعيها وهو يتذوق هاتان الكرزتين رغمًا عنه، ظل مُتجمدًا وهو يشعر بيديها تتسلل إلى عنقه بدلال، أيقن بهذه اللحظة أن هذه الفتاة ستدمر حياته الهادئة ولم تكتفي بأفتعال المشاكل بل تنوي على أكثر من ذلك معه....
وضعها بالفراش برفق شديد بعد أن ساعدها فى تبديل ملابسها المبللة ووضع الغطاء على الفراش ثم جلس على حافة الفراش وهو يحمل هاتفها فى يده ويرى رسائل والدتها ليدرك سبب حزنها ولؤجها للخمر، والدتها التى خذلتها مجددًا تمامًا ككل مرة لم تتغير نهائيًا، نظر إلى ردها وهى تقطع علاقتها بوالدتها بعد أن طلبت منها أخذ المال منه لكنها فضلت البقاء معه على سرقته والذهاب إلى والدتها لينظر إلى وجهها وهى نائمة وأقترب ينام جوارها وهذا المرة هو من ضمها إليه يطوقها بذراعيها الأثنين بأحكام حتى لا تهرب منه رغم علمه بأنها لن تهرب بعيدًا عنه وأخذ يدها اليسري التى تحمل بها خاتم زواجهم وتشابكت أصبعه اليسري معها ليظل ينظر إلى خواتم زواجهما ويديهما مُتشابكة بإعجاب ودفء ثم همس بأذنيها وهو مُدركًا بأنها لن تسمع كلماته:-
-والله لأخبكي جوايا يا حلوتي الصغيرة
أغمض عينيه بأرتياح شديد وهو يستشنق عبيرها ورائحتها التى تشبه الياسمين، وجنته تداعب وجنتها بلطف شديد حتى غاص فى نوم هنيًا وهى بين ذراعيه.....
_____________________________
نزلت "فريدة" صباحًا للأسفل لتُصدم عندما سمعت "مُفيدة" تقول بحماس شديد:-
-همي أمال يا هُيام هنتأخر على عروسة أخوكي
توقفت قدميها عن الحركة لتراها "مُفيدة" فتبسمت بسخرية شديدة وهى تقول:-
-ما تهمي أمال يا هيام دا انا ما صدقت أن أخوكي وافج على العروسة اللى أنا أخترتها له
لم تستوعب كلماتها وهل حقًا ذهب "مازن" لأخرى وقد تخلي عنها نهائيًا .......
يتــــــبـع .......
دمعت عيني "فريدة" وهى تستمع لحديث "مُفيدة" فتابعت بقسوة جاحدة:-
-أنا أصلًا مكنتش عايزها الجوازة دى غمة وأنشلت
صعدت "فريدة" للأعلي بأنكسار شديد فتبسمت "مُفيدة" وهى تلتف للخلف لكنها صُدمت عندما رأت "عاصم" أمامها واقفًا، أزدردت لعابها بأرتباك ليقول:-
-على فين يا مرت عمي؟
كادت ان تتحدث ليتابع حديثه بنبرة غليظة مُخيفة يقول:-
-همي فوتي على جوى
تحدثت "مُفيدة" بضيق شديد قائلة:-
-أنا فى ناس مستنييني
صاح بها بأنفعال شديد قائلًا:-
-فوتي على جوا يا مرت عمي وأياكِ من الخبائث بتاعتك دى، متصطديش فى المياه العكر لأن محدش هيجفلك غيري
أبتلعت ريقها بخوف شديد ليصعد هو الأخر إلى الأعلي، دلف إلى غرفته وكانت "حلا" نائمة بفراشها فنظر إلى ساعة يده وكانت الحادية عشر، شعر بقلق شديد من ان يكن أصابها شيء من سُكر أمس فهى لم تتأخر على جامعتها من قبل، جلس على حافة الفراش بهدوء وبدأ يقظها بخفوت قائلًا:-
-حلا .. حلا يلا فوجي
فتحت عينيها بتعب شديد ورأسها ثقيلة من أثر الخمر، تطلعت بوجهه بعبوس شديد ثم قالت:-
-خلينى أنام شوية كمان يا عاصم
تحدث بجدية صارمة فما زال لا ينسي عقابها على شرب الخمر قائلًا:-
-مفيش شوية فوجي
تنهدت بضيق شديد وهى تجلس فى فراشها مُتذمرة من يقظتها لتقول:-
-أدينى صحيت أهو
كانت جالسة رغم ميل رأسها وعينيها المغمضتين ليقول:-
-جولتلك فوجي يا حلا
أنتفضت ذعرًا من نبرته الأكثر حدة وقالت بضيق:-
-حصل أيه يا عاصم
حدق بها وهو يتذكر جيدًا ما حدث أمس على عكسها فيبدو أنها لم تتذكر شيئًا مما فعلته أمس ليقول بحزم شديد:-
-حصل أيه يا عاصم!! دا انا هفلج رأسك نصين على اللى عملتيه، خمر يا حلا وفى دارى
فتحت عينيها بضيق شديد وهى تنزل من فراش غاضبة بعد ان تذكرت قساوة والدتها وتحريضها على سرقة المال منه لتقول بأستياء:-
-خليها عليك المرة دى يا عاصم، المرة الجاية .....
قاطع حديثها عندما مسك معصمها بقوة يُديرها إليه وهو يقول بتهديد واضح:-
-المرة الجاية هضربك عيارين وأخلص منك، أنا هفوتها المرة دى لأنك عيلة وأول مرة لكنها برضو هتكون الأخيرة يا حلا سوى رضيتي أو لا، وبعدين أنا مفهماش ليه خمر من الأساس
تطلعت بعينيه وما زال عقلها لا يستوعب أفعال والدتها وجشعها اللانهائي للمال فقالت بضيق:-
-عشان بتنسي الوجع، بتنسي أن أقرب الناس ليك بيبوعك كأنك لعبة فى أيدهم، بتنسي الوحدة والحزن وأنك عايش لوحدك مالكش حد، بتنسي الوجع وتخليك تنام سكرًا بس على الأقل مبتفكرش، بتخلينى مفتكرش حاجات بتوجع بس وأن محدش فى الدنيا دى كلها عايزين وكل اللى حواليا مجبورين عليا زي مازن اللى مجبور على أخت هو ميعرفش عنها حاجة وزيك برضو مجبور على العيشة معايا وحاجات تانية كتير عرفت ليه الخمر
ما زال مُمسكًا بيدها ويسمع حديثها ودموعها التى أنهمرت على وجنتيها مع كلماتها توحي بقدر الألم المكبوح بداخلها، جذبها إليه بقوة لترتطم بصدره فطوقها بذراعيه وهو يربت على ظهرها ويمسح بيده الأخرى على رأسها من الخلف ويقول:-
-أنا هنا يا حلا، معاكي وجارك ومهملكيش واصل، مش جولتلك أكدة
أومأت إليه بنعم وهى تلف ذراعيها حول خصره بحزن شديد وتذرف دموعها وجعًا ليتابع حديثه وهو يشعر بأنتفاضة جسدها وشهقاتها:-
-ولازم تعرفي أن كل اللى هنا بيحبوكي او على الأجل أخواتك، أنت مبتشوفيش خوفهم عليكي لما بيحسوا أنك فى خطر
وضع سبابته أسفل ذقنها بلطف ليرفع رأسها للأعلى كي تنظر إليه فقال بنبرة دافئة:-
-وأنا مش مجبور عليكي يا حلا، أنا أتجوزتك بكيفي ولاز تعرفي أن عاصم الشرقاوي متخلجش اللى يجبره على حاجة
أومأت إليه بنعم وتبسمت بلطف وسط دموعها، لأول مرة تراه يرسم بسمة خافتة على شفتيه تشبه فلق الصباح الذي ينير عتمة السماء، تطلعت لبسمته الساحرة بينما تبتعد عن ذراعيه وتخرج من بين ذراعيه لتقف أمامه وهو يقول:-
-إياكِ يا حلا تعمليها تاني، الحاجات المباح عندكم فى الغرب ومُحرمة أهنا وفى ديننا، إياكِ تعمليها فاهمة
ظلت تحدق به بحزن شديد ثم قالت بأستياء قائلة:-
-كنت متعصبة ومضايقة
تمتم بنبرة خافتة بينما يحدق بها قائلًا:-
-مضايجك تسكري؟!، طب فكرى تسمعي قرآن ولا تصلي مش تعمل اللى يغضب ربنا، أنا مُتفهم زين أنك عايشة عمرك كله برا فى الغرب لكن حاولي تغيري دا فيكي ومن غير أجبار لأن الدين مش بالأكراه يا حلا
طأطأت رأسها للأسفل بحرج شديد ثم قالت بصوت مبحوح:-
-يا عاصم أنا حتى معرفش اصلي، كل اللى أتعلمت نطق الشهادة
كانت تتحاشي النظر له بحرج منه وهى تخبره بنسيانها لدينها وسط بلاد الغرب ووالدتها المقامرة فكيف لأم مثلها بأن تعلم ابنتها الدين، تنهد بلطف ثم أخذها من يدها برفق ودلف للمرحاض أمامها وبدأ يتوضيء أمامها لتفعل مثله تمامًا ثم خرج من المرحاض وتركها وحيدة فى الغرفة وعاد بعد قليل يحمل بيده إسدال صلاة خاصة بـ "تحية" وجعلها ترتديه ورغم كُبر عليها لكنه ساعدها، رمقها وهى بالحجاب تبدو أصغر بكثير عن عمرها وجميلة أكثر بل كانت تشبه حورية من الجنة فتبسم بخفة إليها، جعلها تجلس معه فى ركن مخصص للصلاة بغرفته ثم قال:-
-إياك وشرب الخمر يا حلا لأن بيفوت ثواب صلاتك لأربعين يوم، وغير أنه حرام وعقوبته فى الإسلام اربعون جلدة وعشان أكدة أوعاكِ يا حلا لو مضايجة تعالي لعندي اتفجنا
أومأت إليه بنعم، رفع سبابته إلى وجهها ليدخل خصلات شعرها أسفل الحجاب جيدًا وهو يقول:-
-وأنا كل يوم بعد ما أعاود من الشغل هجعد وياكي أحكيلك وأعلمك فى الدين ولو لاجيتك صلتي صلواتك كلتها هنفذلك طلب واحد مهما كان.... ماشي
تحمست لحديثه ثم قالت بعفوية:-
-موافقة
قرص وجنتها بلطف وهو يقول:-
-بس أهم حاجة وأنتِ بتصلي تبجي بتصلي لربنا وتكوني عارفة زينة أن دا فرض عليكي مش عشان تأخدي طلبك منى
هزت رأسها بنعم إليه فوقف أمامًا لها وبدأ يقيم الصلاة بها وهى تنظر عليه وبدأت تصلي الظهر معه بهدوء، ثم جلس يقصي الكثير من الأدعية وهى تردد وراءه ثم أستعد للرحيل من أجل عمله وقبل أن يخرج أستوقفته "حلا" بلطف وهى تمسك ذراعه ثم رفعت جسدها على أطراف أصابعها ووضعت قبلة على جبينه بلطف:-
-هات ليا حاجة حلوة وأنت جاي
أومأ إليها بنعم وبعثر غرة شعرها بعفوية ثم غادر الغرفة لتبتسم بسعادة عليه وقلبها على وشك الركض خلفه بضرباته الجنونية....
___________________________
صاح "مازن" بوالدته بضيق شديد بعد أن علم بما فعلته قائلًا:-
-ومين جالك تصرفي من دماغك
تأففت "مُفيدة" بضيق شديد وهى تقول:-
-يووووا أنت مش جولت أنك هتهملها تتجوز ابن الصديق، يبجى أشوفلك عروسة
نظر "مازن" للجهة الاخرى بضيق شديد ثم نظر إلى والدته بغضب وقال بتعناد:-
-أنا مهتجوزش غير فريدة يا أمى، كرههك ليها او كونك معايزاهاش دا يرجعلك لكن أنا مهتجوزش غير اللى أختارها جلبي وعجلي، وجولتها بدل المرة مليون حبيها وحاول تتجبليها لأنى مهحبهش غيرها وأنتِ مهيكونش ليك مرت أبن غيرها
غارد غرفة والدته غاضبة ليبحث عن "فريدة" فى أرجاء المنزل لكنه لم يجد لها أثرًا فعلم بأنها تختبيء بغرفتها ليرسل لها رسالة....
_______________________________
كانت "فريدة" بغرفتها تبكي بحزن شديد وهى تفكر فى حديث والدته وأنه سيذهب إلى أخري، وصلت رسالة لهاتفها فرفعت يدها تجفف دموعها بحزن شديد وبيد مُرتجفة فتحت الرسالة وكانت منه ومحتواها كلمات قليلة لكنها رسمت البسمة على شفتيها وهى تقرأها
(متعيطيش كيف الصغار أنا مهتجوزش غيرك يا هبلة لسبب بسيط جدًا أنى بحبك كيف روحي)
تبسمت بعفوية وسط دموعها ثم وقفت لكى تخرج لكنها عادت مُسرعة للمرآة لتنظر بوجهها العابس وأحمرار وجنتيا وأنفها من كثرة البكاء وأنتفاخ عينيها لتجفف دموعها جيدًا ثم فتحت باب الغرفة لتراه واقفًا أمامها، نظر للهاتف ثم لها وقال:-
-أتاخرتي المرة دى 3 دجايج
تنحنحت بحرج شديد منه ونظرت للجهة الأخرى فسار نحوها حتى وقف أمامها وقال:-
-طب لما هتموتي عليا أكدة ومجطعة حالك من العياط لازمتها أيه اللى عملته ورفضتي ومهتجوزكش ، وأنتِ أصلًا هبلة وبتحبنى أنا خابر دا زين
تطلعت به بغرور مصطنع ثم قالت:-
-ما الأخر ما صدجت محاولتش تاني
قهقه ضاحكًا بسخرية وهو يقول:-
-مش طلبت يدك رسمي يا بنت الناس
تذمرت وهى تقوس شفتيها بضيق شديد من تصرفه ثم قالت:-
-مطلبتش تاني ومحاولتش، أيه مستاهلش تزن أكتر عشاني وتفضل ورايا لحد ما أوافج
تطلع بها بغزل شديد ثم قال:-
-عليا النعمة تستاهل يا جمر أنت حتى وأنتِ غرجانة عياط
دفعته فى صدره بخفوت خجلًا من نظراته ثم قالت:-
-مازن أتلم
نظر حوله على الرواق ليجده فارغًا فقال بغزل أكثر وهو يقترب منها:-
-طب أيه مفيش حاجة كدة هالطاير، دا أنا غلبان
قرصته فى ذراعه بضيق شديد وهى تقول:-
-جولتلك مليون مرة لما تبجى جوزى وأتأدب بجي يا بابي عليك
غمز لها بعينيه وهو يشعر بأنفاسها الدافئة تضرب وجهه من قربهما ليقول:-
-عليا النعمة انا نفسي تبجى مرتى عشان أشوف كيف هتجوليلي أتلم بس أنتِ مصعباها عليا يا حتة من جلبي
تبسمت "فريدة" بعفوية ليصرخ بخفوت هائمًا بجمالها الذي يسحر قلبه ويخطفه قائلًا:-
-ياأبويا على جمال أمك
أخذ خطوة أخر نحوها ولم يعد يفصل بينهما شيئًا لتشعر "فريدة" بأرتباك شديد وتزدرد لعابها بتوتر وهى تحدق بعنيه البنية الهائمة بالعشق ونظراتها التى تقتل قلب "فريدة" محله، كاد أن يقترب أكثر لكن أستوقفه صوت "حلا" تتنحنح بخجل فأبتعد عن "فريدة" غاضبًا من أخته ونظر نحوها، ألتفت "حلا" مُسرعة كى تعود للغرفة بخوف من "مازن" فعلاقتها معه لم تكن أفضل شيء وقالت:-
-أنا أسفة!!
ضربته "فريدة" بقوة فى ذراعه وهى تشير له على "حلا" ليتأفف بضيق شديد ثم قال بخفوت:-
-حلا
ألتفت "حلا" إليه بتوتر شديد ثم قالت:-
-أنا
ظلت تنظر حولها بتوتر شديد من صدمتها فلأول مرة يُحدثها مُنذ أن جاءت إلى هذا البيت ليقول "مازن" بجدية:-
-أنتِ خارجة؟
أومأت إليه بنعم وهى تحمل كتابها على ذراعها ثم قالت:-
-عندي جامعة
أشار إليها بنعم ثم قال بنبرة أكثر هدوءً وعدوانية:-
-تعالي أوصلك فى طريجى
تطلعت "حلا" به بصدمة ألجمتها ونظرت خلفها ربما يكن يُحدث أحد خلفها لكن حديثه كان موجه إليها حقًا لتشير على نفسها بأرتباك شديد ثم قالت:-
-قصدك أنا، هتوصلنى أنا .....لا لا شكرًا
نظر إلى "فريدة" بأرتياح وهو يقول بهمس:-
-رفضت عملت اللى عليا
قرصت ذراعه مرة أخرى بضيق من نفاد صبره وأستسلامه من أول محاولة ليقول بغضب من ألم ذراعه من قرصتها:-
-تعالي أوصلك
أومأت إليه بنعم ثم سارت خلفه لتبتسم "فريدة" لها ثم أشارت على فمها بأن تبتسم وتهدأ فهو أخاها وليس غريبًا عنها، أومأت "حلا" بنعم وهى تسير خلفه مُرتدية بنطلون جينز وقميص نسائي أبيض اللون وفوقه جاكيت أزرق بكم وتسدل شعرها على ظهرها بحرية، أخذها "مازن" فى سيارته وكان يقود صامتًا وهى تنكمش فى ذاتها بحرج منه وتنظر من النافذة، وصل رسالة على هاتفه وكانت من "عاصم" بعد أن أخبره رجاله بأنها خرجت للجامعة مع "مازن" وتركت "حمدي" وكانت رسالة صوتية، وضع "مازن" سماعة الأذن وسمع "عاصم" يقصي له ما فعلته أمها وحزن "حلا" من وحدتها لينظر "مازن" إليها بإشفاق وقال:-
-أنتِ فطرتي؟
شعرت بحرج منه ثم أومأت إليه بنعم كذبًا ليبتسم "مازن" بعفوية على برائتها ثم قال:-
-متحاوليش تكذبي يا حلا، لأنك مفضوحة
أوقف سيارته جانبًا وترجل من السيارة ثم فتح لها الباب لتترجل معه بعد أن تركت كُتبها بالسيارة......
_______________________________
جمعت "هُيام" كل الكتب والمصادر من مكتبة الكلية وجلست على طاولة وحدها وبدأت فى بحثها وقد أستغرق الأمر منها ساعات، قطع تركيزها كوب من القهوة الساخنة يُضع أمامها، رفعت نظرها لترى "أدهم" واقفًا خلفها لإتأففت بضيق شديد ثم بدأت تجمع أغراضها الكثير ودفعت المقعد بقدميها وهى تقف لتغادر لكنها فقدت توازنها من كثرة الكتب التى سقطت أرضًا، أنحني معها يجمع الكتب وهو يقول:-
-لو بطلتي عصبية هبابة مكنش حصل أكدة
رفعت نظرها به بضيق شديد ثم قالت:-
-ولو بطلت أنت فضول مكنش حصل دا، أصلًا أنا بهرب من محاضراتك عشان مشوفكش تيجي ورايا لحد هنا، أنا جربت أهرب من الجامعة كلتها بسببك
وقف معها وهو يضع الكتب على الطاولة بضيق من حديثها ليقول:-
-لدرجة دى كرهاني
نظرت إليه بضيق شديد ثم قالت:-
-وأكتر من كدة يا دكتور، حضرتك مش بس مكرهني فى المادة لا وكمان الجامعة كلتها، أصلًا مش مكفيك أنك مصعباها عليا فى الدراسة لا وكمان بتخصم درجاتي لما أجعد مع صحابي، خليتنى كارهة الصبح لما يطلع عشان بجي الجامعة
أتسعت عينيه على مصراعيها بذهول تام من كلماتها ثم أخذ خطوة نحوها بجدية وقال حادقًا بعينيها مُباشرة:-
-عشان أيه كل دا....
وضعت الكتب عن ذراعها بضيق ونزعت نظارة النظر عن عينيها ثم قالت:-
-يكفي أنك بتتخطي كل الحدود من غير سبب وأنا متعودتش حد يتخطي الحدود معايا وأسكت واللى مسكتني بس لأنك دكتوري وممكن تسقطني وبصراحة مش شايفة سبب لكل دا، سورى بس دى رخامة يا دكتور
لم يتمالك أعصابه أكثر أمام كلماتها فقال بدون وعي:-
-رخامة وكرهاني عشان خايف عليكي....
صمت بضيق بينما أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها من كلمته وهو مثلها لم يصدق ما تفوه به ليغادر من أمامها غاضبًا فظلت تحدق به وهو يغادر من ظهره وتذكرت رسالة "حلا" لتُصدم مما أستوعبه عقلها فى التو.....
________________________________
أنهي "مازن" و"حلا" طعامهم ليطلب مشروب غازي بارد وسار بجانبها ثم قال:-
-تحبي تتمشي شوية ولا وراكي جامعة
رفعت "حلا" نظرها إليه بتوتر شديد ثم قالت:-
-عاصم هيزعل عشان مش قولتله انى خارجة معاك، أنا قولتله رايحة الجامعة وممكن يحرمني منها
لأول مرة يشعر "مازن" بالغيرة من "عاصم" فرغم كونه أخاها إلا أنه حذرها على غضبه جعله يشعر بأنه يملك الحق الأكبر فى "حلا" هذه الفتاة الصغيرة التى زوجها إليه ليتخلص من مسئوليتها ويلقي بها على عاتق "عاصم" تحدث "مازن" بجدية صارمة:-
-على فكرة أنا أخوكي، خليه كدة يفكر يتكلم وأنا أطلجك منه النهاردة
صاحت "حلا" بضيق شديد مُنفعلة على كلمته قائلة:-
-لا مين طلب منك تطلقنى، أنا جيت أشتكي لك
ضحك "مازن" بعفوية وهو يضع ذراعه على كتفها ويسير بها ثم قال:-
-من شهر واحد يا حلا لما جيتي بعد أول يومين جواز جيتى جرى تجولي خليه يطلجنى دلوجت بجيتى خلاص معاوزش غير عاصم
سارت معه بضيق شديد من كلماته وتلعب بهاتفها بلا مبالاة وتجيبه:-
-من غير طلاق أنا هفضل معاك أهو
تبسم بعفوية وهو يقول:-
-أيوة كدة
نظر إليها بسعادة مُعتقدًا بأنها وافقت على البقاء معه لكنه رأها تراسل "عاصم" وأخبرته ببقاءها مع "مازن" وهو وافق، ليعلم "مازن" بأن هذه الفتاة لن تفعل شيء قبل أن تفكر برد فعل "عاصم" كأنه مالكها الوحيد بهذا العالم، تجاهل ما رأه وقرر أن يحصل على مكانته كأخ بداخل قلبها وحينها ستعطيه حقوقه كما تعطيها إلى "عاصم"، أخذها إلى محل مثلجات وحلويات ليشتري لها ما تفضله ثم ساروا معًا وبدأت تقصي له عن جامعتها وحياتها بالخارج مع والدتها التى تقتصر على الدراسة والعمل بدوام جزئي من أجل مصاريف الدراسة ومصاريف والدتها، كان يستمع إليها برحب شديد وهى تستمع بالسير معه والحديث......
____________________________
دق باب منزل " ليام" لتفتح المساعدة فدفعه الرجال بقوة لتعود للخلف بخوف من هؤلاء الرجال المُسلحين ونزل "ليام" من الأعلي غاضبًا وهو يقول:-
-في أيه؟ أنتوا مين؟
أفصحوا الرجالة الطريق ليدخل "عاصم" بغرور وشموخ ويضرب نبوته بالأرض مع خطواته بينما يحدق "ليام" بنظراته بكبرياء شديد ثم جلس على المقعد قائلًا:-
- دا أنا، عاصم بيه الشرقاوي
تأفف "ليام" بضيق شديد وهو يسير نحوه ثم جلس على المقعد المقابل لـ "عاصم" فقال بأختناق:-
-وعايز ايه يا سي زفت بيه
لم يكمل كلمته بل أبتلع بقية حديثه عندما وجد بندقية فى رأسه و"قادر" يقول بغضب سافر:-
-أتحدد زين ويا الكبير ولا ما هتلحجش تنطج حرف كمان
نظر "ليام" للبندقية بخوف شديد وهو يعلم بأن هؤلاء الرجالة لم يمزحوا معه وأسهل شيء لهم وهو الضغط على الزناد، تبسم "عاصم" بسخرية وهو يرى الخوف فى عيني "ليام" ثم قال:-
-روج يا جادر متخوفهوش أكدة مننا، عيل وغلط نأدبه بس بكيفي أنا
رفع "قادر" البندقية عن "ليام" فنظر "عاصم" إليه بغرور شديد قائلًا:-
-تحذير أخير ليك والفرصة بتجي للواحد مرة واحدة ، همل البلد وأرجع كيف ما جيت
تبسم "ليام" ببرود ثم قال:-
-أنا قاعد بفلوسي هو أنا قاعد فى بيتك
أشار "عاصم" بسخرية وهو يلقي ورقة على الطاولة بأستهزاز شديد وقال:-
-هو أنا مجولتلكيش، شوف يا راجل لما تكون الكبير مشاغلك بتكتر وبتنسي ، مش أنا صاحب البيت دا يعنى انت دلوجت جاعد فى دارى وملكي
حمل "ليام" الورقة من فوق الطاولة ليجدها عبارة عن عقد ملكية بتاريخ سابق للمنزل بأسم "عاصم" فتأفف بضيق شديد قائلًا:-
-أنت فاكر أني هسكت
ضحك "عاصم" وهو يقف ويهندم عبائته بكبرياء شديد ثم قال بسخرية:-
-مش دا طلع عليكي نهار، عشان برضو أنا نسيت أجولك أن الفرصة خلصت فى الثلاث دجايج اللى فاته
تبسم بسخرية من عقل "ليام" الذي أوحى له بأنه سيلمس زوجته ويرتجع عن معاقبته، كيف له أن يغفر ما تسبب فى بكائها أو خوفها، فهذه الفتاة أصبحت له وحده ومن يتجرأ على لمسها سيلقي حتفه فقط لا غير، غادر المنزل بعد أن هجم رجاله علي "ليام" ومساعدته وقيدهم فى العمود الرخامي بمنتصف المنزل ثم جاء "قادر" من المطبخ بحمل أنبوب الغاز وفتحته ليصرخ "ليام" بذعر فوضع الرجال لاصقة على فمه يمنعه من الصراخ ثم تبسم "قادر" إليه بسخرية وقال:-
-غبي كان لازم تسأل عن عاصم بيه الشرقاوي جبل ما تلمس مرته ....
غادر الجميع المنزل ليشعل "قادر" القداحة ويلقي بها فى المنزل و"ليام" يحاول الصراخ ومقاومة الحبل ليفك قيده لكن لا جدوي من المحاولة......
__________________________
دلفت "حلا" للمنزل مُبتسمة لتراه واقفًا يخرج من المكتب فأسرعت إليه تعانقه بحماس وأشتياق شديد فنظر "كمازن" إليها بدهشة وغيرة شديد من هذا الرجل الذي أمتلكها وهكذا "سارة" التى أتسعت عينيها على مصراعيها ولا تستوعب أن هذا الرجل هو "عاصم" و"حلا" فتاته المتمردة بقربه هكذا وهو يرحب بها، تبسم "عاصم" إليها وهو يطوقها بذراعيه فقالت بخفوت فى أذنه وهى ترفع جسدها على أطراف أصابعها:-
-مازن خرجني
نظر "عاصم" إلى "مازن" بوجه عابس، تنحنح "مازن" بحرج وهو يقول بتمتمة:-
-وربنا ما زعلتها !!
سألها "عاصم" بخفوت قائلًا:-
-المهم جابلك اللى عايزاه
أومأت إليه بنعم ليبتسم إليها ثم قال:-
-أطلعي أرتاحي عشان العشاء
أومأت إليه بنعم وصعدت إلى الأعلي ثم عادت الدرجات بحرج ووقفت أمام "مازن" ثم قالت بلطف:-
-ممكن!!
لم يفهم كلماتها لتشير إليه أن ينحنى لها ليبتسم "عاصم" سرعان ما ادرك ما ستفعله، أنحنى "مازن" قليلًا بأستغراب شديد وهو لا يفهم شيء وأعطاها أذنه لتخبره بما تريد لكنه صُدم عندما وضعت قبلة على وجنته بلطف وقالت بعفوية:-
-شكرًا على الفسحة
أتسعت عينيه على مصراعيها بصدمة ألجمته من فعلتها، تبسم "عاصم" بخفوت على فعلها وقد حفظ طريقة شكرها الأستثنائية فكم يحب هذا الشكر عندما تُشكره، شعر "مازن" بجزءًا بداخله يتحرك إليها لينظر إليها بكانت مُبتسمة بعفوية وبراءة ليجذبها من مؤخرة رأسها ثم وضع قبلة على جبينها بحنان وقال:-
-عفوًا يا صغيرتي الجميلة
ضحكت بحب شديد ثم ركضت للأعلي وقد وصلت لأقصى درجات السعادة اليوم لكن سرعان ما تلاشت بسمتها وسعادتها عندما سمعت حديث "تحية" مع "فريدة" وسقطت الكتب من يدها بذعر وأنتفضت رعبًا ........
الروايات الاكثر قراءه👇👇👇