رواية شمس ربحها القيصر الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم بيل ببيلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية شمس ربحها القيصر البارت الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم بيل ببيلا
رواية شمس ربحها القيصر الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم بيل ببيلا
لم يكن يعلم إن تلك الفتاة التي أرادها زوجة لأخيه وظنها طوق نجاة له ستقلب حياته رأسا على عقب منذ أول لقاء ليجد نفسه عالقا ما بين رغبته الشديدة بها و الفوارق العديدة بينه وبينها ..
وأولى تلك الفوارق رغبة أخيه وهوسه الشديد بها ..!!
المقدمة
كان يتأمل ملامحها البريئة بملامح مبهمة لا تدل على شيء ..
في داخله تساؤلات عديدة أهمها سبب هوس أخيه بتلك الفتاة ورغبته بها دونا عن غيرها ..
أخوه العابث الوسيم والذي عرف عدد لا يعد ولا يحصى من الفتيات الجميلات رغم سنوات عمره التي لا تتعدى الرابعة والعشرين ..
صدح صوت رجله الأول وذراعه اليمنى ليرفع عينيه بعيدا عن تلك الصورة مستمعا إليه بإهتمام :
" اسمها شمس عماد .. عمرها تسعة عشر .. في كلية الهندسة .. والدها اسمه عماد حسين موظف في بنك حكومي ووالدتها مدرسة .. لديها أخت واحدة أصغر منها بثلاثة أعوام وأخ أصغر منها بأربعة اعوام .. حالتهم المادية متوسطة .. أوضاعهم مستقرة .. الفتاة ذات سمعة طيبة .. وعائلتها محترمة.."
عاد ببصره الى الصورة بنظرة خاطفة قبل أن يقول أخيرا بصوت قوي :
" صباح الغد تذهب عندها كي تجلبها إلي .."
سأله جاسم بجدية :
" ماذا لو رفضت ..؟! بإمكانني أن أجلبها بالقوة لكن ربما سوف تتسبب لنا بفضيحة نحن في غنى عنها .."
حدق به للحظات صامتا ليقول أخيرا بنبرة هادئة واثقة :
" لن تستطيع فعل هذا لأنك لن تأخذ إذنها قبل أن تجلبها .."
قال جاسم بعدم اقتناع :
"حسنا يا قيصر .. لكن ألا ترى إن إسلوب التهديد غير مناسب مع هذه الفتاة بالذات .. ؟! فنحن نحتاجها ونريد منها أن تساعد في تحسين وضعه لا أن تجعله أسوء .."
" وضعه سيتحسن على يدها .. سواء بإرادتها او إجبارا عنها .. هي لا تمتلك حق الرفض أصلا .. وأنا لن أسمح لها مجرد التفكير بالرفض .. أنا اعلم جيدا كيف أتصرف معها .."
قال قيصر جملته الأخيرة بغموض ليتنهد جاسم وهو يقول بإستسلام :
"حسنا .. على راحتك طبعا مع إنني أرى ما تقوله غير مناسبا إطلاقا .."
رد قيصر بضيق :
" ماذا ترى إذا ..؟! تريد مني أن أذهب إليها وأشرح لها الوضع لترفض فأرجوها كثيرا كي توافق .. هذا لن يحدث أبدا .. قيصر عمران يأمر والجميع ينفذ وهي لن تكون إستثناء لهذا .. سوف تفعل ما أريد إجبارا عنها .. "
ثم أكمل بإصرار :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" هي الفرصة الأخيرة المتبقية لفادي وأنا لن أتنازل عنها .. "
أطلق أخيرا تنهيدة قصيرة ثم قال بصوت حاسم لا يقبل اي جدال :
" أريدها غدا الساعة الواحدة ظهرا في مكتبة .."
اومأ جاسم برأسه قبل أن يستأذن منسحبا من غرفة مكتبه قبل أن يعود قيصر برأسه الى الخلف مغمضا عينيه لدقائق ثم فتحها وهو يعاود النظر الى الصورة التي حملها متأملا إياها بتمهل وهو يتمنى أن تكون صاحبة الصورة طوق نجاة اخيه كما يعتقد ..
الفصل الاول ..
أمام البوابة الرئيسية للجامعة وقفت شمس تنتظر السائق المسؤول عن توصيلها هي وزميلاتها الى المنزل بملامح منزعجة فهي سبق وأكدت عليه أن يأتيها في تمام الساعة الثانية عشر خاصة وإن إثنين من زميلاتها تغيبن بسبب قرب إمتحانتهما والثالثة أخبرتها إنها ستعود لوحدها اليوم حيث لديها موعد مع حبيبها ظهر اليوم وبالتالي لم يبقَ سواءها وهاهي تنتظره منذ أكثر من ربع ساعة دون أن يأتي ..
رن هاتفها فأجابت بسرعة حيث كان هو المتصل ليأتيها صوته المرتبك يخبرها بأسف :
" أعتذر يا شمس لكنني لا أستطيع المرور عليكِ اليوم .. والدتي في المشفى ولا أستطيع تركها .."
تنهدت وهي تقول :
" لماذا لم تخبرني مسبقا يا علاء ..؟! ما كنت لأنتظر هذه المدة .. على العموم لا بأس سوف أعود بتاكسي .. أتمنى لوالدتك الشفاء العاجل .. "
رد علاء بصوت بدا لها متوترا ففسرت إن هذا بسبب مرض والدته بالطبع :
" أشكرك يا شمس .. "
ثم أكمل بصوت ذا مغزى :
" إذا أردتِ إذهبي الى الشارع العمومي .. هناك ستجدين العديد من السواق اللذين ينتظرون الطلاب وقت خروجهم .."
قالت موافقة حديثه :
" معك حق .. سأذهب هناك بالفعل .. مع السلامة .."
أغلقت الهاتف بعدها وهي تتأفف بضيق من هذا اليوم المشؤوم ففي صباح اليوم تشاجرت مع والدتها التي بدورها أخذت موقفا منها وخاصمتها وهذا يزعجها للغاية ليأتي أستاذها ويوبخها بسبب اعتراضها على درجة السعي السنوي والأن السائق لا يأتي وهي مضطرة للسير نحو الشارع العمومي كي تأخذ تاكسي الى منزلها ..
وضعت هاتفها داخل حقيبتها واحتضنت كتبها ثم سارت بخطوات سريعة بإتجاه الشارع العمومي الذي يبعد مسافة ربع ساعة تقريبا عن الجامعة ..
أخذت تعجل خطواتها وهي تدلف الى احد الشوارع الجانبية الضيقة المؤدية لشارع آخر يؤدي الى الشارع الرئيسي وهي تفكر داخلها لمَ لا تقع جامعتهم في شارع يمر به العديد من سواق التاكسي بدات من إضطرارها هي وبقية زملاؤها في السير هذه المسافة إذا أرادوا أن يستأجروا تاكسي او يركبوا احدى المواصلات الأخرى ..
كانت تسير بشرود في ذلك الشارع الضيق قليلا والذي يحتوي على العديد من البيوت السكنية المتراصة وقد كان الشارع شبه فارغا مثله مثل أغلب الشوارع السكنية ..
شعرت بصوت سيارة تقترب منها لتهم بالإبتعاد الى الجانب حينما فوجئت بلمح البصر بشخص ما يفتح باب السيارة ويخرج منها جاذبا إياها الى الداخل قبل أن يجلس بجانبها فيتحرك السائق بتلك السيارة السوداء المصفحة .. جحظت عيناها مما يحدث لتصرخ وهي تنظر الى الرجلين الضخمين اللذين يحيطان بها :
" من أنتم وماذا تريدون ..؟!"
ثم إختنق حلقها وهي تهتف بصوت مرتعب :
" هل أنتم عصابة ..؟! "
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
جاءها صوت قوي رخيم يعود الى الرجل الذي يجلس في الكرسي الأمامي بجانب السائق مرتديا بذلة سوداء أسفلها قميص أسود اللون مغطيا عينيه بنظارة سوداء :
" اهدئي يا آنسة وكل شيء سيكون بخير .. "
صاحت بحدة :
" هل أنت مجنون ..؟! تخطفني وتطلب مني أن اهدأ .."
ثم بدأت بدفع هذين الرجلين وضربيهما بشراسة وهي تصرخ بهما :
" إخرحوني من هنا .. إتركوني .. أيها الأوغاد .. ماذا تريدون مني ..؟! ماذا فعلت لكم .. ؟!"
صرخ الرجل بها بصوت عصبي مخيف :
" يكفي .. نحن لا نريد إيذائك .. لا يوجد لدينا نية بذلك من الأساس .. أنت فقط ستذهبين الى الباشا كي يتحدث معك بأمر هام وبعدها ستذهبين الى منزلك سالمة .. "
سألته بصوت مرتعب :
" أي باشا ..؟! "
ثم صاحت باكية :
" أنا لا أفهم شيئا .. من أنتم ..؟! وماذا تريدون ..؟!"
أجاب بعدما زفر نفسه بضيق :
" سوف تفهمين كل شيء عندما تصلين .. فقط اهدئي وكما أخبرتك لن يمسك أي سوء .. مجرد حديث يجمعك مع الباشا .. حديث فقط لا غير .."
ضغطت على أعصابها بقوة كي لا تشتمه وتشتم الباشا خاصته قبل أن تغمض عينيها وهي تعود بجسدها المتأهب الى الخلف تفكر فيما سيحدث معها وهي تقنع نفسها إن الصمت والترقب هو أفضل حل لها في هذا الوقت ..
.........................................................................
تأملت شمس الغابات المنعزلة التي تمر بها السيارة بملامح جزعة وقد بدأ عقلها يصور لها مختلف المصائب الممكنة ..
شهقت برعب ما إن سمعت صوت ذلك الرجل يتحدث في جهازه اللاسلكي بصوت صارم أخرجها من أفكارها المرعبة :
" افتحوا البوابة فنحن قاربنا على الوصول .. ولا تنسى أن تبلغ الباشا بهذا .."
إحتضنت كتبها التي سقطت على فخذيها منذ لحظات وجسدها أخذ يرتعش بقوة ..
وجدت السيارة تسلك طريقها الى شارع آخر محاط بالغابات الواسعة المليئة بالأشجار والورود الرائعة ..
انتبهت الى ذلك القصر الكبير جدا بطرازه القديم والذي لم يزده سوى فخامة شديدة وقد ذكرها بقصور العصور الوسطى التي كانت تقرأ عنها في القصص وتراها بالأفلام ..
دلفت السيارة الى داخل القصر مرورا ببوابته العملاقة المحاطة بالإسوار العالية المخيفة والعديد من الحرس منتشرين في كل مكان فأخذت تفكر إن هذا الباشا الذي يريد مقابلتها قد يكون وزيرا او سياسيا او ربما رئيس وزراء ..
توقفت السيارة أمام بوابة القصر الداخلية لتجد أحد الرجلين يفتح الباب ويخرج منها يتبعه الآخر بينما بقيت هي مكانها متأهبة للقادم لتجد الرجل الذي يجلس في الأمام يخرج بدوره من السيارة ويقترب من جهتها مائلا نحوها بوجهه الذي بدا لها مخيفا بملامح قاسية مرعبة لتسمعه يهتف بصوت هادئ :
" هيا يا انسة .. التأخير ليس من صالحك .."
حدقت به بملامح مشدودة وهي تتمنى لو تختفي الآن في هذه اللحظة من الوجود ..
حدقت بملامحه الحادة ونظارته الضخمة التي تخفي عينيه بالكامل للحظات قبل أن تشيح وجهها بعيدا عنه وهي تهبط من السيارة فتلفحها نسمات الهواء الدافئة لتغمض عينيها للحظة وهي تخبر نفسها ألا تضعف فهي لم تعتد أن تكون ضعيفة أبدا ولن تعتد ذلك ..
سارت نحو الأمام وهي تفكر داخلها إنها مقابلة ليس شيئا آخر كما أخبرها هذا الذي يسير جانبها ..
ما إن وصلا الى الباب الداخلية وقبل أن يرفع يده حتى كان الباب يفتح لتظهر من خلفه شابة عشرينية ترتدي زي الخدم الرسمي ذات ملامح جميلة للغاية تكاد تجزم إن صاحبة هذه الملامح ليست عربية أبدًا ..
وقد تأكدت ظنونها وهي ترحب بهذا السيد الذي تبين إن إسمه جاسم بلكنة إنكليزية بحتة والذي سألها بجدية :
" هل الباشا في مكتبه ..؟!"
لتومأ الخادمة برأسها ثم تجيب وهي ترمقها بنظرة عابرة :
" الباشا في مكتبه ينتظر الآنسة .."
حدقت شمس بها بملامح واجمة وقد إرتفعت نبضات قلبها كليا ليهتف بها جاسم :
" إتبعيني يا آنسة .."
سارت شمس خلفه وهي تحتضن كتبها كدرع واقي بنفس الملامح الواجمة دون أن تهتم بالنظر الى ممرات القصر الفخمة فشيء واحد يشغل عقلها وهو سبب طلب الباشا رؤيتها .. الباشا الذي لا تعرف من هو أصلا ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
توقفت خلف جاسم أمام باب احدى الغرف لتجده يلتفت هنا يخبرها بعملية :
" تفضلي يا آنسة .. هو ينتظرك في الداخل .."
نظرت الى الباب بقلب خافق قبل أن تطرق عليه بخفة لتسمع صوت رجولي هادئ يخبرها أن تدخل لتلتفت الى الجانب فتفاجئ بإنها وحيدة ويبدو أن جاسم قد رحل ..
أخذت نفسا عميقا وهي تخبر نفسها إنها لم تفعل شيئا يجعلها تخاف .. يجب عليها أن تدخل بثقة وتفهم منه ما يريده منها .. هي ليست صغيرة ولا ضعيفة أبدا ..
منذ حوالي ساعتين كانت تتجادل مع إستاذها بسبب سعيها السنوي والذي كان أقل من المستحق بستة أعشار لتقف أمام الأستاذ تخبره بقوة إن هذا ظلم وإنها لن تصمت وستذهب الى العميد كي يتصرف معه بنفسه الأمر الذي جعل الوضع ينقلب الى ما يشبه شجار قبل أن يخبرها الأستاذ بغيظ مكتوم إنه سيعيد حساب درجاتها مرة اخرى .. نعم هي قوية وستبقى هكذا وتواجه هذا الرجل الذي ينتظرها في الداخل بكل ثقة وهدوء ..
سرعان ما تبخرت كلمات شمس وهي تخطو اولى خطواتها الى الداخل لتجد نفسها أمام رجل ثلاثيني يجلس على مكتبه الواسع مرتديا بذلة سوداء أنيقة أسفلها قميص أبيض بلا ربطة عنق ..
لكن بالطبع ليست البذلة او غياب ربطة العنق ما جعلها متأهبة الى هذه الدرجة بل طلة الرجل المهيبة ونظراته القوية المسلطة عليها بالكامل هي من جعلت ثقتها تلك تتبخر تماما ..
تأملت ملامحه الرجولية والتي بالرغم من هدوئها الذي بدا لها غير مريحا كانت تحمل الكثير من القوة والقسوة والتسلط .. ملامحه كانت صلبة حادة .. ونظراته مهيبة .. هو رجل بنظرة واحدة تدرك إنه يملك من القوة والسلطة والهيمنة ما يفوق المعتاد .. رجل من اولئك الرجال الإرستقراطيون اللذين يمتلكون هيبة لا خلاف عليها ..
كان قيصر يتأملها بملامح غامضة لا تدل على شيء .. جسد طويل نوعا ما نحيل للغاية يغطيه ذلك البنطال الأزرق المرتبط بحمالات رفيعة المسمى بالمشمل ( السالوبتّ ) حيث يوجد أسفله تيشرت أبيض اللون ذو أكمام قصيرة تصل الى ربع ذراعها بينما ترتدي في قدميها حذاء رياض ذو لون أبيض ..
ملابسها كانت تدل على خلفيتها المتوسطة أما ملامح وجهها فهي كانت عادية حيث عينين بلون لم يميزه جيدا لكنه يجزم إنه أفتح من المعتاد مع أنف دقيق وشفاه متوسطة العرض والإمتلاء وبشرة ناصعة البياض حيث بياضها واضح للغاية مشوب بحمرة محببة .. المميز فيها كان شعرها بلونه الغريب والذي بدا له خليط محير ما بين البني البني الفاتح والأحمر .. فهو بلون مائل للحمرة الواضحة .. وللمرة التي لا يعرف عددها يسأل نفسه نفس السؤال .. ما المميز فيها كي يرغبها أخيه لهذه الدرجة ..؟!
قال أخيرا بصوت هادئ رزين :
" تفضلي يا انسة ..."
حدقت به بملامح مترددة لتجده يهتف بصوت أكثر صرامة :
" من فضلك يا انسة .. تفضلي وإجلسي هنا .."
تأملت الكرسي الذي يشير إليه لتسير بخطوات بطيئة نحو مكتبه قبل أن تجلس على الكرسي الجانبي للمكتب وهي تشبك أناملها بعضيهما وتنظر إليهما بقلق ..
تأملها وقد إختفى وجهها تماما بفضل خصلات شعرها الناعمة والتي إنسدلت على جانبيه ليتنهد بصمت وهو يقول بنبرة جادة :
" شمس .. انتبهي إلي من فضلك .."
رفعت وجهها نحوه لتلتقي عينيها الخائفتين بعينيه الباردتين فيتأمل قزحيتيها للحظات بلونيهما الفاتح والذي يميل للأخضر كما توقع ..
أبعد عينيه عن عينيها وقال بصوت هادئ :
" بالتأكيد تودين بشدة أن تعرفي لمَ أنتِ هنا ..؟! وأنا سأخبرك فورا وبوضوح كما إعتدت أن أفعل مع أي شخص .. "
نظرت إليه بترقب رغم قلقها مما هو قادم ليكمل وهو يتأمل ملامح وجهها الطفولية الناعمة :
" أنتِ هنا لأجل أخي .. فادي .. أخي الوحيد .. "
نظرت إليه بعدم فهم قبل أن تسأله :
" عفوا ، أنا لا افهم .. من فادي .. ؟! أنا لا أعرف شخصا بهذا الإسم .."
نظر إليها مليا قبل أن يجيب :
" أنت لا تعرفينه .. لكنه يعرفكِ .. "
أكمل مجيبا على التساؤلات التي امتلأت بها عينيها رغم لسانها الصامت :
" لقد رأكِ في إحدى زياراته الى الجامعة ومنذ تلك اللحظة وهو مفتونا بك .. مدلها بغرامك .. مجنونا بحبك .. "
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قالها وهو يتذكر أخيه الذي لا يوجد على لسانه شيئا سوى اسم هذه الفتاة .. يردده دائما وخاصة حينما يثمل كليا .. هذه الفتاة الماثلة أمامه أصبحت جل ما يشغل تفكير أخيه .. هي رفيقته في جميع الأوقات ..
" هل أخيكَ مجنون ..؟!"
سألته بدهشة لتلاحظ إحتداد عينيه فتبتلع ريقها قبل أن تكمل وهي تمنح نفسها الشجاعة الكافية للتحدث بصراحة :
" انا اعتذر .. ولكن هذه حقيقة .. ما تقوله لا يمكن أن تكون تصرفات شخص عاقل .. أي شخص عاقل يهيم بفتاة لم تجمعه بها كلمة واحدة حتى .. ؟! ولو نفترض ما تقوله صحيح .. ما علاقتي أنا بكل هذا ..؟! أنا لا أعرفه أساسا .. "
خفتت حدة عينيه وهو يجيب بثقة :
" علاقتك إنكِ ستتزوجينه .. "
جحظت عينيها وهي تستمع الى تلك الجملة القصيرة التي خرجت منه لتقفز من مكانها وهي تصيح بعدم استيعاب :
" أتزوج من ..؟! يبدو إنك الآخر مجنون تماما كأخيك .. "
نهض من مكانه ضاربا سطح مكتبه بقوة أجفلتها ليهتف بقوة أكبر :
" الزمي حدودك يا صغيرة .. يبدو إنكِ لا تعرفين مع من تتعاملين .. حديثي الهادئ معكِ لا يعني إنني سأتقبل كلماتك هذه أبدا .. أنتِ لا تتحدثين مع شخص عادي .. لذا كوني حذرة في كل كلمة تصدر مني في حضرتي .. "
ردت بقوة وقد شعرت إنها لن تصبر أكثر على هذا الطاغوت الواقف أمامها :
" سأكون حذرة بالطبع عندما تنتبه على ما تقوله يا سيد .. أي زواج بالله عليك..؟! هل نحن في فيلم عربي قديم ..؟! أم رواية خيالية ..؟!"
تقدم نحوها بخطوات واثقة قبل أن يقف أمامها محدقا بعينيها اللتين كانتا تلمعان بقوة أعجبته بشدة :
" لا هذا ولا ذاك .. بل أنتِ في آمر واقع .. لا مفر لكِ منه .."
احتدت عينيها بشراسة ليشعر بشيء ما يغزو قلبه بينما هي ترد بغيظ :
" ومن سيجبرني على هذا الأمر الواقع ..؟!"
أجابها مستلذا بتأمله لملامحها الناعمة الرقيقة رغم شراسة نظراتها وتعابيرها :
" أنا من سيجبرك على هذا .. "
حدقت به وقد تعلقت مقلتيها بمقلتيه الغامقتين قبل أن تهتف وهي تهم بالسير بعيدا عنه بنية الخروج من الغرفة :
" أنت فعلا مجنون وأنا لن أبقى معك لحظة واحدة .."
وما إن تحركت بعيدا عنه حتى وجدته يقبض على ذراعيها بقوة جاذبا إياها نحوه لترتطم بصدره العريض رغم طولها الواضح فتتراجع الى الخلف مذهولة بينما ينحني هو ناظرا الى عينيها المذعورتين من كل ما يحدث مرددا بتحذير :
" سبق وإن أخبرتكِ أن تلزمي حدودك معي .. ستتزوجينه سواء قبلت أم لا .. قبولك من رفضك لا يهمني .. ستتزوجينه وانتهى .."
أكمل وهو يتفرس النظر في ملامحها التي بات يشعر بكونها تجذبه رغما عنه :
" وإذا فكرتِ للحظة واحدة بعدم تنفيذ ما قلته فلن أرحم أي أحد يخصك أبدا ولن أتردد لحظة واحدة في استخدام كل ما أملكه من سلطة وقوة ضدهم .. "
ابتلعت ريقها وهي تسأله بتوجس :
" من تقصد ..؟! عائلتي ..؟! ماذا ستفعل بهم .. ؟!"
أبعد عينيه عن ملامحها التي تحاصره ليقول وهو يسير بعيدا عنها بإتجاه النافذة المطلة على حديقة القصر الواسعة :
" الكثير .. سأفعل الكثير .. في الأول سأبدأ بوالدك .. اتصال واحد مني وسوف يتم فصله من عمله دون رجعة .. تخيلي حياتكم بدون راتب والدك .. إخوانك على ما أظن في مدارس خاصة تحتاج الى أجور عالية .. أنتِ نفسك لديكِ مصاريف لا يستهان بها على ما اظن .. طبعا بعد فصل والدك سوف يكون أمامكِ خيارين إما أن تخضعي لي أو تستمري في عنادك وحينها سوف أتجه الى الوالدة .. وبعدها الى باقي أفراد عائلتك .. الأمر لن يقتصر على الفصل عن العمل فقط كما تظنين .. بإمكاني أن أفعل ما لا يخطر على بالك .."
صاحت به بضعف:
" يكفي .. حسنا فهمت .. أنت رجل واصل بإمكانك أن تؤذي عائلتي بالكامل اذا ما رفضت طلبك المجنون هذا .."
اقترب منها قاطعا المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما مردفا بهدوء :
" إعلمي إنني لن أتردد لحظة واحدة في أن أفعل أي شيء .. أي شيء يا صغيرة لتنفيذ ما أريده .. "
غامت عينيه بنظرة أرعبتها وهو يكمل بجدية :
" أنا أنال ما أريده بأي وسيلة ممكنة .. وإنتِ ما أريده الآن .. لذا سواء انتِ وعائلتكِ فلن تكونوا إستثناءا بالنسبة لي وما يصيب غيرك ممن لا يطيعوني سيصيبك أنتِ أيضا .. "
ترقرقت الدموع داخل عينيها ليكمل متسائلا :
" هل تعرفين عائلة عمران .. ؟!"
شعرت بقلبها يتوقف عن النبض وهي تسمع اسم تلك العائلة لتسأله بوجه شاحب :
" هل أنت من عائلة عمران ..؟!"
رد بعينين قويتين مهيبتين :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" انا قيصر عمران .. كبير العائلة .. "
اتسعت عينيها لثواني وهي تتذكر كل ما تعرفه عن عائلة عمران .. تلك العائلة التي تعتبر من أكبر وأقوى العوائل في البلاد بأكملها .. ثرواتهم لا تعد ولا تحصى .. فهم يمتلكون ما لا يستوعبه العقل .. لقد سمعت الكثير عن شركاتهم وأملاكهم وأراضيهم .. بل سمعت إن هناك مناطق كاملة في البلاد ملكا لهم .. الأمر لا يقتصر على الثراء الفاحش بل يتعدى ذلك الى سلطتهم الواضحة في مجال الحكم والسياسة .. وبالرغم من كونهم لا ينتمون الى فئة السياسيين بشكل علني لكنهم يمتلكون السلطة الكافية والتي تفوق أحيانا سلطة بعض السياسيين في البلد.. نعم لقد كانت تسمع عنهم أحاديث عابرة من أصدقائها وأقاربها بل ووالدها أحيانا حيث يتحدثون عن مشاريهم التي لا تنتهي وثرواتهم التي تتضخم كل يوم أكثر إضافة الى نشرات الأخبار التي دائما ما تتحدث عنهم وعن نشاطاتهم التجارية في مختلف المجالات وأعمالهم الواسعة .. وبالرغم من كونها ليست من النوع الذي يهتم بكل هذا إطلاقا فهي بالطبع لن تهتم بمعرفة أخبار العوائل الإرستقراطية ذائعة الصيت في البلاد خاصة وهي تنتمي الى الطبقة المتوسطة وتعاملها دائما كان مع من هم في مثل طبقتها هذه لكن أخبار هذه العائلة كانت تظهر أمامها رغما عنها ..
قيصر عمران .. لا تتذكر اسماء أفراد هذه العائلة لكنها تشعر بإن إسم قيصر عمران مر أمامها وهذا شيء طبيعي كونه أحد أفراد هذه العائلة بل وكبيرها أيضا ..
" نظراتك تخبرني إنك تعرفين الكثير عنا كما توقعت .."
صوته البارد جعل جسدها يرتعش وهي تومأ برأسها رغما عنها وتغمغم بألم :
" لقد وصلت الفكرة ... "
حدجها بنظراته وهو يكمل بصوت آمر :
" ستتزوجين أخي يا شمس .. وفي أقرب وقت ممكن .. فهو يحتاجك أكثر من أي شيء .."
لمعت عينيها بدموع حبيسة وقد سيطر الضياع عليها وهي تفكر إنها حقا لا تود سماع المزيد ولا تريد معرفة سبب إصراره على زواجها من أخيه لتقول بصوت ضعيف متوسل :
" دعني أرحل من فضلك .. لا أستطيع تحمل أكثر من هذا .. إمنحني القليل من الوقت لكي أستوعب ما سمعته حتى الآن .."
تأمل ملامحها الشجنة بهدوء متغافلا عن ذلك الضيق الذي ألم بصدره والذي تراكم بقوة ما إن نظرت إليه بعينين متضرعتين فرد بصوت خرج حازما :
" اذهبي الان .. لكن غدا صباحا ستكونين عندي كي أشرح لكِ عن وضع فادي وماهو مطلوب منك .."
تحركت بخطوات آلية الى الخارج بينما يراقبها هو بتمعن حتى اختفت تماما ليشعر بشيء غريب يثقل كاهله ولأول مرة يتمنى لو لم يقسُ على تلك الصغيرة كما فعل لكنه سرعان ما نهر نفسه وهو يذكر نفسه إنه لم يفكر يوما بهذه الطريقة ولن يفعل .. هو لم يتعاطف يوما مع أحد ولم يرق قلبه يوما لأحد حتى أقرب الناس إليه ولن تكون تلك الصغيرة إستثناءا لهذا مهما حدث ...
..........................................................................
هبطت شمس من سيارة الأجرة بعدما أعطت السائق أجرته لتضغط على جرس الباب فتفتح أختها لها الباب وهي تقول بتذمر :
" لماذا تأخرتِ ..؟! لقد قلقت ماما عليكِ .."
دلفت الى الداخل دون رد لتستقبلها والدتها وهي تهتف بضيق :
" لقد قلقت عليكِ بشدة يا شمس .. لا تفعليها مرة أخرى من فضلك .."
ردت وهي ترمق والدتها بنظرات جاهدت لتجعلها عادية :
" اسفة ماما .. أخبرتك عندما إتصلت بي منذ نصف ساعة إنني خرجت لتناول الطعام مع رنا .. "
حدقت والدتها بملامح وجهها الغريبة قبل أن تسأل :
" هل أنتِ بخير ..؟! هل هناك شيء ما ..؟! تبدين حزينة او منزعجة .. لا أعلم بالضبط .. ولكن يبدو إن هناك شيء ما .. ما بكِ يا شمس .. ؟!"
سمعت صوت أختها الصغرى ربى تهتف بضيق :
" ماما أنا جائعة .. دعينا نتناول طعامنا اولا وبعدها تحدثي معها كما تشائين .."
كتمت دموعها بصعوبة وهي تهتف بصوت متحشرج :
" عن إذنكم .. أرغب بالنوم لساعتين فأنا مجهدة قليلا .. "
إنسحبت بسرعة نحو غرفتها الصغيرة تحتمي بها لتغلق الباب خلفها وتسقط بجسدها أرضا تبكي بصوت مكتوم وروح تشعر بإن إنتزاعها بات وشيكا ..
ظلت تبكي بصوت خافت حتى فرغت ما في جبعتها من نحيب ودموع لتنهض من مكانها وتتجه نحو الخزانة بخطوات ضعيفة فتخرج بيجامتها الزهرية ثم تخلع ملابسها وترتديها ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
انتهت من إرتداء بيجامتها لتتجه نحو فراشها وتتسطح عليه وهي تجذب الغطاء الثخين فوقها عله يمنحها شعور الأمان الذي إفتقدته بالكامل بعدما حدث ..
أغمضت عينيها وهي تقاوم إرتجافة جسدها المرتعب من كل ما يحدث وعقلها يصور لها أبشع السيناريوهات لما ينتظرها لتغفو بعد تفكير امتد لأكثر من ساعة لتفتح عينيها بفزع بعد عدة ساعات بسبب ذلك الكابوس الذي كان يحاوطها طوال نومتها ..
اعتدلت في جلستها وهي تضع كفها على قلبها الذي ينبض بعنف ثم تبدأ في قراءة ما تحفظه من آيات تخفف عنها وطأة ما حدث ..
أغمضت عينيها وعادت بجسدها الى الخلف مستندة على الحائط بعدما إنتهت من قراءة الآيات التي جعلتها تهدأ قليلا لتتذكر تلك الكوابيس التي حاصرتها بقوة طوال نومتها تلك .. كوابيس متعددة لا تتذكرها جميعها .. مرعبة بشدة خاصة ذلك الكابوس الذي ظهر به ذلك الرجل وهو ينظر اليها بملامح مرعبة قبل أن تجده ينحني نحوها بتمهل ثم يخرج فجأة من الخلف سكينة حادة ليطعن بها قلبها بقوة بينما اختفت فجأة الشمس المشرقة التي كانت تحيط المكان من كل صوب فيحل الظلام والذي لا يظهر منه سوى عينيه المخيفتين ..
تشنج جسدها وهي تتذكر هذا الحلم الذي شعرت بتفاصيله تحفر داخل قلبها خاصة تلك الطعنة التي تشعر بها حتى الآن ..
أغمضت عينيها بخوف حقيقي قبل أن تفتحهما على صوت طرقات على باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول فتدخل والدتها إليها وتهتف بها :
" ما كل هذا النوم يا شمس ..؟! إستيقظي هيا .. هل أصبحتِ أفضل الآن ..؟!"
حدقت بوالدتها التي نسيت خصامها صباح اليوم ما إن شعرت بحزنها لتضغط على نفسها بقوة كي لا تخبرها بما حدث وهي تذكر نفسها بسلطة وقوة تلك العائلة وذلك المدعو قيصر والذي لن يتردد لحظة واحدة في أذية عائلتها الحبيبة .. عائلتها التي لن تقبل بكل هذا وبالتأكيد سوف يثوروا لكنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا أي شيء بحالتهم المتوسطة أمام نفوذ وسلطة تلك العائلة وهي لن تجازف بوالديها أبدا فلا ذنب لهما ولا لإخوتها بتلك المصيبة التي وقعت بها دون ذنب منها هي الأخرى ..
أجابت والدتها بصوت مبحوح :
" أنا بخير ماما .. أنا فقط متعبة قليلا .."
سألت والدتها مرة أخرى :
" أخبريني إبنتي .. ما سبب حزنك ..؟!"
أغمضت عينيها للحظة ثم فتحتها وردت بعينين دامعتين :
" لقد عرفت السعي السنوي لإحدى المواد الأساسية والذي تبين إنه ينقص سعيي الحقيقي بحوالي أربعة درجات وعندما تحدثت مع الإستاذ طردني .."
كانت تكذب لكنها مضطرة فوالدتها سوف تقتنع بكذبتها هذه وهي تعلم جيدا مدى كره إبنتها لتصرفات كهذه فهي لا تتحمل أن يؤذيها احد او يهينها أبدا ..
همست والدتها بجدية :
" ربما أنتِ من تحدثت معه بإسلوب غير ملائم قليلا يا شمس .. فأنا أعلم إن شيء كهذا سيغضبك بالتأكيد .. وأنتِ عندما تغضبين تتصرفين بلا وعي أحيانا .."
لم تجبها شمس بينما أكملت والدتها وهي تربت على كتفها بحنو:
" لا تزعجي نفسك .. حاولي أن تتحدثي معه مرة أخرى وإذا شعرت بنفسك مخطئة اعتذري منه .. حسنا .. "
أومأت برأسها بوجه متصلب ودموع حبيسة لتهتف والدتها وهي تنهض من مكانها:
" هيا انهضي وتعالي معي لنصب العشاء سويا فأنا إنتهيت من إعداده .."
ردت بخفوت :
" لا شهية لدي للطعام الآن .. دعيني أذاكر قليلا فالإمتحانات اقتربت .."
أومأت والدتها بتفهم ثم قالت :
" كما تشائين .. سوف أعزل لكِ طعامك .. تناوليه عندما تجوعين .."
هزت رأسها وهي تنظر الى والدتها التي خرجت بدموع سرعان ما سالت على وجنتيها بقهر ..
مسحت وجنتيها بعنف وهي تتمنى لو تحدث معجزة وينتهي كل هذا ..
أفاقت من أفكارها على صوت رنين هاتفها لتحمله فتجد رقما خاصا يتصل بها لتجزع كليا وهي تكاد تجزم بهوية المتصل ..
سيطرت على نبضات قلبها الهادرة وهي تجيب ليأتيها صوته البارد يهتف بها :
" من الجيد إنكِ أجبتِ على اتصالي من المرة الأولى ..هذا يعني إنك بدئتِ تستوعبين الواقع وما عليكِ فعله .. "
" ماذا تريد ..؟!"
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سألته بإقتضاب ليرد عليها بصوت متسلط :
" غدا في تمام الساعة العاشرة سوف تكونين عندي في نفس المكان ..سوف ينتظركِ رجالي في نفس المكان الذي أخذوكِ منه .."
قاطعته بنزق :
" لن أركب مع رجالك فأنا لا أركب مع الغرباء .. كما إن هذا المكان يمر به طلاب جامعتي ومن ضمنهم زملائي في الدفعة وأنا لن أخاطر بسمعتي أبدا .. ألا يكفي خوفي من أن يكون أحدهم قد رأني وأنتم تختطفوني من هناك .. ؟!"
توقفت عن حديثها وهي تنتظر أن تسمع رده ليأتيها صوته الهادئ :
" هناك رجل سينتظرك في سيارة تاكسي بالقرب في المكان الذي تريدنه .. سوف تركبين معه كي يجلبك عندي .."
قاطعته بحدة :
" وهذا شيء آخر أيضا .. أنا لن أدخل منزل رجل غريب .. رجل يعيش لوحده .. "
رد بقوة وقد طفح الكيل منها :
" عشرات الخدم والحرس موجودين في القصر معي .. ولا داعي لإن أخبركِ إنني أستطيع أن أجلبك إجبارا عنكِ فلا تختبري صبري يا صغيرة ولا تجعليني أندم على إسلوبي الذي تعاملت معك به قبل لحظات .. سوف أرسل لكِ صباحا رقم صاحب السيارة .. تواصلي معه واتفقي معه على مكان ينتظرك عنده .. "
اغلق الهاتف في وجهها لتتأمله بحقد قبل أن تهتف مع نفسها :
" ليلعنك الله أيها الحقير .. حسبي الله ونعم الوكيل بك وبأمثالك .. أيها الظالم المتجبر .."
.............................................................................
وقف في شرفته يتأمل السماء المظلمة والتي تزينها تلك النجوم اللامعة القليلة بشرود بينما صدى كلماتها يتردد داخله فيشعل غضبه أكثر من نبرتها الحادة الغاضبة والتي لا يجرأ أقوى الرجال وأعتاهم على الحديث معه بها فتأتي تلك الحمراء الصغيرة وتتحدث معه بها ..
توعد لها بداخله قبل أن يتذكر حديثها عن عدم ركوبها مع الغرباء فيكتم شعور الإعجاب الذي اقتحمه للحظة ثم يشرد لا إراديا بها وبتفاصيلها التي حفظها عن ظهر قلب ..
ومرة أخرى يسأل نفسه عن الشيء الذي جذب فادي إليها .. فهي نحيلة للغاية بجسد فتاة لا تتجاوز الخامسة عشر من عمرها وليست فتاة جامعية .. جسدها مراهقا خاليا من معالم الأنوثة المفترض وجودها لكل أنثى قاربت العشرين من عمرها بل إنه يجزم لولا طولها الجيد لظن البعض إنها ما زالت في المرحلة المتوسطة ..
لكن طولها ساعدها قليلا في تخبئة جسدها الطفولي ..
ملامحها عادية جدا فلولا بياضها الشديد وشعرها المحمر لما جذبت أنظار أحد .. هي بإختصار فتاة عادية للغاية يميزها فقط بشرتها ببياضها شديد النصوع ولون شعرها النادر .. شعرها الذي يتخيله متوهجا كنارا حارقة أمام ضوء الشمس .. تنهد بقوة وهو ينظر أمامه نافضا تلك الأفكار عنه بقوة غير واعيا لإن أفكاره تلك ربما تقوده الى جحيم .. جحيم لم ينتبه له بسبب تلك المشاكل التي تحيط به من كل صوب ..
......................................................................
في صباح اليوم التالي ..
كانت شمس تجلس في نفس الغرفة وعلى نفس الكرسي تنتظر قدوم قيصر الذي سيصل في تمام الساعة العاشرة كما أخبرها مسبقا ..
كانت تعتصر قماش فستانها الأخضر الحريري بقسوة وهي للمرة التي لا تعرف عددها تتمنى لو تختفي من على سطح هذه الأرض ..
سمعت صوت الباب يفتح لتنهض من مكانها وتنظر نحوه فتلتقي عينيه اللتين تتفحصانها بتمعن بعينيها المذعورتين فيفيق من تفحصه الصريح لها على صوت أحد موظفي القصر وهو يسأله عما يفعله قبل رحيله فيملي عليه بعض الأوامر قبل أن يرحل ليقترب هو نحوها بينما تراقبه هي بتأهب لتتفاجئ به يجلس على الكرسي المقابل لها ثم يأمرها أن تجلس ..
جلست أمامه وهي تضم كفيها الى بعضيهما ليهتف بهدوء :
" بالتأكيد تودين أن تعرفي سبب رغبتي بتزويجك لأخي .."
أطلق تنهيدة خرجت من صدره ثقيلة ليكمل :
" فادي أخي الوحيد يا شمس .. يصغرني بتسعة أعوام .. تسعة اعوام كانت كافية لتحملي مسؤوليته كاملة .. فادي أخي الذي سأفعل المستحيل كي يبقى على قيد الحياة .. "
حدقت به تسأله بتعجب :
" وما علاقتي أنا بكل هذا ..؟! هل حبه لي يمنعه من البقاء على قيد الحياة ..؟! هل تظن إنه يحبني حقا ..؟! هل أنت مقتنع بهذا ..؟!"
أجابها بصراحة :
" كلا ، أعلم أن رغبته بك مجرد هوس وتملك وليس حبًا حقيقيا كما يدعي هو .."
" لماذا تفعل بي هذا إذا ..؟! لماذا ..؟!"
قالتها بصوت متحشرج وعينين تتسولانه أن يبتعد هو وأخيه عنها لتجده يجيب بهدوء غير مبالي بمشاعرها التي ظهرت بوضوح على ملامحها :
" أخي مريض .. مريض سرطان .. في مرحلة متقدمة .. "
حل الصمت المطبق بينهما قبل أن تجده يكمل بوجه جامد بلا تعابير :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" بسبب ذلك المرض إضطر الأطباء لبتر ساقه بعدما عجزوا عن فعل شيء أخر .. "
ارتجف جسدها بالكامل وهي تستمع الى حديثه ليكمل بصوت ثقيل :
" ما زالت هناك فرصة للعلاج.. فرصة ضئيلة لكنني متمسك بها ... ولدي أمل كبير إنه سيشفى .. لكن للإسف هو يرفض العلاج كليا .. لقد أصبح يائسا بعدما فقد قدمه .. لذا قرر الإستسلام للموت .. حاولت كثيرا معه دون فائدة حتى علمت بحبه لكِ .. أو لأقل بشكل صريح هوسه بكِ .. وجودك هو من سيجعله يتقبل العلاج .. أنتِ من ستجعليه يعدل عن رأيه الرافض بقوة للعلاج بكافة أنواعه .."
تأملته بعينين زائغتين وسألته :
" هل تظن إن بزواجي منه سوف يغير رأيه ويتعالج ..؟!"
رد بقوة وعزم :
" هو مجبر للقبول بهذا خاصة عندما أضعه على المحك .. الزواج منكِ مقابل عودته للعلاج .. "
نظرت إليه بصمت وهي تحاول أن تستوعب مدى أنانية هذا الشخص الذي يدمر حياتها بالكامل لأجل حياة أخيه لتجد نفسها تضيف صفة جديدة عليه غير القسوة والحقارة وإنعدام الضمير وهي الأنانية ..فيبدو إن قيصر عمران يمتلك من الصفات السيئة بقدر ما يمتلك من سلطة وأموال ..
الفصل الثاني ..
أفاقت من أفكارها المؤلمة على صوته القوي وهو يكمل :
" وأنتِ أيضا زواجكِ من أخي مقابل حماية عائلتك مما سيجري لهم اذا ما رفضتِ هذه الزيجة .."
عادت تعتصر قماش فستانها الحريري بكفيها فينظر هو إلى الكفين اللذين يقبضان على فستانها بقوة تكاد تمزقه ليرفع بصره نحو وجهها الذي أصبح متشنجا كليا واللون الأحمر طغى عليه بالكامل ..
كانت تنظر نحو الأسفل وهي تحارب ثورة حقيقية سوف تخرج من أعماقها .. كانت تقاوم إعصار روحها الذي سيبتلع كل شيء وأولهم هذا الرجل الماثل أمامها ما إن يتحرر بمعجزة ..
سمعته يقول أخيرا بصوت بارد كبرودة قلبه الذي تشك إنه يمتلكه من الأساس :
" إذاً يجب أن نتحدث عن بقية الأمور لكن قبلها سنذهب الى قصر العائلة ليراكِ فادي وترينه بدورك .."
ظهر الكره واضحا بعينيها ما إن جلب سيرة أخيه .. كره ينبع من أعماق قلبها لشخص ستخسر حياتها بالكامل لأجله ..
شخص مريض ، مهووس بها وهي التي لا ذنب لها بكل هوسه وجنونه ..
صدح صوته يهتف بتحذير وقد فهم نظراتها دون شرح :
" منذ اللحظة التي ستصبحين فيها وجها لوجه معه سوف تظهرين له كل الحب والإهتمام .. هل فهمت ..؟!"
رمقته بنظرات مليئة بالكره والنفور قبل أن تجيب بعنفوان :
" الحب والإهتمام أشياء لا يمكن أن يتصنعها الشخص .. مهما حاول أن يتصنعها فلن ينجح في إقناع الطرف الآخر بها .. هل تعلم لماذا ..؟!"
حدق بها بصمت لتكمل بثقة شعت من عينيها اللامعتين رغم حزنيهما الواضح :
" لإن الحب والإهتمام لا يصلا الى القلب إلا عندما ينبعان من القلب .. "
إسترسلت وهي تلاحظ تجهم ملامحه :
" لا يوجد شخص يستطيع إدعاء الحب والإهتمام لأي شخص وهو لا يشعر بهما فكيف عندما يكون هذا الشخص يشعر بعكسيهما ...؟!"
منحها نظرات شديدة الحدة قبل أن ينهض من مكانه آمراً إياها بحزم :
" لست فاضيا لأسمع أحاديث مملة عن المشاعر وكيفية إيصالها .. لدي أشياء أهم بكثير وأهمها هو ذهابك معي الى فادي ..."
تأملت ضيقه الذي سطع بوضوح في عينيه بالرغم من إظهاره الجمود واللامبالاة لتجد نفسها تبتسم فجأة وبلا وعي وهي تفكر إنها نجحت في مضايقته وهذا شيء يحسب لها ..
ربما يبدو شيئا تافها لكن فكرة أن تتسبب بإزعاج شخص مثل قيصر تفنن بإيذائها بكافة الوسائل رغم إنهما لم يلتقيان سوى البارحة واليوم تسعدها وبشدة ..
تأملها مستغربا من تلك الإبتسامة التي شقت ثغرها بشكل جعل عينيها الشاردتين تضيئان أكثر فتضاربت مشاعره ما بين تلك إعجابه بتلك الإبتسامة البريئة التي يراها لأول مرة فتمنح وجهها الطفولي إشراقة خاصة به وبين غيظه من إبتسامتها التي شعر إنها تكونت بسبب شيء يخصه ..
سألها محاولا السيطرة على مشاعره المتضاربة وتلك الإبتسامة البلهاء التي تزين ثغرها ما زالت موجوده :
" لماذا تبتسمين ..؟!"
انتبهت على سؤاله أخيرا لتهز كتفيها وهي تجيبه بلا مبالاة ومزاج شعر إنه تحسن قليلا :
" تذكرت نكتة مضحكة .."
اومأ رأسه مدعيا عدم الإكتراث قبل أن يكمل بنفس اللهجة الآمرة :
" انهضي هيا .. سنتأخر هكذا .. "
عاد الحزن يسكن عينيها وقد تذكرت حقيقة كل شيء يجري معها ليشعر قيصر بضيق من إنطفاء إشراقة وجهها ولمعة عينيها بوضوح لكنه سرعان ما نفض هذه المشاعر وهو يردف بصرامة :
" إتبعيني ..."
سارت خلفه بملامح ممتعضة وهي تتمنى لو تحمل مسدسا وتضرب ظهره برصاصته فيسقط صريعا أمامها وتتخلص منه بل وتخلص العالم بأكمله من هذا الرجل الظالم المتجبر ..
كان يمشي بخطوات رزينة هادئة شعرت بها بطيئة للغاية او ربما هي التي معتادة على السير ركضا وأحياناً قفزا ..
خرجا من المنزل الى الحديقة المحاطة بالغابات الواسعة وهي ما زالت تسير بخطوات توازي خطواته الرزينة ..
تمنت لو يسرع قليلا في خطواته لتتوقف فجأة وهي تتفاجئ به يتوقف في مكانه ويستدير نحوها متأملا إياها بعينيه العميقتين ليتوقف للحظات عند عينيها التي إنعكست عليها أشعة الشمس فظهرتا بلون أخضر مشع ولون شعرها الذي بدا نارا متوهجة بشكل أسر لبه لثواني قبل أن يقول بصوت هادئ :
" هناك أشياء مهمة يجب أن تعرفيها بخصوص فادي .. سوف أخبرك عنها بإختصار في الطريق حتى تكوني مستعدة للقاؤه .. "
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تلعثمت وهي تسأله :
" أشياء ماذا ..؟!"
وقبل أن يجيبها كانت تقفز من مكانها خلف ظهره وهي تصرخ عاليا لينظر الى أحد رجاله اللذي تقدم من البقية وهو يجر أمامه كلبا بوليسيا ضخما للغاية يبدو إنه سبب رعبها ..
صاحت وهي تحتمي بظهره وتقبض على سترته من الخلف :
" إبعده عني .. لا تدعه يقترب .. "
ابتعد الرجل فورا معتذرا من رئيسه بينما إلتفت هو نحوها متأملا ملامحها المذعورة قائلا بغضب مكتوم :
" لقد ذهب .. اهدئي .. إنه مجرد كلب .. "
صاحت بصوت مستنكر وهي تسيطر على دقات قلبها :
" كلب ..؟! هل تسميه كلبا حقا ..؟! هذا وحش وليس كلب كما تقول .."
قال بضيق :
" حسنا ، المكان بأكمله كلاب بوليسية لأجل الحراسة .. يعني ليس ذنبنا إنك تخافين الكلاب .."
ردت بسرعة :
" انا لا أخاف الكلاب .. بالعكس أنا أحبهم كثيرا ولكن بالتأكيد لا أحب الكلاب من هذا النوع .. عفوا أقصد وحوش .."
قال بصوت مقتضب وهو ينظر الى ساعته :
" لقد تأخرنا حقا وانا لدي أعمال كثيرة تنتظرني .. اتبعيني هيا .."
سارت خلفه بملامح متأهبة وهي تراقب المكان حولها بعينيها خوفا من رؤية كلب جديد في المكان ..
وجدته يقف أمام إثنين من رجاله يتحدث معهما بكلام لم تفهمه فجل تركيزها كان على المكان حولها بينما تقدم جاسم منهما بعد مغادرة الرجلين بنفس بذلته وقميصه الإسورة ونظارته السوداء يتحدث مع قيصر ويخبره إنهم جاهزون للانطلاق ليشير قيصر إليها أن تركب في السيارة السوداء الفخمة التي تقف على بعد خطوات منها فتسير بوجه محتقن وتركبها بعدما فتح السائق لها الباب بينما قيصر يتحدث قليلا مع جاسم قبل أن يركب بجانبها هو الآخر ليركب السائق في كرسيه وبجانبه يركب جاسم ليصدح صوت قيصر بنبرته المتسلطة الآمرة :
" تحرك يا جمال .."
فيحرك جمال السيارة لتحتضن شمس جسدها وهي تفكر إنها تجلس لوحدها في سيارة مغلقة مع ثلاث رجال أشبه بوحوش تشعر بهم على وشك الإنقضاض عليها بينما هناك سيارات سوداء مصفحة تحيط بهم من جميع الجوانب وكأنهم في موكب الرئيس مثلا ..
ذهبت ببصرها نحو قيصر الذي ينظر أمامه بملامح غير مقروءة كالعادة لتهز رأسه بخيبة وتنظر أمامها لفترة قبل أن تتجه أنظارها نحو النافذة تتأمل الشوارع المزدحمة لتميل برأسها عليها بشرود فيستدير هو يتأملها للحظات قبل أن يشيح بوجهه بعيدا عنها نحو النافذة المقبلة شاردا بالعديد من الأشياء وعلى رأسها هي ..
........................................................................
تأملت شمس قصر عائلة عمران بطرازه الحديث والذي لا يقل فخامة عن ذلك القصر لكنه يمتاز بتصميم مبهر يثير أعجاب أي شخص بطابع حديث جدا يناقض الطابع القديم للقصر الآخر ..
فكرت إنه من الظلم أن تمتلك عائلة واحدة قصرين يتنافسان في الفخامة والرقي رغم اختلاف طرازيهما بينما ناس كثر لا يجدون مأوى ثابت لهم يقيهم برد الشتاء القارس وحر الصيف المرهق ..
تشنج جسدها وهي تشعر بصوته يخترق مسامعها :
" تفضلي يا شمس .. "
إلتفتت تنظر الى ملامحه الهادئة رغم حدتها لتومأ برأسها وهي تسير بقلب مرتجف الى الداخل وكالعادة تُفتح الباب فجأة و تستقبلهم خادمة تتحدث بلغة إنكليزية تؤكد هويتها الأجنبية ترحب بقيصر بملامح هادئة وإبتسامة رسمية لتجده يخبرها بجدية :
" أخبري روز يا ليزا إنني وصلت وأريدها في مكتبي .."
أومأت ليزا برأسها وهي تجيب بنفس العملية :
" حسنا يا بك .."
ثم سارت بسرعة نحو احدى الغرف لتتأمل شمس شعرها الأشقر اللامع بإعجاب شديد سرعان ما أفاقت منه على صوته وهو يخبرها :
" تفضلي الى مكتبي .."
لتسير خلفه بخطوات آلية وهي تفكر إنها لا تفعل شيئا منذ رؤيتها له هو السير وراءه ..
دلفت خلفه الى غرفة واسعة تحوي مكتب ضخم وأثاث يسيطر عليه اللون الأسود لتجده يجلس على كرسيه خلف المكتب مشيرا بيده نحو الكرسي المقابل له فتتجه نحوه وتجلس عليه فتشعر ببرودة غريبة تضرب جسدها بالرغم من كونهم في أواخر شهر مايو الذي يكون حارا في بلادهم ..
سمعت صوت سيدة يصدح في أرجاء الغرفة مرحبا بقيصر لتلتفت فتجد أمامها سيدة ثلاثينية تبتسم له وهي تقول بلكنة عربية مكسرة :
" أهلا وسهلا بك يا سيدي .. أخبرتني ليزا إنك تريدني .."
رد قيصر بصوت جاد :
" نعم يا روز .. هذه شمس .. صديقة فادي .. جاءت لرؤيته .. أريدك أن تبقي معها حتى أتحدث أولا مع فادي وأخبرها بأمر قدومها .. "
" بالطبع سيدي .."
قالتها روز بنبرة عملية قبل أن تتجه بأنظارها نحو شمس وترسم إبتسامة رسمية وهي تقول مرحبة بها :
" اهلا بك انسة شمس .."
أومأت شمس برأسها وهي تجيب بصوت مبحوح :
" اهلا بك .."
لينهض قيصر من فوق مكتبه ويقول الى روز :
" شمس في أمانتك حتى أعود وأخذها بنفسي الى فادي بك .."
ثم خرج تاركا شمس تنظر الى آثره بدهشة وهي تسأل نفسها عن سبب طلبه ببقاء روز معها وكأنها في جبهة حرب تحتاج من يحميها في حالة عدم وجوده لتفيق من شرودها على صوت روز وهي تسألها عن المشروب اللذي تفضله فتجيب بأول شيء خطر على بالها ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
.......................................................................
فتح قيصر باب غرفة أخيه ودلف الى الداخل بخطوات متمهلة ليأتيه صوت فادي الحاد :
" أخبرتكم لا أريد رؤية أحد .. ألا تفهمون..؟!"
" هذا أنا يا فادي .."
قالها قيصر بصوته الرجولي الخشن ليلتفت فادي نحوه بملامحه الحادة المتوعدة قبل أن يقترب منه بخطوات متعثرة وهو يهتف بغضب عارم :
" وأخيرا جاء الكبير المحترم .. "
رد قيصر بصوت محذر :
" كبير ومحترم غصبا عنك .."
ليتشدق فم أخيه بإبتسامة ساخرة ولسانه يسأل بتهكم مرير :
" وهل يجوز أن يحبس الكبير أخيه الصغير بهذا الشكل وكأنه حيوان ثائر يجب لجمه..؟!"
أجابه قيصر بقوة وعزم :
" يحبسه ويعيد تربيته أيضا طالما لا يستوعب مدى غباء تصرفاته .. طالما يفعل كل شيء يدمر حياته .."
" وهل تظن إنك بحبسك لي بهذه الطريقة سوف تصحح مسار حياتي الذي تدمر منذ زمن ..؟!"
صاح قيصر وقد بلغ غضبه أشده بسبب هذا الشاب العنيد الواقف أمامه :
" طالما إنك تعرف جيدا إن مسار حياتك تدمر بسبب أفعالك السابقة .. طالما إنك تدرك جيدا كل هذا ، ماذا تنتظر كي تصحح أوضاعك وحياتك بالكامل ..؟! ماذا تنتظر أخبرني .. ؟! لقد أضعت سنين من عمرك هباءا .. والآن بعد كل ما حدث وبعد إصابتك بهذا المرض ترفض أن تتعظ من كل ما حدث معك بسبب أفعالك القديمة وأخطائك التي لا نهاية له وتقرر الإستمرار بنفس التصرفات القذرة والأخطاء السابقة بدلا من تقويم نفسك .. "
توقف عن حديثه المرهق وهو ينظر الى ملامح أخيه الكارهة وهو يصرخ به بيأس وضياع :
" لإنني لا أريد كل هذا .. لا أريد تقويم ذاتي .. ولا إصلاح حياتي .. لإنني لا أريد أن أعيش .. أنا راضي بما تبقى لي من أيام .. دعني أعيشها كما أحب .."
هتف قيصر ببسمة هازئة :
" تعيشها كما تحب .. في الملاهي الليلية .. بين الخمور والنساء .. أليس كذلك ..؟!"
رد فادي ممتعضا :
" لا تتحدث وكأنك لا تتناول الخمور ولا تصاحب النساء .."
قبض قيصر على قماش تيشرته هاتفا بصوت شديد الخشونة :
" لا تقارن نفسك بي .. لا تقارن أبدا .. أنا أوازن حياتي جيدا ولا أسمح لمسائل كهذه أن تسيطر على حياتي وتؤثر بوضعي وعملي ومركزي .. أما أنت فتغرق يوميا بقذاراتك دون وعي .. حتى أصبح الأمر بالنسبة لك إدمان .. ماذا تنتظر أن يحدث أكثر ..؟! لقد تدمرت بسبب كل هذا .. حتى مرضك بسبب إدمانك للمخدرات والخمور ... ماذا تنتظر أخبرني ..؟! لقد فعلت المستحيل كي أنقذك من هذا الوحل الذي تغرق نفسك به وأنت لم تستوعب بعد كل هذا .."
دفعه فادي بعيدا عنه محررا جسده من سيطرته مرددا بصوت كاره :
" أنت لا تفعل هذا من أجلي .. بل من أجل أعمالك وسمعتك وسمعة العائلة ... سمعتك الفذة والتي ستهتز ما إن يعلم الجميع بأفعال أخيك الوحيد .. أعمالك التي تخشى عليها من التراجع الى الوراء وبالطبع مركزك في البلد .. أنت تخاف على قيصر عمران الباشا الذي يهابه الجميع . . المتحكم الأول في كل شيء .. الباشا المحترم محط أنظار الجميع وإعجابهم .. أنت تخشى على نفسك لا علي .."
رد قيصر بملامح جامدة قاسية :
" لو ما تقوله صحيح ما كنت أفعل المستحيل كي توافق على العودة الى العلاج .. بالعكس كنت سأحبسك هنا حتى تتدهور صحتك وتموت وحينها سينتهي كل هذا بموتك ..."
قال فادي بعناد :
" لن أعود للعلاج مهما حدث .. "
قال قيصر بدوره :
" لست هنا لأطلب منك العودة .. أنا هنا لأخبرك إن هناك ضيفة مهمة جاءت لأجلك .. "
" لا أريد رؤية أحد .."
قالها فادي بضيق شديد ليردف قيصر بجدية :
" لا تستعجل في رفضك يا فادي .. ضيفتك كنت تنتظرها منذ وقت طويل .. وها قد جاءت إليك لتراها وتتحدث معها كما كنت تتمنى .."
حدق فادي به متسائلا بحاجبين معقودين :
" من هي ..؟! عمن تتحدث ..؟!"
رد قيصر وهو يتنهد بصمت :
" انتظر دقيقتين وسوف تجدها عندك .."
ثم أردف بصوت محذر حازم :
" ولكن إياكِ أن تقوم بأي تصرف غبي أو متهور معها .. أنت تفهمني بالطبع .."
خرج بعدها تاركا فادي يراقب رحيله بملامح جامدة يحاول تخمين هوية الضيفة المنتظرة ليسمع صوت الباب يفتح بعد لحظات يتبعه دخول قيصر وخلفه فتاة تنظر إليه بعينين مرتعبتين ليهمس بعدم تصديق :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" شمس ..."
تشنجت ملامح شمس كليا وهي ترى نظراته الغير مصدقة وصوته الهامس بإسمها بنبرة شجنة فتشعر بألم حاد يقبض على روحها ..
دون إرادة منها تحرك كف يدها نحو ذراع قيصر تلمسه وتضغط عليه بقوة لينظر قيصر إليها مدهوشا للحظات وهو يحاول إستيعاب ما تفعله .. هي تستنجد به .. تستنجد به ليخرجها من هنا او ربما ليحميها من أخيه ... ؟!
شعر بمشاعره تتلبد كليا وصوته يخرج متحشرجا لأول مرة في حياته :
" أظن هذه أفضل مفاجئة قد تراها في حياتك .. لقد جاءت شمس بنفسها إليك .. سوف أتركها معك قليلا .. "
ثم ضغط على نفسه ومشاعره الثائرة وهو يسحب ذراعه من قبضتها متجها خارج الغرفة التي ترك بابها مفتوحا دون أن يلقي عليها نظرة واحدة حتى فهو لا يستطيع النظر إليها ورؤية عينيها المستنجدتين أبدا ..
خرج من الغرفة ليتوقف على بعد مسافة قصيرة منها وشعور مليء بالضيق وعدم الرضا يضرب قلبه وروحه بقوة ..
......................................................................
ما زالت شمس تقف أمام فادي الذي ينظر إليها بملامح مدهوشة بجمود بينما حدقتيها تنظران إليه بتوتر شديد ..
تقدم نحوها بخطوات بطيئة قبل أن يقف أمامها متأملا ملامح وجهها الذي يحفظها عن ظهر قلب بسعادة حقيقية ليقول بصوت فرح :
" أنتِ هنا يا شمس .. تقفين أمامي .. يا إلهي لا أصدق ..."
حاولت أن تسيطر على نظراتها الزائغة ونبضاتها المذعورة وهي تذكر نفسها إنها لم تكن يوما ضعيفة الى الحد الذي يجعلها تقف أمامه بهذا الوضع ..
لقد حدث ما حدث وهي مجبرة على تحكيم عقلها والسيطرة على مشاعرها المضطربة والتصرف مع فادي وأخيه بالشكل الصحيح ..
حاولت أن ترسم إبتسامة على شفتيها مذكرة نفسها إن هذا الشاب الماثل أمامها يعاني من مرض خطير وهي عليها أن تساعده في تخطيه مهما بلغ كرهها لأخيه بسبب تصرفاته معها ومهما بلغ نقمها عليه بسبب هوسه الذي لا ذنب لها به ..
قالت بصوت متردد :
" كيف حالك فادي ..؟!"
رد وهو يقاوم رغبته في لمسها مذكرا نفسه بتحذير أخيه له :
" أصبحت بأفضل حال بعد رؤيتك يا شمس .."
تأملت ملامحه الوسيمة والتي ما زالت تحتفظ بوسامتها الشديدة رغم إرهاقها الواضح فتدرك إن هذا الشاب يمتلك من الوسامة ما يجعل مرضه وإنهاكه وشعره ولحيته الكثيفة عاجزون عن إخفاء وسامته الواضحة ..
فوجئت به يقبض على كفها وهو يجرها خلفه ويجلسها على الكنبة المقابلة لسريره الضخم مرددا بصوت ينبض بالسعادة :
" اجلسي هنا يا شمس .."
ثم أكمل وهو يتأملها بشغف حقيقي :
" لقد انتظرت هذه اللحظة طويلا .. طويلا جدا .. "
نظرت الى الباب التي ما زالت مفتوحة على مصراعيها بالقليل من الراحة ثم عادت ببصرها نحوه تحرر كف يدها من قبضة يده لتجده يهتف بلهفة :
" تحدثي .. قولي اي شيء .."
ردت بهدوء محاولة إستيعاب كل ما يجري حولها :
" تحدث أنت أولا .. أخبرني عنك .. "
عادت تتذكر حديث قيصر في السيارة قبل وصولهما الى القصر وتحذيراته الواضحة لها بشأن بعض الأمور لتكمل بجدية :
" أرغب في سماعك ومعرفتك عن قرب .."
حدق بها مسرورا بإهتمامها به ليبدأ بالحديث عن نفسه بينما هي تستمع إليه بصمت وترقب لكل معلومة تخرج منه ..
...............................................................................
بعد مرور أكثر من ساعة خرجت شمس من الغرفة وهي تشعر بعودة نبضات قلبها تدريجيا الى طبيعتها ..
لقد حاولت أن تتعامل معه بأفضل طريقة ممكنة دون أن تبين إنها مجبرة على وجودها هنا ..
حمدت ربها إنه تفهم رغبتها بالرحيل وهي تخبره عن ضرورة رحيلها قبل معاد انتهاء دوامها الجامعي ..
إستغربت كثيرا عدم سؤاله عن كيفية معرفتها به ومجيئها إليه وهي التي لا تعرفه من قبل ..
انتبهت الى ذلك الحارس الذي يقف بالقرب من الغرفة متأهبا لخروجها لتجده يقترب منها يخبرها :
" قيصر باشا ينتظرك في مكتبه .."
ثم أشار الى رجل آخر يقف على الجانب الأخر وقد انتبهت إليه لتوها :
" أوصلها الى الباشا .."
تحركت نحو الرجل وسارت خلفه وهي تفكر إن قيصر ترك إثنين من رجاله أمام غرفة فادي تحسبا لأي تصرف غير محسوب ..
هبطت درجات السلم متجهة الى الطابق السفلي لتقف بعد لحظات أمام باب مكتبه فينسحب الحارس بينما تطرق هي على الباب بخفة وتدلف الى الداخل بعد سمح لها قيصر بالدخول ..
تقدمت نحوه بخطوات مترددة لتجده ينهض من مكانه سائرا نحوها ثم يقف أمامها متسائلا بحذر :
" أخبريني بما حدث ..؟!"
رفعت عينيها نحوه تتأمل ملامحه التي بدت لها أخف قسوة وجبروتا في هذه اللحظة لتتذكر أحاديث فادي عن نفسه وبعض تفاصيل حياته وضغطها على نفسها وأعصابها وهي تدعي أمامه الإهتمام واللهفة لسماع المزيد بينما داخلها يتمنى أن يحدث أي شيء يبعدها عنه وعن هذا المكان وهؤلاء الناس حتى لو كان هذا الشيء موتها ...
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
وجدت نفسها تقول فجأة بصوت مترجي ودموع ترقرقت داخل عينيها :
" أنا لا أستطيع الزواج من أخيك .. لا تجبرني على ما لا أستطيع فعله .. أرجوك .."
تأمل عينيها المتوسلتين بتلك الدموع العالقة بهما فيشعر بذات الشعور مرة أخرى .. شعور غريب ما بين الضيق و الحزن .. لكن الأسوء من هذا هو ذلك الشعور الذي إحتله بقوة حيث شعر بنفسه يرغب وبشدة في مسح دموع عينيها التي هطلت على وجنتيها بغزارة ليستنكر شعوره هذا بشدة وهو يذكر نفسه بسبب وجود تلك الفتاة هنا ليغمض عينيه لثواني وهو يستمع الى شهقاتها المؤلمة فيقول بصوت جامد كجمود قلبه القاسي والذي يرفض التخفيف من جبروته :
" توقفي عن البكاء واستمعي إلي جيدا .. نحن يجب أن نتفاهم بخصوص الزواج وموعده .."
سمعت كلماته القاسية تلك فشعرت برغبة كبيرة بقتل نفسها والخلاص من كل هذا لتهتف بصوت لاهث يائس :
" أرجوك .. لا تفعل بي هذا .. لا تجبرني على ما أكرهه .. أنا لن أتحمل هذا .. والله سأقتل نفسي قبل أن أتزوجه .. "
شعر بغضب شديد من حديثها وتوسلاتها .. غضب تضاعف ما إن قالت آخر جملة ليجد نفسه يقبض على ذراعها بقسوة مرددا بلا وعي :
" اخرسي .. أخبرتك إن توسلاتك هذه لن تحقق غرضها معي .. سوف تتزوجينه إجبارا عنك .. ولا تفكري مجرد التفكير بإيذاء نفسك لإنني سأنفذ تهديدي السابق لكِ بكل الأحوال .. عائلتكِ ستتدمر بالكامل اذا لم تتزوجِ أخي .. مهما تعددت أسباب عدم زواجك وحتى لو كان السبب رحيلك من هذه الحياة .."
تجمدت نظراتها وهي تستمع الى كلماته تلك فدفعته بعيدا عنها بقوة ثم صرخت به وقد فقدت كل تعلقها بل وخوفها منه :
" أنت ماذا بالضبط أخبرني ..؟! أنت لست شخصا طبيعيا .. مستحيل أن تكون طبيعيا .. أنت قاسي .. ظالم .. عديم الضمير .. أنت أحقر رجل رأيته في حياتي .. رجل حقير سافل وبلا أخلاق .. "
توقفت عن حديثها وشهقت بعنف وهي تسمع صوته المرعب يدوي بغضب مخيف بينما كفه الضخم يتجه بكل قوة ممكنة نحو وجهها ..
الفصل الثالث
تجمدت في مكانها وهي تتأمل كفه المعلق في الهواء والذي كان على وشك أن يصفع وجنتها بقوة ..
رمشت بعينيها غير مصدقة مما كان سيحدث بينما هجم هو على ذراعها ضاغطا عليها بشدة هاتفا بصوت بث الرعب في روحها المتهدجة :
" أقسم لكِ برحمة أبي الذي لم أحلف به يوما كذبا سوف تندمين على كل حرف تفوهتِ به يا شمس .. "
ترقرقت الدموع داخل عينيها من نظراته المشتعلة المسلطة عليها وكلماته التي تتوعدها بلا رحمة وكفه الذي يعتصر ذراعها بكل ما تملك من قوة لتشعر بذراعها على وشك أن ُتخلع فتصرخ ألما وهي تنظر الى مكان قبضته ليستوعب ما يفعله وقد فقد هدوئه بتلك اللحظات المعدودة ليحرر ذراعها بسرعة .. مسكتها شمس بكفها محاولة تخفيف الألم القوي الذي سيطر عليها وهي تتأمل ذلك الحمار الشديد الذي احتل ذراعها البيضاء فتشهق باكية من شدة الألم ..
سمعته يسأل بسأم :
" ماذا حدث الآن ..؟! لمَ كل هذا البكاء ..؟! "
أجابته بصوت مبحوح ضعيف :
" إنها تؤلمني .. لقد ضغطت عليها بقوة .."
زفر نفسه بضيق ثم اقتربت منها مرددا وهو ينظر إليها بينما أنامله امتدت نحو مكان الوجع :
" هاتيها .."
نظرت إليه برعب انتبه إليه بينما تضم شمس ذراعها بعيدا عنه ليتنفس بقوة محاولا كتم غضبه قبل أن يقول بصوت جاهد لجعله هادئا :
" هاتي يدك يا شمس .."
لتهز رأسها نفيا وهي تقول بذعر صادق :
" لن تلمسها .. ربما تكسرها هذه المرة .."
شعر بصبره ينفذ فقال بصوت متحفز :
" دعيني أراها .. سأفحصها فقط .."
وما إن هزأت رأسها رفضا حتى فوجئت به يقبض على ذراعها ويجذبها مبعدا كف يدها الأخرى عنها لتشهق بألم وهي تهتف بحدة :
" أخبرتك إنها تؤلمني .. ألا تفهم ..؟!"
نظر الى اللون الأحمر الذي شعر به بدأ يتحول الى لون أغمق فقال لها بجدية :
" يبدو إنني ضغطت عليها بقوة دون أنتبه .. سوف أخبر روز أن تجلب لكِ الثلج .."
قاطعته وهي تحارب ذاتها كي لا تطلق شتيمة بذيئة في حقه :
" لا اريد .. دعني أرحل من فضلك .. تأخرت كثيرا .."
تأمل نظراتها المترجية لينظر إليها ويهتف بفتور :
" اذهبي .. سوف أتواصل معكِ مساء اليوم كي نتفق على باقي الأمور .. "
ردت عليه بسخط :
" لا تتصل بي .. هل فهمت ..؟! إذا أردت أن تتواصل معي فهناك شيء اسمه رسائل نصية .. "
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
سأل مستنكرا :
" ولمَ كل هذا ..؟! التواصل بمكالمة هاتفية أسرع وأفضل .."
قاطعته بضيق :
" لإن عائلتي دائما حولي .. وأنا بالتأكيد لن أجيب عليك أمامهم .. وطبعا لن أحمل هاتفي وأجيب في الداخل لإن هذا التصرف غير محبب ابدا وسيشككهم بهوية المتصل .. "
تنهد بإستسلام وقال :
" كما تشائين .. "
لم ترد عليه حيث اتجهت لحمل حقيبتها ثم وقفت أمامه وقالت بصوت حازم :
" سوف أغادر لوحدي .. لا داعي لأن تطلب من سائقك أن يوصلني فأنا لا احتاج لخدمات حضرتك .."
رحلت برأس مرفوع تاركة إياه يحدق في آثرها بذهول وهو يتذكر لهجتها الحازمة ليتغضن جبينه وهو يردد بإنفعال صامت :
" وتتأمرين أيضا يا شمس .. حسنا يا صغيرة .. لنرى إلى أين سيصل بكِ عنادك ومدى قدرتك على المقاومة ... ؟!"
..........................................................................
عادت شمس الى منزلها وهي تحاول رسم ابتسامة حقيقية على شفتيها كي لا تتعرض الى اسئلة والدتها المتوقعة بعدما رأت وضعها مساء البارحة ..
صحيح إن والدتها لم تأتِ بعد من عملها وكذلك والدها وأخيها لكن ربى بالتأكيد وصلت الآن ..
فتحت باب منزلهم بالمفتاح ثم دلفت الى الداخل لتجد ربى أمامها تسألها بسرعة :
" هل متفرغة اليوم ..؟! أريدك أن تراجعي لي مادة الرياضيات .. امتحاني النهائي بعد غد ولا أريد أن أنقص درجة واحدة .."
كادت أن ترفض لكنها تعلم إن أختها ضعيفة نوعا ما في مادة الرياضيات ودائما ما اعتمدت عليها في هذه المادة بالرغم من كونها في مدرسة خاصة ...
أجابتها بصوت ظهر التعب به جليا خاصة بعد إستيقاظها ليلة البارحة حتى ساعات الفجر الأولى بسبب التفكير المستمر :
" حسنا .. أنا الآن بحاجة الى النوم ولا أنوي الإستيقاظ حتى المساء .. نذاكر ليلا ولدينا الغد بالكامل فأنا لن أذهب بعد الان الى الجامعة .. لم يتبقَ سوى القليل على إمتحاناتي أصلا .."
" جيد .."
قالتها ربى بجدية قبل أن تسألها :
" هل أنتِ بخير ..؟! أشعر وكأنكِ لستِ على ما لا يرام .. "
احتقنت ملامحها وهي تجيب بسرعة :
" مضطربة قليلا بسبب الإمتحانات .. "
ثم تحركت بسرعة الى غرفتها دون أن تسمع ردا تتابعها نظرات ربى الغير مقتنعة بحجتها وهي شبه متأكدة إن هناك شيء ما يحدث مع أختها الكبرى ..
........................................................................
مساءا ..
قصر عائلة عمران ..
دلف الى جناحه بعد يوم عمل طويل .. وضع هاتفه على الطاولة ثم خلع سترته وعلقها في مكانها قبل أن يبدأ بفك أزرار قميصه واحدا تلو الأخر ..
جلس على السرير بقميص مفتوح ليخلع حذائه وجوربه ثم يتجه نحو الخزانة فيسحب ملابس مريحة أكثر من ملابس العمل .. وضع ملابسه على السرير وحمل منشفة ضخمة واتجه الى الحمام الملحق بالجناح ليأخذ حماما يحتاجه بقوة لإزالة آثار التعب والإرهاق الشديدين ..
بعد مدة ليست بقصيرة خرج من حمامه وهو يلف المنشفة حول خصره ليقف أمام المرآة ويحمل مشطه ويبدأ في تسريح شعره الذي تساقطت بعضا من خصلاته القصيرة على جبينه ..
انتهى من تسريح شعره مرجعا خصلاته الى الخلف ثم وضع بعضا من العطور التي يعتاد استخدامها ليتجه نحو ملابسه ويرتديها ..
ما ان انتهى من إرتداء ملابسه حتى عاد الى المرآة يهذب شعره من جديد ويضع مرة اخرى عطره المفضلة على رقبته وجسده ..
حمل هاتفه وقرر أن يتحدث معها ليطبع إليها حروفه وهو يتسائل :
" مساء الخير .. هل يمكنك أن تدلفي الى غرفتك كي نتحدث صوتا أفضل ..؟!"
ظل ينتظر جوابها وهو يفكر داخله إن هذه التصرفات يفعلها المراهقون اللذين ينتهزون الفرصة المناسبة كي يتحدثوا مع حبيباتهم دون علم الأهل بل ويضطرون معظم الوقت للتحدث بالرسائل النصية عوضا عن ذلك ..
توقف عن أفكاره وهو يسمع صوت يدل على وصول رسالة نصية إليه فيقرأ سطورها بسرعة :
" لا يمكنني بالطبع .. كما لا يمكنني أن أتواصل معك الأن لإن ماما تنتظرني كي أساعدها في تجهيز الطعام .. يعني عليك أن تنتظر حتى أنهي كافة أموري ثم أتواصل معك .. "
وقبل أن يرد أتته رسالة أخرى أدهشته :
" ومن فضلك لا تتواصل معي على رقمي .. يوجد تطبيق اسمه واتساب وتطبيق اخر يدعى فايبر وهناك التليغرام ايضا .. بإمكانك التواصل معي على أيا منهم بدلا من التواصل على الرقم والذي سيكلفني الكثير من الرصيد الغير مستعده لنقصه خاصة هذه الفترة .. "
" كل هذا كي لا تخسر بضعا من رصيدها الثمين .. "
قالها مدهوشا بحديثها قبل أن يهز رأسه بيأس وهو يحدث نفسه :
" هذا نتيحة التعامل مع المراهقين والأطفال .."
خرج بعدها من الجناح متجها الى الطابق السفلي وتحديدا الى صالة الجلوس ليجد والدته هناك ويبدو إنها كانت تنتظر قدومه ..
اقترب منها مقبلا كفها برقي قبل أن يجلس بجانبها ليجدها تسأله بهدوء يخفي وراءه الكثير :
" سمعت إن هناك فتاة جاءت الى القصر وزارت فادي أيضا .. من هذه الفتاة ..؟!"
كان متوقعا معرفتها بالأمر فهي الأخرى لديها من يخبرها بكل شيء يحدث ..
رد بهدوء :
" صديقته .. "
رفعت حاجبها تسأله :
" أي صديقة هذه التي قابلها فادي رغم رفضه لرؤية أحد حتى أنا وأنت ..؟! ما إسمها .. ؟!"
كان محتارا في إخبارها ما يخطط له فهو لا يضمن ردة فعلها كما إن هناك حديثا مطولا يجب أن يجمعه بفادي الذي قرر تركه صباح اليوم يوازن نفسه بعد تلك المفاجأة ..
أجاب أخيرا بهدوء شديد :
" صديقة قديمة .."
أكمل بعدها محاولا تغيير الموضوع :
" ولكن أخبريني يا والدتي العزيزة .. كيف علمت بأمر تلك الزيارة التي لم يعرف بها أحد غيري أنا وروز وخادمة أخرى وبعض حراس القصر اللذين لا يتحدثون بأي شيء يحدث داخل القصر حتى مع أنفسهم ..؟!"
سألته بضيق :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" هل يزعجك أن أعلم ما يدور بمنزلي يا قيصر .. ؟!"
أجابها بصوت جاد :
" ليس هذا ما يزعجني .. لكن ما يزعجني هو مراقبتك لكل شيء يحدث دون مراعاة لخصوصية أيا من الموجودين .. ما علاقتك بمن يزور أبنائك .. ؟! "
ردت بصوت بدأ يحتد لا اراديا :
" أنتم الأربعة تخصوني بالكامل .. عليكم أن تستوعبوا هذا جيدا وتتقبلونه .."
نهض من مكانه وقال بصوت هادئ لكنه قوي للغاية :
" من فضلكِ يا أمي .. كلامي هذا لن أكرره .. لا أحب فكرة أن تتصرفي بهذه الطريقة .. تراقبين الجميع وتبحثين ورائهم .. أنتِ بهذه الطريقة لا تقومين بما هو صحيح ولا أظن إن تصرفاتك هذه جاءت بنتيجة .. فادي مثلا كان مستهترا ضائعا بالرغم من محاولاتك المستميتة لتقويم سلوكه .. حوراء لا أحد يكبح تسلطها سواي .. وحتى تلك الصغيرة تفرض قوتها ورأيها رغم كونها الأصغر بيننا وبالرغم من كل محاولاتك لفرض سلطتك .. أخبرتك مرارا وها أنا أخبرك للمرة الأخيرة .. لا تدخلي بهذه الأمور لإنكِ جربتي التدخل مسبقا في أمور فادي بعدما طلبتِ مني بوضوح الإبتعاد عنه قليلا وتركه تحت سلطتك والنتيجة كما ترين .. أحاول بناء ما هدمه لكن بلا فائدة .. "
صاحت مستنكرة :
" هل تتهمني بكل ما حدث لأخيك ..؟! ألا ترى كيف أموت قهرا في كل لحظة وأنا أراه بهذا الوضع .. ؟!"
قال بصوت جدي :
" بلى ارى .. ولكن هذا لا يمنعني من الأعتراف إن إسلوبك بالتعامل مع أبنائك خاطئ ويأتي بمفعول عكسي .. "
سألته مستهزءة :
" دعنا نرى ماذا سيفعل أسلوبك يا قيصر باشا .. ؟! الى أي مدى سوف تستطيع السيطرة على أمور أخوانك ..؟!"
أجاب بثقة :
" مثلما سيطرت بقوة على ادارة شركات العائلة وأموالها وممتلكاتها بل وإدارة أمور العائلة بالكامل بعد وفاة أبي وعمي ومثلما كنت وما زلت أدير هذا القصر وموظفيه بالكامل بأفضل طريقة ممكنة فبالتأكيد سوف أستطيع السيطرة على إخواني مهما كنت أفعل دوما .. "
أردف وهو يتأمل ملامحها الغير راضية :
" إنتبهي على جواسيسك في الشركة يا والدتي فهذه أخر فرصة لهم .. المرة القادمة سوف أطردهم جميعا .. لا داعي لأن أذكرك بما فعلته قبل عدة أعوام وعدد الموظفين بل وخدم المنزل اللذين طردتهم بسببك .. "
قالت بضيق :
" ماذا تحاول أن تفعل يا قيصر ..؟! تحاول أن تجعل الجميع يعملون لصالحك أنت فقط .. أليس كذلك ..؟! هذا تسلط مبالغ فيه .. "
رد بفتور :
" التسلط هذا لا بد منه .. على الجميع أن يعملوا لصالحي .. وعليكِ أن تفهمي إني المسؤول الوحيد عن كل شيء .. ولن أقبل لأي أحد سواي أن يأخذ ما لا يحق له ابدا .. أنتِ والدتي وسيدة هذا القصر .. لديكِ مهامك التي تخصك .. يحق لكِ أن تتصرفي في بعض الأمور التي تخص القصر عامة .. لكن سوى ذلك فلا تفكري مجرد التفكير بأن تفرضي سلطتك أبدا .. "
أردف بعدها بنبرة ذات مغزى :
" أما عن تسلطي الذي بات يزعجك فهذه جيناتك أنتِ ووالدي يا كوثر هانم .. "
هزت رأسها بعدم رد وهي تفكر إن جميع ما يقوله صحيح فهذا الرجل الواقف أمامها إبنها من زوجها اللذي عرف دائما وأبدا بجبروته وتسلطه وقوته والتي لا تقل عن قوتها بشيء ..
قال أخيرا وهو يهم بالخروج من المكان :
" لدي موعد هام .. سأتحدث مع فادي وبعدها سأخرج الى الموعد .. لا تنتظروني على العشاء .."
قالت محاولة ايقافه :
" لقد تحدثت معي سوزان ابنة عمك .. أخبرتني إنها تفكر بالمجي نهاية هذا الشهر او بداية الشهر القادم الى البلاد .. "
رد بعدم إهتمام :
" جيد .. ولكن ما علاقتي أنا ..؟! أنتِ المسؤولة عن إستقبالها والإهتمام بها طوال فترة مكوثها في القصر .. "
" ألا تنوي أن تخطبها ..؟!"
سألته وقد ضاقت ذرعا من تجاهل إبنها لهذا الأمر الذي ترغبه بشدة ليأتيها رده المعتاد :
" أخبرتك مسبقا .. لا أفكر بالزواج .. وعندما أفكر أعدك إنني سأضع سوزان من ضمن الخيارات الموجوده أمامي كونها فتاة جيدة وتناسبني من كافة النواحي .. طبعا في حالة لم يقع إختياري على واحدة معينة من الأساس .. "
رحل دون أن يسمع ردها تاركا إياها غاضبة بشدة بينما تفكر بجدية بضرورة إقناعه بالزواج من ابنة عمه التي تراها أكثر واحدة تناسبه وتليق بعائلتهم ووريثها الأكبر ..
...........................................................................
دلف قيصر الى جناح فادي بعدما طرق الباب بخفة ليأتيه صوت أخيه الهادئ على غير العادة ..
وقف يتأمله وهو ممد بجسده على السرير عائدا برأسه الى الخلف شاردا أمامه ليهتف به :
" لو كنت أعلم إن مجيئها سوف يجعلك بهذا الهدوء لكنت جئت بها منذ زمن .."
نظر إليه فادي بصمت ليسأله قيصر بجدية :
" ألن تسألني كيف عرفت بأمرها .. ؟!"
رد فادي بنفس الهدوء :
" لا أريد أن أعرف كيف علمت بأمرها .. لا يهمني هذا كله .. أريد أن أعرف شيئا واحدا .. لماذا أتيت بها ..؟! ماذا تريد من خلف ذلك ..؟!"
سأله قيصر بجدية رغم الضيق الذي يعتمل داخل صدره :
" هل تريدها في حياتك .. ؟! بصورة أبدية يعني ..؟!"
ليجيبه فادي بصدق نابع من أعماق روحه :
" أريدها أكثر من أي شيء .."
شعور الضيق تضاعف داخله .. شعور لا يفهم سببه لكنه تجاهله بقسوة وهو يخبره بحديث يشعر بوقعه المؤلم على روحه وقلبه :
" سوف تكون لك يا فادي .. سأجعلها معك .. "
كانت فادي يسمعه بلهفة إختفت ما إن أكمل قيصر حديثه قائلا :
" لكن هذا لن يحدث إلا بتنفيذك شروطي .. "
سأله فادي بعد صمت قصير :
" وماهي شروطك ..؟!"
أجابه قيصر بجدية :
" تترك كافة تصرفاتك القديمة .. النساء والخمور وكل شيء سيء كنت تفعله وتعود الى العلاج من الجميع .. "
حل الصمت المطبق بينهما ليتأمل قيصر وجه أخيه وملامحه التي تجهمت كليا فيقول منهيا الحوار :
" انا قلت ما لدي .. أنتظر جوابك في أسرع وقت .. "
ثم خرج من الجناح تاركا فادي يفكر في حديث أخيه الذي فاجئه رغم كونه يعلم إن مجيء شمس له بمساعدة أخيه كان لغرض محدد يريده قيصر ..
................................................................
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
خرج قيصر من جناح فادي بمشاعر متضاربة ..
من جهة يريد أن يتعالج أخيه ويشفى من مرضه ويعود الى حياته ومن جهة أخرى يشعر إنه لا يريد دخول شمس حياة أخيه لسبب لا يفهمه أبدا لكن ما يعرفه إنه يشعر بضيق غريب من هذا الوضع .. ضيق سرعان ما خمده وهو يفكر بتغير حال أخيه وكيف سيغدو عندما تدخل شمس حياته ..
خرج من الباب الداخلية للقصر ليجد حراسه بإنتظاره وسائقه جمال فيشير الى السائق بجدية :
" اذهب الى منزلك يا جمال .. أريد القيادة بنفسي الليلة .. "
ثم أشار الى الحرس :
" وأنتم كذلك .. لا داعي لأن يرافقني أحد .. "
ثم اتجه نحو الكراج ليأخذ سيارته الشخصية والتي معتاد على قيادتها وهو يفكر إنه يحتاج لإمرأة هذه الليلة ..
وبالطبع لا يوجد أفضل من ريتا عشيقته الجميلة المميزة والتي تعرف جيدا كيف تسعده وتجذبه نحوها بقوة ..
كان يقود سيارته بصمت متجها الى منزل ريتا بعدما أخبرها بقدومه ..
وصل الى هناك ليجدها في إنتظاره بملابس شديدة الأناقة اعتاد هو عليها فهي دائما جذابة وأنيقة في كافة الأوقات ..
اتجهت به نحو طاولة الطعام ليتناولوا عشائهم بينما يتأمل هو ملامحها المنشرحة بقدومه وهو يفكر إن ريتا من أكثر النساء اللواتي عرفهن في حياته تجيد إسعاده وتوفير كافة سبل الراحة له ..
فهي لا تزعجه ابدا بل تتفنن في تخفيف تعبه وإرهاقه ..
هي تكتفي بزياراته التي لا تاريخ معين لها فهو أحيانا يزورها بإستمرار واحيانا اخرى لا يزورها الا مرات قليلة جدا ..
لا تهتم بالنساء الآخريات في حياته فيكفيها ما يقدمه لها من أموال ومجوهرات وهي بالمقابل تعرف كيف ترد له هذا جيدا ..
بعد العشاء قدمت له المشروب ليأخذه ويتناوله على دفعة واحدة بينما تقترب هي منه وتجلس بجانبه محركة أناملها على ذراعه مرددة بصوت هائم :
" اشتقت اليك كثيرا يا قيصر .. لقد غبت طويلا هذه المرة .."
حدق بها متأملا ملامحها الجميلة وعينيها الخضراوين فتذكر عيني شمس التي كانت تشع خضارا في الشمس ليشيح تلك الأفكار بسرعة عن رأسه وهو يعاود النظر إليها متأملًا ملامحها شديدة الفتنة وجسدها المثير بينما تهمس هي وأناملها انزلقت نحوه أزرار قميصه :
" ألم تشتق لي أنت أيضا ..؟!"
كانت ريتا جريئة بشكل مبالغ فيه ولكن كي يكون صريحا فهو يعشق جرئتها هذه وربما هذه احد أسباب إستمراره معها لأكثر من خمسة اعوام ..
جرئتها تلك كانت تعجبه حقا فهو يحب المرأة الجريئة عموما وريتا لديها من الجرئة ما يكفيه وأكثر ..
بعد لحظات كانت تفتح أزرار قميصه وهي تقبله بشغف تجاوب هو معه فورا ..
يدها بدأت تملس صدره العاري بجرأة بينما قبلاتهم تتعمق أكثر قبل أن يحملها برغبة سيطرت على كل إنش من جسده متجها بها نحو غرفة النوم ..
......................................................................
كانت ريتا ممددة بين أحضانه تستمع الى دقات قلبه الهادرة حينما وجدته ينهض فجأة حاملا هاتفه ناظرا الى الساعة التي تجاوزت الواحدة صباحا وهو يفكر إنه نسي نفسه حقا وهاهو يمكث معها لأكثر من اربع ساعات ..
نظر الى رسالة شمس المقتضبة تخبره بإنها يمكنها التحدث معه والتي وصلته في وقت كان يقضيه هو بين أحضان ريتا ليزفر أنفاسه وهو يفكر في داخله كيف نسيها .. ؟!
نهض من مكانه مرتديا بنطاله متجاهلا نداء ريتا متجها الى خارج الغرفة ..
قرر الاتصال بها وهو يفكر إنها بالتأكيد في غرفتها لوحدها بعدما نام الجميع ..
دق عليها ولا يفهم سبب رغبته الشديدة في الحديث معها الليلة رغم كونه بإمكانه الإنتظار حتى الغد ..
لحظات قليلة وجاءه صوتها المذعور وهي تردد :
" ألم أخبرك ألا تتصل بي .. ؟!"
رد بصرامة :
" إياك وأن تغلقي الخط .. "
صاحت بصوت منزعج :
" ألا تمل من فرض سيطرتك علي .."
ثم اكملت غير منتبهة لتلك التي وقفت تستمع الى حديثها من خلف الباب بعدما كانت تسير نحو المطبخ بنية شرب الماء :
" لن أسمح لك بأمري بعد الآن ..؟! ألا يكفي إنك تجبرني على زيجة لا أطيقها ..؟! ألا يكفيك كل تفعله بي ..؟!"
توقفت عن حديثها وهي تتفاجئ بوالدتها تقتحم غرفتها تهدر به بصوت غاضب :
" من هذا الذي تتحدثين معه يا شمس ..؟! "
تجمدت ملامح شمس وهي ترى نظرات والدتها المخيفة بينما كان قيصر يستمع الى صوت والدتها الذي يدوى في ارجاء الغرفة :
" كيف تجرؤين على فعل شيء كهذا ..؟! تتحدثين مع الرجال في منتصف الليل .."
" ماما .."
قالتها شمس بضعف لتتفاجئ بوالدتها تصفعها بقوة قبل أن تأخذ الهاتف منها وتنظر الى الرقم الغير مسجل بتحفز بينما قيصر على الجانب الآخر مصدوم من كل ما حدث وللمرة التي لا يعرف عددها يؤذيها بغروره وتسلطه وجبروته الذي لا نهاية له ..
الفصل الرابع
تطلع قيصر الى الهاتف في يده غير مستوعبا لما حدث ..
لم يسمع سوى صوت والدتها الغاضب قبل أن يُغلق الخط في وجهه ..
اعتصر هاتفه داخل كفه وهو يلعن نفسه على تصرفه المتهور ولأول مرة يشعر بإنه اخطأ التصرف ..
تخيل ردة فعل والدتها وماذا ستفعل بها لينقبض قلبه لا إراديا من مجرد تخيلها وهي تؤذيها وتضربها ..
تشدق فمه بإبتسامة ساخرة وهو يفكر إنه السبب الأساسي لكل هذا وإنه أكثر من أذاها والأن يخشى عليها من الأذى ..
اتجه مسرعا الى الغرفة وهو يشعر بإنقباض روحه يزداد أكثر فوجد ريتا تنتظره تسأله بقلق :
" ماذا حدث يا قيصر ..؟! هل أنت بخير ..؟!"
لم يجبها على سؤالها بل جذب قميصه مرتديا إياه سريعا ليسمعها تسأل هذه المرة :
" لقد جهزت لكَ الحمام .."
ليرد بسرعة وهو يحمل سترته ويضع في جيبه الهاتف :
" يجب أن أذهب .."
حمل مفاتيحه وخرج من الغرفة والمنزل بأكمله دون أن يسمع ردها ..
ركب سيارته ثم فتح هاتفه وأخذ ينظر الى رقمها بعجز حقيقي .. عجز لا يليق برجل إعتاد على السيطرة والتحكم بكل شيء دون إستثناء ..
عاد برأسه الى الخلف وهو يحاول أن يستوعب جميع ما يجري معه خاصة شعور الخوف الذي يسيطر على قلبه ..
خوف غريب بدا له غير منطقيا ..
ما السبب الذي يجعله يخاف عليها ..؟؟
بالطبع ليس لإنه سبب ما حدث فهو لا يهتم عادة ولا يفكر بهذه الطريقة .. لا يذكر إنه شعر بتأنيب الضمير اتجاه أحد يوما مهما بلغت أذيته له ..
لماذا إذا يخاف عليها ..؟! ولماذا ينغزه ضميره قليلا ..؟!
لماذا نظامه ومشاعره وكافه تصرفاته يتغيرون معها ..؟!
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
البارحة لم يستطع أن يصفعها بالرغم من كل ما قالته بحقه .. أي شخص أخر مكانها لم يكن ليرحمه أبدا ..
تخيل أخته حوراء مكانها .. بالطبع لم يكن ليتردد لحظة واحدة في صفعها .. حوراء اخته وصغيرته التي يعتبرها إبنة له ..
هو لا يعرف الرحمة .. لا يرحم من يخطأ بحقه مهما كان حجم خطأه وليكن صادقا مع نفسه فلم يجرؤ حتى الأن أحداً على تجاوز حدوده معه فهو وضع قوانين ثابته للجميع وخطوط حمراء لا يمكن أن يتجاوزها أي شخص مهما كانت قرابته ومعزته لديه ..
لكن تلك الفتاة اخترقت كافة قوانينه وتجاوزت تلك الخطوط بكلامها هذا بينما وقف هو عاجزا لم يستطع أن يلقنها درسا على حديثها هذا ..
والآن بدل من أن يشعر بالغضب عليها والتوعد لها يجد نفسه قلقا بشدة عليها راغبا في رؤيتها والإطمئنان عليها لكنه يعجز عن كل هذا فيكره من جهة شعوره القلق لفتاة لا تمثل له شيئا ويكره من جهة أخرى رغباته تلك ..
اعتدل في جلسته يهم بقيادة سيارته عندما وجد نفسه لا يعرف إلى أين يذهب ..
من المفترض أن ينفرد بنفسه الليلة يلملم شتات نفسه لكن كيف سيحدث هذا وهو لا ينفك عن التفكير بها ...
فتح هاتفه وقرر الإتصال بصديقه المقرب وهو يأمل أن يجيبه في هذا الوقت المتأخر من الليل..
جاءه رد صديقه حاتم الذي هتف بعدم تصديق :
" قيصر باشا بنفسه يتصل بي .. ماذا حدث لتتنازل وتمنحني بضعا من وقتك الثمين يا باشا ..؟!"
رد قيصر بجمود :
" إذا استمريت على هذا النحو سوف أغلق الهاتف في وجهك .."
جاءه صوت حاتم الذي يسأله بإهتمام :
" صوتك يدل على إنك لست بخير .. ماذا حدث ..؟! "
" أين أنت ..؟!"
سأله بصوت مقتضب ليجيبه حاتم بجدية :
" في شقتي .. "
رد قيصر بإختصار :
" جيد .. انا قادم إليك .."
ثم اغلق الهاتف دون أن ينتظر ردا وقاد سيارته نحو شقة صديقه ..
...........................................................................
في شقة حاتم ..
تقدم حاتم نحو قيصر الذي يجلس على الكنبة التي تتوسط صالة الجلوس في تلك الشقة الفخمة يتناول مشروبه بصمت ..
جلس مقابله وحمل كأسه يرتشف منه مشروبه ثم يضعه على الطاولة ملقيا نظرة على صديقه الواجم ليسأله بهدوء :
" أنت هنا منذ أكثر من نصف ساعة دون أن تتفوه بحرف واحد .."
نظر إليه قيصر وأجاب بوجوم :
" ماذا تريد أن أقول ..؟!"
رد حاتم بجدية :
" أخبرني بما يحدث معك ويجعلك مستاءا الى هذا الحد .."
أكمل وهو يلاحظ صمت قيصر :
" أعرفك بما يكفي لأكون متأكدا من وجود شيء ما سيء للغاية يحدث معك .."
تنهد قيصر بصوت مسموع قبل أن يقول بصدق :
" انا مستاء كثيرا .. وغاضبا بشدة .."
" لماذا ..؟!"
سأله حاتم بإهتمام حقيقي ليجد الصمت حليفه فيردف بنفس الجدية :
" تحدث يا قيصر .. أخبرني بما يحدث ويجعلك بهذا الوضع .. انا رفيق دربك وأكثر من يفهمك ويستوعب ما تمر به .. لست بحاجة لأخبرك بأهميتك لدي لإنك تعرف هذا جيدا .."
نظر قيصر إليه بصمت وهو يفكر في حديثه الحقيقي فحاتم صديق طفولته وصباه.. أقرب شخص إليه .. أقرب إليه حتى من عائلته .. لطالما عرف عنه الكثير مما لا يعرفه البقية ودائما ما كان معه في كل خطواته ..
هذه لن تكون المرة الأولى التي يخبره فيها عن شيء خاص به كما إنه يحتاج للحديث مع شخص يثق به ..
شخص يخبره عما فعله وعن كمية الأذى التي تسبب بها لتلك الفتاة ..
بدأ قيصر يتحدث معه مخبرا إياه الموضوع بالكامل بدءا من معرفته بأمر تلك الفتاة وهوس أخيه الغريب بها ثم قراره بإستخدامها لصالح أخيه حتى لقاؤه بها وما حدث بينهما متغاضيا عن تلك الأشياء التي شعر بها خلال اللقائين لينهي حديثه بما حدث منذ ساعة ..
حدق به حاتم غير مصدقا ما يقوله صديقه الذي لم يتوقع منه تصرفا كهذا رغم معرفته بمدى قسوته وتسلطه ..
" هل جننت يا قيصر ..؟!"
قالها حاتم بضيق شديد ليرمقه قيصر بنظرات محذرة قابلها حاتم بأخرى لا مبالية وهو يقول :
" لا تنظر الي هكذا .. أنت تجلب فتاة وتهددها كي تتزوج أخيك بدلا من إيجاد حل لأخيك ووضعه الذي يتأزم مع مرور الوقت .."
أشاح قيصر وجهه بعيدا عنه بضيق ليكمل حاتم بصراحة :
" أخوك يحتاج الى علاج نفسي مكثف .. تلك الحادثة دمرت نفسيته بالكامل وجعلته يتصرف على هذا النحو .. هوسه بتلك الفتاة هو مرض لا أكثر .. ربما وجد بها شيئا من لارا .. ربما شعر إنها خير بديل عنها .. "
أكمل بعدما تنهد بقوة مراقبا قيصر الذي نهض من مكانه ووقف أمام النافذة المطلة على مياه البحر العميقة :
" ليس صحيحا أبداً أن تترك مشكلة أخيك الأساسية التي تتفاقم مع مرور الزمن وتركز على مشكلة ثانية .."
التفت قيصر نحوه بملامح نارية قائلا بحدة :
" هذه المشكلة التي تتحدث عنها هي ليست مشكلة عادية .. إنه مرض خطير سوف يؤدي به الى الموت .."
هتف حاتم ساخرا :
" وهل هذا يعطيك الحق بتدمير حياة فتاة لا ذنب لها بهوس أخيك .. ؟! هل فكرت بوضعها وما سيحدث معها عند زواجها من أخيك المدمن بتصرفاته المضطربة المجنونة والتي عايشت أنت بنفسك الكثير منها ..؟! هو سيؤذيها وأنت تعلم ذلك .. ماذا لو أذاها حتى الموت ..؟! ألم تفكر بهذا ..؟! ألم تضع في بالك ذلك ..؟! ما ذنبها هي لتعيش مع شخص مدمن مثل أخيك يتصرف بهمجية وبلا وعي بسبب ادمانه الشديد لكافة المغيبات .. لا تكن أنانيا يا قيصر .. تذكر إنك لديك بدل الأخت أثنتين .."
احتقنت ملامح قيصر بشدة بينما يراقب حاتم ذلك بلا مبالاة فجميع ما قاله مهما كان صريحا للغاية صحيح ..
هو لن يبرر له أفعاله ولن يكذب عليه بشيء .. زواج تلك الفتاة من فادي سوف ينهيها تماما .. فادي مريض وعلى أخيه أن يفهم هذا ..
هوى قيصر بجسده على الكنبة بإرهاق ليهتف به حاتم بجدية :
" اسمع نصيحتي يا قيصر وأرسله الى الخارج في مستشفى خاص .. هناك تتم معالجته من جميع الأمراض سواء كانت نفسية أم عضوية .. الأمر يتم بسرية تامة في احدى الدول الأوروبية .. ستخبر الجميع إنه يريد أكمال دراسته هناك .. الأمر بسيط .."
" إنه يرفض العلاج يا حاتم وأنت تعلم هذا .."
قالها قيصر بخفوت ليرد حاتم بقوة :
" هناك مئة طريقة تستطيع من خلالها أن تجبره على العلاج .. أنت فقط رتب موضوع سفره وما إن يصل الى هناك سوف يتولى الأطباء والممرضين مسؤوليته كاملة .. هم يعرفون كيف يجبرونه على العلاج .. هذه وظيفتهم وهو ليس أول مريض يرفض العلاج .."
رد قيصر بصوت باهت :
" أخاف أن تتدهور صحته أكثر .. ليت الأمر يقتصر على المرض النفسي والإدمان .. السرطان ينخر جسده بلا رحمة .."
" لا يوجد عندك حل اخر .."
قالها حاتم بصدق ليتأمله قيصر بصمت فيكمل حاتم :
" أنت مجبر على ذلك .. هذا سيكون أفضل مما كنت ستفعله .. لا يحق لك أن تظلم فتاة وتدمر مستقبلها لأجل أخيك مهما بلغ أشد مرضه .. "
أغمض قيصر عينيه راجعا برأسه الى الخلف شاردا بكلمات صديقه بينما جلس حاتم مقابله بصمت وقد قرر أن يترك له حرية التفكير فهو أخبره بما يحتاجه ..
بعد عدة دقائق سمعه حاتم يقول :
" تلك الفتاة .. شمس .."
نظر إليه حاتم بترقب ليجده يكمل بخفوت :
" هي بالفعل تعرضت للكثير من الأذى بسببي .."
قال حاتم بسرعة :
" أمر شمس انتهى تماما يا قيصر .. إتركها وشأنها وكأنك لم ترها يوما .. هذا أفضل شيء تفعله لها .."
رد قيصر بجدية :
" أعلم هذا ولكن .."
صمت للحظات قبل أن يقول بصوت هادئ :
" ماذا لو أذتها والدتها ..؟! يعني من الممكن أن تضربها او .."
قاطعه حاتم بهدوء وثبات :
" حتى لو حدث هذا .. سوف تصفح عنها فيما بعد .. ركز مع نفسك وأخيك واتركها وشأنها .."
أكمل بعدها وهو يستوعب ما يقوله صديقه :
" ثانيا ، لماذا تهتم إذا ما تعرضت للأذى من والدتها ..؟! منذ متى وأنت تهتم بأحدهم ..؟! لم أعهدك هكذا من قبل .."
نظر قيصر إليه بحنق ليهتف حاتم متسائلا :
" لماذا تنظر إلي هكذا ..؟! هل قلت شيئا سوى الحقيقة ..؟! "
ثم أردف بعدم تصديق :
" هل تخاف عليها ..؟!"
انتفض قيصر من مكانه مرددا بعصبية :
" أخاف على من ..؟! أنت فعلا مجنون .. "
نهض حاتم بدوره من مكانه وقال :
" سأكون مجنون فعلا اذا صدقتك بعد ردة فعلك هذه .."
أردف بعدها وهو يتفحصه بنظراته :
" ماذا يحدث يا قيصر ..؟! هل هناك شيء نسيت أن تخبرني عنه ..؟!"
حمل قيصر مفاتيحه وهاتفه ووضعهما في سترته ثم اتجه خارجا الشقة وهو يقول :
" لن أتحمل سماع المزيد من هذا الجنون .."
تأمل حاتم خروجه بعدم تصديق قبل أن يضرب كفا بكف وهو يفكر إن صديقه جن تماما وإن هناك شيء ما يحدث معه عليه أن يعرفه بسرعة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
.....................................................................
عودة قليلا الى الوراء وتحديدا في منزل شمس ..
بعد أن أغلقت والدة شمس الخط في وجه قيصر أخذت تنظر الى ابنتها التي كانت تنظر نحو الأسفل بتحفز ثم اتجهت نحو الباب وأغلقته بالمفتاح بعدما تأكدت من عدم وجود احد في الخارج ..
اتجهت نحو ابنتها وقبضت على ذراعها تخبرها بصوت حاد:
" ارفعي رأسك وإنظري إلي .."
رفعت شمس وجهها المليء بالدموع نحو والدتها وهتفت بصوت متهدج :
" أقسم لكِ إنني لم أفعل شيئا مما تفكرين به .. والله تحدثت معه لإنني مجبرة .."
سألتها والدتها بصوت قوي :
" من هو ..؟!"
ثم أردفت وهي تتأمل عيني ابنتها المترددتين :
" إياكِ أن تكذبي بحرف واحد .. قولي الحقيقة كاملة .."
قالت شمس بصوت متهدج :
" حسنا .."
ثم أخذت نفسا عميقا وقررت أن تبوح بكل شيء حدث معها فضلا من تأليف قصة لن تنطلي على والدتها والأهم من ذلك إنها تعبت حقا من كثرة الكذب ولم تعد قادرة على إختلاق المزيد من الأكاذيب :
" سأخبرك بكل شيء وأتمنى أن تتفهمي ما حدث .."
ثم بدأت تسرد على مسامع والدتها كل شيء حدث معها ..
إنتهت شمس من حديثها لتجد والدتها تنظر إليها بملامح مبهمة قبل أن تقول فجأة بتجهم :
" الحقير .. كيف يجرؤ على شيء كهذا ..؟! من يظن نفسه ..؟! هل يظن نفسه مالك الكون ..؟!"
أردفت وقد سيطر الغضب على ملامح وجهها :
" وإنتِ تذهبين الى منزله وتركبين سيارته أيضا .. كيف تفعلين شيء كهذا ..؟! من أين أتتك تلك الجرأة ..؟! ألم أحذرك مسبقا من كل هذا ..؟! كيف تفعلين شيء كهذا ..؟! ألا تفكرين بسمعتك وسمعتنا ..؟! "
قالت شمس بصوت مضطرب :
" لقد هددني .. ماذا سأفعل ..؟! خفت عليكم .. ألم أخبركِ بتهديداته الصريحة لي ..؟!"
صاحت والدتها بإنفعال :
" كان عليكِ أن تأتي وتخبريني بكل شيء وأنا كنت سأتصرف .. لا يصح أن تتصرفي لوحدك .. هل تظنين إنكِ كبرت وأصبحتِ لا تحتاجين لي ..؟!"
إسترسلت في حديثها المنفعل :
" ماذا كنت تنوين أن تفعلي ..؟! تتزوجي بأخيه كي تحمينا منه ..؟! تضحين بنفسك لأجلنا ..؟! هل كنت ستصمدين حقا ..؟! هل كنت ستتقبلين وضعك هذا ..؟! كنت ستنهارين عاجلا أم أجلا أيتها الغبية .. هل سنكون أنا ووالدك وأخوتك سعداء بهذا ..؟! ماذا تظنين نفسك فاعلة ..؟! "
ارتفعت شهقات شمس التي كانت تستمع الى حديث والدتها بدموع حارقة لتبدأ والدتها بالإستغفار بصوت عالي قبل أن تنظر الى ابنتها المنهارة وتسألها :
" هل هناك شيء آخر لا أعلمه ..؟! هل قمتُ بأشياء غبية أخرى غير هذه ..؟! "
هزت شمس رأسها نفيا وأجابت بسرعة :
" لا والله .. لقد أخبرتكِ بكل شيء. .."
أخبرتها بنبرة آمرة وهي تمد هاتفها نحوها :
" إلغي رمز حماية هاتفك .."
أخذت الهاتف من والدتها ونفذت ما قالته لتسحب والدتها الهاتف منها وتأمرها بصوت محذر :
" هاتفك سيبقى معي وأنتِ ستنامين الآن .. أما بخصوص هذا الرجل وما قاله فأنا سأتصرف معه .."
أومأت شمس برأسها متفهمة لتجد والدتها تشير نحو السرير تخبرها بالنوم حالا لتنفذ ما قالته على الفور فتغلق والدتها الضوء وتخرج من الغرفة تاركة شمس تبكي بصمت لمدة من الزمن قبل أن تغرق في نوم طويل ..
..............................................................................
في صباح اليوم التالي ..
خرجت شمس من غرفتها بملامح مرهقة لتجد المنزل خاليا كما توقعت فالساعة تخطت العاشرة وبالطبع والديها في العمل بإستثناء أخويها اللذين يغطان في نوم عميق بعد إستيقاظهما مساء البارحة حتى منتصف الليل ..
اتجهت نحو المطبخ لتعد شيئا تتناوله فشهقت بفزع وهي تجد والدتها هناك تعد الطعام ..
نظرت والدتها إليها للحظة قبل أن تعود بأنظارها الى الوعاء الذي أمامها لتهتف شمس بتردد :
" صباح الخير .. ظننتكِ في المدرسة الآن .."
ردت والدتها بإختصار :
" أخذت إجازة .. "
ثم أكملت بجدية :
" هناك ضيف على وشك القدوم .."
سألتها شمس بإستغراب :
" ضيف من ..؟!"
أجابت والدتها :
" قيصر عمران .."
تجمدت ملامح شمس بينما صدى صوت والدتها يتردد داخل إذنها لتهمس بعدم تصديق :
" من ..؟!"
اقتربت والدتها منها وقالت بصوت صارم :
" لا تخافي .. لا تقلقي من أي شيء .. كوني قوية .. أنا بجانبك .. ولن أسمح لشخص ما أن يؤذيكِ .. سوف تستقبلينه بكل ثقة .. إياكِ أن تضعفي ولو للحظة .. تذكري دائما أن الله معك وأنا من بعده باذنه وحده .. "
أردفت وهي تتأمل ملامح ابنتها التي إسترخت أخيرا :
" ضعي في بالك دائما إن هناك رب قادر أن يحميكِ من أي شخص مهما بلغت قوته .. عندما تستوعبين هذا لن يستطيع أي شخص أن يخيفك .."
هزت شمس رأسها وقد شعرت بكلمات والدتها تتسرب الى قلبها رويدا تمنحه السكون والأمان لتسأل أخيرا :
" ماذا عن ربى وأسامة .. ؟! "
أجابتها والدتها بسرعة :
" أرسلتهما الى منزل خالك .. زوجة خالك سوف تذاكر لهما مع إبن خالك .."
أومأت برأسها متفهمة لتسمع صوت جرس الباب يرن لتضطرب ملامحها قليلا فتقول والدتها :
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ماذا قلنا ..؟! لا اريد لوجوده أن يهزك لدقيقة واحدة .."
أخذت نفسا عميقا ثم سارت بخطواتها الهادئة نحو الباب وفتحته لتتجمد في مكانها وهي تراه يقف أمامها بشموخه المعتاد مرتديا ملابسه شديدة الفخامة وملامحه الجامدة تتأملانها بشكل غامض خاصة بوجود تلك النظارة التي تخفي عينيه ..
كان قيصر ينظر الى شمس بتمهل متأملا وجهها الناعم بشعرها المرفوع على شكل ذيل حصان طويل وتلك البيجامة الحمراء بجزئها العلوي ذو الأكمام القصيرة المطبوع عليه رسمة ميكي ماوس والبنطال البرمودا الذي يصل أسفل ركبتها بقليل ونعلها الخفيف في قدميها ..
كان منظرا غريبا لم يعتد عليه في وسطه الذي تتفنن به النساء بإرتداء كل ما هو غالي وثمين حتى في المنزل ..
" صباح الخير .."
قالها أخيرا بصوته الرزين بعدما خلع نظارته لتجيب بهدوء :
" صباح النور .. تفضل .."
تبعها سائرا خلفها نحو الباب الداخليه للمنزل مارا بجانب الحديقة الصغيرة المليئة بمختلف أنواع الزهور ..
دلف الى الداخل ليتأمل المنزل الذي يشبه أغلب المنازل في هذه البلاد ..
منزل حديث البناء حجمه جيد وأثاثه أنيق يوشي بإن أصحاب المنزل مرتاحين ماديا ..
" تفضل .. سوف أنادي ماما حالا .."
قالتها بأدب تعجب هو منه ليجلس على الكنبة منتظرا قدوم والدتها التي اتصلت به صباحا تطلب منه رؤيته ليخبرها إنه سيأتي في الساعة العاشرة وقد شعر بإن رغبته برؤيتها والإطمئنان عليها تحققت ..
وجد والدة شمس تتقدم خلفها شمس ليتأمل السيدة الجميلة والتي تبدو في أواخر الثلاثينات من عمرها بدهشة ..
وبالرغم من ملابسها المحتشمة وحجابها الذي يغطي شعرها بالكامل لكنها كانت تمتلك ملامح جميلة جدا فهي ذات عينين خضراوين وبشرة شديدة الحمار ..
ألقت التحية عليها ليجيبها بعدما نهض من مكانه رادا تحيته فيجدها تخبر شمس :
" اذهبي وإجلبي شيئا يتناوله السيد .."
هم بالرفض لكنه وجدها تقول بجدية :
" نحن لا نستقبل ضيوفنا دون أن نقدم لهم ضيافتنا المعتادة .."
خرجت شمس من المكان بعدها بينما جلست هي على الكنبة المقابلة للكنبة التي يجلس عليها ليقرر هو بدأ الحديث :
" مبدئيا أنا كنت أنوي التحدث معك حتى لو لم تتصلِ أنتِ بي .. سوف أخبرك بكل شيء بصراحة تامة فشمس لا ذنب لها بأي شيء .."
قاطعته والدة شمس بجدية :
" أنا أعرف جيدا إن ابنتي لا ذنب لها بأي شيء .. لا تقلق من هذه الناحية فأنا أثق بشمس ثقة عمياء .. "
أكملت وهي تتمعن النظر في ملامحه الواجمة :
" كما إنني عرفت بكل ما حدث .. لا داعي لإن تشرح لي اي شيء .. انا لم اطلب رؤيتك كي أفهم منك ما حدث .. أنا طلبت رؤيتك لأتحدث معك وأخبرك بشيء هام .."
" تفضلي .."
قالها بأدب هو إستغربه ليجدها تهتف بهدوء :
" اسمعني جيدا يا سيد قيصر .. انا لا اعرف ماذا ينادوك بالعادة لكنني بالطبع سأناديك كما إعتدت أن أنادي جميع الرجال الغرباء .."
" ناديني كما تحبين يا هانم .."
ردت بجدية :
" لا تناديني بهانم .. نحن لا نستخدم ألقاب كهذه هنا .. بإمكانك أن تناديني سيدة ففرق السن بيننا ليس كبيرا كي تناديني بخالة .."
نظر إليها متعجبا من كل هذه الرزانه والثقة في الحديث من هذه السيدة التي لم تهتم بإسمه ولا مركزه ..
كانت اول شخص يعامله وكأنه شخص عادي للغاية ..
وجدها تكمل :
" ما فعلته مع ابنتي غير مقبول ابدا .."
هم بالحديث لتقاطعه بصرامة :
" دعني أقول ما لدي وبإمكانك أن ترد علي حديثي بعدها .. لا يجوز من رجل كبير معروف في البلد بنجاحاته وأعماله وسمعته الطيبة أن يستغل فتاة صغيرة لم تكمل عامها العشرين بهذه الطريقة المشينة .. فتاة تصغرك بأعوام طويلة تهددها بعائلتها مستغلا مالك ونفوذك في ترهيبها وإجبارها على زيجة لا تريدها فقط كي تنقذ أخيك المريض من الموت .. انا بالطبع أتعاطف مع أخيك واتمنى لو بإمكانني أنا او شمس مساعدته لكن ليس بهذه الطريقة .. هل ترى الزواج شيئا عاديا ،.؟! الزواج حياة كاملة ومستقبل ابنتي بأكمله سوف يتحدد من خلاله .. هل ترى حقا إن طلبك طلبا طبيعيا ..؟! كيف فعلت هذا ..؟! كيف سمحت لنفسك بإستغلال فتاة صغيرة وإجبارها على زيارتك في منزلك لمرتين بل وزيارة أخيك ..؟! هل تعلم إن ابنتي طوال سنوات عمرها لم تدخل بيوت الغرباء ..؟! هل تعلم إنها لم تركب يوما سيارة رجل غريب ..؟! هل تعلم إنها لم تكذب علي يوما ولم تفعل اي تصرفا خاطئا قد يضر بها او بسمعتها ..؟! ابنتي لم تتحدث يوما مع احد من زملاؤها الا في امور الدراسة .. ابنتي عندما تتواصل مع زميل معها بشأن أمور الجامعة تخبرني إنها تتواصل مع فلان .. "
اخذت نفسا عميقا واكملت :
" انا لا أخبرك بهذا لأجل مدحها وتعديد صفاتها الجيدة .. انا اخبرك بهذا كي تعلم ما أدت إليه تهديداتك .. ابنتي كذبت علي وفعلت أشياء لم تفعلها طوال عمرها بسببك .. وهذا كله في كفة وحقيقة إنك خطفتها وجلبتها قسرا الى منزلك في كفة اخرى .. اسمح لي أن أخبرك بشيء يا سيد .. أنت رجل أنعم الله عليك بمال وجاه وسلطة .. عليك أن تشكر الله اولا على نعمه .. وعليك أن تستغل أموالك وسلطتك بشكل يرضي الله .. بدلا من أن تجبر فتاة على الزواج بأخيك لعلاجه عليك أن تتبرع بصدقات للمحتاجين .. صدقاتك ومساعدتك للمحتاجين سوف تكون خير علاج له .. صدقني أنت تظن إنك بهذه الطريقة تنقذه لكنك في الحقيقة تؤذيه وربما تتسبب في تدهور صحته فالله لن يرضى عنك بتصرفك هذا وربما سيرد لك سوء تصرفك ويعاقبك بأخيه .. حاشا لله أن يسكت عن حق مظلوم .. وابنتي ظلمت وكانت ستظلم أكثر لو تزوجت مجبرة بأخيك .."
استمع الى حديثها بإنتباه شديد وكلامها يشعر به يخترقه بقوة ..لا يعلم اذا ما سيتأثر به او لا لكن كلامها هذا حفظه بالكامل ولن ينساه مهما حدث ..
وجد شمس تدخل وتضع اقداحا من العصير امامه قبل ان تقف بجانب والدتها متأهبة ..
قال أخيرا بصوت هادئ واثق وقد قرر أن ينحي كلامها هذا جانبا الآن واستخدام إسلوبه الذي إعتاد على استخدامه دوما :
" اسمحي لي يا سيدتي فأنت تنظرين للأمور بشكل مختلف عني .. انا لم أرَ بزواج الأنسة شمس من أخي أي شيء سيء مطلقا .. ربما لو كان أخي شخص عادي لكان الأمر مختلفا .. فادي عمران ليش شابا عاديا .. هو ابن اكبر وأعرق العوائل في البلاد .. شاب تتمناه جميع الفتيات .. زواج شمس منه سيكون مكسب لها ولولا وضعه الصحي الحرج كان سيكون مكسب لها هي وحدها لكن بسبب وضعه وما ستقدمه له اصبحت المنفعة متبادلة .. هي سوف تساعده في علاجه وهو سيقدم لها المركز والمال والكثير .. انا فكرت بهذه الطريقة .. لهذا لم أر أي ظلم سيحدث لها .."
نظرت إليه شمس غير مصدقة لما قاله .. رغم كل ما قالته والدتها ما زال مصرا على عنجهيته وغروره ..
تجاهل حديث والدتها ونصيحتها واستمر بنفس اسلوبه المعتاد .. بدلا من الإعتذار أصبح يذكر ميزات أخيه التي بالطبع يعتبرها هو كثيرة عليها ..
كانت والدة شمس تفكر بنفس الطريقة .. هذا المغرور يخبرها بكل صراحة إن أخيه حلم بالنسبة لإبنتها ..
تحدثت والدة شمس أخيرا بصوت قوي وقد أدركت أن حديث كالسابق لا ينفع مع رجل مثله ابدا :
" اخرج .."
تجمدت ملامح وجهه وهو يستمع الى ما قالته مقررة انهاء الحوار لوحدها ..
طوال سنوات عمره الثلاثة والثلاثون لم يتجرأ أحدهم على الحديث معه بهذه اللهجة بل وطرده أيضا ..
تطلع الى المرأة الواقفة محاولا تذكير نفسه بأن لا يتهور في ردة فعله رغم إهانتها الواضحة له ..
صحيح والدة شمس لا تبدو كبيرة فالسن لكن عليه إحترام فرق السن بينهما حتى لو لم يكن كبيرا .. في النهاية هي تكبره بعدة أعوام ومن المفترض إنها ستصبح والدة زوجة أخيه ..
حدق بشمس التي تتطلع اليه بتحفز وقوة صريحين وكأنها قد وجدت بوالدتها درعا حاميا لها ..
نهض من مكانه قائلا بنبرة وقورة رزينة :
" يا هانم .."
لكنها قاطعته وهي تهتف بصوت حازم لا يقبل اي جدال :
" لا تناديني بهانم ولا تستخدم أيا من هذه الألقاب المتعارفة لديكم .. اسمعني جيدا يا سيد وإستوعب حديثي .. ابنتي خط احمر .. هل فهمت ..؟! لن أضحي بها لأجل أيا كان .. تهديداتك تلك لا تهمني .. فأنا لن أضحي بإبنتي وحياتها بالكامل خوفا من مركزك وسلطتك .. ابنتي لن تتزوج بشخص لا تريده .. ابنتي لن تتدمر حياتها بسبب أمثالك ممن يستخدمون سلطتهم وأموالهم لإخضاع الأخرين .. وإن كنت تظن إن تهديداتك الصريحة لها سوف تجعلها توافق فأنت مخطأ .. لا أنت ولا عشرة من أمثالك يهزون شعرة واحدة مني ومن ابنتي .. جرب أن تقترب منها فقط ولن أتردد لحظة واحدة في قتلك .. "
أكملت وقد بدأت أنفاسها الثائرة تهدأ تدريجيا :
" اذهب وإبحث عن عروس أخرى .. عروس تناسبكم بكل تجبركم وقوتكم .. اما ابنتي فهي ستبقى هنا .. ولن أضحي بها مهما حدث .. وإن صور لك عقلك إنني سأجعلها فداءا كي أحافظ على هذه العائلة ومصير أخويها فأنت مخطأ .. أنا لن أضحي بأحد ابنائي في سبيل حماية الآخرين .. لإنهم جميعهم سواسية عندي لا فرق بينهم على الاطلاق .."
أظلمت عيناه بقوة ليلقي نظرة أخيرة على شمس التي تطالعه وعلى شفتيها إبتسامة مليئة بالثقة ليعاود النظر الى والدتها بملامحه الواجمة فيقول :
" كما تشائين يا سيدة .. "
ثم تحرك خارج المكان تاركا شمس ترتجف من نظرته الأخيرة التي ألقاها عليها قبل خروجه والتي كانت تحمل الكثير مما تخشاه ..
.......................:...................................................
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
بعد مرور عدة أيام ..
كان يقف أمام بوابة الجامعة الرئيسية منتظرا قدوما وهو يشعر السعادة كونه استطاع أن يصل إليها ..
لقد بذل مجهودا كبيرا حتى استطيع الهرب من سجن أخيه والوصول الى جامعتها ورؤيتها ..
كان يدخن سيجارته وهو ينتظرها بشغف شديد مفكرا إن شمس بقدومها اليه في المنزل جعلته يطمح لأشياء لم يفكر بها مسبقا ..
تلك الفتاة التي جذبت انتباهه من اول يوم أصبحت ملاذه الوحيد .. كالهاجس تلاحقه لسبب لا يدركه ..
ويبدو إن أخيه قرر استغلالها لصالحه لكنه لا يعرف شيئا عنه ولا عن طريقته هو بالحصول على ما يريد ...
نعم سينال شمس لكن لوحده ودون مساعدة اخيه .. سوف تصبح ملكه دون أن يضطر الى الخضوع لقيصر ..
رمى سيجارته على الأرض ودعس عليها بقدمه قبل أن يتأملها وهي تخرج من الجامعة تودع صديقتيها وتتجه نحو الشارع الجانبي كي تركب المواصلات العامة كما اعتادت ان تفعل في اليومين السابقين ..
سار وراءها بخطوات متعجلة حتى أصبح قريبا منها للغاية لتستدير نحوه بذعر وقد شعرت به خلفها فتصيح برعب وهي تتأمل وجهه الملثم بالكامل :
" من أنت ..؟!"
وقبل أن تعي شيئا كان يرش المخدر على وجهها فتسقط أرضا قبل أن يسحبها الى داخل سيارة صديقه التي كانت تنتظره في نفس الشارع ..
الفصل الخامس
كان يقف في منتصف الغابة المتصلة بقصره يحمل بندقية الصيد خاصته موجها فوهتها نحو السماء مغمضا احدى عينيه بينما يراقب بالعين الأخرى أي طائر مناسب يمر ليطلق رصاصته نحوه ويصطاده ..
صوت رصاصة بندقيته صدح في المكان ليخفض بندقيته نحو الأسفل بعدما فرغها جيدا من الرصاص ويشير الى احد رجاله ليأخذها بينما يتابع صديقه حاتم وهو يصطاد هذه المرة ..
نجح حاتم في اصطياد احد الطيور المحلقة في السماء ليلتفت نحو قيصر بعدما أعطى البندقية للرجل الآخر وقال متسائلا :
" لم تخبرني .. ماذا حدث بشأن تلك الفتاة ..؟! ماذا كان اسمها ..؟!"
أمر قيصر رجاله بالإنصراف ثم قال لحاتم وهو يشير الى الطاولة الموضوعة بالقرب منهم وعليها العديد من المشروبات والفواكه :
" تعال نجلس ونتحدث .."
سار حاتم معه وجلس أمامه ليحمل قيصر احدى قناني العصير ويصب بضعا منه لحاتم وله ..
حمل قدح العصير وارتشف منه القليل قبل ان يقول :
" لم يحدث شيئا .. أخبرتك عما قالته والدتها عندما التقيت بها .. في الحقيقة تفكيري في حديثك من جهة وكلامها من جهة جعلاني أتأكد إن القرار الصحيح هو أن ألغي موضوع زواج فادي من تلك الفتاة .."
احتلت الدهشة ملامح حاتم الذي سأل بعدم تصديق :
" غيرت رأيك بسبب حديثي وحديث تلك المرأة ..؟! منذ متى وأنتَ تجعل كلام أحد يؤثر بك ..؟! أنت لا تتأثر بكلام أقرب الناس لك .. أنت لا تهتم بكلام من يكبرك عمرا وخبرة حتى .. "
" ماذا تقصد ..؟!"
سأله قيصر بصوت منزعج ليرد حاتم بصدق :
" هناك سبب آخر دفعك لهذا .. ما هو ..؟!"
تشدق فم قيصر بإبتسامة هازئة وقال :
" سبب ماذا ..؟! أنت فقط من يتخيل أشياء غير حقيقية .. السبب قلته منذ لحظات ولا يوجد غيره .. "
عاد يتناول عصيره بينما حاتم يردف بإصرار :
" قبل عدة ايام تشعر بالقلق على تلك الفتاة مع إنك لا تفعل هذا مع من هم أقرب لك .. فجأة تغير رأيك وتقرر إلغاء ما خططت له مدعيا إن كلامي وكلام والدتها السبب .. يا رجل أنت لا تهتم بكلام والدتك التي أنجبتك حتى تهتم بكلامي او كلام تلك السيدة .."
أكمل وهو يتمعن النظر في ملامح صديقه الغامضة :
" يبدو إنك مهتما بتلك الفتاة لكنك ترفض الإعتراف بهذا .. "
وضع قيصر القدح على الطاولة ثم نظر الى صديقه قائلا ببرود :
" أصبحت تتوهم أشياء لا وجود لها يا حاتم .. راجع نفسك جيدا وأنت تتحدث بعد الآن كي لا تقول أشياء خيالية .."
ضحك حاتم بخفة ورد :
" بل أنت من تصر على ادعاء عكس ما اقول رغم يقينك به .."
أكمل متسائلا بثقة :
" أخبرني بما تشعر داخلك يا قيصر .. ؟! افصح لي عن سبب اهتمامك بها ..؟!"
انتفض قيصر من مكانه مرددا بصوت حاد :
" أنت جننت تماما .. ألم تجد غيرها كي تقول إني مهتم بها . ؟! ما بالك يا رجل ..؟! "
نهض حاتم بدوره من مكانه ببرود ثم قال بصوت هادئ ثابت :
" قيصر الذي اعرفه لا يغضب بهذه الطريقة .. قيصر يسيطر على غضبه ويلجم إنفعاله مهما بلغت درجة إستفزاز الطرف الآخر .. أنت الأن انفعلت وغضبت كما لم تفعل من قبل .. مالذي يجعل رجلا باردا قويا مثلك مشهور بردات فعله الباردة وتماسكه في أسوء المواقف والظروف يغضب بهذه السرعة بسبب كلام بسيط بإمكانك أن تنفيه بسهولة طالما لم يعجبك .."
أجاب قيصر بقوة :
" لإنك تصر عليه رغم إنني نفيته مرارا .."
" يبدو إنك تنكر اهتمامك بها حتى داخلك .."
قالها حاتم متهكما لتتجهم ملامح قيصر وهو يرد بإقتضاب :
" اخرس يا حاتم .. "
ثم اردف ببرود :
" لدي ما يكفيني من المشاكل وما يغنيني عن التفكير بأي شيء من هذه الأشياء السخيفه التي تتحدث عنها .."
تنهد حاتم وسأله :
" ماذا حدث ..؟! أخبرني .."
أجابه قيصر بملامح واجمة :
" فادي ومرضه .. يجب أن يسافر الى الخارج في اقرب وقت ولكن .."
صمت للحظة قبل أن يردف :
" لكن أنا لم ألتقِ به منذ عدة ايام .. اذا التقيت به سيتحدث بموضوع شمس وانا لا اعرف ماذا سأرد عليه حينها ..؟!"
قال حاتم بجدية :
" برأيي لا تخبره بشيء محدد .. أخبره إنها لم تتواصل معك بعد الآن .. وإنك لا تعرف أين اختفت .. عليك أن تنهي اجراءات علاجه وسفره في اقرب وقت وتجد طريقة تجبره من خلالها على السفر .."
توقف عن حديثه وهو يسمع رنين هاتف قيصر الذي أجاب على المتصل وأخذ يستمع إليه بإنتباه قبل أن تشتعل عيناه بنيران مخيفة وهو يصيح بالمتصل :
" أيها الغبي .. كيف هرب منكم ..؟!"
أخذ يصرخ على الرجل ويتوعده هو وبقية رجالة ثم اغلق الهاتف في وجهه وأشار لحاتم قائلا بصوت غاضب :
" فادي هرب يا حاتم .."
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
.........................................................................
في احدى المناطق التي تقع في أطراف العاصمة وتحديدا في منزل متوسط الحجم يقع في أحد الشوارع العريضة التي لا يسكنها سوى عدد محدود من الناس بسبب إنعزال المنطقة وسكانها عن الجميع وقف فادي يتأمل شمس النائمة بملامح هادئة على السرير ونظراته نحوها مليئة بالشغف والرغبة ..
سمع صوت صديقه يسأله وهو يتمعن النظر في ملامح وجهها الأبيض البريء :
" ماذا سنفعل الآن ..؟!"
رد فادي بصوت جاد :
" اجلب لي عقد الزواج .. يجب أن توقع عليه عند إستيقاظها .."
اومأ صديقة برأسه وهو يبتسم بمكر مفكرا إن نيله تلك الفتاة سيكون في القريب العاجل ليخرج من الغرفة متجها نحو الطاولة التي وضع عليها بعض الاوراق من ضمنها عقد الزواج الذي طلب منه فادي مسبقا تجهيزه بالإتفاق مع صديقه المحامي ..
عاد الى الغرفة واعطى فادي الورقة ليخبره فادي :
" اذهب انت الآن وإتركني معها .. "
هز صديقه رأسه متفهما ثم خرج من المكان تاركا فادي يتطلع الى الورقة التي أعدت بإتقان وهو يبتسم بتوعد ..
اقترب ببطأ من شمس مرددا وهو يمرر أنامله بين خصلات شعرها الطويل :
"استيقظي يا شمس .. أمامنا يوم طويل ينتظرنا .. "
بدأت شمس تتحرك بخفة حينما تغضن جبينها بإنزعاج لتفتح عينيها أخيرا بعدم ادراك لما يحدث في بادئ الأمر
..
جحظت عينيها ما إن أستوعبت ما يحدث معها ووجود فادي حولها لتنتفض من مكانها وهي تصرخ برعب :
" ماذا تفعل هنا .. ؟! ابتعد عني ..."
همت بالقفز بعيدا عنه لكنه حاوطها بذراعيه دافعا اياها نحو السرير مرة أخرى ليرتطم ظهرها في الخشب بقوة بينما تشهق هي فزعا وتقول بخوف شديد :
" ماذا تريد مني ..؟! دعني ارحل من فضلك .."
اقترب فادي منها حتى أصبحت المسافة بينهما شبه معدومة ليخفض عينيه الجريئتين نحو عينيها المرتعبتين ويهتف بهدوء مستفز :
" اهدئي يا شمس .. انا لن افعل بك شيئا يضرك .. بالعكس أنا سأقدم لكِ كل ما يسعدك .."
صرخت وهي تدفعه بعيدا عنها :
" اتركني ايها النذل .. ابتعد عني .."
قبض على رسغيها بأنامله ضاغطا عليها بقوة مرددا بصوت هائج :
" اخرسي يا شمس ... لا تستفزيني بتصرفاتك المتخلفة .."
صرخت بكره وهي تبكي :
" أيها المتخلف الحقير .. إياك أن تلمسني .. من تظن نفسك لتفعل بي هذا .. ؟! أخبرني .."
ضحك بقوة قبل أن يقول :
" ألا تعلمين من أكون يا شمس ..؟! انا فادي ... فادي عمران .. ابن أكبر وأهم عوائل البلد .."
أردف بتهكم :
" يكفي إن أخي قيصر عمران .. هو وحده سبب كافي ليجعل الجميع يرتجف مني خوفا .."
هتفت شمس بصوت كاره حاقد :
" أخوك النذل .. الحقير الذي يهدد الفتيات ويجبرهم على ما لا يريدونه .. هل أصبح أخوك مثلا تفتخر به ..؟!"
نظر إليها بإبتسامة سعيدة ثم قال وهو يمرر إبهامه على فكها :
" هددك أليس كذلك ..؟!"
صاحت وهي تزيح فكها بعيدا عنه بينما رسغيها ما زالا مضغوطين بأنامله القوية :
" نعم هددني .. هددني لأجلك .."
رد بفتور :
" وساومني بدوره .."
أكمل وهو يضحك بإستمتاع :
" لكنني خيبت ظنه وأمتلكتك بدونه .. بدون مساعدته .. بدون الخضوع له ..."
أكمل وهو يسيطر على ضحكاته :
" كم أتمنى أن أرى وجهه حينما يعلم إنني حققت ما أريده دون أن أخضع له ..؟! كم أتمنى أيضا أن أدرك شعوره عندما يعرف إن أخيه الصغير خرج من تحت سلطته ليتغلب عليه فيهرب منه ويجلب الفتاة التي ساومها لأجله عنده تحت قدميه .."
نظرت شمس اليه غير مصدقه لما يقوله لتهتف بعدم استيعاب :
" أنتَ غير طبيعي حقا .. هل خطفتني فقط كي تثبت لأخيك إنك لا تختلف عنه في القوة والسلطة .. ؟!"
ضحك وهو يجيب :
" هذا أحد السببين .. والسبب الآخر هو شغفي الشديد لإمتلاكك منذ أول يوم رأيتكِ به .."
أكمل وهو يتطلع الى عينيها المذعورتين :
" لقد تخيلتك وأنتِ معي وبين أحضاني طويلا .."
صرخت وهي تحرر رسغيها من قبضة أنامله ليعطيها حريتها أخيرا فتبدأ بتفريكهما وهي تبكي بصمت ..
تابعها وهي تفرك رسغيها ليقول بعد لحظات :
" اذا أنت جئتِ إلي بعدما أجبركِ قيصر على ذلك ..؟!"
ردت وهي تتوقف عن فرك رسغيها واحدا تلو الاخر :
" نعم .. هددني بسببك .. أراد مني أن أقنعك بالعلاج .. أخبرني إنك مريض سرطان وترفض أخذ العلاج .."
أكملت وهي تمسح دموعها بكفيها :
" ما ذنبي أنا إذا كنت ترفض العلاج وتريد الموت ..؟! أخوك أراد أن يدمر حياتي كي ينقذ حياتك التي ترفضها انت .."
ابتسم فادي بسخرية وقال :
" لإنه يحبني .. لا يستطيع فقداني .."
قالت شمس وقد بدأت تستجمع قواها :
" ولكن معه حق في رغبته بعودتك للعلاج .. أنت يجب أن تتعالج .. لا تدع خسارتك بقدمك تحبطك هكذا .."
سيطر الذهول على ملامحه وهو يسأل :
" قدمي ..؟! ماذا تقصدين ..؟!"
ردت متلعثمة :
" قدمك التي بترت بسبب المرض .."
" هل تمزحين يا شمس ..؟! ما هذا الهراء ..؟!"
قالها فادي بغضب لتسأل بعدم فهم :
" أليست إحدى قدميك مبتورة ..؟!"
" كلا.."
رد بقوة لتنظر إليه بعدم اقتناع فتتفاجئ به يرفع حافة بنطاله من الجانبين فتظهر قدميه سليمتين تماما ..
....................................................................
لكمة قوية تلقاها احد رجال قيصر جعلته يقع أرضا بينما تقدم حاتم نحوه محاولا تهدئته وهو يقول :
" اهدأ يا قيصر .. الأمور لا تحل بهذه الطريقة .."
صاح قيصر وقد احتل الغضب كل إنش فيه :
" كيف تحل إذا ..؟! عشرات الحراس لا يعرفون حماية القصر .. عشرات الحراس يتخطاهم فادي بكل سهولة ويهرب .."
أكمل وهو يشير الى رئيسهم المتوتر :
" وأنت .. ما دورك يا بك ..؟! كيف هرب منكم ..؟! أخبرني هيا .."
رد الرجل وهو يحاول السيطرة على اعصابه :
" يا باشا لا نعلم .. نحن نحرس القصر كما اعتدنا ان نفعل طوال الوقت .. لم نغير اي شيء ولم يتهاون احد في وظيفتنا .. ربما هناك احد ساعده في الهرب .."
أغمض قيصر عينيه بنفاذ صبر قبل أن يفتحها ويقول :
" كيف سأجده الآن ..؟!"
أكمل وهو يشير الى احد الحراس :
" نادي روز فورا .."
سارع الحارس لينفذ ما قاله فتأتي روز بعد لحظات بسرعة ليسألها ما ان وقفت أمامه :
" هل علم أحد بهروبه ..؟!"
ردت بسرعة :
" كلا يا بك .. لا السيدة كوثر ولا الآنستين حوراء ودينا علمتا بشيء حتى الان .."
أردفت وهي تتذكز شيء :
" قيصر بك .. ربما ما سأقوله مهما لك .. منذ عدة أشهر وقبل أن ينتكس السيد فادي سمعته يتحدث في الهاتف مع شخص يخبره عن رغبته في شراء منزل في احدى المناطق البعيدة .. حسنا لقد ذكر اسم المنطقة لكنني لا أتذكره بالضبط... حتى قال إن تلك المنطقة بعيده للغاية تقع في اطراف العاصمة .. "
تطلع قيصر إليها بإنتباه بينما أكملت هي :
" لا اعلم اذا ما اشترى او لا .. لكن اذا ما تأكدتوا انه ما زال في البلاد فبالتأكيد لديه مكان سري يبقى فيه .. ربما بالفعل وجد في تلك المنطقة منزلا مناسبا كما اراد .."
قال حاتم متسائلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
" ألا تتذكرين إسمها ..؟!"
اجابت بجدية :
" لا أتذكره بالضبط لكنني اذا سمعته من جديد سأتذكره فورا لإن اسم تلك المنطقة ظهر أمامي في الاخبار عدة مرات .."
أخذ خاتم يذكر على مسامعها بسرعة اسماء جميع المناطق البعيدة بينما قيصر يتابعهما بوجوم شديد ..
........................................................................
كان فادي يتأمل شمس المصدومة بهدوء قبل أن يقول :
" لا تستغربي .. قيصر يفعل اي شيء ليحقق ما يريد .."
ردت بعدم تصديق :
" يحقق ما يريد بهذه الطريقة ..؟! بالكذب والخداع ..؟!"
نهضت من مكانها وقالت وهي تهز رأسها بعدم استيعاب :
" أنتم عائلة غير طبيعية .. جميعكم مرضى .. مهووسون بحب السيطرة على الآخرين وإستغلالهم .. "
حدقت به بعدها ورددت :
" لا أصدق إن هناك أشخاص بمثل هذا الشر وانعدام الضمير .."
قال فادي بجدية :
" لا تقارني بيني وبينه من فضلك .."
صاحت وقد فاض الكيل بها :
" انت لا تختلف عنه .. خطفتني كما فعل هو .. وبالطبع ستفعل اشياء كالتي فعلها .. "
جحظت عينا فادي وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعة أفرغتها ويمسك بذراعها متسائلا بصوت متحفز :
" ماذا تقصدين بكلامك هذا ..؟! هل نمتِ معه ..؟!"
اتسعت عيناها بعدم تصديق ليكمل :
" لا تندهشي هكذا .. أخي وأعرفه اكثر من الجميع .. لا يترك فتاة تفلت من تحت يده .. وأنتِ مثلك مثل الجميع اذا ما ارادك سينالك ويأخذ ما يريده منكِ ويترككِ .."
صاحت بغضب :
" أيها الحقير.. هل تظنني مثل النساء اللتي يعرفهن أخوك ..؟!"
رد وهو يتأمل جسدها بطريقة أرسلت به القشعريرة :
" ليس بالضبط .. لكنكِ صغيرة وضعيفة .. وهو بجبروته يستطيع أن ينالك حتى لو اضطر لإغتصابك .."
ارتجف جسدها بالكامل لتحرر ذراعها من قبضته وتهتف بخوف وضعف :
" ماذا تقول انت ...؟!"
أجاب وهو يلوي فمه بإبتسامة متهكمة :
" اقول ان قيصر لا يترك إمرأة يريدها تفلت من يده .. هو ينال من يريدها حتى لو أجبارا عنها .."
أردف وهو يتمعن النظر في وجهها الذي إصفر كليا :
" هل فعلها ..؟! هل اخذك عنوة ..؟!"
صفعته على وجهه بلا وعي قبل أن تصيح به :
" أيها السافل ..كيف تجرؤ على قول عذار..؟! كنت سأقتل نفسي قبل أن يلمس جسدي بيديه القذرتين .."
جحظت عيناه مما فعلته ليجذبها من شعرها بقسوة مرددا :
" أنتِ حقا جريئة اكثر من اللازم .. تضربينني انا .. "
دفعها بعيدا عنه بقوة ليرتطم ظهرها بالحائط خلفها فتشعر بألم شديد يغزو ظهرها ليجذبها نحوه من جديد مقربا وجهه من وجهها هاتفا بها بتوعد :
" بإمكاني ان افعل اي شيء قد يخطر على بالك في هذه اللحظة لكنني لن افعل .. ليس حبك بك او خوفا عليك .. لكنني لا رغبة لي بذلك اليوم .."
اكمل وهو يتقدم بتلك الورقة نحوها :
" لكن الآن أريد منك ان توقعي على هذه الورقة .."
سألته بصوت مرتعب وقد تأكدت إنها تتعامل مع مجنون :
" ما هذه ..؟!"
ليجيب بصوت جاف :
" عقد زواج بإسمي واسمك .."
" أنت مجنون .. أي عقد زواج تريد مني توقيعه ..؟! "
رد بلا مبالاة :
" عقد زواجنا يا حبيبتي .."
هزت رأسها نفيا وهي تقول بإضطراب :
" هذا جنون .. ابتعد عني .."
وما ان انهت كلامها حتى وجدته يصوب فوهة مسدسه الذي كان يخبأه في بنطاله ناحيتها مرددا بصوت عالي :
" طالما جنون جنون .. لأتصرف بجنون حقا .. "
اكمل وهو يراقب ملامحها الفزعة :
" إذا لم توقعِ حالا سوف تموتين .. لن اتردد لحظة واحدة في قتلك .. في جميع الاحوال انا ميت .. ايامي في الحياة باتت معدودة .. يعني لا يوجد شيء اخشى عليه .."
هزت رأسها نفيا لتجده يصرخ :
" لديك ثواني معدودة .. لا تجازفي بحياتك مع مجنون مثلي .."
كان مسدسه موضوعا فوق جبينها ينظر الى وجهها الغارق بدموعها بلا أدنى شفقة هاتفا بصوت صارم :
" وقعي .."
شعرت بإن نهايتها إقتربت وهي تسمع صوته الثابت يأمرها أن توقع على هذا العقد اللعين بلا أدنى رحمة لتشهق وهي تسمعه يكمل :
" إذا لم توقعِ حالا فسوف أفرغ رصاص مسدسي في رأسك .."
هتفت بصوت مذعور :
" سأوقع .. والله سأوقع .."
مسكت القلم المرمي على الارض ثم الورقة لتضغط على القلم بأصابع مرتجفة وتهم بالتوقيع لكن هناك شيء ما منعها فتشجعت وهي ترمي القلم ارضا وتتبعه بالورقة وتردد :
" لن اوقع .."
فوجئت برصاصة تخرج من مسدسه نحو الحائط خلفه لتنتفض من مكانها فزعا بينما سارع فادي لج *ذبها نحوه بين ذراعيه بعدما القى المسدس ارضا واخذ يهتف بتوعد :
" أنتِ من بدأتِ وعليكِ التحمل .."
ثم رماها على الف *راش لتصرخ فزعا وهي تشعر بجس *ده يجثم علي *ها فيهتف بسخرية :
" بعدما سأفعله سوف تتوسلين بي كي اتزوجك وأنا سأرفض .. "
ثم اخذ يقب *لها عنوة وهي تدفعه وترفسه بعيدا عنها ..
ظلت تقاومه وهو مستمر في تقب *يل كل انش من جس *دها ثم سارع لخ *لع ملابس *ها بينما مقاومتها تزداد شراسة وهي تجاهد كي تدفع جس *ده الضخم بعيدا عنها ..
شعرت بنفسها تت *عرى تدريجيا فبدأت تضربه بلا وعي وهي تتمنى حقا أن تفعل اي شيء لتشعر بش *فتيه تتحرك على جس *دها الذي أصبح عاري *ا تماما بين ذراعيه بينما يديه تنزعان قم *يصه عنه بسرعة ..
شعرت إن كل شيء على وشك الانتهاء وان شرف *ها اصبح على المحك ومقاومتها تخر تدريجيا وهي تشعر بجس *ده الع *اري يقتحم جس *دها بقوة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تعليقات
إرسال تعليق