رواية أحيت قلب الجبل الفصل التاسع والعشرون والثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت التاسع والعشرون والثلاثون والحادي والثلاثون والثاني والثلاثون بقلم ياسمين محمد
الفصل التاسع والعشرون
*********************
ثم إن دي مش مراته ..هو قال كده ..قال انه مش متجوز
اتسعت عينيها ..تشعر وكأن لوحا من الثلج ألتصق بظهرها فجأة ..قلبها اخذ يخفق بشدة كقرع طبول الحرب ..عندما آتاها صوته بنبرة مشاكسة ..مراوغه من خلفها
: انا ما قولتش اني مش متجوز على فكرة ..
لم تلتفت ..نظرت إلى منصور بصدمة ..لتجده يجلس بأريحية ينظر إليها وكأنه لم يسمع ما سمعته ..التفتت إلى مصدر الصوت ويقين تام بداخلها بأنها يهيئ لها ما سمعته وانه لا وجود له بالغرفة ..لتصتدم بابتسامة جانبة صغيرة منه ..وعيون عاشقة لم تستطيع هي قرائة نظراتها .. اذدردت ريقها بإحراج ..تنظر إلى منصور تسأله بعينيها ..ماالذي أتى به هنا ..؟ ..استقام بدوره يمتص صدمتها..واضعا يديه على كتفها وقد أخذ يتوجس بداخله من ردة فعلها عندما تعلم بزواجها منه دون علمها ..اقترب منهما قصي ببطء وتلك الابتسامة لم تفارق فمه ..وقف امامها .. يتبادلان هو ومنصور نظرات غامضة ..ذات مغزى ..ليتحدث قائلا يضيق ما بين حاجبيه بغضب مصطنع
: ماتقوليش كلام محصلش بعد إذنك يا آنسة حياة ..
و يالا المصادفة المدبرة..حيث همت بالرد ليرن هاتف منصور فجأة فاستأذن منهم خارجا يلتقط الهاتف من جيب سترته ..
: عن إذنكم دقيقة واحدة ..
وخرج من الغرفة يبتسم بمكر ..نظرت في أثره تذدرد ريقها ..ارجوك لا تذهب الآن ..لترمش بعينيها عدم مرات تأخذ نفسا عميقا مستعيدة قوة تماسكها مرة ثانية ..ثم إلتفتت له قائلة بحدة
: انا مابقولش كلام ماحصلش .. حضرتك قولت انها مش مراتك فبالتالي اكيد تبقى مش متجوز ..وإزاي اساسا تسمحلها تقرب منك بالشكل ده ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أخذت تلهث من شدة غضبها ..و هو يحاول قدر المستطاع كبح جماح ابتسامته أمامها ..شيئا صغير في غاية الرقة ..يتحدث أمامه بغضب .. مثيرة للضحك ..والعشق ..نظر لها مطولا ..ثم اقترب منها قليلا ..وفي زوبعة غضبها لم تلاحظ ذلك الإقتراب ليتحدث بصوت هادئ ..وعيون تنطق بحبها ..
: وجبتي التأكيد ده منين ..؟ ..أولا علشان يبقى عندك علم ..انا متجوز ..
نظرت إليه بزهول ليقترب خطوة أخرى مردفا بابتسامة جانبية
: ثانيا متجوز واحدة زي القمر ..
اذدردت ريقها بحزن ..وخطوة أخرى تقربه إليها اكثر حتى بات لا يفصل بينهما سوى خطوة واحدة ..قد اختصرها في إمالة صغيرة هامسا قرب أذنيها
: وبعشقها ..
والأخيرة خرجت من فمه أكثر بطئا متكأ على جميع حروفهما ..
وهنا قد بلغ الغضب بداخلها لذروته ..ألم لم تستطيع تحديد هويته ..ألم أشبه بفقد أمل ما كانت تتعلق به ..متزوج .. يعشق زوجته ..يراها كالقمر ..ابتلعت غصة مريرة تتحدث بحدة قائلة
: ما هو واضح بدليل الموقف اللي كنت فيه .مع ..مع
وتلعثمت في الرد ..حتى أردفت وكأنها تنعتها بأبشع الألفاظ قائلة
: مع البنت اللي مش كويسة ..
انطلقت ضحكاته اللتي لم يستطيع السيطرة عليها بعد ما تفوهت بتلك الجملة .. فقد ظن أنها على وشك قول كلمة بذيئة ..نظرت له بغضب وقد اشتعل الغيظ بداخلها ..همت بالخروج من الغرفة ليسبقها هو في خطوة واحدة يقف أمامها ..يسيطر على ضحكاته قائلا
: استني استني ..انتي معاكي حق هي فعلا بنت مش كويسة ..
: واما هي مش كويسة بتدخلها مكتبك وشركتك ليه ..؟
قالتها بحدة تتماشى كثيرا مع ذلك الاشتعال بداخلها..
وأراد هو ان يضيف إلى الحوار بعض التسليه فرد عليها يتصنع البرائة قائلا
: هي اللي جتلي ودخلت لوحدها ..
تلك البشرة البيضاء الناصعة أصبحت بلون حبات الطماطم ..اشتدت وتيرة غيظها بشدة ..لم تهوى تلك اللكنة في حديثه ..فسألته قائلة بنبرة حادة يلفها بعض العتاب
: لو كانت مراتك جت وشافت الموقف اللي انا شوفته ..كنت هتعمل إيه ..؟
نظر إليها يحك رأسه بحيرة ..بماذا يرد ؟..يريد إخبارها بأنها هي بذاتها من يقصدها ..هي بذاتها من رأت ذلك الموقف ..لكنه يخشى عواقب الأمر ..ليتنهد بابتسامة صغيرة يرد قائلا
: لو هي بتحبني وواثقة فيا ..مش هبقى محتاج أبرر ليها حاجه ..
ابتسمت بسخرية قائلة بتهكم
: ياسلام ..
أومأ لها بثقة لتردف قائلة
: هو انت مش بتقول انك بتحبها وهي بتحبك ..يبقى ازاي بتفترض حبها ليك ..
تثير فيه شعورا له لذته الخاصة ..شعور يبعث على شفتيه ابتسامة دون إدراك منه .. يزداد معه معدل سعادته ..بهجة خاصة بها تدغدغ حواسه ..
: لتاني مرة يا آنسة حياة تقوليني كلام ما قولتهوش
نظرت له بعدم فهم ليردف
: انا قولت اني بحبها ..لكن ما قولتش ان هي بتحبني ..
نظرت له قليلا بزهول ثم ردت بتفكير ونبرة متألمة وكأنها أشفقت عليه من شعور الحب من طرف واحد فقط
: يعني ايه ..؟ هي ما بتحبكش ..؟
نظر لها مطولا وقد تلاشت ابتسامته غارقا بليل عينيها الأبدي .. نطق لسانه بما املاه عليه قلبه
: أتمنى ..
قالها بنبرة غارقة لتوها في عشق ربما كتب لهم منذ دهر ..ربما كتب لهم من قبل ولادتهم .. أجاد القدر صنع ثوب العشق اللذي يليق بهما .. عليهما فقط رؤيته وارتدائه ..بنظرات مشفقة نظرت إليه ..تكاد تدمع عينيها حزنا عليه ..تحدث نفسها ..كيف لزوجته ان لا ترى كل ذلك العشق بعينيه تجاهها ..؟ ..كيف لا تعشق من مثله ..؟
استدركت نفسها سريعا ..تستغفر بداخلها ..تحمم قائلة
: وازاي بتحبها الحب ده كله وتخونها ؟
ابتسم بألم يستعيد بذاكرته كل ماحدث له قائلا
: اوعي تقعي في فخ الظواهر ..ومش كل اللي تشوفيه تصدقيه .. لو صدقتي كل اللي تشوفيه هتظلمي اقرب حد ليكي ..وممكن تخسري ناس بيحبوكي ..
نظرت إليه بتفكير عميق وقد شردت هي بتلك النبرة فيما تحدث به ..شعرت فيها بالألم .. التمست بداخله جرح ما لم تستطيع تفسيره ..أجفلت على سؤاله اللذي وجهه لها بغتة ..بنبرة مشاكسة أراد بها تغير مجرى الحديث
: لو انتي مراتي ..هتعملي ايه لما تشوفيني في موقف زي ده ..؟
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
أخذت خفقاتها تتسارع بجنون .. تذدرد ريقها بتوتر ..تجاوب عن سؤاله بداخلها ..ليتني كنت هي تلك الحمقاء ..لأرى ذلك العشق بعينيك لما كنت فرطت به ابدا .. لكن ربما كنت احرقت ذلك المكتب بكما معا .. وربما أخرجتك واحرقته بها فقط ..نظر لها ينتظر منها ردا ..فنظرت إليه قائلة بما يتعارض مع أفكارها ومشاعرها تنفي برأسها
: انا مش مراتك ..؟.. واعتقد لو هي بتحبك ..هتسامحك ..
وابتسامة واسعة ارتسمت على محياه يراوغها بكلماته اللتي لا تفقه لها منطق قائلا بثقة
: هعتبر ده وعد ..
نظرت له بعدم فهم ..ليرن هاتفه في تلك اللحظة ..فالتقطه يرد ..سرعان ما اتسعت عينيه لهفة ..يتفاقم الخوف والقلق بداخله عندما آتاه صوت عمر مضطربا باكيا قائلا
: ايوه يا قصي أنا عمر ..
رد قصي بنبرة متلهفة
: عمر ..انت فين ..انت كويس ..؟
ليأتيه رده بتلعثم
: ااانا بموت يا قصي ..إلحقني ..
توقف خافقه ينفي من رأسه تلك الفكرة ..ليتحدث قائلا يحاول السيطرة على جنون شياطين غضبه قائلا بهدوء
: عمر ..ما تخفش ..قوللي انت فين بالظبط ..؟
والمسكين على الجانب الآخر يتحدث قسرا .. يضغط على عينيه بقوة باكيا يخرج كلماته بثقل رغما عنه وكأنها جبال خارجه من جوفه
: مراد ..مراد خاطفني في فندق (.....)اوضه رقم (..)
تعالى بسرعه ..انا بموت يا قصي ..بموت ..
دمعت عينيه لبكاء اخية ..قبضة من نار تعتصر قلبه ..بنبرة ثابته يحاول بها بث التماسك فيه رد قائلا
: ما تخفش ..اجمد يا عمر انا جايلك حالا ..ماتخ...
وقطع الإتصال فجأة ..فالتذهب الشياطين الآن .. ويكفي فقط جنون غضبه ليحرق الأخضر واليابس ..انطلق خارجا من باب الغرفة يكاد لا يري امامه من شدة الغضب قائلا تحت عيون حياة المزهولة من ذلك التغير اللذي طرأ عليه فجأة
: انا لازم امشي ..
خرجت بدورها تتبعه ..وأثناء خروجه استقام منصور من جلوسه واقفا ما ان رآه ينظر إلى حالته بعدم فهم ..وقد وازى ذلك خروج امه مبتسمة من المطبخ ..توقف في مكانه فجأة ينظر إليها بأسف ..لتتلاشى ابتسامتها شيئا فشيئا ..تنظر إليه بتسائل
: رايح فين ..؟
قالتها بتيه ..ليتقدم منها سريعا يحتضن وجنتها بيديه ..يطمئنها قائلا
: راجع تاني ..
ثم اردف يتوسلها بنظرات مترجية
: لازم امشي دلوقت .. في حد محتاجلي ..و ما اقدرش اسيبه ..
رفق بها حيث لم يريد اخبارها بحقيقة الأمر وان من يحتاج إليه هو نفسه ابن تلك اللتي حرمته من امه وسلبت منها امومتها ..
نظرت إليه تنفي برأسها بجنون .. تتشبث به بقوة ..وقد بدات مقلتيها بذرف دموع حارقة ..تنهد بألم يمسح دموعها المتسارعه من وجنتيها ..لا يريد تركها بعدما ذاق الدفء الذي حرم منه لسنوات بداخل احضانها ..فرد قائلا
: والله راجع ..هرجعلك .. صدقيني ..
ثم قبل رأسها مغادرا كالبرق ..مدت ذراعيها في الهواء تنظر إلى اثر خروجه بعيون متسعه وكأنها تناديه ..نقلت نظراتها لمنصور باستغاثة ..ليتحرك الأخير دون إرادة منه خلفه مباشرة ..وتجثو هي أرضا باكية وقد انقبض داخلها خوفا تناجي الله بصوت هامس وعيون متسعة ونظرة هيستيرية مزعورة من فكرة عدم عودته مرة ثانية
: يارب أحفظه ..يارب رده ليا سالم ..يارب احفظه ..
اخذت ترددها تحت نظرات حياة اللتي على ما يبدو وكأنها أصيبت بصاعق كهربائي لما راته امام عينيها لا تفهم شيئا ..ومن هو ليقترب من حنان هكذا بوجود منصور ..
اقتربت منها ببطء تدنو جالسه وقد وصل إلى مسامعها ما تردده ..نادتها بصوت خافت قلق
: ماما ..؟
نظرت لها حنان بصمت باكي ..لتردف حياة مستغربة من حالتها متسائلة
: انا مش فاهمة حاجة ..في أيه ..؟
والآن اصابها بالفعل صاعق كهربائي .. شهقت تضع يديها على فمهت بزهول حيث أتتها نبرة حنان التائهة قائلة بألم
: ابني ..ابني ياحياة ..اللي كان واقف هنا .. ابني
________________________
اخذ الهاتف من بين يديه يبتسم بجنون ..قائلا
:برافو ..برافو عليك يا عمر ..
نظر إليه عمر ببكاء .. فحتما قد اعد مراد كارثة ما لأخيه .. تجسدت الحسرة بعينيه سرعان ما توارت خلف نظراته المتلهفة لما بين يدي مراد ..حيث مد يديه بداخل سترته مخرجا احدى الاوراق الخاصة بذلك السم ..لكنها تختلف ..جرعة مكثفة ..من المفترض ان تأخذ على عدة مرات ..لكنه أراد ذلك ..ان يتناولها عمر كاملة ..مد يديه بها إليه فالتقطها منه متعطشا الى ما فيها ..لم ينتبه لكثرة الكمية عن الجرعة المعتادة ..فاستنشقها كاملة .. وكأنه ينهل من الجحيم .. وقف يحدق فيه مائلا برأسه إلى اليسار ..وكأنه يستمتع بعرض ما ..يشاهده بتركيز ..استكان جسد عمر براحة ارضا بعدما انتهى ..لمدة لحظات ..عينيه شبه مغلقة ..يتناثر ذلك المسحوق الأبيض حول فمه وعلى ملابسه ..نظر إلى مراد ..عاجزا عن النطق ..وكأنه يخبره ..ماذا فعلت ..ما اللذي اشعر به الآن .. يتباطأ نبض قلبة تدريجيا ..عقله شبه مغيب ..نظرة عينيه تستغيث ..دون اتساع ..دون هلع ..وكأنه فقد الطاقة على التعبير عن ما يشعر به ..تتحرك أناملة بارتعاش بطيئ..تغيب عينيه وتعود ..وفجأه سكنت حركة عينيه ناظرا إلى مراد ..سكنت خفقاته تماما ..وانتهى العرض ..و ابتسامة راضية من مراد ..يحي بها نفسه ..معجب بآدائه .. التقط هاتفه يتحدث قائلا
: احجزلي على أول طيارة طالعه بره مصر ..
وتخافتت الأضواء ..وانتصر الشيطان ..واغلق الستار ..
___________________________
صعدت سارة بمشاعر آسفة تتجه نحو غرفة قمر كما وصفت لها الجدة ..طرقت الباب بتردد ..ثم فتحته فحتما لن ترد عليها ..وجدتها جالسه تولي ظهرها إلى الباب ..لم تلتفت ..يبدو عليها الحزن ..اقتربت سارة بتردد ..حتى وقفت خلفها مباشرة ..بنبرة آسفة همست
: قمر ..
انتبهت الأخيرة لصوتها ..سرعان ما استقامت تنظر اليها باستغراب ..فقد ظنت انها والدتها ..أردفت سارة تنظر إليها تبتسم بود
: انا اسفة ..ماكنتش اعرف انك اا...
ثم صمتت .. وابتعلت قمر غصتها بألم تنظر أرضا بخزي ..لتتفاجأ بعد لحظات بعناق مفاجأ من سارة ..تفتقر التعبير عن ما بداخلها بالكلمات ..لذا لم ترى افضل من احتضانها للتعبير اليها عن اسفها ..ارتبكت قمر ..تبتلع ريقها ..لم تبادلها العناق لتتركها سارة ناظرة اليها بنفس الابتسامة قائلة وكأنها تترجاها ..
: ما تزعليش بقى ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ابتسمت قمر بتردد ..سرعان ما تحول إلى ابتسامة واسعة تومأ لها بهدوء ..تجيد التعبير جيدا ..لكنها تعجز عن اظهاره ..لكن ما تحمله بداخلها من حب تعبر عنه ابتسامتها ونظرة عينيها ..عانقتها سارة مرة أخرى وتلك المرة بادلتها قمر العناق ..لا يمكن ان تفرط في ما وجدته أخيرا ..وكإنها تبحث في عرض الصحراء عن شربة ماء تروي بها ظمأ روحها ..لتجد أمامها نهرا ..ملكا لها ..تنهل منه كيف ما شائت .. مقررة الاستقرار على ضفته إلى الأبد ...
__________________________
في وقت قياسي وصل الى الفندق ..يسأل عن رقم الغرفة ليخبره أحدهم بمكانها ..صعد سريعا يتبعه منصور بقلب قلق غير مطمأن ..يحثه على التريث قائلا
: استنى يا ابني شريف لما يجي ..انا مش متطمن ..
لم يستمع له قصي ..حيث وصل امام الغرفة ..وللصدمة وجد بابها شبه مفتوح ..فتبادل هو ومنصور نظرات التسائل ..ليدفع قصي الباب برفق ..يدخل الى الغرفة بخطوات مترقبة ..ينادي اخيه بلهفة
: عمر ..
سيراه الان ..سيظهر امامه في أي لحظة وسيأخده مغادرا ..حدث نفسه بداخله بما يتمناه ..وفجأه تصلب جسده وشردت نظراته بصدمة بجثة ديما الجاحظة بشكل مخيف ..ونبرة أخيه ..صوته ..كلماته ..تتردد بداخل عقله كصدى الصوت ..ألم ما ينهش كوحش مفترس بجنابات قلبه ..هم بالاقتراب منها ليمنعه منصور يقف امامه قائلا بتحذير مانعا اياه من الاقتراب
: انا طاوعتك لحد هنا وكفاية ..دي مصيبة ..يالا بينا قبل ما حد يشوفنا ..
لا يعبأ بكون انه امامه جثة ربما سيتهم بقتلها بعد قليل ..لا يعبأ بنظرات والده اللتي تخبره بأنه لا يمكنه خسارته ثانية ..لا يعبأ سوى بصورة اخيه اللتي اخذت تتقافز امام ناظره الآن ..ورنين هاتفه الذي رد عليه سريعا بخفقات متسارعه .. نظر إليه منصور بترقب عندما صمت تماما
لتأتيه نبرة مراد المتشفية من الجهة الأخرى
: البقاء لله ..
ظن انه يقصد ديما ..اتسعت عينيه فجأة ..وقلب كان يتألم ..الآن يحترق .. عندما آتاه صوته مردفا بنفس النبرة المتشفيه ..
: في عمر أخوك ..والسجن للجدعان ..
وصدمة قاتلة ..ودمعة حارقة ..وازت دخول قوات الشرطة توجه أسلحتها نحوه في استعداد للقبض عليه تحت نظرات منصور المزعورة خوفا على ولده ...
_________________________
الفصل الثلاثون
***************
بعد مرور يومين من احتجاز كل من منصور وقصي ..اثبتت تقارير الطب الشرعي ان ما تحمله الجثة بين أظافرها من بقايا جلد وبعض شعيرات القاتل .. في محاولة منها للنجاة ودفعه عنها.. غير مطابقة مع كل من قصي او منصور .. وكذلك كاميرات مراقبة الفندق سجلت لحظة تتبع شخص ما للضحية وهجومه عليها ومن ثم دفعه لها الى داخل الغرفة ..وخروجه بعد بعض الوقت غير متزن يتخبط بالجدار شبه راكضا..وقدوم قصي قبل قوات الشرطة ببضع دقائق.. مما يترتب عليه برائته وعدم ثبوت الأدلة الكافية لارتكابه للجريمة ..بمجرد خروجه من مكتب التحقيقات ..وجدها امامه تنظر اليه معاتبة اياه بدموع عينيها ..تقدم نحوها يحتضنها وكأنه يعتذر عما سببه لها من الم وقلق حيث مر اليومين الماضيين عليها وكأنهما دهرا ..بين دموع وبكاء و ذعر من فقده مرة أخرى.. تركها ينظر الى شريف نظرات متألمة ذات مغزى ليخفض شريف رأسه بأسف.. وحزن تسارعت دقاته تخفق صارخه اثر اشتداد قبضة ما تعتصر قلبه ..ودموع عينيه تتساقط واحدة تلو الأخرى ..نظر كلا من منصور وحنان اليه باستفهام عن سبب بكائه .. فتحدث شريف يجيب تسائل أعينهم قائلا بأسف
: عمر عبد السلام الزيني اخو باش مهندس قصي اتوفى من يومين ..
تفهم والده الآن مشاعره ..اما امه فرأت ان دمعة واحدة من عينيه اثمن من ان يزرفها على "ابن ناهد" مدعيا اخوته له .. غافله عن انه جزء منه ..بخطوات واجمه تركهم قصي يبتعد عنهم خارجا من القسم ليناديه والده باستغراب
: قصي ..رايح فين ..؟
التفت له تتساقط دموعه بكبت ..
ليتحدث شريف بخفوت تحت عيون حنان المعلقة بولدها بلهفة
: لازم حد يستلم الجثة ..هو موجود دلوقتي في مستشفى (....) ..
نظر منصور الى حنان بترقب ..حيث اتسعت نظرة عينيها تنفي برأسها ببطء هامسة
: مش اخوك ..ده ابنها ..ابنها هي ..
ركضت الى قصي تمسح دموع عينيه قائلة بهيستريا ..
: مش أخوك يا مازن ..ده مش أخوك ..ده ابنها هي ..انت مالكش دعوة بيهم خلاص ..
اغمض عينيه بقوة يبكى بحرقة ..كيف يفهمها الوضع ..كيف يخبرها انه بمثابة ولده وليس أخيه ..تهدجت انفاسه يرد عليها
: اخويا يا امي ..والله اخويا ..هدفن اخويا ..
ثم تركهم شبه راكضا ..تقدمت حنان بضع خطوات تتبعه ثم توقفت تنظر له بألم ولهفة ..ليقترب منها منصور يربط على كتفيها بحنو ينظر لها بتأثر قائلا
: سيبيه ..ماتخافيش هيرجع ..
اتكأت برأسها على كتفه في تسليم من كل حواسها لما يدور حولها .. وكأنها تخبره انها لم تعد قادرة على شيئا بعد ..اخذها يخطو برفق الى خارج القسم...جلست بالسيارة فأغلق منصور الباب مائلا نحو نافذة السيارة يأمر السائق بإيصالها إلى المنزل قائلا لها ..
: لازم ابقى معاه ..مش هينفع اسيبه لوحده ..
أومأت له تغمض عيونها باستسلام تام ..ليتركها منصور راكبا سيارته يتبع قصي ...
_______________________
جلست بارتياح على ذلك المقعد الخشبي الكبير بحديقة المنزل ..تنظر إلى السماء بابتسامة ممتنة ..وكأنها تبدي شكرا ما لأحدهم ..ثم نقلت نظرها إلى ذلك العصفور ..رفيقها ..تبتسم باتساع ..متذكره ذلك الطبيب "حمزة" ..وكيف كانت تريده ان يرافقها في رحلتها مع سالم لخوفها الشديد منه ..يبدي لها بعضا من الاهتمام والذي لاحظته في الأونة الأخيرة ..لا تنكر ان شيئا ما بداخلها يتحرك تجاهه .. تشعر بالسكن ..بالأمان ..عند رؤيته ..تطمئن .. ان كل شيء سيصبح على ما يرام ..تداعب العصفور الصغير داخل القفص بلطف ..وهناك خلف زجاج نافذة مكتبه وقف ينظر إليها ..وكأنه يكتشفها ..نظرة بها لمحة تردد ..مجرد لمحة لا تذكر ..وإصرار رهيب على ما ينتوي عليه ..وشيء واحد فقط ..يرفض ذلك الإصرار ..يتجاهله هو بدون ادراك منه ..وربما يتجاهل عمدا الالتفات اليه ..استدار جالسا على مقعد مكتبه يجلس امامه اسماعيل يحثه بتوسل قائلا
: بلاش يا اخوي ..دي مهما كانت ولية ..وبت عمنا ..مش احنا اللي نعملوا اكده .. اجل ما فيها ناخدو الورجه ونهملها لحالها ..
نظر إليه نظرة مطولة ..يعيد كلماته بداخل عقله ..ليرد قائلا
: اياك تكون فاكر انها هتسكت وتسلم امرها لله وخلاص على اكده .. لا ،دي جوية مش زي حريمنا اهنه ..ماطرح ما نحطهم نلاجيهم ..لازمن تنكسر ..وما هتجيش غير اكده ..عشان يكون عندك معلوم انا ما رايدش احافظ على الورث وبس لا ،اني اكده هحافظ عليها وهتفضل جارنا على طول ..
طرق الباب لتدخل الخادمة تنظر خلفها بحذر تتقدم إليهم بخطوات سريعه ليتحدث سالم قائلا
: عملتي إللي جولتلك عليه ..؟
ردت تومأ له عدة مرات قائلة
: ايوة عملته يا سيدي
ليرد محذرا إياها بشدة
: طب روحي دلوقت لحد ما اناديكي ..وإياك حد يشم خبر باللي حصل.. هقطع خبرك
: حاضر يا سيدي ماحدش هيعرف واصل
ثم خرجت تعود ادراجها مغلقة الباب خلفها
استقام اسماعيل يواجهه قائلا بأسف
: اعذرني يا اخوي ..انا مش هجدر اعمل اكده ..
وعاقبة اخرى تعوق وصوله إلى الهدف ..استشاط غضبا ناهضا يدور حول المكتب وصولا الى أمام اخيه يمسكه من تلابيب عبائته يزمجر غاضبا
: ما فيش حاجه اسمها مش هجدر ..مش لعب عيال اياك ..هتنفذ كل اللي هجولك عليه يا اسماعيل والا قسما عظما ...
ليقاطعه قائلا بحزن
: ما تقسمش يمين الله ..اني اول مرة اعصاك يا اخوي ..نفذ انت إن جدرت ...
ثم نفض عنه ملابسه خارجا من الغرفة تحت عيونه المشتعلة غضبا ..لم يتبقى سوى خطوة واحدة ..لن يدع كل ما خطط له يضيع هبائا .. سينفذ ما يريد ..وبنفسه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
___________________________
جلست بجوار حنان اللتي تنظر للا شيء بمعالم وجه يسكنها الوجوم ..تنظر اليها بحزن لما اصبحت عليه .. لكن بداخلها تشعر بفرح شديد لنجاته من تلك الورطة .. فلم تذق طعما للنوم منذ يومين تناجي الله ..تدعوه ..ان يظهر برائته .. إن كان يستحق ..ليستجيب الله لدعائها وتثبت برائته ..نظرت إليها تترجاها هامسة بحنو تمسك بين يديها وعاء حساء ما
: علشان خاطري يا ماما لازم تاكلي اي حاجه ..انتي بقالك يومين ما دوقتيش الاكل ..
نفت حنان برأسها ببطء ..لتعاود حياة الكره مرة ثانية
: طيب انتي ايه اللي مزعلك دلوقتي ..مش هو طلع بريء خلاص وخرج هو وخالو ..
تساقطت دموع حنان بألم ..تتحدث بخفوت
: ناهد مش هتسبني في حالي ..هتفضل واخداه مني حتى لو مش موجوده ..
وضعت حياة الوعاء من بين يديها على الطاولة امامها ..تربت على ظهرها بيد وبيدها الأخرى تمسح لها دموعها قائلة بابتسامة متفائلة
: مين بس اللي قال كده ..محدش يقدر يبعدك عنه خلاص ..
وكأنها تدرك ما سيحدث ..وكأنها تشعر بتلك الغيمة اللتي ستمطر عليهم سواداً ..تستنشق رائحة ذلك الضباب الذي سيعم الأرجاء تاركا لهم اثرا مؤلم ..بقلب ام كرادار استشعار ..ردت بنبرة تخلو من الحياة
: بيتهيألك ..
انقبض قلب حياة تنظر لها بوجوم ..فأردفت حنان من بين دموعها المتساقطة باستسلام
: مش مرتاحة ..قلبي مش مرتاح يا حياة ..قلبي مش مرتاح ...
__________________________
جثا أرضا على ركبتيه بعدما انتهى من مراسم تشييع جثمان أخيه..شاردا بحزن تتسابق دموعه واحدة تلو الأخرى ..نظر إليه منصور يتألم مشفقا عليه ..ليشير إلى كل من يوسف وشريف باللحاق به خارجا .. بعدما اصرا على المجيء وعدم تركه بمفرده ..خرجوا جميعهم تاركين له مساحة اظهار مشاعره ..ابداء حزنه المكبوت بداخله ..الكثير من الدموع اللتي لم يستطيع كبح جماحها ..خرجت ترافقها آهات نابعة من شق قلبه ..يتحدث من بين بكائه يهمس ناظرا لقبر أخيه وكأنه امامه ..
: سامحني ياعمر ..والله كنت جايلك ..كنت بدور عليك ..
ثم تهدجت انفاسه تنازع روحه قهرا وألما يتحدث بنشيج باكي ينفي برأسه بهدوء معتذرا له
: مالحقتش ..مالحقتكش ياعمر ..مالحقتكش ..
يبكي بصوت عال.. قد وصل الى مسامعهم بالخارج ليضغط يوسف ضاما شفتيه بقوة تدمع عينيه على حال صديقه ..ومنصور الذي ينظر اليه تتشوش امامه الرؤيا اثر دموع عينيه اللتي تتساقط حزنا على ولده ..يحثه قلبه على الذهاب إليه وضمه بقوة داخل أحضانه ..وشريف الذي بدوره ابتعد قليلا يتجه نحو سيارته احتراما لخصوصية الموقف متأثرا بما يحدث
..تنهد قصي صامتا من نوبة بكائه ..ينظر مطولا إلى قبر أخيه ثم أردف بنبرة متوعد ..وواعده ..
: مش هسيبه ..هلاقيه ياعمر ..وحياتك عندي هلاقيه ..هقتله ..
وهنا اتفض قلب اب على وشك لفظ دقاته الأخيرة ..بنظرة زهول ..صدمة ..خوف ..رعب العالم كله تجسد بنظرته ..لو استطاع لحبسه بين ضلوعه الآن يرفض بتاتا فكرة خروجه ..خوفا عليه ..لن يتركه ..لن يترك تلك الفكرة تتوغل برأسه اكثر ..لن يعطي له الفرصة لينجرف نحو تيار انتقام حتما سيقضي عليه ..بعد بعض الوقت ..تقدم نحوه بخطوات بطيئه ..ثم دنا يضع كف يديه على كتفه..فالتفت قصي ينظر اليه بنظرات عالق بها بعض الدموع ..
: الليل قرب يدخل ..قوم يا ابني
قالها منصور برجاء ..استقام قصي ينظر قليلا الى قبر أخيه بشرود للحظات ..فجذبه منصور يحثه على الخروج ..فأذعن خارجا بين يدي والده .. منحنيا وكأن احدهم كسر له ظهره عمدا ..اخيه ..ولو كانت تلك الدماء اللتي تتجمد الآن تحت التراب دمائها ..سيظل أخيه ..جزءا من روحه ...
______________________
جلس بمكتب عيادته تستحوذ صورتها على جميع افكاره ..تأسر مشاعره دافعة اياه نحو دوامة وردية اللون ..يشعر انها نصفه الآخر ..لا يستطيع ان يجزم ان ما بداخله ناحيتها هو الحب .. وربما يرهب الاعتراف بذلك .. لكنه شعور له لذته الخاصة ..ذلك الشعور الذي يرسم ابتسامة تلقائية على شفتيه ..ابتسامة حالمة دون ادراك منه ..عيون تلتمع شوقا لرؤيتها دائما ..هاجس قلق يفرض نفسه بقوة حول قلبه ..يطوف بعقله دون هوادة ..ترى كيف حالها الآن ..متى ستعود ..هل ستشعر بما يحمله لها داخله ..ربما .. وربما لا تشعر ..زفر بنفاذ صبر تحايره فكرة مهاتفتها منذ الصباح ..ماذا سيحدث ..لا شيء ..اخذ يتردد ما بين الاتصال وترك الهاتف من بين يديه ..ليحسم امره بضغطة واحده على زر الاتصال ..بخفقات متسارعة ينتظر الرد ..
---------------
على الجانب الآخر دخلت إلى غرفتها تتثائب بنعاس ..تحمل القفص بين يديها ..لتقطب جبينها باستغراب ما ان استمعت الى رنين هاتفها في ذلك الوقت المتأخر .. التقطته تتردد ما بين الرد وعدمه ..عندما علمت هوية المتصل ..ترتعش اوتار مشاعرها مسببة لها تلك الدغدغة اللتي تشبه رفرفة الفراشات ..تبعث شبه ابتسامة صغيرة ترسم على شفتيها ..سرعان ما زمتها بندم تنهر نفسها ..تنظر إلى اصبع يديها بغضب ..عندما ضغطت على زر الإتصال ..ربما ضغط سهوا ..وربما توترا ..وربما كانت تلك الفراشات هي من ضغطت هلى زر الرد ..اذدردت ريقها ترد بعملية تامة متصنعه الجمود ..
: الو ..
كان ينتظر الرد بخفقات متسارعه ..لماذا يصمت الآن ..اين ذهب الكلام من حلقه ليرد ..
: الو ..
خرجت منها شبه زاعقة بغضب عندما تأخر في الرد
نظر للهاتف باستنكار ثم رد قائلا بتلعثم
: انسة سارة .. ااا ..انا دكتور حمزة ..
:ايوه عارفه ..
قالتها باقتضاب وكأنها تبصق بوجهه ..حسنا يستحق هو المخطأ ..حدث نفسه بها بندم ..عليه اكمال المكالمة وتحمل تلك الطريقة الجافة منها ..واللتي للغرابة تجذبه اليها أكثر ..لتباغته قبل الرد مردفة
: خير يا دكتور ..في حاجه ..؟
وارتبك امام اسلوبها ..قائلا
: لاء ..ااا قصدي اه ..
ثم زفر مردفا
: انتي كويسة ..؟
وابتسمت ..ولا تنكر تلك السعادة اللتي انتشرت بداخلها ..لتضيق بين حاجبيها تتصنع الجمود قائلة
: الحمد لله ..
سألها مباشرة دون تردد
: راجعه امتى ..؟
وسؤاله مطعم بالإشتياق ..حسنا يعلم انها لم تعد بعد ..ويتصل بوقت متأخر من الليل ليسأل عن موعد رجوعها ..ومع ذلك بكل حماقة ترد قائلة
: لو حضرتك في اي استفسار بخصوص الشغل تقدر تتواصل مع الشركة على ...
وقاطعها مستنكرا تلك الحماقة بتفكيرها ..يرد بغيظ قائلا
: انتي ليه كده ..شغل ايه وشركة ايه ..؟
وابتسمت تضع يديها على فمها تحاول كتم ضحكتها ..
والمسكين غافلا عن انها تتفهم جيدا سبب اتصاله ..لكنها تدعي الحماقه ..وهناك فرق ..ليأتيه ردها من الجهة الأخرى
: مش حضرتك بتتصل بخصوص الشغل ؟
: لاء .. مش متصل عشان بخصوص الزفت ..
قالعا بحدة حناقا ..
وصمتت تنتظر اكمال حديثه بابتسامة مترقبة وعيون تلتمع ببريق غامض ..ليردف حمزة يحمحم قائلا
: كنت عاوزك في موضوع شخصي ..
ردت تتصنع الغباء مرة أخري
: شخصي ..؟ اتفضل
مط شفتيه يائسا ثم رد
: مش هينفع في التليفون ..ممكن اعرف راجعه امته ..؟
فردت بعمليه تامة تنافي تلك الابتسامة الواسعة على شفتيها
: تمام يا دكتور ..هكلم حضرتك اول لما ارجع ..
وجائها رده عبر الهاتف متهكما
: ايوه اللي هو امته يعني ..؟
بصعوبة حاولت اخفاء ضحكاتها لترد قائلة
: يعني ..يومين كده ..او اكتر مش عارفة بصراحة
زفر يتحدث بيأس
: تمام ..هنتظر مكالمتك ..
ثم ودعها مغلقا الهاتف ينظر اليه بين يديه باشمئزاز قائلا
: ايه ده ياربي ..؟بحب غفير ..؟
وعلى الجانب الآخر تقفز على أطراف قدميها فرحا ..وأخيرا ستبتسم لها الحياة ..فقد توطدت علاقتها بالعائلة .. ويبدو انها على اعتاب حب ..طُرق باب غرفتها بدقات اجفلت اثرها ..غافلة عن انها قد تكون دقات ناقوس الخطر ..تحذير ..لم تدركه ..وجدت الباب يفتح وتدخل منه ام السعد بكوب من الحليب تحمله بين يديها تبتسم قائلة
: ستي الحاجه جالتلي اجيبلك كوباية لبن دافية ..
وضحكت بعدها ضحكة سمجة ..ردتها سارة بإبتسامة ود تتناولها من بين يديها قائلة
: متشكرة يا ام السعد ..
: تصبحي هلى خير ياستي ..
قالتها خارجه من الغرفة بنظرات غامضة تتعلق بذلك الكوب بين يديها تغلق الباب ببطء وابتسامة ظفر ظهرت على وجهها قبل غلق الباب كليا ..عندما لمحتها ترفع ذلك الكوب إلى فمها .. لتنزل الدرج بخطوات متسارعة وصولا إلى مكتب سالم ..تنظر حولها بحذر ..لتدخل متحدثة بصوت خافت
: كله تمام يا سيدي ..
نظر لها بمعالم وجه مخيفة ..رغم ثبات عينيه ..نهض يمشي بخطوات ثابتة ..رتيبة ..يصعد الدرج ..وكل درجة بتفكير مختلف ..كم هو حقير ..سيحافظ على ثروة العائلة ..لكنه سيظلمها ..لكنها ستبقى بعد ذلك بجوارهم للابد .. مرغمه ..لكنه سيحافظ عليها ..ربما ترفض فرض الأمر عليها ..ربما تأذي نفسها ..سيراقبها جيدا لن يدع لها الفرصة ..لن يترك لها تلك الثروة الكبيرة لتهدرها غافلة عن قيمتها ..لن يضيعها مثلما فعل ابيه من قبل ..اخذت افكاره تتحدث بداخله ..وكانهما شخصان ..احدهما ينهاه ..والآخر يبرر له ما سيفعله ..وجد نفسه امام باب غرفتها ..فتحه يدخل إلى الغرفة تتبعه ام السعد مغلقة الباب خلفها ..وقف ينظر اليها ..ممددة بعرض الفراش ..تغط في نوم اكثر من عميق ..ثم نقل نظره إلى ذلك الكوب ..شبه فارغا موضوع على حافة الكومود بجوار الفراش ..اقترب منها يخرج من جيب عبائته ورقتين ..ومن الجيب الآخر علبة زرقاء خاصة ببصمة اليد على الورق ..يدنو منها ملتقطا اصبعها الإبهام يغمسه مطولا بتلك العلبة ..ومن ثم يبصم به على الورقة الأولى ..ونصف ما يريد ..ليعاود الكره مرة ثانية ..ثم يبصم بإبهامها على الورقة الثانية ..واصبح بحوزته كل ما يريد ..استقام يضع كلتا الورقتين بجيب عبائته ..يشير برأسه الى ام السعد ناحية سارة .. لتفهم هي ما عليها فعله ..يستدير معطيها ظهره ..يخلع عنه عبائته ..والأخرى تجرد تلك النائمة من ملابسها ..حيث حصل على ما يريد ..لكنه سيضمن بقائه ...
________________________
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
الفصل ٣١ و ٣٢
الفصل الحادي والثلاثون
*********************
شعرت ببعض العطش ..وأرق تجهل تفسيره ..نهضت عن الفراش ..تلتقط حجابا ما تلفه باهمال حول رأسها لتنزل الى الطابق السفلي ..فتحت باب غرفتها تتثائب خارجه ..سرعان ما قطبت جبينها باستغراب عندما رأت ام السعد تقف امام باب غرفة سارة .. يبدو عليها الارتباك ..ومع فتح باب الغرفة وانتباه ام السعد للخارج منها ..كانت الصدمة ..وشهقه صامته خرجت من قلبها .. اتسعت عينيها تغلق الباب سريعا سوى من شق صغير ..تنظر اليه ..تنكر نظراتها خروجه على تلك الهيئة من غرفة ابنة عمها .. بجلبابه فقط ..يحمل عبائته وعمامته بين يديه ..وباليد الأخرى يحمل شيئا آخر لم تستطيع تحديد هويته ..جرح نازف احدهم يضغط عليه بكل ما أوتي من قوة ..ما تشعر به الآن .. الروح تصرخ ..تنهار ارضا يشق صوت صرخاتها سكون الليل قهرا ..تحتضر ..بينما الجسد متصلب خلف الباب ..أغلقت الباب برفق ..يعلو صدرها ويهبط ..تبكي بصمت غير كافي لإفراغ ما بداخلها ..ينكر عقلها ما رأته الآن ..بينما القلب ينازع كمن فقد عزيز ..يصرخ متألما ..تتجسد صرخاته على هيئة خفقات كرصاصات مميتة ..اما خارجا
أشار سالم إلى ام السعد ناحية الغرفة بالدخول مرة أخرى ..لتخفي آثار ما خلفته خطته ..نزل بخطوات غاضبه إلى مكتبه .. اغلق الباب خلفه بعنف ..تحترق انفاسه ..ينهر نفسه ..يسبها ..إتكأ بيده على سطح مكتبه يطرأ رأسه أرضا بندم ..لم يكن يريد فعل ذلك .. تلك الافعال ليست من شيمه ..لكنه اضطر ..اضطر إلى خلع ثوب رجولته ..وربما آدميته ..اذدرد ريقه بصعوبة .. يمني نفسه ..أن كل شيء سيكون على ما يرام ..يملك زمام الأمور بين يديه ..عقد الأمور ..وبحوزته حل لكل عقدة ..سيخرجه في وقته المناسب ...
______________________
في صباح اليوم التالي ...
استيقظت ..من نوم متقطع بين اوقات الليل ،حيث كانت تذهب بين الحينه والأخرى تتفقده للإطمئنان عليه ..متذكره تلك الحالة المزرية اللتي كان عليها امس ..والسبب فقد أخيه كما ينعته هو ..تنهدت بحزن ناهضة عن الفراش ..تخرج متجهة إلى الغرفة اللتي ينام بها ..طرقت الباب بهدوء ..ثم فتحته ..وانقبض قلبها ..
تنظر في انحاء الغرفة باحثة عنه .. وفكرة فقده تلوح في افق افكارها كالشبح ..بخطوات سريعه ونظرات خائفة ..وقلب ام يرتجف قلقا ..اتجهت ناحية المكتب حيث دليل السلامة خاصتها ..فتحت الباب بلهفة تتحدث سريعا ..
: منصور ..مازن مش موجود في البيت ..
نظر اليها ناهضا من خلف مكتبه .. يرفع يديه امامه يتجه إليها قائلا
: عارف ..اهدي ماتخافيش ..
تنهدت تخرج انفاسها وكأن عدم وجوده قد اسرها بداخل صدرها ..بنبرة مازالت على قلقها ولهفتها ردت
: راح فين ..؟ انا لسه شايفاه ما بقاليش ساعه كان نايم ..
اقترب منها اكثر يلتقط يديها بين كفيه يضغط عليهما برفق ..وكأنه يبعث لها الأمان بتلك الحركة ..يرفق بحالها .. لهفتها .. زعرها ..لم يكونا من فراغ ..ليتحدث قائلا بابتسامة صغيرة
: حنان ..انا عايزك تهدي ..ابننا خلاص بقى في حضننا ..مش هيفترق عننا تاني ..
ابتلعت غصة عالقة بجوفها ..تستمع اليه ..فأردف منصور ..
: عايزك تطمني ..انا حاسس بيكي وبهاجس الخوف اللي بيسيطر عليكي لا يمشي او يسيبنا تاني ..حاولي تتغلبي عليه ..
بعيون تلتمع بها دموع الخوف ردت قائلة
: خايفة يامنصور ..قلبي مش متطمن ..عايزاه قصادي طول الوقت ..اشبع منه ..ما يسبنيش ولا لحظة واحده ..
جذب رأسها الى صدره يضمها اليه متنهدا بحزن ..ما مرت به خلال تلك السنوات الأليمة لم يكن هينا ابدا ..الأمر اشبه بالإحتراق ..بالتمزق ..بالموت فجأة ثم تدب فيك الحياة مرة ثانية ..من المؤكد انك ستتشبث بها خوفا من فقدها مرة أخرى ...
____________________
مشى في ذلك الرواق المزدحم بالمجرمين والضباط ..يمسك بمرفقه احدى العساكر جاذبا اياه بصلابة ..معالم وجهه مرهقه ..نظراته معلقة بالأرض في غيمة من الندم ..اقترب من باب مكتب رئيس المباحث ..ثم فتحه العسكري يؤدي التحية ..وما ان استقام رئيس المباحث يتحدث قائلا
: طيب اسيبك انا براحتك يا باش مهندس ..
رفع عيونه ينظر الى الجالس امامه بعدم تصديق .. سرعان ما هبطت انظاره ثانية إلى الارض خزيا ..خرج الضابط مغلقا الباب خلفه ..ليعم الصمت ارجاء المكان ..يقطعه عبد السلام قائلا بحزن ونبرة انكسار
: كمان جاي تطمن عليا بنفسك ..انا ما استحقش حتى انك تبصلي ..انا عارف اني غلطت في حقك وحق منصور وحنان ..
ثم تهدجت انفاسه مردفا
: سامحني ..سامحني يا ابني ..
يجلس امام المكتب يستند إلى ظهر الكرسي ..ينظر إلى اللا شيء بمعالم وجه غير مقروءه ..وكأنه في الغرفة بمفرده ..عم الصمت قليلا ليقطعه هو مستقيما بخطوات هادئة تعاكس ذلك الدمار بداخله ..يتقدم نحوه حتى توقف امامه مباشرة ..يضع يديه بجيب بنطاله ..ينظر اليه بجمود ..ليتحدث قائلا بجفاء ..
: انا مش ابنك ..ومش جاي اتطمن عليك ..
لم يستطيع رفع عينيه والنظر اليه ..فأردف قصي بما جعل عينيه تتسع لآخرهما ..ينظر اليه بعدم تصديق ..يفقد توازنه وقدرته على الوقوف ..يبتعد خطوة للوراء بعدم استيعاب ..عندما اردف قائلا
: عمر مات ..
تسارعت خفقات قلبه يوشك على التوقف ..ينظر حوله بنظرات تائهة في محاولة استيعاب لما يسمعه ..يتنفس بصعوبة ..قائلا بنبرة متألمة
: انت بتقول ايه .. ايه اللي انت بتقوله ده ..
وبثبات انفعالي رد قصي يعيد جملته على مسامعه
: زي ما سمعت ..عمر ابنك مات ..
ترنح في الوقوف ..كاد ان يسقط ..ولم تتحرك شعرة واحدة من الواقف امامه ..مد زراعيه في الهواء في محاولة للإتزان ..بنظرات حائرة تائهة يقترب من اقرب مقعد اليه جالسا عليه ..يبكي بحرقة ..يحترق قلبه .. يتآكل داخله ألما ..ينتحب كالأطفال ..لينظر له قصي قائلا بجمود
: اد ايه احساس صعب ..صح؟ ..ان ابنك يموت وماتشوفوش تاني ..بس عارف ايه الأصعب ..؟ ..ان يبقى ابنك عايش ومش عارف تشوفه ..مش قدام عنيك ..تبقى عارف هو مع مين ومش عارف مكانه ..مش عارف هو عايش ولا يمكن يكون مات ..
الألم بداخله قد بلغ مبلغه ..فصرخ باكيا يرفع رأسه ويديه إلى السماء قائلا
: يااااارب ..يارب اغفرلي يارب .. اغفرلي يارب ..
وانخرط في بكاء مرير يتجرع مرارة الفقد ..يتأوه من بين نياط بكائه ..
اقترب قصي منه خطوتين ..ينطر اليه قائلا بنبرة منتقمة ..
: انا جاي انهارده اديك فرصة ..
هدأت نوبة بكائه بعض الشيء ينظر اليه باستجداء ..
: هخرجك من هنا ..و بعدها تختفي من الوجود نهائي ..
نظر اليه بنظرات متسائلة قد فهمها قصي فأردف
: تنسى ان ليك بنت اسمها يمنى ..او ان ليك بنت من الاساس ..والا تفضل هنا زي ما انت .. وهي تعرف حقيقتك ..في كلتا الحالتين هتبقى ميت بالنسبالها ..
اجهش في دوامة بكائه ..ضريبة يجب عليه دفعها .. دين عليه وجب عليه سداده ..لا مفر ..فهو مات في نظر نفسه منذ زمن ..لكنه سيفضل ان يعيش بذكرى ابنته ..ان تتذكره دائما كأب ..وليس كحقير ...
___________________
استيقظت ورأسها يكاد ان ينفجر .. ألم شديد ..مبالغ فيه ..تكاد لا ترى امامها .. نهضت تجر جسدها بثقل ..ورنين هاتفها المزعج يزيد من حدة ذلك الألم برأسها ..التقطته سريعا ترد ..فوجدتها حياة ..تبادلا التحية .. ومن ثم انخرطت حياة تقص على مسامعها كل ما حدث وتلك المفاجآت والكوارث اللتي توالت عليهم من بعد سفرها ..شهقت تستمع الى صديقتها بنظرات مصدومة قائلة
: انا مش قادرة اصدق ..معقولة ..؟ قصي اللي انقذك في المطار من باسم ..واللي اتبرع لانكل منصور بالدم ..يبقى ابنه ..؟ ،وابن طنط حنان ..؟
ردت حياة من الجهة الأخرى بيأس
: انا نفسي مش مستوعبه ..مش قادرة اقولك ماما حنان تعبانة قد ايه ..بقت على طول سرحانة لا بتعيط ..
:يا حبيبتي يا طنط ..اكيد يا حياة شعور صعب جدا ..
انا عمري ما سمعت عن ان ليها ابن خالص ..ولا هي حتى قالت قبل كده ..واختها دي ربنا ينتقم منها ..دي مش بني ادمه ..
ردت حياة بحزن
: بجد مش قادرة اصدق ازاي اختها و تعمل كده ..؟..انتي مش متخيلة البيت بقى عامل ازاي يا سارة .. طاقة حزن غريبة ملياه ..
تنهدت سارة بحزن لحال اسرة صديقتها ..وبعد الانتهاء من حديثهما معا ودعتها مع وعد بمكالمتها مرة اخرى للإطمئنان على حنان ..ثم نهضت تمسك برأسها تفتح خزانة الملابس تخرج منها ملابس ملائمة للنزول الى الاسفل متجهة إلى حمام غرفتها لأخذ حمام بارد عله يهدأ من تلك الآلام المفاجأة التي تجهل مصدرها ..ودخول اشبه باقتحام حرمات .. باندلاع نيران مشتعلة من أعلى جبل ما تهتك في وجهها كل جميل ..تحرقه .. حتى لا يتبقى منه سوى رماد يستطيع النفخ فيه وتحريكه كيفما شاء ..دخل إلى غرفتها مغلقا الباب خلفه ..استمع الى صوت مياه الصنبور فعلم انها بالداخل ..ثم وقع نظره على قفص العصفور بحافة الشرفة ..اقترب بخطوات بطيئة ..وقف امامه مباشرة..يرفع رأسه في شموخ ناكرا تدني و انحدار انسانيته امس ..ينظر الى العصفور بداخل القفص نظرة غامضة ..ثم مد يده ببطء ..يمسك بذلك الباب الصغير الذي يحجبه عن العالم والتحليق بحرية وانطلاق ..وربما كان يحميه ..فتح الباب الصغير ..وابتعد العصفور خوفا ..ومن ثم سكن قليلا ..وكأنه يستوعب ..حريته امام ناظريه ..اقترب بقفزات صغيرة يتأكد من عدم وجود تلك القضبان بالنسبة إليه ..اقترب اكثر ..يقف على حافة الباب الصغير ..ينظر خارجا إلى عالمه ..وسرعان ما فرد جناحية متلهفا منطلقا في الهواء بسعادة تحت سماء حرم من لونها لأيام ..انطلق يمارس فطرته ..الحرية ..ومع اول انطلاقة له ..كان خروجها من الحمام ..تسمرت بعدم استيعاب وتعجب لوجوده بغرفتها بدون استئذان ..يقف مستديرا يحجب عن عينيها مافعل توا ..لتتحدث بحدة قائلة
: انت بتعمل ايه هنا ..ازاي تدخل من غير ما تخبط ..؟
وسؤال متأخر ..وصدمة متأخرة ..حيث استدار اليها يتنحى جانبا يعطيها المساحة الكافية لرؤية القفص فارغا ..اقتربت بخطوات راكضة نحو القفص ..تنظر اليه بعيون متسعة زهولا ..ثم نقلت نظراتها خارجا إلى السماء تبحث بعينيها بلهفة ..سرعان ما نظرت اليه تتحدث بغضب وحدة شديدة ..
: انت عملت ايه ..؟ ازاي تعمل كده ؟..
وامام غضبها كانت ابتسامتة جانبية ساخرة منه ونبرة لا مبالاة مقتتها هي حد القتل رد قائلا
: عملت ايه ..؟ خرجته ..بقى في مكانه المناسب ..
اشتعلت عينيها بقوة تنظر اليه تكاد تحرقه ..تأخذ يديها وضع اللكمة وهي على شفا جرف من تسديدها إلى تلك الابتسامة الساخرة على شفتيه
: بأي حق تدخل الاوضة وتتصرف التصرف ده من غير اذني ..؟ دي حاجه خاصة بيا انا انت مالك بيها ..؟
تركها وكأنه لم يفعل شيئا ..وكأنها لا تكاد تحترق غضبا من تصرفه ..قائلا بعدم اهتمام يتخطاها جالسا على الأريكه ..
: سيبك من الكلام الماسخ ده ..عشان في حاجه اهم ..
اندفعت نحوه بخطوات سريعة وكادت ان ترد صارخه ..حتى اشار لها بالسكوت ..يخرج من جيب عبائته ورقة يناولها اياها ..لم تأخذها من بين يديه ..بل ظلت توجه اليه نظرات غاضبة حانقة من تصرفه ..
: خدي يا بت عمي ..اجري الاول جبل ما تمضي ..
قالها بنبرة ساخرة ..وابتسامة غامضة ..
انتزعت الورقة من بين يديه تلتقطها ..تقرأها ..تتسارع خفقات قلبها ..تتسع عينيها ..تنظر اليه قائلة بغضب
: ايه ده ..؟ ايه الهبل ده ..مين قال ان انا هتنازل عن حقي و ورثي ..؟
نظر اليها يتصنع البرائة بمعالم وجهه ..يرد قائلا
: وه ..انتي يابت عمي ..اوعاكي تكوني نسيتي ليلة امبارح ..لما جيتلك اهنه ..وبصمتي على الورجة دي ..و ورجة تانية كمان ..
ثم نقل نظره نحو الفراش خلفها يبتسم بوله متنهدا يردف
: ومش بس اكده ..
نظرت له بزهول ..تشتد خفقاتها أكثر ..اي بصمة ..؟ واي ورق ..؟ ماذا يقصد ..؟ ..فردت تذدرد ريقها قائلة
: انت بتقول ايه ..؟ جيت فين و ورق ايه اللي بصمت عليه انا ما عملتش حاجه من اللي بتقولها دي ..
استقام واقفا امامها يخرج هاتفه ..يعبث به قليلا ثم يناولها اياه قائلا
: طب خدي ..اتأكدي بنفسك ..اني ما هكدبش عليكي ..
تناولت الهاتف من بين يديه بيد مرتعشة ..تلك الثقة اللتي يتحدث بها تصيبها بالخوف ..لا تتذكر ايا مما يقول ..نظرت إلى شاشة الهاتف ..تشاهد فيديو ما ..مهلا .. تلك الغرفة ..اللتي يقفون بوسطها الآن ..ذلك الفراش خلفها ..وهي ..نائمة بدون ملابس ..اتسعت عينيها تكاد تخرج عن محجرها ..وفجأه ظهر هو بشاشة الهاتف ..يقترب منها ..وما ان رأته حتى القت الهاتف بوجهه صارخه ..تتشبث بملابسها ترجع بخطواتها إلى الوراء في حالة صدمة ..تنفي برأسها بجنون ..تنزل الدموع من عينيها واحدة تلو الأخرى بدون بكاء ..وكأن ما تبكي روحها .. اصتدمت بحافة الفراش فجلست لا اراديا ..قدميها عبارة عن شيء هلامي لا وجود له ..لا تقدر على الوقوف ..كيف حدث ذلك ..؟ لقد انتهت ..ليتها لم تأتي ..ليتها لم تطالب بحقها ..ليتها تعود الآن في غمضة عين حيث منزلها وحيدة ..التقط هو هاتفه ..يقترب منها وهي في حالة زهول وكأنها غائبة عن الوعي ..فرد قائلا يغتنم تلك الفرصة ..بنبرة هادئة ..
: امضي على الورجه دي ..اني ما هسبكيش ..هكتب عليكي ..وماحدش هيدرى باللي حصل بناتنا ..وده لصالحك جبل ما يكون لصالحي ..
مازالت على تلك الحالة ..ناولها القلم ..فأخذته بيد تتحرك آليا فقدت السيطرة عليها ..عقلها الآن في ناحية أخرى ..عقلها غارق ..صارخ يستغيث بذكرى والدتها يسألها العودة ..التجسد امامها الآن وانتشالها الى احضانها .. وقعت بتيه ..اخذ الورقتين يتنهد براحة داخليه ..حصل على ما يريد ..ضمن بقائة أخيرا ..والأن باتت زوجته ..تحدث قائلا بجفاء لم يرفق لدموع عينيها ..لم يرفق لصدمتها اللتي لم تفق منها بعد ..ليتحدث قائلا ..
: كتب لكتاب هيكون الليلة ..هنزل اجولهم الخبر دلوجتي ..
ثم تركها خارجا من الغرفة ..ترك خلفه دماء نازفة من روحها ..تائهة في صحراء قاحلة ..والنهر لم يكن استقرارا وحياة بل كان النهر مسموم ..والملاذ اللتي رأته احضان تحتويها ..لم تكن سوى نيران جائعة تلتهم ما تبقى منها دون رأفة ...
____________________________
جلست بالسيارة جواره تشعر بالفرح ..تبتسم وابتسامتها بالنسبة إليه ..تعني سعادته ..لم يرتب افكاره بعد ..بماذا سيخبرها ..؟ ..الام ..الاب ..الاخ ..ذهبا في رحلة دون عودة ..وسيكون هو جميعهم ..نظر اليها يبتسم بحزن ..وهي تنظر من خلال نافذة السيارة بإنبهار تبتسم بسعادة ..فتحدث قائلا
: مبسوطة يا يمنى ..؟
نظرت اليه ترد بسعادة وحماس
: اوي اوي يا ابى ..مصر حلوة اوي ..
رفع يديه يربت على رأسها بحنو يبتسم لها ..لتسأله بما جعل عقله يطرح آلاف الاجابات المناسبة لسؤالها ..
: احنا رايحين لبابا وماما ..؟
اذدرد ريقه بصعوبة ..ليجاهد برسم ابتسامة صغيرة على شفتيه يتصنع التفكير قائلا
: بصي يا ستي ..احنا هنروح الفيلا دلوقتي تغيري هدومك و بعد كده هخدك افرجك على مصر كلها ..ايه رأيك ..؟
صفقت يمنى بحماس شديد ثم مالت تقبل وجنته قائلة بسعادة
: موافقة طبعا ..
عادت تنظر مرة ثانية من خلال النافذة ..ينظر هو اليها بحزن للحظات ثم نقل نظر إلى الطريق أمامه ..لم يعد لها أحدا سواه ..لن يتركها ..هل تستقبلها والدته بينهم ..هل سيتسع صدرها لها مرحبة بها بينهم ..؟ ،ماذا لو رفضت وجودها ..؟..، والإجابة محسومة قبل طرحه للسؤال .. نظر جانبها اليها متنهدا بعزم..لن يتركها ..سيكون برفقتها هي ...
____________________________
اخذت تخطو ذهابا وإياباً ..تضغط على كفوف يديها بتوتر ..تنظر إلى الساعة تقريبا كل دقيقتين ..يراقبها هو دون ادراك منها ..يشعر بما تشعر به الآن ..لكن عليه التماسك والثبات لكي لا تتمادى في فرط قلقها عليه ..تحدثت باندفاع تانديه قائلة
: منصور .. ده اتأخر أوي ..كلمه تاني، أو اكلمه انا ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تنهد بتعب قائلا
: ابنك كبير يا حنان ..بقى راجل مش عيل صغير ..مش هينفع كل شوية نتصل بيه نقوله انت فين ..
زفرت بنفاذ صبر لتأخذ الهاتف قائلة
: لاء انا مش قادرة اصبر اكتر من كده ..
رفعت الهاتف إلى اذنيها تنتظر رده بتوتر ولهفة قلقة ..انتهت مدة الاتصال ولم يرد ..لتعاود الكره مرة ثانية ..وفي تلك المرة اتاها الرد لتتحدث بلهفة قائلة
: ايوة يا مازن ..مش بترد ليه ..انت فين كل ده يا ابني ..؟
اسئلة متسارعة ..ونبرة متلهفة ..و عيون تتعطش لرؤيته ..والرد اشبه بضربة رأس ..حيث جائها صوته باقتضاب
: مش هقدر اجي انهارده ..
ونبرة اللهفة تحولت لمعاتبة ..لقهر .. لتوسل ..
: ليه ..مش هاتيجي ليه ..؟
اغمض عينيه بقوة يضغط عليهما بإبهامه وسبابته ..صوتها يؤلمه ..يريد الركض اليها ..لكنه لن يستطيع ..
: ورايا حاجات مهمة هخلصها واكلمك تاني ..
انزلت الهاتف ببطء من على اذنها ..نظراتها خاوية ..قلبها لا يكف عن الشعور بالألم ..تلك الندبة بداخله .. كانت على وشك الأختفاء ..الآن عادت لتنزف من جديد ..يبتعد عنها ..لا يريدها ..قطعة من روحها لا تريد البقاء معها ..اي ألم ذاك الذي يضاهي ما تشعر به الآن ..نظرت الى منصور بتيه ومن ثم صعدت إلى غرفتها بخطوات بطيئة ..بينما الأخير يفكر في حل ما ..عليه فعل شيئا ما لإعادته لانتشاله من زوبعة الحزن تلك ..ليظهر له الحل الذي سيعيده اليهم مرة ثانية ..الحل الذي ادرك مدى قيمته بالنسبة الى ولده ..حيث تقدمت منه حياة بارتباك يبدو عليها الحياء الشديد ..قائلة بتردد
: خالو ..انااا كنت عايزة اسئلك على قصي ..هو كويس ..؟
ابتسم ..سرعان ما وجدها فرصة مناسبة لإخبارها ..فرد قائلا
: هو كويس يا حبيبتي ..لكن اكيد هياخد وقت على ما ينسى ..مهمت كان ده متربي معاه من صغره على انه اخوه حتى لو الحقيقة غير كده ..
تنهدت بحزن والقلق يتمكن من قلبها لأجله ..نظرت إلى منصور سريعا عندما آتاها ندائه قائلا
: حياة ..انا عاوز اقولك على حاجه عملتها بدون علمك ..وياريت يابنتي تسامحيني عليها لأني عملت كده بدافع الخوف والقلق عليكي ..
انتبهت إلى ما يقول ..لتنظر اليه بعدم فهم ونظرات متسائلة ..ما الشيء الذي يستدعي ان يطلب خالها منها المسامحه ..ليردف منصور بما جعل تفكيرها يتوقف للحظات غير مستوعبا لما قال توا .. سرعان ما اتسعت عيونها بزهول ..خفقاتها تنطلق متسابقة بسرعة صاروخية ..وربما تتراقص لا تدرك ..عندما اردف منصور يذدرد ريقه بحزن ..
: عرضت على قصي يتجوزك ..ووافق ...
_______________________
نزل من الشركة يشعر بهاجس صغير من القلق عليها ..لم تأتي إلى الشركة منذ 3 ايام ..للمرة الثالثة اللتي يأتي بها إلى شركة المنياوي وتخبره السكرتيرة بعدم وجودها .. ركب سيارته يتجه بها نحو بيت منصور المنياوي ..سيخبره بكل شيء ..وسيعلن الأمر للجميع .. لن يترك أخته تعيش برفقة غرباء وهو على قيد الحياة ..سيكون لها الرفيق ..يعلم تماما كم باتت وحيدة بعد وفاة والدتها ..مثله تماما ..سيكون كلا منهما للآخر سكن ..سيعوضها عن كل ما عانته وحدها ..غافلا ..غير مدرك ..انها الآن كطير ذبيح ..تسلب انفاسها منها عنوة ..تتنازل عن روحها قسرا ...
___________________________
ممدة على السرير ..موصل بها اسلاك وخراطيم عدة ..تتنفس بهدوء ..تفتح عيونها وكأنها تنوي على فتح قبور ..ممرضتان يدخلان صباحت و في نفس التوقيت يوميا ..ثم في آخر اليوم تأتي واحدة فقط تحقن ذلك الكيس البلاستيكي المعلق على حاملة ما بجوارها بما يشبه الدواء ..حيث الحالة الصحية للمريضة او بالأحرى للمتهمة حرجة ،ومازالت تغرق في غيبوبة سوداء ..أو هكذا ظنوا .. فقد عاد لها الوعي منذ أيام ..والان تتصنع هي غياب الوعي ..ومن ثرثرة معتادة بين تلك الممرضتين ..علمت انه تم القبض عليها اثناء غيبوبتها ..ولم يؤثر ذلك بشعرة من رأسها ..بل كل ما كان يؤرق مضجعها ..هو رجوع قصي إلى أحضان والداه ..وبمجرد مرور الفكرة ببالها ..قد ابدى جهاز قياس نبض القلب بعضا مما تخفيه داخل صدرها من نيران حيث أخذ صوته يعلو عن المعتاد ..نيران مشتعلة تصرخ نازفة تتعطش للمزيد من الشر ..للمزيد من الكراهية .. استقامت نصف جالسه تستند على يد واحدة .. لم تصيب الحادثة ايا من جسدها عدا ذراعها بالكتف ..وارتطام رأسها اثر الصدمة ..مما ادي إلى حدوث غيبوبة صغيرة ..نسجت بعضا من خيوطها السوداء بداخل رأسها ..فلمحت منذ استفاقتها تلك المطفأة المعلقة أعلى الحائط ..نزعت من جسدها جميع الخراطيم اللتي تعوق حركتها وبصعوبة نزلت تبتعد عن السرير تتجه نحو مطفأة الحريق .. تتأهب واقفة في وضع الاستعداد تحمل تلك المطفأة بين يديها إلى أعلى ..تنتظر آخر دخول إلى الغرفة اليوم ..وربما الأيام القادمة ..بعد لحظات ..اتقنت فيهما الثبات ..دخلت الممرضة تحمل بين يديها بعض الأدوية ..ومع نظرة زهول منها لعدم وجود المريضة وبداية استغاثة ..كان ارتطام المطفأة برأسها اسرع ..سقطت أرضا فاقدة للوعي ..نظرت زهيرة اليها بأنفاس متسارعة ..وعيون مشتعلة ..ثم دنت تنزع عنها ملابسها الخاصة بالمرضى ..ترتدي ملابس التمريض خاصة تلك اللتي تجثو ارضا ..بعد دقائق قليله ..وقفت
تستعد لبدأ عاصفة جديدة ..عاصفة ملبدة بغيوم سوداء ..يضاهي سوادها لون قلبها المتحجر ..عاصفة على ما يبدو انها لن تمر مرور الكرام ...
____________________________
الفصل الثاني والثلاثون
********************
بعض الأقدار اللتي تبدو لنا سيئة في بعض الأحيان ..في حقيقة الأمر ..هي رحمة .. نجاة ..فرصة ..تتيح لك الرجوع إلى الصواب ..
------------------
وقفت تتجسد الصدمة بجميع ملامح وجهها ..بعدما استمعت لما تفوه به خالها .. فأكمل مردفا ينظر اليها بحزن
: صدقيني انا عملت كده لأني كنت خايف عليكي ..كنت خايف رشدي او باسم ينتهزوا فرصة اني عاجز عن حمايتك ..ويكرروا اللي فشلوا فيه اول مرة ..مالقتش قدامي غيره استأمنه بعد ما عرفت اللي عمله عشان يساعدك في المطار ..
: خالو ..انت بتقول ايه ..؟
قالتها بتيه كمن لا تفقه شيئا ..ليقترب منها منصور يحيط وجهها بين يديه بحنو يبتسم بحزن قائلا
: يشاء القدر ..انه يطلع ابني اللي ما شوفتهوش من 25 سنة ..وده اللي اكتشفته متأخر ..
مازالت نظراتها في طور الصدمة ..تنفي برأسها ببطء في عدم تصديق لتلك المفاجآت من حولها ..ليردف منصور
: حياة ..هو ابني اللي ما خلفتش غيره ..واللي ما صدقت لقيته ..وانتي بنتي اللي ما خلفتهاش ..واللي عمري ما اجبرتها على حاجة ..ولا هقدر اعمل كده ..
نظرت اليه بتأثر وقد التمعت ماسات عينيها توا ..فأكمل منصور
: انتي عارفة معزتك عندي انا وحنان ايه ..لكن اللي عايزك تعرفيه كويس ..ان ما حدش هيقدر يرجعه تاني غيرك ..
كل ما مر على مسامعها عبارة عن صدمات متتالية ..اما ما نطق به منصور لاحقا كان اشبه بصاعقة سماوية اصابت خافقها مباشرة ..فخر الأخير بداخلها واهناً في حالة صدمة من نوع آخر ..صدمة مربكه ..بعثرت كل ما بداخلها ..صدمة تحتاج فيها إلى عزلة تامة لتعيد فيها ترتيب افكارها ..مشاعرها ..خفقاتها ...عندما اردف منصور بيقين تام قائلا
: قصي بيحبك يا حياة ..
ودخول الخادمة تنوه عن وجود ضيف ما.. اتاح لها فرصة العزلة ..ليتركها منصور قائلا بابتسامة محبه ..
: عايزك تفكري في كلامي كويس ..و القرار في الاول وفي الاخر ليكي ..
اي قرار ..؟ واي تفكير ..؟ عذرا فجميع الأفكار مشغولة الآن ..في عزلة !!
---------------------------
ضيف غريب ..بانتظاره في مكتبه ..يطلب رؤيته في أمر شخصي .. دخل منصور مرحبا بذلك الضيف ..استقام آدم يصافحه بابتسامة هادئة معرفا بنفسه ..
: آدم محمود المصري ..دكتور امراض نفسية وعصبية ..
رحب به منصور جالسا على مقعده الخاص ينظر اليه باستفهام ..ليتحدث آدم لا يعرف من اين يبدأ حديثه ..
: اسف اني هاخد من وقت حضرتك ..لكن الأمر حقيقي يستدعي ..
نظر له منصور بتركيز وقد استشعر اهمية ما سيتحدث به قائلا
: اتفضل ..خير يا دكتور ..
اذدرد آدم ريقه يتحدث قائلا بابتسامة هادئة لا تتعدى شفتيه ..
: انا درست و عشت طول عمري في امريكا ..
لاحظ نظرة منصور المتعجبة لحديثه بلهجة مصرية بحتة ..فأردف آدم يجيب تسائل نظراته
: جدي والد والدتي كان مصري ..وهو اللي أصر يعلمني اللهجة المصرية ..محمود المصري ..
ونظرة مستغربة من منصور اليه مرة ثانية سرعان ما خفضها إلى سطح مكتبه يحمحم حرجا ..قد ادرك آدم ما يدور برأسه الآن ..ليتحدث مردفا يوضح له الأمر
: والدي كمان مصري ..و ده اللي عرفته تقريبا من شهرين بعد وفاة والدتي ..سارة محمود المصري ..
وهنا لم يفهم منصور ما المخزى من حديثه .. ما شأنه هو بتاريخ اسرته ..ليردف آدم بعدما تلاشت ابتسامته يحل محلها علامات الأسى ..
: اتجوزت والدتي راجل مصري كان عايش وقتها بأمريكا واللي بالمناسبة يبقى والدي من حوالي 28 سنة وأكتر ..بعد سنة من الزواج ده قرر ينفصل عنها ويرجع مصر ..وبعدها طبعا اكتشفت حملها ..وقررت ما تقولوش كنوع من انواع الانتقام ..
وهنا حاز هو على نظرات اهتمام وإصغاء من منصور فأردف
: اللي للأسف انا وأختى بندفع تمنه حاليا ..
قطب جبينه باستغراب ..يسأله قائلا
: أختك ..؟
اومأ له آدم بحزن يناوله ورقتين قائلا
: اتفضل ..دلوقت حضرتك هتفهم كل حاجه ..
التقط منصور منه كلتا الورقتين ينظر اليهما يبدو عليهما القدم ..احداهما عقد زواج ...والأخرى قسيمة طلاق ..اتسعت عينيه بصدمة..يعيد قرائة ما دون بهما
الزوجة ...سارة محمود المصري ...الزوج ...فؤاد حافظ ..
نظر إليه بزهول ..ثم نقل نظراته إلى الورقة ثانية ..الآن ادرك قوله ..انا و اختي ..سارة فؤاد حافظ هي اختا له .. ليتحدث منصور بنبرة متفاجأة متقطعة خافتة..
: معقول ..؟ ..سارة.. تبقى اختك ..؟
اومأ له آدم بحزن يقص عليه ما حدث قبل وفاة والدته وجده ..من إصرار جده على وجوب اخبار والده بوجوده كحق له ..حتى ذاك الخطاب الذي تركته له والدته مدمج بصورة والده بعد وفاتها مع صديقتها العجوز إيلين ..والذي كان سببا رئيسي في قدومه إلى مصر بحثا عن والده ..ولم ينسى اخباره بتلك المصادفة ..وربما مشيئة القدر ..اللتي قابلته بها في ذلك اليوم بالشركة ..واسمها اللذي لفت انتباهه ..وتأكده فيما بعد من كونها أخته ...، يالا تدابير القدر ..اسبل منصور عينيه بحزن متنهدا بثقل ..ليخبره آدم برجاء
: ياريت حضرتك تديها خبر اني هنا ..افضل اقولها بنفسي ..
نظر له منصور بأسف قائلا
: للأسف هي مش موجودة هنا ...
وبنظرة استفسار من آدم رد قائلا
: اومال فين ..؟ هي مش المفروض عايشة هنا ..؟
شرد منصور للحظات ..الورث ..اولاد اعمامهم ..الأمر بات معقد الآن ..ثم أردف
: هي فعلا عايشة معانا من فترة صغيرة ..لكن سافرت من 3 ايام تقريبا ..
قطب جبينه بعدم فهم يسأله
: سافرت ..؟ سافرت فين ..؟
رد منصور يجيبه بتلقائية
: سافرت (....) مع ابن عمها ..جدتها طلبت تشوفها ..
وهنا تسارعت خفقاته متلهفة ..يذدرد ريقه ..يخشى طرح سؤال ما ..او يخشى اجابته ..
: للأسف كان في مشاكل على الورث قبل ما والدة سارة تتوفى ..وبعد وفاتها قررت تطال بحقها في الميراث..
اجابه منصور دون ادراك بما يخشاه ..حسرة لا حد لها ..غصة مريرة توقفت بحلقه كادت تخنقه ..كم كان يتمنى ملاقاته ولو ساعات قليلة ..كم كان يود ان يراه ..يرى ولده ..حقا لا يدرك المرأ كل ما يتمنى ..لكنه سيحظى بنصف الكوب الممتلئ ..ما تبقى له في الحياة ..اما ذلك الحيز الفارغ من الكوب ..سيجيد إشغاله ....
: بعد اذنك عايز العنوان بالظبط ...
____________________________
غرفة صغيرة في احدى البنايات المتهالكة ..بأحد الأحياء التي لامسمى لها ..الأحياء الشعبية بجوارها هي رفاهية في العيش ...ملحق بها حمام بدائي الصنع ..وفراش ..هكذا فقط ..ونافذة تطل على اتلال من القمامة ..مطلبها ..ان تبتعد عن الأعين في مكان شبه نائي ..الي حين استرداد قواها كاملة ..تدرك ان مكنون قوتها داخل رأسها ..تماما كالأفعى ..لكنها احيانا تحتاج الجسد للهروب ..للتملق ..لخلع جلد واستبداله بآخر ..لذلك عليها الانتظار ..التريث قليلا .. ليس لتخطيط خطة ما ..او قطع خيط او ما شابه ..لا ..بل تخطت تلك المستوايات سلفا ..هي الآن قرب المرحلة الأخيرة ..ستواجه الوحش ..ستصنع كلمة النهاية ..و تنهي اللعبة ...
________________________
تضارب افكار ..وزحام مشاعر ..وهي بين ذلك و ذاك في زهول تام ..يخفق قلبها بعنف ..تستعيد كلمات منصور بداخلها ..او بالأحرى جملة واحدة ..سرعان ما اتسعت عينيها تشتد خفقاتها اكثر مستعيدة ذاكرتها ذلك الحديث الذي دار بينها وبينه منذ يومين بمكتب خالها ..متزوج ..!...زوجته كالقمر ..!..يعشقها ..!.. سؤاله لها عن مسامحة زوجته ..! ...يطرح عقلها النتائج ...هي زوجته .. هي تلك اللتي كان يقصدها ..شهقة خافتة ..وابتسامة صغيرة ولدت على شفتيها ..سرعان ما اتسعت اكثر حينما فطنت الآن تلك الإجابة اللتي اعتبرها هو وعدا بمسامحة زوجته له اذا كانت تحبه ...ايعقل كل ما يحدث لها الآن ..تنهيدة حارة وايدي مرتعشة وارتباك تام ..وابتسامات يخالطها شرود قصير ..ثم فكرة و قرار ..وجرئه لم تعتاد عليها ..هيا انهضي سريعا للذهاب إليه ..كان ذلك النابض متحدثا ...لكن للعقل رأي آخر ..كيف ستذهبين بمفردك إليه ..لا يصح ...وعديم الفكر رد معللا ..هو بحاجتك الأن ..إذهبي إليه .. ولو حتى من أجل خالك و تلك التي تناديها امي ..زفرة ..و ..حسنا ،فلتذهبي ولتأخذي معك امك ..هكذا أفضل .. استقر ثلاثتهم على الذهاب اليه برفقة حنان وإعادته ...وثلاثتهم لم يدركوا عواقب الأمر ...
_______________________
تسلل خائف ..وروح تنزف ..وقلب يشهق منتحب ..وتشبث مريب لا تفسير له بقفص العصفور فارغا ..خرجت من الباب الخلفي للمنزل .. تجر أذيال الندم ..السقوط .. الخذلان .. حرب كانت اضعف من خوضها ..اصغر من مواجه حتى موجه ترابها ..حرب لم تنل فيها شرف الموت او الخروج خاسرة .. تتساقط دموعها ..منكسرة ..تركض مبتعدة عن المنزل ..عن تلك البقعة السوداء ..كابوس مزعج ..حتما هو كابوس مزعج عليها ان تفيق منه الآن .. وإلا فالموت اهون ...تنظر خلفها تتأكد من ابتعاد المسافة شيئا فشيئا بينها وبينه كلما ركضت ..شياطين تحول حول المنزل تضحك بصخب تلوح لها مودعة ..ومن بينهم يقف هو يناظرها وقد مهد لها طريق الهروب ..سبقها بخطوة .. يحسب كل شيء بميزان غير عدل ..يرفع هاتفه متحدثا ..
: اوعاك تغفل عنيها ..خليك وراها و أول ما توصل خبرني ..ما تبانش ليها الا اذا لجيتها في خطر ..
اغلق الهاتف ..ينظر امامه من خلال نافذة مكتبه بجمود ..يعلم انها لن تبقى منتظرة لحظة عقد الزواج ..لذا قد سبقها بخطوة ..افرغ لها طريق الهروب بمفردها .. وسيكون رفيقها في العودة ...
__________________________
نزلت من السيارة بسعادة بالغة ..بعد نزهة استغرقت ما تبقى من نهار اليوم ..نزل بدوره يتجه نحو باب المنزل يبتسم لتلك السعادة التي ترسم على ملامح وجهها كلوحة مبهجة الألوان..ولسوء حظه ..كان هو الرسام الذي يخشى تلطيخ تلك السعادة بلون داكن ..
: اكيد بابا وماما زمانهم جم ..اه صحيح ،عمر في مصر ..هو انا ما قولتلكش ..؟
قالتها بمرح فطري ..بينما بالقوة ..حاول ان يكبح جماح انفعاله امامها ..وكأن عيناه تزرف دموعا لكنها تسير عكس مسارها الطبيعي ..وكأنه شخصان ..احدهما يتألم باكيا بغير حيلة ..والآخر يبتسم بكل هدوء مجيبا اياها وقد تسلل الألم او القليل منه عبر نبرة صوته ..ولم تلاحظ هي
: اه ..منا عرفت ..
: قابلته ..؟
قالتها بغضب حانق ..فهي دائما ما كانت على خلاف معه ..لكنها تحبه ..وكان هو كذلك ..
اذدرد ريقه ينفي برأسه لها ببطء ..لم اقابله ..لم اودعه حتى للمرة الأخيرة ..لتتحدث يمنى بضجر عفوي ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: تخيل يا ابى ..ما رضيش يستنى لما اخلص امتحانات وننزل سوا ..
ابتلع غصة ما بحلقه ..يحاول رسم ابتسامة صغيرة مربتا على أعلى رأسها ..دخلا إلى المنزل فأغلق الباب خلفه ليتفاجأ بها تنادي من لن تراهم مرة أخرى أبدا ..
: ماما ..بابا ..
ثم تلتفت اليه بيأس قائلة
: شكلهم لسه ما جوش ..انا جعانة اوي ..
اخرج هاتفه سريعا قائلا بلهفة وكأنه وجد مخرجا ما ..
: هنطلب اكل حالا ..اطلعي غيري هدومك على ما يجي ..
اومأت له صاعدة تتجه إلى غرفتها ..ليزفر بارتياح ..يجب عليه ان يجد حلا ما .. بشكل او بآخر ستدرك عدم وجودهم بحياتها ..تنهد بتعب ..يطلب احد المطاعم هاتفيا لإحضار تلك الوجبات سريعة ..انتهى يجلس بإنهاك على احد المقاعد ..يستند برأسه مائلا للوراء ..يغمض عينيه بتعب
بعد بعض الوقت ...
رن جرس المنزل فاستقام بخطوات روتينية ليفتح الباب ..ظنا منه انه فتى توصيل الطعام ..ألجمته صدمة رؤيتهما امامه ..تسارعت خفقاته خشية مما قد يحدث اذا رأتها اخته امامها الآن ..وقفت حياة في خجل تام ..اين هي تلك الجرأة التي اتت بها الى هنا ..؟اين ذهبت .. بينما تنظر له حنان بعتاب ..يبدو على ملامحها الحزن الشديد ..تبتسم له بشحوب ..وخذات دموعها تؤلم عينيها ..تقدمت خطوة حتى باتت تقف امامه ..داخل المنزل ..و نظرة جانبية منه نحو الدرج يتأكد من عدم وجودها ..هو في مأزق .. تحدثت والدته بنبرة صوت منكسرة تصحب معها الكثير من دموع عينيها ..تتوسله ..
: انت زعلان مني ..؟ ..حقك عليا ..انا مش هكلمك في حاجة تاني والله ..مش هتدخل في اي حاجة تخصك ..بس عشان خاطري ارجع ..ما تسبنيش تاني ..
الآن بات يختنق ..الأمر اصبح اصعب من ان تصفه مجرد كلمات .. اشبه بمن تضيق عليه جدران غرفة ما من جميع الاتجاهات ..وانهارت حصون ثباته ..تتقافز العبرات من عينيه ..عندما القت هي بجميع قوانين المعقول وأللا معقول عرض الحائط ..تنحني مائلة تلتقط يديه تقبلها متوسلة ..
: ابوس ايدك ياابني ترجع ..
نفض يده من بين يديها بقوة يجذب رأسها نحو صدره يقبلها باكيا ..
: مش هسيبك .. هرجع ..بس في حد مش هقدر اسيبه ..حد ما لهوش غيري دلوقت ..ما يعرفش غيري ..
ابتعدت قليلا تنظر اليه من بين دموعها بعدم فهم ..اما حياة فتضغط علي فمها بيديها باكية بدورها تأثرا بما يحدث امامها ..ولحظة فارقة ..نظرة فزع منه ..وعدم فهم منها ..وصدمة من حياة ..ونداء لهفة من تلك التي تقف أعلى الدرج بابتسامة مشتاقة ..وخطوات راكضة تجاه حنان ..
: ماما ..
يمرر نظراته بينهم بترقب فزع ..يذدرد ريقه بصعوبة ..يأبى المرور ..خفقاته تضرب صدره بعنف .. مازالت حنان على عدم فهم ..من هذه التي تناديها امي ..شهقة صامته بعيون متسعة من حياة قد فطنت الأمر ..عناق حار ..تلف ذراعيها الرفيعتين حول جسد حنان تضمها اليها بشدة متشبثة بها تدفن رأسها بداخل صدرها ..
: وحشتيني اوي اوي ..
ثم رفعت رأسها بنظرة عتاب ونبرة لوم.. وجهتها الصغير نحو حنان مردفة ..
: كده ياماما تسيبيني من غير حتى ماتقولي انك مسافرة ..
اتسعت عينيها بزهول تضع يديها على فمها .. ابنة أختها ..! ..أدركت الآن من هو الشخص الذي لن يستطيع ولدها الرجوع من أجله ..ادركت ان قطعة مِن روح مَن سلبت روحها تقف بين يديها ..تمر جميع آلامها الآن على مر سنوات ماضية امام عينيها ..كشريط سينمائي اسود ..رتيب حد الموت ..
بين فطرة سلام ..وانتقام ..هي في صراع الآن ..
________________________
بين هزيمة ونصر ..هناك سقوط لم يلتفت له أحد ..هي بصدد ارتطام .. اشبه بطير يحلق نحو السماء بخفة ..ثم يفقد احدى جناحيه فيترك سمائه الحالمة هابطا يحتضن صلابة ارض قاسية ..وهي لم تفقد جناح ..بل فقدت الطير كله ..مازالت في مرحلة الهبوط ..بخطوات تائهة ..هيئتها شبه مبعثرة ..اتجهت نحو ذلك الشارع الذي تسكن فيه ..مازالت في مرحلة الهبوط ..تتفقد ارضا تحتضن انشقاق روحها ..تزمه ..تود فقط احتضان ما وتنام في سلام ..نحت جانبا فكرة ذهابها لمنزل منصور ..فالأمر بات سيئا كما علمت من مكالمة صديقتها صباح اليوم ..بتيه تام وجدت قدميها تنجرف نحو بناية ذلك الطبيب ..لا ترى امامها شيئا قط ..سوى تلك السيدة .. جدته ،وهي تستكين بين ذراعيها ..في تسليم منها بكل حواسها لتتولى الأمر ..خطوات .. وفكرة واحدة ..تحول مسيطرة على جميع اقرانها ..خطوات ..ثم خطوات ..ثم وقوف ونداء على هيئة طرقات خافتة ..تطرأ برأسها أرضا بانكسار ..تمسك بالقفص بين يديها ..رفعت رأسها ببطء عندما فتحت لها تفيده مبتسمة ..وقد تلاشت ابتسامتها تدريجيا ..عندما لاحظت تلك الحالة المزرية اللتي تبدو عليها ..اما هي ومع رؤيتها امامها ..فتحت فمها لتتحدث ..سرعان ما انثنت شفتيها بارتعاش ..صمت الكلام تتحدث عيونها بفيضان من الدموع ..تلقى نفسها بأحضان تفيده باكية ..تنتحب بنشيج مكبوت ..تتأوه ..ربتت تفيده على ظهرها بلهفة حانية قائلة
: مالك يابنتي ..؟..بس يا حبيبتي ..
لتصرخ فجأة باستغاثة.. عندما ارتخى جسد سارة فاقدة لما تبقى لها من وعي بين يديها
: حمزه ..الحقني يا حمزه ..
_____________________________
فصل مجهد جدا 🥺💔
اتمنى يعجبكم بإذن الله 🥰❤️
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية ملاك في عالم الشياطين كامله
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا