رواية أحيت قلب الجبل الفصل الحادي عشر والثاني عشر بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت الحادي عشر والثاني عشر بقلم ياسمين محمد
الفصل الحادي عشر
***************
جلس يستند بظره شبه ممددا على الأريكة ينفث دخان ارجيلته الكريستالية الفاخرة باستمتاع ،يحملق في الماثلة امامه تتمايل على انغام موسيقى صاخبة ، غير مدرك لحرمات الله تعالى وعواقب فعلها ، ليأتيه اتصالا من احد رجاله ،التقط الهاتف بعدم اهتمام ليرد قائلا
: ايوه
ليأتيه صوته من الجهة الأخرى
: باشا..لسة واصله بيتها دلوقتي ..ومعاها واحد..
اعتدل باسم جالسا ، يضيق عينيه باستفهام ، يشير للماثلة امامه بالتوقف فاسرعت تطيع اوامره و تغلق الموسيقى، همم يحثه على تكملة حديثه وبداخلة غضبا يشتعل توعدا لها ،ليرد عليه من الجهة الاخرى
:تحب سعادتك نعمل ايه ..ننفذ اللي امرتنا بيه ؟
استغرق باسم عدة لحظات يفكر ..ثم رد قائلا تلتمع شرارات عينيه شرا
: لاء ،سيبها دلوقت ..وتجيبلي قرار اللي كان معاها ..
ليرد عليه الرجل قائلا
: هو اتحرك دلوقتى سعادتك
رد باسم قائلا يأمره بحزم وبنبرة شيطان غاضب
: خليك وراه و اياك يفلت منك ..
: رد عليه الرجل من الجهة الاخرى وهو يحرك سيارته ليتبع قصي قائلا
: تمام ياباشا..
ثم اغلق باسم الهاتف ،يفكر.. ترى من من الممكن ان يكون هذا الذي ظهر لهم من العدم ..؟ وما مدى علاقتها به حتى تختفى عنده تلك المدة ..؟ ليحدث نفسه بصوت خافت تنطق افكاره قائلا
: و ده مين ده كمان اللي طلعلنا زي عفريت العلبة ..؟
، نظر بهاتفه مرة اخرى يطلب رشدي ، وعندما رد، اردف باسم قائلا
: بنتك ظهرت ..
اتسعت عيني رشدي على الجهة الاخرى يسأله
: ظهرت فين..؟
رد عليه باسم ومازال عقله يطرح اسئلة كثيرة بخصوص ذالك الشخص الذي ساعدها
: لسه واصلة بيت منصور حالا ..في واحد واصلها ،بعت وراه حد يجبلي قراره ..
ليتسائل رشدي علي الجانب الاخر من من الممكن ان يكون ؟،فلا اقارب لها سوى منصور وزوجته ..،و نسى انه من المفترض ان يتحسب نفسه اقارب لها ..فأردف باسم يأمره قائلا
: اجل حوار منصور دلوقت ..لحد ما نعرف مين ده ووضعه ايه..؟
رد عليه رشدي حائرا
: ماشي ..
ثم اغلق الهاتف يتسائل الاخر بداخله من يكون ذالك الشخص ..ربما هو احد معارف منصور .. مستبعدا ان يكون احد اقرابئه ..
لا يدرك هو بأن ذالك الشخص اقرب الاقربين الى منصور...
_____________________________
قبل بعض الوقت
رن جرس المنزل لتنتبه حنان تنظر إلى ساعة الحائط فقد تجاوز الوقت منتصف الليل ، تتسائل من سيأتي اليهم الأن، استقامت من مكان جلوسها على سجادة الصلاة تتجه ناحية الباب تتسائل
: مين ..؟
ليأتيها صوتها كالمستغيث ..تبكي ،نبرة صوتها تترجاها ان تفتح سريعا
: انا حياة ..
اتسعت عيناه حنان ترتعش من هول المفاجأة ، تفتح الباب بلهفة وقد اشتدت خفقات قلبها يصرخ متلهفا لعناقها ، طالبا الاطمئنان على قطعة منه .. وبمجرد ان فتحته ، القت حياة بنفسها داخل احضان حنان تبكي بصوت عالِ تخرج ما بقحبتها من بكاء ..خوف ..رعب، قد عاشته في الايام الماضية ، تبكي كطفلة نزعوها عنوة من بين احضان والداها ..تتشبث بملابس حنان بقوة من الخلف وكأنها لا تريد الفكاك عن دفئ احضانها ..ان تبقى ها هنا بين يديها للأبد .. تطلق آهات من بين بكائها ..آهات تروي ما اختبرته في الاوقات الماضيه من زعر وضعف وخوف.
اما هي فقد تلقفها قلبها متلهفا قبل يديها ..تشعر وكأنها اعادت له خفقاته لينبض بالحياة مرة اخرى، شددت من احتضانها اكثر كلما تشبثت بها حياة، وكأنها بلغة أخرى تخبرها انني هنا بجوارك ، لن اترككِ مجددا ..انك بمأمن الان ..بين يدي ..فالتنعمي بالأمان داخل احضاني ..لغة اعمق وأثمن من ان تصفها كلمات ..رددت حنان بلهفة من بين دموعها التي تنهمر من عينيها كالشلال وكأنها تخبر نفسها غير مصدقه وجودها اماما
: بنتي ..بنتي
تبعدها عن احضانها لتحتضن وجهها بين يديها تنظر لها بلهفة ..تتأكد بأنها امامها الأن سالمة، ثم تضمها مرة اخرى لأحضانها تغلق يديها عليها لا تريد لها الخروج من بينهما ابدا .
دموع لا تتوقف من كلاهما ، اتت سارة على صوت البكاء، وما ان رأت حنان تحتضن حياة حتى اتسعت عينيها فرحا غير مصدقه تركض نحوهم صارخه
: حياة ..
التفتت لها حياة ،لا يزال اللؤلؤ المنثور يتساقط من مقلتيها.. ضمتها سارة اليها في عناق اخوي ..توأم روحها ..صديقة برتبة اخت لها..، لتتساقط دموع الفرح من عيون سارة لرؤيتها امامها سالمة تحمد الله سرا قائلا من بين دموعها
؛ حمدالله على السلامة .. حمدالله على السلامه يا حبيبتي
لتأخذها حنان من يديها ، تتجه بها نحو الأريكة، جلسوا فجزبت حنان رأسها بين احضانها تقبله مرة اخرى
قائلة بدموع فرحة لرؤيتها
: الحمد لله .. الحمد لله ..انا كنت حاسه ان ربنا هيستجيب لدعايا .. الحمد لله يارب
توقفت حياة عن البكاء ، تشهق تلك الشهقات الحارقة التى تتبع كل بكاء ..شهقات عبارة عن هدنة مؤقتة تتمالك فيها نفسها لتغرق ثانية في بكاء مرير ..
جلست سارة بجوارها تربت على قدميها وقد آلمها قلبها لحالها ، نظرت حنان الى سارة قائلة عندما رأت حالتها المزرية تلك
: اسنديها معايا ياسارة ..اطلعها اوضتها
نهضت سارة تسند حياة من الجانب الاخر ليساعدوها فى صعود الدرج ..
بينما بالخارج ما ان دخلت حياة حتى تحرك بسيارته..
وعيون كالصقر من خلف زجاج نافذة ما تتفقد المكان بتركيز تام .
رن هاتفه بعد لحظات من تحركه، التقطه يرد ليأتيه صوت من الجهة الاخرى قائلا
: خد بالك في عربية ماشية وراك..
نظر قصي بمرآة السيارة ليري سيارة سوداء تتبعة فرد قائلا لمن بالهاتف
:تمام ..شوفتها..
فأغلق الهاتف يتجه الى طريق آخر عكس اتجاه منزله ..
________________________________
ساعدتها حنان في اخذ حمام دافئ بينما اخرجت لها سارة من خزانه ملابسها منامة مريحه ، ساعدتها حنان في ارتدائها ثم مددتها على الفراش تغطيها ، لتشعر حياة بالراحة اخيرا، اطفأت لها سارة ضوء الغرفة وانارت لها اضائة خافته تساعدها على النوم ، همت حنان بتركها لتتشبث حياة بيديها تتساقط دموعها قائلة بنبرة بكاء تترجاها
: ما تسيبنيش..خليكي جانبي
تساقطت دموع حنان يتألم قلبها لحالها ، تتمدد جوارها تأخذها بين احضانها تتلو بعض ايات القرآن الكريم ، لتهدأ حياة وتغط في نوم عميق بعد وقت قصير...
نظرت اليها حنان تملس على اطراف منابت شعرها بحنو ،قبلت جبهتها تضمها اكثر الى احضانها ،تحمد الله انه ردها اليها ..تشكر كرمه وعطفه عليهما..
_______________________
تابع قصي سيره ومازالت تلك السيارة تتبعه حتى وصل الى أحد الفنادق صف السيارة ثم ترجل منها الي داخل الفندق
توقف الآخر بسيارته على الجانب الخر يلتقط هاتفه يحادث باسم ليخبره بما حدث قائلا
: انا فضلت وراه ..لحد ما وقف قدام فندق ركن عربيته ودخل
على الجانب الآخر التمعت عينى باسم تتسع يفكر بزهول ..فندق؟.. ربما لجأت الى احد المسافرين بالمطار و هو من ساعدها بالهروب ..لكن عليه ان يتأكد ، رد عليه قائلا
: خليك وراه .. عينك عليه
اغلق الهاتف يترجل من سيارته يتبع قصي الى داخل الفندق ليقف يمشط المكان ،لم يرى وجهه لكنه انتبه الى ما يرتديه من ملابس ، لم يجد له أثر ، ليجلس بعض الوقت فى ردهة الفندق .
في تلك الاثناء كان قصي بداخل الحمام الخاص بالفندق يخرج هاتفه ليحادث صديقه يوسف .
_________________
استيقظ يوسف من نومه على رنين هاتفه ليرد دون النظر لاسم المتصل بصوت ناعس
: الو ..
لينتبه ناهضا من الفراش تتسع عينيه عندما حادثه قصي على الجانب الأخر قائلا
: يوسف ..تعالي حالا، في فندق (......) وهات معاك هدوم كاجوال
انزل يوسف الهاتف من على اذنيه ينظر لأسم المتصل متسع العينين باستغراب ليجده رقم قصي المسجل بأسمه، وضع الهاتف على اذنه مرة اخرى قائلا بعدم فهم
: مين معايا ..؟
زفر قصي على الجانب الآخر بنفاذ صبر قائلا
: يوسف..ركز معايا ..انا قصي ..قوم دلوقت هات معاك هدوم كاجوال وتعلالى فورا علي فندق (......) ، واما تيجي هفهمك
رد عليه يوسف ناهضا من الفراش يتجه نحو خزانة ملابسه
: تمام ..مسافة السكة واكون عندك..
اغلق قصي الهاتف ينتظر يوسف ، نظر حوله في المرحاض ،يفكر فيما يفعله ، اهو خطأ..ام صواب ، لأول مرة بحياته يتصرف بتلقائية تنبع من داخله ..دون ترتيب و تخطيط مسبق كما كان يفعل بكل شيء في حياته ..
_______________________
بعد ما يقارب ساعة تقريبا وصل يوسف الى الفندق صف سيارته يحادث قصي قائلا
: انا بره قدام الفندق
ليرد عليه قصي علي الجهة الأخرى قائلا
: تعلالي حمام الرجالة بسرعه
لتتسع عينا يوسف مرة اخرى ينظر بشاشة الهاتف ليتأكد من ان المتحدث هو صديقه ليرد قائلا باستنكار
: نعم..؟
ليجز قصي على اسنانه غيظا قائلا
: اسمع اللى بقولك عليه
ليرد يوسف عليه بقهر يتسائل بداخله ما الذي يريده بحمام الرجال قائلا
: حاضر..
واثناء دخوله الى الفندق كان الرجل الذي يتبع قصي خاجا منه عندما لم يجده، لينظر الى سيارته متأكدا انه مازال بداخل الفندق ..
وصل يوسف الى حمام الرجال ينظر بداخله بترقب فتح قصي باب المرحاض قليلا ليري يوسف فخرج يلتقط من يديه الحقيبه مسرعا قائلا
: استناني هنا لحظة
ثم دخل ثانيه يغلق الباب ليبدل ملابسه ..،نظر يوسف للباب المغلق بزهول ، لا يقهم ماذا يحدث ، بعد دقائق قليلة خرج قصي يرتدي تيشرت ابيض وبنطال من الجينز الاسود يتوجه نحو مرآة حوض الحمام يفتح صنبور المياه ليبعثر شعره بيديه مبللة يالماء حتي يغير من هيئته ، نظر له يوسف باستغراب ،اغلق قصي الصنبور يوجه كلامه ليوسف سريعا قائلا
: هات مفاتيح العربية الي انت جي بيها ..
اعطاه اياها يوسف وهو ينظر له بنظرة بلهاء
فأردف قصي بجد قائلا
: انا هخرج هاخد العربية اللي انت جاي بيها دلوقتي..واطلع بيها ، هقف في الشارع اللي جمب الفندق ..تخرج من هنا تمشي عادي خالص تجيلي على هناك هتلاقيني مستنيك
لينظر له يوسف قائلا بتهكم من تفكير قصي
: وليه كل ده ..ما اخد عربيتي واطلع وراك عادي ..ما انت راكنها بره
مسح قصي على وجهه بنفاز صبر يكاد ينفجر منه غيظا قائلا
: يوسف اسمع اللي بقولك عليه دلوقت ..ونفذه، وانا هفهمك كل حاجه لما تجيلي على هناك ..
اومأ له يوسف يزفر بيأس ليسبقه قصي الى خارج الفندق يضغط على زر فتح السيارة بميداليه المفاتيح لتصدر سيارة يوسف الاخرى صوت فيعلم مكانها ، اتجه نحوها بثبات شديد يركب امام المقود ليتحرك بالسيارة يبتعد عن الفندق ، تحت انظار الرجل الخاص بباسم ،الذي يوجه كل تركيزه الى السيارة الاخرى ..بعد دقائق خرج يوسف من الفندق وكأنه يتمشي ، متجها الى الشارع بجوار الفندق ليجد قصي بانتظاره كما اتفق معه ، ركب سريعا بجواره ،هم قصي ان يقود السيارة ليهتف به يوسف قائلا سريعا
: استنى...
نظر له قصي بتسائل ،فأردف يوسف قائلا بقهر مصتنع
: اقولها مرة من نفسي ..
نظر له قصي بعدم فهم ليردف يوسف يجلس بأريحيه مبتسما قائلا
: اطلع بسرعه ..
ليضحك قصي عندما فهم مقصده ويتحرك بالسيارة مبتعدا بها عن الفندق ...
_________________________
توقف قصي بالسيارة في مكان هادئ بعض الشيء
ليسأله يوسف باهتمام
: في ايه ياقصي ..ايه اللي بيحصل بالظبط..؟
نظر له قصي يتنهد تنهيده تنبع من اعماق داخله يقص عليه بشأن تلك المكالمة صباح اليوم ،وما يليها من مقابلة سريه يترتب عليها ما حدث الان
لينظر له يوسف تتسع عينيه ينهره بحدة قائلا
: قصي انت هتودي نفسك في داهيه ..مالك انت ومال ده كله ..انت ساعدتها لما كانت في ورطة وخلصنا ..ليه تغرز نفسك في حاجه مالكش فيها ..؟!!
نظر قصي بجواره من نافذة السيارة غير يعبأ بكلام صديقه الموجه اليه ، كل ما يفكر به الان ماذا عليه ان يفعل بالخطوة التاليه ليحافظ عليها ..
نظر له يوسف بيأس ، يعرفه جيدا ، مهما حدث لن يتخلى عن من يلجأ اليه .. ولن يستمع لحرف واحد من كلامه زفر يوسف يائسا ثم اردف قائلا ينظر له بحزن
: انا خايف عليك ياصاحبي ..انت ورطت نفسك ياقصي..
نظر له قصي يربت علي كتفه بشبه ابتسامة قائلا
:عارف.. ما تقلقش .
ييدرك تماما انه ورط نفسه ،والغريب ان تلك الورطة تروقه ..تروقه كثيرا ..يتصرف بتلقائية لحمايتها بدون ارادة منه، لايعلم ما سر ذالك الشعور ..وكأنه وحده بالعالم ..والوحيد الذي يمكنه مساعدتها ،حمايتها ..ولا احد غيره
نزل من السيارة قائلا ليوسف بتعب
: انزل سوق انت ..
لينظر له يوسف بشفقة ثم ينزل من السيارة يبدلون اماكنهم ، ليجلس قصي بجوار يوسف مغمض العينين يستند برأسه على الكرسي ، بينما نظر له يوسف ثم شرع في قيادة سيارته الى منزله
________________________
اشرقت شمس الغد بشعاها الوضاء يتسلل مرورا عبر نافذة غرفتها يداعب جفنيها ، لتستيقظ تفتح عيونها فبدا شعاع الشمس وكأنه يشاكس ليل عيناها ،رفعت يدها سريعا تحجبه عن عينيها ..نهضت من الفراش لتجد حنان امامها تبتسم لها بحنو قائلة
: صباح الخير يا حبييتي
ابتسمت لها حياة بشحوب ترد تحيه الصباح
: صباح الخير ياماما
تقدمت حنان تتجه اليها تضمها قائلة
: يالا قومي فوقي كده ..وانزلي عشان نفطر سوا
غامت عينا حياة بالحزن حينما تذكرت خالها..و تجمعهم على مائدة واحدة ،لتتنهد حنان وقد علمت ما تفكر به حياة ، قبلتها ثم استقامت قائلة بابتسامة تشع امل
: قريب ان شاء الله هنتجمع كلنا من تاني
نظرت لها حياة بعيون دامعة تترجاها قائلة
:نفسي اشوفه .. واطمن عليه
تأثرت حنان كثيرا ،دمعت عينيها بدورها قائلة
: مش عارفة اقولك ايه ..بس انتي هنا بأمان اكتر
اغمضت حياة عيونها لتتساقط دموعها على وجنتيها قائلة
: ارجوكي ياماما عاوزة اشوفه
أومأت لها حنان تمسح لها دموعها تأخذها بين احضانها قائلة
:حاضر ياحبيتي ..حاضر
ابتسمت لها ثم اردفت
: قومي يالا جهزي نفسك علشان نقطر سوا ونروحله
نهضت حياة سريعا تمسح دموعها بظهر يديها تتوجه الى الحمام تتوضأ لتؤدي صلاتها ، ثم تركتها حنان لتحضر طعام الإفطار
_________________________________
جلس سالم بمكتبه ،يفكر في امر ذالك الورث..وتلك التي ستأخذ من بين ايديهم كل شيء، لن يدع ذالك يحدث ولو اضطر الى افتعال حرب لن يترك إرث اجداده ، كل ما يدور بفكره الان ، كيف سيقنعها بالزواج منه، يبدو انها ستتعبه كثيرا لتنفيذ خطته تلك ، ليتحدث الجالس امامه اسماعيل قائلا له وكأنه يحثه على السلام
: ما نظهروا الوصيه يا اخوي واهو عمك بردو مش ناسينا فيها
ليستشيط رأس سالم غضبا من كلام اخيه قائلا وشرارات الغضب تنضح من عينيه
: وتاجي بنت امبارح دي ..تاخد كل تعبنا وشجانا ،سنين بنكبرو الثروه ونزودو الاراضي ، وتاجي هي تاخد كل حاجه ع الجاهز
زفر اسماعيل بيأس يغمض عينيه فأردف سالم بنبرة كالسيف
: الوصية دي ما هاتظهرش واصل دلوجتي ..انا هعرف كيف اخلي كل حاجة تحت يدنا زي ما هي
ثم نظر الى اخيه قائلا
: لمهم دلوجت ..ماعايزش سيرة الوصية تاجي على لسانك تاني .لحد ما اشوف هنتصرفو ازاي مع بت المحروج دي
اومأ له اخيه بعدم اقتناع لا يحبز فكرته اطلاقا .
نهض سالم يتوجه الى خارج المكتب قائلا
: يالا هم نشوفو مصالحنا ..
ثم اردف بسخرية قائلا
مش هنجعدو طول اليوم نتحدث عن بت عمك المصون لينهض اسماعيل من مكانه يتبعه الى الخارج ...
__________________
تلبدت غيوم السماء تخفي شعاع الشمس خلفها.. تحجبه عن اناره الارض ..عندما هبطت الطائرة القابعة بها زهيرة على اراضي مصر ، وكأن بمجرد وصولها ، قوى شر ما انتشرت في الاجواء تحجب شعاع الحق عن اناره الظلام بداخلها ..خطت زهيرة خطواتها دلخل وطنها للمرة الاولي بعد غربة لأكثر من 25 عام ،..تغيرت الاشياء من حولها ..تبدل حالها على مر السنين ..لكن الشر بداخلها لم يتبدل بل يزداد ..حقدا وكرها يوما بعد يوم ..وقد فاض يبعثر حولها فسادا اينما ذهبت ، وضعت نظارتها الشمسية على عينيها تخفي تحتها شرارات حقد سوداء تكاد تحرق العالم اجمع ، خطت بكبريائها المعتاد خارج المطار توقف اول سيارة اجرة تطلب منه الذهاب الى الفندق الذي حجزت به الكترونيا قبل سفرها
: وديني فندق (.....)
جلست بداخل السيارة تنسج خيوط اولى مخططاتها ..والتخلص من اول خيط بلعبتها ....
______________________________
الفصل الثاني عشر
***************
وصلت حنان برفقة حياة وسارة الى المشفى للإطنئنان على منصور ، فتحت الباب بنظرات قلقة من رد فعل منصور في هذه الحالة لوجود حياة هنا والمخاطرة بحياتها ، دلفت اليه تتبعها حياة بقلب يتقافذ فرحا لرؤيته والاطمئنان عليه ، ما ان رآها منصور حتى اتسعت ابتسامته بنظرات لهفة ، يرفع لها ذراعه الغير مجبر في دعوة صريحه الى الأمان بين احضانه ..ركضت نحوه حياة تتشبث برقبته تدفس رأسها بكتفه تتشبث به وكأنه عالمها ..عالمها الذي ما ان تبتعد عنه حتى تواجه عواصف شيطانية..أخذ رأسها يضمها الى صدره ..ليهدأ من اعاصير قلبه الهائجة قلقا عليها ..يضمها اكثر وكأنه يخبره انها ها هنا ..مازالت بخير
استغربت حنان بداخلها لأنه لم ينزعج لفكرة ظهورها لكنها بررت ذالك بفرحة رؤيته لها سالمة
رفع رأسها اليه ينظر لها كليا ،يبتسم بتأثر قائلا
: وحشتيني
ردت حياة بابتسامة فرحه
: وحضرتك وحشتني اوي ..الحمد لله انك بخير
لترد حنان وهي تقترب منهم قائلة بمرح
: لا ، ده واضح انها راحت عليا خالص
ليضحكوا جميعا ، نظر لها منصور بكل حب قائلا بابتسامة مشاكسة
: ازاي بقى..؟..ده انتي الخير والبركة يا حنون
ابتسمت حنان بخجل لتضحكا حياة وسارة بخفوت ، ردت سارة قائلة بابتسامة
: حمدالله على سلامتك يا انكل
رد عليها منصور بابتسامة حنون قائلا
: الله يسلمك يابنتي .
جلسوا سويا يتبادلون الضحكات ..انتبهت حياة الى منصور عندما رد يوجه حديثه اليها قائلا بجد
: حياة .. عايزك تروحي الشركة تتابعي كل الشغل المتوقف على وجودي هناك ،لحد ما اقوم من هنا
ثم نظر الى سارة مردفا
: وانتي كمان ياسارة عاوزك مع حياة
اومأت له سارة بجد وثقة
نظرت له حيا نظرات حائرة فأردف منصور يطمئنها قائلا
: ماتقلقيش شاكر هيفهمك على كل حاجه
لترد حنان بقلق نابع من قلبها قائلة بتردد
: طب..واا..باسم ورشدي
دب الخوف بقلب حياة لكنها لم تظهره ، فرد منصور قائلا بغضب
: محدش هيقدر يقربلها .. طول ما انا عايش
ليتفاجأو جميعا بمن يدلف الى الغرفة قائلا يتصنع خوفه على صحة منصور
: تؤ تؤ تؤ ..غلط كده عليك يا منص ، الانفعال غلط عليك
اتجهت نظراتهم جميعا له ،حنان بنظرات قلقة مترقبه لردة فعل منصور بخوف ،سارة تنظر له بنظرة مشمأذة وكأنها تحتقره ..،وكم يستحق
نظر له منصور بحدة .. بغضب يكاد يفتك به فتكا .. إذدردت حياة ريقها ببطء تنظر له نظرات حسرة تتجرع مرارتها بداخلها ...قبض منصور على يديها كأنه يبث لها الثبات ، تقدم رشدي نحوهما وبنبرة حقد وكره اردف يتكأ على حروف جملته قائلا لمنصور
: حمدالله ع السلامة
رد عليه منصور ينظر له بتقذذ غاضبا ، يشتعل بداخله براكين يريد انفجارها بوجهه قائلا
: اطلع بره..
ضحك رشدي بخفوت ينظر ارضا ثم رفع نظره اليه بابتسامة جانبية قائلا
: وماله ..
ثم نظر الى حياة بنظرة غامضة يفهمها منصور جيدا واردف
: قريب اوي ..هقولهالك انا
هذا ما حسب حسبانه منصور جيدا، التفت رشدي ليخرج من الغرفة بابتسامه جانبية ليتوقف فجأة عندما آتاه صوت منصور بنبرة ثابته ..واثقة ،اهتز لها ثبات رشدي قائلا
: اما نشوف يارشدي ..بلغ باسم سلامي ..
التفت رشدي ينظر له بحدة وكأنه يريد اختراق عقله ليعلم ما يدور به ، فأردف منصور بابتسامة واثقة ونبرة غامضة
: ولا اقولك ..انا هوصله بنفسي
خرج رشدي يستشيط غضبا ..يعرف منصور جيدا لن يتركهم وشأنهم..حتما سيرد الصفعة صفعتين ، وربما تكون الضربة القاضية لهما .
________________________
وقف امامها ذليلا يتوسلها بمهانة متلهفا ان تعطيه جرعة اخرى من ذالك السم قائلا
: ارجوكي انا مش قادر ..هديكي اللي انتي عاوزاه
لترد عليه قائلا بحزن مصتنع
: صدقني حبيبي ..اخر شي كان معي يالي اخذته امس
ليرد عليها بحالة مزرية قائلا بهيستيريا وحركات جسده غير متزنه
: طب هستناكي هنا وروحي هاتي ،الفلوس اهي ..او او قوليلي مكانه وانا اروح اجيب
لتتصنع هي التفكير ثم ترد قائلة
: ما في غير شخص واحد فقط يقدر يساعدك
اومأ لها بلهفة سريعا
لتخرج هي ورقة من حقيبتها تعطيه اياها قائلة
: خذ هادا عنوانه ..بتروح بتطلب منه وبيعطيك
اخذ منها الروقه متلهفا يخرج سريعا للذهاب الى العنوان المدون بالورقة
التقطت هي هاتفها تتحدث قائلا
: اي ..عطيته العنوان اخذه وخرج. .بطريقه اليك
ثم اغلقت الخط تتنهد بظفر....
________________________
وصل عمر الى العنوان المدون بالورقة ، مكان هادئ يكاد يكون خاليا من المارة ،وجد بابا مفتوحا وكأن احدهم يستعد لاستقباله دلف ينظر حوله يمينا ويسارا لا يوجد احد ، لينتفض فزعا عندما آتاه صوت من جانبه قائلا
: ياأهلا وسهلا
التفت له عمر يذدرد ريقه تتسع عينيه،العرق يتصبب من جبهته ، يتحدث بصوت مرتعش يحك انفه بطريقة مستمرة
: ااا اهلا ..
رد مراد بابتسامة جانبية قائلا
: اؤمر..
تحدث عمر بلهفة يبتسم يتوتر يخرج له النقود قائلا
: ااانا مع معايا فلوس كتير وكنت عايز ..
ليقاطعه مراد بابتسامة خبيثة ونبرة مرحبه
: اه ،اوي اوي اتفضل
واشار له بالدخول ، تقدم مراد خلفه عمر ، اشار له مراد بالجلوس وجلس بدوره امامه ، اخرج من جيب سترته ورقة مطوية تحتوي علي ذالك المسحوق .ليذدرد عمر ريقه تتسع عينيه يلهث عندما رأى ما بيد مراد ،
قربها مراد اليه ، هم عمر بالتقاطها ليبعدها مراد مرة اخرى ،فنظر له عمر بتسائل ، ليبتسم مراد ابتسامة غامضة
قائلا
: نتفق الاول ..
ظن عمر انه يتحدث عن النقود فرد قائلا بلهفة يضع جميع ما بحوزته من النقود على الطاولة امامه
: انا تحت امرك ..خد اللى انت عاوزه
ابتسم مراد بسخرية قائلا وهو يخرج من جيب سترته ورقتين
: مش ده اللي هنتفق عليه ..
وضع امامه الورقتين ،يناوله قلما ، لينظر له عمر بعدم فهم فأردف مراد يعطيه القلم قائلا بعيون تلتمع بمكر وشر
: امضي هنا الاول
ثم مد يده بالورقة المطوية واردف بنبرة ثعلبة
: وبعدين خد دي تظبط بيها مزاجك ،عشان نعرف نتكلم
اخذ عمر القلم بدون تردد واسرع يوقع بإسمه على الورقتين غير عابئا بقرائة محتواهما ، فحالته لا تسمح له بالتقاط انفاسه حتى، ثم اخذ الورقة من يد مراد يفتحها سريعا يصفها ويستنشق ما بها ،
وكانت النشوى هنا للماثل امامه، ينظر اليه يبتسم بشر وقد اقترب من هدفه .." قصي الزيني "
__________________________________
جالس بسيارته لم يذق طعم النوم منذ امس ظنا منه ان مالك السيارة مازال بداخل الفندق ، ليأتيه اتصالا من باسم يسأله قائلا
: عملت ايه ..؟
رد قائلا
: العربية ما اتحركتش ياباشا ..لسه في الفندق
على الجانب الاخر من الهاتف تلتمع عينيه بتفكير يحدث نفسه ..ربما كان شخص عابر عرض عليها المساعدة
وربما شخص ذكي ،غير عادي ،يعلم بمراقبته له وهذا الاحتمال الذي سيأخذ به ، ليرد قائلا
:خليك مكانك ..عينك ما تغفلش ثانيه واحده..اول ما يظهر تبلغني.
ثم اغلق الخط ،ليتفاجأ برشدي يدلف الى داخل مكتبه يبدو عليه الغضب ، جلس امامه يزفر بانزعاج ، ليسأله باسم مستغربا حالته
: في ايه..؟
رد عليه رشدي بغضب يزفر قائلا بانزعاج
: منصور فاق ..مش كنا خلصنا منه الاول
رد باسم يؤكد له قائلا
: هنخلص منه..ماتستعجلش
ليردف بعدها بعيون تلتمع بمكر قائلا
: المهم دلوقت ان مدة الوصاية على حياة تنتهي وتتم السن القانوني اللي بيه تبطل وصاية منصور عليها
نظر له رشدي بقلق ليردف قائلا
: منصور مش سهل ..واكيد بيخطط لحاجه
شرد باسم يفكر في كلامه وفي ذالك الذي كان برفقة حياة امس، ترى هل من الممكن ان يكون منصور خلف ذالك الامر ...
__________________________
وقف بشرفة منزله عاري الجزع يرتدي بنطالا فقط ، ينفث دخان سيجارته وبيده كأس من الخمر ، يفكر فيما يفعله ، والى اي طريق يذهب ، غاضب من نفسه ، لم يكن يوما ليفعل امرا ما دون تخطيط مسبق . دون تفكير ، ما عدا هذا الامر ، لماذا ،هو لا يعلم ، يتوقف عقله عن التفكير ، يفعل ما يمليه عليه داخله ..او بالأحرى قلبه ، ابتسم بسخرية ، لذكر قلبه بالمناسبة ،ثم التمعت عينيه بشعاع غريب وميض يختبره لأول مرة ، عندما مرت صورتها بخاطره ..، شعر بوخذة ما بداخله .. شيء ما يجذبه اليها ، يحثه على الحفاظ عليها وحمايتها ،كم هي نقية وبريئة ، لا تشبهه ، لا تشبه حقيقته المشوهة ، الوجه الاخر ل"قصي الزيني" الذي لا يظهره سوى لمن يستحق ، ارتشف من الكأس بين يديه ، يتذكر نظرة الخوف بعينيها ..ابتسامتها ..حمرة الخجل بوجنتيها ..كم تحكم بنفسه بثبات ليحافظ هلى وجهة قصي الزيني رجل الاعمال ومدير "شركات الزيني" واخفاء ما هو عليه الان .
زفر بغضب ينهر نفسه ، على التفكير بها عن الحد اللازم ، يشعر انه لايستحق مجرد الحلم بالأشياء الجميلة .. حتى الاحلام ،..معتاد هو على انه لا يستحقها، ليس من حقه ، منذ صغره ..سلب منه كل ما هو جميل ..بات كل ما يتمناه يقع تحت قانون انه لا يستحق .
لا يدرك انه فقط يحتاج لمن ينير ذالك الظلام بداخله ..يحتاج فقط نفض الرماد عن جوهره ..يحتاج الى من يأخذ بيده من كهف قلبه المظلم الى نور الشمس ..الى الحياة ...
____________________
دلفت الى غرفتها بالفندق ، القت حقائبها جانبا ، لن تعبأ بأخذ قسط من الراحه لسفرها من يلد٥ لأخرى، اخذت حماما باردا ،عله يهدأ من البراكين المشتعلة بداخلها ثم خرجت ترتدي ملابسها الكونة من بنطال قماشي اسود يعلوه ستره من نفس اللون تحتها قميص ابيض مزركش ،انتهت من ارتداء ملابسها لتقف امام المرآة تنظر لنفسها ،ارتدت نظارتها ،فلا داعي لإحراق العالم بشراراتها المتطايرة ، توجهت الى خارج الفندق عازمة على زيارة لا بد منها ، وقطع خيط ، لكن يجب عليها التأكد اولا بعدم افشاء السر ، اوقفت سيارة اجرة ،ركبت قائلة للسائق الذي تفاجأ بطلبها ذالك .
: وديني شارع (.....)
لينظر لها السائق باستغراب ،سيدة بهذا الرقي يبدو عليها الثراء ،تخرج من ذالك الفندق الذي يبدو عليه الفخامة، قاتنيه من اصحاب الملاين ، ما الذي يدعوها للذهاب لهذه المنطقة الشعبية ، لكنه حدث نفسه قائلا ..انه لا يعنيه امرها سيوصلها بالمكان الذي تريده ويأخذ أجرته ، حتى اذا طلبت منه الذهاب الى الجحيم سيوصلها وليس من شأنه ،ليتحرك بالسيارة متوجها بها الى ذالك المكان .
"ويا ليته يوصلها الى الجحيم الذي يتماشي كثيرا مع تلك البراكين المشتعلة بداخلها" ...
_________________________________
وصلت حياة الى المنزل صعدت الى غرفتها وكلام منصور يدور برأسها ..يتردد صداه بداخلهت ، هو يعتمد عليها ،يجب ان تكون محل تلك الثقة ، اتجهت نحو مرآة زينتها تأخذ نفس عميق ترفع رأسها عاليا تحدث نفسها ..بأنها قوية ..ستواجه ..لن تتوارى ضعفا او خوفا ،
تنهدت بعدم ارتياح ، لتتجه الى الحمام تتوضأ وتصلي الى من تلجأ اليه في احلك اوقاتها سوادا ..الى من قال ادعوني استجيب لكم ، وقفت بين يدي الله تدعوه الثبات والقوة والحماية منه وحده ..تترجاه العون والوقوف بجوارها ..
________________________
جلست بحديقة المنزل برفقة صديقها الصغير تنظر له بابتسامة مشرقة ..تحدث نفسها قائلة ..علي الرغم من اول مقابلة لهم تكن ظريفة اطلاقا ، لكنها تستبشر به ، تعلقت به كثيرا ،لاح بخاطرها ذالك الطبيب ومقابلتها الاولى له الغير لطيفة بالمرة ، كم كان عديم الزوق ،لكنها ممتنة له ..ممتنة له كثيرا لإنقاذه صديقها الصغير ، انتبهت الى رنين الهاتف بجوارها التقطته لتجده رقم غير مسجل رفعت الهاتف الى اذنها لتذدرد ريقها خوفا عندما آتاها صوت سالم قائلا
: جرى ايه يابت عمي ..ماعيزاش تردي ولا ايه ؟
تنهدت بضيق ، ثم ردت بثبات يخالف ارتعاش داخلها
: لو مش عايزة ارد ماكنتش رديت
على الجانب الاخر من الهاتف جز سالم على اسنانه غيظا من ردها عليه ،ليبلع غيظه بداخله يرد قائلا
: ماشي ..انا في الكافيه اللي بعد البيت بشارع ..عاوز اتحدث وياكي
ابتسم بسخرية مردفا
: ما رضيتش اجيلك البيت ..علشان بتضايجي ..وكمان علشان احنا ولاد اصول ،وبنفهمو في الاصول
اذدردت ريقها بارتباك ، يا الله ماذا ستفعل في ذالك المأزق
،لم يدع لها رفاهية الرفض حيث اردف سريعا مغلقا الخط
: مستانيكي..
انزلت سارة الهاتف عن اذنيها تضع يديها على وجهها ضيقا ، تحدث نفسها قائلة ..ان ذالك المقهى ليس ببعيد ..والمكان مفتوح ..فلا داعي للخوف ، لابد من تلك المواجهة ، ستحدث آجلا ام عاجلا
نهضت من مكانها تودع العصفور بابتسامة لتتجه الى خارج المنزل ،لمقابلة ابن عمها ...
___________________________
وصلت سيارة الاجرة بصعوبة لضيق تلك الشوارع المعروف، ليتأفف السائق في نفسه يسأل عن العنوان الذي املته اياه زهيرة حتى وصل امام المنزل المطابق رقمه بالعنوان في الورقة ،نظرت زهيرة حولها من نافذة السيارة لتوجه كلامها للسائق قائلة
: استناني هنا يااسطا .مش هتأخر
نظر لها السائق ثم اومأ قائلا
: من عنيا ياست هانم..
نزلت زهيرة تتجه الى داخل المنزل ..صعدت درجات السلم المتهالكة لتصل الى باب غرفة عليا طرقت الباب فآتاها صوت عالية يسمح للطارق بالدخول فتحت الباب ببطء شديد ، لتضيق عليا ما بين عينيها بترقب تنتظر لترى من الطارق، يفتح الباب شيئا فشيئا لتظهر امام ناظرها كاملة ،خطت بخطوات بطيئة تتقدم منها ، نفس الابتسامة .. نفس الخطوات التى وكأنها تتحدى الارض ثباتا وقوة ، مازالت علامات التسائل على وجه عليا ، لتتسع عينيها زهولا ،،تشتد خفقات قلبها خوفا ، وتنزل دموع الحسرة والندم ، عندما آتاها نفس الصوت الناعم الذي يشبه فحيح الافعى ببحته الطبيعيه تلك قائلة
: ازيك ياعليا ..؟
ردت عليا متسعه العينين ، تكاد عينيها تقفز فزعا من هول الصدمة ، تتحدث بكلام غير مرتب
: انتي ..انتي ..؟!!
ابتسمت زهيرة ابتسامة جانبية لا تخلو من الكبرياء قائلة
: ايوة انا ..مالك مصدومة ليه ..؟
لتردف وهي تتصنع الحزن وترتسم معالم الندم الزائفة على وجهها قائلة
: ما كنتيش عايزة تشوفيني تاني بعد السنين دي كلها ..بعد ما عرفت غلطتي وناوية الم شملنا من تاني
لتنظر لها عليا غير مصدقة لما تقول ، ظهرت على محياها الابتسامة شيئا فشيئا ، تنزل دموعها سريعا بكثرة قائلة من بين بكائها
: يااااه ..معقوله ..؟ معقولة ربنا قبل مني التوبة للدرجادي ؟
اغمضت عيونها بقوة لتردف من بين دموعها
: انتي ماتعرفيش العذاب اللي شفته ..والندم اللي انا فيه على غلطة غلتطها زمان دفعت تمنها غالي اوي ..اوي
ردت زهيرة وهي تتشنج بداخلها غيظا ، لا يوجد لديها طاقة لهذا الهراء الذي تتحدث عنه هي
فأردفت عليا من بين بكائها تحمد الله قائلة
: الحمد لله يارب انك قبلت توبتي ..نفسي يمد في عمري واستسمحهم بنفسي ..علشان اموت وانا مرتاحه
ثم اردفت بما جعل زهيرة وكأنها تقف علي جمر مشتعل، ارتفعت باركين غضبها حتى اوشكت على ان تفيض من عينيها ،عندما اردفت عليا
: بعد ما بعتلهم الجواب واعترفتلهم بأن ابنهم عايش وطلبت منهم يجو استسمحهم ، بردو ما كنتش مرتاحه
--------------
في تلك الاثناء كانت ام ورد تجفف الملابس على حبال شرفتها لترى تلك السيارة فتنظر لها باستغراب قائلة
: يااختي ..وده ايه اللي هيدخل التاكس النضيف حتتنا المعفنه دي ..جي لمين ياترى؟!!
ثم صاحت تنادي لأحد الصبيان المتواجدين بالحارة قائلة
: واد يا زلطة ..انت يا ولاه
ليرد عليها الفتى قائلا
: نعم يا خالتي ..
ردت ام ورد تسأله قائله
جاي لمين ياواد التاكس ده ..؟
رد عليها الفتى يلتقط كرته من الارض قائلا
: دي ناس عند خالتي ام مصطفى..
ضيقت ام ورد ما بين حاجبيها باستغراب لتتسع عينيها بعد ذالك قائلة بصوت خافت تضع اصبعيها الابهام والسبابة اسفل ذقنها
: يكونش الناس اياهم ..بتوع الظرف
اسرعت تاركه ما بين يديها تدلف الى داخل شقتها ، تبحث عن خمارها ترتديه سريعا لتجد ورد امامها تسألها بعدم فهم قائلة
: راحة فين يا امه ..ومتسربعة كده ليه ..؟
ردت ام ورد بفرح قائلة
: الظاهر كده الناس اللي وديتلهم الظرف بتاع ام مصطفى ،بتوع الحكاية اياها اللي حكتهالك جم عند خالتك ام مصطفى
أومأت لها ورد بتفهم ، لتتركها سريعا تنزل درجات السلم تتجه الى منزل ام ورد .. فلم تجد سيارة الاجرة مكانها ..بل لم تجدها من الاساس
لترد قائلة لنفسها باستغراب
: الله ..هما مشيو ولا ايه ؟
دلفت الى داخل الغرفة تنادي عليا
قائلة
: ام مصط....
فقدت ام ورد النطق تتسع عينيها تصفع صدرها مرارا بقوة،صارخة
:يااختااااااي .الحقوني ياخلق
عندما وجدت عليا مطعونة بنصل حاد اسفل رقبتها قرب صدرها ، غارقة ببركة من الدماء ...
____________________
ارائكم في الفصل وتوقعكم للأحداث ياقمرات😘
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
الفصل الثالث عشر والرابع عشر من هنا
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا