Main menu

Pages

أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم نورا عبد العزيز

 أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني الفصل الثالث عشر والرابع عشر بقلم نورا عبد العزيز 

أجنبيه بقبضة صعيدي الجزء الثاني البارت الثالث عشر والرابع عشر بقلم نورا عبد العزيز 

الفصل الثــالث عشر 

أخذ خطوة نحوها ومع كل خطوة إليها كان قلبها يزيد من نبضاته كأنه فى سباق يسابق قلبه على من ينبض أكثر، شوق وحب وحنين كل هذه المشاعر كانت تضرب قلبها بهذه اللحظة، وصل أمامها وتتطلع "أدهم" بعينيها ثم قال:-

-كيفك يا هُيام؟


-كيف؟

قالتها ليتعجب "أدهم" وظهر أستغرابه من سؤالها على ملامحه وعقد حاجبيه للتابع الحديث بنبرة خافتة مسحورة بنظرته وضربات قلبها التى أوقفت عقلها فى هذه اللحظة عن التفكير بأى شيء أخر :-

-كيف بتجوله هُيام 


تبسم بعفوية بعد أن أوضحت سؤالها وطريقة نطقه لأسمها تصيبها بالعشق فقال:-

-جلبي جالي أنك هتحبيه أكدة وهيكون أستثنائي محدش هيجولهولك أكدة غيرى


تنحنحت "هيام" بخجل شديد من كلماته وتحاشت النظر له ثم أستدارت وبدأت تتحرك فى المكان و"أدهم" خلفها يقول:-

-طمنينى عليكي؟


-أنا زينة كيف ما أنت شايف مما تمشي بجى، أفتكر أنى بعتلك مع جاسمين أن مهينفعش نتكلم ولا نتجابل أكدة

قالتها بحدة ليهتف "أدهم" بضيق شديد قائلًا:-

-لحد ميتى؟ أنا دخلت البيت من بابه بجالي أكتر من 5 شهور ومحدش رد عليا ولا عبرني، أعمل أيه تاني 

ألتفت "هيام" إليه بضيق شديد ثم قالت:-

-وفيها أيه يعنى؟ زعلت ولا كرامتك وجعتك.. ما تحاول تاني وثالث وعاشر عشاني ولا أنا مستاهلش أنك تحاول تاني


تطلع بعينيها مُشتاقًا لمشاجراتها وعنادها حتى صراخها عليه أشتاق إليه ليقول بنبرة دافئة:-

-تستاهل يا هُيام


أزدردت لعابها الجاف من حلقها بخجل شديد من كلمته التى نزلت عليها كجمر متلهبة أشعلت نيران جسدها لتشعر بحرارته كأنها تحترق وتُذب من الداخل، قشعريرتها الخافتة ورجفة قلبها خجلًا من كلمته، تنحنحت بلطف ثم قالت:-

-أحم .... عن أذنك


مرت من أمامه مُسرعة فى خطواتها تحاول الهرب منه حتى رأت جاسمين تخرج من غرفة تبديل الملابس فأخذت الفستان الموجود فى يدها ووضعته على الطاولة وخرجوا معًا من الخارج و"جاسمين" تقول بأندهاش:-

-على مهلك يا هيام الفستان عجبنى!


-بعدين يا جاسمين بعدين

قالتها بحياء شديد ثم هربت من المركز التجاري كاملًا بسبب ضربات قلبها التى أوشك على الأنفجار بداخلها.....


____________________________  


دلفت "فريدة" مع "مازن" إلى غرفة "مُفيدة" وكانت تجلس على الفراش وبجوارها "حلا" وتحمل على قدميها "يوسف" الصغير، تبسمت "حلا" لحضورهما معًا وقالت:-

-شوفي يا ماما مين جه 


تبسمت "فريدة" بخجل شديد وهى تتباطأ ذراع "مازن" وقالت:-

-عايزة أيه يا حلا؟ ماليش مزاج أتخانج وياكِ النهار دا


رفعت "حلا" حاجبيها بضيق شديد من هذه الفتاة وقالت:-

-شوف مين بيتكلم؟ أصلًا أنا اللى ما عندي بال أتخانق معاكِ 


تبسمت "فريدة" بغرور شديد ووضعت رأسها على كتف "مازن" بدلال ثم قالت:-

-عشان خاطر ميزو حبيبي بس 


صمتت "حلا" لبرهة بأغتياظ شديد ثم قالت بجدية صارمة:-

-مازن، حوش مراتك عني، أنا ما عايزة أقوم أجبها من شعرها عشانك


تركت "فريدة" ذراعه بأنفعال شديد من هذا الحديث وصرخت بها بعد أن وضعت ذراعيها فى خصرها قائلة:-

-مين دى اللى تجبيها من شعرها يا حلوة، بلاش أنتِ يا بنت الخواجات مهتعرفيش تتخانجي وفى الأخر أنتِ اللى هتضربي يا بسكوتاية 


وقفت "حلا" على ركبتيها فوق الفراش بأنفعال شديد وقالت بجدية صارمة:-

-مين دا اللى هتنضرب يا ....


-باااااس 

قالتها "مُفيدة" بضيق شديد من صراخهما بينما وضع "مازن" يده على بطن "فريدة" وقال بدلال:-

-حبيبتى متتعصبيش عشان صحتك، ونصحية متجربيش منيها كتر لبنتنا تلجط العدوي منها وتطلع مفترسة كيفها مشايفاش كيف عاملة زى الكلبة المسعورة


نظرت "حلا" بصدمة إلى أخاها بينما أتسعت عيني "مُفيدة" على مصراعيها من الدهشة وبدأت تجمع ما سمعته للتو، تبسمت "فريدة" وهى تضع يدها خلف ظهرها بدلال وقالت بأستفزاز شديد وعينيها تحدق بـ "حلا":-

-عندك حج يا حبيبى


سألت "مفيدة" بنبرة هادئة قائلة:-

-أنتِ!


تبسم الأثنين معًا وقال "مازن" بحماس:-

-اه فريدة حبلة يا أمى


تبسمت "مفيدة" بهدوء بينما تجلس مكانها دون أن تظهر رد فعل قوي وقالت:-

-مبروك


نظر "مازن" إلى أخته الواقفة كما هى على ركبتيها فوق الفراش مذهولة فقال:-

-أيه يا حلا مهتجوليش مبروك


صرخت "حلا" بانفعال شديد كالبركان الذي أنفجر للتو فى وجههما قائلة:-

-مبروك أيه وزفت أيه؟ مازن أنت بتنصر مرتك عليا ها وأنا كلبة مسوعرة


أجابها ببرود شديد ساخرة من لهجتها التى ما زالت تصعب عليها نطق الكلمات وما زال بها جزء مُرتبط بأصلها الغربي قائلًا:-

-مسعورة أسمها مسعورة


-والله أنا ها ماشي يا مازن وأنا اللى نصرتك على عاصم 

قالتها بضيق شديد كطفلة تغار وتغضب منه، ترجلت من الفراش ثم حملت طفلها الصغير على ذراعيها، وقف "مازن" أمامها بلطف وقال:-

-حلا إحنا بنهزر وياك


دفعته بكتفها بغيظ شديد وغاضبة بوجه عابس وقالت بضيق:-

-أبعد عني، أنا ماليش فى البيت دا غير عاصم حبيبي وماما 


خرجت من الغرفة غاضبة لتجد زوجها يدخل من باب السرايا عائدًا من عمله لكنها لم تتوقف لأجله فقال بجدية:-

-حلا


ألتفت إليه ليرى وجهها العابس وشفتيها تقوسهما للأسفل بحزن شديد يحتلها، وصل أمامها ليرفع رأسها بسبابته بقلق وسأل:-

-مالك؟ حد زعلك؟


لم تجيب عليه بل ظلت غاضبة تتحاشي النظر إليه لكن جاء الجواب إليه قبل أن يكرر سؤاله مرة أخرى عندما خرج "مازن" من الغرفة خلفها ويناديها قائلًا:-

-والله عال راح تشتكينى لجوزك إياك


نظر "عاصم" تجاهه ثم قال بجدية ورفع حاجبه:-

-أنت اللى زعلتها


تنحنح "مازن" بقلق من نظرة "عاصم" ثم قال بتردد:-

-محصلش ولا شوفتها النهاردا أصلا


صرخت "حلا" بغيظ شديد يسكن بداخلها قائلة:-

-كذاب دا على أساس مين اللى قالي أنتِ كلبة مسعورة


كز "عاصم" على أسنانه بغيظ من هذا الرجل ثم قال بجدية:-

-جولت أيه؟


تبسم "مازن" بخفوت ثم قال:-

-ولا حاجة بجولك مشوفتهاش واصل النهار دا


خرجت "فريدة" من الغرفة خلفه لتحدق بها "حلا" بأغتياظ شديد ثم قالت:-

-والله ايه؟ تخانقوني أنت ومراتك فى غيابه وأول ما تشوفه يبقي ما شوفتوني، لا يا عاصم والله خانقوني وقالوا ....


قاطعها "مازن" عندما أسرع نحوها ووضع يده على فمها يمنعها من الحديث ثم نظر إلى وجه "عاصم" وقال بدلال هانسًا فى أذنها:-

-خلاص بجي هجبلك الشيكولاتة اللى بتحبيها، أصلًا جايبلك علبة بحالها ليكي فوج


رفعت حاجبها ببرود إليه وهو يضع يده على فمها والأخرى تحيط عنقها، تبسم بلطف وأقترب ليضع قبلة على جبينها لكن سرعان ما شعر بيد "عاصم" تسحبه من لياقته بقوة للخلف وقال بجدية:-

-أنا مسمحتلكش تلمسها ها... وحسابك معايا بعدين لينا مكتب نتحاسب فيه مش جصاد الحريم أهنا


أبعده عن طريقه ثم أخذ زوجته الطفولية وصعد للأعلي لتنظر "حلا" إلى أخاها أثناء صعودها وتخرج لسانها من أجل أغاظته، دلفوا للغرفة معًا وبدل "عاصم" ملابسه ليرتدي بنطلون أسود وتي شيرت أسود اللون وخرج من غرفة تبديل الملابس ليرى "حلا" تضع طفلها الرضيع فى الفراش الصغير بعد أن غاص فى نومه، شعرت بيديه تحيط خصرها ويعانقها من الخلف لتبتسم بعفوية وظلا الأثنين يرمقون طفلهما فى نومه، تبسم "عاصم" بلطف ثم قال هامسًا:-

-أتوحشتك جوي


نكزته فى خصره بذراعها وقالت بخجل:-

-وبعدين معاك كفاية أنك رايح الشغل النهار دا من غير نوم


وضع قبل على عنقها بدلال وهمس فى أذنها بلطف قائلًا:-

-أعمل أيه ما أنتِ اللى كنتِ واحشاني


أغمضت عينيها بأستسلام لسحر هذه القبلة الناعمة لكن سرعان ما ألتفت إليه ثم قالت:-

-يبقي دلوقت تنام أنا متأكدة أنك رجعت بدرى عشان تعبان


جلس معها على الفراش وبدأت تحكي له ما حدث من "مازن" وأصابعها النحيلة تتغلغل فى خصلات شعره الكثيف بنعومته ليبتسم وعينيه على وشك الإغلاق والذهاب فى رحلة نومه الطويلةوقال:-

-متزعليش أنا كمان معنديش حد أغلي منك ولا أنصر حد واصل عليكي


تبسمت "حلا" بسعادة كأنه أمتص كل غضبها حين أخبرها أنها الملكة فى عالمه وأنحنت قليلًا لتضع قبلة على جبينه بلطف ثم قالت:-

-ربنا يخليك ليا يا عصومي


أغمض عينيه بعد أن أخذ نفس عميق وسحب يدها الأخر إلى يده ليتشابكا معًا ووضعهما فوق صدره وأستسلم للنوم من التعب لتبتسم "حلا" ويدها تمسح على رأسه بحنان حتى أسترخي جسده نهائيًا وأخرجت يدها من قبضته القوية وتسللت للخارج بعد أن تركته غارقًا فى نومه وهكذا صغيرها...


____________________________ 


خرج "مصطفى " فجرًا من منزله يقود سيارته ولم ينتبه نهائيًا لهذا السيارة التي تسير خلفه تراقبه وبداخلها "قادر" مع أحد رجاله فقال الرجل:-

-بجاله سبوع كل يوم يخرج فى نفس الميعاد عشان أكدة كلمتك


نظر "قادر" نحو السيارة الخاصة بـ "مصطفي" وقال بفضول شديد:-

-أكيد وراءه مصيبة ولازم نعرفها


وصل "مصطفي" إلي منزل بعيدًا عن البلد وترجل من سيارته ثم دخل وحده، ظل "قادر" ينتظره بحيرة وأفكار كثيرة تضرب عقله لكن قاطع هذه الأفكار الرجل يقول:-

-مهيخرجش دلوجت، هيخرج على الساعة 8 الصبح أكدة كيف العادة


حرك "قادر" سبابته والأبهام على ذقنه بحيرة وسأل:-

-محاولتش تعرف بيجابل مين جوا ولا مين اللى ساكن أهنا


-لا خليت واحد يراجب البيت دا طول السبوع اللى فات لكن لا حد طلع ولا دخل غيره ولد المحروج دا 

قالها الرجل وهو يشعل سيجارته ثم أعطي سيجارة إلى "قادر" فأخذها وعينيه لا تفارق المنزل وتمتم قائلًا:-

-لازم نعرف بيجي أهنا ليه؟ خليك أهنا وأبجى خبرني لو حصل جديد


ترجل "قادر" من السيارة وأنطلق سيرًا حتى يعود للسرايا وفور وصوله وجد "حمدي" ينتظره فسأل بجدية:-

-كنت فين يا جادر؟


-بتمشي هبابة

قالها ببرود ليتابعه "حمدي" بحديثه الحاد قائلًا:-

-بتتمشي هبابة ولا جناب البيه طلب منك حاجة، ما أنا خابره زين لأن أنا اللى مربي، عاصم مهيهملش تأره من عائلة الصديق وموضوع الجوازة دى ملدش عليه أنا خابره 


ألتف "قادر" له بوجه عابس جاد ثم قال:-

-وما دام خابره زين أكدة بتسأل فى اللى ميخصكش ليه يا عم حمدي، خليك فى حالك يا راجل يا طيب


تركه ودلف للغرفة قبل أن يسأل من جديد رغم معرفته بأن "عاصم" لن يترك حقه ولن يأخذه من أنثي، لكنه ينتظر الوقت المناسب لأخذ الحق بحرفة ومهارة...


______________________________ 


بحث "عاصم" عن زوجته كثيرًا وعندما أستيقظ صباحًا لم يجد لها أثرًا بجواره و"يوسف" لم يكن بالغرفة، ترجل للأسفل ليرى "تحية" تحمل طفله بين ذراعيها فسأل بنبرة هادئة:-

-امال حلا فين؟


نظرت "تحية" إلى غرفة حمام السباحة فسار إلي هناك ودلف ليراها تسبح مهارة وترتدي ملابس السباحة فذعر من ملابسها التى تخفي من جسدها أقل بكثير من الظاهر ليقول بصراخ:-

-حلا


توقفت فى منتصف حوض السباحة بذعر من ظهره من العدم دون سابق أنذار وقالت بتذمر:-

-عاصم خضتني


-نهار أبوكي أسود اللى اللى لابساه دا... لا.. لابساه أيه؟ أيه اللى جالعة دا نهارك طين، أطلع


تبسمت بعفوية على غيرته ثم قالت:-

-مالك يا عاصم، ما حد هيشوفني أهنا والأوضة مقفولة والله قفلت الباب لما دخلت وخليت طنط تحية تقعد عشان محدش يدخل كمان معايا هدومي والله


نظر إلى حيث تشير على ملابسها ليرى روب الأستحمام وبجواره عباءة سوداء اللون بأكمام فضفاضة ليسرع بخطواته نحوها وأخذ العباءة قفز فى حوض السباحة حتى وصل إليها غاضبًا والغيرة تأكل قلبه بل تلتهمه كاملًا، ألبسها العباءة بالقوة وهى تصرخ بعناد منه:-

-عاصم أنت بتعمل أيه؟ أبعد يا عاصم


جذبها بقوة إليه غاضبًا وقال:-

-حلااااا


أزدردت لعابها بخوف من نظرته وطريقة نطق أسمه ووقفت محلها بهدوء ليكمل ما يفعله فقالت بنبرة خافتة:-

-عاصم


نظر إليها بوجه عابس لتقول:-

-أنت بليت العباءة هخرج بيها أزاى قصادهم هتكون مبينة كل جسمي


نظر إلى العباءة مُطولًا وكأنه لم يدرك ما فعله إلا للتو فتبسمت "حلا" على غيرته التى جعلته عقله يتوقف عن التفكير لبرهة من الوقت، ألتف كى يخرج لكنها أستوقفته عندما تشبثت بيده ليستدير لها بهدوء وغيرته المُتلهبة لا تقوي مياه الحوض كاملًا على أطفائها، أقتربت "حلا" أكثر منه ووضعت يديها حول أكتافه بدلال ليقول "عاصم":-

-إياك يا حلوتي وألا متلومنيش واصل


تبسم "حلا" بسمة مُشرقة تذيب قلبه العاشق وعينيهم يغمرهم العشق ويفيض منهما، شعر كلا منهما بحرارة الحب تشتعل فى القلب وبدأت نبضاتهم تتسارع وسط هدوء المكان لتكون كنغمة تطرب أذانهم، أقترب "عاصم" أكثر منها وشعرت بيده تحيط خصرها النحيلة فقالت بهمس وعينيها على شفتيه:-

-عاصم قولتلي إياك..


-ااه بس أعمل فيكي أيه وأنتِ مُحتلة جلبي وعجلي كيف أجدر أجاوم سحرك يا حلوتي

قالها وهو يشعر بأنفاسها الدافئة لتبتسم "حلا" بدلال فقال بجدية:-

-لا متبتسميش كفاية على جلبك أكدة يا حلوتي 


ضمت شفتيها بين أسنانها بقوة تخفي بسمتها ليقول بخبث شديد:-

-ياا ...


أقترب أكثر لتذوق حلوته اللذيذة لكن قاطعته قبل أن يفعل صوت طرقات الباب و"ناجية" تناديه قائلة:-

-يا جناب البيه جادر عاوزك 


تأفف بضيق شديد فضحكت "حلا" عليه وهربت من أمامه وخرجت من حوض الأستحمام ليخرج هو الأخري وجعلها ترتدي روب الأستحمام فوق عباءتها المبللة جيدًا ثم حملها على ذراعيها خوفًا وغيرة من أن يراها أحد رغم ملابسها التى أرتدتها وأخفت حتى أصابع قدميها، خرج بها من الغرفة وقال بجدية:-

-خليه يستناني فى المكتب وأنا هغير خلجاتي وأجيله


صعد للغرفة و"حلا" تبتسم على غيرته، بدل ملابسه سريعًا وترجل للأسفل ليخبره "قادر" بما يحدث ثم قال بجدية:-

-من ساعة خرجت واحدة ست من البيت و الرجالة بعتولي صورتها  


أعطي الهاتف إلى "عاصم" فنظر إلى الصورة جيدًا ليُصدم مما رأوه وأخرج هاتفه ليقارن الصورتين معًا وتأكد أن هذه المرأة هى من أخذت طفله فى المستشفي، وأصبح الأمر أمامه مؤكد أن من سعي خلف إختطاف أبنه هو "مصطفي" كأنه لم يكف عن الجرائم الذي يفعلها معهم حتى بعد أن تزوجت أخته من "مازن" بسبب جريمته، خرج من الغرفة غاضبًا كالثور الهائج فسأل بجدية:-

-مازن فين؟


أجابته "فريدة" بعفوية وسعادة تغمرها قائلة:-

-راح يخلص الورج مع المأذون عشان يطلج الهبابة اللى جوا


سار للخارج بأغتياظ شديد ثم قال بنبرة جادة كأمر يقطع على أذني الجميع:-

-الطلاج دا مهيتمش يا جادر فاهم


خرج من السرايا مُشتعلة وترك الجميع خلفه حائرون من قرر رفضوا للطلاق وسعادة "فريدة" تحولت إلى حجيم فى أقل من ثانية واحدة لتصعد إلى غرفتها باكية بحزن وهى كالجميع تعلم إذا أمر "عاصم" بشيء سيحدث دون نقاش رغمًا عن الجميع....

أنطلق بسيارته كالمجنون حتى وصل إلى المنزل ليزيد من سرعة سيارته ويهدم بابه الخشبية بمقدمة سيارته لترجل منها بينما وقفت هذه المرأة أمامه بصدمة مما تراه لتتقابل أعينيهم معًا وعينيه تخبره بأن الحجيم قد وصل إليها وما عليها إلا تنمي الموت أفضل مما ستراه فى حجيم "عاصم الشرقاوي"......

الفصل الرابع عشر  (  14  ) 


وصل "مصطفي" للمنزل مساءًا كالمعتاد لكنه صُدم من هيئته الخارجية فكان مُدمر بالكامل من الخارج فدلف بقلق شديد تغلغل إلي قلبه، لم يجد أثر لهذه المرأة فى المنزل فأستدر لكي يخرج من مكانه لكنه توقف مكانه كالصنم عندما سمع رنين هاتف، سار للداخل باحثًا عن الهاتف ليجده فوق الطاولة والمتصل مجهول الهوية، استقبل الاتصال بقلق ويديه ترتجف وعندما وضع الهاتف على أذنيه أتاه صوت خشن قوي يعرفه جيدًا جعله ينتفض من مكانه يقول:-

-أكدة تتأخر برضو!


 -عاصم!!

قالها بقلق شديد ونبرة خافتة ليسمع صوت ضحكات "عاصم" القوية وهو يقول بجدية:-

-بيه، عاصم بيه، مع نص ساعة وتكون عندي وألا...


تبسم "مصطفي" بمكر شديد ثم قال قاطعًا لحديثه:-

-وفر على نفسك التهديد، أنت ليه محسسني أنا واخد مرتي مثلًا، دا أنتوا أخدتوا خيتي ومتهزش شعر مني، فوج أكده يا رجل وشغل مخك


-أنا كنت فاكر أنى بتكلم وي راجل طلعت بكلم مرة كيف اللى عندي

قالها "عاصم" بسخرية شديد وإهانة ليغلق "مصطفي" الاتصال غاضبًا من إهانته وغادر، على عكس "عاصم" الذي تبسم بخبث شديد ونظر للمرأة الجالسة أمامه بعد أن سمعت حديث "مصطفي" وتركه لها هنا وكأن "عاصم" كان يدرك جيدًا وقاحة "مصطفي" وجبنه من مقابل "عاصم" لذا سيختار التخلي عنها وفتح مكبر الصوت عمدًا حتى تستمع لهذا، وقف من مكانه بهدوء وهندم عباءته بلطف ثم قال:-

-كان لازم تسألي عنه جبل ما تشاركيه فى خطف ولدي، أهو طلع ندل وهملك لحالك تحاسبي على عمايله وخططه الجذرة كيفه...


خرج "عاصم" من المكان تاركًا إياها فى صمتها وحيرتها ...


_______________________________ 


كانت "فريدة" تشتعل من الغضب بسبب قرار "عاصم" ورفضه لهذا الطلاق، تمتمت بغضب مكبوح بداخلها، دلف "مازن" للغرفة بعد أن أتصل بالمأذون ليخبره بان ينتظر قليلًا ورأى زوجته كما خمن تمامًا، كالجمر المُلتهب وقلبها لم يعد يحتمل الغضب الكامن بداخلها، قال بنبرةهادئة تمامًا:-

-فريدة 


أنتفضت من مكانها كالبركان الذي وصل للتو لأقصي درجة غليان في باطنه لينفجر أمامه، صرخت به بأنفعال شديد قائلة:-

-فريدة!! فريدة هطج يا مازن، مكفكوش فرحتي اللى ماتت جوايا بسبب المصائب اللي نازلة على دماغنا وحولت معلش يا بت خليكي بنت أصول وأتحملي وأتحملت فعلًا وأتنازلت عن الفرح وفرحتي زى كل عروسة وجولت معلش، أمك تجولك أتجوز وتتجوز عليا وجولت أم وجلبها محروج على موت بنتها وهو معذور رضا أمه برضو، لكن توصل لحد أهنا وكفاية أيه مكفكوش تجطيع فيا أكتر من أكدة، كسرت جلبي فى كل اللى فات مكفتكوش عشان ترحموني هبابة ولا أنا مكتوب عليا الحزن وفرحتى تتسرج منى، حتى فرحتي بحبلي كسرتوها، أيه عايزين توصلوا لأي تاني...


تنحنح "مازن" بهدوء وقال بنبرة خافتة:-

-أهدئي يا فريدة كله هيتحل والله والفترة دى صعبة علينا كلتنا بس هتعدي صدجنى هتعدي والله


لم تتمالك "فريدة" غضبها أكتر من هذه الكلمة فقالت بسخرية شديد:-

-هتعدي!! مازن مفيش حاجة بتعدي واصل، مفيش وجع ولا حزن بيعدي أنا بجيت خايفة أفرح وكأن الفرح خسارة فيا!!


أقترب منها قليلًا ثم قال بنبرة خافتة هادئة:-

-أيام، أيام قليلة وكل دا هيعدي يا حبيبتي صدجيني


رفعت نظرها إليه لتتقابل عيونهما وعينيها تملأها الدموع التى تلوث رؤيتها وقالت بحزن شديد ونبرة مُنكسرة مُعبأة بالخيبات:-

-هتعدي! بس هتعدي ميتى ولما تعدي هكون أنا نفس فريدة حبيبتك، اللى بيعدي مبيعديش كيف الريح يا مازن، دا بيسيب جوانا علامات وجروح بتغيرنا وتغير كل حاجة فينا


ضمها إليه بلطف شديد وبدأ يربت على ذراعيها بحنان ثم قال بنبرة لطيفة راجيًا إياها:-

-متتغيريش يا فريدة، بالله عليكي خليكي بجمال رحك وجلبك الطيب وصدجينى هتلاجي الفرح والحب هما اللى فتحين بابهم ليكي


جهشت باكية بحزن لم تتحمل بقاءه ففي قلبها أكثر بينما ينهش فى روحها وعقلها، قبل جبينها بحب شديد وهو خير الناس معرفة بأنها تعاني أكثر من أى شخص بهذا المنزل لكنه يترجاها بأن تكون قوية وتتحمل حتى تمر هذه الموجة عليهما ويعم السلام على قلوبهما وحياتهما.....


____________________________________  


وصل "عاصم" للمنزل وولج هادئًا كما هو معتاد منه، ذهبت "حلا" نحوه وتحمل فى يدها كوب مشروبها الساخنة وقالت:-

-كنت فين يا عاصم واتأخرت ليه؟


نظر لها بهدوء ثم بعثر غرتها بلطف وقال:-

-مشوار يا حبيبتي، أنا طالع أغير خلجاتي


صعد للأعلي فتابعته "حلا" بقلق من صمته لطالما كان صمته مُرعب لها أكثر من حديثه، دلفت للمطبخ وبدأت تسخن الطعام من أجله وجهزت صينية العشاء وصعدت بها للأعلي حيث غرفتها، لم تجده لكنه سمعت صوت صنوبر المياه فوضعت الصينية على الطاولة الزجاجية أمام الأريكة وحملت كوبها الموجودة أعلاها وجلست تستمع بمشروبها البارد قليلًا من الأنتظار وتركه حتى سمعت صوت باب المرحاض يُفتح لتلف تنظر إليه، تطلع "عاصم" إليها بعد أن بدلت ملابسها وأرتدت بيجامة من الحرير الخالص ذات اللون الأخضر الغامق (زيتي) عبارة عن شورت قصير وبدي بحمالة وتضع فوقه روبها القصير الي يصل إلى ركبتيها، تسدل شعرها الناعم على ظهرها والجانبين بسبب الفرق الموجود بمنتصف رأسها ويترك غرتها على الجانبين، أقتربت "حلا" تجلس جواره ووضعت الكوب على الطاولة ثم قالت:-

-مالك يا عاصم؟ وقبل ما تقول تمام أنا بقولك لا، أنت فيك حاجة أنا ما هتوه فيك


بدأ يأكل طعامه بصمت وبعد أول لقمة من طعامه قال بتجاهل لسؤالها:-

-تسلم يدك


تبسمت بخفة رغم تجاهله لحديثها وقالت بلطف تخفف من ضغطه وتوتره الذي تراه فى عينيه وتصرفاته:-

-ألف هنا وصحة على قلبك يا حبيبي، قولي مالك؟


رفع نظره إلي الأمام حيث شاشة التلفاز وفتحها وظل ينتقل من قناة إلي قناة حتى وصل لقناة خاصة بالملاكمة ويتناول طعامه أثناء مشاهدته، تأففت "حلا" بضيق شديد من تجاهله لها حتى أن عينيه لم تُرفع بها، بل ظل يتحاشي النظر لها كثيرًا فأخذت الريموت الألكتروني وأغلقت الشاشة ليقول بضيق:-

-حلا؟


-مالك يا عاصم؟ حصل أيه؟

قالتها بنبرة مُرتفعة قليلًا تدل على غضبها من صمته ورفضها لتصرفاته ثم تابعت بضيق أكثر:-

-من لحظة خروجك الصبح متعصب وأنا قاعدة قلقانة عليك وهتجنن من اللى وصله لك قادر ووصلك لمرحلة الغضب دي،أتصلت بيك فوق العشر مرات وأنت مُتجاهلني تمامًا كأني شفاف وأستنيت فى قلقي عليك من الصبح ساعات وصبرت نفسي بالعقل وقولت لما يرجع هيحكي ويطمنك لكن أنت بتزود قلقي عليك


قبل جبينها بهدوء قبلةً رقيقة جدًا ثم قال بهدوء:-

-متجلجيش عليا!!


أبتعد عنها لتحدق بوجهه بقلق أكثر بعد كلمته وقالت:-

-لا قلقانة، حتى لو الكل بيخافوا منك وبيعملوا لك ألف حساب وفضلت الكبير هتفضل فى نظري حبيبي وهفضل أقلق عليك لأنك بشر زينا وبتحس وبتتوجع، ممكن ما تقلقني عليك، بجد لو عاوزني ما أقلق أحكي ليا وطمني عليك لكن تقولي ما تقلقي يبقي هيزيد قلقي لتكون فاكر أنه هيقل


عاد لصمته بينما وقف من محله وذهب نحو الفراش لتقف "حلا" خلفه مُصرة على أن يتحدث ويخرج ما بداخله حتى تستطيع مؤاساته لتقول بعناد أكثر:-

-طب اللى حصل له علاقة بعائلة الصديق عشان كدة رفضت الطلاق يتم صح؟


ألتف إليها بضيق وهو الآن لا يقبل بسماع أى شيء عن هذه العائلة أو حتى التحدث عنها فقال بانفعال خافت يخرجه عنه هدوءه:-

-مالكيش صالح ومتجبيش سيرة العائلة دى جصادي بدل ما انزل أروح أولع فى دارها وهملني لحالي دلوجت


أخذت "حلا" نفس عميق بعد أن تأكدت بأن ما حدث وسبب غضبه الكامن بداخله هو هذه العائلة، أقتربت منه بعد ان صعد غلى الفراش وجلست جواره ثم قالت بلطف:-

-عاصم أنا كنت عايزة فلوس 


ألتف إليها مُندهشًا من تغييرها للحوار ثم قال:-

-أبجي خدوي اللى عايزاه من الدولاب، الخزنة عندك وخابرة رجمها


تبسمت وهى تلمس لحيته بدلالية وعينيها تبتسم قبل شفتيها وتلمع ببريق ساحر قم قالت بحب:-

-هم كثير بصراحة عايزة أشتري أجهزة عشان الكلية أنت عارف أني أتخصصت هندسة الكترونيات و....


قاطعها بنبرة خافتة مؤيدًا لها ولا يحتاج لمبرر فى سحبها للمال الذي تريده:-

-مسألتكيش، خدي اللى عايزاه يا حلا


نظر للأسفل بعينه نحو يديها التى تداعب لحيته بأسلوبها الناعمة ثم رفع نظره نحوها وقال:-

-خشي فى الموضوع على طول، أنا خابر أن الموضوع مهوش موضوع فلوس 


تنحنحت بخجل شديد من أفكارها الخبيثة وقالت ببراءة مُصطنعة:-

-أخس عليك يا عصومي، أنا تشك فى برائتي


تبسم بسخرية خافتة وقال:-

-لا يا حبيبتى العفوى، أنا بس نفسي أعرف كيف واحدة فى العشرين بمكرك دا، أمال لما توصلي للأربعين هتعملي فيا أيه؟


ضحكت "حلا" بعفوية بينما تستلقي جواره وتسحب ذراعه ليكون وسادتها الدافئة ثم قالت بلطف:-

-يمكن أخطفك من العالم المؤذي دى ونروح عالم تاني لوحدنا


أومأ إليها بنعم وعاد لصمته ليعم الصمت فى الغرفة فقط صوت أنفاسهما الخافت ما تسمعه فقالت:-

-علي فكرة أنا طلبت حاجات أون لاين وهتوصل بكرة


هز رأسه بنعم دون أن يعقب على صرفها للمال أو حتى يسألها بماذا ستفعل أو ماذا طلبت لتتذمر "حلا" من حالة التجاهل الذي تملكته وقالت بضيق:-

-معقول يا عاصم اللى أنت فيه دا، طبيعي أنك ما تسأل مراتك بتودي الفلوس فين وأن كل اللى أطلبه متاح حتى لو تافه، دا بزغ


ضحك "عاصم" بخفوت ضحكة خافتة ربما خرجت منه بصعوبة من صغط أفكاره التى تلتهم عقله، فربما جزءًا من عقله يخبره بأن يامر بقتل "مصطفي" لكن الجزء الأخر يخبره بألا يصبح قاتل وتلوث الدماء يديه لطالما كان الكبير ويلجأ له الجميع فى الحكم والعدل فماذا عندما يتحول لقاتل، أم الباقي من عقله لا يتحمل فكرة الأستسلام لترك "مصطفي" هكذا بلا عقاب رغم أرتكابه للكثير من المصائب والجرائم فى حقه وحق عائلته، أم عن قلبه فلم يترك الصراع هكذا دون أن يحارب بسلاحه الذي يملكه وهو "حلا" كيف ستنظر له إذا قتل؟ ماذا إذا رحلت عنه أو تغير قلبها وحبها إلي كره لطالما يعلم أن ما بين الحب والكره مجرد خيط رفيع كفلق الصباح ويخشي أن يقطع هذا الخيط دون قصد أثناء بحثه عن الأنتقام،تبسمت "حلا" على ضحكته الخافته وقالت:-

-ضحكت وأخيرًا، دلوقت أطمن قلبي، قولي بقي اللى حصل


ضحك أكثر على عنادها وأصرارها ليقول بينما يهز رأسه بأستنكار:-

-ههههه مشوفتش حد فى عندك وإصرارك 


-أنت عارف أني عنيدة معاك وفى أمرك

قالتها بدلال بعد أن أنقلبت بجسدها الضئيلة لتستلقي على بطنها وتتكأ على ساعديها جيدًا ونظرت بعينه وتابعت مُحدثة إياه:-

-أحكيلي لأنك عارف أني ما هسكت إلا لما أعرف، أو على الأقل أعرف ليه رفضت أن مازن يطلق نهلة


رفع ذراعه يضعه على عينيه بتعب شديد من التفكير الذي يفرط به من الأمس ثم قال بجدية:-

-أيام يا حلا الموضوع كله أيام وهمليني الله يخليك أنام هبابة


تأففت بيأس شديد من هذا الصمت وتكتمه على ما فى جعبته لتستسلم للأمر وترجلت من الفراش مع بكاء "يوسف" الذي أستيقظ من النوم للتو كأنه ينقذ والده من هذا الإصرار، بدأت تسير فى الغرفة بطفلها وتغني له بحب يحتلها كأن قلب هذه الفتاة تغير مع ولادتها ليصبح بها جزء جديد ولد مع ولادة "يوسف"، تبسم "عاصم" بهدوء عندما سمع صوتها تدندن لطفلها لينام هو قبل طفله على صوتها المُدلل...


_______________________________ 


الشوق يحرق قلبها مُنذ أن رأته وكأنه أشعل نيران عشقه بداخله بأخذت "هيام" نفس عميق وخرجت من غرفته غاضبة وأتجهت للأسفل ليست بغاضبة بقدر رغبتها فى البوح عن مشاعرها التى تأخذها إلى منعطف لا تريده، لا تسعى لفعل شيء سرًا بل كل أمنيتها أن تكون معه علنًا وليس سرًا، تخبر بأخبار الجميع أنه حبيبها ولا تريده سواه دون خوف أو قلق من نظرات الجميع، وصلت للطابق الأسفل وكانت "تحية" جالسة مع "مفيدة" أمام الشاشة تشاهد مسلسل تركي بينما تجلس "حلا" جوار "مازن" يتحدثان فى الكثير و"فريدة" تحمل "يوسف" بين ذراعيها وتداعبه بدلال، وقفت "هيام" أمامهم وقالت بجدية:-

-عاصم فين؟


رفعت "حلا" نظرها إلي حيث أختها وتساءلت كثيرًا عن سبب سؤالها بنظرتها قبل أن تلفظ هاتفة:-

-أشمعنا؟


تنهدت "هيام" بلطف قبل أن تفقد أعصابها وتنفجر كالقنبلة بهما وقالت:-

-فى المكتب صح!!


أومأ "مازن" لها فأغمض عينيها لثواني معدودة ثم قالت بجدية عازمة امرها وقد حسمت قرارها وقالت:-

-أوكي، أنا داخلة له


أتجهت نحو المكتب مع أنظار الجميع الذين أندهشوا من كلمتها ولأول مرة تتجه "هيام" للحديث معه، ما عدا "حلا" التي تبسمت بسبب جراءتها وهي تعلم جيدًا سبب طلبها وسعيها للحديث معه، سببها الوحيد الذي جعلها تأخذ هذه الخطوة الجريئة منها هو العشق، العشق الكامن بداخل قلبها وقد بدأ يحرقه مُنذ أن أعترفت لقلبها بأنها تكن المشاعر لهذا الأدهم وتحملت نيرانه حتى وصلت لأقصها وألمها الشوق ليأخذها إلى هذا الوحش الذي تخشاه "عاصم الشرقاوي" ليس سوى عشقها من دفعها للجنون والأتجاه إلى مكتب هذا الرجل لتحدثه رغم أنها تخطت أخاها "مازن" فكان من السهل عليها أن تلجأ إلى "مازن" عوضًا عن محادثة "عاصم" لكن بالتأكيد قلبها من أخذها للأقوي الذي سيحقق مطلبها دون أي وسائط بينهما تأخذ معها القليل من الوقت حتى يصله طلبها فأرادت أن تقدم طلبها إليه مباشرة فهي لن تتحمل أكثر من ذلك حتى إذا كان القليل من الوقت....

فتح باب المكتب ودلفت بعد أن أذن لها، رفع نظره قليلًا عن الأوراق لكنه دُهش عندما رأى وجه "هيام" لطالما أبتعدت عنه فقال بحيرة من سبب قدومها:-

-تعالي يا هيام


أقتربت أكثر بقلب مُرتجف وعقل مُتردد ثم جلست أمام المكتب تحت أنظاره بعد أن ترك الأوراق وعمله لأجله فما أتي بها لهنا ليس بشيء بسيط بل بالتأكيد مهم جدًا، تمتمت "هيام" بنبرة خافتة مُتحاشية النظر إليه:-

-أنا بحب..


نظر "عاصم" لها بجدية دون أن يعقب فرفعت رأسها تنظر إليه ويدها وضعت على يسار صدرها ثم قالت بخفوت:-

-أهنا بيوجع وأنا مجادراش أتحمل أكتر من أكدة


-أتوحشتيه؟

قالها "عاصم" بنبرة هادئة تمامًا لا تعلم "هيام" أهي نبرة مُخيفة ستجلب العاصفة خلفها أم نبرته تعني موافقته على ألمها وسماعها، هزت "هيام" رأسها بالإيجاب قليلًا وقالت:-

-أمممم أتوحشته يا عاصم!!


أتاها صوت "مازن" كالصاروخ الذي خرج من محله مُتجهًا إليها يفتتها لإشلاء عندما يقول:-

-جولتي أيه؟......


تكملة الرواية من هنا


بداية الجزء الثاني من هنا


بداية الجزء الاول من هنا



الصفحه الرئيسيه من هنا


روايات كامله من هنا


الروايات الاكثر قراءه👇👇👇


1- رواية جبروت معقده





































































Comments