يوسف المسحور بين سبع قبور الجزء الاول حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
يوسف المسحور بين سبع قبور البارت الاول حصريه وجديده علي مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات
كان هناك سلطان جبار كان ذلك السّلطان يحكم في بلاد كبيرة مترامية الأطراف ،
ويسوس الرّعية بالعدل ،ويخاف الله في النّاس، لذلك إتّخذ له وزيرا من خيرة العقلاء ، شاء القدر أن تموت زوجته بعد أن رزقته بثلاثة أميرات :زين وأدب وأخلاق ربّاهن على العزّ،وكان يحبّهن والذي يطلبنه يأتيهن به من ساعته .
كبرت أولئك البنات ،وأصبحن صبايا ،والنّاس في كلّ بلاد يتكلّموا عليهن ويمدحوا حسنهنّ ،حتى وصل صيتهنّ لكل الممالك المجاورة، وكل مرة يأتي السلاطين لخطبتهن لأبنائهم ،لكن أبوهنّ لا يتصوّر القصر من غيرهنّ،وكان كل مرة يختلق الأعذار لرفض الخطّاب الذين يتزاحمون على بابه ،
وفاتت سنين وسنين ،وأولئك البنات علي ذلك الحال ،كلّ صديقاتهن تزوّجن أمّا السلطان فكان يقنع نفسه أنّ بناته لا يزلن أطفالا ،و كنّ غير راضيات على تصرفات أبيهنّ الذي لا تنتبه لأنوثتهن ،وحسنهنّ الذي يخلب الأبصار،لكن من يقدر أن يقول للسّلطان لا !!!
![]() |
قالت لهم الدادة: سأدبّر لكم حيلة تجعل أباكم للسلطان يفهم أنّكن كبرتنّ ويوافق علي زواجكنّ !!!
هتفوا : قولي لنا عن حيلتك ،وسنفعل ما تريدين ،طلعت تلك الدادة من القصر ،وركبت عربة، وقالت للحوذي: هيا بنا على سوق الخضار!!! لما وصلت إشترت ثلاثة بطيخات واحدة بدأت تفسد ،والثّانية طازجة لمن ياكل ، والثالثة مازالت تصبر قليلا ، حين رجعت، قالت للأميرات خذن سلة كبيرة ،و ضعن فيها البطّيخات الثّلاثة ،وغطّوها بمنديل حرير مطرّز بخيوط الذّهب والفضّة ،وإنتظرن جلوس السّلطان في الدّيوان ليتشاور مع كبار الشّيوخ ثم إبعثوا له السّلة مع الخادم،واطلبن منه أن يقول أنّها هديّة من الاميرات.
وضع الخادم السّلة علي راسه، ومشي حتى وصل الديوان ،ثم دخل ،تعجّب السّلطان و قال له:ويحك ماهذا الذي على راسك أجاب الرجل هذه هدية من الأميرات إليك ياسيدي ،وأنزل السلة وإنصرف، السّلطان قال للحارس: ارفع الغطاء لنرى هذه الهديّة ولما فعل ذلك مدّ السّلطان ، وكلّ الحاضرين رؤوسهم، واستغربوا من الهديّة.
إحتار السّلطان ،وبقي يفكرّ ،ثمّ سأل من في الدّيوان : ما معنى هذا، فأنا لم أفهم شيئا؟ فقال كلّ واحد ما جال في خاطره ،لكنّ السّلطان لم يقتنع ،فإلتفت إلى الوزير ثمّ سأله :وأنت ما رأيك ؟
فكلّنا نعرف علمك ،تنحنح الوزير،وإشترط عليه أن يصرف أوّلا الحاضرين، لكن السّلطان غضب ،وقال : إعلم أن هؤلاء هم شيوخ البلاد ،وانّي لا أخفي عنهم شيئا من أمور المملكة ، ردّ الوزير:
اعطيني الأمان ،أجابه السّلطان: تكلّم وعليك امان الله ،قال الوزير ياسيّدي السّلطان عندك ثلاث اميرات مثل القمر في سنّ الزّواج،لكنّك حرمتهنّ من حياتهنّ ، والاميرات صرن الآن صبايا، والبطّيخة الكبيرة لأكبرهن، وهي تقول لك : خلاص فات الأوان ،
والتانية قريب يفوت،
والثالثة في الطريق،
والزّواج ياسيدي السّلطان سنّة الحياة.
ما كاد الوزير ينهي كلامه حتّى تغير وجه السلطان وإحمر من الغضب ،ونادى السياف ،وأمره بقطع رؤوس بناته الثلاثة عقابا لهن ،ووضعها في السلة مكان البطيخات ،جاء السّياف يجري ،وسيفه يلمع في يده ،قال: ياسيدي السّلطان قطع الله يديّ إن مددتها علي الاميرات، رد عليه السّلطان بغضب :
كيف ترفض اوامري أيها اللعين، أجابه :ياسيّدي امرك علي عيني وراسي ،وطول عمره سيفي يطيعك ،لكن هذه سامحني ،ونزل علي ركبتيه، وقال له :هذه رقبتي قدامك اقطعها ،ولا تقطع راس الاميرات ،سينتهي غضبك وتندم إن فعلت ذلك ..
قال الوزير: لا يوجد مخطئ غيري، وأنا من يستحقّ العقاب، ثم جثا على ركبتيه ،ومدّ رأسه ،وقال: نفّذ حكمك يا مولاي ،فالآن أموت راضيا مادامت الأميرات في أمان،رلمّا رأى الحاضون في مجلس السّلطان ما يحصل ،بكوا ثم جثوا على ركبهم ، وقالوا له :
فإقتلنا أيضا، فما نطق السّياف إلا بالصّواب ،وهذه سنّة الحياة من يوم خلق الله حواء لآدم ،وأنت الآن في لحظة غضب فإستغفر الله وإستعذ من الشيطان ،لأنك إن قتلت من تحبّ ستندم لمّا يعود لك عقلك وما فائدة الحياة دون وزيرك الذي أخلص لك ،وبناتك زينة أيّامك !!!
لمّا سمع السّلطان هذا الكلام جزع ،ورمى السّيف من يده ،ثمّ ربت على كتف وزيره ،وقال له أعتذر منك يا أبا علي ،ما كان يجب أن أرفع في وجهك سيفي، لكن حبّ بناتي الثلاثة جعلني أبدو أحمق ،ثمّ طلب من القوم الرّجوع إلى أماكنهم ،وأرسل للجواري لكي يحضرن شايا بالبندق واللوز،وقال ما ترى أيها الوزير؟ إستوى أبو عليّ في جلسته ،وأجاب : يا سّيدي السّلطا، أنا عندي بنت واحدة إسمها شمس الضحى، تعيش في عزّ ودلال ،كلّ ما تشتهيه يأتيها على طبق من ذهب ،أحد الأيّام أتى شهبندر التّجار ليخطبها لإبنه، لمّا سألتها هل تريدين الزّواج من ذلك الولد ؟ تفاجأت انّها موافقة ،وكانت فرحانة ،قلت لها وحك كيف تفرحين وأنت ستفارقنا؟ قالت :لا تقلق يا أبي، سأزورك وقت الغداء ،وآكل من طعامك !!!
ضحك السّلطان ، ثم نهض واحد تاني من الحاضرين، وقال: وانا بنتي ليلة عرسها كانت امّها تبكي علي فراقها، وهي تلهو مع خطيبها !!!
وكلّ واحد حكى على بناته ،وكل مرة كانوا يضحكون ،جاء الشّاي ،ودارت الجواري بأقداح الذهب ونثرن عطر الياسمين في المجلس ،فإنبسط السلطان، وهدأت نفسه .ثمّ قال : لقد فكرت بالعاطفة ونسيت العقل كان علي فقط أن أشترط أنهن يسكنّ قربي فالقصر كبير، وهكذا لا يبتعدن عنّي ،وقد كاد رأس الوزير أبي علي يطير ،لأني استسلمت لقلبي .
قال الوزير: ياسيدي الّسلطان قبل ايام جئنا ملك البلد المجاور وخطب الاميرة الكبيرة لولده و اني خفت أن أقول ك لاني توقّعت انّك سترفض مثل المرّات السّابقة .
أجابه السلطان :ادعوه للنّزول في ضيافتنا، وسآخذ رأي إبنتي .
وبعد ايّام الملك مع إبنه محملين بالهدايا والتحف ،وأطلت الكبرى من النافذة وأعجبها الأمير، ووافقت على الزّواج،ولم يجد أبوها بدا من القبول ،وإشترط عليها أن تأتي عنده كل ثلاثة أيام . وبدأت الإستعدادات للزواج ،ودامت الأفراح سبعة أيام وسبعة ليالي ،و علقوا الزّينة في كل البلاد وذبحت الذبائح ،وأقيمت الولائم لكل الناس ، وأكل الفقراء وشربوا في دار السلطان ودعوا له بطول العمر .
وفي اليوم السّابع جهزوا الاميرة ،وزيّنوها ،وكانت ماشاء الله جميلة مثل القمر، والفرحة زادتها حسنا، وحولها أخواتها والدّادة معاهم وقد علتهم البهجة، فاخيرا سمع أباهم السلطان كلامهم ووافق على زواجهم ، و جهّزوا العربة أحاط بها والجواري والخذم ورافقوها لقصر ولد السلطان في موكب ملكي ودخلت الاميرة جناحها ،كان الأمير فرحانا بعروسه وفي أتمّ زينته ،وأوّل ما وضع رجله في عتبة الجناح انشقّ الحائط وطلع منه مارد مخيف يتطاير الشرر من عينيه، ولوّح في وجه الأمير بسيف ضخم وقال له :قف عندك !!!
هذه الاميرة ليست من نصيبك ،وهي مكتوبة ليوسف المسحور المدفون بين سبعة قبور !!!
وقف الفتى مدهوشا لا يفهم ما يحصل ،لكن المارد كان مخيفا ،فهرب الأمير من الجناح ولما إبتعد عاد المارد للحائط الذي طلع منه واختفي!!!!
ماذا سيحصل للأميرة ،ومن هو المارد ومن أين أتى ؟ ومن هو يوسف المسحور اللي المدفون بين سبع قبور؟ إنتظروا الحقلة المقبلة
الروايات الاكثر قراءه👇👇👇