expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم الفصل التالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع حصريه وجديده


رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم الفصل التالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع حصريه وجديده 

رواية قابل للتفاوض بقلم إيمان سالم الفصل التالت والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع حصريه وجديده 

البارت التالت 

حاولت التنصت لتعرف هل هو موجود بالشقة أم غادر صباحا لكنها سرعا ما استمعت لصوتا بالداخل ابتسمت بنظرة نصر وكأنها حصدت مبتغها وكانت نظرة لا تبشر بخير، تراجعت للداخل تفكر بأي حجه ستتحدث معه لابد أن تجد سبب؟

وصلت مكتبها بعد وقت من السير تحاول التعرف على المكان من حولها فالمكتب لا يبتعد عن البيت سوي بمقدار 20 دقيقة فقط سيرا على الأقدام

فتحت الباب وهي تسمي بالله دلفت للداخل تفتح النافذة وتتطلع لتلك الشقة برضى هي ليست كبيرة لكنها في مكان مناسب وتفي بالغرض ثم دلفت مكتبها تفتح نافذته تتطلع للخارج بتمعن وتفكر في احوالها وما ستؤول إليه حياتها هل ستجد صعاب أم لا؟، لم يقطع تفكيرها سوى رنين هاتفها ... فتحت حقيبتها واخرجته تنظر من المتصل، فحادثت استاذها بود: صباح الخير يا أستاذنا

رد مع بسمة: صباح النور يا راية، أنتِ فين

-أنا في المكتب دلوقتي

-أنا قلت كده برده،دايما نشيطة

-تلمذتك بقى

-طيب اسمعي التفاصيل بتاعت القضية اللي هتمسكيها، في حتت أرض عليها نزاع بين عيلتين مش هينين عندك عيلة الرضوانية والعتامنة

ردت في استفسار: طب وانت شايف ايه يا استاذي في القضية دي

رد في حكمة: هو لحد الوقتي الطرفين كفتهم واحده في القضية

-طب مفيش أوراق أو مستندات

-في مستندات بس أصل الارض كان بوضع اليد من زمان جدا

-طب مش هي ملك للدولة يعني ولا خدوها ولا ايه

-بصي الموضوع في كلام كتير، النهاردة الساعة 1 هيكون عندك الرجل بنفسه هيشرح لك كل حاجة واي حاجة كلميني على طول وهكون معاكِ ،تمام يا راية

-مش عارفة اشكرك ازاي!

-مبحبش اسمع الكلمة دي، صحيح قبل ما انسي كلمتلك واحد وشاف لك سكرتيرة زي ما طلبتي اداها العنوان وهتكون عندك النهاردة هي كمان كدا بقي كله تمام عاوزين محامية ترفع الراس في الصعيد كل الناس تحلف بشطرتها

ادمعت عينيها وهذا قليل ما يحدث فعينيها تشربت القوة منها وقليلا ما تلين وهتفت بصوت شجي: لو فضلت اشكرك كتير مش هوفيك حقك، ربنا يخليك لينا دايما الاب والاستاذ والسند

ربنا يوفقك واسمع عنك احسن الاخبار، ولو عوزتي أي حاجة في اي وقت كلميني اوعي تتكسفي

-إن شاء الله

اغلقت الهاتف معه تدعو له بدوام الصحة والعافية فهي تعمل معه منذ عدة سنوات لم تري منه إلا كل خير في حقها وفي حق زملائها

لحظات مرت تفكر فيما تفعل الان مشاكستهاالصغيرة ؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

دلفت البيت الكبير والكل يرحب بها كأنها غابت عام كامل ... سألت عن رحيم فوجدته في غرفته وقد أمر بإحضار غرفة جديدة لعروسة وانتهي العمال من نصبها للتو، تعجبت في بادي الامر لكن سرعان ما تحول تعجبها لفرحة كبيرة

صعدت الدرجات تدعو الله له بالهداية والنسيان لتتم فرحته وفرحتها على خير لانها تعلم جيدا مقدار حبه لوالدة حبيبة وأنه لم ينساها بعد، لكنها اختارت له فتاة ذات أصل طيب وهذا الأساس ومن اقاربه والأهم أنها في نفس ظروفه ترملت باكرا ولديها ابن كان عقبتها في أول الامر عندما علمت بوجوده لكنها تخطتها لشخص سلوان لانها هي تماما كما تريد

دلفت الغرفة المفتوح بابها ونظرات الاستحسان تملئ وجهها سرعان ما شعرت وكأن أحد ضربها علي رأسها تجمدت لحظات لتدرك الأمر

الغرفة الجديدة جيدة لكن هل يجتمع الجديد والقديم كيف ذلك ... اتجهت له تتسأل في تيه: ايه دا يارحيم؟!

اقترب يرفع يدها يقبلها: كيفك يا أمه

رتبت علي ظهره ومازالت مصدومة: زينة يا ولدي، بسألك ايه دا، كيف سايب ده اهنه يا ولدي

ابتعد خطواتان متحدثا بصوته الحاني: مش كنتِ بتجولي كيف عروسة تدخل علي اوضه جديمة آهاااه أنا جيبت غرفة جديدة

ردت في تعجب: لما أنت جبت واحدة جديدة ليه لساتك سايب الجديمة ،خرجها لاوضه تانيه

رد في حزن: مقدرش اشلها من اهنا يا امه اهه انا حطتها في ركن صغير في الاوضه مش هتعمل حاجة يعني

-كيف يا ولدي، عروستك لما تدخل وتلاقي السرير وجمبه تسريحته القديمة تجول ايه ،جلبها هيتكسر يا رحيم اللي مرضهوش لبتي مرضهوش لبنات الناس

رد في غضب يحاول السيطرة عليه: تجول اللي تجوله يا امه أنا مبعملش حاجة غلط، مش كفاية إني سمعت كلامك كمان اخرج روحي من الاوضه دا لا يمكن يحصل، واهه أني مغطي السرير بملاية كبيرة مبينش منه حاجة

ردت في سخرية: لاه جل كلام غير ده، الملايه مش مبينه انه سرير اياك

رد في غضب: أمه الله لا يسيئك سبيني في حالي، مش كل حاجة هتبجي غصب عني، ياإمه يمين بالله هفض كل حاجة الثانية دهي، ومحدش يلومني علي هعمله

زفرت بقوة وهي تغادر الغرفة متحدثه: الصبر من عندك يااارب، هيجلطوني

رد الصوت الصغير المحبب لديها: مالك يا ستي

تنهدت وهي تجيبه بإسمه: علي

مين مزعلك وغضبانه اكده

مفيش يا حبيبي ،امال امك فين

-نايمة تعبانة يا ستي

ردت في سخرية: تعبانة، لاه سلامتها الف سلامة طيب يا حبيبي روح العب أنت

-حاضر يا ستي

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

استمع لصوت شئ غريب .... دقق السمع وهو يقترب من باب الشرفة فتحها بتعجب فالصوت قادم من خلفها

لكنه تفاجئ اكثر من التي تقف ومائلة بجسدها في اتجاه شرفته رغم وجود فارق بينهم لا بائس به فتحدث بتعجب: أنتِ .. بتعملي إيه؟!

لكن التعجب الأكبر جاء من ردها: هو أنت كنت مستني حد تاني

-نعـــم!

حمحمت متحدثه: معلش ممكن ولاعه

رد بتعجب: أنتِ بتدخني؟!

-لا لااا بدخن ايه دا راية كانت قطعت رقبتي

لانت ملامحه قليلا متحدثا: راية دي أختك؟

-آه اختي اللي شفتها دي

أومأ لها متحدثا: اسمها حلو وغريب

ردت بهيام: أنا اسمي رحمة حلو مش كده؟

رد بتعجب: نعــم!

ردت في حزن: ايه وحش؟

-لا مقلتش كده ،هو حلو طبعا زي صحبته

كادت تسقط من الشرفة هامسه: والله أنا حلوه؟

ابتسم في سخرية علي تلك البلهاء متحدثا: كنتِ عاوزه الولاعه ليه بقي؟

حاولت استجماء كذبتها: اكيد عشان اولع البوتجاز يعني

تحدث بتعجب: بس هو اشعال ذاتي

ردت في عجاله: شكله بايظ

طب ثواني ... دلف للداخل واحضر له قداحه واعطاها لها متحدثا: اتفضلي وخليها معاكِ عندي غيرها

تناولتها من يده متحدثه: بجد ! أنت ذوق خالص

-شكرا يا رحمة

مقلتليش أنت بتشتغل ايه

رد في ايجاز: ضابط

همست لنفسها «ظابط والله انا اللي سابت مفصلي من حلاوتك وجنتلتك ،كان قلبي حاسس أنك جامد، ضابط مرة واحدة » فتحدثت بوقاحة: عينيك الحلوة دي مش لنسز صح؟!

لا يصدق أنه فتاة في تلك الجراءة فالصعيد محافظ بشكل كبير ويبدو على اختها كذلك فكيف ستعيش تلك في هذا المجتمع المتشدد

هز رأسه بنفي وهو يدلف للداخل: لا حقيقي وادخلي جوه واقفلي الباب لو حد شافك كده ممكن يفهمك غلط

فتحت فمها بإتساع شديد على طيفه وهو يدلف للداخل متحدثا اخر شئ بقوة : ادخلي

دلفت للداخل سريعا وصفقت الباب بقوة كادت تهشم الزجاج لا تصدق حديثه معها بتلك الطريقة السوقية؟ تلك إهانة بالطبع! لا تصدق وتكاد تشتعل من الغضب !

ارتدي حذائه وهو يشعر بالحنق من تلك المراهقة وغادر الشقة متجها لعمله ... كانت تراقبه من العين السحرية وهي مسحورة بطلته وتلك الحلة التي يرتديها كم كان وسيم للغاية كأسمه

تنهدت وهي تستند على الباب مغمضه عينيها هامسة بأسمه "وسيـــم " أووي

~~~~~~~~~~~~~~

سألته في لهفه: عملت إيه يا عاصم

رد في سعادة: كل خير يا "ام عاصم" كلمت اعمامي وعرفت كيف اجنعهم باللي عاوزه وكلهم دلوك موافجين يعني هيكوني معايا وجت مكلم فارس عشان ميقدرش يجول لاه لازم المرة دي يجع في الفخ مش كل مرة يطلع منها فاكر نفسه ذكي لاه في الاذكي منه انا لازم اكسره

ردت في فرحه خفية وراء عيون الصقر التي تمتلكها: طول عمرك يا حبيبي زينة الرجال واذكي منه وكفايك أنك متعلم

ردت في نفسها بالاعلي «الجرد في عين امه غزال ،حج لو فارس وافچ دي تبجي حكاية، لاه مظنش هيوافچ ابدا، مش هيرمي اخته اهنه كِدا مهما حصل »

استمعت لصوت قادم ... اسرعت في خطاها لغرفتها حتي لا يراها احد واغلقت الباب خلفها

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في صباح يوم جديد اشرقت فيه الشمس ككل يوم لكنها عند بعضهم كانت كقمر مظلم "محاق" دائم، كلعنة سودة كل أيامهم و لياليهم، فكيف يمكنهم الخلاص من تلك اللعنة الأبدية

اليوم هو يومها دلف في الصباح كانت قد جهزت له حمامه وجلبابه وعبائته وعمامته حتي حذائه نظفته وتركته لجوار الفراش وما داعب انفه هو رائحة المسك التي تفوح من كل جزء بالغرفة شعر بالراحة والسكنية مع أول خطوه له

اقتربت منه عندما راته تحمل من علي اكتافه العبائة متحدثا: حمدلله بالسلامة، الحمام چاهز

اومأ في صمت وهو يتجه لكن نظراته تتفحص تعبيرات وجهها لم ينفرد بها من يوم ان تركها وذهب لإنتصار ... تري هل هي غاضبة أم لا ... يتسأل لكن ملامحها كانت عادية لا تظهر شئ

دلف الحمام في صمت ... ارتدت حجابها ونزلت للاسفل تعد له الفطور مخصوص كما تفعل رغم أنه يفطر مع الجميع مرة آخري لكن هذا أحد طقوسها الخاصة من للدلال

أنهى حمامه وارتدي ثيابه كان يقف امام المرآه يمشط شعره البني بعناية كعادته

وجدها تدخل تحمل صنية الطعام ابتسم في داخله لكن لم تتحرك أي عضله في وجه كان يتابعها من المرآه بتأن

وضعت الصينية ونظرت لإنعكاسه في المرآة متحدثه: الوكل أهه

وضع الفرشاة جانبا ولم يحيد بنظره عنها ثم أقترب يتوسط مجلسه

تحدثت بصوتا خافت: ليه لبست الجلبية دلوك هتتوسخ كنت استنيت لما تاكل

رد في ايجاز: محنا كلنا من شوية يا حنان لحجت اجوع إياك

ردت وهي تنظر لعينيه بعتاب ومحبه: كل على جد نفسك

يا كبير

نظر لها مطاولا ثم تحدث بتسأل: زعلانه يا حنان؟

حادت بنظرها عن عينيه هامسه: لاه، وهزعل ليه، ربنا ما يجيب زعل!

سأل للتأكيد: يعني مش شايلة حاچة في جلبك كده؟

التفتت تنظر له في حنان نابع من قلبها وهمست: والله ما في فجلبي غيرك يا فارس

قربها منه جعلها ترتمي بين احضانه اغمضت عينيها تستشعر حبها له فهذا هو كل ما تملك في تلك الحياة

تحدث بود:طب كلي معاي

اقتربت من صينية الطعام تغمس الخبز في العسل وتضعه في فمه وكررت لها الفعل اطعمته كأنه طفلها الصغير الذي تخاف إن لم تطعمه أن يتضور من الجوع دلال لما يراه رجل من قبل حتي النظرة تخبره انه سيد الرجال ... ماذا يتمني الرجل سوي ذلك في الحياة ؟!

همس والطعام في فمه: بتجل عليك أنا عارف،بس أنتِ عارفه أم علي تعبانة اليومين دول

تحدثت بصدق: لا متجولش اكده ،انتصار خيتي بردك

اومأ في رضي لما قالت وتحدث: طول عمرك عاجله يا حنان يا بنت عمي

ردت وهي تجلس القرفصاء امامه: وطول عمرك سيد الناس يا ابن عمي وسيدي وتاچ راسى

رتب على وجنتها متحدثا: هاتي المداس

نهضت تتجه للحذاء تحمله وارتدت له سريعا تضعه اسفل قدميه ارتداه وانتهي وهو يبتسم لها متحدثا بتحذير: متجصروش في حچ ضيوفنا النهاردة يا حنان

ردت في عجالة: لاه نجصروا ايه يا اخوي ان شاء الله نعمل معاهم الواچب وزيادة دا بيت فارس عتمان بيت الواجب كله أنت مجصرتش الفرح كام ليلة الناس كلها اتراضت ... اقترب يرتب علي وجنتها متحدثا: اهم حاجة ضيوفنا النهاردة معتمد عليكِ يا بت الاصوال دايما ورايا سبع

ثلاث ليالي من الافراح تقام بالطبع فهذا هو عرس "رحيم عتمان" الاصوات الصاخبة هنا وهناك من زغاريد و زمر وطبل وصهيل الخيل العربي الاصيل يطرب الاذان

كانت في الساحة الكبيرة المتواجد بها النساء ونظرها على تلك النافذة معزولة عن كل ما حولها تتمني لو تراه ،مازال قلبها يتألم بشدة ... هل ستراه، اليوم هو آخر يوم اقسمت على نفسها في حبه ،انتهي كل شئ لقد كسرها بدل المرة إثنان، لكن هل ستقدر على نسيانه ؟... لا تعلم ... لكنها ستحاول على الأقل حفاظا على كرامتها المبعثرة

رأته ينزل الدرج بوجه عابس مال ثغرها في آلم ساخر كيف لعريس أن يكون عابس يوم زفافه؟!

انفاس سريعه غاضبة متلاحقه واحد واثنان وفي الثالث نهضت لتغادر الساحة مسرعه حتى تلحق به

كانت تراقبها بعيون الصقر السوداء حاولت السيطرة على انفعالاتها الغاضبة لكنها توعدت لها ألف وعد حينما تنفرد بها ستعلمها كيف تفعل ذلك وتتجه له

نادته بصوت مذبوح رغم رقته : رحيـــم

توقف عن السير يميز الصوت وظهرت عليه علامات التعجب قبل أن يلتفت لها ... رفع أحد حاجبيه وهو يستدير ليتأكد من ظنه متحدثا : عزيـزة!

اجابته بهمس: ايوه

اقترب منها لانها ظلت ثابته كجدار صلب ثم تحدث بتعجب: خير يا عزيزة في حاچة!!

صمتت للحظات قليلة تمر بها علي وجه تحاول أن ترسمه في قلبها وعقلها ذرة ذرة فتلك آخر مرة مسموح لها بأن تراه، ثم همست ومازالت عينيها لا تفارق وجه بـ كلمة واحده : مبرووك

تعجب أكثر لكنه بادلها المباركة بود: الله يبارك فيكِ يا عزيزة عجبالك

ليته لم يقل شئ ،نصل سام طال جسدها بل قلبها ... لا سبيل للنجاة ... الموت هو سبيلها الوحيد هل يريد إيلامها أم ماذا

دمعه ترقرت ببطئ تحاكي نبضها المتلاشى لم يطل الوقت ليراها مع نداء ابنه عمومته له استاذن سريعا رغم شعوره بالالم لهيئتها تلك لكنه لا يعرف ما بها؟!... كيف يكون بهذا الغباء ولا يعلم من نظرتها تلك كم هي تعشقه ،كيف لا يعلم أن برفضه لها قد خذلها وقتلها؟!

رحل في خطوات عاجلة وفي كل خطوة وكأنما تخسر جزء من روحها يسافر بعيدا حتي أصبحت جسد بلا روح ظلت كما هي لا تعلم كم مر من الوقت لم تفق إلا على جذبت أحدهم لذراعها بقوة وكانت والدتها، شهقت بعنف وهي تتراجع لكن هيهات فكانت يدها محكمة الاطباق عليها بشدة وكأنها فلاذ

سحبتها لأحد الاركان الفارغة ولم تتفوه بحرف نظرة حادة من عينيها مع كف أطاح رقبتها في الهواء

صرخت وهي تتراجع للخلف هاتفه: والنبي يا امه متضربنيش

ردت بغضب :كيف تجفي معاه اكده، خبره لو حد شافك وجال لاخوكي هيعمل فيكِ ايه؟!

اقتربت تقبل يدها برجفه متحدثه: احب علي يدك يا امه، مش هعملها تاني واخذت تبكي

ابعدتها عنها وهي تنهرها: امسحي وشك هتشمتيهم فينا، جبر اما يلمك يا بعيدة، حسابنا لما نعاود الدار

ظلت واقفه تلطم وجهها بطريقه هستريه تلعن حظها وقلبها واهلها وكل شئ

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانوا علي وشك الوصول للقاهرة لبيت عروسه كان يجلس لجواره فارس يحاول ان يخرجه من حاله الحزن تلك وبالفعل بدأ وجهه في الانفراج قليلا

اوصاه فارس بأهم شئ وهو أن يتصرف مع زوجته "سلوان" بما يرضي الله ولا يخلط ما مضى فيما هو آت ،فهو ارتضي بكونها زوجته حلاله فلا يعاملها إلا على هذا الاساس

وصلت السيارات القادمة من الصعيد كانت الاجواء هادئة وكان ليس هناك عرس

لكن مع أنطلاق الاعيرة النارية خرجت الناس من النوافذ والشرف يتطلعون لما هو أسفل تحت نظرات الاعجاب من البعض والتعجب من البعض الاخر وخصوصا أنه لا يوجد أى مظاهر لفرح قائم ونظرات الاستنكار من بعضهم

صعد الجميع لجلب العروس تقدم رحيم الرجال ويليه فارس،دلفت غرفتها لحين المغادرة ... جلسوا الرجال وقت رحبت الاسرة بهم وخصوصا والدتها فهي رأت في رحيم السند والعوض لفلذة قلبها اطمئنت لانها ستعطيها لرجل عن حق فهل سيحقق لها ما توقعت واكثر؟

انتهي الوقت وجاء وقت الرحيل نزل الرجال وخلفهم أقارب سلوان وكانت هي اخرهم ... اتجهت مع عمها لسيارة زوجها وكان يقف بهيبه جليه وخلفه فارس كأسد ... نظراتها اتجهت لفارس رغم عنها وتذكرت ما حدث منذ وقت ليس ببعيد

4= الرابع = 4 /

قابل للتفاوض //إيمان سالم

اتجهت مع عمها لسيارة زوجها وكان يقف بهيبه طاغيه وخلفه فارس كأسد مغوار ... نظرتها اتجهت لفارس رغم عنها وتذكرت ما حدث منذ وقت ليس ببعيد كم احتقرته وقتها ويالـ حسن حظها الآن هو اخو زوجها

ذهااااااب

عندما غاب عنها سيف في تلك القاعة الكبيرة توترت وبدأت في البحث عنه تناديه عاليا والموسيقي اعلي من صوتها: سيف يا سيف أنت رحت فين؟!... زفرت وهي تتجول في القاعة :يارب الولد دا مش هيبطل شقاوة بقي ،اتجهت تبحث عنه في اخر جزء في تلك القاعة الكبيرة وقلبها يحدثها بأن شئ ما سيحدث ظلت تجوب بعينيها تفتش عنه حتى لمحته من بعيد أسرعت بخطواتها له وقلبها يتقافز

كان ذلك الطفل الصغير «سيف » ذو الأربع سنوات ونصف يحمل كوب من العصير وفجأة يصتدم بذلك الجبل أمامه ؛إنسكب الكوب على جلبابة الابيض صدمة اصابته هو والطفل ومن تتجه لهم في عجالة

هتف للطفل وهو يمسكه من ذراعه بقوة: ايه اللي هببته دا يا بعيد انت اتعميت إياك

ارتجف الطفل وشعر بالخوف الطفولي من هذا الكائن ضخم البنيان وصوته القوي المرعب، لم يجيبه الطفل بل ظل يرتجف بين يديه وعلامات الخوف تظهر على وجهه كأنه فأر وقع في الشرك

وعلى حين غفلة دفع الطفل بقوة وهو يهتف: جبر أما يلمك أنت واللي جابــك

صرخ سيف في سقوطه وبدأ في البكاء الهستيري

تحدثت من خلفه بقوة: أنت مين أنت عشان تعمل كده في الولد واقتربت ترفع ابنها عن الارض تضمه لها وعينيها مشتعلتان بغضب ناري وانفاسها لاهثه

نهرها متحدثا: دا عيل جليل الرباية

صرخت في وجه: مسمحلكش تقول على ابني كدا ابني متربي احسن من عشرة زيك

تحدث بإستهزاء: واه ،بجي أنا مش متربي والله لولا أنك حرمه كنت عرفتك مچامك

-مقامي عرفاه كويس ،مش مستنيه واحد زيك يعرفهوني !

-صحيح الرباية واحده وأنتِ أمه ،ليه حچ يبچي كِده

نظرت له بإستعلاء وتحقير ثم تحدثت بثبات: ايوه أنا مامته مش عجباك ولا إيه يا جاهل أنت؟!

تحدث بغضب: چااااهل، مين ده اللي چاهل

ردت وهي تضم ابنها اكثر: جاااهل ومعندكش رحمة

غلي الدم في عروقه واقترب منها في غضب وتحدث وهو يرفع الجزء الملطخ من ثوبة قليلا تجاهها :انا اللي جاهل يا حرمة معرفاش تربي ادي تربيتك اهه، مهو أنا هجول ايه مهما بنات البندر كلهم كِده نفس عينتك دي

شهقت واتسعت عينيها بغصب أكبر متحدثه: أنت انسان مش طبيعي ،دا طفل ووقع العصير غصب عنه إيه اللي حصل يعني كنت هتموت الولد في ايدك على حاجة متستهلش

-مش بجول حريم تافه دا أنا بجي شكلي مُسخرة بس هجول ايه!!

-ردت بتأكيد فعلا اول كلمة تقولها صح أنت مسخرة

لقد نفذ صبره رفع كفه في قوة ليضربها ..…لم تهتز ولم يظهر أي خوف في عينيها كما ظن، بل رأي بها قوة لما يراها من قبل

أسرع رحيم في امساك يده متحدثا: بــه، خبر ايه يا فارس! هتمد يدك عليكى حريم إياك!

هتف في غضب وهو يجذب يده من رحيم : وهي دي حريم يا اخوي؟!

ردت من خلف رحيم المولي لها ظهره: حريم مهو ده اخركم انتم يا صعيدية مستنيه ايه من واحد زيك

اتسعت عيني رحيم وظهرت ابتسامة طفيفة على وجه لا يصدق ما يسمع خلفه ظهره

تحدث فارس من اعلي رحيم لانه يعلوه طولا: ماشي من اهنه بدل ما اوريكي الصعيدي بجد وامشيك على نجاله

رحيم وهو يبعده: بــس يا فارس كفاية اكده، اول مرة اشوفك متعصب بالشكل ده!!

ابتعد فارس يحاول اخفاء ما اصاب جلبابة الابيض بعبائته وحمدالله انه كان يرتديها ولم تتضرر هي الاخري

التفت رحيم لها معتذرا: معلش هو فارس كِده لما يبچي متعصب

ردت في غضب: يتعصب على نفسه، عن اذنك أنت كمان

وغادرت وهي تحمل ابنها ولم تتشكره حتى لدفاعه عنها

رحيم: به به به، هي بجت كِده، أني غلطان إني ادخلت كنت سبته يضربك كفين كانوا ظبطوكي،ياله معلش!

كانت تستمع لكل الحوار واعجبت بتلك البنت انتظرت لتري ابنه من وجدتها "سلوان" حدثت نفسها بتمني والله يا رحيم البت دي شكلها چوية وجدعة، هي اللي هتنسيك مرتك الجديمة، أنا حبيتها يارب جدم البعيد

عادت من شرودها على صوت فارس العالي: اركبي

نظرت له في ذهول: هل يعلي صوته عليها، جن هذا أم ماذا؟

وجدت كف حنون تمد لها تدعمها لدخول السيارة بعد أن فتح لها الباب «تذكرت كلمة امها رحيم غيييير فارس يا سلوان »

هل حقا صدق حدس والدتها أم انها لم تعرفه على حقيقته بعد ولم تر سوى الصورة المزينة المزيفة له؟!

لا تعلم ما القادم وما ستؤول إليه أيامها القادمة أين ستاخذها الرياح هل لرمال ناعمة متحركة تخطفها لمالانهاية أم لشاطئ على بحر وسط جزيرة خضراء لونها يجعلك تنسي كل مامضي من حياتك ولا تتذكر سواه

مدت يدها بتردد لكفه الممدود حتى استقرت بين ثنياه تشعر بأن الدنيا تدور بها ذكريات وواقع أين هي منهم الآن ،تيه لكن نظره منه قذفتها على أرض الواقع، نظره اخبرتها أنه غريب عنها ليست تلك النظرة التي اعتادتها ، ليست تلك النظرة التي الفتها ... صعدت السيارة تتسأل كيف دفعت نفسي لتلك الحياة الغريبة؟ هل سأكون كربان ،هل سأضحي بنفسي لأسعد الاخرين؟!

تنهيده قويه من فؤاد ممزق

أول كلمة استمعت لها بعدصعوده السيارة :ليه ملبستيش الفستان اللي بعت مع امى

نظرت له في تعجب وقبلها غاضب ثم حدثته بنبرة ساخرة أكثر من كونها عاديه :طب ليه مجبتوش بنفسك ،اوليه مجبنهوش سوا ،ليه بعته مع مامتك كده وهمشتني في الحوار،هو أنا مليش رأى ؟!

-أنتِ ملبستهوش عشان كده؟!

-لا طبعا مش عشان كده

-امال ليه؟

-لأني مش عاوزه البسه وخلاص

زفر بحنق واتجه بنظره للنافذة يحدث نفسه «تلك البداية يا رحيم كيف ستكمل حياتك معاها أين هي "سلوان" هذه من "اثار" حب قلبي وفرحته؟! لن تكن مثلها ولا نصفها حتى ،هي شئ فرض عليك كعقار يجب تناوله لتظفر بالشفاء ... لكنني لم اطلبه يوما لقد فرض عليا منهم جميعا حتى طفلتي لم تعترض لقد تمنيت لو تعترض لاخذها فرصة وأمنع الامر كله لكنني شعرت بحاجتها لأم فهي لم تحظي بكلمة أمي ولو مرة واحدة في حياتها لقد تركتها امها صغيرة في المهد ،لم اشئ أن أحطم قلبها ولا حلمها الصغير الذي رأيته في عينيها يولد ... نعم لابد من إسعاد الجميع حتى ولو كان على حساب نفسي فهي من الأساس محطمة، التفت للجالسة بجواره شاردة هي الاخري وكأنها في عالم آخر موازي لعالمه ... ينظر لها ويفكر هل ستكون ام لابنته أم أنها ستعاملها كزوجة أب قاسية ... شعرت به ينظر لها فالتفتت تظبطه لكنها وجدته هو الآخر شارد، عبست تشعر بأنه كمجبر على تلك الزيجة ولاول مرة تشعر بذلك الشعور ... تسألت في قراره نفسها وهل هناك رجل يجبر على الزواج؟!

مر الطريق بينهم في نظرات خاطفة وشرود أكثر من كونه وعي حتى اقتربت السيارة من البيوت وبدأت الزينة تظهر في ذلك الطريق لم يمروا ببيت لم يروا امامه زينة البلدة كلها تحتفل بزفافك يا سلوان ... ضحكت في آسي ... الكل يحتفل وأنتِ لا!

نزل الرجال من السيارات وكان في المقدمة رحيم وعروسه التي ترتدي فستان عادي لونه كريمى لا يمت لفساتين الزفاف بإي صله

وصلت لمكان "الحريم" كما يدعون قابلتها أم زوجها بترحاب حار فهي من اختارتها وكانت خلفها شجن وحنان وكل العائلة قبلات لا نهاية لها حتى جاء دور عيون الصقر تُقبلها ،شعرت وكأنها تلفعت بحيه سامه شئ قبض قلبها بقوه

تحدثت همت وهي ترتب على ظهرها :عروستنا كيف البدر، تچول للجمر جوم وأنا اجعد مُطرحك ،يا حظك يا رحيم أحلى من المرحومه

هتفت امه في توتر: چولي ما شاء الله يا خيتي

-ماشاء الله ،اهه

ابتسمت سلوان على استحياء فكلماتها البسيطة تلك جعلتها تشعر بالإستياء، نبضها عالي تشعر بالتوتر يأكلها من كل شئ حولها .. تشعر بالغربة

اقتربت شجن تجلسها وتجلس لجوارها متحدثه : أنتِ كيف الجمر يا مرات اخوي، تبارك الله

ردت بصوت محشرج لم تعهده من قبل فهي ولاول مرة تشعر بالوحده حتى والدتها فضلت البقاء اليوم مع صغيرها في مصر رغم اعتراض رحيم لكنها اصرت على ذلك ... تشعر بالوحدة حتى ظهرها انكمش بوحدتها لكنها وجدت يد ترتب عليه لتفرده من جديد متحدثه: نورتي بيتك يا بنيتي والله نورتي

اومأت لها في ود ولكن خاطرها يشغله مائة فكرة وسؤال، اولهم كيف هو سيف صغيرها الان؟!

وعلى مقربه منهم تجلس الخاسرة في المرتين "عزيزة" التي احبت منذ صغرها ابن عمها كعرف الصعيد لكن العرف على حظها السئ لم يطبقه ابن عمها وتزوج بغير صعيديه مرة واثنان وكأنه يخبرها انها لا تساوي شئ تبا للحب على ما يفعله بنا ... كانت لجوارها واحدة من بنات اعمامها هتفت في غيظ: معصعصة كيف العصايا

ابتسمت عزيزة في قهر هاتفه: بس بيحبها

ردت عليها في غيظ: والله لا بيحبها ولا حاچة دا هما اللي ضغطوا عليه

التفتت لها تسألها في لهفه: كيف يعني؟!

-زي ما بجولك كِده هو مكنش عايز يتجوز، بس خالتك ام فارس هي اللي اختارتها له وكلمتها مشت ع الكل

نظرت عزيزة لوالدة فارس: نظرات قهر وملامة تسألها من أعماقها تريد أن تصرخ "ما ينقصني لتجلبي له اخري غيري أنا ابنه عمه "

لكن كلمات ابنه عمها بردت نار قلبها قليلا فيكفيها ان رحيم لم يرفضها بنفسه وإجبر على تلك الزيجة

في مجلس الرجال التحطيب والصهيل عالي وهتاف الرجال جو من الحماس لا تشعر به إلا في قلب الصعيد الرجوله على حق ....

تقدم للتحطيب فارس ... وانتظر من سيتقدم وهو يدور في دائرة يضرب بالعصا يده ينتظر منافسه ... القي عاصم عبائته بقوة وتقدم يجذب العصا من الواقف لجواره بشدة ثم شمر عن اكمامه ونظراته لا تفارق عين فارس وكأنها تبعث لها جواب حي "لن اترك ماهو حقي مهما طال الزمان "

لكن مع من؟! فارس لايجوز التفكير كان أول جواب له ضربه قويه بعصاه زلزلته من الداخل قليلا ... نظرات بينهم وعصا تنتفض بقوة تريد قتيل ليس فائز

انتهي بفوز عاصم ولاول مرة يتغلب علي فارس شعر فارس بأنه سينفجر كيف تم ذلك في لحظة واحده استغل انشغاله بالمهرة خاصته في نظرة تفقد لصهيلها المرتفع ... فكانت النتيجة تصفيق وتهليل بإسم عاصم عتمان ... ابتسم عاصم له في مكر ابتسامة استهتار

جن فارس ولو انتظر امامه اكثر من دقيقة لكان هذا الفرح متحول لمآتم بل ادني شك

كانت ترحب بالجميع على قدم وساق لم يحضر من اقارب سلوان الكثير لكن الاهل والاحباب اكثر واكثر ... تشعر بالفخر لكونها زوجه فارس عتمان

كانت في المطبخ تتابع كل شئ مع الموجودات هناك وفي اثناء خروجها استمعت لكلمات كسرت نفسها قبل قلبها

لا أنا مبشتغلش انا حامل ولا مش شايفه

لسه بطنك صغيره يا بنيتي

لا يا خاله بتهيألك بس، وبعدين حتى لو صغيره الحمل تعبني ومقدرش اقف على رجلي كتير

ربنا يعينك يا بنيتي، هي حنان لسه محبلتش؟

لا لسه ،شكلها كده مفيش منها أمل يا خاله انا جبت علي ورحيم الصغير ولسه اللي جاي في الطريق بالسلامة لو كان مكتوب لها تحمل كان حصل من زمان

-معاكِ حق يابنيني حنان كيف الارض البور مهتطرحش واصل

-اومأت تؤكد كلماتها، صح زي ما قلتي بالظبط

اتجهت حنان لغرفة صغيرة بالاسفل اغلقت الباب خلفها تبكي ... وفيما يفيد البكاء ... تصرخ ... لن يتغير شئ

عاقر، عاقر نعم أنا عاقر لكن بداخلي فيض من الحنان، بور لكن قلبي اخضر لا يجف

لا تلد لكن روحي معطائه لهم ،لكل من ينهش ظهري بكلمات تميت قلبي وروحي ماذنبي في عدم إنجابي، من منا له في نفسه شئ، هل يوجد أنثى على وجه الأرض لا تريد أن تكون أم لكنه قدر ... ومن يؤمن بالقدر مثلك يا حنان؟!

فارس ... ورحيم ... مسحت دموعها في طرف ثوبها لن تكسر فرحه أحد يكفي قلبها المكسور ،خرجت تتواري من الناس كأنها سارقة ... وفي الحقيقة هي مسروقة قد سلبت فرحتها منذ أمد

غناء وزمر وطبل انتهي بصعود العروسين لغرفتهم

واجتمع فارس مع كبار العائلة كما طلب منه عاصم يعلم جيدا ان هناك امر لن يسؤه ،لكن ماذا عليه أن يفعل لن يظهر وكأنه جبان قط

تقدم المجلس كعادته يفرد العبائه خلفه متحدثا بصوت رجولي صلد: انا سامعك يا ابن عمي ،جول ما عندك

نظر له بقوة متحدثا بصلابه تفوقه: انا مش هلت ولا هعجن في الحوار كتير، انا جايلك دغري اهه وطالب الچرب منك

اتسعت عين فارس قليلا وبدأت عينيه الشمال ترف ببطئ حركته المعتادة عندما يتعرض لضغط

اتبع عاصم في ابتسامه: طالب الچرب منك في خيتك

تحدث فارس بقوة: شچــن!!

ايوه شچن يا فارس

-رد بتعجب: بس دي صغيرة عليك؟!

رد بسخرية مستترة خلف كلماته: هتجول كيف ما قلت على عزيزة متناسبش رحيم واهه جبت واحده من البندر غريبة عنينا!

رد بقوة وهو يشير له: أنا مرفضتش بنت عمي هي الظروف اللي كانت كِده وكل شئ جسمة ونصيب متدخلش كل حاچة في بعضها

-معاك ياولد عمي كل شئ جسمة ونصيب وانا بجولك اهه انا عاوز نصيبي يبقي شچن وعاوز كلمتك يالود عمي دلوك

رد فارس وهو يشتعل من الغضب: كيف النهاردة؟ لسه هاخد رأي اخوها وامها ورأيها كمان والعيلة يا عاصم

رد في هدوء: العيلة عندك اهي،كلهم موافجين، في حد معترض فيكم

الكل اجمع علي لاه موفجين.... شعر وقتها فارس وكأنه صعق بقوة

اتبع عاصم ورحيم عريس سيبه دلوك يفرح بعروسته وخالتي ام فارس مهتجولش لا عليا واصل وشچن من ميتا بناخد رأي البنته يا فارس

اكد المعظم على كلامه وهو كالبركان اوشك على الثوران

نهض لينهي الحوار متحدثا بغلظه: هاخد رأيها ورأيهم كلهم ياعاصم وهرد عليك الخميس الجاي

نهض عاصم متحدثا: على بركة الله يود عمي وأنا هستني الموافجة

غادر عاصم المجلس وخلفه كثير من الرجال لم يتبقي غير قله قريبه من فارس ظلوا فترة من الوقت

دلف أحد الرجال متحدثا لفارس جوار اذنه بكلمات نهض على اثرها يعتذر منهم ليغادر سريعا يتبعه ذلك الرجل

دلف غرفة المكتب الخاص به وجد رجل بسيط يظهر عليه الوقار،تحدث كيفك يا استاذ ....

الحمدلله بخير يا عمدة

هه خير خبر إيه اللي مهم و عاوزني فيه ضروري؟!

ارض الحجر يا كبير يا عمدتنا

تحدث بتعجب: مالها ارض الحچر؟!

القضية مسكتها محامية چديدة

تعجب فارس وهو يقترب من المكتب متحدثا: محامية، اللي هو كيف ده؟!

مش من اهنه ،دي مصراوية

وايه اللي جبها عندنا؟

العلم عند الله يا عمدة انا عرفت الخبر قلت اما اقول لحضرتك عشان تتصرف

ضحك فارس بصوته القوي وسعل متحدثا: اتصرف ايه يا راچل الارض دي ارضي وارثها من چدودي ،على العموم تشكر انك نورتني

انا كده عملت اللي عليا عن اذنك يا كبير

نهض مغادرا الغرفة

ومازال فارس على تعجبه من تلك التي تتجرء لتقف امام فارس عتمان ... مجنونه ليس هناك شئ آخر يقال عنها

الساعة العاشرة مساء.....

خرجت من غرفتها لتشرب وفي طريقها وجدت باب الشقة مفتوح وموارب ... رجعت الخطوتنان في ذعر دب في قلبها كيف فتح الباب ؟!

5= الخامس /

قابل للتفاوض //إيمان سالم

الساعة العاشرة مساء.....

خرجت من غرفتها لتشرب وفي طريقها وجدت باب الشقة مفتوح وموارب ... رجعت الخطوتان في ذعر دب في قلبها كيف فُتح الباب ؟!

في الخارج كان عائد من عمله بعد يوم شاق كان أكثر شئ يتمناه الآن هو فراشه، أن ينعم بنوم طويل ... لكن سرعان ما تبخرت أحلامه عند رؤيه "رحمة " تقف أمام شقته تنتظره وكأنها تعرف موعد عودته، تعجب بشدة وتقدم منها يسألها بجفاء يقصده تماما: أنتِ واقفه كده ليه عندك؟؟

اتسعت عينيها وللحظه لم تعرف بما تجيبه ،لانها لم تنتظر تلك الكلمات منه!

تلعثمت وهي تجيبه: أنت زعلان أنك شفتني وا إيه؟

زفر بحنق شديد وهو يتخطاها ليتجه للباب لكنها تراجعت تلك الخطوة لتستند بظهرها عليه تسبقه

ضرب سلسال مفاتيحه بتوتر وتحدث بكلمات باهته: انتِ مستنيه هنا من زمان

ردت في ايجاز: لا لسه، دلوقتي

تحدث متعجبا: طب عرفتي اني جاي دلوقتي منين؟!

-كنت مستنياك في الشباك

لا يصدق ما يسمع تعترف له بكل صراحة ووقاحة انها تنتظره

زفر بقوة اكبر وهو يقترب منها خطوة جعلت عينيها تتسع قليلا ثم همس لها بصوت حاد: تستنيني ليه كنت اخوكي، ابوكي، جوزك، حاجة غريبة جدا ،ادخلي شقتك حالا ومعدتيش تعملي كده تاني

ردت بحزن بالغ: أنت اتغيرت معايا كده ليه؟

تراجع خطوات عنها متعجبا يضرب كف بآخر وحدثها بجمود: اتغيرت ايه يا بنتي؟! ايه الكلام ده؟!، لو حد نازل ولا طالع وشافك كده او سمع كلامك هيفكر انك بنت مش كويسه، وهيفكر فينا حاجة وحشه

شهقت متعجبه من كلماته وتحدثت وهي تضيق عينيها لتفهم الامر: أنت مش قلت لي انا حلوة؟!

اتسعت عينيه وتحدث ضاحكا: هو عشان جاملتك بكلمة يبقي خلاص في بينا حاجة وبعدين حتى لو قلت كده ده مش سبب للي بتعمليه خالص

-اسرعت تمد يدها لحجابها الطويل الموجود علي الاريكة واتجهت للباب تشعر بالخوف لكنها تقدمت تتفحص كل شئ حتي وصلت له وقفت خلف الباب قبل أن تفتحه واستمعت لاخر كلماتهم ... لم تستطيع تمالك نفسها فتحت الباب بكل غضب حتي ارتد مصدرا صوتا

جعل رحمة تنتفض بقوة وهربت الدماء من وجهها عندما رأت اختها امامها ووجهها لا يبشر بخير

تفاجئ هو الاخر ولم يعرف ما يقول وبما يفسر الامر

لكنها قطعت صمتهم بقولها الحاد وهي تشير لاختها وله: ممكن اعرف ايه اللي بيحصل ده، ليه واقفين كده في عز الليل ايه السبب الخطير اللي يخلي في واقفه بينكم من النوع ده غير اللي في بالي او اللي سمعته

تحدث بهدوء: ياريت متفهميش الامر غلط مفيش حاجة والله أبدًا

تحدثت بصوت قوي وليس عال: لا في حاجة غلط بتحصل وغلط كبير كمان، فاهمني كده تفسرها بإيه لم تخرج تلاقي اختك واقفه الساعة 10 بالليل مع واحد قدام شقته.. لوحدهم

اخفض بصره يحاول التروى لن يخبرها انها هي من تراقبه

اقتربت تجذب يد رحمة وهتفت بها في عصبية: أنتِ ازاي تقفي كده مع راجل غريب لوحدك ده اللي علمته لك ،هي دي التربية يا استاذة يا محترمة

هتف من خلفها: لوسمحتي يا استاذة راية كفاية كده والله ده سوء تفاهم مش اكتر انا انسان محترم مليش في السكك الشمال ولا الكلام ده

رفعت حاجبها لم يروقها كلامه او بالاحري لم تصدقه، وتسألت في نفسها «عرف اسمي ازاي ... هل أنا من اخبرته ... لكني لا اتذكر ذلك ... ياربِ هل هو محترم حقا كما يقول فإن كان هكذا، كيف يقف مع فتاة امام شقتها ليجلب لها السمعه السيئة ويجعل الناس تخوض في عرضها ،لكنها رجحت انه شخص سئ ليس له مبادئ ولا اخلاق والدليل وقفته مع رحمة لو كان يمتلك ذرة رجوله واحدة ما كان له أن يفعلها ابدا

قطع تفكيرها صوت رحمة الهامس: انا موافقتش معاه يا راية انا سمعت صوت بارة خرجت اشوف في ايه كان هو طالع مجرد صدفة صدقيني

ضغطت علي يدها بقوة هامسة: حسابنا بعدين ادخلي جوه

انتظرت منه تبرير اي شئ ظل صامت مما اغضبها اكثر نظرت له نظرت احتقار شقته لنصفين جعلته ينتفض مقتربا منها متحدثا: يا استاذة راية بلاش النظرة دي، صدقيني انا عارف ربنا كويس ومحبش العب ببنات الناس

نظرت له بشك فهي لم تصدقه من قلبها ... هل هناك رجل يفعل ما يقول ...من كثرة ما رأت بحكم كونها محامية رأت من الرجال ما يجعلها تصافحهم وتعد كفها من جديد ... تحدثت في ايجاز: اتمني يكون كلامك صح، لاني مش صغيرة ولا انا سيبه كل حاجه وجايه هنا عشان اتسلي ولا اختي تتسلي

تحدث في نظرة اعجاب: انت عندك مكتب هنا

-نعم؟!

سؤال مجرد سؤال بلاش كل حاجة تفهميها غلط

كلمة اخيرة عاوزاك تعرفها يا حاضرة الظابط : مش معني اننا اتنين بنات هنا لوحدنا اني هسمح لحد يطمع فينا او يضحك علي اختي الصغيرة تحت اي مسمي ، ارجوك افهم كلامي واتعامل معانا علي اساسه ده لو سمحت، وحياتنا الخاصة دي تخصنا وبس

-انا متخطتش حدودي يا استاذة عن اذنك ودلف شقته

لم تجيبه ودلفت الشقه هي الاخري

القي المفاتيح بغضب شديد ... كاد يخرج مرة آخري ليخبرها أن اختها هي من تترصد خروجه ودخوله لتوقع به وليس العكس ... لكنه تراجع في اللحظات الاخيرة فهو لن يفعل ذلك اخلاقه لن تسمح له ... وسبب اخر ربما تأذيها إن علمت ذلك الامر فهي مازالت صغيرة طائشة

استندت علي الباب في غضب مغمضة عينيها تحاول الهدوء هي استمعت لكلمات دارت بينهم وتعلم جيدا انها لم تكن صدفه ... لما كذبت عليها ؟!... هل خوف أم ماذا لاتعلم ؟!... لكن لابد ان تعرف لن تترك الحبل علي اخره فيفلت من يدها وتخسر حياتها التي قضتها لتقوي ذلك الحبل وتحافظ عليه

دخلت غرفتها بعد طرقها وجدتها تجلس علي المكتب متوترة

اغلقت الباب خلفها متحدثه :عارفه كويس أنا بحبك ازاي؟!

ردت في خزي: عارفه

-عارفه كويس أنا عملت ايه عشان تكوني هنا وتدخلي الكلية دي

-عارفه يا راية، ايه لازمته الكلام ده!

-لازمته أنك تعرفي انتِ هنا ليه .... عشان تتعلمي مش حاجة تانية ... عشان تبقي دكتورة ... فهمتي يا رحمة

انتِ لسه صغيرة أي حاجة بتفكري فيها دلوقتي غير تعليمك صدقيني غلط أنا في سنك كنت بشتغل وكمان بدرس يمكن ظروفك احسن من الظروف اللي مريتي بيها مش عاوزاكِ تحطي حاجة في بالك غير مستقبلك هو اللي هيخليكِ تقفي علي ارض ثابته ساعتها بس هتفتكري كلامي وتقولي اختي رايه كان معاها حق، مش عاوزه حد يضحك عليكِ ويستغل طيبتك، اعرفي ان البنت اللي صاينه نفسها هي اللي الراجل بيفكر فيها اما اللي بترخص نفسها له هو اول واحد بيرميها وبيبعها من غير ثمن لان مبيبقاش ليها قيمة عنده... مش عاوزاكِ تبقي كده عاوزاكِ زي وزي اختك عشان خاطري يا رحمة اوعي تكسري ظهري وتضيعي تعب السنين دي كلها علي الأرض

ترقرقت الدموع في عينيها وارتفع صوت بكائها ... اقتربت منها راية تضمها متحدثه: مبقلش كده عشان تعيطي لا، بقول كده عسان عاوزاكِ تبقي احسن واحده في الدنيا أنتِ بنتي قبل ما تكوني أختي

تحدثت ببكاء: ياراية والله مابعمل حاجة غلط انا عارفة كلامك ده، اوعي متكونيش واثقة فيا

ضمتها اكثر متحدثه: لا واثقة بس لازم اقولك الكلام ده عشان تبقي قوية متضعفيش لحد ومتخدعكيش المظاهر

-حاضر يا راية، صدقيني مش هعمل حاجة تزعلك تاني

-قبلت رأسها متحدثه: هي دي اختي حبيبتي

ضمتها من خصرها بقوة متحدثه: ربنا يخليكِ لينا وميحرمناش منك ابدا

-ولا منكم يارب

~~~~~~~~~~~~~~~~~

خطوات تفصلهم عن عالم جديد ... عالم كل منهم خاضه من قبل ليس بجديد ولكنه صعب ربما اصعب من المرة السابقة ... مازالت يدها في يده نبضها مرتفع يشعر به وهو الاخر لا يقل عنها لكنه هادئ ... ترك يدها وفتح الباب ... قبض قلبها وارتفعت انفاسها ... تتمني لو انه كابوس وتستيفظ الان ... لم تكمل الخاطرة واستيقظت بالفعل علي صوته: ادخلي

"ادخلي " امر ستبدأ شق آخر من حياتها بالامر اتجهت في خطوات خالية من الحياة تفكر ما القادم ...رفعت نظرها تتأمل الغرفة عالمها الجديد توقفت وعلامات التعجب تظهر عليها ماذا يفعل ذلك السرير في الغرفة ولما مغطي هكذا ... كان يتأملها من الخلف وعندما توقف بصرها علي فراش زوجته الراحلة آثار شعر بالتوتر وجمع الحجة الجيدة لوجوده هنا ... لكن وللمفاجأة لم تتحدث بشئ لم تعترض لوجوده فسقط حمل كبير من على ظهره

ابتعدت بنظرها عن الفراش القديم تفكر هل هو لزوجته الاخري؟ ...لما تركه هنا؟ ... هل مازال يحبها لتلك الدرجة؟ ... إذن لما تزوجني ؟

لم تفق إلا على لمسه كتفها من كفه الحاني التي اربكتها التفتت له سريعا بقلق ظاهر له

تحدث بحنان كعادته: ادخلي غيري چوه في الحمام

كادت تعترض وتخبره انها لا تريد لكنها صمتت لم ترد بإى شئ ولو حتى إيماءة

تحدث وهو لا ينظر لعينيها: ادخلي غيري في كلام كتير عاوز اتحدت معاك فيه

ردت بصوت خافت: كلام ايه؟

-خلصي بس وأنتِ هتعرفي كل حاچة

اومأت له بنعم ... نعم وهل لها أن تعترض ... تبا لما يحدث كله فهو خانق لها ولشخصيتها

دلفت الحمام تشعر بالانهيار يحاوطها على وشك السقوط دوامته بالقرب ... هل ستسحبها أم لم يزل هناك وقت ؟!

اغلقت الباب تستند عليه تتنهد بضعف اطلقت شهقة عالية لما وجدته بالداخل في انتظارها

سمع صوتها شعر بالخوف ... ربما اصابها شئ اقترب يضرب الباب وصوته الجهوري ارعبها: في حاچة، بكي حاچة؟!

انتفضت من خلف الباب تضع يدها علي صدرها هامسه: مفيش حاجة أنا كويسه كويسه

ابتعد عن الحمام سريعا خطواته تصلها تماما ... شعرت بالراحة لكن سرعا ما تدبلت وهي تنظر لتلك المنامة العارية وتتسأل من وضعها هنا ... تحدث نفسها «دا أنا ملبستهاش في حياتي حتي للمرحوم ... اقوم اتجنن والبسها النهاردة ... وارتفع صوتها الهامس قليلا: ياترا هو شفها هنا ... يارب ميكون شافها... حق لو كان هو اللي حططها ... وعاملي نفسه محترم ... يبقي ده اللي ناقص»

حلت شعرها لينسدل علي ظهرها بشكل رائع فهو جميل واصبح اكثر جمالا بعد ما فعلته احدي صديقتها به شئ وضعته عليه لا تعلم حتي ما هو لانها لا تهتم بتلك الاشياء دائما ماتري ان الله اعطاها قدر من الجمال ولن تسعي للحصول علي جمال زائف ... فالجمال الحقيقي جمال الروح وليس الشكل ،خلعت ملابسها في خوف وارتباك لتستحم وانتهت وارتدت ملابسها من جديد عادا غطاء رأسها تركت شعرها خلف ظهرها بعد ان جففته قليلا بالمنشفه

خرجت من الحمام تشعر بالتوتر يزداد ستواجه لن تكون اضغف مما هي فيه الان ... لم ينظر لها حتى ولو نظرة خاطفة وكأنه لم يراها لكنه حدثها برزانة: تعالي هنا جاري

ازدردت ريقها بتوتر ... فهو كان يجلس علي الفراش الجديد وقد ابدل ثيابه ... جلست على مقربه منه لكن هناك مسافة ابتسم في داخله من تلك المشاكسه التي لا تحب الاوامر مطلقا

تحدث بصوته الحنون: عارف أن الوضع اللي كل واحد منينا فيه صعب ... الحياة سابچ والحياة الچديدة اللي لسه بتبتدي ... عاوزك تعرفي من ساعة ما رچلك خطت عتبه الدار بچت ليكِ مكانه اهنه ... مش هسمح لحد إن يدوسلك على طرف حتى لو مين ... بس بردك: لازم تراعي الكل ومتعمليش مشاكل مع حد وتحترميهم كلاياتهم

اتسعت عينيها بقوة

اتبع احنا اهنه كلنا يد واحدة وچلب واحد عاوزك تكوني اكده ...فهماني

زفرت بقوة متمتمة: يعني ايه شايفني هعمل لك مشاكل ووجع قلب ومش هيبقي قلبي علي حد طب لما هو كده اتجوزتني ليه

-مش هكدب عليك واجولك بحبك لاه، امي اللي اخترتك ليا ،عارفه ده معناه ايه معناه انها في صفك ،نص البيت لوحده معاكي

-يعني ايه مش فاهمة ؟!

يعني هتبجى معاكِ وفي دهرك ،اللي تحت جناح امي يا سعده ويا هناه

-ردت في نفسها «مهي امك لازم تقول كده طبعا »

خلاصة الحديت يا بت الناس ،أنتِ على راسنا من فوچ وعاوزك تحطي الحاچة في عينك وتعامليها زي إمك وحبيبة مش هجولك انها يتيمة مشفتش امها اتحرمت منها وهي صغيرة لسه

ادمعت عينيها متحدثه: هي فين؟

چدتها خدتها يومين عندها

مسحت عينيها سريعا في الخفاء وتحدثت: أنا مش هقولك اني هكون امها بس صدقني هحاول اعوضها حرمنها ده

اقترب منها هامسا: واوعدك إني اكون سندك وظهرك

اسبلت بعينيها كثيرا وحمدت الله أنه لم يرفع نظره لها مد كفه ببطى واغلق الضوء ولم يترك سوء ضوء خافت على الكومود ...اقترب منها يشعر بغصة مؤلمة يفكر في آثار ولكن تلك الرائحة ليست لها ... تلك اليد التي يضمها ليست لها كل شئ يخبره انها ليست هي ... حتي وإن أغلقت عينيك يا رحيم ستري بقلبك أن التي بين يدك ليست هي بل أنا

رغم انه كان رحيم في كل شئ حتي همسته إلا انها تشعر بالالم ليس الالم الجسدي بل روحها تتألم ولا تعلم لماذا انتهت ليلتهم وبعدها اصبحا كإثنين غرباء كل منهم يتخذ طرف الفراش مضجعا له .... كيف بعد ما حدث وكل هذا القرب ... هل ما حدث كان حقيقي أم هي تتوهم ... لا تعلم كم مر من الوقت حتي غفت ... لكنه لم ينعم في مضجعه وكأنه علي اشواك تخترق جسده لتدميه ...تنفس بقوة وهو ينهض والفجر على وشك الطلوع مازال لم ينم بعد ... اتجه برأسه لاحب مكان في تلك الغرفة لقلبه واتجه يزيل الستار من عليه ويحتضنه كأنه يخبره بمدي شوقه له كأنه سافر لسنوات بعيدا عنه .... لحظات وبدأت عيناه في الارتخاء .... النوم يا رحيم .... لكن كيف ستنام هنا ...؟!

اخر شئ قاله قبل ان يسقط في بحر عميق

سامحني غصب عني

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ليلتها اليوم ،تتمني لو تتحجج إنتصار بشئ كعادتها ليتركها اليوم تشعر وكأنها محطمة كليا، لاول مرة تري الدنيا لا قيمة لها في عينيها ... رغم أنها دائما ما تراها فارس فقط الدنيا هو ولا أحد سواه لكنه لم يقدرها حق قدرها لم يعطيها ما تريد ... أكثر شئ يؤلم المرأة أن زوجها لا يفهمها ولا يعطيها ما تريد دون طلب ...

لكن دائما يحدث ما لا تريد، دلف الغرفة في طلته الطاغية فارس مغوار يقتحم ابواب قلاعها دائما دون استئذان لكن قعلته الان مهدمه لا تصلح لشئ

تنهدت وهي تتجه له بخطوات وئيدة تتمني أن تنتهي لكنها تطول حملت العبائة عنه ووضعتها على الفراش كما تفعل كل مرة .... ثم اتجهت تجلس على الفراش تحدثه بصوت خافت: احضرلك وكل

نظر لها متعجبا لنبرة صوتها وهو يخلع حذائه ثم اخفض بصره مجيبا: لاه يا حنان أنا كلت كتير النهاردة

-الف هنا على جلبك

تحدث من مجلسه وكأنه هارون الرشيدي: خد المداس حطيه هناك

امتثلت لكلماته دون اعتراض وهل حنان تعترض على شئ كان ،حملت الحذاء تضعه في موضعه واتت له بالآخر البسيط ... ارتداه وهو يتفحصها ... نظر لها مطولا وهي تنهض من جواره لكن خطوة واحده وتوقفت لكلمته الرعناء :عاوزك

توقفت واغمضت عينيها ... هذا اخر شئ كانت تتمناه الان هي تشعر بالموت حتي هو لم يشفق عليها ولم يشعر بها ماذا تفعل؟! ... لن تقدر على تلبيه رغبته .... فهل ستقول لا ... لم تفعلها سابقا دون سبب قهري واضح ... هل تفعلها الان وتمر عند فارس عتمان بتلك السهولة

التفتت تقول له بهدوء: أنا تعبانة يا فارس والله طول اليوم واچفة على رچلي ،متزعلش مني يا چلبي

اقترب الخطوة في غضب واطبق على يدها متحدثا: فيكِ ايه يا حنان أول مرة تچوليلي لاه على حاجه

دارت الدنيا بها حاولت استجماع انفاسها لتجيبه لكن جسدها اعلن العصيان بسقوطها فاقدة للوعي بين يديه

التقفها عند ارتخاء جسدها لا يصدق ما حدث ونطق بصوت جهوري اسمها: حناااان!

6= السادس /

قابل للتفاوض //إيمان سالم

سقطت بين يديه ... لا يصدق ماحدث لها في لمح البصر ... ضربها على وجنتها بقوة علها تستيقظ لكنها في عالم آخر جسدها مرتخي بشده وكأنه وجد في الغياب مبتغاه ...تعالت أنفاسه ... يشعر بالتيه ،ينظر هنا وهناك لم يشعر الا وهو يحملها عاليا بين يديه يضمها ... كأنه يخشى خساراتها ... نظرات الخوف في عينيه كأنها موجات بحر عاليه ... ليتها كانت مستيقظه لتراها ... ربما فرح قلبها ولو لمرة يري خوف "فارس عتمان" عليه ... لكن ربما كان غيابها أفضل عن عالمه المؤذي لها

وضعها على الفراش واتجه يجلب زجاجة من عطره الثمين يغرقها بها ،يظن إن وصل لها ستفيق ... مخطئ!

ركض للخارج ... في خوف ... صرخ من أعلى الدرج على الخادمة خرجت من حجرتها ملبيه ندائه ويبدو على وجهها مظاهر النعاس

تحدث بصوت جهوري: صحي الحاچة بسرررعة

نظرة عينيه لا تبشر بخير جعلت من خطواتها كفرس يرمح لغرفة والدته ثم طرقتها بقوة

انهت تسليمها وتحدثت بقوة وقلبها ينبض بخوف من يطرق بابها الان في ذلك الوقت؟! : أدخل

دلفت الخادمة في إرتباك ظاهر لها مما جعلها تنتفض من علي مصليتها هاتفه: خبر ايه؟! مالــك؟!

الحق يا ستي سى فارس بيزعچ فوق وجالي انادم عليكِ

طوت مصليتها وخرجت سريعا وقلبها مذعور ينتفض بداخلها لغرفته وجدتها مفتوحه وتلك النائمة في عالم آخر، ضربت صدرها متحدثه: حناااان،مالهااا يا ولدي؟

-تعالي يا امه خليكِ چمبها وأني هشوف حكيمة

-مالها يا فارس دي كانت زينة؟!

-فاچئة وجعت من طولها معرفش مالها

-غميت!!، لتكون مرتك حبله يا فارس؟!

-أمه الله يخليكِ مش وجته الكلام ده

ردت في تأيد: صُح، روح يا ولدي روح متتأخِرش

لم يجيبها ونزل الدرج سريعا قاصدا سيارته ومنها للمشفى

~~~~~~~~~~~

على فراشه ينظر لوجهها ويبتسم تلك البسمة الوضاءه، لقد اشتاقها لم يراها منذ أيام اشتاق لكل شئ بها ... آه لو تعلم ! ، حدثها بنبرة لائمة أكثر من كونها عادية: بجي كِده يا آثار هنت عليكِ الوجت ده كله

مدت يدها تمررها على وجنته متحدثه بنبرتها الحانيه: لا يا رحيم إلا أنت عمرك ما تهون عليا أبدًا

رد في عتاب: طب اسميه ايه غيابك ده كله، عارفه أنا كنت حاسس بإيه وأنتِ بعِيدة كِده؟

-مسحت علي وجهه متحدثه: خلاص أنا جمبك اهه ودا الاهم دلوقتي

-متعمليهاش تاني وتغيب، أنا كنت هموت واشوفك

-بعد الشرعنك يا حبيبي ،متجبش سيرة الموت

رد في تعجب: ليه يا آثار!

-خليك أنت مع حبيبة

رد في تعجب أكبر: طب وانتِ هتروحي فين؟

تجمدت يدها علي وجهه شعر ببرودة ضربتة بقوة ... برودتها تنخر عظام وجهه لم يهتم لذلك بل لاختفائها

-صرخ بها وهو يراها تتلاشى امامه: آثااااار ... لاااااه ... متروحيـــش تاني أنا مصدجت إنك رچعتــى ..آثااااار

وأنتفض جالسا يلهث ...الطرق على الباب جعله ينتفض من نومه ثم في إتجاه حتي قبل أن يسترد كامل وعيه وكان الضوء مازال خافت بالغرفة ... فتح الباب

وجد الخادمة امامه حدثته قبل أن يسأل شئ: الحق يا سى رحيم

رد في خوف: في إيــه؟!

الست حنان تعبانه چوي وسي فارس راح يجيب الحكيمة دلوك

تنهد رحيم واجابها بصوت هادر: طب روووحي أنتِ

غادرت ... متجه لغرفة إنتصار ... فوظيفتها في البيت "حامل الاخبار "

نهضت تلك النائمة من الفراش عندما استمعت لصوته فركت عينيها واتجهت له تتسأل ماذا يحدث هنا

وقفت خلفه متحدثه بصوت مبحوح قليلا :في ايه يا رحيم؟

التفت لها منتفضا كأنه نسى وجودها معه بالغرفة أو نساها من الاساس أيهما أقرب لا يعلم ... لحظات من الصمت يستجمع انفاسه ... يستجمع الكلمات ... كل شئ هرب الا جسدها الماثل امامها في إنتظار إجابته

تعجبت صمته ... اومأت له برأسها تتسأل في صمت

حك ذقنه وحمحم يجلي صوته متحدثا: مفيش حنان تعبانة وشيعولي خبر

تسألت في شك: حنان دي مرات اخوك صح؟

اتجه للحمام وهو يجيبها: ايوه هي مرته الجديمة

تنهدت وهي تتجه للفراش ... الجديمة ... تلك الكلمة رنت في إذنها وشردت بعيدا "القديم" كل شئ قديم تحن له، هل هو كذلك أيضا؟!

لكنها حاولت أن تستجمع شتات نفسها واتجهت للخزانة اخرجت منها ثوب آخر لها

خرج من الحمام ويبدو عليه أنه تحمم ... اتجه يخرج ملابس له هو الاخر

تلاقت الاعين تحدث: صباحية مباركة

ردت في تعجب: هو الصبح طلع

الفچر جرب يأذن

أومأت له هامسه: الله يبارك فيك ودلفت الحمام سريعا تتلاشى عيناه والنظر له ربما وجد الاضطراب الذي يكسوها

ابدل ثيابه وغادر الغرفة متجه لغرفة فارس ... طرق الباب جائه صوت والدته: مين ؟

-أنا يا امه

اتسعت عينيها ... رحيم خارج الغرفة ... ترك عروسه في هذا الوقت ... نهضت سريعا وفتحت الباب متحدثه: رحيم ايه جابك يا ولدي دلوك وسايب عروستك ؟!

رد في نفاذ صبر: امه عروسه ايه وكلامه ايه اللي هتجوليه الوقتي ... كيفها حنان، بيها ايه يا امه

ردت والدته في حزن: مخبراش يا ولدي اخوك راح يجيب الحكيمة، ربنا يستر وفي نفسها «يارب يكون ظني صح يارب»

-هكلمه اشوف بجي فين

ردت في تأكيد: ايوه كلمة خلينا نطمنوا عليه

أرتدت ثوبها ومشطت شعرها الكثيف كانت تتمني لو تجد "سشوار" تجففه به لكنها لم تجد ظلت تنفضه كثيرا حتي يجف واخيرا ارتدت حجابها وخرجت من الغرفة لا تعلم اين غرفة حنان ... ظلت تنظر يمين ويسار لا تعرف فالمنزل يبدو كبير بحق لم تراه إلا الان، المرة السابقة وهي صاعدة كانت مشغولة البال ....

لكنها سمعت صوت يقرب صوت رحيم سارت في اتجاه الصوت وجدته يتحدث في الهاتف لا تعلم من يحدث لكنها شعرت بالضيق ... نظر لها وهي الاخري، النظرات بينهم غير عادية وكأن النظرة تحمل الف كلمة تريد الخروج لكنها تأبي شئ ما ... ماهو لا تعلم!

نظرت للغرفة المجاورة لوقوفه وتحدثت بإيجاز وكأنها تخشى الحديث معه: دي اوضتها

أومأ لها هو الاخر في صمت وكأن الصمت سيسكن بينهم دائما

طرقت الباب ودلفت بعد ان أذنت لها والدته

اقتربت تقبلها في سعاده متحدثه: صباحيه مباركة يا حبيبتي

تضاربت الالوان في وجنتيها بين احمر قاني ودرجاته

اتبعت: معلش يا حبيبتي ازعجناكم في وجت زي ده

ردت في هدوء: لا متقوليش كده يا ماما الحاچة المهم انها تبقي بخير

ربتت على كتفها بفخر متحدثه: بت اصول والله يا زين ما اخترت

ابتسمت على استحياء واقتربت من حنان تحاول ايقاظها لكنها لم تستجيب لها أيضا

~~~~~~~~~~~~~

النوم سلطان كما يقولون .... ظلت تطرق الباب حتى استيقظت بملامح عابسة من يطرق الباب عليها الان وبتلك الصورة ... استوت جالسة متحدثه بصوت غاضب: ميــن؟

-أني يا ست إنتصار

رفعت أحد حاجبيها كأنها على وشك الانقضاض على فرسيه مطارده وتحدثت بصوت حاد: في ايه يا بت؟

حاچة مهمة چلت اما اجولك، ادخلت يا ست إنتصار

اسرعت متحدثه: ادخلي يا بت

دلفت الغرفة متحدثه بعيون متسعة وهي تهول بيديها : ست حنان تعبانة جوي

نزل الخبر عليها غريب لكنها ابتسمت متحدثه: ازاي يعني؟!

سمعت الحاچة بتجول يمكن حبلة

قفزت من مكانها متحدثه بخوف: ايه، حامل!!!

ده اللي سمعته يا ستي وجلت اما اجولك

ردت وهي في عالم اخر: طب روحي انتِ ، روحي

ظلت تقطع الغرفة بعصبيه مفرطه ذهابا وايابا وتضرب كفها تارة وهي تفكر وتضغط رأسها بين كفيها تارة ومازالت تفكر وفي الاخر جلست على الفراش بخوف متمتة وهي تتحدث: استر يارب ومتكونش حامل

~~~~~~~~~~~~~~~

كانت تغسل الملابس بعد خروج راية وكم تكره غسل الملابس والاكره لقلبها وضعها على الاحبال تراه شئ مستفز فكم تحب الغسالات "الاتومتك الكامل" تراه افضل شئ صُنع للمرأة لكن هنا ليست الغسالة بتلك الصفات استغفرت وهي تجمع الملابس في طبق كبير متجه للشرفه .... ربطت القميص النسائي الذي ترتديه لانها لن تخرج الشرفة بملابس بيتيه حتي لا تقتلها راية

عقدته على الوسط فوق البنطال الجينز الأزرق وصف من« المشابك » كان كديكور علي القميص يزينة ليوفر عليها تناوله من سلته ودخلت الشرفة تضع الطبق الكبير علي مقعد جانبي بها وهي تتنهد بصوت عال

رأها بمحض الصدفة لم يكن شئ مخطط له منها او منه وملابسها اثارت به شئ كرجل ولكنه ابعد نظره عنها يكمل ما كان يدرسه في الملف

لم تراه بعد كانت تدندن بصوت خافت شئ لم يسمعه لكن رتم دندنتها خطف اذنه وعقله معاها، صوتها ناعم كوجهها، الورق امامه لكن عقله في مكان مجاور ... شهقت في داخلها عندما رأته امامها واعتقدت انه لم يراها بعد تجمدت ارجلها وفي لمح البصر كانت تفك العقدة ليرتخي القميص على جسدها وازالت باقي «المشابك» سريعا حتى لا يراها بتلك الصورة وفي تلك اللحظة نظر لها اسبلت اهدابها بهيام تري عيناه الجميلة ودت لو تخرج كلمات الاعجاب من فمها لكنها تذكرت امران وعدها لراية وكلماته الجافة لها آخر مرة ،اخفضت بصرها ورأسها تتنفس سريعا

رأها في تلك الصورة جذبت انتباهه أكثر من قبل ربما حزنها ما حركه لها كاد يحدثها لكنها تناولت الطبق بما تبقي فيه من ملابس ودلفت للداخل وبأقصي ما تملك من قوة دفعت الباب

انتفض في مجلسه يضحك على فعلتها المجنونة وكلما حاول التركيز يضحك عليها مجددا

في الداخل تتحدث وهي تجوب الغرفة كنت كلمته فيها ايه يعني، لا، كده احسن عشان ميفكرش على رأي راية اني بنت سهلة، وإني هموت عليه، انا مش سهلة بس نفسي احب واتحب هو حرام ده ياربِ، وهو زي ما اتمنيت قوي "فارس احلامي" حتى عنيه ابن الايه زي ما اتمنيت فيها ايه لما احبه ويحبني؟! .... فوقي يا رحمة هو مبيحبكيش قالها لك بصراحة ...

ظهر الحزن على وجهها وهتفت: مش مشكلة هخليه يحبني بس هو يديني الفرصة لده

لكن ما قطع حبل افكارها رنين هاتفها بأسم راية مما جعلها تغلق الشرفة جيدا للتأكيد على موقفها الحاسم متحدثه: عنه ما حبني المهم مستقبلي آه وفتحت الخط متحدثه: الو ايوه يا راية

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

احضرت لها الطعام هاتفه كلي يا مرت اخوي الحكيمة جالت انك ضعفانه

نظرت للفراغ وهي ممددة على الفراش متحدثه :مليش نفس يا شچن الله يخليكِ رجعيه

اقتربت منها متحدثه: لازم تاكلي يا ضرتي عشان متقعيش من طولك تاني ويفكروا انك حامل

صرخ من خلفها في غضب : إنتصااار

انتفضت على صرخته متحدثه: خير يا ابو حبيبة في حاجة؟!

لاه مفيش بس بچول نسيب حنان ترتاح شوي

نظرت له نظرة كره لكنها لم تقدر الا على خفض بصرها والامتثال لكلماته مجيبه: حاضر، وماله لازم ترتاح برده

نظرت له شجن نظرة حب كم تعشق تصرفاته الحانية مع الجميع والاخري ترقرقت دموعها كانت تتمني لو انه فارس من رد ذلك الرد تمنت لو انه من اخذ لها حقها ولو مرة واحده ،لكن اين فارس الان؟ خرج في امر هام للغاية يستدعي منه ترك زوجته مريضة تتألم وقلبها ممزق وخصوصا بسؤال زوجه عمها الطبيبة: تكون حامل

فأكدت لها الطبيب: لا مش حامل

وظهور الخيبة على وجهها

اقتربت سلوان تحمل صينية الطعام في حركة جريئة منها هاتفه أنا اللي هأكلها واشوف ازاي هترد العروسة

ابتسمت ومازال الدمع في عينيها جلي

ردت سلوان في تأكيد: مش هسيبك الا اما تاكلي ياله بقي ولا عاوزني اقول اني وشي وحش عليكم

نهضت حنان وهي تأن هاتفه: والله مالي نفس ادوج حاچة

-معلش حاجة بسيطة عشان خاطر تاخدي الدوا اللي الدكتورة كتباه وعشان ضغطك واطي قوي

تناولت الملعقة في يأس تتناول ما امامها وهي لا تري ما هو من الاساس

اخذت دوائها وتمددت من جديد والكل خرج ليتركها ترتاح بعد ساعات من التوتر والقلق

~~~~~~~~~~~~~~~~

عاد فارس ليطمئن عليها بعد وصوله صعد الدرج سمعت صوته في الخارج ظنت انه قادم لها ... لكن الصوت ثبت في مكانه

تحدث فارس لامه ورحيم: هي كيفها الوجتي؟

ردت امه: زينه يا فارس، كنت فين حد يسيب مرته في وجت زي ده؟!

معلش يا امه كان موضوع مهم ،هي فايجة ولا نامت

-لاه خدت دواها وسبناها تنام شوي

طب حيث كِده تعالوا معاي عاوزكم في موضوع مهم

-رد رحيم في قلق يعلم اخاه جيدا :في ايه يا فارس شكل الموضوع ميطمنش

انزلوا معايا مهينفعش اتحدت اهنه معاكم

نزلوا بالفعل لاسفل جلس فارس امامه رحيم ولجواره والدته تحدث بصوت حزين: عاصم طلب يد شچن

الرد شهقه كبيرة من والدته وانتفض رحيم من على مقعده متحدثا: بتجول ايه؟!

رد فارس ونظره لاسفل زي ما بجول كِده

احتدت عيني رحيم متحدثا: هو مش هيجبها البر واصل شوية اخته عاوز يلزقها لك وبعدها ليا وهي اصغر ممنا بكتير وجلنا معلش الوقتي يجوم يطلب يد خيتي دي لسه صغيرة كيف يتجرء ويطلب حاجة زي كِده

فارس: اللي حصل يا اخوي طلبها مني وسط كبرات العيلة امبارح عشان يجيدني

رحيم:هو عاوز يوصل لايه بالظبط، اعمل حسابك يا فارس أنا مش موافج ويمين بالله لو حصل الكلام ده لكون شارب من دمه

ضربت بكفيها على ارجلها بقوة متحدثه: يامري يا مري لا يافارس متوفجش، ابن عمك مريدش خير ببتي، انا لو بنتهم كانت دخلت اهنه كنت هعملها بما يرضي الله لكن هما لاه والف لاه، اوع يا فارس توافج عليه

ضرب على المقعد متحدثا: خلاص اخر كلام عنديكم يعني

-ايوه اخر كلام ولا أنت إيه جولك

-اعرفوا ان اكده هيجولوا احنا اللي بنفتح المجفول من تاني

رحيم وهو يقترب من اخوه يضغط علي كتفه: يجول اللي يجوله يا فارس من ميتا بيهزنا كلام حد

رد فارس بهدوء :خلاص يا اخوي انا مهعملش حاجة الا بشورتكم

ربت على كتفه واتجه يغادر البيت

التفتت له متحدثه بتعجب: رايح فين يا رحيم!!

تحدث بتعجب: خارج يا امه في حاجة!

-خارج يوم صبحيتك وسايب عروستك الناس تجول ايه ورايح فين علي اكِده

رايح مطرح ما روح ياامه حدش لو عندي حاچة واتجه مغادرا البيت كله

كانت على الدرج تستمع للكلام لم تقصد التنصت لكنها تريد معرفه القليل عنهم وعن حياتهم ودواخلها ولن يأتي ذلك الا بتلك الطريقة تنهدت بغضب وهي تعود أدراجها من جديد

~~~~~~~~~~~~~

بعد وقت دلف الغرفة كانت نائمة اقترب لجوارها يجلس متحدثا: كيفك يا حنان دلوك

ابتسمت بسخرية متحدثه: زينة جوي

شعر بنبرة صوتها انها تلومه على شئ تحدث وهو يضمها له: كت في مشوار مهم انتِ عارفه رحيم لساته عريس واضطريت اروح بنفسي لو كِده ما كنتش سبتك

هل يبرر لها ... ربما تكن تلك هي أول مرة يفعلها

تحدثت في حزن: ياااه فارس عتمان بيبرر افعاله ليا دي كبيرة لوحدها يعمده

زمجر من فوقها متحدثا: ليه بتجولي كده يا حنان ،عمري جصرت معاك في شئ عمرك طلبتي شئ ومجبتهولكيش

ردت في خفوت: مش بالطلب يا كبير

رد بغضب متعجبا: امال بإيه؟!

بكت متحدثه: نفسي تحبني زي ما بحبك

ضمها أكثر وهو متعجب هل حنان تشكوه ؟!

اتبعت في بكاء: نفسي تجدرني زيها

رد في تعجب: زي مين؟

-أنت عارف يا فارس أنا اجصد مين!

انتفض من جوارها متحدثا: انتِ شايفه اني مبحبكيش ولا بجدرك زيها يا حنان ماشي لينا حساب لما تجومي على رجلك بالسلامة

وتناول عبائته وانتفض يخرج من الغرفة كسيل جارف يحصد ما يقابله

~~~~~~~~~~~~~

في المساء ...

كان لديها موكلها والقضية ستكون بين يدي القاضي عما قريب ... لقد انتهي وقت اللهو ... خرج موكلها وكانت على وشك المغادرة تلملم اشيائها

وجدت أتصال من السكرتيرة رفعت الهاتف متحدثه: ايوه

-في واحد عاوز يقابلك ومش راضي يمشي غير لما يقابلك دلوقت

تعجبت متحدثه: طب ليه مدتهوش معاد بكرة، أنا كنت ماشية

-مش راضي يا فندم، مصمم انه يشوفك حالا

زفرت بحنق متحدثه: طيب دخليه على طول

7=الفصل السابع /قابل للتفاوض //إيمان سالم

قالوا لي كوني له كـ "فراشة رقيقة " من الخارج جميلة زاهية تعشقها العين، ناعمة هادئة تريح القلب، صغيرة كـ"قزمة زرقاء" لا تشغل حيزا كبيرا كأنها غير موجودة تناسب مساحتك في حياته .. ظلِ له، ومن الداخل متجددة لا يمل منها ولا يزهدها، طلبوا مني كل شئ لافعله ولم يخبروني يوما ما هو حقي فيه.

تركها ودموعها تتقاطر تشهق بعنف، كسر قلبها لشظايا كثيرة وكل واحد منها له قصة مختلفه اقسي من الاخري وفجأة وجدت يد حانيه تمسد علي شعرها

انتفضت من موضعها تري من ..!!

كان آخر شخص تتخيله في تلك اللحظه همست بإسمه في ألم كبير"علي"

ابتسم لها ببراءته المعهودة واقترب منها بعد ان ارتخي جسدها علي الفراش يمسد علي شعرها من جديد به حنان لا يوصف وكأنه ليس ولد فارس وإنتصار

تحدث بهمس: مالك يا خاله حنان هتبكي ليه؟!

ردت وهي تبعد عينيها عنه: مهبكيش يا علي

رد في تعجب: خبره إن اللي بيكدب بيخش النار اياك

التفتت له تضحك من بين دموعها وتضمه بحنان متحدثه: اخص عليك يا علي بقي أنا كدابه

لاه، انا مجلتش إكده يا خاله انا عارف إنك زعلانه من ابوي

اتسعت عينيها وتحدثت في تعجب: عرفت منين يا علي

-شفته خارج من عندك غضبان جوي وسمعتك بتعيطي

امسكت أذنه متحدثه: أنت بتصنت علينا يا علي

رد سريعا: لاه والله، اجسم بالله معملت اكده

تحدثت بشك: ماشي مصدجاك، بس ده ميمنعش انه عيب متعملش اكده تاني وتراجب حد

تحدث في اعتذار: حاضر والله مهعمل كده تاني متزعليش مني يا خاله وجومي معايا هوريكي حاچة هتفرحك وهم بجذب يدها

استن بس ياةعلي هتوريني ايه

جومي ياله معايا الاول

تنهدت وهي تلبي رغبته رغم آلمها

~~~~~~~~~~~~~~~~

وضعت الحقيبة من جديد علي الطاولة متحدثه: دخليه لما اشوف عاوز ايه

رد السكرتيرة في طاعة: حاضر يا أستاذة

دلف الغرفة رجل اربعيني يبدو من مظهره انه متوسط الحال

تحدث راية وهي تظبط اطار نظارتها وتشير له بالدخول،: اتفضل اقدر اساعدك في ايه؟!

اتجه للداخل يجلس علي احد المقاعد متحدثا :انا مش هعطلك كتير يا استاذة، هدخل في الموضوع علي طول

همهمت وهي تومئ برأسها له:اتفضل

اتبع :أنا جاي انبهك أنتِ لساتك جديده اهنه ومعارفاش حاجة

اتسعت حدقه عينيها وتحدثت بتعجب: نعـــم!!!

-اشتري مني الاول يا استاذة متستغربيش كِده

كادت تعنفه بالحديث لكنها فضلت الصمت حتي تعرف ماذا يريد

-أنا جاي وجيبلك الورج ده

نظرت لللملف القابع بيده متحدثه بتعجب: ايه ده!

-ده ورق أرض العتامنة

ردت في شك رودها علي الفور ... تقصد أرض الحجر

اومأ يؤكد لها متحدثا: هي يا استاذة

نظرت له في ريبة متحدثه: أنت فارس عتمان؟

جاوبه كان قاطع: لاه

-ولا اخوه ؟

لاه يا استاذه

سألته في تعجب: آمال أنت مين؟!

-أعتبريني فاعل خير،جيت انورك والورج اهه خاليه معاكِ

تسألت في شك: مش أنت الخصم ازاي جيب لي ورق يخصك اكيد الورق ده مضروب

لاه يا استاذة الورج كله سليم، فارس بيه ميعرفش الحرام واصل

ردت في تهكم: وطبعا هتقولي ان الناس اللي ماسكه لهم القضية هما اللي عاوزين ياكلوكم مش كده

الورج عندك اهه يا استاذة شوفيه براحتك، واخر حاجه هجولهالك: بعدي عن القضية دي احسنلك، انتم اتنين ولايه لوحدكم اهنه

نهضت من علي مقعدها غاضبة وتحدثت بصوت حاد: أنت جاي لي مكتبي عشان تهددني، بلغ اللي بعتك إن راية مبتتهددش فاهم واتفضل من هنا

غادر الغرفة دون أن يضيف كلمة واحده كانت تشعر بالغليان تكاد تجن من ذلك الشخص الذي يدعي فارس لابد من انه طاغية .... اتجهت لمحل ما كان يجلس هذا الرجل وجلست متناوله الملف تفتح صفحاته واحده تلو الاخري ومازالت تشعر بالغضب لكنها لن تتراجع عن تلك القضية .... اغلقت الملف بعد فترة وقد عقدت العزم علي امرين رؤية تلك الارض وجمع معلومات عن ما يسمى فارس وعائلته لتعرف خباياهم لتستطيع هزيمتهم

~~~~~~~~~~~~~~~~~

كانت في غرفتها تفكر الي اين غادر زوجها دون أن يكلف نفسه عناء اخبارها... لقد حل المساء وتزينت السماء بنجومها والقمر غائب كأنه يتواري من شئ ما ...يشعر بالخجل ... تقف مستنده علي النافذة تفكر هل ذهب لابنته ... حتي ابنته لا تعلم اين هو منزل جدتها لم يخبرها احد ، نظرت لخزانه ملابسها بعمق تفكر كأي امرأة تريد أن تكسب قلب زوجها ... بأن تتزين له ... هل هذا حقا ما تتمناه هل هذا ما يجب عليها فعله ... لا لن تفعل وتتنازل عن كرامتها المهدرة ... فهل هناك عريس يترك عروسة ولم يمر علي عرسهم سوي بضع ساعات ... لايوجد الا إذا كان غير راغب بها او أنه لا يبالي لامرها شئ ... لاتعلم المسكينه أن في قلبه حب كبير مازال حي رغم موت صاحبته حبه لزوجته الراحلة ممتد لم تستطيع الايام علي مواساته علي فقدانها والتخفيف من حدة ما يعانيه ... بل إن الاشتياق لها أصبح مؤلم للغاية وكأنه بناء هش قليل من الرياح تُطيح به

التفتت للسماء من جديد تتسأل هل يفكر بي الان أم أنا خارج نطاق حساباته

مازال علي قبرها يمسك حفنه الرماد ويبكيها وكلما هدئ تشتعل نار قلبه ويتجدد الدمع في مقاليه ... يتعذب بناران فراقها وجسده الخائن لها يتألم وهل الالم يغفر تلك الخطيئة ... زواجه وهو علي قبرها الان اكبر خطيئة ارتكبها في حياته ... كيف اقنعوه بذلك ... وكيف نفذ لا يعلم ... كيف طاوعته نفسه أن يلمس امرأة غيرها ... خائن ،ضعيف وهش كيف يقف امامها الان بتلك البساطة!!

رقدت علي السرير تحاول النوم لكن النوم بعيد كل البعد عنها، تتقلب يمينا ويسارا ... دون جدوي ... نهضت من الفراش تفتح خزانه ملابسها تتنفس بقوة ... إنها الحرب لابد لها أن تجعله يأتي زاااحفا يتمني رضاها ويطلب الوصال ... اخرجت اكثر منامة تراها مهلكة لن يقدر أي رجل مهما كانت صلابته أن يصمد امامها ... ابتسمت تفكر في والدتها فهي من اختارت لها كل تلك الاشياء ... جذبتها واتجهت الحمام ... وضعتها وخلعت ثيابها ونزلت اسفل الماء الحار رغم حراره الجو، نار في الخارج تشعل جسدها ونار في الداخل تشعل قلبها

خرجت من اسفل الماء تنفض شعرها بقوة وارتدت منامتها واتجهت تتزين له كأي زوجه طبيعية ... وضعت أحمر الشفاه وهي تتسأل هل هي زوجه طبيعيه ،كحلت عينيها وهي تفكر هل سيسعد كأي رجل طبيعي ... مشطت شعرها وهي تتسأل هل حياتها معه الي الان طبيعية ... نهضت من علي المقعد تتمتم بغضب طبيعي طبيعي خلاص اتجننتي يا سلوان ... في ايه هو حر عاوز يشوفك ولا لأ

لم تكمل كلمتها الا ووجدته يدلف الغرفة وثيابه متسخه الرماد يملائها حتي يداه تري الرماد عليها

لم يرفع نظره لها وكأنه لم يراها تخطاها وكأنها احدي قطع الاثاث بالغرفة

اتسعت عينيها وهي تراه يتجه للفراش الاخر يرتمي عليه وهي،كما هي تمثال جميل يقف يزين الغرفة

كم احتقرت نفسها علي ما فعلته له وهو لم يكلف خاطرة ليراه

لم تتجه له ولن تتجه يكفي ما شعرت به الان من ذل وتتسأل بألم لما تزوجها اذن؟!

~~~~~~~~~~~~~~~~~

مر يومان واليوم هو يوم حنان ... لم يراها منذ تلك الليلة وهي لم تغادر غرفتها الا نادرا تتجنب ملاقاته فاليوم الذي غادر غاضبا منها لم يرجع البيت به ويوم إنتصار قد نالته كما تريد وهل يقدر علي تأخير رغبه أم البنين !

كانت في غرفتها تشاهد التلفاز وجدته يدخل الغرفة ملقيا السلام ... تعجبت وارتبكت ماذا تفعل وماذا تقول لكنها تداركت نفسها متحدثه: وعليكم السلام

لم تنهض لتحمل عبائته كما تفعل ... نظر لها وكأنه يخبرها بأنها نست شئ ... نظرت للتلفاز وهي متوترة

فخلعها والقاها للمقعد المجاور لها كأنه يلومها

ارتجفت تحاول الثبات هتفت بضعف وهي تبعد انظارها عنه : احضر لك وكل يا عمده

صمت ينظر لها في غضب ووجوم وعندما طال الصمت شعرت بالتوتر يفتك فنظرت له تري ماذا هناك

تحدث بعيون غاضبة واحداهما تنبض بقوة: تحاضري الوكل لمين

ردت في تعجب: لمين كيف؟ ليك طبعا

اراح ظهره في مجلسه متحدثا : اسكتي ياحنان احسن لك دلوك

شعرت بالحزن بكت ولم تتحدث

تحدث بغضب: هتبكي ليه دلوك

ببكي علي حالي فيها حاچة دي كمان

وماله حالك يا حنان، بجي حالك دلوك وحش

لم تجبه وظلت تبكي وتفكر هل سيراضيها ام لا، هل هي من يجب عليها مرضاته لا تعلم

سألت سؤال وهي تقترب منه: أنت عمرك حبتني يا فارس جولي بالله عليك عمرك

جذبها من ذراعها بقسوة متحدثا: تعال اهنه لتقف امامه ثم رفع يده بقوة لخصلاتها الصغيرة يجذبهم لاسفل لتنزل مرغمه كما تفعل دائما لكن تلك المرة هو من يجبرها

صرخت به: شعري يا فارس

رد وهو يقرب وجهه منها: دلوجتي بجيت فارس، اللي معتيش بتحبيه زي لاول

نظرت بتعجب له متحدثه: هـــه

اتبع: فارس اللي خدك من بيت ابوكِ كيف القطة المغمضة دلوجتي عاوز تخربشيني يا حنان ،كبرتي علي

ردت بصوت مهتز خائف: أني يا فارس، لاااه والله ما حصل دا أنت حبيبي وراچلي اللي اتمنيته من الدنيا دي كلاتها

خفف ضغطه وقربها له متحدثا: أنا مهحبكيش يا حنان ومقصر معاك

تنهدت متحدثه: لاه احب علي يدك متزعل مني كانت ساعة شيطان وراحت لحالها

قرب وجهها منه متحدثا: هي دي حنان مرتي وانتهت ليلتهم كما تمني هو واغلقت صفحات حزنها ككل مرة دون ان تحصد شئ يرضيها

~~~~~~~~~~~~~~~~

منذ تلك الليلة وهي اسقطته من حساباتها لن تفكر في كسبه إن لم يفكر هو ... لانها في تلك الليلة لم تنعم بالنوم ولو للحظة واحده وهو نائم في سبات عميق بالطبع وهل هي تمثل له شئ حتي يفكر بها

وللعجب تعامل معها في الصباح وكأن لم يكن شئ ذلك الهدوء الاجوف الذي يثير حنقها ... وباتت العلاقه بينهم روتينية ، رسمية اكثر من كونها طبيعية

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في الصباح اشرقت الشمس بدفئها ،كانت تستعد راية للخروج وكذلك رحمة ستزو الكلية اليوم لانهاء بعض الاوراق

واليوم ستعود حبيبة لبيتها من جديد

~~~~~~~~~~~~~~

في البيت الكبير يترجاها بكل ما اوتي من قوة تكمن في برائته

هتفت :لاه يعني لاه، اخاف عليك يا حبيبي لساتك صغير

علي برقة: الله يخليك يا خاله حنان والله ما هروح بعيد هنا هو بس

حدثته وقلبها ينقبض: لاه يا علي متنشفش دماغك واسمع الكلام

صمت في حزن متحدثا: انت مبتحبنيش زي ما بتجولي

تحدثت: ليه بتجول اكده يا حبيبي، دا أنا بحبك جد عيوني التنين وخايفه عليك

طب اركب الفرس خمس دقايق بس وحياتي عندك

ردت في قلق: ماشي بس قدامي اهنه وبس فاهم يا علي مش ناقصين ابوك يموتنا سوا

ضحك وهو يضمها متحدثا: حاضر يا خاله واتجه يركب الفرس خاصته اسم فقط حتي يكبر، كان يدور حول حنان وهي سعيده به لكن نادت الخادمة عليها اسرعت لها حتي لا تري "علي" علي الفرس

فاستغل "علي" ذلك وخرج من البوابة ظن انه سيعود لكن الفرس حين خرجت لحظات وانطلقت تشق الطريق امسك اللجام بقوة رغم خوفه الا انه صلد مثل والده

ومع اجتياز الفرسة حفرة سقط من عليها بقوة

رأت المشهد من كانت بالقرب وصرخت :حاسااااااااااب

8=الفصل الثامن/

قابل للتفاوض //إيمان سالم

استغل "علي" إنشغلها فجرفه حب الخيل للخروج من البوابة سريعا ،ظن أنه سيعود بعد دقائق معدودة ولن يشعر أحد بغيابه لكن الفرسة حين خرجت انطلقت تشق الطريق جامحة كعادتها امسك اللجام بقوة رغم خوفه إلا أنه صلد مثل والده ،ابتعدت الفرسة مسافة كبيرة عن البيت

ومع اجتيازها لحفرة في الطريق سقط من عليها "علي"

رأت المشهد من كانت بالقرب انتفضت تشير له بيدها تحاول تنبيهه، صرخت تحذره:حاسااااااااااب حاسب

لكنه مازال صغير ،لم يتماسك فأطاحت به الفرسة وابتعدت عنه راكضه

~~~~~~~~~~~~~~

أسرعت إلى الخادمة لتعرف ماذا تريد وهي تنهج خائفة وقالت: خبر ايه؟

اخبرتها "الست الكبيرة بتسأل عليكِ وكانت عاوزاكِ ضروري ياست حنان "

استجمعت شتات نفسها وهي تخبرها بهدوء: جوليلها جاي على طول وراكِ اهه يالا جوام

اومأت الخادمة في طاعة واتجهت لتغادر ومع ابتعاد خطواتها نظرت حنان للخلف من جديد في خوف تشعر بأن نبضات قلبها تضاعفت واسرعت للمكان الذي تركته به ، تحاول الالتفات للخلف تري هل هناك من يراها او يتابعها لكنها لم تجد أحد، وصلت المكان لكن المفاجأة أنه كان خالي ... صرخت وهي تضرب وجنيتها بقوة هاتفه "يا لهوووي يا لهوووي، رحت فين يا علي، أخذت تبحث عنه بهروله هنا وهناك. لم تجده اتجهت للبوابة وهي تنظر في كل الاتجاهات تتمني لو تراه ليذهب خوفها وتدعوا الله أن لا يراها أحد قبل أن تعثر عليه ... لحظات مرت كادت تسقط من شدة خوفها أين هو وكيف خرج وما أصابه ؟! ،يا الله، لن يرحمها أحد لو اصابه مكروه

-آه، تنهدت بدموع وهي تدلف للداخل فأم زوجها في انتظارها هي الاخري كيف ستقابلها بتلك الحالة ... لا تعلم؟ لكن يجب عليها تلبيه طلبها لانها لو تأخرت ستأتي هي وتعلم كل شيء، جففت دموعها، واتجهت للداخل تحاول الهدوء قدر المستطاع ولا تكف عن الدعاء في سرها

كانت تنتظرها جالسة على الاريكة اقتربت تحدثها بتوتر: خير يا امه الحاچة عاوزاني؟

نظرت لها بتعجب فلونها شاحب كأن الدماء غادرته، فنهضت تقترب منها متحدثه: مالك يا بتي، أنت زينة؟!

تحدثت وهي تزدرد ريقها بتوتر: ز.. زينة يا أمه، شيعتيلي عاد ، عاوزاش حاچة

رتبت على كتفها متحدثه: لساتك تعبانة يا حنان ومهتجوليش زي جبل سابج لحد ما توجعي من طولك

تشعر بحاجاتها للبكاء لكنها تتوسل الله وجاهدت على التماسك فأخر شئ يجب فعله الان هو البكاء حتي لا يفتضح الامر ، ربما وجدته ولم يعرف أحد شئ لانها تعلم جيدا أن لن يرحمها أحد

أومأت في نفي متحدثه بصوت خافت: والله بجيت زينة يا أمه

ردت في شك: طيب يا بتي المهم انك بخير دلوك، فارس شيع حاجات في المطبخ ادخلي شوفيها ورتبيها

-حاضر ياحاچه

تنهدت وهي تبتعد عنها مازال الخوف مسيطر على كل ذرة في جسدها والان هي غير قادرة على الخروج للبحث عنه ...وهل هو بالخارج من الاساس لقد غادر هو والفرسة ... اللعنة على الفرسه والخيل كله ... ماذا سيحدث له ... لن يمر هذا الأمر على خير هكذا يخبرها قلبها

اخذت ترتب الاشياء في مواضعها ودموعها لا تتوقف وتتمتم بخفوت أن ينجيه الله وينجيها

دلفت المطبخ لتشرب الماء ... وقفت على بابه مذهوله من تلك الشاحبة التي تتمتم بشئ يشبة التعويذة كما ظنت اقتربت منها تضع يدها على ظهرها متحدثه: بتقولي ايه يا ضرتي؟!

صرخت حنان وسقط ما كان بيدها على الأرض،و التفتت متحدثه بفزع مبالغ: ناجصاكي دلوك يا إنتصار ،في ايه!!

ردت في تعجب: مالك يا حنان شكلك في حاجة؟، هو فارس مزعلك ولا ايه قولي قولي متخبيش عاليه؟!

زفرت بحنق وهي تلملم ما بعثر منها ارضا متحدثه: الله يخليكِ سبيني دلوك في حالي أنا تعبانة ومفضياش لدماغك دي

نظرت لها في شك وغيظ متحدثه: ماشي على راحتك يا خبر بفلوس بكرة يبجى ببلاااش، واتجهت تفتح الثلاجة وهي مازالت تتفحصها بنظرات متعجبه تناولت الماء ببطئ وغادرت تتبختر في مشيتها كعادتها الحمقاء، لكن الاخري كانت مشغولة البال لم تهتم بها من الاساس ومازالت تدعو أن يمر الامر بسلام ... أنتهت من وضع الاشياء سريعا واتجهت ترى هل عاد علي ... لكنها لم تجده فعادت تجر اذيال الخيبة تبكي ماذا سيفعل بها فارس وإنتصار إن علما أنها السبب في خروجه من الدار يقود فرسته

~~~~~~~~~~~~~~~

سقط يكتم صرخته والدموع تتراقص في عينيه كأمواج بحر لكنها تأبى النزول

اقتربت منه "راية" وهتفت في قلق: حصل لك حاجة، أنت كويس يا حبيبي؟

همس بألم: الفرسة وجعتني

هتفت في غضب وصوت حاد: في طفل صغير زيك يركب فرسه لوحده فين أهلك؟

رد علي في الم وهو يمسك ذراعه:أنا مش صغير، أنا راچل

رتبت على وجه لتخفيف الالمه التي استشعرته من عبوس وجهه ودموعه الخفية وهمست: دراعك وجعك صح؟

لم يجيبها وكأن عيب أن يخبرها أنه يتألم ... تعجبت منه كثيرا كيف لطفل أن يكون بذلك الثبات، اقسمت في نفسها أن رحمة لو خدشت فقط سترقد في الفراش عدة أيام متألمة ابتسمت في داخلها وأتبعت: مبتردش ليه عليا؟

اجابها بـ صوت محشرج: عشان الرچال مهتبكيش، الحريم بس اللي تبكي ودراعي زين

تعجبت من رده ولكنها ارجعت هذا الفكر لتربية ذكورية بحته ثم حدثته بود: طب اهلك فين؟ أبوك فين؟! أزاي سيبك كده راكب على الحصان لوحدك ؟

كان في الجوار منذ وقت لمح فرسة علي تركض تعجب كيف خرجت بمفردها لكن قلبه اخبره أن يسلك الطريق القادمة منه وكانت معه الكارته اسرع يشق الطريق حتي لمح طفل من بعيد وامرأة غريبة لجواره كاد يتخطاهم لكن نظره واحد منه جعلته يوقف الكارتة فجأة كادت تطيح به هو الاخر ونزل مسرعا متحدثا بصوت مرعب:"علـــي "

التفتت للصوت تخمن من هو ... نظر لها نظرة صاعقة كأنها هي من اوقعته ... ثم وجه بصره لعلي متحدثا: كيف جيت لهنه كييييف؟!

هتف علي بخوف: ابوي!

تحدثت بتعجب: إزاي تسيبوا طفل صغير يركب لوحده علي حصان ازاي؟!

نظر لها شزرا متحدثا: حصان!

ارتفع حاجبها في سخرية وتعجب وتحدثت: هو كل اللي لفت نظرك في الكلام حصان!

اقترب يرفع الطفل من على الارض

صرخت به ازاي ترفعه افرض عنده كسور غلط كده لازم يتشال علي حاجة صلبه مش بالطريقة دي

لم يلتفت لها وهتف وهو يكمل ما يفعل: أنتِ مين وايه اللي جابك اهنه، شكلك كِده مش مريحني؟!

-نعــــم!!! قالتها بتعجب شديد

نعم الله عليكِ جلت حاچة غلط؟

تصدق كل حاجة غلط، أنت نفسك غلط

نظر لها بقوة متحدثا: أنتِ مين يا مَره أنتِ عشان تتحدتي معايا كده ؟!

شهقت وهي تظبط أطار نظرتها متحدثه: أنا مَرااا

رد في سخرية :أمال راجل اياك؟!

اجابته في نفور: مش هرد عليك، بس هقولك كلمة واحده راعي ابنك وعلمه الامور صح سيبه يعيش سنه، ثم غادرت

ناداها استني اهنه لكنها لم تعيره ادنى اهتمام

وهو الاخر اسرع بالصغير صاعدا الكارته متجها للمشفي والغضب يفتك به

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

في طريقها للجامعة كانت ترتدي ملابس محتشمة لكنها ملفته للنظر أيضا وخصوصا جسدها الغص الممتلئ في بعض الاماكن، وجدت من يسير خلفها متحدثا صباح الخير ياقمر، شكلك مش من هنا؟!

اتسعت عينيها لا تصدق ما تسمع هل الصعيد هو الاخر يحدث به ما يسمى «معاكسات » لاتصدق اذنها

اقترب منها هاتفا الجميل رايح فين قوليلي وأنا اوصلك بعربيتي ... اسرعت رحمة وكادت تتعرقل في خطواتها من شدة خوفها ... واكثر ما يخيفها الآن أنها غريبة هنا لا تعرف شئ

مع اقترابه اكثر التفتت تصرخ به وتضربه بالحقيبة :حرااااامي حرااااامي

كان رد فعل جيد للغاية ففي لحظات معدودة كانت تدق اعناقة دكا دكا ... وقفت تلتقط انفاسها لكن هو اقسم انه لم يمسسها وهي اخبرتهم انه كاذب لم يكن منهم الا أن اخذوهم القسم لعمل محضر سرقة ... كانت خائفة والرعب مسيطر عليها خصوصا أنها لا تحب دخول الاقسام وتلك الاشياء ربما اصابها شئ، ربما كذبوا عليها واخذوها لمكان اخر، ربما تعدي عليها احدهم ... كانت تشعر بمشاعر سلبية وافكار غريبة مرعبة تراودها، دوما ما اخبرتها بها راية، لم تنتهي تلك الافكار الا برؤية القسم ونزولها من سيارة الاجري مع بعض المتطوعين للشهادة معها

في الغرفة بعد فترة انتظار لا بائس بها يسألها الضابط: هو سرق حاجة منك

ردت في توتر: لا كان هيسرق مني الشنطة

اجابها الظابط في عنف: يعني مسرقش حاجة منك

ردت في توتر: لا

-طب لازمته ايه المحضر، أنا شايف انه خلاص خد جزاوؤه

ردت في قهر لكن بصوت خافت: لا المفروض يتربي أكتر من كده لانه مشفش ساعتين تربية، هي بنات الناس لعبة

اجابها بمكر: بس هو بيقول انه مكنش هيسرقك هو كان بيعاكس وبس

اتسعت عينيها واشتعلت وجنييها بالاحمر القاني متحدثه: ايه؟!

نظرلها الضابط شزرا متحدثا: زي ما سمعتي، وبصراحة أنا مصدقة

اخذت تبكي متحدثه: يعني هو اللي غلطان وأنت عاوز تحبسني والله هو اللي قليل الادب وعلى صوت نحبيبها

كادت تتفجر ضحكاته لكنه حاول الثبات أمام تلك الجميلة أو «البسكوته كما اطلق عليها »

اتبعت تبرر له وهو صامت يستمع لها في إعجاب و تعجب

كان في الخارج لإنهاء بعض الامور... استمع لصوتها بالخارج قبل أن يدلف لا يصدق اذنه ظن أنه يتوهم أو انه مجرد تشابه في الصوت

لكن عندما فتح الباب وجد "رحمة" أمامه

تحدث متعجبا :رحمة بتعملي ايه هنا ؟!

مجرد استماعها لصوته جعلها تبكي بقوة وكم دعت الله أنها لم تلبي نداء عقلها الابلة في أن تذهب اليه تعانقه الآن بشدة، اقتربت منه تشير له على الضابط الاخر متحدثه: عاوز يحبسني وانا مظلومة، والله معملت حاجة

تعجب من كلماتها ونظر لزميلة نظرة تسائلية؟

هز رأسه بالنفي مع بسمة رضى جعلته متعجب من الموقف ككل

صرخ بها :بااااس ،اهدي واحكي لي اللي حصل بالظبط متخافيش؟

«متخافيش» يالله كم كانت لتلك الكلمة الصغيرة من وقع آثر عليها وعلى نبضات قلبها، كما تمنت الحماية وها هو فارسها يلبي ما تمنت

صمت صوتها عدا شهقاتها المكتومة التي تحاول أن تخفيها بداخلها مع نظرات العشق التي تقطر له

تحدث بهدوء وهو يجلس: اقعدي واحكيلي حصل ايه بالظبط ماشي

كان الضابط الاخر يتطلع لها بنظرات متفحصة واستمع لكل القصة ومازالت تلك البسمة البلهاء تزين ثغرة ... مما اغضب وسيم وكاد يحطم عنقه لكنه سيطر على غضبه بأعجوبة فهو يشعر وكأنها فرد من عائلته شخص يخصه

وبعد انتهائها من سرد أحداث القصة التي استمع لمحتواها بصبر من بين طيات غضبه هتف بغلظه طالتها منه سابقا: أنا قلت لك قبل كده انتِ في مجتمع مختلف، هو نفسه لو بنت صعيدية كان صعب يعاكسها لانها محافظه على نفسها مش متحررة كده

بكت من جديد متحدثه: يعني بتجيب اللوم عليا وهو اللي غلطان؟!

رد في قوة: أنتم الاتنين غلطنين، البنطلون ده وبالشكل ده غلط وأنتِ في الصيعيد كمان راعي ده يا رحمة

حدثه زميلة: مخلاص بقي يا وسيم متزعلش رحمة

نظر له وسيم نظره تهكم مختلطة بـ سخرية مشتعلة بغضب كبير ثم وجه حديثه لرحمة من جديد: مش كنتِ راحة الجامعة

-اجابت بحزن: آه

خلاص هبعت حد يوصلك لهناك يالا عشان متتأخريش

ردت وهي تنظر له: هتبعت حد مش هتوصلني أنت

لم يستطيع زميله تلك المرة كبح ضحكاته العالية... فنظر له وسيم نظرة نارية ... جعلته ينظر للاوراق امامه وهو يحمحم ليهدئ من ضحكاته

نهض من مكانه متحدثا بغلظه: أنا مش فاضي ورايا شغل

جاءه الجواب من زميله: لو مشغول اوصلها أنا، أنا فاضي دلوقت ونهض يجمع متعلقاته سريعا

نظر لها وسيم بغضب جعله يجلس وكأنه لم يقل شئ

ثم اتجه ببصره لرحمة متحدثا: اتفضلي ورايا

نهضت وهي تجفف دموعها في منديل ورقي ثم هتفت: يعني مش هتحبسوني

رد من يجلس على المكتب رافعا نظره لها: ياريت، اقصد لا خليها المرة الجاية بقي

اسرعت خلف وسيم وهي تنظر للاخر مما جعلها تصتدم بالباب فصرخت بألم... التفت لها وسيم ... شعرت بالحرج الشديد ... لكنه لم يعقب وماذا سيقول لها ... نبه على أحد "الغفراء" اهل الثقة ان يوصلها لمكان الجامعة ويعود، لكنه اخبره خفيه بأن يطمن عليها تماما قبل أن يعود اليه

اخبرها وهي تصعد السيارة انه سيطلع راية على ما حدث ،حاولت تغير رأية لكنه اصر على ذلك وبشدة فما كان منها الا السكوت

~~~~~~~~~~~~~~~

في البيت الكبير

في غرفتها تجلس على الفراش تهاتف والدتها تخبرها كم اشتاقت لها ولسيف رغم أن المدة عدة أيام إلا أنها تشعر وكأنها أعوام ... شوقها لابنها فاق الحدود اخبرتها والدتها أنها يجب أن تعتاد على ذلك لانه من الصعب أن يعيش معاها دائما وخصوصا في ذلك التوقيت

انهت المكالمة وهي تمسح دموعها فوجدت من كان يتابع كل تفاصيل حديثها ثم هتف بصوت لم تعلم ماهيته: لوعاوزه ابعت اچبهولك بكرة من مصر جوليلي؟

هل يسخر منها أم يتحدث بجدية لا تعلم فنظرت له بغيظ ... كيف له ان يكون بهذا البرود ... كيف تزوجته لا تعلم ...؟! لم تجيبه واتجهت ببصرها للجهة الاخري في صمت تشعر بالالم والاشتياق لصغيرها

كاد يتركها ويغادر الغرفة لكن ابنته ستأتي اليوم فمن أجل الورد لابد أن يتحملها من أجل حبيبة ومصلحتها

تحدث في تردد: خابرة إن حبيبة چاية النهاردة؟!

صعقتها الكلمة فالتفتت تنظر لها بتفحص ولم تعقب بشئ

تحدث بمزاحه الذي لا يروقها: كنت بس بطمن انك فاكرة ولا لاه؟

أقسمت في نفسها أن لديه انفصام شخصية ليس طبيعي فأوقات يكون هادئ بشوش وأوقات ليس له وجود تشعر به وكأنه شبح من ماضي بعيد يورق ليلها ويؤلم فكرها

هتفت له بشيء من القسوة: متقلقش مرات ابوها مستنيها وفاكرة مش ناسية

اذهلته الكلمة بل صعقته جعلت الوجه البشوش ينطفي ويندثر والآن نفسح الطريق للاشباح

~~~~~~~~~~~~~

في البيت ... بالاسفل كانت تبكي سألها الجميع ما يبكيها لكنها تخبرهم أنه لا شئ ... طلبت منها شجن، سلوان، زوجه عمها الصعود لاعلي لترتاح أكثر من مرة لكنها لم تتحرك من الردهة تشعر بأنها لو صعدت لاعلي ستموت نظرها معلق بالباب تتمنى دخوله بين اللحظة والآخرى

ومع مرور الوقت بدأ الجميع يلاحظ غياب "علي" والكل لا يعرف أين هو ... وبدأو في البحث عنه هنا وهناك في كل مكان صغير أو كبير

وهي تبكي وتبكي ... شعرت إنتصار للحظة أن بكاء حنان مرتبط بإختفاء علي ... اقتربت منها تمسك يدها متحدثه: علي فين يا حنان، ابني فين؟!

نظرت لها بتعجب مع ارتفاع بكائها ولم تجيبها بشئ

تأكدت الان من تلك النظرة أن هناك شيء سئ تعرفه

تحدثت بصوت حاد مرتجف وانفاس غاضبة متقطعة: ابني فين، عملتي في ابني إيه يا حنان، قولي؟!

لم تجيبها فهزتها بعنف ... اقتربت على الصوت شچن فحدثتها هي الاخري بصوت عالي: في ايه يا مرت اخوي ليه بتزعجي كده!!

التفتت تنظر لها بعيون غاضبة متحدثه: اسأليها علي فين، وعملت فيه ايه؟!

ردت شجن في تعجب: وهي هتعرف كيف؟!

في غضب شديد تحدثت: عارفة اقسم بالله هي عارفه ابني فين وهزتها من يدها متحدثه: قولي يا حنان ابني فين؟!

ردت في بكاء وصوت خافت: ركب الفرسه وخرج بيها من ورايا، والله مشوفته وهو بيخرچ من اهنه ،والله غفلني وخرج

صرخت إنتصار عاليا :ابنيييييي، عاوزه تموتيه يا حنان خلتيه يركب الفرسه يا حنااان ، ليه حرام عليكِ ده بيحبك هان عليك تعملي فيه كده لييييه؟! بتكرهي ولادي ليه ؟!

شجن وهي مصعوقة: الفرسة: خرچ على الفرسه، يا حبيبي يا علي ياترا صابك ايه يا جلب عمتك!

حنان وهي تبكي: والله مكان قصدي انه يخرج

التفتت لها في غضب متحدثه ربنا ياخدك ثم رفعت يدها عاليا لتنزل علي وجهها بقسوة جعلتها ترتد للخلف

صرخ وهي يدلف البيت يحمل الصغير: إنتصاااار

رأته يحمل الصغير وخطواته تقترب منهم وعيناه كالنار لم تستطع المقاومة اكثر فالضغط اصبح كبير عليها: سقطت علي الارض مغشي عليها

صرخت الخادمة بقوة ست حنااان واقتربت ترفع رأسها عن الارض وسلوان هي الاخري

كان الكل في لحظة حوله ليطمئنوا على الصغير حملته إنتصار تقبله ودموعها تغرق وجهها متحدثه: ايه اللي جرالك يا حبيبي، ليه يا علي تعمل كده وتسبني

جلست على الاريكة وحولها جدته وعمته

اقترب يرفعها من على الارض ... وهتف للخادمة هتيلي كوباية عصير بسرعة

صعد لغرفتها وضعها على الفراش وهو يستحلف ولم يهدئ بعد

9=الفصل التاسع /

قابل للتفاوض // إيمان سالم

أرى الغروب من حولك يصطفيك

وجبال من ضباب تخيم هناك

في مغارات قلبك العتيق

بسطت يدك لإشعة الشمس

تتخللها وتتذكر ما مضى

تري هل الضباب يصور لك ما تريد؟

وفي خضم سكونك المتهاوي

أبصرت شيء عجيب

قلبا بين يدك ينبض

ترى لمن ذلك القلب أيها العنيد؟!

صعد لغرفتها ووضعها على الفراش، انفاسه ثقيلة قلبه يخفق بإضطراب شديد استقام ونفض عبائته بقوة، يزمجر ووجهه عابس،نظر لها يود ضربها كف بكل قوته لتتغير لكنه تراجع عن ذلك وهو يتجه لزجاجة العطر يتناولها وبدأ في تدليك وجهها ويديها بكفه الغليظ المحمل برائحته الثمينة ... همهمت، تئن بألم ... رفع حاجبه ينتظر ما سيحدث تحت صمته الكامن الذي يحمل الكثير من الغيظ

ثواني معدودة كانت تزيل الستار عن أهدابها لتري وجهه أمامها عابس بتلك الطريقة التي افزعتها أكثر

انتفضت تهذي بالكلمات ومازالت تشعر بالدوار لنهوضها المفاجئ ... جسدها يئن .... ارتفعت انفاسه لقد أوشكت طاقة الصبر لديه على النفاذ وبالفعل كان من نصيبها صرخة جعلتها تنتفض ثم تبكي بشدة خوفا من غضبه نهضت من على الفراش متعثرة تسقط أرضا وتعافر للنهوض من جديد

ما كان منه إلا أن نهض هو الاخر يضمها وصرخ بها مرة آخري: كفياكِ عاااااد نوااح

ارخت ذراعيها بين يديه متيقظه لكن أوتارها غابت عن العمل ...قَربها منه متحدثا: مش عاوز اسمع منك حاچة واصل

رفعت نظرها له تستحلفه الا يكون قاسي معها، يستمع لها ما عادت قادرة على الصمود تحت راية قهره تحت سلطة الحب ... و أي حب هذا بل لعنة ابدية طمست روحها واستنفذت كل طاقتها

همست له بضعف يذيب الحديد: لو جلت لك عشان خاطري يا فارس متظلمنيش واسمع مني الاول، أنا غلطانه مش هنكر بس والله مجصدت اللي حصل ده

ضمها من خصرها له بقوة المتها جعلتها تصرخ ثم وضع يده علي فمها متحدثا: مش جلت مش عاوز اسمع حاچة

بكت وهل لها غير الدموع ابعدت وجهها عنه كليا لا تريد أن تري القسوة في عينيه الحبيبة لها تحاول التماسك

لكنه في حركة واحده جعل رأسها تفترش صدره تبكي عليها هامسا بصوت اجش: متبعديش وشك عني تاني ياحنان، هنا مكانك وبس فاااهمة

ما كان منها الا ان رفعت يديها لشق جلبابة تتمسك به: متنهده بصوت عال، تبكِ بقهر

ثم تبادلت الاوضاع بين أرجلها وذراعيها فارتخي جسدها لاسفل يُحمل علي يده الضامه لها

تحدثت ووجهها في صدره: جاسي يا فارس جوي بس هحبك لو موتني هحبك بردك

هچولك حاجة واحده: اياك يا حنان تعمليها تاني والله لو اتكررت ليكون حسابك معايا عسير

رفعت يدها لعنقه تضمه بقوة، تقف على اطراف اصابعها متحدثه: لاااه والله مهعملها تااني ابدا، خلاص حرمت يا حبيبي

رفعها بين يديه واتجه لفراشهم متحدثا: وريني وشك

تأخرت في تلبيه رغبته تحت تفكير و شك؟ ماذا يريد لكنها مالت بوججها عنه ليري اصابع إنتصار مطبوعه على وجهها اللين ... مرر أصابعه عليهم بصمت ثم تحدث بصوت حاني نادرا ما تسمعه :هتوچعك؟

رفرف قلبها عاليا هل يتسأل عن وجعها ... آه لو يعلم أن الكلمة منه لها حياة ... أومأت بالنفي وهناك عبرات تتأرجح في عينيها عبرات سعادة لا توصف فحنانه النادر عليها آه لو يعمل ماذا يفعل به

تناولت كفه الذي اخفضه عن وجهها لتوه تبسطه وتقبله برضي وعشق ...أنعش قلبه ليضم رأسها لصدره من جديد بيده الاخري ... وهي في عالمها الخاص.. العشق يساوي فارس

---------------****--------------

في الاسفل بكاء ونظرات متعددة منها نظرات خوف وآخري سعادة وألم ممزوج بحزن ونظرة التعجب منها هي تحديدا تشمل الجميع لانها "غربية" عنهم ،تشعر وكأنها في عالم آخر، احست بالدور رأسها مشتت كل ما يجري هنا يفوق قدرتها على التحمل ،كم عانت سابقا وتحملت وبالاخير لجئت للزواج للتخلص من كل تلك الالم لتجد نفسها في متاهة أكبر وأصعب لا تعرف لها بداية من نهاية ،قَبلت الصغير"علي" وصعدت لاعلي في تيه تشكو حظها وايامها القادمة ،تشكو كل شئ ... آه يا سلوان متي ستنعمي بالراحة من جديد؟!

كانت تتوسط الاريكة تضم ولدها لها بقوة تبكي و تسأله لما فعل ذلك كيف طاوعته نفسه ليقتلها من الخوف عليه

تحدث بألم: مكنتش اقصد يا امه متعيطيش انا اسف مهعملهاش تاني صدجيني آخر مرة

ضمته اكثر متحدثه: آه يا علي لو كان جرالك حاجة كان زماني مت وراك

قبلت جدته يده "المجبرة" متحدثه بحزن: سلامتك يا حبيبي كيفها يدك دلوك لساتها بتوجعك

-بتوجعني يا ستي

اصابت كلماته قلب الجميع ،فمالت "شجن" تقبل رأسه بحنان متحدثه: معلش يا حبيبي دلوجتي تبجي زينة هعملك فرخ شمورد من يدي هيخليها تبجى فلة

تحدثت إنتصار بنهجان: هطلعه يرتاح فوج

اوقفتها متحدثه بقوة: لاه، خلي شچن تطلعه اوضتي يرتاح هناك عشان اخاد بالي منه متنسيش أنك حامل مهتقدريش تراعيه دلوك

-بس يا حاجة

مفيش بس اللي قلته يتسمع طالعيه يا شجن

نهضت إنتصار لتصعد خلفها لكن اوقفها صوتها: استني عاوزاكِ يا إنتصار

التفتت لهم شجن ... لكن نظرات أمها مع إماءه بالصعود جعلتها تغادر على الفور صاعدة الدرج بالصغير

تحدثت بتوتر: خير يا ام الحاجة عاوزاني في ايه

نهضت تنظر لها بعيون غاضبة متسعه متحدثه: أزاي تمدي يدك عليها؟!

نظرت إليها بغضب ودت تعنفها متحدثه بكلمات قاسية أنها لا تطيق وجودها هنا أنها تتمني لو تخرج من حياتهم، فوجودها يزعجها، لا تعلم أنها الدخيلة وحنان هي الاقدم هي الاقرب إليهم ... لكنها تراجعت واخفضت بصرها متحدثه بصوت مبحوح تجاهد حبس انفعالها عنها: اللي حصل كنت هتجنن على ابني، انتِ أم واكيد هتقدري شعوري ده اللي حصل ده رد فعل للي هي عملته وضغطت على تلك الكلمة تذكرها أنها المفعول به وليس الفاعل

نظرت لها بقسوة مع تنهيده حاره متحدثه وهي تومئ بالايجاب: هچدر عشان أم زي ما بتجولي، بس لازم تعرفي إن حنان بتحبهم عشان بتحب ابوهم وعمرها مهتأذيهم بحاچة عفشه لسمح الله... حنان متربية بت اصوال بتنا ،هعديها المرة دي يا إنتصار بس المرة الجاية مش هعديها سمعاني مش معني انها مخلفتش تبجي ملطشه للي يسوه واللي ميسواش ونظرت لها نظره اخيره حانقة واتجهت تصعد لتطمئن على من بالاعلي

ظلت واقفه تنظر لخطواتها المبتعدة بغضب وحقد ودت لو تتجه خلفها لتبرحها ضربا لكنها تراجعت وهي تسير للاعلي متجه لغرفتها تشعر بالاسف على حالها

---------------****--------------

فاته العرض كله لم يري منه شئ لكنه علم بوصول الصغير فصعد للاطمئنان عليه ،دائما ما يري نفسه فيه

غادر غرفه امه متجه لغرفته

كانت في غرفتها منذ صعودها من أسفل وهي تشعر بنار في احشائها دلفت الحمام تنفض ملابسها بقوة وكأنها تثقل الحمل عليها هي الاخري ثم نزلت اسفل الماء وشريط حياتها يمر أمامها وسيف آه من سيف كم اشتاقت له ،حتي الشئ الوحيد الجيد في حياتها ابعدوه عنها لانها عروس ... يجب عليها ان تتفرغ لزوجها ... تبا أين هو زوجها هذا وتبا لهم جميعا، ماذا حصدت من الزواج سوى الابتعاد عن ولدها؟

لم تدمع عينيها لكن قلبها يبكي انهت حمامها وارتدت ثوبا فضفاضا مزركش بألوان عده متناسق تماما مع حالتها الآن وجلست علي مقعد الزينة خاصتها تنفض شعرها بقسوة وكأنها تعاقبة علي ما تشعر به،تنفضه وتتألم ... إذن لماذا الفعل ؟! ... لا تعلم ! ربما الالم الخارجي يخفف ما بداخلها أو يؤازه ايهما أقرب لا تعرف تحديداً،طرحته خلف ظهرها تمشطه كم هو طويل وكثيف توقفت بعد وقت لم تنهي شئ لان كل تركيزها شتت تماما عند دخوله

دلف الغرفة ملقيا السلام كعادته ... لكن من أخلف العادة هي كانت شاردة كرر السلام لكنها في وادي آخر، أغلق الباب خلفه ورفع نظره لها ليراها تنظر للمرآة في شرود لم تري خياله حتي ... تعجب فيما شاردة لتلك الدرجة ولم يكتفي بهذا بل سقط نظره على شعرها وخصلاتها السوداء الطويلة نظر لاخره حدث نفسه كم هو طويل ... لم يتخيله بهذا الطول ... صمت يعاتب نفسه هل هو يراها من الاساس ...حتي يراه؟!، تسأل هل هو مقصر في حقها أنه يعاملها بالحسني ... ولكن هل هذا يرضى الله .... تسأل في شك ولما لا ... أنه لا يخونها هل تعلق قلبه بزوجته المتوفاة جريمة ذنب سيحاسب عليه؟ كلا ... لكن ماذنبها هي ... هل هي راضيه؟ هذا هو الاساس ،إن كانت راضية انتهي الامر .... لكن كيف سيعلم ... خطف نظره آخري لثوبها ابتسم في داخله فهي في زيها هذا تشبه فتاة الوبر

اقترب يحمحم يجلي صوته متحدثا: السلام عليكم

انتفضت تنظر لإنعكاسه في المرآة بعينان متسعتان

عبس وجهه متسألا: مش هتردي علي ولا ايه ؟!

أخفضت بصرها تلملم شعرها فكعكة متحدثه:وعليكم السلام

سألها في شك: مالك؟!

-هل يسأل حقا ام يهزء بها!!

لكن جوابها كان موجز تماما وهي تنهض متجه للفراش: مفيش

أمسك معصمها متحدثا: هو ايه اللي مفيش امال البوز ده ليه؟!

شهقت متحدثه: بوووز !!

-به جلت حاچة غلط إياك يعني المرحوم مكانش بيجولهالك

سكين غرست في قلبها ايعايرها هو الاخر ام يسخر منها ام ماذا صمتت تنظر لاسفل تستجمع جوابها الذي جاء حاد وبارد في آن واحد: المرحوم هو في زي المرحوم لا اطمن عمره ما قالهالي

ارتفعت انفاسه فجاءه وكأن النار اشتعلت بداخله وتحدث بهدوء يحاول استجماعه ليتفادي غضبه: مالك ... عودي نفسك لما اسألك تچوبيني مش تعصي كلامي وتردي علاي

ارتفعت نبرتها في استهزاء تدعمها ابتسامتها الساخرة : اعصي اومرك، أنت ايه، أنتم ايه مفكرين الناس عندكم عبيد ... مش مصدقه لسه في ناس بالعقلية دي؟!، خلاص زمن سي السيد راااح من زمان أنتم ازاي عايشين كده، ازاي ستاتكم قابلة بكده، أنا هتجنن خلاص انا معدتش قادرة استحمل الاوضاع دي وصمتت تنهج بعنف

نظر لها في غضب رغم لهجته التي خرجت هادئة : كملي سكتي ليه مش قادرة تستحملي المتخلفين اللي عايشه معاهم، صُح ؟!

ابعدته عنها وثوبها يتطاير خلفها لتجتازه متحدثه: مقلتش كده، عديني لو سمحت

تخطته للفراش ... ظل واقف مكانه ينفث دخان بركاني من طريقاتها المستفزة

كانت علي الفراش تراجع ما قالت تشعر بالخوف لكنها قالت ما اراح قلبها وليفعل ما يشاء ما عادت تهتم لشئ

تحدث وهو مكانه: ليه بتجولي الكلام ده جوبيني

صمتت لم تعقب بشئ

صرخ بها: جول لي

انتفضت علي صرخته ونهضت تغادر الغرفة متحدثه مش عاوزه اتكلم في حاجة عشان كلامي مش هيعجبك

امسكها من كتفيها متحدثا :عاوز اعرفه أنا بجي الكلام ده

حاولت التملص منه متحدثه: ابعد عني، انت اتجوزتني ليه، هااه مربيه لبنتك مش كده؟ وبردة ست شوقك جابك ليها ميضرش في حاجة

نظر لها بعينان متسعتان هامسا: اني!!

ايوه انت، انت يا رحيم ،ولا اخوك اللي مبيرعيش ربنا في حريمه ،لو شفت ازاي حنان أضربت من إنتصار وساعتها أنا حسيت بإيه حست أني في دنيا تانيه، هي الست عندكم مكانتها ايه بالظبط "معون" يا رحيم

رفع يده عاليا ليضربها لكنها توقفت في الهواء قابضا عليها بشدة

صرخت به: أضرب مضربتش ليه ... وأنا اللي كنت مفكرة أنك حاجة تانية ... اتريك زيه بالظبط تيجي تشوفك اللي كانت بتشعر فيك ليل نهار وأنت عاوز تمد ايدك على بنتها ... عروستك يا رحيم بيه ... ده لو كنت فاكر أنها عروستك أصلا

صرخ بها: سلوااان، اسكتي كفاية

مش كنت عاوز تعرف هسكت ليه بقي يا رحيم أنا تعبانه معتش قادر اتحمل جاوبني اتجوزتني ليه؟! من حقي اعرف؟

قربها له متحدثا عشان يبجي لي مرة ولا ايه رأيك

دفعته متحدثه: ابعد عني

ضمها اكثر متحدثا: ابعد بمزاجي محدش يبعدني

دفعته متحدثه: مش بمزاجك لا غصب عنك يا رحيم ، لكنه كان محكم الاطباق عليها لم تفلت من قبضته لكن انفلت جزء من ثوبها فظهر كتفها المرمرى ناصع البياض نظر له بشهوة يستحضرها متحدثا بسخرية: اهه بتغريبني عيني عينك وتجولي بعد!!

اخترقت خلوتهم وانتفض كل منهم يبعد عن الاخر تحت نظرتها المشتته تحدثت بصوت متعجب: بابا! حبيبي

واتجهت له راكضه عندما فتح لها ذراعيه

لملمت نفسها الآخري دون أن تنظر لهم وحملت غطاء رأسها وخرجت للشرفة الواسعة تجلس على المقعد المصنوع من الخوص تشعر بأنها لم ترتكب خطأ في حياتها مثل وجودها هنا الآن

ارتمت الصغيرة بين احضان ابيها بإشتياق نزل لمستواها يحتضنها فهي قطعه من روحه وصورة من آثار في كل شئ لم يحرمه الله النظر لوجهها حتي وهي غير موجودة

تحدثت حبيبة بريبة: بابا هو أنت وخاله سلوان كنتم بتزعقوا

صمت في تعجب ثم همس لها: ليه بتجولي كِده انتِ سمعتي حاچة من حديتنا؟

لاه بس ام شفتك ماسكها كده خفت تكون بتزعقلها

لاه يا حبيبتي مش متشاكلين احنا بس كنا بناجشوا موضوع مهم

سألته ببرائتها المعهودة: هي زعلانه أني جيت مش كده؟!

لاه يا حبيبتي هي بس زعلانه عشان ابنها مش هنا وكان نفسها يبقي هنا معاها و تلعبوا سوى

صحيح يا بابا؟! طب هو هيجي امته ؟

ايام يا حبيبة وهيبجي اهنه ثم تحدث في نفسه وهو ينظر للشرفة«ده لو امه مرحتلوش متكفنه » ثم تنهد بثقل متحدثا: احكيلي بجي عملتي ايه وانتي هناك

---------------****--------------

اطمئنت انه نائم فغادرت لغرفتها تحل غطاء رأسها ثم ثوبها هاتفه الله لا يوفقك يا حنان انت واللي بيقويكِ

دلف الغرفة في صمت لكن دفعت الباب اخبرتها بمدي غضبه نظرت له في شك اقترب منها دون أدني كلمه وكان من نصيبها كف قوي و تحدث بغضب: ده عشان تمدي يدك على حنان

ارتمت على الفراش من قسوة كفه تمسك بطنها بحركة درامية صارخه: آه، يا باطني، حرام عليك يا فارس ولدك

تنهد وهو ينظر لها ماليا ثم تحدث: ده حجي انااا

انما حج حنان أنك تعتذر لها جدام الكل

تحدثت متعجبه وهي مازالت ممسكة ببطنها: ايـــــه!!! اعتذرلها ليه هو أنا كنت عملت ايه دي كانت هتموت ابني

رد في قسوة: زي ما سمعتي هتعتذري لها

مش هعتذر لها يا فارس حتى لو موتني

رد في تحدي ارهبها: ابجي اعمليها يا إنتصار وقاسما عظما ساعتها هتعرفي مين هو فارس بحج وحجيج

صرخت: آه بطني، همووت حرام عليك اللي بتعمله فيا ده طب راعي ابنك

هشيعلك الحكيمة طوالي واعملي حسابك الاوضه دي مهعتبهاش واصل الا اما تعملي اللي جلت لك عليه وغادر الغرفة سريعا كما دخلها لكنه ترك بها نار موقدة

---------------****--------------

يشعر بالغضب منه كيف يتجاهله ولا يرد له خبرا، هل يلعب به لكن تلك المرة هو محكم بخيوط كل شيء، لن يبرح حتى يحقق رغبته بالوصول لها "شچن " ومنها ليكون كبير العائلة، ذلك الشئ الذي تمناه كل يوم ليس وحده فقط بل هو وامه

نهض مغادر مكانه ووجهته بيت فارس سيأخذ منه جواب بنعم اليوم لن يهدئ إلا بذلك الشيء ... اتجه لبيته وكله عزم وإصرار

كانت في الخارج قادمه من منزل عمتها المجاور ترتدي «الملحفة السوداء » وفوقها غطاء رأس كبير وجدت من يسحب ثوبها من اسفل صرخت ... وما كان الا الشقي الصغير رحيم ابن فارس تنهدت تحاول الهدوء ثم اقتربت منه تقرص وجنته متحدثه يا شجي فزعتني والله لجول لابوك يربيك

ضحك الصغير وجذب غطاء رأسها للامام فوجدته حل تماما صرخت به وهو يدلف للداخل فرحا بما فعل: والله لوريك يا عفريت انت واخذت تضبطه مرة آخري وترفعه عن وجهها فانتفضت بقوة اكبر كادت تتعرقل من صوته العالي: فارس اهنه

وضعت يد علي قلبها والاخري تضم الغطاء المبعثر على وجهها متحدثه: لاه مش اهنه

تحدث بقوة: بجي مش اهنه

ايوه علي اتكسر وكان معاه طول اليوم لسه خارج من شوي صغيرين

تحدث قبل أن يغادر: بلغي سيدك أني جاي له بكره عشان اخد الرد

سقط قلبها أسفل قدميها فهي لم تري عاصم منذ وقت طويل جدا ... لقد تغير كثيرا نظرة العينان أصبحت كأمه شعرت بخوف لا يوصف ... ثم ادركت ما قال وهتفت متعجبه: سيدك، هو فكارني خدامة، طالع لامه معندهوش نظر ثم دلفت للداخل بإستياء ومع اول خطوة للداخل نزعت غطاء رأسها المبعثر تحمله وهي متجهه لاعلي تخبر أمها بما حدث وتفكر ما هو الرد الذي ينتظره

---------------****--------------

طرق بابهم لحظات، فتحت راية هاتفه: حضرة الظابط

ابتسم لها متحدثا: ظابط ايه احنا جيران ممكن نشيل التكليف ويبقي وسيم بس احنا حتي في سلك الشرطة سوى انا اقبض وانتِ تدافعي

بصقت الماء من فمها لاكثر من متر هامسه: وسيم على الباب مع راية يا نهار أبيض ... لقد انتهي امرها ماذا تفعل ... تقرأ الشهادة الآن أم تنتظر مغادرته وضعت كوب الماء سريعا وتسحبت ببطي لغرفتها حتي لا يراها في لا ترتدي غطاء رأسها وان رأها بتلك الصورة ستكون النهاية لا محاله من رد فعل اختها التي تعلم انه لن يكون هين

دلفت الغرفة متوترة تقطعها ذهابا وايابا متحدثه بصوت مسموع: اعمل ايه اعمل ايه ياربِ؟!

في الخارج تحدثت بجدية وهي تضبط اطار نظارتها :معلش يا حضرة الظابط أنا بحب الحدود في كل شئ وده مهم بالنسبة ليا جدا، شغلي وخبرتي في الحياة علموني كده

شعر بالحرج متحدثا: ماشي يا استاذة راية ممكن اتكلم معاكِ في موضوع

اشارت له: اتفصل مع انه مينفعش بس عشان أنا واثقة فيك وبصراحة عاوزاك في موضوع محدش هيفدني فيه غيرك لانك ظابط هنا بقالك فترة

شعر بمشاعر غريبة تداهمة وخصوصا عندما لمح من تقف تتنصت من جزء مفتوح من باب الغرفة ومؤكد هي غرفتها المجاورة له لا يفصلهم سوى جدار ابتسم في نفسه مؤكدا لو تعلم بذلك لصنعت ثقب بالجدار لتراه تلك" المشاكسه الصغيرة " لكن عندما لمحته رأها كان من نصيبه دفع الباب في وجهه كعادتها

جلس في اريحيه متحدثا هدخل في الموضوع علي طول ثم اخذ نفس طويل متحدثا: رحمة كانت في القسم النهاردة

انتفصت من مجلسها صارخه: ايـــه!! قسم؟!

---------------****--------------

في المساء بسط الليل جناحه عليهم وكأنه جناح مكسور يجلسون جميعا كل منهم في وادي خاص به

كانت غائبة عن الطاولة ... ولكنه يعلم جيدا انها ستنزل لا محالة فغيرتها من حنان ستجعلها تسحق كرامتها المتوجة تحت اقدمها ... لانها لن تتركه لها

وبالفعل وُضع الطعام كاملا وبدأ الجميع بالتسمية ثم تناوله ... نزلت الدرج تتألم ليس جسديا بل نفسيا كيف لفارس أن يفعل معها ذلك ... يطلب منها الاعتذار أمام الجميع التلك الدرجة لا تهمه، تشعر بكبريائها ينازع لكن لا خيار امامها سوى فعل ما يريد لكن في قراره نفسها ستنتقم منهم جميعا واولهم هو على ذلك الموقف الذي وضعهها به، هل يصغرها أمام الجميع بتلك الصورة دون أن يرف له جفن ... لكنها غافلة عن النصف الاخر من الكوب انه يعمل ذلك ارضاء لنفسه اولا قبل كل شئ من يستطيع الاخلال بقانون فارس ،من يتخطاه يتحمل النتائج مهما كان ذلك الشخص حتى هي لم يشفع لها اولادها

اقتربت متحدثه: مساء الخير عليكم

رد الجميع السلام

تحدثت شچن: عاملة ايه الوجتي يا مرات اخوي

ردت في عبوس: بخير يا شجن

حدثتها "أم فارس" اجعدي يا بتي الوكل هيبرد

تحدثت في كبرياء مكسور: قبل ما اقعد كنت عاوزه

ا.. اعتذر لحنان اني ضربتها

انصدم الجميع والصدمة الاكبر كانت من نصيبها سقطت المعلقة من بين يديها محدثه دوي ثم نظرت لفارس نظره خاطفة تطمئن أنه وراء ذلك الاعتذار لن يفرق معها شئ الا لو كان هو الفاعل ... نظرته اخبرتها بكل شئ ارتد بصرها لمن تقف متحدثه: حق علي يا حنان، انتِ عارف اني كنت قلقانه على "علي"

نظرت سلوان لمن ينظر لها شزرا وكأن نظرته تخبرها أن ما قالته في حقهم كبير ولن يغفر ... هل اخطأت وتسرعت في الحكم عليهم؟ لاتعلم

تري من المخطئ ومن المصيب؟

انتهي الفصل تفاعل ورأيكم مهم عندي

دمتم بخير❤



بداية الروايه من هنا






تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close