رواية أحيت قلب الجبل الفصل الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت الحادي والعشرون والثاني والعشرون والثالث والعشرون والرابع والعشرون بقلم ياسمين محمد
الفصل الحادي والعشرون
********************
نظرت الى الباب المغلق امام وجهها بحقد .. يعلو صدرها ويهبط شرا لتتوجه سريعا الى الغرفة الجالسة بها اختها وجدتها تهدهد الصغير بين يديها ..نظرت لها بكل الوان العالم شرا ..شردت بالصغير بين يديها متسعة العينين، تقرر ..تزرع فكرة الأنتقام فيه من كليهما ..اغلقت الباب ذاهبة الى غرفتها ..غافلة عن عيون تراها منذ ان اغلق منصور باب الغرفة بوجهها ..عيون وقلب عاشق متيم يفنى روحه فداء لها من اجل فقط إرضائها ..و في سبيل حبها ..فقد نفسه ..فقد اخلاقه ..أفنى ما يملكه من مبادئ وانسانية من اجل ان يطفئ نيران حقدها ..من اجل ان يفوز بحبه ...
Back
نظرت له في صمت، بمعالم وجه واجمة بينما داخلها صراع ..كيف ..ومتى ..؟..تساقطت الدموع سريعا من عينيها وهي جامدة بدون حراك .. ليردف منصور وهو ينظر لها بشفقة
: ماكانتش دي آخر مرة ..حاولت كتير تاني ..لحد ما خدتك انتي ومازن ومشينا من البيت ..وجبت عليا تساعدك وقتها في تربية مازن ..
شرد هو الآخر في اللا شيء مردفا
: وبعد سنة ..عملت ناهد الحادثة ..و وهمتنا كلنا انها ماتت .. حتى انا ..وبعد خطف مازن جالي الجواب اللي قالت فيه ..انها سرقت مننا فرحتنا ..والرابط اللي بيربطنا ببعض ..يا إما اتجوز من واحدة تانية و أعوض مازن .. يا إما اعيش معاكي طول عمرنا نتحسر على ابننا اللى اخدته ..في كلتا الحالتين هتبقى دمرت حياتنا ..
صمت قليلا ينظر اليها ثم اردف بتقطع ..قلبه يعتصر بقبضة من نار ..تتجمع الدموع بعينيه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
: في آخر الجواب ..قالت ..الوقت اللي هتشوفني فيه تاني ..هيكون ابنك ..مات ...
وعند تلك الكلمة .. التي كانت كآخر ضربة مطرقة فوق سد انهيارها ..اعصار اقتلع عقلها وقلبها معا ..اخذت تصرخ ..تضرب الفراش بكلتا يديها .. في حالة هيستيرية ..تعبيرا عن ما لم تستطيع التعبير عنه بالكلام ..تخرج القليل من نيران قلبها المحترق على شكل صراخ بكلمة واحدة فقط "ابني"
اقترب منها منصور يحاول تهدئتها ..بينما استمعتا كل من حياة وسارة صراخها حتى ركضتا الى اعلى في فزع يدخلان الغرفة ..اتسعت عينا حياة تضع يديها على فمها في زهول ..لأول مرة في حياتها ترى حنان بهذا الشكل ..بذلك الإنهيار ..
يحاول تهدئتها دامع العينين ..يعلم جيدا مقدار الألم الذي تشعر به الآن ..بل شعور اعظم من ان يوصف بالألم
اخذت تخرج ما بداخلها من صدمات على شكل انهيار صارخ ..حتى خارت قواها ..انهكت جسدها ..فاستكانت بلا روح ..يعلو صدرها ويهبط ..تنظر للا شيء ..مع شهقات متتاليه تزيد من شروخ قلبها ...
________________________
دفع باب المكتب بقدمه بقوة شديدة ..يدخل عليهم كإعصار غاضب ..يكاد يفتك بهما ..
ليتفاجأ كل من باسم ورشدي بوجوده .. ينظران اليه بصدمة ..الم يمت هذا ..؟ ..كم مرة عليهم قتله ..؟ اختبأ رشدي خلف باسم ينظر الى قصي بترقب خائفا .. وقف باسم امامة يسحق اسنانه غضبا ، يتوعد بداخلة لتلك البغال الذين كلفهم بمهمة قتله ..بينما قصي يقف امامهم عينيه تحاكي جحيم مستعر ..ابتسم بقسوة يمرر نظره بينهما قائلا
: ايه ..؟مفاجأه مش كده ..؟
تحدث باسم من بين اسنانه قائلا
: انت ايه اللي جابك هنا ..؟
مال قصي الى الأمام قليلا مستندا بيده الغير مصابة على سطح المكتب ..يمرر نظره بينهم ..ابتسم بسخرية يوجه حديثه الى باسم قائلا
: جاي انصحك ..ما تبقاش تسترخص بعد كده ..وهات رجالة كفء ينفذوا ..
ثم وجه نظره الى رشدي قائلا وهو على نفس سخريته
: ابقوا خلوا بالكم من شغلكوا كويس ..علشان حطيتكم في دماغي ..
تركهم خارجا كما دخل تماما وقد رمى لهم الطعم ..عليهم فقط التهامه ..خرج يبتسم ابتسامة غامضة ..
تقدم رشدي من خلف باسم ينظر الى اثر قصي متسع العينين ..ثم نظر الى باسم قائلا في خوف
: انت مش قولت رجالتك خلصوا عليه ..أومال ايه ده ..؟
نظر باسم في اثر قصي بغضب شديد .. تحترق انفاسه ..ماذا يقصد بتحذيره لهم بشأن عملهم ..ماذا لو علم حقيقته ..؟،نظر الى رشدي شاردا ..يحدث نفسه ..انه عليه التخلص من الخيط الوحيد الذي سيجذب معه جميع الخيوط المتصلة به ..وليكن رشدي هو .."كبش الفداء "..في سبيل شبكة اعمالهم "القذرة" .. واذا وصل امر امتلاكه لحياة في فرصة عمل تدر عليه بالمال الوفير المساس بعملهم ..فلتذهب هي وابيها الى الجحيم ..
اردف رشدي يذدرد ريقه بخوف قائلا بنبرة قلقة
: هو يقصد ايه بخلوا بالكم من شغلكوا ..تفتكر عرف حاجة عن الشغل التاني
اخفى باسم غضبة تحت ابتسامة مستنكرة قائلا يطمئنه
: وهو ايه اللي هيعرفه بالشغل التاني ..اكيد يقصد شغل الشركة عامة ..
نظر له رشدي نظرات قلقة غير مطمئن قائلا
: انا مش متطمن يا باسم ..انا لو رجلى جت في حاجه مش هقع لوحدي ..
نظر له باسم بغموض وقد تأكد مما يدور برأسه .. اخفى غموضه قائلا
: جرى ايه يا رشدي ..هتخاف من تهديده ولا ايه ..؟
ليرد رشدي قائلا يزفر بضيق
: انا مش خايف ..بس بقولك على اللي فيها ..وبعدين ده هتعمل ايه معاه ..؟ ده بسبع ترواح ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
نظر باسم امامه بشر قائلا
: ما تقلقش انا هعرف اخلص منه ازاي ..
ثم نظر له نظرات ذات مخذى يحدث نفسه ..بأنه عليه التخلص منه اولا .. احتياطا لأي شيء سيحدث ...
غافلين ..عن من يسمعهم داخل سيارته عبر جهاز تصنت صغير وضعه قصي خلف تمثال ما موضوعا على سطح المكتب ..ركب قصي بجوار الضابط شريف الذي يضع سماعات الأذن يسئله هامسا بصوت خافت
: كله تمام ..؟
اشار له شريف بإبهامة فى حركة مفادا "احسنت"
وتبدأ مهمة ذلك الشيء الصغير بتسجيل كل ما يحدث في المكتب بالأعلى ...
________________________
خرج منصور من الغرفة يغلق باباها بحذر كي لا يصدر صوتا بعدما هدأت حنان وتأكد من نومها ..
وقفت حياة امامه بتأثر قائلة
: ماما مالها يا خالو ..؟انا اول مرة اشوفها بالصورة دي ..؟ ايه اللى حصل وصلها لكده ..؟
ما حدث انهم اتزعوا قلبها من بين احشائها قسرا ..انتزعوا روحها عنوة حتي باتت بلا روح ..
صمت قليلا حتى قطع صمتهم تذمر سارة تنظر الى الهاتف بين يديها قائلة بغضب
: عاوز ايه انت كمان ..هو ده وقتك ..؟
سألها منصور
: مين ..؟
اجابته سارة قائلة بحنق
: ده الزفت ابن عمي ..بيكلمني علشان اروحلهم ..وانا ما ينفعش امشي واسيبكم في الظروف دي ..
رد عليها بهدوء قائلا
: ردي عليه يا بنتي ..ردي عليه وقوليله انك جاهزة ..ما تقلقيش انا خلاص موجود معاهم
شعر ببعض الألم الناتج من جرحه ،نظر الى حياة بتعب قائلا
: انا رايح ارتاح شوية ..بعدين نبقى نتكلم ..
اومأت له حياة بحزن ..ليذهب منصور الى الغرفة المجاورة مغلقا الباب خلفه ..رمى نفسه على الفراش بإنهاك .. يتنهد بتعب ..خائفا ..خائفا من اخذ الخطوة الأولى في البحث عن ولده .. خائفا ان تكون تلك الملعونة اودت بحياته ..وما يزيده علمه وبحثه سوى حرائق بقلبه وقلب زوجته ..قطع تفكيره صوت رنين هاتفه .. التقطه يرد بتعب ..اتسعت عينيه فجأة ينهض عن الفراش واقفا بقلب يخفق بجنون عندما آتاه صوت المتحدث من الجهة الأخرى قائلا
: انا عندي معلومات بخصوص ابنك مازن ..
بأطراف مرتعشة جلس مرة ثانية على الفراش .. و بنبرة متلهفة نطق بها قلبه لكنه بصعوبة اخفاها خلف نبرة ثابتة متسائلة
: انت مين ..؟
رد المتصل من الجهة الأخرى قائلا
: هتعرف انا مين لما تشوفني ..وعلى فكرة ..انت قابلت ابنك ..واتكلمت معاه كمان ..
لحظة ..توقف فيها قلبه عن النبض ..لحظة ..توقفت انفاسه وكأن احدهم قد سحب الهواء من الغرفة .. اتسعت عينيه وبدأت وخزات الدمع تؤلمها ..عاد قلبه يخفق صارخا ..يكاد لا يصدق ما تسمعه اذنيه ..ارآه حقا ..؟ هل تحدث اليه ..؟ من هو .. من؟ ..لم يستطيع النطق بحرف آخر ..ليردف المتصل من الجهة الأخرى بعزم
: اديني عنوانك وانا اجيلك يامنصور ..هفهمك على كل حاجه ..
وبدون تردد للحظة واحدة ..املاه منصور عنوان منزله ثم اغلق الخط .. اذا سأله احدهم لود ان يبقى مع من يحدثه على الهاتف الى ان يصل امام ناظريه .. وقف ينظر حوله بحيرة وقد بدأت الدموع تنزل من عينيه واحدة تلو الأخري ..يتحدث بزهول وجنون وكأنه يوجه كلامه الى احدهم
: كلمته ..وقابلته ..هو مين ..؟ وقابلته فين ..ماحستش بيه ازاي ..؟
اخذ يتنفس سريعا وكأنه يعدو في سباق ..يمسح على وجهه بكفي يديه يدور بالغرفة باكيا غير قادرا على الإنتظار ...
__________________________
جلس بجواره في السيارة ..وقد تحولت صورته الى مسخ ..وكأنه خارجا من احدى افلام الزومبي ..بدت عينيه في تجويف ظاهرا يلفه السواد .. حركات وجهه وتعابيره غير متزنة ..تدور عينيه يمينا ويسارا بعدم تركيز .. يبد نحيفا وكأنه انخفض وزنه الى النصف تقريبا ..بدا في حالة مزرية ..نظر له مراد يستنشق انفاسة عبر سيجارته الفاخرة قائلا
: عرفت هتعمل ايه كويس ..؟
بنظرات تائهة اومأ له عمر عدة مرات يذدرد ريقه بتوتر ..ليخرج مراد من جيب سترته ..لفة ما يعطيها اليه قائلا
: زي ما فهمتك ..تحطله دي في مكتبه ..وماتخليهوش ياخد باله ..
اومأ له عمر ..بيد مرتعشة اخذ منه تلك اللفة السوداء ..ليزمجر مراد بتحذير مردفا
: لاء انشف كده ..انت عارف انا معايا ايه اقدر بيه انسفك ..أوديك ورا الشمس ..
نفى عمر برأسه عدة مرات يتحدث بلهفة وخوف ..بنبرة مرتعشة قائلة
: للاء ..اانا هعمل ككل اللى تقول عليه ..
ابتسم مراد ابتسامة جانبية برضا مربتا على وجنة عمر ببطء قائلا
: ايوة كده ..برافو عليك
ثم اشار له بالنزول ..نزل عمر يلتفت حوله يتحسس تلك اللفة بداخل سترته ..يصعد الى مقر مكتب مدير شركة الزيني .. اللى مكتب اخيه ..قصي الزيني ...
______________________
جلست بإنتشاء ..تبتسم برضى .. تفكر ..ترتب أوراقها ..تستجمع خيوط مخطتها ..تمسك بين يديها هويتها الجديدة ..اسمها ومهنتها وسنها الجديد ..تنهدت براحة ..كل ما يؤرق سلامها النفسي ..هو وجود عبد السلام في مصر ..يجب عليها ان تبعده مجددا ..التقطت هاتفها تضغط على زر الاتصال به وما ان فتح الخط حتى ردت قائلة بهدوء
: اوعى تفكر انك تقول لمنصور حاجه عن ابنه..
وكأنها قرأت افكاره لتردف قائلة بتهديد مغلف بنبرة صوتها الناعمة
: وأوعى تنسى ..ان اللى قتل مرة ممكن بكل سهولة يقتل التانية ..والتالتة لو تحب ..
على الجانب الآخر ضيق عبد السلام ما بين حاجبيه بإستغراب يسألها قائلا
: قتل مرة ..؟ ،تقصدي إيه بقتل مرة ..؟
اخذت نفس عميق ثم زفرته ببطء قائلة بإبتسامة جانبية
: زي ما فهمت ..لو فكرت يا يسري انك تقول حاجه لمنصور ..هجيب عاليها واطيها ..وساعتها هخليك تقول ياريتني ما اتكلمت ..
صمتت قليلا ثم اردفت بما جعل عينيه متسعتين يستنكر بداخله ما تقول عندما اردفت
: ابقى اقرا الفاتحة على روح عليا ..فاكرها ..الله يرحمها بقى ..حاولت تبعت لمنصور تقوله على كل حاجه ..وأخدت جزائها ...
على الجهة الأخرى بنظرات مصعوقة ..غير مصدقا لما يحدث ..لم يكن يتوقع منها ان تفعل ..ظن انه مجرد تهديد ..قتل ..؟ هل وصل بها الأمر لإزهاق روح ...عليه ان يتعامل بحرص شديد معها ..قرر تأجيل مقابلة منصور ، وتغير وجهته الى حيث بؤرة الدمار ..الفتيل المشتعل ..الذي سيتعامل معه بحرص في الوقت الأخير ..قبل الإنفجار ...
_________________________
اخذت تتردد ما بين الذهاب اليه ..وتركه هكذا دون اخذ جرعة الدواء بموعدها ..حسم التردد ذلك النابض بداخلها .. كيف ستتركه بلا دواء ..؟ الألم سيشتد عليه ان لم يأخذه ..وجدت نفسها تتقدم بتأفف ..وكأنها غير راضية .. نحو الغرفة عازمة على ترك الدواء امامه وليأخذه هو بيد واحدة ..دلفت بخطوات مترددة ونظرات مترقبة ..تحولت نظراتها الى نظرات قلقة عندما لم تجده نظرت بأرجاء ونواحي الغرفة لم تجد له أثر ..انتفض قلبها قلقا عليه .. متذكرة تلك اللحظة السوداء اثناء مطاردتهم ..ربما يحاولون قتله مرة أخرى .. شهقت شهقة خوف مما خطر ببالها ...
___________________________
يمشي ذهابا وإيابا في عرفة مكتبه ..فقد حل المساء ولم يأتي ذلك الشخص المجهول الذي حدثه بشأن ولده هاتفيا ..عاود الإتصال به مرات عديدة ،ولا استجابة .. ترى هل يمكن ان يكون احدهم يتلاعب به ..وربما تكون ناهد تلقى بأحد افخاخها .. لكنه استشعر صدق كلامه ..جلس برأس يكاد ينفجر من شدة التفكير ..يستعيد تلك المكالمة بذاكرته ..قابل ولده ..؟وتحدث معه ..؟ من من الممكن ان يكون ..اهو احد موظفي شركته ..ام احد العملاء الذين يتعامل .. معهم ..ليأتيه لفت انتباه ..وربما الإجابة ..على هيئه اقتحام حياة لغرفة المكتب قائلة بخوف وعيون شبه دامعة
: خالو .. قصي مش موجود ..
شرد متسع العينين ..تعصف افكاره ..قابله .. تحدث معه ..كان مصابا هنا ..ببيته ...
______________________
جلس على البار الصغير بمنزله امامه زجاجة كبيرة من الخمر .. يرتشف من الكأس بين يديه ، استمع الى جرس الباب فذهب يفتحه بتأفف قائلا
: ده مين ده اللى جاي الساعه دي ..
وقفت تستند بدلال على طرف الباب ..تلف خصلة شعرها الأمامية حول اصبعها السبابة قائلة بدلال مصطنع
: جرى ايه يا ابو الرشد ،مش عايز تفتحلي ليه ..؟
رد بلا مبالاه
: عاوزة ايه يا بت ..؟
دخلت مغلقة الباب خلفها تلف ذراعيها حول رقبته قائلة برقة مصطنعة
: اصلك وحشتني ..قولت آجي اقضي الليلة معاك ..
نظر لها بإبتسامة جانبية قائلا يشير لها برأسه الى الداخل
: وماله ..تعالي
هم بجذبها اليه اكثر ..لتدفعه برقة قائلة وهي تتجه ناحية البار بغنج
: لااا ..استنا نظبط مزاجنا الأول ..
وقف ينظر اليها بنظرات جائعة ..وهي مستديرة تحضر لهما كأسان من الخمر ..مدت يديها بداخل ملابسها تخرج زجاجة صغيرة سوداء .. وضعت بضع قطرات منها بداخل كأسه ..ثم وضعتها مكانها سريعا تلتفت اليه بابتسامة مدللة تناوله ذلك الكأس المسمم ..ليرتشف ما به مرة واحدة ..ثم هجم عليها لم يعطيها فرصة للفرار ...
بعد بعض الوقت ...
بصعوبة بالغة ازاحت جسده العاري من عليها ..او بالأحرى جثته العارية ..التقطت ملابسها المنثورة ارضا ترتديها مسرعة ..اخذت حقيبتها ..تخرج هاتفها تتحدث قائلة
: باسم باشا .. نفذت اللى قولت عليه ..
ليبتسم باسم ابتسامة جانبية واضعا قدم فوق الأخرى قائلا ونبرة ذات مغذى
: عفارم عليكي يا دوسة ..تعليلي على البيت ..علشان اديكي حلاوتك ..
اطلقت ضحكة خليعة على الجهة الأخرى من الهاتف لتغلق الخط .. تلقي نظرة أخيرة الى ذلك الممدد بجوارها جاحظ العينين ..يخرج من فمه ريم ابيض مدمم ..قد لفظ نفسه ألأخير على معصية ..بل على كبيرة من الكبائر التي حرمها الله علينا ..وما اعظمه من عقاب ..ان يبعث على ما مات عليه ...
__________________
الفصل الثاني والعشرون
**********
نزلت خارجة من البناية بلا مبالاة وكأنها من احدى قاطنيه ..وكأنها لم تكن مرتكبة لجريمتين قتل ..الأولى قتل رشدي ..والثانية قتل انسانية ..اخلاق ..وربما في قاموس من مثلها تكتب "بالهمزة " .. تفاجأت بمن يقبض على رسغها قائلا بسخرية ..
: على فين يا حلوة ..
نظرت له ولمن بجواره بخوف مرتبكة قائلة
: ايه ده في ايه ..؟ انتو مين ..؟
نظر لها قصي بإشمئزاز بينما تحدث شريف يحذرها قائلا
: مش عايز اسمع حسك يابت ..امشي معايا
ومن نبرته ولكنته في التعامل معها قد علمت هويته ..تبعته بثرثرة معتادة ..
: في ايه يا باشا ..انت واخدني على فين ..؟
نظر لها بإذدراء قائلا
: على المكان اللى كنتي فيه يا روح أمك ..
اذدردت ريقها بتلعثم قائلة
: ها ..مكان ايه ياباشا ..؟
لم يرد .. حيث وقف امام باب شقة رشدي .. وهي تقبض على حقيبة يدها بزعر .. تضع يديها على صدرها ..حيث موقع سلاح الجريمة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
طرق شريف الباب ..رن الجرس ..لا استجابة
نظر لها يبتسم بغموض قائلا
: افتحي الباب ..
لترد بخوف ..وقد اخذ هو ما يريده في شبه اعتراف منها بترددها على تلك الشقة
: مش معايا مفتاح ..
زعق بها قائلا
: اومال دخلتي ازاي يا روح امك ..
نظرت له وقد وصل خوفها الى عدم القدرة على النطق بحرف واحد آخر ..
قد استطاع شريف من رؤية ذلك الخوف بعينيها ادراك انها نفذت ما خطط له باسم وأمرها به في مكتبه ..وما سمعه هو من خلال جهاز التصنت ..
دفع شريف الباب بقوة ..دفعة بجسده كليا ..حتى استطاع فتح الباب ..وبمجرد ان فتح اخذت تلك "الدوسة " تصفع وجنتيها في زعر ..دفعها قصي الى الداخل ثم وقف يسد عليها المخرج ..دلف شريف ينظر جيدا بترقب في انحاء المنزل ..قد لمح كأسين على الطاولة احداهما فارغا ..توجه الى غرفة النوم ..بخطوات بطيئة حريص على عدم لمس الأشياء من حوله ..دفع بابها بقدمه ببطء ..لم يتفاجأ ..بجثة رشدي في مشهد نهاية بشع ..بشع بكل ما تحمله الكلمة من معاني ..خرج ينظر الى قصي ..يؤكد له بعينيه حدوث ما استمعا اليه عبر ذلج الجهاز .. اخرج هاتفه يتصل بقوات الشرطة للإبلاغ عن جريمة قتل ..بينما قصي كل تفكيره فيها ..ماذا ستكون ردة فعلها عندما تعلم موت والدها ..يريد وبشدة ..الوجود اثناء لحظة علمها ..استحوذت بدون ادراك منه على تفكيره ..خيالاته ..نبضات قلبه ..كيانه كله ..ربما كانت له المعنى الحقيقي لإسمها ...ربما كانت له الحياة ...
_________________________________
استمعت الى رنين جرس الباب ..فعلمت انه عبد السلام ..فتحت الباب تنظر له بإبتسامة انتصار ،وقف ينظر اليها ..الى عينيها مباشرة ..يبحث فيهما عن حبه ..عن لمحة انسانية ..لم يجد سوى حرائق تلقي بشراراتها من حوله ..دخل الى المنزل فأغلقت زهيرة الباب ..تتبعه الى الداخل ..وقف ينظر حوله في استكشاف ..جلست امامه تضع قدما فوق الأخرى تبتسم وكأنها امتلكت العالم بين يديها ..وكأنها تمتلك زر التحكم بجميع من حولها ..جلس عبد السلام ينظر لها بحسرة داخليه
: عملتي ايه يا زهيرة ..؟
اختفت ابتسامتها من وجهها لتحل محلها نظرة تفر منها شياطين الأرض فرا ..
: عملت اللى كان لازم اعمله قبل ما أسافر ..كان لازم اتخلص منها ..
ثم اردفت بنبرة ذات مغذي
: اصل ما فيش حد ليه امان اليومين دول ..
اتسعت عينيه يستقيم بزهول قائلا بصوت خافت
: قتلتي يا زهيرة ..؟
نظرت اليه بلا مبالاة ليعاود سؤالها مرة أخرى وتتحول النبرة الخافته الى اخرى زاعقة ..مستنكرة
: قتلتي يا زهيرة ..؟
رجعت الى الوارء مستندة على ظهر المقعد تنظر اليه بدون التفوه بكلمة واحدة ..وهو ما زالت عينيه على اتساعهما زهولا ومن بين اسنانه تحدث غاضبا
: ليه ..؟ ليه بتعملي فينا وفي نفسك كده ..؟
نطق شراها ..بنبرة لا تعير اهتماما لغضبه ..
: ده اللي كان لازم يحصل من زمان ..
تحولت النبرة الى زعقة مرة اخرى منه
: ليه ..ما تسيبيهم في حالهم ..سيبيهم يعرفو ابنهم اللي حرمتيهم منه وعذبتيه معاكي ..
والنبرة الزاعقة ..كانت منها تلك المرة .. نبرة محترقة ..نبرة كنصل حاد ..كبركان غاضب تنصهر في جوفه اصلب المعادن ..صرخت قائلة
: لاء ..
وقفت على اطراف قدميها الأمامية ..تفتح كفيها بتشنج وكأنها على وشك خنق احدهم ..متسعة العينين .. نظرتها سوداء .. لا يمكنك التفريق بينها وبين شيطانة تسكن بين عينيها ..وربما تسكن داخلها ..
: مش هسيبهم ..مش هسيبهم يا يسري ..مش هسيبهم يرتاحو في حياتهم ..لو اضطريت اقتل ابنهم هقتله ..
نظر اليها بزهول اين كان يخفى عنه كل ذلك السواد بداخلها ..اين كان عقله عندما القى عيله القلب تعويذة تقيد ..عندما استمع الى شرطها الوحيد للزواج منه ..ونفذه ..تحولت نظرة الزهول بعينيه الى سخرية عندما ادرك انها نطقت بإسمه الحقيقي قبل تجريده من الإنسانية ..وبنبرة تجسد بها كل انواع الحسرة ..الندم ..التمني بالرجوع الى لحظة واحدة ..لحظة معينه فارقة ..
: يسري ضاع ..تاه مني من زمان ..ويمكن مات على المينا قبل ما يطلع بطفل خطفه من امه وابوه عشان يرضيكي ..انا مش يسري ..
اختفت ابتسامته الساخرة وحل الألم بمعالم وجهه ..سكن نظراته مردفا
: انا واحد استخدمتي حبه ليكي لرد كرامتك ..بعد ما منصور طردك من اوضته ..
ارخت يديها ترجع خطوة الى الوراء وكأنه صفعها بحقيقة معرفته بالأمر ..كم بدا الحديث الأن عبارة عن مهزلة ..
: انا واحد حبه عماه انه يشوف حقيقتك .. واحد شايل ذنب ناس كتير اوي ..
بدأت دموع الحسرة تتجمع بعينيه مردفا بنبرة زاعقة
: شايل ذنب اب ضهره مكسور من فقد ابنه ..شايل ذنب قلب ام بيتحرق كل ثانية على ابنها ..شايل ذنب تعذيب طفل مالوش ذنب في اي حاجه ما بينكم ..ولحد دلوقتي مش عارف انجده من اللى انا زرعته فيه ..
صمت ينظر اليها بشرود ..دموع عينيه تتساقط سريعا ..ثم تحدث ببطء مردفا
: شايل ذنب عيالي .. عيالي اللي اخترتلهم واحدة..ما ينفعش يتقال عليها ام ..
زهقت هنا كرامته نيابة عنه مردفا
: واحدة كل همها تنتقم لحبها القديم ..تنتقم من منصور عشان رفضها وداس عليها بالجزمة ..منصور وحنان اللى ما أسائوش ليكي في شيء ..
اخذ صدرها يعلو ويهبط بمعالم وجه قاتمة ..ونظرة سوداء ..تحولت الى ترقب عندما اردف عبد السلام
: انا مش هقول لمنصور وحنان عن ابنهم ..ولا هقول لقصي حاجة عن امه وابوه الحقيقين ..
ثم القى بوجهها قنبلة منزوعة الفتيل ..كلمة النهاية ..الخاتمة
: انا هسلم نفسي واعترف بكل اللى حصل ..
ثم تركها مغادرا ..تركها تستوعب ما القاه بوجهها ..ومع لحظة ادراك منها بعدم وجوده صرخت زاعقة من جوف داخلها المحترق كالجحيم
: يسري ..
لم تجد استجابة ..ركضت ناحية الباب تناديه ..نزلت درجات السلم سريعا خارجة من المنزل لا ترى عينيها سواه ..تريد اللحاق به ..ايقافه عن ما ينوي عليه ..وفي لحظة واحدة ..لا تري امامها سوى انتقامها ..وعبد السلام يشير لها في هلع بالرجوع على الجانب الآخر من الطريق .. و بوق سيارة يصدر صوتا كالموت ..وانتباهة منها ..وشبه التفاتة بعد فوات الأوان .. واصتدام جسدها بالسيارة ...
_______________________________
جلس في مكتبه يعيد لحظات مقابلته له في ذاكرته .. يتذكر نبرة صوته ..معالم وجهه وملامحه ..طوله ..وأخيرا لون عينيه ..فهو نفس درجة لون عيني حنان ..ابتسم بدموع يرفع الهاتف الى اذنيه يهاتفه ..يحث نفسه على التريث و الهدوء ..عليه أن يتأكد اولا ..وليس امامه سوى حل واحد ..يعتبر مجازفة حياة او موت ..عليه اقتناص انفعال ..ردة فعل ..للتأكد ..وبمجرد ان استمع الى صوته هاتفيا ..لم يستطيع السيطرة على دموع عينيه التي تنهمر كالشلال ..يجهل مصدرها ..ابتلع غصته يحاول الإعتدال في صوته ومجاراته في حديث عادي بشأن صحته الآن ..
وبعد تبادل التحية والسلامات المقيدة بأغلال لعينة ..تحدث منصور قائلا
: انا عازمك عندي هنا في البيت ..محتاج اتكلم معاك شوية ..
على الجانب الآخر ابتلع قصي ريقه بخوف ..هل سيطلب منه إنهاء عقد الزواج ..رد قائلا
: تحت امرك ..
ثم تنحنح مردفا
: في حاجه عاوز اقولها لحضرتك ..
انتبه منصور اليه بكل جوارحه على الجانب الآخر وقد تأهبت حواسه الى الاستماع اليه ظنا منه انه سيتحدث في ذلك الأمر ..فأردف قصي
: رشدي ..والد حياة ..اتقتل
اتسعت عيني منصور بصدمة ..يسأله
: اتقتل ..؟ ازاي ..؟
رد قصي من الجهة الأخرى
: باسم الشرقاوي هو اللي ورا قتله ..
نظر منصور امامه بزهول مستغربا تدابير القدر عندما قص عليه قصي ما حدث بالتفصيل ..
اغلق الهاتف على موعدا معه ..موعد مواجهة ..مواجهته بوالدته الحقيقية ..واقتناص ردة فعله ..للتأكد
_______________
جلست على الفراش بغرفتها يتآكل قلبها قلقا عليه ..ترى هل اخذ جرعة دوائه ..هل يؤلمه جرحه ..انقبض قلبها عندما آتتها طرقات الباب ..دخل منصور بمعالم وجه آسفة ..اشتدت خفقاتها تدوي داخلها كصرخات مستغيث .. تقدم منها منصور يجلس على الفراش جوارها ..يبتسم لها بحزن ..ملس على شعرها جاذبا ايها الى داخل احضانه ..في عناق ابوي يدرك انها لم تتذوقه يوما سوى بأحضانه ..، اتسعت عينيها تتنفس بصعوبة عندما آتاها صوته قائلا
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
: عاوز اقولك على حاجة ..
اعتدلت جالسه تنظر اليه بترقب ،اتسعت عينيها بصدمة عندما تحدث قائلا
: رشدي ..مات
وقد أخفى عنها انه قتل في موضع مشين ..غير آدمي ..
شهقت تضع يديها على فمها ..هو لا يعني لها الكثير ..وربما بموته تكون بمأمن اكثر و اطمئنان ..لكن رهبة الموت ..الفقد ..الفقد بعنى آخر ..فقد الأمل بالرجوع عن الخطأ او إصلاحه ..دمعت عينيها تبكي حزنا ..ليس على فقدها لأبيها ..ولكن لفقده هو الفرصة .. فرصة الرجوع الى الله ..
اخذها منصور مرة آخرى الى داخل احضانه ..يربت على كتفها .. يفكر في امر ذلك الزواج الذي لا تعلم هي عنه شيئا ..ماذا لو لم تتقبل الأمر ..؟..ماذا لو اكتشف انه ولده حقا ..هل سينهيه ..؟ ام سيدعم ان يكون زواجا حقيقيا يدر عليه بالأحفاد ...
___________________
علم خبر القبض هلى تلك الفتاة وضبتها متلبسة بجريمه قتل رشدي ..اخذ يجهز حقيبته وجواز سفرة مسرعا ..
يلعن بداخله رشدي وكل ما يخصه ..التقط هاتفه عندما استمع الى رنينه يتحدث بلهفة قائلا
: ايوة ياباشا ..
ليأتيه رد زعيمهم من الجهة الأخرى
: ايه اللي عملته ده ..
رد باسم بتلعثم قائلا
: ياباشا ااا انا ..قولت نخلص منه لما حصل حواليه شوشرة
آتاه رد زعيمهم غاضبا
: مش انت اللي تقول ياباسم ..بتقرر منك لنفسك؟ ..جريت ورا حتة عيلة جابتك الأرض ..
هم باسم ان يتحدث فقاطعه رئيسه مردفا
: تاخد اول طيارة وتجيني فورا ..قبل ما رجلك تيجي في الموضوع ..
ثم أغلق الخط ..نظر امامه يذدرد ريقه بتوتر وخوف ..ثم اخذ حقيبته خارجا من المنزل ...
_____________________
انتهي المساء بسطوع شمس تضوي ..تلقي بأشعتها في الأنحاء ..تبدد ظلام الليل ..
ذهبت سارة الى الشركة لمتابعة بعض الأعمال القليلة نيابة عن حياة ومنصور ..جلست في المكتب تنهى مراجعة بعض الأوراق ،طرقت سناء الباب تخبرها قائلة
: الإجتماع جاهز يا فندم ..
نظرت لها سارة بإستنكار قائلة
: نعم ..إجتماع ايه ..؟لاء اجليه لما انكل يجي او حياة ..انا ماليش في الاجتمعات دي
نظرت لها سناء بأسف قائلة
: للأسف يافندم العميل جه ومستني في اوضة الإجتماعات ..
زفرت سارة بحنق تحدث نفسها ..ما الذي آتى بها الى هنا اليوم ..هي لا تعلم كيف تدير تلك الإجتماعات ..نظرت الى سناء بيأس قائلة
: طيب يا سناء ..قوليلهم اني جاية وراكي ..
-----------------
بينما على الجانب الآخر بغرفة الإجتماعات جلس كل من آدم وحمزة ..يراجعان اوراق ذلك المشروع خاصتهم ..دلفت سناء الى الغرفة قائلة بإبتسامة عمليه
: الباشمهندسه جاية حالا يا فندم ..
اومأ لها كل منهم بابتسامة روتينيه ..نظر حمزة الى آدم يميل قليلا الى جواره يهمس له قائلا
: باشمهندسة ..؟ انت مش قولتلي هنقابل مدير الشركة ..؟ مين بقى الباش مهندسة دي ..؟
اجابه آدم يخرج من جيب سترته معطر الفم قائلا وهو يغمز له بعينيه
: باش مهندسه باش مهندسة ..هنقول لاءه ..
ضحك حمزة ينظر له بيأس قائلا
: انت لسة ما توبتش يا دوك ..
نظر له آدم بابتسامة فخر قائلا
: انت تعرف عني كده ..؟
ليضحكا سويا يضربان كفا بعضهما البعض ..وتلك الواقفة امام باب الغرفة تنظر اليهم بإستغراب ..ثم اليه خاصة بزهول ..شيئ ما ..مجرد شيء بداخلها ..انتفض اثر رؤيته امامها ..وفرحة عارمة ..بداخلها ايضا ..وابتسامة وئدتها على نصل شفتيها قبل ان تولد ..دخلت بعمليه تامة الى الغرفة ..ليتنحنح آدم يهمس الى حمزة الذي ينظر لها بصدمة من وجودها هنا قائلا
: ايه ده ..دي شكل الغفر اللى بشوفهم في المسسلات المصرية ..
نظر له شذرا ..ثم بابتسامة صغيرة وقلب راقص تحدث قائلا بإستغراب
: سارة .. ؟ انتي بتعملي ايه هنا ..؟
تنحنحت سارة تنظر الى سناء بغيظ لتردت سناء قائلة تعرفهم بها
: دي باش مهندسة سارة فؤاد حافظ المسؤلة عن الشركة في غياب منصور بيه ..
رحبت بهم ثم اقترب جالسة على طاولة الإجتماعات..جلس حمزة يستغرب بداخله من تلك المصادفة ..وآدم ..ما زال واقفا ..ينظر اليها بزهول ..وكأنه بعالم آخر .. نظرت له بعدم فهم ثم نقلت نظرها بتسائل الى حمزة الذي يستشيط غضبا من صديقه لتحديقه بها بهذا الشكل ..جذبه بعنف ليجلس على مقعده ..نظر له آدم بتيه ..ثم نقل نظر مرة اخرى الى سارة يمد لها يده قائلا
: دكتور آدم محمود المصري ..
نظرت سارة الى يديه الممدودة ثم ابتسمت رافعة احد حاجبيها ..حسنا ايها الوسيم اذا لم تحسن والدتك التربية ..فسأتولى انا المهمة ..ربعت يديها تنظر له ببرود قائلة
: اهلا يا دكتور ..مابسلمش ..
ارتسمت هلى شفتيه ابتسامة اعجاب جانبية سريعا ..ابتسامة اشعلت نيران الجالس بجواره ..جلس آدم تأسر سارة نظرات عينيه اليها ..مما جعلها تشعر بالحنق لتطفل نظراته ..جز حمزة على اسنانه كاد يسحقها ..لتصرفات صديقة ..فتحدثت سارة توجه حديثها الى حمزة تهمل آدم عن قصد
: اهلا بيكم يا دكتور حمزة .. تقدروا تعرضوا المشروع بتاعكم للمناقشة
مرر آدم نظره بينهم قائلا
: انتوا تعرفوا بعض قبل كده ..؟
تنهدت سارة بضيق تجيبه بإبتسامة صفراء قائلة بإقتضاب
: ايوة ..
نظر آدم الى صديقه بشرود قاطعته سارة قائلة تنهي اي حديث آخر خارج العمل
: ممكن نتكلم في المشروع بعد اذنكم ..؟
نظر لها آدم يومأ لها بإعجاب ..
ينظر له حمزة بنظرات حادة ..
عرضوا عليها مناقشة مشروعهم ..وانتهى الإجتماع لكن لم تنتهي وصلة النظرات بينهم ..استأذنت سارة منهم قائلة
: المشروع هيتعرض على انكل منصور وهيبلغكم بالرد بنفسه ..شرفتونا ..
ولم تنتظر خروجهم اولا ..بل اندفعت خارجة من الغرفة ..ليوقفها آدم بندائه لها قائلا
: آنسة سارة ..لوسمحتي
اغمضت سارة عينيها تعض هلى شفتيها بغيظ ..ثم استدارت تبتسم بمعالم وجه غير مقرؤة قائلة
: افندم ..؟
تقدم آدم حتى وقف امامها ..وبخطوة واحدة ..سحرية ..تخطى حمزة طاولة الاجتماعات وصولا اليهم ..يمرر نظره بينهم بترقب ..بنظرات تشتعل غضبا ..نظر له آدم بإستغراب ..بينما سارة رجعت خطوة الى الوراء من اندفاعه ..وربما من تلك الشرارات المنطلقة من عينيه عندما تحدث آدم قائلا يخرج هاتفه من جيب بنطاله
: ممكن رقمك ..
نقل شرارته اليها لتلطقتها هي كالرادار ..ولم تغير نظرة عينيه التي مفادها " إياكي" قرار الرد عليه ..فردت قائلة
: لاء ..مش ممكن ..مع حضرتك ارقام الشركة تقدر في اي وقت تتصل تتابع المشروع او تستفسر عن اي شيء ..
ثم تركت كلاهما وذهبت مسرعة ..
ونظرة الإعجاب تحولت لشيء آخر امام عيني ذلك العاشق ..دفعه حمزة بعنف قائلا بحنق
: ما تلم نفسك بقى ..
ثم تركه وذهب خارجا من الشركه
نظر له آدم يستغرب عنفه ..سرعان ما ابتسم بغموض مدركا مصدر انزعاجه ..غالبا صديق عمره ..عاشق لتلك الفتاة بإعتبار سابق المعرفة بينهم ..لكن ..؟ هل تبادله هي ذلك العشق ..هذا ما سيتأكد منه ..ولا عليه لومة لائم ...
____________________
وقف امام غرفة العمليات منذ ليلة امس ..حيث الحالة حرجة ..الحالة حرجة منذ زمن بعيد .. كان عليه علاجها ..وقف يبكي دموع الخوف والقلق عليها ..رغم كل ما فعلته .. مازال ذلك اللعين النابض بداخله يعشقها ..يتألم لفقدها ..يحبها وهي لم تلتفت مجرد التفاتة اهتمام لذلك الحب ..ابتسم بسخرية ..حب اعمى ..اعماه هو عن كل شيء سوى رغبتها ..وحب آخر ..حب اسود ..أو ربما حب لا مسمى له ..اعماها هي عن رؤية قلوب تفني لها روحها فداء ..قلوب محبة ..كنز لم تستطيع استعادته مرة اخرى ..حيث ألقت به بكل رضى في محيط عميق ..محيط حقد ابتلعه حتى القاع ..انتبه الى خروج الطبيب ..نظر اليه يصم اذنيه عن ما يقال ..يخفق قلبه بشدة ..وكأنه على وشك اصدار حكم انتزاع روحه ..توقفت نبضاته ..عندما تحدث الطبيب قائلا ...
________________________
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
الفصلين ٢٣ و ٢٤
الفصل الثالث والعشرون
********************
وقف امام غرفة العمليات منذ ليلة امس ..حيث الحالة حرجة ..الحالة حرجة منذ زمن بعيد .. كان عليه علاجها ..وقف يبكي دموع الخوف والقلق عليها ..رغم كل ما فعلته .. مازال ذلك اللعين النابض بداخله يعشقها ..يتألم لفقدها ..يحبها وهي لم تلتفت مجرد التفاتة اهتمام لذلك الحب ..ابتسم بسخرية ..حب اعمى ..اعماه هو عن كل شيء سوى رغبتها ..وحب آخر ..حب اسود ..أو ربما حب لا مسمى له ..اعماها هي عن رؤية قلوب تفني لها روحها فداء ..قلوب محبة ..كنز لم تستطيع استعادته مرة اخرى ..حيث ألقت به بكل رضى في محيط عميق ..محيط حقد ابتلعه حتى القاع ..انتبه الى خروج الطبيب ..نظر اليه يصم اذنيه عن ما يقال ..يخفق قلبه بشدة ..وكأنه على وشك اصدار حكم انتزاع روحه ..توقفت نبضاته ..عندما تحدث الطبيب قائلا بأسف
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
: احنا عملنا كل اللي علينا ..لكن للأسف الحالة دخلت في غيبوبة..نتيجة تضرر جزء من الدماغ بشكل مؤقت..
نظر الى الطبيب بتيه ..حتى تركه ذاهبا فظل ينظر في أثره بشرود حزين ..قطعه خروجها ممددة على سرير نقال .. غارقة في سبات طويل ..عالم موازي لا ترى فيه سوى سواد ..فاقدة القدرة على اليقظة ..التجاوب ..التفكير ..، فرصة ..وربما هدنة ..لإصلاح ما افسدته ...
_____________________
خرج من الشركة برفقة حمزة ..او بالأحرى برفقة غضب حمزة ..توجه كل منهم الى سيارته ..وقف حمزة يشير له بالسير أولا ..ابتسم آدم باستغراب ..ثم تحرك بسيارته ليتبعه حمزة متحركا بالسيارة خلفه .. يعلم صديقه جيدا ..وعلى ماذا تربى وسط اجواء وبيئة غربية ..لكن عند ذلك الحد فلتنهار غربيته .. زفر حمزة بغضب منزعج مما صدر فعله من آدم ...
التقط آدم هاتفه يتحدث قائلا بغموض
: سارة فؤاد حافظ ..عاوز كل حاجه عنها ..كل معلومة كبيرة او صغيره ..تبقى عندي بالليل ..
ثم اغلق الخط ..يتنهد براحه ..وابتسامة بدأت تظهر على محياه ..حيث صورتها امامه في مخيلته ...
__________________
نهضت من الفراش تتجه نحو حمام غرفتها ..توضأت واخذت تحمد الله في صلاتها ..تدعوه ان يقرب بينها وبين ولدها ..ان تقر عينيها برؤيته بعد كل تلك السنوات
..استقامت من الصلاة ..يملئها عزم رهيب ..قوة غريبة ..عليها استعادة حقها المسلوب ..عليها استرداد روحها ..عليها استرجاع ولدها ..كان قلبها على يقين من انه على قيد الحياة ..وقد صدق ..خرجت من غرفتها تنزل الدرج متجهة الى مكتب منصور ..فتحت الباب بمعالم وجه ساكنة تماما ..استقام منصور يتجه اليها ما إن رآها ..تقدمت منه تنظر الى عينيه مباشرة ..وهو ينظر لها بحزن ..
: عاوزة اقابلها ..
نبرتها استعدادا لحرب ..وكأنها جندي تأهب لإستعادة وطنه .. اقترب منصور يضع. كلتا يديه على ذراعيها بإحتواء قائلا بهدوء محتوي
: كل اللى انتي عاوزاه هنفذه ..
ومع احتوائه تنحى الجندي ..وظهرت الأم ..تساقطت الدموع من عينيها .. تتحدث ببكاء ..ونبرتها تلك على قلبه كالسيف ..
: عاوزة اسألها ..ليه ..ليه عملت فيا كده ؟
احتضنها منصور سريعا بين ذراعيه ..لتطلق هي آه خافته ..من بين بكائها ..وعيون حاضنها تشتعل ..يتوعد لمن كان سببا في آلامهم ...
____________________
وقف في بالمطار امام نافذة المرور الى الطائرة ..يبتسم بسعادة ..آخذا الباسبور الخاص به متجها الى صالة المسافرين لإنتظار موعد الطائرة ..اتسعت عينيه ..وتلاشت ابتسامته ..عندما آتاه صوت شريف من خلفه ..يمسك بيديه جيدا ..يقيده بأغلال حديديه قائلا بابتسامة مصطنعه
: على فين ياراجل ..سايبنا كده وماشي من غير ما تعزي في صاحبك ..
نظر له باسم وقد اتسعت عينيه اكثر يذدرد ريقه بصعوبة يمرر نظره بين قوات الشرطه ..تحدث شريف قائلا يحثه على الخروج ساخرا
: يالا ..يالا بسوم ..البوكس مستنيك بره ياحبيبي
ثم تحولت معالم وجهه الى الغضب الشديد زاعقا يدفع باسم الى الخروج من المطار
: قدامي ..
تحرك باسم برعب شديد الى الخارج ..حيث لم تكن سيارة الشرطة فقط بإنتظاره ..بل كان بإنتظاره شخص ما ..على عجلة نارية ..يرتدي سترة جلدية من اللون الأسود ..وخوذة ..كل معالمه مختفية تماما .. وسلاح ناري كاتم للصوت ..ورصاصة ..
رصاصة اخذت امر التنفيذ اذا رأت باسم مرة ثانية بعد دخوله الى المطار ..ومن بين الحشود وباسم مقيد اليدين خارجا من باب المطار يمسك كل شرطي بإحدى ذراعيه ..فجأة ..سقط باسم من بين يديهم ..برصاصة في منتصف جبهته ..نظر شريف اليه متسع العينين لينظر حوله سريعا يلمح تلك العجلة النارية ..تتحرك كالصاروخ على الجانب الآخر المعاكس للطريق ..ركض شريف وصولا الى المكان الذي اطلق منه ..لكن بعد فوات الأوان .. وقف غاضبا يشد شعره بيده الى الخلف ..حيث اختفت العجلة النارية على حد بصره ..ولم تستطيع سيارة الشرطة اللحاق بها لوجودها في الجهة المعاكسة ..عاد الى باسم مرة أخرى ..يركض المارة من بشاعة المنظر ..حيث جثة جاحظة العينين .. و نافورة دماء صغير تتدفق من رأسه ...
______________________
دخل قصي من البوابة الرئيسية للمنزل .. يرتدي حلة رمادية وقميص باللون الأسود ..تقدم نحو الباب الداخلي للمنزل حيث موعده مع منصور ..وقبل ان تلمس انامله الجرس ..توقفت يديه في الهواء ، تتجه نظراته و جميع حواسه الى جواره .. لمحها .. تجلس على ارجوحة صغيرة بحديقة المنزل ، ترتدي فستانا ازرق و حجابا بلون السماء تلفه بإهمال حول وجهها ..تستند برأسها على ركبتيها ..تلف ذراعيها حول قدميها ..شارد بحزن في اللا شيء امامها ..تقدم نحوها لا إراديا ..كم هي جميلة ..لا يشوب جمالها سوى تلك النظرة الحزينة بعينيها ..لا يعلم كيف ومتى استحوذت على كل مشاعره ..تفاجأت به فأنزلت قدميها جالسة ..وتلك الهالة من الإطمئنان والأمان تحيط بها بمجرد وجوده ..جلس جوارها يبتسم تلك الابتسامة الصافية التي يختصها بها فقط ..سرعان ما تلاشت عندما لمح بعينيها بقايا دموع قد علم فورا مصدرها ،فسألها قائلا
: زعلانه عليه ..؟
وقبل ان تجيبه ..نظرت امامها بشرود وبدأت الدموع تتساقط من عينيها واحدة تلو الأخرى ..ود وبشدة ..جذبها والآن الى داخل احضانه واستنشاق عبيرها ..بين ذراعيه ..مزيلا عنها ذلك الحزن ..رفعت يديها في محاولة منها لإيقاف تلك اللآلئ المتناثرة من مقلتيها بظهر يدها ..هل يمكنه ان يتولى هو عنها تلك المهمة ..؟ود وبشده ..ساد صمت قصير بينهما قطعته هي عندما تحدثت قائلة بهدوء شارد من بين دموعها
: حاجه صعبة لما تبقى غصب عنك جزء من حد كارهك ..كاره وجودك ..
تساقطت الدموع اكثر نزولا من عينيها ..ابتلعت غصتها مردفة
: غصب عنك بتلاقي نفسك زعلان على الحد ده ..
شرد هو الآخر للحظات متذكرا والدته ..ترى اذا حدث لها مكروه ما ..هل سيحزن ..هل سيذرف الدموع من اجلها ..؟، نفض تلك الأفكار عن رأسه منتبها اليها ..تراوده تلك الفكرة بإحتضانها مجددا .. مسحت عينيها بقوة وكأنها تجبرها على التوقف عن ذرف تلك الدموع ..ثم نظرت الى ذراعه المصاب ..تسأله بإهتمام
: عامل ايه دلوقت ..؟
وعادت تلك الابتسامة تتراقص على محياه ..رد مشيرا الى ذراعه يسألها ذلك السؤال الذي كان يلح عليه منذ افاقته ..
: مين اللي خرج الرصاصة ..انتي ؟
نفت برأسها تذدرد ريقها بإحراج قائلة
: لاء ..ده دكتور ..
اوما لها بإبتسامة سرعان ما اختفت ليحل محلها نظرة تفاجأ صادمة ..عندما اردفت
: بيطري ..
اختفت ابتسامته ينظر الى ذراعه ..ثم سألها بإستنكار
: دكتور بيطري هو اللي عالجني ..؟
أومأت له ثم قالت تسأله بإهتمام واضح وضوح الشمس
: اخدت الدوا ..؟
ابتسم بمعالم وجه غير مقروءه قائلا بسخرية
: هو كمان كتبلي على دوا ..؟
ومن بين دموعها ..ضحكت .. وابتهج داخله لمرآها ضاحكة ..كم يتمنى ان تظل هكذا دائما .. وبينما هي في موجه ضحكها اقترب منها قليلا ..ينعم باستنشاق عييرها ولو من بعيد ..لم تلاحظ هي اقترابه ..
فردت من بين ضحكاتها قائلة
: آسفة ..بس ماكنش فيه غيره في الوقت ده ..
وبعفوية تامة ..وربما بحقيقة ما بداخلها اردفت
: كنت خايفة جدا عليك ومالقتش غيره قدامي ..
شهقت تضع يديها على فمها بإحراج لما تفوهت به ..اما هو فلمعت عينيه ببريق غامض ..يبتسم بإتساع ..وكأنه فاز في مسابقة ما بالمركز الأول ..يتسائل بداخله هل يمكنها حقا ان تبادله ما يشعر به تجاهها ..؟
استقامت سريعا تستأذن منه قائلة بإرتباك
: ااا بعد اذنك ..هجيب الدوا ؟
وفرت من امامه بخطوات شبه راكضة ..تسب غبائها لما تفوهت به ..
نظر اليها و كأنه اخذ لتوه جرعة سعادة ..تحولت الى جرعة شجاعة عندما التمعت برأسه فكرة .. سيباغت بها منصور اولا ..تقدم يتوجه الى داخل المنزل لمقابلته ..مقابلة منصور .. الذي كانت عيونه تراقبهم بنظرات غامضة .. دون ادراك منهم من خلف زجاج نافذة مكتبه ...
__________________________
جلس امامها ..ينظر اليها .. ممدده امامه بلا حراك ..فاقدة للوعي ..تاركة تلك الروح الشريرة اللتي تتلبسها ما ان تستيقظ ..و سيستغل هو غيابها ..نظر اليها بندم شديد ..يحدثها وكأنها تسمعه وتراه
: انا السبب ..انا اللي وافقتك على الغلط ..لو كنت إعترضت ..لو كنت رفضت ..ما كناش وصلنا لكده ..
استقام واقفا ينظر اليها بحزن .. ثم خرج من الغرفة يجري اتصالا بهاتفه ..يحاول الإتصال بعمر منذ وصوله الى مصر .. ولا يستجيب للإتصال ..فعاود الكرة لكن تلك المرة بيمنى ..تلك المسكينة التي لا أحد يعدها في الحسبان ..تبادلا التحية ..فرد عبد السلام عليها قائلا عندما تحدثت اليه بدموع ..
: خلاص يا حبيبتي ..ما تعيطيش ..كلها يومين وتبقى معانا ..
ثم اردف بحزن
: هكلم قصي يستناكي ،لأني هبقى مشغول اليومين دول شوية ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
أذعنت الصغيرة على الجانب الآخر من الهاتف ..فرد هو بتذكر قائلا
: اه صحيح ..ما تعرفيش عمر ليه مش بيرد عليا ..؟..مش بتشوفيه ..؟
ردت الصغيرة قائلة من الجهة الأخري
: هو حضرتك ما تعرفش ..؟
ضيق ما بين عينيه بترقب لما تقول ..سرعان ما تحولت نظرته الى زهول عندما اردفت الصغيرة قائلة
: عمر سافر مصر من يومين ..و مش رضي يستنى لما اخلص آخر امتحان وانزل معاه ..
انهى المكالمة مع ابنته ..يتسائل ..ما الذي أتى به الى مصر ..ماذا يفعل ..؟..ولما لم يتحدث اليه ليخبره بمجيئه ..نظر الى غرفة العناية بصدمة ..ترى هل ورطته امه في انتقامها ...وقف حائرا بإنزعاج وقلق على ولده ..كم ناحية عليه التوجه اليها ..كم شيء عليه اصلاحه ..لا يعلم انه عليه اصلاح الكثير مما خربته هي ...
___________________
جلس مراد بابتسامة منتصرة ..امامه عمر يجلس بنظرات زائغة .. يلفها بعض القلق ..لم يكن يتخيل في اسوء كوابيسه ان يلقي بأخيه في ورطة كهذه ..ان يهدم احلامه وطموحاته بفعلته المشينه تلك ..التقط مراد هاتفه ..يجري اتصالا ما .. قائلا يإنسانية مصطنعه
: الو ..لو سمحت عاوز ابلغ عن تاجر مخدرات .. واخد شركته ستار للتجارة في السموم دي ..
ليأتيه الرد من الطرف الآخر مستفسرا عن هويته وهوية ذلك التاجر ..ليتجاهل هو الإجابة على هويته ويجيبه قائلا
: لو روحت شركة الزيني ..هتلاقي في مكتب مدير الشركة عينة من البضاعة اللي بيشتغل فيها ..
ثم اغلق الخط يضحك ضحكات هيستيرية صاخبة ..
والجالس امامه ارضا يحك جسده بإضطرتب ..يشبه الموتى ..ينظر اليه بخوف شديد ، وندم ينهش ما بداخله ...
______________________
جلس قصي بمكتب منصور بعدما تبادلا التحية ..وبإعجاز استطاع منصور اخفاء عاطفته تجاهه ..إخفاء ارتباكه ..
: انا سعيد جدا اني اتعرفت عليك يا ابني ..وممتن ليك على كل اللي عملته ..ومهما عملت مش هقدر اوفيك حقك
هل يمكنك ان توفي ذلك الحق بإعلان زواج فقط ..
تحدث بها قصي بداخله بينما رد قائلا
: انا ما عملتش حاجه اكتر من اللي ممكن اي حد مكاني يعملها ..
نظر له منصور بإبتسامة إعجاب ..يلقي له بأول طعم قائلا
: انا معنديش غير حياة ..هي بنتي وكل حاجه حلوة في حياتي ..هي وحنان مراتي ..
وضع الطعم ..وما عليه الآن سوى ان يلقيه .
: انت عايش مع والدك ووالدتك ..؟
وابتهج قصي ..قد ظن انه يريد معرفته اكثر لغرض آخر وبكل سرور اجابه قائلا
: عايش مع والدي ووالدتي واخواتي..عمر و يمنى ..
واظلم داخله ..اخواته ؟ ..وتراجعت الخفقات الصاخبة في الهدوء تدريجيا ..رسم ابتسامة متكلفة بمجهود كبير ..ابتسامة متضاده مع ما بداخله ..ومع طرق باب المكتب ودخول حنان بقهوة الضيف التي طلبها منها منصور عن قصد، مع تأكيده عليها بضرورة تقديمها بنفسها ..كتقدير لما ورد من الضيف من شجاعة و شهامة لإنقاذه حياة ..والتفاتة منه اليها يعرفها قائلا لقصي
: حنان مراتي ..
عيونه كالصقر ..عادت نبضات قلبه تخفق بعنف ..اللحظة الفاصلة ..التفت قصي يلتقط فنجان القهوة من بين يديها بابتسامة يرفع نظره اليها .. والصورة امام منصور تتحرك ببطء شديد ..ومع ملاقاة الوجوه ..تلاشت ابتسامته .. والصدمة زهول تام ..واستقامة بطيئة ..وتحديق ..ونقطة تحتسب ..و دموع فرحة تلتمع بعيون صقر قد اقتنص ما يريد ..وقف امامها ..توقف عقله عن التفكير ..عن ابداء اي ردة فعل .. ومع ابتسامتها وترحيبها به وسؤاله عن صحته الآن ..هو لا يسمعها .. وربما يسمعها وكأنها تتحدث من بعيد وليس بينها وبينه بضعة سنتيمترات ..تشبه والدته كثيرا ..بل نسخة منها ..رمش عدة مرات مستعيدا تركيزه ..يومأ لها بدون ان يفقه ما تقول ..ومع تربيتة خفيفة على ذراعه تركته خارجه ..هل يهيء له ما يحدث الآن ..ظل واقفا ينظر في اثرها بشرود ..يمسك بين يديه فنجان قهوته ..غير مدركا انه سكب نصفه ..اثر ارتباك اعصابة ..والجالس خلفه بصعوبة شديدة اخفى بها دموع عينيه ..وقد تأكد من كونه ولده ..استقام ببطء يتجه نحوه يحاول السيطره على اعصار مشاعره ..مشاعر ابوة مكبوتة لسنوات ..وقف خلفه تماما ..لم يستطيع ايقاف فيضان دموعه أكثر ..ساد الصمت للحظات ..ومع التفاتة قصي ورؤية دموعه ..ونظراته المتسائلة ..
رد منصور يجيب تسائلاته قائلا ...
__________________________
الفصل الرابع والعشرون
********************
صعد الدرج الخاص بشركته غاضبا ..تتدفق الدماء بعروقه وكأنها امواج بحر هائج تتلاطم ببعضها غضبا ..تعصف نصف أفكاره ..والنصف الآخر متوقف تماما عند نقطة ما ..نقطة كانت بدايتها من مكتب منصور ..نقطة فاصلة بين الحقيقة والخداع ..بين الأصل والزيف ..حيث قطع حديثه مع منصور مكالمة من احد موظفي الشركة يخبره بأن عليه الحضور فورا ..لوجود الشرطة في الشركة لسبب ما لا يعلمه ..فأصر منصور على الذهاب معه ..برفقته ..مقررا بداخله أنه لن يتركه مجددا بعدما وجده ..بعدما عثر على روحه المفقودة منذ سنوات ..توجه قصي بثبات رغم اشتعال غضبه نحو مكتبه يتبعه منصور ..ونظرة العين واحدة ..والخطوات واحدة ..والعدو واحد ..دخل قصي الى مكتبه حتى توقف ينظر حوله الى تلك الفوضى التى احدثها رجال الشرطة ..ولا يعلم لما ..وما السبب ..؟، تحدث يوجه حديثه الى ضابط الشرطة، يضغط على قبضة يديه بشدة يكاد يدميها قائلا
: في ايه ..؟ ايه اللي بيحصل هنا ..؟
نظر له الضابط بلا مبالاة يسأله بسخرية
: مين سيادتك ..؟
نظر قصي الى منصور الذي يقف بجواره ..ثم رد قائلا ومازالت نيران غضبه مشتعلة وربما ظلت حتى حين ..
: قصي عبد السلام الزيني ..مدير وصاحب الشركة ..
تقدم منه الضابط ببطء ينظر الى عينيه مباشرة قائلا باعتذار ساخر مشيرا الى ما حوله
: آسفين يا باشمهندس ..قلبنا لك المكتب ..
رد قصي قائلا يسأله
: في ايه بالظبط ..وسيادتك موجود هنا في مكتبي بصفتك ايه ..؟
و بإبتسامة جانبية ساخرة اجابه الضابط قائلا
: بصفتي ظابط مباحث في مكافحة المخدرات ..
ضيق قصي ما بين حاجبيه بعدم فهم ينظر الى الضابط بصدمة قائلا
: مخدرات ايه ..؟ انا مش فاهم حاجة ..ايه علاقة المخدرات بوجود سيادتك في مكتبي ..؟
وضع الضابط اصبعه الصغير بداخل اذنيه يحكها في حركة مفادها عدم الإهتمام ينظر الى رجال الشرطة من حوله وهم يحاولون البحث عن تلك المخدرات قائلا
: علاقة وجودي هنا ايه ..بشوف شغلي ..جالنا بلاغ بيقول ان في مخدرات في مكتبك يا باشمهندس ..
ثم نظر اليه مردفا
: مش بس كده ..وانك بتتاجر فيها كمان ..
اتسعت عيني منصور ينظر الى ولده بزهول ..ولده ! ..اي تجارة ..واي مخدرات تلك التي يتحدث عنها ضابط الشرطة ..هل دست ناهد سمها بإنسانية وأخلاق ولده كفطرة فأتلفتها ..؟ هل حقا يتاجر ولده بتلك السموم ..هل صحيح ما يتفوه به ذلك الضابط ..؟
اما قصي فقد تأججت براكين غضبه وأوشكت على الإنفجار وقبل ان يرد على الضابط آتي أحد رجال الشرطة يؤدي التحية قائلا يوجه كلامه الى الضابط
: تمام يا فندم ..ما لقناش اي حاجه ..
نظر له الضابط شذرا قائلا
: دورت كويس يا ابني ..؟
: ايوه يا فندم ..مافيش اي حاجه ..
زفر الضابط ينظر بجواره قائلا يوجه كلامه الى أفراد الشرطة ..
: يالا ..
انسحبت قوات الشرطة وظل الضابط واقفا ..نظر الى قصي قائلا
: احنا آسفين يا باشمهندس على الدربكة دي ..انت عارف ..احنا لازم نشوف شغلنا ..
نظر له قصي تحاكي عينيه لهيب محترق ..يسأله بإقتضاب قائلا
: مين اللى قدم البلاغ ..؟
رد الضابط قائلا
: للأسف شخص مجهول ..آسف مرة تانية ،بعد إذنك ..
خرج من المكتب لينظر في أثره كل من قصي ومنصور ثم يتبادلون النظرات فيما بينهم ..ولا يستطيع احد منهم معرفة ما يدور بمخيلة الآخر ..فتفاجأوا ..بأحد عمال النظافة الخاص بالشركة ..يدخل بحذر ينظر يمينا ويسارا يتأكده من عدم وجود احد .. أغلق الباب جيدا ثم تقدم بخطوات سريعه نحو قصي تحت نظراتهم المستغربة ..يهمس له قائلا
: عاوزك لوحدك يا باشمهندس بعد إذنك ..
نظر قصي الى منصور الذي بدوره قد علم ان خلف ذلك الرجل أمر ما ..تحدث قصي قائلا
: قول يا عم مغاوري ..عاوز ايه ؟
نظر عم مغاوري الى منصور قليلا ثم اخرج من داخل ملابسه لفة سوداء ..فنظر كل من قصي ومنصور اليه باستغراب
قائلا يحرص على خفوت نبرة صوته ..
: وانا بنضف المكتب زي كل يوم الصبح..لقيت الكيس ده في سلة الزبالة ..واما فتحته عرفت البلوة اللي فيه ..وبعدين اتفاجأت بدخول البوليس الشركه ..فخبيته في هدومي قبل ما يدخل المكتب وخرجت منه بسرعه ..
استمع اليه قصي بعدم فهم ..حتى أخذ منه ذلك الكيس يفتحه ..تحولت نظرته الى صدمة ..زهول تام ..فعلى ما يبدو ان ذلك الكيس يحتوى على كمية كبيرة من "الهيروين" ..تبادلا النظرات بعيون متسعة كل من منصور و قصي ..ليردف مغاوري قائلا بابتسامة بسيطة
: انا عارف اخلاقك كويس يا باشمهندس ..وعمري ما هنسى وقفتك جمبي في جواز بناتي ..
اتسعت ابتسامته مردفا بتأثر
: آه الموضوع فات عليه اكتر من سنة ،وممكن ما تبقاش انت فاكره ..لكن معلم في قلبي و يارب اقدر ارد لك الجميل ده في يوم من الأيام ..
يا الله ..لم تتدنس فطرة ولده بسم ناهد ..بإبتسامة اعجاب داخليه ..وفرحة عارمة تظهر من خلال نظرة عينيه حدث منصور بها نفسه ..نظر قصي بإمتنان الى مغاوري قائلا
: ما تقلش كده يا عم مغاوري ..انا زي ابنك ..وانا اللي مش عارف ارد لك الجميل ده ازاي ..؟ لولا تصرفك ده كان زمانهم واخدني معاهم ..
حمد الله كل منهما ..توجه قصي نحو مكتبه يضغط على زر ما ..وبعد لحظات دخل السكرتير الخاص بمكتبه ليسأله قصي قائلا
: مين دخل مكتبي وانا مش موجود ..؟
نظر له بتذكر ..ثم رد قائلا
: مافيش غيري يا فندم ..واستاذ عمر اخو حضرتك ..
لا ..لا يمكن ..بعينين متسعتين حدث قصي نفسه مستنكرا بداخله ان يفعل اخيه ذلك به ..وبتيه ..وتشتت افكار ..طلب منه احضار تسجيلات الكاميرا الخاصة بمكتبه ..بعد بضع دقائق احضرها سكرتيره الخاص بعد ما افرغ الكاميرا .. ليفتح قصي التسجيلات وتأتيه صورة اخيه وقد شك انه هو لما اصبحت عليه هيئته الآن .. يتحرك بتردد داخل المكتب .. يمسك بين يديه ذلك الكيس يضعه على المكتب ..ثم يأخذه ثانية ..يفتح درج المكتب يضعه بداخله مغلقا اياه ..وبخطوات سريعه يتجه نحو باب المكتب للخروج ..ثم يمسح على وجهه بعنف وقد لمح قصي دموع عينيه ..وبخطوات اسرع توجه نحو المكتب مرة ثانية ..آخذا ذلك الكيس يقف به يدور حائرا وسط المكتب حتى توجه الى سلة القمامة بخطوات بطيئة وقف امامها ينظر قليلا الى ذلك الكيس بين يديه ثم مسح دموع عينيه بظهر يده واضعا الكيس بداخل سلة القمامة.. ثم خرج من الغرفة مسرعا ..استقام قصي ببطء وقد سيطر الغضب متمكنا على جميع حواسه .. نطق بإسم شخص مجهول بالنسبة الى مسامع منصور ..شخص لم يتعرف بعد على آلام الفقد بين يديه ..شخص سيختبر فقد آخر من تجاهه ..مراد مختار ...
__________________________
بكل جبروت ..وشيطانية ..غير عابئا بهزلان جسده امام قوة جسمانه ..وقف يكيل له اللكمات بوجهه ..يضربه بركبته بصدره وبطنه ..غير عابئا بتلك الدماء التي تتدفق من فمه وانفه بغزارة او كونه اصبح كقطعة القماش المهترئة بين يديه ..افرغ به كل ما بجعبته من غضب ..ثم دفعه ارضا ليستقر عمر مجثي على وجهه ارضا ..تتدفق الدماء من معظم اجزاء جسده ..يمسك ببطنه يتأوه بصوت عال ..وقف مراد يلهث وكأنه كان يصارع احدهم فوق حلبة المصارعه الحره ..تحترق انافسه ينظر اليه يغضب قائلا
: انا هخليك تموت زي الكلب هنا بالبطيء ..
ثم ضربه بقدمه بأحد جانبيه ضربة قوية صرخ لها عمر ألما ..وأردف
: هعرفك..ازاي تلعب بمراد مختار..
وعلت نبرة صوته زاعقا بغضب أعمى ..
: حتة حشرة زيك يلعب بيا انا ..
وبكل جفاء ..وعدم رحمة ..وموت ضمير ..وحقد شخص مختل ..اخذ يضربه بقدميه بجنبه وظهره ..حتى كف عمر عن الحركة ..مستسلما لتلك الدوامة السوداء تبلعه بداخلها ..أرفق به عقله من شده الضربات والشعور بالألم فأخذه في رحلة سبات ..وعدم شعور بتلك الآلام ..
دنا مراد يضع يديه على رقبته متفقدا نبضه عندما سكنت حركته ..وعندما اطمئن الى انه مازال على قيد الحياة تركه خارجا يصفع الباب خلفه بقوة ..يستعير شياطينه استعانة بهم لمخطته الجديد ...
___________________________
كان كل شيء عنها ..كل تفصيلة تخصها ، امامه قبل المساء
اسمها ..سنها .. دراستها ..مع من كانت تعيش ..ومع من تعيش الآن ..ابتسم بإتساع .. فلم يكن يتوقع ان يعثر على ما يبحث عليه بتلك السرعه .. ما اضطر من اجله ترك بلاده والعودة الى موطنه ..و وطن والده ..جلس متنهدا يستعيد ذكرى لم يفت عليها الكثير من الوقت ..ذكرى لم يفت عليها تقريبا اكثر من شهرا ونصف ..تحديدا بعد وفاة والدته بعدة اسابيع ...
Flash back
بمدينه ما تابعة لدولة اوربيه جلس آدم امام قبر والدته يبدو على معالمه الحزن الشديد ..ينظر له بشرود ..حيث توفى جده قبل بضعة اشهر ..والآن ..ومنذ ثلاثة ايام فقط توفت والدته ..قد امسى وحيدا لا احد له ..فتفاجأ بمن تقف خلفه تضع يديها على كتفه ..نظر اليها بوجوم عندما وجدها صديقة والدته ..تلك العجوز المرحة "إيلين " قصيرة القامة ..بجسد ممتلئ قليلا وظهر منحنى ..وشعر ابيض كبياض الثلج المتساقط في وقت شتائهم ..وعيون بلون السماء.. تبتسم له ابتسامة تبث الأمل كأسهم من نور في ظلام اليأس ..استقام آدم واقفا ينظر الى قبر والدته قائلا بحزن
: لقد توفت والدتي أيلين .. لم يعد لي اي شخص آخر بالحياة ..اولا جدي ..ثم والدتي ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
ربتت إيلين على كتفه ثم تقدمت تخطو بعكازها حتى وقفت امامه قائلة بمرح وهي تمسح دموع عينيها اللتي تتساقط على خطوط بشرتها بظهر يديها ..
: وانا ايها الأحمق الصغير ..هل احضر لك تابوت تضعني به الآن كي تستريح ..
ابتسم آدم بحزن فتلك السيدة تمتلك روحا ايجابية .. لو وزعت على العالم لملئته وفاض ..فأردفت ايلين قائله بجد ..
: استمع الى جيدا آدم ..
ثم نظرت الى قبر والدته قائلة بحزن وقد عادت دموع عينيها بالتساقط ثانية
: سارة لم تكن فقط صديقتي المقربة ..بل كانت أختا لي ..واكثر ..
ثم نظرت اليه مجددا مردفة
: قد تركت لك شيء معي ..اعطته لي قبل وفاتها ..
نظر لها آدم بتسائل.. لتردف هي بابتسامة جميلة تخرج خطابا من جيب ردائها قائلة
: انت لست وحدك آدم ..بل لك عائلة .. وعائلة كبيرة جدا ..
نظر ارضا وقد ظن أن ما تتفوه به مجرد مجازا .. لتتحدث ايلين قائلة
: هذه هي الحقيقة بني ..لك عائلة ..عائلة والدك ..
نظر لها آدم بإستغراب قائلا
: ماذا ..؟ ماذا تقولين ايلين ..؟ اي عائلة ..الا تعلمين ان والدي قد مات منذ كنت صغير ..
ثم شرد للحظة مردفا
: حتى انني لا اتذكره مطلقا ..ولم أراه بحياتي ..كيف يصبح لي عائلة خاصة بوالدي ..؟
وضعت الخطاب بين يديه وبإبتسامة محتوية ردت قائلة
: اقرأ هذا بني ..وستعلم كل شيء ..
ثم تركته ذاهبة تمشي بعكازها بخطوات قصيرة ..نظر لها ثم فتح الخطاب الذي بين يديه ..يقرأ سطوره المكتوبة بخط يد والدته ...
« آدم ..بني ..اعلم انك تقرأ ذاك الخطاب الآن وانا لا وجود لي على وجه الأرض .....
هل تتذكر عندما كنت طفلا صغير ..دائما ما كنت تسألني عن اسم والدك الحقيقي ..ولماذا اسم جدك يتبع اسمك ..بينما بقية أصدقائك يتبع اسمهم اسم والدهم .....
لم اكن ادري بماذا اجيبك .... سامحني بني ... سامحني لأنني اخفيت عنك حقيقة ان والدك على قيد الحياة ....
سامحني لأنني لم اخبرك انه تخلى عنك وعني من اجل تقاليد عائلته الواهية ....
احببته كثيرا بني ....احببته وكأنني لم احب احدا غيره ....
ولن انكر انه احبني ....لكن لم يحبني بالقدر الكافي .....
فعندما اصر عليه والده ان يترك تلك البلد ويعود الى وطنه أذعن لأمره .....
تركني وترك لي بالسفارة ورقة تثبت تخليه عني وعنك ...
لم اكن اعلم انك كنت تتكون بداخل احشائي وقتها ......
وعندما علمت اصررت على بقائك ...تمسكت بك بني .....
ولعل هذا يغفر لي عندك ما أخطأت فيه بحقك ..
وعند ولادتك قررت انني لن اخبره .....كنوع من انواع الإنتقام .....
قد تركني ولن اخبره بوجودك ......
عارضني جدك كثيرا ......
فأنت تعلم انه يحمل تلك الدماء الشرقية .....
لم اكن ادرك وقتها انني انتقم منك انت بني ......
كنت اتألم كلما كنت تذكره .....كلما كنت تسألني عن صورة له ......
حتى اصر على جدك بإخباره ......
و بحثت عنه ....ثم ارسلت له صورتك وخطاب اعلمه فيه ان له ولد .......يريد رؤيته بشده ..... يحتاج الى أحضانه ........
ولكنه لم يرد .....لم يرد على خطابي له ....وما زاد ذلك في قلبي سوى احتراقا .......
اكتب لك الآن بدموع عيني بني ......كل ما احتاجه منك هو مسامحتي .......ان تغفر لي .....ان تغفر لي عشقي .......ان تغفر لي الثأر لكرامتي .......ان تغفر لي عدم الإلتفات لك .....والنظر فقط للإنتقام من والدك .....
اود ان اقول لك انني احبك .....احبك كثيرا بني ...
اريد إخبارك الآن بإسم والدك الحقيقي .....
علك تنجح انت في الحصول على رد منه ...... وربما رق قلبه لك عند رؤيتك ......
قد تركت لك صورة له مع الخطاب ......
وكما كنت تتمنى دائما سأكتب لك اسمه خلف اسمك مباشرة ......
" آدم فؤاد حافظ"
والدتك ...سارة محمود المصري ......
وداعاً بني ......»
Back
لم يكن يعلم بأن له اخت ..لم يكن يعلم بأن لها وجود من الأساس.. عاد الى مصر للبحث عن والده .. وقد أكد له ذلك الملف الخاص بكل شيء عنها ..وأسمها أيضا ..الذي ربما يكون والده قد اختاره لها ..على اسم محبوبته ..سارة ..والدته .. لا يعلم أتلك مصادفة ..ام حكمة الاهية ..وتدابير قدر ...نهض يتجه إلى الخارج عازما على الذهاب اليها مرة ثانية ...
_____________________________
آتاه اتصالا من عبد السلام ..فالتقط هاتفه يرد ليأتيه صوته قائلا بحزن
: انت فين يا ابني ...
رد عليه قصي من الجهة الأخرى وقد استغرب لهجته الحزينة
: خير يا بابا مال صوتك
زفر عبد السلام بتعب قائلا
: يمنى نازلة مصر كمان يومين .. عاوزك تجيبها علشان هبقى مشغول ..
سأله قصي من الجهة الأخرى قائلا
: وده اللي مزعل حضرتك كده ..؟
ابتلع عبد السلام غصته بصعوبة ليرد قائلا
: زهيرة عملت حادثة .. وفي المستشفى ...
____________________________
انهت يوم عملها الشاق .. بالنسبة اليها .. لملمت أشيائها خارجه من الشركة ..لتتسع عينيها فجأة ..تنظر الى ذلك الذي يقف مبتسما لها على الجهة الأخرى من الطريق ..يشير لها ..جزت على على اسنانها غضبا .. عبرت الطريق اليه .. وقفت امامه تنظر له بإستنكار قائلة
: انت ايه اللي جابك هنا ..؟
نظر لها يرفع حاجبه الأيسر بابتسامة ..تصنفها هي تحت مسمى السماجة ..قائلا
: به ..وما جيش ليه ..؟،مش بت عمي اياك ..؟
اغمضت سارة عيونها بقوة تملئ رئتيها بالهواء ثم تزفره دفعه واحده غيظا ..فأردف سالم قائلا
: يالا علشان اوصلك ..وتلحجي تحضري شانطتك
نظرت سارة الى الطريق خلفها تزفر بضيق ..ليبتسم هو ابتسامة ماكرة مردفا بما جعلها تثبت له عكس ما يقول
: اوعاكي تكوني خايفة تركبي معاي ..
التمعت عينيها بشرارات التحدي اللتي تبهره هو شخصيا .. فنظرت له بعدم اهتمام تتوجه الى السيارة تفتح بابها لتركب مغلقه الباب بقوة ..ابتسم سالم بظفر ..فقد تأكد من انه يسير على الطريق الصحيح ..ركب سيارته يحركها متجها بها الى منزل منصور ..وهناك ..خلفهم مباشرة ..تنضح عيونه بنيران مشتعلة غضبا .. تفيض من مقلتيه براكين منصهره ..لكن انصهارها ليس غضبا تلك المرة ..بل شيء آخر ..شعور ما يؤرق رجولته ..يحتبس قلبه تحت قبضة من نار .. نار لا تنطفئ ابدا ..شعور "الغيرة ".. ليتحرك خلف السيارة سريعا يتبعهم ..واثناء تحركه لمح آدم يتوقف امام الشركة بسيارته لتتأجج نيران الغيره بداخله اكثر ..هل يتوقف الآن وينزل من السيارة يبرح ذلك الذي ربما يكون من فصيلة البغال ضربا ..وسيرفض علاجه بعدها ..ام يذهب خلف تلك السيارة التي ركبت بها تلك الحمقاء بدون تردد ..ليحسم تردده بالتحرك خلفهم بالسيارة ..يتوعد لها بداخله ..لكن عليه اولا معرفة من ذلك الشخص الذي ركبت سيارته بكل سرور ...
_____________________
صعد دكدرجات سلم المشفى ..وصل الى رواق العناية المركزة ..وقف امام غرفتها يفتح بابها ببطء .. حتى ظهرت له شيئا فشيئا ..ممده على الفراش تغطيها اسلاك وخراطيم بعضها موصل برأسها ..وآخر بأنفها ..هل حالتها حرجة الى تلك الدرجة ..ليتذكر موقف بكاء حياة على والدها .. اين تلك الدموع ..لما لا تنزل من عينيه ..اين ذلك الفزع لمجرد تخيل فقدها .. دخل يقف امامها شاردا بها ..كيف لشخص ان يحمل ملامح شخص آخر بتلك الصورة ..كيف لها ان تشبهها بتلك الدرجة الكبيرة ..قطع افكاره دخول عبد السلام يمرر نظره بينهم بقلق ..يحث نفسه هلى الإعتراف الآن ..وفورا ..اقترب منه قائلا
: قصي ..انت جيت ..
التفت اليه قصي ببطء يضع يديه بجيب بنطاله يومأ له بهدوء ..يرتب عبد السلام افكاره ..يلملم تبعثر الكلمات بداخل عقله ..ليخرج جملة اعتراف واحدة ..يخرجها وكأن روحه هي التي على وشك الخروج ..يقف بإرتباك يرمش بعينيه ..يتصبب منه العرق ..ليقرر أخيرا خروج الكلمات وكأنها انصال حادة تقطع لسانه اثناء خروجها
: قصي ..اناااا ..عاوز اقولك على حاجة ..حقيقة ..لازم تعرفها ..
يبتلع ريقه بتوتر ، ليرفض المرور فيرجع مرة اخرى غير قادرا على بلعه اثر توتر كل حواسه ..ليتوقف قلبه عن الخفقان ..تتسع عينيه ينظر إليه بزهول عندما اردف قصي بإبتسامة ساخرة ونظرات غامضة ..ونبرة هادئه رغم براكين قلبه المحترق غضبا
: عارف ..ولا انت ابويا ..
ثم اشار برأسه نحو زهيرة الممددة على سريرها مردفا
: ولا هي أمي ...
___________________
💃💃😘دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية ملاك في عالم الشياطين كامله
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا