رواية أحيت قلب الجبل الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت الثالث عشر والرابع عشر بقلم ياسمين محمد
الفصل الثالث عشر
****************
وصلت سارة الى المقهى تبحث بعينيها عن سالم ،تتمنى الا تجده وتعود ادراجها مرة اخرى ، لكن ضاعت امانيها عندما رفع سالم يده يشير لها جالسا بإحدى الطاولات الجانبية ، تقدمت اليه بخطوات ثابته، وانف مرفوع وعيون واثقة .. وقلب يرتجف .. تمتلك هي القوة لإخفاء ذالك الارتجاف
جلست امامه قائلة مباشرة وبدون مقدمات
: خير ..؟
نظر لها ثم تنهد يحث نفسه على الصبر، رد قائلا باستنكار
: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
ردت بنفاذ صبر
: لو سمحت قول انت عاوز ايه لأني مش فاضيه .
جز على اسنانه غيظا ، لكنه اخفى غيظه ، نظر بجانبه ،ثم اعاد نظره اليها مرة اخرى بتأثر مصتنع قائلا
: عارف ان من حجك تزعلى ..وتعملي اكتر من اكده كمان ،
ثم تنهد تنهيدة عميقة مردفا
: هقول ايه بجى.. الله يرحمه عمي هو السبب فى اللي احنا فيه ده..
لتغيم عينا سارة بسحابات من الحزن ، كم كانت تتمنى وجوده بجوارها ، كم كانت تتشوق لتذوق دفئ احضان الاب كما تسمع عنه ، "لكن لا يدرك المرء كل ما يتمنى"،
التمعت عينيه بثعلبية عندما لمح بنظرة عينيها ذالك التغير، وقد لمس وترا ما في احساسها فأردف بحزن وتأثر مصطنع
: اني موافج نحلو موضوع الورث ودي ،ولا محاكم ولا يحزنون ، لكن ليا شرط ..
انتبهت سارة اليه والى كلمة "شرط " لترفع حاجبها الايسر تشتعل عسليتيها غضبا ، تربع ايديها اما صدرها تستعد للهجوم عليه بوابل من الكلمات ،استشعر هو ذبذبات غضبها فأردف سريعا
: وممكن تسميه طلب ..او رجاء مني ..
ردت قائلة وهي على نفس وضعها
: ايه هو الرجاء ..؟ احب اعرفه
اسبل لها عينيه بحزن قائلا
: تاجي تجعدي وسطينا ..ناكلو في طبج واحد ويبجى عيش وملح ..نتعرفو عليكي .. وتتعرفي علينا
ترددت افكارها للحظة .. تشتتت ،..تفتقد ،بل تفتقر ذالك الشعور بوجود عائلة .. لم تختبره قط ، وقد اردف سالم يطرق "على الحديد وهو ساخن" قائلا عندما رأى ترددها
: اجل ما فيها ..تشوفي جدتك ..تشمي فيها ريحة ابوكي اللي ما شوفتيهوش قبل سابج..
نظرت له بعدم تصديق ..هل حقا لها جدة ..هل ستتقبلها بعد تلك السنوات .. هل حقا تجد فيها اثر والدها الذي لم تراه في حياتها قط ، اذدردت سارة ريقها ببطء ترمش بأهدابها في تفكير ، فرد سالم قائلا وهو يخرج من جيب عبائته ورقة مدون بها جميع ارقامه
: انا هسيبك تفكري .. وتردي عليا على مهلك ، كلميني اول ما تاخدي جرار.
ثم تركها وذهب ..ترك افكارا ..واشواقا لمشاعر عدة لم تختبرها مطلقا .. ، ابتسم بظفر اثناء خروجه فقد تأكد من نجاح خطته، فقد لعب على نقطة احتياجها ، يقدم لها ما تفتقده ...
جلست تفكر ،..شريدة هي كطائر ضل الطريق عن سربه ..وقد عثر عليه اخيرا .. ،تحدث نفسها ماذا سيحدث اذا ذهبت الى هناك ..؟..لن ينقص منها شيء .. ،استقامت تلطقت الكارت من على سطح الطاولة متجة الى خارج المقهى ...
شريدة ..كطائر فقد سربه ..ووجده اخيرا متلهفا متشوقا الي الاحتواء ..لا يدرك أنه.. سرب من سراب..
___________________________________
وصلت قوات الشرطة في ذالك الحي الشعبي ،حيث حادث قتل مروع بمنزل مكون من غرفة واحدة .. والمجنى عليها عجوز تكاد تكون عاجزة عن الحركة .. لم يسرق شيء من الغرفة ..او بالأحرى لا يوجد شيء لسرقته ..إذا ما اذي دفع القاتل لإرتكاب جريمة كهذه ..وقف ضابط المباحث ينظر الى جثة عليا بتركيز، افراد المعمل الجنائي يقومون بأخذ سلاح الجريمة و الاحراذ لوضعها تحت الإختبارات و رفع البصمات ، التفت الى الغارقة بدموعها من شدة البكاء، نظر لها باستياء يسئلها قائلا
: ايه اللي حصل ..؟
نظرت له ام ورد تتحدث من بين بكائها
: انا كنت واقفة في البلكونة ياباشا .. وشوفت تاكس واقف قدام بيتها ..، على بال ما نزلت ، كان التاكس مشي دخلت لقيتها غرقانة في دمها ..
ليسألها الضابط مرة اخرى
: ليها قرايب ..او معارف ؟
نفت له ام ورد قائلة
: مالهاش حد ابدا يا باشا ..ماكنش ليها غير ابنها الله يرحمه
اومأ لها الضابط يفكر ، ما الذي يستدعي احد ما لقتل عجوز قعيدة ..؟ اذا لم يكن القتل بنيه سرقة ..ترى ماذا يكون الدافع ..؟
نظر الى ام ورد قائلا
: تعالى معانا ..هنحتاج اقوالك دي في القسم
اومأت له ام ورد تبكى حزنا على فراق صديقتها ...
___________________
وصلت زهيرة بسيارة الاجرة امام الفندق مرة اخرى بمعالم وجه مرتاحه للغاية ،وكأنها لم ترتكب جريمة قتل للتو ..اعطت السائق اجرته وترجلت من السيارة الى داخل الفندق بقلب كالجليد ، لم تتأثر لحظة بكونها أذهقت روح انسان منذ عدة دقائق ، صعدت إلى غرفتها ، اخذت حقيبه ملابسها وترجلت مرة اخرى الى خارج الفندق، بلا عودة ..ستغير مكانها احتسابا لأي شيء قد يحدث ..
هي لا تفكر وتنفذ فقط ..لا .. بل تنسج خطتها بنسيج محكم ..غير قابل للفكاك ..حيث جميع اطراف خيوطه بين يديها ..انتقلت الى شقة مفروشة ، قد حجزتها ايضا من خلال احدى المواقع الإلكترونيه ، تحدث نفسها قائلة بسخرية ..ما اسهل التعاملات في العصر الحالي .. بضغطة زر فقط تحصل على ما تريد..
انهت مقابلة مالك الشقة واستلامها في وقت قصير، واستعدت للمهمة الأكثر صعوبة ..حيث هي على مشارف مواجهة ..ويجب الإستعداد لها على اكمل وجه ..
________________________
انتهى اليوم بإطفاء شمس غرقت في بحار الكون ..
وبدأ يوم جديد بولادة شعاع نورها مرة اخرى من رحم الظلام..
وقفت حياة تعدل من ملابسها امام مرآتها بعيون تلتمع بالعزم والثبات ، ارتدت فستانا من اللون البنفسجي الداكن ، تتحدد حواف اكمامه وجيوبه باللون السكري وحجاب من اللون" الاوف وايت" اسفله جزء صغير من نفس لون الفستان ..فبدت رائعة للغايه ، خرجت تنزل الدرج تتجه نحو الاسفل ، فوجدت حنان وسارة بانتظارها على مائدة الافطار ،اقتربت منهم بابتسامة مشرقة ، لتنظر لها سارة بانبهار ، وكذالك حنان تنظر لها مبتسمة بفخر
اقتربت حياة منهما قائلة
: صباح الخير
ردتا سارة وحنان التحية لتنظر سارة اليها قائلة بمرح
: هما اللي بيتخطفوا بيحلوا كده
ضحكتا حنان وحياة، ثم ردت حنان تربت على كتف حياة بحنو قائلة
:ربنا ما يجيبلناش حاجه وحشة تاني يارب.
انتهوا من تناول الإفطار ،وجهت حياة حديثها الى سارة قائلة
: يالا بينا .. عاوزين نوصل الشركة بدري ..
ردت سارة تجيبها وهي تنهض من مكانها قائلة
: يالا ..
قبلتا كل منهما حنان يودعانها ، ثم خرجوا يتوجهان نحو السيارة
تودعهم حنان بدعوات صادقة من قلبها قائلة
: في حفظ الله يا حباييي ..ربنا معاكم
ركبا سويا ،وتحركت حياة منطلقة بالسيارة ،
تحركت سيارة خلفها مباشرة تتبعها ،
وسيارة اخرى ..تتبع كليهما .....
____________________________
جلس بمكتبه يشتعل غضبا ،يتحرك يمينا ويسارا، تحترق انفاسه ، فقد علم توا بسفرها الى مصر ،لم يكن يريدها ان تعلم بالأمر الان ،كان يجب عليه ان يحسب حسبانه جيدا لمعرفتها ..ستخرب الآن كل شيء، كم ستكون مهمته شبه مستحيلة ..فهو يعلمها تماما ..لن تتوارى عن فعل اي شيء حتى تحقق مبتغاها ..لن يستطيع احدا ما الوقوف أمام قوى شرها وحقدها العتيق ، عزم امره على المواجهة، وقد قرر اللحاق بها والعودة الى الماضي لإصلاح ما قد هدمته هي وساعدها هو في هدمه ..، لم تفكر حتى بابنتها الصغيرة ،تركتها بمفردها وسعت خلف انتقام واهي لن يحقق لها سوى الهلاك ، ماذا يفعل كيف سيتركها بمفردها ، فعمر يمكنه تحمل مسؤليه نفسه ، لكن يمنى مازالت اصغر من تحمل مسؤولية وجودها بمفردها ، قد فكر بأن يأخذها معه لكن اختبارتها قد بدأت للتو ..يا إلاهي ما تلك المعضلة ..ماذا سيفعل ..
حسم امره بعد تفكير عميق ،قرر ان يسافر الى مصر اولا بمفرده ، ومن ثم يمنى وعمر يلحقان به بعد انتهاء اختبارات الصغيرة ...
_______________________
وقف امام منزله ينظف سيارته الاجرة ليبدأ يوم عمل جديد ، وصوت القرآن الكريم يصدح من المذياع الخاص بالسيارة، انتهى من تنظيفها ،يتجه نحو المقهى امام منزله يحتسي قدح الشاي الساخن كما عادته كل صباح ، جلس على احد المقاعد ينادي فتى المقهى بصوت جهوري قائلا
: كوباية شاي في الخمسينة يا دقدق
ليأتيه صوت دقدق قائلا
: من عنيا يا اسطا خليل..وعندك واحد شاي في الخمسينة وصلحوا
استمع الى صوت احد معارفه بجواره يحوقل قائلا بتأثر
: لا حول ولا قوة الا بالله ..الناس بقت ماشية تقتل في بعضها ..مابقاش في تقوى ولا ضمير خلاص
ليرد عليه الاسطى خليل قائلا باستنكار
: يافتاح ياعليم يارزاق يا كريم ..خير ع الصبح ..؟
ليرد عليه الرجل بتأثر ناظرا بالجريدة بين يديه
: جريمة قتل ياسيدي ..والمجنى عليها ست غلبانه ماحليتهاش اللضى .. في منطقة (......) ، اتقتلت ليه .. ومين القاتل ..؟ ما يعرفوش
ثم نظر له بسخرية مردفا
: ويضيع الحق على كده ..ما احنا مالناش تمن في البلد دي..
اما هو فجلس متسع العينين عندما ذكر صديقه اسم المنطقة.. فهي نفسها المنطقة التي كان ينتظر بها تلك السيدة امس ..، جلس متذكرا ربكتها وتوترها عندما خرجت من ذالك المنزل الذي كان ينتظرها امامه..
Flash back
خرجت مسرعه من المنزل تركب السيارة قائلة وعيونها تلتفت حولها والى باب المنزل خاصة
: اطلع يااسطى ..بسرعه
ليرد عليها قائلا وهو يستغرب ارتباكها
: حاضر ياست هانم ..،بسم الله
ويشرع في تشغيل سيارته والتحرك بها خارجا من تلك المنطقة ..
Back
اخذ من يد المجاور له الجريدة ينظر بها ليتأكد من اسم المنطقة ، اتسعت عينيه لآخرهما، قلبه يخفق بشدة عندما رأى صورة للمنزل والمنطقة من الخارج ،تحت عنوان " جريمة قتل مجهولة الدوافع، لسيدة بعقدها الخامس بحي (.....)"
اغلق الجريدة بنظرات حائرة ، وعقله يأخذه ذهابا وإيابا ،
يتسائل هل يمكن ان تكون تلك السيده هي القاتلة ..و إن كانت.. ماذا عليه ان يفعل..؟ ، اذا صمت فسيكون شريكا لها ..واذا ذهب للإدلاء بشهادته فماذا سيكون مصيره ...
________________________
وصلت حياة الى الشركة بصحبة سارة ،صفت سيارتها بجراج الشركة، ثم ترجلت منها تتجه الى الداخل،
صعدتا إلى مكتب منصور بكل عزيمة و ثبات ، وصلتا الى المكتب لتستقبلهما السكرتيرة بابتسامة واسعة قائلة
: اهلا وسهلا يافندم ..حمدالله على سلامة منصور بيه
اومأت لها حياة بابتسامة تشكرها قائلا
: متشكرة ياسناء ..
ثم اردفت بجديه تامة
: عاوزاكي تجيبيلي كل الملفات المتأخرة اراجعها ،وتبلغي كل العملا ان الشغل هيفضل مستمر وان كلها ايام باذن الله وخالو يرجع الشركة تاني ..
اومأت لها سناء قائلة
: باذن الله يافندم ..تحت امرك
لم يكن الامر صعبا عليها ، فقد دربها منصور كثيرا اثناء دراستها علي متابعة اعماله ومعرفة نظام وخط سيرها .
دلفت الى داخل المكتب تحث سارة بمرح قائلة بجدية مصتنعة
: صحصحي معايا ها ..الشغل اتعطل اليومين اللي فاتو دول ..عاوزين نثبت لخالو ان احنا قدها ،
ثم رفعت انفها بفخر مردفة
: وانه معاه بنات اه بس بمية راجل ..
لترد عليها سارة بتهكم قائلة تشير الى المكتب
: ماشي يا ابو الرجالة .. اتفضلي
ضحكا سويا ، ثم جلست حياة بمكتب منصور ..وجلست امامها سارة
دلفت بعد عدة دقائق سناء تحمل بعض الدفاتر والملفات قائلة
: دي كل الملفات والفاكسات اللي وصلت لنا ..ده غير ان في اجتماع مهم جدا للصفقة الجديدة ..متأخر بقاله يومين
اومأت لها حياة قائلة
: تمام، بلغيهم دلوقتي ان الاجتماع معاده انهارده ..
اومأت لها سناء ثم خرجت من المكتب
نظرت حياة الى سارة قائلة وهي تقسم الملفات امامها
: يالا خدي انتي حبه وانا حبة
ضحكت سارة تلطقت منها الملفات لمراجعتها ..
لتنكب كل منهما على ما في ايديهم لينهياهما بوقت قياسي ..
،بالخارج اجرت سناء عدة اتصالات بخصوص الاجتماع ،ومن ضمن تلك الاتصالات" قصي الزيني " ، احد العملاء المساهمون في تلك الصفقة
بداخل المكتب نظرت سارة باندهاش للورقة بين يديها ثم وجهت نظرها الى حياة قائلة بترقب
: حياة ..؟..في حاجة مش لطيفة ،اظن انها مش هتعجبك
ردت عليها حياة وهي تنظر بالأوراق بين يديها بتركيز قائلة بعدم اهتمام
: في ايه ..؟
مدت سارة يديها بالورقة نحوها قائلة
: خدي شوفي كده ..
التقطت حياة الورقة بين يديها تنظر لها ،اتسعت عينيها فجأة حين رأت ان والدها الذي شارك باختطافها لصالح باسم منذ أيام ..هو شريك خالها ايضا بعد شرائه لأسهم باسم ،
لتنظر الى سارة بعدم فهم قائلة
: الكلام ده معناه ايه ..؟
ردت عليها سارة تقلب شفتيها للأسفل بمعني انها لا تدري
لتردف حياة بعد تفكير قائلة
: ده ما لوش غير معني واحد .. ان باسم وبابا متفقين يورطو خالو ،ويخلوه غصب عنه يوافق بشراكة بابا اللي مستحيل خالو يوافق بيها ..
ثم التقطت ورقة مدون بها شروط قبول عقد الشراكة ،تقرأها جيدا مردفة بتفكير
: وبحسب شروط القبول خالو مضطر لا اما يقبل الشراكة لا اما يدفع الشرط الجزائي ويخسر الصفقة .
لترد سارة بزهول قائلة
: ياولاد الأبلسه
ثم اردفت تنظر الى حياة بتسائل قائلة
: تفتكري ليه عملو كده ..وهل ده ليه علاقة بخطفك ..؟
لتتنهد حياة بنظرات حائرة قائلة
: مش عارفة ..
إلتمعت عينيها باصرار ، لأول مرة ستتصرف بدون استشارة منصور ،او الأخذ برأيه ،ضغطت على زر استدعاء سناء ، لتدلف الاخيرة اليها فأردفت حياة
: عاوزاكي تطلبي استاذ رشدي وتبلغيه بضرورة وجوده في الاجتماع
ارادت سناء اخبارها بشأن مشاجرة منصور ورشدي وامره بعدم دخوله الى الشركة مرة اخرى لتتنحنح قائلة بإحراج
: احم ، انسه حياة..في أمر من منصور بيه بعدم دخول استاذ رشدي الشركة..
اومأت لها حياة بتفهم فقد كانت تتوقع ذالك قائلة
: تمام نفذي اللي قولتلك عليه
اذعنت سناء لأمرها متجهة إلى خارج المكتب .
نظرت سارة باتجاهها تسألها
: ناوية على ايه ..؟
تنهدت حياة تفكر فيما ستفعله ..تدعو الله سرا الثبات والقوة امامه ، فلا يزال حادث اختطافها يترك اثرا بالخوف داخلها ..لكنها ستبتلع ذالك الخوف ،ستغمره بأعماقها ، لن تظهره ابدا ...
________________________
وقف يستند بجسده على السيارة استمع الى رنين هاتفه ليرفعه إلى اذنيه يرد قائلا
: باشا..العربية ما اتحركتش من مكانها ..
على الجانب الاخر من الهاتف تأججت نيران غضبه ، تشتعل بعينيه براكين تكاد تنفجر غيظا ،ليغلق الخط بوجهه، يفكر ..حتما هو احد اتباع او معارف منصور، فلا يعقل ان يظل نزيل فندق لمدة ثلاثة ايام دون الخروج ، استقام متجها الى سيارته تقوده شياطين غضبه متجها نحو شركة منصور، حيث عين شخص آخر بمراقبتة حياة ، اخبره منذ قليل بوجودها في الشركة ..بمفردها ، ركب سيارته يتوعد لها بداخله ..عازما على النيل منها ..حيث ستكون هي .. "صفقته الرابحة " التي لن يتنازل عنها ابدا ...
_________________________
بعد بعض الوقت ..
دلفت حياة برفقة سارة وبعض موظفين الشركة الى غرفة الاجتماعات ،لتجد رشدي وبعض العملاء بانتظارها ،جلست على المقعد الرئيسي الخاص بمنصور ترفع رأسها بشموخ ، لينظر لها رشدي بسخرية واستهزاء،
التقطت نظراته بنظرة تحدي وإصرار قائلة
: اهلا بيكم ..الحقيقة اجتماع انهارده بخصوص الصفقة لكن بشكل تاني ..
لتعلو الهمهمات من حولها بين موظفين الشركة ،والعملاء .
فأردفت بكل ثبات توجه نظرها الى العملاء
: اجتماع انهارده بخير فيه حضراتكم بين امرين .. الاول، إنكم تكملوا الصفقة مع شركة منصور المنياوي فقط..وهتتحمل الشركة الصفقة كاملة
ثم وجهت نظرات التحدي الى والدها مردفة
: من غير شراكة استاذ رشدي ..
نقلت نظرها مرة اخرى الى العملاء قائلة
: وليكم حرية القبول او الرفض ..
نظر لها رشدي تتطاير شرارات غضبه من نظراته الموجهة اليها ..فبتلك الفكرة سيخسر هو في كلتا الحالتين، فبموافقة العملاء على اتمام الصفقة بالتعاقد مع شركة منصور فقط ،سيكون هو الخاسر وعليه الانسحاب قسرا ، و برفض التعاقد من الاساس مع شركة منصور وشركته ،سيكون ايضا هو الخاسر ،حيث تمتلك شركة منصور النسبة الاعلى من الاسهم ، وسيقسم الشرط الجزائي على كلاهما
تلك الشيطانة الصغيرة فعلت ما لم يجرؤ منصور نفسه على فعله .
وكل ما فعلته هي .."المجازفة" ..اما التعاقد مع شركتهم فقط وانسحاب شركة والدها ..و ستجد حلا فيما بعد لضبط الميزانية ، واما رفض التعاقد اطلاقا مع الشركتين وبذالك سيكون الشرط الجزائي مخفف حيث سيدفع رشدي جزء منه...
ولشركتهم أسبقية القرار، لإمتلاكها النسبة الاكبر من الأسهم
تشاور العملاء فيما بينهم ، ثم طلبوا بعض الوقت لدراسة الامر والتفكير جيدا ، وافقت حياة ،وانهت الاجتماع تحت نظرات موظفين الشركة المنزعجة لقرارها الذي اتخذته بدون اي اساس من الصحة ، خلت غرفة الاجتماعات سوى من رشدي وحياة وسارة ،
استقام رشدي ينظر اليها بغضب ..تشتعل عينيه يريد الفتك بها . تقدم نحوها بخطوات تكاد تترك آثارها ارضا من شده احتراق غضبه قائلا وهو يجز على اسنانه غيظا
: تربية منصور بصحيح ..
ليبتسم بسخرية مردفا
: بس مش دي نهاية اللعبة لسه...
ليقطع كلامه اقتحام باسم لغرفة الاجتماع كشعلة يتوهج لهيبها غضبا ، انتفضت حياة زعرا اثر اقتحامه هذا
لتذدرد ريقها تقف بثبات ،يرتعد داخلها خوفا تناجي الله سرا ..الاغاثة.. بجوارها سارة تماثلها نفس الثبات الظاهرى
ليتقدم نحوهم باسم ينظر لها شررا ثم يوجه نظراته الى رشدي قائلا بسخرية مهينة لحياة
: مش تسأل بنتك المصون اليومين اللي اختفت فيهم كانت بايته فين ..
ثم وجه نظره اليها بنفس السخرية يتكأ على حروف كلمته يقصد اهانتها مردفا بنبرة صوت كعويل كلاب الشوارع الجربه
: ومع مين ..؟
استمعت الى كلامه متسعة العينين ذالك الحقير ماذا يقول ، همت سارة بالإنقضاض عليه قالقطة الشرسة ..لتمنعها حياة ،فلا تعلم عواقب الاندفاع الان ، لم يؤثر بها كلام ذالك الحقير، لا يعنيها هرائه ..لكن ما ألمها حقا وكانت كالسهم الحارقة بقلبها ..هي نظرات التشفي بعيون والدها ..او بالأحرى ذالك الكائن الذي لايستحق لقب والد
تقدم باسم منها ببطء يريد اقتناص نظرة خوف واحدة من بين ثبات عيونها
وقفت تواجهه بنظرات تحدي ثابته ..وقلب يكاد يخقق آخر خفقاته اثر الخوف، نبضاتها تدوي كالطبول تسمعها اذنيها ،وبخطوة اخرى من ذالك الحقير ربما سيسمعها أيضا
تحدث نفسها ..ياالله ساعدني .. يارب اغثني ..
خطوة اخرى وستنطلق دموع عينيها كالشلال ،لن تستطيع الصمود اكثر..
رد باسم ببطء يوازي بطء خطواته ينظر الى عينيها بشر قائلا
: شوفي بقى.. مين هينجدك مني ..؟
ليآتيه الرد فورا ..
وتأتيها هي الإغاثة الإلاهية ..
في نبرة صوت واثقة .. ثابته كالجبال..
: انا ..
التفتت الى القائل تتسع عينيها على آخرهما من هول الصدمة ..ما الذي أتى به الى هنا .. هدأت خفقات قلبها تتخذ مجرى النبض الطبيعي بإطمئنان، عندما رأته، يقف أمام باب الغرفة ..
__________________________
اتمنى يكون الفصل يعجبكم 🙈🥰
رأيكم وتوقعاتكم للأحداث 😘😘
دمتم في حفظ الرحمن🌸💙
الفصل الرابع عشر
****************
اقترب باسم بخطوات متمهلة ،و بنبرة متوعدة و بطيئة يبث بها الخوف الى قلبها
: شوفي بقى ..مين هينجدك مني ..؟
ليأتيه الرد فورا ..
وتأتيها هي الإغاثة الإلهية
في نبرة صوت واثقة .. ثابته كالجبال
: انا ...
التفتت إليه عيون جميع من بالغرفة ،منهم من يحاول تذكر اين رآه ..ومنهم من تذكر ويستنكر وجوده .. اما هي فتنظر له بزهول.. ما الذي آتي به الى هنا؟ ،انطلق النفس المحبوس بصدرها خوفا .. ،واتخذت خفقاتها مسارها الطبيعي في النبض ، فقط بوجوده تشعر بهالة من الاطمئنان ،وبأن كل شيء سيبقى على ما يرام ...
تقدم قصي الى داخل الغرفة يتوجه بخطوات بطيئة بإتجاه باسم ، يمرر نظره بينه وبين رشدي بحدة ،
نظر اليه باسم بتركيز ليتذكره سريعا، لحظة المطار ..المرحاض ..والشخص الوحيد المتواجد بداخله..الذي كان يعدل من ملابسه ..كانت برفقته ..كانت حياة برفقته ، اشتعلت نظراته يلتفت الى حياة ينظر لها
و.. وجد رأسه لا اراديا يتجه نحو وجه قصي ، بحركة كاد بها قصي ان يقلع رأس باسم من مكانها،نظر له باسم مباشرة ليتقدم رشدي ناحيتهم مندفعا الى حياة ، وبخطوة واحدة كان قصي كالسد المنيع بينهم وبينها .. ،
نظرت حياة الى ظهره بزهول ترجع خطوة الى الوراء ،
اما عن نظرات قصي اليهم، يتجسد بها الهلاك.. لاتحاكي سوى الموت ..الاحتراق ..
: كلامك معايا ..
قالها قصي بنبرة مقتضبة ،جعلت باسم يفكر مرة اخرى قبل الرد ..لكن من اندفع قائلا بدون اي وجه حق
:انا ابوها ..انت مين..؟
نظر له قصي باستهزاء وسخرية تكاد تحرق الماثل امامه .او ربما يود هو شخصيا الفتك به ، وكان على وشك الرد امامها و الإخلاء بوعد قد قطعه سابقا..
،لكن دلف شاكر الى الغرفة في الوقت المناسب ، يأخذ الكلمة من على اطرف لسان قصي قائلا
يوجه كلامه الى سارة وحياة.
: بعد اذنك يا انسة حياة ممكن تستنيني في مكتب منصور بيه ؟
نظرت له حياة بعدم فهم ،فأومأ لها شاكر يحثها على الخروج
امسكت سارة بذراعها تتوجه بها الى خارج الغرفة ،تبعتها وعيونها معلقة به .. اهو حقا ..؟ ..ما الذي آتى به الى هنا ..؟.. لماذا يظهر هو بالذات كلما وقعت بمأزق..؟
تدور تلك التسائلات حول رأسها اثناء خروجها من الغرفة
لكن قصي مازالت نظراته معلقة بذالك الذي لا يمت للأبوة بأي صلة
وبمجرد ان خرجت حياة نطق قصي بنبرة كصاعق كهربائى ..نطق بما اصاب رشدي وباسم بشلل دماغي مؤقت، قائلا يرد على رشدي بابتسامة جانبية منتصرة
: و انا جوزها ..!!
نظر كل من رشدي وباسم له بزهول، ثم نقلوا نظراتهم بينهم بعدم فهم للحظات ، اما قصي فوقف يضع يديه بجيوب بنطاله ينظر لصدمتهم باستمتاع ، رد رشدي بغيظ واشتعال يستنكر قول قصي
: انت بتخرف بتقول ايه ..؟
فكان دور شاكر ليتحدث قائلا وهو يخرج من حقيبة يده ورقة ما
: مش تخريف يا استاذ رشدي..اتفضل ده عقد زواج يثبت ان قصي عبد السلام الزيني زوج حياة
ثم نقل نظره الى باسم مردفا بتأكيد
:العقد صحيح ..وموثق
نظر له باسم بغضب ثم وجه نظراته الى قصي..نظرات كرصاصات نارية ، اشتعلت بداخله براكين الغضب على وشك الانفجار ..لم ينطق بكلمة واحدة ، خرج سريعا من الغرفة كشعلة نارية ، يتبعه رشدي موجها شرارات نظراته غضبا الى قصي وشاكر ،
زفر شاكر بارتياح لخروجهم ، ليتبادل هو وقصي نظرات غامضة ذات مغزى ...
Flash back
في المشفى
منصور آسفا يوجه كلامه الى شاكر قائلا
: الظاهر ان كان لازم اسمع كلامك من زمان يا شاكر ، ماكانش لازم اسكت عن الحقارة اللي كان بيعملها
نظر له شاكر بتأثر ليردف منصور
: كان لازم اسجنه بعمايله السودة ..لكن انا ما حبتش اخليه نقطة سودة في حياة بنته ..خليته يعملي تنازل عن وصاية البنت قصاد اني اسكت عن البلاوي اللي عرفتها عنه ..
رد عليه شاكر يهدأ من روعه
: ما تعملش في نفسك كده يامنصور ..انت عملت الصح وحافظت على حياة ..
اذدرد منصور لعابه ثم رد قائلا بجد
: اسمعني يا شاكر كويس ..رشدي مستنى حياة تخرج من وصايتي بعد ما تتم ال21 سنة ويتحكم فيها براحته
.. وده مستحيل هسمح بيه ، كلها ايام ومش هيبقالي حق الوصاية عليها ..
نظر له شاكر بنظرات حائرة يعجز عن قول اي شيء له فأردف منصور قائلا
: حياة لازم تبقى تحت وصاية حد تاني غيري ..لازم تتجوز ..
اتسعت عيني شاكر باهتمام يسأله بعدم تصديق
: انت بتقول ايه يامنصور .. الوصاية هتتلغي في خلال ايام ، ازاي هتلاقي في المدة دي حد تثق فيه وتقدر تأتمنه على حياة ..
صمت شاكر بتفكير للحظات ثم اردف باستنكار
: انت عشان تحميها من رشدي .. هترميها لأي حد..؟
نظر له منصور بغضب فرد قائلا
: جرى ايه ياشاكر ..؟انت تعرف عني كده ..حياة دي بنتي ياشاكر ..وانت عارف هي ايه بالنسبالي
تنهد شاكر بأسف قائلا
: ما أقصدش..لكن مش متخيل انك ممكن تجوزها لأي حد كده ..
ثم نظر له يضيق عينيه بتركيز قائلا
: إلا اذا كان في حد انت واثق فيه كويس..؟
رد منصور يتحدث بتعب
: اسمعني ياشاكر ..كلم شريف ..واديله كل الأوراق والصور اللي ضد رشدي .. هو عارف هيعمل ايه
نظر له شاكر باهتمام فأردف منصور قائلا
: و الرقم اللي هديهولك ده تكلم صاحبه ..وتقابله في وجود شريف علشان يبقى فاهم هيعمل ايه ..وتطلب منه انه يتجوز حياة قبل مدة الوصاية ما تنتهي .. لو وافق ..قوله رجاء خاص مني ان حياة ما تعرفش حاجه عن الموضوع ده لحد ما اقوم من هنا ..
اخذ شاكر رقم قصي من منصور وخرج من المشفى متوجها الى مكتبه ، التقط هاتفه يحادث قصي قائلا
: الو .. باش مهندس قصي الزيني..؟
على الجانب الآخر من الهاتف ضيق قصي ما بين حاجبيه باستغراب ليرد قائلا
:ايوه ..معاك قصي الزيني..
رد شاكر من الجهة الاخرى قائلا
: انا شاكر الدمنهوري ..المحامي الخاص بمنصور بيه خال حياة ..
رد قصي سريعا يستغرب بداخله على الجانب الآخر
: ايوه ايوه ..اهلا بيك يا فندم..
شاكر بجد : كنت عاوز حضرتك تشرفني بمكتبي ..في موضوع شخصي منصور بيه مكلفني اكلمك فيه شخصيا
رد عليه قصي وبدون تردد
: اديني العنوان ومسافة السكة هبقى عند حضرتك ..
رد عليه شاكر مبتسما ..يبدو ان منصور قد احسن الاختيار..
: متشكر جدا .. هبعت لك العنوان حالا .
على الجانب الآخر رد قصي ناهضا من مكانه يتوجه الي خارج المكتب
: لا شكر على واجب..العفو
اغلق شاكر الخط مع قصي، ليطلب سريعا رقما آخر بعدما ارسل عنوان مكتبه الى قصي قائلا
: شريف باشا ..في انتظارك يا فندم في مكتبي ..
ليغلق الهاتف يضعه على مكتبه يرتب بعض الأوراق، استعدادا لمقابلتهم ..
بعد ما يقارب الساعة تقريبا وصل قصي الى المكتب فرحب به شاكر ودعاه الى الجلوس قائلا
: اهلا ياباشمهندس .. في الحقيقة انا مش عارف ابتدي كلامي ازاي لكن افضل انتظار شخص تالت وجوده مهم في الكلام اللي هقوله
قطع حديث شاكر طرق الباب ودلوف شريف،
استقام شاكر يصافحه قائلا
: اهلا وسهلا سيادة المقدم ..
ثم نقل نظره الى قصي قائلا
:سيادة المقدم شريف ..هو الشخص التالت اللي قولتلك عليه ..
نظر الى شريف قائلا يعرفه بقصي
: باشمهندس قصي يا شريف باشا ..
استقام قصي يصافحه مرحبا به
، ثم جلسوا ثلاثتهم ، بدأ شاكر بالحديث قائلا
: كده بقى اقدر اتكلم.. من حوالي 20 سنة تقريبا، كانت اخت منصور بيه الله يرحمها متزوجه من رشدي سعيد والد حياة ..وبعد جوازهم بمدة مش قليلة اكتشفت ،حقيقة شغل رشدي اللي مخبيه تحت ستار رجل الاعمال المحترم ..وهو في الحقيقة ..« قواد ».. و ان ليه اكتر من بيت بيتوارد عليه رجال الاعمال اصدقائه وغيرهم ، في اكتر من بلد ..
نظر له قصي بزهول ..ايعقل ان يكون والد ذالك الملاك ،بتلك الحقارة ..
اعتدل شريف في جلسته ينظر له باهتمام ،فأردف شاكر يكمل حديثه
: وضحت نواياه الخبيثة اكتر لما كان عاوزها تسافر معاه ..تشتغل في القذارة دي بعد ما فقد الامل بالإستيلاء على ورثها لأنها كانت موكله منصور بالتصرف في كل حاجه ..
رفضت انها تسافر معاه ،حاول معاها بكل الطرق لحد ما وصل الامر للتعذيب ، وبردو ما وافقتش ..وفي النهاية انتحرت ..
صمت قليلا وكل من قصي وشريف يستمعون اليه ،فأردف
: سابت بنوتة صغيرة .. حياة كانت 5 سنين تقريبا في الوقت ده ، وطبعا منصور عرف حقيقة رشدي ومسك عليه اوراق وأدلة توديه في ستين داهية ..لكن ما رضيش يدخله السجن عشان خاطر حياة مايبقاش وصمة عار ليها في حياتها ..و اكتفي بأنه يهدده إما بإنه يتنازل ليه عن وصاية حياة ، أو يبلغ عنه و يقدم الأوراق اللي ضده .. وطبعا رشدي تنازل عن البنت لمنصور بحجة انه مسافر وانه مش هيقدر يتولى مسؤليتها ..وبالفعل سافر بعدها كام سنه ورجع ،
واللي جد من كام يوم ..خطف حياة وتزوير عقد زواج بينها وبين باسم بشهادة وتخطيط رشدي ..
ثم نظر الى قصي يبتسم بامتنان قائلا
: ولولا وقوفك جمبها في المطار ما كناش عرفنا مكانها ولا اللي كان ممكن يحصلها
نظر قصي الى اللا شيء امامه بوجوم غاضب يحدث نفسه..ماذا لو لم يكن موجودا بالمطار في ذالك الوقت ..؟ ، ماذا كان سيحدث لها ...؟ نفض تلك الفكرة التي تحثه على ارتكاب جريمة ما من عقله ، لينتبه قلبه قبل عقله الى شاكر عندما اردف قائلا
: واللي طالبه من حضرتك ،وطلبت حضورك بخصوصه انهارده ..انك توافق على جوازك من حياة .. بشكل مؤقت ، لحد ما منصور بيه يقوم بالسلامة ،
نظر له قصي بصدمة توقف عقله قليلا عن التفكير ..بينما هناك ..داخل صدره ..شيء ما تتراقص خفقاته فرحا ..
اردف شاكر سريعا بيأس عندما لاحظ صمته
: عارف اني بطلب شيء غريب وصعب ..لو رفضت مش هلوم عليك في شيء،
قاطعه قصي بنبرة حازمة وقد اتخذ خافقه القرار قائلا
: انا موافق ..
ابتسم شاكر ابتسامة صغيرة يحدث نفسه .. من الواضح ان ثقة منصور ليست من العدم
تحدث شريف يميل الى الامام قليلا يستند بمرفقيه على ركبتيه يتحدث بجدية قائلا
:تمام اوي.. منصور بيه كان مديني خلفية عن الموضوع، لكن كده كل حاجه وضحت ، بكده يبقى ضيعنا على رشدي فرصة الوصاية على حياة لان الطبيعي جوزها اللي يبقى مسؤل عنها
ثم اردف يوجه كلامه الى قصي
: على حد علمي ان انسه حياة عندك في البيت ..
اجابه قصي بإيمائة صغيرة فأردف شريف
: لازم تظهر لان ظهورها في عدم وجود منصور هيحمسهم اكتر ،وهيفكروا ان الملعب فضي ليهم ، وان مافيش حد يقف قصادهم ، وفي الوقت المناسب هتظهر لهم ..
ليفتعل قصي فكرة مرض حفيد عنايات ويأمرها بترك الفيلا ومن ثم يذهب هو يخبر حياة بعدم امكان عنايات بالحضور والمبيت معها في تلك الليلة ويضطر الذهاب بها الى منزلها الذي من المؤكد انه تحت مراقبة باسم ، و بمعرفته بظهورها حتما سيتخذ خطوة ما للحصول عليها،
وبمساعدة الضابط شريف واخذه اوراق ادانة رشدي ليتفحصها ، وبمكوثه بأحد البنايات أمام منزل منصور لمراقبته وانقاذ الوضع اذا تطور ، استطاع اخبار قصي بالسيارة التي تحركت خلفه مباشرة ، واستطاع قصي الهروب من تلك السيارة التي من المؤكد انها تابعة لأحد رجال باسم ...
وهما الآن بإنتظار ثغرة واحدة ليوقعوا بها كلا من باسم ورشدي في شباك اعمالهم ..
Back
تنهد شاكر ينظر الى قصي بامتنان قائلا
: الحمد لله .. متشكر جدا يا باشمهندس
بل انا الذي يجب علي شكرك ..حدث بها قصي نفسه وهو يفكر بها .. اومأ لشاكر بابتسامة صغيرة
فأردف شاكر قائلا
:دلوقتي لازم نفسر وجودك هنا لحياة على انك مساهم في الصفقة وبس ..
رد قصي وقد مرت بعينيه لمحة من حزن اخفاها سريعا قائلا
: تمام ..ما تقلقش مش هتعرف حاجه
خرج شاكر من الغرفة يتوجه الى مكتب منصور، شرد قصي للحظات ثم تبعه الى الخارج
______________________
اما خارج الشركة تتقافز امام عينيه شياطين الكون ، يشتعل بداخله بركان الغضب يكاد يحرقه ، ركب سيارته ،يصفع بابها بقوة ،ينفث دخانا من انفه اثر اشتعال غضبه ، ركب رشدي بجواره يجز على اسنانه غيظا مما حدث منذ قليل ، ليلتفت اليه باسم يضيق ما بين عينيه بتفكير ، يتسائل .. بما انه وعلى ما يبدو ان وجود ذالك الشخص بالمطار لمساعدة حياة بتخطيط مسبق من منصور ..وانه احد اتباعه ..وإلا لما كان يزوجه ابنة اخته التي هي بمثابة ابنته ..اذا كيف علم بأمر سفرهم ..؟، من اخبره ليرتب لكل ذالك ..؟ لا يعلم احد بمخطتهم سواه ..ورشدي .. رشدي ..من المؤكد انه وشى به عند منصور وإلا لما كان قد علم بكل هذا .
ابتسم له بشر قائلا
: تفتكر يا رشدي ..منصور عرف منين اننا في المطار و مسافرين ..؟
نظر له رشدي وهو ما زال على غضبه يجيبه بتلقائية
: منا قولتلك ، بنت ال*** دي كلمته من المطار وهو عندي ؟
رد باسم وهو يتحكم في غضبه بصعوبة تجاه رشدي وقد تسلل الشك اليه بأنه قد باعه الى منصور وقبض الثمن
: وتفسر بإيه وجود واحد زي ده في المطار يساعدها انها تهرب منه ..
ثم ابتسم بسخرية سوداء مردفا
: لاء ، ويتجوزها كمان .. تفتكر يارشدي دي صدفة ..؟
ثم اردف بمعالم وجه مخيفة كشيطان غاضب ،بل يشتعل غضبا بنبرة آتيه من الجحيم
: ولا وساخة منك ..؟
ليذدرد رشدي ريقه بصعوبة تتسع عينيه ، تتسارع خفقاته خوفا قائلا بتلعثم
: ااا..قصدك ايه ..؟ ..انا ما قولتش لحد عن اتفاقنا ، والله ما قولت
ابتسم باسم بسخرية قائلا
: قالو للحرامي احلف ..بس ماشي ، انا هعرف اذا كنت قولت ولا لاء.. وساعتها يا رشدي، ..مش هرحمك...
___________________
بداخل مكتب منصور قبل بعض الوقت ...
تتحرك حياة ذهابا وايابا .تحدث نفسها ..تفكر في ماهية وجوده بالشركة .. كيف ..ومتي ..ولما ..؟
تجلس سارة امامها تستند بذقنها على راحة يدها تنظر اليها بنفاذ صبر لتتحدث قائلة
: ما تقعدي بقى خيالتيني ..خليني افتكر شوفته فين ..
نظرت لها حياة بترقب قائلة
: هو مين..؟
لتزفر سارة بانزعاج لعدم تذكرها قائلة
: هولاكو اللي دخل علينا من شوية ده
نظرت لها حياة بعدم فهم لتتسع عيناه سارة لآخرهما تفرقع بأصابعها قائلة
: افتكرت .. ده اللي ..
ليقاطعها دخول شاكر الى المكتب وخلفه قصي
،تحدث شاكر قائلا يشير الى قصي
: احب اعرفكوا ، باشمهندس قصي الزيني من اهم المساهمين في الصفقة الجديدة
نظرت حياة الى شاكر بزهول ، وسارة تحدق بقصي تتأكد من ملامحة .. وهو ..وكأنه يتنفس النقاء برؤيتها امامه ..
شمس مشرقة وبستان ورود لا حدود له ونسمات هواء معطرة برائحة الورود ..وهي .. هذا ما يشعر به بداخله حين يراها
ليقطع تلك الصورة بمخيلته صوت سارة قائلة بابتسامة بلهاء ونبرة عاليه بعض الشيء
: ايوة انت ..هو انت
التفت لها كلا من قصي وشاكر وحياة بنظرة مستغربة لتستدرك نفسها سريعا تتنحنح بإحراج ..متى ستكف عن ذالك الاندفاع عندما تشعر بالفرح ..
ثم اردفت بهدوء قائلة
: حضرتك كنت في مستشفى (.....) من كام يوم ..واتبرعت بالدم ؟
تذكرها قصي فورا بمجرد سؤالها عن المشفي ..تلك الفتاة الباكية التي كانت تبحث عن عينة دماء متوافقة لمريض لها، فرد قائلا بشبه ابتسامة
: ايوه .. افتكرتك .. اتمنى يكون قريبك بخير..؟
لتتسع ابتسامة سارة تنظر له بامتنان قائلة تحت نظرات حياة وشاكر المستغربة للحديث بينهم
: الحمد لله يافندم ..بفضل الله ثم تبرع حضرتك بالدم، انكل منصور عايش ..
لحظة.. اتسعت بها عيونهم جميعا يحملقون بسارة بزهول
حياة تحدث نفسها ..هل انقذ خالها ايضا من على اعتاب الموت .. يا إلاهي ..لكم مرة عليها شكره ..كم هي ممتنة له ..
شاكر.. بعينين مزهولتين يستعجب كمّ تلك الصدف لنفس الشخص ..
قصي يتسائل بداخله ..أكان ذالك التبرع بالدم لمنصور ..هو نفسه ذالك الشخص الذي كان على وشك فقد حياته
، لتمرر سارة نظرها بينهم باستغراب ثم تردف قائلة بابتسامة
: استاذ قصي هو اللي اتبرع لانكل منصور بالدم في المستشفى ..الدكتور قال لطنط ان لولا الدم جه في آخر لحظة كان زمان حياة انكل في خطر
ثم وجهت نظراتها الى قصي قائلة
: حتى نزلنا تاني علشان نشكر حضرتك لكن كنت مشيت .
اومأ لها قصي قائلا
: العفو .. حمدالله على سلامته
تحدث شاكر يشكر قصي قائلا
: انا ممتن ليك جدا يا باشمهندس ..
رد قصي بشبه إيمائة وابتسامة
: ما تقولش كده ..اي حد مكاني كان هيعمل كده و اكتر
ابتسم له شاكر ثم وجه حديثه الى حياة يسألها
: ايه اللي حصل في الاجتماع ..؟ الموظفين شكلهم ما يسرش
قطعت حياة حبل افكارها ترد بتنهيدة قائلة بتحدي
: مافيش ..لغيت الشراكه اللي بينا وبين استاذ رشدي ، وخيرت العملا بين انهم يكملوا معانا بدون شراكته او يرفضوا
وهنا يستحق هو سحب لقب الابوة ..يستحق وبجداره.
نظر لها شاكر متسع العينين يفكر في تلك الكارثة قائلا
: منصور عارف باالكلام ده ..؟
رمشت حياة باهدابها عدة مرات تنفي برأسها قائلة
: لاء ما يعرفش
ليمسح شاكر بيده على وجهه قائلا
: ازاي يا حياة تتصرفي التصرف ده من غير ما ترجعي لمنصور ..ازاي..؟
ردت حياة بنبرة حازمة قائلة
: انكل شاكر ..ما كانش هينفع الشراكه دي تستمر ..وخالو ماكانش هيوافق بحاجه زي كده
رد شاكر يوضح لها الامر قائلا
: لو رفضوا هنخسر كتير جدا ده غير ان سمعة منصور هتبقى على كل لسان في السوق ..اللي طول عمره بيبنى فيها
ربعت حياة يديها امام صدرها قائلة بثقة التمعت لها عيون قصي بإعجاب
: هيوافقوا ..علشان سمعة خالو في السوق هيوافقوا ..وهيبقى عندهم ثقة في مصداقيتنا ..مش هيلغوا العقد بسبب فض شراكة شركة تانية اقل مننا ..
نظر لها شاكر بتفكير ثم زفر يتحدث قائلا
:ربنا يستر..
نظر لها قصي بإعجاب بالغ وابتسامة جانبية لشجاعتها .. يحدث نفسه ..يبدو ان بجعبة تلك الفاتنة اشياء اخرى سوى البكاء .. سيود كثيرا تفقدها واكتشافها ...
______________________
وقف يطرق الباب بملابس رثة وشعر مبعثر وعيون شبه ناعسة يلفها السواد ..يتصبب عرقا ..، فتح له الباب بابتسامة مرحبة يختبأ خلفها شيطان يبتسم بشر ..بظفر ..بقرب انتصار قائلا
: اتفضل ..
دلف عمر امامه يحك كل اجزاء جسده الذي يتآكل طالبا لجرعته الروتينية من الهيروين ..،
اخرج من جيبه قلادة ذهبية معلق بها اسم ما بالخط الكوفي، يمد يده بها الى مراد، لينظر له الاخير بتسائل قائلا
: ايه دي ..؟
رد عليه عمر بصوت مرتعش متقطع قائلا يحك انفه بقوة
: ماا..ماعيش فلوس ..خد دي ..دي..دي غالية جدا
التقطها مراد بين يديه يحركها امام عينيه قائلا ببطء يشير له الى الداخل
: وماله ..اتفضل
دلف عمر بلهفة الى الداخل جلس ينظر مراد على احر من الجمر..جمر يشتعل بأوردته.. يكاد ينفجر رأسه الما..
جلس مراد امامه يعطيه تلك الورقة ليأخذها سريعا منه يستنشق ما بداخلها متلهفا ، لم يصفها كالمعتاد ، فتبعثر ذالك المسحوق القاتل على انحاء وجهه بشكل مزري، فبدا وكأنه خارج تواً من صندوق قمامة ...
_____________________
ذهبت حياة برفقتها سارة بعد انتهاء العمل بالشركة الى احد المتاجر تبتاع شيئا ما
تأففت سارة قائلة
: حياة..انا مش عارفة ايه الضروري اوي ده اللى تدبي عشانه مشوار بعد الشغل، ما كنتي طلبتيه اون لاين وخلاص
: نظرت حياة لها بيأس قائلة
: انتي من زمان وما بتحبيش الخروج والمشي الكتير
ابتسمت سارة لها بإصفرار قائلة
: ايوة فعلا انا ما بحبش الخروج ولا المشي ..ثم اوقفتها مردفة
: هاتي بقى مفتاح العربية استناكي هناك ..انا رجلي ورمت من اللف وانتي مش عارفة انتي عايزة ايه اساسا
اعتطها حياة مفاتيح السيارة تبتسم لها بيأس لتتركها سارة وتتجه الى انتظارها بالسيارة ، اما حياة فتبحث عن هدية مناسبة لذالك المنقذ الشجاع ، لم تجد ما تفكر به ..تريد هدية فريدة من نوعها .. ليس مجرد شيء مادي ثمين فحسب ،بل هدية مميزة ، يتذكرها بها دائما ، وفجأة التمعت بعينيها فكرة رائعة ..ابتسمت تحدث نفسها ..«وجدتها» ..لا يوجد اثمن واغلى اقيم من تلك الهدية ...
____________________
جلست على مائدة الطعام تلتهم طعامها ..تلوكه بفمها ببطء شديد ، تفكر..والعقل نعمة للبعض ..وللبعض الآخر هو نقمة ..تحضر نفسها لمواجهة ..تحسب عواقبها ..ترتب لجمع الغنيمة ..انتبهت الى رنين هاتفها بجوارها ،التقطته تستمع الى المتحدث على الطرف الآخر من الهاتف
لترتشف من كأس شرابها تتحدث ببطء ..بنبرة متمهلة واثقة كفحيح حية قائلة
: تمام..رصاصة واحدة..ومش عايزاه يموت ...
____________________________
تسلمولي يابنات يارب علي اهتمامكم و سؤالكم عليا💓
يارب يديم المحبة وما يحرمنيش منكم ابدا💗
حقيقي انا بحبكم جدا 😍
فصل طويل اهو نعوض بيه يوم الثلاثاء 😘
يالا توقعاتكم ايه للأحداث يا قمرات 🥰
وياتري زهيرة كانت بتكلم مين 😥
و مين اللي هياخد الرصاصة 🤭
دمتم في حفظ الرحمن 🌸💙
يتبع
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا