رواية أحيت قلب الجبل الفصل الخامس والعشرون والسادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم ياسمين محمد
رواية أحيت قلب الجبل البارت الخامس والعشرون والسادس والعشرون والسابع والعشرون والثامن والعشرون بقلم ياسمين محمد
الفصل الخامس والعشرون
***********************
وقف مصدوما ينظر له بخذي ..وكأن صخرة ما سقطت توا من مكان عال على رأسه مباشرة .. تساقطت دموع ندم و حسرة من عينيه .. فقد حدث ما يريد ..قد علم قصي اخيرا الحقيقة ..الحقيقة التي تمنى كثيرا ظهورها ..لتدب الحياة بضمير يحتضر ... ومع ذلك لم يشعر بتلك الراحة التي كان ينتظرها ..بل زادت من ضيق داخله وكأن جبلا ما يجثم فوق صدره ..تقدم منه قصي بمشاعر متداخلة ..تصنيفها حرب .. لا خاسر فيها سواه ..ضيق عينيه ينظر اليه بتركيز ..والآخر انفاسه على وشك التوقف ..يبكي بنشيج يحرق روحه ..ويستحق .. وقف امامه مباشرة لا يفرق بينهما سوى سنتيمترات ..شرد قصي فيه اثناء بكائه ..ثم اردف بصوت هاديء هدوء نسمات الهواء في فصل الربيع ..بينما عواصف تعصف و براكين تشتعل بين عقله و قلبه ..
: صح ..؟ ..مش هي دي الحقيقة اللي عاوزني اعرفها ..؟
هم عبد السلام ان يرد ..يبرر ..يدافع ..يقدم زريعة قوية لفعلته ..قبل سقوط مقصلة الحق للقصاص منه ..لكنه لم يستطيع .. انفرجت شفتاه للتحدث ليتوقف الكلام بحلقه ..لم يجد تبرير لما فعل ..تخلت عنه الزريعة تاركه إياه في ذلك الموقف المؤسف ورحلت ..فأردف قصي بدموع لا يعلم مهيتها ..اهي حزن ..ام فرح ..ام أسفا على وجود هؤلاء الذين ينحني الشيطان تحية لهم ..
: ليه ..؟ ..هي وعرفت هي عملت كده ليه ..لكن انت ..؟
وقهرا ..أرغم صوته على الخروج ونقل حروفه الى مسامع قصي ..رد بنشيج باكي ..
: سامحني ..سامحني يا ابني ..
ضحك قصي بخفوت ..ينظر ارضا ..فتحول الخفوت الى ضحكات صاخبة رافعا رأسه الى أعلى ..وقد بدى الموقف وكأن احدهم القى له دعابه ما ..سرعان ما كبح جماح اشتعال النيران بداخله بعد لحظات .. ينظر له مرة أخرى قائلا
: اسامحك ..؟
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
وحديث طويل يريد قوله ..ومعاناة اختبرها يريد تذكيره بها ..لكن يجب عليه الحصول على شيء ما فأومأ له مردفا
: هسامحك ..بس حقي اني اعرف ايه اللي حصل بالظبط ..
وبابتسامة ساخرة اردف
: احكيلي بالتفصيل الممل يا جوز خالتي ..
نظر له تتجسد الحسرة بعينيه ..يتمنى الرجوع بالزمن ولم يكن ليفعل ذلك ابدا ..
وكزائر صحراء على وشك الموت عطشا .. رأى في شرطه لقص ما حدث منبعا للحياة مرة أخرى ..غافلا .. لا يدرك ان ما رآه ليس سوى سراب ..قص على مسامعه ما حدث بداية من حادثة موتها المزيفه ..مرورا بخطة خطفه ..حتى نزولها الى مصر و قتل عليا ..يحكي له وكأنه يعدو راكضا ..حتى وصل الى النهاية بانتظار مسامحته ..نظر له قصي بمعالم وجه غير مقروءه ..ونظرات تعدت حاجز العتاب ..والآخر ينظر له بلهفة مترقبا يذدرد ريقه بصعوبة .. حاز هو على اعتراف كاملا بصوت عبد السلام ..له ولقوات الشرطة الذي تفاجأ بهم عبد السلام حوله .. كان ينتظر المسامحة ..فتفاجأ بالجزاء ..تقدم الضابط شريف يقيد يديه بالأصفاد ، برفقة منصور الذي تفاجأ بصدمة أخرى ..صدمة جديدة ..ان الماثل امامه هو نفسه ابن عم زوجته .. يسري الخولي الذي من المفترض انه هاجر من سنين عدة ..للإستقرار خارجا ..اي مكيدة قد وقعوا بها ..كم سيلقى من صدمات بعد ..نظر عبد السلام الى افراد الشرطة بندم ..ثم نقل نظراته الى قصي وكأنه يستجديه بالمسامحة ..التي يعلم جيدا انه لا يستحقها ..خرج برفقة الشرطة وعيونه معلقة به حتى اختفى عن انظاره .. وقف كل من قصي وشريف ومنصور يتبادلان نظرات ذات مخذى فيما بينهم
Flash back
وقف منصور خلفه مباشرة ينظر اليه بعيون تزرف دموع الفرح ..ولده امامه.. بينهم فقط خطوة واحدة وعناق ..عناق اراده هو بشدة ..وما إن التفت قصي اليه مزهولا إثر رؤيته لذلك التشابه بين تلك السيدة "حنان" وبين والدته ..حتى تصاعد زهوله الى اعلى الدرجات عندما وجد منصور يحتضنه ببكاء شديد
لا يفهم شيئا يكاد عقله ان يوشك على التوقف ..وما إن لاحظ منصور تصلب جسده وعدم مبادلته العناق ..كبح جماح مشاعره ..ابتعد قليلا يحتضن وجهه بين كفي يده للحظات .. ثم ذهب سريعا نحو باب المكتب يغلقه جيدا ..عائدا يجذب إياه من يديه نحو المكتب يجلسه على الكرسي الخاص به ..يجاهد في منع دموعه عن التساقط بشهقات بكاء مريرة ..جلس قصي بعيون متسعة ..ونبضات تتسابق بعضها بعضا في الخفق بشدة ..لا يعي شيئا وفجأة وجد منصور يدنو قليلا ليفتح درج ما بالمكتب يخرج منه بعض الأوراق التي يبدو عليها القدم ..اخرج الورقة الأولى ..يناولها له ..التقطها قصي من بين يديه ليجدها شهادة ميلاد ..لطفل يسمى ..مازن ..الأب منصور محمد المنياوي
الأم ..حنان عثمان الخولي ..مازن ؟ و ومضات مرت امام مخيلته ..لأطفال صغار يركضون برفقته.. ينادونه بذلك الإسم ..وسيده ..لا بل أمه تناديه بنفس الإسم .. نظر الى منصور بزهول وكأنه يتطلع على احدى عجائب الدنى ..ليتحدث منصور بما جعل قلبه يتألم اثر قوة خفقاته ..
: ابني مازن ..اتخطف بطريقة مجهوله ليا لحد دلوقتي معرفش ازاي ..من 25 سنة..واللي خطفته ..خالته .. اخت امه ..التوأم ..
توجه نظره بعيون متسعه الى باب المكتب المغلق حيث مكان خروج حنان .. صراعات بداخل عقلة ..بين صدق وكذب ..ليناوله منصور الورقة الثانيه ..اخذها يقرأ اياها ..وجدها خطاب ..خطاب كتب بروح شريرة سوداء ..حاقدة ..خطاب كتب بيد مدعية الأمومة ..او اللتي لم تبذل ادنى مجهود لتدعيها .. خطاب تعترف فيه بخطف ولدهم ..و انتقاما لحبها المزعوم ..وتتوالى الصدمات ..يمد له منصور صورة له برفقته ..صورته وهو صغير..يركب ضاحكا على اكتاف منصور الذي يضحك بدوره بكل الرضا .. وصورة اخرى بدت كصاعقة ..صاعقة توقف فيها الزمن للحظات ..وربما لدهر ..سيدتان تحملان نفس ملامح الشكل احداهما تبتسم ابتسامة عذبة كماء نهر صافي ..تحمله بين يديها ..واخرى مماثلة لها تماما ..تبتسم ايضا لكن شتان ما بين ابتسامتها وابتسامة تلك التي تحمله ..واخيرا صورة له بين والديه الحقيقيين ..ومضات واشخاص ومواقف عدة ..متداخله تعصف عصفا داخل مخيلته ..استقام واقفا ينظر الى منصور كمن لا يفقه قول ولا إشارة ..ليستقيم منصور بدوره ينظر له بلهفة يومأ له إيجابا ببكاء وكأنه يجيبه بما يتسائل به داخل رأسه .. وانهارت آخر حصونه في الصمود ..فنهال عليه بوابل قبلات وعناق ابوي حار ..ودموع كشلالات لا آخرا لها .. لينظر له قصي في حالة من الزهول ..ويقطع تواصل نظراتهم هاتفه الذي ألح بالإتصال من احد ارقام الشركة يخبره احدهم بضرورة حضوره الآن لوجود الشرطة فيقرر منصور الذهاب معه وعدم تركه مرة أخرى ..و عدم اخبار حنان مؤقتا ..الى حين السيطرة على الوضع وتقديم الأمر بصورة تتحملها ...ومن ثم إتصال عبد السلام الذي وجده كلا من منصور وقصي فرصة للإمساك بزهيرة ..فتحدث منصور الى الشرطة يخبرهم بمكان القاتل الحقيقي ..
Back
وبعينين كشعلتين.. بمعالم وجه غاضبه تتدفق دمائه بداخل رأسه كإندلاع النيران ..ينظر الي زهيرة ممددة امامه ..و لو إتطلع احدهم على مخيلته لرآه الأن يمزقها إربا بأسنانه و أظافره .. جميع حواسه تريد الإنتقام منها ..غير مدركا لما حوله ..ولا لما يوجهه شريف الى قصي من حديث
: انا حطيت حراسه على باب العناية ..
ثم اشار برأسه الى زهيرة مردفا
: الدكتور بيقول غيبوبة مؤقته ..كده مدام حنان بريئة من التهمة المنسوبة اليها ..لان القاتل الحقيقي ظهر ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
عند ذكرها ..تأهبت حواسه ينظر الى زهيرة ..هناك جدار عازل يمنع شعورا جديدا ..شعورا وليد يتقافز للخروج والظهور على جوارحه نحو والدته الحقيقية ..جدار صنعته زهيرة بقسوتها ..حقدها ..كرهها .. يحجب عنه رؤية عاطفة والدته اللتي بدورها هي نسخة منها ..ركن ما اسود بداخل عقله يحثه على البعد وعدم الإقتراب ..و قلب طفل صغير يتشبث بثوبه يتوسله ..باكيا مشتاقا الى تذوق احضان والدته ..ترى ايهما سينتصر ...
__________________________
توقف سالم بسيارته حسب معرفته ،امام منزل سارة ..فلا علم مسبق لديه بأنها تعيش مع عائلة صديقتها ..ترددت سارة بين النزول واخباره بأن اشيائها في منزل آخر ..لكنها فضلت عدم اخباره ..لا طاقة لها لسماع قائمة المحظور والممنوع ..وما يليق وما لا يليق ..
التفت سالم اليها قائلا
: همي عشان نلحجو نوصل جبل الليل ..
نزلت سارة من السيارة ترهب الفكرة السفر ..وما زاد من خوفها انه سيصطحبها برفقته ..هي تخاف رغما عنها ..لكنها لا تظهر تلك المشاعر اللتي تمقتها بشده .. بارعة جدا في اخفائها ..توجهت الى المنزل مقررة أخذ ما ستحتاجه والمرور بعد ذلك على منزل منصور ..دخلت مغلقة الباب خلفها جيدا..نزل سالم من السيارة ينظر الى المنزل ثم استند بظهره اليها ينتظر خروجها بعيون ذئب ماكر متعطشا للحظة ظفر ..وعلى جانب الطريق الآخر ..مرجل متقد ..يراقبهم بعيون متربصه ..بعد القليل من الوقت ..خرجت سارة من المنزل تجر خلفها حقيبة ملابسها متجهة الى سيارة سالم ..والعيون المتربصه ضاقت قليلا بعدم فهم سرعان ما تحولت نظرتها الى صدمة ..ماذا تفعل بحقيبة سفر ..هل ستذهب ام ماذا ..ومن ذلك الشخص الذي ستذهب معه .. اخذ عقله يعصف بتسائلات عدة ..حتى تحركت سيارة سالم ..وتحرك هو خلفهم وكأن هناك قوة مغناطيسية خفيه بين السيارتين تجذبه معها ..تحدثت سارة داخل السيارة بإقتضاب قائلة
: لو سمحت ارجع من الشارع ده تاني..عاوزة اسلم على واحدة صحبتي قبل ما اسافر ..
وما يدور بخاطرها هو أخذ العصفور معها ..برفقتها ..ولاح بخاطرها ذلك الطبيب الذي بينها وبينه فقط بضعة امتار ولا تعلم ..نظر لها سالم بإذدراء داخلي اخفاه ببراعة وصبر صياد يختبر نقاط ضعف فريسته .. ينتظر اللحظة الحاسمة للهجوم .. انعطف بالسيارة يرجع مرة ثانيه ..تدله سارة على الطريق لمنزل منصور ..تحت عيون مستغربة عودتهم ثانية .. بعد دقائق وصلت السيارة امام المنزل ..نزلت سارة تدخل اليه مودعة صديقتها ..جلس ينتظرها بالسيارة.. زفر بضيق يحث نفسه على التريث قليلا فقط ..لم يبقى سوى خطوات قليلة للحصول على ما يريد..
بداخل المنزل ..ما بين عناق ودموع ومشاعر حب و ود بدون مقابل ولا إنتظار منفعة .. ودعت سارة حياة وحنان ،آخذه ذلك القفص بين يديها وكأنه كل ما تملكه ..لتتحدث حياة بقلق علها تردعها عن فكرة السفر معه قائلة
: بلاش يا سارة ..هتسافري معاه لوحدك ازاي ..؟
تنهدت بتعب تبتسم لصديقتها بحزن قائلة
: ما تخافيش عليا ..انا بس آخد حقي منهم ..ده كل اللي انا عاوزاه ..
كاذبة ..تعلم تماما انها كاذبة..ليس هذا فقط كل ما تحتاج اليه ..بل تشتاق .. تتعطش إلى الشعور بالدفئ بين عائلتها ..ولو خيروها بعد اختباره بين الميراث والمكوث بينهم ..لاختارت دفئ احضانهم .. وربما لا تدرك ان ذلك الدفئ ..ما هو إلا اشتعال قلوبهم طمعا ..وان ما ستختبره هو دفئ برتبة إحتراق ..رن جرس المنزل فتحدثت بضيق قائلة
: أكيد هو ..
ردت حنان بدموع قائلة
: خلي بالك على نفسك ..
عانقتهم مرة أخرى مودعه اياهم بإبتسامة حزينة قائلة
: ما تقلقيش ..ابقي سلميلي على انكل
..ومع فتح باب المنزل ومعالم وجهها المتيبسه لظنها انه سالم .. لانت تلك الملامح بعيون مستغربة تنظر للواقف امامها غافلة عن ذلك الرذاذ الناتج من عينيه غضبا .. ونسمة هواء تسللت الى داخلها محركة مشاعر ما اختلج لها قلبها بشدة لرؤيته ..هل يمكنه المسافره معها ..نهرت نفسها سريعا بداخلها على تلك الفكرة ،اغلقت الباب خلفها تسئله قائلة بإستغراب
: دكتور حمزة ..؟ حضرت..
وقاطعها بنبرة متملكه ..وللغرابة لم تشعرها بالمهانة كما تشعر دائما ..
: رايحه فين ..؟
اذدردت ريقها تغمض عينيها بإستسلام متنهدة ببطء ..تجيبه في لحظة غالبا لن تتكرر مرة ثانيه قائلة
: مسافرة ..عند أهلي ..
ليعاود سؤالها مرة ثانية والنبرة المتملكه يلفها بعض الغضب ..
: مين اللي انتي ركبتي معاه من قدام الشركة ده ..؟
همت بإجابته ..سرعان ما تراجعت تنظر اليه تضيق ما بين حاجبيها بتسائل قائلة
: و انت عرفت ازاي ..؟
ارتفع حاجباها غضبا مردفة
: انت بتراقبني يا دكتور ..؟
: مين ده ..؟
قالها متسع العينين بغضب اعمى ونبرة شبه زاعقة ..و إذا قرأنا ما بين نياط حروفه.. للمحنا في نبرته الغاضبة تلك اعتراف رسمي بالعشق والإمضاء ..خفقات قلبه .. همت بالخروج وتركه تراودها فكرة "و ما شأنه هو "..لكنها لم تستطيع نطقها ..قوة ما ترجتها ان لا تنطق بها ..وأذعنت لها .. لينطق لسانها تتخطاه خارجه
: ابن عمي ..عن إذنك ..
خرجت مسرعة تتجه الى السيارة تركبها صافعة بابها بغضب استغرب له الجالس بجوارها ..ينظر الى العصفور داخل القفص يإستنكار ..محدثا نفسه بخفوت قائلا
: جلع ماسخ ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
لم تفهم هي ما يقول ..أو بالأحرى لم تسمعه ..فعيونها معلقة بمرآة السيارة الجانيية حيث ذلك الذي يقف خلفهم يتابع اختفاء السيارة امام ناظريه شيئا فشيئا ..و وحش مفترس ينهش جنابات قلبه غاضبا.. وحش لم يستطيع كبح جماحه عندما رأى امامه صديقه ..آدم ..ينزل من سيارته بمظهر انيق وابتسامة سمجه ..وباقة ورود ..يتجه نحو منزل منصور .. وهنا تنحى الطبيب المهذب و الخلوق جانبا تاركا الساحة لذلك الوحش الكاسر يفرغ كل ما بجعبته من غضب ..في غريمه ..من وجهة نظره ...
_____________________________
خرجت من المطار بمظهر في غاية الفتنة ..ترتدي فستانا بدون اكمام قصيرا يصل الى اعلى ركبتيها بشيء قليل..فستانا بلون آخر شعاعا للشمس قبل الغروب ..والذي تناسب كثيرا مع لون بشرتها البرونزية .. ينساب شعرها بتموجات مصتنعة يصل الى اسفل ظهرها بقليل ..خطت بمشاعر محايدة ..ما بين حب وإنتقام ..الى ان تتأكد من صدق قول مراد لها ..بأن قصي تعرف عليها فقط من أجل ان يبعدها عن طريق أخيه ..وانها بالنسبة له اقل من ان يلتفت لها مجرد التفاتة فقط ..وإذا كانت تريد التأكد من صدق قوله فعليها مواجهته ..اوقفت سيارة أجرة ..ركبتها متجهة بها الى مقر شركة الزيني ..
وعيون تنتظر خروجها من المطار ..ومكالمة هاتفيه من احد رجال مراد يخبره قائلا
: لسه خارجه حالا ..
ليخبره مراد من الجانب الآخر
: خليك وراها ..لو راحت شركة الزيني تكلمني فورا ..
اغلق الهاتف ينظر الى تلك الغرفة المغلقة بغضب حيث يتمدد عمر بها ارضا كما تركه صباحا ..بداخل الغرفة ..يجثو ارضا ..تتلطخ ملابسه وبشرته بالدماء ..يفتح عينيه ببطء شديد ..وبدأ شعور الألم ينتشر بجميع جسده .. يتأوه بصوت خافت مع اول حركة له .. وإصرار منه على النهوض رغم آلام جسده .. استطاع الجلوس زاحفا يستند على احد جدران الغرفة ..يتلمس بأنامله مواضع الألم بوجهه ..ابتسم من بين آلامه ..ابتسم بشعور فرح داخلي تغلب للحظات على شعور الألم الحارق بجميع جسده ..عندما ايقن ان ما فعله مراد به ..وما تلقاه من ضرب على يده ..ما هو الا دليل على نجاة قصي من تلك الكارثة ..أخيه الذي كان دائما له الدرع الواقي ضد هجمات الحياة ..ابيه الصغير الذي يدفق عليه من الحنان ما لم يستطع والديه ابدائه له ..رغم قسوة والدته عليه خاصة ..وما عاناه بسببها ..إلا انه لم يتغير تجاههم ..دائما ما كان يخبره انه جزء منه ..ويجب عليه حبه وحمايته ..لم يستطيع هو الآخر ان يطمس على كل ذلك الحب والعطاء ..ويبادلة بالخيانة والخزلان ولذلك القى بتلك اللفافة بصندوق القمامة بدلا من درج المكتب ظنا منه ان يرسي مقرها في نهاية اليوم بحاوية القمامة ..بدأ جسده يتآكله تعطشا الى القليل فقط من ذلك السم ..وبدأ سائل مخاطي خفيف يخرج مزولا من أنفه ..ونوع آخر من الشعور بالألم يرصد إشارات فقد الإحساس بالألم الشديد أثر تلك الضربات الى عقله وينقل تركيزه الكلي طلبا لذلك المسحوق الأبيض ..استقام واقفا بصعوبة وعدم اتزان ..وقد وازى استقامته دخول مراد الى الغرفة ..يبتسم بشر وقد تلبسه في ذلك الوقت احد شياطينه ..اقترب منه بخطوات روتينيه بطيئة تبث في الزعر والخوف الشديد ..ينظر الى حالته تلك بتشفي ..وابتسامة جانبة ..قائلا بنبرة ساخرة يتصنع القلق عليه
: الف الف سلامة عليك ..انا خلاص مش هضربك تاني كده ..
وتحولت نبرته الى نبرة أشبه بالجحيم ..نبرة بدت وكأنها تكاد تحرق الغرفة بما فيها مردفا
:انا هخليك تعمل في نفسك اقوى من كده
وبخطوات سريعة اتجه الى خارج الغرفة مغلقا بابها جيدا ..ثم وضع المفتاح بجيب سترته ..وما إن رآه عمر خارجا يغلق الباب حتى اتسعت عينيه بهيستيريا راكضا بإتجاهه يتوسله ان يعطيه ذلك السم اللعين ..بطرقات متتاليه على باب الغرفة ..ونبرة متلهفة من خلف الباب قال عمر
: ابوس ايدك افتح ..افتح الباب ..انا مش قادر ..افتح وهعمل كل اللي تقول عليه ..
وقد تحولت اللهفة الى صراخ ..صرخات متتالية ..عندما شعر بتلك الرعشة االلتي توازي اشتعال جميع اطراف جسده ..بينما بشرتة في برودة الثلج ..وانصال حادة تجري في عروقه مجرى الدم ..
: افتح الباب ..مش قادر ..
ظل يصرخ بها كثيرا ..والجالس باستمتاع خارجا ينتشي لسماع تلك الصرخات ..اللتي تطرب شياطين روحه ...
_________________________
الفصل السادس والعشرون
**********************
عميل هام ..واجتماع لم يستطيع قصي تأجيله فاضطر الذهاب الى شركته ..ويحتاج هو دهرا للعودة من عصف المشاعر بعد ذلك الموقف ..واثناء خروجه من المشفى برفقة منصور ..تحدث منصور اليه قائلا بفرح
: امك هتفرح اوي لما تشوفك ..انت ما تعرفش اتعذبت اد ايه ..
وهنا قاطع قصي حديثه وقد حمد الله بداخله للموافقته على ذلك الإجتماع ..فإستخدمه كذريعة للتخلص من مقابلتها ..شيئا ما داخله يرفض تلك المقابلة ..وشيء آخر يريدها ..وبشده ..ليتحدث قائلا بحزن ومازال التحفظ بينه وبين منصور باقيا ..
: انا آسف مضطر امشي دلوقتي ..عندي اجتماع مهم في الشركه لازم احضره بعد دقايق ...
نظر له منصور وقد تلاشت ابتسامته يومأ له بقلب منكسر ..تركه قصي معتذرا ثم ركب سيارته آخذا معه قلب وروح ونظرات ابيه اللتي تعلقت بالسيارة حتى اختفت من امامه ..وقف حائرا ..لن يترك الوضع هكذا .. عليه ان يلملم ذلك الشتات .. سيجمع شمل أسرته ..سيصلح ما افسدته هي ..سيضم ذلك النسيج الممزق ببعضه بعضا و من ثم يحاول إصلاحه ..تنهد بابتسامة واسعة ..عندما لاحت بداخل رأسه فكرة ما .. سيبدأ بضم النسيج ..و سيعلم خبايا وأسرار ومتاهات ولده ..عن طريق قلبه ..وخطة صغيرة ..خطة إيجابية ..ومكالمة هاتفيه لحياة اللتي قد لاحظ هو ان قلب ابنه بين يديها قائلا
: حياة ..عاوزك تروحي الشركة تاخدي عقود الشراكه من سناء وتروحي بيها شركة الزيني .. هنمضي الشراكه معاهم ..
واغلق الخط متنهدا ببهجة داخليه وبصيص امل ..
تلقى مكالمة اخرى تلك المره من شريف يخبره بما جعل قلبه ينتفض من بين ضلوعه خوفا عليها قائلا
: منصور بيه ..مدام حنان في المستشفى عاوزة تدخل لناهد ..انا خايف تفقد السيطرة او تتهور
صك على اسنانه غضبا و عيونه تحولت الى ظلام فجأة متحدثا من الجهة الآخرى ..
: دخلها يا شريف ..سيبها ما تخافش ..حنان مش هتأذبها
وانا جاي حالا ..
اغلق الهاتف يركب سيارته سريعا يتجه بها نحو ذلك المشفى الذي بصدد صدمه ..صدمه كمواجهة فيضان نهر ما مقابل انفجار بركان ...
____________________________
صراخات متأوهة يخرجها آدم من حنجرته ..ونظرات عتاب صامته توجهها تفيده الى حمزه ..الذي بدوره احضر حقيبة الإسعافات لمداواة صديقه ..او بالأحرى لإصلاح ما اتلفه بصديقه..توجه حمزة ناحية آدم الجالس على كرسي ما ..يجذب رأسه اليه بعنف مما جعل آدم يتألم صارخا ..نظر حمزه له بإزدراء يضمد له جروح وجهه يضح له دهان ما على جرحه قائلا بتهكم
: تعالى كده .. بحطلك أغلى نوع مرهم عندي ..ما بطلعهوش غير للبهايم ..
لكزته تفيده بعصاها تنهره قائله
: ولد .. عيب كده ..
ليرد عليها حمزة وهو مازال يداوي جراح رأس آدم
: بس يا تيتا ..انا عارف الأشكال دي كويس ..
نظرت تفيده الى آدم بزهول قائلة بحنق
: انا عاوزة اعرف دلوقت انت ساكتله ليه ..؟
نظر لها آدم يمسك بفكه من شدة الألم قائلا بتأوه يمرر نظره بينها وبين حمزة
: سيبيه ..سيبيه يا طوفي بكره يندم على اللي عمله ده ..
ضغط حمزه على جرحه أكثر، عن قصد ..فثرخ آدم ،لتزفر تفيده بإعتراض تترك لهم المكان خارجه تسب حمزه بصوت عال
ترك حمزة آدم بعدما انقذ ما يمكن انقاذه من وجهه ..ثم التقط باقة الورود من جواره يلقيها بوجهه قائلا باستنكار
: وايه ده ؟..ورد؟ ..رايح تخطب ..؟
ثم تركه ذاهبا يتجه إلى الشرفه ..اخذ آدم ينظف وجهه وشعره من اوراق الورود العالقة بهم يبتسم بخبث وقد أيقن ان صديقه غارقا في دوامة ما ..لا نجاة منها ..تسمى العشق ..ذهب خلفه وجده يربع يديه مستندا بها الى سور الشرفة ..ليكبح ابتسامته بصعوبة ..متحدثا ينظر اليه بخبث
: وفيها ايه لما أخطب يعني ..انت تكره ؟
عض حمزه على شفاه السفلى بغيظ..ينظر له بغضب ..يكور يديه في وضع اللكمة قائلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
: ما انت لو فيك حته تتضرب كنت عرفتك احب ولا اكره
نظر له صديقه بإبتسامه ..فزفر حمزة يغضب ينظر من خلال الشرفه مرة اخرى ..فتخدث آدم قائلا بنبرة هادئه
: بتحبها ..؟
شرد حمزه للحظات ثم نظر له بجانب عينيه قائلا
: ما لكش دعوة ..
وقف آدم يصطنع تعديل ملابسه بفخر وقد وصلت له الإجابة منذ وقت قصير ..وصلت له بطريقة عنيفه سيتذكره بها دائما ..
: ماشي ..تبقى تختار مابيننا بقى ..وعلى فكره هاتخترني انا ..
وقبل ان يكمل كلمته ..باغته حمزة بضربة قاضية ..ضربة جعلت صرخات آدم تدوي كلحن عذب على مسامع حمزه ..حيث هي ضربة حره مباشره من قدم حمزه الى مكان محظور .. مابين قدمي آدم ..لينظر له الأخير يجثو ارضا يتلوى ألما ..تواجهه نظرات حمزه المتشفيه قائلا بإبتسامة منتصره
: وريني بقى هتختارك كده إزاي ...
ثم تركه غير قادرا على تحريك نفسه او الوقوف على قدميه خارجا من الغرفه ...
_________________________
وصلت سيارة الأجرة امام باب الشركة لتنزل منها تلك الفتاة الفاتنة..ديما .. بخطوات مدلله صعدت الدرج تسأل على مكتب المدير ..وصلت الى المكتب تحدث السكرتير قائلة بلهجة مصرية تتقنها جيدا ..
: عايزة اقابل قصي الزيني ..
نظر لها السكرتير بدهشة لمظهرها العير لائق ثم رد قائلا بروتينيه تناسب عمله
: في معاد يا فندم ..
: لاء .. بس قول له ديما و هو هيعرف
اخبرها بالإنتظار للحظات ليخبر قصي ...
بداخل المكتب
جلس كمن يلتقط انفاسه .. يعيد شريط تلك الصدمات بداخل رأسه ..له أب آخر ..وأم اخرى ..امه الحقيقية ..لكنها تشبهها ..وكثيرا .. أخذت افكاره تركض بداخل رأسه ذهابا وإيابا ..هل تحمل نفس طباعها ..ام تختلف ؟ ..هل تتسم بنفس سواد روحها ..ام تختلف؟ ..يخاف بشده الإقبال على اختبار هذا بنفسه ..يرهب وبشده مواجهتها ..فلو كانت مماثلة لها ما فائدة معرفته بحقيقة انها ليست امه ..قاطع افكاره دخول السكرتير قائلا بما جعل افكاره تتخبط بداخل رأسه ..
: في واحده بره طالبه تقابل حضرتك يا فندم اسمها ديما
ضيق ما بين حاجبيه بتعجب ..سرعان ما تذكر مراد وعمر وتسجيلات الكاميرا و الفيديو الخاص بأخيه .. وبلهفة داخليه وخوف أخوي اخبره قائلا
: خمس دقايق ودخلها .. وبعدين روح الحسابات هاتلي الاوراق اللي طلبتها منهم ..
أومأ له السكرتير خارجا ..لينهض قصي يتجه نحو المرآة بجوار مكتبه يعدل من مظهره ..يرسم على وجهه تلك الابتسامة المزيفة اللتي يختبأ خلفها حزن وجهه الحقيقي وروحه المتألمة ..ثم رجع الى مكتبه مرة أخرى يجلس عليه بشموخ يليق به ..فدخلت هي بترقب تنتظر ان تطابق أقوال مراد لها بمعالم وجهه الآن ..و وجدته يبتسم ..فابتسمت باتساع تركض ناحيته تلف يديها حول رقبته في عناق ..شعر وكأنه يختنق .. يريد دفعها ..وكأن احدهم يجثم على صدره يمنعه من التنفس ..لكنه سيتقن دور الحببب من أجل أخيه ..وبنبرة جامده خاليه من اي أنواع المشاعر لم تلحظ هي جمودها قال
: وحشتيني ..ايه المفاجأة الحلوة دي ؟
و بدلال فطري ..وتنهيدة حاره منها نفرت منها مشاعره ..
: بجد وحشتك ..؟
اومأ لها على نفس ابتسامته فأردفت وهي تنظر الى عيونه مباشرة تسبل له عيونها قائلة
: مش أكتر مني ..انت وحشتني اوي اوي
ثم اردفت بابتسامه عاشقة بما جعله يدفق عليها من جرعه الحب والمشاعر المزيفه
: انا بردو قولت قيصو حبيب قلبي ما يعملش كده ..وان مراد كداب ..وبيعمل كده علشان يفرقنا عن بعض
شدد من احتضانه لها بحنان بعيون تلتمع للمزيد من المعلومات قائلا بنبرة هادئة
: ومراد كداب ليه ..قال لك ايه ؟
وضعت رأسها على كتفه ترد قائلة
: قاللي انك عرفتني تسليه مش أكتر ..
وهنا تخبره نصف الحقيقة .. اخفت عنه معرفتها بحقيقة انه تعرف عليها ليبعدها عن أخيه ..ظنا منها انه غافل عنها لا يعلمها ..ثم اتسعت عينيها تهتف له قائلة
: صحيح .. ده قاللي كلام غريب اوي ..
نظر لها بترقب ينتظر خروج الكلام من فمها لتردف قائلة بتعجب
: قاللي هتنزلي تلاقي حبيب القلب مشرف في السجن ..واني مش هيبقالي في الآخر غيره ..
التمعت عينه يربط الخيوط ببعضها بعضا ..ايقن الآن انه لا أحد سواه من خطط لدفعه إلى السجن ..وقد اتخذ اخيه وسيله لذلك ..لكن لماذا يصغي عمر اليه ؟ ما الذي يدفعه لفعل ذلك به ؟ ..يعرفه جيدا ..من المستحيل ان يسعى لأذيته ..حتما هناك كارثة تدفعه لفعل ذلك قسرا ..عليه التصرف سريعا..نظر لها يسبل عينيه يبتسم بحب زائف يرفع شعرها خلف اذنيها قائلا
: وقالك ايه كمان ..؟
ابتسمت ابتسامة واسعه تضع رأسها على صدره متنهدة بحب قائلة بدلال
: قاللي اني بحبك مووووت ..
ضحك باصطناع سرعان ما اتسعت نظرة عينيه بصدمة ..يتصلب جميع جسده ..يخفق قلبه صارخا وكأنه على وشك الموت ..عندما اتجه نظره الى باب المكتب وجدها ..تقف في حالة زهول تتسع عينيها بعدم تصديق ..وقد اخذت الدموع تكيل لها الوخذات بداخلل عينيها .. تنظر لتلك اللتي تستقر بأريحية تامة داخل أحضانه بزهول ..اهي حبيبته ..ام زوجته ..؟ ..ليدفع قصي ديما وكأنها وباء يريد التخلص منه ..نظرت له الأخيرة باستغراب لردة فعله تلك ..اقترب قصي بخطوات سريعه باتجاه حياة ..اللتي جاهدت كمن يحاول دفع جبلا ما إلى الأمام ..بصعوبة بالغة أخفت ذلك الشعور بتلك النيران بداخلها ..او هكذا ظنت ..تريد البكاء والصراخ معا ..قلبها يخفق بشدة وكأنه ينهرها على تحرك مشاعرها تجاهه ..نظرت ارضا كي تخفي عنه تلك الدموع اللتي ابت ان تصغي الى توسلاتها بعدم الظهور ..وبصوت خافت جاهدت في خروجه قالت بتلعثم ..
: آسفة اني ..اصل .. ما لقيتش حد بره ..
هم بالرد عليها بلهفة ..ونظراته تتوسلها ..ارجوكي لا تصدقي .. سأشرح لكي حقيقة الأمر ..لكن قاطعه صوت ديما الآتي من خلفه وقد ظنتها إحدى موظفي الشركه ..تنهرها بنبرة متعاليه
: ما لقتيش حد بره يبقى تقفي مكانك ..مش تدخلي كده من غير استأذان ..
لم تستطيع كبح جماح دموعها بعدما قالته لها تلك الفتاة المجهولة من وجهة نظرها .. فالتفت قصي الى ديما زاعقا ينظر لها بحدة قابضا على يديه بشده غضبا
: ديما ...انتي ازاي تكلميها كده ؟
وبنظرات متعجبة لغضبه نظرت له تلك الديما ..سرعان ما تورات خلف عيون مستعطفة ونظرات حمل وديع تقترب منه برقة مصطنعة وخطوات مدللة ..
: آسفه يا بيبي ..
وما ان همت بالإقتراب اكثر من اللازم و وضع يديها على وجنته حتى ابتعد عنها خطوة الى الوراء ينظر لها بنظرات حادة كالسيف قائلا
: اعتذري لها فورا
ابتسمت بسخرية تمرر نظرها بينه وبين باب المكتب قائلة
: اعتذر ..؟ اعتذر لمين؟، دي مشيت من بدري ..
التفت ينظر الى باب المكتب فلم يجدها ليوجه نظراته الغاضبة بحنق تجاه الواقفة امامه ثم تركها راكضا خلف حياة يتبع أوامر ذلك النابض بداخله صارخا يحثه على اللحاق بها وتوضيح الأمر لها ...
__________________________
جلست بالسيارة جواره ..تغط في نوم عميق ..قد غلبها بعد صراع كاد ان يكون حربا معه ..فهي تقريبا لا تنام سوى ساعات قليلة جدا في اليوم كله ..رأسها يتدلى ناحية اليمين تستند به إلى باب السيارة تحتضن بين يديها ذلك القفص الذي يبدو انه يعني لها الكثير ..مرر سالم نظره بينها وبين الطريق ..كم بدت ضعيفة للغاية ..هشة كقطعة قطن ناصعة البياض ..وللحظة ..شعر فيها بتأنيب الضمير ..مجرد شعور عابر توارى خلف طمعه وإصراره على الحفاظ على ميراث اجداده ..شعور اتقن دفنه جيدا ..التقط هاتفه يحدث أخيه قائلا
: ايوه يا اسماعيل ....لع جدامي ساعتين بالكتير ..
هم الصمت قليلا ينظر الى النائمة بجواره مردفا
: كل حاجه جاهزة ..
ليأتيه صوت اسماعيل من الجهة الأخرى قائلا بفرحه
: ايوه كله تمام ..وجدتك عتملى الدنيا زغاريط
ليصل الى مسامعه صوت جدته بزغاريد الفرحه .. ابتسم بفرحه لسعاده جدته ..فهو يحمل لها مقدارا كبير من الحب والإحترام بقلبه ..وبمناسبة ذكر قلبه سأله لا إراديا قائلا
: وجمر كيفها ..هتعمل ايه كمان ..؟
فرد عليه أخيه بتلقائية من الجهة الأخرى
: جمر حابسه نفسها في أوضتها ..مرات عمي بتجول محمومه ..
ضيق ما بين حاجبيه لا يدرك ذلك الشعور الذي يقرب الى الزلزال بالمشابهة ..غافلا عن فهم خفقات قلبه الصارخه ..وكأنها تناديه ان يلتفت لها ..تنعته بالحماقة لعدم إدراكه ..ان يشعر بها ..ان يصنف تلك النبضات ..يضعها بالمكانة اللتي تليق بها ..مكانة العشق ..فتحدث قائلا
: محمومه كيف يعني ..؟ وكيف ما بعتوش للحكيم ياجي يكشف عليها ..
رد عليه أخيه قائلا
: مرات عمي جالت هتعملها حاجه تشربها ..وهتبجى كيف الحصان ..ما تجلجش انت ..وما تعوجش..
ثم اغلق الهاتف يزفر بضيق جاهلا مصدره ..ينظر مرة أخرى الى سارة يراوده ذلك الشعور بالحقارة لما سيفعله .. لكنه مضطر لذلك ..ظنا منه انه هكذا سيحافظ عليها وعلى ميراثها ...
______________________________
بخطوات بطيئة ..وقلب يحثها على عدم المضي ..وعقل تراوده الأفكار بأن كل ما يحدث حولها مجرد كذبة ..او كابوس مزعج ..لكنه طويل ..طال لمدة سنوات ..كانت تتمنى ان تفيق منه ..اما الآن عندما فاقت على صفعة حقيقة اسوء منه ..ادركت الآن انه كم كان الكابوس رحيما بها .. دلفت الى غرفة العناية وقوة ما تدفها الى الخارج ..ابتلعت غصتها تقترب من ذلك الجسد الضئيل ..وذلك الوجه اللذي يختفي تحت عدة اسلاك وخراطيم ..وزلزال ..وخطوات مترنحه ..وكأن تحت قدميها فقط زلزال يفقدها السيطرة على جميع جسدها ..عندما رأت اختها امامها ..بعد كل تلك السنوات ..كانت تظنها ميته ..كانت تتصدق رحمة على روحها ..شقها الآخر ..اللتي كانت تظنها غادرت الدنيا وأخذت معها كل ما هو جميل ..لتكتشف انها غادرت ..لكنها لم تغادر الحياة ..و لم تأخذ معها فقط كل جميل ..بل أخذت روحها ..بقبضة من نار انتزعت قلبها من جوف صدرها عنوة ..وضعت يدها على فمها تنظر لها بزهول ..لم تستطيع الوقوف على قدميها فجثت ارضا جالسه على ركبتيها وشلالات دموع تكاد تغرقها ..وقلب يدمى ..ينزف نارا ..نارا تؤلم ..تؤلم كثيرا ما بداخلها ..وما إن استطاعت الوقوف حتى تقدمت من ذلك السرير الراقده فوقه هي ..تغلق عينيها بقوة ثم تفتحها لآخرهما مزيلة تلك الدموع اللتي تشوش رؤيتها حتى تتأكد من انها تراها ..اقتربت تتلمس بأطراف يديها الفراش امامها ..تبكي بنحيب ..كالأطفال ..هي ..توأمها ..كيف فعلت ؟ ..كيف فعلت هذا بها ..؟ ..ببكاء حارق ..اخذت تردد بحروف من ألم
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
: ليه ..؟،ليه يا ناهد ..ليه عملتي كده ..؟
جلست ارضا مرة ثانية تتحدث وكانها تراها وتسمعها
: انا عمري ما عملت فيكي حاجه وحشه ..عمري ما آذينك
..طول عمري بحبك وبفضلك على نفسي ..
تحركت عيونها في كل الإتجاهات تتسع لآخرهما .. تحولت نبرتها إلى صراخ .. ينبع من روحها الممزقة ..من قلبها المكتوي بنار فراق ام لولدها الوحيد
: ليييه ..ليه ابني ..بتاخديه مني ليييه ..؟
وببكاء حار ..و تهدج نبرة صوتها...بصوت منخفض مرة آخرى تحدثت تطرا برأسها ارضا
: ليه يا ناهد ..ليه ده انا ما عنديش غيره ..ما كانش عندي غيره ..بتاخديه ليه ..؟ بتحرقي قلبي عليه السنين دي كلها ليه ..عملت لك ايه ..؟
والممدده امامها ..غافلة عن نيران قلبها المحترق ..غارقه بعالم آخر ..يوازي لونه سواد قلبها ...اندفع الى الداخل يركض نحوها يرفعها عن الأرض ..لتطيعه دون النظر اليه ..ثم ترفع نظراتها اليه بتيه وما إن رأته حتى غرقت بدوامه بكائها تطلق آهات حارقة ..علها تعبر عن ما بداخلها من ألم ..ضمها منصور الى صدره بشدة يبكي بدوره ..يربت على ظهرها يهدأ من روعها ..ثم نطق بما جعلها تكف عن البكاء وتنظر اليه بعيون متسعه تمسح دموعها بعنف و شهقات متتاليه تخرج من جوفها تكاد ان تتوقف انفاسها لها ..
: ابننا عايش ..مش عايزة تشوفيه ..؟
نظرت اليه بزهول تبتسم وتضحك وتبكي في آن واحد تومأ له عدة مرات متتاليه بلهفة وشوق ..ليردف بابتسامه شقت مجرى الدموع قائلا ببكاء حار
: انتي شوفتيه فعلا ..
ثم صمت ..وسكنت هي عن الحركه ..عكس قلبها الذي يخفق بعنف شديد ..تنظر اليه بزهول مترقب ..أرأيته؟ ..اين ..ومتي ..؟
ليردف قائلا
: فاكرة اللى قدمتيله القهوة اصبح ..
اخذ صدرها يعلو ويهبط تتنفس بصعوبة وكأنها تركض خلف احد ما ..وضعت يديها على فمها تكتم شهقة يتعدد تصنيفها ..شهقة فرح ..وصدمة ..شهقة جعلت من خفقات قلبها ان تتوقف تماما ..ثم اعادت له الحياة بخفقات متراقصة ..عندما اردف منصور ببكاء لم يستطيع إخفائه
: ابننا اللي انتي قدمتيله القهوة الصبح يا حنان ..
ازداد نشيج بكائها ..ثم رفعت رأسها إليه تسأله بقلب يرتجف ..يتعطش لرؤيته .. وعيون تتلهف لإحتضان ملامحه
: راح فين ..هو فين يامنصور ..كفاية بقى..كفاية عاوزة اشوفه ..المسه .. نفسي احضنه يامنصور .. نفسي احضنه ..
أومأ لها منصور يمسح عينيه بابتسامه يجذبها معه خارجا من الغرفة ..وما إن خرجا حتى أتت جميع شياطين الأرض ..أكثرهم فسادا ..وأبرعهم شرا ..جميعهم يتجسدون في مكان واحد ..نظرة عينيها.. عندما فتحتهما مرة واحدة بعد خروجهما من الغرفه واستماع آخر حديثهما ...
_____________________
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
الفصلين ٢٧ و٢٨
الفصل السابع والعشرون
********************
ركض قصي الى خارج المكتب تحت عيون ديما المتعجبة ..
وما إن وطأت قدمه خارج المكتب لمحها تقف بجوار مكتب السكرتير ..بعيون عالق بها بقايا دموع اجادت اخفائها ..لكنها لم تخفى عليه ..وقفت بثبات تتحدث بعملية تامه ..تمد يديها بالأوراق الخاصة بالشراكة قائلة
: انا جيت بخصوص عقود الشراكه اللي حضرتك طلبتها من خالو ..
ابتلعت لعابها بإحراج ثم أردفت
: قصدي منصور بيه ..ياريت حضرتك تراجعها قبل ما تمضي
ابتسم ابتسامة هادئة يلتقط منها الأوراق يدنو مستندا الى المكتب بجواره يمضي على كل منها دون النظر إلى محتواها ..تحت نظراتها المستغربة ..انتهى من جميع الأوراق ثم استقام يناولها اياهم بإبتسامة صافية
: أنا موافق على كل الشروط من غير ما اعرفها ..
والنبرة تحمل معنى آخر غير الشراكه .. هو غير قادرا على فهم تلك الأحجية .. تلك الصدف اللتي أوقعت بها امامه ليكتشف كل تلك الحقائق ..اي حياة هي ..فاق من شروده بها عندما حمحمت بإحراج تأخذ الأوراق من بين يديه قائلة
: متشكره يا باش مهندس ..حضرتك تقدر تشرفنا في الشركة في أي وقت ..عن إذنك ..
وهمت بالذهاب ..لتتفاجأ بمن يمسك بمرفقها ينظر إليها بمعالم وجه غير مقرؤه ..لكن عيناه ..تحمل اطنانا من الحزن وشيء آخر لم تستطيع هي تفسيره..التفتت له تجذب مرفقها برفق ..فتنهد بثقل يعتذر لها قائلا وهو يشير إلى غرفة مكتبه
: انا آسف ..هي ما كانتش تعرف انتي مين ..
هناك شيء ما بداخل صدرها يؤلمها ..شعور غريب يسيطر عليها لا تستطيع تصنيفه ..حزن ..غضب ..ألم ..ابتلعت غصتها ترد قائلة
: انا اللي آسفه ..المدام معاها حق ..انا كنت مفكره ان حضرتك لوحدك ..
وبإحراج تام تمنت به ان تختفي الآن من امام عينيه ..تنعت نفسها بالحماقة لما تفوهت به ..ماذا سيظن بها الآن ؟..فأردفت تبتلع ريقها بتلعثم إثر توترها وإحراجها
: اا قصدي ..مش لوحدك يعني ..ااا
ابتسمةبداخله لينتشلها تبعثرها ذاك ..قائلا بتفهم يرفع كف يده امامها
: فاهم فاهم ..
ثم اشار الى مكتبه كمن يسرع لإسقاط تهمة ما عنه مردفا
: بس دي مش المدام ..
وتساوا في الحماقة الآن ..حيث نظرت اليه متسعة العينين .. ما كنيتها إذا ..؟ وقد ولد داخلها توا شعوران ..احداهما الفرح ..والآخر غضب ..وفي قاموس حواء ربما كان له مسمى آخر .. نظر إليها حائرا .. أراد اسقاط تهمة انها زوجته عنه فزداد الأمر سوءا ..بنظرات مزهولة تنتظر تفسيرا لما رأت نظرت حياة اليه ..سرعان ما استدركت نفسها سريعا لتنظر أرضا ..وقد طغى شعور الغضب على جميع حواسها ..فردت قائلة باقتضاب وهي تتجه الى الخارج
: انا لازم امشي ..عن إذنك
لم تنتظر ردا منه ..تركته ذاهبة بخطوات تكاد تكون ركضا الى خارج الشركه ..مسح قصي على وجهه بعنف ..جميع جوارحه تريد اللحاق بها ..أخذها و الهروب معها وفقط الى مكان خالى من هؤلاء البشر ..لكن جزء ما صغير بقلبه يحتم عليه البقاء وارتداء ثوب العاشق المزيف ..جزء لن يستطيع التخلى عنه ..ومن أجله فقط سيترك الفرار ورائها ..ويعود الى مكتبه إلى تلك اللتي بمثابة مفتاح وجود أخيه ...
________________________________
استيقظت من غفلة لا بأس بها .. اتسعت عينيها للحظات لإدراك الأمر سرعان ما تذكرت السفر وذلك الذي بجوارها يبث بداخلها خوف تجهل مصدره ..يعاملها بلطف ..لكنها لا تدري لما تلك الريبة اللتي تنتابها ما إن تراه ..تأففت بضيق تسب نفسها بداخلها على ذلك الوضع المحرج ..فهي لم تنم جيدا ليله أمس ..لذا قد غلبها النوم ولم يجد مكانا و وقتا افضل من ذلك .. تفاجأت به يوقف السيارة ..وينظر لها بإبتسامة غريبة ..وكأنه حصل على شيء ما بعد طول انتظار ..نظرت حولها باستغراب وقلبها يكاد يتوقف إثر شدة خفقاته بعنف ..ثم التفتت له قائلة
: في ايه ..وقفت ليه ؟
اخرج مفتاح السيارة يرد عليها نازلا منها قائلا
: حمدالله على السلامه يابت عمي ..وصلنا ..
اشتدت خفقاتها أكثر ..وخوف شديد سيطر على جميع أطرافها حتى أنها باتت لا تقوى على النزول ..ابتلعت غصة ما بصعوبة ..تتنهد ببطء شديد ..تحدث نفسها ..انها على مشارف مشاعر تمنتها كثيرا .. لما الآن لا تريدها ..تريد فقط الرجوع الآن الى منزل منصور وحنان وصديقتها ..بل تريد شيئا آخر ..تريد البكاء .. نعم ..تريد البكاء الآن كطفل تائه فقد امه ..وبأطراف مرتعشة ..نزلت من السيارة ..يعلو صدرها ويهبط اثر تلك الرهبة مما هي مقبلة عليه..تذدرد ريقها من حين لآخر بتوتر ..تحتضن ذلك القفص بين يديها وكأنها تحتمي به ..تتقدم بخطوات ثابته ..وانهيار داخلي تحاول السيطرة عليه بكل قوتها ..هل سيحدث شيئا إذا ركضت الآن الى اللا مكان ..فقط بعيدا عن تلك الطاقة السوداء اللتي تشعر بها ..لا تريد الدخول ..وأثناء تضارب افكارها وجدت نفسها داخل المنزل ..امام اشخاص تجهل هويتهم بالنسبة لها .. تمسكت بالقفص تحتضنه بقوة وكأنها تستمد منه الأمان .. سيدة عجوز تجلس على كرسي متحرك تومأ لها بلهفة لتتقدم إليها ..تنظر لها بحنان بالغ ..ورجل يحاول ألا تصتدم عيونه بعيونها ..وكأنه يخفي بها شيء ما لا يريدها معرفته ..وسيده أخري تبتسم لها بود ..وفتاة جميلة ..تنظر لها بوجوم ..و شيئا آخر لم تستطيع تفسيره .. انتبهت من تحديقها بهم على صوت تلك السيده العجوز تمد ذراعيها في الهواء تشير لها بالإقتراب قائلة بدموع تتساقط وكأنها تتسابق مع بعضها بعضا
: تعالي ..تعالي يا بنت الغالي ..تعالي في حضن جدتك ..
وضعت سارة العصفور بجوارها أرضا برفق ..لا ترى سوى يدي جدتها اللتي تفتحهما لآخرهما ترحيبا بها ..تقدمت ببطء نحوها حتى وقفت امامه ..دنت جالسه على ركبتيها وعيونها قد بدأت تفيض بالدمع بدورها .. معلقة بعيون تلك العجوز ..و إحتضان أشبه بتضارب موجه ما الى صخرة قاسية فتفتت ذائبة من فرط الحنان ..وبكاء هيستيري مع أول تربيته من الجده لها وأول شعور بالحنان والدفء الذي من حقها .. تجهش في البكاء بآهات تألم لها جميع الواقفين حولهم ..حتى تلك اللتي تحترق بداخلها عشقا نظرت لها بشفقة وقد دمعت عينيها ..وهناك ما لم يستطيع الوقوف أكثر فخطى خارج المنزل متحججا بإحضار الحقائب ..انتهت وصلة العناق والقبلات ..من الجده ..وما زالت سارة تجلس أمامها تشهق شهقات متتاليه تمسح عيونها اللتي لاتزال معلقة بها ..لتتحرك فاطمة اليها قائلة بمرح توجه حديثها الى الجده..
: جرى ايه يا امه كفاية بكى عاد ..ده اليوم فرح ما هيسعناش كلنا ..
ثم رفعت يديها أعلى فمها تطلق صيحات من الزغاريد تعبيرا عن سعادتها بوجود سارة ..نظرت اليها سارة بابتسامة صغيرة .. تمسح دموع عينيها ..بظهر يديها ..وما ان انتهت فاطمه حتى جذبتها الى داخل احضانها مرحبة بها
: نورتي بيتك يا حبة عيني ..حمدالله بالسلامه
شكرتها سارة لتنتقل بنظرها الى اسماعيل بتسائل .. فردت فاطمة تخبرها قائلة
: ده واد عمك اسماعيل ..واخو سالم ..اصغر منه بهبابه
أومأت له سارة مبتسمة من بين دموعها ..ليقابل ابتسامتها بآخرى واسعه ..مرحبا بها قائلا
: نورتي بيتك يا بت عمي ..حمدالله بالسلامه
لتنظر أخيرا الى قمر اللتي تغوص في تفاصيلها ..وجهها ..عيونها ..فمها ..قوامها ..وهيئتها كليا ..مقارنة بها ..غافلة عن حديثها اللتي توجهه إليها عندما إخبرتها فاطمة انها قمر ابنة عمها وابنتها ..
: إذيك يا قمر
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
قالتها سارة بترحيب ..تمد يديها لها ..والأخرى شاردة بتفاصيلها ..لتنتبه عندما لكزتها والدتها برفق توجه حديثها الى سارة قائلة
: وه ..سلمى على بت عمك يا جمر يا بتي ..معلهش يابتي اصلها كانت تعبانه جوي من الصبح
نظرت لها سارة قائلة
: الف سلامة عليكي ..
لتبتسم لها قمر بارتعاش ..تمد لها يديها ..فمدت سارة يديها مستغربة عدم الرد عليها ..وقد صنفته " قلة زوق"
لتتجاهلها تماما ..وتغرق الأخرى مرة ثانية بتفاصيلها ..
دخل سالم من باب المنزل بشموخ ينادي الخادمة
: يا ام السعد ..يا ام السعد
فأتت الخادمة سريعا تهرول الى سيد عملها فأردف
: خدي سارة عرفيها أوضتها ترتاح من السفر وتغير خلجاتها ..
أومأت له الخادمة تلتقط الحقائب من الأرض تصعد الى الدرج وخلفها سارة ..اللتي توقفت فجأة لتعود مرة أخرى متذكره عصفورها ..تنظر إليهم بإحراج شديد ..ملتقطة اياه تستأذن منهم بخطوات سريعة للحاق بالخادمه ..
ليتبادل كل من سالم وإسماعيل نظرات ذات مغذي ..غافلين عن تلك العيون اللتي تمرر نظرها بينهم تقرأ حبل نظراتهم وما يحمله من معان ...
_________________________________
جلس على مقعد مكتبه يستند برأسه على ظهر المقعد ناظرا الى سقف الغرفة بإنهاك ..لم يكن انهاك جسدي ..أكثر من كونه نفسي ..هل يمكن في لحظة واحدة ان تتغير الأشخاص بهذه الطريقة ..ان تتبدل الأدوار بهذا الشكل ..هل يعقل كل ما يحدث له منذ ان وطأت قدميه ارض تلك البلد ..ماذا سيكون مصيره بعد الآن ..هل سيعود ..سيظل ..ماذا سيكون مصير أخويه ..ابتسم بسخرية عندما ذكرهم بأخويه .. ماذا ستفعل يمنى الصغيرة اللتي هي بمثابة ابنته ..امها على أعتاب موت محقق ..و والدها ربما يسجن لا يعلم ..لكن ما يعلمه ويدركه جيدا ..انه من المستحيل ان يتركها بمفردها في تلك الحياة ..وعمر ترى ماذا ستكون ردة فعله بعدما يعلم انه ليس بأخيه .. لا يهم ..ما يشغله الآن هو إيجاده وتخليصه من مراد ..وستكون ديما هي الطعم الذي سيصطاده به ..رن هاتفه فجأة فالتقطه وهو مازال على وضع جلوسه يرد ..ليأتيه الصوت من الجهة الأخرى قائلا
: ايوه يا باشا ..وصلت الفندق دلوقتي ..وفي واحد دخل وراها على طول ..
ايقن تماما انه مراد ..فقد صدق ظنه ..هو من بعثها إليه ..تحت مراقبته ..فحتما سيظهر لمقابلتها ..فرد قائلا للذي معه على الجهة الأخرى
: خليك وراه ..زي ضله ..شوف هيروح فين وبلغني فورا ..
أغلق الخط متنهدا بثقل ينظر الى سقف الغرفة شاردا مرة أخرى ليتفاجأ بصوت باكي .. ونبرة جلبت له العديد من الومضات امام عينيه ..وانتفاضة من على مقعد مكتبه ..وعيون نظرتها زهول ينظر بها إلى تلك النسخة الشيطانية اللتي عاش معها كل عمره ..عندما تحدثت حنان قائلة بعيون تنهمر منها الدموع كشلالات لا أول لها ولا آخر
: مازن ..
وهي بصدد لقاء تأخر سنوات، سنوات وهي تدعو الله ان يرده اليها سالما ، ان يقر عينيها برؤيته مرة أخرى، ولدها الوحيد تنظر إليه مباشرة تضع يديها علي صدرها يهيأ لها انها بهذه الحركه ستهدأ من خفقات قلبها فقد المها من شدة خفقاته لا تستطيع الانتظار اكثر ،تتسع عينيها وتتشوش الرؤيا بغيمة من الدموع لتغمض عينيها بقوة وتفتحهما مرة اخرى .. فلذة كبدها علي مرئى من عينيها.. يقودها قلبها قبل قدميها تتقدم لا اراديا نحوه خطوة فتحقق النظر اكثر لاتصدق انه هو .. والثانيه تتاكد من ملامحه ..اللتي لاحظت الآن انه يشبه كثيرا منصور ..والده .. نظرته ووجهه وطلته التي اثلجت قلبها المحترق بفراقه والخطوة الثالثة كانت ركض .. ركضت ناحيته والملهوف قلبها ..تتعطش أحضانها للإرتواء من ضمته إليها .. وفجأة وقفت أمامه ..كالطفل الصغير عندما اشار لها بالوقوف ..لهفة وشوق أوقفهما هو ببرود وقسوة ..لتقترب منه و روحها تنزف ..عيونها تدمع ..قلبها يصرخ طالبا لمسة واحده منه ..اقتربت ببطء أكثر ..وقد لاحظت ذلك الجفاف من ولدها ناحيتها ..وقفت امامه مباشرة تنظر له كليا ..والى كل تفصيلة به ..لترفع يديها قرب وجهه ..بشلالات دموع تنهمر من عينيها ..تتلمس بأطراف أصابعها وجنته وما إن لمسته حتى اجهشت في بكاء مرير ..تنتحب تشهق شهقات حارقة تزيد من شروخ روحها قائلة
: مش أنا ..أنا مش هي يا مازن ..أنا امك يا حبيبي ..
شيئا ما يدفعه مكيلا له وخذات آلمه بداخله يجبره على الإقتراب منها وإلقاء نفسه بين يديها ببحور حنانها ..و صوت يتضائل ..ينهاه عنها وكأنها ستأخذ روحه إذا احتضنها ..صوت يتضائل شيئا فشيئا مع لمستها له ..لتردف من بين بكائها
: كنت حاسه ..كنت عارفه انك عايش ..وبدعي ربنا دايما يردك ليا تاني ..
وابتسمت من بين دموعها مردفة
: و استجاب لدعايا ..كنت متأكده انه هيستجاب ليا
سينهار باكيا .. يحاول بل يجاهد بكل قوته على التماسك ..ربما تكون مثلها ..بل ربما كانت هي ..وباليد الثانية احتضنت وجنته الأخرى وكأنها قرأت افكاره قائلة وهي تفقد توازنها امام عينيه ..
: والله العظيم انا مش هي .. انا امك ..مش هي ..
وانهارت وانهار معها آخر حصن لديه ..سقطت أرضا شبه فاقدة للوعي ..ليتلقفها هو بين يديه مانعا إرتطامها بالأرض ..وهنا حضرت اللهفة ..وبدأت عيونه بذرف دموع يجهل مصدرها ..لم يبكي امام احدا يوما قط .. لكن الآن وامامها يبكي ..اسرعت تجذبه الى داخل أحضانها ببكاء حار ..
انثنت شفتيه للاسفل كطفل صغير ضل امه ووجدها اخيرا ضل امانه ووجده في ضمة منها ليطلق آه ارتياح وهي ..هي تبكي تنتحب وتبا لتلك الدموع التي تعوق مرئى وجه صفيرها .. آهات وبكاء ودموع يذرفها كليهما
..تضمه اكثر واكثر تكاد تريد ادخاله لقلبها كي يصدق ويطمئن انه امامها الآن بين احضانها .. والواقف امام باب المكتب يبكي بدوره ..وقد أصر على عدم التدخل ..
بعد بعض الوقت ..استقام ناهضا أخذا يديها لتنهض بدورها ..تتشبث به بقوة ..لا تريده ان ينفك عنها ..ان يبتعد إنشا واحدا عن أحضانها ..تتمنى ان تسمع منه تلك الكلمة اللتي هي بمثابة رد روحها الى جسدها ..تتلهف آذانها للاستماع اليها بعذوبة صوته ..ليهدأ خافقها ..يستكين بداخل صدرها بأمان تلك الكلمة اللتي هي بمثابة حياة "أمي" ...تحدثت وعيونها معلقة به بحبل من نور ..لا ينطفأ أبدا ..والنبرة ..لهفة ..
شوق .. تمسح دموعه عن عينيه بيديها ..تبتسم له تارة وتدمع باكية تارة أخرى ..
: فاكر يا مازن ..فاكر لما كنا بنلعب سوا وانت صغير ..
و تتلعثم ثم تعود للحديث بابتسامة مردفه
: طيب فاكر كنت بدلعك بقولك ايه ..؟ ..
تومأ له بتلهف عدة مرات تسأله
: فاكر ..؟
نظر لها من بين دموعه ..غير مبديا أي ردة فعل لتردف هي
: ميزو ..ميزو حبيب ماما ..
: فاكر يا أمي ..
قالها بنبرة متهدجه ..نبرة اعادت لها الحياة ..وهدأ القلب ..واستكانت الروح ..فضمته في عناق حار ..تطفئ به نيران شوقها ...
_________________________
الفصل الثامن والعشرون
********************
ركبت سيارتها تشتعل غضبا .. هل هو نفسه ذلك الشهم الذي انقذها .. لم ترى منه ما يدل على دنو أخلاقه بهذا الشكل ..زفرت تعيد ذلك الموقف بذاكرتها مرارا ..تحدث نفسها ..كان يجب أن ترد .. ماكان ينبغي ان تذهب دامعة العينين من أمامها ..لم تكن زوجته ..من تكون إذا ..؟..بأي حق او هوية تلتصق به هكذا ..استغفرت بسرها تلتقط هاتفها مقررة الإتصال بصديقتها للإطمئنان عليها وما إن استمعت إلى صوتها حتى تأكدت من كونها سعيدة ..فبعد ان تبادلا كلا منهما التحية ردت سارة بسعادة وفرح تصف لها مدي سعادتها
: مش مصدقة يا حياة .. بجد مش مصدقة انى خلاص هيبقالي أهل وعيلة بتحبني الحب ده .. انتي ما شوفتيش سلموا عليا إزاي ..كلهم كلهم ..مش عارفة اقولك ايه ..
وتضحك وتتلعثم فرحا من بين كلماتها ..وتفرح لها حياة بدورها قائلة
: ياحبيبتي يا سارة ..انا مبسوطة اوي من موقفهم ده ..ربنا يسعدك يا حبيبتي ويخليهم ليكي ..
ثم أردفت تتصنع الحزن قائلة
: ولو انك وحشتيني اوي من دلوقتي ..بس يالا بقى كله يهون طالاما انتي مبسوطة ..
تبادلا الضحكات سويا ..لتلمح سارة في نبرة صديقتها لمحة من الضيق والحزن ..فتسألها قائلة
: انتي كويسه يا حياة ..في حاجه مضيقاكي ..؟
تنهدت حياة بحزن تروي لها ما حدث منذ قليل ...وما ان انتهت حتى آتاها صوت صديقتها من الجهة الأخرى زاعقة
: وانتي سكتلها ..؟..ما تكون مراته ولا حتى انشالله تكون امه ..تسكتلها ليه ..؟
ردت حياة سريعا نبرر وكأنها تدافع عنه قائلة
: ما هو بصراحه خرج ورايا جري ..وقالي ..قالي
: قالك ايه انطقي ..
قالتها سارة بنفاذ صبر
لترد حياة تذدرد ريقها بحزن
: قاللي انها مش مراته ..
: اوباااااا
قالتها سارة بزهول من الجهة الأخرى بالهاتف لتردف
: أومال كانت فى حضنه بصفتها ايه ..؟ ..و إزاي اصلا تخليه يمضي العقود بعد ما عرفتي أخلاقه دي ..؟
لتشتعل النيران بداخلها تتألم ولا تدري لما ..؟ ..فردت بحزن
: قالي بعد ما مضى العقود انها مش مراته ..
وتحدثت النيران على هيئة حروف تخرج من فمها مردفة بغضب
: بس أنا مش هسكت ..لازم أقول لخالو يتصرف ويفض معاه الشراكه دي ..
زفرت سارة على الجهة الأخرى بحيرة قائلة
: انا مش قادرة افهم ..ازاي شخص بالشهامة والجدعنه دي وأخلاقه بايظه كده ..
ثم أردفت سريعا بتفكير ..تفهم جيدا غضب وحزن صدقيتها ..تفهم مشاعرها تجاهه ..اللتي لاحظتها منذ يوم الحادثة ..
: بقولك ايه.. مش يمكن تكون اخته ..
اغمضت حياة عينيها بقوة مردفة بحنق والمشهد يتكرر أمام عينيها
: بقولك كان حضنها وأول ما شافني زقها ..مش أخته يا سارة ..
ثم أردفت تنهي المكالمة عندما اقتربت من المنزل
: بقولك ايه انا قربت خلاص على البيت هقفل دلوقت واسيبك تنزلي لجدتك ..وادخل أقول لخالو على اللي حصل ..وهو براحته بقى يعمل اللي شايفه صح ..
ثم أنهت المكالمه بعدما ودعت صديقتها تتزعم اللا مبالة ..صفت السيارة امام المنزل بعقل مشتت وقلب يتألم ..تسئل نفسها . لما هي حزينة هكذا ..ما شأنها به ..ستخبر خالها فقط بما حدث وليحدث ما يحدث ..دخلت الى المنزل تنادي حنان فلم تجد إستجابة منها ..فظنت انها تزور إحدى جيرانها كما عادتها ..وخالها على موعد وصوله الآن فقررت تبديل ملابسها وأخذ حمام دافئ ..وتأدية صلاتها لتستعيد بها هدوء روحها .. إلى ان يأتي خالها وحتما ستخبره بكل شيء ...
________________________
صعدت بسعادة تغمرها كليا .. إلى الغرفة اللتي سبق وحجزتها منذ قليل بالفندق ..تبتسم باتساع فقد اوقعت بقصي الزيني داخل شباك عشقها ..ذلك الكيان الكبير كله أصبح ملك يديها الآن .."من وجهة نظرها " ..غافلة عن ذلك الذي يخطو خلفها كالظلال ..بخطوات صامته يتبعها حتى وصلت إلى غرفتها ..همت بفتح الباب والدخول لتتفاجأ بمن يكمم فمها كاتما صرخة إستغاثة لم تجد الوصول إلى مسامع منقذ ..ليدفعها إلى داخل الغرفة يغلق الباب بقدمه مقيدا يديها خلف ظهرها بيد واحده واليد الأخرى على فمها ..يهمس بجوار أذنيها يبتسم بخلل غاضب
: لو صرختي ..مش هيلحقوا يلحقوكي ..
أومأت له بعيون متسعه وقلبا يخفق بشده خوفا ..دفعها أمامه لتسقط أرضا سرعا ما استقامت واقفة تلهث يعلو صدرها ويهبط تتنفس بصعوبة ترجع خطوات إلى الوراء قائلة
: عايز ايه ..؟ ابعد عني ..
ابتسم ابتسامه جانبه ..ينظر إليها مباشرة ..يتقدم بخطوات متمهلة نحوها .. يعشقها .. و يدرك جيدا مدى حقارتها ..وحقارته ..لذا لا يراها تليق بأحد سواه .. لا مانع لديه من قتلها إذا وصل الأمر ان تتركه وتذهب لشخص آخر ..مختل وهذا مؤكد .. ظلت ترجع إلى الوراء حتى اصتدم ظهرها بالحائط خلفها ..وهو مازال على تقدمه نحوها ..اقترب حتى بات يفصل بينهما بضع سنتيمترات فقط .. تتنفس هي سريعا ..نظرة عينيه تحاكي جنون .. تبث بداخلها رعب رهيب ..رافقته لسنوات ..لنفس السبب وهو جمع المال ..رفاهية العيش ..وصورة الغلاف الحب الخالص ..بينما المضمون نفاق من أجل المال ..تحدث بثقة وكأنه يمتلك بين يديه زمام جميع الأمور ..
: انتي بتحلمي ..هفضل أحوم حواليكي زي الكابوس ..اللي هتتمني تصحي منه.. ومش هتعرفي ..
ثم تحولت نظرات الجنون .. إلى نظرات متألمة ..عاشقه وبنبرة عاتبة ..تحدث مردفا يقترب منها لا يفصلهما سوى انفاسه المحترقة اللتي تلفح صفحة وجهها ..
: محدش هياخدك مني ..انتي مش لحد غيري ..قولي عاوزة ايه .. فلوس ؟ ..دهب؟ ..اطلبي وانا انفذ .. فيه ايه هو زياده عني ..انا عارف انك بتجري بس ورا الفلوس ..انتي مش بتحبيه ..صح ؟
وفي لحظة تهور منها ..لم يكن الوقت لصالحها لتشعر بالندم ..ندم ما بعد التهور حيث واجهت جنون شيطان ..شيطان من نوع آخر عندما ردت قائلة
: لاء بحبه ..بحبه هو مش انت...
ولم تستطيع ان تكمل حديثها ..التصق بها بقوة يدفعها اكثر إلى الحائط ممسكا رقبتها بإحدى يديه وقد تصلب على هذا الوضع ..تتسع عينيه بهيستيريا ..يصرخ بها وهو يهز رقبتها بعنف بين يديه
: لااااء .. بتحبيني انا .. قولتيلي قبل كده انك بتحبيني انا ..إفتكري ..
جحظت عينيها تخرج لسانها خارج فمها في محاولة منها لإلتقاط انفاسها ..تحول وجهها إلى اللون البنفسجي المائل للسواد .. اخذت تضربه بكلتا يديها ..تخدش بأظافرها بشرة وجهه ويديه في محاولة منها للفكاك وهو مازال على جنونه صارخا ..
: انطقي ..قولي انك فاكرة ..قولي ..
لحظات مرت ..فقط لحظات ..وسكنت حركة عينيها ..وارتخت يديها تسقط بجوار جسدها ..وتوقف صدرها عن اللهث بل توقفت أنفاساها تماما ..ولم يتركها بعد ..مازال يهز رقبتها بعنف ..ليشرد قليلا مستعيدا وعيه ينظر إلى تفاصيل وجهها امامه كليا ..نظرات مهزوزة ..غير متزنه ..يذدرد لعابه ببطء ينكر عقله حقيقة تتجسد بين يديه ..قتلها ..هدأت نبرته ..واخذ قلبه يخفق بعنف ..ليردف مناديا إسمها بهدوء
: ديما ..ردي عليا ..ديما ..؟
ليتركها مبتعد عنها ..فيرطتم جسدها أرضا وقد سكنت تماما عن الحركة ..جحظت عينيه ..يجلس على ركبتيه أرضا امام جثمانها ..يهزها برفق مناديا أياها
: ديما ..
لم تبدي اي رده فعل .. توقف قلبه عن الخفق لثوان معدودة ..لتتضح امامه حقيقة انها قُتلت ..لكنه لم يكن الفاعل من وجهة نظره ..ليصرخ بأسمها صرخة ذبيحه اهتزت لها أرجاء الكون ..
: ديماااااااااااااا
______________________
نزلت إلى الطابق السفلي ..حيث تجمع العائلة ..وتلك الصورة اللتي أمامها ..كم تمنت ان تراها ..تعيشها ..تختبر شعورها ..نزلت درجات السلم امامهم وفاطمة تضفي على الاجواء الكثير من المرح ..تضع على مائدة الطعام ما لذ وطاب ..وسالم يجاور جدته ومن الجهة الأخرى يجلس إسماعيل يضحكها بدوره ..وتلك الشاردة في ركن بعيد تنظر الى سالم بحزن ..تعجبت سارة من ابتعادها عنهم وعدم مشاركتها لهم ذلك الجو المرح ..لتتذكر حديث والدتها صباحا انها كانت مريضة او ما شابه ..بابتسامة واسعة لم تستطيع اخفائها ..فهي حقا سعيدة ..تكاد تقفز كطفلة فرحة ..القت عليهم التحية ..ليلتفت لها الجميع ..ما عادا هي ..أغمضت عينيها بقوة تنظر أرضا وكأنها تتألم من شيء ما ..لم تلحظها سارة ..ولم يلحظها اي منهم ..سواه ..وقد اسرت أنظاره ..وحبست أنفاسه .. اختلج قلبه بلهفة ..وكاد يهم بالنهوض راكضا إليها لظنه أنها تعاني من مكروه او ألم ما ..لكن سرعان ما هدأ خافقه ..واطلقت انفاسه الحبيسه ..عندما فتحت عينيها متنهدة ..تنظر الى سارة بنظرات لم يستطيع فهمها .. دعت الجدة سارة إلى جوارها ..بينها وبين سالم قائلة بابتسامة
: تعالي يا حبة جلبي اجعدي جاري اهنه ..
تقدم منها سارة تجلس على كرسي المائدة بجوارها وما إن جلست حتى أخذتها الجدة بين أحضانها تقبل وجنتها قبلات متتاليه بحب ..وما إن انتهت حتى أخذت تضع أمامها من كل طعام المائدة تقريبا مردفة
: كلي يا ضنايا ..كلي واتغذي .. شايفاكي هزيلة أكده ..
لتتسع عيني سارة مردفة بزهول وابتسامة رقيقة تداعب شفتيها
: ايه ده كله ..انا هاكل كل ده ..
لتنظر لها الجدة بحزن تترقرق الدموع بعينيها ..قائلة
: سامحيني يا بتي ..سامحيني ماكانش بيدي حاجه ..جدك الله يرحمه ويسامحه ..هو اللى عمل أكده ..
أطرأت سارة رأسها بحزن تتنهد بثقل لتتفاجأ بسالم يتحدث بجمود قائلا
: مالوش لزوم الحديث ده عاد ..يالا بسم الله ..
لتمسح الجدة دموعها قائلة
: ايوة ..احنا هنبتدو زي ما بتجولوا صفحة جديده ..يالا كلي يا حبيبتي ..
نظرت سارة الى سالم وقلبها ينبض بشدة .. نبرته لم تكن تلقائية ..نبرته القت بداخلها خوف ..خوف شديد ..لتنقل نظرها ألى الجدة ..تبتسم لها قائلة
: حاضر ياتيتا ..هاكل أهو
لينظر لها سالم متهكما يعيد كلمتها بابتسامة ساخرة
: تيتا ؟
نظرت له بعدم اهتمام .فلم يسمعه غيرها ..
بعد بعض الوقت انتهت سارة من طعامها قائلة تضع يديها على بطنها
: كفاية ياتيتا مش قادرة احط لقمة تانية في بوقى والله شبعت ..
نظرت لها الجده بزهول قائلة
: وانتي كلتي حاجه يا بتي ..وكلك بحاله عاد
لتشير الى قمر اللني تجلس بجوار والدتها تتصنع انها تأكل بينما جوفها يرفض انزلاق الطعام ألى داخل معدتها ..مردفة
: مش شايفه جمر مليحه كيف ..جمر وهي جمر بصحيح
ابتسمت قمر ابتسامة مرتعشه صغيرة ..لتردف سارة قائلة عن قصد
: لاء انا بحب أخلى باللي من أكلي ..واحافظ على جسمي ..
ازدردت قمر ريقها ببطء ثم نهضت مبتعدة عن المائدة ..توقفت تغمض عينيها بألم عندما آتاها صوته الذي هو بمثابة لحن شجي يطرب قلبها قبل أذنيها ..عندما ناداها قائلا بتعجب
: على فين يا جمر واكلك لساه بحاله ..كلتي أكده ؟
ألتفتت تخفي ألمها خلف ابتسامة صافيه تخصه وحده ..تومأ له عدة مرات متتاليه ثم تتركه صاعدة إلى غرفتها ..لتشتعل سارة غضبا من تلك المتعجرفة ..من وجهة نظرها ..فتحدثت بإندفاع كعادتها ..قائلة تشير إليها توجه حديثها بحنق إلى الجدة
: هي مابتتكلمش ..كل ما حد يكلمها تشاورله وتمشي كده ..
وقد انتقل صوتها إلى مسامع قمر فتوقفت قليلا على الدرج ثم اكملت الصعود دون الإلتفات خلفها ..
ظهر الوجوم على وجوههم جميعا ..لتترك فاطمة المائدة ناهضة قائلة بحزن ..
: عن إزنكم أني وكل ..
نظرت سارة لها باستغراب بينما الجالس بجوارها يشتعل غضبا ..وقد ظهر هلى معالم وجهه الغضب فبدا مخيفا ..ألقى بملعقته على المائدة بعنف ينهض بخطوات سريعة تعبيرا عن غضبه يتجه إلى مكتبه دون التفوه بكلمة واحده ..مررت سارة نظرها بين إسماعيل والجدة قائلة باستغراب
: فيه إيه ..؟
ليتبادلا كل منهم نظرات الحزن فترد الجدة قائلة
: جمر ماعتتكلمش صح يابتي ..
شهقت سارة تضع يديها على فمها بصدمة ..تنهر إندفاعها للمرة اللتي لا تعرف عددها ..لتكمل الجدة مردفة بحزن
: صوتها راح من يوم ما ابوها ما إتجتل جصاد عينيها ..ومن وجتها وهي ما عتتكلمش ..
تأثرت ملامحها ..تشعر بالحزن عليها ..وعلى ما تفوهت به بتلك الطريقة المحرجه ..والمجرحه ..لتتحدث قائلة بأسف
: انا آسفه والله ..كنت هعرف منين طيب ..
لتربت الجدة على كتفها برفق قائلة
: عذرك معاكي يابتي
تنهدت سارة بحزن تميل هامسه بجوار أذن جدتها قائلة
: هي اوضتها فين ..؟
لتبتسم الجدة بسعادة تخبرها بمكان غرفة قمر ..فاستأذنت سارة تصعد مقررة اصلاح ألأمر ...
________________________________
وصلا جميعهم امام المنزل بسيارة واحدة كما طلبت هي ..فاليوم هي تطلب ويستجاب لها كل شيء .. اليوم فقط وكأنها ولدت من جديد ..نزلت تتمسك بيديه بشدة ..تخاف تركه وكأنها طفلة صغيرة ..نزل معها يبتسم لها بحزن ..مستغربا بداخله ..فهي وأختها الشيء ونقيضه ..نقيضه تماما ..كالضوء والظلام ..كالنار والنور ..كالحياة والموت ..دخلا سويا ألى داخل المنزل ينظر منصور اليهما ببهجة وسعادة ملئ الكون ..ليتحدث ما إن دخلا قائلا بمرح يوجه حديثه إلى ولده ..
: امك عليها بقى شوية أكل ..ولا أجدعها شيف في الدنيا
ابتسم قصي له يقف بينهما يشعر وكأنه عاد سنوات الى الوراء ..طفل صغير ..مطعتشا إلى المزيد والمزيد من حنانهما ..وهي خجلت تتورد وجنتاها تتحدث مبتسمة لاتنفك نظراتها عنه
: ماتصدقهوش ..انا بطبخ على قدي يعني
ليغوص بأجواء المرح مع والديه مندمجا بينهما ..ينظر إلى والدته بتفكير قائلا بابتسامة
: طب ما تسبيني أنا أحكم بنفسي ..
ضحك منصور فرحا ..ونظرت هي إليه تدمع عينيها ويبدو انها لن تنتهي من البكاء أبدا ..تتحدث بتيه بين تفاصيل وجهه
: من عنيا ..هعملك الأكل بإديا ..هوا ..
وتركته ذاهبة بخطوات سريعه ناحية المطبخ ..لتعود بخطوات أسرع تنظر إلى وجهه ثانية تبتسم ببكاء ..تحتضن وجهه بين يديها قائلة من بين دموعها
: أوعى تمشي ..اوعى تسيبني تاني ..
ثم انزلت يديها على كتفيه تقبلهما وصولا إلى يديه ..لينزع هو يديه سريعا منها يلتقط رأسها بين يديه يقبلها بعمق ..يضمها بعد ذلك إلى صدره بقوة ..قائلا وقد دمعت عينيه بدوره
: ماتخافيش ..مش هاسيبك تاني..
لتتركه ذاهبة تتعلق نظراتها به تترك معه قلبها وروحها ..تتحمس بداخلها لتتفنن في صنع ما لذ و طاب من أجله فقط ..نظر منصور إليه يقف بجواره ..إلتفت له قصي يمسح عينيه ..ليحتضنه منصور سريعا بين يديه في عناق حار ..ثم يتركه مربتا على صدره قائلا ينهل من تفاصيل وجهه هو الآخر
: تعالى معايا ..عايز اتكلم معاك ..
أومأ له قصي مبتسما فوضع منصور يديه فوق كتفه ..وكأنهما أصدقاء منذ الضغر أو ما شابه ..متجهان معا إلى غرفة المكتب ...
بعد بعض الوقت ..نزلت هي درجات السلم تتجه إلى غرفة المكتب فحتما سيكون خالها جالسا بها كما عادته بعد عودته من العمل ..طرقت الباب برقة مماثلة لها ..ثم فتحته تدخل إلى الغرفة ..فوجدت خالها يقف جوار مكتبه ..وكما عادته ..يبتسم لها كلما رآها ..لكن تلك المرة الإبتسامة تختلف ..الابتسامة باتت اوسع ..وأسعد ..تقدمت حياة منه بحزن ظاهر بليل عينيها ..والواقف خلفها ..أهتز كيانه وقد أبتسم بدوره لمرآها .. توزع أبتسامات للجميع ..وكأنها كالشمس ..توزع أشعتها بأرجاء الكون تحي نفوس ..وتمحى ظلام ..وقفت أمام منصور تناوله الأوراق الخاصة بالعقود ..قائلة بتردد
: خالو انا عاوزة أقولك حاجه ..
: قولي ياحياة ..
قالها بابتسامة ..لترد عليه بخجل تفرك ما بين يديها قائلة بكلمات ألقتها دفعة واحدة
: انت لازم تلغي الشراكه مع الشركه دي ..
نظر إليه مباشرة من خلفها ..فأشار له ان يكمل حديثه معها ..
فرد منصور قائلا باستغراب يسألها
: ألغي الشراكه ليه يا حياة ..
نظرت إليه بحزن داخلى وتوتر ظاهر على معالم وجهها
: بصراحه كده يا خالو ..باش مهندس قصي مدير الشركة ..مش ااا ..يعني ..
ليرد خالها بنفاذ صبر قائلا
: مالو يابنتي ..ما تتكلمي
: شوفت معاه واحده انهارده وكانت قريبه منه اوي في المكتب ..
حاول كنصور كبح إبتسامته ليرد عليها يجلس على كرسي مكتبه يتحدث بمكر لم تلحظه هي
: العلاقات الشخصية ملهاش علاقة بالشغل ..وبعدين انتي مدايقة ليه ..؟ مش يمكن تكون مراته ..
لتنظر له بزهول غاضب ..قائلة
: خالو ..يعني ايه العلاقات الشخصية ملهاش علاقة بالشغل ..طالاما اخلاقه كده في علقاته الشخصية يبقى مش ببيتقي ربنا ..يبقى أكيد معندوش ضمير في شغله ..
تتسارع انفاسها غضبا ..وابتسامة واسعة تظهر على محياة خلفها .. وقلب قد ألقى أعترافة بالعشق عبر خفقاته المتراقصة أثر أستماعه لكلماتها ..
لتردف تكمل حديثها قائلة
: ثم إن دي مش مراته ..هو قال كده ..قال انه مش متجوز
اتسعت عينيها ..تشعر وكأن لوحا من الثلج ألتصق بظهرها فجأة ..قلبها اخذ يخفق بشدة كقرع طبول الحرب ..عندما آتاها صوته بنبرة مشاكسة ..مراوغه من خلفها
: انا ما قولتش اني مش متجوز على فكرة ...
______________________________
🙈😂😂🥰❤️❤️❤️
يالا بقى آرائكم و توقعاتكم للأحداث 😍💃💃
دمتم في حفظ الرحمن🌸💙
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية ملاك في عالم الشياطين كامله
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا