رواية أحيت قلب الجبل الفصل التاسع والأربعون حتى الفصل الخامس والخمسون والأخير بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحيت قلب الجبل البارت التاسع والأربعون حتى الفصل الخامس والخمسون والأخير بقلم ياسمين محمد
الفصل التاسع والاربعون
********************
بين اتهام وانكار اخذت الاقاويل تتكاثر ..تتبدل بحسب شهادة بعضهم ..بينما هو يقف متأهبا بارتياع لكل اتهام يوجه له من الشهود ...تحدث رجلا ما يشير نحو حمزة بخوف
: ايوة يا بيه ..الراجل ده وقفني على الطريق وسألني على بيت سالم بيه والله يابيه ما كنت اعرف انه هيقتله ..
: اقتل مين يا عم انت , انت مجنون ،انا ما قتلتهوش ..
صرخ بها حمزة مستنكرا ليضرب المحقق بكفه فوق سطح المكتب صارخا بأن يلتزم الصمت ..ثم وجه حديثه إلى احد العساكر ..
: هاتلي الشاهد التاني ..
خرج الرجل ليدخل آخر " الرجل الذي كان يتبع حور " بارتجافة متوترة طفيفة بعينيه لم تخفى على المحقق ومع ذلك تحدث بثبات ..
: انا ياباشا كنت مع الست حور مرات اسماعيل بيه رايحين على البيت تجيب بقيت حاجاتها ونرجع زي ما اسماعيل بيه امرني ، و أول ما دخلنا لقينا سالم بيه مرمي على الارض سايح في دمه والقاتل ده جنبه ..
مشيرا إلى حمزة ..
: انتوا مجانين ..؟ بقولكم ما قتلتوش ما قتلتوش
هتف بها حمزة بحدة غاضبا ثم وجه حديثه إلى المحقق ..
: يا فندم انا دخلت لقيته مطعون في صدره ،حاولت اساعده وفي لحظة لقيت الراجل ده وواحدة ما اعرفهاش بيصرخوا وانا مقبوض عليا ..
نظر إليه الضابط ببرود ليتحدث ..
: ايه سبب وجودك في موقع الجريمة ..؟
صمت ينظر إلى عينيه مباشرة بتفكير ..لن يترك سمعة شمسه مضغة بين افواه المتحدثين ..
: كنت بازور صديق ليا ..
ابتسم الضابط بجفاء ..
: وسؤالك على بيت المجني عليه ..وبعدها على طول تم وقوع الجريمة ..؟
تنهد حمزة بنفاذ صبر قائلا
: دكتور آدم محمود المصري يافندم يبقى ابن عم سالم ،لما سألت عليه البواب في القاهرة قاللي انه سافر هنا ،حتى ممكن تجيبه تسأله ..
استقام الضابط غاضبا يصفع سطح مكتبه زاعقا ..
: جرى ايه يا دكتور ، ما تخلنيش استعمل معاك اسلوب مش هتحبه ..ادم محمود المصري مين اللي ابن عم سالم حافظ انت هتستهبل ..
مسح على وجهه بيأس هو لا يعلم اي شيء عن امر علاقة آدم بعائلته تلك ..كل ما يعلمه انه اخ لسارة فؤاد حافظ
: دخل يا ابني اخر شاهد ..
هتف بها الضابط غاضبا ..
لتدخل حور ترتعش جميع قسمات وجهها ..ذبلت عينيها بفعل بكائها الحار ،تشبك يديها مقلبة ايهما بحركات مرتبكة بخطوات شبه واهية ..جلست تمسح عينيها عندما اشار لها الضابط بالجلوس مقدما لها كوبا من الماء ..نظرت إلى حمزة بإشفاق خفي لتتحدث ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: ا.ا.انا كنت رايحة البيت اجيب حاجات تخصني ..و.و.و بعدين شوفت الاستاذ ده بيدوس بإيده على صدر سالم بحتة قماشة والسكينة مدبوبة في صدره ..ده كل اللي شوفته ..
اطلق حمزة زفرة ارتياح يحمد الله
: سمعت يافندم والله العظيم ما انا اللي قتلته ..
اكمل الضابط حديثه وكأن حمزة لم يتفوه بشيء ..
: ايه سبب ترككم للبيت كلكم من غير المجني عليه ..
اذدردت ريقها بارتباك ..تتسائل ..هل في اخبارة بأمر مشاجرة زوجها وأخيه الصواب ..
: ك.ك.كان فيه خلاف بسيط بين سالم و اسماعيل اخوه ..
: ايه نوع الخلاف البسيط اللي يخليكوا كلكم تسيبوله البيت وتمشوا ..ده مش خلاف بسيط بقى ..؟ ..
جلدها يحترق ..وكذلك ضميرها ..تتعرق يشدة ..
: مش عارفة ..انا ما كنتش معاهم في الوقت ده ..
دخل احد العساكر يخبر الضابط بوجود اسماعيل ..
: خليه يدخل ..
بركان له فوهتين مشتعلتين كانت عيناه ..ينظر بها نحو زوجته .. ارتعدت تخفض أنظارها تشعر بغيمة ثلجية تمر من خلالها بينما جسدها يتعرق ساخنا خوفا ..
: كنت فين وقت وقوع الجريمة ..؟
سأل الضابط اسماعيل ..
بصعوبة فرق فكيه عن بعضهما اثر الغضب للتحدث
: كنت في المخازن بتابع العمال ..
واجهه الضابط باقول زوجته ورجله ثم اضاف
: وفي اقوال بتقول انها كانت في بيت اهلها قبل ما تروح مكان الجريمة
صوب تجاهها نظرة غامضة لكنها استطاعت رؤية الغضب بحدقتيه ..
: حصل يا حضرة الظابط ..كان اتفاقنا انها تروح لاهلها ..
ضمر بقية حديثه ناظرا إليها ثم اكمل بنبرة ذات مغذى ..
: و بعدها تطلع على البيت وترجع تاني ..مرتي ما بتخطيش خطوة الا وانا عندي علم بيها ياحضرة الظابط ..
ضغطت على شفتيها باكية بصمت ..رسائل خفية تتوعد لها من بين كلماته ..
عن امر " ادم " الذي تحدث عنه حمزة سأله الضابط ..فقص عليه اسماعيل نصف الحقيقة ..عن وصية عمه وظهور آدم المفاجئ بإسم آخر ..ولم يذكر اخفائهم للوصية .. اذن فحديث الطبيب المتهم به شيء من المصداقية ..انتهى التحقيق مؤقتا معهم ..
: اتفضلوا ..تقدروا تمشوا دلوقتي لحين استكمال التحقيق ..
استقام اسماعيل يشير لحور بالخروج ..بينما تحرك حمزة يتبعهم ..
: رايح في يا دكتور ..؟
هتف بها الضابط ساخرا ..لينظر اليه حمزة متوقفا ..ترك الضابط مكتبه يقف امامه يكمل ..
: هما يمشوا ..انما انت لسه هتنورنا شوية ..خده ياعسكري على الحجز ..
____________________________
خرج سالم برفقتها ..خفقاتها تكاد تسمعها اذنيها خوفا ..فتح لها السيارة لتركب دون التفوه بحرف واحد ..بينما حركاته ..نظرته ..ارتعاش اسفل فكه غضبا .. جميعهم يتحدثون ..ركب متذكرا لحظة توقف قلبه عن النبض ووصول خبر مقتل اخيه ..
Flash back
كان يتابع العمال في اعادة ترميم المخازن المحترقة ..ليتفاجئ برجل يركض نحوه يناديه مهرولا
: يا اسماعيل بيه ..يا اسماعيل بيه الحق سالم بيه اتقتل ..
غص قلبه بشعور يشبه شعور الموت ..تزلزلت الارض من تحت قدميه ..قتل اخيه ..بدون استفسار او تردد ركض نحو سيارته استقلها بعيون متسعة وايدي مرتعشة تتحرك بعشوائية وارتباك ..اتجه إلى المنزل ..الخبر صحيح ..اتجه بدموع تتساقط رغما عنه وبركان مشتعل داخل صدره نحو المشفى ..بخطوات متعثرة شبه راكضة اخذ يتسائل عنه حتى وصل اما غرفة الطوارئ اللتي يتمدد على سرير حديدي بداخلها ..حوله مجموعة من الاطباء يسعفوه بحركات سريعة ..انفاسه مازالت حاضره .. عيونه بين تيه وحضور .. الآن هو عالق بحافة البرزخ ..خلفه الارض التي بنا عليها حياته وامامه بحور الموت الهائجة ..تناديه كفوف امواجها ..ومن بين تيهه وحضوره لمح أخيه يقف وسط اشباح لا يفقه هويتها ..من البرزخ خرج صوته بثقل ثم غاب تماما عن الوعي ...
: الدكتور بريء يا اسماعيل ..الدكتور بريء
جميعنا لا نحمل الشر المطلق ..او الخير المطلق ..نحن مزيج نسبي من كلاهما ..خرج الاطباء بصحبته يركضون في صراع مع الموت لانقاذ حياته .. لهذا السبب افصح اسماعيل عن ذكر الجزء الخاص بآدم والوصية ..تاركا ما تختص به سارة من الحكاية ...
___________________________
تورمت عينيها أثر البكاء المتواصل وحتى خروجه من غرفة العمليات ..توقفت تتحس الزجاج المطل على جسده الممدد تخترقه اسلاك وخراطيم عده ..وكأنها تتحسس وجهه باكية ..استقرت حالته بينما خافقها لم تستقر نبضاته بعد ...
: الحمد لله يابتي الدكتور بيقول عدى مرحلة الخطر ..روحي يابنتي غيري هدومك وارتاحي وانا هفضل جنبه ..
: مش هسيبه ..مش هسيبه تاني ..
قالتها قمر بخفوت هامس تشرد بقسمات وجهه عبر الزجاج الشفاف ودموعها مازالت تتساقط تحرق وجنتيها .. كانت على وشك فقده للأبد ..لن تتحمل فكرة تركه مرة اخرى..لن تسمح لها المرور من الاساس ..دمعت عينا فاطمة حزنا وقرر الذهاب إلى المنزل لإحضار ملابس لها ...
_________________
: ابن المركوب بسبع اراوح ..ده انا غارز السكينه في قلبه لاخرها وبردوا ما ماتش ..
هتف بها القاتل الحقيقي ابن عوض من بين اسنانه غيظا وحقدا ..بينما تحدث اخيه الاضغر
: انت لازم تختفي اليومين دول يا اخوي عن العين اهنا خالص ..
: لاء ..
خرجت صارمة من الاب" عوض" ..التفتت نحوه عيون ابنائه ليكمل ..
: لازمن يظهر للعين اكتر ..عدم وجوده شبهة يا ولدي ..وهياجي معايا كمان نتطمن على سالم ..دول جيرانا وبينا نسب كمان ..
نبرته تحمل الجد والهزل ..نبرته رماد محترق اسفل بركان فارغ ..
: ياما جولتلك يا ابوي بنت ال ***** اللي اسمها حور دي لازمن نخلص عليها ..كانت رايحه هناك عشان تنبهه ..جولتلك يا ابوي دي زي قلتها واهي جات على دماغنا وبقى صباعنا تحت ضرسها ..حتت بت مفعوصة رقبينا في يدها دلوقت لو اتكلمت وقالت على اللي سمعته ..
وبخبرة مصقله بالخطايا ..ابتسم عوض تبتسامة جانبيه زاد من عدد التشققات الجافة بوجهه ..
: حور هتخاف على جوزها يا ولدي..مش هتتكلم ..اللي يخليها تروح تنبه سالم عشان ما نموتوش ..مش هيخليها تنطق بحرف عشان اسماعيل ما يروحش في قتل اللي قتل اخوه ..باينها وقعت في حبه ..
ليرد الابن بامتعاض حاقد ..
: ياكش يولعوا ببعض ما جمع الا ما وفق دم واحد ..بس يا ابوي لازم ناخده حذرنا منها ..البت دي مش لازمن تعيش ...
استقام عوض يستند على عصاه الابنوسية يحيك بداخل رأسه العديد من الكوارث ..
: تعالى معايا ياولدي وسيبلي موضوع حور ده ..ده حساب قديم اوي لازمن اصفيه بيني وبين اللي حرق قلبي على ابني ...
_______________________
فروع من الاضائات الرقيقة المزينة بالورد تلتف حول ساحة المنزل ..حفل عقد قرانه وحياته ..اقتصر الحضور عليهم فقط في جلسة عائلية ويوسف صديقه ..المأذون على وشك الوصول ..خرج منصور يتكأ على عكاز حديدي يجلس جوار ولده بابتسامة فرحه يملئ ناظره برؤيته .. بينما تنزل حنان درجات السلم بتوتر وقلق ..
: منصور ..حياة مقطعة نفسها من العياط فوق ..
التفت الجميع إليها في صدمة ..ليتحدث منصور
: ليه ... في ايه ..؟
اذدردت حنان ريقها بصعوبة تتعلق نظراتها بولدها ..
: مش موافقة على الجواز ..
اتسعت عيني يوسف بينما بنظرات ثابته نظر إليها قصي بشرد ..ليتحدث منصور بحدة ..
: يعني ايه مش موافقة ..ايه لعب العيال ده ..؟
استقام قصي بهدوء ..ينظر إلي والده ..
: بابا بعد إذنك ممكن اطلعلها ..
زفر منصور بنفاذ صبر يومأ له ..
ليصعد قصي الدرج يتجه نحو الرواق المؤدي لغرفتها ..
هم بطرق الباب ليستمع إلى صوت شهقاتها الحارة ..فتحه مباشرة داخلا ..لتستقيم هي تنظر إليه بترقب خائف ..غصة حارقة آلم قلبه العاشق لها عند رؤيته لدموعها المنسابة بسلاسة فوق صفحة وجهها ..ابتسم بحنو يقترب منها رويدا ..حتى بات لا يقصل بينهما سوى انفاسه وشهقاتها .. احتوى ذراعيها بين يديه يشد عليهما برفق ..مسحت دموعها المتجددة ذاتيا ..ليرفه هو يده نحو عينيها مزيلا بها تلك الدموع ..ثم وضع اصبعيه تسفل ذقنها يرفع وجهها إليه قائلا
: بتعيطي ليه كده ..؟
بكت مجددا تنفي برأسها باعتراض .. تحبه كثيرا ..لكنها لا تريد الزواج منه بتلك الطريقة ..فكرة اضطرارها للزواج فقط لتبقى بجوارهم تقتلها ..وان ترفض ويبقى بعيدا عن والديه بسبب وجودها موت آخر ..احجية مشاعرها صعبة الفهم ..والحل ..
: حياة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
همس بها بكل حبه لها ،رفعت نظرها إليه ..لتتبدل نظراته بأخرى غامضة .. رغم نبرته الحانية ..
: لو مش عايزانا نتجوز قوليلي ..ما تخافيش ما فيش حد هيقدر يجبرك على حاجة طول ما انا عايش ..لو مش موافقة قوليلي دلوقت مش موافقة وانا هتحمل المسؤولية كاملة قدامهم تحت .. ولو على السفر والدراسه ، هتسافري تكمليها وهفضل حمايتك حتى لو من غير جواز ...
كلماته أذابت هالة الجليد فوق مشاعرها نحوه ..التهبت خفقاتها تنبض بعشقه ..لتشتد في البكاء أكثر .. اختلقت فكرة استكمال دراستها فقط لتبتعد ..محض ذريعة ..والذريعة تشترط وجوده معها ..معضلة عليها حلها بكل المقاييس ..لن تستطيع اكمال درب العشق مع شعور انها عبئ ما فوق كاهلهم ..ولن تستطيع الزواج منه بجوار ذاك الشعور المؤلم الجارح لكرامتها ..
: انا طلبت اكمل دراستي بره علشان انا عايزة كده ..مش عايزة اتجوز ..لازم بقى ادفع ضريبة رغبتي دي بالموافقة على جوازي منك ...؟
قالتها باندفاع مقصود ..ارادت جرحه فقط ليطلق سراح روحها العذبة ..لم تكن هي ..انسلخت عن جلدها واخلاقها وطبيعتها المراعية لشعور الاخرين ..انسلخت عن عشقه او هكذا ظنت ..احتدت نظرة عينيه فوق ليل عينيها المعتم ..
: انتي مش عايزة تسافري يا حياة ..
نظرت له بزهول ..وكانه اخترق افكارها ..روحها .. اختلج خافقها عند فكرة اختراقه لقلبها ورؤية ما تكنه له من العشق ..
: انا اديتك الحل وانتي مش عايزة تشوفيه اساسا ..
هو محق ..وسؤاله لها وضعها بين نياط الجبل وخوفه ..وربما عشقه ..
: انتي عايزة تبعدي من غير سبب ..وانا مش منقول من هنا الا لما اعرف ليه ..؟ والا الجوازة هتتم برضاكي او غصب عنك
ثم اقترب من أذنيها يكمل بهسيس مرعب
: وساعتها هعرف السبب ..بس بطريقتي ..
يمرر لها اهانه مغلفة من بين كلماته وهذا ما فهمته ..لكن في حقيقة الامر وهو يبني ساحة حرب ..هي وهو فقط ..تحمل كلماته بداية لتحدى ما ..وبمعنى اخر " يستفزها " ..صمتت وفي صمتها السماح له بالبدأ أولا ..طرقت حنان الباب ثم دخلت قائلة بارتباك ..
: المأزون جه تحت وبابا عايزك يا مازن ..
خرج تاركا اياها في حالة من الزهول ..لتتقدم منها حنان مربتة فوق وجنتها برفق ..تحدثت حياة بتيه لم يرتاح له قلب حنان البته ..
: بعد إذنك يا ماما ..هغير واجهز عشان انزل ..
ابتسمت حنان بنظرات قلقة لكن بالنهاية خرجت واغلقت الباب خلفها .. نزلت اليهم بالاسفل لتجد كل من الاب و ولده يمسك كل منهما بيد الآخر يرددون خلف المأزون ما يلقنهم اياه ...
: بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير ...
وصوت رسالة ..فارقت الدماء وجهه مصفرا من الفزع ..فحواها كارثة كونية ..
( الف الف الف مبرووووووك ..العروسه وصلت )
نظر إلى والدته التي تبتسم له بحب وسعادة يسألها
: حياة فين ...
: بتجهز ونازلة حالا يا حبيبي ..الف مب....
بترت عبارتها المهنئة حيث تركهم راكضا محو غرفتها .. في اقل من الثانية تقريبا وصل يفتح باب غرفتها بعنف ..ليصتدم بما جعل النيران تشتعل بنظرة عينه ..الجحيم ذاته يجري بين اوردته الان ..حيث حياته لا وجود لها ..فارقته ...
______________________
وقف امامه معصوب العينين ..مقيد اليدين ..ومن جانبيه رجلين يرتدي كل منهما حلة سوداء ..سأل بصوت ثابت لا مبالي فاقدا للحياة ..للهوية ..
: انا فين ..و انتوا مين ..؟
اشار ديفيد لرجاله ..ففك احدهم عصبة عينيه والآخر قيد يديه ..رمش بعينيه أثر شدة الاضائة حتى اعتاد على الرؤية ينظر حوله في استكشاف ونظرته غابة مظلمة مخيفة ..نظر امامه إلى الجالس فوق مكتب عريق يحمل من الفخامة والرقي ما لم يراه من قبل ..تحدث مرة أخرى
: انا فين ..؟
آخر ما كان يتذكره هو وجود مجموعة من الاسود يفصل بينه وبينهم قضبان حديدية تبيت حوافها المدببة بتجويف في الارض ..فجأة فتحت القضيان وزئير الاسود الجائعة وصل إلى مسامعه مع روئية لعابها يسيل من فمها ..وهو مقيد اليدين والقدمين ..ظل ساكنا يحدق فيهما بلا ارتياع او خوف ..مرحبا بالموت ..او يستنكر حقيقة وجود ذلك الكم من الاسود وهو بمفرده بينهم ؟ هو نفسه لم يعد يعلم ..فتحت القضبان ..بينه وبينهم فقط الموت ممزقا بفعل اسنانهم ..ظل على ثباته تستنكر نظراته ما يحدث ..اول من التفت اليه من الاسود بخطوات متروية تقدم اليه ببطء تام ..وكأنه يريد الاستمتاع باثارة الخوف به كي ينقض عليه ملتهما اياه .. هو ثابت بلا حراك كالصنم ..ركض الاسد نحوه وفي لحظة واحدة نزلت القضبان فوق رقبته ..مات الاسد ..عصبت عينيه ثانية و فك احدهم وثاق قدمه ثم وجد نفسه يقف هنا امام ذلك الرجل الذي لا يعرفه ..
: انت في حضرة السيد ديفيد ..
هتف بها ديفيد ينظر اليه بإعجاب ..فلأول مرة لايخاف طعام اسوده امام الموت ..ذلك الفتى ثروة عليه استثمارها ...
: ما اسمك ..؟
لم يرد .. ليس لأنه لا يتحدث اللغة الاجنبيه ..بلى هو يتقنها بطلاقة ..لكنه لم يرد ..
استقام ديفيد يقف امامه يحدث نفسه ..
: ممم لا تتحدث الانجليزية ..
: بلى ...اتحدثها باتقان ..
التمعت عينيه ديفيد اعجابا به وكأنه كنز ما ..
: إذً ما اسمك ..؟
: و من انت ..؟
: صديق الاسود ..
: انت مالك الاسود التي كانت على وشك التهامي إذً ..؟
اطلق ديفيد ضحكة خافتة يرجع واقفا خلف مكتبه ..
: خطأ ..قلت لك انني صديقها ..فالأسود لا تُمتلك ..
: ولما انا هنا ..؟
: لأن الاسود لا تأكل بعضها بعضا يا صديقي ..
لم يفهم مقصده ..لا يعرف انه رآه ..حيث يفضل مشاهدة اسوده الجائعة عند افتراس وليمتها الحية ..ثم امرهم بقفل القضبان فورا عندما لاحت له ندورة شجعاته اللتي لم يجدها سوى بالاسود فقط ..اكمل ديفيد
: هل تعلم انني ضحيت بأسد من اسودي مقابل حياتك ..؟ انت مدين لي ..
سأله بتعجب ..
: بأسد ..؟
اجابه ديفيد بغموض
: ربما ..هذا ما ستحدده اجابتك ..
نظر إليه باستفهام ليباغته ديفيد بالسؤال ..
: قل لي ..ما الفرق بين الاسود والضباع ..والكلاب ..
اختلفت شخصيته ..تبدل تماما عن ما مضى ..لمح سلاح ناري فوق سطح مكتب ذلك الرجل ..التقطه بخفة في حركة واحدة صار خلف ديفيد يقبض بمرفقه حول رقبته مصوبا السلاح نحو رأسه باليد الاخرى ..تأهبوا الرجال للمهاجمة ليشير لهم ديفيد بالرجول ..يحدثه ..
: ماذا تفعل ..؟
: اعطيك الاجابة ...الكلاب لا تجرؤ على إظهار انيابها بوجه سيدها ..والضباع تلتهم اسيادها ما ان اتاحت لها الفرصة ..اما الاسود ..فلا تفعل ..
ثم تركه فجأة يمد يديه إليه بالسلاح ..اخذه منه ديفيد مشدوها به ..يخاطره سؤالا واحدا ..من اين لمراد بمثل هذا الفتى ..؟ ..ابتسم بفخر قائلا
: حسنا يا صديقي ..هيا اذهب معهم ..
: إلى أين ..؟
رد ديفيد يلتقط كأس النبيذ الخاص به فاردا ذراعيه بالهواء
: إلى مملكة السيد ديفيد ..حيث لا مكان سوى للأسود ..
هم بالخروج برفقة رجاله ليهتف ديفيد
: انتظر ..ما اسمك ..؟
ان تختبر الشر ،القسوة ..شيء ..وان تعيشها ..تتجرعها ..تختلط بانفاسك ..بدمائك ..و بالمحيطين حولك ..شيء آخر
: عمر ..عمر الزيني ..
__________________________
الفصل الخمسون
****************
التصالح مع مخاوفنا امر شاق ..بينما العيش بها واقع مرير ..مميت ...
_________________
القت بنفسها بشجاعة واهية داخل احدى المواصلات المارة على الطريق الرئيسي ..لا تدري إلى اي وجهة راحلة ..زهرة اجبرت ساقها على الانتزاع من باطن الارض ..حين ظنت ان الارض ضاقت بها رحبا ..لتذروها الرياح كيفما شائت ..تقودها نحو بعد آخر ..اما لبستان غناء ..او جحيم فَنّاء ..توقفت العربة بمكان يعج بالمارة من شتى الاعمار والاشكال ..مشت بلا وجهة محددة ..لتتفاجئ بهاتفها ما يرن داخل جيب فستانها ..نست تركه قبل هروبها ..رقم مجهول غير مسجل ..يتردد اصبعها فوق زر الرد ..لتستمع إلى صوت احد منهم لآخر مرة ثم تلقي بالهاتف جانب الطريق و ينتهي الامر ..ضغطت على الزر ثم رفعت الهاتف نحو اذنيها تكتم بيدها الاخرى فوق فمها شهقات بكائها ..ليأتيها صوت رقيق طفولي ..
: انا حياة ،فاكراني ؟
تذكرتها مرحبة بها تحاول مداراة نبرة بكائها ..
: ماما جاتلي في الحلم لعبت معايا وحكيتلها عنك ..
قالتها الصغيرة بسعادة بالغة ونبرة حماسية ..بينما يجلس ابيها جوارها تغيم عينيه بألم ..
: قوليلها حياة بتقولك شكرا اوي ..حياة انا مش انتي ..اوعي تتلغبطي .
طيف ذكرى والدتها مر بخاطرها ، دون ارادتها علت وتيرة بكائها بعض الشيء حتى استشعرتها الصغيرة عبر مسامعها ..ومن حولها ..
: طنت حياة انتي بتعيطي ليه ..؟
ردت تنفي وتكذبها نبرة صوتها الباكية ..لتتفاجئ بصوت ثخين معاكس لرقة الصوت الآخر ..
: انسة حياة انتي كويسة ..؟ في مشكلة معاكي ؟
بنبرة قلقة نطق بها بعدما التقط الهاتف من بين يدي صغيرته.. استماعه لصوتها الباكي وزامور السيارات بالشارع من حولها اثار ريبه ..
تفاجئت به يخترق محادثتها مع الصغيرة ..لترتبك مغلقة الخط سريعا ..ستشتاق كثيرا لتلك الفتاة الصغيرة ...وستظل برائتها ذكرى معلقة بمخيلتها ..لحظة استدراك هبوط الليل يجثم بعتمته فوق دنياها البائسة والسقيع يلف جسدها من جميع الجهات ..وازت ذكرى استلقائها بداخل احضان زوجة خالها الدافئة ..نصل حاد يخترق قلبها كلما تذكرت ما سمعته خلف الباب من حديث ..لحظة استدراك وجدار ارادتها ينهار ..شجاعتها تتضائل مع رنين الهاتف مرة أخرى برقم مسجل .. رقمه ، من كانت على مشارف لقب زوجته ..لا تدرك انها اصبحت بالفعل ..انتهى الاتصال وفكرة الرجوع تقتلها ..رنين اخر من ذاك الرقم المجهول خاصة الصغيرة حياة ..رنين كحبل النجاة ما اذا تمسكت به .. فقط ضغطة ذر .. لا احد لها ..لا مكان ولا سبيل تسلك دربه ..ابتلعت غصة مريرة ..بصوت متهدج اجابت عندما كرر السؤال ..
: ممكن اطلب من حضرتك طلب ..؟
كانت اقرب لصورة الصغيرة عندما كانت تائهة .. مفتقدة ملاذا ما ..وربما فاقدة ..كلمات متقاطعة وتنتهي المحادثة ..
: خليكي مكانك ،دقايق واكون عندك ..
______________________________
اشتعال دمائه يبيح الحرق ..بينما اشتعال قلبه يبيح الموت .. خفقاته خواء رغم زلزلتها لا يحتسبها القلب اشارة حياة ..حتى يجدها ..هروبها كفكرة تثير غضبه ربما يثور زاعقا عندما يعثر عليها .. اما اختطافها ..في تلك الحالة ..فلتكن فعلتهم خطيئة ..وليكن هو الجحيم ..
انفاسه تحترق ..مسلوب الروح ومؤقتا يقبع بداخله شيطانه ..شيطان العشق ...
: هاتلي مكان التليفون يا شريف حالا ..
تحدث بها عبر الهاتف بنبرة مظلمه ..في اقل من نصف ساعة كان قد وصل إلى مكان هاتفها ..صف السيارة ..يتبعه شريف وبعض رجال الشرطة ..احدهم يسئل سائقوا الحافلات .. وآخر يقوم بتفريغ كاميرات بعض المحلات ..ومن بينهم وقف هو يبحث عنها بجميع حواسه ...
: لقينا التليفون ده يا فندم واقع جنب العربية دي
قالها احد رجال الشرطة لشريف ..ليلتقطه منه ناظرا لقصي الذي التقطه من بين يديه عندما تأكد انه هاتفها ..
: تعالى وريني لقيته فين بالظبط ..
تقدم الرجل امامه مباشرة يشير له نحو المكان ..وقف بنظرة حادة غامضة ينظر حوله ..حتى تصلبت عينيه فوق دكان ما كاميراته موجهة نحو مكان القاء الهاتف .. دقائق معدودة وكانت تتصلب عينيه فوق الشاشة ..يرى المارة والحركة تمر بسلام ..وفجأة ظهرت تذرف دموعا تمسحها بظهر يديها والهاتف بيدها الاخرى تتحدث لأحدهم باكية ..ارتعشت حدقتيه ..جف ريقه ..تمنى لو تتجسد امامه الآن ..لحظة فارقة .. تلقى الهاتف بنفسها دون اجبار .. وبعد دقيقة او اكثر وقفت امامها فجأة سيارة سوداء لم يرى منها سوى يد سائقها فوق المقود حيث لم تلتقط الكاميرا سوى جانبها فقط ..وبكل اقبال ركبت جواره بتحفظ ..
: رجع الشريط ..
افكاره تتضارب ..مشاعره في قتال ..اعاد المشهد عشرات المرات لم يصل لشيء ..بعد بعض الوقت خرج برفقة شريف يعبث بهاتفه متأكدا من وجود ذلك المقطع به..
ليتحدث شريف ..
: قصي ..واضح جدا ان حياة هربت.. ما اتخطفتش ، والرقم اللي بعتلك آخر رسالة لقيناه جنب البيت، يعني ممكن يكون حد بيراقب قاصد بس يوترك او يشتتك ..
شرد قليلا بتفكير مردفا ..
: و ممكن يكون بينبهك لهروبها ..
نظر اليه تشعل عينيه بغضب ..
: اللي بيبعت الرسايل مش بيراقب يا شريف ..ولا بينبهني ..اللي بيبعتها عارف كويس هو بيعمل ..
نظر شريف إليه بعدم فهم ..لبتركه راكبا سيارته عائدا إلى المنزل ..متوعدا بان يكون الهلاك لأحدهم ...
__________________________
دخل المنزل برفقتها بعد ما اطمئن على حالة أخيه ..لم يتفوه معها طوال الطريق بكلمة واحدة ..همت تخطوا نحو غرفتهم لتتفاجئ بذراعها يسحق تحت قبضة يديه الطاغية ..نظرته داكنة ..مخيفة ..
: ايه اللي وداكي البيت عند اخوي ..و مين اللي عمل فيه كده ؟ ..
اخذ صدرها يعلوا ويهبط أثر خفقات قلبها المتسارعة تنظر إلى الأرض ..لتطلق صرخة خافتة عندما زعق
: انطقي ...ايه اللي وداكي هناك ..؟
: ک.ک.كنت رايحة اجيب حاجة من هناك و اتفاجئت ب ...
بتر حديثها الكاذب بصفعة مدوية ،فعندما اخبره الرجل الذي كان يتبعها بعدما وصله خبر محاولة قتل اخيه ..اختلق ذريعة وجودها بالمنزل وقت الجريمة بانها كانت تحضر اشيائها الخاصة ..لم تدرك ان ذريعتها تطابقت مع ما لقنه لذاك الرجل ..وضعت يمناها فوق وجنتها المحترقة من الالم اثر صفعته ..تبكي بحرارة ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: مين عمل في اخويا كده ..تعرفي ايه انطقي ..؟
لن تتحدث ..فليفرغ جام غضبه بها ..لكنها لن تخبره ..لا تريد فقده بسبب احد اعمامها ..فلو اخبرته لن يتردد في قتل احدهم ..جذبها نحو غرفتهم يهزها بعنف
: لمي هدومك وعلى اهلك ..انا هعرف مين اللي عمل في اخويا اكده وساعتها هخليه يتمنى الموت ما يطولوش ..
حدجها بنظرة مطولة .. نفت برأسها تنظر إليه ..وكأنها تنهاه عما هو مقبل عليه ..استشعرت التخلي بنظرة عينيه ..كاد يلفظها .." انت طالق " ..كادت تنفلت من بين شفتيه لكنه امتنع ..ابتلعها برفقة غصة ما وشعور داخله يجبره بإلحاح على بقائها ..
: مش عايز اشوف وشك هنا تاني ..ارجع ما القاكيش ..
هكذا فقط وذهب ..جلست ارضا تضم ركبتيها نحو صدرها تختز للامام والخلف بنحيب باكي ..لتستقيم بعد بعض الوقت تلملم حاجاتها خارجة من المنزل ...
___________________________
وقفت امام شقته ، يبتعد عنها بالقدر الكافي لعدم ترنباكها وتوترها، يشير إلى شقة مواجهة لها ..تحدث بابتسامة يشوبها بعض التوتر
: دي شقة صغيرة لما فضيت قولت اشتريها واقلبها مكتب قريب من البيت علشان حياة ..
الحديث يحمل اكثر من وجه ..حمم باحراج يفتح الباب ..بينما هي مطرأة برأسها ارضا بانكسار ..في تلك اللحظة فتحت الصغيرة الباب المقابل راكضة نحوها .. لتدنو منها حياة تبادلها العناق بابتسامه باهته ..
: انتي هتعيشي معانا ..؟
سألت الصغيرة بفرحة ..بينما انتهى علاء من فتح الباب و الانوار ،يتحدث ليتلاشى احراجها ..
: اتفضلي في جوة كل حاجة ممكن تحتاجيها ..عن إذنك ..
دب الرعب بأوصالها ..تعرقت بتوتر ..هي لا تخاف الوحدة ،بل تموت رعبا ما اذا بقت بمفردها في مكان ما خاصة اذا ما كان غريب عليا ..
: بابي بابي علشان خاطري انام مع حياة عشان خاطري مش هزعجها ..
وقبل ان يعترض الاب تعلقت هي بالصغيرة كونيس لها ،لم تنتظر موافقته
: طيب ما فيش مشكلة ممكن حضرتك تسيبها معايا .. انا متشكرة جدا على كل اللي عملته ..عن إذنك ..
ثم دخلت تغلق الباب من الداخل ..
...تنهد بحزن لم يعرف ماذا حدث لها .. ولم يحمله الفضول للضغط عليها في الحديث ..فقط لبى طلب ونداء مساعدة ..وأمر ...
_____________________________
تمنح الفرص فقط لمن يستحق ..فتح عينيه بثقل ..يتأوه بخفوت شاق ..بينما تجلس هي جانبه شارد بحزن لتنتفض بفرحة ما ان استمعت إلى صوته ..
: سالم ..حمدالله على السلامة يا حبيبي ..
خامتها عفويتها في لفظ " حبيبي " ..ولم تنتبه ..بينما واقع الكلمة على مسامعه بين حضور وتيه .. واقع بستان ورود وهي تستلقي بين احضانه ناظرة إلى عينيه تطلق من بين شفتيها الكرزية ( حمدالله على السلامة يا حبيبي) .. لفظ بإسمها عدة مرات ..
: قمر ..ما تسبنيش ياقمر ..
: انا جانبك اهو مش هسيبك تاني بس انت قوم بالسلامة ..
ولج اسماعيل إلى داخل الغرفة مهللا ببكاء يقبل رأس ويد أخيه الكبير ..
: سالم ..حمدالله على سلامتك يا اخوي ..سامحني ..سامحني ياسالم .. اتفرقنا وسيبناك للديابة يستفردوا بيك يا اخوي ، سامحني ..
انفاس شاقة تعبر من خلال جرحه النضج ..يظن انها الأنفاس الأخيرة ..ليتحدث قائلا بمشقة
: انت ولدي مش اخوي يا سالم ..المهم دلوقت .. عايز ..حاضرة الظابط ..ضروري ياسالم ..لازم ابرئ الدكتور ..قبل ..قبل ما اموت ..
وضعت يديخا فوق فمها تكتم بكائها نافية برأسها ما يتفوه به ..
بينما تحدث اسماعيل بغضب ..
: مين يا سالم اللي عمل فيك اكده ..قولي عليه وانا هقطعه بسناني دول ..
ابتسم له بتعب ..لن يخبره عن هوية القاتل الحقيقي ..
: ابعت هات الظابط يا اسماعيل .. بسرعة يا اخوي ..
لبى رغبته على الفور ..أتى الضابط المسؤل عن التحقيق بعد دقائق معدودة ..ليأخذ بشهادته ..قص سالم على مسامعه ما حدث بداية من اختراق النصل لصدره مرورا بتعرفه على هويل القاتل وحتى دخول ومساعدة حمزة له ...
___________________
دخلت إلى منزل جدها وكأن بابه احدى ابواب الجحيم ..تمسح دموعها بظهر يديها ..بمجرد ان ولجت تحمل حقيقبة ملابسها ..انتفض الجالس على الاريكة بخوف كمن لدغه عقرب ..تقدم نحوها سريعا يزجرها بعينيه قائلا ..
: ايه اللي جايبك هنا الساعة دي ؟
صمتت تنظر اليه دامعة ليهتف يهزها بعنف ..
: اوعي تكوني فتحتي بقك بحرف واحد من اللي سمعتيه هنا ..قسما عظما اكون قاتلك ومتاوي جتتك ..
: ماعملتش حاجة وماقولتش حاجة سيبوني في حالي بقى ...
دفعها بقسوة
: حالك ..؟ مش حالك ده اللي وداكي لسالم البيت عشان تنبهيه اني جاي اقتله ..كنتي عايزاه يقتلني
: لاء برضوا ودي تيجي ..سلم نفسك وارفع ايدك لفوق ..
اتسعت عيني كلا منهم عندما اقتحمت الشرطة المنزل تلقي القبض عليه ..حدجها بنظرات كره حاقدة يهتف بغضب
: بتسلميني يا حور ..بتسلميني يابت *****
...ليسرع احد الغفر بالفرار خلسة يركض مهرولا نحو المشفى ليخبر عوض ...
___________________
همت ذاهبة إلى المنزل ..تخرج عبر رواق المشفى الكبير ..لتلتقي به يتقدم نحوها ، تمقته ،تمقت رؤيته ورؤية من يحملون جينات شره ..سوى حور ،تلك الفتاة تختلف عنهم ..نقيضهم ..،بحزن و أسف مصطنع تحدث ..
: قلبي عندك يافاطمة يابتي ..كيفه سالم ولدي دلوقت ..؟
: الحمد لله ربنا نجاه من ولاد الحرام الخونة ..ربنا يحرق قلوبهم قادر يا كريم ..
ابتسم ابتسامة صفراء ثم التفت ينظر خلفه وولده جواره ليجد الغفير خاصته يركض مهرولا ..عندما وصل اليه دنا من اذنيه لاهثا يخبره بما حدث ..اتسعت عيني عوض بغضب سرعان ما ضاقت بخبث يشير إلى الغفير برأسه ليذهب ..ثم همس لولده الذي اتسعت عينيه بدوره ثم وجه نظرات تشفي كريهة نحو فاطمة التي تقف ترمقهم بشك ..ثم ترك والده وفر بخطوات متسارعة ..
مش ولاد الحرام بس اللي بيتحرق قلبهم يافاطمة ..ولاد الحلال كمان قلبهم بيتحرق زي ما قلبي اتحرق على ضنايا ..ولدي الكبير وسندي ..بسببك ..
يفتح الان دفاتر الماضي المقبورة بين طيات القلوب ..يقلب بين سطورها المكتوبة بالدماء والألم ..ابتسمت بسخرية ..تغيم عينيها بالحزن
: بسببي ؟ ..مش بسببي يا حاج عوض .. بسبب طمع ابنك وجشعه وعينه اللي ما كانش يملاها غير التراب عشان يبص لوحدة متجوزة ،ويقتل جوزها عشان يتجوزها يستاهل الموت الف مرة ..وخسارة فيه حرقة القلب ..
: سيبي حرق القلب لصحابه يا فاطمة ..انتي ما جربتيش حارقة الضنا علشان كده ما هتحسيش بناري ..
يستدرجها نحو منحدر ما من الحديث ..يلقي لها الطعم لتفتح فمها ملتقطة اياه ..
: مين قال كده ..؟ جربتها يا حاج عوض ..جربتها و في ضنايا اللي مات من حسرتي على ابوه ..يوم ما جاني الطلق وانا بسمع خبر قتل ابوه بيد ابنك .. ابني اللي مات قبل حتى ما اشوفه او اسمع صوته ..
: قصدك بنتك... و اللي لساها عايشة ..
اتسعت عينيها بصدمة ..تذدرد ريقها بجفاء ..قلبها يخفق فجأة بعنف ..
: تقصد ايه ..يعني ايه بتي اللي لسة عايشة ..؟
ابتسم بشيطانية ..
: اقصد احرق قلبك كيف ما حرقتي قلبي على ابني ..اترحمي على بتك يا فاطمة ..اترحمي على حور ...
Flash back
الغضب ..الغيرة ..القسوة ..العناد ..التضحية .. الفناء من اجل الآخر .. والجحيم.. للعشق وجوه عدة ..عدا وجه واحد فقط لا يمت للعشق بصلة ..الخطيئة ..هي احدى فخاخ الشيطان الماكرة ..التي يضعها لنا في اطار العشق الخادع ..رآها بعين غريزة شهوانيه مدنسة ..بعيدة كل البعد عن نقاء العشق ..
: عايز اتجوزك ..اتطلقي من جوزك وانا اوزنك بالدهب ..هخليكي ملكه ..كل فلوسي تحت امر منك ..بس انتي وافقي ..
وبين عرض وطلب هناك صفعة قاسية من امرأه حرة الدماء " فاطمة"
: اخرس يا خاين ..مش جوزي ده اللي يبقى صاحبك .. صحيح ابن عوض هيكون ايه غير واطي وخاين لقمة العيش والملح زيك ..
ختمت كلامها ببصقة فوق وجهه .. كانت على بعد ايام من استقبال جنينها ..صفعتها له ما زادته سوى إصرارا على امتلاكها ..فهيء له شيطانه قتل زوجها ..الحاجز الذي يمنعه عنها ..ثم اتفاق مسبق مع تلك " الداية " التي ستتقوم بولادتها
: هتولديها و توهميها ان العيل مات ..وتجيبه ليا هنا ..واياكي حد يشم خبر ..
باختطاف الطفل ..و مساومتها بعد موت الزوج ..إما زواجها منه ،و إما فلن تراه للأبد ..وبكل قساوة قلب ونعدام ضمير ..قتل الزوج امام ابنته الصغيرة ذات ال5 سنوات وابن اخيه الفتًي ..الذي اخذ بثأر عمه في خلال يومين بقتل " رجب" ..واخبرت تلك الداية فاطمة بموت جنينها لحظة الولادة التي سبقها خبر موت زوجها الفقيد ...
: ربنا يعوض عليكي يا ست فاطمة في ولدك ..نزل ياحبة عيني مخنوق من الحزن ..اتحسر على ابوه يا نضري ..
بينما لم يكن الجنين ولدا ..بل كان الجنين" حور" ..التي كانت تآسي مرارة القسوة بين ايدي قاتلي والدها الحقيقي ..والمتسببين في صمت شقيقتها لاعوام طويلة المدى ..
Back
امسكت فاطمة عوض من تلابيبه صارخه بعيني متسعة اثر تلك الصدمة المميتة ..
: انت بتقول ايه ؟ حور ..؟ حور تبقى بنتي .. بنتي وعايشة ..؟
التم جمع غفير يحاول تخليص رجل عجوز من يد امرأة تكاد تقتله ..بينما تبتسامة ومتشفية ارتسمت فوق شفتيه بقسوة ..
: قصدك تللي كانت عايشة ..
غشاوة ما غشت عينيها ،صدع رهيب الم بقلبها برفقة صرختها المدوية .. بينما يقف هو متصلبا خلفهم متسع العينين بصدمة..حور ..زوجته ..ابنة عمه .. تصلب جسده ، توقف قلبه عن النبض ..بينما روحه تشتعل وتشيع اوردته نيران الحرب والعشق ..عندما استمع إلى كلماته ( قصدك اللي كانت عايشة ) ..
_________________________
الفصل ٥١ و ٥٢
الفصل الواحد والخمسون
********************
جلست تنعي ما تبقى من حياتها ببكاء مرير ،تتسائل ،ماذا لو اخبر احدهم جدها بانها تعاونت مع الشرطة للقبض على عمها .. لم تفعل .. لم تفعل اي شيء من الاساس وعليها تحمل جميع العواقب ..استمعت إلى خطوات اقدام يبدو على صاحبها الغضب ..اسقامت تنظر خارج الغرفة ..عله جدها فتحاول شرح الامر له ..
بمجرد فتحها للباب .. استلقت على وجهها صفعة عنيفة حجبت عنها الرؤية لعدة ثوان ..لم ترى صافعها لكنها تعرفت على قبضة يديه فوق شعرها بقسوة ..يهزها منه بعنف حتى كاد ينزعه من جذوره بين يديه ..سال خط رفيع من الدماء المتدفقة بغزارة من انفها ..
: دي اخرتها ..ده جازتنا اخرة المتمة يابنت *** ..بتبلغي عننا ..ده هيبقى اخر يوم في عمرك ..
اطلقت صرخات مستغيثة تحاول فكاك قبضته ..
: ما عملتش حاجة والله ياعمي ما عملت حاجة ..ابوس ايدك سيبني ...
: عمى الدبب يابنت حافظ ..صحيح يامربي في غير ولدك يازارع في غير ارضك ..
لفظ كلماته بحقد اعمى يخرج من جيبه مسدس نظراته تشتعل بالكره .. نظرت إليه بصدمة ..تتصاب نظراتها فوق السلاح ..
: اتشاهدي على روحك ..بس قبل ما اطلح روحك بأيدي ، لازم تعرفي انتي مين يابنت فاطمة ..
وجهت نظرات الزهول نحو عينيه ..ليقص على مسامعها حقيقة سطور الماضي الخفية ..ما ان انتهى حتى اثمرت كلماته عن اجابة تسائلات عدة حول كرههم لها " ليست ابنتهم " ..صوب السلاح نحوها وهي في حالة من العزلة ..عزلة اجابات ..تلك السيدة الحنونة" فاطمة " امها ..زوجها الذي سكن بين ثنايا روحها قبل قلبها ، ابن عمها ...دفعها امامه وابتعد خطوة واحدة للوراء مصوبا السلاح نحو صدرها ..انتبهت في تلك اللحظة ..لحظة استيقاظ وتشبث بحياة لم تنعم بما تستحقه منها قبل .." عفوا ياعمي المزعوم ..هناك الكثير على اختباره " ..بحركة خفيفة ساعدتها عليها ضئالة جسدها رفعت عبائتها كاشفة عن رجليها لتركله ركلة قاتلة " تحت الحزام " ..القى بالسلاح من بين يديه ارضا ممسكا بكلتا يديه اسفل بطنه يطلق سبابا مهين بصوت متألم مكتوم ..بينما هي التقطت سريعا المسدس بارتجاف خفاقتها خوفا ثم اطلقت العنان لقدمها ركضا تنظر إليه بقلق ..اصتدمت بشيئ ما فوقعت أرضا تنظر إلى ما اصتدمت من الاسفل ..لتطل عليها عينيه تسكنها نظرات الخوف القلق يتبعها ثالث ..نظرات العشق ..انحنى يرفعها من ذراعيها لتقف امامه وما زالت رغم استقامتها تنظر له مم الاسفل ..ليلاحظ طبع كف فوق وجهها باللون الاحمر الداكن ..تبدلت نظراته بأخرى تشبه دكنة اللون الاحمر فوق وجهها ..
: خليكي هنا ..
دفعها جانبا برفق ليتجه نحو ذاك المتألم أرضا يرفعه قابضا على شعره وما ان وقف امامه حتى اخذ يكيل له الصفعات ترافقها بعض اللكمات القاسية ..ولا ضير من افراغ غضبه ببعض ضربات الرأس ..عيون أخرى ونظرة شيطانية تنظر إلى ما يحدث بجحيمية مظلمة ..ولده يكاد يوشك على الموت بين يدي عدوهم ..اخرج عوض سلاحة يطلق رصاصة واحدة ..تصلبت لها جميع العيون ..احدهم بنظرات صادمة بتفاجئ ..وأخرى تتسع بجنون وعدم فهم ..والثالثة تفقد حياتها ناظرة لقاتلها ..ابيه ..اما عن الاب، فقد اراد الاحتراق لأحدهم ..فكان من نصيب قلبه ..اتسعت عينيه يلقي سلاحه أرضا يخطو ببطء نحو ولده بزهول ..بجنون ..لايصدق ..لايصدق انه انهى حياة ولده بيديه ..حيث حركة مقاومة منه لضربات اسماعيل وازت اطلاق الرصاصة فاخترقت قلبه .. او بالاحرى اخترقت قلب اب ..انحنى نحو ولده الملقى أرضا تسيل من حوله الدماء فتصنع بركة صغيرة بلون الموت ..همس جواره
: ولدي ..؟ .. ولدي ..؟
وضع كلتا كفتيه أرضا لتغوض بدمائه، ثم رفعهما إليه ينظر إليهما بجنون ..
: بيدي ..قتلتك بيدي ..قتلت ولدي بيدي ..كلهم راحوا ..
نظر إلى جثة ابنه يحدثه ..
: قتلتك بيدي يا ولدي ..قتلتك بيدي ...؟
بكى بحرقة ..بجنون ..لتعلوا ضحكاته صاخبة ..ثم ينخرط مجددا في بكاء حارق ..اصاب عقله بالجنون ..بينما صاعقة أصابت خافقه فاشعلت به نيران ستظل تضرم داخل قلبه مادام حيا ..حيث هناك من يمهل ولا يهمل ...
_________________________
تظن الزهور انها بثبات النخيل ..حتى تختبر عصف الرياح ..شعور ما بالغربة يلف كيانها ..اشتياق قاتل لدفء وجودهم من حولها ..تنمام الصغيرة بجوارها بعمق بينما النوم يجافيها مبتعدا عن افكارها ..كيف لها التصور انها بقوة تحمل سفر و بعد لمسافة قارات ومحيطات ..مازالت هنا ويقتلها الاشتياق قتلا ..ينحر قلبها بسكين تلم ..كيف لها امها ان تفعل ..؟ كيف تلفظها كما تلفظ الارحام اجنتها بقسوة نحو عالم آخر أكثر قساوة ..هل أخطأت بطلب المساعدة ..؟ بوجوها الان بشقة رجل عريب لا تعلم عنه سوى اسمه وابنته التي تنام بجوارها كالملائكة ..هل اخطأت لانسحابها بقلب مهشم وروح مبعثرة مفتقدة لملاذ امانها ..هل أخطأت لرفقها بقلب ام تشتهي عناق عبق ابنها في كل صباح ...؟
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: ازاي يا ماما تقولي كده ..؟ ازاي تتخلوا عني بالطريقة دي ..ازاي ..؟
اخذت تذرف دموع لها الوان عدة ..الفقد .. الندم ..الحسرة ..الاشتياق ، والخوف ..تتمنى فقط ،كل ما تتمناه ان تحدث معجزة ..معجزة ما تعيدها مرة أخرى بين احضانها ..فلتتولى المعجزة ذلك الأمر ..اما هي فلن تفعل .. غفت رغما عنها اثناء بكائها ..لتتجسد الحقارة والنبل معا ،بركم مظلم في الشقة المواجهة جلس خلف شاشة صغيرة ينفث دخان سيجارته بشراهة .. شاشة متصلة بعدة كاميرات في جميع انحاء الغرفة و ذويها من بقية الغرف ..يشاهدها ..يرآها تبكي بحرقة من خلالها ..من باب الحقارة هو تلميذ يؤدي أمر معلمه بجدارة .. شيطانه ،وصديقه الغير مقرب ، فقط تجمع بينهم علاقة النتيجة والسبب " المصلحة" ..ومن باب النبل ..هر رجل يحمل نصف المبادئ والنصف الآخر في عطل ما مطويا بين ثنايا ماضية ..متى شاء يستدعي القليل منه ..حيث عطل الكاميرات الخاصة بغرفة النوم ، الحمام ،غرفة تبديل الملابس ..يكفي نقل اهم مايحدث فقط ، .. لتكون آخر ما شاهدته عينيه ابنته ..وتلك الفاتنة الباكية تغفو بجوارها ...تحدث عبر الهاتف بنبرة مظلمة اكثر من كونها جافة ..
: كله تمام ..كل حاجة مشيت زي ما خططت ليها .. انت عارف اني ماليش في السكة دي يا مراد ..ياريت ما تطولش ...
ليجيبه مراد عبر الهاتف بنبرة مختلة قد اعتادها منه
: مرسي مرسي مسيو علاء ،ما تقلقش مش هطول هما يومين بس ..واوعا سنانك تاكلك على الامانة ..
ثم قهقه مراد بفظاظة ..اغلق الهاتف بانزعاج ..شعور يتسلل إليه بالاشفاق عليها من جنون مراد ..
: ايه اللي وقعها في سكته انا مش فاهم ..
حدث بها نفسه ليزفر بعنف جالسا فوق مكتب ما يترصص فوقه العديد من خطوط الهواتف الخلوية ..سحب احدهم حيث آخر رسالة سيقوم بإرسالها بعد يومين .. ولو ساهم الشق النبيل بدورة ..فلن تكون الأخيرة ...
__________________________
: عايزة بنتي يا منصور ..عايزة حياة ..
هتفت بها حنان التي دفقتها بعاطفة الامومة الخالصة من بين بكائها خزفا وقلقا واشتياقا لها ..
: دي قالتلي هغير هدومي ونازلة ..ياريتني مت سبتها ياريتني ..
شد منصور على قبضته غضبا ..منها وعليها ..صغيرته التي لم تكن يوما ابنة اخته فحسب ..هي ابنته .. زهرته التي ساقها من حنانه بسخاء واحتواها بين يديه كما يحتوي شعاع الشمس الزهرات ..كانت احضانه ارضها التي شردت مبتعدة عنها ..وكأن ما سقاها اياه كان جفاء ..قسوة ..لتشعره عمدا بكل ارادتها بالعجز ..ذلك الشعور البشع الذي يسطو فوق جميع مشاعره بقسوة ..فقط تأتي وسيغفر لها .. فقط يراها امام عينيه سالمة ويعرف سبب هروبها .. لم يجبرها على تقبل ابنه كزوجت لها .. فقط لو تعلم حقيقة الامر ...
_________________
يطوي نهارا مشرقا دكنة الليل بين صفحات اشعته ..يمتد اشراقه نحو قلوب البعض ..والبعض الآخر مازال معتما ..البعض الآخر له شمسه الخاصة التي لم تشرق بعد ..وقف امامه و ثالثهم الندم ..
: انا قولت مش هتيجي ..متشكر انك جيت ..ومتشكر كمان انك حاولت تنقذ حياتي ..
بامتعاض ..حنق و اشمئزاز ..واحتراق ينظر إليه حمزة ..
: انا كنت جاي اقتلك اساسا ..بس اعمل ايه . حالف القسم انقذ الحيوانات ..واقتلهم لما يجيلهم سعار ويبتدوا ينهشوا في اللي حواليهم
غامت عينا سالم جوار آلام صدره الحارقة بالكثير من الندم ..ليكمل حمزة بابتسامة متشفية
: او اولع فيهم وفي مخازنهم ..
فقط وجه إليه نظرة عدم فهم ..ليومأ له حمزة بتأكيد ..لم تجرؤ نظراته على الصدمة ..بل اغلق عينيه للحظات بألم ..حيث كان هو البادئ باشعال الحرائق داخل قلوبهم ..ليتحدث بتعب يبتلع لعابه الجاف
: مش هلومك ..و عارف ان اللي هقوله ده تقيل عليك ..بس لازم تعرفه .. انا ما عملتش حاجة ..سارة ...
انقض عليه يمسكه من تلابيب الزي الخاص بالمرضى الذي يرتديه صارخا فيه بعنف ما ان لفظ اسمها من بين شفتيه ..
: ما تنطقش اسمها على لسانك يا ****** سارة دي اشرف منك ومن عيلتك ال ****
: يخربيت ابوك ..الجرح يا بغل ..
هتف بها سالم يغمض عينيه بقوة يطلق آهات متألمة ..بينما دفعه حمزة فوق الفراش تشتعل حدقتيه ينظر إليه بغضب اعمى ..
: ما غلطش اللي خلاك دكتور بهايم ..انت ما ينفعش تتعامل مع بني آدمين ..
: وانت بني آدمين ..؟
اجابه بندم
: عارف اني كنت شيطان ،وهي ..
: ماتجيبش سيرتها يا حيوان ..
هتف بها بحدة ..ليرد سالم بصوت يائس
: طب اقولهالك ازاي دي ؟ ..اسمعني كويس يادكتور الله لا يسيئك جايز يكون ده اخر كلامي على الدنيا ..
زفر حمزة بغضب ليكمل سالم ..
: انا ما عملتش حاجة ..مأذيتهاش ..وهمتها اني لمستها لكن والله العظيم ايدي ما جات عليها حتى ..
في بداية الامر كانت كلماته لها فعل الوقود فوق اشتعال نيران عاشق ..لتتسع عينيه اتساع طفيف وخفقات متراقصة تتوارى اختبائا داخل صدره بهجة..بينما لايزال يحدجه باشتعال ..
: قولها تسامحني ..كل حاجة هترجع باسمها واسم اخوها .. زي ما عمي الله يرحمه كتب في الوصية ..انا ما بقيتش عايز اي حاجة غير انهم يسامحوني على اللي عملته ..
: جاي تعترف وتوب بعد ما مشيوا ومش عارفلهم طريق ..
: انا اعرف ..هرجعهالك ..بس وعد رجالة تبلغها مسامحتي لو ما لحقتش وقابلت وجه كريم .. ومحتاج كمان مساعدتك عشان اعرف ارجعها ..
نظر له بامتعاض حانق وفي صمته لمحة من القبول ...
: عايز ايه ..؟
هتف بها بانزعاج وضجر ..ليتحدث سالم ..
: اسمعني كويس ...
______________________
هو رجل المواجهة ..قائد الحرب ومنظمها ومفتعلها ..حيث دور الجندي المجهول لا يناسبه ..
يحترق قلبه برفقة الروح في اعماق اخاديد بركانية قاسية ..شعور الموت اهون مما يشعر به الان ..ينهش داخله الخوف والقلق عليها ..التقط هاتفه يجري اتصالا ما " معجزة" ...(فبعد يومين من عذاب مضني تلقى رسالة نصية تحمل فقط رقما ما .. ليتصل بالرقم وعبر مكالمة جماعية يجريها احدهم يتلقى هو مهاتفته )
: حياة ترجع .. قولي انت فين ..هاجيلك اصفي حسابي معاك ..
قالها عبر الهاتف بغضب مكبوت ..حيث روحه بين يدي وغد ..قهقه مراد عبر الهاتف باستفزاز
: مش عرض مغري ده !..اللي بين ايديا مغري اكتر ..
الان باتت شكوكه بانه الفاعل مأكده ..كاد يسحق اسنانه والهاتف بين يديه ضاغطا عليهما بغضب ..بينما قبضة يديه الاخرى تخدش الحائط امامه بعنف ، ادرك مقصده ..
: قسما بالله يا مراد ..لو شعرة منها اتأذت لهوريك الجحيم في حياتك ..هتتمنى الموت مش هتطوله ..
: تؤ تؤ تؤ ..مش كده يا قيصو ..ولا اقولك يا ميزو ...
يبدو انه يعلم الكثير ..أطلق العنان لضحكاته مرة أخرى مردفا ..
: كان ليك امانة عندي و دلوقت راحت خلاص ..اعتبرها امانة لحد ما تشرف عندي هنا ..
نظر إلى السقف يهتف بخفوت محدثا نفسه بخلل ..
: بكل اسف هي لا تصلح طعاما للأسود ..لكن ذلك لا ينفي انها قابلة للالتهام ..
: حياة لسة في مصر .. ابعتلي مكانك .. ترجع البيت ..بعدها جهز كفنك ..
: اممم ،اللعبة كده مملة ..هضيفلك شوية إثارة ..و هقولك معلومات كمان علشان تعرف اني fair .. هي فعلا لسة في مصر .. قاعدة عند واحد في شقته ..
هز رأسه بتلذذ تتسع عينيه بخلل لم يراه قصي لكنه استشعره عبر الهاتف من خلال نبرته الهامسة
: هسيب الباقي لخيالك وهكلمك بعد يومين ..Enjoy
اغلق الخط على ضحكاته التي علت شيئا فشيئا يلقي بالهاتف أرضا بعنف ..تحترق انفاسه جوار روحه يخلل شعره بهيستريا ..تنتفخ اوداجه تكاد توشك على الانفجار .. ليصرخ بجنون حارق كان لها هي فقط الفضل في ظهوره
: هقتلك يامراااد.. هقتلك ...
________________________
بكاء بمذاق الاشراق ..وجدت الحورية بحرها المناسب بيئتها المناسبة ..ذلك الدفئ الذي طالما افتقدته وجدته اخيرا بين احضان من تنتمي إليهم ..تلصقها فاطمة فوق قلبها مباشرة ..وكأن خفقاته تسألها هل تعرفتي على نبضاتي ..ها هنا جواري عندما كانت اول رفيق لك ..خفقات الام وكأن قلبها ينتفض مقبلا اياها شوقا ..تخرجها فقط لتقبل شفتيها كل انشا بوجهها ثم تلصقها بأحضانها مجددا ..وهي تتشبث بها كطفلة ضائعة ...
: عارفة اول مرة خدتيني فيها في حضنك ..اتمنيت انك تكوني امي اللي ماشوفتهاش طول عمري ..امي اللي طول عمرهم بيقولولي انها ماتت بسببي وهي بتولدني ..
: حرموكي مني وحرموني منك يا ضنايا .. سامحيني يا بنتي ..سامحيني يا حبيبتي والله ما كنت اعرف ..ما كنتش اعرف ..
انخرطا سويا في بكائهما ..بينما الواقفة بزهول امامهما تمرر نظرها بينهم بعدم تصديق ..لتترك حور احضان فاطمة تمسح دمعاتها بكلتا يديها مبتسمة باتساع تقف امام اختها الكبرى ..
: كنت بحسدك اوي عليها ..كنت بقول جوايا يا بختها بيها وبعيلتها لما اشوف حنيتهم عليكي ..
انسالت دموع قمر فوج وجنتيها تتلقفها بين احضانها برحابة اخوية ..يقف هو بجوار باب الغرفة يسترق النظرات اليها برغبه ملحة في اسكات شهقات بكائها في عناق بين ذراعيه ...وفي خضم المشاعر المتلاطمة كأمواج البحر ..لمحت عينيها رغبته ..اختلج خافقهما باضطراب ..و بلغة اخرى .."شعاع اول شرارة حب" ..
فلنعتبرها كذلك ...
________________________
خيوط الشمس تنسج انغام الصباح فوق الدنيا ..وهي تجلس بشرفة واسعة مزينة بالورود والشجيرات اللطيفة ..تحتسي كوب قهوة داكنة ..تستأنس بمذاقها برفقة الصباح ..تحسنت حالتها النفسية كثيرا بهذا المكان الرائع ..هنا تغرد الطيور ناعمة بالحرية ..لا تستغيث .. حيث لا وجود للصقور بينهم ..حتى تلك الذكريات الكسيرة لم تعد لها رغبة لاستعادتها ..لا تستحق حتى ان تصفها بمرارة قهوتها الحبيبة ..اخترق الهدوء من حولها صوته الحاني بمرح ..
: فراشة ياناس ..فراشة قاعدة وسط الورد ..
ابتسم تلقي عليه تحية الصباح فبادلها اياها بقبلة فوق جبينها ..جلس امامها ينظر اليها بتوتر رغم محاولاته في اخفائه ..لاحظته ..
: مالك يا آدم .. في حاجة
: لا ابدا ..
تنهدت بتأمل تنظر إلى السماء لتنقل نظراتها إليه مرة اخرى عندما تحدث بتردد قائلا
: المحامي بتاعنا كلمني انهارده ..بيقول ان سالم ابن عمنا اتعرض للقتل ..بين الحياة والموت دلوقت ..
ورغما عنها تجبرها الذكريات على استعادة قتامتها ..نظرت إليه بمعالم وجه جامدة غير مقرؤة .. ليكمل هو ..
: طالب يشوفك قبل ما يموت ..
اتسعت عينيها باعتراض ..بعصبيه ..تمرر جوار حروفها سخرية بمذاق قهوتها ...
: علشان ايه يشوفني ..طبعا عايزني اسامحه ..علشان اسامحه مش كده ؟ عايز يستسمحني بعد اللي عمله فيا ..ده دمرني ..دمرني ..
اخذت عبراتها تتناثر فوق وجنتاها قسرا ..ليتحرك ادم من مقعده جالسا امامها ارضا يحتضن وجهها بين يديه ..
: سارة يا حبيبتي اهدي ..مش عايزة تنزلي ماحدش هيجبرك .. انا بس حبيت اعرفك علشان ده موضوع يخصك مش اكتر ...خصوصا ..اا ..
صمت .. وفي صمته الغامض قلقت الشمس ..
: في ايه يا ادم اتكلم ..
: حمزة متهم بقتل سالم ومقبوض عليه يا سارة ..مستعد يخرجه بس لو وافقتي على طلبه ..
القلب العاشق يثور عبر اشتداد خفقاته بعنف .. عينيها صدمة هائلة ..صورتة بجوار اسمه يتقافزان سويا بداخل قلبها ..وهنا تقبع الخطة " السالمية " في اعادة الشمس ...
_____________________________
الفصل الثاني والخمسون
*******************"
نعتقد انه المسار الصحيح ..فنخوض الدرب بمثابرة ..ونكتشف بالمنتصف ضعفنا ..نشتهي العودة ولا نعود ..و في النهاية ، نخاف .. يتهشم المعتقد ..تتبخر المثابرة ..يتلاحم الخوف والضعف ليكونا ابا وام لمولود يملئنا التعلق به ..الندم ..
~~~
جلست تضم ركبتيها تحتضن جسدها ككل ..في ظلام القاع كانت قاناديل عينيها جاحظة ..جامدة دموعها كالجليد ..تتمنى فقط لو لم تفعل ..لو لم ترحل ..خوف آخر طغى بقسوة على جميع مخاوفها ..هي ليست وحدها وفقط ..بل هي محتجزة من قبل قاتل مأجور على حد تعبيرها .. وبكل سذاجة قدمت له الفرصة ،برغبتها ...
Flash back
انتباهة متأخرة ..استفاقة عقل .. لاحظت كبر فعلتها حيث وجودها بمنزل رجل غريب ..وضع غير لائق ،لكن دفعها اضطرارها وحاجتها لطلب مساعدته بدون نية مسبقة .. حيث لا مكان لها ولا مأوى .. استعدت للرحيل ،اخذت الصغيرة من يديها بعد وقت طويل من الوداع والدموع
: ماتعيطيش بقى مش اتفقنا اني هجيلك تاني ..وعد ..
مسحت عينيها تحتضنها وقبلة أخيرة منها فوق وجنة الصغيرة الباكية .. ثم خرجت من الشقة تطرق باب الشقة المواجهة..فتح الباب ..ولم ترى اسنانه التي كاد يسحقها غضبا من اجباره على فعل ما لا يريد .. خطت الصغيرة الباكية تقف جوار ابيها الذي ينظر إلى عيني الواقفة امامه بترقب غامض
: متشكرة جدا لحضرتك على مساعدتي ..انا مضطرة امشي اتفضل مفتاح الشقة وشكرا مرة تانية يا باش مهندس ..
بابتسامة شكر ممتنة باهتة ونظرات خجلة تتحولت إلى أخرى مستغربة ..حيث نظر إلى ابنته وقد تغيرت نبرته ..او ظهرت على حقيقتها
: استنيني في اوضتك يا حياة ..
ركضت الصغيرة نحو غرفتها فسريعا اغلق الباب .. قبض على معصم يديها بقوة يجرها خلفه بعنف ثم دفعها إلى داخل الشقة الاخرى ..وجحوظ عينيها الذي بدا بوضوح انه سيرافقها لعدة ايام بين خوف واكتشاف وجوه أخرى ..
: مافيش خروج من هنا ، ومش عايز اسئلة كتير ..وما تحاوليش تستغيثي بحد علشان احنا الشقة الوحيدة اللي ساكنة في المكان هنا ..
لكنته باتت غير طبيعيه ..عينيه بدت غريبة بشكل مخيف..لم يكن ذلك الرجل اللطيف الذي تمنت بداخلها ان يحمل قصي بعضا من لطفه ..قصي ..توقفت افكارها عند ذكر اسمه داخلها ..لتتسائل ..هل له ان يأتي الان فتختبئ من العالم بأسره داخل دفئ احضانه ..بنبرة خائفة ردت
: ايه اللي بيحصل ده ..انت مين ..؟
زفر بغضب ..حقا هو لا يريد إلحاق اذى بها ..ويجهل السبب ..
: قولت مش عايز اسئلة ..وفري على نفسك وعليا حاجات مش عايزها تحصل ياحياة ..
لفظ كلماته ببعض الحدة والمثير من الغضب، اذدردت ريقها تتحرك نحو الباب باندفاع
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: انا عايزة امشي من هنا ..انت مش خاطفني لو سمحت خرجني من هنا ..
لحقها يحاصرها بين لمعة الشر والرفق بعينيه وبين الباب الذي اغلقه بالمفتاح جيدا ..لم تمتلك القدرة الكافية من الجهد لدفعه ..هي تغرق باعماق خوف الان ..اخرج هاتفه يتحدث بروية ناظرا نحو حدقة عينيها مباشرة ..
: روحي الشقة خدي حياة خليها عندك ..لحد ما اجي اخدها ..
حدث بها جليسة ابنته ثم اغلق الهاتف ،قلبها يرتعد خوفا لم تعد تقوى حتى على الوقوف ..تذرف دموع لها اكثر من مذاق ..خوف ..ندم ..حسرة تلف فؤادها الذابل ..نهاية ..حيث هي بنهاية المسار ولا سبيل للعودة
: انتي فعلا مخطوفة يا حياة ..مش عايز اي تهور ،و تنفذي المطلوب منك .
في ظلام القاع فقدت شيئا ما ..واكتسبت اشياء عدة..ربما ظلامها احلك ، اكتشفت الحياة ..الحياة كما لم تعرفها من قبل ....
Back
فتح باب الغرفة ليجدها تجلس فوق الفراش كما هي ..شعور غير معتاد يلح عليه بفك أسرها و ضرب تعليمات مراد بعرض الحائط بل وتهشيم الحائط فوق رأسه ..هي صغيرة ..بريئة اكثر مما يجب ..وفى عالمهم الضاغي امثالها يسحقون تحت الاقدام بلا دية في سبيل بلوف الغاية ..
: بردوا مش عايزة تاكلي ..
وهي لا تعاند ..هي فقط بائسة بقدر بؤس محاولة هروبها نحو بقعة معتمة حيث اللا ضوء ..اوليس كان بقائها بينهم افضل مما هي عليه الان .. بنبرة متحشرجة تحدثت ..
: مش عايزة ..
بدت الحروف وكأنها تكره الخروج على لسانها ..ونصف آخر يكتشفه مع طول مدة بقائه معها ..نصف لاعلاقة له بالنبل او الحقارة ..نصف يشمل ذلك الخافق بيساره فقط ..
: اللي انتي بتعمليه ده مش هيغير حاجة ..كلي يا حياة وبطلي دلع ..
بشرود تنظر امامها وكأنها لم تسمع شيئا ..باتت هي محاصرة في حلقة دائرية مكونة من عدة اشباح ..
: هتقتلني امتى ..؟
ارتجف شيئا ما داخله بقسوة ارتطام ..هينيه مثبته عليها بغموض ..بينما هي رفعت وجهها إليه مردفة
: اكيد في الآخر هموت ..هتقتلني امتى ..؟
: كل حاجة وليها وقتها ..
اجابها وهو يحضر كرسي يجلس عليه بالعكس ..كانت الخطة تسير في مسارها الطبيعي ..حيث يضغط على اعصاب ذلك الشخص المسمى قصي بتلك الرسائل ..والذي بالمناسبة لا يطيقه بدوره ،ربما لو كان هو هدف الخطة وليس هي لكان استمتع قليلا ..فيضغط بدافع خوفه، عليها ،فيضيق بها الحال ذرعا وتتركه هاربة ..تقدمت الخطة سريعا ..حيث كان لسوء الفهم دورا كبيرا في تقدمها ..
: نفسي اشوفهم ..وحشوني اوي ..نفسي اسمع صوتهم لاخر مرة ..
حدثت بها نفسها باكية ..رمش عدة مرات بتفكير ..ليستقيم فجأة مغادرا دون لفظ كلمة اخرى ..نظرت هي في أثره تتساقط دموعها بانتظار الهلاك .. ليعود بعد دقائق يشرع في ارتداء سترته
: قومي ..
انتبهت له بارتياع ..
: هنروح فين ...؟
لم يجيبها ..فقط انحني جاذبا اياها إلى الخارج ثم إلى سيارته وهي تتبعه باستسلام يائسة ...
_____________
اكتشف عدة راوابط اخرى تربطه بها ..ابنة عمه ..التي تعرفت عليها روحه وخفقات قلبه قبلا ..كان يشعر بأنها جزء منه ..من كيانه ..حتمية وجوب حمايتها وكأنها عقيدة راسخة "رابط الدم " ..
..خفقاته التي ما ان يراها تزداد وتيرة النبض بها ..فكرة اقصائها عنه وطردها التي كان يمتنع عنها بشعور لم يكن يعرف تفاصيل هويته .." رابط العشق "
وأخيرا رابط الزواج ..حيث طلب من جميعهم الذهاب إلى سالم اولا، وتركها لانه يريد التحدث معها في امر خاص ،جلست امامه بارتباك ..هي وهو فقط وحدهما ولا ثالث لهما سوى العشق ..
: مافيش بيات تاني في أوضة مرات عمي ..
قالها بجمود لتميل رأسها بإيمائة هادئة
: ترجعي اوضتنا من انهاردة ..
في الحقيقة هي اجابته بإيمائتها البسيطة ..لكنه اراد اجابة تطرب اذنيه وتنعش نبضات قلبه بنغمة نبرتها الدافئة ..استقام يشتعل غيظا لتنكمش هي باجفال ترفع يديها حول وجهها في نوع من انواع الحماية ..الم ما نهش دواخلة لرؤية الخوف يسكن نظراتها ..اقترب منها فظنت انها ستتلقى من كفيه صفعة او ما شابه ..وما كان من كفيه سوى عناقا لوجنتيها يقربها إليه قائلا بجد يقطب حاجبيه بانزعاج
: انتي خايفة ليه .. ماتخافيش مني انا عمري ما هأذيكي ..
وكونه مصدر خوفها ازعجه .. لم تنسي تلك الصفعة التي تلقتها دون انذار منه رغم مسامحته في الوقت ذاته الا انها وبحسب ما ترعرعت فيه من قسوة ..تخاف ..
: انا مش خايفة منك والله ..انا طول عمرى عايشة ومستنية ضربة من اي حد فيهم لحد ما بقيت اخاف كده ..
تساقطت دموعها ليمسحها سريعا وفي حركة لا ارادية شملها بين ذراعيه في عناق له مذاق الجنة ..شدد عليها وكأنه يطبعها فوق صدره يبدد ذلك الخوف منها ..اما هي ومع دوامة مشاعر تدور حول قلبها لم تستطع سوى اغلاق عينيها بارتياح وشبه ابتسامة هادئة تغير مسار دموعها فوق خديها ، تذوب في نعيم احضانة وحنان ذراعيه حولها ..اخرجها برفق يذدرد ريقه ماسحا ما تبقى بعينيها من دموع ،حتى استقرت يديه فوق تلك الوجنة التي صفعها من قبل ..
: ما تزعليش .. حقك عليا ..يابت عمي
ابتسم لها ابتسامو عاشق ..تعلقت نظرة عينيها به ..مسكنها ..هو بكل معاني العالم مسكنها وحصنها الامين ، وهي جرة العسل خاصته ..انحنى يقبل موضع الصفعة وكأنه يمحو آثار أصابعه بأخرى ..لتتحد جميع الروابط معا في اسمى معانيها ..حيث امتلك جرة العسل خاصته قولا وفعلا ...
_________________
باعتراض منزعج دفع يدي الممرضة الممسكة بملعقة بينما الاخرى تحمل صحنا من الحساء ..
: ياست الله يرضى عليكي مش عايز اتنيل اكل ..
وتقنعه بنبرة عمليه مدمجه ببعض الرقة رديئة الصنع ان جسده رغم قوة بنيته يفتقر الكثير مم الفيتامينات الموجودة بذاك الصحن وتلك هي تعليمات الطبيب ..
: ده باينه نهار ازرق ..ما فاضلش غير الحريم توكلنا كمان
وهو شرقي متعصب ..ذلك النوع من النساء لا يستسيغه ..النساء عامة لا يكترث لوجودهن من الاساس .. واحدة فقط بكل نساء الدنا يريدها بكل حواسه ..
: مش جعان ريحي نفسك واتكلي على الله عالصبح ..
لفظها بضيق منزعج لتنتبه معالم وجهه وتلتمع عينيه لتلك القادمة من الخارج ..رآها عبر ذلك الزجاج الشفاف المطل على الرواق المؤدي لغرفته ..ارتجف قلبه بجرعة سعادة زائدة ..لينظر بلهفة نحو الممرضة التي تبدلت نظرات اليأس بعينيها إلى التماعة حماسية وابتسامة واسعة عندما هتف سالم وهو نصف ممدد ..
: تعالي اكليني بسرعة انا جعان ..
لتميل بدلال مصطنع نحوه تمد يديها بالملعقة نحو فمه وهو نظره معلق بباب الغرفة ..سريعا بدل نظراته نحو عيني الممرضة عن قصد عندما لمح التفاف مقبض الباب ..تصلبت تفاصيل اللحظة و الموقف ككل فقط بنظرة عينيها ..نظرة اشتعال ..احتراق ، مصوبة من عينيها والهدف ممرضة شقراء ..وقد ناله من نظراتها ما مرر له شعورا يدغدغ قلبه ناتجا ابتسامة عابثة فوق شفتيه ..فيالسعادته من عليه محبوبته تغار ..اقتربت منها ترمقها باستهجان ..
: هاتي ياختي و رورحي شوفي شغلك ..
قالتها بتهكم تريد تمزيق وجهها الملون ذاك او تلك الخصلات الشقراء بإصطناع ظاهر ..حمحمت الممرضة بإحراج خارجة من الغرفة ..بينما هو يتصنع التعب ..حدجته باستنكار تمد له الملعقة نحو فمه بعنف طفيف ونظرات شراسة تحذيرية مترقبة ..
: كل ..
: مش عايز ..شبعت ..
وضعت الصحن والملعقة جواره بعنف تكتف ذراعيها بتهكم
: اناديها تكملك اكلك ..؟ يمكن نفسك تتفتح ..
ضم حاجبيه يتصنع الجدية مبررا يحاول اخفاء معالم العشق المتدفقه من عينيه ..
: وفيها ايه ..؟ بتساعدني اكل ..كتر خيرها
ردت باستنكار غاضبة
: وانتي اتشليت وانا ما اعرفش ؟..مالكش دعوة بخيرها وشرها يا حنين ..عايز ايه ..؟
نظراتها مشتعلة ..ان كان يحتاج للمساعدة فليختفي صنف حواء من الوجود ولتكن هي فقط ..
: عايزك ..
اجفلت ..اختلجت الخفقات واضطربت المشاعر والقلب بات صريع عشقة ..اختبرت لحظة فقده بادراك كاذب فلم تتحمل محض فكرة ..
: ما عدش ينفع يا سالم خلاص ..
همت بالانصراف هاربة ..ليقبض على معصم يديها جاذبا إياها نحوه بقوة ..شهقت متسعة العينين، حيث تقترب منه حد الخطر ..حد القبلة ..انفاسهم اللاهثة تتلاطم كأمواج بحر ثائرة يحتضن ثورتها الشاطئ فتخر ذائبة بين حبيبات رماله باستسلام ..
: عايزك جنبي على طول ..ما تبعديش عن عيني دقيقة واحدة ..انتي ما ينفعش تبعدي ياقمر ..انتي عايشه جوايا ..ما ينفعش تبعدي ..
حواسها ،مشاعرها والخفقات وجميعها في حالة تفاقم من السعادة ..ليكبت ذلك التفاقم "ألم " ..لم تنسى خروجه بتلك الحالة التي رأته عليها من غرفة سارة بمنزلهم ..لن تنسى فعلته ..
: سيبني يا سالم ..
تنهل عينيه بنهم تفاصيلها التي يحفظها عن ظهر قلب ..الان يراها بشكل مختلف .. يذوب بين ادقها بعين عاشق ...
استقامت تحاول الفرار من حصار نظرته التي تذيبها بدورها ..لحظة واحدة وستخر باكية بين احضانه عشقا ..اما عن معادلة " العقدة والمنشار" فألقت بها له وعليه حلها ..
: شرطي الوحيد لجوازنا ان سارة تسامحك ..ساعتها بس هبقى ليك ..
ابتهجت عينيه بسعادة ..اومأ موافقا لها ..سيحل المعادلة وان لم ينجح سيهشم الطاولة بالمنشار ،ويبلع العقدة ان لم يستطيع مضغها ..ورغما عنها ستكون له ..وهل للقمر ملجأً دون ليله ...
___________________
قبلات ..قبلات ..قبلات ..اغرقت وجنتيها ،يديها وجبهتها ..وقد نالت ايضا من الطبيب وطاقم التمريض ..حيث فرحته لا تسع مشاعره ..
: انت فرحان اني قومت بالسلامة ولا عايز تموتني يا حمزة ..
تحدثت بها تفيدة باستنكار تبتسم له بيأس ..ليهلل للمرة التي لا تعلم عددها ..
: انتي عارفة انتي سايباني بقالك اد ايه ..ومستخسرة فيا كام بوسه ..
ليختم حديثه بقبلة طويلة فوق وجنتها ..دوت ضحكاتها تطرب روحه قبل اذنيه ..نجحت العملية بمعجزة في استئصال ذلك الورم الخبيث ،اخبره الطبيب صباح اليوم عندما ذف له بشرى استيقاظها وضرورة حضوره ..
: لاء ،انا قايمة من تعب ،مش حمل فرهدتك دي ..شوفلك عروسة تريحني منك شوية ..
: هو في حد زيك ولا في طعامتك انت يا بط ..
قالها يقرص وجنتيها برفق وكأنها طفلته .. لتلمع عينيها بشجن تنظر اليه بابتسامة حانية ..
: نفسي اتطمن عليك ياحمزة ..اشوفك متهني واشيل عيالك ..
: طب يالا جهزي بقى فستان للفرح ..
اتسعت ابتسامتها تختف بسعادة واضعة يديه على وجنته ..
: بجد يا حمزة ..الف مبروك يا حبيبي ،هي مين اعرفها ؟
اذدرد ريقه بقلق طفيف ،فهي لم غير ملمة بتفاصيل ما حدث
: تعرفيها ..سارة ..
تيبثت الابتسامة فوق ملامحها ..تضامرت سعادتها ،فهي تعلم فقط ما حدث قبل غيبوبتها الطويلة
: ومين قالك اني موافق ..
نظر كلاهما لمصدر الصوت حيث لم يكن لأي منهما ..ابتسمت تفيدة بحب
: آدم ..
تقدم منها لتردف قائلة بنظرة جانبيه إلى حمزة الذي اضحت عينيه موجهة نحو باب الغرفة ينتظر بلهفة دخولها ..
: تعالى يا آدم يا ابني عقله ..
التقط يديها ينحني ليقبلها مبتسما
: حمدالله على سلامتك يا طوفي ..وحشتيني ..عينك يا دكتور ..
خرجت جملته الأخيرة محذرة ببعض الشماته يستقيم واقفا ..لينتبه حمزة ينظر إليه بأسف وندم ..تحدثت تفيدة ..
: قوله يا ابني احسن ده متهور وهيضيع نفسه ..ما بنات الناس كتير مش لازم سارة دي ..
مرر نظره بين تفيده وآدم بقلق قائلا
: اهدي يا تيتا وصلي على النبي ..نتكلم بعدين ..
: لاء يا حمزة مش هنتكلم بعدين ..انت لازم تشيل البنت دي من دماغك انا ما عنديش استعداد اخسرك ، ماتتكلم يا آدم ..
صفع حمزة جبهته لينزل بكف يده على باقي وجه بحسرة ..جذب انتباهه حديث آدم
: معاكي حق يا طوفي ..حمزة فعلا متهور وبيضيع حاجات كتير من ايده ..مش نفسه بس .. بس مين قال اني هوافق اجوزه اختي ؟
: نعم يا اخويا ..وانت مالك انت ..
هتف بها حمزة باستنكار ..ليرفع آدم كتفيه قائلا بتحكم ..
: اختي يا جدع الله ..وبعدين مين قالك انها موافقة اساسا ..ده اسبوع بحاله على ما اقنعتها تنزل معايا ..
وبكل بساطة هو يكذب ..حيث هو من عطل نزولهم لمدة اسبوع ..اما هي ..فمجرد اسم تمرير حمزة في خبر ماولة قتل ابن عمها ،وافقت بلا تردد بل وأرادت السفر في نفس الوقت ..فأيقن في تلك اللحظة انها عاشقة ل" دكتور البهايم" ..يكذب وبللغة الدارجة " بيغلّيها " ..
: ادم انا صاحبك ..صاحب عمرك اقف جانبي وحياة ابوك ..
قالها باستعطاف ..بينما تمرر تفيدة نظرها بينهم بعدم فهم ..
: الموضوع خرج من ايدي يا حمزة صدقني ..هجبرها يعني ..انا اساسا مش عارف ازاي طاوعتك انت والزفت التاني ..لو سارة عرفت اني متفق معاكم مش عارف رد فعلها هيبقى ايه ..
حيث هو الضلع الآخر في مثلث الخطة لإعادة الشمس ..
: صلي على النبي في قلبك بس كده وان شاء الله ربنا هيكرمنا ، ويقف جمبي و يجوزهالي ..
: انتوا بتتكلموا على ايه ولا بتقولوا ايه ما تفهموني ..
جلس آدم جوارها يحتضن بديها بين يديه ،يسرد لها كل التفاصيل الخاصة بما حدث اثناء غيبوبتها ...
_______________________
بقلب الجبل بركانا منصهر ..جائع لالتهام الكون .. فقط يجدها وسيلقنها قوانين غضبه ..وعشقه ..يعلم من خلف اختفائها ..رغم ذلك يجوب الشوارع والطرقات بحثا عنها ..يود نبش صدره اختراقا نحو قلبه حيث مكانها الوحيد الذي يعلم انها لن تخرج منه ابدا.. أخبره مراد أنه سيتركه لمدة يومين ..ها هو على مشارف اتمام سبعة ايام ولم يتلقى منه اي اتصال ..لعبة الاعصاب لعبة حقيرة ..دنيئة ..حيث المواجهة اكثر شرفا ..يقتله العجز بعيون ابيه ..وجفاء الفقد بقلب والدته الذي عاد لها من جديد ..
فجأة ..رنين هاتف ورقم مجهول ..واختلاجة قلب ..اذدرد ريقه بخوف لم يظهره لوالديه ..رفع الهاتف نحو اذنيه بلهفة ..ليتصلب جسده تتسع عينيه صارخا يخطو في حلقة مغلقة كليث غاضب ..
: حياااة ..
شهقت حنان تستند على المقعد متسعة العينين بلهفة ..بينما منصور حاول باندفاع مشتاق الوقوف على احد عكازيه بنظرات مترقبه وقلب اب تتلهف خفقاته للاطمئنان عليها ..بينما على الجانب الاخر من الهاتف ،تجلس بالسياره جواره تكتم شهقات بكائها ..ليخرج صوتها بكل احتياج ..اشتياق ..استغاثة ..
: قصي ..
ومع نبرة الاحتياج بصوتها ..شت عقله ..اشتعلت اوردته غضبا بنيران كاوية ..
: انتي فين يا حياة ...؟
وهي تصر ان تصيبه بالجنون ..او الموت ..
: قصي ،انا اسفة ..قول لخالو يسامحني ..وقول لماما كمان اني بحبها اوي ..
: حياة ما تخافيش ..ما تخافيش يا حياة قوليلي انتي فين ..قولي اي علامة في المكان اللي انتي فيه ،هوصلك ما تخافيش ..
واشارة بانتهاء المكالمة ..وكانت الطامة التي اصابت لب خافقه ...آخر كلماتها وكانها تخبره انها النهاية ..
: قصي ..انا بحبك اوي ...
____________________
🥀❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
الفصل ٥٣ و ٥٤
الفصل الثالث والخمسون
**********************
العواصف ،المطر ،تقلب المناخ ..جميعها عوامل قد تؤدي إلى حُمى ..لكن ان يصاب قلبه بحمى من مجرد جملة..؟ ( قصي انا بحبك ) ..كانت له اسبقية اكتشاف ذلك ..اجتياح ناري ..حمى وحمية ..وربما سهم غائر ..غصة مريرة ..لا يعلم ..هو انزعج .. فقط غضب ما ان تفوهت بتلك الكلمات لآخر ..بصوت خافت مرتعش تحدثت و قد استمع إلى الحزن المرافق لحروفها ..
: شكرا ..
امعن النظر اليها ..مائة وستون سنتيمتر من البرائة ..النقاء المعاكس لتهتك انسانية عالمه ..تنهد بحزن .. بعض خفقاته تعلقت بوجودها ..جزئا ما من قلبه يشعر بالألم ..وكونه يشعر من الاساس شيء يغضبه ..هل احبها ..؟ ..لا يعلم ..او بالأحرى لا يملك حرية الاجابة ..هي تفعل كارثة ..تقلب دفوف جميع الموازين ..هي بكل بساطة تظهر النبيل بداخله ..
: لو كلتي، هخليكي تكلميهم تاني ..
النبيل ..؟
ام العاشق ..؟
الاجابة .. ان ثمة شعور وليد صارخ ينمو بداخله ..سيؤده ..بكل ما اوتي من قوة سيقتل ذلك الشعور ..حيث دروب الشوك لا تخطوها الوردات ...
______________________
تصلبت نظرة عينيه ..تجمدت عبراته كالجليد ..هو ذلك الاسير الذي نال الهزيمة والأسر دون حرب ..نال موت ،ومازالت انفاسه تقايض هواء الكون ..هو "الجندي المجهول " للحكاية ...
قص له ديفيد تفاصيل 25 عام من الخدعة ..الاخوة المزيفة التي لن يعترف بزيفها ابدا ،اما عن دور البطل، فهي " امه " المحروقة ..واما عن الضحية او الضحايا ان صح التعبير ..فجميعهم ..تعجبت نظرات ديفيد يضيق عينيه ليس استفهاما وانما باستكشاف ..
: لماذا لا تبكي ..؟
شق ثغره ابتسامة حزن مطعمه بسخرية
: الرجال لا تبكي ..هكذا قالت لي يوما ما ..
ابتسم ديفيد ابتسامة جانبية ،هو رجل يمتلك من الحكمة بقدر عدد ضحايا اسوده ..
: خطأ فادح ..البكاء للجميع ..قد نختلف في الطريقة ،لكننا بالنهاية نبكي ..البكاء فطرة نولد عليها كما الألم ..ابكي ..فالبكاء يا صديقي هو اشارة الوجود ..
نظر عمر إليه وقد بدت عينيه صارمة مستعرة
: اريد ان آراه، لن استطيع مهما اثبتت من قوانين ان انفيه انا من داخلي ..هو اخي ديفيد ، ..اخي الذي لم ارى اخ غيره ..
وهو الوحيد الذي اتاح له مناداته ديفيد فقط بدون سيدي ..ارتشف رشفة من كأس النبيذ بيديه يسأله
: قل لي اولا ، كيف اتيت إلى هنا ..بينما انت في عداد الموتى ببلدك ..
شرد عمر متذكرا تلك الأيام التي مر بها ..ايام بمثابة قطعة من الجحيم..
Flash back
بعدما استنشق ذلك الكم من المخدر الذي ناوله اياه مراد في لحظة احتياج خلايا جسده لكل ذرة بتلك الورقة المطوية ..تصلب جسده ..وتصلبت نظرة عينيه فوق عيني مراد باستغاثة ..وهو صريع اللحظة وخاسر المعركة .. و لأحدهم هو الورقة الرابحة ..
الهدف مقطع .. و الوسيلة عقّار شيطاني مسحوق يعطيه تفاصيل الموت بلا موت ..تفاصيل الموت لعدة ساعات لن تحتاج خطته لأكثر منها..فقط اراد مقطع مصور لا يتعدى دقيقة يمرر وهم الموت لمشاهده .. موت عمر ..وهو كل ما يحتاجه لاستدراج وسيلة اجدر تعزز من خطته ..والتتمة لجثة مشوهة تتبادل وعمر الاماكن وتواطئ الطبيب النوباتجي بالمشرحة معه كان اسهل مما يمكن حدوثه ..ومع ارتفاع محركات الطائرة وهبوطها ببلد آخر ..كان دور رجاله في تهريب عمر فوق سطح احدى السفن التجارية الذاهبة لبلد آخر ..وبإسم جديد وجنسية جديدة وبشكل ما وقع عمر بين دهاليز خلله والنجاة مستحيلة ، النجاة شرسة لا تعرف اارحمة ..النجاة كانت عندما زهد مراد في الاحتفاظ بالورقة الرابحة ..اسود ديفيد ...
Back
غامت عينيه بوحشية اثارت لمعة الاعجاب بعيني ديفيد ..ليتحدث بغموض
: يبدو انني لم احسن انتقاء اصدقائي ..
لم يكن بحاجة لاستماع القصة ..فهو على علم ودراية بأدق التفاصيل عن كل ما يدور حوله وحول غيره ..
: مراد لا تجدي صداقته نفعا ..مراد عدو نفسه ..و عدوي
قالها عمر بسخرية انتقامية لها دكنة القبور وحمرة الجحيم ..
: برأيك ما الذي يليق به ..؟
شرد قليلا بتفكير ..ثم انتشى بمجرد التخيل ..اظلمت عينيه بدكنة قاتمة ..يبتسم ابتسامة بمذاق الدماء ..
: طعام الاسود ..
ضيق ديفيد عينيه بتفكير ..هو فنان تشكيلي بشكل ما ..مختلف .. يتفنن في ابراز وحشية الاخرين ..و عمر بجعبته الكثير ..سيستمتع بصناعة ذراعه الايمن كيفما يريد ..هو ماهر في انتقاء اسوده ..و حذر في انتقاء طعامهم ..ابتسم بتلذذ يتجرع كأس النبيذ من بين يديه ..
: لنرى ..
________________________
( انا بحبك اوي ) ..هل له الان باسكات صوتها الذي يتردد صداه داخل عقله وقلبه يرفعه نحو السماء بجنون عشق ،ثم يقذفه إلى جوف الجحيم بلوعة فقد ..
ليتها لم تنطق بها ابدا ..الا يكفي ما يشعر به من نيران مندلعة كالبراكين بين اوردته ..الان هو جميعه يحترق ..قلبه كتلة جمرية تضخ براكين منصهرة لجميع خلاياه ..وما زادته نبرة صوتها واعترافها سوى جحيم ..
: عايز مكان المكالمة يا شريف فورا ..
: قصي ..انا مقدر اللي انت فيه بس اللي احنا بنعمله ده مش هيعمل حاجة ..احنا بنجري في دايرة مقفولة..
شظايا ..فقط بعض الشظايا انطلقت تعبر عن لمحة مما يشعر به .. ليصرخ بعجز ..او بالاحرى انكار عجز يتجرع مرارته في كل لحظة هي بعيدة عنه بها ..
: هلاقيها ..لازم الاقيها يا شريف ..هتشوفلي مكان الرقم ولا اتصرف انا ..
اذعن شريف فورا ليلبي طلبه ..تلك الفوهة البركانية بعينيه التي على وشك الانفجار ما ان خدشها احدهم يجب الحذر معها ...
__________________
لم تكف دموعها عن التساقط من نبع عينيها الصافي ..تصلي وتدعو الله بان يقر عينيها برؤيتها سالمة .. ابنتها التي لم تنجبها قط ..ابنة قلبها وروحها ..تذرف الدموع داعية و عيون صغيرة تقف خلف الباب بحذر ولمحة حزن مستغربة منها تصوبها إليها ..علمت ان حياو والتي هي زوجة اخيها الذي بدوره ليس اخيها، ليست ابنتها ..اذا كيف لها ان تهب كل ذلك الحب لمن هي ليست بابنتها ..؟ ..وسؤال ولد على حد افكارها ..نتيجة افتقار مشاعرها لاحضان ام .." هل يمكنها ان تحبها مثلما تفعل مع حياة تلك ؟ ..هل يمكنها منادتها أمي ..؟" ..وفي لحظة التقت عيونها الصغيرة المتعطشه للارتواء برشفة حنان مع تلك العيون الباكية ..مسحت دموعها تناديها ..
: تعالي يا يمنى ..
ارتبكت ..عادت خطوة للوراء ثم تلجلجت بكلمات مبهمة وفي النهاية خطت بارتباك وتردد نحوها ..مسحت حنان دموعها سريعا تسألها
: محتاجة حاجة يا حبيبتي ..؟
جلست امامها وكأنها تهبط من السماء ..او آتت لتوها من عالم آخر ..بنظرات متسائلة تحدثت
: انتي ليه بتعيطي عليها كده وانتي مش امها ..؟ ..ازاي بتحبيها كده وهي مش بنتك ..؟
ابتسمت حنان من بين بكائها الذي سرعان ما عاد لها
: مين قال انها مش بنتي ..مين اللي قال اني مش امها ..ا لما كانت بتخاف كانت بتجري تستخبى في حضني انا .. حضني انا اللي كان ديما امانها وسكنها ..انا اللي علمتها وربيتها وكبرت قدام عيني وجوه قلبي ..صحيح هي مش واخدة دمي ولا ملامحي ..بس واخدة من روحي ..واخدة حتة من قلبي ازاي ما بقاش امها ..ازاي ..؟
ابتلعتها مجددا دوامات البكاء ..ليجفلها سؤال يمنى المفاجئ ..ارتجف قلبها وتنشطت ذاكرتها السوداء في خلق الزرائع ..
: هو انا ينفع اقولك يا ماما ..؟ ..ولا مش هترضي ..؟
ناهد ..ومجددا ناهد حتى بعد موتها ترهق مشاعرها ككل ..من المؤكد انها ماتت لكنها تركت أثرا ..حواجز عدة تنتصب بمعاندة بين قلوبهم ..حواجز لا تهدم سوى بالانسانية ..الرحمة ..و الحنان ..تمثلت الاجابة بجرعة امومة افتقدتها الصغيرة ..وربما لأول مرة تختبر صدق عناق ام ..عاطفة امومية اجتاحت خلايا مشاعرها فلم تجد الصغيرة بدا من البكاء ..شددت حنان من عناقها تغدقها بفيض حب خالص ،دون رتوش ماضي سقيم ..
: طبعا ينفع ..ينفع يا يمنى ..
رغم المحيط الداكن من حولنا ..هناك دائما طاقات من نور قادرة على محو ظلام العالم ...
__________________________
ان يطلب مسامحة تقليدية هو مجرد عبث ..ليأخذ الابتكار دوره ..والابتكار يتمثل بأفكار حمزة ..
: لاء ما انا مش هسيبها معاك لوحدها ،انسى ..انتوا تقولولها ان سالم جوة وتدخل تلاقيني انا ومالكوش دعوة بعد كده
هتف بها حمزة بتهكم معترض عندما اقترح سالم ان يطلب مسامحتها بمفردها ..ليتحدث آدم باستنكار ساخر
: وانا بقى اللي هسيبها معاك لوحدها ..؟انا مش عايزها تتصدم ..لازم يبقى عندها فكرة ..
تنهد سالم بيأس يوجه حديثه لآدم ..
: اختك دماغها جزمة قديمة ، انا عارفها ،مش هتيجي لو اديتها فكرة عن اللي هيحصل ..
انقض حمزة يمسكه بيد واحدة من تلابيبه هاتفا بغضب ..
: انا مش قولتلك مالكش دعوة بيها ..ما تتكلمش عليها خالص ..
دفعه سالم يبادله الهتاف والغضب ..
: انت ايش حشرك ، انا وولاد عمي مالك انت ..؟
ليفتح الباب فجأة وتظهر قمر قائلة بلهفة
: سارة جاية ..
انتفض ثلاثتهم ليتحدث حمزة بمعاندة ..
: آدم انا مش هسيبها مع الحيوان ده لوحدهم ،تتصدم ما تتصدمش انا مش منقول من هنا
جز سالم على اسنانه غيظا ولم يرد ..ليتحرك آدم بخفة يجذب حمزة قائلا ..
: هنقف ورا الاستاند ده ، تعالى ..
ليختبئا خلف ساتر طبي بنهاية الغرفة ..لحظات وطرق الباب ..ليستشعر القابع خلف الستار دفئ شعاع شمس اشتاق لها كثيرا ..لا اراديا اخرج رأسه من خلف الستار ليراها ..جذبه آدم يحذره بعينيه ليمط حمزة شفتيه بضيق مذعنا لتحذيره ..، استمع إلى خطواتها الرقيقة تتقدم بثقل ..دخلت تحدج سالم بنظرات كارهة واجهها هو بالندم ..رفعت رأسها متحدثة بسخرية قاتمة
: جيتلك زي ما طلبت ..عاوز تساومني على ايه المرة دي ..؟ على الورث بردو مقابل برائة حمزة ..؟
: طب مش تقولي حمدلله على سلامتك يا ابن عمي الاول ..
وخلف الستار يعض عاشق برتبة مجنون على شفتيه غيضا ،يشد من قبضة يديه بغضب هامسا لآدم
: بص الحيوان ..
ليشير له بالصبر ..فانصت كلا منهما لما يدور خلف الستار ..
: ايه المطلوب عشان حمزة يطلع ..؟
وهي لا تفاوض ،هي تكره وجودها معه، تخرج حروفها قسرا مذعنة لرجاء خفقاتها فقط من أجل "حمزة "..بينما في حقيقة الامر ،تريد شحذ أظافرها لتمزيق وجهه ..
: تسمعيني ..تسمعي اللي عايز اقولهولك وجايبك عشانه ..
زفرت بنفاذ صبر تنصت لما يريد قوله ..قص عليها الحقائق كاملة ..انها لا تعد زوجة له ..لا شرعا ولا قانونا ..والاهم انه لم يحدث شيئا قط مما يوجب الزواج ..هي كما هي لم يمسها بسوء ..لتتسع عينيها بلمحة فرح تتعلق بصدق كلماته ..وخفقات تضرب صدرها تخشي احتمالية الكذب بقوله ..بصوت متهدج ونبرة تائهة سألته ..
: الفيديو ..؟
الندم يلف حروفه ونبرته ونظرة عينيه بل يملئ الهواء من حوله ..يتنفسه ..
: ما كانش اكتر من اللي انتي شوفتيه ..صدقيني يا سارة انا عرفت غلطي في حقك ومستعد لأي حكم تحكميه عليا بس تسامحيني ..
وخلف الستار قلب أخ بروح اب يذدرد ريقه متأهبا لامتصاص صدمتها بقلق ..وعاشق ..عاشق حد النخاع ،يجز على اسنانه اشتعالا، تصور له مخيلته اخذ عذاء سالم مساء اليوم ..
: مش هنكر ان كان كل همي الورث واني احافظ عليه ..بس والله ما كنتش عايز افرط فيكي .. كنت عايزك تعيشي وسطينا ..صدقيني انا اتعيرت دلوقت مش عاوز اي حاجة غير انك تسامحيني يا سارة ..رجعت كل حاجة بأسمك تاني ووصية عمي الله يرحمه اتنفذت زي ما كان عاوز ..
التسامح سمة ..قدرة لا يمتلكها الكثير من البشر ..ابتسامة ساخرة شقت ثغرها بينما عينيها بلون الغروب
: لاء ما هو واضح انك اتغيرت .. جايبني علشان اسامحك مقابل برائة الانسان الوحيد اللي حبيته ..زي ما ساومتني اوافق على الجواز منك مقابل حياته قبل كده ..نفس مبدأ لوي الدراع ..
ابتسامة بلهاء ارتسمت على وجهه بينما خفقاته تتراقص طربا على ايقاع جملتها ..( الإنسان الوحيد اللي حبيته) ..
نظر لها سالم نظرة لم تفهمها ..نظرة غامضة ثم هتف مناديا ومازالت نظرته معلقة بعينيها
: حمزة ..
نظرت إليه تقطب حاجبيها بعدم فهم ..سرعان ما اتسعت عينيها بصدمة وجوده في الغرفة ..خفقاتها تهدر بعنف ..تتسائل عينيها كيف له ان يكون هنا ..تمرر نظرها بين سالم وبينه بحيرة وعدم فهم وفجأة تلقفها بين ذراعيه آدم الذي ظهر من العدم يدعمها قائلا..
: اهدي يا سارة انا جنبك ..
نظرت إليه بتيه ..
: ايه اللي بيحصل . انا مش فاهمة ..
ليهتف سالم بنبرة انكسار ..
: انا ما بلويش دراعك يا بنت عمي ..الدكتور حمزة خرج اول ما فوقت وقولت انه مش هو اللي حاول يقتلني .. من غير اي حاجه اهو بطلب منك بس تسامحيني ..
اما هو ..فانفرد بعينيها وكفى ..الكون من حوله فراغ ،هو وهي فقط ..تقترب خطواته لا اراديا منها وكأنه تحت تأثير سحر ما ..سحر عينيها الذهبية ..
وفجأة ..حجرا ما سقط فوق رؤسهم ..التسامح سمة لا يتصف بها الكثيرون ..وهي احدهم ..
: لاء ..مش مسمحاك ..
ساد الوجود معالم وجه سالم، وقمر التي تقف عند باب الغرفة ..ثم نظرت إلى من يذدرد ريقه بقلق امامها ..ولمحة عتاب لاحت بنظرتها له
: مش مسامحة اي حد جرحني حتى لو بكلمة ..
هم ان يتحدث ،يبرر
: سارة انا ..اا
: انا ماشية يا آدم ..
قاطعته توجه حديثها لآدم تخرج من باب الغرفة .. ومقلتيها ينابيع فائضة على وشك الانفجار
________________________
مرحبا بالحرب ...
هو مندوب الشيطان وتلميذه ومساعده ..هو مختلق الوسائل ومتعدد الاهداف ..لا تغريه النهاية بقدر خوض المعركة ..رفع الهاتف نحو اذنيه بابتسامة شيطانية تتأرجح رأسه مع موسيقى تدور فقط بمخيلته ..موسيقى النهاية ..آتاه صوت علاء بإجابة مترقبة .. ليشعل النيران فوق العلم في اشارة لبدأ الحرب ..
: علاء ..خلص عليها ..فلوسك هتوصلك زي كل مرة ..
هكذا فقط ثم اغلق .. الآن ..يجري اتصالا آخر ..من رقمه الخاص ..حيث سيظهر الرقم الخاص بالبلد المقيم فيها ..بل وسيرسل له العنوان بالتفصيل بكل رحابة ..اخترق صوت قصي اذنيه عبر الهاتف ..ليتحدث بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عذاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ...
______________________
الفصل الرابع والخمسون
***********************
تحدث مراد عبر الهاتف بأريحية تامة ..بانتشاء ..بشيطانية تجاور مخارج حروفه ..
: قدامك مهلة 3 ايام ..تكون اخدت فيهم عزاها و تيجيلي عشان ابعتك ليها ..اصلها بتخاف تبقى لوحدها ..
كلماته كان لها واقع الرصاص ..
رصاصات مصوبة نحو خافقه مباشرة في إطار مكالمة هاتفية ..
كالصخور التي تسقط نحو منحدر جبلي وبالنهاية رأسه .
ارتجافة لا وعي ،انكار، لازمت حدقة عينيه ..
سقطت افكاره في فوهة قاتمة بقاع بئر سحيق مظلم ..تصرخ بصمت ..
اما عن قلبه؟ ..
في شق اخدود بركاني العمق يحترق ..
صرخة ذبيحه لا صوت لها شقت اوج نيران صدره تخرج متخفية في هيئة هسيس مهلك من بين اسنانه التي كاد يسحقها
: حياة لاء يامراد..حياة لاء
اختنقت انفاسه ..تراكمت الاحرف بحنجرته تخرج بصعوبة ..
: خرجها من حسابتنا وانا ليك ..هجيلك زي ما انت عايز و ...
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
قطعت المكالمة ..بعيون جاحظة ظل يناديه والهاتف ملتصق بأذنيه ..
وفي لحظة ادراك موت محقق لا محالة ..
لحظة لها السبق الناري الخاص بها هي فقط ..
دمعة حارقة ألهبت وجنته دفعت بها صورتها بعينيه ..
عجز تام تمكن منه حد تقيد نبضات قلبه عن الخفق ...
____________________
احدهم فعل نمط اللا شعور لديه ،
قلبه يصرخ ب " لا تفعل" ..
بينما العقل ينص اعتراضه غاضبا فوق ورقة بيضاء بحبر قاتم ..
حقيقة داكنة تلائم قتامة الحبر يضعها نصب عينه ..
" فق ..انت قاتل مأجور "
بكلتا يديه صفع جانبي رأسه عدة مرات منحنيا بصراع قاتل ، اصابه من الحيرة ما يبيح الانتحار ..
تثاقلت حبات العرق فوق جبهته،
بكل وضوح شمس ..بل وضوح حريق في ليلة حالكة السواد ..
امر نافذ ..و عليه الإصغاء ..
قتلها !!
فقط ضغطة واحدة فوق الزناد ..وينتهي الامر ..
قتلها وقتل احلامه التي استضافتها ليال عدة ..
قتل نظراته ..افكاره ..التي تعلقت بليل عينيها ..
بقمر منير يعكس ملامح وجهها الرقيق ..
قتل خفقاته التي تهدهد حبا وليد لا ينطق سوى بإسمها ..
" حياة"
وفي لحظة انتصار ..او هزيمة لافارق ..
سحب مسدسه بانفاس لاهثة يندفع خارجا يرافقه شيطانه كالظل ..
فتح باب غرفتها بحسم ،دون سابق انذار ..
استقامت ترتجف واقفة بخوف ..فزع العالم كله تجسد بنظرة عينيها ..اذدردت ريقها بجفاء ، .. امر واقع لا محالة ..
موت ..نهاية حياة !!
حيث نظرات عينيه المرعبة التي يغلب سوادها على اللون الابيض بها ..انفاسه المحترقة تنبأ عن رمادا ما ..
لا تعي هي عنه شيئا ..
تصلبت نظرتها فوق فوهة سلاحه التي اشهرها امام رأسها مباشرة ..توقفت خفقاتها عن النبض ..
لحظة النهاية ..
اغمضت عينيها باستسلام ،صورته تكتمل خلف ستائر جفنيها المغلقة ..ساكن القلب والروح .. لترسم ابتسامة فوق شفتيها ترافقها دمعة ندم ..
باستسلام تام لفظت الشهادة من بين شفتيها بخفوت ..
بينما هناك معركة بداخل الواقف امامها
عقل ثائر ..وقلب صارخ يتحاربان في ساحة عشق ..
والمنتصر رصاصة !!
انطلقت من سلاحه ..
أمر نافذ ..
اتسعت عينيها بصدمه للحظة ،وما بعدها سواد حالك ..ارتطمت بالارض ،سقطت بجسد رخوي ..
رصاصة ..! ..وامر نافذ وجب عليه تنفيذه
سقطت..
رافق سقوطها صوت تهشيم زجاج النافذة من خلفها ..
اثر رصاصة ..!
وامر نافذ ..لم يستطيع تنفيذه ..
نظر إلى جسدها الضئيل المتهاوي أرضا بضعف ..
ليحملها بين يديه وفكرة الفرار بها تتلاحم بأفكاره ..
تواطئ العاشق مع النبيل لانضمام الحقير لهم ..
و ثلاثتهم يريدونها ...
______________
مشاعرها احجية ..ينقصها الكثير من القطع ..وهو رمم جميع نواقصها ..
دخل إلى الغرفة يزفه الشوق لها
جميح جوارحه هائمة في استعداد تام للفناء من اجلها .. ، اشتاقت نظرات عينيه للنهم من قسمات وجهها الرقيقة ..
توغل عشقها بقلبه دون روية ..
حوريته التي اهداها جناحين، لتحلق برفقته تحت سماء عشقه ..
اما هي ..في عزلة فقاعية كانت تبكي ..
استقامت تمسح عينيها ما ان رأته امامها
ليقطب جبينه بقلق متقدما منها ينظر إلى عينيها مباشرة بلهفة ..
: مالك ..؟
بعشق خالص لفظها ،وبكل الحب بادلته بنظرة مطولة نحو عينيه ودمعات تتوالى في التساقط ..
ثارت النزعة الرجولية بداخلة مفسرا بكائها بشكل خاطئ ..
اشتعلت عينيه بالغضب ،لم يكن من احد سواه .. سب نفسه بصمت .. آثر غضبه بداخله لكي لا تخاف .. اخذت افكاره تنتج عدة أسئلة .." هل تسرع بدمغ برائتها بعشقه لها قولا وفعلا ..؟ هل ارغمها على ما لم تكن تريد ..؟"
تهدج انفاسها ونبرة الخوف بصوتها الخافت محى تلك الافكار وكأنها لم تكن
: خايفة ..
: من ايه ..؟
قالها بلهفة عاشق يتأهب لقتل أحدهم وافكاره تنسج اسبابا عدة لخوفها
: خايفة كل ده يطلع حلم ..والاقي نفسي في وسطيهم تاني
شملها في عناق آمن ..
: ماتخافيش ،انتي في وسطينا احنا خلاص ..وسط اهلك وناسك ..
قالها بنبرة حانيه كانت بردا وسلاما على مسامعها وقلبها ،لتتحول نبرته لتوعد خالص يختص به عوض وأتباعه
:قسما بالله لو كان فيهم حد سليم ماكنت خليتله نفس على وش الدنيا
بنظرات متلهفة دامعة رفعت رأسها إليه
: لاء ،بالله عليك يا اسماعيل ما تعمل كده ، انا خلاص مش عايزة حاجة منهم ، بس خليك جانبي انا خايفة عليك ماتسيبنيش ..
ابتسم بعشق ينظر إلى عينيها مباشرة ..قائلا وهو يمسح حبات الؤلؤ الدافئة المتساقطة من عينيها ..
: تعرفي ..؟ ..من اول مرة شوفتك فيها وانا حاسس انك مني ..حاجة غريبة بتربطني بيكي ماكنتش عارف ايه هي ..
رفع خصلات شعرها المتناثرة بانسيابية حول رقة وجهها .. تقبل عينيه كل تفصيلة فيه ..
: هلى طول كنت بحاول اخبي احساسي ده وما ظهروش لحد ..
ابتسمت بخجل تتحدث بنبرة خافتة ..
: لا ، كان بيظهر ..
ضيق عينيه مبتسما يتصنع الشك ..
: كنتي صاحية ؟ ..
اومأت بخجل تطلق ضحكة ناعمة بخفوت ..
: آه ..ده احنا مش ساهلين بقى ..؟
دفنت وجهها بصدره تضحك بخجل ليضمها هو إليه بذراعيه تدوي ضحكاته بسعاده ..
عناقها جنة حوريتها الوحيدة هي ..
حورية جنته ...
_________________________________
احكم لجام جموحه نحو ما يريد ..
ولو اطلق له العنان لاخذها من الجميع راحلا حيث هو وهي وحياة الصغيرة فقط
..في صحراء قاحلة تشبه جفاء روحه، جلس في سيارته وهي ممددة فوق الأريكة الخلفية ..في حكاية ما هي الاميرة النائمة بانتظار قبلة الحبيب ..الذي لن يكون هو ..
والذي لن تجدي قبلته نفعا في إحيائها ،
لكن لإحيائه هو قد تفعل ..
تنهد بغضب يلتقط الهاتف وتلك المرة لم ينص رسالة ..بل مكالمة نبيلة بكل وضوح ..
: تعالى عند ( .... ) ،حياة معايا ..تبقى عندي في خلال 30 دقيقة والا مش هتشوفها تاني .. ومش محتاج اقولك ما تبلغش البوليس ..
بكلمات مقتضبة اخبره عن المكان ثم اغلق ..نص شروطه وتمنى ان يخل بها ..
نظر إليها وشعور ما يؤلمه ..فكرة اخذها وليحترق كلا من مراد وذاك الاخر الذي تحبه ،تلح عليه بشدة .. وفكرة اخرى تهاجمه بكل جبروت طاغي،تمنعه ..
انها تحب ذلك الاخر ..
وفي خضم معارك مشاعره استيقظت ..
فارقت بجهد بين جفنيها المتعانقان ..
ظلت دون واعي بما حدث وما يحدث للحظات ،فقط تنظر امامها بلا ردة فعل تذكر ..سرعان ما واجهت عينيه المحدقة بها لتنتفض جالسة بفزع تتسائل ،لم تمت ؟ لقد اطلق النار ..رأته يطلق الرصاصة نحو رأسها مباشرة !!
نظرت حولها قبل ان تثبت عينيها فوق عينيه بتسائل ..
: انا فين ..؟
نزل من السيارة بغموض يفتح الباب ناحيتها
: انزلي ..
اذدردت ريقها بخوف تذعن لامره ناظرة حولها ..
لتقابل وخذات رقيقة من رمال الصحراء لها فوق وجنتاها نتيجة الرياح ..
وكأنها تهديها قبلات سرية مرحبة ..
وربما موَدعة ..
نظرت إليه تلف ذراعيها حول نفسها في محاولة فاشلة بالشعور بالامان ..
: احنا فين ..؟
اجابها بالصمت فقط يحدق بها بغموض لم تفقهه ..استكشفت نظراتها بخوف فضى المكان من حولها ..
رأته بعين خيالها يحفر هناك بتلك الرمال الصفراء حفرة تناسب ضئالة جسدها
حفرة مناسبة تماما للدفن ..
استنشقت رائحة جفاء حبيبات الرمال تتكدس داخل انفها وفمها ..
استشعرت ملمسها الخشن حين تغمرها كليا ..
دمعت عينيها بقهر مردفة وهي تنظر الى المكان من حولها ..
: انا هموت هنا ..؟ هتموتني هنا خلاص !
اتسعت عينيها بصدمة ، بعدم تصديق ..عندما آتاها صوته الجاد ..
: لاء ..مش هتموتي هنا ..هترجعي ياحياة ..
_____________________
قلبه مفقود ..
خفقاته تسابق الريح وكأنها باحثة عن القلب لتخفق الحياة بداخله ..تاكل عجلات سيارته الطريق من تحتها بينما جسده متصلب ،
عينيه غابات مظلمة متشابكة الاغصان ،جارحة، بل قاتلة لمن يحاول الاقتراب ..
مكالمة كانت لها عدة وجوه اخرى ..
سكين حاد نُحر بها عجزه ..
صاعق انعاش لأمل كان على وشك الفناء بداخلة ..
انتفاضة عاشق لم تذق عينيه طعما للدموع منذ زمن ..
هشم قوانين الوقت حيثت وصل في وقت قياسي ..
لحظة حياة ...
يراها امامه على بعد أمتار ..
لحظة احتراق ..
تقف بين يدي رجل آخر ..
لحظة انتباه ..صفعة ..
رجل يعرفه ..رجل نال شكه ..ونال هو منه الخديعة ..
( الباش مهندس علاء ) ..
ماهو الا احد اذرع مراد الممتدة في كل مكان ..
اما عنها ..فلم تتمهل .. امتلئت عينيها بالدموع موازاة لرؤيته ..امانها ومأمنها ونصف عالمها ..منقذها ..
نفضت يديها من قبضة علاء وفقط سلمت لقلبها مفاتيح العقل واستسلمت لرغبة اللجوء ..
ركضت كمن يركض نحو اوطانه ..
نشيج قارب للانتحاب ..وارتطام ..
كان عناقها له اشبه بارتطام قطبي مغناطيس نزع توا حاجز العزل بينهما .. هنا ملجئها رغم انف حدود المعقول والا معقول
تتعلق ذراعيها برقبته في تشبث
،تبكي ..
هو دفنها بصدره وكفى شعورا انها بين ذراعيه ليهدأ من نيران عشقه المتقدة ..
نفذت رائحتها نحو قلبه فهدأت خفقاته في سلام ..
شعلة الغضب مازالت تشتعل بعينيه الزيتونية موجهة نحو الماثل امامه الذي يشعل سيجار ما بمعالم وجه تبدو جامدة، بينما باطنها احتراق لا يدركه سواه ..
بذراع واحدة شدد من ضمها لصدره ..والأخرى تلمس بها سلاحه الذي اخفاه داخل سترته من الخلف ..انطلقت حروفه بجفاء معاكس لدفء ضمة يديه لها ..
: اركبي العربية
لم تترك أحضانه حتى مع اعادة الامر عليها ..نزعها كالروح من بين احضانه..
يمرر لمحة فقط فوق هزيع عينيها.. ثم وضعها داخل السيارة مغلقا الباب بعدما همس لها بأذنيها قابضا فوق يديها بسلسلة مفاتيحه ..
: دوري العربية واطلعي ..
تجمدت داخل السيارة بعد همسه الصارم ..تنظر إليه عبر النافذة وهو يبتعد عنها نحو علاء ..
انتفضت تشهق بفزع عندما رفع كلا منهم سلاحه بوجه الآخر في ذات اللحظة ...
__________
غضب ضاري يطل من عينيه ..بينمت يواجهه علاء بابتسامة مستهينة ..
رصاصتين على وشك الالتقاء ،بداخل "مسدس" كل منها ..
: نزل سلاحك .انا لو عايز اقتلك ماكنتش سبتك تيجي لحد هنا ..
قالها بسخرية واقعية ..اما هو تجاور حروفه شظايا حرب برزت حواد سيوفها
: كنت عارف ..كنت عارف ان مراد له كلاب في كل حتة ..
احتدت نظرته باعتراض ..لم ولن يكن احد كلاب مراد ..
..لكن قوانين اللعبة تتبع ..
وبتعبير آخر " المصلحة تحكم "
: لو انا زي ما بتقول ماكانتش فضلت عايشة ..
لفظ كلماته مشيرا نحو حياة في اشارة منه لبداية حرب ..
بحركة مدروسة اثارت اعجابه قبل ان تثير غضبه ،باغته بها قصي حين انتزع سلاحه من بين يديه يهاجمه
بضربة رأس فولازية ترنح أثرها خطوة واحدة منحنيا بابتسامة قاتمة ..
في قانون ما ..سالب وسالب لا ينجذبان ..
وبقانون موازي ..
عاشق وعاشق ..يتعاركان ..
هو مدفوع بطاقة غضب تفوق حد السماء ..لم يكن التهور من سمات افعاله ..لكنه معها وبها يكتشف كل جديد ..
كان له الغلبة ..وكان صوتها بمثابة خدش فوهة البركان
: قصي حرام عليك هتموته ..
صرخت بخوف حقيقي ..
خرجت من السيارة تصرخ لانقاذ حياة حقير من بين يديه ..على حد تعبيره ..
دفعه قصي ليسقط أرضا ..
بخطوات غاضبة سحق الرمال تحت قدميه وصولا لها ..فوهة البركان تخرج باطنها المنصهر جوار حروفه الزاعقة بوجهها ..
: انتي ايه اللي خرجك ..على العربية ماتخرجيش ..
عينيه كالجمر المشتعل ..انفاسه المحترقة لسعت بشرتها الرطبة بفعل دمعاتها المتساقطة ..
تصلبت امامه متسعة العينين ..اذدردت ريقها بجفاء كما جفت الدماء بعروقها ..
بنظرات مرتعشة تكاد تخرج عن محجرها حركت رأسها نافية ببطء ..
التفت قصي خلفه نحو نظراتها ليرى علاء ممسكا بسلاحه لاهثا تتدفق الدماء من انفه بغزارة ،تخالط حبيبات الرمال الدماء فوق وجهه كالقناع ..ومن بين انفاسه اللاهثة تحدث ..
: قولتلك لو عايز اقتلك ماكنتش وصلت هنا ...
صمت يلتقط انفاسه بينما اخفى قصي حياة خلف ظهره ..
اكمل ..
: مراد مفكر اني خلاص قتلتها ..دلوقت مستنيك تروحله علشان يخلص عليك ..
شهقت باكية تتمسك بملابسه من الخلف ..
اصغى قصي بتعقل إلى ما يقول ..ليردف علاء
: انا دوري خلاص خلص ..
أضاف بابتسامة يشوبها السخرية
: دلوقت دورك انت .. مش لازم يعرف انها لسة عايشة ..
من المفترض ان يهدأ ..ان يتنفس الصعداء شاكرا لوجود من يحاول مساعدته ..لكنه لم يفعل ..فقط اخذ يتسائل بجحيمية .. لماذا يفعل شخص بمثله ذلك ..؟ لماذا يقدم المساعدة ومن أجل من ؟
والاجابة حرب وبروز سيوف عاشق تتعطش للارتواء بدماء احدهم
وقد لمح احدهم سهام التسائل المشتعلة بعينيه ..
لن يقتله امامها ..فقط في فرصة أخرى سيفعل ..
هكذا حدث نفسه بما املاه عليه عقله
التفت يجذبها من يديها بقسوة نحو سيارته ..قسوة لم تعهدها عليه من قبل ..دفعها لتركب ثم بصمت تام اهدى له نظرة داكنة كالرماد ،
جلس فوق المقود يحرك سيارته للذهاب بها نحو زجهة مجهولة ..
وفي حركة عفوية منها نظرت خلفها ..نحوه ..
: بصي قدامك ..
زعقة بمثابة صفعة ..جعلت نظراتها تتصلب إلى الامام برعب ..اذدردت ريقها تندفه خفقاتها تشتد بسرعة صاروخية ..،لم ينظر إليها .. شظايا نارية تتناثر من عينيه ..قسوة لم تعهده بها من قبل ..
قسوة عاشق لا تستحق سواها كما يمليه عقله ...
وخلفهم نظرات داكنة كالرماد ..و صفحة تطوى..تطوى للأبد ..
________________________
هي بتلة في مهب ريح عاصفة تصبُ بقلب الجبل ..حيث بركان بانتظارها ..
تبكي والسبب انه لم يحدثها بكلمة منذ ان زعق بها اثناء ذهابهم ..لم تعبأ بكونها كانت على وشك موت ،
هي معه وكفى ..
برفقته الان وهو لم يحدثها وتلك هي مآساتها الآن ..
اما عنه فالشيطان يحول نياط العشق وغضبه ، يغزل له افكارا من نار ..
توقف بالسيارة امام ذلك الكوخ الذي يطل على بحر ازرق ثائر ..
كوخ خشبي بمكان نائي يحتضنه من الخلف جبل ومن الامام ذلك البحر وكأنه طفلهما الصغير ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تخطو اقدامها الكوخ للمرة الثانية ..في الاولى كانت تجهل ذريعة بقائها به برفقة عنايات ..
اما الان تدرك تماما ما تقبل عليه ..
اغمضت عينيها بيأس ..باستسلام ..وقد لفظت آخر دموعها ..تساقطت فوق وجنتها ببطء ..
وكأن الدموع تدرك ايضا النهاية ..
عينيه هلاك ..لذلك لم ينظر إليها ،ف3ط فتح الباب في امر صامت منه بالنزول ..
وبكل ترحاب اذعنت بخطوات تعلم مسارها جيدا نحو الكوخ ..
صراع بين اعصار غضبه الذي يحاول كبح جماحه نحوها ..وبين جميع حواسه التي تلح عليه باعتصارها في عناق ابدي كنمط جديد للعقاب ..
انتفضت تنظر إليه عندما اغلق الباب بعنف .. كم تمنت لو لم تلتفت ..حيث واجه هزيع الليل بعينيها وهج شهاب النار بعينيه..
نبرته ضربة مطرقة فوق طاولة العدالة قبل نص الحكم
: حد قربلك ..؟
واجابتها نافية
: لاء
نصب عقله قاضيا ..اما عن القلب فجوارها في قفص الاتهام ..
: ايه اللي حصل بعد ما سيبتك في اوضتك ونزلت للمأذون ..؟
بؤس العالم امتصته حروفها كالإسفنجة ليخرج صوتها منكسرا تسرد له ماحدث بالتفصيل ..
انتهت ..ولم تنتهي عينيها من غزل خيوط الدموع الحارة فوق وجنتها ..
انتهت ولم يجد هو في اجابتها ما يطفأ نيرانه المشتعلة بداخله ..
يخطو كليث غاضب يمنة ويسارا يزئر غضبه للخروج ..
: قولتلك لو مش موافقة على الجواز قوليلي وانا المسؤل قدام ابويا ..
خرجت حروفه هادئة ..هادئة تماما كهدوء ما قبل العاصفة ..فمرحبا بها ..
اهتزت حبات الحصى فوق الجبال من حوله أثر صوته ..
: بتعذبينا لييييه ..؟
لم تنطفض ..بل انصهرت خوفا ..شعرت وكأن قلبها تضخم اثر احتباس نبضاتها بداخله ..
: بتمشي وتعرضي نفسك للخطر ليه ..
اقترب منها بقسوة يعتصر ذراعها تحت قبضته ..يتحدث من
: مافكرتيش فينا .. في خالك اللي العجز في عيونه كل يوم بيقتله وهو مش قادر يعمل حاجة ..
تبكي بكاء حار ..تنتحب بصوت عال ،اهتزت حدقتيه بتراجع لثوان ثم عادت للاشتعال مرة اخرى ..
: مافكرتيش في الست اللي اعتبرتك بنتها قلبها بيتقطع عليكي كل يوم ..
والمقصلة ..القشة التي قسمت ظهر البعير ،شرارة اشتعال صاروخ البؤس بداخلها ..
: مافكرتيش فيا ..؟
خرجت منه بخفوت ..بعتاب مرير ..لتنفجر هي نافضة يديها بعنف ..صارخة
: انا مافكرتش غير فيكم ..مافكرتش غير في خالي وفي عجزة في انه يخلص مني ..
نظر اليها بجمود لم تهتز خلجة واحدة منه امام انهيارها ..
: و شاف في جوازي منك الحل المناسب لوجودي الغير مرغوب فيه وسطكم ..مافكرتش غير فيك وفي الست اللي ربتني زي ما بتقول ..
تتذوق ملوحة دموعها في محاولة فاشلة منها لاسكاتها ..بينما هو ينظر اليها وكانه يخبرها بان ما تتحدث به هراء ..كل ما تدعية الان ذرائع مهترأة لا معنى لها ..من وجهة نظره ..حقيقة الامر لم تعلمها بعد
وهي لن تبوح بتفاصيل ما استمعت اليه ..لن تكون سما يدس في علاقة ابن بوالدته ..خصوصا انها علاقة لها نوعها الخاص ..مرارتها الخاصة وألمها الخاص ..قطع الصمت الذي عم المكان حولهم سوى من شهقاتها الحارة صوت هاتفه ..انتبهت هي بعينيها الدامعة نحو الهاتف ..اختلجت خفقاتها شوقا عندما تحدث قصي ..
: ايوة يابابا ..معايا ..هي كويسة ما تقلقش ..
وعندما همت لطلب محادثته شاهدت خطوط باطن كفه الممدود اما امام عينيها كحاجزا منيع ..منعا صارما قاسيا ظالما كما تنعته نظرة عينيها .. اشارة مفادها لن يحدث ..
ما ان انتهت المكالمة تحدثت بنبرة قتلته اصابته في صميم قلبه لكن عفوا ..فالقلب جوارها في قفص الاتهام ..
: ليه ما سبتنيش اكلمهم ؟ ..وحشوني اوي ..
القاضي لم يكن عادلا لكلاهما ..القاضي اخذ دور الجلاد ..
: انتي مش هتشوفيهم تاني ياحياة ..
جحوظ عينيها أفصح عن صدمة حكمه الطاغي فوق رأسها
: دي كانت رغبتك ..وانا بنفذهالك ..
_____________________
: انا ماليش دعوة بحسابتكم دي انا عايزة اشوف بنتي دلوقت حالا ..
هتفت بها حنان باكية امام منصور الذي تنفس الصعدتء بعد مكالمته لقصي ..بلغ منه الخوف والقلق مبلغا عندما أخبره قصي انه ذاهب لستعادتها ولو كلفه الامر حياته ..
: اهدي ياحنان هي بخير ، وجودها هنا دلوقت هيضرها
: طب اكلمها ..اسمع صوتها بس ..ريح قلبي يامنصور من القلق ..
هو يثق بولده ثقة عمياء ..عندما كان غريبا وضع ثقته به ولم يخذله ..ما بال الثقة عندما اصبح ولده ..وزوجها
: هي مع قصي ماتقلقيش ..
وقصي يعني الامان لها والاطمئنان لهم ..زفر عندما تذكر نقاشه معه " انا سمعت كلام حضرتك في الاول ماجابش معاها نتيجة .. بعد اذنك سيبني اتعامل معاها بطريقتي ..
وعندما لاحظ القلق بحدقتيه اكمل
: ماتخافش عليها وانا معايا ..ثق فيا "
نظر إلى حنان التي لم تكف عن البكاء جواره
: قالي هيكلمنا في اقرب فرصة علشان نتطمن عليها ..
____________________
الحياة صدف ام اقدار ..حقيقة ..ام مجرد خيال ..
هو لا يملك الاجابة ..لكن على الاقل يملك حقيقة صغيرة ستذكره بها مادام حيا ..
حياة ..حياتة الصغيرة
: يعني كدخ خلاص انا مش هشوف حياة تاني ..
قالتها الصغيرة التي تجلس جوار والدها بحزن ، على متن طائرة لا تعي وجهتها ..وربما هو أيضا ..
تحمل جروها ذو الفراء الابيض الزغبي فوق قدميها تملس فوقه بيدها الصغيرة الرقيقة بحزن ..
امسك ابيها بيديها ..هي الصدفة التي جلبت القدر ..او العكس، لا يهم ..
: هبقى اخليكي تكلميها ..
اتسعت ابتسامتها ولو امكن ان يتخلى عن كل شيء ويحظى بمخزون ابتساماتها ككل ثروته لفعل..
: بجد يابابي ..انا بحبك اوي ..
قالتخا بسعادة بالغة فالتقط يديها الصغيرة الناعمة يقبلها بحب حيث يمنعه حذام الامان بالطائرة عن احتضانها
: وانتي حياتي ..
لفظها وهو يرى امام ناظره حياته السابقة قبل الولوج الى عالم الشياطين ..
ودعت عجلات الطائرة رائحة الاوطان تعلو شيئا فشيئا حتى حلقت في سماء الغروب راحلة ..ربما تعود مرة اخرى لكن الجدير بالذكر ان احد راكبيها لن يعود ابدا ...
_______________________
مقدورك أن تمضي أبداً في بحر الحب بغير قلوع
وتكون حياتك طول العمر كتاب دموع
مقدورك أن تبقى مسجوناً بين الماء وبين النار
فبرغم جميع حرائقه، وبرغم جميع سوابقه
وبرغم الحزن الساكن فينا ليل نهار
وبرغم الريح وبرغم الجو الماطر و الإعصار
الحب سيبقى يا ولدي أحلى الأقدار
استمع إلى كلمات تلك القصيدة التي باتت ترتبط بها بشكل ما ..تسكن قلبه ..ويغذوه دخيل جوارها يسمى الكآبة ..كل محاولاته بائت بالفشل الذريع في طلب مسامحتها ..الان يلتزم بنصيحة اخيها الذي بدوره يتخذ صفها ضده متذكرا ما قاله له ..
" اصبر عليها ياحمزة ماهو مش زرار هتدوس عليه وتسامحك ..سارة لازم تاخد فترة تصالح مع نفسها الاول تستعيد فيها سلامها النفسي "
امتعضت ملامحه يتحدث بخفوت حانق ..
: عاملي فيها الدكتور النفسي اللي مافيش منه ..
زفر بحنق متذكرا حديث سالم عنها " دماغها جزمة قديمة "
: والله كان معاه حق ..
: انت بتكلم نفسك ياحمزة ..؟
قالتها تفيدة باستنكار ..تنهد بتعب تبوح عينيه بالكثير مما يعج بداخله ..
: لسة بردوا مش عايزة تسامحك ..؟
منحها نظرة معذبة ..وبنظرتها الثاقبة ذات الخبرة المثقلة بسنوات عمرها تعلم انها تبادله الحب والعذاب معا ..
: سيبها يا حمزة ..
انطفأت عينيه بلون قاتم ..ينظر اليها مستنكرا وكانها لفظت بما يعاكس طبيعة الكون ..
: سيبها ياابني لو في نصيب ربنا هيوصله من تاني ..لكن بالشكل ده انت بتضغط على نفسك وعليها ،صدقني انا بقول كده لمصلحتك ..
جميعهم برأي واحد ..نصيحة واحده ..تركها ..والفكرة ليست من ضمن مقترحات اختياراته ..هي هدف نصب قلبه وعقله وعينيه وكيانه ..كيف له تركها
: تيتا انا مش هسيبها ..انا بحبها ..
ابتسمت بيقين
: عارفة ..وعارفة انها كمان بتحبك .. سيبها تاخد وقتها زي ما آدم قالك ..انت وجهتلها اهانة مش بسيطة ياحمزة ..جرحتها ..وده حقها ..
الاخيرة خرجت مغلفة بالعتاب ..
استقام خارجا ويبدو انه لا يحبز الأحاديث حول تركها وما شابه ..تنسج افكاره عدة محاولات اخرى لا تنتهي ..
كانت البداية شجار حاد وعصفور جريح ودموعها هما اول لقاء ..
لما لا يختلق لقاء جديد ..عصفور ورسالة ما ،
ولا ضير من وجود دموع هي بداية لرحلة ابحار فوق بحر العشق ..
_______________________
تشعر وكأنها ولدت من جديد ..
قدر جديد ..
بداية جديدة ..تطمس خلفها الكثير من النهايات السيئة ..
ودعت طرقات البؤس العسرة ..
تخطو نحو درب الرغد ..
لتتمثل أولى خطواتها في وظيفة بإحدى شركات الهندسة ...
ها هي الان تجلس بابتسامة مشرقة كنور الصباح الذي يناوش فنجان قهوتها فوق سطح ذاك المكتب الصغير بإحدى غرف الموظفين ..تتذكر حديث آدم لها ..
" انتي محتاجة تغيري روتينك يا سارة ،لازم تخرجي من دايرة الملل دي ..لازم تشتغلي .. الشغل ابتكار والابتكار هيفرق معاكي جدا "
ثم رشح لها شركة صغيرة يمتلكها والد احد اصدقائه ..وفي حديث مطول ادى إلى تناول حبة من دواء آلام الرأس مع احدى الموظفات شديدة الثرثرة علمت ان ابن صاحب الشركة يباشر اعمال والده الكترونيا من الخارج و لا يأتي سوى للضرورة القصوى ..وكم هو وسيم الطلة مفتول العضلات خفيف الظل وثرثرة أخرى حول لون شعره ودرجة لون عينيه النادره مما اضطرها إلى اخذ حبة دواء أخرى ..
اندثرت ابتسامتها عندما تذكرت كم المحاولات التي خاضها حمزة لينال مسامحتها بعد ذلك اليوم بالمشفى ..وهي تزداد اصرارا في كل مرة على عدم مسامحته ..تتأثر بمحاولاته وينهار جدار صمودها وريما كانت تبتسم عندما تتذكرها بمفردها ..بكنها سرعان ما تهيد ترميم جدارها مرة اخرى بالرفض..
قطع حبل افكارها دخول تلك الموظفة الثرثارة تحمل بين يديها ملفات عدة قائلة في ارتباك وهي تعدل بسبايتها عويناتها السميكة ..
: انسة سارة لو سمحتي ..هعطلك معلش امضي هنا ..
ثم مدت لها ورقة ما ،لتنظر لها سارة بعدم فهم تتحدث بضيق ..
: امضي على ايه يا علا ..ايه الورقة دي ..؟
ونالت هي جلسة ثرثرة اخرى حيث وضعت علا ما بين يديها فوق المكتب تجلس بأريحية تقص عليها قصة حياة صناعة الورقة حتى مفاد المنصوص فوقها تكمل قائلة
: ودي عقود جديدة بقى غير القديمة بمعظم البنود ومرتب اكبر و....
: بس يا علا خلاص ..مش انتي عايزة امضتي؟ اهي ..
قاطعتها بها سارة توقع فوق الورقة ..خرجت علا بعدما اخذت ما تريد ..
نظرت إلى اثرها بامتعاض تتناول كوب القهوة ترتشف منه القليل ..
: هتطير فنجان القهوة من دماغي ع الصبح ..
رجعت مرة اخرى توصل حبال افكارها لتتلتحم صورته بمخيلتها وغيوم الحزن السوداء تحجب بريق العسل بعينيها ..
انسكبت القهوة فوق المكتب عندما اجفلت على صوت علا المهلل فرحا تدخل الغرفة على حين غفلة قائلة ..
: ساراااة ..ابن صاحب الشركة جاي بكره في ميتينج مفاجئ ..
رفعت يديها تقبض على شيئا وهميا بالهواء غيظا وغضبا .. تشير لها باليد الأخرى بالخروج
: اطلعي بره ياعلا ..بره ..
حمحمت علا بإحراج تخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها ،نهضت تنقذ ما يمكن انقاذه من اروارق اتلفتها قهوتها كما اتلفت علا مزاجيتها الصباحية ...
____________________
الشياطين فخاخ بعضهم بعضا ..و لكل شيطان نهاية يستحقها ..
اقتحموا مجموعة من الرجال مكتبه يمسكون برجاله بشكل مريب ..استقام ينظر اليهم بتفاجئ ..وقد شكلوا حلقة دائرة باجسادهم الضخمة حوله ..تحدث بنبرة من الجحيم الذي ربما يناديه الان متعطشا لدمائه ..
: من انتم .. ماذا تريدون ..؟
ابتسم احدهم ابتسامة جانبية مستعرة ..
: مبعوثوا السيد ديفيد ..واسوده
تنفس مراد الصعداء يتسائل
: ولما تلك الضجة في الدخول ..الا تعلمون من انا ..
: نعلم جيدا سيدي ..لكنها اوامر ..
بعدم فهم نظر لهم .. قائلا بغضب
: اي اوامر تلك التي تدعي اقتحامكم منزلي بتلك الطريقة ..؟
في حركة مباغته .. كان جميع رجاله يطرحون ارضا اثر رصاصات قاتله ..
حدق بجثث رجاله بغموض اقرب للخلل ..تحدث بخفوت ..
: طعام الاسود اذا ..؟
لتأتيه الاجابة بنبرة شيطانية متقنة ..نبرة كالفحيح ..
: الاسود تريد طعما حي ..
كان المتحدث ابعد شخصا عن خياله الان ..كان المتحدث عمر ..اتسعت عيني مراد بصدمة ..صدمة تعادل حجم الكون ، يرتجف جفن عينيه اليسرى بعنف .. اقترب منه عددا كافيا من الرجال لتقيده عندما اشار لهم عمر بابتسامة شيطانية ..وكاميرا صغيرة تبث ذلك الحدث اللطيف.. والشهي على حد تعبير الاسود ...
_________________________
وحشتوني جدا ووحشتني الرواية وجوها عامة ❤️
تسلمولي يارب على سؤالكم وتقديركم وحبكم 🥰
ربنا يديم الود والحب 🌸💙
اتمنى الفصل يعجبكم 😘😘
دمتم في حفظ الرحمن 🥀❤️
الفصل الخامس والخمسون ( الاخير ) ❤️
***********************
في حكايا الاميرات بعد البؤس تنعم الاميرة مع الحبيب فوق نسمات العشق ..
اما هي فتختلف ..
هي اميرة ذاقت من البؤس مايكفي ..ومع الحبيب لا تجد سوى المزيد منه ..
تستلقي على جانبها الايمن ،فقط تحدق في اللا شيء امامها ،
منذ خروجه من الكوخ وهي مستيقظة ..
ابتسمت ابتسامة مزيج من الحزن والسخرية ..
فلم تعد تخاف الوحدة .. تخلصت منها وربما تركتها في ذلك الركن القاعي بذاكرتها الذي تركت به جميع ما مضى ..
تخلصت من مخاوفها ..كفاقد بصر ركض بهلع نحو مجهول فاصتدم بصخرة ..
صخرة مخاوفه ..
الصخرة تهشمت وهو ابصر ...
الان مخاوفها جبل.. إبصاره لعنة ..
فكرة فقده .. تجثم كالجبل فوق قلبها ...
افكارها تجوب جدران رأسها بصراع ، بين الافصاح عن سبب هروبها و تشويه علاقته بوالدته التي لم تنعم بوجوده بعد ..
ام كتم الامر داخل صدرها بأرق والمضي ..
في كل مرة تهرب منه إليه ..
تجيد الهروب و تناوشها فكرة البوح بما يعج الما بصدرها ..
تتذكر ذاك يوم رجوعها ، اول هروب ..
تسللت حمرة طفيفة نحو وجنتها ..
اضطربت خفقاتها كرفرفة عصفور يحلق تحت نور الشمس ..
Flash back
العشق ادراك ..والادراك لعنة ...
وقف امامها لاهثا قلبه ..
يرتوي بادراك جميع حواسه لوجودها ...
تنعكس صورتها بعينيه ..فتدرك مرآها ..
يحتضن وجهها بين يديه ..فيدرك ملمس وجنتيها بأطراف أنامله ..
تنصت اذنيه متلهفة لخفقاتها فتدرك وجودها ..
احتلت القسوة نظرة عينيه ..حاوطت انعكاس صورتها بحدقتيه ..عندما لمح رفضها لاقترابه ..دفعها الواهي له ليبتعد عنها
: انتي مراتي ..
سخرية قاتمة احتلت نبرته ..
: والمرة دي بموافقتك يا حياة ..
اغمضت عينيها بحزن احرق قلبه .. لتتساقط من كلتاهما دمعة ..
خربطة مشاعر ..بين نبضة فرح وشعور خزي وانكسار سيلازمها بعقد زواج ..
تذوقت مرارة العيش لما هو آت ..كيف ستتحمل وجودها برفقة من لا يرغبون بها من الاساسا ..بحجة رباط مقدس .. قيود تنحر شراينها حتى الهلاك ..عقد زواج ..
تركها فجأة بقسوة ادركتها ..
جذب كرسي بجوار الفراش، وضعه امامها جالسا عليه مشيرا نحو الفراش ..
: اقعدي ..
نبرته لا تبيح شيئا بعدها سوى الانصات لآوامرة ..
جلست تمسح عينيها بظهر يديها استعدادا لوابل نظراته التي تكاد تخترقها كالرصاص ..تحاصرها فلا تستطيع الفكاك ..
: مشيتي ليه ..؟
اهدته نظرة كالوقود ..حدقت قليلا بعينه ثم تصلبت نظرتها فوق الارض ..
: كنتي متفقة معاه ..
اتسعت عينيها وسؤاله يمرر ما هو اعمق ..
نفت سريعا ..
: لاء ..
: ايه اللي حصل ؟ ..
سردت له تفاصيل هروبها منذ ان خرجت حنان من الغرفة وحتى موافقتها بعرض علاء لها بالمساعدة ..
ملامحه تتوحش ..يتبخر الامان شيئا فشيئا ..الان تخافه بشدة ..
: وايه اللي اضطرك تمشي ..
هدوء نبرته لا يبشر سوى بالعاصفة ..
وهي ايقونة الغباء ..بحسن نية ارادت تضليله عن حقيقة سبب هروبها ..بصوت مرتعش ..وأيديها في شبه قتال مرتبك
: انت كنت ااا، ما كنتش بتاخد رأيي في أي شيء يخصني ..كنت بتهمشني دايما كأني ماليش وجود ..
بدأت العاصفة ..عاصفة بلا زعابيب ولا اعاصير ..عاصفة كالهواء السام ..تخنق ..تحبس انفاسك خوفا دون عنف ..
ابتسم بانفعال موحش .. و في عرف الابتسام لا وجود لابتسامته ..عينيه اصبحت رمادية النظرة .. صمته دب بأوصالها الرعب ..صمته مرر لها انه لم يصدق ذريعتها الواهية ..ثم تحدث بهدوء ..بكلمات تضيق عليها القيد حول رقبتها ..تخنقها ..
: يعني مشيتي من البيت ، روحتي عند واحد غريب في شقته علشان ما بخدش رأيك ..
حسنا .. لم تستطيع خنق عبراتها كما يفعل هو بها فأطلقت لها العنان ..تشهق بآسف باكية ..
: ماكنتش أعرف انه كده والله يا قصي، ماكنت اعرف ان كل ده هيحصل ..
وانخرطت في البكاء ..
بسيناريو رومانسي لا يجوز في تلك اللحظة سوى عناق وقبلة عاشق يبث بها الامان لحبيبته ..
اما هو فمزق السيناريو ..وقتل المخرج وجميع فريق العمل ..و يبث هو ملحمة عشق بطلتها الوحيدة هي ..
بكل جنون ..غضب ..انفعال ..زعق يخرج بعضا مما يؤلمه حد القتل ..
: ولو ماكانش كده كنتي كملتي ..!! ..المبدأ نفسه غلط ..
هو يحترق.. ولا مانع من بعض الشظايا تنالها هي كي تشعر بما يشعر به ..يجلدها بسوط كلماته ولا طاقة لها حتى في ابداء الالم ..
انكمشت على نفسها خوفا
: انا مالقيتش قدامي غيره ..ماكنش عندي حل تاني ..ماكانش ليا مكان تاني اروحه ..كنت خايفة ..
احاطت جسدها بذراعيها ببكاء وبرودة اللحظة تجتاحها ..
اما هو تجتاحه نيران حارقة تشتعل بأوردته ..
كانت خائفة ولم يكن جوارها ..كانت خائفة ولجأت لغيره ..بركان يبتلعه ..او هو يتجرعه لا فارق ..
احكم مراد اللعبة بشكل صحيح ..القى الطعم وبكل سذاجة كان هي ..
مارد الغضب التحم ومارد العشق ليكونا اسوء وحشا على الاطلاق ..
استقام يفرق بعضا من غضبه، دافعا الكرسي بقدمه نحو الحائط فتهشم ..
لفها الدوار فبدت في امس الحاجة لذلك السيناريو الممزق ..
فقط عناق و قبلة ..و تغفو في هدنة .. او بالأحرى هروب ..
: انا تعبانة .. عايزة انام
ليستكمل سوطه وصله العقاب فيما بعد ..
نبرة احتياجها لتوقف النقاش بينهم اخترقت قلبه ..اذابت قشرة القسوة من حوله كما تذيب اشعة الشمس الجليد ..
استقام مبتعدا عدة خطوات والعاشق بداخله ينهره بانها لن تتحمل قسوته ..اما الغاضب فيحاول اسكاته .
نزع ساعته ومتعلقاته الشخصية عن سترته ..
ثم خلعها يحل ازرار قميصه حيث استطاعت هي التنبؤ بما سيحدث ..
فاستقامت في محاولة فاشلة للتفكير ..شل عقلها وجميع افكارها سوى فكرة واحدة فقط ..وسؤال ..
هل سيسن عقابه لها تحت عقد زواج ..؟!!
اقترب منها ببطء يصك اسنانه غضبا حيث قرأ افكارها من خلال خطواتها الخائفة المبتعدة للخلف ..
وفي لحظة جذبها نحو الفراش يحيطها بذراعيه في ذعر كامل استوطن بها ككل ..
جسدها يرتعش وعينيها تتصلب فوق اللا شيء ..
كادت ان تفقد الوعي ..
: ماتخافيش .. كلامي لسه ما خلصش معاكي ..
نبرته الهامسة باطمئنان اخترقت خوفها فبددته ..
: نامي يا حياة وماتخافيش ..
اعاد السيناريو بطريقته الخاصة ..حيث شدد من ضمها بإحكام نحو صدره يقبلها بعمق فوق جبهتها ،ثم دفن انفه بين خصلاتها مستنشقا عبق وجودها معه ..قطعة روحه ونبض قلبه ..الذي عاد اليه بعد الموت
اطبقت جفنيها فوق صورته بحدقتيها وقلبها ..
ثم غطت في نوم عميق ...
Back
منذ ذاك اليوم وكل ليلة لا تنام سوى بين ذراعيه ..
انتبهت إلى صوت ولوج المفتاح بالباب فتصنعت النوم ..
دخل يحمل اكياس الطعام بين يديه، لاحظ ارتعاشة جفنيها فعلم انها مستيقظة ..وضع ما بين يديه ..وفي لحظة ترددت بفتح عينيها عندما عم الصمت المكان ..
لتشهق فجأة عندما استشعرت دفء انفاسه قرب وجهها
: بتعملي نايمة ليه ..؟
قالها بنبرة هامسة دافئة ..
استقامت نصف جالسة فحاصرها بين يديه ..
خفقاتها تضرب بجنون ..تصل إلى مسامعه كمعزوفة عشق ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
اقترب هامسا حتى ثقلت انفاسها ..
: انتي فاشلة في التمثيل على فكرة ..
رمشت بأهدابها ثم رفعت الستار عن حدقتيها تنظر إلى عينيه مباشرة ..
ضيق ما بين حاجبيه بغموض ..
عشقها بحر غايته فيه الغرق ..فتباً لجميع السفن ..
: عارفة لو فكرتي تسيبيني تاني ياحياة ..
وما بعد " لو " لا يجوز الافصاح عنه ..
ما بعد " لو " ..الجحيم ذاته ..
انتبهت ..ترقبت ..وجلت ..
معها فقط يبيح ظهور ذلك الطفل الذي كان يخاف الظلام بداخله ..
معها فقط يمكنه اظهار نقاط ضعفه ..
التي تتلخص جميعها في كونها هي ..
غامت عينيه بدكنة احتياج .. لمستها هي ..
رفعت اناملها بخجل تحيط وجنته تمتزج نظراتهما معا بين عشق وندم وخوف ..
خوف الفقد الذي مازال شبحه يحول بينهم ..
: مش هسيبك تاني ..اوعدني انت ما تسيبنيش ..
تحولت نظرته لنظرة قاتمة حيث احتل افكاره مراد ..
فقد استمعت هي حديث علاء له في ذلك اليوم اثناء قتالهم عن ذهابه اليه او ما شابه
استقام مبتعدا بجفاء معاكس لما كان عليه ..وبنبرة احتلها الغضب رغما عنه حاول اخفائه ..
: يلا قومي علشان تاكلي ..
استقامت تنفض عنها الغطاء تتمسك بذراعه تتوسله برجاء
: علشان خاطري ما تسبنيش ..انا مش هقدر اعيش من غيرك ..
نظر اليها دون تردد جذبها نحوه يحتضنها بين ذراعيه ..
ومذاق الجنة بين ذراعيه ..
تود لو تبقى فقط هكذا للابد، لا تفارقه ..
بأرقى لغات العشق يخبرها بأنها باتت نبض قلبه ..
ليمارس القدر دوره في صوت اشعار لاستقبال رسالة ..
رسالة تدعم بقاء العشق للأبد ..تماما كما ودت هي ..
رساله لن يعرف باعثها الحقيقي ..
احاط وجهها بين كفيه مبتسما، يطبع قبلة رقيقة فوق تلك الشامة التي تعلو شفتيها ثم تركها خارجا ..
: لحظة واحدة هشوف حاجة وجاي ..
اندثرت ابتسامته ما ان خرج يتطلع بالهاتف ..
سرعان ما لانت ملامحه تتسع عينيه لما يشاهده ...
برغم من كونه اراد وبشدة تمزيق مراد باسنانة ،وربما جمع رصاص العالم وافراغه فيه دفعة واحدة، الا انه شعور انساني تسلل من بين مشاعره بالرفض ..
بالنفور .. عندما شاهد ذلك الفيديو الذي تلقاه صباح اليوم ..
مراد مقيد اليدين والقدمين ..تقوم بتمزيق اطرافه باستمتاع مجموعة من الاسود المفترسة .. تطلق حنجرته خوار وليس صراخ ..امتزج صوته بزئير الاسود التي تسيل دمائه من بين انيابها ليكونا سيمفونية مرعبة ..
شكر فعلته بخروجه عندما استلقى الرسالة المدمجة بذلك المقطع البشع ..
مقطع ذو جودة عالية لا تبيح التلفيق ،
رغم ذلك شاهد بعينين غامضتين بتمعن ..نظرات لا تخلو من الشك ..
وما ان انتهى المشهد بجسد مراد يرتعش باحتضار تنكب عليه الاسود متلذذة بالتهامه ..
تلقى رسالة ..
قلبت موازين عقله ..
( انتهى امر مراد ،رافقته شياطينه إلى الجحيم ..عش بسلام حياة طيبة )
حالة من التخبط تمكنت من افكاره ،
بين ذلك المجهول الذي يهمه امره لتلك الدرجة ..وبين احتمالية خديعة أخرى من مراد ...
" ذلك المجهول الذي كان في يوم من الايام والده "
________________________
تأتي فرص النجاة من حيث لا ندري.. فقط لمن يتقي الله ...
تكالبت عليه الديون التي ربما تنتهي به في السجن ..
لا سبيل له للسداد ..
ورغم ذلك نفذ وصية عمه المؤجلة ..كان يأمل بمسامحة سارة له لكنها ابت ..
اعطى لكل من سارة وآدم نصيبهما ..
وتصدى للديانة من كل الجهات ..
ليفاجأه القدر ..بالخلاص ..المخرج ..
جلس مشدوها ينظر إلى حقيبة النقود امامه فوق سطح المكتب ..لا يصدق ..يتمتم من بين شفتيه بالحمد ..
يتنهد براحة مبتسما يتذكر حديث حمزة معه منذ قليل ..
( الفلوس دي مش علشانك ..دي علشان الناس الغلابة اللي بيوتهم هتتخرب بسبب حريق المخازن )
الطبيب النبيل ذو الضمير الحي ..
دخل اسماعيل على ملامحه غم وهم ..
: وبعدين يا اخوي هنعمل ايه مع الفلاحين والتجار ..؟
ابتسم سالم يدير حقيبة النقود نحو اخيه الذي حدق بها بعيون متسعة فرحا ..
: بلغهم ان فلوسهم هتوصلهم على داير مليم يا اسماعيل ..
_________________
منذ نشأة القمر والليل يحاوطه ..لا ينفك عنه ..
غارقا تماما بقلبه ..
نففضت عن عشقها له غبار ذنب لم يقترف ..منذ ذلك اليوم بالمشفى ، عندما وقفت برفقة دموعها وخفقاتها المتراقصة تبكي تارة وتبتسم تارة اخرى ،تستمع الى حديثه مع ابنة عمهم " سارة " ..
لم يفعل ..لم يقترف ذلك الذنب الذي كان يقف بينهما كالجدار المقيت ..
لم يفعل ..
رفعت يديها فوق موضع قلبها وكأنها تخبره ..
" فالتخفق الان دون ألم .. ساكنك الوحيد لم يرتكب تلك الفاحشة "
عادت جميع الحقوق لاصحابها ،سارة وآدم وصلهما ارثهما كاملا ..
جلست تنظر إليهم بكل الحب ..عائلتها تجمعت من جديد بافراد جدد ..
ابتمست حيث من حين لآخر يُكتشف لهم ابناء عمومة ..
واخوة ..
توقفت نظرتها بدفء فوق وجه حور ..اختها ..
صغيرتها التي توغلت محبتها بداخلها وكأنها رافقتها منذ الصغر ..
بدى لها العشق يقوم بدوره بجدارة حين لمحت تواصل نظرات حور واسماعيل
تجلس جدتها جوار سالم بابتسامة دافئة تربت فوق كتفه بحب ..
اماهو فنظراته ..خفقاته ..جميع خلاياه ..موجهة اليها ..تجري بدمائه هي مجرى الدم ..
غمز لها خلسة فنهرته بعينها قبل ان تبتسم تطرأ رأسها ارضا بخجل ..
ارتفعت رأسها بإجفال .. حين دخلت امها مهللة
التفتت جميع العيون والاذان نحو فاطمة التي تطلق زغاريد يبدو انها ستتحول لصراخ بعد قليل ..
كان اسماعيل اول من تحدث بابتسامة مترقبة ..
: خير يا مرات عمي، في ايه ؟
لهثت فاطمة بعد توقفها تلتقط انفاسها قائلة
: قمر ياولدي ..
تيقنت قمر بما ستتفوه به فسريعا توجهت نظراتها اليه ..
وليتها ما فعلت ..
عينيه فوهتي بركان تندلع منهما النيران
: قمر جالها عريس انما ايه، من اعيان البلد ..
نظر اسماعيل نحو سالم الذي يجلس فوق جمر مشتعل ..
كم اراد حدج فاطمة به الان ..
وحور بكل برائة خطت نحو اختها الكبرى تقبلها مباركة ببلاهة وابتسام ..على حد تعبير " سالم المشتعل "
: مبروك يا اختي مبروك يا حبيبتي ..
انفجر البركان ..
انفجر ينثر قطرات بركانية فوق الجميع واولهم تلك المسكينة حور ،التي زعق بها متهكما ..
: هو ايه اللي مبروك يا اختي مبروك ياحبيبتي ؟
سريعا عادت ادراجها نحو اسماعيل تختبئ خلف ظهره ..ليتمكن منه الغضب لرؤية خوفها ..
: بتزعقلها ليه يا سالم ..ما تزعقلهاش كده ..حور ما تعرفش ..
انطلق الغضب بلا حد .. وجه حديثه إلى فاطمة ..
: وانتي يامرات عمي داخلة ويك ويك ويك ..خلاص جوزتيها واحنا قاعدين ..
نظرت اليه فاطمة باستغراب تتحدث مبررة ..
: ما قصديش حاجة ولدي ، انا الفرحة مش سايعاني بس ..
: ما تسعكيش ..قمر مش هتتجوز ..
شهقت فاطمة بفزع مبالغ فيه تصفع صدرها بصدمة ..
ليكمل جاذبا قمر من ذراعها نحو مكتبه بخطوات سريعة غاضبة ..
: قمر مش هتتجوز حد غيري ، كتب كتابنا هيكون الاسبوع الجاي ..
حدقت به جميع العيون حين اخذها داخل المكتب مغلقا الباب خلفه ..
وبعد لحظات من الاستدراك ..انطلقت زغاريد الجميع ..حتى الجدة اقسمت ان تطلق زغاريد الفرح رغم وهن حنجرتها ...
~~~~~~
داخل المكتب ..
اطبق قبضته فوق ذراعها بقوة ..يتحدث من بين اسنانه غاضبا من ذلك الشرط الذي وضعته امام زواجه منها كالعقدة ..
: شوفي بقى كل واحد رجعله حقه ..سارة تسامحني ماتسامحنيش هتجوزك يعني هتجوزك ياقمر .. حتى لو اضطريت اتجوزك بالغصب هتجوزك ..
تحدثت بألم
: ايدي يا سالم ..بتوجعني ..
فك حصار ذراعها من قبضته ..لتلومه نظرتها معاتبة اياه تدلك ذراعها بيدها الاخرى ..
زفر بغضب لألمها ..
رفعت رأسها بشموخ يدرك هو مدى جديته
: وانا ما بجيش بالغصب يا ابن عمي ..
تبدلت حالته مائة وثمانين درجة ..من غضب قاسي لابتسامة واسعة وغمزة واقتراب ..
: طب بإيه ..؟
علمت ما تبيته نية اقترابه ..ليكمل
: بالرضا ..؟
رمت قلبه بسهام نظراتها نحو عينيه ..اقترب منها حتى بات لا يفصلهما سوى انفاسهما ..لم يلاحظ التماعة المكر بعينيها وهو يقترب من شفتيها يخمن مذاقهما بأفكاره ..لتدفعه دفعة عنيفة بصدره جوار جرحه الشبه ملتئم ، فتأوه مبتعدا عنها
ابتسمت بخبث تخرج من المكتب وقبل ان تغلق الباب تحدثت بدلال بما جعل خفقاتة تتراقص على انغام عشقها ..
: بعد كتب الكتاب الاول ..
________________________________
انتهى مما كان يؤرق ضميره تجاه سالم وما فعله بمخازنه ..
يحاول الان ان ينتهي مما يؤرق قلبه ..
تأكل عجلات سيارته الطريق من تحتها ..حيث لديه موعد عليه اللحاق به ..
رفع سماعة الهاتف فوق اذنيه متحدثا ..
: آدم ..انا قدامي ساعة و اوصل حاول تعمل حاجة عطلها بأي طريقة كل حاجة هتبوظ لو سارة وصلت قبلي ..
ليرد آدم على الجهة الاخرى من الهاتف بحنق يحاول عدم ابداء ان من معه على الهاتف حمزة ..حيث سارة تجلس جواره بالسيارة في طريقهم إلى عملها ..
: حبكت ياعم عبده مشوارك ده دلوقت ..طيب طيب ما تقلقش هتصرف لحد ما تيجي ..
تحدث حمزة باستنكار ..
: عم عبده ..ماشي عم عبده عم عبده ،على الله نعجب اختك بس وترضى علينا ..
انهى المكالمة معه يحاول ان يصل للاجتماع قبل المعاد المتفق عليه ...
__________________
هناك خطأ يمكن اصلاحه ..وهناك خطأ كالوصمة..
لا نستطيع التكفير عنه للأبد ..
في بقعة من الظلام وقف ينتظر صديق له ..
صديق كان بالماضي غريب إلى ان انقذ حياته من الموت في يوم ما ..
فحفظ له ذلك المعروف ليأتي يوم رد الجميل بالأجمل منه ..
عبد السلام ..او يسري كما هي حقيقته ..وقف بمكان نائي بتلك المدينة الهادئة ..
ليلاحظ ظل ملثم من بعيد قترب تجاهه فاقترب منه بدوره متلهفا ..
وقف كل منه في ظلام الليل قبالة الاخر ..
لينزع الظل اللثام فيظهر وجهه المبتسم قائلا ..
: مرحبا صديقي ..
عانقه عبد السلام فبادله الاخر بالعناق مربتا فوق ظهره ..
ليتحدث عبد السلام بلهفة اب ..
: ارح قلبي ديفيد ..ماذا فعلت ..؟
ابتسم ديفيد باطمئنان يربت فوق كتفه ..
: اطمأن كل شيء تم بحسب ما اردت ، انتهى امر مراد للأب ..لم يعد هناك ما يهدد حياة عمر او قصي ..كن مرتاح البال يا صديقي ..
نظر له عبد السلام بامتنان تتجمع سحابات الدمع بعينيه ..
: اشكرك ديفيد ..الان فقط يمكن ان اقول انني سددت بعضا من دَيني لقصي ..شكرا لك صديقي ..
: لا تقل ذلك ..لقد انقذت حياتي سابقا ومهما فعلت فلن اسدي لك ذلك المعروف ..
ثم مشي يجذبه خلفه قائلا بحماس ..
: تعال ..تعال معي ..
ذهب عبد السلام خلفه بعدم فهم ليقف متصلبا ..متسع العينين ينظر إلى عمر الجالس بالسيارة على الجانب الاخر من الطريق ..
خر جالسا على ركبتيه يبكي بكاء حار ..يضم قبضته بألم حتى ابيضت عروقه ..كم اشتاق لعناقه ،كم اشتاق لعناقهم جميعهم ..قصي ،يمنى،عمر ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تمتم من بين بكائه بمعاتبة
: لما ديفيد ..لما فعلت هذا ..لما آتيت به ..؟
دنا منه ديفيد مربتا فوق كتفه
: هون عليك يا صديقي ..انهض ، قم واذهب إليه ..وان اردت ابنتك آتيك بها ،فقط وافق و سأنفذ ..
هز عبد السلام رأسه نافيا ..
: لا ..ان اكون ميت بمعتقدهم ..خير لي من ان اموت بنظرهم وانا على قيد الحياة ..
نهض يمسح عينيه يملي نظره بعمر مكملا بابتسام
: يمنى بأمان برفقة قصي ..انا واثق ..
تساقطت دموعه مرة اخرى مردفا
: هي عد إليه فهو ملول الانتظار .. وشكرا لك مجددا ديفيد ..
التفت مغادرا فهتف ديفيد بحزن ..
: إلى اين ..؟
نظر ديفيد إليه ثم رفع مظره نحو السماء قائلا ..
: إلى دين اكبر لم اسدده بعد ..ليت الدائن يقبل اعتذاري ..وداعا صديقي ..
واختفى داخل ظلام الليل من جديد ..
____________________________
زفرت براحة تدخل إلى مكتبها الصغير ،حيث لم تقابل ثرثرة علا الصباحية ..
توقفت تنظر فوق سطح مكتبها بزهول ..
اقتربت بشبه ابتسامة مستغربة ..نحو ذلك العصفور الصغير بداخل قفص ذهبي اللون
فوق سطح مكتبها ..
داعبت العصفور باطراف اناملها تبتسم له بمرح ..
مر حمزة بخاطرها في تلك اللحظة ..لماذا ..؟ لا تعلم
فقط مرت بخاطرها لحظة اللقاء الاول معه برفقة عصفورها الجريح ..
ابتسمت حين تذكرت مشاجرتهم بذلك اليوم ..
: ساراااااااة ..
ومجددا علا ..
حيث اجفلت سارة اثر صوتها المهلل خلفها ..
زفرت بنفاذ صبر لتكمل علا
: اتأخرتي ليه ده الاجتماع خلص ،كان نفسي تشوفي المدير ابن صاحب الشركة ..
ثم اطلقت تنهيدة حالمة ، تكمل بحزن
: فاتك نص عمرك على فكرة هو مش جاي تاني خلاص صفى الشركة ،باعها..
داعبت سارة العصفور فجلست جاذبة اياه امامها فوق سطح المكتب ،غير منتبهة لحديث علا ..
: العصفور ده بتاع مين ياعلا ..؟
مررت علا نظرها بينها وبين العصفور باستنكار ..
: عصفور ..؟ بقولك الشركة اتباعت تقوليلي عصفور ..
نظرت لها بنافذ صبر تتحدث بحنق
: خلاص ياعلا يعني اترفدنا ..
: لاء ،ما انتي لو كنتي حضرتي الاجتماع كنتي عرفتي حصل ايه ،
وضعت يديها فوق جبهتها تدلكها بألم ..
: عربية اخويا عطلت في الطريق علشان كده اتأخرت ..
(والعطل لم يكن صدفه ،بل حلت المشكلة ما ان حدثه "عم عبده" او حمزة يخبره انه وصل )
ببلاهة ابتسمت تتحدث بدلال ..
: هو اخوكي جه هنا ..؟
حدجتها سارة بنظرة استنكار من رأسها وحتى قدميها ..
لتستدرك علا نفسها سريعا قائلة وهي تخرج من غرفة المكتب بإحراج
: ااا ..المدير الجديد عايز يقابل المهندسة اللي اتأخرت على الاجتماع ..واه صحيح قال مش هيمشي حد من الموظفين هو اشترى الشركة بموظفينها هو وشريكه قصدي شريكته ..
عاصفة ثرثرة تسمى علا ..
وضعت كلتا يديها على جانبي رأسها تغمض عينيها بألم حيث اجتاحتها آلام الرأس ..
استقامت تلقي على العصفور نظرة وابتسامة ثم اتجهت نحو مكتب المدير الجديد ..
حيث مفاجأة تنتظرها ...
~~~~~~~~~
بداخل المكتب وقف امام النافذة بشموخ يضع يديه داخل بنطاله يتمتم لنفسه بخفوت متفاخرا ..
: حلو دور المدير ده.. لايق عليا والله ..
وفجأة استمع إلى طرق الباب ،اخذ نفسا عميقا يرد بصوت عال
: ادخل ..
ولجت سارة ولم تنتبه إلى نبرة صوته اغلقت الباب خلفها تلقي تحية الصباح باحراج معتذرة ..
: اسفة يافندم حصل ظرف طارئ عطلني عن الاجتماع ..
ضيقت مابين حاجبيها بتعجب تتسع عينيها بصدمة ..
حين التفت لها حمزة ..
لم تنتبه إلى صوت المفتاح الذي تغلق به علا الباب بحذر من الخارج ..
بزهول وعدم فهم تحدثت ..
: حمزة ..؟ ..انت هنا بتعمل ايه ..؟
: سيادة المدير يا باشمهندسة ..
صحح لها لقبه يحاول مداراة لهفة نظراته اليها ..
: مدير ايه ..انا مش فاهمة حاجة ..انت مش دكتور ..؟
ليرد مبتسما بكل ثقة ..
: دكتور ..ومدير الشركة ..
الجمت الصدمة لسانها ..ليكمل وهو يجلس فوق مكتبه ..
: المرة دي بس هقبل اعتذارك عن التأخير علشان اول يوم ليا في الشركة ..
تذكرت حديث علا عن بيع الشركة الذي اعلن عنه في اجتماع اليوم ..لا تصدق انه بات مديرها
ولا تدرك هي ان ما خفي كان اعظم ...
تملك منها الغضب لتتحدث ساخرة
: لاء وعلى ايه يافندم مافيش ولا مرة جاية ولا رايحة ..انا مستقيلة
والتفتت تغادر المكتب تحاول فتح الباب لتجده موصدا من الخارج
: لاء منا عامل حسابي لكل حاجة ..
قالها بابتسامه متسعة ينهض من مكانه متقدما اليها
يحمل بين يديه ورقة ما يفردها امام وجهها ..فأزاحتها بغضب حتى كادت تمزقها قائلة
: افتح الباب ده حالا ياحمزة
عدل من الورقة قائلا
: الحمد لله اني عملت حسابي في دي كمان وماجبتش الاصل ..
نظر اليها ليعطيها الورقة مرة اخرى بابتسامة سمجة ..
: اتفضلي اقري ..
: قارية حاجة افتح الباب بدل ما اصوت واعملك فضيحة في شركتك اللي انت فرحان بيها ..
تبدلت نظرته يتنهد بحالمية قائلا
: ياريييت ..
اتسعت عينيها بزهول ..لينظر اليها مكملا
: تخيلي بقى لما تبقى سيرتنا على كل لسان في الشركة ،مدير الشركة وشريكته ..
: ايييييه
صرخت بها باستنكار
: شريكة ايه ؟ انا مش شريكة حد
ليهتف ببرائة
: منا بقولك خدي اقري الورقة مش راضية ..
تناولت منه الورقة بعنف تقرأ محتواها لتتسع عينيها تنظر إلى مكان توقيعها فوق عقد شراكة صحيح ..تذكرت يوم امس عندما طلبت منها علا توقيعها ..لتهتف من بين اسنانها ..
: علا ..!!!
ليباغتها بنبرة مستمتعة ..
: بالظبط ..واول صفقة لينا هي مستشفى اخوكي اللي بتتبني على ارضي ، انا خلاص لغيت التعاقد مع شركة المنياوي ومضيت انا وآدم ..
: آدم ..؟
هتفت بها مشدوهة بصدمة ..
اذدرد ريقه بارتياك حيث كان الاتفاق ان لا يخبرها بتعاونه معه ..
همت تفتح الباب بعنف ليقترب منها تلين نبرته برجاء وبحب خالص
: سارة ارجوكي كفاية ،اعملك ايه تاني علشان تسامحيني
ابتعدت خطوة إلى الوراء بغضب ..بينما يجثو خافقها مشبكا يديه باكيا يتوسلها مسامحته ..
امتزجت لمعة الدموع بدفئ شعاع جرتي العسل خاصتها ..الغارق هو فيهما حد الثمالة ..
حد الانطفاء ..
فقط نور شمسه وكفى ..
دمعة عذبة صافية ولدت على اعتاب مقلتيها مرورا بوجنتها وكأنها تعاتبه تركها الموت على شفتيها ..تلاها الكثير منتحرا فوق حافتي شفتيها في لحظة شرخ لكرامتها ودون تحكيم عقل من وجهة نظرها ..
تحدثت معاتبة قلبه كيف جَرء ..نبرتها معاناة ..مهزلة بين قلب عاشق وعقل مشتت بافكار يسكنها هو وافكار معارضة ..
: عاوزني ازاي اسامحك ..؟ ..انت دبحتني بكلامك ياحمزة ..؟ ..جايز اكون جرحتك بالكلام اللي قولته
قطعت حديثها غصة قاتلة تنهار امامه باكية تردف بقهر ..
: بس كنت خايفة عليك ..كنت خايفة سالم ينفذ تهديده ويقتلك .. علشان كده جرحتك ..كلامك دبحني وبدون اي عذر ليك ..
اشتعلت عينيه يشد على قبضة يديه بغضب ..يسب نفسه ..يلعنها ..اقترب يحتويها بين ذراعيه لتشير إليه فاردة كفها امام وجهه تمسح دموعها المتساقطة ..لترفع رأسها بشموخ في لحظة ادراك وما زالت انتفاضة قلبها بالعشق ..والألم يخرج على هيئة كلمات ..
مش مسمحاك وعمري ما هسامحك ..
: سارة انا بحبك ..
لن تنكر ان كلمته زلزلت قلبها ..اصابته بزيادة في معدل الخفق ..لتحاول اخفاء تأثرها
: افتح الباب ياحمزة خرجني ..
زفر بتعب بإرهاق عاشق في صحراء جافة تحت شعاع شمس قاسية..فتح الباب لتخطو هي سريعا خارج المكتب، وقبل خروجها قبض فوق معصمها يهمس بخفوت قرب اذنيها
: هسيبك تمشي ..بس مش هسيبك غير لما توافقي تتجوزيني ..
نفضت يديه تخطو خارجا ومن بين دمعاتها تسللت ابتسامة تناوش وجنتيها في الظهور ..
: اوعي تنسي العصفور ..خلي بالك منه ..
هتف بها ينظر في أثرها بإصرار عاشق مثابر ..
لينال الشمس بجدارة ...
_______________________
انتهى الكابوس يجر خلفه ابواب الماضي المفعمة بالسواد ..
تأكد من حقيقة الفيدو تحت يد خبير فأكد له صحته ..
ينتابه شعور الان باختطافها في رحلة عشق لا نهاية لها ..
تسلل بخفة من خلفها حيث كانت تقف بشرفة الكوخ القريبة من الارض ..
اجفلها بعناقه لها من الخلف يستند بذقنه فوق كتفها ..يهمس بخفوت قرب اذنيها بنبرة عشق تسمعها لأول مرة
: وحشتيني ..
سريعة ازاحت بيديها دمعة كانت تسيل فوق وجنتها ليديرها اليه بتسائل ..
: بتعيطي ليه ..لسة بتخافي تقعدي لوحدك ..؟
نفت برأسها ليحتضن وجهها بين يديه
: اومال في ايه ..؟
: انا هفضل هنا لحد امتى ..خالو وماما وحشوني اوي ..
ضم رأسها نحو صدره ينظر نحو البحر بغموض ..لتهدأ هي مش شهقات بكائها عندما استمعت اليه يقول ..
: لما نصفي حسابنا الاول ..
نظرت اليه تمتزج دموع عينيها بنظرة البرائة فيهما ..
: حساب ايه ..؟
بدت فكرة كونها زوجته تبيح له تخيلات لا تجوز مع وعد قطعه مسبقا ..حيث ظهر له شبح والده فوق رأسها محذرا اياه ..يتردد صداه داخل مسامعه ( امنية حياتي اسلمها لعريسها بالفستان الابيض ..ده كتب كتاب بس ياقصي ..انا واثق فيك )
اخذ يسب بداخله ..تبا لذلك الوعد ..وتبا لبرائتها المهلكة ..
وتبا لتلك الشامة فوق شفتيها ..
ليتمتم بحنق ..
: ما كانش لازم اوعده ..
: بتقول ايه ..؟
تنهد يبعد تلك الافكار عن رأسه " مؤقتا "
: بقول اني لسة ما عرفتش السبب اللي خلاكي تمشي يوم كتب الكتاب ..ومش عايز اعرفه غير منك ..
رمشت بأهدابها في تردد لتحسم الامر بأخباره ..بنبرة يملئها الحزن تحدثت
: هقولك ..انا مشيت علشان ما قدرتش افضل بس لمجرد اني مراتك ..مشيت لما سمعت خالوا وماما بيقولوا ..
واخذت تقص فوق مسامعه ما حدث ..
وصدفة ، لم تكن مسامعه هو فقط .. لتنتفض بإجفال بين ذراعيه عندما استمعت لصوت منصور من خلفهم
: احنا فعلا قولنا كده ..
تصلبت ..سهم ما اصابها بمقتل عندما آتاها صوت منصور الصارم من خلفهم ..لم تمتلك الجرأة على النظر والتأكد من وجوده رغم اشتياقها له ..هي الان تحاول ايقاف نزيف روحها بما استمعت اليه الان ..بكل اصرار يخبرها انه فعل ..
لم ينكر حتى كذبا لمراعاة مشاعرها ..
نظر قصي اليهم داخله صدمة تامة لم تظهر على ملامحه ..
فقط شدد من عناقه لها عندما لاحظ تصلبها بين يديه ..
ضمها اكثر نحو صدره وكأنها جزء منه ..
زقف منصور بهيبته عند باب الكوخ تجاوره حنان بدموع باكية تنظر الى يمنى التي لا تعي شيئا مما يحدث ..
يمنى العائدة من نكبة نفسية لا يليق معها اظهار حقيقة الامر امامها..
استدرك منصور الموقف لينظر إلى قصي بغموض
: سيبنا لوحدنا ..خد يمنى على العربية ..
فهم نظرة ابيه ..علم سريعا ان المقصود بذلك الحديث .. يمنى ..
تقدم منصور منها بعدما خرجا كلا من قصي ويمنى ..
حنان مازالت واقفة تنظر إلى حياة ببكاء ..تجلد ذاتها بتفوهها في لحظة انفلات مشاعرها بتلك الكلمات التي آذت مشاعر صغيرتها ..
وقف منصور امام حياة التي تنظر اليه باكية كطفلة ..بنظرات حزن مغلفة بعتاب اب وابتسامة حزينة ترسم فوق وجهه يشرد بوجهها متحدثا
: حاربت زمان و خدتك من رشدي بالغصب وانتي صغيرة علشان احميكي منه ، كنتي عوض ليا عن امك الله يرحمها ..وعن ابني اللي ماكنتش عارف هو عايش ولا ميت ..ماكنتيش بنت اختي وبس ..
نظر إلى عينيها مباشرة وقد تلاشت ابتسامته لتحل محلها دمعة لعينة تأسرها عينيه بداخلها ..اكمل وهو يراها تلك الطفلة الصغيرة التي كان يلاعبها ويطعمها بيديه ويغدقها بحنان اب خالص ..
: بنتي ..حتة مني ..
وقررت عينيه فك اسر العديد من الدموع ..تهدج صوته مكملا ..
: روحي اللي عايش بيها ..واللي لو سابتني اموت ..وانتي موتيني يا حياة ..
تكاد حنان تنهار من شدة البكاء ..اما حياة فتستمع إليه وشلالات من الدموع تجد سبيلها فوق وجنتاها ..لتتوقف الشلالات فجأة ..ربما ستبدل الدموع بدموع اشد مرارة ..تصلبت نظرة عينيها تتسع بإدراك عندما اردف منصور ..
: حنان فعلا قالت كده ،كل اللي سمعتيه مني ومنها صحيح ..لكن المقصودة بيه مش انتي ..كانت يمنى ..والظاهر انك ما وقفتيش تسمعي بقيت الحوار اللي دار مابينا ..
واجتاحه غضب عاصف ..غضب اب ..عاصفته ذات زوبعة حانية ..رغم قسوتها محتوية لاتلقي بما تحتوي خارج نسماتها ..
وقفت هي متصلبه تستعيد ما استمعت اليه مرة اخرى .. كيف لم تنتبه ..كيف ظنت ان بامكانهم ابعادها عن احضانهم ..
القت بنفسها داخل احضانه ليتبخر غضبه منها في لحظة يضمها نحو صدره باكيا ..وتتمتم هي من بين بكائها
: انا اسفة ..اسفة ..
تركها لتصتدم بنظرات حنان الباكية ..فركض كلاهما نحو الاخرى في عناق ..تعاتبها حنان بضمها نحو صدرها بقوة .. تغدقها بالقبلات
: وحشتيني أوي ..وحشتيني اوي يا حبيبتي .. كده ياحياة عايزة تسيبيني ..تسيبي حضن امك ..
تبكي بين ذراعيها بندم ..ادركت انها كانت ستخسر الكثير بفراقهم ..الكثير جدا ...
_________________________
وقفت تكشف عن ساقيها تلاعب امواج البحر بين مد وجزر ..
نظر اليها بحزن ..
صغيرة هي على ان يلفظها الجميع بذلك الرفض ..
فكرة التخلي عنها لا وجود لها بأفكاره ..
اهدته ابتسامة مرحة تركض اليه ليتلقفها هو باحضانه ..
ضحكت تقفز قفزات متتالية ..تتحدث بما اثلج صدره ورسم ابتسامة عريضة على شفتيه ..
: انا بحب ماما حنان اوي يا ابى ..ماكنتش فاكراها حنينة واني هحبها كده ..
بتعجب سألها
: بجد يا يمنى ..؟
لتومأ له تجيبه بحماس ..
: و وافقت كمان اقولها ياماما ..قالتلي انتي بنتي التالتة ..انا بحبها اوي ..
احتضنها وقد ارتاح قلبه بداخل صدره ..
كم هي سيدة عظيمه امه ..
غمز لها قائلا بمرح
: تعالي نشوفهم خلصوا عياط ولا لسة ..
ضحكت تتجه معه نحو الكوخ ..ليدخل كلاهما ..
فتفتح حنان ذراعها ليمنى بينما حياة تحت الاخر ..لتركض يمنى داخل احضانها ..
: واضح ان ما فيش مكان ليا ..
لفظها بمرح ..لتنهض تخطو نحوه حتى وقفت امامه ومع فارق الطول رفحت يديها نحو وجنته تخرج كلماتها برفقة الدموع
: ده انت نور عيني ..نبض قلبي اللي عايشة بيه ..
التقط رأسها يقبله يحتضنها في ارتواء لكلا منهما من الآخر ..
ومن بين الدموع تتناثر الابتسامات ..
لينتهي اللقاء بتحديد موعد زفاف ...
_____________
الخاتمة ...
ارسل له القدر نسمة هواء تحمل له زهرة, استوطنت بقلبه, فدبت فيه الحياة ...
تنزل فوق درجات السلم الذهبي ذات الدرجات الحمراء ..بطلة خطفت لبّه و انفاسة ..
القت عليه تعويذة بسحر خاص ..
سعادتها تكاد تتفاقم حتى تبلغ نجوم السماء وهي تنظر اليه متألقا بحلته السوداء ..
على يمينها منصور يطوق يديها بذراعه نازلا معها ..
خلفها سارة تتألق برونق خاص ذات جاذبية اسرت عيني حمزة الذي يقف بدوره اسفل الدرج وسط المدعوين بفستانها الذي يحمل مزيجا بين فون النبيذ والذهب ..
وصل منصور بكل الحب يسلمها إليه ..
وحنان تقف تنظر اليهما ابتسامة سعادة تلقي فوقهما الورود تتساقط من عينيها دموع الفرح ..
التقط يديها مقبلا اياها يغرق فقط بعينيها وابتسامتها المشرقة ..وكأنهما بمنعزل عما حولهم ..تعزف خلفهم موسيقى هادئة فطوق يديها بذراعه يتقدما سويا داخل قاعة الاحتفال ..
اميرته وملكته التي توجها على عرش قلبه ..
~~~~~~~~
بعد وقت ليس بكثير ...
: هما الحلوين علشان حلوين يعملوا كدهو ..
همس بها حمزة بجوار اذن سارة عندما تجاهلت وجوده من بين الحضور ..
لتكبح جماح ابتسامتها بصعوبة ..تهديه نظرة استنكار وتتركه ذاهبة
ليهتف بصوت مرح غير عابئا بالحضور من حوله ..
: هخطفك على فكرة ..
تلألأت ابتسامتها توله ظهرها تتجه نحو قاعة الاحتفال ..
تحرك هو خلسة نحو منظم الحفلات يطلب منه مكبر الصوت وتوقف انغام الموسيقى قليلا ..
ثم أخذه متجها إليها ببطء ..
و يبدأ جميع الحضور يالانتباه اليه ما ان تحدث ..
: مساء الخير ..والف مبروك للعروسين ..
انتبهت اليه تتسع عينيها بزهول لما يفعل ..ليكمل
: حابب اقول لواحدة معانا هنا ..ملكت قلبي من اول ما شوفتها ..
عينيه معلقة بعينيها وبدأ بعض الفتيات بالبحث عما يقع نظره عليها بحماس ..
: حابب اقولها ..
صمت الجميع ..اخذ قلبها يهدر خافقا بعنف ..
: حبيبتي ..
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
فلتغفري لقلب عاشق ذاب عشقا في هواكي متيمُ ..
اضحى رمادا بعدما ذاق الفراق بنار فقدك في جحيم غير محجَّمُ ..
رحماكِ شمسي من ظلام دام دهرا بالفؤاد فأعتمُ ..
بكى لهيبك راغبا محو الظلام بداخلي و أبيتِ انتِ فكان لهيبك بي أرحمُ ..
ومع انتهاء كلماته كانت عينيها تغرورقت بالدموع ..
وابتسامتها ترتسم فوق شفتيها بعشق ..
ليتحدث هو بحب ونظرات استجداء ..
: كتبتلك شعر اهو ..سامحيني بقى ..
اومأت له عدة مرات ليختطفها داخل احضانه يدور بها بين صغير و تسفيق حاد من جميع المدعوين ..
لتشرق شمس قلبه من جديد
~~~~~~~~~~~
في تلك الاثناء احدهم اخبر قصي بالحضور إلى حديقة الفندق الخلفية حيث امر طارئ وهام لا يحتمل الانتظار ..
وفي نفس الوقت فتاة من المدعوين تقترب من يمنى التي تقف جوار حنان بفرح تخبرها بصوت عال اثر صخب الموسيقى من حولهم ..
: انتي اخت العريس ..
فأومأت لها يمنى لتكمل ..
: هو عايزك بره في الجنينة ضروري ..
نظرت يمنى نحو مقاعد العروسين بتجد حياة بمفردها اعادت نظراتها نحو الفتاة بعدم فهم فلم تجدها لتقرر الذهاب إلى قصي كما اخبرتها تلك الفتاة ..
بخطوات متهادية خرجت من الفندق نحو الحديقة ..
لتجد قصي يوليها ظهرها وشهص ما يقف امامه يحجب قصي رؤيته ويبدو انه يسلم عليه بحفاوة ..
وبلحظة اتسعت عينيها بزهول ..
بصدمة ..
حين عانق قصي ذلك الشخص فظهر وجهه من فوق كتف قصي ..
لتصرخ باسمه جوار خطواتها الراكضة بفرح ..
: عمررررر ...
تمت بحمد الله
____________________
هتوحشوني اوي 🥺❤️
دمتم خير داعم لي ..
دمتم دائما ابتسامتي وقت الحزن ..
دمتم فخر وقيمة لحروفي التي نالت شرف قرائتكم لها ..
دمتم دائما وابدا بألف ود 🥀❤️
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية ملاك في عالم الشياطين كامله
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا