أخر الاخبار

رواية أحيت قلب الجبل الفصل التاسع والعاشر بقلم ياسمين محمد

 رواية أحيت قلب الجبل الفصل التاسع والعاشر بقلم ياسمين محمد 


رواية أحيت قلب الجبل البارت التاسع والعاشر بقلم ياسمين محمد 


الفصل التاسع

************

خرجت تفيدة تجلس بجوار سارة مرة اخرى ،تبتسم لها ،يتقافز الفرح بعيونها حيث تأكدت من ان حفيدها يهتم بتلك الفتاة اهتمام خاص ، سألتها تفيده بابتسامة حنون وهي تلتقط كأس العصير الذي قدمته لها سابقا 

: اتفضلي يا...انتي اسمك ايه 

أخذت منها الكأس تعاتب نفسها سرا على دخولها لمنزل ذالك الطيب قائلة 

: سارة...

اتسعت ابتسامة تفيدة بلا سبب من وجهة نظرها فقالت تفيدة 

:اهلا بيكي يابنتي 

أومأت لها سارة تبتسم بتوتر قائلة 

: شكرا ..تسلم ايد حضرتك 

لا تعلم تفيدة لماذا لاحظت في عيون سارة لمحة حزن وكثير من الانكسار ..يقال ان العيون هي نافذه ارواحنا تعكس دائما ما نشعر به ..وهي كالطير الشريد يبحث عن مأوى..والمأوى بالنسبة لها روح تسكن اليها مطمئنة .. آتاها صوت تفيدة تسألها ويبدو ان بقحبتها عدة اسئلة

: عايشه مع بابا وماما ..؟

اغمضت سارة عينيها تحدث نفسها بسخرية، فمن الطبيعي ان تعيش بين والدها ووالدتها لكن اختار لها القدر الا ترى والدها مطلقا وان تفارقها والدتها، ان تعيش طوال حياتها تشعر بالغربة ..فبعد وفاة والدتها ..لا احد لها الان ، تجمعت الدموع بعينيها عندما تذكرت والدتها لترد على تفيدة قائلة

: بابا وماما متوفين 

نظرت لها تفيدة بتأثر وقد رق قلبها لها تقول في نفسها 

ان اقدارهم متشابهة لتسألها باهتمام 

: اومال انتي عايشة مع مين ..؟

توترت حركة حدقتيها تذدرد ريقها ببطء حدثت نفسها بسخرية مريرة .. اذا علمت انها تعيش بمفردها فستنظر لها بإحدى النظرتين اما انها ستظن بها السوء ..كما قال ابن عمها المبجل ذاك.. او ستنظر لها بعين الشفقة وانها منكسرة ووحيدة وربما تعرض عليها ان تأتي لتعيش معها.. 

قبل ان ترد آتاها صوت حمزة قائلا 

:صباح الخير 

حمدت الله ان الطبيب اتى في الوقت المناسب حيث عفى عنها الاجابة على ذالك السؤال ، اسقامت تومأ للطبيب تنظر الى القفص بيده لتتسع عينيها تلمع بها نظرة الفرح تقدمت بخطوات متسرعة وابتسامة فرحه ..مندفعة بعض الشيء نحو القفص بيده قائلة بسعادة من وجهة نظره مبالغ بها 

: ده عايش ..

نست بشأن ابن عمها ..وبشأن الطبيب وجدته..ونظرت فقط الى ذالك الذي بين يديها في قفص يتحرك بخفة ونشاط .. ،انتبهت فجأة لما فعلته، لترفع نظرها الي الطبيب دون تحريك رأسها لتجده يحدق بها ببعض الاستغراب نقلت نظرها الى الجدة لتجدها ترفع حاجبيها وعلى وجهها ابتسامة مستغربة ، لتتنحنح سارة وقد ادركت اندفاعها وقربها زيادة عن اللازم من ذالك الطبيب لترجع خطوة الى الوراء تبرر تسرعها تلك بابتسامة مرتعشة 

: اسفة بس اصلي..انا ماكنتش متوقعه انه يعيش 

اومأت لها تفيدة ثم تنحنح حمزة يشير الى عيادته قائلا

: اتفضلى معايا اقولك على بعض التعليمات اللازمة والادوية اللي هيحتجها

: اومأت له سارة وخرجت معه الي خارج الشقة نحو العيادة دلف حمزة بيدة القفص، جلس على مكتبه ودعاها للجلوس امام المكتب ، ارتبك بداخله لا يعلم بماذا يبدأ كلامه ،سخر من نفسه يحدثها قائلا بداخله ،.. ماذا يحدث..انت طبيب يامغفل تحدث فقط وكأنك طبيب ..الامر سهل ..، تحدث مندفعا قائلا بنبرة مغلفة ببعض الفضول الذي لا علاقة له بالطب ولا بكونه طبيب يسألها

: انتي اسمك ايه ..؟ 

نظرت له بعسليتيها باستغراب لتتوتر هو حدقة عينيه يشعر بالاحراج يضيق ما بين حاجبيه بجدية مصتنعه قم اخرج ورقة الكشف المدون عليها اسمه واسم عيادته يبرر قائلا

: علشان البيانات..

آتاه سؤالها الغير متوقع ..والذي يستبعد الاجابة عليه الان 

: هو حضرتك بتسجل بيانات المريض ولا صاحبه ..؟

توتر جدا ما هذة الفتاة اليس واضحا كفاية انه هو الطبيب لماذا اذا تسأل بتلك الطريقة الواثقة ليرد عليها قائلا باحراج

: الاتنين ..

ردت سارة تعارضه 

: انا اعرف ان المفروض تسجل بيانات الحيوان المريض نوعة فصيلته الحاجات دي ..بس ماشي 

صمتت قليلا ثم زفرت مردفة

: سارة ..سارة فؤاد 

سارة ..اذا هذا هو اسمها ..كم هو اسم رقيق..بل في غاية الرقة والهشاشة ....وهذا ما كان يحدث به الطبيب نفسه وهو يدون اسمها ، ثم نظر للعصفور بخبث نظرة خاطفة مفادها " لقد علمت اسمها بدون الحاجة اليك"

ثم سألها مباشرة 

: ايه اللي عمل فيه كده ..؟

تذكرت الموقف.. لكن بصورة اخرى ..تذكرت الوقت ..الذي لم يتجاوز عدة ساعات ..تذكرت مواجهتها لابن عمها الذي لم تعلم اسمه بعد .. واثناء شرودها نظر حمزة االيها يتسائل ما سر تلك الفتاة. ولما يظهر علي ملامح وجهها كل ذالك الحزن كلما سألها عما حدث للعصفور ولانه طبيب يقدر الخصوصية جيدا ..وكم كره كونه طبيب ويود الان وبشدة اختراق تلك الخصوصية.. لكن احتراما لصمتها اردف 

: لو مش عايزة تقولي ..تمام

نظرت هي ارضا للحظات ثم تحدثت قائلة 

: كان في صقر..

وصمتت ،نظر لها متسع العينين لا يفهم ..بداخله تهللت اساريره فقد عادت اخيرا المختلة مرة ثانية..اردفت وهي تنظر للعصفور الذي يتحرك بخفة ونشاط داخل القفص 

: كان بيحاول يوصله ..وهو استخبى ورا اصرية الورد علي الشباك عندي 

اصتنت اليها باهتمام ..للمرة الثانية ينعتها بالمختلة وللمرة الثانية يسحب ذالك اللقب ..ابتسم باعجاب وهو يتذكر حالتها امام العيادة صباح ذالك اليوم ..

اردفت سارة 

: زقيته بعيد عنه ..واخدته وجيت هنا على طول

سألها باهتمام..والسؤال هنا ليس من حمزة الطبيب البيطري لا بل حمزة فقط مجرد من كل الالقاب 

:زقيتي الصقر بأيه..؟

نظرت له بتعجب ثم زفرت بتعب قائلة 

: بالمسترة بتاعتي ..

ابتسم ملئ شدقيه ..باعجاب تام قائلا وهو مزهولا من تصرفها 

: برافو ...

اطرقت هي برأسها تشعر بالحنق من ذالك الطبيب المتطفل ..سألته وهي تنظر للعصفور قائلة 

: ممكن اخده وامشي 

"لا لا تذهبي" اذدرد ريقه يحدث نفسه بها لكنه رد بعكس ما يفكر به قائلا

: اكيد طبعا ..لكن هيحتاج زيارة تانية 

وهنا الضمير لا يعود على العصفور وان بدا كذالك ..

ثم اردف 

: حصرتك ساكنه قريب من العيادة ..؟

اجابته تلك المرة بتلقائيه دون تفكير 

: اه في اول الشارع ..

ابتسم بداخله بسعادة قائلا بعمليه وجديه ظاهريا فقط

: تمام ..هحتاج اشوفه كمان 3 ايام 

اومأت له ثم استقامت تتجه نحو القفص اخذته بين يديها متجهة به الى الخارج ، نظر هو لها بشرود يتسائل بداخله ..هل ستأتي ..؟..هل سيراها مرة اخرى..، التفتت اليه بغتة ، ارتبك..توتر.. فأبعد نظره عنها حتى لا تلحظ شروده لترد قائلة بأسف 

: انا متأسفة جدا ..نسيت خالص تمن الكشف ..

وضعت القفص على الارض تخرج من حقيبتها كيس النقود ليستقيم حمزة من مكانه يتجه اليها قائلا بابتسامة

: مش باخد فلوس قبل ما الحالة تخف خالص 

نظرت له ثم اومأت تشكره ،اخذت القفص من على الارض مستديرة للخروج ، وجدت تفيدة امامها تبتسم لها اومأت لها بدورها في ابتسامة قائلة 

: بعد اذن حضرتك .. 

ربتت تفيدة علي كتفها بحنو وهي تمر بجانبها قائلة

: مع السلامة يابنتي ..

، ثم تركتهم سارة وذهبت ، وحمزة ينظر في اثرها بشرود شبه مبتسم ، انتشله من شروده ذالك صوت جدته متسائلة باستنكار

: من امته يادكتور وانت مش بتاخد فلوس قبل ما الحالة تخف ..؟

نظر لها بقهر قائلا في نفسه ..من اين تخرج لي هكذا ..؟

اتسعت عينيها بزهول عندما رد قائلا باستنكار

: تيتا ...انتي فصيلة !!

ثم تركها وخرج بخطوات سريعة حتى لا تطاله عصاها الفولازية تلك ، لتبتسم هي له عندما خرج تنظر في اثره تتمنى له السعادة بداخلها .. ولاتدري هي ما سيلقاه وماذا سيكون مصيره مع تلك الفتاة .. 

______________________

يجلس قصي بمكتبه ، طرقت السكرتيرة باب المكتب ودلفت تعطيه بعض الملفات التي طلب منها تحضيرها التقط منها الملفات، امرها قائلا

: مش عاوز ازعاج ..وهاتيلي القهوة بتاعتي .. 

اومأت له السكرتيرة ثم خرجت من المكتب 

جلس قصي يتفحص صفحات الملفات بتركيز تام ، شخصت عينيه بزهول غير مصدقا عندما قرأ اسم "منصور محمد المنياوي " شريكا لهم اغلق الملف امامه شاردا غير مصدقا لتلك المصادفة العجيبة ، 

جلس يفكر ما الذي عليه فعله من حيث ظرف منصور والحادثة فمن الصعب اتمام الصفقة بالنسبة له و لو علم والده بأمر حادثة شريكه وتعطيل الصفقة سيطبق عليه الشرط الجزائي وسيعتير ذالك انسحاب من الصفقة ..وهو بمثابه الانتحار حيث سيخسر منصور جزءا كبيرا جدا من ثروته ، ولا يدرك هو ان شراكة منصور مصادفة مدبرة ومخططة من والده ..

قرر قصي ان يتحدث اولا الى منصور ليرى ماذا عليه فعله ... 

_______________________

وصلت حنان الى المشفى وبخطوات سريعة وقلب متلهف لرؤية محبوبه وساكنه، تتعطش عيناها لرؤيا ابتسامته لها، تتحفز جميع جوارحها للإطمئنان عليه، اقتربت من الغرفة بينها وبينه بضع خطوات فتحت باب الغرفة بعيون دامعه تقترب منه بخطوات بطيئة لكن داخلها متلهفا لرؤيته بشدة ، تتساقط دموعها واحدة تلو الاخرى ، وهو ممدد امامها موصل به بعض الاسلاك والخراطيم ، شعر هو بوجودها ابتسم بداخله فهو قادر على الشعور بها حتى لو بينه وبينها مسافات ، عشقه الذي توغل بداخله حتى صار يجري بعروقه مجرى الدم ، دنت منه تطبع قبلة اعلى جبهته تتساقط دموعها على وجهه ثم استقامت تنظر له ، تمسح على شعره بيديها ، جثت ارضا على ركبتيها تقبل يديه قائلة ببكاء تترجاه ..تتحدث وكأنه امامها يراها 

: قوم يامنصور ..قوم انا محتجالك ماتسبنيش 

تشهق بانتحاب خائفة من فكرة فقدانه مجرد فكرة فقد احدهم تصيبها بالجنون وكأنها تعاني فوبيا الفقد، اردفت وهي تستند بجبهتها على يديه وشلالات الدموع تنهمر باستفاضة من مقلتيها 

: حياة محتجالك يامنصور...مالهاش غيرك ..قوم رجعها 

علت وتيرة بكائها لتتفاجئ بيد تربت على راسها فوق حجابها ..صمتت عن البكاء لكن ما زالت شهقاتها مستمرة اتسعت عيونها ترفع نظرها نحو وجهه لتراه ..ترى نظرة عينيه التي تفيض بعشقه لها ..ترى ابتسامته التي طالما خففت عنها اوجاع سنوات العذاب ..تلك الابتسامة التى تبعث في نفسها الأمل بعد الألم ..تبتسم ودموعها مازالت تنهمر على وجنتيها ..تبكي..تبتسم وتبكي في آن واحد .. 

لتتوهج الفرحة بداخلها تنير ظلمة وحشتها وتطرد شبح الفقد بداخلها خارجا عندما آتاها صوته قائلا من بين ابتسامته 

:انتي بتعيطي ولا بتضحكي ..؟

اتسعت ابتسامتها تمسح دموعها بظهر يدها قائلة من بين شهقات بكائها التي تحاول جاهدة اسكاته

: لا مش بعيط اهو ..

ضحك بخفوت ليتأوه من مجرد ضحكة خافتة، اردفت قائلة بلهفة من بين بكائها 

: سلامتك..

ثم نظرت له بتأثر مردفة

: حمدالله على سلامتك ..

نظر لها يبتسم قائلا 

: ما تخافيش..انا كويس ..طمنوني عليكم

ليعود لها فيضان الدموع مرة اخرى تكتم شهقة بكاء بيديها ،ليعلم هو ان سر بكائها حياة ..يعلم تماما مكانتها عند زوجته وان لم تكن ابنتها لكنها تعتبرها كذالك فهي ربتها منذ الصغر فكانت عوضا لها لجبر كسور امومتها المسلوبة، لم تكن حياة قد بلغت سن السادسة بعد عندما اخذها من رشدي وعند تذكره.. اشتعلت بداخله نار حارقة تتوعد لرشدي وباسم بالهلاك لتفكيرهم فقط بإيذاء صغيرته اذدرد ريقه بتعب يطمئن حنان قائلا

: ما تخافيش عليها ..هي في أمان 

ابتسمت بلهفة ترد متسائلة

: ماسافرتش...؟

نفى لها برأسه لتعاود سؤاله مرة اخرى ويبدو انها لن تكف عن الاسئلة حتى تراها امامها سالمة

: اومال هي فين ..؟.. عاوزة اشوفها 

ليرد عليها قائلا بحزم حتى تكف عن قلقها ذالك

: حنان..حياة بخير وهتشوفيها قريب ..لما اقوم من هنا 

وقلب الام يتآكل قلقا ،يتولى التفكير.. ويتنحى العقل جانبا مؤقتا وربما يتنحى للابد في سبيل رؤيتها امامها مرة اخرى 

: طب هي بتاكل كويس ..؟ ..بتنام فين ..وعند مين ..؟

ابتسم منصور بيأس يبدو انها لن تكف عن اسألتها تلك فرد من بين شعوره بالألم قائلا 

: ماتقلقيش يا حنان ..حياة كويسة ..مش عايز اي حركة تهور تكشف مكانها ليهم ..لو وصلو لها وانا هنا ..مش هقدر اعمل حاجه ..ساعتها هموت بجد ياحنان 

مالت للامام تربت على كتفه قائلة ببكاء 

: بعد الشر عنك ..ماتقولش كده تاني ..ان شاء الله هتقوم بألف سلامة وترجعها في حضننا تاني 

قاطعها دخول الطبيب يطلب منها الخروج مراعاة لحالة المريض، همت بالخروج ولو خيروها لظلت ما تبقي من عمرها بجواره ليأتيها صوت منصور قبل خروجها قائلا

: ابعتيلي شاكر .. عاوزه ضروري 

اومأت له تودعه ثم خرجت ، ليتفحص الطبيب جرحه واماكن اصابته ....

_________________________

جلست على الفراش بجوارها تتأوه بخفوت قائلة 

: اه يالهوي.. رجليا مش حاسه بيها يااختي 

لترد عليها عليا متلهفة لمعرفه ماذا حدث قائلة

: الف سلامه عليكي ..ها ريحيني وقليلي عملتي ايه 

تنهدت ام ورد بتعب تقص عليها ما حدث ..

ليغيم الحزن على معالم عليا تتمنى لمنصور الشفاء العاجل لولا عجزها وعدم قدرتها على الوقوف لذهبت اليهم بنفسها تخبرهم عن ذالك الذنب الذي يؤرق مضجعها .. ويأسر روحها ..اردفت ام ورد تنهي كلامها 

: هو ده كل اللي حصل انا قولت لو هو ما شفهوش يبقي مراته بقى اللي تشوفه ..سامحيني يااختي ماعرفتش اعمل اكتر من كده .

اغمضت عليا عيونها تتنهد بتعب قائلة وهي تربت علي قدم ام ورد 

: كتر خيرك يا حبيبتي ..انتي عملتي اللي عليكي ..

لتتركها ام ورد مع وعد لها ان تمر عليها مسائا 

شردت عليا بحزن وندم تتذكر اليوم الذي دفعت ومازالت تدفع ثمنه من ندمها وحسرة روحها حين ما وافقت تلك الملعونة على خطتها ...

Flash back

صعدت عليا درجات السلم ،تحمل بين يديها الروقه التي القاها اليها احدهم وهو يمر بجوارها وهي عائدة من عملها ، مدون عليها عنوان ما وبجوار العنوان جملة واحدة جعلتها تذهب الي هناك بدون تفكير "لو عاوزة ابنك يعيش وتعمليله العمليه تعالي علي العنوان ده " 

ذهبت عليا سريعا بقلب ام يرتجف خوفا من مجرد التفكير بفقدان ولدها ..طرقت باب الشقة التي تحمل نفس الرقم المدون علي الورقة لتفتح لها خادمة ما ، دلفت في ترقب خائفة تتسائل من ياترى ..؟،من سيفعل لها ذالك المعروف وستكون مخلصة له طوال العمر ،حتى لو طلب منها روحها لن تتردد في منحه اياها في سبيل ان يشفى ابنها فقط ويمارس حياته كباقي الاطفال ، وبعد عدة دقائق خرجت اليها بخطوات متمهلة ..واثقة...وبجبروت امرأة وابتسامة كبرياء جانبية تقدمت تنظر لها بعلو قائلة 

: ازيك يا عليا ..؟

انتفضت عليا واقفة من مكانها زعرا تتسع عينيها لآخرهما بزهول تبسمل قائلة 

: بس الله الرحمن الرحيم ..ست ناهد ..؟؟؟

ابتسمت لها ناهد ثم جلست امامها تضع قدما فوق الاخرى قائلة 

: ايه مستغربة ..؟

ضحكت بخفوت ثم اردفت 

: ماتستغربيش ياعليا...اقعدي..

لتنظر لها عليا بعدم تصديق تسألها 

انتي عايشه ؟؟..انتي لسه عايشه ..؟

ردت ناهد ببطء وبعيون تلتمع بتصميم رهيب ، وبنبرة تخرج من بين حروفها نار حارقة 

: انا عايشة ..انما انتي لو عايزة ابنك يعيش تسمعي الكلام اللي هقولك عليه.. وانا هتكفل بكل مليم لعملية ابنك...

نظرت لها عاليه وما زالت في زهولها 

: انا مش فاهمة حاجه ابدا.. انتي ازاي عايشه ..؟!!. .ازاي عايشه بعد الحادثة ..؟

لترد عليها ناهد بلا مبالاة لسؤالها 

: مش مهم دلوقتي ازاي عايشه بعد الحادثة ..المهم ابنك ..وانك تسمعي الكلام اللي هقولهولك بالحرف الواحد 

ضيقت عليا ما بين حاجبيها في استغراب تسألها 

:كلام ايه.. ؟ ..انا مش فاهمة حاجه ..لما انتي عايشة ليه ما عرفتيهمش..؟ دي حالتهم كانت صعبة اوي بعد الحادثة وخبر موتك ..وبالخصوص ست حنان تعبت اوي بعد...

لتنتفض عليا خوفت تتسع عينيها وخفقات قلبها تدوي كالطبول تنكمش على نفسها زعرا

عندما قاطعتها ناهد زاعقة بصوت جهوري من يراها لايظن ابدا ان ذالك الصوت من تلك الفاتنه امامها ،

صوت يحمل بين نياط حروفه حمم بركانيه على ما يبدو تحبسها هي بداخلها ..لو اطلق سراحها لأحرقت الاخضر واليابس ..لأحرقت العالم حقدا وكرها .. بدت كشيطان غاضبة..

: ما تجيبيش سيرتها قدامي ...

ثم اخذت تلهث..تحترق انفاسها..وبنبرة كالموت اردفت 

:اسمعي اللي هقولك عليه وتنفذيه بالحرف الواحد ..وإلا مش هتلحقي تشوفي ابنك ..وهو سايح في دمه ..

انتفضت عليا خائفة تتوسلها ببكاء وقد استشعرت من منظرها ذالك انها تفعلها ...تفعلها حقا وتاخذ منها صغيرها ان لم تفعل ما تريد...

: لاااء ..لاء ابوس ايدك ياست ناهد ابني لاء، عاوزاني اعمل ايه وانا هعمله ..؟

جلست ناهد مرة اخرى تتنهد بحقد ، تبتسم بشر وقد نالت ما تريده .. ، تحدثت بتمهل تحذرها قائلة

: اول حاجه لو حد شم خبر اني عايشه وانك شوفتيني واتكلمنا هيكون تمن ده ابنك ...

اومأت لها عليا عدة مرات خوفا وزعرا ، لتكمل ناهد بحرقة ..بشر اسود تشبعت به روحها ويفيض من عينيها قائلة

: تاني حاجه ..واللي عاوزاكي تسمعيني فيها كويس اوي 

...بعد اسبوع عيد ميلاد المحروس ابنها ..انا هظبط كل حاجه كل اللي عليكي انك تجيبي الولد اول ما النور يقطع في الفيلا، من الباب الوراني للجنينة تسلميه للي هيبقى واقف هناك ..

اتسعت عينا عليا بذهول غير مصدقة تتسائل لماذا تريد الصغير.. ؟ ما الذي ستفعله به ؟!!، لتلاحظ ناهد خوفها الذي بدى على ملامح وجهها ، فاردفت قائلة

:بعدها انتى ماتعرفيش حاجة ..ماشوفتيش اي حاجه، وابنك هيدخل احسن مستشفى.. واحسن دكتور هيعمله العملية ويعيش معاكي ..وكمان بعد العملية هيبقى معاكي قرشين حلوين ..تقدري تعيشيه منهم كويس 

نظرت لها عليا شاردة بتفكير حائرة وصورة صغيرها وهو يلعب هنا ..ويجري هناك.. ويضحك بين اصدقائه امام نظرها ..تتمنى رؤية هذه اللحظة ..تتمناها بشدة ،فاردفت ناهد كمت يقولون "تطرق علي الحديد وهو ساخن"

: ماعندكيش خيار تاني يا عليا ..يا تنفذي اللي قولت عليه يا هيكون تمن رفضك ..ابنك 


Back

عادت عليا من شرودها بذكريات سوداء، الدموع تغرق وجهها ندما وحسرة علي ما فعلت .. لو فقط يرجع بها الزمن لما فعلت ..لو كانت ستخسر حياتها ..لما فعلت ..لو كانت ستفقد ولدها الذي فقدته بالفعل منذ بلغ اشده وسلك طريق الهلاك ..لما فعلت .. ولدها الذي ولد بعيب خلقي بصمامات قلبه، وكان لا بد له من عملية جراحية خطيرة وعالية التكلفة ، عجزت هي عن الحصول حتى علي ربع تكلفتها, وأتتها فرصة لتعالج قلبه وتثلج صدرها برؤيته كاطفال جيله معافى مثلهم ..وفعلت .. كأنها رممت قلبه ليقسو عليها هي .. وكأنهم نزعوه ووضعوا مكانه "حجر" ، كان يعوقها دائما ..حتى وصل به الامر الى ضربها ..امه ..التى ضحت بكل شيء لأجله ..وكأن الله يخبرها بحكمته ان من اذنبتي لأجله كان اول العاقين بكِ .. حتى لقى حتفه بجرعة زائدة من ذالك السم الذي يحرق به عروقه بين الفينة والاخرى ..لتعلم عليا بعد فوات الاوان انها كانت تجني موافقتها على خطة تلك الأفعى .."ترى هل تشفع لها زريعتها تلك عند الله " انها ام تنقذ ولدها من موت محقق.. ،لكن على حسابات قلب ام اخرى ..ام مثلها..لايزال قلبها يحترق على ولدها الوحيد ، استغفرت عليا ربها تناجيه غفران ذنب لم تكن تدرك عواقبه على روحها ....

____________________________

جلست حياة بحديقة المنزل على ارجوحة صغيرة تنظر للسماء شاردة في اللا شيء..حتى اتى الى ذاكرتها ومضات من ذكرى لا يروقها ابدا تذكرها ..انزعجت ملامحها بشدة .عندما تذكرتها

Flash back

كانت حياة طفلة في الخامسة من عمرها ..استيقظت على صوت ضربات واحدهم يكتم بكائه، نهضت من فراشها تتجه نحو الخارج الى مكان صوت البكاء ليأتي الى مسامعها صوت والدتها تتوسل قائلة بشهقات بكاء متتالية

: ابوس ايدك يارشدي...كفاية .. البنت هتسمع 

لينظر لها رشدي بتقذذ يدفعها بإحدى قدمية وبيده حزام بنطاله يصفع به جسدها حتى تلون بزرقة قاتمة يمتزج بها حمرة حارقة، وبنبرة شيطان رد قائلا 

: كنتى بتجيبيها ليه..؟..انا مش عاوزها ..وبردو نفذتى اللي في دماغك وحملتي وجيبتيها ..

لتنهض واقفة على ركبتيها تربت سريعا على صدرها تترجاه بدموع كالجمر واشلاء روح معذبة ..منهكة .. تتوسلة من بين نحيبها 

: علشان خاطري وطي صوتك ..هتصحى ..هتصحى و تسمعك ..

تختف شعورها لسماع تلك الكلمات من والدها ولا تعلم ان الصغيرة تقف بعيدا منكمشة علي نفسها تتساقط دموعها زعرا لما تراه ..

ليدنو منها قليلا حتى قبض علي شعرها يكاد ينزعه نزعا من جدوره، يرفع وجهها اليه يقترب من اذنيها بنبرة كهمس شيطان رجيم قائلا ببطء

: يبقى تسمعي الكلام .. وتعرفي مصلحتك .. والا هخليكي تبكي بدل الدموع دم على بنتك ..

ثم تبتسم ابتسامة جانية يتصنع التفكير في شيء ما وكأنه وجدها قائلا

: ومش بعيد ..ادربها على الشغل ..وتطلع بتفهم عنك ..

اغمضت عيونها بشدة تضع يديها على فمها .. مجرد التفكير فى تلك الفكرة ..يشعرها بالغثيان ..تكره ..بمقدار حبها له كرهته ..عندما علمت حقيقة عمله ..ليتها استمعت الى نصيحة اخيها ..ليتها ما كانت تزوجته وذهبت معه الى جحيم حياته وآخرته ..

جثت على قدميه تتوسله ..وبكل مهانة وذل تقبلها ..تقبل قدميه باكية تترجاه قائلة

ابوس رجلك ..ابوس رجلك يارشدي بنتي لاء بلاش حياة ...

ثم ترفع نظرها اليه باكية عيونها بلون الدم تنتحب تتوسله بحرقة تلتهم روحها 

: انا مش هقدر ..صدقني انا مش هقدر ..

نفت برأسها بهيستيريا تطمئنه مردفة

: مش هقول لحد ..والله ..والله ما هجيب سيرة لمنصور .. بس سيبني في حالي انا وبنتي

قبض على شعرها ثانية بقبضة من نار جعلتها تصرخ رغما عنها بصوت عالي..ليرفعها واقفة يقبض على فكها بقوة يهز رأسها قائلا 

: ده بعدك ..اودامك يومين ..يومين بس تفكري ياتحطي عقلك في راسك وتعرفي مصلحتك فين ... يا اما تكوني انتي الجانيه علي نفسك ..،ولو حاولتي تعرفي حد او تفكري انك تهربي هيكون اخر يوم في عمرك ..

اتت حياة تركض مسرعه نحو والدتها ببكاء تحتضنها من خصرها 

لتتوسله من بين ببكائها ان يتركها لأجلها

: ارجوك يابابا..سيب ماما ..علشان خاطري

،لم يرق قلبه لتوسلها ..ولا لكون الصغيرة ابنته ..وهل لقلب الشيطان ان رق يوما ..؟

دفعها لتسقط ارضا تحتضن ابنتها وخرج ينظر لها بسخرية ثم صفع الباب بقوة خلفه، لتنظرالصغيرة لأمها.. تبكي وتمسح دموع والدتها من على وجنتيها لتغمض والدتها عينيها بقهر وعجز لا تعلم كيف الخلاص من ذالك الشيطان ... تناجي رب العالمين ان ينجيها وابنتها من شره و قذارته ..لولا وجود حياة لما كانت تبالي بنفسها معه ..لكن وجودها بمفردها يشكل لها رعبا..زعرا..من مجرد التفكير ..بوجودها بمفردها في تلك الحياة 

Back

عادت حياة من شرودها تتذكر ان بعد تلك اللحظة بيوم واحد فقدت والدتها ولم تراها مرة اخرى ،انتبهت  على صوت عنايات، استدترت تمسح الدموع العالقة بعينيها حتى لا تلاحظها عنايات، تنحنحت الآخيرة بارتباك قائلة 

: انا لازم امشي دلوقتي يا حياة .. ابن بنتي تعبان جدا ،حرارته عاليه  وراحت بيه مستشفي ، ولازم اروح اتطمن عليه 

استقامت حياة تقترب منها قائلة في تأثر 

: طيب روحي بسرعة مستنية ايه ..؟

لتنظر لها عنايات بأسف قائلة

: ما كنتش عايزة اسيبك لوحدك ..لكن مش هتأخر عليكي هتطمن عليه واجي على طول 

اومأت لها حياة بابتسامة قائلة 

: ما تقلقيش عليا..والف سلامة عليه 

نظرت لها عنايات بامتنان لتتركها مسرعه الى خارج المنزل ..نظرت حياة حولها في خوف ثم توجهت نحو المنزل ، دلفت وأغلقت الباب جيدا ، ثم اتجهت نحو الاريكة تجلس عليها شاردة مرة اخرى...

________________________

بعد وقت طويل انهى به اعماله بالمكتب ، رجع للوراء يستند بظهره الى ظهر كرسي المكتب لتأتيه صورتها بمخيلته ويبتسم ولا يعلم ما سر تلك الابتسامة عند ما يتذكرها كل مرة .. بهجة يتوهج شعاعها بداخله ...انتبه الى صوت رنين هاتفه التقطه من على سطح المكتب ، وجده رقم غير مسجل ليرد سريعا، سرعان ما ضيق بين حاجبيه باستغراب ليرد قائلا

:ايوه ..معاك قصي الزيني..

الطرف الآخر :................

قصى وقد بدى عليه معرفته 

: ايوه ايوه ..اهلا بيك يا فندم..

الطرف الآخر :.....................

: اديني العنوان ومسافة السكة هبقى عند حضرتك ..

تالطرف الاخر : ...................

قصي ناهضا من مكانه يتوجه الي خارج المكتب 

: لا شكر على واجب..العفو 


ثم اغلق الهاتف يوجه كلامه الى السكرتيرة الخاصة به 

: اجلي اي مواعيد او اجتماعات لحد ما ابلغك 

اومأت له السكرتيرة تلبي طلبه قائلة

: تحت امر حضرتك ..

ثم تلقى رسالة من ذالك الرقم بالعنوان ليتوجه الى خارج الشركة يركب السيارة ذاهبا إلى العنوان الذي ارسله اليه محدثه بالهاتف 

______________________

وصلت الى المنزل  صعدت الى غرفتها لتنفرد بذكرياتها ..من يراها يظنها غاضبة ..لكن يغفل..لا يعلم شيء.. عن حرب شيدت بداخلها ..لمجرد فقط قرائتها لاسمه اعادت لها ذكريات عشقها المنحور ..بداخلها ثورة .. تحثها على الانفجار ..متعطشة للمزيد من الانتقام لتتشفى..متعطشة للثأر لكرامة انثى تحطمت على صخرة رفضه لها .. وبرغم جميع حرائقها .. لكنها ستستخدم استراتيجية اخرى .. لطالما استخدمتها مسبقا .. عليها اولا استجماع كل الخيوط ..وقطعهم بلا تردد واحدا تلو الآخر .. توجهت نحو خزانة ملاببسها تخرج من اسفل ملابسها مفتاح صغير ..لتفتح به ذالك الدرج المغلق منذ سنة تقريبا ..حيث هي تفتحه مرة كل عام في يوم محدد ذالك اليوم التي اضطرت فيه الأفعى خلع جلدها وتركه لتبدله بآخر في سبيل انتقام تنتشي به روحها ..غافلة هي عن ان ذالك الانتشاء كلما زاد.. كلما احترقت روحها ..واحرقت ارواح اخرى ..

اخرجت منه صندوق صغير ..جلست على الفراش تفتحه ..لتلطقت منه بعض الاوراق تتفحصهم لتخرج ورقة معينه دون عليها اسمها الحقيقي.. الذي لم تنساه ابدا .. اسمها الذي يندرج تحته ماضي اسود .. كلما تذكرته كلما غضب وهاج ذالك البركان بداخلها ..اسمها الذي يظنون هم انه تحت التراب الان ..

..."ناهد عثمان" ...

اشتعلت عينيها تفيض حقدا ..تحترق انفاسها شرا..تتذكر خيوطها ..تخطط...عليها استجماع جميع الخيوط ..وقطعهم بلا تردد واحدا تلو الآخر ..وستبدأ بأول خيط  .."عليا"


__________________________

الفصل العاشر

************

دلف من باب المنزل يصدر صوت حشرجه عاليه بحنجرته، يشبه سعال مقصود ،فتلك عاداتهم لتنبيه من بالمنزل من سيدات لوجودهم ، حتى ولو كان منزله ، صادف دخوله نزولها من الدرج الداخلي للمنزل ترتدي عبائة بأكمام من اللون السكري ..تلف حول رأسها حجاب بني بإهمال تسترسل من خلاله خصلات شعرها الحريري، تصل الى اسفل ظهرها ..عيونها كالون اوراق الشجر في بداية الربيع ،اقتربت منه بابتسامة واسعة وعيون تنطق بالعشق ..عشق ربما لا يفقهه هو ..لا يدرك مداه ..والى اي حد قد وصل ..،نزع عنه عبائته يلقيها على ظهر الأريكة بجواره يبتسم لها قائلا

: كيفك ياجمر ..؟

معذبة ..معذبة انا بعشقك يا مالك فؤادي ..نطقت بها عيونها ..عاجزة كل العجز عن قولها مسموعة ، اشارت له بيديها إشارات مفاداها انها بخير ،ليظهر على ملامحها الحزن تطرأ برأسها ارضا ، حينما تذكرت كلامه الغير مباشر عن ابنة عمهم الآخر، التي ظهرت من العدم ..تتسائل في نفسها ..هل من الممكن ان يتزوجها ، ولا يشعر بما تشعر به هي ..؟، هل له ان يرى ما بداخلها ...ما يكنه له قلبها افصح من النطق بألف كلمة تقال ..، اقترب منها ينظر لها باستغراب مهتم يتسائل ما سبب حزنها ذالك 

: به..ليه حزينة ..؟

ثم ابتسم بحنو مردفا 

: مين زعل جمرنا ..؟

مهلا ..مهلا فأنا لا اتحمل..، نظرت له وقد اشتدت خفقات قلبها حبا وعشقا له ربما يكاد يسمعها هو

..نبرته ..ابتسامته ..نظرته ..تصيب قلبها بصعقات تزلزله ..يكاد يخرج عن محجره صارخا بعشقه ..

اللعنة على ذالك العجز ،الذي يقيد قلبها بسلاسل من نار عن البوح بذالك العشق..، نفت له برأسها 

ليرد هو عليها يشاكسها بابتسامة محببة لها 

: جولي ما تخبيش ،مين اللي مستغني عن عمره، وزعل جمرنا ..انتي ماعرفاش غلاوتك عيندينا ولا ايه ...؟

نظرت له ارادت ان تسأله حينها .. بل اريد معرفة مكانتي عندك ..داخلك ..بقلبك، ..تعلم تماما انه لا يراها سوى اخته ..ابنة عمه الذي وصاه عليها وهو يلفظ انفاسه الاخيرة منذ ان كانت طفلة ، ليتولى هو رعايتها منذ ذالك اليوم ،وتكبر تحت ظله في احضان رعايته لها ويكبر عشقها له يوما بعد يوم ..تموت ..تموت حرفيا بمجرد التفكير انه من الممكن ان يتزوج غيرها ،ومن الطبيعي ان يعيش هنا بمنزله ، بيته الذي ولد وتربى به ، كم مقتت تلك الفكرة ..كرهتها ..لا ، وتراها امامها تتدلل عليه ..،لا بمجرد التفكير بذالك يتألم قلبها ،يوشك على التوقف حزنا ،لا تعلم ماذا ستفعل حينها ، كيف ستقضي ايامها ..او بالأحرى كيف ستقضي حياتها ،

اطرأت برأسها تنظر ارضا بحزن يفتك بروحها فتكا ، غافل عنه كل من حولها ..لا يشعر به غيرها، لتنتبه الى صوت والدتها يأتي من خلفها قائلة 

: حمدالله على سلامتك يا سالم يا ولدي..

رد سالم عليها وهو يلتقط عبائته مرة اخرى ،يتخطى قمر

: الله يسلمك يا مرات عمي ..

لترد امها قائلة وهي تنظر لها بعتاب

: كنت عاوزاك في موضوع اكده يا ولدي..

اتسعت عينا قمر تشير لها بالنفي سريعا برأسها ويديها 

،لاحظ سالم نظرة زوجة عمه الى قمر ،التفت فجأة ، لتنتفض قمر فزعا من التفاتته المفاجأة تبتسم له بتوتر ، نظر لها بشك ،كان على وشك ان يرد على زوجة عمه بأنه متعب من السفر وانه سيحدثها في وقت لاحق لكنه وجد نفسه يرد عليها ونظره موجه الي قمر قائلا

: خير يامرات عمي..؟

ردت فاطمة قائلة 

: لحالنا ..، نتكلمو لحالنا يا ولدي 

نقل نظره من قمر الي زوجة عمه ثم أومأ لها يتخطاها متجها نحو مكتبه ،لتهم هي بأن تتبعه حتى وجدت قمر تمسكها من ذراعها تترجاها وهي تربت عدة مرات على صدرها بمعالم وجه تستعطف امها ألا تخبره، دفعتها والدتها برفق ثم توجهت خلفه نحو مكتبه .

دلفت واغلقت باب المكتب خلفها، اسرعت قمر تلصق اذنيها بالباب لتستمع الى حديثهم، وقلبها يكاد يتوقف من شدة الخوف لا تدري ما ردة فعله على ما ستقوله والدتها .

داخل المكتب ارتسمت على ملامح فاطمة الجد لتجلس على الكرسي امام المكتب ، نظر لها سالم قائلا 

: خير يامرات عمي..كنتي عايزاني في ايه..؟

لتتحدث فاطمة قائلة 

: شوف يا ولدي ، انا ما هيعجبنيش الحال ده ، لازمن تشوفلك صرفه ويا جمر 

زفر سالم بتعب ثم رد عليها قائلا 

: حُصل ايه يا مرات عمي ؟

تنهدت فاطمة بنفاذ صبر قائلة 

: جايلها عريس ..

انزعج ..ولا يعلم لماذا ..يعلم انها لابد لها من الزواج ..لكنه انزعج كثيرا من تلك الفكرة ، ربما لأنه يريد لها شخصا افضل ..رجلا حقيقي كما يقولون، يقدرها ويدرك قيمتها جيدا..، ثم اردفت فاطمة بحزن 

: ورفضته ..واهي على الحال ده ، كل ما ياجي عريس ترفضه 

ليتحدث سالم اليها قائلا بااستنكار

: جرى ايه يا مرات عمي ..وانتي عاوزاني اجوزها غصب اياك ..؟

تنهدت قمر براحة من خلف باب المكتب المغلق عندما استمعت لرده على والدتها ..لكن سرعان ما ظهر على ملامحها الأسى والإنكسار عندما وصل الى مسامعها صوت والدتها قائلة،

فاطمة وهي تلتمع الدموع بعيونها حسرة على حال ابنتها الوحيدة 

: لا يا ولدي ، انا ما جولتش اكده ، بس اجعد معاها وعيها..البنتة اللي في سنها دلوجتي معاهم 3 و4 عيال بيجرو حواليهم ..واني نفسي اشوفها في بيت عدالها قبل ما اموت

صمتت للحظات ثم اردفت بانكسار وحزن وهي تنظر ارضا 

: وانت خابر زين عجزها ..،وفين وفين لما...

ليقاطعها صوت سالم زاعقا بحدة ينهض من مكانه يصفع سطح مكتبه بيده حتى انتفضت جميع الاشياء المستكينة فوقه 

شعر بالغضب الشديد لمجرد التفكير في الإنقاص من قدرها ..ربما لأنه يعلم جوهرها وقيمتها جيدا فهو من رباها على يده منذ صغرها ليقول بصوت زلزل جدران المكان 

: ما عايزش الكلام الماسخ ده ينعاد مرة تانيه ..جمر ما هياش معيوبة يامرات عمى ..وان ما كانش اللي هاياجي يعرف جيمتها ، ويقدرها زين ، يبجى ما يستهلهاش 

لتتحدث فاطمة مسرعة تهدأ من غضبه و تبرر له مقصدها 

: اني ما اجصدش ياولدي اني بس ..

ليقاطعها سالم مرة اخرى قائلا بنفاذ صبر ينهي الحديث بينهم.

: خلاص يا مرات عمي ..بزيادة حديث في الموضوع ده ،

اطرأت فاطمة برأسها تتجمع الدموع بعينها ، كأي ام هي، تريد رؤيه ابنتها سعيدة ببيت زوجها ،هنئية يتشاكسون اطفالها حولها .. فقمر وحيدتها.. لكنها غاقلة عن ما بداخلها ..لا تشعر بها .

زفر سالم ينظر جانبا، يستغفر الله بخفوت ، لا يعلم لماذا تألم عند ذكر والدتها لعجزها عن النطق على انه عيب ينقص من قدرها ، انزعج كثيرا من تلك الفكرة..أردف بنبرة اهدأ قليلا قائلا

: جمر ما هتتجوزش غير اللي توافج عليه برضاها ..انا مهجبرهاش على حاجه واصل ..

اومأت له فاطمة قائلة وقد فرت دمعة من عينيها 

: اللي تشوفه ياولدي 

ليستدرك نفسه حينما لاحظ دموعها ،اقترب منها ثم مال قليلا للأمام يقبل رأسها، فهي في حكم والدته 

: حجك على راسي ما تزعليش ..جمر ما هياش ناقصة ولا معيوبة يا مرات عمي 

صمت قليلا ثم اومأ باقتناع تام ينبع من معرفته لها مردفا 

: جمر غالية ..

ربتت فاطمة على ظهره قائلة 

: تسلم ياولدي ..ربنا يخليك لينا ومانتحرمش منك واصل. 

بينما بالخارج لملمت هي أشلاء روحها المنثورة .. بدموع انكسار تملئ عينيها ..صعدت الدرج متوجهة نحو غرفتها تبث فيها حزنها وأوجاعها بمفردها...لا يعلم احد عن ما بداخلها ..تتذكر ذالك اليوم الذي فقدت فيه عزيزها والدها ومسكن روحها ،مدللها الوحيد الذي فارق هو الحياة وفارقتها هي الفرحة والسعادة.. ، منذ ذالك اليوم وبعد ان وقع والدها صريعا ضحية ثأر .. كانت طفلة لم تتجاوز بعد 5 سنوات،

فقدت النطق عندما تلقى رصاصة بصميم قلبه وهي طفلة تتشبث بيده ويدها الأخرى بيد سالم ، الذي لم يهنأ له بال الا وكان بعد ثلاثة ايام من مقتل والدها وقد اخذ بثأره واثلج صدر جدته ووالدتها .. ، رصاصة واحده ..غيرت مجرى حياتها نحو الجحيم ..رصاصة .. لا يزال صداها يتردد بقلبها..بروحها حتى اليوم ، ومنذ ذالك اليوم وهي تفتقد كل جميل ..حتى صوتها الذي كان يخبرها والدها انه اجمل من صوت العصفور عندما يشاكسها سالم بان صوتها يشبه صوت" البجعة الجائعة " فتتذمر.. ليحتضنها والدها وينهر سالم يأمره ان لا يقول لها ذالك مرة ثانيه ، ابتسمت لتلك الذكرى ،مسحت دموعها ..تتنهد بحزن ، تحمد الله بداخلها على ما اعطى وعلى ما اخذ ، لا تتمنى في تلك الحياة سوى شيء واحد فقط ، ان يشعر بها سالم وبما تخصه له فقط وحده بقلبها ، نهضت بيأس تمسح دموعها.. فلا احد يمكنه تبديل اقداره ..


____________________________

غفت حياة اثناء شرودها بتلك الذكريات القاتمة ، استيقظت على صوت جرس باب المنزل،..استقامت ناهضة تتجه نحو الباب لتفتحه ،تظن انها عنايات، فتحته تفرك عينيها بتثائب ، لتتسع عينيها فجأه علي آخرهما شاهقة عندما وجدت من بالباب " قصى"..

دخلت مسرعة تهرول نحو الاريكة تلتقط حجابها تلفه سريعا حول رأسها ،وقف هو بالخارج يبتسم بداخله ..كم بدت رائعة .. بدون الحجاب كلوحة جميلة، ابدع الله تعالي في صنعها ، دلف خلفها الى داخل المنزل ، فكانت قد لفت حجابها بإحكام ..نظر لها باعجاب بداخله

لتتحدث سريعا بتلقائية عندما وجدته امامها 

: عنايات مش هنا..

استدركت ما تفوهت به ، فوضعت يدها على فمها تنظر ارضا بحرج شديد، ..انه منزله ياحمقاء ..وبكل تبجح تطردينه منه .. ، ابتسم قصي ابتسامة غامضة يرد عليها 

: انا عارف ..

إذدردت ريقها تنظر له بعينين متسعتين ، ..لماذا اتى اذا .. ماذا يريد ..لا ..لايمكن ان يفعل ماتفكر به..،بل ما لا تريد ان تفكر به ، خفق قلبها بشده خفقات تدوي كطبول حرب شيدت ويبدو انها ستخسرها ، فهي بمفردها ..وحدها عندما آتاها صوته قائلا 

:انا جيت علشان عنايات مش هنا 

ارعبتها تلك الجملة ، حسنا..!، مرة اخرى نحن بصدد.."قلة ادب " ..، تحدث نفسها بفكرة واحدة ..واحدة فقط "الركض"..نعم ، ستركض ، نظر لها قصي وبداخله شعور لأول مرة يختبره ، ليتفاجئوا بجرس الباب ..حققت هي مبتغاها وركضت باتجاه الباب ، تظن مرة اخرى انها عنايات ، نظرت لمن بالباب يخفق قلبها بشدة عندما وجدت امامها عدة اشخاص، رجال و نساء ، لا تعرفهم ..، اذدردت ريقها تنظر لهم بترقب رجعت خطوة الى الوراء ..سيقيدوها ..نعم سيقيدها كي يفعل بها ما يشاء..، هكذا كانت تفكر وهي تنظر اليهم ،تجمعت الدموع بعيونها ، استغرب قصي وقوفها امامهم فتقدم يقترب منهم ، اما هي تشاهد سيناريو ما في خيالها لأشخاص لا تعرفهم يقرأون ربما بجريدة الغد ،حادث اغتصاب فتاة وقتلها بمنزل ما من شخص لا تعرفه ، بمساعدة عدة اشخاص لا تعرفهم ..تكاد تموت رعبا ،وبخطوة اخرى للوراء كان ارتطامها بصدر قصي .. انتفضت تبتعد عنه تنظر له بترقب متسعة العينين ، نظر لها يستغرب حالتها فأردف قائلا 

: بعد اذنك ..ممكن تعديهم يدخلو 

، ابتعدت الى الخلف وهي ما زالت على حالتها تلك لتتفاجأ بهؤلاء الاشخاص يدلفون الى المنزل كل منهم يذهب الى مكان معين ليبدأوا على ما يبدو رحلة تنظيف المنزل ،رمشت بأهدابها عدة مرات تمرر نظرها بينهم، تنهدت بارتياح تجلس على اقرب مقعد ،لا تسطتيع الوقوف اكثر على قدميها ..شعرت بإحراج شديد تنهر نفسها على خوفها ذالك ، هي تشعر بالإطمئنان في وجوده ..تشعر بالأمان نوعا ما ..لكنها لا تثق به فهو يعد غريبا بالنسبة لها ، حتى الان لا تعلم اسمه ، تخضبت وجنتيها بالحمار عندما لاح بخاطرها ان تسأله عن اسمه ، ليأتيها صوته يبرر لها مجيئه قائلا

: عنايات كلمتني ..قالت انها اضطرت تسيبك لوحدك ..،وانا كنت كلمت مكتب تنضيف علشان يوضبوا الفيلا..

تنحنح مردفا بإحراج 

: قولت اسبقهم علشان ماتبقيش لوحدك 

يا الله ..اتى من اجلها حتى لا تبقى بمفردها ..كم انتي غبية يا حياة كيف لا يمكنكي الوثوق به ..فهو من انقذكي من هلاك محقق بين يدي باسم ..هكذا كانت تحدث نفسها ..اومأت تذدرد ريقها ببطء ..ممتنة هي له بالكثير ..فاردفت قائلة وهي تنظر اليه بامتنان

: انااا..متشكرة جدا ..على كل اللي عملته معايا ،بجد لولا حضرتك انا مش عارفة كنت هعمل ايه ..؟

غارق هو بليل عينيها الواسعتين ، هناك بداخله شيء ما لا يستطيع التحكم به ، اضطرابات عدة تحدث بداخله لا يعلم مصدرها ، لأول مرة تتحرك مشاعره ..متي ..؟..وكيف ..؟ .. لا يعلم 

رد عليها قائلا وهو مازال ينظر الى عينيها 

: قصي..

نظرت اليه بتسائل ليردف هو بابتسامة 

: اسمي قصي ..بلاش حضرتك دي 

اطرأت برأسها وقد علمت اسمه اخيرا ، " قصي " رددته بداخلها، تسللت حمرة الورود سريعا الى وجنتيها البيضاء بمجرد ترديد اسمه سرا .

نظر لها ولتلك الحمرة التي تزداد بها جمالا ، لا يعلم ما سر ظهورها كلما تحدث اليها ، ثم اردف يبتسم قائلا

: انا ما عملتش حاجه ..اي حد في مكاني كان عمل كده واكتر ..

زادت خفقات قلبها بشدة ، توترت.. ارتبكت.. عندما اتاها صوته مردفا يسألها بحنو 

: كلتي..؟

اذدردت ريقها تومأ له ايجابا ، لكنهافي الحقيقة جائعة لم تأكل شيئا منذ الصباح، ليرد قصي قائلا

: انا ما كلتش من الصبح ..هطلب اكل وناكل سوا 

نظرت ارضا ولم تصدر اي استجابة ، ليرفع قصي الهاتف الى اذنيه يطلب لهما الطعام ، اتسعت عيني حياة عندما وجدته يطلب طعاما بكميات مبالغ بها ، وبمجرد ان اغلق الخط اندفعت قائلة بتلقائية مستغربة

: انت هتاكل كل ده ..؟

رد بابتسامة قائلا

: لاء طبعا ..بس اكيد مش هناكل لوحدنا يعني ..

واشار الى فريق التنظيف 

لتنظر هي اليه بداخلها اعجاب شديد به ، كم ذكرها بخالها الان ..وبتواضعة ورفقه بالغير ، يا الله كم تفتقده ، تتمنى رؤيته بشدة ، ولو فقط من بعيد .. 

انتشلها من شرودها صوت رنين هاتف قصي ،التقط الاخير هاتفه ليجدها عنايات ، رد ليأتيه صوتها ،

عنايات بحزن من الجهة الاخري بالهاتف 

: انا اسفة جدا يا قصي بيه ..مش هقدر آجي دلوقتي ، الولد حالتة سائت ومش هينفع اسيبهم .

اذدرد قصي ريقه بتوتر ..ما ذالك المأزق ماذا سيفعل ، رد عليها قائلا

: تمام..، خليكي جمبهم ولو احتاجتي اي حاجه كلميني 

شكرته عنايات واغلقت الخط 

نظر الى حياة ، يتسائل بداخله ..هل ستبقى وحدها بالمنزل ..ماذا عليه ان يفعل .. 

_________________________


جلست سارة بحديقة منزل منصور تضع امامها العصفور تلاعبه بلطافة ،لكنه لا يستجيب لها تشعر وكأنه حزين

يتنقل هنا وهناك بداخل القفص ينظر الى السماء وكأنه يخبرها كم اشتاق اليها ، و إلى التحليق بها ، يريد الخروج فهو غير معتاد على القيود .. الحريه فطرته ،ترددت كثيرا ان تطلق سراحه الان فهو يبدو نشطا و بصحة جيدة، لكنها فضلت ان يتم شفائه اولا ، تفاجأت بحنان امامها تسألها بابتسامة وهي تشير الى العصفور 

: ايه ده ..؟

ردت سارة عليها وهي تنقل نظرها الى العصفور مبتسمة 

: عصفور ..

لتضحك حنان قائلة وهي تجلس جوارها 

: منا عارفة انه عصفور لكن بتاع مين ..،بتاعك ؟

نظرت اليها سارة تبتسم قائلة 

: بعدين احكيلك حكايته ..

ثم اردفت بتأثر قائلة

: طمنيني على انكل منصور .. اخباره ايه دلوقت..؟

لتبتسم حنان ابتسامة واسعة قائلة 

: الحمد لله ياحبيبتي ..فاق وكلمني .. 

ابتسمت سارة بدورها تحمد الله قائلة

: الحمد لله ..ربنا يقومه بالسلامه يارب

ثم اردفت بحزن شديد 

: و يطمننا على حياة .. 

لتبتسم حنان تطمئنها قائلة 

: حياة بخير ..ما سافرتش ..

انتفضت سارة بلهفة تسأل حنان غير مصدقة 

: بجد يا طنط ..، هي فين..؟

ردت حنان تتنهد براحه 

: منصور طمني عليها وقال انها في امان، لكن ما قالش مكانها ..

ثم اردفت بانزعاج لمجرد التفكير بهم 

: علشان رشدي وباسم ..خايف لا يوصلولها عن طريقنا وهو في الحالة دي .وما يقدرش يعمل حاجه 

شردت سارة للحظات تفكر ثم ردت قائلة 

: معاه حق ياطنط ..باذن الله يقوم بألف سلامة ، وترجع حياة وسطنا تاني ..

تجمعت الدموع بعيون حنان ، دموع تنبع من من اعماق روحها ،فقد اشتاقتها بشدة ..تفتقدها ..تفتقد مشاكستها لها ..تفتقد رؤية ابتسامتها كل صباح ..تفتقد الى "حنون" من بين شفتيها ..تفتقد ضمتها لها وهي بين احضانها وكأنها بتلك الضمة ..تربت على شظايا روحها المحترقة، لتقول من بين دموعها 

: وحشتني اوي .. 

نظرت لها سارة بتأثر تربت على يديها وقد التمعت عينيها ايضا بالدموع ، فأردفت حنان وهي تنظر للسماء وترفع يديها تدعو الله قائلة 

: يارب تحفظها ..وترجعها بالسلامة يارب ...

_________________________

استيقظ من نومه يتصبب عرقا ،يحك جميع انحاء جسده ،وسائل خفيف لايتوقف عن النزول من انفه ،يشعر وكأنه ينصهر بداخله ، وفي نفس الوقت بشرته باردة كالثلج ،فقد انتهى تأثير المخدر بجسده ويحتاج الى جرعة اخرى كي يهدأ ..وأخرى تجر أخرى ،حتى يسقط في جحيم لن يستطيع الفرار منه..

نهض سريعا بحركة مرتبكة يرتدي ملابسه على عجالة غير عابئا بترتيبها ، خرج من غرفته متوجها نحو الدرج ، نزله سريعا ، وقف كالصنم يذدرد ريقه بصعوبة ،عندما آتاه صوت والده يناديه من خلفه، قد صادف نزول عمر خروجه من غرفة مكتبه ، عبد السلام باستغراب لحالة عمر 

: عمر ..؟

اغمض عينيه ..ليس وقتك الان ابي..التفت له بابتسامة متوترة يحاول جاهدا ان يبدو هادئا 

: نعم يابابا..

عبد السلام وهو يقترب منه ينظر الى ملابسه ،يحدق بوجهه قائلا

: مالك..ورايح فين بدري كده 

عمر وهو في اصعب اوقات تمالك اعصابه ،جسده يتآكل، يشعر ببركان يكاد ان ينفجر برأسه من شدة الالم ، تتعطش كل ذرة بجسده الى ذالك السم مرة اخرى ، ليرد على والده بارتباك واضح 

: ااا..واحد صاحبي كلمني ..اه واحد صاحبي ، عاوزني ضروري ...ااا..معاه مشكلة .

هم عبد السلام ان يسأله من هو صديقه ولماذا يريده وما هي تلك المشكلة ، لكن اردف عمر قائلا وهو يخطو نحو باب المنزل 

: سلام دلوقتي ..علشان مستعجل 

هتف عبد السلام يناديه 

: عمر..

لكنه لم يستمع اليه كان قد اغلق الباب خلفه وذهب،

تنهد عبد السلام بيأس والتفت يعود ادراجه الي مكتبه 

ليأتيه صوت زهيرة الذي فاجأه ،من اعلى الدرج تبتسم له ابتسامة غامضة قائلة بسخرية تتوارى خلف نبرة صوتها الهادئة 

: اخبار الصفقة الجديدة ايه ..؟ 

وبابتسامة جانبية تخفي خلفها براكين مشتعلة تكاد تنفجر به ..نزلت درجات السلم بهدوء واحدة تلو الأخرى حتى وقفت امامه تنظر له بعينيه وكأنها تخبره ..انه من قطع عهده اولا فلا يلومها ما ستفعله..، رد عبد السلام عليها بمعالم وجه جادة ونظراته تتحدي شرارات عينيها المستترة 

: تمام ..كل تمام 

رفعت زهيرة حاجبيها تبتسم بسخريه ، ولكن بداخلها تشتعل غضبا ، تكاد تسحق اسنانها من شدة الغضب قائلة بمكر لمحه عبد السلام بنبرتها 

: طب كويس..

ثم ربتت بكفها مرتين على ?


الفصل الحادي عشر والثاني عشر من هنا


روايات كامله وحصريه

روايات كامله وحصريه

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

روايات كامله وحصريه


 لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇


رواية الصقر الجريح كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله


رواية لثام الخلود كامله من هنا


رواية جميله في قلب الاسد كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله


رواية الصقر والنمر كامله


رواية اختبار القدر كامله من هنا


رواية شهد القاسم كامله من هنا


رواية عشق الحور كامله من هنا












رواية بيت العيله كامله


رواية أجبرني على الإنجاب كامله من هنا


رواية صعيدي ولكن عاشق كامله من هنا


رواية زوجتي المصون كامله


رواية تار صعيدي كامله من هنا


رواية اصحاب المزاج من هنا


رواية الرغبه كامله من هنا


رواية وإذا تملكك الهوى


رواية نور عيني كامله


رواية عرف صعيدي كامله


رواية عشقها المستحيل كامله


رواية الصقر الجريح كامله


رواية عذراء علي حافة الهاوية كامله


رواية إعادة حب كامله


نوفيلا نبضي كامله


رواية نجمة القاسي كامله


رواية شهد القاسم كامله


رواية أحببت مصارع الجزء الاول


الجزء الثاني من رواية أحببت مصارع


رواية ضحية زواج كامله


رواية حور الشيطان كامله


رواية ليست خطيئتي كامله


رواية شمس ربحها القيصر كامله


رواية نيران انتقامه كامله


رواية عفريت مراتي كامله


رواية صغيرة رجل صعيدي كامله


رواية عشقت عمدة الصعيد كامله


رواية ست البنات كامله


رواية أحيت قلب الجبل كامله


رواية غنوة الداغر كامله


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close