أخر الاخبار

رواية وإذا تملكك الهوى الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم فاطمه محمد

 رواية وإذا تملكك الهوى الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم فاطمه محمد 


رواية وإذا تملكك الهوى الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر والعشرون بقلم فاطمه محمد 


الفصل السادس عشر💗

فى غرفة العروسين


أقتربت زينب ووقفت بجانب الشرفة و قامت بفتحها و خرجت بها تريد ان يتخللها بعض من الهواء النقى ،و رفعت عينيها تنظر للسماء الصافية لا تعلم أهى أخطأت بموافقتها على ذلك الزواج أم لا فمن لا يعلم بحب رأفت و مريم و لكن إيمان هى من أقنعتها فتذكرت زينب ذلك الحديث الذي دار بينهم 

Flashback


انزعجت زينب بشدة من إصرار إيمان كيف تلقي نفسها بين يديه وهي تعلم بشدة حبه لمريم ..

_ لو سمحتى ارجوكى متحاوليش تقنعيني انا مش موافقة انتى مش شايفه صفية هانم بتعاملنى ازاى و بعدين استحاله تنسى انى كنت شغاله هنا ارجوكى اقنعيهم شيلوا الموضوع من دماغهم 


لاح الحزن بعين إيمان و هتفت قائلة بحزن 

_زينب انتى محدش يقدر يجبرك على حاجة انتى مش عايزاها بس لو عايزة رأيي فأنا شايفة انك تتجوزيه 


قاطعتها زينب هاتفه بدهشة : ازاي بس يا هانم و بتتكلمى و كأنك متعرفيش قصة الحب الكبيرة اللى كانت بينه و بين مريم الشرقاوى بقى بالذمة بعد ما كان بيحب مريم بجمالها و دلالها هيبصلى أنا


إيمان و الانزعاج على محياها هاتفة 

_ لو مريم حلوة فأنتى كمان حلوة يا زينب ده بالعكس كمان انا بشوفك احلى من مريم بروحك الحلوة ،و بعدين رافت لو كان بيحب مريم مكنش فكر يجوز كان فضل على موقفه و يرفض الجواز و اظن انه راجل و محدش يقدر يجبره على حاجه ،بس هو اختارك و صمم عليكى انا فتون قالتلى على اللى حصل انهارده كانت نازله من اوضتها بدور عليا و شافت لما رأفت عرض عليكى الجواز قدام صفية هانم 


ثم اخذت شهيقا طويلا و هتفت بابتسامة بسيطة على محياها 

_ رافت مختارك بإرادته يا زينب و بعدين مشفتيش عمل ايه مع والدته رأفت راجل و قد المسؤلية و بعدين انا حاسه انه في انجذاب من ناحيته و الا مكنش استغل اللى حصل 


تملكت الحيرة من زينب كيف تقول انجذابه أهو سينجذب لها هي من بين كل النساء ويفضلها على تلك ؟

 _طب افرضى طلع لسه بيحب مريم


تنهدت إيمان بتعب منها فهي تريد مصلحتها ليس إلا ..

_أسمعى يا زينب انا عايزه مصلحتك و انتى كده كده عايشة لوحدك فليه متجوزيش رافت مدام هو عايزك و مصمم عليكي ليه لا و اذا كان مصمم عليكي و هو لسه متكلمش معاكى مرتين على بعض


زينب وهي تضيق عينيها بعدم فهم و هتفت 

_انت قصدك ايه 


ابتسمت إيمان لها فمن الواضح أن كلامُها قد بدأ يؤثر عليها  

 _ قصدى توافقي .. رافت بنفسه بعد ما يعاشرك و يعرف طبيعتك و طيبتك هيحبك من نفسه حتى لو زى ما بتقولى بيحب مريم ،مع الوقت هيحبك انتى و يتمنى لك الرضا ترضي و بكره تقولى إيمان قالت


ابتلعت زينب ريقُها بتوتر 

_أنتى شايفة كده


أومات لها إيمان فحركت زينب راسها دليلاً على موافقتها فهى لن تخسر شيء وقد صدقت إيمان في حديثها فهي ليس لديها مأوى بحاجة إلى سند ..

Back


دلف رافت الى الغرفة و عينيه تجول بالغرفة باحثا عنها فوجد زجاج الشرفة مفتوحا فعلم بتواجدها داخل الشرفة فاقترب منها و وقف بجانب الشرفة يتطلع عليها وهي شاردة بتلك السماء الصافية ظل يتأملها بعض الوقت و يتامل حجابها الذي يزين رأسها و ملابسها الفضفاضة التى لا تبين معالم جسدها و ظل يفكر فهو لا يعلم سبب ما فعله فلو اخبره احدهم بزواجه من تلك الفتاة ما كان سيصدق ابدا فهى مقارنة ب مريم لا شئ ف مريم تتفوق عليها من حيث الجمال و التعليم إذن لما اختارها هى تحديدا اتزوجها عناداً بوالدته ام ان هناك شئ آخر لم يفهمه بعد !!!


التفتت زينب تنوى الدخول داخل الغرفة بعدما شعرت ببرودة تسير بجسدها فخرجت منها شهقه منخفضة أثر تواجده بجانب الشرفة فهى لم تنته له و لم تشعر بوجوده فأبتلعت ريقها بتوتر و هتفت بصوت خافت 


_انت هنا من بدرى !!!


رأفت بإيماءة 

_ ايوه ،بس انتى شكلك كنتى سرحانه ،ممكن اعرف كنتى سرحانه فى ايه 


زينب و هي لا تنظر بعينيه مباشرة في عينيه فتلك النظرة المتواجدة بها تربكها كثيراً 

_كنت بفكر


رافت باستفهام 

_فى ايه ؟


زينب بتنهيدة طويلة هاتفه بنبرة متوترة 

_ أنت لسة بتحب مريم !!!


رأفت بصدق صدمها و جعلها تندم على موافقتها بالزواج به 

_أكيد


زينب بتلعثم 

_و لما هو أكيد اتجوزتنى ليه 


رافت و هو يقترب منها رافعا ذراعيه محاوطا كتفيها هاتفا بهدوء 

_زينب أنا مش عايز أكدب عليكى بس انتى لا مش أنتى بس الكل عارف انى بحب مريم بس انا و هى حبنا مستحيل و مش هينفع نبقى مع بعض و ماما بتزن عليا من بدري فى موضوع الجواز ده و بصراحة انا مكنتش عايز أتجوز واحدة من اللى هى بتنقيهم عشان كده لما كانت بتكلمنى فى الموضوع و انتى جيتى قدامى الفكرة جاتلى فى ثوانى و قلت انتى البنت اللى هتجوزها


ثم أردف بأسف 

_زينب انا مش عايز اجرحك بس برضو مش عايز اكدب عليكي و صدقينى مش هتندمى ابدا انه احنا اتجوزنا لأنه حياتك بكدة هتتغير للاحسن كتير و كمان انا مش هلمسك متقلقيش من النقطة دى تمام 


زينب وهي تخفض عينيها لا تريده أن يرى تلك الدموع التي تجمعت بمقلتيها 

_ تمام يا رأفت 


رافت بابتسامة 

_ حلو اوى ادخلي بقى غيري هدومك فى الحمام و اخرجى عشان نضبط النومة


أومأت له دون ان ترفع عينيها لتواجه عينيه و تحركت من مكانها متجهه ناحيه المرحاض 


__________________


فى صباح يوم جديد


فى غرفة عمار 


كان يرتدي ملابسه على عجله من أمره و هاتفه على اذنه يحادث عمه يريد منه المجئ قبل ذهابها إلى منزلها الجديد بصحبة ذلك الغليظ و البغيض


عمار و هو يغلق ازرار قميصه 

-عمى بقولك بنتك هتمشى انهاردة حسان جيبلها بيت انت تقوم تلبس و تيجي تكلم معاها قبل حسان ما يجي ومتمشيش غير لما تقنعها ما انا هتجوزها يعنى هتجوزها 


جمال بضيق مصطنع 

_خلاص يا عمار فهمنا يا اخى انك لازم تجوزها عارف لو كان اخوك.عاصم الله يرحمه عايش و ايمان عاشت و كبرت معايا انا و شمس كان زمانهم متجوزين 


عنار و هو يضغط على أسنانه 

_ بقى انا بقولك عايزه اتجوز بنتك تقولى كان زمانها متجوزه عاصم الله يرحمه و مخلفين انت عايز تشلنى يا عمى 


جمال بتأفف 

_ طيب طيب اقفل عشر دقايق و ابقى عندكو 


عمار بلهفه 

-تمام 


__________________


هبط حسان الدرج وكان يرتدي ذلك البنطال والقميص الذي يبرز عضلات جسده مغيرا ملابسه الصعيدي إلى تلك الملابس فرآه عمر الذي كان يجلس على طاولة الإفطار مع والدته وخالته و شقيقاته فأخرج صفيرا عاليا هاتفا : هو ده الكلام من زمان و انا بقولك اللبس ده هيبقى مناسب عليك اكتر


وأبدت بسمله و مريم إعجابهم بمظهره الجديد فهتفت بسملة 

_ بصراحة الاستايل ده تحفه عليك 


فهتفت مريم بتهكم 

_خير يا حسان رايح فين على الصبح كده اكيد مش رايح المزرعة 


أما عديلة فظلت تتطلع إليه بعدم تصديق لما يفعله فتهتفت بغضب _ايه اللى انت لابسه ده يا حسان بتشبه نفسك بولاد البندر ليه


عمر بمرح 

_ ايه ده يعني انا ولاد بندر !!


ابتسمت بسملة على شقيقها و هتفت 

_ جرى ايه يا ماما متسبيه يلبس اللى هو عايزه ماعندك عمر اهو مبتكلميش ليه


عديلة و هى تنهض و تضرب على الطاولة بيدها 

_عمر الصغير و مش ماسك شغل العيلة لكن اخوكى بقى كبير العيلة و لازم يبقى قد المسئولية الناس تقول ايه لما يشوفوه لابس كده يقولوا بيقلد ابن المحمدى و بيتشبه به


و هنا هتفت إلهام بسخرية 

_ ما تهدى يا عديلة مالك ايه اللى حصل لده كله و بعدين عماله تقولى العيله العيله و هو عمل ايه يعنى !كل واحد حر سبيه يعمل اللى هو عايزه 


عدلة بغضب من تدخل شقيقتها 

_اياكي يا إلهام اياكى ابقى بكلم ولادى و تدخلى فيهم و بعدين أنتى مالك اصلا انتى متعرفيش تربية العيال صعبة ازاى فمتكلميش 


عمر بغضب من طريقه والدته 

_أمي اظن انها مقلتش حاجة لصوتك العالي و نرفزتك دي هي معاها حق


أما حسان فكان يتابع ما يحدث بصمت فهتفت عديلة باستفهام و نبرة منفعلة 

_ ممكن بقى اعرف البيه رايح فين باناقته و جماله الخلاب ده


حسان ببرود

_ رايح اخد ايمان


عديلة وهي تعقد حاجبيها مضيقه عينيها مقتربة منه هاتفه بدهشة 

_ تاخدها ازاى يعنى انتوا مش اطلقتوا


حسان وهو يتحرك 

_ ايوه بس ضبطت لها شقتى و هتتنقل عليها النهارده


عديلة بصدمة 

_ ضبطتلها شقتك يالهوي يا عديلة يا شماتة صفية فيكى يا عديلة


عمر و هو ينهض ملحقا بأخيه متجاهلا رد فعل والدته 

_ استنى يا حسان انا جاى معاك


بسملة بأبتسامة على ما تفعله والدتها 

_والله الواحد ميعرفش مين فيكوا اللى تشمت فى التانيه 


التفتت لها عديلة و كذلك الهام الذي تغيرت و تبدلت ملامحها منذ أن تم ذكر صفية

_أزاي يعني يا بت هو فى حاجه حصلت


مريم بسخرية 

_ حاجة واحدة بس دى حاجات 


الهام بنبرة جامدة صارمة 

_ايه اللى حصل !؟


مرسم و هى تنظر لوالدتها 

_ رافت ابنها اتجوز زينب اللى كانت شغالة هنا و انتى طردتيها


عديلة و عينيها تتسع بفرحة و شماته 

_بتكلمى جد يا مريم عرفتى منين


ابتلعت بسكلة ريقها فهتفت مريم 

_اهل البلد كلهم بيتكلموا يا ماما


عديلة و ابتسامة ماكره شيطانية ترتسم على محياها 

_ لا ده احنا لازم نعمل الواجب و نبارك بقى و لا ايه يا الهام


الهام بمكر مماثل 

_أكيد يا عديلة دي صفية برضو


___________________


انهت ايمان تحضر اغراضها البسيطة هى و ابنتها فخرجت بصحبة ابنتها من الغرفة وهي تحمل تلك الحقيبة التي تحتوي على أغراضهم فقابلت بوجهها عمار الذي ابتسم لصغيرتها و قام بحملها مقبلا لها على جبينها : صباح الخير 


فتون بابتسامة محبة طفولية 

_ صباح النور


ايمان بإقتضاب 

-صباح النور


عمار و هو ينظر للحقيبة التي تحملها 

-برضو لسة مصممة تمشى 


ايمان بإيماءة 

-ايوه ده الافضل 


- طيب يا مدام ايمان اتفضلي انزلي عشان تفطري قبل ما تمشى اتفضلى


هتف بها عمار وهو يجز على أسنانه بغيظ 


نزلت ايمان معه و هو لا يزال يحمل صغيرتها بين يديه لا يعلم لماذا أصبح فجأة يحب الصغيرة ايمكن لتشابهها مع والدتها باختلاف لون الشعر ام ماذا نفض تلك الأفكار فهو لا حتى الآن متى حدث ووقع في غرامها !ولكن لحظة ايعترف حقا انه قد وقع فى غرامها و اصبح عاشقا لها !! نعم يعترف رغم تعجبه من نفسه و لكن حدث ما حدث واصبح في حبها و عشقها غارقا و لذلك لا يهم متى و كيف حدث ذلك بل الاهم الان هو الحصول على قلبها


و أثناء فكره ذلك وجد جمال امامهم وعلى وجهه ابتسامة واسعة فزفر عمار براحه و قام باعطائه الصغيرة حتى يشبع من لهفته واشتياقه لها قليلاً فهتف جمال بحب واضح : صباح الخير يا بنتى 


إيمان بابتسامة هادئة 

-صباح النور ازي حضرتك عامل ايه


جمال بإيماءة 

-الحمد لله بقيت احسن دلوقتى لما شفتك انتي و فتون


سعل عمار حتي ينبه جمال فهو ينزلق بالحديث دون ان يدري فنظر جمال له فاشار له عمار بعينيه حتي يفعل ما اتفقوا عليه فرمش جمال بعيونه لعمار دلاله على انه سيفعل ذلك


جمال و هو ينزل الصغيرة على الأرض فهتفت 

- ماما هو احنا هنمشي هنروح فين


ايمان بابتسامه وهي تمسد على خصلاتها 

-هنروح بيت جديد بابا حسان ضبطته لينا يا حبيبتي 


أماءت لها الصغيرة و لم يظهر على وجهها ال الملامح الجامدة التي انتبهت لها ايمان فاخرجها جمال من تركيزها مع ابنتها هاتفا : ايمان ينفع نكلم شوية فى موضوع مهم 


ايمان بموافقة 

-اكيد طبعا ينفع 


جمال لعمار 

- عمار انا هتكلم مع ايمان شويه و اهو يكون العريس صحى


-ماشى خدوا راحتكم

هتف بها عمار و هو يغمز بعينيه لعمه


_________________


بحديقة المنزل


بصى يا ايمان عمار حكالى على اللي حصل و عرضة بتاع الجواز و انه كان عايز يجوزك بس فى السر


هتف بها جمال و عينيه تراقب ابنته محاولا فهمها من عينيها


كادت ان تقاطعه ايمان و لكن اوقفها جمال باشارة من يديه هاتفا 

_ بصى يا ايمان عارف انه عمار غلط بطلبه الجواز بيكى بالطريقة دي بس هو فهمنى وجهة نظرة و صدقيني يا بنتى هو مش قصده اللى وصلك خالص 


قاطعته ايمان هاتفه بهدوء

_طيب ممكن حضرتك تفهمنى قصده ايه 


جمال بتنهيده معجبا بهدوء ابنته

_شوفى يا ستى عمار قالك فى الاول و انتى رفضتى وهو في لحظة تسرع قالك الكلام لأنه ملقاش غيره متنسيش انك مش عايزه طليقك ياخد فتون منك


إيمان بهدوء 

_حضرتك انا مستحيل اتجوز انا بنتى 


_عمار بيحبك يا إيمان


هتف بها جمال مقاطعا حديثها يريد منها ان تعلم بمشاعر ابن اخيه حتى لا تظلمه و تظلم نفسها


ايمان بذهول و عيون متسعة 

_حضرتك بتقول ايه ،عمار بيحبني انا ،بس هو مقالش انه بيحبني


_مش لازم يقول و بعدين انتى كمان مقولتيش انك بتحبيه وبعدين انتى بجد ازاي ملاحظتيش حبه ليكي ليه خدتيها بالمعنى اللى فهمتيه 


هتف بها جمال بذهول مصطنع


ايمان بتلعثم : انا انا مش عارفة اقول لحضرتك ايه 


جمال بأبتسامة : متقوليش يا ايمان انا اللى هقول انتى و عمار هتتجوزوا بس مش فى السر و كل اهل البلد هيعرفوا


ايمان بخوف وذعر

_و بنتى حسان لو عرف مستحيل يسبهالى


جمال و هو يرفع يديه يربت على كتفيها 

_ممكن تثقى وتسيبي الموضوع ده عليا انتي بس وافقي و الباقى انا هحله


ايمان باستفهام خائف 

_هتحله إزاى ، انا مش عايزه اغامر لو موضوع جوازى من عمار هيخليني اخسر بنتي انا مش عايزاه


اقترب جمال منها محاوطا ذراعيها و هتف بنبرة بثت البعض من الطمأنينة

_إيمان قولتلك مش هتخسرى ولا بنتك ولا عمار اللى بيحبك و انتى كمان بتحبيه عيشي حياتك يا بنتى كفاية اللى ضاع منها مع العيلة دي خلي عمار يعوضك و بنتك حلها عندى متقلقيش


ايمان بتفكير و لا يزال بعض القلق والخوف يسيطران عليها من أن تفقد ابنتها

_طيب توعدني ان فتون تفضل معايا مخسرهاش


جمال بابتسامة محبة حنونة

_اوعدك انك لو اتجوزتى بعمار حسان مش هيقدر ياخد البنت منك 


رواية_وإذا_تملكك_الهوي

بقلمى_فاطمة_محمد

الفصل السابع عشر


ايمان بتفكير و لا يزال بعض القلق والخوف يسيطران عليها من أن تفقد ابنتها

-طيب توعدني ان فتون تفضل معايا مخسرهاش


جمال بابتسامة محبة حنونة

-اوعدك انك لو اتجوزتى بعمار حسان مش هيقدر ياخد البنت منك 


-تمام


هتفت بها إيمان بابتسامة بسيطة على وجهها فالقلق لا يزال ينهش قلبها 


انتبهت على صوت جمال الذي هتف بهدوء و سعادة واضحة

-طب يلا بينا بقى ندخل نفطر ابن اخويا جرجرنى على ملا وشى و خلانى نزلت من غير ما افطر 


-جرجرك !!!طب ليه


-عشان اقنعك طبعا توافقى هيكون ليه اصل عمار واقع لشوشته


صاح جمال بتلك الجمله بمرح جعل ايمان تبتلع ريقها خجلاً من حديثه ، فلاحظ جمال تلك الحالة التى وصلت إليها بسبب حديثه فرفع يديه مشيراً لها تجاه القصر فتحركت ايمان امامه و جمال بجوارها هاتفا بصوت خافت 


-كده أنتِ تقدرى تمشى مع حسان لحد ما عدتك تخلص وبعدين نكتب كتابك أنتِ وعمار


-لا لا ده كده بدرى اوى انا عايزه وقت اقدر امهد فيه لفتون 


جمال بتنهيدة

-خلاص اللى تشوفيه


و فى ذات الوقت كانت صفية تقف بنافذة غرفتها وراتهم و هو يقفون سويا و يدلفون الى القصر بجوار بعضهم فلاحت الابتسامة علي وجهها ظناً منها بأن جمال قد وقع بعشق تلك الفتاه التى تكاد تكون نسخة من زوجته


دلف جمال و إيمان الى حجرة الطعام فوجدوا كل من عمار و فتون جالسون سوياً و عمار يتساير معها و الابتسامة لا تفارقهم فنظر جمال تجاه ايمان و هتف بصوت هامس 


_شايفة بنتك بتحب عمار ازاى 


زياد بعد أن رآهم و الطعام بفمه صائحاً بمرح لرؤية عمه بجانب ايمان مفكرا نفس تفكير والدته

-ايه يا جيمى مش عوايدك يعنى تيجى الصبح بدري كده !!!


عائشة بمشاكسة 

_و انت مالك يا بارد عمى يجى براحته ده انت رخم اوى بصراحة


اما عمار فنظر تجاه جمال الذي اشار له بعينيه بايماءة فزفر عمار براحة و ما كاد يتحدث حتى قاطعة مجئ الخادمة

-إيمان هانم حسان بيه بره مستنى حضرتك


-انا خارجه اهو 

هتفت بها ايمان و هى تقترب من ابنتها 


نهض عمار من مكانه والغضب يعتريه يشعر بالانزعاج كلما سمع بأسم حسان و كان الغضب بادياً على وجهه كاد يعترض على ما يحدث و يمنع خروجها من منزله فلن يسمح لها ان تتحرك من جانبه ،لاحظ جمال ما كاد يفعله ابن اخيه فهتف بسرعه البرق مسبقا عمار 


-يلا يا ايمان و زى ما اتفقنا تمام


كاد عمار ان يتحدث مرة اخري و لكن منعه جمال مره اخري نظره له بتحذير فجز عمار على اسنانه و ضم قبضة يديه محاولا التحكم في أعصابه التي تكاد أن تفلت بسبب ما يحدث


نهضت عائشة و قامت بتوديع ايمان و ابنتها و كذلك زياد بشخصيته المرحة أما جمال فهتف بنبرة صارمة 

-تعال ورايا


تحرك عمار خلفه ووقف بأحدي الزوايا فصاح عمار بنبرة منفعلة

-ممكن اعرف و افهم انت ازاى موافق انها تمشى مع الحيوان انا ،انت ازاي مأمنه 


جمال و هو ينظر تجاه ايمان

-عمار ممكن تهدأ انا عارف كويس انا بعمل ايه مش انت اللى هتعلمنى و بعدين انا عايزك تبطل عصبيه دي و لو علي حسان فهو مستحيل يعملها حاجه حسان باللي بيعمله ده بيحاول يستدرج ايمان عايزها ترجعله


-ده لما يشوف حلمة ودنه


هتف بها عمار بصياح غاضب فأغمض جمال عينيه هاتفا 

-طب يلا مش وقته لما تمشى هفهمك بس مش عايزك تتعصب انت فاهم ،و لو هتعمل مشاكل مع حسان يبقى متطلعش احسن 


خرجت ايمان برفقة فتون و جمال و عمار و عائشة خلفها وكان حسان بهيئته الجديدة كلياً واقفا امام سيارته واضعا يديه بجيبه منتظرا خروجها اما عمر فكان يجلس بالسياره و بمجرد ان انتبه اليه ابن اخيه و إيمان هبط من سيارته مقتربا منهم و على وجهه ابتسامة فرحه هاتفا باسم فتون مما جعل حسان الشارد ينتبه الى خروجهم

-فتون

-عموو عمر


هتفت بها فتون وهي تسرع ناحيته محتضنة إياه فهي تعشقه كثيرا فدائما ما كان يعاملها بحنان افتقدته مع والدها 


عمر و هو يستقبلها داخل احضانه 

-حبيبة قلبى عمو عاملة ايه


-انا كويسة بس انت اللى كنت فين انت وحشتنى اوى ماما قالتلى انك سافرت 


عمر و هو ينظر تجاه ايمان التى تبتسم له هاتفه

_يعنى بصراحة مش عارفة اقولك ايه بس انا حقيقي مبسوطة جدا 


-انا اللى مبسوط انى شوفتك انتى و فتون البيت وحش من غيركو


نظر كل من عمار و حسان فكان عمار يشعر بغيرة تنهش قلبه و تمزقه تمزيقاً فنظر لعمه وهو يضغط على شفتيه بغضب فحرك له جمال عينيه بمعنى أنه لم يحدث شى لكل ذلك الغضب الذي يراه


أما حسان فهتف بابتسامة لم تصل لعيناه

-يلا يا ايمان يلا يا فتون 


نظر عمر تجاه جمال و عمر مبتسما له ابتسامة أثارت استفزاز حسان و هو يقوم بشكرهم لاستضافة ابنة أخيه و لكن لفت انتباه تلك الفتاة التى تقف خلفهم و لكن لم يطل النظر إليها حتى لا يلاحظ أحد


جمال بجمود

-احنا معملناش حاجة اى حد مكانا كان هيعمل كده و زيادة 


ايمان و هى تنظر لجمال و عمار

-لا طبعا مش اى حد و حقيقى مش عارفة اقولكوا ايه


حسان ببرود رغم تلك النيران بداخله من تلك العائلة

-مش يلا بقى ولا ايه


عمار بابتسامة جذابة خطفت قلب ايمان

-احنا معملناش حاجه واكيد دي مش اخر مره هنشوفك فيها و لا ايه


وكزه جمال في كتفيه و لاحظ حسان ما يحدث فرفع احد حاجبيه بدهشة و تفكير و هتف ببرود 

-يلا يا ايمان


تحركت ايمان من مكانها وهى تبتلع ريقها رامشه بعينيها شاعرة بأن قلبها سيخرج من مكانه من سرعة دقاته و ضرباته فتح لها حسان باب السياره الخلفي فصعدت هي و ابنتها وظلت عينيها تتطلع على عمار الذى شعر بتلك اللحظة بأن قلبه يغادره و كذلك عمر الذي كان يرمق الفتاه الذي علم جيدا من هى 


__________________


فى غرفة المكتب


-انا نفسى اعرف ليه ، ليه مقولتلهاش ليه ،إيمان لازم تعرف كل حاجة ،لازم تعرف انك ابوها و ان مكانها بينا ،مكنش ينفع تسمح لها تمشى و خصوصاً انه مبقاش فى حاجه تمنع أنها تفضل معاك  ايمان خلاص أطلقت من حسان يا عمى ،انت لازم تقولها و تعرفها حقيقة اللى حصل و تحكيلها على اللى اسمها عديلة عملته


هتف عمار بتلك الكلمات بانفعال شديد و صدره يعلو و يهبط مع كل كلمة هتف بها ،قام جمال بضرب المكتب بقبضة يديه هاتفا بعصبية 


-هو انت مفكر الموضوع سهل عليا و انا شايف بنتى قدامى ومش عارف اخدها فى حضنى 


-عارف انه مش سهل عارف ،بس سكوتك ده غلط سكوتك ده هيخلى عديلة تتمادى اكتر و اكتر مع ايمان انت لازم تكلم لازم 


-لا ايمان مش هتعرف حاجة دلوقتى 


-ليه ليه بتعمل كده!!!


-مينفعش اروح اقولها خبط لزق كده انه انا ابوها و انه عديلة خطفتها منى و حطتها عند اللى ربوها مينفعش اقولها انه اللى هى فكراهم اهلها مش أهلها ،ايمان لو عرفت هتتدمر انت فاهم يعنى ايه ،انا مش عايز بنتى تعانى تانى ،و بعدين مين قالك انى مش هقولها لا هقولها بس لازم امهد الاول عشان تبقى مستوعبه الموضوع


هتف جمال بتلك الكلمات شاعرا بنيران تمزق قلبه و الدموع لمعت بعينيه


زفر عمار انفاسة و أغمض عينيه محاولا تهدئه نفسه فهو يعلم جيداً بانه قد تخطى حدوده و ارتفع صوته على عمه فهتف بابتسامة على شفتاه دون عينيه


-أنا آسف يا عمى انا انفعلت بس شوية متزعلش منى حقك عليا


-مش زعلان يا عمار مش زعلان بس عايزك تفهم انك مش هتخاف على بنتى اكتر منى و مش عايزك تخليني اندم اني قلت لك و بعدين انت عايز ايه تاني غير انها توافق تجوزك انت المفروض تبقى فرحان دلوقتى


عمار بابتسامة بسيطة

-ومين قالك أنى مش فرحان بالعكس انا فرحان جداً كمان فوق ما تتخيل بس انا اضايقت و دمى اتحرق لما مشيت مع حسان انت مش عارف انا ازاي مبطقش اشوف حسان جنبها 


-عارف يا عمار ،و حاسس بيك انا كنت زيك بظبط كده و كنت مبطقش انه شمس اكلم سليم كنت بثق فيها بس كنت بغير عليها و اظاهر انه انت و ايمان هتبقوا نسخه منى انا و شمس


__________________


فى نفس الوقت 


ما لبثت صفية أن تصعد درجات درجات الدرج بعد أن تناولت طعامها ولم تكن تعلم اعليها الشعور بالراحة لخروج ايمان من منزلهم و من حياة ابنها ام التعاسة و الغضب لزواج رأفت من تلك الفتاة التى لا تناسبه بالمرة ،فاستمعت لصوت جرس المنزل و ما كادت الخادمة أن تفتح الباب حتى هتفت صفية 


-سبيه انا هفتح و روحى انتى كملى شغلك 


أومأت لها الخادمة و اتجهت مرة أخرى ناحية و تحركت صفية ناحية الباب حتى تفتحه ولكن فرغ فاها و تيبست ساقها عندما رأت أمامها من لم تتوقع رؤيتها و هتفت بصوت خافت

-إلهام


-حلو اوي انك لسه فكرانى يا صفية بعد السنين دى كلها 


هتفت إلهام بتلك الكلمات بنبرة ساخرة فأبتسمت عديلة باستفزاز وهي تدلف الى المنزل و إلهام خلفها


-مينفعش تنسانا يا إلهام ده احنا كنا عقدتها فى الحياة دي طول عمرها بتغير منها ولا نسيتى


إلهام وهي تؤيد حديث شقيقتها

-انسى ايه بس هى دى حاجه تتنسى بس بصراحة حقها احنا كنا اجمل منها بكتير 


اتسعت ابتسامة صفية و لكن لم تكن بابتسامة عادية بل ابتسامة ماكرة و هتفت

-اجمل منى!! يمكن وعشان كده عصام و جمال اختاروكى  انتى وهى مش كدة 


إلهام بكره و عداء واضح

-عصام اتجوزك عشان انتى بنت عمه ،انتى لو مكنتيش فى حياته كان زمانه بيحبنى انتى السبب ان عصام مفكرش فيا زمان 


-انتى مش كنتى محطوطة فى مستشفى لمؤاخذه المجانين إيه اللى خرجك منها عديلة مش كده


-أيوه انا اللى خارجتها الهانم عندها اعتراض ولا حاجه


-لا ولا اعتراض و لا حاجة بس انتى جبتى مصيبه لنفسك بكرة اول حظ هيتاذي منها هيبقى انتى وولادك فخدى بالك


غضبت الهام من حديثها فاخذت شهيقا طويلا و هتفت من ببرود و عينيها تتطلع بأرجاء المنزل

-احنا مش جايين النهارده عشان حضرتك تتفلسفى علينا 


-أومال جايين ليه

صاحت بها صفية بانعقاد حاجبيها


-سمعنا ان رأفت ابنك اتجوز زينب اللى كانت شغالة عندنا فقلنا نيجى نبارك و نهنيكى على مراتك ابنك حقيقى و نعمه الاختيار


صفية ببرود و استفزاز اشعل عديلة

-أكيد و نعمة الاختيار اصل اى خد غير بنتك هيبقى و نعمة الاختيار و على العموم الشغل مش عيب و لو حبه تباركي بقى بجد يبقى تباركى لجمال 


اختفت ابتسامة عديلة تدريجيا و أردفت بتساؤل

-اباركله على ايه


-هو انا مقولتلكيش


الهام بنفاذ صبر

-ما تخلصى يا صفية انتى هتقعدى تكلمى بغموض كدة كتير


-لا يا الهام يا خبيبتي و لا غموض و لا حاجة كل الحكاية انه جمال قرر يتجوز 


-يتجوز!!!!


هتفت بها عديلة بصدمة وعدم تصديق


-اها هيتجوز و واحدة تعرفيها كويس اوي يا عديلة 


-مين دى

قالتها عديلة بقلق حاولت اخفاءه و لكنه لم تفلح بذلك


اقتربت صفيه من إلهام و عديلة و هتفت بابتسامة واسعه

-إيمان مرات ابنك ،يوووه نسيت قصدى طليقة ابنك جمال مستنى عدتها تخلص و هيتجوزها علطول اصل انتى متعرفيش حبها ازاي لمجرد الشبه بينها و بين شمس


-انتى بتقولى ايه 


-انتى مش مصدقانى و لا ايه طب وحياتك يا شيخه ده اللى هيحصل جمال هيتجوز إيمان 


 عديلة و هى تنظر تجاه الهام

-الهام يلا بينا 


صفية بسخرية 

-على فين بس ده انتوا حتى مشربتوش حاجة 


نظرت لها الهام نظره نارية و تحركت خلف شقيقتها


____________________


في غرفة رأفت و زينب


أستيقظت  زينب من نومها و فتحت عينيها و اعتدلت فى الفراش و نظرت تجاه رأفت فوجدته لا يزال نائماً على الأريكة فتنهدت براحة و اخذت حجابها الموضوع بجانبها و قامت بضم خصلاتها المتناثرة على وجهها و قامت بوضع باهمال على خصلاتها و اتجهت ناحية الخزانة مخرجه ملابس لها و اتجهت ناحية المرحاض مغلقة الباب خلفها و ابدلت ملابسها و قامت بغسل وجهها حتى تفوق و فرشت أسنانها و قامت بالوضوء حتى تؤدي صلاتها و بعد ان انهت وضوئها قامت بوضع حجابها على شعرها و خرجت من الحمام فوجدته لا يزال نائما فاقتربت منه مع الحفاظ على بعض المسافة بينهم و لم تكن تعلم بماذا تناديه و لكنها قررت التخلى عن خجلها فعليها التعود على مناداته باسمه دون وضع ألقاب

-رافت رأفت

فتح رأفت عينيه هاتفا بصوت متحشرج غليظ

-نعم!!

-الساعة ١٢ أنت نمت كتير مش هتقوم تنزل

-ايه الساعه ١٢ !!!

-ايوه

-يا نهار ابيض انا اتاخرت اوي 

ثم نهض من على الاريكة و اتجه للخزانه مخرجا ملابس له و اتجه ناحية المرحاض


أما زينب فظلت واقفة مكانها لا تعلم كيف عليها أن تتصرف من بعض الان و سريعا ما تذكرت بان ايمان ستغادر اليوم برفقة ابنتها فخرجت مهرولة من الغرفة فقابلت زياد بوجهها فابتسم لها هاتفا بمرح

-صباح الخير

-صباح النور

-بتجرى كده ليه على الصبح في حاجه ولا ايه

-ست ايمان ،قصدي ايمان و فتون هما فين عايزه الحقهم و اسلم عليهم قبل ما يمشوا

نظر زياد بساعه معصمه هاتفا

-مع الاسف فوتيهم ايمان وفتون مشيوا 

-لا متقولش 

-مع الاسف 

-لو تحبى تروحلها قوليلى و انا اخدك ليها تمام

-بجد

-جد الجد كمان بس شوفيلى جوزك الله يباركلك بقالى كتير مستنيه فى ورق مهم انا مش لاقيه

كادت ترد عليه فوجدت رأفت يخرج من الغرفة هاتفا بابتسامة 

-صباح الخير

-صباح النور 

زينب بابتسامة

-عن إذنك يا زياد عن اذنك يا رأفت 

اماء لها كل من رأفت و زياد و عقب رحيلها هتف زياد بمرح

-ايه يا عريس كله تمام رفعت راسنا و لا لا

-اخرس يا حيوان و فولى عايز ورق ايه

___________________


بعد مرور بضعه اشهر


بقى الوضع كما هو عليه بين رافت و زينب بل ازدادت الصداقة بينهم و اصبحت خلال ذلك الشهر زينب اقرب شخص الى رافت و رغم شعورهم بالراحة المتبادل إلا أنها لا تزال تشعر بالخجل كثيرا و حتى الان لم براها رأفت بدون حجابها و كذلك لم يراها بملابس تلفت الانظار اليها فهى لا تريد منه ان يفهمها بطريقة خاطئه رغم اسئلته المكرره عن نومها بتلك الملابس فكانت أجابتها بأن الملابس فضفاضة و واسعة و هى ترتاح بهم كثيرا فلم يرد رأفت الضغط عليها و تركها تفعل ما تريد


أما إيمان فاستقرت هي و ابنتها بمنزل حسان الجديد و لم يقم حسان بزيارتهم و لو لمرة فهذه كانت رغبتها وهو لم يعترض على ذلك و ظلت طوال تلك الاشهر تفكر بموضوع زواجها من عمار ،و لم تتوقف طوال ابدا عن التفكير به و كذلك عمار الذي كان يشعر بـ افتقادها و اشتياق جارف تجاها و تجاه ابنتها و لم يخبرها جمال حتى الان بحقيقة نسبها اليه خوفا من رد فعلها و اليوم هو اليوم الموعود الذي انتظرته هي و عمار فاليوم سيكون كتب كتابهم و ستنتقل من ذلك المنزل و تعود لقصر المحمدى مرة اخرى و سيعلم الجميع بمن فيهم حسان 


اما حسان و كريم فكانوا يخططون فى كيفيه اختطاف عائشة فهى حتى الان لم تنزل لجامعتها رغم بدء الدراسة منذ وقت طويل فهم ينتظرون الوقت الذي ستتحرك به حتى يقومون باختطافها فكريم يريد الحصول عليها بأسرع وقت ممكن 


أما عديلة التي عقب سماع حديث عديلة شعرت بقدماها لا تحملانها فكيف لحمال أن يتزوج بابنته و لكن لا حمال لن يفعل و اذا فعل فهى ستمنعه من تلك الزيجة فهى لن تتحمل ذنب مثل ذلك و ستخبره وقتها بحقيقة ما فعلت 


________________


هبطت عائشة درجات السلم وهي تحمل حقيبتها واتجهت لغرفة الطعام فهتفت صفية بسخرية

-اخيرا هتنزلى و جاية على نفسك اوي كده ليه الدراسة بدئة بقالها كتير يا عائشة هانم

-ماما انا كليتى مش عملى يعنى مش لازم احضر علطول و بعدين ما انا هنزل اهو اومال فين رأفت و زياد و عمار و زينب 

-اخواتك نزلوا الشغل و زينب معرفش هى فين 

عائشة بابتسامة

-ماشى يا قمر يلا سلام يا صفصف

-صفصف فى عينك بنت قليله الادب 

ضحكت عائشه على والدتها و اتجهت للخارج و استقلت سيارتها متحركه بها 


و بعد مرور بعض الوقت كانت تستقل سيارتها و تستمع الى احد الاغانى الرومانسيه ،فانتبهت لتلك السيارة التي تتبعها و تقوم بمضايقتها فزفرت بضيق وقامت بافصاح الطريق لتلك السيارة و لكنها اصرت على مضايقتها و قامت بتخطيها و الوقوف أمامها مما جعلها تقف بسيارتها بغضب و لكنه سريعا ما زال و حل مكانه الخوف و القلق عندما وجدت ثلاث رجال يهبطون منها مقتربين منها و فتحوا الباب وهتف أحدهم بصوت غليظ

-يلا يا حلوة انزلى معانا


رواية_وإذا_تملكك_الهوي

بقلمى_فاطمة_محمد

الفصل الثامن عشر

الفصل الثامن عشر

و بعد مرور بعض الوقت كانت تستقل سيارتها و تستمع الى احد الاغانى الرومانسيه ،فانتبهت لتلك السيارة التي تتبعها و تقوم بمضايقتها فزفرت بضيق وقامت بافصاح الطريق لتلك السيارة و لكنها اصرت على مضايقتها و قامت بتخطيها و الوقوف أمامها مما جعلها تقف بسيارتها بغضب و لكنه سريعا ما زال و حل مكانه الخوف و القلق عندما وجدت ثلاث رجال يهبطون منها مقتربين منها و فتحوا الباب وهتف أحدهم بصوت غليظ

-يلا يا حلوة انزلى معانا


-أنتوا مين وعايزين ايه منى!!؟

هتفت بها عائشة بخوف و هلع و هى تراهم يقتربون منها و يقومون بجذبها من السيارة


-ايه اللى انتو بتعملوه ده انتو مجانين أنتو 

و ما كادت تكمل حتى اخرج احدهم منديلاً وقام بتكميمها حتى تكف عن الحديث وقام بحملها و اتجهوا ناحية السيارة مرة أخرى


و بعد مرور بعض الوقت و فى احد المنازل المهجورة الخالية


كانت عائشة تجلس بتلك الغرفة مكبلة اليدين و القدمين مستقلة على ذلك الفراش الذي يتوسط الغرفة متوسطة الحجم فتحت عينيها و ابتلعت ريقها و هى تنتبه الى تلك الغرفة المجهولة و لاحظت يديها و قدميها المكبلين فظلت تتلوى على ذلك الفراش فآخر ما تتذكره هو تعرض هؤلاء الرجال لها لاتعلم لما قاموا بخطفها فهل سيقومون بآذيتها ام ماذا ؟؟ جزت على أسنانها بغضب عندما تيقنت غبائها و تفكيرها بالتأكيد سيقومون بأذيتها و الا لما قاموا باختطافها فظلت تهمهم و كأنها تنادي على أحدهم 

فدلف أحدهم الغرفة اقترب منها هاتفا بضيق

-جرا ايه يا حلوة هضيقينا ليه دلوقتى 


ظلت تهمهم بكلمات غير مفهومة فاقترب منها نازعاً ذلك اللاصق عن فمها فصاحت عائشة بنبرة خائفة مرتجفة

-انتو مين عايزين منى ايه !!!

-لو علينا ف احنا مش عايزين منك حاجة انتى ادفع فيكى فلوس عشان نخطفك و اللى طلبك زمانه جاى عشان يستلمك

-انت بتقول ايه مين ده اللى دفعلكوا و عايزنى ليه

-والله اكتر من كده معرفش و بطلي اسئله بقى 

هتف بها الرجل بحده و ضيق شديد و ما كاد أن يضع ذلك اللاصق مرة أخرى فهتفت عائشة بترجى

-لا ارجوك متحطاش تانى انا مش عارفه اتنفس منها و صدقنى صوتى مش هيطلع

لم يستمع الرجل لها ووضع تلك اللاصقة على فمها تحت تذمرها على ذلك و لكنه لم يبالي لها واتجه لخارج الغرفة و ما زالت همهمات عائشة تصدر بالغرفة 

و فجأة سمعت عائشة لاصوات غريبة بالخارج لم تعلم ما هوية تلك الأصوات ولكنه يبدو وكأنه شجار بين احدهم فعقدت حاجبيها بدهشة و اعتدلت بنومها محاولة النهوض من على ذلك الفراش و لكن ذلك القيد يقيد حركتها و جعل حركتها صعبة و اثناء ذلك انتبهت الى ذلك الباب الذي يفتح و لم يدلف منه سوى عمر 

توسعت عينيها بصدمة فاقترب عمر منها و نزع ذلك اللاصق عن فمها فهتفت بصدمة سرعان ما تحول لغضب ظنا منها بأنه هو من قام باختطافها

-انت !!!!

-أنا ايه بضبط 

هتف بها عمر بنبرة مرحة ينافي غضبه على الرجال منذ قليل

-أنت اللى قلتلهم يخطفونى

-اكيد لا طبعا مش انا ،و مش مهم مين دلوقتى احنا لازم نمشى و بسرعة

اردف عمر بتلك الكلمات و هو يقوم بتحريرها من تلك القيود و بالفعل قام بتحريرها و جذبها من يدها وخرج بها من الغرفة فوجدت الثلاث رجال واقعين على الأرض و بجوار كل منهم رجل يغلبه ببنيته و قوته فابتلعت ريقها من هيئة هؤلاء الرجال فهم يجعلون من امامهم يرتجف بمكانه بمجرد النظر اليهم فنظر عمر للرجال هاتفا بمرح

-تمام يا رجاله عملتوا اللي عليكم و زيادة و فلوسكو هتوصلكوا انهارده 

-تمام يا استاذ عمر 

تحرك عمر مغادرا ذلك المنزل المهجور بصحبة عائشة و يديه تتشبث بيديها و جعلها تستقل السياره بجواره متحركا بها


__________________


صعدت زينب درجات الدرج متجهه لغرفتها فصفية لا تكف عن الصراخ عليها و تبويخها و لكن تلك الصرخات لم تعد فارقة معها فيكفي وجود رأفت بجانبها و ما يفعله من أجلها فمعاملته معها جعلته يحتل قلبها دون إرادتها فهي لم تكن تظن أبدا أن يكون بكل ذلك الحنان فبدات ابتسامتها بالظهور تدريجياً على محياها عند تذكرها حنانه معها فدلفت الغرفة مغلقة الباب خلفها متجهه ناحية المرآه و وقفت امامها و نزعت ذلك الحجاب و قامت بتحرير خصلاتها السوداء الناعمة والتى تصل إلى أسفل ظهرها ليعطيها مظهراً جديدا كلياً مبينا جمال ملامحها و لكن تلك الخصلات يجب الا تظهر أمام رأفت فهو حتى الان غريب عنها لا يعترف بها كزوجة و لكن يعترف بها كصديقة و ليس اي صديقة بل اصبحت اقرب صديقة اليه فحركت رأسها تنفض تلك الأفكار من راسها و وضعت حجابها مرة أخرى فعليها التجهيز لأجل المساء فاليوم كتب كتاب إيمان و عمار و سيكون بداية جديدة لكلاهما

و بعد مرور بعض الوقت دلف رافت الى الغرفة و علامات الإرهاق والتعب على وجهه فتركت زينب ما بيدها من ملابس و اقتربت منه بخطى هادئة و هتفت بصوت خافت حنون

-مالك يا رأفت فيك حاجة تعبان ولا حاجة

-لا متقلقيش شوية ارهاق و صداع بس مش اكتر

هتف بها رافت بأرهاق 

-طب جهز نفسك عقبال ما جبلك اسبرين هيهدى معاك 

اماء لها رأفت فتحركت زينب و غادرت الغرفة حتى تجلب له ذلك المسكن 

دلفت زينب الر الغرفة مرة أخرى فوجدته يقف أمام الخزانة مخرجا ملابس له فهتفت بحنان

-رافت جبتلك الاسبرين خدها و اقعد انت انا هطلعلك لبسك 

رافت بنفى

-لا خليكى انا خلاص يعتبر نقيت 

-تمام 

كادت ان تتحدث مرة أخرى و لكن قاطعها رنين هاتفه فاخرجه رافت من جيبه و نظر له و سرعان ما نهض من مكانه مهرولاً خارجا من الغرفة لا تعلم من الذي حادثه و لماذا غادر الغرفة بتلك الطريقة

أما خارج الغرفة و قد ابتعد عنها رافت نسبياً مجيبا على هاتفه بلهفه

-ألو مريم انتى كويسة

-كويسة !!انت بجد بتسألنى انتى كويسة ممكن اعرف هبقى كويسة ازاي و انت روحت اتجوزت واحده غيري

-ده علي اساس انك متعرفيش من بدري يعنى و بعدين ده عدى على جوازى اكتر من شهر لسه فاكره تتصلى دلوقتى و بعدين يا هانم مي اللى المفروض يعاتب مين انا و لا انتى

-متبررش اللى عملته يا رأفت انت روحت اتجوزت غيرى يعنى مستنى و نسيت حبنا اومال فين بحبك يا مريم بحبك يا مريم ها فين يا استاذ و لا انت بوق و خلاص

-مريم انتى عارفة كويس انى عمري ما كنت بوق 

هتف بها رافت بغضب شديد

-لا بوق يا رافت انت بجد نستنى ونسيت ايامنا سوا و قدرت تتجوز ده انا ماما جبتلى عرسان قد كده و انا عمري ما فكرت انى اتجوز غيرك على امل انه احنا نرجع لبعض 

-مريم افهمى جوازى انا و زينب صوري و بس انا بحبك انتى بحبك انتى و بس و عمري ما هحب غيرك 

-اومال اتجوزت زينب ليه ها اشمعنه زينب اللى اتجوزتها عشان عارف انها كانت شغاله عندي صح كنت عايز تضايقنى

-ايوة يا مريم ارتحتى كده و بعدين مش انتى بس انا كنت حابب كمان اضايق ماما و زينب متفهمه الموضوع و عارفة الكلام ده كويس و البنت حقيقي كويسة 

-اسمع يا رافت انا ميهمنيش كويسة و لا لا انا يهمنى انت و بس انا و انت و بس و لازم نتصرف يا رأفت حرام حبنا يضيع

 -تعرفى انى كنت مستنى مكالمتك دى من زمان صوتك وحشنى يا مريم

-و انت كمان يا رأفت وحشتنى اوى

__________________


بسيارة عمر و قد وقف بعيدا بمسافة قليلة عن المنزل حتى لا يراها احد وهي تترجل من سيارته فهتفت عائشة بعد صمت طال كثيرا و لم يسعفها لسانها علي الحديث و احترم عمر ذلك

-استاذ عمر انا اسفة جداً على الكلام اللى قولته لحضرتك بس غصب عنى انا 

-مفيش داعى تشرحي اى حاجه انا عارف ومقدر اللى انتى فيه و صدقينى مفيش حاجه

قاطعها عمر بتلك الكلمات فابتسمت عائشة له ابتسامة ساحرة خطفت قلبه و عقله فتلك الابتسامة لم ير مثلها من قبل فبادلها ابتسامته وما كاد يتحدث حتى هتفت بتساؤل

-صحيح انت عرفت منين اللى حصل و عرفت مكانى منين

-هقولك بس عايزك توعديني محدش يعرف باللي حصل انهارده

-ازاى يعنى محدش يعرف انا لازم اعرف عمار و

قاطعها عمر هاتفا باقناع

-و لو قولتيله اخوكي هيرتكب جناية مينفعش تعرفيه بحاجة زي دي و غير انى مش عايزك تطلعى من البيت لوحدك بعد كده قولى لعمار يوصلك او اخوكي رافت او زياد المهم متطلعيش لوحدك

-ده على اساس انى لو طلعت معاهم محدش هيقرب منى يعنى

هتفت عائشة بتلك الكلمات بسخرية لاذعة متناسية خجلها منذ قليل فصاح عمر بتفكير

-امممم خلاص يبقى متنزليش من البيت خالص و متنزليش الجامعة 

-والله اتحبس يعنى فى البيت و لا اقولك اتحبس مش احسن ما اتخطف انا اصلا كده كده مش بخرج و الكلية بتاعتى مفيهاش حضور و غياب يعنى عادى 

-خلاص خلو يلا انزلى بقى

-لاوالله انا مش هتحرك من العربية غير لما تقولى عرفت مكانى منين و مين اللى عمل كده معايا 

عمر بابتسامة جذابة

-هو انتى مبتنسيش حاجه خالص 

-لا مش بنسي

-الاصحيح قوليلى انتى عرفتينى منين هو انتى شوفتينى قبل كده

-لا اظاهر انه انت اللى بتنسى حضرتك انك كنت جيت فى مره مع اخوك لما إيمان مشيت من البيت

ضرب عمر بيده على جبينه

-اه صحيح ده انا نسيت خالص 

-مش مهم المهم دلوقتى قولي عرفت منين

-هقولك يا ستى

وقص لها عمر سماعه لحديث أخيه مع كريم بمكتبة و كذلك علم اليوم بمكانها عن طريق حسان ايضا عندما استمع الى حديثه مع الثلاث رجال فالرجال الذين قاموا باختطافها لم يكونوا سوى رجال شقيقه 

و بعد ان انتهى عمر من قص ما حدث و معرفته مكانها كانت تنظر له عائشة باعجاب شديد و هتفت برقة

-يعنى حقيقى مش عارفة اقولك ايه متشكرة جدا بجد

-قولتلك مفيش داعى انا معملتش غير واجبى وبس واعتبريه رد جميل لعمار

عقدت عائشة حاجبيها صائحة بعدم فهم 

-عمار!ازاى يعنى

-مش دلوقتى هبقى احكيلك بعدين يلا انزلى بقى الكلام خدنا و نسينا انه ممكن حد يشوفنا

-تمام مع السلامة وشكرا كتير

ابتسم لها عمر و تحركت عائشة دالفه الى منزلهم و ظل عمر مكانه يراقبها حتى اطمئن انها دلفت الى المنزل

و لم يلاحظ أحد منهم من رآتهم سويا و ابتسامة خبيثة على وجهه هاتفه

-حلو اوي الكلام ده والله وجتلك على طبق من دهب يا ريتاج

_________________


فى ذلك المنزل المهجور 

دلف حسان برفقة كريم فوجد رجاله بانتظارهم و اثار اللكمات ظاهره على وجههم فهتف خسان بحده

-انتوا مين اللى عمل فيكوا كده

احدى الرجال بأنهاك من كثرة اللكمات التي تلقاها من الرجال الذي جلبهم عمر

-اخوك جنابك يا حسان بيه لقيناه داخل و معاه رجاله خدونا على خوانه و نزلوا فينا ضرب و هو دخل للهانم اللى كنا خاطفينها و فكها و طلع بيها من هنا

نظر كريم تجاه حسان و الغضب باديا على وجهه

-يعنى ايه الكلام ده يا حسان يعنى ايه اخوك بوظ كل حاجه

-انا معرفش عمر عرف منين بس متقلقش انا هشوف الموضوع و زي ما هو اللى بوظ الموضوع هو اللى هيصلحه

و ما كاد يكمل حتى وجد هاتفه يرن فوجدها مريم شقيقته فاجاب عليها بغضب صارخا بها

-فى ايه يا مريم في ايه صدعتينى مش برد عليكى افهمى انتى ايه شغلى مخك ده شوية

-فى ايه يا حسان مالك بتزعق فيا كده ليه و بعدين مش انا اللي عايزك امك هى اللى بتسال عليك 

-طيب طيب انا جاى

_________________


في المساء

داخل منزل ايمان

كانت برفقة ابنتها تجلس أمام المرآة تنظر لصورتها بالمرآة شاردة يتشاجر كل من قلبها و عقلها

-وبعدين يا إيمان معقول اللى بتعمليه ده صح !!افرضي عم عمار معرفش يوفى بوعده و يخلي بنتك معاكى هتعملى ايه هتقدري تعيشى من غير بنتك من غير فتون اللى انتى عايشة عشانها ،انتي بقيتي انانيه اوى يا ايمان

-لا انا مش انانية و ايوه عايزه فتون تفضل معايا و عارفة انى بكده بغامر بس انا واحدة حبت و لأول مرة تتحب عايزة اعيش في سعادة عايزة اعيش مع راجل يحبنى يحتوينى عايزه حد يعوضنى عن اللى شوفته مع حسان و امه انا نفسى احس انى اهم حد واني اغلى واحدة فى حياه حد بنتى غالية عندى و رقم واحد فى حياتى و هتفضل كده 

-ولو حسان خد منك بنتك بالقانون ساعتها هتعملى ايه فاكره انه ممكن يخليكي تشوفيها تانى تبقى بتحلمى لو فاكرة انه ممكن يعمل كده ده يبقى قليل لو مخلكيش شوفتيها

-لا مستحيل ده يحصل انا مش هسمح بكده و كمان عمار و اونكل جمال 

ثم نفضت راسها من تلك الافكار عندما قامت فتون بمناداتها مقتربة منها هاتفة بصوت طفولي

-يعنى كده انتى هتتجوزى اونكل عمار

ايمان بإيماءة 

-أيوه يا حبيبتى ،مش انتى بتحبى عمار

-بحبه جدا يا ماما اكتر من بابا ،بابا مش بيحبنى زى اونكل عمار

ابتسمت لها إيمان و قامت بجذبها و أجلاسها على قدميها هاتفه

-لا يا حبيبتى بابا بيحبك مفيش اب مش بيحب بنته هو بابا بس عصبي شوية بس ده ميخلكيش تكرهيه صح ولا ايه

-اها صح

-شطورة يا حبيبتى

ثم رن جرس المنزل فهتفت ايمان بتوتر 

-يلا يا حبيبتى نقوم نفتح الباب

اماءت لها الصغيره و ذهبت معها تجاه الباب فوجدت امامها عمار برفقة جمال و المأذون وأشقائه زياد و رأفت الذي يصطحب معه زينب فهتفت بابتسامة و صوت خجول هادئ

-اهلا بيكو اتفضلوا

-اهلا بيكى يا بنتى ،ازيك يا فتون عاملة ايه يا قمر ثم حملها و قام بتقبيلها من وجنتيها 

اما اعمار فابتسم لها و لفستانها الأبيض الطويل الهادئ الذي لا يبرز جسدها و حجابها الذي يزين وجهها جاعلا وجهها مثل البدر المضئ

-أزيك

ايمان بخجل

-الحمدلله

هتف زياد بمرحه المعتاد

-الف مبروك يا مرات اخويا والله مش مصدق انه عمار يجوز حقيقي برافو حقيقى 

وكز رأفت بذراعيه فهتف زياد.بانزعاج 

-جرا ايه يا رأفت براحه علي دراعي يا جدع انت معندكش غيره 

أما زينب فاقتربت منه ايمان وقامت باحتضانها و همست لها بصوت خافت هامس سعيداً لأجلها

-الف مبروك حقيقى انا فرحنالك جدا انتى تستهلى كل خير و ان شاء الله ربنا يقف معاكى فى موضوع فتون 

-ان شاء الله

هتفت بها إيمان بتنهيدة طويلة 

جلس المأذون على تلك الاريكة التى تتوسط المنزل و بجانبه كل من عمار و جمال الذي كان لها وكيلاً و اصبح رافت و زياد شهودا على تلك الزيجة

اما ايمان كانت تراقب ما يحدث و دقات قلبها تزداد بسرعة فائقة و اصبح صدرها يعلو و يهبط بتوتر شديد بجانب ارتجافه جسدها 

و اقترب منها جمال و هو يعطيها ذلك الدفتر حتى تمضي عليه و تصبح زوجة لعمار فاخذت الدفتر من بين يديه بأصابع مرتجفه و تناولت القلم منه و قامت بالإمضاء على تلك القسيمة فأردف المأذون بتلك الكلمات المعتادة بتلك المناسبات مباركا للعروسين

"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما فى خير"


تنهد عمار براحة و سعادته لا تسعه فاخيرا أصبحت زوجة له ويحق له أخذها و ضمها بين احضانه بذلك العناق الذي طال انتظاره فنهض من مكانه مقتربا منها مقبلا لها فى جبينها مما جعل وجهها احمر اللون لفعلته تلك أمام الجميع فابتسم جمال الذي كان قد اقترب من فتون و قام بحملها بسعادة و اردف بسعادة 

-مبروك يا ولاد الف مبروك 

-الله يبارك في حضرتك

-الله يبارك فيك يا عمى

_________________


فى قصر المحمدي

وصل عمار برفقة ايمان و فتون الى القصر و خلفهم كل من زياد و رافت و جمال و زينب فتنهد عمار و هتف موجها حديثه لعمه

-عمى ادخلوا انتوا عايز اقول كلمتين لايمان

اماء له جمال و اخذ الصغيرة من التي تتشبث بيد ايمان و دلف بها إلى الداخل فنظر عمار تجاه ايمان التي يسيطر عليها الارتباك و هتف 

-ايمان ماما لو قالت ايه مش عايزك تأخدي على كلامها تمام 

-تمام

-حلو اوى يلا بينا

ثم مد لها يده فنظرت اليها نظرة طويلة وقامت بوضع يدها بين يديه ليغلق أصابعه عليها ضاغطا عليهم مبعثا بها شعورا بالأمان لم يسبق لها الشعور به

أما بالداخل كانت صفية بانتظارهم على احر من الجمر لا تعلم الى أين ذهبوا جميعاً فقد اختفوا جميعا من المنزل دون أخبارها وعندما استمعت الى صوت الباب تحركت من مكانها مهرولة و اقتربت منهم هاتفه بحده 

-ممكن اعرف انتوا كنتوا فين كل ده يا بهوات سايبنى قاعدة لوحدي و اختكوا نايمه فوق وسيبانى و انتوا و لا هممكم انا عايزه اعرف كنتوا فين و

ابتلعت كلماتها عندما انتبهت الي جمال و بيده فتون فهتفت بحدة 

-البت دى بتعمل ايه هنا مش كنا خلصنا من الموضوع ده و غارت هى وامها فى داهيه ايه اللى رجعهم تانى انا عايزه افهم 

-صفية اتكلمى باسلوب احسن من كده وبعدين مينفعش تكلمى قدام البنت بالطريقه دي

-هو انت يا جمال اللي هتعلمنى اتكلم ازاى و بعدين دول ولادي انا انا خره انا مش عايزه يبقى ليهم اي علاقه بالبنت دي و امها و بعدين انا عايزه افهم انت مستنى ايه متجوزتهاش ليه لحد دلوقتى

-عشان انا اللى اتجوزتها يا ماما مش عمى


صدحت تلك الكلمات الصادمة من فاه عمار فجعل صفية لا تشعر بقدميها و هتفت بعدم تصديق و تلعثم 

-انت بتقول ايه يا عمار اا انت مستحيل تتجوز البنت دي

-لا يا ماما ايمان خلاص بقت مراتى و انهارده كتبنا كتابنا و زياد و رأفت كانوا شاهدين

نظرت له صفية بعدم تصديق و رمقت ايمان بنظراتها فاخفضت ايمان عينيها أرضا ثم نظرت تجاه زياد و رافت فحرك زياد راسه بنفى خوفا من نظراتها التي يراها لأول مرة هاتفا 

-لا مش انا مش انا ده رأفت اللى قعد يقنع فيا والله و انا اقوله ماما تزعل بس هو مسمعش منى هو عمار 

صفية بشر و هى تنظر لجمال و بعدها عمار

-البنت دي مش هتفضل على ذمتك يوم واحد و طلقها و دلوقتى يا عمار

_________________


في منزل الشرقاوى

و تحديدا بغرفة الهام 

كانت واقفه بالشرفة و سيل من الذكريات يأتي أمامها متذكرة ما حدث معها عقب تعب والدها وإصابة كل من احمد وعصام 

flashback

في احد المستشفيات

و كان جميع هائلة المحمدي ينتظرون بفارغ الصبر خارج غرفة العمليات يريدون الاطمئنان على احمد و عصام و اخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات و الإرهاق باديا عليه هاتفا بأسف

-انا اسف يا جماعه احنا عملنا اللي علينا بس ده قضاء ربنا البقاء لله

سهير بعدم تصديق 

-انت بتقول ايه دكتور احمد مات

-مع الاسف يا جماعة شدوا حيلكوا 

صفية بلهفة

-طب و عصام عصام يا دكتور

-حالته حرجة و بعد اربعه وعشرين ساعه نقدر نطمئنكم عليه


رواية_وإذاتملكك_الهوي 

بقلمي_فاطمة_محمد 

الفصل التاسع عشر

بعد مرور أربعة وعشرون ساعة

كانت حالة من الحزن و الانهيار الشديد تسيطر على الجميع لوفاة كبيرهم و اصابة ابنهم فى ظروف غامضة و قام كل من محمود وجمال بإنهاء أوراق الدفن و مجيء الشرطة حتى تحقق بتلك الجريمة التى ارتكبت و حدثت لتلك العائلة خرج الطبيب من الغرفة التي يمكث بها عصام ،فأسرع الجميع ناحيته و حالتهم لا توصف فهتفت سهير بخوف و هلع و الدموع تذرف من عينيها 

-طمنى يا دكتور عصام عامل ايه بقى كويس صح

-طمنا يا دكتور الله يباركلك

هتفت صفية بتلك الكلمات بقلق و ذعر خوفا من فقدان حبيبها فهتف جمال بقوة زائفة 

-استنى يا صفية اتفضل يا دكتور 

 اجابهم الطبيب بنبرة هادئة مطمئنة

-اطمنوا يا جماعه هو احسن دلوقتى متقلقوش و الحمدلله تجاوز مرحلة الخطر

تنهد الجميع براحة لا يعلمون ايفرحون ام يحزنون بعد أن تجاوز عصام مرحلة الخطر و لكن احمد فقد حياته فكيف سيخبرون عصام بتلك الأخبار التي ستجلب الحزن على ابنهم بعدما عاد من الموت فبكت سهير كما لم تبكى من قبل على فقدان زوجها و حبيبها و ظلت دموعها تنهمر على وجنتيها و صفية و جمال يحاولون تهدئتها فهتف جمال بحزن دفين على فقدان والده

-اهدى يا ماما الحمدلله على كل شئ و بعدين لو كان بابا الله يرحمه موجود مكنش هيبقى مبسوط لما يشوفك بتعيطى كده و فى الحالة دى

رفعت سهير عينيها التى اصبحت بلون الدم صائحة بنبرة متوعدة

-انا عارفة مين اللى عملها انا عارفه

هتف جمال بتساؤل 

-مين يا ماما !!!

-هو فى غيره اكيد عبدالله الشرقاوى ما هو بنته من ساعة ما اتبلت على اخوك و هو اخد ابوك عدو ليه

-اديكى قولتى يا ماما صاحب عمره يعنى اكيد مش هو اللى عملها صدقينى انتى عارفة هو ازاى بيحب بابا الله يرحمه

-قصدك كان عبدالله خلاص مبقاش صاحب ابوك يا جمال عبدالله التار سيطر عليه واكيد هو اللى عملها بس و رحمة يا مد دمه مش هيروح كدة و ابن الشرقاوى لازم يدفع الثمن و غالى اوى كمان 

جاء محمود و اقترب منهم مستمعا لكلماتها الاخيرة فهتف بانعقاد حاجبيه و قوه زائفة رغم انهياره داخليه لفقدان شقيقه فهو من كان متبقي له بعد وفاة توأمه من الصغر

-هو مين ده اللى لازم يدفع التمن يا مرات اخويا

-ابن الشرقاوى ،اكيد هو اللي عملها يا محمود هو اللى قتل احمد و خرمنا كلنا منه و صدق بنته الكدابة 

فهتف جمال بتفكير و حيرة شديدة

-ايوه يا ماما بس النهارده كان كتب كتاب إلهام 

- وده اللى يثبت اكتر و اكتر انهم هما اللى ورا اللى حصل و اكيد جوز بنته معاه فى اللى حصل و اكيد كمان مراته فهيمة عارفة باللي عمله و تلاقيها هى اللى قومته و حمدى اهوه كمان و مراته نظيمة اسمع يا محمود دم اخوك مش هيروح هدر و عيلة الشرقاوى لازم تدفع التمن و غالى اوى و زى ما حرمونا من احمد هنحرمهم من نن عنيهم 

اماء لها محمود و نظر تجاه ابنته هاتفا بوعيد و نبرة مخيفة

-متقلقيش يا سهير احنا بقى لسنا تار عندهم ومش هنسيبه ابدا

________________


بمنزل الشرقاوى

كان عبدالله يتسطح على الفراش والطبيب بجواره يتفحصه و الجميع من حوله و الهام الندم و الحزن كانا باديان على وجهها و عديلة تقف امامها تنظر تجاها بغضب دفين فهى السبب الرئيسى لكل ما يحدث حولهم و فى العداء بين عائلة الشرقاوى و عائلة المحمدى فهتف حمدى شقيق عبدالله بخوف 

-طمنى يا دكتور اخويا عامل ايه


الطبيب وعلى وجهه علامات الأسف

-انا اسف يا جماعة بس هو حاليا مش هيقدر يتحرك من السرير عنده شلل نصفي مؤقت 

شهقت النساء و وضعت فهيمة يدها على صدرها و هتفت بصدمة

-شلل ايه يا دكتور انت بتقول ايه!!

-للاسف يا جماعة استاذ عبدالله اتعرض لصدمة شديدة و دي اللي أدت لحدوث الشلل انا هكتبله شوية ادوية و ان شاء الله مع الوقت هيساعدوه على الحركة اهم حاجه الانتظام فى مواعيد الدوا انا هبعتلكوا ممرضه عشان تبقى معاكوا و تاخد بالها منه


حمدى بحزن 

-تمام يا دكتور متشكرين جدا


تحرك الطبيب برفقة حمدى الذي بمجرد ان خرج من الغرفة اخرج هاتفه مهاتفا ابنه بدر 

-بدر انت لازم ترجع البلد و تكلم اخوك سليم و تخليه ينزل المره دي لازم ينزل فى موضوع لازم نحله 

Back

_________________


فى قصر المحمدى


البنت دي مش هتفضل على ذمتك يوم واحد و هطلقها و دلوقتى يا عمار

-لا يا ماما إيمان بقت مراتى و ده بقى بيتها و انتى لازم تتقبلى الأمر الواقع

صاح عمار بتلك الكلمات بهدوء شديد متمسكا بيد ايمان يبثها الامان والطمأنينه فاشتد غضب صفية من تمسكه بها و صاحت 

-يعنى ايه يا عمار يعنى ايه ،انت ازاى تجوز البنت دى ،لا بنت ايه بقى ،انت ازاى تجوز المدام دى ،أنت عاوز تجننى بقى انت الراجل مسبقش ليك الجواز رايح تتجوز واحدة خالعة جوزها و معاها بنتها انت اكيد جرى فى مخك حاجه ، انا عايزه سبب واحد بس يخليك تجوز دي

وأشارت تجاها بسخرية و تكبر و نظران كارها مشمئزه

-حبيبتها يا ماما ..

-نعم!!!!

هتفت صفية بتلك الكلمة بعينان متسعتان و لم يكن حالها أفضل من ايمان التى صدمت من تصريحه بحبه لها و ظلت تتطلع عليه بعيون حالمة تشكر ربها الذي الهمها للموافقة على تلك الزيجة

أما زينب فابتسمت بسعادة لأجلها و نظرت تجاه رأفت الذي وجدته يتبادل النظرات مع شقيقه بسعاده لاجل أخيهم الذي وقع بالحب اخيراً فأجاب عمار على والدته مردفا 

-اللى سمعتيه يا ماما انا اتجوزت ايمان عشان بحبها عايزها تفضل معايا عايزها تشاركنى كل حاجة فى حياتى و ياريت تكون وصلت

صفية بغضب

-توصل يا عمار توصل بقى عمار المحمدى اللى كل البنات بتتحدف تحت رجليه يوم ما يفكر يجوز دى انت مش شايف شكلها عامل ازاى ده السن باين عليها ده انت باين انك اصغر منها 

-كفاااااااية يا صفية ،عمار خد مراتك و اطلعوا بيها على فوق ،و انتى يا زينب بعد اذنك طلعى فتون اوضتها

نظر عمار لايمان و ضغط علي يديها و هتف بهدوء ينافى غضبه من والدته 

-يلا بينا عشان تستريحي

اماءت له إيمان و صعدت معه تجاه غرفتهم و كذلك زينب التى تحركت برفقة فتون و صعدت بها للغرفة التى كانت تقيم بها من قبل 

و لم يبقى سوى جمال و صفية و رأفت و زياد فاقترب جمال من صفية و اردف بغضب دفين

-اسمعى يا صفية ايمان خط احمر لو عرفت انك ضايقتيها او زعلتيها قسما عظما

-بتحلف على مين يا بن عمى عليا انا و عشان خاطر مين !! انا بنت عمك من لحمك و دمك لكن دي كانت مرات حسان يا جمال ابن الشرقاوية و عديلة اللى كانت اختها و ابوها السبب فى حرمانك من عمى و 

قاطعته صفيه بتلك الكلمات فقاطعها جمال هو تلك المرة مردفا

-مش محتاج تفكرينى يا صفية لانى منستش اصلا بس ايمان ملهاش ذنب و ياريت تشليها من دماغك ابنك بيحبها

تدخل رأفت تلك المرة مؤكداً على حديث عمه مؤيداً له

-عمى معاه حق يا امى عمار بيحبها و بعدين البنت كويسه

-كويسه مش كويسه انا مش عايزاها اخوك حطنى قدام الامر الواقع و انتوا شجعتوه بدل ما كان حد فيكوا جه نبهنى و حذرني و انا اللى كنت فاكره انها لما تمشى من هنا كده خطرها زال بس هى طلعت أخبث مما اتوقع

-يا ماما

-بلا ماما بلا زفت ، و انت يا جمال بتعمل كل ده عشان هى شبه شمس مش كده ،الشبه اللى بينها و بين مراتك جننك خلاص و خلاك مبقتش عارف انت بتعمل ايه انت دبست ابن اخوك مع عيلة الشرقاوي انتوا فاكرين انه حسان و عيلتة هيسكتوا لما يعرفوا بجوازه عمار منها مش هيسكتوا ابنى بقى في خطر و بسببكوا و لو حصله حاجه انا مش هسامحكوا و هقتل بنت ****دي بايدي لو اتأذت شعره من ابني

-أخررررسى بقى

صدم الجميع من رد فعل جمال الذي نظر لثلاثتهم و هتف 

-اسمعوا بقى عشان تبقوا عارفين كل حاجه اللى هيفكر يأذى ايمان انا اللى هوقفله انتى سامعه يا صفية ،ايمان تبقى بنتى انا و شمس و عديلة طلعت متفقة مع الدكتور اللى قالنا انها اتوفت يعنى انا كل السنين دى محروم من بنتى و مش هسمح لحد انه يأذيها كفاية اوي اللي عديلة عملته فيها

-بنتك!!!!! بنتك ازاى يا جمال

-بنتك ازاى يا عمى

هتف رأفت بتلك الكلمات فردد زياد خلفه

-ايوه يا عمى انت متاكد من كلامك ده يعنى ايمان اللى كانت مرات حسان تبقى بنتك 

-ايوه بنتى ،و حذارى حذارى حد فيكو يعرفها او يقولها انا هبقى اققولها فى الوقت المناسب

ثم تركهم مغادرا المنزل تاركهم تحت تأثير صدمتهم

________________


فى غرفة إيمان و عمار

دلفت إيمان بخطى هادئة و عمار خلفها مغلقا باب الغرفة خلفهم فالتفتت ايمان تنظر له بعيون آسفه مردفة بصوت هادئ

-أنا أسفة يا عمار على اللى حصل من شويه

-متتأسفيش يا ايمان انتى معملتيش حاجه

-ازاى يعنى معملتش حاجه!!مامتك بتكرهنى يا عمار و بسببى حصل كل ده ، بس عارف انا مش ندمانة انى وافقت اتجوزك يا عمار انا حقيقى موافقة و بتمنى فرحتى دى تكمل و تفضل فتون فى حضنى انا خايفة اوى من رد فعل حسان لما يعرف انى اتجوزتك يا عمار

اقترب عمار منها و قام بجذبها ليدلفها بداخل احضانه ممسدا على خصلاتها بحب هاتفا بجانب اذنها بصوت حنون

-متقلقيش يا إيمان طول ما انا جمبك مش عايزك تقلقى من حاجة و حسان لو عمل ايه مش هيعرف ياخد بنتك منك و فتون هتفضل فى حضنك 

-بس انا

هتفت بها ايمان و هى تخرج من احضانه فرفع عمار يديه واضعها على شفتيها مما جعلها تصمت مبتلعه بقية حديثها 

-هششش متقوليش حاجه خلاص انتى دلوقتى فى بيتى و مستحيل اسمح لاي حد اي حد مهما كان أنه ياذيكى


ابتسمت له ايمان فنزع عمار يديه و اردفت ايمان

-و دي حاجة انا واثقة منها هو انا ممكن اروح اشوف فتون

-زينب معاها متقلقيش 

ثم اقترب منها بخطوات هادئة فابتلعت ريقها بتوتر و زاغت عينيها و كادت ان تتحدث و لكن منعها تلك القبله العاصفة من عمار و الذى جعلتها تشعر باحمرار وجهها و حرارة جسدها فابتعد عنها عمار مسندا جبينه على جبينها هاتفا من بين قبلاته 

-انا بعشقك يا إيمان و بضرب نفسى مليون جزمة عشان رفضت اساعدك فى الاول و عرفت حسان و عرضتك للأذى

إيمان بخجل و صوت خافت هامس

-بس انا مش زعلانه منك يا عمار يكفينى انك ساعدتنى بعدين

ثم اقترب عمار منها مره اخري مقبلا لها قبله اخري و لكن تلك المرة كانت حنونه هادئة فرفعت ايمان يديها محاوطة عنقه متناسية خجلها ليزيد عمار من عمق قبلته 

________________

فى غرفة حسان 

الذي اقترب من هاتفه الموضوع على الشاحن و قام بفتحه بعد أن أغلق لفراغ بطاريته و لكنه وجد كم هائل من المكالمات و الرسائل فعقد حاجبيه باستغراب و اتصل بالرقم فهو رقم الرجل الذي وضعه أمام المنزل لمراقبة ايمان و تحركاتها

-فى ايه فى حاجه حصلت إيمان خرجت من البيت

-حضرتك انا بحاول اتصل عليك من بدري بس تليفون حضرتك كان مقفول 

-ايوه كان فاصل شحن فى ايه اتكلم فى حاجه حصلت

-يا حسان بيه المدام من كام ساعه طلع عندها اربعه رجاله و واحده ست و كان معاهم مأذون و فضلوا فوق شويه بعدين المأذون نزل وبعدين كلهم نزلوا و مشيوا و الهانم مشيت معاهم 

-نعمممم!!! انت جاى تقولى دلوقتى يا حيوان 

-حضرتك التليفون كان مقفول

-بلا تليفون بلا زفت اومال انا مشغلك ليه يا حيوان عشان يحصل كل ده وانا اخر من يعلم اقفل اقفل

اغلق معه و أبدل ملابسه و الهاتف بيده ليرن الهاتف مرة أخرى فوجده كريم فاجابه بغضب

-ايه يا حسان عملت ايه مع اخوك

-معملتش زفت لسه انا فى مصيبه اكبر عمار شكله اتجوز ايمان

-هى حصلت يتجوز مراتك لا ده زودها اوى

-مش هسكت له ورحمه ابويا لو طلعوا اتجوزوا ما هسيبهم بقى انا بعد كل ده تسبنى برضو و تروح لعمار انا هوريهم و أفرجهم  اخرة اللعب مع حسان ايه 

قابلته عديلة و هتفت بدهشة من حالته 

-فى ايه مالك!!

-عمار ،عمار شكله اتجوز ايمان

عديلة و هى ترفع حاجبيها هاتفه بسرها

-كويس يعنى مش جمال زى ما صفية ما قالت ياااما نفسى اشوف وشك دلوقتى يا صفية

ثم هتفت بصوت عالى

-طب انت رايح فين دلوقتى

-هيكون فين يعنى هشوف الكلام ده صح ولا غلط

-لو عملوها مش لازم تسكت و تسيب بنتك عندهم انت سامع و لا لا يا حسان

حسان وهو يسرع خطواته مهرولا للخارج

-مش مستنيكى تقوليلى اعمل ايه 

__________________

ترجل حسان من سيارته و الغضب على وجهه و اقترب من الباب و ما كاد يطرق عليه حتى وجده يفتح و يقف أمامه كل من رأفت و زياد فهتف رأفت بسخرية 

-خير يا حسان جاي تبارك لعمار و لا  ايه

-يعنى الكلام اللى سمعته مضبوط  اخوك اتجوز مراتى

أردف بذلك وهو يجز على أسنانه بغضب 

هتف زياد تلك المرة مردفًا 

-قصدك اللى كانت مراتك ايمان خلعتك و لا انت نسيت

حسان وهو يشاور بكلتا يديه معًا ويتحدث بصراخ

-لا منستش و مش ناسى برضو ان اخوك كان السبب بس ورحمة أبويا ما هيتهنوا الجوازه دي و بنت الشرقاوية مستحيل تربى و تكبر فى بيت المحمدية

هتف رأفت بسخرية لاذعة

-أعلى مافي خيلك اركبه و ورينا هتعمل ايه

حسان بابتسامة لم تصل لعينيه  هاتفًا بتوعد

-هتشوفوا و هتندموا كلكم 

ثم تحرك من مكانه مغادرا القصر تحت نظراتهم و نظرات صفية التى علمت ما الذى عليها فعله لتخلص ابنها من إيمان فلو كانت ابنه جمال لا يمنع بانها اكبر سنًا من ابنها و لا يغير حقيقة وضعها وانها كانت زوجة  لآخر بل و أم ايضا فاقتربت من هاتفها الموضوع على الفراش و قامت بالإتصال بإحدى الأرقام التي اجابتها و هتفت ببرود

-مكنتش فاكره انى فى يوم هضطر انى اكلمك 

-حقيقة و لا انا كمان ،بس شكلك مش راضيه عن جوازة ابنك من ايمان مش كده و لا ايه 

-لا كده و نص كمان و انتى هتساعدينى عشان اخلص منها

-حلو اوي و انا موافقة اصل انتى متعرفيش انا بعزها ازاى

صفية بسخرية 

-لا عارفة كويس يا عديلة وبعدين هتبقى مصلحة مشتركة انا مش عايزها تكمل مع ابنى و انتى حفيدتك هتبقى فى حضنك

-و ده هيحصل ازاى

هتفت بها عديلة بشر فاردفت صفية و ابتسامة خبيثة على وجهها

-فتوووون


رواية_وإذا_تملكك_الهوي

بقلمى_فاطمة_محمد

الفصل العشرون

أشرقت شمس يوم جديد مليء بأحداث متجددة 

تندفع سيل الأشعة باستقامة لونها الذهبى يعم المكان لتعطى مشهدا بديعا دون تدخل أى يد عابثة

تدلف الغرفة دون استئذان فيحق لها ذلك إثر الدفء الذى تهبه للجميع دون مقابل 

لكن معذرة فتلك المرة لا نحتاجها

فدفء مشاعرهم تطغو كل ركن بالغرفة ليعم الأمان والسكينة والهدوء

لا أصوات ترهقهم ولا حركة تزعجهم

كل ما يوجد هو الهدوء وهالة من العشق الجارف تحيط بهم وتحميهم من أى عدو

وعلى ذلك الفراش الواسع الوثير كان متمددان يحتضن كل منهما الآخر

يضعها كاملة داخل أحضانه يتمسك بها بقوة ساحقا أى فرصة بالابتعاد عنه فأخيراً أصبحت بين يديه و أحضانه و لذلك لن يسمح لها بمغادرة أحضانة فهو من بعد تلك اللحظة لن يسمح لها بالابتعاد عنه 

اما هى فكانت مستكينة بين يديه لا تتململ حتى

فجمال أحضانه تغنيها عن جمال الدنيا تنسيها ما عاشته و رأته فيما مضى

أنفاس هادئة تخرج من كلاهما فيختلطان معا كما اختلطت أرواحهم

وكأن الأشعة الذهبية غارت من ذلك المشهد فأثير غضبها مقررة القضاء عليه و أزعاجهم

لتتجه مباشرة صوب عينيه مما أزعجه

رمش عدة مرات ورفع يده التى كانت مستكينة على خصرها يضعها على عينيه يحجب تلك الأشعة المزعجة و نظر بجانبه ليجدها متسطحة على ذراعيه و خصلاتها المجعدة متناثرة حول وجهها مما زادها جمالا فوق جمالها فليلة أمس علم كم هى جميلة و أنها تعلم جيداً متى تظهر و تبرز جمالها و متى تخفيه رفع يديه يبعد تلك الخصلات عن وجهها يريد ان يشبع عينيه من رؤيتها فلو كان اخبره احدهم بانه سيقع أسير لعينيها و سيصبح عاشقاً لها لم يكن سيصدق ، يعترف بأنه محب للنساء و انه كان لديه العديد من العلاقات حتى قبل أن يتعرف على سارة التي كان يظن بأنه عاشقا لها ولكنه اكتشف بانه لم و لن يعشق سواها هى... ابنة عمه التى لم تعلم حقيقة نسبها لعمه بعد تململت إيمان داخل احضانه وفتحت عينيها و هو لا يزال غارقا بتلك الافكار فظلت تتطلع إليه بنظرات محبة عاشقة و هتفت بأبتسامة 

-صباح الخير 

أنتبه عمار لها فاتسعت ابتسامته تدريجياً و أردف و هو يقترب منها مقبلا وجنتيها

-صباح النور

-اللى واخد عقلك سرحان فى ايه !!

عمار و هو ينظر بعينيها مداعبا خصلاتها هاتفا بصوت هامس عاشق

-فيكى طبعا هكون بفكر فى مين

-لاوالله المفروض اني اصدقك بقى مش كده 

هتف عمار بتفكير مصطنع

-المفروض طبعا

-لا مش المفروض لو بتفكر فيا فعلا كنت صحتنى بس أنت شكلك بتضحك عليا قولى بقى كنت بتفكر في ايه

-مصممة يعنى

اماءت له إيمان براسها و هتفت 

-أها عايزه اعرف 

تحرك عمار من مكانه مقتربا منها حتى يقبلها هاتفا بمرح 

-والله انتى اللى اخترتى خليكى قد كلامك بقى

إيمان بصدمة من اقترابه منها بتلك الدرجة

-عمار بتعمل ايه اوعى

قاطع كلماتها مبتلعاً لهم داخل فوه محتضنا لها بقوة 

________________


داخل غرفة رأفت و زينب

أستيقظ رأفت من نومه و اعتدل بجلسته على تلك الاريكة التى لا يرتاح بها ابدا فهى صغيرة و قصيرة بالنسبه له فنظر تجاه الفراش الواسع الوثير فوجد زينب ما زالت نائمة و تتوسط الفراش فنظر بساعته ونهض من مكانه مقترباً منها يريد أيقظها من نومها و ما كاد أن ينادى عليها و لكن منعه ذلك المنظر الذي يراه أمامه مما جعله يبتلع ريقه فهو لم يكن يتوقع ان تكون بكل ذلك الجمال امامه فحجابها انزاح عن رأسها بسبب حركتها أثناء نومها و تحررت خصلاتها الحريرية فظل رأفت يرمقها بذهول للحظات ودون أرادة منه وكأنه قد فقد السيطرة على نفسه هبط لمستواها رافعا يديه يلمس خصلاتها و اقترب منها و طبع قبلة هادئة على جبهتها فغمغمت زينب فى نومها و فتحت عينيها لتجده يقبلها على جبهتها فشهت بصوت عالى نسبياً و ابتعدت عنه مما جعل خصلاتها تنساب حول وجهها معطياً لها مظهراً و هيئة خلابه خطفت قلبه قبل عقله فصاحت زينب بخوف بسبب اقترابه منها منذ قليل و الذي فجاءها كثيراً

-أنت كنت بتعمل ايه و ايه اللى قومك من على الكنبة

ظل رأفت صامتا لا يستمع إليها هو فقط يريد التطلع إليها فهتفت زينب بحدة

-رأفت أنا بكلمك على فكرة

-ظل الوضع كما هو عليه هى تحدثه و هو صامت يتطلع اليها فقط ،ذهلت زينب من حالته و نظراته لها و فجاءة جحظت عينيها عندما شعرت بتحرر خصلاتها الطويلة فرفعت يديها حتى تلملم خصلاتها و لكن يد رأفت منعتها من استكمال ما تفعله هاتفا بصوت متحشرج

-سبيهم كدة احلى بكتير

عقدت زينب حاجبيها و هتفت بحده متحركة من مكانها مرفعه يديها تلملم خصلاتها

-لا 

-ليه لا!!؟

-انت بتسأل يا رأفت

-أيوة يا زينب بسئل ليه لا!

زينب بتنهيدة

-لأنه مينفعش ،مينفعش تشوف شعرى و لا تشوف اى حاجة اصلا لانك غريب عنى 

رأفت باستنكار لتلك الكلمات

-غريب عنك!! أنا جوزك يا زينب

-لا يا رافت احنا اتفقنا و كلامنا كان واضح من الاول انا و انت استحالة نبقى زوجين طبيعين طول ما قلبك ملك لواحدة تانيه عمرنا ما هنبقى زوجين و أنت عارف الكلام ده كويس ،أنا و أنت صحاب وبس يا رأفت ممكن اى حد يشوفنا زوجين بس انا و انت بس اللى عارفين الحقيقة

شعر رأفت بالضيق يغزو قلبه من حديثها يعلم جيداً بانه حديثه و يعلم حيداً بأنه عاشقاً لمريم اذن لماذا يشعر بهذا الكم من الانزعاج لمجرد أنها قامت بتكرار كلماته لما فأجابه تلك السؤال لم يعرفها بعد

-ماشى يا زينب انتى صح احنا فعلا مش زوجين 

ثم تحرك من مكانه و دلف المرحاض

__________________


كانت تسير بالطريق بلا هوادة بعد ان استيقظت و قررت ان تخرج و تستنشق بعض الهواء حتى يتخللها و يزيح بعضا من همومها و أحزانها التى تثاقلت عليها

Flashback

-عجبك يعنى اللى عملتيه ده شايفه وصلتينا و وصلتى ابوكى ايه ،انا عايزة افهم استفدتى ايه لما عملتى كده ها ،كل حاجه اتخربت و خليتى بقى في تار بين العيلتين كل ده ليه عشان واحد محبكيش و لا عمره هيحبك انتى غبيه غبية يا إلهام 


هتفت فهيمة بتلك الكلمات و الدموع تذرف من عينيها لما توصل اليه الوضع و سوء حالة زوجها الذي ساءت حالته أكثر وأكثر بعد معرفته بوفاة صديقه الذي كان السبب فى موته 


-مكنتش اعرف يا ماما انه كل ده هيحصل مكنتش اعرف لو كنت اعرف والله ما كنت فكرت و لا عملت كده انتى مش متخيلة الذنب اللى انا حاسه بيه انا بمووت يا ماما 


-طبعا عشان حبيب القلب انصاب بس تفتكرى ممكن يسامحك و انتى السبب فى موت ابوه استحالة أنتى بدل ما تكحليها عميتيها يا إلهام و انا مش مسمحاكى ابدا على اللى عملتيه فى ابوكى


-كفاية يا ماما كفاية متزوديهاش عليا 


طرق باب الغرفة و دلف فاروق الغرفة وهتف بابتسامة لم تصل لعيناه


-بعد إذنك يا حماتى عايز اتكلم مع مراتى شوية


-أهى عندك اهه 


و خرجت من الغرفة مغلقه الباب خلفها فرفع فاروق يديه يحك انفه و اقترب من الهام التى كانت ترتجف من الخوف و هتفت بصوت يكاد يسمع

-أنت عايز ايه منى كلام ايه اللي عايز تقوله !


كان فاروق ينظر لها نظرات راغبة فجذبها من ذراعيها بقوة جعلتها ترتطم بصدره و حاوطها بذراعيه بقوه فشهقت إلهام بخوف و صاحت ببكاء

-أنت بنعمل ايه ابعد عنى

-ابعد عنك انتى بتحلمى يا قلبى ده انا مستنى اليوم ده بفارغ الصبر

ظهر الذعر جلياً على وجهها بصدمة مما يريده منها و خاصا بذلك الوقت فهو لا يراعي الظروف الصحية التى يمر بها والداها فهتفت

-فاروق ابوس ايدك سبنى

تحرك بها فاروق و هو لا يزال يحاصرها و قام بدفعها على الفراش بقوة ممزقاً ملابسها بيد و الاخري كمم بها فمها حتى لا يصدر صوتها و ينول منها ما أراد وبعد مرور بعض الوقت نال فاروق ما أراده متسطحا بجوارها لا يبالي بشيء كأنه لم يفعل بها شي اما هى فكانت تضم قدميها الى صدرها تبكى بصمت فهى من السبب الرئيسى لما توصلت إليه

و بعد مرور عده ايام كانت حالة عبدالله تسوء اكثر و اكثر و كذلك الهام الذى بدات أن تبغض وتكره فاروق لما يفعله معها 

دلفت فهيمة الغرفة و وجهت حديثها للممرضة مردفة

-انا عايزة افهم هو مفيش تطور فى حالته ليه اما حاسه حالته بتتنكس كل يوم اكتر من اللي قبله

اجابتها الممرضه بهدوء مزيف

-حضرتك الموضوع ده بياخد وقت مش في يوم وليله يتحسن حضرتك متقلقيش ومتشليش هم

تنهدت فهيمه و نظرت لزوجها و هتفت بحب

-انا هنزل اجيب لك الشوربة اللى عملتهالك عشان تاكلها

و اتسمت له و خرجت من الغرفه فاقتربت الممرضة من عبدالله و هتفت باسف زائف

-انا اسفه جدا يا استاذ عبدالله بس انا كدبت على مراتك انت حالتك مستحيل تتحين لا و الاسوء انك كلها كام يوم و تودعنا و ده ليه بقى قولتلى ليه 


وانخفضت تجاه اذنيه تهمس له ببعض الكلمات التى جعلته مغمضا عينيه بقهر

-أصل محمود المحمدي دافع لي عشان اخليك تقابل رب كريم و بيوصلك سلامه 


أما بالاسفل

وصل كل من بدر و سليم و شمس 

فهتفت نظيمة بحب لرؤية سليم الذي غاب عنها لسنوات

-سليم حبيبى اخيرا رجعت وحشتنى اووي

و اقتربت منه و اخذته داخل احضانها فهتف بدر بجدية

-ايه اللى حصل يا ماما عمى ماله

نظيمة و هى تخرج من احضانه و تحتضن بدر هو الآخر

-عمك حالته لا تسر عدو و لا حبيب ، كله بسبب الهام كويس انك متجوزتهاش يا سليم انا بحمد ربنا انك سافرت و مرجعتش انا مكنتش احب انك تتجوزها

ثم لفت انتباها تلك الفتاة الواقفة بجوار سليم فهتفت بتساؤل 

-مين دى يا سليم ..مراتك

سليم بنفى

-لا يا ماما دى شمس المساعدة بتاعتى

-مساعدة!!

-سكرتيرة يغنى يا ماما

-طيب يا حبيبي اهلا يا بنتي

-اهلا يا طنط

سليم بتساؤل

-عمى فين دلوقتى

-فوق فى اوضته اطلعله انت و بدر يلا هيفرح لما يشوفكوا

Back

 فاقت إلهام على صوت تلك السيارة فالتفتت تنظر للسيارة فوجدت من يضغط بمنتصف المقود ليصدر صوت عال من السيارة و لم يكن سوى جمال فاتسعت عين الهام عندما وجدته يركن سيارته و يترجل منها مقتربا منها بوسامته المعهودة فهتف و هو يرفع احدي حاجبيه

-إلهام

-انت لسه فاكرنى يا جمال 

-وانتى مين ينساكى لسه شكلك زي ماهو انتى خرجتى امتى من المصحة ،عديلة اللي خرجتك مش كده

إلهام بإيماءة

-أيوة بس غريب انت كمان شكلك متغيرش يا جمال برضو لسه زي ما انت 

ابتسم لها جمال و هتف بنبرة هادئة

-بس معقول عديلة رضيت عنك اخيرا و خرجتك و لا ليها مصلحة فى خروجك 

-لا طبعا ملهاش مصلحة بس هى كانت بتزورنى و لما لقت وضعى اتحسن حبت تخرجنى 

ثم صمتت قليلا ميتلعة ريقها و هتفت بحزن حقيقى

-هو انت ممكن تسامحنى على اللى حصل زمان انا بجد ندمانه انا غلط فى حق عصام و فى حقك و فى حق عمو عبدالله يرحمه و طنط سهير

-و صفية

نظرت له الهام و هتفت بكره

-لا صفية لا لا انا لو غلط فى حق حد فهو ليكو انتوا ،انتوا ى بس

صمت جمال قليلا و كان يجز على اسنانه و هتف بابتسامة بسيطة يكمن خلفها كره و حقد وانتقام يسعى إليه

-و انا سامحتك يا الهام ومن انهارده انا جنبك و لو عوزتى اى حاجه قوليلى

-بجد يا جمال

-بجد طبعا يا الهام هو فى هزار فى الكلام ده

ثم هتف بسره 

-اسامحك بتحلمى ده السبب الرئيسى فى كل حاجه بس اهدي عليا انتي واختك هخليكو تولعوا في بعض

ثم ابتسم لها هاتفا

-انا عارف انك عملتى كل ده عشان بتحبي عصام و مكنتيش تعرفي ان كل ده هيحصل و بعدين خلاص اللي حصل حصل و انتي برضو اتظلمتى كتير و دفعتي تمن اللي عملتيه فخلاص اعتبري الموضوع انتهي و تعالي اوصلك

الهام بإيماءة و سعاده 

-ماشى يلا بينا

_________________


-رايحة فين يا ايمان

هتف بها عمار و هو يجفف خصلاته بتلك المنشفة

-هشوف فتون خلص انت بس و حصلنى على اوضتها

عناو بابتسامة محبة

-تمام يا حبيبتى

خرجت ايمان من الغرفة وسارت بخطى هادئة و الابتسامة لا تفارق شفتيها و قابلت زينب التى كان العبوس مصاحبا وجهها فهتفت ايمان بسعاده

-صباح الخير يا زيزي

ابتسمت لها زينب سعيده بتلك السعاده التى لم تراها على وجهها طوال فترة خدمتها بمنزل الشرقاوى

-صباح النور ،رايحة تشوفي فتون

-اها هطمن عليها وحشتني جدا و هلبسها و ننزل عشان نفطر و عمار هيفطر معانا

-حلو اوي و انا كنت رايحه ابص عليها يلا بينا 

-يلا

دلفت إيمان إلى غرفة ابنتها و لا تزال الابتسامة على وجهها و لكن تلك الابتسامة بدأت بالاختفاء تدريجيا و رمشت ايمان بعينيها عدة مرات و هي تردف

-هى فتون فين

-معرفش انا امبارح بليل نايمتها و سبتها نايمة في سريرها 

خرجت ايمان من الغرفه وهي عاقدة حاجبيها شاعره بالآلام تتسلل الى قلبها تشعر بأن شيء قد حدث فأين ابنتها ،قابلت عمار بوجهها فهتفت بترجى

-عمار فتون مش فى اوضتها مش عارفه هى فين

-عادي حبيبتى ممكن تكون صحيت و نزلت و قاعده تحت مع عائشة و لا حاجة ،تعالى ننزل نشوفها يلا بينا

نزلت ايمان برفقة عمار يبحثون عن فتون و كذلك زينب فرأت صفيه عمار فصاحت بسخرية

-صباح الخير يا عريس بدور على ايه على الصبح

-فتون يا امى مش لقينها فى اوضتها

-عادى يعنى تلاقيها فى الجنينه بتلعب و لا حاجه دي عيلة

و بعد مرور بعض الوقت 

لم يجد الجميع اثر لفتون و وسمعت ايمان رنين هاتفها يصدح بصوت عالى فاخرجته و وجدته حسان فاغمضت عينيها وشعرت بسكين يغرز قلبها تتمنى ان لا يكون حدث ما تتوقعه فهتف عمار بتساؤل

-مين اللى بيتصل عليكى

نظرت له ايمان و لم تجيبه و ردت على حسان الذى هتف بتهكم و سخرية

-صباحية مباركة يا عروسة مش كنتى تقولى و تعزمينى بدل ما اعرف من بره على العموم ملحوقة 

-فتون فين يا حسان

-فى الحفظ و الصون يا قلب حسان 

-ازاى ازاي خدتها انا عايزه افهم 

-بكل سهولة وحياتك المهم انا متصل عشان تقولك ان بنتك مش هتشوفيها تانى ابدا هتبوسي ايدي وش ورجل عشان اخليكي تشوفيها و برضو مش هتشوفيها

انهارت ايمان بالبكاء فجذب عمار الهاتف من يديها و الجميع يراقب حالتها تلك فهتف عمار بصياح غاضب

-أنت ازاي دخلت بيتى يا حيوان انت و ازاي تخطف البنت كده انا 

و كاد يكمل فقاطعة حسان هاتفا بسخرية

-هو انت ملاحظ ان البنت دي تبقى بنتى و لا لا علي العموم عايزينها اطلبوها في المحاكم و برضو مش هطلوها و سلملي على العروسة سلام يا عريس

قام عمار بدفع الهاتف مما جعله يرتمي على الأرض متهشما فابتسمت صفية بانتصار وفخر بما فعلته فهتفت عائشة 

-فى اي يا عمار فتون وصلت ازاي لحسان

-مش عارف مش عارف انا هتجنن

ثم اقترب من ايمان و قام بجذبها داخل احضانه مهدئا لها و يربت على ظهرها

-اهدى يا حبيبتى اهدى صدقينى هترجع صدقينى

-خدها منى يا عمار حسان مستحيل يخليني اشوفها مره تانيه انا خلاص ضعت و بنتى ضاعت منى 

-لا يا ايمان مفيش حاجه ضاعت و بنتك هترجع تانى فى حضنك

نظرت ايمان تجاه جمال الذي هتف بتلك الكلمات و هو يرمق صفية بنظراته التى جعلتها ترتبك فالشك كان يساوره تجاها عندما استمع إلى حديثهم و انتبه لتلك الابتسامة التي زينت وجهها ففهم أنها وراء ما يحدث فابتلعت ايمان ريقها و هتفت

-ازاي بس هترجع و بعدين انت مش سبق و وعدتنى امها تفضا فى حضني بس هى دلوقتى مش فحضنى


جمال و هو يقترب منها واضعا يديه على وجهها

-صدقينى المره دي بنتك هتبقى في حضنك و بالقانون كمان 

-ازاى

-لا ازاى دى سبيها عليا المهم مش عايزة تعيطى الوش الحلو ده مش لازم يعيط و انا و عمار هنرفع لك قضيه بحضانه فتون و هتكسبيها و ساعتها حسان مش هيقدر يبعدها عن حضنك

-هكسبها ازاي القضيه دي انا اتجوزت القاضى كده هيحكم لصالح حسان

-دي حقيقه بس كمان فى حل و فى حاجة تهلى القاضى يحكم لصالحك انتى

-ايه هي 

هتفت بها إيمان بلهفه 

فنظر جمال تجاه صفيه و هتف بهدوء

-مينفعش اقولك بس صدقينى هتتحل متسمحيش لاى حد ينكد عليكى و يبوظ فرحتك دموعك دي غاليه اووي


كل هذا تحت نظرات صفية المشتعلة و تهتف بسرها

-يا تري ناوي على ايه يا جمال انا مش مرتحالك

يتبع 


بداية الروايه من أولها هنا



روايات كامله وحصريه

الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا


روايات كامله وحصريه


الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا  


 لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇


رواية لمسة حب كامله


رواية هل كان ذلك حبا كامله


رواية عشقني في ماضيه كامله


رواية بناتي كامله


رواية قتلني ورحل كامله


رواية نعيمي وجحيمها كامله


رواية ملاك في عالم الشياطين كامله


رواية جبر السلسبيل كامله


رواية الصقر الجريح كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله


رواية لثام الخلود كامله من هنا


رواية جميله في قلب الاسد كامله


رواية ليلي وسجين الماضي كامله

رواية الصقر والنمر كامله


رواية اختبار القدر كامله من هنا


رواية شهد القاسم كامله من هنا


رواية عشق الحور كامله من هنا












رواية بيت العيله كامله


رواية أجبرني على الإنجاب كامله من هنا

رواية صعيدي ولكن عاشق كامله من هنا

رواية زوجتي المصون كامله


رواية تار صعيدي كامله من هنا


رواية اصحاب المزاج من هنا


رواية الرغبه كامله من هنا


رواية وإذا تملكك الهوى


رواية نور عيني كامله


رواية عرف صعيدي كامله


رواية عشقها المستحيل كامله


رواية الصقر الجريح كامله


رواية عذراء علي حافة الهاوية كامله

رواية إعادة حب كامله


نوفيلا نبضي كامله


رواية نجمة القاسي كامله


رواية شهد القاسم كامله

رواية أحببت مصارع الجزء الاول

الجزء الثاني من رواية أحببت مصارع


رواية ضحية زواج كامله


رواية حور الشيطان كامله


رواية ليست خطيئتي كامله


رواية شمس ربحها القيصر كامله


رواية نيران انتقامه كامله


رواية عفريت مراتي كامله


رواية صغيرة رجل صعيدي كامله

رواية عشقت عمدة الصعيد كامله

رواية ست البنات كامله


رواية أحيت قلب الجبل كامله


رواية غنوة الداغر كامله


رواية عشق الأدهم كامله


رواية جنة الصقر


رواية اعاقتي ولكن كامله


رواية طفلتي الهاربه


رواية جواز بالدم كامله


رواية وانقلب السحر على الساحر


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close