رواية أحيت قلب الجبل الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم ياسمين محمد
الفصل السابع عشر
****************
وقف كل من آدم وحمزة يحتسون الشاي في شرفة منزل الأخير بعد وليمة فاخرة لا تخلوا من «الملوخية» من صنع يدين تفيدة .
نظر حمزة لآدم بابتسامة مرحة قائلا
: منور مصر يا دوك ..
ابتسم آدم ينفث دخان سيجارته ليردف حمزة يسأله
: ناوي على ايه ..؟
نظر له وهو يسحب انفاسه عبر تبغه المحترق ثم ينفثه مرة اخرى
: هفتح مستشفى استثماري هنا ..
استغرب حمزة قائلا
: ده انت ناوي على إقامة بقى ؟
رد آدم بشبه ابتسامة جانبية
: بالظبط
رد حمزة عليه قائلا
: طب شوفت مكان ولا لسه ..؟
مال آدم للأمام قليلا يستند بمرفقيه الى سور الشرفة قائلا
: لسه..عاوز موقع كويس ..حاجة معينة في دماغي.. وبدور على حد ثقة يشاركني ..
لتقاطعهم تفيدة ،تقدم لهم بعض انواع الحلوى قائلة
: طب ما تشوف ارض حمزة اللي ورثها عن جده الله يرحمه
نظر آدم الى حمزة قائلا
: لو موقعها كويس ايه رأيك تدخل معايا شريك..؟
نظر له حمزة يحك مؤخرة رأسه بتفكير قائلا
: مش عارف هتعجبك ولا لاء ..شوفها الاول
اومأ له آدم لترد تفيدة قائلة باستغراب
: انا مش عارفة انت ازاي عمرك ما نزلت مصر وبتتكلم مصري زينا كده. .؟
ضحك حمزة وابتسم آدم لها قائلا
: جدي كان مصري ..هو اللي علمني اللهجة المصرية
سرعان ما بدى على ملامحه الضيق عندما تحدثت تفيدة تسأله عن والدته
: و والدتك ازيها دلوقتي ..ما نزلتش معاك ليه..؟
نظر آدم ارضا قم نظر اليها قائلا بإقتضاب
: ماما ماتت من شهرين
اتسعت عينا حمزة في صدمة ..شهقت تفيدة شهقة زهول تضع يديها على صدرها، لتتقدم منه تربت على ظهره قائلة
: البقاء لله يا حبيبي
اومأ لها آدم بامتنان..لتتركهم وتخرج مستأذنة ، تحدث حمزة بحزن قائلا
: علشان كده مش هترجع ..؟
شرد آدم مرة آخرى يومأ له كذبا بعينيه ..لكن ما يدور بخاطره شيء آخر ..شيء كان هو سبب نزوله الى مصر من الاساس ..ونفس الشيء هو سبب عدم رجوعه ...
________________________
جلست تنهي بعض الاوراق بالمكتب ، لتشرد فجأة تتسائل بقلق ..ترى ماذا حدث له ..لمدة ثلاثة ايام لم يظهر ابدا .. هل اصابه مكروه ما ..؟، ربما يكون باسم قد افتعل شيئا له .. زفرت بحزن ..ثم بدي على معالم وجهها الانزعاج عندنا تذكرت طريقة قبوله للهدية .. وخروجه من المكتب .. ومنذ تلك اللحظة لم يعد ..على الاقل لمتابعة العمل .. استدركت نفسها ..و لما تريدينه ان يأتي سوى للعمل يا حياة ..نعم العمل وفقط .. هي لا تريد رؤيته اطلاقا.. نعم لا تريد
، لكنها حقا قلقة عليه ..لا تدري لما .. ،قطع شرودها دخول سناء قائلة
: باشمهندس قصي فانتظار حضرتك يافندم ..
انتبهت ناهضة قائلة بلهفة لم تستطيع اخفائها
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: هو جه ..؟ ..فين ..؟
ردت سناء قائلة
: في اوضة الاجتمعات هو و العملا علشان اجتماع انهارده
اومأت لها حياة بخفقات متراقصة قائلة
: انا جاية حالا..
خرجت سناء ، لتتحرك حياة باتجاه المرآة تعدل من حجابها بابتسامة رقيقة على شفتيها ..
------------
في غرفة الاجتماعات ...
جلس قصي على احد المقاعد بانتظارها .. لم يهون عليه عدم رؤيتها في الايام الماضية سوى مكالمات الضابط شريف .. التي تطمئنه عليها .. تذهب وتعود من الشركة ..واحيانا الى المشفى للإطمئنان على خالها ..تقريبا كل تحركاتها كانت تصله من خلال مكالمات شريف له ..انتبه فجأة اليها عندما دخلت من باب الغرفة ..اشرقت شمسه بعد غروب دام لأيام ..احدهم بعثر ورود بارجاء الغرفة ..
اقتربت من الطاولة تحيهم جميعا بابتسامة مرحبة ..بينما تمرر نظرها اليه كليا ..تغتلس بعض النظرات لتتأكد من سلامته .لم يلحظها هو ..من وجهة نظرها .
ابتسم بداخله ..تهللت اساريره عندما لمح بعينيها القلق عليه .. تكاد نزراتها تسأله اين كنت في الايام الماضية ..؟،بدأ الاجتماع بموافقة العملاء على تولي شركة المنياوي للصفقة وحدها ..وفي لمحة منه لأحد العملاء انتفخت اوداجه ..يسحق اسنانه بداخل فمه ..فذالك اللعين ينظر لها نظرات غير بريئة ..يفهمها هو جيدا ..ان لم ينتهي الاجتماع الآن فسينهض محطما تلك الطاولة على رأسه .. ولسوء حظ كليهما نطق وعلى ما يبدو بآخر كلام له في الحياة ،يعرض على حياة المشاركة في الصفقة قائلا بنبرة تقطر سماجة وثقل
: انسة حياة ..انا ممكن ادخل معاكم شريك بديل للصفقة ..
وبنبرة ذات مغزى اردف يكمل حديثة الذي سيؤدي به حتما الى الجحيم
: واتمنى منك انك توافقي ..
الغبية .. الحمقاء ..رحبت بعرضه لها ..تبا لها ..وتبا لغبائها ..وتبا لتلك الشامة التي تعلو شفتيها العلوية ...
ردت حياة قائلة بسرور
: ده شيء يسعدني يافندم ..اناا...
ليقطع كلامها بنبرة تنبع من مرجل متقد ..وربما بركان يغلي على وشك الانفجار ..بابتسامة تتوارى خلفها اصتكاك اسنانه ببعضها غضبا قائلا
: للأسف ..شركتنا تعاقدت خلاص مع شركة منصور بيه ..
نظرت له مزهولة من ردة فعله ..اي شركة ..واي تعاقد ذالك الذي يتحدث عنه
ليرد العميل بتهكم قائلا
: لكن آنسة حيا ...
وقاطعه ايضا تلك المرة قائلا يتوعد لذالك الوغد اذا نطق بحرف واحد اضافي
: آنسة حياة مالهاش اي دخل ..اتفاقي وكلامي كان مع منصور بيه شخصيا...
صمت تماما ينظر له بغيظ وينتهي هكذا الإجتماع ..لكن على ما يبدو لم تنتهي وصلة السماجة بعد ،حيث اقترب ذالك العميل المقزز من حياة يمد لها يده لينعم على الاقل بملامسة اناملها الرقيقة ..وقبل ان تفكر حياة بالاعتذار عن المصافحة..كانت قبضة من نار تسحق يديه ..تدهس انامله تحت مصافحة فاتكة من قصي ..والمسكين ذو الأيدي المسحوقة تخضب وجهه بالحمار اثر تحمل الألم ضاعت يده ..والصورة مصافحة عمل ..ليرد قصي بابتسامة مستمتعة لتألمه وبنبرة ما زالت غاضبة
: شرفت يا فندم ..
ترك قصي يده ..والمسكين يمرر نظره متسع العينين بين يديه وبين الماثل امامه ليتحرك سريعا بخطوات اقرب مشابهة للركض خارجا من الغرفة ...
التفت قصي الى الواقفة كالفرخ الصغير المبتل .. تنظر له وقد اشتعل ليل عيناها بنجوم متوهجة ..يعلوا صدرها ويهبط غضبا مما قاله امام العملاء .. لتتحدث اليه قائلة
: حضرتك ازاي تقول كلام ما حصلش ..ولو حصل ده ما يداكش الحق انك توجهلي الاهانة دي قدام العملا
نظر لها ببرود قائلا
: اولا انا ما قولتش كلام ماحصلش ..انا فعلا هعرض الشراكه على منصور بيه ..ثانيا اللى خلاني اقول كده ..هو فرحتك بكلام الكائن اللي كان قاعد هنا من شوية زي العيلة الصغيرة ..
نظرت له بعيون متسعه بزهول ..طفلة ..طفلة صغيرة هكذا يراها ..جزت على اسنانها بشدة تمنع ظهور دموعها لتتركه فجأة راكضه بغضب خارج الغرفة بل خارج الشركة بأكملها...
__________________
وقفت يمنى امام والدها الممدد على السرير تتحدث الى الهاتف بابتسامة مستريحه قائلة
: الحمد لله يا ماما ..ما تعيطيش هو كويس والله
نظر لها عبد السلام بتعب لتردف يمنى قائلة
: طيب طيب هديهولك اهو ..
نظرت الى والدها بيأس قائلة
: دي ماما عاوزة تتطمن على حضرتك ...
نظر لها والدها يبتسم بسخرية داخليه لا داعي لرؤية الصغيرة لها ..تطمأن على ماذا صغيرتي ..وكأنها لم تكن الفاعلة ..التقط منها الهاتف يمسك برأسه يتصنع الألم قائلا
: لو سمحتي يا يمنى نادي الدكتور عندي صداع فظيع جدا
اومأت الصغيرة تخرج مسرعة لإستدعاء الطبيب ..
رفع الهاتف على اذنيه ..قائلا
: وصلت بيكي للدرجة دي ..بتخلصي مني
ابتسمت زهيرة على الجانب الآخر من الهاتف قائلا بسخرية
: تؤ تؤ تؤ..معقولة بردو ..انا اخلص منك ؟
ضحكت ضحكة خافتة لتردف بعدها بشر مطلق ليس له حدود
: انت اللي ابتديت تنبش في قبر اتقفل من زمان اوي ..ودي قرصة ودن ..المرة الجايه هتبقى في القلب ..
رد عليها من الجهة الأخرى عبد السلام قائلا
: ياريتها كانت جت في قلبي وريحتني من العذاب اللي حاسس بيه ..انا بموت كل يوم بذنب اللي عملته زمان
ردت زهيرة بنبرة سوداء كما بداخلها من الجهة الأخرى
: ما هي مش هتبقى في قلبك انت .. صدقني يا عبد السلام لو ما ببطلتش تحاول فتح الدفاتر القديمة ..هندمك على اليوم اللي فكرت فيه تقول الحقيقة لقصي ..
رد عبد السلام يتوسلها علها ترجع عن ما نوت عليه
: لسة قدامك فرصة ..سيبيه هناك وتعالي نعيش مع ولادنا هنا ..هما محتاجينلنا اكتر يا زهيرة
ردت بنبرة آتية من الجحيم ..بل هي الجحيم ذاته..
: و اضيع كل اللي عملته السنين اللي فاتت ..اهد كل اللي اتحملت عشانه اشوفها في عيون ابنها واغلي من جوايا .. انسى انها خدت هي وجوزها فلوسي ..
ابتسم عبد السلام بسخرية مريرة .. اي نقود ..؟ بل ما لم تنسيه هو ..منصور ..
رد عليها يتغاضى عن حقيقة اشتعال نيرانها قائلا
: فلوسك انتي خدتيها لما بعتي أرضك ومنصور اشترى يازهيرة ..حنان ما خدتش منك حاجه
صكت على اسنانها غيظا ..غضبا ..كحريق مشتعل ..قائلة
: مش هسيبها تتهنى يوم واحد طول ما انا عايشة ..الحالة الوحيدة اللي أروح فيها اقولها مين ابنها ...لما يبقى ميت..
هكذا فقط القت بسمها واغلقت
اتسعت عيني عبد السلام زهولا مما استمع اليه..من يموت ..؟، قصي ..؟..لم يتخيل انحدار انسانيتها بهذا الشكل ..بل لا وجود للإنسانية بداخلها من الاساس ..اذا كان هناك من يستحق الموت ..فلن يكون قصي ...
_______________________
ولج الى غرفة جدته الراقدة على فراشها ..ما ان رأته ابتسمت له تدعوه للدخول
: تعالى يا ولدي ..
اقترب منها سالم يقبل يديها ثم جلس بجوارها وما زالت يديها بين يديه قائلا
: كيف ياجدتي ..؟
ردت عليه بابتسامة راضية
: زينة يا ولدي ..
نظر لها ثم تحدث قائلا
: عندي ليكي خبر .. خابر زين انه هيفرحك ..
ردت الجدة قائلة
: جول يا ولدي ..
ليبتسم لها قائلا
: بت عمي فؤاد الله يرحمه ..هتدلى حدانا اهنه ..
ابتسمت الجدة باتساع قائلة بلهفة وقد تجمعت الدموع بعينيها
: صوح يا ولدي ..؟
ابتسم لها يقبل يدها قائلا
: صوح يا حبيبتي ..
لتبكي الجدة ولدها الذي ذهب ولم يترك لها ذكرى منه ..وها هي ستستنشق عبقه في احضان ابنته ..
نظرت الى سالم تترجاه قائلة
: رجع الحج لأصحابه ..ما احناش قد اكل مال اليتيم يا ولدي ..
تغيرت معالم وجهه فورا الى الغضب الشديد قائلا
: حج ايه..؟ حق ايه اللي ارجعه لاصحابه ..اضيع شجانا وتعابنا ..واديه لحتة بت مفعوصة ..
ردت الجدةبتعب تضع يديها على صدرها وقد آلمها قلبها ..حيث حذرهم الطبيب من اي انفعال طفيف وأثره على صحتها
: حجها ياولدي ..وشرع ربنا ..هنعارضو شرع ربنا..
ليلاحظ هو تغيرها ذالك ..فهدأ من نبرته قائلا
: الموضوع ده سابج لأوانه يا جدتي .. اني ما هاكلش مال حد ..اني هحافظ عليه ..
لتصمت الجدة تؤجل الحديث الى ان ترى حفيدتها ..تقر بها عينيها ..تضمها الى صدرها ..
____________________________
جلس متوترا في احد مقاعد الطائرة المتجهة الى مصر .. لا يعلم كيف وافق على تلك الجريمة بحق اخيه .. وبجواره تماما ..يجلس مراد بكل ارتياح وبابتسامة جانبية ينظر له وكأنه يخبره انه لا مجال للتراجع اما اتباع ما يأمره به ..واما الهلاك ..الهلاك من الجهتين ..
قد حاصره جيدا ليصنع له المصيدة المناسبة ..
والآن دوره في جذب مبتغاه الى داخل المصيدة ...
_________________________
بمجرد خروجها راكضة من الغرفة تبعها هو بخطوات سريعة .. أستغرب عندما وجدها تتجه الى خارج الشركة
وخطواته توازي ركضها سرعة
...ركضت حياة تخرج متجهة الى جراج الشركة
جلست بداخل سيارتها تشتعل غيظا من ذالك المتعجرف ماذا يظن نفسه فاعلا ..كيف يوجه لها تلك الإهانة امام ذالك الجمع ..وفي شركتها .. امام موظفيها ..،هي بحاجة الي البكاء و بشدة.. ،عضت علي شفتيها تمنع نفسها من الاستسلام للبكاء..، عازمة على التحدث الى خالها في ذالك الأمر ..ما علاقته هو بالشركة وبإدارتها .. من اعطاه حق التصرف .. «هي محقة.. ليس له حق التصرف بأمور الشركة ..لكن له كل الحق بالتصرف في امورها »..،شرعت في تحريك سيارتها الي خارج جراج الشركة
بينما قصي خارجا من باب الشركة الرئيسي ..لاحظ تحركها بالسيارة ..ليهم بالإقتراب اليها ..فيتفاجأ بإطلاق النار من حوله .. بينما ما إن خرجت حياة من الجراج .. حتي دوى في اذنها صوت اطلاق النار قريب جدا منها فهي علي بعد خطوات من باب الشركة الرئيسي ، تفاجئت بشخص ما يركض نحو سيارتها مباشرة لم تستطع تحديد ملامحه ولا تعلم اهو من يطلق النار ام من يطلق عليه اصابت بالتوتر الشديد والخوف سيطر عليها كليا ..ارتبكت .. حتي تفاجأت بمن يفتح باب سيارتها وكان هو قصي ، تحدثت صارخة بزعر
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: في ايه ..؟
ليدفعها قصي بدن كلمة واحدة الى الكرسي المجاور للسائق سريعا.. حيث لا مجال الآن للشرح ..فهما بصدد موت محقق .. جلس مكانها يتولى القيادة ومن جميع الاتجاهات يصوب اطلاق النار علي كليهما ..ضغط بكل قوته علي مكابح السيارة لتنطلق مصدرة صوت احتكاك العجلات بالارض صارخة ..
نظر من مرآة السيارة ..ليرى خلفهم مباشرة سيارة دفع رباعي كبيرة سوداء لم يستطيع رؤية ال3 اشخاص بداخلها يحاولون تصويب تلك الرصاصات عليه ..
يحرك السيارة يمينا ويسارا حتي يتفادا طلقات اسلحتهم وهي صرخاتها تكاد تصم اذنيه خوفا ..لا تستوعب مايحدث ..ماذا يجري..؟ لا تعلم ،تبكي وتصرخ من شدة الخوف
:هنموت
رد عليها وهو منشغلا بالنظر الي السيارة الاخرى بالمرآه
:انزلي تحت ..
لم تستمع اليه فاردف صارخا
:بقولك انزلي ..
ردت الاخري صارخه ولم تفهم ما يوجهه لها
: انزل فين ..؟
ليدوي صوت اطلاق النار فوق رؤوسهم
وضعت يديها فوق اذنها صارخة ولا اراديا كانت ردة فعل جسدها النزول تحت الكرسي المجاور للسائق تهتف من بين صرخات بكائها
:اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله
اتست عينيه واشتدت خفقات قلبه اكثر..يبدو انها اللحظة الأخيرة .. فبينه وبين الموت خطوة واحده ، لا يبالي هو بنفسه .. لكن تلك الحمقاء لا ذنب لها .. لن يتركوها سيقتلها احدهم لا محاله.. وربما يفعلون ما هو اسوء اشتعلت النيران بداخله عند تلك الفكرة ..تأججت ..فزاد من سرعة السيارة ..مرر نظره بعينين متسعتين بين الطريق وبين تلك التي تكاد تموت رعبا بجواره ..حيث لم يحالفه الحظ ..فتفاجأ بتلك السيارة تسير بجواره تماما ..مباشرة .. واحدهم يوجه فوهة سلاحه نحو رأسه ..السيارتين علي نفس السرعه تقريبا
والسلاح موجه اليه .. وبضغطة واحده تستقر الرصاصة برأسه .. ليتوقف فجأة صوت اطلاق النار .. ثم ماذا ..؟، ثم صوت رصاصة واحدة ..دوت كلحن موت يصم الآذان ..و دماء تبعثرت قطراتها على وجهة تلك التي سكنت سكون الموتى تنظر اليه متسعة العينين ...
____________________________
الفصل الثامن عشر
مرر نظره بعينين متسعتين بين الطريق وبين تلك التي تكاد تموت رعبا بجواره ..حيث لم يحالفه الحظ ..فتفاجأ بتلك السيارة تسير بجواره تماما ..مباشرة .. واحدهم يوجه فوهة سلاحه نحو رأسه ..السيارتين علي نفس السرعه تقريبا
والسلاح موجه اليه .. وبضغطة واحده تستقر الرصاصة برأسه .. ليتوقف فجأة صوت اطلاق النار .. ثم ماذا ..؟، ثم صوت رصاصة واحدة ..دوى كلحن موت يصم الآذان ..و دماء تبعثرت قطراتها على وجهة تلك التي سكنت سكون الموتى تنظر اليه متسعة العينين ...
وباستدارة منه لعجلة القيادة .. يميل الى جهة اليمين انحرفت السيارة الى خارج الطريق .. وإستطاع تفادي الرصاصة عن رأسه لتستقر بكتفه اعلى ذراعه ..بينما انسحبوا هم بالسيارة فورا عندما انتهوا من مهمتهم ..وهي الانهاء على حياة قصي ..
نظرت له متسعة العينين رغم صوت الرصاصات حولها ..لكن تلك الرصاصة التي ما زال صداها يتردد بأذنها وهي ترى دمائه حولها ..لا تستطيع تميز مكان الرصاصة .. وهو ممدد امامها على جنبه الايمن فاقدا للوعي ..هل انتهى الامر هكذا ..هل فقد حياته ..ساكنة .. تتردد تلك الافكار فقط بداخلها ..وخفقاتها عبارة عن قرع طبول ..تكاد تصم اذنيها ..لتتفاجأ به يفتح عينيه من بين دمائه التي تلطخ وجهه ..صرخت صرخات متتالية ..اصابته هو بالفزع ..وكأنها تخرج صدمتها ..خوفها ..وربما فرحتها بأنه على قيد الحياة ..على هيئة صرخات باكية ..تحدث اليها يطمئنها قائلا بصوت متألم
: ما تخافيش ..مشيوا..
نظرت له ودموعها بدأت بالتساقط واحدة تلو الأخرى ..تشير الى الدماء عليه ولا تستطيع النطق .. ترتيب كلماتها.. ابتلعت غصات متتاليه تكاد تخنقها بكائا قائلة
: الدم ..دم ..
نظر الى ذراعه ليعتدل بصعوبة بالغة يشعر وكأن ما يتدفق من ذراعه براكين مشتعلة وليست دماء لتردف. بنبرة صوت متلهفة تخرج من تحت كرسي السيارة قائلة بهلع
: انت كويس ..؟ ..الرصاصة جت فين ..؟
وضعت يديها على ذراعه تتفقده بدون قصد منها آلمته ..ليصرخ صرخة دوت بين جنابات قلبها ألما..لتردد بفزع وعيون متسعة تتساقط منها الدموع
: اسفه ..اسفه والله ..
نظر اليها بتعب يتصبب العرق من جبهته ..قائلا بنبرة متقطعة ثقيلة الانفاس ..
: انزلي ..تعالي مكاني ..
لتنزل سريعا تنظر حولها بخوف تتجه نحو باب السيارة من ناحيته تفتحه ..فنزل منه قصي متألما وما زالت دمائه تنزل كالشلال من ذراعه لا تتوقف ..دار حول السيارة فجلس مكانها وجلست هي امام عجلة القيادة مرتبكة تشهق ببكاء قائلة
: لازم نروح مستشفى ..
وكان آخر كلمة قالها بصوت يكاد يكون مسموعا لها ..
: اطلعي على البيت ..
نظرت الى عجلة القيادة حائرة اعصابها في ورطة لا تستطيع التماسك ..قائلة وهي تنظر له بدموع عينيها المتساقطة ..
: مش هعرف اسوق كده ..
لتتفاجأ به قد فقد وعيه ..انتفضت تحرك السيارة وقد حثها خوفها عليه على تماسك اعصابها وبدأ القيادة ..وما الهمه له عقلها ..الذهاب الى البيت ..الى حنان ..
________________________________
جلس تعلو ضحكاته صخبا ..يحدث الماثل امامه قائلا بسخريه
: قال ايه ..كان عملي فيها حامي الحمى ..
ليضحك رشدي ينظر له بأعجاب قائلا
: بس انت معلم ..عرفت تلعبها ازاي ..اتقتل قدام شركة منصور ..شوف بقى الشوشرة اللي هتحصل له لما الخبر يتنشر في السوق ..سمعته هتبقى في الحضيد ..
نظر له باسم وعيونه تقطر شرا قائلا
: ده قليل ما يخسر الصفقة اللى المرحوم كان عاوز يشاركه فيها ..
علت ضحكاتهم مرة اخرى كهراء ضباع جرباء ..
ثم صمت رشدي تلتمع عينيه ببريق الشر قائلا
: انا من بكره ..هروح اجس جو العملا واشوف ايه النظام ..لو لاقيتهم مزمزأين من ناحية منصور ..هدق على الحديد وهو سخن واعرض عليهم يتعاقدوا مع شركتي وتدخل معايا انت شريك ..
نظر له باسم بتفكير يبتسم ابتسامة جانبية قائلا
: دي هتبقى القاضية لمنصور...
ثم تابعوا وصله الضحك ..وصلة الشر ..وصلة الجحيم ...
_____________________
وصلت حياة في دقائق ..وربما ساعات لا تدرك الوقت الذي استغرقته .. عقلها مغيب تماما سوى عن فاقد الوعي بجوارها ..اوقفت السيارة امام المنزل تنظر حولها بارتباك لتتأكد من عدم وجود احد ..نزلت تدور حولها وصولا الى الباب ناحية قصي ..فتحته تأخذ ذراعه الغير مصاب لتسنده ..فتح هو عينيه بتيه ..بين غياب واستيعاب ..اغمضها ثانية عندما رآها امامه تحاول اسناده ..فتحمل على نفسه يحرك قدميه الى الخارج ورغما عنه غاب مجددا عن الوعي ..اخذت حياة تخطو خطوات قصيرة لثقل وزنه ..تلف ذراعه الغير مصاب حول رقبتها من الخلف .. بصعوبة بالغة وصلت الى الباب لتطرقه سريعا بلهفة ..بينما في الداخل انتبهت سارة الى طرق الباب ..فأقتربت تخفق ضربات قلبها بشدة فحنان ليست موجودة بالمنزل لا تعلم اين ذهبت ..وحياة بالشركة الان ..اذا من الذي يطرق بهذا الذعر ..تسائلت قائلة بتردد
: مين...؟
ليأتيها صوت حياة متألما باكيا
: افتحي بسرعة ..
فتحت سارة الباب سريعا لتتسع عينيها تتلقف منها قصي من الجهة الأخرى تسئلها بفزع ..
: ايه ده ..ايه اللي حصل ..؟
دخلا يمددانه على الأريكة .. لترد حياة بلهفة مسرعة
: مش وقته ..كلمي دكتور بسرعة ..
نظرت لها سارة ثم نقلت نظرها الى قصي تتسائل بداخلها
طبيب..؟ اي طبيب ..؟ .. ثم لفت نظرها العصفور بداخل القفص ..وفجأة تذكرت ..الكارت ..حمزة ..اسرعت مهرولة الى غرفتها تفرغ محتويات حقيبتها لتلتقط الكارت سريعا تدون الرقم على هاتفها وتضغط على زر الاتصال...
-------------------
على الجانب الأخر يجلس حمزه رافعا قدميه على كرسي آخر امامه شبه ممدا بعدما ذهب صديقه آدم.. يراقب غروب الشمس .. ترى متى ستشرق شمسك مجددا ايها الطبيب .. زفر بثقل ..يبدو انها لن تشرق ابدا ..«لا يعلم انه بعد بضع ثوان فقط سيتلقى اتصالا من ..شمسه »
ارتفع رنين هاتفه برقم غير مسجل ..فإلتقطه يرد بلا مبالاة ..حتي آتاه صوتها قائلة
: الو ..دكتور حمزة ..انا سارة اللي كنت بعالج عندك العصفور ..
انتفض من على الكرسي فسقط ارضا جالسا ..تحدث سريعا يبتسم بعدم تصديق
: اه طبعا فاكرك ..
وهل لمثلك ان تنسى ...
تحدثت سارة بلهفة قائلة
: لو سمحت يا دكتور محتاجه حضرتك ضروري جدا ..ممكن تيجي ..
: اديني العنوان فورا ..بس ايه المشكلة ..؟
قالها سريعا بدون تردد
نطقت سارة بكلمة واحدة ..بدون توضيح آخر قائلة
: رصاصة ..
املته بعدها العنوان ..اغلق الخط ليتفاجأ بصوت جدته آتيا من امام باب الشرفه قائلة بزهول تنظر اليه مستغربة
: حمزة ..ايه اللي مقعدك على الارض كده ..؟
نظر الى نفسه بإحراج.. نهض سريعا يتخطى جدته قائلا
: بعد اذنك ياتيتا عندي حالة مستعجلة ..
نظرت له تفيده بعدم تصديق ..ليتوقف مستديرا لها قائلا باستنكار
: انتي بتسألي اسئلة غريبة جدا ..قال ايه اللي مقعدك على الارض قال ..
ثم انطلق الى غرفته يبدل ملابسه وبداخله فرحة عارمة ..معلومة المصدر...
________________________
جلست في مكتب منصور تنتظر سناء وفد تعمدت ان تأتي بعد خروج حياة من الشركة ..لم يمر عليها نبرة صوت منصور الحاسمة بشأن امر ظرف ما واصرار حياة على انها ذهبت الى الشركة واخذته ..تعلم زوجها تماما ..تعرفه عز المعرفة ..وتعلم ايضا انه من طبيعة عمله ان ينسخ اي ورقة تورد الى الشركة اثناء غيابة الى نسخة اضافية تحفظ بأرشيف الشركة .. ريثما يعود ..وهذا ما ينفذه الموظفين أثناء غيابه ..لهذا السبب أتت اليوم الى الشركة آمرة سناء بإحضار تلك النسخة من ذالك الظرف على اعتبار انها قد اضاعته ..
طرقت سناء الباب تدخل وبيدها نسخة الظرف ..التي اعطته سابقا الى زهيرة باعتبارها حنان ..الحقيقة ..التي تبحث عنها ..ويدركها قلبها جيدا .. اقتربت ثناء تمد يدها اليها ..خطوة واحدة ..وستكون الحقيقة بين يديها ..خطوة واحدة ..وسترد روحها الى جسدها ..خطوة واحدة وازت رنين هاتفها برقم حياة ..لتلتقطه ترفعه الى اذنيها فيأتيها صوت حياة باكية تستغيث بها قائلة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: ماما الحقيني ..
ردت حنان بخوف وعيون متسعه ناهضة من مكانها قائلة
: مالك يا حياة. فيكي ايه ..؟
ردت عليها حياة من الجانب الآخر بشهقات بكاء متتالية
: ارجوكي تعالي على البيت بسرعه ..
اغلقت حنان الهاتف تخرج مسرعة تهرول الى خارج العرفة ملتقطة الأوراق من يدين سناء تلقيها سريعا بحقيبة يدها متجهة الى خارج الشركة تحت عيون سناء المستغربة ...
___________________________
في منزل حافظ كبير العائلة يعمل كل من الخدم على قدم وساق ..يجهزونه لإستقبال الحفيدة المنتظرة .. وقف سالم اعلى الدرج ينظر اليهم يضيق عينيه مفكرا فيما سيفعله ..لتأتي قمر من خلفه تنظر بإنبهار مبتسمة الى تلك الحركة الجديدة بالمنزل ..اشارت لسالم بمعنى ماذا يحدث ..لينظر اليها بابتسامة محببة الى قلبها قائلا
: بت عمك فؤاد ..هتاجي كمان يومين ..
تلاشت الابتسامة من على شفتيها شيئا فشيئا .. تنظر الى عينيه مباشرة ..بعدم تصديق ..من ستأتي ..؟، ولما كل تلك التجهيزات اذا ..خفقاتها كزلزال يصيب قلبها بشروخ يصعب عليها مداواتها ..وانشطر نصفين عندما تحدث سالم قائلا
: عايزك تستجبليها زين ياجمر ..هي من سنك تجريبا ..واما تشوفيها عتحبيها ..
كفى ارجوك ..احبها ..؟..لا مكان يتسع لغيرك بقلبي يا سالم ..متي وأين رأيتها انت ..؟.. وهل احببتها كما سأحبها انا ..؟ ..
تركها هكذا تحدث نفسها ونزل الدرج خارجا من المنزل ..ترك خلفه قلبا صارخا بعشقه .. يصم هو آذان قلبه عن استماع صرخاته ...
______________________
وصلت حنان الى المنزل بسرعة فائقة ..دخلت سريعا تنادي حياة بلهفة
: حياة ..يا حياة
ليأتيها صوتها من غرفة الجلوس جوارها دلفت لتتسع عينيها من هول ما رأت ..شخص ما ممدد على الأريكة غارقا بدمائه .. وكذلك حياة تلطخ ثيابها ببعض الدماء ..ليختل توازنها تستند الى الحائط بجوارها ..فنهضت حياة مسرعة تقترب منها قائلة
: ماما ..ما تخافيش انا كويسة ..
نظرت حنان لها كليا تتفقدها ثم ردت قائلة
: ايه اللي حصل ..؟ ومين ده ..؟
ردت حياة تتساقط دموعها
: هفهمك كل حاجه بس نلحقه الاول
نظرت حنان الى ذلك الممدد على الاريكة ترى جسده فقط ..اقتربت بينما رن جرس الباب فذهبت حياة مسرعة تفتحه ..لتتقدم حنان بخطوات بطيئة ..تقترب منه ..يظهر وجهه اليها شيئا فشيئا .. لا تعلم ما سر تلك الوخذات بداخل قلبها ..اقترب منه حتي باتت تعلو وجهه تماما ..ليفتح هو عينيه بشبه نعاس ، بين استفاقة وغياب ..ينظر لها ثم يغلق عينيه يحرك رأسه يفتحها مرة اخرى ينظر اليها بابتسامة صغيرة شبه واعيا ونطق بما جعلها تفقد القدرة على الوقوف ثانيه ..
: امي ..
عاصفة ..عاصفة عصفت بخفقات قلبها ..يكاد يخرج عن ضلوعها من شدة خفقاته .. وكأنه ارتوى برشفة بعد تشقق جدرانه عطشا ..وللأسف.. لم تزده الرشفة سوى آلام ..
اغمض قصي عينيه مرة اخرى غائبا عن الوعي ..جلست حنان امامه تنظر اليه بعيون متسعة ..محاصرة هي بداخل نبرة صوته ..لون عينيه .. محاصرة هي بداخل تلك ال «امي » الخارجة من شفتيه ..لتتفاجأ بسارة وحياة تدخلان وخلفهما شخص آخر لا تعرفه ..
بينما دخل حمزة مبتسما ليتفاجأ برجل ممدد غارق في دمائه نظر له متسع العينين ليتنحنح قائلا باستنكار يوجه كلامه الى سارة يبتسم بلا تعابير وجه قائلا
: ايه ده ..؟
رمشت سارة تنظر الى حياة ثم تعاود النظر اليه مجددا قائلة
: بني آدم ..
رد عليها قائلا بتهكم
: منا عارف ..هو انا قولتلك اخطبوت ..؟
نظر الى قصي ثم اردف قائلا
: ده محتاج دكتور ..
ردت سارة باستنكار
: اومال انت ايه ..؟
صك حمزة اسنانه غيظا يرد عليها قائلا
: محتاج دكتور بشري ..انا دكتور بيطري ..بعالج الحيوانات ..
ثم اردف بنبرة ذات مغزى ..يقصدها
: اللي مش بتفهم ..
نظرت له شذرا ..لتتقدم حياة والدموع عالقة بعينيها تترجاه قائلة
: ارجوك الحقه ..اعمل اي حاجه ..
زفر حمزة بيأس ليتقدم من قصي يفتح حقيبته الطبية
يتفحص مكان الرصاصة ويعمل على اخراجها
تبادل كل من سارة وحياة النظرات ..وحنان شاردة في ذلك الذي اسر نظراتها اليه بمجرد كلمة ....
---------------
بعد بعض الوقت انتهى حمزة من إخراج الرصاصة العالقة بكتف قصي ..استقام يتجه الى خارج الغرفة ليطمئنهم ..نهضت كل من حنان وحياة ينظرون له بلهفة ..فرد حمزة قائلا
: انا اديته حقنة هتنيموا للصبح ..
ثم اخرج ورقة قائلا ونظره معلق بتلك الواقفة خلفهم
: ياريت تجيبوا الدوا ده ..لازم ياخدوا ضروري
شكرته حياة فاستأذن منهما يتجه الى باب المنزل لتتبعه سارة ..التفت اليها عندما وصل الى الباب ..ينظر اليها بمعالم وجه مبهمة ..يتسائل بداخله ..من هذا ..؟..ما مكانته عندها ..؟..نظرت له سارة قائلة
: انا متشكرة اوي ..تعبت حضرتك معايا ..
فرد عليها بما جعلها تنظر له باستغراب ..تحدثت افكاره تسئل الإجابة
: مين ده ..؟
تغاضى عن نظرتها المستغربة بنظرات اصرار على معرفة من هذا ..بالنسبة لها ..ردت سارة بعد تفكير بنبرة مقتضبة
: قريبنا ..
: وما وديتهوش مستشفى ليه ..؟
قالها سريعا فارتبكت هي لا تدري بماذا ترد ..وما زاده ارتباكها الا اصرارا على المعرفة ..تفاجأت بصوت حنان خلفها فزفرت بارتياح
: لو سمحتي يا سارة هاتي العلاج ده بسرعة ..من الصيدلية اللي في آخر الشارع
لتتسع عينيها تمط شفتيها بيأس..عندما رد حمزة قائلا
: اتفضلي اوصلك ..ده طريقي ..
نظرت له حنان مبتسمة بامتنان قائلة
: شكرا يا ابني ..تعبناك معانا ..
رد عليها يفسح لسارة الطريق يشير لها بالخروج
: مافيش تعب ولا حاجه..اتفضلي يا انسة سارة ..
خرجت سارة تصك اسنانها غيظا من ذلك المتطفل ..
يتبعها حمزة .. وقفت امام سيارته فاقترب منها يفتح باب السيارة ..ركبت سارة بإنزعاج لاحظه هو ليدور حول السيارة يركب امام عجلة القيادة بخفقات متراقصة ..و شبه ابتسامة كي لا تلحظ سروره بمرافقته لها ...
______________________________
قصت حياة الى حنان ما حدث لترد حنان بزهول قائلة
: يعني اللي جوه ده هو اللي ساعدك في المطار ..وهو كمان اللي اتبرع لمنصور بالدم ..
اومأت لها حياة قائلة بحزن
: ومش بعيد يكون اتصاب كمان بسببي ..ده كان ممكن يموت يا ماما
ارتعش قلبها ..انقبض ..استنكرت الفكرة بإنزعاج داخلي قد بدى على ملامحها ..زفرت بحزن ..تربت على قدم حياة قائلة بتأثر
: الحمد لله هو بقى كويس دلوقتي ..اطلعي غيري الهدوم دي ياحبيبتي ..
اذعنت حياة صاعدة تتجه الى غرفتها تمسح دموعها بظهر يديها ..تحمد الله سرا على سلامته ..
بينما تجلس حنان شاردة فيما حدث ..لتجد قلبها يحثها على النهوض والذهاب اليه ..دخلت الى الغرفة فوجدته عاريا جزئه العلوي، مضمد كتفه بصدره ..تألمت لرؤيته هكذا فأسرعت بإحضار شيء ما تغطيه به ..دثرته بالغطاء جيدا ثم توجه نظرها الى حقيبتها الموضوعة على الكرسي ..متذكرة تلك الارواق التي اخذتها من يد سناء قبل خروجها من المكتب ..التقتط حقيبتها تنظر نظرة أخيرة الى قصي ثم اسرعت الى غرفتها تغلق الباب جيدا ..جلست على الفراش تخرج الأوراق ..لتقرأها ..استغربت في بداية الأمر ..تتذكرة من عليا ..؟ ذلك الاسم يبدو انها تعرفه ..لتتذكرها فجأة ..ومع قرائة باقي اسطر الحقيقة ..اتسعت عينيها تكاد تخرج عن محجرها ..ترجرج قلبها وكأنها على وشك الموت ..تشوشت امامها الرؤية قليلا ..تقرأ السطور ..وكأنها ومضات قنديل على وشك الإنارة في ظلام حالك ..ولدها ..ولدها على قيد الحياة ..كادت تتوقف ضربات قلبها عن الخفق ..عندما قرأت اسم اختها ..ناهد .. على قيد الحياة هي الأخرى ..كيف ..؟ ..لا يمكن ..صرخ فيها قلبها وعقلها في حالة نادرة من التوافق معا في رأي واحد ..انهضي ..لملمت شتاتها بجسد مرتجف ..وعيون تتحجر بها الدموع خارجة من المنزل ..حيث بآخر الخطاب ..عنوان وجود الحقيقة ..
اوقفت سيارة اجرة حيث اختصار وقت .. املته العنوان تترجاه ان يسرع ..
: بسرعه يا اسطا الله يكرمك
تحركت السيارة متجهة الى عنوان عليا ..وصلت في وقت قياسي بدا لها وكأنه دهرا من الزمن ..القت الى السائق بعض النقود التي لم تنظر الى عددهم ونزلت تنظر حولها بحيرة ..اخذ السائق النقود بسرور وحرك السيارة خارجا بها من تلك المنطقة ..وقفت حنان في منتصف تلك الحارة نادت الى احد الفتيان الذين يلهون بجوارها تسأله عن منزل عليا فأشار لها ..وهناك عيون صغيرة تنظر اليها متسعة على آخرهما ..ليسرع راكضا نحو البناية المجاورة لمنزل عليا يصعد درجات السلم بتعثر ثم ينهض مرة آخرى حتى وصل الى الباب يطرقه بقوة ..ليأتيه صوت ام ورد زاعقة من خلف الباب
: ايوة جاية ياللي بتخبط ..هتطربق الباب يوه ..
لتفتحه تستغرب من منظره قائلة
: مالك يا واد يازلطة ..بتتخانق مع حد ولا ايه
وقف الصبي يلهث من أثر الركض قائلا من بين انفاسه المتقطعة
: الحقي يا خالتي ..الست اللي قتلت ..اللي قتلت خالتي عليا ..جت تاني ..
اتسعت عيني ام ورد تصفع صدرها تركض مهروله صارخه غير عابئة تلك المرة بإحضار خمار رأسها ..نزلت من المنزل صارخة ..ليتبعها جميع الحي متسائلا ماذا يجري
بينما تقف حنان تطرق الباب الذي اشار لها الصبي عليه ..لا أحد يستجيب ..عزمت على البقاء الى ان تلتقي بها ..لتتفاجأ بأمرأة صارخة تتشبث بتلابيب ملابسها وجمع غفير يهمهم بما لا تفقهه ..وصبي ..صبي صغير يصرخ قائلا يشير اليها
: هي دي ..هي دي الست اللي جت قبل كده وقتلت خالتي عليا ..
لتتسع عينيها هلعا ..من قتل من ..؟ ..هل ماتت عليا .. ماتت قبل ان تخبرها بمكان ولدها ..ليقرر عقلها الرئفة بها فيغرق في سبات .. سقطت فاقدة للوعي ..فاقدة للأمل ..فاقدة لبصيص نور ظنت انه شعاع شمس على وشك السطوع ....
___________________________
الفصلين ١٩ و ٢٠
الفصل التاسع عشر
***************
جلس جوارها يسوق ببطء سلحفاة يبدو انها مشلولة ..
نظرت له تزفر بضيق قائلة
: ممكن تسرع شوية ..؟
نظر لها بجانب عينيه ثم نظر امامه يزيد من سرعة السيارة قليلا ..قليلا فقط ..
وبنبرة متسائلة تحدث قائلا
: مامتك ..؟
جزت على اسنانها ترد باقتضاب بنبرة باترة لأي حوار آخر
: لاء ..
وأمام فضولة الذي يتآكله لمعرفة كل شيء عنها لم ييأس عن سؤالها مرة أخرى
: اومال ايه ..تقربلك ايه يعني ..؟
ردت تذكر نفسها بأنها ممتنة له، قد ساعدها كثيرا ..هدأت من حدة نبرتها لكن مازلت على اقتضابها
: مامت صحبتي ..
ثم اذدردت ريقها بحزن ..مردفة
: و زي مامتي بالظبط
لم تخفى عليه نبرة الحزن بصوتها ليسألها باستغراب
: زي مامتك ..؟
ردت وقد غامت عينيها بسحابة حزن سوداء سرعان ما اخفتها ..فلو تركت لها مجالا للظهور لابتلعتها داخل سوادها
: ماما متوفية ..
وبما ان فضوله لا آخر له معها هي فقط ..رد قائلا
: و بابا ..؟
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ابتسمت ابتسامة جانبية بسخرية ثم ردت قائلة
: مات ..مات من زمان
مات منذ ان قرر التخلي عنها ..مات قبل ان تأتي هي للحياة ..وليس مننذ اقل من سنة تقريبا ..
نظر لها حمزة بصدمة ..مع من تعيش اذن ..؟، لتتحدث افكاره قائلا
: عايشة مع مين ..؟
لم تكن النبرة فضولا بقدر ما كانت قلقا ..بات امرها يهمه بشكل خاص ،دون اي مبررات بالنسبة له ..
اما هي لم ترى سوى فضوله الذي فاق الحد بالنسبة اليها ..غافلة عن قلقه المبطن من مغزى سؤاله ..لترد بحدة وكلمات متسارعه ..
: دكتور حمزة ..مش معنى اني احتاجت حضرتك في مساعدة خاصة انك تدي نفسك الحق تسألني اسئلة شخصية زي دي ..ياريت تنزلني هنا من فضلك
نظر اليها ..الى عينيها مباشرة ..ليلاحظ تلك الدموع المتحجرة تلتمع كالماس بداخل عينيها ..تأبى الظهور ..وتلك النظرة المنكسرة ..والقوية في ذات الوقت ..ليرد بنبرة هادئة فعلى ما يبدو انها لم تتحمل كلمة اخرى ..وستنفجر باكائا..
: انا اسف ..مش قصدي ..
ليعم الصمت في الأرجاء ، بعد دقائق قليله كانت كافية لتشعر بالندم لحدتها تلك في الحديث معه وصل بها امام الصيديلة ..فتحت سارة باب السيارة وهمت بالخروج ليتحدث حمزة قائلا
: مستنيكي هنا ..
زفرت سارة داخلها بارتياح يبدو انه لم يحزن لاسلوب حديثها معه ..نزلت متجهة الى الداخل لتحضر الدواء ..وعيونه تنظر لها بشرود ..قد لمس شيئا من الفقد بصوتها .. بداخله عزم على ملئ ذلك الفراغ بداخلها ...
__________________________________
في المشفى ...
جلس شاكر امام منصور بعدما اخبره بالحضور يسأله
: خير يامنصور في ايه ..؟
رد منصور بغضب عتيق ينبع من قلب اب فقد ولده الوحيد ..ينبع من اعماق روحه المعذبة بمعرفة ان ابنه على قيد الحياة لكن لا يعرف له مكان ..قائلا
: ناهد ..
كلمة واحدة ..اسم واحد ..كان كفيل بانتفاضة شاكر متسع العينين بصدمة ،ليكمل منصور حديثه قائلا
: ناهد شكلها رجعت ..ومش عارف ايه السبب
ثم نظر الى شاكر يتحدث ببطء يؤكد على كل حروفه قائلا
: مش عايزها تخرج من البلد تاني ..ولا حتي ب مية اسم مزيف ..اعمل اي حاجه يا شاكر ..انا لازم ألاقيها ..
رد شاكر قائلا بزهول.
: انت متأكد يامنصور من اللى بتقوله ده ..
ليقص له منصور ما حدث في آخر زيارة بين حياة وحنان من حديث ..ثم اردف قائلا
: عايزك تروح الشركة تاخدلي كل الفيديوهات من الكاميرات في اليوم ده ..
اومأ له شاكر بجد وهو مازال على زهوله ،ليقاطعه رنين هاتفه ..رد شاكر بهدوء سرعان ما اتسعت عينيه زاعقا
: انت بتقول ايه..؟.. في اسم ايه ..؟
لينتبه له منصور وقد استقام جالسا .يبدو ان المصائب لا تأتي فرادا ..اغلق شاكر الخط ينظر الى منصور بصدمة
بينما الأخير ينظر له بترقب سرعان ما تحول الى صدمة ..صفعة حقيقة ..حقيقة وجود تلك الشيطانة بينهم ..بجوارهم ..عندما تحدث شاكر يذدرد ريقه قائلا بنبرة متقطعة
: مدام حنان ..مقبوض عليها بتهمة قتل ..في قسم (.....)
انتفض منصور يرتدي ملابسه رغم آلام جرحه الذي لم يندمل بعد ..قائلا بنبرة كالموت
: مش هسيبها المرة دي ياشاكر ..لسه عايز تتأكد من وجودها ..؟
ساعده شاكر في إرتداء ملابسه ..لا يقوى على ان يحثه على البقاء لسوء حالته .. من تلك اللحظة ستسوء حالتهم جميعا بوجود تلك الحرباء اللتي تتلون كيفما شائت بينهم ...
________________________________
احضرت سارة الدواء ثم اوصلها حمزة الى المنزل بدون اضافة كلمة واحدة ..نزلت من السيارة تشكره باقتضاب ثم توجهت سريعا نحو باب المنزل ..نظر في اثرها بابتسامة صغيرة محركا السيارة ينظر الى هاتفه في حالة سعادة بالغة ..ليدون رقمها ..عازما على محادثتها لاحقا للإطمئنان على قريبها ذلك ..وربما لسماع صوتها فقط مرة اخرى ...
------------+++++
بينما في الداخل وبغرفة حياة تحديدا اخذت حماما سريعا ثم ارتدت اسدالا للصلاة ..صلت لله شكرا وحمدا على سلامته ..ثم نزلت سريعا لتتفقده ..دخلت الى الغرفة وجدته يغط في نوم عميق ..اقتربت منه بخطوات متمهلة .. لتتفاجأ بجرس الباب .ذهبت لتفتح وجدتها سارة، اخذت منها الدواء سريعا تقرأ مواعيدة تحفظها عن ظهر قلب ..سألتها سارة عن حنان قائلة
: اومال طنط حنان فين ..؟
جاوبتها حياة تنظر حولها ثم ردت تلقائيا قائلة
: اكيد في اوضتها ..
نظرت الى احد الأدوية مردفه
: الدوا ده معاده دلوقتي ..تعالي معايا يا سارة
توجهت الى الغرفة مرة اخرى لتعطيه الدواء في وقته المحدد تتبعها سارة لتقف فجأة امامه بتوتر تذدرد ريقها ماذا تفعل ..كيف ستعطيه الدواء ..نظرت الى سارة قائلة
: هاتي كوباية ماية بسرعه
ذهبت سارة سريعا تحضر كوب المياة ..وهي ما زالت واقفة امامه بارتباك ..اخذت قرص الدواء بين يديها ثم جلست فوق رأسه ترفعها للأمام بصعوبة بالغة ..حتى رفعته مستندا عليها شبه جالسا ، خلف رأسه على كتفها ..وضعت القرص بداخل فمه قائلة توجه كلامها الى سارة
: هاتي الماية بسرعة ..
ناولتها سارة كوب الماء ..وما إن لامست اناملها شفتيه حتى فتح فتح قصي عيونه بنعاس ينظر اليها ..الى عينيها مباشرة .. ابتسم ..لترفع حياة كوب الماء قرب فمه ..ارتشف منه القليل ..لتتناول منها سارة الكوب سريعا ..وتتسع عيني حياة بصدمة ..يخفق قلبها بشدة وكأن خفقاته عبارة عن قرع طبول .. تعرقت ..احمرت وجنتاها ..بل وجهها بأكمله عندما التف قصي بجسده ينام مستقرا بداخل احضانها ..رمشت بأهدابها مرات متتاليه اذدردت ريقها بإحراج شديد ..تنهض ببطء تضع رأسه بحذر على الأريكة مرة أخرى ..تخرج سريعا من الغرفة تتبعها سارة ليتفاجأ الإثنتين بوجود منصور وشاكر امامهما ..اتسعت عيني حياة فرحا تتجه اليه قائلة
:خالو ..حمدالله على سلامتك ..خرجت ازاي ..؟
نظر لها منصور بتعب قائلا
: لسه خارج حالا ..
ثم وضع كفه على وجنتها برفق قائلا
: ماما حنان محتجاني ..
مررت حياة نظرها تلقائيا بينه وبين اعلى الدرج ليردف منصور بما جعل سارة و حياة في حالة زهول
: حنان في القسم ..مشكلة صغيرة وهتخرج ..عاوزكم تخلوا بالكم من نفسكم ..لحد ما ارجع بيها ..
نظرت له حياة بزهول قائلة
: ماما كانت لسه هنا ..قسم ايه ومشكلة ايه يا خالو ..؟ انا مش فاهمة حاجه ..
رد عليها منصور قائلا
: هفهمك لما ارجع كل حاجه ..
ردت حياة سريعا.
: انا هاجي معاك ..
لتتحدث سارة ويبدو ان اندفاعها ليس فقط في اوقات فرحها ..بل في حزنها ايضا ..
: واللي جوه ده هنعمل فيه ايه ..؟
لينظر لها منصور باستغراب متسائلا
: هو مين ..؟
جاوبته حياة تقص عليه ما حدث اليوم ..لتتسع عينيه ينظر الى شاكر ..حقا لا تأتي المصائب فرادا ..حتما من فعل ذلك ليس سوى رشدي او باسم ..توجه سريعا نحو الغرفة يتفقد ذلك الذي لم يكن له ذنب ابدا ليتدخل في شئونهم ..يتأذي بسببهم ..قد طفح الكيل مما يفعله كل منهم سينهي امرهم في اقرب وقت ،فقد حاصرهم واعد لهم ما لم يستطيعوا الخروج منه ابدا ..خرج من الغرفة يوجه كلامه الى حياة يحمد الله على قرار اخذه مسبقا لم يندم عليه ..
: خلي بالك منه كويس ..
اومأت له حياة مستغربة بداخلها ..ليتوجه منصور الى داخل مكتبه ..يفتح قفل ما لدرج صغير ..آخذا منه مفتاح ما ..متوجها الى خزانته يفتحها ثم يفتح بذلك المفتاح باب آخر بداخل الحائط داخل الخزانه ..باب صغير لا يتعدى حجم كف يده ..يخرج منه عدة اوراق .. وضعهم على سطح مكتبه ..ثم أغلق الخزانة مرة آخرى ..ينظر الى الاوراق امامه بغضب يخرج ورقة من بينهم شبه مهترئة ..شهادة ميلاد ..ينظر اليها يتمنى بداخله لو لم تكن لها وجود .. شاهدة ميلاد لأنثى ..ناهد عثمان الخولي ..ترافقها شهادة أخري ..لحنان عثمان الخولي ..وخطاب ..خطاب عمره 25 عاما تحديدا في اليوم التالي لليوم الذي فقد فيه وحيده ..خطابا ينم عن كاتبه ..او بالأحرى كاتبته ..خطابا كتب بحروف من نار تكشف جزئا صغيرا مما بداخلها ..اخفاه هو كل تلك السنوات ..رفقا بقلب محبوبته المنفطر على ولدها ..اخذ كل تلك الأوراق ،لا فائدة من وجودهم داخل الخزانة ..فالحقيقة على وشك الظهور ..خرج من مكتبه ليتفاجأ بالضابط شريف امامه قائلا
: منصور بيه ..الظابط اللي مكلفه بمراقبة البيت بلغني ان آنسة حياة وصلت ومعاها قصي كان بينزف
نظرت له حياة بزهول ..اي ضابط ..واي مراقبة ..وما علاقة قصي بخالها ..ليتحدث منصور سريعا قائلا
: تعالى معايا يا شريف وانا هفهمك كل حاجه ..
ثم نظر الى حياة قائلا
: ما تفتحيش الباب نهائي لأي حد لحد ما اجي ..
اومأت له حياة بدموع باكية ليخرج كلا من منصور وشاكر وشريف يتوجهون الى القسم الذي توجد فيه حنان ...
________________________________
جلست في المكتب الخاص بضابط المباحث على الكرسي المقابل للمكتب ..بعدما تم افاقتها والقبض عليها واحضارها الى القسم ..تنظر الى اللا شيء ..دموعها تتساقط بلا توقف ..دخل الضابط يشمر اكمام قميصه ينظر اليها بتفحص تام ..قائلا
: قولتيلي بقى اسمك ايه ..
نظرت له من بين دموعها بنظرات تائهة ليردف هو يمسك ببطاقتها بين يديه
: حنان عثمان الخولي ..
قاطعه طرق احد العساكر لباب المكتب يدخل قائلا يمسك بيد السائق المسمى خليل
: تماما يافندم ..
لتوجه حنان نظراتها الى المتحدث تلقائيا ..وتتسع عيني خليل فزعا يهرول ناحيتها زاعقا
: هي دي يابيه ..هي دي ..هي دي اللي ركبت معايا التاكس واستنتها قدام البيت يا بيه ..
ليزعق فيه الضابط ان يتوقف عن تقدمه ناحيتها قائلا
: اقف مكانك مش عاوز دوشة ..
ليتوقف خليل سريعا ينظر الى حنان شزرا وغيظا يرفع يديه الى السماء قائلا
: الحمد لله يارب انك ظهرت الحق ..الحمد لله
ثم يوجه نظره اليها مرة اخرى بكره تغلفه بعض الشماته قائلا
: حسبي الله ونعم الوكيل فيكي يا شيخه ..
بينما حنان تبتلع خصتها كالجمر ..تتسع عينيها بخوف ..ينجذب تفكيرها نحو متاهات لا تستطيع الخروج منها ..تسائلات لا تجد لها اجابات وافيه ..لينتشلها من تفكيرها صوت الضابط قائلا بعدما نظر الى الجهة الخلفية ببطاقتها الشخصية قارئا اسم الزوج
: مدام حنان الخولي .. انتي متهمة بقتل السيدة عليا السيد احمد مع سبق الأصرار والترصد .. ردك ايه ؟
لتبكي هي كارثتها ..ألا وهي موت عليا ..فقدت مفتاح أغلال من نار تقيد روحها المحتبسة .. الأمل الأخير لمعرفة مكان ولدها ..غير عابئة بتهمتها في جريمة قتل .. ربما تودي بما تبقى من حياتها ..والتهمة ثابتة ..ليتفاجأ الضابط بأحد العساكر يطرق الباب ويدخل يعطيه كارت ما ..جلس الضابط على مقعده يتناول منه الكارت لينتفض قائلا
: خليه يتفضل يا ابني ..
ليدخل شريف ..يرحب به الضابط بحرارة قائلا
: شريف باشا .. نورت مكتبي يا سيادة العقيد
بادله الضابط شريف التحية ثم تبعه شاكر و منصور ..يبحث عنها بقلبه رغم ثبات نظراته ..نهضت تركض اليه تتشبث بملابسه تنظر الى عينيه ببكاء ..والنبرة رجاء ..رجاءً ان ينتشلها من تلك المتاهة بداخلها قائلة بنشيج باكية
: منصور ..عليا ..عليا يا منصور كانت عارفة مكان مازن ..مازن ابننا ..
ترقرقت عينيه بالدموع يحتضن وجهها بين كفيه ..ماذا يقول لها ..بماذا يخبرها ..انه يعلم ان ابنهما الوحيد على قيد الحياة لكنه يجهل مكانه ..ان من انتشلت روحهم قسرا ..هي اختها ..نصفها الآخر و نسختها الثانية ..عجز فعليا عن الرد وكأن احدهم قد ربط لسانه ،ليأخذ رأسها يضمه الى صدره بصمت وهي ما زالت على بكائها وكأنها تهزي قائلة بعيون متسعة
: مازن يامنصور ..مازن عايش ..مازن عايش يامنصور
لينظر شريف الى الضابط صديقه يهمس له بأذنيه ليترك الضابط المكتب فورا خارجا برفقة شريف آمرا احد العساكر بإرجاع خليل الى الحجز ..تاركا كل من منصور وحنان وشاكر بالغرفة .. اخذ منصور حنان يجلسها على احد المقاعد يسألها بروية قائلا
: احكيلي بالظبط ايه اللي حصل
ثم ضغط على كف يديها بين راحة يده ..يريد اخبارها ..وعدها بأنه سيعيده اليها ..الى احضانها ..لكنه لا يعلم اهو على قيد الحياة ام انهت تلك الملعونة حياته كما اخبرته بالخطاب ..لا يريدها ان تتعلق بأمل واهي ..ونور حقيقة ..سيصبح حريق مواجهة ...
-------------------------
بينما بالخارج قص شريف على صديقه كل مايحدث ، و وضح له الأمور ..ليرد الضابط بصدمة قائلا
: معقولة اللي بتقوله ده يا شريف ..؟
نظر اليه شريف قائلا
: ايه اللي يخلي قاتل يروح المكان اللي ارتكب فيه الجريمة تاني بعد ما فلت اول مرة ..مدام حنان بريئة يا طارق ..ياريت تساعدني نساعدهم في اظهار القاتل الحقيقي ..
نظر له طارق يومأ له بتفكير قائلا
: اسم اللي كانت في الفندق مشتبه فيها زهيرة حسان ودي مش مصرية ..نقدر كده نمنعها من السفر بره البلد مرة تانيه ..
مط شريف شفتيه يزفر بيأس عندما اردف طارق قائلا
: لكن للأسف مش هقدر افرج عن مدام حنان ..
-------------------------
بينما بداخل المكتب انتهت حنان من قول ما حدث ليتألم لها قلب منصور ينظر لها بتأثر عازما بداخله يتوعد لتلك الملعونة بأشد العذاب ..
دخل كل من طارق وشريف ليتحدث طارق يوجه كلامه الى منصور قائلا بأسف
: شريف باشا حكالي كل حاجه ..انا للأسف مش هقدر افرج عن مدام حنان ولا حتى بكفاله على الأقل في الوقت الحالي ..في شاهد عيان على وجودها اثناء ارتكاب الجريمة ..ده غير حي بحاله شاهد عليها ..
انا وانتم متأكدين من برائتها ..بس مافيش دليل ..ولحد ما يبقى هنضطر نخليها معانا هنا ..
نظرت له حنان بضياع ثم نظرت الى منصور دامعة العينين ..ليرد منصور قائلا وهو ينهض من مكانه
: انا عندي الدليل ..
نظر له جميع من بالغرفة بترقب ..فأردف منصور قائلا بثبات
: الظابط اللي انت معينه يراقب البيت يا شريف باشا نقدر نستشهد بيه في وقت ارتكاب الجريمة بالظبط ونطابق اقواله بفديوهات كاميرات المراقبه اللي قدام البيت ..اللي بتحسب بالساعة والدقيقة ..
رد الضابط طارق على منصور قائلا
: علشان ننفذ اللي حضرتك بتقول عليه ده محتاجين اذن النيابة بتفريغ كاميرات المراقبة ..يعني مدام حنان كده او كده لازم تبات هنا ..
جز منصور على اسنانه غضبا ..يضغط على قبضة يديه بشدة ..لا يمكن ان يتركها وسط المجرمين والمتشردين بداخل الزنزانة ..لترتخي قبضة يديه قليلا عندما اردف طارق قائلا
: انا هفتحلها مكتبي تبات فيه ..تقعد فيه براحتها مش هنزلها الحجز ..
ثم اردف بأسف
: انا آسف جدا ..ده اللي انا هقدر اعمله ..
_____________________________
نزلت بمعالم وجه مشمأذة من ذلك الشيء الذي يعد وسيلة من وسائل المواصلات المسمى "تكتوك" يكاد رأسها ينفجر اثر الموسيقى الصاخبة التي تنبعث من كل نواحية ..فلم توافق سيارة اجرة واحدة على الدخول الى تلك المنطقة بصعوبة وجدت سيارة اجرة لكن بشرط ان تنزلها على الشارع الرئيسي لتلك المنطقة ومن ثم تأخذ شيئا آخر الى الداخل ..نزلت في إحدي تلك الأحياء الشعبية التي يمكنك ان تجد بها كل انواع الجرائم ..مخدرات ..بيع وشراء ..بيوت مشبوهة ..سرقة اطفال .. سرقة اعضاء ..تزوير اوراق رسمية ..
و مبتغاها هي تلك الفئة الأخيرة ..اعطت النقود الى سائق التوكتوك ليرد عليها قائلا بنبرة فوضاوية وكأن شيئا ما عالق بفمه ..غير عابئا بكبر سنها
: خشي اليمين الجاي تاني بيت يقابلك ع الشمال يا حتة .. قولي فين شفرة الف مين هيشاورلك عليه ..
وانطلق بمكوكه الفضائي ذلك ..لتتجه هي بخطوات متعثرة إثر الارض المتعرجه تحتها ..تنظر حولها باستكشاف لذلك المكان المريب ..طرقت باب ذلك الجحر الذي لا يمت ابدا للمنازل الآدمية بأي صلة ..لتخرج اليها من شراعة الباب رأس اصلع وعيون حمراء وفم ينفث دخانا اسود قائلا
: أؤمري ..
اذدردت زهيرة ريقها ترد بثبات رغم ريبها من تلك المنطقة التي لا تتماشى نهائيا مع هيئتها
: عاوزة شفرة ..
رد عليها بترقب يسألها
:عاوزة منه ايه ..؟
لترد زهيرة بعيون يلتمع بها الشر
: باسبور ..بأسم مزور ..
ليبتسم لها ذلك الأصلع بلهفة يراها امامه رزمة من النقود يفتح لها الباب الحديدي مصدرا صوتا صارخا تشمأذ له الآذان ..كأنه يستغيث من تلك الأفعال حوله ،لتدلف هي زهيرة ..تخرج شخصا آخر .. بإسم آخر ..وربما جريمة أخرى ...
___________________________________
الفصل العشرون
**************
برغم كل ما يحيط بك من سواد .. دائما ما يكون هناك امل .. نور خافت .. يولد من رحم الظلام .. اما ان يوئد قبل توهجه ..واما ان يسطع ..يضاهي سطوعه اشراق الشمس ...
--------------------
خرج من المطار متوجها الى السيارة التي بانتظاره ..يرفع ذراعه الى صدره بالرافعة الطبية المخصصة ..ترك كل شيء غير عابئا بجرحه الناضج ..وعاد الى حقيقة يرغب بإظهارها ..ركب السيارة وبدأت في التحرك ..التقط هاتفه يرفعه الى أذنه قائلا
:انتي فين ..؟ انا في مصر ..
اتسعت عينيها على الجانب الآخر ..يتأجج غضبها بداخل عروقها زاعقة
: بردوا عملت اللي في دماغك يا عبد السلام ..
تحولت نبرتها الى توعد مردفة
: انت اللي بدأت ..اشرب بقى من اللي هيحصل
استغربت عندما آتاها رده قائلا ببرود
: مافيش حاجه هتحصل ..كل اللي انتي عاوزاه هيتنفذ ..قصي مش هيعرف حاجه ..
لتتنهد هي براحة ..صوت انفاسها الذي وصله عبر الهاتف وكأنه دخان حريق بعد اطفائه
: كويس انك عقلت عن اللى كنت ناوي تعمله ..
رد شاردا بكلمة واحدة
: عقلت
املته عنوانها على الهاتف ،ثم اغلق الخط ينظر امامه بغموض .. لن يخبر قصي بشيء حقا .. لكنه حتما سيخبر والديه ..
: اطلع على شركة المنياوي
قالها بتصميم رهيب ..بعزم قد يدفع له حياته مقابل اظهار الحقيقة ...
___________________________
وقف كل من آدم وحمزة في وسط ارض واسعة ،ليتحدث آدم قائلا برضا
: موقعها ممتاز .. ها .. ايه رأيك ..؟
رد حمزة وهو يضع يديه بجيوب بنطاله ..ينظر حوله الى ارضه قائلا بتفكير
: ما عنديش مانع ..طوفي كمان موافقة ..شوف شركة كويسة تتولى المشروع وانا معاك في اي حاجه ..
رد آدم وهما يتوجهان سويا الى سياراتهما
: في شركة اترشحتلي من كذا حد ..هشوفها واحدد معاد نتقابل هناك
اومأ له حمزة موافقا ثم ركب كل منهما سيارته ..غافلين عن ذاك المشرع الذي سيجمع كل منهما بما يبحث عنه ...
________________________
جلست امام ضابط المباحث الجنائية ..بمعالم وجه مرهقة فعلى ما يبدو انها لم تذق طعم النوم منذ امس ..وما عساها ان تغفل وقلبها تتقلب جناباته على جمر محترق ..وقف كل من الضابط المكلف بمراقبة منزل منصور ، يدلي بشهادته حسب وقت ارتكاب الجريمه وبوجود حنان بمنزلها في ذلك الوقت ..وقد وافق شهادته تسجيلات الكاميرات المحاطة بجميع مداخل ومخارج منزل منصور المنياوي ..
تحدث شاكر يوجه كلامة الى وكيل النيابة قائلا
: ارجو الإفراج عن موكلتي بالكفالة اللى تحددها سيادتك لعدم ثبوت الأدلة الكافية التي تثبت إدانتها ..
نظر له الضابط قائلا بمعالم وجه غير مقرؤه
: حضرتك عاوزني افرج عنها ..واصدق ان واحدة ميته بقالها اكتر من 25 سنة ،هي اللي ارتكبت الجريمة ..في شهود على الواقعة يا استاذ شاكر ..
رد شاكر قائلا
: الأوراق اللى قدام سيادتك .. بتثبت وجود ناهد عثمان الخولي توأم موكلتي على قيد الحياة ..ده غير اسمها اللي نزلت بيه مصر وحجزت بيه في الفندق وكاميرات الفندق اللي بتثبت نفس الكلام مقارنة بنفس التوقيت اللي تواجدت فيه موكلتي ما بين منزلها والمستشفي اللي زوجها كان بيتعالج فيها .. كل ده بيدل على برائة موكلتي ..ده غير ان اللى انا و انت عارفينه كويس ..ان مافيش مرتكب جريمة هيروح بنفسه بعد ارتكابها بأيام لموقع الجريمة مرة تانيه ..ده غير الورقة اللي مكتوبة بخط ايد القتيلة .. و اللي احد جيرانها شهدت بأنها هي اللي وصلتها لشركة منصور بيه ولمدام حنان شخصيا .. ..واللي بتنص عن ثبوت ان ناهد الخولي هي مرتكبة الجريمة ..وانها على قيد الحياة
نظر الضابط له لبعض الوقت ، زفر يرجع الى الوراء مستندا على كرسي مكتبه قائلا يوجه كلامه الى الكاتب بجواره
: قد امرنا نحن ... وكيل نيابة قسم (.....) بالإفراج عن المتهمة حنان عثمان الخولي ..وذلك بكفالة قدرها (......)
على ذمة التحقيق .. بضمان عدم جواز سفرها خارج البلاد حتى انتهاء التحقيقات .. والى حين ثبوت حياة ناهد عثمان الخولي والقبض عليها ..
خرجت حنان برفقة شاكر ومنصور من ذلك المكان المعتم ..الى عتمة اعمق ..عتمة لا يمكنها الخروج منها ابدا ..امسك منصور بيديها يتجه بها نحو السيارة ..ينظر اليها بنظارت شفقة متأثرا بحالتها ..ركبت السيارة بنظرات تائهة .. كالتي على اعتاب الجنون ..صدمة حياة اختها ..توأمها وانها سبب في اختطاف ولدها الوحيد..شيء لا يصدق ..لماذا ..؟ ..كيف ..؟ لا يمكن ..ما الذي يدفع شخص الى ادعاء الموت وهو هلى قيد الحياة ..ما الذي يدفعها هي على وجه الخصوص لفعل كل هذا بها ..مستحيل ...اخذت افكارها تعصف داخل رأسها فأسندتها على نافذة السيارة تنظر الى الطريق بشرود ...
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
_______________________________
فتح عينيه فجأة ..رفع رأسه قليلا ينظر حوله بإستغراب ..ما هذا المكان ..اين هو ..؟، ليتذكر فجأة الطريق ..السيارة السوداء ..إطلاق النار ..حياة ..اتسعت عينيه لآخرهما ..هم ان ينهض ..ليرجع مرة اخرى متألما يمسك ذراعه المصاب ..ينظر اليه ..من ضمده هكذا ..؟ امسك به بمعالم وجه متألمة ليستقيم جالسا بصعوبة ..ينظر حوله مرة اخرى .. تفاجأ بدخولها عليه تمسك بين يديها عدة عبوات من الدواء ..تقرأهم غير منتبهة اليه ..نظرت له فجأة ..انتفض قلبها ..و اشتدت خفقاته .. اطرأت برأسها مستديرة تنظر ارضا ، نظر لها بعدم فهم ..لماذا لا تنظر اليه ..؟ انتبه الى انه عاري الجذع ..التقط قميصه بجواره ،يحاول ارتدائه بيد واحدة ..بصعوبة بالغة وألم مضاعف قد استطاع ارتدائه ..لكن مازالت ازراره مفتوحه لم يستطيع اغلاقها بيد واحدة ..وربما يستطيع.. وتعمد عدم إغلاقها ..لينطق قائلا بنبرة مشاكسة
: لبست خلاص ..
لتستدير هي ببطء ..تذدرد ريقها ..تنظر ارضا على استحياء ..تقدمت تقترب منه .. قائلة
: حمدالله على السلامة ..
: الله يسلمك
قالها بنبرة ناجيا من على اعتاب الغرق باليل عيناها الخالي من النجوم ..
وضعت عبوات الدواء على الطاولة امامه ثم اخذت احداهم تفتحها قائلة بارتباك
: معاد الدوا ..دلوقتي ..
.. هلا اغلقت قميصك رجاءً ..
اخذ من يديها حبة الدواء ثم اعطته كوب الماء ليناوله منها يرتشف منه القليل ثم وضعه على الطاولة مرة أخرى همت بأعطائه الدواء الآخر ..ليتصنع هو المعناة في اغلاق ازرار متأففا بانزعاج ، نظرت اليه بجانب عينيها باستغراب ..لتذدرد ريقها بصعوبة فجأة تتخضب وجنتها بالحمار ..يتصبب من جبهتها العرق ..عندما آتاها صوته قائلا
: ممكن تساعديني ..
مجرد مساعدة انسانية ..فذراعه مصاب ..لا يقوى على تحريكه ..اقتربت منه بخفقات قلب لم تدرك بعد مغزى شدة خفقها ذاك ..و الماثل امامها يحاول ان يخفى ابتسامته المتراقصة على شفتيه بصعوبة .. و بأطراف اصابعها ..الإبهام والسبابة لكلتا يديها امسكت طرف قميصه والزر بحرص شديد من ملامسته ..تتنفس بصعوبة ..ترمش بأهدابها التي تزيد عينيها جمالا ..تبتلع لعابها بصعوبة مع اشتداد خفقاتها ..شهقة فزع خرجت منها عندما تصنع قصي الترنح وعدم الإتزان ..لتسنده بكلتا يديها فيحاول الوقوف ثانية .. الماكر ..لم يستطيع هنا كبح ابتسامة عينيه لرؤيتها بذلك القرب ..رفع يده يلامس بأطراف اصابعه وجنتها ..يقترب منها ..لتتسع عينيها تدفعه فجأة ..سقط على ذراعه المصاب صاراخا .. ركضت الى الخارج صعودا الى غرفتها تغلقها عليها جيدا ..اخذت تلهث ..يعلو صدرها نزولا وهبوطا بقلب يكاد يتوقف اثر اشتداد خفقاته .. ماذا فعل ..بل ماذا كاد ان يفعل ..؟ عديم الحياء هذا ..لن تذهب اليه مرة آخرى .. هذا ما كانت تردده بداخل عقلها ..
اما بالأسفل ...فبرغم النار الحارقة اللتي تندلع ألما من ذراعه إثر السقوط عليه ..إلا انه ابتسم باتساع بخفقات قلب متراقصة .. التقط هاتفه يتصل بالضابط شريف من المؤكد انه قد علم امر مطاردته واطلاق النار امس ..يعلم تماما من المتسبب في ذلك .. تبادلا التحية ..و بدأ قصي يقص له ما حدث امام الشركة ..رد شريف قائلا
: ما فيش غيرهم ..قابلني بعد ساعه في (.....)
اغلق قصي الهاتف سرعان ما ظهرت ابتسامته يكمل ارتداء قميصة ..خرج من المنزل لمقابلة شريف ..اوقف سيارة اجرة ثم ركب بداخلها متحركا بعيدا عن المنزل.. بينما بعد ثوان معدودة ..توقفت سيارة منصور امام المنزل ..نزل منها يمد يده الى حنان ليسندها .. بدا على وجهه معالم الحزن الشديد يتنهد بضيق عندما مدت حنان له يديها تنظر اليه نظرة لوم ..عتاب مغلف بانكسار ..دخلا الى المنزل ..لتهلل سارة بفرحة ما إن رأتهن تنادي على حياة قائلة
: طنط .. حمدالله على السلامة .. يا حياة ..طنط رجعت
نظرت لها حنان بصمت ..وكأنها غائبة في عالم آخر ..
لتنظر لها سارة بعدم فهم .. بينما حياة تنزل الدرج مسرعة بابتسامة تحتضن حنان ..لتلاحظ تلك الحالة الغريبة اللتي عليها ..نظرت اليها بقلق قائلة
: ماما انتي كويسة ..؟
ثم نقلت نظرها الى منصور بتسائل وكذلك سارة قائلة
: خالو ..هي ماما مالها ..؟
رد عليهم منصور والحزن يفيض من عينيه قائلا
: تعبانة شوية ..هترتاح وهتبقى كويسة ..
ثم تركهم يصعد بها الى غرفتهم تحت نظراتهم المتسائلة بعدم فهم ...
_____________________________
توقفت السيارة امام شركة المنياوي ..نزل منها يقف قليلا يرتب افكاره ..كيف سيخبره بأمر ولده ..؟، دخل الى الشركة صاعدا الى مكتب منصور ..قابل السكرتيرة قائلا
: لو سمحتى عاوز اقابل منصور المنياوي ..
ردت السكرتيرة قائلة بعملية
:للأسف منصور بيه مش موجود في اجازة يا فندم ..اي خدمة اقدر اقدمها لسيادتك ..؟
تنهد عبد السلام بتفكير ينظر اليها قائلا
: ممكن تديني عنوان بيته ..انا يسري عزيز الخولي ..ابن عم مراته ..مدام حنان الخولي ..
استقامت سناء ترحب به قائلة
: اهلا وسهلا يا فندم ..اتفضل استريح ..
جلس عبد السلام امامها قائلا نصف الحقيقة
: في الحقيقة انا بقالي سنين عايش بره مصر ..ومن مدة كبيرة اتقطعت الإتصالات ما بيننا ..وكنت حابب اقابلهم
ردت سناء قائلة
: الحقيقة يافندم منصور بيه في اجازة مرضية ..لكن انا ممكن ادي حضرتك رقمه وممكن تتواصل معاه بنفسك ..
اومأ لها عبد السلام بتفهم ..لتعطيه ارقام منصور الخاصة به وبمنزله .. اخذهم شاكرا اياها عائدا الى سيارته ..
_______________________________
جلست على الفراش ..توجه اليه سهام اللوم والعتاب بنظراتها .. دنا منها يجلس على ركبتيه امامها وقد تلقى قلبه سهام نظراتها التي ادمته ..نظرت اليه وقد تحولت عينيها الى شلالات من الدموع قائلة
: عاوزة افهم ..ابني فين ..و ازاي ناهد عايشة السنين دي كلها وانت ما تقوليش ..؟ وايه علاقتها بخطف مازن ابننا ..؟
نظر اليها يحتضن وجهها بين يديه وقد تجمعت الدموع داخل عينيه بدوره قائلا
: هفهمك ..هفهمك كل حاجه ..
استقام يجلس جوارها بحزن قائلا
: ناهد عايشة وده اللي انا عرفته بعد اختفاء مازن ..وعرفت ان هي اللي خطفته من الجواب اللي بعتته تاني يوم الحادثة ..
نظرت اليه بعيون دامعه وكلماته تسقط على مسامعها كالسوط .. قائلة بصوت خافت متألم
: ليه ..؟ ..ليه تدعي الموت ..وتخطف ابني ليه ؟
نظر لها منصور بوجوم ..ماذا يخبرها .. فقد اصبحت روحها مهترأة اثر كل تلك الصدمات ..لينطق بما جعل عيونها تتسع زهولا عندما قال
: انا السبب ..
الجمتها الصدمة ..نطقت بعد وقت كافي لالتقاط انفاسها وابتلاع غصات ألم متتاليه قائلة
: ازاي انت السبب ..؟
ليرجع بذاكرته للوراء يقص عليها ما دفع ناهد لفعل كل تلك الأشياء
Flash back
اقام حفل هائل ..ضخم ..لنجاتها بعد اجراء احدى عمليات استئصال الرحم ..محبوبته ..عشقه الأول والأخير ..قد استجاب له الله من فوق سبع سموات ..استجاب لدموعه ورجائه لنجاتها من موت محقق ..هي وفقط لا يريد شيئا آخر ..لا يريد أولادا مرة ثانية وليبارك الله لهما في ولدهما الوحيد ..مازن ، اشرف على كل شيء بنفسه ..ولو طال قطعة من السماء لأحضرها لها ..ولو طلبت روحه فداء لما تأخر للحظة عشقا لها ..، كتب لها خطابا بخط يده ..يعبر به عن مدي سعادته بوجودها في حياته ..يبث لها فيه عشقه .. عل تلك الكلمات تعبر عن القليل من الكثير الذي يدخره لها بقلبه .. وذكر فيه انه بانتظارها في غرفتهم ..فالتترك الصغير لخالته ..وتترك الاستعداد للحفل الآن وتأتي فورا ..أرسله مع اخته الصغيرة .. بداخل غرفة الإستعداد.. تستعد للحفل برفقة الصغير واختها ناهد ..اللتي كانت ترتب نفسها لحضانة الصغير بعد وفاة والدته فمن سيهتم به سوى خالته ونسخة والدته الثانية ..لن يجد منصور فرصة افضل من تلك حتي ولو كان من اجل الصغير فقط .. المهم ان تناله ..ليأتي امر الله بنجاة حنان ..يضرب بجميع ترتيباتها عرض الحائط ..بينما تقف حنان تمسك بفستانها الذي احضره لها زوجها قطعة الروح كما تسميه ..تنظر له بعشق ..تتحدث قائلة توجه كلامها الى اختها ناهد
: شوفتي يا ناهد الفستان حلو ازاي ..انا مهما قولت مش هقدر اوفي حق حبه في قلبي ..
لو كانت النظرات تحرق .. لكانت حنان الآن تشتعل برفقة فستانها المرصع بالآلئ بين يديها ..تحدثت بنبرة حقد مغلفة بنعومة صوتها قائلة بابتسامة لم تتعدي شفتيها
: ادخلي البسيه قبل ما مازن يصحى ..وما تعرفيش تعملي منه حاجه ..
قبلتها اختها على وجنتها بسعادة ودخلت مسرعة الى الحمام الخاص بالغرفة لترتدي فستانها ..بينما هي تحترق انفاسها غيظا ..لماذا يدللها بهذا الشكل ..لماذا يحب اختها كل ذلك الحب ..وهي لا .. مع انهما نسخة واحدة ..لم تكن تدرك ان ما يعشق هو الروح ..وليس الشكل ..هما نسختان متشابهتان شكلا ..متضادتان روحا ..انتشلها من عضبها طرقات صغيرة على باب الغرفة ..فتحت الباب بتأفف وجدت الصغيرة تنظر اليها مبتسمة قائلة وقد علمتها من ملابسها
: فين ابلة حنان ..عاوزة اديها ده
ورفعت يديها بالخطاب ..ردت ناهد بتسائل قائلة
: ايه ده ..؟
لتشير لها الصغير ان تقترب ..ثم همست بأذنيها بسعادة قائلة
: جواب من ابيه ليها ..
تنظرت الى الصغيرة بوجوم وقد تأججت بداخلها نيران الغيرة ..غيرة ليست من حقها ..تصنعت الابتسامة قائلة
: هاتيه انا هديهولها ..
اعطته الصغيرة لها ثم ذهبت ، اغلقت ناهد الباب تمسك بين يديها الورقة المطوية ..فتحتها تقرأ كلماته الموجهة الى حنان ..لتتخيلها لها هي.. وفجأة التمعت برأسها فكرة شيطانية ..اخذت فستان اختها التي كانت ترتديه منذ قليل ..ارتدته سريعا واخفت ملابسها تحت الفراش ..ثم قرصت الصغير النائم في سلام ..قرصة عقرب وفرت خارجة من الغرفة ..ليصرخ الصغير صرخة بكاء جعلت امه تخرج مهرولة إليه ترتدي نصف ملابسها ...
اما بالخارج توجهت الحرباء المتلونة بلون الطيبة ونظرة الحنان اللتي لا تليق بها ابدا ..بعثرت شعرها تجمعه على كتفها الأيمن ..كي تخفي الفرق الوحيد بينها وبين اختها
..همت بطرق باب الغرفة فوجدته يفتح ببطء ..دخلت بخطوات متمهلة تغمض عينيها باستمتاع وقد تسلل الى انفها رائحة عطره النفاذ ..دخلت الى الغرفة تنظر حولها بنظرات متسائلة ..لا وجود له .. شهقت شهقة فزع..عندما تفاجأت به يحتجزها بذراع واحده بينه وبين باب العرفة بعدما اغلقه ..ينظر لها بنظرات عاشق متيم ..قائلا بنبرة هادئة وهو يمسد على خصلات شعرها بابتسامته المدغدغة للحواس
: كده .. طول اليوم مش سأله فيا ..
نظرت الى عينيه ..أتنعم حنان بكل ذلك الحب ..؟،..وحدها ..؟
وبنبرة مبحوحة اردف منصور قائلا
: وحشتيني ..
لتغمض هي عينيها تتذوق وقوع تلك الكلمة منه على مسامعها ..امتدت يديه يزيح شعرها الى الوراء ..
مال الى الأمام يقبل وجنتها ..تصلبت يديه على اسفل خلف رأسها ..بل تصلب جميع جسده ..متسع العينن ينظر اليها بزهول ..عندما رآى تلك الشامة البنية التي تعلو رقبتها من الخلف . تلك العلامة التى اخبرته حنان يوما انها العلامة الوحيدة اللتي تفرق بينهما شكلا ..لتتفاجأ بصفعة قوية على وجهها اهتزت لها جدران الغرفة ..صفعة انتشلتها من حلمها الوردي ..بل حلمها الأسود ..لتسقط على الأرض اثر قوتها ..
وهو يقف ينظر لها متسع العينين ..لا يصدق ما يحدث .. ليتحدث قائلا بنبرة كزئير غاضب
: انتي بتعملي ايه هنا ..؟
رفعت له نظراتها تضع كف يديها على وجنتها اثر الصفعة ..ثم استقامت تقترب منه قائلة بدموع
: انا بحبك يا منصور ..بحبك ..
دفعها بعيدا عنه ينظر لها بصدمة قائلا بغضب
: انتي اتجننتي ..اتجننتي
لتقترب منه ثانية وقبل ان تنطق .. باغتها بالصفعة الثانية قائلا بإشمئزاز
: اطلعي بره ..بره يا مجنونة ..
اخرجها مغلقا الباب خلفها ..نظرت الى الباب المغلق امام وجهها بحقد .. يعلو صدرها ويهبط شرا لتتوجه سريعا الى الغرفة الجالسة بها اختها وجدتها تهدهد الصغير بين يديها ..نظرت لها بكل الوان العالم شرا لتشرد بالصغير بين يديها متسعة العينين تقرر الأنتقام فيه من كليهما....
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية ملاك في عالم الشياطين كامله
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا