رواية أحيت قلب الجبل الفصل السابع والثامن بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت السابع والثامن بقلم ياسمين محمد
الفصل السابع
************
امام غرفة العمليات تجلس ارضا وما زالت بقايا الدموع علي بشرتها تغمض عينيها وكأن الحزن قد قرر ابتلاعها حتى لفظ آخر انفاسها ،شبح الفقد يلوح لها في الافق ينتظر اقتناص احبائها ، لا تقوى علي الفقد مرة آخرى فتحت عينيها تناجي ربها بصمت وينبوع دموع قد فاض، دموع لم تجف رغم مرور السنوات وقد زادها ما يمر به منصور وحياة.. ابنتها التي لم تنجبها، ابنة قلبها ،احدى عطايا الرحمن لها كي تصمد في حياتها بعد ما فقدت روحها ،وعند تلك الفكرة ، لاح بذاكرتها ذكرى يوم مشئوم ، حادث مازالت تتذكره وكأنه امس يوم فقدت فيه روحها ، حادث ترك بقلبها ندبة .. ، ندبة مازالت تنزف براكين من نار وكأنها اقسمت ان لا تطيب ابدا ..
Flash back
زينة وشموع واطفال يمرحون فرحين .. وكعكة عيد ميلاد كبيرة يتوسطها صورة لطفل صغير حولها 5 شمعات
وصغير متذمر ..لا يريد إطفاء الشمع إلا بوجود والده حيث هو علي عهد معه ان لا يطفيء الشموع بدونه ،هي الابتسامة مليء شدقيها ترحب بهذا وتمازح تلك ..تتفقد الاطفال الصغار من منهم لم يأخذ حلوى بعد .. نظرت إلي صغيرها لتجده يشوب فرحته بعض الحزن توجهت اليه تدنو علي ركبتيها حتي تصل الي مستواه تضمه في عناق امومي وكأنها بتلك الضمة قد امتلكت الدنيا والعالم بين يديها ، قطعة منها ..من روحها ولدها وصغيرها الوحيد الذي اراد الله الا يكون لها ولد غيره "بعد اختبارها لإحدى عمليات استئصال الرحم " وهي راضية كل الرضى بقضائه، تركت له مساحه التحرك بين يديها ، تلاعب ارنبة انفه بأنفها قائلة
: حبيب قلب ماما زعلان ليه ..حد يزعل يوم عيد ميلاده كده
رد عليها الصغير بحزن يقلب شفتيه للأسفل
: بابا وعدني انه هيطفي معايا السمع
ليرفع كف يده امام وجهها مردفا
: الخمسه كلهم ..وما جاس وسكله كده هيتأخل واصحابي هيزهقو ويمسو
اطلقت والدته ضحكة عاليه تضمه اليها بحنان قائلة
:ياروحي ..مش تزعل خلاص بابي علي وصول وانا مش هخلي حد يمشي الا لما بابي يجي..
ثم رفعت كفها امام وجهه قائلة في مرح وهي تغمز له بعينيها تردف
: وكمان يطفي معاك الخمس شمعات
عانقها الصغير وقد ابدلت حزنه الى ابتسامة واسعة ،وهذا كل ما تريده هي في الحياة ان ترى فقط ابتسامته ان تراه سعيدا دائما ، عانقته بدورها قائلة
: يالا بقي روح لصحابك العب معاهم علي بال ما اشوفلك الحلويات اللي بتحبها استوت ولا لاء
ترك الصغير احضانها واتجه نحو اصدقائه يلهو معهم ،
ولو تعلم هي انه آخر ما ستناله منه هي تلك الضمة لما تركته ابدا من بين يديها ولواحترق العالم بأكمله من حولها ، توجهت هي الي المطبخ تتفقد بعض انواع الحلوى التي اعدتها بنفسها خصيصا لأجله ، دلفت الي الداخل لتسأل الخادمة
: طفيتي علي الصواني يا "عليا "
ارتبكت الخادمة وسقط ما بين يديها لتسرع بلهفة تلملمه من علي ارض المطبخ، دنت منها حنان تساعدها قائلة بحنانها المعهود مع الجميع
:خلي بالك ...
تعثرت عليا ، توترت كلص خائف بل مزعور من ان تكتشف جريمته
لتنظر لها حنان مردفه
: مالك يا عليا في حاجه تعباكي ..
نهضت بارتباك تنظر لها بصمت وعينيها تلتمع بالدمع لا تقوى علي النطق وكأن احدهم اقتلع لسانها عنوة،اسرعت حنان اليها تربت علي كتفها قائلة
: في ايه بس ، مالك ..لو تعبانه روحي وابقي تعالي بكره بدري ساعديني
لتلتفت لها عليا سريعا قائلة بلهفة
: لا ...
نظرت لها حنان باستغراب فاردفت عليا تمسح دموعها وقد استدركت نفسها
: ااا قصدي لا مش تعبانه انا بس قلقانه شوية علي مصطفى
اومأت لها حنان تربت علي كتفيها وعلي وجهها علامات التأثر قائلة
: ما تقلقيش باذن الله ربنا قادر يشفيه ، انا بلغت منصور قبل سفره هو ليه معارف دكاتره كتير ، هيسأل ويطمنك بامر الله
ثم اردفت بابتسامتها الحنون
:باذن الله ربنا يشفيه وتشوفيه عريس اد الدنيا
اومأت لها عليا تشكرها ثم ذهبت الي عملها في شرود ،خرجت حنان تتفقد الصغير ،علت همهمات الكبار و صراخ الصغار زعرا حين قطع التيار الكهربائي لتنادي حنان بأعلى صوتها علي صغيرها بقلب ام يرتجف خوفا
: مازن ..مازن
فهي تعلم انه يخاف الظلام يهابه حد الكره، تمشي بحذر بين الأطفال كى لا يتأذي احدهم، تطمئنهم تارة وتنادي الصغير تارة
: ماتخافوش ياحبايبي ..مازن ..مازن
ليأتي التيار فجأة وياليته ما اتي ليته ظل الظلام و عاشت مابعد ذالك فاقدة للنور والحياة ، على صياح الصغاار فرحا ، انقبض قلب حنان وهي تمشط الاطفال بعينيها باحثة عن ولدها بينهم ولا تراه اشتدت خفقات قلبها تزلزل صدرها ، ارتجف جسدها خوفا وقلقا
بحثت عنه فلم تجد له اثر وكأنه قطرة مطر تبخرت مع طلوع شمس حارقة ..شمس غربت عن حياتها منذ ذالك اليوم لكنها تركت حرقتها بقلبها ،ظلت تبحث وتبحث ،بحث استمر لاكثر من 25 عام ومنذ ذالك اليوم وهي فقدت الروح، حادث اختفاء صغيرها يوم عيد مولده لا يزال يدمي قلبها ..يشطره بين الحينة والاخرى الى نصفين ..
Back
عادت من ذكرياتها علي صوت فتح باب غرفه العمليات وخروج احدى الممرضات مسرعه شبه مهروله لتنهض حنان من الارض تتعلق بسراب امل ، تناديها بلهفة
: لو سمحتي ..الحالة اللي جوه ...
قاطعتها الممرضة قائلة وهي تتخطاها سريعا
: ادعوله ياجماعه ..الحاله محتاجه دم وفصلية دمه مش موجودة في المستشفي ..
صرخت حنان باكية تضع يديها علي فمها تكتم صرخات قلبها الملتاع ، ترنحت في عدم اتزان . تشعر وكان احدهم يسحب الهواء من حولها ، يضيق عليها الدائرة فتختنق شيئا فشيئا
نهضت سارة تسندها حتي تجلس وتبكي هي الاخرى بدورها قائلة
اهدي ياطنط ..ان شاء الله هيبقي كويس ..انا هنزل وراها اشوف
تركتها ترثي رماد قلبها وذهبت خلف اللمرضة ..
___________________________________
وصل قصي بسيارة يوسف امام المشفى ترجل منها نحو باب الاستقبال يسئل موظف الاسقبال باهتمام قائلا
: بعد اذنك ..في واحد جه من شوية في حادثة هنا
نظر الرجل بلا مبالاه روتينيه الى الدفتر الكبير امامه ثم رد قائلا
: ايوه منصور محمد المنياوي
سأله قصي عن مكانه تحديدا فأجابه الموظف
:هو تقريبا في العمليات دلوقت ، الدور التالت الممر اللي علي اليمين
شكره قصي يتوجه بخطواته سريعة نحو الدرج صاعدا الي الطابق الثالث يتبعه يوسف ليستوقفه صوت فتاة تزعق باحدهم في غرفة ما، على بابها يافطة "بنك الدم " قائلة
: يعني ايه فصيلته مش موجودة ده بيموت ..
علي ما يبدو ان المريض احد اقربائها
رد عليها الماثل امامها ببرود تام
: يعني فصيلة دمه مش موجودة ..اعملك ايه انا ..؟
نظر قصي الي يوسف قائلا وهو يتوجه نحو الجلبة في تلك الغرفة
: تعالى ..
نظر له يوسف باعجاب داخلي فذالك هو صديقه، لا يتوارى عن مساعدة أحدهم ابدا
دلف قصي يتدخل في تلك المشادة بينهم قائلا
: اناااا ممكن اتبرع لو فصيلة دمي مطابقة ليه ..ثم نظر الي يوسف مردفا
: ولو اانا مش مطابق ..هنشوف يوسف
نظر له يوسف بقهر ليومأ له قائلا
: ااا..اه طبعا
لتنظر لهم سارة بامتنان تشكرهم ببكاء
: متشكرة جدا ..
دخل يوسف وقصي لأخذ عينه الدماء ومطابقتها بعينة
المصاب اسرعت الممرضة تعطي العينات للمعمل
لتظهر ان احدي العينتين ملائمة للمريض
ابتسمت سارة من بين دموعها خارجه تصعد الي حنان تخبرها بالبشرى ، وصلت عندها لتسرع قائلة بلهفة تبعث لها بعض ومضات من الامل
سارة : واحد اتبرع بالدم لانكل ياطنط الحمد لله
لتنتبه لها حنان من بين دموعها وقد انتفض قلبها وكأنه عاد الي الحياة عند ما لاح اماما شبه امل في نجاة منصور
: الحمد لله ..ياما انت كريم يارب ..ياما انت كريم يارب
لتظهر الممرضه بعد دقائق تحمل اكياس الدم مسرعه نحو غرفة العمليات
نظرت حنان بعيون دامعه ممتنة بداخلها لذالك المتبرع الي سارة قائلة
: هو فين ياسارة ..عاوزة اشكره
اومأت لها ساره ثم اخذت بيديها الي مكان المتبرع
______
انتهت الممرضة الخاصة بسحب العينه من سحب الكميه الكافيه لتنظر الي قصى بهيام تسبل له عينيها وما تتراوده افكارها الوردية انها ببستان هي وهو فقط وحولهم الورود وفراشات ترفرف في الانحاء، ابتسمت تناوله عبوة عصير كرتونيه قائلة بدلال مصتنع
: خد اشرب ده ..بالهنا ...
لينظر لها قصي باستنكار قائلا
: شكرا مش عايز
لتطلق الممرضة تنهيدة هيام ، بينما يوسف يحاول جاهدا كبت ضحكاته
استقام قصي يعدل اكمام قميصه ، لتبتسم الممرضة ابتسامه بلهاء تنظر بإنبهار الي ذراعيه، فابتعد قصي خطوة للوراء خارجا من الغرفة تاركا اكمام قميصه غير مهندمة يتبعه يوسف ضاحكا
بينما القت له الممرضة قبلة في الهواء متنهدة بهيام قائلة
: سلام ياقمر ..هو في كده يا اخواتي..؟
______________________________
صعد قصي الدرج خلفه يوسف متوجهين الى الطابق الثالث حيث غرفة العمليات ليطمئن على الذي من المفترض خال ...انتبه الي انه لم يعرف اسمها حتى تقدم بخطواته يفكر عازما ان اول ما سيعرفة عند لقائها التالي هو اسمها ، وصل الي غرفة العمليات لم يجد احد ، انتظر قليلا ، فإذا بأحدهم يفتح باب الغرفة ليسأله قصي
:لو سمحت المصاب في الحادثة حالته ايه...؟
رد عليه الآخر قائلا بعملية
: حالته استقرت نوعا ما..ان شاء الله يقوم بالسلامه
اومأ له قصي شاكرا ، نظر اليه يوسف قائلا
: الحمد لله كويس انه ما ماتش ..
اومأ له قصي وبداخله مشاعر عدة مختلفة احداهما ضيق والاخرى فرح وثالثة لم يستطيع تميزها او معرفة هويتها ، اشار الي يوسف ليلحقه قائلا
: يالا بينا ...
وفي تلك الاثناء كانت حنان وسارة امام بنك الدم يسألون علي المتبرع فأخبرتهم الممرضة بأنه ذهب لتسألها حنان
: طيب ما تعرفيش اسمه ايه
ردت عليها الممرضة
: لا .. لكن ممكن تلاقي دكتور التحاليل اخد اسمه مش عارفة
شكرتها حنان وعادت الي المصعد لتنتظر خروج منصور امام غرفة العمليات ، بينما قصي ويوسف ينزلان الدرج
،بعد وقت لا بأس به خرج منصور ممدد علي السرير ذو العجلات ساكن الحركات فاقدا للوعي ، كتفه بزراعه مجبر وموصل به اسلاك عدة ، تألم قلب حنان وكأنها هي الممددة فاقدة للروح انتفضت بلهفة تسأل الطبيب باكية
: ارجوك يادكتور طمني عليه ..
طمئنها الطبيب قائلا
: الحمد لله بصعوبة وبفضل ربنا انقذنا حياته، لولا لقينا فصيلة دمه في الوقت المناسب.. كان هيبقى في خطورة شديدة علي حياته ،
حنان وهي تحمد الله وشلال دموعها لا ينقطع نزوله من عينيها
: الحمد لله يارب ..الحمد لله
لتسأل سارة الطبيب بلهفة
: هو هيفوق امته يادكتور
رد الطبيب عليها بروتينيه معتادة
: هيبقى في العنايه المركزة وتحت الملاحظة حوالي 48 ساعة لحد ما نتطئن وباذن الله هيفوق على بكره الصبح
شكرت الطبيب وذهب، لتحتضن سارة حنان تحمد الله باكية، التفت حنان ترفع يديها الي نافذة الممر تدعو للمتبرع دعوات صادقة بقلب صادق
: ربنا ينجيه ويحفظه ويبعد عنه ولاد الحرام
لتقبض علي قلبها تبكي ، وقد اختلطت دموع الفرح بدموع الفقد والحزن ...
____________________
فتحت عيونها بتثاقل تشعر وكأن رأسها يكاد ينفجر، وكأن الألم ينهش بخلايا رأسها نهشا ، ببطء شديد فتحت عينيها ترمش بها عدة مرات تتشوش امامها الرؤيه وكأنها تنظر من خلف نافذة زجاجية اثناء ليلة ممطرة ، وضعت يديها علي رأسها تتأوه بخفوت ثم اتسعت عينيها تنتفض فجأة ناهضة عن الاريكة متذكرة حديث ذالك الغريب عن خالها والحادثة ، تألمت وكأن احدهم قبض علي قلبها بقبضة من حديد نظرت بجانبها لتري سيدة بجوارها تبتسم لها بارتياح قائلة
:كل ده نوم ..
لتنظر حياة حولها في استغراب قائلة
:انا فين ..وانتي مين ..؟!
اقتربت منها عنايات تربت هلي كتفها لترجه حياة الي الخلف قليلا منكمشة علي نفسها في خوف شديد.
هدأتها عنايات تنظر لها في شفقة قائلة
: ماتخافيش ياحبيبتي ..
همت حياة ان تنهض واقفة فشعرت فجأة ببعض الدوار وكأنها بدوامة لا نهاية لها ، جلست مرة اخري واضعه يديها علي عينيها قائلة وهي علي وشك البكاء
: انا فين؟ ...انا لازم امشي من هنا ..
اسرعت عنايات و التقطت هاتفها تحادث يوسف ليخبر قصي كما امرها ...
_________________
بينما علي الجانب الاخر يجلس يوسف بسيارته حيث طلب منه قصي التوقف امام احدى محلات الملابس
جلس مستغربا يستنكر تصرف صديقه ، لتأتيه مكالمة عنايات تخبره ان حياة قد افاقت من فقدان وعيها
: يوسف بيه ...ااا حضرتك فين
توترت عنايات امام حياة لا تعلم ماذا تقول
ليأتيها صوت يوسف بالجانب الاخر متسائلا
: هي فاقت ..؟
ردت عنايات
: ايوة ..ياريت تيجو بسرعه
رد عليها يوسف قائلا
: تمام ..دقايق ونبقى عندك
اغلقت معه الهاتف ، فاستقامت حياة غاضبة تستند علي الاثاث بتعب ، وما يدور ببالها انها مختطفة مرة اخرى
: انتو مين ..؟...وانا فين بالظبط ؟
رفعت عنايات كفيها تهدأ حياة قائلة
: اهدي يابنتي ..
لتقاطعها حياة عندما استدارت تركض نحو باب الفيلا
....................
بينما انتهي قصي خارجا من محل الملابس متوجها الي سيارة يوسف بيده عدة حقائب ، ركب السيارة فاسرع يوسف يخبره بمكالمة عنايات ليرد عليه قصي بلهفة قائلا
: اطلع بسرعه ...
اومأ له يوسف واسرع ينطلق بسيارته الي الفيلا ...
_________________
حاولت حياة فتح الباب بلا جدوى فعلى ما يبدو انه موصد من الخارج لتلتفت لعنايات تبكي بكاء مريرا تتوسلها كمن على حافة الموت قائلة
: ارجوكي ..ارجوكي خرجيني من هنا ...
نظرت لها عنايات في تأثر لا تعلم ماذا تفعل ،لا تعلم ما هي قصة تلك المسكينة وما خلفها ، جثت حياة ارضا باكية قلبها يتمزق قلقا بل يحترق على خالها بعد ما اخبرها ذالك الغريب بأمر الحادثة،لا تمتلك حيلة ولا قوة لمواجهة كل تلك الأزمات ، غزالة صغيرة شاردة في غابة ذئاب لاتعرف قلوبها الرحمة.. لم تختبرها مطلقا ، تتمني فقط لو تراه ..تطمئن عليه ،تحتضنه ، ان تنعم بدفئ يديه وهو يربت بها علي شعرها بحنان
ان تسمع فقط صوته ولو لمرة واحدة يناديها "حياتي" لتنظر الي عنايات تستعطفها ببكاء ، وقد اغرورقت وجنتيها بالدموع كالغريق الذي يتعلق بقشة ما
: طيب ممكن مكالمة تليفون ..صدقيني مش هتكلم ،انا بس هسمع صوت حد واقفل علي طول
نظرت لها عنايات ثم وجهت نظرها الى الهاتف بين يديها في تردد ، لتستقيم حياة من الارض تمسح دموعها بظهر يديها عندما لمحت ترددها ،اقتربت منها تربت بيديها عدة مرات متتاليه علي صدرها في توسل ورجاء، تستعطفها ، ولا يزال الدمع يتساقط من عينيها قائلة من بين شهقات بكائها
: والله العظيم ما هتكلم ..ماتخافيش ..هسمع صوته واقفل
انخفض صوتها بيأس، ثم مالت للأمام تنحني ارضا منهارة غير قادرة على الوقوف ، بخفوت مرهق من يين بكائها اردفت
: هسمع صوته بس وهقفل ...اوعدك والله ...
ضغطت عنايات علي شفتيها واضعة يديها علي فمها تلتمع عينيها بالدموع تأثرا بحالها، وقد رق قلبها لذالك الملاك الباكي ، تفكر ، ماذا لو اعتطها الهاتف تجري المكالمة..؟ هل سيكون ذالك تصرف صائبا ام خاطئ
واثناء تفكيرها فتح باب الفيلا ودلف منه قصي كشعاع امل بالنسبة اليها ،انطباع بداخلها يخبرها انه الخلاص من كل مأزق ، تقدمت نحوه تشعر بارتياح غريب ،ربما لانه من الممكن ان يكون علم خبرا ما عن خالها تريح به قلبها ، او ربما لانه الوحيد الذي ساعدها في ورتطتها تلك ، نظر قصي لها مباشرة وقد اختلجت خفقات قلبه لرؤيتها باكية بتلك الصورة ،وقفت امامه منهكة القوى والدموع تنهمر كالشلال من عينيها ترجوه قائله
: ارجوك خليني امشي من هنا ..انا عاوزة امشي
شهقت مطرأه برأسها للأرض تتساقط دموعها امامه
انتفض قلبه، هم ان يقترب ، لكنه انتبه لنفسه سريعا بداخله تجاهها شعور مريب يحثه علي حمايتها ، رابط خفي يربط بينهما لا يدركه هو ليتحدث وعيونه متسعه شبه متلهفا ، ومنزعجا من روئيتها علي تلك الحالة
: طيب اهدى.. ممكن تهدي ونتكلم ..؟
اومأت له في طاعة تضع يديها علي فمها تكتم شهقات بكائها، انزعج ، يتألم قلبه لرؤيتها هكذا ، فرد قائلا ليهدأها
: لو عاوزة تمشي اناا مش مانعك ...
نظرت الي عينيه بغته تتأكد من صدق كلامه وبريق الدموع يلتمع بعينيها كلؤلؤ ابيض ،ارتعش شيئا ما بداخله عندما التقت نظراتهم ،نظر لها للحظات يذدرد ريقه ببطء
لترد حياة من بين شهقاتها تومأ عدة مرات قائلة
: ايوة ..ايوة عاوزة امشي ارجوك
اذدرد قصي ريقه ثانيه وقد ضاق صدره بعض الشيء لفكرة ذهابها ليرد قائلا
: حاضر ..بس ممكن نتكلم الاول
اومأت له لتدور حائرة تائهة، تجلس علي احدي المقاعد ، جلس قصي امامها ، مال الي الامام يشبك اصابعه مستندا بساعديه الي ركبتيه قائلا بنبرة هادئة
: ممكن تهدي ..عشان نعرف نتكلم ؟
امأت له تنظر ارضا تمسح دموعها كطفلة مطيعة ، كم بدت بريئه ولا حيلة لها في ذالك الوقت تماما كالأطفال
ليتحدث قصي متسائلا
: انتي مين ..؟
ردت وهي ما زالت تمسح تلك اللآلئ التساقطة من عينيها تحاول ان توقف بكائها قائلة
: انا حياة ..
ياإلهي ..ما تلك البهجة التي انتشرت بداخله لمجرد سماع اسمها..!! ..حياة .. شعر بنسمة هواء هبت علي حين غفلة لتنعش انحاء روحه المتعبة ، ابتسم بشرود لم تلحظه حياة ثم تنحنح قائلا بجد
: مين اللي كان معاكي في المطار ..جوزك ؟
اشتدت وتيرة بكائها اكثر تنفي برأسها تلك الصلة المزعومة
:لاء ...لاء ..
ضيق قصي ما بين حاجبيه بتفكير ليسألها
: اومال ازاي كنتو هتسافرو ..كان هيخرج ازاي بره البلد بيكي لو مش جوزك ..؟
تنهدت حياة بتعب قائلة
: كان معاه عقد مزور ..سمعته بيقول كده وهو بيكلم ...
ومضات من الفرح اشتعلت بداخله ، لماذا شعر بذالك الشعور لعلمه انها ليست زوجته .
لتصمت حياة متذكرة تلك اللحظات المخزية،لم تشأ ان تذكر والدها، ليس لعدم تشويه صورته او ما شابه لا ..لكنها لا تريد استذكار تلك اللحظات يكفي انها اختبرتها مرة واحده لا تريد الشعور بذالك الاحتراق ثانيه ،
انتبهت اليه في لهفة وقد عادت عينيها بإنتاج الآلئ مرة اخرى عندما قال
: منصور محمد المنياوي .. ؟
تساقطت دموعها سريعا.. عندما ذكر اسمه وصورته امام عينيها تراه وتري نفسها بأحضانه ،نظرت اليه متسعه العينين تترجاه بعيونها الا يخبرها ما تخشاه
لترد عليه بصوت كالموتى جاهدت كي تنطق به
: جراله حاجه ..؟
رد عليها قصي يطمئنها قائلا
: اتطمني ..هو كويس ..انا كنت لسه عنده
تنهدت بارتياح تغمض عينيها ليفيض الدمع منها مسرعا علي وجنتيها كحبات الندي علي اوراق وردة بيضاء
ليعيد قصي سؤاله بصيغة اخرى
: خالك..؟ ولا باباكي..؟
قاطعته مسرعه تنفي بحده وكأن نعته بأبيها اهانة له وكأنه وصف مشين لخالها .
: لاء خالي ..
نظر لها يستغرب حدتها تلك لتردف بهدوء وقد استدركت نفسها
: ممكن تسيبني امشي بقى ..؟
ليسألها قصي باهتمام غير مبالي بسؤالها
: ليكي قرايب غير خالك ..؟
نظرت له بنظرات حائرة ثم شردت تنظر للا شيء تنفي برأسها ببطء فهي حقا ليس لها غيره
ليعاود سؤالها مرة اخرى
: مش ممكن ..باسم ده يستغل ظرف تعب خالك ويحاول يخطفك تاني ..؟
لتنظر له في فزع وخوف من مجرد التفكير في الامر ..هو محق كل ما يخشاه باسم وابيها كان معرفة خالها بالامر فهم يخشوه ،وعلي سبيل اللا منطقية في حالتها تلك تتذكر الضباع وموفاسا ، استغلو فرصة موته ليستولو علي ارضة وخيراتها ، "بريئة هي حد الطفولة "
والان خالها في موضع ضعف حتما سيعيدون الكرة ولن يفوتو تلك الفرصة ، نظرت له بنظرات تائهة لا تعلم ماذا ستفعل ، اين ستذهب ، الى من ستلجأ ، هل تستسلم للامر ، ماذا عساها ان تفعل وهي وحيدة كورقة شجر رقيقة في مهب تلك الحياة ، لينتشلها من تفكيرها وحيرتها تلك،صوته الذي يشبه قارب نجاة حين قال
: ممكن تفضلي هنا ..!!
نظرت له بنظرات تائه حائرة بترقب ، بدا على ملامحها معالم الرفض ليسرع قائلا يشير الى عنايات يمحي اي فكرة مخطئة قد تورد بعقلها .
: هتقعدي هنا انتي وعنايات لحد ما خالك يقوم بالسلامة
اطرأت برأسها تفكر فهي ليس لديها اي حل آخر اما المجازفة بحياتها والرفض ، او القبول الى ان يتم شفاء خالها ويتصدى لهم ، نظرت له بإمتنان ثم اعترضت برقة قائلة بإحراج
: وانت ..اااحضرتك يعني ذنبك ايه ..؟
ابتسم قصي بارتياح قائلا
: انا مافيش بالنسبالي مشكلة ..هقعد في اوتيل ..او اروح عند يوسف .ماتشغليش بالك
ثم اردف بجدية
: المهم .. موافقة..؟
نظرت ارضا للحظات ثم اومأت له برقة بالغة
استقام من مكانه يلتقط الحقائب التي ابتاعها ليضعها بجوارها قائلا
: انا اسف بقى لمنظر الفيلا مالحقتش اجيب حد يوضبها ..
نظرت الي الحقائب بتسائل ليتنحنح قصي مردفا
: احم ..اا هدوم علشان.. لو حبيتي تغيري !
نظرت ارضا بإحراج وقد نال هو للمرة الثانية رؤية احمرار وجنتيها لكن تلك المرة نال رؤيتها كاملة ،
ردت حياة بإمتنان .
: متشكرة اوي .. متشكرة علي كل اللي عملته معايا ..
اما هو فغارق بين حروفها ونظرة عينيها ، استدرك نفسه قائلا
: انا ما عملتش حاجه ياآنسة حياة ..ده واجبي
اومأت له تبتسم كم بدت في رقة الزهور اثناء ابتسامتها تلك ، او كفراشة تحمل اللوان عدة تجذب عينيك للنظر لجمالها رغما عنك
ليقطع تلك اللحظة صوت يوسف عندما دلف باستهجان يوجه كلامه لقصي
: انت قولتلي استناني في العربية عشان تبات هنا ..؟
شعرت حياة بالأحراج الشديد نظرت ارضا بينما قصي نظر له بغضب يتمني ان يلكمه في تلك اللحظة قائلا وهو يضغط على اسنانه غيظا
: لاء ..عنايات هي اللي هتبات ..
اشار له برأسه الى الخارج مردفا
: روح استناني في العربية
تنحنح يوسف ..،أومأ له بحرج يحك اسفل رأسه خارجا من باب الفيلا مرة اخرى
وجه قصي نظره الى عنايات قائلا
خلي بالك منها ..وهاتي رقمك
املته عنايات رقمها ليسجله بهاتفه ثم استدار خارجا من باب الفيلا يغتلس بعض النظرات لها قبل اغلاق الباب ..
اقتربت عنايات تحتضن حياة بيديها حول كتفها قائلة في حنان مطمئن بابتسامة تبعث الراحه بالنفوس
:تعالي بقى كده خدي دش وفوقى علي ما اجهزلك اوضة تنامي فيها للصبح وابقى اجيب حد يوضب بقيت الفيلا وبعدين تحكيلى حكايتك ايه..
نظرت لها حياة تبتسم بحزن لتصعد معها تتوجه الي اعلى
اثناء صعودهم رن هاتف عنايات فتحت الخط فآتاها صوت قصي من الجهة الآخرى
: بعتلكم اكل ..على وصول دلوقتي افتحي خديه ، واقفلي تاني كويس .
اطاعته عنايات واخبرته الا يقلق ثم اغلقت الخط متوجهة الى اعى هي وحياة ...
______________________________
جثى علي ركبتيه يصف ذالك المسحوق بانتظام ،يستنشقه
حد الغرق ..بنشوة خاصة ..لا يدرك انها متعة لحظية، وندم عمر .. ، الامر أشبه بجسر.. آخره فوهة سوداء تأخذك للجحيم، كلما خطوت للمضي اكثر سقطت قطعة الخشب التي خطوت فوقها ..حيث لا ما مجال للرجوع .. اما الهلاك ..وإما السقوط ، انتهى من استنشاق الكمية المطلوبة لمد جسده بذالك السم القاتل ..عالق بأنفه بعض من ذالك المسحوق الابيض ، ليرجع إلى الوراء يجلس ارضا ساندا رأسه على الاريكه خلفه في انتشاء ، وشبه ابتسامة مغيبة علي شفتيه ، بينما خلف باب غرفة ما تقف عيون تنتشي برؤيته انتشاء من نوع آخر ..انتشاء الإنتقام .. ينظر الى عمر بنظرات قاتمة ..يبتسم ابتسامة سوداء .. ابتسامة الاقتراب من مراده ..توجه بنظره الى تلك الجالسه بجواره ليشير اليها ان تأتي اليه ، استقامت بخطوات مدللة نحو الغرفة لتدخل وتغلق الباب قائلة
: تمام هيك ..؟
اومأ لها كشيطان يحي رعاياه ، اخرج من جيب سترته رزمة من النقود يلوح بها اما عينيها قائلا
: تمام ..ودي مكافئتك..
التمعت عينيها بفرح تبتسم بلهفة لتأخذها من يده تبدأ يعدها ،
نظر اليها يبتسم بسخرية لم تلحظها هي ، فكلٌ له ثغرة ،
واحدى ثغرات بني آدم .."المال" .
ثم اردف بجد وهو يخرج من جيبه احدي الاوراق ملفوفه علي شكل مربع قائلا
: هيجيلك مرة تانيه .. تديله دي ..والتالته ..تكلميني اجيله بنفسي ..
اومأت له ، فأشار لها بأن تخرج اليه ، خرجت واغلقت الباب ، ليضيق هو عينيه بشر يتوعد بداخله لإمرأة عشقها ولا يزال عشقها يجري بأوردته مجرى الدم ، خرج من باب الغرفة الآخر الموصل الي الدرج الخلفي للمنزل ركب سيارته وبعد عدة دقائق صفها اما احدى البنايات صعد بعض الدرجات ثم توقف امام شقة ما يطرق باباها ببطء لتفتح له الباب ..حوريه سمراء ،شعرها مموج يصل الى منتصف ظهرها ،عيونها واسعه تحددها بكحل اسود قاتم، تنظر له بعينين متسعتين زعرا تذدرد ريقها ببطء ، اما هو اخفى سريعا نظرات عشقه لها تحت ابتسامه ساخرة ليدلف دافعا اياها الى الداخل تقدم بخطوات متمهله يضع يديه بجيوب بنطاله ، تنظر الى ظهره بترقب مرتعب ، إلتفت لها فجأة ،ينظر لها نظرات حادة ، لتنتفض خوفا من مجرد نظراته فقط .. ، تقدم نحوها ببطء شديد يزيد من توترها
لتقول هي بنبرة مرتعشه تجاهد كى تخفي خوفها منه
: ايش تبي ..؟
ليبتسم بسخريه مريرة قائلا
: جديد السؤال ده .. ثم تحولت تعابير وجهه الي غضب كامل ، ليردف وكأنه يقص عليها امر ما
: الاول لفيتي علي العيل الصغير تقلبي منه قرشين ..
ثم تقدم بخطواته اكثر من اللازم واردف
: اخوه ياعيني حب ينقذه منك فقال يشغلك بعيد عنه انتي ما صدقتي طبعا .."قصي الزيني" بذات نفسه بشركاته وفلوسه .. ، رمالك الطعم.. وانتي خدتيه
رمشت عدة مرات وانفاسه الغاضبة تكاد تحرق بشرتها ، ثم اردف "مراد "
: وبعدين رماكي زي الكلبه ..
شدد من حروف اهانتها لتلتمع عيونها بدموع قائلة
: ياللي بينا انا وقصي خلاف ..راح ينحل مع الوقت ..
اتسعت عينيها تلتقط انفاسها بصعوبة يتحشرج صوتها عندما دفعها مراد الى الحائط قابضا بقبضة يده على رقبتها ينظر لها بحدة تكاد تفتك بها نظراته وكأنها بذكر اسمه على لسانها قد اشعلت نيران حارقة بقلبه .. براكين تأكل اوردته ..، وبنبره كالسم من بين انفاسه الحارقة قال
: الي بينك وبينه ..مراد مختار ..
نظرت له وعينها علي وشك الخروج من محجرهما .. تختنق .. تلونت شفتيها باللون الزرق بينما وجهها شديد الاحمرار تكاد تلفظ نفسها الأخير .. فأردف مراد يضغط علي اسنانه
: واللي يفكر يبص لحاجه بتاعتي .. يبقى جنى علي حياته
ثم تركها لتسقط ارضا تشهق شهقات متتاليه، تلتقط انفاسها سريعا واضعة يديها علي رقبتها ، تسعل بشدة
فأردف هو وقد آلمه قلبه لمرآها هكذا لكن احتراق نيران غضبه قد طغى علي تأثره بآلامها ، ليتركها ويخرج صافعا الباب خلفه بقوة
لتصرخ وهي ما زالت على وضعها ارضا تنتحب ببكاء، فهي كانت علي وشك الموت ، قائله
: بكرهك ..بكرهك ..
_____________________
وصلت حنان برفقة سارة الى المنزل حيث اخبرهم الطبيب ان منصور لن يفيق قبل صباح الغد ،فوجدوا ان لا جدوى من الجلوس بالمشفى، دلفا الى الداخل وكأن المنزل اصبح كهفا مظلما فارقته الحياة ..بلا روح ..بلا بهجة نزلت دموع حنان قائلة
: ياترى انتي فين يابنتي ..
يتملكها حزن عتيق يعيد لها زكريات سوداء
ربتت سارة علي كتفها تهدئ من روعها
تبكي هي الاخرى صديقتها وتوأم روحها ....
___________________________
ما اروع ان يكون لك رفيق يساندك في احلك اوقاتك سوادا ،يؤازرك ويقف جوارك كظلك .
جلس قصي متعبا مغمضا عينيه يستند برأسه على الكرسي المجاور ليوسف بينما يتولى الأخير القيادة ، نظر له في شفقة قائلا
: بتجيب لنفسك وجع القلب ..
فتح قصي عيونه ناظرا الى سقف السيارة يتذكر وجهها المزعور ،احمرار وجنتيها ، ابتسامتها ، رقتها ، اسمها ..
ردده بداخله وكأنه يتذوقه "حياة " ،
التفت الي يوسف بعينيه قائلا
: تعبان ..وديني اي اوتيل ..
نظر له يوسف باستنكار قائلا
: بعد المرمتة دي كلها من صابحية ربنا ..وعاوز تقعد في اوتيل ..لا بتحس ياواد
ابتسم قصي بتعب يغمض عينيه قائلا بصوت متحشرج متعبا
: انا في الاحساس ما عنديش يااما ارحميني..
علت ضحكات يوسف تدوي في سكون الليل ، ليصل الي منزله بعد عدة دقائق بصحبة صديقه ..
__________________________
جلس يستند بإبهامه وسبابته الي ذقنه يفكر بشرود في تلك الجنية التي ظهرت فجأة لتقلب حياته رأسا علي عقب ،واختفت فجأة كما ظهرت ..افكاره غير مرتبه ..صورتها امامه دائما ، يتذكر تلك الجلبة التي اصدرتها صباح ذالك اليوم ..شراستها ووقاحتها في الرد عليه ..ثم عيونها الدامعة تترجاه كي ينقذ عصفورها ، ابتسم عند تلك الفكرة ، ليلتفت بنظره نحو العصفور ينظر له بشرود تام لولا وجوده لظن انها حقا جنية.. او كان يهيأ له وجودها ..
ليتفاجأ بصوت جدته ينتشله من ذالك الشرود قائلة
: ايه يا دكتور ..هتفضل فاتح العيادة للصبح ..؟
اعتدل حمزة يفرك وجهه بتعب قائلا
: لاء..هقفل اهو يا تيتا
ثم استقام ناهضا يتوجه نحو قفص العصفور يحمله بين يديه ليخرج به من العيادة تحت نظرات جدته المزهوله لما يفعل لتبتسم بداخلها ترفض فكرة انه من الممكن ان يكون قد وقع في حب تلك التي ينعتها "بالمجنونة" ، ضيقت ما بين حاجبيها بتفكير ..ولماذا ترفض تلك الفكرة من الاساس لتتسع ابتسامتها تلحق به وتنوي في نفسها علي ان تتحقق من ذالك الأمر ....
_____________________________
اسدل الليل ستائره ..البعض يناجي ربه باكيا يرجوه من عطفه ورحمته ان يحفظ احبابه ...
والبعض قد غلبه النوم بعد يوم طويل اشبه بالحرب ..
والبعض الآخر يجلس غاضبا كمن يجلس علي جمر مشتعل، عينيه تكاد تنطق بالشر ..الغيظ ..الغضب
كانت بين يديه، تحت مخالبه، خطوة واحدة فقط و وستكون ملكه وتحت إمرته ، لكنها تبخرت كالدخان من بيت يديه ، لا يجد تفسيرا واحده لأختفائها في المطار ، سيجن ، حقا سيجن لم تخرج ابدا منه ولم تكن بالداخل ..لقد بحث وفتش شبرا شبرا بالمطار لم يكن لها اثر ، اذا اين يمكن ان تكون قد ذهبت .. انتبه الي انه لم يلقى اي ردة فعل من منصور بعد ،،ترى ايمكن ان يكون هو من انقذها لكن كيف واذا كان هو فحتما سيواجهه.. فمنصور ليس من النوع الذي يضرب احدهم بظهره ، بل كان سيقف بمواجهته ، اذا لماذا لم يصدر اي ردة فعل ، لماذا ذالك الصمت المربك .. الهدوء المريب ، يخشى هو ان يكون هدوء ما قبل الإعصار ،
فكر قليلا ثم التقط هاتفه يحادث احد رجاله قائلا
: تراقبلي منصور المنياوي 24 ساعة ما يغفلش عن عينك.. تنقلي كل تحركاته
ثم اغلق الهاتف وما زال الشرر يتطاير من عينيه يتوعد لها سرا ...
___________________
اشرقت شمس اليوم التالي تنشر نورها في الاجواء بشعاع امل يتوهج داخل القلوب ،استيقظت من غفلتها فهي لم تنم سوى ساعات قليله نهضت تحضر نفسها للذهاب الي منصور ..هو لا يمثل لها زوجها فقط ..لا ..هو عالمها ..هو عمر مضى ..وكل لحظة آتيه ..
ادت صلاتها وارتدت ملابسها ثم نزلت لتجد سارة تستعد للذهاب معها
: صباح الخير ياطنط
حنان بصوت متعب ردت
: صباح الخير ياحبيبتي
استأذنتها سارة بأحراج مرتبكة
: بعد اذنك بس هروح اجيب شوية حاجات من البيت واجي اقعد معاكي هنا ..؟
اقتربت منها حنان ، تربت علي ظهرها بعاطفة ام قائلة
: ده بيتك ياحبيبتي ..وانا ياما اتحايلت عليكي تيجي تعيشي معانا هنا وانتي اللي ماكنتيش بترضي ..
التمعت الدموع بعيون حنان فقد فرغ عليها المنزل من احبائها
لتنظر لها سارة وقد فهمت دموعها لتقول بتأثر
:هيرجعو ..باذن الله هيرجعو
اومأت حنان تغمض عينيها قائله
: ياارب ..يارب
مسحت دموعها بيديها ثم تردفت
: يالا روحي وماتتأخريش هستناكي علشان نروح المستشفى سوا
امأت لها سارة وخرجت متوجهة الي منزلها ..
وصلت امام المنزل فالمسافة بينها ما يقارب عشر دقائق سيرا فتحت الباب ودلفت ، ارتمت على الاريكة متنهدة بتعب تخلع حجابها ، بعد لحظات نهضت تلملم كل ما ستحتاجه اثناء فترة الجلوس مع حنان ، اخذت اشيائها وهمت بالخروج ليأتيها صوت جرس الباب ..
ظنت انها حنان وقد اتت اليها لإختصار الوقت
فتحت الباب لتجد شخص ما يرتدي جلباب وعبائة ينظر لها كليا في نظرة واحدة ، اسرعت ترفع حجابها تلفه علي شعرها قائلة بغضب
: انت مين ..؟
اما هو يقف مشدوها بجمالها لم يكن يتوقع انها بتلك الجمال .. قد رأى الكثير لكنها تتمتع بجمال خاص .. مميز، عيون واسعة بلون العسل الصافي ، علي ما يبدو ورثتهم عن عمه، بشرة قمحية، وقوام ممشوق ..
غضبت سارة من تحديقه بها بهذه الطريقة لتزعق قائلة
: ايييه ..؟..عاوز مين انت ..؟
ابتسم سالم باتساع وقد راقته شراستها تلك .
لتقف هي كالصنم خفقات قلبها تدوي كالطبول خوفا عندما تحدث الماثل امامها قائلا
: جرا ايه يابت عمي.. ما هتجوليش لواد عمك اتفضل ولا ايه
لم تتخيل ابدا في اسوء كوابيسها ان المواجهة ستكون يذالك الزعر ، وستصاب بتلك الرهبة والخوف، كم تحتاج الآن الى امها .. منصور .. حياة ، او ايا كان ينجدها من تلك المواجهة التي سيلقى قلبها حتفة صريعا اثر الخوف، لا تعلم لماذا تذكرت الان العصفور و ذالك الصقر ..حين انقذته لكن ..هل لها من منقذ الان ...
________________________________
استيقظ علي رنين هاتفه برقم احد رجاله ليرد بصوت ناعس
: ايه..؟
اتسعت عينيه يبتسم بشر ..بشيطانية ..عندما اتاه الصوت علي الجهة الأخرى
: منصور المنياوي عمل حادثة امبارح ..وبين الحياة والموت
ليرد عليه قائلا خليك عنده وعينك على اللي داخل واللي طالع لو لمحتها تعمل اللي قولتلك عليه
ثم اغلق الخط وتتسع ابتسامته فصفقته المربحة ستعود له مرة اخرى ولكنه لن يفلتها تلك المرة فلم يعد لها احد وابيها لا يبالي بها .. بل يمتلكه هو بين قبضة يديه
اختفت ابتسامته فجأة عندما راوده هاجس ان يتعافى منصور ويظل على قيد الحياة ، فسيكون عائقا في طريقه ،
التمعت عينيه بشيطانيه يفكر ليبتسم فجأه يطلب رقما ما ينتظر الرد ليأتيه علي الجهة الاخري رشدي قائلا بلهفة
: باسم..عرفت اللي حصل ..؟
باسم بنبرة كالموت
: عرفت ..
رشدي وهو يسأله بترقب
: طب هتعمل ايه ..؟
ليأتيه صوت باسم من الجهة الآخرى قائلا بغموض
: تؤ تؤ ..انت اللي هتعمل
ضيق رشدي عينيه ليفهم مخذى كلامه ثم اتسعت عينيه فجأة وعلى ما يبدو انه فهم مقصد كلماته
:تقصد ايه ..؟..لا انا معاك اساعدك في شغلك اه .. انما كده ..لاء ..
رد باسم ساخرا
: جرى ايه يا رشدي ..انت اول مرة تعملها ..؟
اتسعت عيني رشدي لآخرهما تتوتر حركتها يذدرد ريقه ببطء
ليردف باسم بنبرة شر أسود قائلا
: اتنين مليون جنيه ...وتبعته لأخته ..
___________________________
الفصل الثامن
قبل بس ما ابدأ الفصل يابنات اعذروني لو في اي خطأ في الفصل لأن حقيقي انا كتبت الفصل في ظروف نفسية مش لطيفة وتقريبا ما نمتش من امبارح 🌸💙
اتمنى لكم قرائة ممتعة 🥰
____________________________
وقفت امامه ترتعد خوفا بداخلها ، اما ظاهرها ثبات.. تحدث نفسها ..يجب عليها الا تظهر له ذالك الخوف يجب ان تخفيه في اعماق داخلها . صعدت نيران الغضب فورا بداخلها لتشتعل عينيها العسليتين ، تربع يديها امام صدرها ، تنظر له نظرات حادة ، لكن هنالك بداخلها صراع..حرب ..تردد ..لو لم تسمح له بالدخول سيتأكد انها خائفة ..وربما يستغل ذالك الخوف لصالحه
لكنها ايضا لا تريد وجودها معهه بمفردها تدرك تماما خوفها بل رعبها من تلك اللحظة ، لينظر هو الي بريق الاشتعال بعسليتيها بابتسامة اعجاب قائلا
: جرى ايه..خايفة ..؟
انتهى الصراع ..وحسمت الحرب ..وبات التردد صريعا لكن لا يزال الخوف باقيا عندما ردت قائلا بسخرية مهينة بنظرات تكاد تحرق الماثل امامها رغم زعرها
: ليه ..مش بيقولو انكم بتعرفو الاصول كويس ..؟
لم يستطيع هو ان يخفى نظرة اعجاابه بها رغم هيبته الواضحة امام ضعفها الا انها لم تخشاه تواجهه بثقة مقاتل يعلم جيدا قدر نفسه ، اومأ مؤكدا بنظرات لا تخلو من الاعجاب ، لتردف هي بنفس نبرة السخرية
: والاصول بتقول ان ما ينفعش تدخل ..مش بتقول كده بردو ..؟
اتسعت ابتسامته ليجد نفسه يرد قائلا
: صوح .. تحبي نتحدثو فين ..
اذدردت ريقها ببطء يا إلاهي ما هذه الورطة..؟، اين انت ياحنان .. ردت بدون تفكير
: مش فاضية انهارده ..وقت تاني
التقطت حقيبة ملابسها ثم اغلقت باب المنزل على مرأى من سالم بعينين مزهولتين من تصرفها، لم يجرؤ احد قط علي التعامل معه بتلك الطريقة
توقفت امامه بابتسامة صفراء قائلة
: عن اذنك ..
همت ان تخطو الي الخارج
ليضيق هو عينيه بغضب يمسكها من مرفقها بقوة
قائلا بغضب ، وفي الحقيقة يريد هو اظهاره لها ، او بالأحرى يختبر مدى خوفها
: على فين اكده ..؟، اياك تكوني جولتي انك عايشه لحالك ..وهتمشي على حل شعرك ..
لحظة ..الاشتعال تحول الي حريق ..يأكل احشائها غضبا من هذا ليتهمها بذالك اين كان عندما كانت بحاجة اليهم ،
ثورة غضب تأججت نيرانها بداخلها، لكنها اخفتها بإعجاز عندما لمحت بعيونه ترقب انفجارها غضبا، اظهرت برودا ولا مبالاة ، لتنفض يديها من تحت قبضته قائلة وشعاع العسل يتوهج غضبا في مقلتيها
: مالكش دعوة ..كلامك يبقى مع المحامي بخصوص الورث ..وما تجيش هنا تاني ..
وقبل ان يستوعب ما قالته كانت قد ذهبت من امامه ليتملكه الغيظ الشديد ، زفر بغضب ينفض عبائته لتلتمع عينيه باعجاب تام لتلك النارية، لاول مرة في حياته يرى ذالك النموذج من النساء، فالنساء في بلده يقدمن للرجل فروض الولاء والطاعة، اما تلك فمختلفة مختلفة تماما .. نوع آخر لم يستساغه بعد وعلى ما يبدو انه لن تجدي معها تلك الطريقة عليه التفكير لها جيدا .. والاستعداد للفوز بها ، فربما تكون هي "الثروة "...
_______________________
توقف بسيارته علي الجانب الاخر امام المشفى،نظر الي الجالس بجواره بحزم قائلا
:تنزل تخلص بسرعه هستناك هنا ..
اومأ له رشدي ثم نزل من السيارة يعبر الطريق متجها الي باب المشفى الرئيسي ، يستعير قوى شياطينه لتساعده في مهمته للقضاء على منصور آخر عائق بطريقه ، ربما لا يدرك ان هناك المزيد من العوائق بعد ..وربما سدود..
صعد رشدي درجات السلم الى ان وصل الي قسم العناية المركزة ، خطى نحو باب الغرفة ينظر يمينا ويساراً ليتأكد من عدم وجود احد ، تلصص نحو الداخل ثم اغلق الباب ، نظر الى منصور الراقد في عجز تام، اقترب منه اكثر ينظر له بتشفي مريب، قائلا من بين الحقد الذي يقبع بجنبات قلبه ..حقد تعتق لسنوات ..وربما التصق به حتى تعفن بداخله
:ياااااه ماتعرفش انا شمتان فيك اد ايه يا اخي ..
ضحك بخفوت ينظر ارضا ثم رفع نظره اليه مردفا
:بقالي اكتر من عشرين سنه مستني اللحظة الي تموت فيها .. شرد قليلا بعينين تلتمع بالشر..بالكره ..بالغيظ
: حتى اختك ..
ثم ضحك بسخرية قائلا
: ماعرفتش الين دماغها واقنعها بالشغل معانا ..نفس المبادئ والاخلاق ..
ثم اقترب يدنو اكثر من منصور تحديدا قرب اذنيه و بصوت كفحيح الأفعي اردف يبخ كلامه كالسم
: اقولك علي سر ..
واردف ببطء وكأنه يؤكد وصول الكلام اليه
: اختك ما انتحرتش .. انا اللي قتلتها ، علشان كانت نااويه تقولك على شغلنا
ثم وضع سبابته امام فمه قائلا بعينين متسعتين ونظرات هستيرية
: هوششش..زي ما هقتلك دلوقتي
ابتسم باتساع ابتسامة ظفر من يراه يظنه مختل
اخرج من جيب سترته مدية حادة تقدم نحو الاسلاك الموصله بمنصور ثم جمعهم في قبضة يده ليقطعهم مرة واحدة ليتفاجأ بمن يفتح الباب بغتة يسأله
:انت مين ...
________________
قبل ساعة تقريبا
استيقظ قصي من نومه اخذ حماما دافئا ثم ارتدى ملابسه بنطال كلاسيكي اسود وقميص بلون السماء ، وحذاء جلدي اسود ،صورتها لم تفارق خياله ..رقتها ..ومجددا اسمها ردده بداخله وبمجرد تذكره ترتسم علي وجهه ابتسامة هادئة ، توجه نحو الدرج بمنزل يوسف صديقه ، نزله فوجد يوسف يحتسي قهوته الصباحية القى عليه التحيه ثم سأله يوسف
: علي فين كده ..؟
لا يعرف قصي بماذا يرد، هو يريد وبشده ان يذهب للاطمئنان عليها ،لكنه يحتاج الى زريعة قوية ..التمعت عينيه بدهاء "خالها".. تلك اقوى زريعه للذهاب اليها عليه اولا ان يذهب للمشفى ليطمئن ثم يذهب اليها يطمئنها..نعم فقط يطمئنها حتى لو كانت نواياه غير ذالك..!! ..لكنه سيطمئنها ، ليرد قصي
: رايح المستشفى
لينظر له يوسف بااستغراب تام
: ليه..؟.. مش كنت هناك امبارح وقالولك بقى كويس
رد قصي ينهض واقفا
: ايوة ما هي مش هتفضل علي طول قاعدة هناك ، هروح اطمن واشوفه وصل لحد فين .
اومأ له صديقه ايجابا فاردف قصي
:محتاج عربيه لحد ما اجيب عربيتي من الفيلا
ابتسم يوسف بقهر ثم اعطاه مفاتيح سيارته قائلا
: خد انا بعد علقة امبارح دي مش هعرف اسوق تاني لمده اسبوع
ابتسم له قصي ثم رد قائلا
:هخلص واروح الشركة اشوف اخبار الشغل ايه
ثم تركه و خرج يركب السيارة متوجها بها نحو المشفى ...
---------------
وصل قصي امام المشفى صف السيارة ثم نزل منها متوجها الى الداخل يسأل غرفة منصور ،اخبره احدهم عن الطابق الخاص بالعنايه ورقم غرفة منصور ، صعد قصي درجات السلم حتى وصل الى رواق العناية اقترب من غرفة منصور فتح الباب ببطء ليتفاجأ برجل يفعل شيء ما مستديرا يعطيه ظهره لا يبدو عليه انه من الطاقم الطبي الخاص بالمشفى ليسأله قصي
: انت مين ..؟
ولا يدرك هو انه للمرة الثالثة علي التوالي ينقذ "حياة " منصور ..
تفاجأ رشدي بصوته ،لم يلتفت له مباشرة بل بقى علي حاله للحظات، جز على اسنانه غيظا فهو كان علي بعد خطوة واحدة وينتهي من منصور للأبد ،أدخل المدية الى كم قميصه حتى لا يلحظها قصي ، ثم رفع يده يفرك وجهه وكانه يبكي لتسقط المديه بداخل الكم، وهنا التفت الى قصي ، من شدة ارتباكه الذي حاول جاهدا اخفائه ظن ان قصي الطبيب المعالج الخاص بحالة منصور ليتصنع البكاء قائلا
: انا نسيبه ..جوز اخته ..
ثم نظر الي منصور بحزن مصتنع قائلا
: واكتر من الاخوات....
شرد قصي في تلك الاثناء بحديثه مع حياة، هي لم تخبره ان لها اقارب سوى خالها، ترى لماذا لم تلجأ لذالك الرجل اذا ..قطع شروده رشدي عندما رن هاتفه فاستأذن من قصي يتخطاه خارجا ليرد على المكالمة وبمجرد ان خرج من الغرفة فر بخطوات سريعة اتجه الى خارج المشفى يعبر الشارع للمرة الثانيه عائدا الى سيارة باسم ركب بجواره يلهث من شدة خوفه ،ثم زفر بارتياح ليرد باسم و بريق شيطاني يلتمع بعينيه قائلا بلهفة
: سبع ولا ضبع ..؟
نظر له رشدي قائلا بغيظ شديد
: خلاص كان ثانيه وكل حاجه تخلص ..
ثم اردف حانقا
:لولا الدكتور ابن ال..... دخل في اخر لحظه
غضب باسم بشدة ثم ضرب عجلة القيادة بيده قائلا
.: انت غبي ..ازاي تفوت فرصة زي دي ؟
رد رشدي يبرر له موقفه
: بقولك الدكتور دخل في اخر لحظة ..تقولي فرصه فرصة ايه ؟
ليرد رشدي بتفكير ماكر
: الموضوع ده عايز حد ما يتوترش ..ما يرتبكش لو الدكتور دخل مرة واحدة .. وجوده يبقى طبيعي جمب المريض
ابتسم رشدي ابتسامة جانبية يسأله
: قصدك ايه..؟
لتلتمع عينا باسم بثعلبية سوداء قائلا بشر
: حد من جوه المستشفى ...
__________________________
يجلس على كرسي مكبل بأغلال من حديد وفي الجهة المقابلة له كرسي اخر تجلس عليه اخته شعرها مشعث يبدو علي بشرتها اثار ضرب مبرح تنزف الدماء من انفها وخيط دماء رفيع يخرج من فمها تنظر اليه وكأنها تستجديه ان ينقذها هم بالنهوض فمنعته تلك الاغلال اللعينة شعر ببراكين من نار تتأجج بداخله ،..ماذا عساه ان يفعل..؟، ظل يحاول جاهدا بفكها والنهوض لإنقاذها لكن دون جدوي لينظر لها عاجزا ..ودموع عينيه تتسابق الواحدة تلو الأخرى ، ليظهر له من الظلام خلف الكرسي المقيدة به اخته نصل يلتمع.. يبرق ببريق من نار ، يحمله رشدي بين يديه ينظر لعجزه بتشفي ، قبض على شعر اخته ليرفع رأسها للخلف نظر منصور له بعيون متسعه عندما قرب النصر من رقبتها تماما ثم نقل نظره الي عيون اخته ليجدها "حياة" اتسعت عينيه اكثر عندما غرس رشدي النصل برقبتها وخيط دماء رفيع يتسلل بدئا من النصل نزولا الى صدرها ليصرخ بكل ما اوتى من قوة
: حياة...
فتح عينيه فجأه فإذا بقصي يتقدم نحوه يتفقده، لينطق منصور بصوت متعب جدا
:حياة..حياة
تقدم قصي اليه ثم دنا منه قليلا يطمئنه
: ما تقلقش ..هي كويسه
انتبه منصور الي الصوت بجواره وما زالت الرؤيا تتشوش امامه ليغمض عينيه ثم يفتحهما مرة ثانيه ينظر بجواره
الى ملامح قصي بعيون شبه ناعسة قائلا
:انت..انت مين..؟
ابتسم له قصي شبه ابتسامة قائلا
:قصي ..قصي الزيني ..اللي حياة كلمتك من تليفونه
تأثرت ملامح منصور تلتمع عينيه بالدموع واذا بدمعة تنزل من عينيه تستقر بجوار رأسه علي وسادته يشعر وكأن روحه تسحب منه ببطء قائلا
:هي فين ..؟..سافرت ؟
اما هو لا يعلم لماذا تألم لرؤيا دموع ذالك الرجل شيء ما بداخله وكأنه ينكسر ..?
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا