القائمة الرئيسية

الصفحات

رواية أحيت قلب الجبل الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم ياسمين محمد

 رواية أحيت قلب الجبل الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم ياسمين محمد 


رواية أحيت قلب الجبل الفصل الخامس عشر والسادس عشر بقلم ياسمين محمد 


الفصل الخامس عشر 

*****************


طرق باب الغرفة ودلف ،وجدها تبعثر اشيائها بحثا عن شيء ما ، ليتحدث قائلا 

: يمنى..بتدوري على حاجه ..؟

نظرت له يمنى قائلة في حزن و حيرة

: السلسلة بتاعتي ،مش لاقياها ..

يعلم والدها مكانة تلك القلادة بالنسبة اليها ، فقد أهداها اليها قصي في عيد مولدها على شكل اسمها مرسوم بالخط الكوفي ..، اقترب منها قائلا

: طب دوري كويس .. يمكن تكوني شلتيها في مكان ونسيتي..

زفرت الصغيرة بحزن ليجلسها والدها قائلا مبتسما بمرح

: تسمحيلي اخد من وقتك شوية ..عاوز اقولك حاجه ..

انتبهت اليه يمنى ليردف قائلا وقد تبدلت ابتسامته المرحه لاخرى حزينة ،لا يريد تركها بمفردها ..لكنه مضطر ..

: انا لازم اسافر بكره ضروري ..حاجه مهمة جدا ما ينفعش تتأجل ..

نظرت له يمنى بتفاجئ ثم ردت قائلة 

: طب ماما هترجع امتى..؟

نظر لها بألم ..لا يدري بماذا يجيبها .. لن تعود ..؟ وإن عادت هي ..هو لن يعود ..،تنهد عبد السلام يجيبها 

: انتي وعمر هتحصلونا على طول بعد ما تخلص الامتحانات ..

نظرت له يمنى بفرحة قائلة 

: بجد ..؟

ابتسم لها والدها بحنان بالغ يومأ لها قائلا 

: بس عاوزك تركزي وتذاكري كويس ..

اومأت له يمنى قائلة 

: حاضر يا بابا 

اخذها عبد السلام بين ذراعيه في عناق متنهدا.. لا يعلم ماذا سيكون بانتظاره في تلك السفرة ...

________________________


انتهت حياة من تسوقها ،خرجت تتجه الى سارة بالسيارة مبتسمة بفرح ، تحمل بين يديها حقيبة ما ويبدو ان بداخلها هدية ، ركبت السيارة لتسئلها سارة قائلة بانزعاج

: كل ده يابنتي ..؟ انتي كنتي بتجيبي ايه ..؟

تنحنحت حياة بإحراج قائلة 

: كنت بشتري شوية حاجات يعني مش حاجة معينة 

ثم اردفت سريعا قائلة تغير الحديث

: هاروح لخالو اتطمن عليه وحشني اوي ..

شردت سارة تتذكر مقابلة سالم وطلبه الذي قلب كيانها رأسا على عقب ...

انتشلها من شرودها صوت حياة قائلة 

: هتصل بماما اشوفها هناك ولا مشيت 

اومأت لها سارة، لتلتقط حياة هاتفها تحادث حنان ، تبادلا التحية فردت حياة قائلة 

: حضرتك في المستشفى ولا مشيتي ..؟ ،كنت عاوزة اروح اتطمن على خالو انا و سارة

ردت حنان قائلة من الجهة الاخرى 

: انا لسه خارجة من المستشفى ..هاروح اجيب حاجات وراجعة تاني ..

ردت حياة عليها قائلة 

: خلاص يبقى نتقابل هناك 

ثم اغلقت الهاتف تتجه بسيارتها الى المشفى ...


❤️🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

_________________________

وقف بسيارته الأجرة امام القسم التابع للمنطقة التي حدثت بها الجريمة ، مترددا ..حائرا ، يعلم انه بمجرد دخوله والإدلاء بما في جعبته سيورط نفسه ، وربما يلصقوا به التهمة المنسوبة إلى تلك السيدة اللعينة، لكن ذالك الذي يسمى «الضمير» يكيل له الوخذات بداخله ، يحثة على الدخول وقول ما حدث ،ترجل من السيارة يسأل الله بداخله العون وقد حسم امره بالدخول،

دلف الى داخل القسم يوقف احد امناء الشرطة قائلا بإضطراب و خوف مما سيواجه

: بعد اذنك ياباشا ..كنت عاوز اقابل حضرة الظابط، بخصوص جريمة القتل اللي حصلت امبارح ...

_____________________

وقفت امام الشركة بسيارتها تترجل منها متجهة الى الداخل ، ليحيها افراد الامن بابتسامة واسعة ، صعدت الدرج وصولا الى مكتب منصور لتستقبلها سناء بابتسامة واسعة مرحبة بها بحرارة 

: اهلا اهلا مدام حنان ..الشركة نورت يا فندم

اومأت لها مبتسمة ،لتردف سناء قائلا 

: حمدالله على سلامة منصور بيه ..باذن الله يقوم بألف سلامة وينور الشركة تاني 

اختفت ابتسامتها من على وجهها تنظر اليها بمعالم وجه جامدة ،شردت للحظات لتنتبه مستدركة نفسها ،اومأت لها فى حزن ثم استردت قائلة تتجه الى المكتب

: باذن الله ..لو في اوراق مهمة هتيهالي على المكتب 

نظرت لها سناء  قائلة 

: الحقيقة يافندم انا قدمت لآنسة حياة كل الاوراق قبل الاجتماع ..

نظرت لها للحظات حتى اردفت سناء متذكرة تبحث بين الأوراق و الملفات امامها

: ياخبر ..لحظة واحدة يافندم ..

نظرت لها بترقب ، لتسحب سناء ظرف ابيض قائلة بأسف

: اسفة يافندم والله نسيت خالص اسلمه لاستاذة حياة ..

نظرت باستغراب متسائلة 

: هو ايه ده ..؟

ردت سناء قائلة 

: الحقيقة يافندم في ست جت هنا الشركة اكتر من مرة تسأل عن منصور بيه ..وكانت بتقول عاوزاه في حاجه شخصية مهمة ..ولما عرفت بالحادثة وانه في المستشفى 

سابت الظرف ده وقالت اوصله لحضرتك ..

انتفض قلبها فجأة ..تنظر لها بمعالم وجه غامضة ..شاردة 

لتسألها سناء بقلق

: مدام حنان ..انتي كويسه يافندم ..؟

رمشت باهدابها منتبهة بإيماء لتردف سناء قائلة 

: تحبي اجيب حاجه لحضرتك تشربيها في المكتب ..؟

نفت برأسها تلتقط منها الظرف تضعه داخل حقيبتها بلا مبالاه قائلة 

: لاء متشكرة ..انا مضطرة امشي دلوقت ..

ابتسم لها سناء بإيمائة صغيرة .

خرجت من الشركة متجهة الى سيارتها مرة اخرى تقودها متجهة بها بعيدا .. وفي رأسها عدة تسائلا حتما ستبحث لتعرف اجابتها ...

________________________

ذهبتا سارة وحياة الى المشفى للإطمئنان على منصور وإخباره بالمستجدات التي حدثت لكل منهما .

جلست حياة بالقرب منه تقص عليه ما حدث بالشركة و قرارها الذي اتخذته بدون إذنه وما دار بينها وبين باسم بعد الاجتماع  وحضور قصي الغير متوقع ، لتختتم حديثها بأسف قائلة 

: انا اسفة يا خالو .. ما قدرتش استحمل وجودة معانا في الشركة بعد اللي حصل .. 

نظر لها منصور بفخر وإعجاب ..وبداخله يحمد الله ..يشكره الف مرة لوجود شخص مثل قصي لحمايتها ريثما يتعافى و يعود من جديد ، اشار لها بذارعه يدعوها للإقتراب، لتقترب منه ويضمها برقة كما يليق بها داخل احضانه قائلا

: انتى عملتي الصح يا حبيبتي ..ولو انك كان لازم تاخدي رأيي الأول ..لكن انا فخور بيكي وبشجاعتك ياحياة .

تنهدت حياة مبتسمة تضمه بدورها ، ثم رفعت نظرها اليه تسبل عينيها بأسف مبتسمة قائلة 

: انا اسفة..

نظر لها وما زالت تلك الابتسامة ونظرة الفخر لا تفارقه قائلا 

: ولا يهمك..

اتجه نظره الى تلك الشاردة بجوارهم ليسألها قائلا

: سارة ..مالك ..؟

انتبهت له تتنهد بثقل قائلة 

: مافيش يا انكل ..

اشار الى حياة بالنهوض قائلا يوجه كلامه الى سارة 

: تعالي ..

نهضت سارة تجلس بجواره بمعالم وجه حزينة ،ليحثها منصور على الحديث قائلا 

: قولي مالك ..في حاجه حصلت ..؟

نظرت له سارة ثم نظرت ارضا قائلة تقص عليه ما حدث امس 

:امبارح .. قابلت ابن عمي..وطلب مني اني اروح ازورهم و اتعرف عليهم 

ثم صمتت تذدرد ريقها مردفة 

: وعلى جدتي .. بيقول انها عايشة ..

رفعت نظراتها الى منصور ..نظراتها تتحدث ..حائرة ..تسأله ..ماذا افعل ..؟

ابتسم لها منصور بحنان قائلا بنبرة صوت محتوية 

: شوفي ياسارة ..انتي زي بنتي ..معزتك عندي ماتفرقش عن حياة ..وانا ما اقدرش امنعك ، دول مهما كان اهلك ..وتأكدي تماما ان اي قرار هتاخديه ..هتلاقيني جمبك ..في اي وقت تحتاجيني فيه 

نظرت له سارة بامتنان شديد وقد طمئنها حديثه قليلا بأنها ليست بمفردها ، شردت عازمة على اتخاذ القرار و التحدث الى ابن عمها واخباره بمجيئها اليهم والتعرف على مشاعر عدة لم تختبرها يوما .. و لاتدرك ..ما هي مقبلة عليه .

❤️🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

______________________

تمدد على الفراش بعدما اخذ حماما دافئا ، يسحب سيجارا من على الكومود بجواره ليشعله ، نفث دخانه.. ينظر اليه ..الى ذلك اللون الذي يشبه كثيرا ما بداخله من رماد ..  جلس يفكر ..يتعجب لكل تلك الخطوط التي بنهايتها ..تكون هي ..، ابتسم ..لا يعلم سر تلك الابتسامة كلما مرت بخاطره .. سرعان ما تندثر خلف جمود وجهه عندما يتذكر نقائها ..وما هو عليه الآن.. يشعر انها شيء كثير ..ثمين .. وجوده في حضرتها يمثل له احتواء مجهول المصدر .. لا يستحق ان تكون برفقته..صراع ما بداخله يرهق مشاعره ..بين راحة وسكن .. وبين استفاقة ..وانتباه على دق ناقوس يذكره بأنه ..لا يستحق .. نظر بجواره حيث رنين هاتفه فالتقطه ليرد قائلا

: ايوة .. ايه الاخبار ..؟

ليأتيه الرد من الجهة الاخرى

: راح هناك يومين ورا بعض ..وبعد كده راح مكان جديد 

بيقعد جوه حوالى ساعة واكتر ..و يخرج

سحب قصي انفاسه مستنشقا احتراق تبغ سيجارته ،نفث دخانها ينفضها بالوعاء الزجاجي الصغير بجواره قائلا

: بتاع مين المكان ده ..؟

اشتعلت بداخله براكين الغضب تنهش بجنابات قلبه قلقا على اخيه ، دهس السيجار بالوعاء حتى احترقت اصابعه ..عندما آتاه صوت المتحدث على الجهة الاخرى من الهاتف قائلا 

: واحد اسمه مراد مختار .. 

يعرفه جيدا ..يعلم بأنه شخص غير سوى ، لم يكن يحمي اخيه من تلك الفتاة كي يتركه يقع فريسة سهلة بين يدي ذالك المختل ..اتسعت عينيه يشعر وكأنه مقيد بأغلال شائكة عن انقاذ اخيه من ذلك الوباء ..اغلق الهاتف ثم ضغط على زر الاتصال برقم اخيه ليرد قائلا بنبرة صوت هادئه تعارض تماما تلك النيران المشتعلة بداخله ،يحاول السيطرة على لهفته لحمايته 

: عمر .. عامل ايه ..؟

آتاه صوت اخيه من الجانب الآخر به شيء ما غريب ..مضطرب، رد عليه .. لكنه بعالم آخر وكأنه يتحدث بنصف استيعاب..

: ااا ..الحمد لله ..

تسارعت دقات قلبه ..تحترق انفاسه غضبا ..وربما عجزا 

قائلا يسأله 

: مالك ياعمر ..؟ ..انت تعبان ..؟

رد عليه عمر بنبرة ناعسه زادت من قلق قصي 

: اناااا..زي الفل ..انت عامل ايه..؟

انتبه فجأة ..ارتبك ..يذدرد ريقه بتوتر عندما آتاه رد قصي 

:انا عايزك معايا ..في الشغل ..محتاجك هنا 

قالها قصي بنبرة حازمة مسيطرة 

رد عمر بارتباك من الجانب الآخر 

: اا..انا مش فاضي ياق...

قاطعه بنبرة آمره كالسيف ..كالنهاية ..لا يأتي بعدها شيء آخر 

: تفضى .. هحجزلك على اول طيارة نازله مصر ...

_____________________________

جلس امام ضابط الشرطة بمكتبه يقص له كل ماحدث ، جلس الضابط امامه مستندا الى ظهر كرسي المكتب ، يستند بذقنه الى ابهامه وسبابته ينظر الى الماثل امامه بتركيز تام ،نظراته تكاد تخترقه اثناء حديثه ،لمعرفة سواء كان كاذبا ام صادقا ..ولسوء حظه لمس الصدق بحديثه ..، لكن ما الذي يورط رجل ما بالإبلاغ عن مرتكب جريمة قتل هو ساعده دون ادراك او علم .. ابتسم بداخله بسخريه ايعقل ان تكون تلك الفئة من البشر ما زالوا على قيد الحياة ..تلك الفئة من اصحاب الضمائر اليقظة .. يعلم انهم على وشك الانقراض.

انتهي الاسطى خليل من الإدلاء بشهادته قائلا بخوف من القادم 

:والله العظيم ياباشا هو ده كل اللي حصل ..انا ما ليش اي ذنب ..

استقام الضابط ينظر له قائلا 

: الفندق اسمه ايه ..؟

اجابه الاسطى خليل بإسم الفندق ومكانه ثم اردف قائلا بحماس  

: وعارف شكلها ياباشا ..اطلعهالك من وسط مليون 

رد عليه الضابط بعدما زعق ينادي بأحد العساكر يأمره بإخبار ضابط الشرطة المساعد له وباقي القوات بالتجهيز بالذهاب الى الفندق ، و القبض على مرتكب الجريمة ،ثم وجه كلامه الى الاسطى خليل قائلا

: تعالى معايا ..

استقام خليل يتبعه ،بداخله يسب ويلعن تلك الشمطاء المتسببة له في كل مايحدث ..وما سيحدث...

_____________________________

همت سارة بأخذ العصفور الى موعد زيارة الطبيب بعدما وصلت هي وحياة الى المنزل واخذت حماما دافئا ، ابدلت ملابسها تلتقط قفص العصفور ، وبداخلها تردد في الذهاب ،حيث ستضطر آسفة ان تطلق سراحه ..وهي لا تريد .. خرجت من المنزل توقف سيارة اجره بعدما اخبرت حنان بأمر خروجها لكي لا تقلق عليها ....

---------------

❤️🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

على الجانب الآخر ،في عيادة الطبيب ، وقف بالقرب من النافذة، ليس من الامر الطبيعي ان ينتظر الطبيب المعالج الحالات الوافدة اليه ..بل العكس ..لكن هو ..هو غير 

هو لا ينتظر فقط ..بل يبحث عنها بعينيه من خلال النافذة ،وقد بدا اليوم أكثر وسامة حيث زاد من معدل اناقته ، وكأنه على مشارف دخول حفل ما ..دلفت تفيدة بحذر تنظر اليه مبتسمة ، لتباغته بسؤالها المشاكس قائلة

: واقف عند الشباك ليه يادكتور..؟

ها قد اتت هادمة اللذات ومفرقة الجماعات ..حدث نفسه بها ، يلتفت اليها قائلا بتهكم 

: بتشمس ..بتشمس يا تيتا 

جلست تفيدة امام المكتب ضاحكة تنظر له بكل حب قائلة 

: بتخبي ليه يا دكتور ، فكرك انا مش واخده بالي يا ابن بنتي ..؟ عنيك فضحاك ..

ارتبك حمزة لكنه اخفى ارتباكه ببراعة قائلا بلا مبالاه

: واخدة بالك من ايه يا طوفي..؟

لترد تفيدة عليه مبتسمة تضيق عينيها بشك 

: طب عيني في عينك كده ..

ضحك حمزة يائسا يقترب منها قائلا 

: عيني ايه بس وعينك ايه ..؟

ردت تفيدة بابتسامة حنون وعيون يلتمع بها الدمع قائلة

: نفسي افرح بيك يا حمزة .. نفسي اشوفك متهني يا حبيبي قبل ما اموت 

التقط حمزة يديها يقبلها قائلا بلهفة 

: ايه اللي انتي بتقوليه ده يا تيتا ..بعد الشر عليكي ..

ثم اردف بمرح قائلا وهو يغمز لها بعينيه 

: وبعدين ده انا بفكر اجوزك يا جميل ..واجيبلك صف عرسان تنقي منهم وتشاوري بس على اللي يعجبك ،وانا اجوزهولك في الحال 

ضحكت تفيدة بشدة حتى دمعت عينيها 

قائلة بعدما هدأت ضحكاتها تنهره بتأنيب مصطنع

: اتأدب يا ولد جواز ايه وبتاع ايه ..اما قليل الأدب صحيح..

اخذ حمزة يشاكسها مدغدغا اياها وهي تعلو ضحكاتها في الارجاء ..

غافلين عن تلك التي تنظر لهم بعيون متسعة وفم منفرج قليلا بشبه ابتسامة تتابع ما يحدث، التفت حمزة تتسع ابتسامته وفجأه رآها تقف قرب باب العيادة اتسعت عينيه ومازالت الابتسامة على وجهه فبدا مضحكا للغايه ،  وضعت سارة يديها على فمها تكتم ضحكاتها ، فتنحنح حمزة ينظر الى تفيدة بقهر يحدث نفسه يتوعد لها ..حسبي الله ..حسنا سأزوجكي قسرا بأول شخص يأتي لطلبك ،رغما عنكِ .. ضاعت الهيبة ، ماذا ستظن به الان تلك التي تقف خلفه تكاد تنهار ضحكا عليه ، التفت لها مرة اخرى ،تنحنح يدعوها للدخول قائلا 

: اهلا يا فندم ..اتفضلي 

اقترب سارة تعض على باطن وجنتيها كاتمة ضحكتها لتتفاجأ بنفسها بقوة ما سحبت داخل احضان تفيدة تضمها بحنو ترحب بها ، استغربت سارة كثيرا لكنها رفعت يدها تبادلها تحية العناق ، تلك السيدة عناقها له مذاق الجنه ..ذلك الذي حدثت به نفسها اثناء احتضانها وكأنها ترتشف جرعة من الحنان ، وللغرابة ارادت المكوث اكثر باحضانها ..

نظر لها حمزة بغيظ يحدث نفسه ..كفى جدتي ..هل ارحل واترككم بمفردكم ام ماذا..

ابتعدت سارة عن احضان تفيدة يتبادلان التحية فنهضت تفيدة تستأذن بالخروج 

نظرت سارة في اثرها بابتسامة لتلتفت الى حمزة ،تغبطه بداخلها على جدته وحنانها 

اشار لها حمزة بالجلوس فجلست امامه ، استقام مرتبكا يأخذ منها العصفور يتفحصه .. بعد عدة دقائق وضعه بالقفص مرة اخرى قائلا 

: هو كده بقى تمام اوي ..لكن لسه جناحه محتاج يومين على الأقل علشان يقدر يطير  

اومأت له بداخلها فرح شديد لمكوثه اكثر برفقتها

اخذ حمزة يدون بعض الأدوية للعصفور يغتلس النظرات من حين لآخر اليها دون شعورها بذلك ، انتهى فأعطاها الورقة ، اخذتها منه ثم استقامت تفتح حقيبتها تسأله عن ثمن الكشف 

: متشكرة جدا .. الكشف كام ..؟

استقام يدور حول المكتب حتى وقف امامها ينظر لها قائلا بابتسامة صغيرة 

: مش هاخد تمن الكشف..

نظرت له باستغراب قائلة 

: ليه ..؟

نظر حمزة الى العصفور بحزن و كل ما يفكر به.. انه لن يراها ثانية ،ثم نقل نظره اليها قائلا بابتسامة حزينة

: اعتبريني شاركت في انقاذه معاكي ..

اذدردت سارة ريقها تنظر اليه ثم اومأت بإحراج قائلة 

: متشكرة ..بعد اذنك 

همت بأخذ القفص والمغادرة ،لينظر اليها حمزة يفكر في زريعة ما  لرؤيتها مرة اخرى يحدث نفسه .. انتظري قليلا .. 

ليتحدث سريعا يناديها قائلا

: لحظة واحدة ..التفتت تنظر له بتسائل 

ليأخذ الكارت الخاص بأرقام عيادته وارقامه الشخصية قائلا يشير الى العصفور 

: ده الكارت بتاعي ..لو في اي مشكلة كلميني ..

و ان لم يكن.. فحدثيني ايضا ..

مررت سارة نظرها بينه وبين الكارت بين يديه ،لتلتقطه منه تتوجه الى خارج العيادة

لا يعلم ما سبب ذلك الضيق والانزعاج الذي انتابه بمجرد رحيلها ، نهر نفسه بداخله يعود الى مكتبه ،فوجد قدمه تتجه به نحو النافذة .. وربما شيء آخر هو من قاده الى النافذة،  نظر اليها من خلالها ، تنهد بحزن لعدم رؤيتها مرة اخرى ..لا يدري ان مقابلتهم مرة اخري ستكون قريبة ..قريبة جدا ...

_______________________

وصلت قوات الشرطة الى الفندق برفقة خليل، دلفوا الى الداخل يتحدثون الى موظف الاستقبال لمقابلة مدير الفندق ، الذي اتى سريعا ليري ما في الامر ، تحدث اليه الضابط يشرح له ما حدث ويطلب منه كشف اسماء المقيمين بالفندق ويياناتهم ليروا اي منهم المطابق للمواصفات التي أدلى بها سائق الاجرة ،ليرد مدير الفندق قائلا

: تحت امرك يا فندم ، لكن ممكن تكون لغت حجزها ومشيت . او مش مقيمه اساسا في الفندق ، يعني من زوار المطعم او الجيم مثلا 

اومأ له الضابط يفكر بتركيز تام ، من الصعب معرفتها بمجرد مواصفات شكل غير دقيقه ،لا اسم لا علامة مميزة بشكلها .. ، وبعد فحص جميع الوافدين الى الفندق تبين لهم سيدتين بمواصفات مشابهة ، احداهما اتت صباح اليوم فاستبعدها هو ، وأخرى لغت حجزها بالفندق امس، في نفس اليوم الذي وصلت به ، نظر الضابط لخليل،  يبدو انها الفاعلة ،وان ذلك السائق محق ، نظر الى المدير مرة اخرى قائلا

: عاوز كل بيانتها ..

بعد بعض الوقت ، امسك الضابط بين يديه ورقة مدون بها بيانات زهيرة ، الاسم والسن ،والجنسية غير مصرية 

،نظر الى خليل قائلا 

: للأسف ..هتفضل معانا شوية ..لحد ما نشوف هنعمل ايه 

ثم نظر الى احد العساكر مردفا

: خدوه على القسم 

ليأخذوه الى سيارة الشرطة وكأنه هو المذنب ، ركب خليل يفكر بأبنائه وزوجته، نظر الى السماء يناجي الله بعينيه ،يدعوه ان يخرجه من ذالك المأذق ...


____________________________


حل المساء بظلمة تعكس سوادا ما بداخل البعض ..وربما كان ما بداخلهم اشد ظلمة وسوادا من سماء ليل حالك ..

جلس كل من باسم ورشدي يكاد الشرر يتطاير غيظا من اعينهم ..نظر باسم الى رشدي قائلا 

: انا مش هسكت ..واللي دفعتهولك هاخده ..ومش هيكفيني فوقيه روحك يارشدي ،لو طلعت انت اللي ورا كل ده ..

نظر له رشدي قائلا بانزعاج 

: قولتلك ما قولتش حاجه ..خلينا نفكر الأول في المصيبة اللي طلعتلنا دي ..

نظر له باسم وما زالت عينيه كشعلتان متقدتان قائلا بنبرة تحمل بين طياتها براكين حارقة 

: سيبهولى ..انا عارف هخلص منه ازاي ...

_________________________

انتهى اليوم بزوال الظلام وكأن شعاع النهار ينظف مزيلا ما يخلفه الليل من سواد..

في صباح اليوم التالي ترجل من السيارة يودع يمنى التي اصرت ان تأتي معه الى المطار فأذعن لرغبتها حيث السائق الخاص بهم سيوصلها مرة اخرى الى المنزل ، نزل من السيارة ، ونزل السائق بدوره يخرج له حقيبته، فدار عبد السلام حول السيارة يقترب من يمنى ، يدنو قليلا حتى يصل الى مستوى نافذة السيارة  قائلا بابتسامة واسعة يؤلمه قلبه لتركها بمفردها .. لكنها ضريبة ما يجب عليه دفعها ..

: خلى بالك من نفسك كويس ..

اومأت له يمنى بابتسامة ،قبلها على جبهتها ..وما ان استقام حتى استمع الى صوت رصاصة يدوي صداها بأذنيه..وازى دويها صراخ يمنى فى الارجاء ..ونار حارقة تتدفق من صدره ..ثم لا شيء ..سكون تام ..

ارتطم جسده بالأرض تتلطخ ملابسه بالدماء ...


______________________


الفصل السادس عشر

*****************


احيانا ما ننخدع خلف تشابه وجوه من نحب .. غافلين.. غير مدركين مكنون الروح ..فهناك نفوس تنتعش .. تتغذى ..على آلام الغير. .وهناك نفوس رغم حرائقها ..وبرغم الجرح الغائر بداخلها  ..تداويه بالعطاء ..العطاء حتى نفاذ الروح ..

______________________


وصلت حياة الى الشركة تشعر بسعادة غامرة ،مفعمة بالحماس ، حيث ستهديه اليوم تلك الهدية التي ابتاعتها امس ، شعور ما له لذة خاصة ..يدغدغ حواسها كلما مر ذالك المنقذ بخيالها ...

حيتها سناء تتبعها الى داخل المكتب جلست حياة على مكتب منصور ترد التحيه ، ثم اردفت قائلة 

: هاتيلي الملفات ولو في اي جديد بلغيني يا سناء 

ردت سناء قائلة في ابتسامة عملية 

: تحت امرك يافندم ..مافيش غير ظرف كان جاي لمدام حنان و سلمتهلها امبارح 

نظرت لها حياة تضيق ما بين حاجبيها باستغراب قائلة 

❤️🌺🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

: ماما جت هنا امبارح ..؟

اومأت لها سناء قائلة 

: ايوة يا فندم ..جت بعد ما حضرتك خرجتي من الشركة 

تذكرت حياة مكالمتها لحنان بعد خروجها من المتجر ..لم تخبرها حنان قط انها ذاهبة الى الشركة ..

اومأت لها حياة تؤجل التفكير في ذلك الأمر لمقابلة حنان و الاستفسار منها قائلة

: تمام يا سناء .. في اجتماع انهاردة بخصوص شركة الزيني ..؟

اومأت لها سناء ايجابا 

: بالظبط يافندم ..

ردت حياة قائلة

: اول ما باشمهندس قصي يوصل بلغيني ..

اومأت لها سناء تخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها 

-------- 

بينما هو جالس بسيارتة امام الشركة كان يتابعها اثناء نزولها حتى دخولها ..ترجل من سيارته يتجه الى الباب الرئيسي للشركة وتلك الابتسامة تتراقص على شفتيه ..

صعد الدرج وصولا الى المكتب ،استقبلته سناء تحيه قائلة

: اهلا وسهلا باشمهندس قصي استاذة حياة فانتظارك يافندم 

اومأ لها يتجه نحو باب المكتب همت سناء باللحاق به ليشير لها بأن تظل مكانها يبتسم بداخله بخبث يحدث نفسه ..دعونا نرى قليلا مما تخبأه تلك الفاتنة خلف رقتها وهدوئها ، استغربت سناء لتصرفه لكنها اذعنت لرغبته ،

طرق الباب ليستمع الى صوتها وكأنها كروانا يشدو تسمح له بالدخول قائلة 

: ادخلي يا سناء ..

المسكينة تظنه سناء  .. وقف  يضع يديه بجيوب بنطاله  يشاهدها وقد حضرت فورا تلك الفراشات  واشرقت شمس بستانه الخاص .. تنغمس هي بالأوراق امامها ،نظرت اليه ثم الى الاوراق ثانيه بدون استيعاب لتستدرك وجوده سريعا ،فانتفضت واقفة تنظر له بإحراج قائلة 

: احم ..اهلا وسهلا يا باشمهندس 

تلك الغبية سناء لقد اخبرتها بان تخبرها فقط حين يأتي لا لتدخله عليها هكذا وهي بمفردها ..هذا ما حدثت به نفسها تنهر سناء بداخلها 

تقدم قصي منها يرد لها التحية لكنه كان كريما في ردها بعض الشيء ،حيث مد يده لمصافحتها قائلا بابتسامة

: اهلا بيكي 

يا إلهي..هل لي ان تنشق الأرض الان وتبتلعني ..هي لا تصافح الرجال ..كيف تخبره .. حدثت نفسها ..ارجوك اسحب يدك فورا ..لا اريد احراجك 

مرر قصي نظره بينها وبين يديه الممدودة في الهواء 

لتتخضب وجنتاها بلون الجوري فورا ..تتعرق وكأنها تنصهر بداخلها ..تقبض على يديها وكأنها تمنعها من المصافحة ، قائلة بصوت يكاد يكون مسموع 

: اسفة ..مش بسلم بالإيد ..

ليرجع يديه بجواره خالية الوفاض ، بينما بداخله تتسع ساحات وساحات للإعجاب بها ..تتسلل سريعا لتتوغل بحواسه ..بقلبه ..نظر لها مزهول بداخله من ذلك النموذج الذي يراه ولأول مرة بحياته ..لأول مرة يرى تلك القيم والمبادئ ..والجمال.. بفتاة ،كل معا بفتاة واحدة ،تخطف كيانه كلما رآها .. بأي حظ قد فاز ..؟،اي قدر رماه امامها ..؟

نظرت له حياة بترقب لترى إن كان منزعجا من ردة فعلها تلك ام ماذا ..وللعجب لمحت بعيونه الزيتونية نظرة لم تستطيع تفسيرها ..لم تكن انزعاج ابدا .. بل نظرة اقرب للفخر.. الاعجاب..

تحدث قصي قائلا يحاول تغير الموقف وقد لمح احراجها 

: قالولى انك منتظراني ..

تنهدت حياة بتوتر تذدرد ريقها قائلة وهي تشير له بالجلوس 

: صحيح .. اتفضل استريح 

جلس قصي امامها بشموخ  واضعا قدمه فوق الاخرى لتبتسم حياة في رقة لا تخلو من الخجل المحبب اليه بالمناسبة ،لا تعلم كييف تبدأ الحديث معه ..تتوتر ..ترتبك 

تنهر نفسها بداخلها ..هيا تحدثي ياحمقاء ..قدميها له فقط..مجرد هدية وفقط 

لتتنحنح قائلة بارتباك و بابتسامة متوترة 

: انااا..يعني بصراحة ..كنت .

تنهدت بنفاذ صبر تخرج من حقيبتها لفة هدايا مستطيلة الشكل ..تمد بها يديها تناوله اياها 

نظر قصي لها قائلا باستغراب 

: ايه ده ..؟

لتجيبة حياة بابتسامة رقيقة وهي مازالت يديها معلقة بالهواء 

: افتحها ..

التقطها منها قصي مبتسما يفتحها سريعا ، بداخله فضول لمعرفة ما بداخلها .. وفجأه اختفت ابتسامته ..ينظر بزهول شاردا لما بين يديه ..ساد الصمت بينهم .. شرد هو فيما بين يديه يريد تركه سريعا..وبشدة ..لكن شيء ما يحثه على التمسك به ..نور خافت .. مجهول المصدر ..و ربما بصيص امل ..كل ما يحتاج اليه فقط ان يترك له الفرصة ..فرصة التوهج ليملأ النور ما بداخله من ظلام..ساد صمت بينهم ..وشارد هو فيما بين يديه ليقطع شروده صوتها الهاديء بابتسامة عزبة 

: ما لقتش هدية اعبر بيهااا عن، ..قصدي اشكرك بها اغلى من كتاب الله وكلامه..

اذدردت ريقها مردفه

: خصوصا اني لاحظت ..انك ما عندكش مصحف في البيت ..

نظر لها وهو مازال على زهوله .. كم يود الآن ان يتركه ويتركها ..ويترك العالم ..ويذهب في عزلة ..عزلة للأبد ..وهناك شعور آخر يتسابق ..بل يتصارع مع ذالك الشعور وهو ..البكاء ..البكاء الان بأحضانها وهو يضمه الى صدره ..متى سينتهي من ذلك الصراع بداخله ..اذدرد ريقه بصعوبة ليستقيم ناهضا بملامح وجه جامدة .. جعلتها تنظر له باستغراب تستنكر بداخلها ان تسأله الم تعجبك الهدية .. ليأتيها رده يشكرها بإقتضاب قائلا

: شكرا ..بعد اذنك ..

ثم خرج سريعا لم ينتظر حتى ردها عليه ..استغربت ردة فعله كثيرا ..نظرت في أثره بتعجب منزعجة بداخلها من تصرفه ..

هكذا فقط ..ورحل بين يديه كتاب الله ..هديتها ...

_____________________________


وقفت يمنى تبكي وحيدة امام غرفة العمليات ، حاولت مرارا الاتصال بعمر لكنه لا يجيب ، وهاتف والدتها خارج نطاق الخدمة وكذالك قصي ..خائفة لا تعلم ماذا تفعل ، بينما عبد السلام بغرفة العمليات حيث نقلته سيارة الاسعاف فورا الى المشفى ولحسن حظه انه قريب من المطار .. فتح باب غرفة العمليات تحت انظار يمنى الباكية ،خرج عبد السلام ممدد على سرير نقال موصل به عدة اسلاك والجزء العلوي الأمامي من كتفه مضمد ..نظرت له يمنى تكتم شهقة بكائها بيديها لتهدأها الطبيبة تربت على كتفها تخبرها ان الرصاصة سطحية بمكان غير حيوي وبالتالي لا وجود للخطر على حياته لكنه نزف الكثير من الدماء لذا عليه المكوث في العنايه المركزة لبضعة ايام 

شكرتها يمنى تتبعه الى غرفة العناية ومازالت تحاول الاتصال بعمر لكنه لا يستجيب...

________________________

ذهب اليه ككل يوم  ..لكن اليوم يختلف ..اليوم سيظهر له ما يود..ما يريد.. حيث اعطاه هو . والآن عليه ان يرد له ما أخذ ..جلس امامه مراد يضع قدم فوق الاخرى ، يتلاعب بالورقة المطوية بين اصابعه ، تلك الورقة التي بداخلها ما يتعطش جسد عمر له حتى الموت ..

يجلس عمر امامه يذدرد ريقه ينظر بلهفة الى الورقة بين يديه ، انتبه فجأه عندما تحدث مراد قائلا بابتسامة جانبية خبيثة وبنبرة متمهلة 

: دلوقتي بقى يا عمور ..جه دوري ..

اخرج من جيب سترته ورقة واحدة فقط يمررها اليه قائلا بابتسامة سمجة صفراء 

: خد اقرا دي ..

نظر عمر بالورقة ليلتقطها ..اتسعت عينيه فجأة نظر له قائلا

: ايه ده ..؟

اتسعت ابتسامة مراد بعيون واسعه وبنبرة صوت عالية قائلا 

: مفاجأة مش كده ..؟

لتدوي ضحكاته في الارجاء ..من يراه يظنه مختل قد هرب توا من مشفى الأمراض العقلية ..لتهدأ تلك الضحكات ..وتهدأ معها معالم وجهه فجأة يكشر عن انيابه قائلا 

: ده شيك على بياض .. انت ماضي عليه  وانت في كامل قواك العقلية ..

نظر له عمر بزعر يذدرد ريقة بتوتر ،ليردف مراد قائلا 

: يعني اقدر اخليك تقضي شبابك كله في السجن 

لتتسع عينا عمر ينظر له هلعا  ليردف مراد بنبرة اهدأ قائلا

: إلا اذا.. نفذت اللى هقولك عليه 

ثم نظر الى الورقة بين يديه والى عمر مرة اخرى بخبث قائلا  ببطء

: قولت ايه..؟

نظر له عمر يومأ له بهيستيريا متلهفا لأخذ ما بيده 

ليعطيها له مراد مبتسما بظفر وقد اقترب ذراعا من مبتغاه....

_______________

نزل من الشركة متوجها الى سيارته ، يراوده شعور بالندم ..الذنب ..الخجل .. والتمرد ..جلس بسيارته وضع المصحف على الكرسي بجواره، وجهه جامد بينما بداخله حرب مشتعلة ..بين شخصين احداهما يحثه على المضي وعدم الإكتراث بأي شيء حوله ..وآخر لا يستطيع اسكاته.. يخبره بأن راحته ها هنا ..بجواره ..بالقرب منه .. دائما ما كانت بالقرب ..لكن احيانا نحتاج لمن يشير لنا اليها ..ادار محرك السيارة عائدا بها الى منزله مازال على شروده حتى وصل، صفها امام المنزل ونزل صافعا بابها ، يمضي بخطوات سريعة نحو باب المنزل ليستدير مرة اخرى بخطوة تردد واحدة .. ،فقط خطوة تردد واحدة حسمها بخطوات سريعة الى السيارة آخذا كتاب الله بين يديه متجها مرة اخرى الى منزله ..،

صعد الى غرفته وضعه على الكومود واخذ يتحرك ذهابا وايابا يفكر ..لم يلاحظ فعلا عدم وجود نسخة من كتاب الله بمنزله .. ربما كان يحتفظ والده بعدة نسخ يضعها بمكتبه لكنه لم يفكر قط بفتحه و قرائته ..و عند ذكر فتحه وقرائته .. شعر بوخذات الدموع بعينيه ..توجه الى الحمام الخاص بالغرفة ، اغتسل ..ثم وقف امام حوض المياة فتح الصنبور ..يريد الوضوء ..يعلم انه يجب عليه التطهر قبل لمس المصحف ..ومضات مرت بمخيلته .. طفل ما يقف امام حوض المياة ..ووالدته تنظر له يابتسامة مشجعة ..تتوضأ امامه ببطء ليفعل هو كما تفعل .. ، اخذ يتوضأ  يتبع ما تفعل والدته على تلك الومضات ..حتى انتهى ..خرج يرتدي ملابسه ..، ثم جلس على الفراش امام الكومود ينظر له برهبة بداخله ، مد يديه يلتقطه ..يذدرد ريقه بصعوبة .. يخفق قلبه ببطء وهدوء ..وما ان اخذه فاتحا اياه حتى اختلج خافقه اختلاجة حياة .. ينبوع ماء صافي يغسل روحه ..ما إن اخذ يقرأ ايات الله ..يبكي ..ينتحب ..تتهدج انفاسه ..لذه لا توصف ..راحة لم يختبرها من قبل .. تزرف عينيه دموع لها مذاق خاص غير معتاد ..دموع لها لذه وكأنه يخرج ما بداخله من تعب .. الى الله عز وجل ..وحده ..فقط هو ودموعه والله....

تمدد بعدها على فراشه واضعا اياه على صدره ..و غط في نوم عميق ...


_______________________

اخذت سارة تبحث عن الكارت بحقيبتها لتخرجه بين يديها ،فتجده الكارت الخاص بذلك الطبيب البيطري المسمى حمزة ..ابتسمت ما إن تذكرته هو وجدته ،وضعته مرة اخرى باحثة عن الكارت الخاص بابن عمها ، وجدته اخيرا لتلتقط هاتفها الخاص ..تطلب رقمه بتردد ، انزلت يديها تزفر بضيق ،تخلل اصابعها بشعرها ، ثم ترفع يدها مرة اخرى بالهاتف تنهى ترددها بضغطة زر الاتصال بالهاتف لتستمع الى جرس الاتصال بتوتر يكاد يقتلها خوفها ..اتنفضت فجأة ..سثط الهاتف اثر انتفاضتها لتحاول التقاطه بين يديها عندما آتاها صوته يرد عليها من الجهة الاخرى 

لتذدرد ريقها تتحدث بشجاعة وكأنها لم تكن على وشك الموت خوفا منذ قليل قائلة 

: ايوة ..انا سارة ..سارة فؤاد حافظ 

قالتها بنبرة صوت واثقة وكأنها تؤكد له ما يتمنى نفيه 

ليرد عليها من الجهة الأخرى وقد عرفها من صوتها وتلك العجرفة من وجهة نظره قائلا 

: اهلا يابت عمى ..كيفك..؟

ردت ساره تخبره سريعا بما في جعبتها لتنهي تلك المكالمة 

: كويسة ..انا قررت اني آجي اتعرف عليكم وعلى جدتي ..

التمعت عينيه على الجانب الآخر بابتسامة جانبية قائلا 

: يا مرحب ..يامرحب بيكي

ردت سارة باقتضاب تنهي المكالمة 

: شكرا ...انا هاجي على الاسبوع الجاي ..

اغلقت الهاتف تتنهد براحة تحدث نفسها ..من مجرد مكالمة يا سارة تشعرين وكأنها جبل على صدرك ..ماذا اذا بالعيش معهم ..بملاقاتهم ..ورؤية وجوههم كل صباح .. 

لكنها ستخوض التجربة ..تجربة العائلة ...

___________________________

وقف اما آخر شباك لإنهاء اجرائات دخول البلاد ..

خرج من المطار يتجه الى سيارته ،بجسد عريض ..طويل القامة .. مفتول العضلات ..عضلاته وكأنها حصن منيع يلتف حول جسده .علامة تدل على رسم وشم ما اسفل رقبته من الخلف ، يرتدي نظارة شمسية تخفي خلفها جرتين من العسل الصافي يتشعب خلالها اوراق الزيتون الاخضر يعلوهما حاجبان كثيفان متصلان كخط واحد ، تجعلانه يبدو بمظهر مصري خالص رغم هيئته الغربية  ،تقدم بخطوات ثابتة ..رزينة ..نحو سيارته 

ليركبها ملتقطا هاتفه يحدث شخص ما قائلا بابتسامة جانبية 

: حققتلك امنية من امنياتك اهو ..ونزلت مصر 

ليأتيه الرد من الجانب الآخر وقد علمه من صوته على الفور قائلا بنبرة فرحة غير مصدقة 

: مش ممكن ..آدم ..؟

: ضحك آدم ثم رد قائلا يؤكد له

: آدم ..وحشتني يادكتور

ليرد عليه من الجهة الآخرى قائلا 

: حبيبي ..انت اكتر ..نزلت امته ..؟

رد آدم عليه قائلا 

: حالا ..لسه خارج من المطار 

رد عليه من الجهة الاخري قائلا 

: تعالى فورا على عندي ..انت مش عارف طوفي هتفرح اد ايه 

ضحك آدم بخفوت ثم رد قائلا يشاكسه 

: بوسهالي لحد ما اجي 

ليرد حمزة من الجهة الآخرى يصطنع الغضب قائلا 

: لاااء ..التار ولا العار ياولدي 

:لتدوي ضحكاتهم سويا على الهاتف فرد آدم قائلا

: هجيلك ..هظبط اموري واجيلك ..وحشتني مولوخية تفيدة 

رد حمزة على الجانب الآخر باستنكار قائلا 

: تعالى يا اخويا اغرق فيها ..

ليضحك آدم ينهي اتصاله بأعز اصدقائة ،ليرد حمزة قائلا 

: سلام يادكتور ..مستنيك ..

اغلق الهاتف ينظر من نافذة سيارته المغلقة شاردا فيما عزم على النزول الى مصر من أجله ...


____________________

بعد انتهاء الدوام بالعمل ...

خرجت حياة تتوجه بسيارتها الى المشفى القابع به منصور للإطمئنان عليه ..وصلت تترجل من سيارتها ، تدخل الى المشفى صعودا الى غرفة منصور ..

وكما هي عادتها دائما وطبيعتها المشاكسة ..ادخلت فقط رأسها يابتسامة محببة الى كل من منصور وحنان قائلة بمرح

: السلام عليكم ...

ليبتسم لها كل من منصور وحنان يردان التحية ، يتبادلان العناق لتجلس حياة برفقتهم وتطلع منصور على كل ما هو جديد بأمر الشركة ، لتلتفت الى حنان باستذكار قائلة 

: صحيح ياماما ..ايه الظرف اللى حضرتك اخدتيه من الشركة ..

لتنظر لها حنان بابتسامة متسائلة 

: ظرف ايه يا حبيبتي ..؟

نظرت لها حياة باستغراب قائلة 

: سناء قالت ان حضرتك جيتي الشركة امبارح بعد الشغل .. وسلمتك ظرف كان جاي لحضرتك مخصوص ..

ردت عليها حنان قائلة باستغراب 

: انا ما روحتش الشركة بقالي مدة كبيرة اوي ..

بينما بجوارهم عيون متسعة ونظرات غامضة من منصور ، يخقق قلبه بشدة ..يحدث نفسه..اي ظرف قد يأتي لحنان بالشركة ..ايعقل..لا ..لا يمكن ..لا يمكن ..

وحياة ما زالت تصر على قول سناء لها بان حنان قد اتت الى الشركة مساء امس بعد العمل ..وحنان تنكر ذلك ،ليقاطعهما منصور بنيرة حازمة قائلا 

: خلاص يا حياة .. اكيد انتي فهمتي غلط من سناء ..

نظرت له حياة باستغراب لتأتيها نظراته وكأنه يخبرها ..كفى رجاءً 

أذعنت حياة رغم استغرابها 

لكن هنالك بداخل عقل احد ما تسائلات ..تريد تفسيرها...

____________________________

جلست على احد المقاعد بتلك الشقة التي استأجرتها حديثا ..تبتسم براحة ..تنظر الى تلك الورقة بين يديها بظفر ..بانتصار ..انهت مهمتها على اكمل الوجوه ..قطعت جميع الخيوط ..بعد تخلصها من عليا، وبرصاصة واحدة فقط ..وكأنها ضربت عصفورين بحجر واحد ..حيث لن يستطيع عبد السلام السفر ..ولن يترك قصي والده طريح الفراش بين حياة وموت من تلقيه لرصاصة غادرة اوشكت على ان تفقده حياته ،بل سيأتي على اول طائرة مهرولا لأجله ..نظرت الى الورقة بين يديها بسخرية مريرة ..تلك الورقة المكتوية بخط يد عليا ..اعترافا منها بذنب ارتكبته ..من اجل بقاء ولدها على قيد الحياة ..حدثت نفسها بسخرية....فتلك التائبة تكتب بخط يدها «اختك  ناهد عايشة وهي اللى ورا اختفاء ابنك مازن ..ابنك عايش ..» ..تلك الغبية كانت ستودي بما خططت له لسنوات .. سنوات تحملت فيهما رجل آخر لا تحبه ..تحملت رؤية نبتة .. نبتة كانت من حقها هي من وجهة نظرها .. تحملت رؤية روح حنان في عيون ولدها ..مبادئها ..اخلاقها ..التي ورثها عنها ولدها .. لم تأخذ هي منها أي شيء .. ولا حتى على سبيل الجينات والتشابه ..هما نسختان ..ولدتا من رحم واحد ..في لحظة واحدة ..لكن لكل منهما مكنون مختلف ..ارواح مختلفه ..فطرة مختلفة ...

_________________________


دمتم في حفظ الرحمن🌸💙


الفصل السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون من هنا


روايات كامله وحصريه

روايات كامله وحصريه

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

روايات كامله وحصريه


 لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇


رواية ملاك في عالم الشياطين كامله


رواية جبر السلسبيل كامله


رواية الصقر الجريح كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله


رواية لثام الخلود كامله من هنا


رواية جميله في قلب الاسد كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله


رواية الصقر والنمر كامله


رواية اختبار القدر كامله من هنا


رواية شهد القاسم كامله من هنا


رواية عشق الحور كامله من هنا












رواية بيت العيله كامله


رواية أجبرني على الإنجاب كامله من هنا


رواية صعيدي ولكن عاشق كامله من هنا


رواية زوجتي المصون كامله


رواية تار صعيدي كامله من هنا


رواية اصحاب المزاج من هنا


رواية الرغبه كامله من هنا


رواية وإذا تملكك الهوى


رواية نور عيني كامله


رواية عرف صعيدي كامله


رواية عشقها المستحيل كامله


رواية الصقر الجريح كامله


رواية عذراء علي حافة الهاوية كامله


رواية إعادة حب كامله


نوفيلا نبضي كامله


رواية نجمة القاسي كامله


رواية شهد القاسم كامله


رواية أحببت مصارع الجزء الاول


الجزء الثاني من رواية أحببت مصارع


رواية ضحية زواج كامله


رواية حور الشيطان كامله


رواية ليست خطيئتي كامله


رواية شمس ربحها القيصر كامله


رواية نيران انتقامه كامله


رواية عفريت مراتي كامله


رواية صغيرة رجل صعيدي كامله


رواية عشقت عمدة الصعيد كامله


رواية ست البنات كامله


رواية أحيت قلب الجبل كامله


رواية غنوة الداغر كامله


🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  

❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات

التنقل السريع
    close