expr:class='data:blog.languageDirection' expr:data-id='data:blog.blogId'>

رواية زوجي من الجن البارت السادس عشر وحتى البارت الثلاثون

رواية زوجي من الجن البارت السادس عشر وحتى البارت الثلاثون 

رواية زوجي من الجن الفصل السادس عشر وحتى البارت الثلاثون

....كان الاخطبوط من اقوى اسلحة جيش عيقم اذ ارسله مرة من المرات للإفناء قبيلة كاملة نظرا لضخامته وكبر حجمه وقوته والسم الذي يسري من مخالب أذرعته واستحالة قتله


استطاع جلجامش الامساك باحد أذرع الاخطبوط وسحبه بشدة واخذ يدور به لكن لسوء الحظ لم ينتبه للمخالب السامة في تلك الذراع التي انغرست في كفيه وامتد السم في يديه واصيب بشلل فيهما


شلت يدا جلجامش واحاط به الاخطبوط من كل جانب فما كان من جلجامش الا ان طار عاليا لكن الاخطبوبط ضربه على رأسه ضربة بذراعه رطمت به الارض أصيب جلجامش بدوار شديد ليس من قوة ارتطامه بالارض لكن من السم الذي انتشر في جسده


اخيرا اطبق الاخطبوط على جلجامش بفمه الكبير وابتلعه

صرخت احدى ابنتا جلجامش: أبيييييييي لا ابتلع الاخطبوط ابي واخذت الاخرى تصرخ و تبكي

احتضنت عشتار ابنتيها وصرخت بهلع شديد: ياحين افعل شيئا ارجوك


اراد ياحين النهوض لكن يبدو انه هو الآخر كان مسموما من ذلك السهم الذي رماه به القعقاع

امسكت عشتار بكلتا ابنتيها والدمع كان قد انهمر من عينيها

من تحت تلك العصبة


ما أن رأى ياحين تلك الدموع تلمع فوق وجنتيها الحمراوتان حتى أصيب بقشعريرة في جسمه كله وحرارة في وجهه و أسر في نفسه يالها من جميلة أو أنها قد تكون ساحرة فعلا كما اشيع عنها إن كان هذا فقط مافعله بي دمع عينيها فكيف ان رأيت عينيها حقا


أحس ياحين بتأنيب الضمير إذ كان ينظر لزوجة أميره وصديقه وهو قد يكون ميتا لابد انها ساحرة أشار ياحين لأحد الغيلان وامره ان يذهب لنجدة جلجامش بسرعة


وصل ذلك الغول بسرعة للاخطبوط لكن الاخطبوط وكأنه أصيب بنوبة غضب إذ أطبق بجميع أذرعه على ذلك الغول ورفعه عاليا مقطعا أجزاء جسمه كل جزء في ذراع


أصبح الاخطبوط كالمجنون يهجم على جيش جلجامش واخذ جيش طنطل يصرخون بهم أن يستسلموا اذ انهم يحاربون دون قائد الآن

أصيب الجيش بخيبة أمل لكن فجأة وقف الاخطبوط مهتزا مرةً يرفع رأسه عالياً ومرةً أخرى ينكسه للأسفل


أخيرا انفجرت جبهته التي خرج منها جلجامش مليئا بدماء ذلك الاخطبوط وسقط جاثيا وغرز سيفه المرتعد في الارض وخلفه الاخطبوط خار شيئا فشيئا كانهيار شجرة مقطوعة


كان لحسن حظ جلجامش مضاد للسم يسري في دماء ذلك الاخطبوط حتى لايقتله سمه مما أعاد لجلجامش عافيته واخذ يغرز سيفه الرعدي في قلوب ذلك الاخطبوط إذ كان له ثلاثة قلوب ثم ضرب جبهته من الداخل فخرقها وخرج


استعاد الجيش رباطة جأشه وحيويته وانقضوا على جيش طنطل حتى عاد للمعركة وطيسها

ياحين: لقد استطاع جلجامش التغلب على الاخطبوط العملاق

عشتاربسرور: أعلم ذلك إذ لم يبرد دفئ الخاتم في اصبعي


مع ان الجن عموما تنظر للانس نظرة دونية لكن لسبب ما أحس ياحين بأن هذه الإنسية شيء عظيم وجميل أخذ يغبط جلجامش عليها


كان كل من في المعركة منشغلا بخصم له والقتال محتد جداً ماعدا القعقاع الذي كان يمشي بهدوء وهيبة وكأن لايراه احد وما ان يمر بأحد جنود جلجامش حتى ارداه قتيلا بطعنة من خنجر مسموم واكمل سيره للأمام


حتى أصبح قريبا من جلجامش الذي كان يتنفس الصعداء بعد معركته الشاقة من بعيد استل سهما أراد ان يباغته بضربة غادرة إلا أن طنطل كان قد وصل إليه وقاطعه


طنطل: أرخي سهمك ياقعقاع لاتقتل الأمراء هكذا

قعقاع: عذرا يامولاي لكن الفرصة مواتية

طنطل: لابد من المجابهة

القعقاع: اذا ساجابهه واقتله من اجلك


طنطل: دعه لي ياقعقاع لامزيد من المخاطرة

قعقاع: إن يعطني مولاي فرصة لقتل جلجامش

طنطل: لا ياقعقاع قد سفك مايكفي من دماء الجيش سأحسم الأمر الآن اذهب للطرف الآخر وحاول السيطرة على الجيش


ذهب القعقاع منصاعا لاوامر طنطل بمضض وتقدم طنطل لمجابهة جلجامش

أخيرا التقا الجبلان جلجامش مقابل طنطل


جلجامش: لم يعد هنالك مايقال ياطنطل سوى حسم الحسام

طنطل: يقال ان سيفك هو اقوى سيف في ارض الجن لكن من يقول ذلك لم يجرب سيفي


جلجامش: هل تظن أن النار تستطيع مجابهة الرعد

تقدم طنطل موجها ضربة بسيفه لجلجامش وهو يقول: قوة سيف الجني تنبع من قلبه

وبدأت مقارعة السيوف والرعد والنيران يتطايران كالشرار في كل مكان


الجزء_السابع_عشر

......... بدأت مقارعة السيوف والرعد والنيران يتطايران كالشرار في كل مكان في نفس الوقت أحست عشتار بالقلق

عشتار: ماذا يحدث يا ياحين أحس بسكون مريب

ياحين: إن جلجامش يواجه طنطل الآن إنها المعركة الفيصل لهذه الحرب


ماإن سمعت عشتار هذه الكلمات حتى وقفت مخبئتاً ابنتيها خلفها وهي ترتجف وتدعو أن يسلم زوجها

التف الجيشان حول طنطل وجلجامش لكن في نفس الوقت لم يتوقف القتال بل اشتد قتالها

لكن دوي مقارعة السيفان كان مسيطرا وله هيبة مخيفة


في مؤخرة جيش طنطل كان عيقم وسامد يرقبان بانتباه وحذر شديد

سامد: ماتظن يامولاي

عيقم: سيتغلب عليه ولدي لاشك إنه ولدي لقد قضيت عمري كله أعده وأدربه لهذه المعركة هذه المعركة هي قدره


سامد: عذرا يامولاي لكن إن خسر طنطل علينا برباطة الجأش وتنفيذ ماتفقنا عليه

عيقم مقاطعا: لن يهزم ولدي لابد له ان يفوز ويجب أن يفوز

إنك لاتفهم ياسامد من دون طنطل لافائدة من الفوز في هذه المعركة أنا الآن أشاهدني أقاتل لا أشاهده ماتراه أمامك هو أنا

ماتراه أمامك هو إنجازي


ألم ترى كيف صرع وحيد القرن الذي يعد أقوى سلاح هجوم لديهم طرحه أرضا بيد واحدة

سامد بقلق: ماذا فعلت يامولاي .. أين خاتمك الأسود؟


عيقم بفخر: أعطيته لطنطل

سامد: لكن هذا الخاتم به قوة أسلافك جميعا

عيقم: وقد حان ووقت استخدامه أما تراني واثقا من فوز ابني لاطاقة لجلجامش أن يواجه هذه القوة ولاتنسى أن عشتار تلبس خاتمه لاشك لهذا نحن نتفوق عليهم


لم يكن بعلم عيقم أن حب جلجامش لعشتار أعطاه إرادة حديدية توازي القوة المكتسبة من لبس أي خاتم فهي وحيدة في هذا العالم لابد له من حمايتها هي وابنتاها في عالم مليء بالوحوش


كانت ضربات سيف طنطل وقعها أقوى بكثير لاشك لكن جلجامش كان في حالة سلام مع نفسه وثقة إما الفوز في المعركة بكل شيء أو لاشيء


فوزه على طنطل يعني انتصار الجيش وحفظ حياة قبيلته وحياته وحياة عائلته أما الخسارة فتعني موت الجميع وسط ضعف جيشه وكثرة الخونة من حوله الفوز في هذا القتال هو الأمل الوحيد


كانت المعركة رهيبةً جدا أخذ طنطل يضرب بسيفه الناري سيف جلجامش ضربا متكررا وجلجامش يرجع للوراء

كان طنطل يحاول اثبات قوته أما جلجامش كان يتحين الفرصة للانتصار


فجأة تشقلب جلجامش للخلف وعاد للأمام بسرعة موجها لكمة لعين طنطل لكن طنطل في نفس الوقت وجه ضربة لفك جلجامش بمقبض سيفه حتى سال الدم من فم جلجامش

أطلق جلجامش رعدةً من سيفه


فماكان من طنطل إلا أن اخذ بتدوير سيفه كمروحة لهبية غدت كدرع صد الموجة الرعدية بسهولة

ثم بدوره اطلق كتلا نارية باتجاه جلجامش الذي كان يضربها بسيفه ويبددها


غرز جلجامش سيفه في الارض مولدة صاعقة رعدية فانتفض طنطل من الصعقة وسقط ارضا فقفز عليه جلجامش يريد ان يطعنه لكن طنطل ضرب الارض بسيفه هو الآخر فانبثقت النيران من الارض باتجاه جلجامش وارتد ساقطا على الارض


غضب الاثنان واسرعا لبعضهما وعادت مقارعة السيوف من جديد

طنطل: لقد حالفك الحظ في عالم الإنس لكن هذه المرة لن تخرج حيا

جلجامش: في المرة الماضية استخدمت أسلوبا دنيئا ضدي حين احسست انك ستخسر ان هجمت على ابنتاي لتشتت تركيزي هذا يدل على دنائتك


طنطل: هه من له حيلة فليحتال انت ضعيف لديك اشياء تخسرها أما أنا فلا

جلجامش: زوجتي وابنتاي بعيدون عنك هذه المرة لن يشتت شيء تركيزي عن ضرب عنقك اي شيء


صعق طنطل حين سمع جلجامش يقول زوجتي

ترى ماقصده بزوجته وابنتاها بعيدون أيعقل أن زوجته عشتار ماتزال على قيد الحياة


ابتعد طنطل قليلا واخذ ينظر لمؤخرة جيش جلجامش بتمعن

وكاد ان يخرج قلبه من مكانه حين رأى عشتار هناك معصوبة العينين تهز رأسها هزا خفيفا كمن يريد معرفة مايجري حوله وشعرها الأسود هادئ فوق خديها


 الآن فقط اعترف لنفسي أني احببت هذه الإنسية بل عشقتها ياله من وجه جميل ياإلهي ماأجملها أخايل روحي تخرج من هذا الجسد وتركض إليها الحمد لله لم تمت كم تمنيت لو كنا في زمان ومكان غير مانحن فيه إنها الحر.........


الجزء_الثامن_عشر

........ إذا بسيف جلجامش يهوي فوق رأس طنطل الذي انتبه في اللحظة الأخيرة وابتعد ولكن أصيبت أرنبة أنفه وسال الدم منها ابتعد طنطل مجددا واضعا يده على انفه ينظر تارة لعشتار وتارة لجلجامش


عيقم بقلق: ماذا يجري ياسامد ماذا دهاه إنه يبدو مشتتا

سامد: لقد انقلبت موازين المعركة لصالح جلجامش

أصبح طنطل يدافع فقط ولايهاجم وهو يتراجع للخلف

عيقم بغضب: إنه ينظر لعشتار

سامد: أين؟


عيقم: ألاتراه ينظر تارة لجلجامش وتارة ينظر لمؤخرة جيشهم إنها هناك

ياله من غبي

سامد: الوضع خطير جدا يامولاي يعجز عقلي عن التفكير في حل

عيقم: اعطني الرمح الأسود


سامد: لكن يامولاي..

عيقم بغضب: قلت اعطني الرمح الأسود

لم يرى سامد مولاه غاضباً لهذا الحد من قبل والشرار يتطاير من عينيه فأعطاه الرمح وهو يرتجف


تناول عيقم رمحه الأسود وطار عاليا جدا وصرخ في السماء صرخة سمعها كل من كان على أرض المعركة: أتضحي بملكك من أجل إنسية أيها الأحمق خذذذذذذ اعشقها الآن


رمى عيقم بالرمح الأسود كان هذا الرمح يسمى أيضا بعين الظلام واكمن سر قوته أنه حين ينطلق يحجب ضوء الشمس في ظلام دامس لكي لايراه العدو ولو كانت في عز الظهيرة لم يرمى هذا السهم من قبل إلا وقتل


عم الظلام الدامس في أرض المعركة ظن جلجامش أن عيقم كان يحدثه وبسرعة ضرب الأرض بسيفه فتكونت عليه كرة رعدية تحميه من هذا الرمح


لكن طنطل فطن أن المقصود ليس جلجامش بهذه الكلمات علاوة على ذلك فطن أن الرمح متجه لعشتار لامحالة

طار عقله وكاد أن تطير روحه أيضا فانطلق بسرعة البرق تجاه عشتار كان الظلام الدامس مخيما ولم يكن باستطاعة أحد رؤية أي شيء


إلى أن انغرس الرمح وانقشع الظلمة شيئا فشيئا كشروق الشمس

صرخ سامد: ياإلهي

كان الرمح مغروسا في صدر طنطل وهو ملقا تحت رجلي عشتار كأن عيقم أصيب بشلل من هول ما رأى واخذ ينظر يداه وهي ترتجف


خاف ياحين من طنطل أن يفعل شيئا بعشتار فأخذ يزحف تجاهه بسيفه

طنطل: عشتار إنه أنا طنطل سامحيني أرجوك ضحيت بالملك وحياتي أيضا لحمايتك ولتمني علي بنظرة من عينيك حتى أموت بسلام أرجوك


انتبه جلجامش لما يحدث من وراءه فطار مسرعة تجاه عشتار

نزعت عشتار العصبة التي كانت مطوقة عينيها تنظر بحزن لهذا الجني المسكين وسالت دمعة من عينيها


اقتربت يد طنطل من وجهها ولكنها أشاحت خوفاً

طنطل: لاتخافي أرجوك

وضع طنطل يده على خدها ومسح تلك الدمعة: أنت جميلة جدا ياعشتار


فكت عشتار قربة الماء من خصرها: خذ اشرب قليلاً من الماء

لكنه ابتسم وفاضت روحه

وصل جلجامش يريد طعن طنطل لكن عشتار أشارت له بالنفي

عشتار: لقد مات


جلجامش: هل أنتي بخير

عشتار: لا أعلم واخذت العصبة تريد ربطها مرة أخرى وقبل أن تربطها التقت عيناها بعينا ياحين فانتفض هو الآخر وربطت هي عينيها


لم يبصر ياحين طول حياته أجمل من هذه الفتاة وعينيها اللؤلؤتين فبكا يرتجف مكانه حسرة وندما محدثا نفسه ماذا تفكر ياياحين أتخون صديقك وأميرك وهو في أمس الحاجة لك لقد اقترفت ذنبا عظيم


واخذت نار اللوعة تكوي قلبه أحس جيش طنطل بالهزيمة بعد موت قائدهم برمح أبيه الذي كان يرتجف من هول الصدمة

صرخ سامد: مولاي أما الآن وإلا فلا

لكن عيقم ظل مسمراً عيناه في يديه


أخذ سامد يهز عيقم قائلاً: لاتضيع موته لقد مات وانتهى الأمر

وقام سامد بسحب عيقم وتبعهما جميع الحاشية الملكية وكبراء قومهم من الجن كان هجومهم له هيبة عظيمة كانقضاض قطيع من الذئاب على نعاج جريحة


بسرعةٍ استعاد جيش عيقم حماستهم حين رأو ملكهم يهجم بجميع وزراءه أما جواسيس مملكة جلجامش فقاموا برمي أسلحتهم إذ كانت تلك هي الإشارة المرتقبة حتى ظن بقية جيش جلجامش أنهم هزموا فرموا بأسلحتهم أيضاً علاوة على ذلك فقد كثر فيهم القتلى والجرحى وسيطر جيش عيقم على كل شيء


انتهت المعركة وصل عيقم ومن معه لجلجامش وحاشيته

قام عيقم بحضن ابنه ثم انتزع منه الخاتم والرمح وأمر أثنان من الجن لأخذه و تحنيطه


سامد: إن تستسلموا تسلموا هذه فرصتكم الأخيرة

بادر أزمل بسرعة ودهاء: نستسلم بشرط وكأنه كان مجهزا جملته سلفا

سامد: ماشرطكم

أزمل: أن لاتقتلوا أميرنا


نظر جلجامش لأزمل بغضب وأخذ يجول ببصره بين حاشيته الذين بدا عليهم الخضوع والاستسلام وارتضاء هذا الشرط مخافة الموت


أخيراً نطق عيقم: لك هذا ولكن عليه أن يسلم سيفه و يسجن في بطن السلحفاة هو وهذه الإنسية أربعين يوما ما

تقول يا جلجامش؟


الجزء_التاسع_عشر


....... بعد ان عم الضجيج في جيش جلجامش وقالو 

له استسلم ياجلجامش انتهت الحرب ولاطاقة لنا بأخرى

أحس جلجامش بالهزيمة وخيبة أمل في قومه الذين استسلموا لهذا الملك الجائر لكنه أسر في نفسه أنهم سيندمون 


جلجامش لي  عيقم : ومامصير ابنتاي

عيقم: نرسلهم لقلعة الجنيات السبع شأنهم شأن جميع ضحايا الحروب من أشراف الجن يظلون تحت حمايتهم ورعايتهم حتى تخرج


أخذ جلجامش يفكر محتاراً وكأن لديه خيار آخر

سامد: هيا ياجلجامش سلم سيفك فعرض مولاي سخي جداً إذ قبل على إبقائك حيا أنت وزوجك


أخيراً سلم جلجامش سيفه وكاد أن تخرج روحه معه إذ كيف يقاوم وهو محاصر من جميع الجهات قوم عيقم وقومه ايضاً

أخذ عيقم السيف ورفعه للسماء وتعالت صرخات جيشه مهلهلة بالنصر


عيقم: من الآن فقدت شرعيتك كأمير وسيتم تنصيبي ملكاً على قبيلتكم بعد ثلاثة أيام كما جرت العادات والتقاليد سامد


سامد: أمرك مولاي

عيقم: صفدوا جلجامش وعشتار بالسلاسل والشباك واذهب به مع ثلاثة آلاف جني لجزيرة السلاحف واسجنهم في بطن سلحفاة أربعون يوما وأيضا ارسل من يذهب بابنتي جلجامش لقلعة الجنيات السبع أين القعقاع


قام سامد بتنفيذ أوامر عيقم واقتاد جلجامش وعشتار بعد أن قام بتصفيدهم حولهم ثلاثة آ لاف جني

قدم القعقاع مسرعاً يلبي أمر ملكه

القعقاع: أمرك مولاي

نظر عيقم للقعقاع بحزن وقال: أتعلم أن طنطل قد مات وأنت ابن عمه الوحيد المتبقي على قيد الحياة ولاولد لي


القعقاع: أعلم يامولاي

عيقم: أتعلم أنك ولي عهدي الآن وقائد جيشي هل أنت مستعد لتحمل هذه المسؤلية


كاد وجه القعقاع يتشقق من الفرحة ولكنه تمالك نفسه: أنا تحت تصرفك يامولاي وروحي فداء لك

عيقم: حسناً اذهب وافتك بكل من تبقى من حلفاء جلجامش المخلصين الذين قد يشكلون خطرا عينا بحجة أنهم كانوا جواسيسا


القعقاع: أمرك مولاي

بسرعة ذهب القعقاع وأمر جنوده بجمع ماتبقى من حلفاء جلجامش المخلصين وأولهم ياحين

رجع إليه جني قائلا: أيها القعقاع بحثنا عن ياحين ولم نجده


القعقاع: لايمكنه الهرب والسم يسري في جسده ابحثوا عنه جيدا إنه ليس ببعيد أريد أن انظر في عينيه واخنقه بيدي قبل أن يقتله السم أريد أنتقم منه


بحث جميع الجن عن ياحين لكنهم لم يجدوه إلى أن استسلم القعقاع لثقته أن ياحين ميت من ذلك السم لامحالة

لكن مالم يعلمه القعقاع أن ياحين زحف دون أن ينتبه له أحد و اختبأ في جوف الاخطبوط الذي قتله جلجامش


واخذ السم يخرج من جسده شيئا فشيئا بفضل مضاد السم الموجود في دم الاخطبوط وظل مختبئا مخافة أن يقضب عليه وهو يراقب مايحدث حوله من أول خيانة للعهد الذي قطعه عيقم على جلجامش بعد تسليم سيفه وهو يفكر في حل لهذه المصيبة


أخيراً جمع أعوان جلجامش ماعدا ياحين واقتيدوا جميعا للسجن في قلعة عيقم حتى يقتلوا بعد ثلاثة أيام عند تتويج عيقم ملكا على قبيلتهم


وصل سامد بجلجامش وعشتار لجزيرة السلاحف يحف بهم الجن من كل جانب كانت الشمس قد بدأت تغرب ليحل ظلام الليل وكان مد البحر عاليا جدا


كان مايشغل بال عشتار وهي مكبلة ومعصوبة العينين هو ابنتاها مامصيرهما أما جلجامش فقد كان محطما تماما لقد خسر سيفه أقوى سيف في أرض الجن الذي كان فخر قبيلته وأسلافه خسر ملكه وقبيلته واصبحوا تحت حكم ملك جائر سيستعبدهم ويستغل ثرواتهم أيما استغلال


وصلوا جميعا لسلحفاة كبيرة كان يحيط بها عدد من الجن قاموا بربط رقبتها بسلسلة كبيرة وشدها للأعلى حتى لاتستطيع دخول قوقعتها ثم أمر سامد بحل وثاق كل من جلجامش وعشتار وادخالهما لقوقعة السلحفاة


امسك جلجامش بيد عشتار ودخلا لقوقعة السلحفاة ثم أمر سامد بفك السلسلة المحيطة برقبة السلحفاة فماكان منها إلا دخلت داخل قوقعتها مغلقةً هذا السجن الغريب وباتت في سبات عميق

سامد: أخيراً ارتاح قلبي هيا بنا نعود لديارنا 

رحل سامد والجن الذين كانوا معه


كانت عشتار ماتزال ممسكة بيد جلجامش بقوة

جلجامش بحزن: عشتار تستطيعين نزع عصبة عينيك فلاحاجة لها الآن لايوجد أحد هنا


كانت هذه أول كلمات تسمعها عشتار من جلجامش بعد المعركة كانت تتوقع منه طمأنتها على ابنتيها أو سؤاله عن احوالها على الأقل لكنه قال هذه الكلمات وعاد في صمته الكئيب مرة أخرى


اغرورقت عينا عشتار بالدموع ما إن نزعت تلك العصبة لتفاجئ بظلام دامس ومكان مظلما وضيق وحار وحارا لم يكن باستطاعتها حتى رؤية يدها


#زوجي_من_الجن_الجزء_العشرون

.......بينما نزعت عشتار تلك العصبة على عينيها لتفاجئ بظلام دامس ومكان مظلما وضيق وحار وحارا لم يكن باستطاعتها حتى رؤية يدها أحست بصعوبة في التنفس وكأنها داخل قبر ثم اخذت تجهش بالبكاء مع سرعة في وتيرة التنفس أملاً أن يواسيها حبيبها أو يحتضنها على الأقل لكن كان حال جلجامش أسوأ من حالها


أخيراً هدأ روعها بعد ان قطعت الرجاء من مواساة حبيبها لها ثم امسكت كلتا يداه

عشتار: هل ستكون ابنتاي بخير

جلجامش: لاتخافي عليهما إنهما في مكان آمن


عشتار: ماذا عنا نحن الاثنان هل سنظل أربعين يوما هكذا أكاد اختنق وانا دخلت للتو كيف ساصبر أربعين يوم لا استطيع التحمل لا استطيع


لم يجب جلجامش على سؤالها لكنها أحست أنه يبكي

لأول مرة يبكي زوجها أمامها حاولت وضع يدها على عينه لكنه أشاح بوجهه عنها فاحتضنته قائلةً: مادمت معي ياحبيبي سنتغلب على هذا السجن معا ونخرج ونقاتل عيقم ونستعيد ملكك لابد من وجود مخرج ما


وضع جلجامش يده فوق رأسه ومسح على جبينها قائلاً: أربعون يوما خارج قوقعة السلحفاة تعني أربعون سنة داخلها

أصيبت عشتار بانهيار جراء ماسمعت وكأن عقلها رفض ان يسمع جملة جلجامش الأخيرة

عشتار: ماذا.. ماذا تقول


جلجامش: حين يقترف أحد من الجن جرما يقتضي سجنه يسجن داخل قوقعة السلحفاة التي تدخل في سبات عميق مإن يدخل أحد قوقعتها

وداخل قوقعة السلحفاة يسير الزمن ببطء شديد فكل يومٍ يمر خارج القوقعة يعادل سنة داخلها


صرخت عشتار باكية: أسنظل أربعين سنة في هذا القبر المظلم أهذا ماتحاول قوله

صمت جلجامش واكتفا بحضنها فما كان منها إلا أن سقطت أرضا تبكي هول مصيبتها


جلس جلجامش بجانبها وهي تمسح صدرها بيدها باكية وتتنفس بسرعة

عشتار: سأموت ساختنق لا استطيع التنفس لااستطيع المكوث هنا أربعين سنة افعل شيئاً أرجوك أرجوك ياحبيبي 


اخذت تبكي وتبكي وهي تتنفس بسرعة تكاد تختنق حتى خاف عليها جلجامش من ان تموت فعلا

امسك جلجامش بعشتار من كتفيها وهزها صارخاً: حبيبتي اهدأي من روعك اخاف ان تختنقين من بكائك الدموع لن تحل شيئاً الآن عليك بالصبر


عشتار: كيف سأصبر أربعون سنة افعل شيئا ارجوك انت قوي جداً وتستطيع ضرب هذه السحفاة وقتلها كما فعلت بذلك الاخطبوط ارجوك ياحبيبي حاول اثق بك


جلجامش: لاسبيل للخروج منذ الأزل سجنت عفاريت ومردة من أقوى الجن لم يستطيعوا الخروج من قوقعة السلحفاة فمحاولة ضربها من الداخل مستحيلة


هدأت عشتار وكأنها اخذت تتأقلم وتتكيف قليلاً: ماذا لو حاول أحد أخراج رأسها من الخارج هل هذا مستحيل أيضا


جلجامش: اخراجها من الخارج سهل جداً لكن المشكلة تكمن في أن هذه الجزيرة مليئة بآلاف السلاحف النائمة حتى وإن كان أحد باستطاعته مساعدتنا لن يكون بإمكانه التعرف على السلحفاة التي نحن بداخلها فالسلاحف جميعها تتشابه


 علاوة على ذلك حين يوضع أحد داخل سلحفاة يتم بعثرة السلاحف جميعا حتى سامد وجنده لايستطيعون معرفة أي سلحفاة نوجد فيها الآن


عشتار بيأس: إذن لن نخرج من هنا لماذا سجن الجن هكذا؟

جلجامش: أربعون سنة هي لاشيء مقارنة بأعمار الجن التي تصل لمئات السنين ليس كبني البشر


عشتار بحسرة وهي تضرب على رأسها: وهذه هي المصيبة سأشيخ في ظلام زهرة شبابي سأقضيها في قبر إن هذا لظلم شديد

وضعت عشتار رأسها على صدر جلجامش وهي تبكي بصمت

جلجامش: سامحيني ياحبيبتي أنا السبب


فجأة سمعت صوت رفرفرة مألوف

نظرت للأعلى وصرخت بفرح: كابوووووووس

كان الظلام حالكا لكن لسبب ما استطاعت رؤية صديقها الواطواط كابوس الذي كان يحلق فوق رأسها


جلجامش: آه عدنا لكابوسك هذا ماكان ينقصنا

عشتار: حبيبي لقد أخبرتك من قبل أنك لاتستطيع رؤيته لقد كان هو من أفاقك حين سقطت من الجسر وكان له الفضل في إنقاذ حياتي


لم يشأ جلجامش أن يجادلها فإن كان هذيانها بهذا الكابوس سيؤنسها لاضير منه

عشتار: أين ذهبت ياكابوس وتركت صديقتك


كابوس: حين التم شملك بعائلتك عم الفرح والسرور في قلبك فذهبت أبحث الحزن في مكان آخر لكن الآن حين عاد لك حزنك عدت معه

عشتار: لقد جئت في وقتك ياصديقي نحتاج مساعدتك

كابوس: إن كان هنالك حزن في المساعدة لامشكلة لاكن مع ذالك هناك مشكلتين


الجزء_الواحد_والعشرون

....... قالت عشتار لكابوس أنت تعلم انني مسجونة في قوقعة هذه السلحفاة ولا استطيع أن أخرج إلا إن استفاقت هل تستطيع افزاعها بكابوس ما


كابوس: امممم لا أعلم فاختلاف وتيرة الزمن داخل القوقعة وخارجها قد يؤثر على قدراتي

عشتار: أليس المكان والزمان يعلقان في الأحلام ويصبحان عاطلان عن العمل


كابوس: لاضير من المحاولة لكن هنالك مشكلتان

عشتار: ماهما؟

كابوس: المشكلة الأولى أن هذه سلحفاة وليست جني

عشتار: حاول ياصديقي قد تنجح لن تخسر شيئاً أنت أملي الوحيد


كابوس: لاتقلقي سأحاول لكن المشكلة الثانية هي المعضلة

عشتار: وماهي؟

كابوس: حين تخاف السلحفاة فإنها تختبئ في قوقعتها وسلحفاتكم مختبئة سلفاً ونهاية الحلم هي مايحدد بدايته


عشتار: ماذا تقصد

كابوس: أعني ماهو الحلم المفزع الذي استطيع بثه في مخيلة السلحفاة من شأنه أن يجعلها تخرج من قوقعتها بدل أن تختبئ فيها


أحست عشتار بالحيرة وقالت لي جلجامش ماهو الشيء الذي يخيف السلحفاة ويجعلها تخرج من قوقعتها بدل أن تختبئ فيها

جلجامش: لماذا هذا السؤال

عشتار: فقط فكر صديقي كابوس سيساعدنا لنهرب من هذا السجن


جلجامش: حبيبتي إنك كمن يبني قصرا في الرمال لاوجود لهذا الوطواط إنه من وحي مخيلتك والدليل على ذلك أنه يظهر حين تحسين بالحزن والخوف فتهذين به إنه كابوسك وليس كابوس جن


عشتار: أرجوك ياحبيبي ثق بي سأخرجك من هنا

جلجامش: آه لا أدري ما أقول يبدو أنه لافائدة من محاولة إقناعك حسناً فقط لأثبت لك أنه لاوجود لهذا الكابوس


لنفرض أن السلحفاة حلمت أنها فوق حافة جبل وأن هذه الحافة توشك على الانهيار لابد لها من أن تخرج من قوقعتها لتهرب لمكان آمن


عشتار بفرح: صحيح إنها فكرة ممتازة مارأيك ياكابوس

كابوس: سأحاول انتظري

ذهب كابوس وساد الهدوء من جديد لكن بأمل وليس بحزن


انتظرت عشتار كثيراً ولكن دون جدوى

جلجامش:حبيبتي هل اقتنعتي الآن أضغاث أحلام أو غير ذلك لاتقلقي أنا معك ولن أتركك أبداً حتى إن شختي هنا لن يكون باستطاعتي رؤيتك فالظلام حالك جدا

عشتار: لن أشيخ هنا انتظر وسترى


مضا وقت طويل ولم يحدث أي شيء كادت عشتار أن تشك في عقلها ولكن فجأة حدثت هزة في أرجاء المكان وفتح ذلك السجن


نهض جلجامش مذهولاً

عشتار بفرح عظيم: هيا لنخرج بسرعة هيا ألم أقل لك سأخرجك من هناخرج الاثنان أخيراً من السلحفاة ووقفا أمامها اخذت عشتار نفسا عميقا تستنشق الهواء المنعش البارد


عشتار: آااااه ماأجمل الحياة ألم أقل لك سأخرجك هل صدقت بوجود كابوس الآن لكن صوتاً من خلفها فاجأها

أمسكت بك لقد اكتمل القمر


أدارت عشتار وجهها لتنظر من كان ممسكا بها وكانت المفاجأة

السعلاة..... قالت عشتار في نفسها لقد نسيت أن القمر قد اكتمل الليلة لهذا كان مد البحر عاليا جدا حين وصلنا للجزيرة


بسرعة وقف جلجامش بين السعلاة وعشتار

جلجامش: ماذا تريدين أيتها السعلاة

السعلاة: بيني وبين هذه الإنسية عهد وقد حان آوانه فقد اكتمل القمر الليلة هل كنت تعتقدين إن بإمكانك الاختباء عني ههه من يشرب مائي استطيع تحديد موقعه ولو كان تحت سابع أرض


عشتار: وكيف ذلك!

السعلاة: أطراف شعري تصبح كجذور الشجر وتقتفي أثر مائي الذي يسري في جسمك فأجدك أينما كنتي لهذا بحثت عنك في عالم الإنس لم أجدك فعدت لعالم الجن استشعر مائي ومن حسن حظي ان القربة ماتزال بحوزتك مما أتاح لي العثور عليك بسرعة كبيرة


لم تكن تعلم السعلاة أن هذا كان من حسن حظ

عشتار وجلجامش لاحظها هي بادرها

جلجامش: وكيف استطعتي اخراج السلحفاة من قوقعتها


السعلاة: كان ذلك سهلا جداً وضعت أمامها عدوها اللدود وطعامها المفضل قنديل البحر أتيت به من بحر القناديل وركبت فوق قوقعتها واخذت أطرق قليلا وانتظر قليلا بشكل متكرر حتى استفاقت فشمت رائحته واخرجت رأسها لتقتله وتأكله فربطتها بحبل وربطت الحبل في ذيلها


جلجامش: أتدرين أنك اقترفتي أمرا محظورا بإيقاظ هذه السلحفاة

السعلاة: لايهمني قلت لك بيني وبين هذه الإنسية عهد أن لايتدخل بيننا لإنس ولاجان


أحست عشتار بالقلق فقد بدا على السعلاة أنها تتكلم بثقة كبيرة مما يدل على استعدادها لمواجهة جلجامش وما أقلقها أكثر أن زوجها يتعامل مع السعلاة بحذر إذ أنه لايملك سيفه ولاشك أنه يخاف عليها فكل مرة يدخل في معركة وهي بجانبه يستغل العدو نقطة ضعفه 


صرخت السعلاة: أين زوجك حان الوقت 

أراد جلجامش أن يتكلم لكن عشتار قاطعته بسرعة: إنه داخل السلحفاة


الجزء_الثاني_والعشرون


......صرخت السعلاة على عشتار أين زوجك أراد جلجامش أن يتكلم لكن عشتار قاطعته بسرعة: إنه داخل السلحفاة

نظر جلجامش لعشتار مستغربا مما أثار ريبة السعلاة

عشتار: جلجامش اذهب للمدخل واصرخ بأعلى صوتك يازوج عشتار فطن جلجامش أن عشتار لديها خطة ما فذهب لمدخل قوقعة السلحفاة وصرخ: يازوج عشتار


فارتد عليه صدى صوته عشتار عشتار عشتار

قالت عشتار بغضب: ياله من زوج جبان لايريد الخروج من قوقعة السلحفاة جلجامش يناديه وهو يناديني ياله من زوج عنيد


السعلاة بغضب: هيا اخرجي زوجك لقد تأخرنا لاتراوغي

عشتار: لقد حاولنا معه مرارا ولكنه خائف من الخروج ربما لو دخلتي له وقمتي بإخافته سيخرج هارباً


السعلاة بحذر: حسنا سأدخل لأخيفه ولكن حذار ان هربتي سأقتلك هذه المرة


دخلت السعلاة لقوقعة السلحفاة أخيراً

صرخت عشتار: جلجامش بسرعة اقطع الحبل الذي يطوق رقبة السلحفاة

قفز جلجامش بسرعةٍ رهيبة فوق السلحفاة وقطع الحبل


بدأت السلحفاة تدخل قوقعتها بسرعة

صرخت السعلاة من الداخل: لااااا.. لا لقد خدعتني أيتها الماكرة سأنتقم منك


واختبأت السلحفاة في قوقعتها مغلقة على السعلاة

نظرت عشتار للسلحفاة بنشوة نصر وبرودة أعصاب وقالت: أراك بعد أربعين سنة ياعجوز النحس


جلجامش: بل أربعون يوما فهي ستمكث أربعون سنة بالداخل تعادل أربعون يوما بالخارج عليك أن تحذري حين تخرج إن ظفرت بك ستخنقك حتى الموت


ضحكت عشتار: هذا جزاء من يفكر مشاركتي زوجي

ماذا سنفعل الآن هل نذهب لنطمئن على ابنتانا

جلجامش: لا فهم بمأمن لاشك ولانستطيع أن نذهب هناك حتى لايكتشف أحد أننا هربنا من السجن


عشتار: إذن أين سنذهب

جلجامش: سنذهب للجبل الأزرق هنالك مغارة سرية كنت قد أعددتها أنا ورجالي المخلصين لمثل هذه الحالات الطارئة من تمكن من الهرب ستجدينه هناك كم امتنى أن يكون ياحين نجا بحياته واستطاع الوصول إليها


عشتار: حسنا طر بي ياحبيبي بسرعة أريد أن يداعب نسيم الرياح البارد وجنتاي ورقبتي أريد أن يتخلل شعري هواء منعش بعد الاختناق الذي عشته داخل تلك السلحفاة


جلجامش: سيكون من الخطر أن نطير في الجو يجب أن تعلمي أننا في خطر شديد إن علم أحد بهروبي سيضع عيقم جائزة كبيرة على رأسي لاشك ناهيك عن أعدائي من هنا


عشتار: وماذا تنوي أن تفعل أقصد ماهي خطتك

جلجامش: يجب أن استعيد ملكي قبل تتويج عيقم ملكا على قبيلتي واخسرها للأبد


تلثم كل من عشتار وجلجامش بملابسهما وهما بالابتعاد عن السلحفاة لكن عشتار عادت وقامت بفك كيس جلدي كان يطوق قربة الماء التي بحوزتها وضعت فيه قنديل البحر التي كانت السعلاة احضرته للسلحفاة وربطت الكيس في خصرها واخذت الحبل أيضاً


جلجامش: ماذا ستفعلين بهذه القنديل والحبل!

عشتار: لا أدري ولكني تعلمت أن كل شيء له فائدة في أرض الجن

قالت هذه الكلمات وهي تهز قربة الماء فضحك جلجامش ومشا الاثنان إلى أن وصلا لشاطئ البحر وهناك وجدت جسراً طوله خمسة أمتار تقريباً مربوط به قاربان أزرق وأخضر ورجل عجوز يصطاد السمك


همست عشتار: إنه الشق كيف جاء إلى هنا

جلجامش: مايميز الشق أن باستطاعته التواجد في عدة أماكن بنفس الوقت

اقتربت عشتار من الشق الذي كان سارحاً في البحر


قالت عشتار بتحاذق: أشم رائحة شق

ضحك الشق بصمت وقال دون أن يلتفت: ههه وأنا اشم رائحة قنديل بحر لايتواجد قناديل هنا


عشتار: أمازلت تحاول الصيد

الشق: وأما زلت على قيد الحياة إيتها الصغيرة

جلجامش: نقصد الضفة يا شق

الشق: اختر لك قارباً ولكن بحذر


جلجامش: ماذا تريد ثمناً لهذا القارب الأزرق

الشق: اممم ماذا تريد ثمناً لهذا القارب الأزرق

عشتار: مارأيك في هذا القنديل يوفر عليك عناء الصيد


الشق: الصبر هو مايميز صيد البحر فأنا اصطاد لتعلم الصبر لا كي آكل

قامت عشتار بعرض الحبل عليه وقربة الماء أيضاً لكنه لم يوافق


عشتار: غريب في المرة الماضية أعرتني قارباً مقابل لعقة عسل والآن لاشيء يعجبك

الشق: لعقة العسل كانت كل ماتملكين في المرة الماضية لهذا قبلت بها عليك أن تفهمي ذلك فأنا لم أجلس انتظر هنا بقواربي لاقايضهم بهذه الاشياء التافهة


كان يطوق خصر جلجامش حزام جلدي مرصع بأحجار كريمة

نزع جلجامش الحزام قائلاً: مارأيك بهذا الحزام

الشق: هذا مايسمى مقايضة حظا موفقاً


صعدت عشتار القارب وأخذ جلجامش يدفعه بعيداً عن الشاطئ

عشتار مودعة الشق: لا أظن أننا بحاجة لثقب القارب هذه المرة

ضحك الشق وقال: هذه المرة تحتاجون حظاً كبير هه


أخذ جلجامش يجذف حتى اختفت الجزيرة عن أنظارهم

ثم فجأة ارتطم شيء بالقارب كاد أن يقلبه

صرخت عشتار: إنه الدلهاب


الجزء_الثالث_والعشرون


...... أخذ جلجامش يجذف حتى اختفت الجزيرة عن أنظارهم ثم فجأة ارتطم شيء بالقارب كاد أن يقلبه

صرخت عشتار: إنه الدلهاب

جلجامش: اهدئي من روعك إن هذا شيء طبيعي أعطني القنديل والحبل توسطت عشتار القارب واعطت زوجها الكيس الجلدي الذي يحتوي القنديل والحبل

ذهب جلجامش لحافة القارب ينظر داخل الماء


فجأة قفز عليه دلهاب من الماء يريد عضه لكن جلجامش أمسكه من رقبت بسرعة وادخل رأس الدلهاب داخل الكيس وربطه فسال القنديل كالهلام على وجه الدلهاب الذي أخذ يعفر من حرارة الهلام اللاسع ثم قام جلجامش بربط الحبال بيدي الدلهاب حتى كبلهما وغدا الحبل كأنه سرج والقى بالدلهاب في البحر مرةً أخرى


أخذ الدلهاب يسبح برجليه بسرعة يظن أنه يهرب من حرارة هلام قنديل البحر وكان جلجامش يوجهه بالحبل تارة ويرفعه للسطح تارة حتى أصبح القارب يسير سريعاً


جلجامش: صدقتي لقد استفدنا من هذا القنديل هه

عشتار: لقد تكرر كل ماررت به لكن الفرق أنني أحس بالأمان

الان... احبك


جلجامش: حبك يامعشوقتي هو أملي ثقي بي لن تمري بمثل ماررت به حين كان مغما علي سأحميك لاتخافي لكن اعلمي أنه عند اي شاطئ يوجد الشق وفي أي بحر يوجد الدلهاب هما شيء مسلم به


عشتار: هل بقي علينا الكثير حتى نصل للشاطئ

جلجامش: بمساعدة الدلهاب سنصل قريبا جدا

عشتار: مسكين هذا الدلهاب ماذا ستفعل به حين نصل للشاطئ


جلجامش: سأشنقه على جذع شجرة

عشتار: لا إنه مسكين دعه يعيش فقط إرمه في البحر بسلام فلن تجني من قتله شيئا

جلجامش: حسنا إنه يوم حظك يادلهاب فقد شفعت لك الأميرة


فجأة وكأن شيئا انقض على الدلهاب وقضمه بالعا إياه واختفى بسرعة

عشتار بهلع: ماكان ذلك

صمت جلجامش وكان ينظر داخل سطح البحر جيداً

ثم بسرعة قبض على عشتار وقفز بها خارج القارب وخرج وحش بسرعة من البحر وقضم القارب وهشمه


كان ذلك هو فيل البحر رأسه رأس فيل له خرطوم طويل وجسمه جسم حية كبيرة وفكه كفك قرش كبير مرعب

غطس جلجامش داخل البحر ومعه عشتار الذي كان قلبها ينبض بسرعة رهيبة من شدة الفزع من هول منظر هذا الوحش وبشاعته


كان فيل البحر يبحث هنا وهناك وكان جلجامش ساكناً جداً إلى أن أشاح فيل البحر بوجه للجهة الأخرى يريد الابتعاد لكن لم يعد بإمكان عشتار أن تصمد أكثر من ذلك داخل ماء البحر فأخذت تحرك رأسها


انتبه لهما فيل البحر وانقض تجاههما بسرعة فاتحاً فمه الكبير

كاد فيل البحر أن ينهشهما لكن جلجامش وضع قدميه على فكي فيل البحر بقوة وفيل البحر يدفعهما بقوة وسرعة وفمه يسحب كل شيء


انفلتت عشتار من جلجامش وكادت أن تدخل فم الفيل لكن جلجامش في اللحظة الأخيرة استطاع الامساك بها واخرجها من داخل فم الفيل الذي لم يكن باستطاعته اغلاق فمه نظرا لأن جلجامش يضغط على فكي الفيل بكلتا رجليه


وضع جلجامش عشتار على رقبته مرة أخرى كان فيل البحر قد وصل لسطح الماء وقفز بهما في الجو عاليا جدا لدرجة أن عشتار استطاعت التنفس وهي معلقة برقبة جلجامش الذي بدوره واضعا قدميه على فكي هذا الوحش وهم معلقون في الهواء وضوء القمر منعكس عليهم


ثم بسرعة وهم معلقون في الهواء أدار جلجامش عشتار وراء ظهره وأخذ يوجه عدة لكمات قوية لوجه الفيل خوفا أن ينقلب بهم ويغطس عليهم مرة أخرى


كانت لكمات جلجامش جدا قوية لدرجة أن عشتار كانت تهتز وكأنها طفل أخيرا وجه الفيل ضربة بخرطومه لجلجامش قذفت به بعيدا هو وعشتار


سقط جلجامش وعشتار في البحر مرة أخرى وبسرعة صعد جلجامش للسطح ووضع عشتار على ماتبقى من القارب المهشم

جلجامش: انتظري هنا

وغطس مرةً أخرى


كانت عشتار ترتجف من الخوف والبرد والفزع وتحتها في الاعماق كانت تحس بتخبطات ولكمات قوية والموج من شدة المعركة داخل البحر كان شديدا يأرجح القارب في كل الاتجاهات


عشتار: يا إلهي احرسنا يا إلهي ارجع زوجي سالما

إلى أن هدأ الموج أخيراً وسكن كل شيء أخذت عشتار تترقب وتنظر ماذا حدث


وكانت المفاجأة أن طفا ذلك الوحش ميتاً نظرت إليه جيدا بخوف كان رأسه مشدود للخلف وفمه مفتوح بشكل مخيف و خرطومه مربوط حول عنقه


لقد خنقه بخرطومه

خرج جلجامش من داخل البحر بهيبة وغضب يلتقط أنفاسه

احتضنت عشتار جلجامش وهي تبكي بفرح قائلة: إنك قوي جداً


الجزء_الرابع_والعشرون 


....... بعد تغلب جلجامش على فيل البحر ووصولهم لليابسة اخذوا يشدون الخطا إلى ان وصلوا للجبل الازرق آملا بأن يجد في المغارة السرية أحدا من أعوانه


كان جلجامش حاملا عشتار ويتسلق الجبل برشاقة و بكل سهولة وكلما ارتفع زادت البرودة مع اقتراب بزوغ الفجر

إلى أن وصل لمنتصف الجبل ووقف مكانه لايتحرك وسط جحور كثيرة كان هنالك جمجمة جدي كبير بقرون كبيرة ملتصقة بصخور الجبل وكان نسيم الرياح باردا وقويا


نظرت عشتار للأسفل وأحست أنها ستطير جرح جلجامش ابهامه بحافة قرن الجدي اليمنى وسال دم قليل على ذلك القرن إلى أن وصل لعين الجدي ودخلها

ماهي إلا لحظات وإذا برأس الجدي أخذ يدور ببطء كعقرب ساعة دار نصف دورة وتوقف


نظر جلجامش للقرن الذي جرح به اصبعه كان يشير لجحر قريب ذهب اتجاه ذلك الجحر ودخله كانت تلك هي مغارتهم المنشودة أخيرا أنزل عشتار على الأرض وأخذ الاثنان يمشيان في دهليز مظلم


وصل الاثنان للمغارة أخيرا التي كانت للأسف خاوية

عشتار: ماذا سنفعل الآن

أخذ جلجامش يجول بنظره في أرجاء المكان وإذا بحجرة صغيرة قد سقطت من الأعلى تبعها جني رهيب شاهراً سيفه يهوي به على جلجامش


دفع جلجامش عشتار بيده للخلف وقفز هو لجهة أخرى متفادياً ذلك الهجوم المفاجئ سقطت عشتار أرضاً وهي تصرخ: ياحيييين

نهض ياحين برشاقة واتجه بسرعة نحو جلجامش يريد ضربه بالسيف ولكن جلجامش اخذ يدور حول ياحين


إلى أن توقف ياحين ورمى بسيفه محتضناً جلجامش: حمداً لله على سلامتكم يامولاي كيف تمكنتم من الهرب

جلجامش: تلك قصة طويلة ياصديقي كيف حال قومي


قاطعتهم عشتار: هل يخبرني أحد ماقد حدث توا

ياحين: كان لابد لي أن أتأكد من أنه جلجامش فعلا وليس جنيا آخر متشكلا بهيئته


وحين أخذ جلجامش يدور حولي من الجهة اليمنى عرفت أنه هو

عشتار باستغراب: كيف ذلك

جلجامش: أصيب ياحين في معركة سابقة بضربة في عينه اليمنى وفقد بصره منها وكنت أنا الوحيد الذي يعلم بأنه يبصر من عينه اليسرى فقط وكنت أدور حوله من جهة اليمين لأقترب منه وانتزع سيفه لكنه عرفني أيضا


أحست عشتار بالطمأنينة بعد أن أكد لها ياحين أن ابنتاها بخير في قلعة الجنيات السبع وجلس الجميع يقصون مامروا به على بعضهم إلى أن قال ياحين: الوضع خطيرٌ جدا يامولاي عيقم امر بسجن أعوانك المخلصين جميعهم حتى يقتلوا يوم تتويجه بحجة أنهم كانوا جواسيس


جلجامش بغضب: ياله من حقير

ياحين: ونزع أسلحة قبيلتنا كلها وقام بنقل كنز أجدادك لقصره

جلجامش: هذا ماكنت اتوقعه وماذا أيضاً


ياحين: فرض على جميع سكان القلعه بتسليم نصف املاكهم يوم تتويجه ومن يرفض سيقتل مع الجواسيس والخونة

عشتار بيأس: مالعمل الآن


جلجامش: أملنا الوحيد الآن أن أصل لعيقم يوم التتويج واتحداه أمام الملأ فقد جرت العادة حين يتم تتويج ملك جديد أن يتحدى مملوكيه ليفرض سيطرته عليهم ويثبت لهم أنه الأقوى ليكون كفؤا بحكمهم وحين اتحداه لايحق لأحد أن يتدخل في النزال سوانا


عشتار: لهذا قام بسلب أسلحتهم إذا

جلجامش: حتى وإن كانت أسلحتهم بحوزتهم لن يجرأ أحد بمجابهة قوة عيقم العظيمة لكنه حذر جدا


ياحين: عذرا يامولاي لكن هذا انتحار فظيع فعيقم الآن يملك عين الظلام والسيف الصاعق معا أقوى سلاحين في أرض الجن كيف ستتغلب عليه وأنت أعزل لاتملك سلاحا


جلجامش: لاخيار لدي يا ياحين لكني كنت افكر أن اذهب ليارخ فقد يكون باستطاعته مساعدتي

عشتار: من هو يارخ


أجاب ياحين وهو مطأطأ رأسه مخافة أن تلتقي عينه بعين عشتار: يارخ هو عفريت كبير وحداد يصنع الأسلحة السحرية للجن قد توارث هذه الحرفة عن أجداده


لكن هل سيكون بمقدوره صنع سلاح في وقت قصير علاوة على ذلك هل سيكون بمقدوره صنع سلاح أقوى من السيف الصاعق وعين الظلام وهما مجتمعين لا أظن ذلك يامولاي


جلجامش: لا خيار أمامي سأجابه عيقم واتحداه حتى ولو كنت أعزلا

عشتار: أليس السيف الصاعق هو سيفك أصلا وحين تقترب منه يكون باستطاعتك جذبه إليك كما فعلت عند الجسر من قبل


جلجامش بحرقة: بعد أن سلمته لعيقم أصبح ملكه هو من يستطيع جذبه الآن لا أنا فعلت ذلك مضطراً لحقن دماء قبيلتي لكن يبدو أن ذلك كان خطأً فادحاً

ياحين: لم يكن أمامك خيار فقد تخلا عنك الجيش والفضل يعود لأزمل


جلجامش: ياله من خائن لقد خطط لفعلته مسبقا أنا متأكد لقد رأيت ذلك في عينيه الغبي يظن أن عيقم سيثق به ويعطيه منصبا مرموقا أو ملكا ذلك الخائن سأخنقه بيدي حين اقبض عليه لكن الآن علينا الذهاب ليارخ لنرى ماسيفعل

ياحين: هيا بنا لاوقت نضيعه


الجزء_الخامس_والعشرون


........ حمل جلجامش عشتار وقفز من المغارة هو وياحين وعشتار مغمضة عينيها إلى أن سقطا على أقدامهما التي لم تنحني من قوة ارتطامهم بالأرض لكن الأرض تحت أرجلهم


اهتزت اهتزازا عنيفا وارتفعت شظايا الحجارة فوق رؤسهم

وصل جلجامش لنهر كان ينبع من الجبل الأزرق ورفس شجرة عملاقة أطاحها في النهر وصعد فوقها هو وياحين ومعهم عشتار


جلست عشتار مدلية قدميها في ماء النهر البارد بسكون

فجأة قفزة سمكة كبيرة من النهر فوقهم وعادت داخل الماء نظرت عشتار بتركيز ثم صرخت: إنها حورية البحر ماأجملها كنت أقرأ عنها في الروايات والقصص الأسطورية لكن كيف تعيش في النهر هل هذه حورية النهر


ضحك جلجامش وقال: لاوجود لشيء اسمه حورية بحر أو نهر إنها جنية النهر

عشتار بإستغراب: لكن كل تلك القصص


جلجامش: كم أنتم غريبون يابنو البشر حين ترون جني نصفه رجل ونصفه حمار تخافون منه لكن حين تكون امرأة نصفها سمكة تسمونهاحورية مع العلم أن من نصفه حمار لايقتل أحداً


بطبعه إلا إذا اضطر لذلك على عكس جنية النهر تغوي من يذهب للنهر وحده وتراوده عن نفسه مادة يدها له وما أن يمسك بيدها حتى تسحبه للأعماق وتغرقه خنقا


تعالت ضحكات في أرجاء المكان نظرت عشتار حولها لترى كثير من الجنيات يسبحن حول الشجرة و يلعبن ويتضاحكن

عشتار: اعتقد أنها سميت حورية لأنها جميلة أما من نصفه حمار ونصفه رجل فهو بشع ومخيف


جلجامش: لابد لها أن تكون جميلة وفاتنة حتى يتسنى لها أن تفتن الرجال وتغرقهم في النهر لكن جمالها فقط فوق سطح الماء أما تحته فهي بشعة كالسعلاة لكن حتى وإن كانت جميلة جدا فجمالها لايرقى لجمالك ياحلوتي فأنت حورية إنسية


تورد خدا عشتار خجلا لم تعلم هل لأنها لم تسمع كلمات ناعمة من زوجها منذ فترة أم لوجود ياحين في مؤخرة الشجرة لكن لم تدري لم تذكرت ابنتاها فأخذت تبكي


عشتار: ترى ما حال ابنتاي الآن

جلجامش: لاتقلقي هما بحال أفضل من حالنا لاشك في قلعة الجنيات السبع لايستطيع أحد إيذائهما


عشتار: وماتكون هذه القلعة ومن هؤلاء الجنيات

جلجامش: منذ قديم الزمان حدثت حرب عظيمة بين سبعة من أقوى قادة الجن ودامت الحرب بينهم سنين طويلة حتى لم يبقى من أولادهم أحد ومات عدد عظيم من الجن


فما كان من زوجات هؤلاء القلادة إلا أن اعتزلوا أزواجهم في قلعة كبيرة جعلوها ملجأً لضحايا الحروب من أشراف الجن ولهم قوة كبيرة في السحر


أخيرا وصل بهم جريان الماء لوادي الغربان اتجه الثلاثة ليارخ العفريت صانع الأسلحة ووصلوا إليه حيث كان منهمكا بالحدادة في كوخ تحف به حمم بركانية من كل جانب

واخذوا يشرحون له المشكلة لعل باستطاعته صنع مايحتاجونه


كان يارخ عفريتا ضخما جدا عريض المنكبين له شعر كثيف يغطي كل وجهه ولديه غراب أسود مخيف قابع على كتفه

يارخ: امممم لي من العمر ستمائة سنة لم استطع صنع سيف يضاهي قوة السيف الصاعق لقد خسرت شيئا عظيما بإضاعته

هذا السيف صنعه جد جدي


جلجامش: ضحيت به حقنا لدماء قبيلتي لكن مايبدو الآن أن الأمور قد انقلبت ولابد لي من مجابهة سيفي ولن يثنيني عن ماعزمت أي شيء


يارخ: إعداد سيف في هذا الوقت القصير ليس مستحيلا بالنسبة لي إن توفرت لي المعدات اللازمة

جلجامش: وماهي تلك المعدات


نظر يارخ لجلجامش بعمق حتى بدت عيناه الحمراوتان جاحظتين وسط شعر وجهه الكثيف وقال: أنت تعلم كل العلم أن امتلاك سيف بمثل هذه القوة ليس سهلاً


إما أن تتوارثه عن أسلافك وهذا ماكان لديك وأضعته

وإما أن تأتي بمعدات لصنع سلاح قد تموت وأنت تحضرها

لامتلاك سلاحك الخاص عليك أن تتحدى نفسك أولا

هل باستطاعتك خوض هذا التحدي العظيم


جلجامش: أن أموت وأنا أحاول الدفاع عن أرض أجدادي خير لي من العيش في حسرة الفشل والخذلان والعار


يارخ: حسنا لدي فكرة لسلاح عظيم كنت أدخرها منذ زمن طويل تحتاج لقوة عظيمة لتتحقق ويصنع هذا السلاح

إن صنعت هذا السلاح سيكون أقوى سلاحٍ في أرض الجن سلاح تستطيع إفناء جيش كامل به سلاح قوي يحتاج لجنيٍ قوي وشجاع حتى يستطيع السيطرة عليه


ولست أنت فقط من سيتحدى نفسه في جلب مايلزم لصنع هذا


 #زوجي_من_الجن

الجزءالسادس والعشرون حتى الثلاثون


........ قال جلجامش اعطيني تفاصيل المغامرات الثلاثة

يارخ: أولا لهزم السيف الصاعق علينا إحضار كمية من المطاط اضعها في هذا السلاح لتعمل على عزل الصعقات الرعدية وصدها وفي نفس الوقت تعطي السيف مرونة وقابلية للتمدد


وهذا المطاط تجده في شجرة المطاط العجوز السامة هيڤيا إن استطعت إقناعها بإعطائك قليلا من المطاط تكون قد نجحت في تحقيق المستلزم الأول


ياحين: وكيف سنقنعها بذلك وأنت تعلم أن من يقترب منها يموت بسمها

جلجامش: سنتدبر الأمر لاعليك ماذا أيضا يا يارخ

يارخ: ثانيا أحتاج قطعة من حجر المغناطيس الموجود فوق فوهة بركان الجن الحمر


ياحين: إن هذا مستحيل وخطر ليس علينا فقط بل على أرض الجن كلها فحجر المغناطيس السحري المعلق على فوهة البركان هو الذي يجعل البركان خامداً بأن يعمل عملية تنافر للحمم البركانية المعدنية ويجعلها تقبع في قعر الأرض


إن تحرك هاج البركان وانفجر علاوة على ذلك يحف به ويحرسه ستة من المردة الحمر العمالقة أقوى جن في هذه الدنيا سيوفهم الثقيلة يجذبها حجر المغناطيس ومن ثقلها لاتصل إليه فهي معلقة في الهواء تدور حول البركان


إن تحرك حجر المغناطيس سقطت سيوفهم عليهم وانتبهوا إن الحجر قد سرق فينتفضوا ويقتلوا سارقه ويفنوا قبيلته أيضا حتى وإن كان السيف الصاعق بحوزتك ياجلجامش


لن تستطيع الحصول على حجر المغناطيس ناهيك عن خطر تحريكه من مكانه أصلا إن هذا ليس انتحارا فقط بل جنون

إن انفجر هذا البركان سيشكل خطرا على ارض الجن


يارخ: إن كنت تريد أقوى سلاحٍ في أرض الجن عليك أن تصل مالم يصل له أي جني عليك أن تتعدى الجنون والخوف

إما أن تفعل ذلك أو خذ ابنتاك واهرب بهما لعالم الإنس مع هذه الإنسية لتعيش بسلام


كان العرق يتصبب من جبهة جلجامش ووجهه أحمر لكنه سيطر على نفسه وقال: حسنا سنخوض هذه المجازفة لامحالة

يارخ: بقي شيء واحد وهو الأخطر والأهم لكن يبدو أن لاطاقة لكم به

ياحين بتعجب: أيوجد ماهو أخطر من حجر المغناطيس


جلجامش: ماهو يا يارخ

يارخ: بعد البركان يوجد جبل جليدي

ياحين: جبل الذئاب


يارخ: نعم تقول الاساطير انه يوجد به ذئب ضخم أحمر له نابان طويلان وعينٌ واحدة هو ملك الذئاب واقواها اجلب لي عينه وناباه مع المغناطيس والمطاط وسأصنع لك سيفاً يجعلك أقوى جني في هذه الدنيا


اخذ جلجامش يرتجف وقال: مستحيل إن ماتقوله مستحيل حتى لو استطعت قتله وصنعت لي سيفاً من نابيه وعينه كيف سأجرأ على حمل سيفٍ كهذا لا استطيع


قالت عشتار: سنتغلب عليه ياحبيبي لاتخف أنا معك

جلجامش: أنتِ لاتعلمين بعلاقة الجن بالذئاب


في الذئب صفتان:أولا: أنه إذا وقع عين الذئب على جني فإن الذئب لا يحول عنه بصره بل يثبت نظره عليه بشكل تام ولو فصل بينهما وادي لدار الذئب حوله من جهة ألا يجعل هذا الجني الذي رصده بنظره يغيب عن عينه لحظة واحدة


 بسبب واد أو شجرة أو عازل بينهما بل يجتنب كل مانع عن الرؤية و السر في ذلك أن الأرواح الجنية يقيدها النظر .. فلا تستطيع الإنصراف ما دام النظر متعلقا بها … إذا النظر يقيدنا


ثانيا: أرواح الجن.. تكون هناك خاصية في موطيء قدمها على الأرض فلو كان متشكلا في صورة ما و وقع في نفسك أنه جني تضعي قدمك مكان موضع قدمه على أثر خطوته 


فإنه يتسمر في مكانه و لا يعدوه والذئب يطلب ذلك في عدوه وراء الجني و إلا فالجني أسرع منه بيقين إلا أنه يسمره في مكانه من هذين الطريقين ويقتله ثم يقوم بأكله

لم يقابل أحد من الجن ذئبا إلا وقتله ذلك الذئب مهما كانت قوته


عشتار: لن نعدم الوسيلة ياحبيبي لابد أن ندافع عن ملكنا لابد أن نجد حيلة ما أنا معك ياحبيبي


نظر جلجامش لعشتار والثقة تملأ عينيها

جلجامش: حسناً

ياحين: حسنا ماذا؟


جلجامش: ألم تسمع ماقالته الأميرة سنجلب مايحتاجه يارخ ليصنع السيف

نظر ياحين في عين جلجامش وقال بخوف: إن كان هذا مايأمر به الأمير والأميرة فحياتي لكما الفداء

جلجامش: أنت صديقٌ مخلص

..... خرج الثلاثة من كوخ يارخ ليتوجهو إلى وجهتهم التي تبذو انها مغامرات صعبة وشاقة لاكنها مشوقة 


الجزء_السابع_والعشرون


...... خرج الثلاثة من كوخ يارخ ووقف كل من ياحين وعشتار ينظران لجلجامش

ياحين: ماهي وجهتنا الأولى

عشتار: شجرة المطاط طبعا فهي ستكون الأسهل باعتقادي

ياحين: أوافقك الرأي يامولاتي


جلجامش: لا سنذهب لجبل الجليد لمجابهة أمير الذئاب علينا البدء بأصعب تحدٍ أما أن نتعداه بسلام أو تكون النهاية

ياحين بخوف: كيف سنجابه هذا الوحش


نظر جلجامش لجبل الجليد الذي كان واضحا من بعيد خلف البركان الخامد تملؤه الكآبة والسكون وقال: سنفطن لحيلة ما هيا بنا أولا علينا أن ندور خلف البركان


أخذ الثلاثة يشدون الخطا مرورا بحرارة البركان إلى أن وصلوا لمكان لابارد ولاحار

ياحين: هنا تمتزج حرارة البركان ببرودة الجليد هنا حدود أرض الجن التي لايجب لأي جني تعديها فجبل الجليد مليء بالذئاب


جلجامش: لهذا علينا أن نتسلق الأشجار ونقفز من شجرةٍ لأخرى وأن لاننظر للأسفل ستكون عشتار هي دليلنا انقلبت الموازين الآن ياحبيبتي أنا من سيغمض عينيه الآن وأنت تكوني دليلي ونور عيني


عشتار: لكن على ماذا سأبحث

جلجامش: في هذا المكان نحن نتساوى فلا علم لي بهذه الأرض لم يدخلها أحد منا من قبل فقط علينا إيجاد أمير الذئاب والتغلب عليه


حمل جلجامش عشتار وتسلق هو وياحين شجرةً كبيرة وأخذا يقفزان من شجرةٍ لأخرى دون أن ينظرا للأسفل فقط كانت عشتار تقودهم للمجهول


دار الثلاثة حول الجبل لثلاثة ساعات من شجرةٍ لأخرى دون أن يجدوا شيئا فقط جحور صغيرة يستحيل أن يقطنها أمير الذئاب الضخم

نظر ياحين لجلجامش وقال: بقي أن نتسلق الجبل الآن


جلجامش: هو المكان الذي سنجد فيه ضالتنا لامحالة لكن علينا تسلقه من الخلف لأنه عمودي حتى لانلتقي بأي ذئب ويبغاتنا ونحاصر في مأزق

ياحين: هي الطريقة الأسلم لاشك


تسلق الثلاثة الجبل بسرعة إلى أن وصلوا لقمته كانت عشتار ترتجف من شدة البرد وحفيف الرياح الشديد جعل أسنانها تضرب ببعضعها

احتضن جلجامش عشتار بحزن وقال: سامحيني ياحبيبتي جئت بك مكاناً بارداً قد تلقين فيه حتفك


عشتار: لا أدفأ من الموت في حضنك

قاطعهما ياحين بشجاعة: لن نموت هنا هو مجرد حيوان بائس أن تغلبنا على خوفنا تغلبنا عليه


خلع جلجامش رداءه ولفه حول عشتار جيداً

وخلع ياحين رداءه ودفعه لعشتار لكنها رفضت بشدة فدفعه لجلجامش: خذ يامولاي صعبٌ علـي رؤيتك دون رداء


جلجامش: سنحتاج أشعال رداءك بالنار

عشتار: لما

جلجامش: نحن نخاف من الذئب هو الحيوان الذي يخافه الإنس والجن لكنه يخاف من النار فنظرنا له سيشتتنا ونظره للنار سيشتته


عشتار: فكرة ممتازة وأيضا للذئب عدو يكرهه ألا وهو الكلب إن تشكل أحدكما بكلب استطعنا تشتيته اكثر


جلجامش: لانستطيع فعل ذلك فإن تشكل أحدنا الآن بأي هيئة لن يستطيع الرجوع لشكله الطبيعي إلا إذا عدنا لقلعتنا بأرض الجن وهذا مستحيل في الوقت الحالي


ياحين: إن اضطررت لذلك سأفعلها

وصل الثلاثة أخيراً لقمة الجبل ووقفوا أمام كهف كبير بخوف

همست عشتار: أتظنه هنا


جلجامش: هو المكان الوحيد الذي يجب أن يكون فيه

عشتار: هل هو نائم بالداخل

جلجامش: اتمنى ذلك فالذئاب تنام النهار وتصطاد في الليل بطبيعتها


ياحين: لا أظن مولاي سيجازف بدخول الكهف إن دخلنا لن نخرج أبداً فلا علم لنا بعدد الذئاب بالداخل

جلجامش: مالعمل إذن


ياحين: نتسلق فتحة الكهف ونشعل كرة من النار ونلقي بها للداخل إن خرج ذئب واحد جابهناه أما إن خرج أكثر من ذئب هربنا

عشتار: عندي فكرة.. أنت تقول أن الذئب حين ينظر لأي جني يسمره مكانه إذن ليس من الحكمة أن نكون مجتمعين في مكانٍ واحد


جلجامش: الحق ماتقولين

عشتار: ياحين قف فوق فتحة الكهف بكرة النار واعط جلجامش سيفك وأنا سأقف عند حافة الجبل بعصى طويلة بها شعلة من النار أيضاً أما جلجامش فعليه أن يتدلى من حافة الجبل كي لايراه الذئب


حين تلقي بكرة اللهب داخل الكهف اختبأ سيخرج الذئب ولن يجد سواي وسيتجه لي حين يقترب مني وقبل أن ينقض علـي بسرعة عليك أن تباغته وتدفعه لإسقاطه


ما إن تدفعه سأقفز أنا أيضا من الجبل

حين يسقط بسرعة يقفز جلجامش متصديا له ويغرز السيف في صدره وتقفز أنت ورائي وتمسك بي


جلجامش: أخاف عليك إن لم تنجح الخطة

عشتار: ستنجح إن كان توقيتنا متقناً

جلجامش: وهل ستمتلكين القوة للوقوف أمام هذا الوحش علاوةً على ذلك هل تمتلكين القوة لإلقاء نفسك من سفح الجبل


عشتار: لابد لي من ذلك فأنا زوجة جني لاتستهن بي ياجلجامش فعند مجابهة الذئب أنا أشجع منكما أنتم الاثنين


ياحين: فكرة مولاتي هي الحل الوحيد يامولاي

جلجامش بقلق:فعلاً لااظن أن هناك خطة أفضل لكن عليك الحذر ياياحين فحياة الأميرة في عنقك


اتخذ الجميع اماكنهم تنفيذاً لخطة عشتار اشعل ياحين كرة من اللهب جمعها من اغصان الاشجار ولفها برداءه ووقف فوق فتحة الكهف


اشعلت عشتار عصى طويلة ووقفت عند سفح الجبل

وتدلى جلجامش بسيف ياحين من سفح الجبل منتظراً إشارة عشتار


الجزء_الثامن_والعشرون


...... كانت الثقة تملأ قلب عشتار إذ أنها أيقنت أن ضعف زوجها أمام الذئب يجبرها على التحلي بالقوة هكذا تربت في كنف أمها العمياء التي كانت دائماً تقول ” الزوجة الصالحة هي من تكون قوية عند ضعف زوجها أو مرضه لتوازن وتنقذ الأسرة من الضياع الزوجة الصالحة تمتلك قوة أربعين رجلا عند غياب زوجها أو ضعفه”


أمسكت عشتار عصاها بقوة ورفعت يدها مشيرة لياحين بإلقاء الكرة

ألقى ياحين كرته النارية داخل الكهف واختبأ

ماهي إلا لحظات حتى خرج ذلك الوحش ذئب ضخم جدا لونه أحمر داكن ذو عين واحدة وله نابان طويلان جدا يصلان لمنتصف قدميه


مرعب جدا لدرجة أن المكان أصيب بحالة سكون غريبة من هيبة هذا الوحش الضاري الذي كان يمشي بهدوء وحذر

كادت أن تتجمد عشتار من البرد والخوف لكن داخل قلبها نبعت حرارة سرت في جميع أنحاء جسمها


أخذ الذئب يقترب بحذر من عشتار عاضا على فكيه مزمجرا بغضب ووحشية إلى أن وصل إليها وهم أن ينقض عليها


بسرعة قفز ياحين كما خططوا متجها بسرعة لدفع الذئب

يركض بسرعة ينظر تارةً لظهر الذئب وتارة لعين عشتار


كانت عينا عشتار متسعتين بثقة وغضب وتحدي

لدرجة أن ياحين كاد أن ينسا نفسه وهو ينظر لهذين البؤبؤين اللامعين وسط بياض وجهها الممتزج بهمسات الجليد


احست عشتار بعين ياحين فأعطته طرفة عين كانت كفيلة بإنذار الذئب بمن خلفه إذ أن للذئب ذكاء عجيب يستشعر به الخطر

التفت الذئب بسرعة حتى رأى ياحين الذي انصطدم من هول منظر الذئب المرعب وتسمر مكانه


انطلق الذئب لمهاجمة ياحين لكن بسرعة اخذت عشتار تلوح بعصاها النارية في الهواء فالتفت لها الذئب مرةً أخرى


استطاع ياحين كبح خوفه بعد أن اشاح الذئب عينه عنه وبسرعة تحول لكلب ضخم لكن ضخامته لم تعادل ضخامة هذا الذئب إذ كان الكلب ثلث الذئب


اقترب الذئب من عشتار مرة أخرى فنبح عليه ياحين

حين سمع جلجامش النباح علم أن الخطة قد فشلت وأن ياحين تشكل بهيئة كلب قفز عاليا جدا في الهواء


كان الذئب يتجه لياحين بحذر وغضب حين هوى عليه جلجامش بالسيف لكن الذئب قفز مبتعدا بسرعة متفاديا ضربة جلجامش

أخيراً اجتمع الثلاثة حول الذئب كمثلث متساوي الأضلاع

جلجامش بالسيف عشتار بالنار ياحين بهيئة كلب


علم الثلاث أن عليهم الابتعاد عن بعضهم قدر الامكان حتى لايكونوا صيدا سهلا لهذا الوحش


كان الذئب حين يتجه لجلجامش يتسمر جلجامش مكانه

فينبح ياحين وتلوح عشتار بعصاها في الهواء فيتراجع الذئب للخلف وحين يتجه لعشتار يضرب جلجامش بسيفه على الأرض وينبح ياحين فيتراجع الذئب مرةً أخرى


ويتجه لياحين فيتسمر مكانه هو الآخر فيضطر كل من جلجامش وعشتار للاقتراب من الذئب لاخافته بأسلحتهم

إلى أن تقلصت المسافة بينهم وبين الذئب

ياحين أمامه وعشتار وجلجامش من خلفه عن يمين وشمال


فطنت عشتار للخطر الوشيك بانقضاض الذئب على احدهم إذ أنه أن استطاع فك هذا الحصار الثلاثي سيقضي عليهم جميعاً

صرخت عشتار: دعونا ندور حوله بسرعة


نظر جلجامش لها مستغربا فأردفت: كما فعلت لياحين في المغارة الذئب له عين واحدة ناهيك أن الذئب من ذوات الأربع عمودها الفقري مستقيم متصلٌ برقبتها ولايسمح لها بالألتفاف إلا بزاويةٍ بسيطة لذا فالدوران حوله سيتعبه


بسرعة أخذ الثلاثة يدورون حول الذئب وهو يرجع تارة ويتقدم أخرى

كانت عشتار مسيطرة على الدوران حتى اقتربوا من سفح الجبل إلى أن أصبح السفح وراءها والذئب امامها من خلفه جلجامش وياحين


توقفت عشتار عن الدوران وبسرعة انطلقت اتجاه الذئب الذي انطلق تجاها بغضب ووحشية

صرخت عشتار: ادفعوه هياااااا

قفز جلجامش وياحين ودفعا الذئب بكل ما أوتيا من قوة


سقط من الجبل وسقط جلجامش وراءه

وكادت أن تسقط عشتار إلا أن ياحين أمسك بها من ردائها بفكه في اللحظة الأخيرة


كان الذئب يهوي وجلجامش من خلفه مما اتاح له أن يتشجع إذ أن عين الذئب ليست مسمرةً عليه


اقترب جلجامش من ظهر الذئب وبكل قوة غرز السيف بظهره حتى أحس أنه وصل قلبه فقام بفر السيف مقطعا ذلك القلب وسقط هو والذئب مرتطمين أرضا


صعدت عشتار ظهر ياحين وقفز هو الآخر من سفح الجبل إلى وصلوا للأرض ركضت عشتار تجاه جلجامش والذئب بسرعة نهض جلجامش وهو يرتجف: اعتقد انه مات


عشتار: اقطع رأسه امسك جلجامش بالسيف واخذ ينظر للذئب متفحصاً


صرخت عشتار: بسرعة

هوى جلجامش بالسيف وفصل رأسه

ياحين: لاوقت لدينا الذئاب باستطاعتها شم الدم من خمسة أميال علينا التحرك بسرعة


قام جلجامش بسلخ فرو الذئب وغطا به عشتار التي كانت ستتجمد من البرد ثم خلع نابيه الكبيران ولفهما خلف ظهره


منظر جلجامش والنابان معلقان خلف ظهره ابهج قلب عشتار واحست انهم اقتربوا من تحقيق غايتهم المنشودة

عشتار: بسرعة انزع عينه


جلجامش وهو يرتجف: لا استطيع

اخذت عشتار السيف من يده قائلة: دعني اساعدك ياحبيبي لقد انتصرنا عليه وانتهى الامر


غرزت عشتار السيف في رأس الذئب وهي مشمئزة من هول ماتفعل لكن لم يكن لديها خيار آخر حتى نزعت عينه وبسرعة مسحت الدم من عليها ولفتها بخرقة وربطتها لخصرها


عشتار: انتهينا أخيراً

ياحين: احس أن الذئاب قادمون هيا لنهرب


صعدت عشتار ظهر ياحين واخذ الجميع يركضون خلفهم مايقارب ثلاثمئة ذئب لاتعلم هل يريدون أكلهم أم يريدون الانتقام لأميرهم


الجزء_التاسع_والعشرون


...... صعدت عشتار ظهر ياحين واخذ الجميع يركضون خلفهم مايقارب ثلاثمئة ذئب لاتعلم هل يريدون أكلهم أم يريدون الانتقام لأميرهم

كانت الذئاب تعوي بشراسة وتركض بسرعة وهي تخرج من جحورها من كل جانب وتزداد اعدادها الى ان كادت تحيط بهم


صرخت عشتار: افعل شيئاً ياجلجامش

بسرعة قبض جلجامش على عشتار وياحين وطار بهما وقطيع الذئاب يتبعهم جرياً

عشتار: أسرع لابد لنا أن نختفي عنهم

جلجامش:لافائدة سيقتفون أثرنا


عشتار بغضب: إن كان للذئاب مثل هذه القوة لماذا لم تدخل أرض الجن من قبل وتفنيكم

صرخ جلجامش وياحين بصوتٍ واحد: البركان


كان البركان هو مايخيف الذئاب من تجاوز حدود الجبل الجليدي لخوفها من النار

نبغت فكرة لجلجامش فأخذ يطير بسرعة كبيرة

حتى اختفى الذئاب عنهم


أخيراً وصل جلجامش للحدود بين الجبل الجليدي والبركان المكان الذي تتمزج فيه الحرارة بالبرودة

أنزل كل من عشتار وياحين

جلجامش: انتظراني هنا

ياحين: ماتنوي أن تفعل


جلجامش: اختبئا داخل فرو الذئب لن أغيب طويلا سأعود قبل أن تصل إليكم الذئاب إما الآن وإلا فلا


اختبأ كل من عشتار وياحين داخل فراء الذئب وانطلق جلجامش بإتجاه البركان بسرعة رهيبة وصل للفوهة ووجد حجر المغناطيس معلقاً في الهواء تدور حوله ستة سيوف عظيمة


قبض على الحجر محاولا الطيران به عاليا لكن الحجر لم يتزحزح إذ كان تجاذبه مع السيوف يعطيه ثقلاً عجيباً

أمسك الحجر بكلتا يديه وبكل ما أوتي من قوة أخذ يسحبه للأعلى


كان الوقت يسير بسرعة ليس بصالح جلجامش لاشك فزوجته وصديقه سيكونان فريسة للذئاب إن فشل في قلع الحجر حاول وحاول اخذ يسحب ويسحب عرق جبينه على دم عروقه ووجهه أصبح احمراً ككتلة لهب إلى أن قلعه وطار عالياً بسرعة رهيبة


تساقطت السيوف الستة تحت أرجل الجن الحمر الذين كانوا قابعين حول البركان يحرسونه فانتفضوا جميعا بسرعة نفضة واحدة وامسكوا بسيوفهم وانطلقوا محلقين خلف جلجامش

في حين بدأت الأرض بالاهتزاز معلنتاً ثوران البركان الرهيب


أحس ياحين وعشتار باهتزاز الأرض فرفع كل منهما طرف الفراء

صرخت عشتار: يا إلهي لقد وصلت الذئاب

وصرخ ياحين: ياللهول جلجامش قادم من بعيد وخلفه الجن الحمر

نظرت عشتار للجهة الأخرى وأصيبت بهلع شديد من عظمة هؤلاء الجن


إنهم وحوش كاسرة حمراء كبيرةٌ جدا اثنان منهم رؤسهم كرؤوس الأسود واثنان كرؤوس الصقور واحدهم رأس ثور

أما الأخير فرأس تنين وبدا عليه أنه زعيمهم


أما أجسادهم فكانت تتشابه حمراء ضخمة عملاقة جداً يبدو عليها العظمة والقوة بسرعة نزل جلجامش واختبأ داخل فراء الذئب منضماً لعشتار وياحين


ونزل وراءه الجن الحمر الستة بسيوفهم المرعبة لكن في نفس الوقت كان قطيع الذئاب قد وصل أيضاً قرابة ستمائة ذئب بمختلف الأشكال والألوان والأحجام وانقضوا على الجن الستة بشراسة الذين تسمروا أماكنهم بسبب الذئاب فمهما كان الجن قوياً لايستطيع مجابهة الذئب


وسط هذه المعركة كان كل من جلجامش وياحين وعشتار يرتعشون ارتعاشاً شديداً مع قوة اهتزاز الأرض

كان صوت الذئاب شرساً جداً وهي تقطع وتنهش في الجن الحمر


رفع جلجامش سيف ياحين وغرزه بقوة في حجر المغناطيس حتى كسر ثلثه ثم أخذ يفكر بحيرة

إلى بادره ياحين قائلاً: لن تستطيع إعادته إن خرجت ستقتل لكن دعني أحاول فهيئة الكلب ستساعدني لاشك على الهروب


جلجامش: أنت متشكل بهيئة كلب لاتستطيع الطيران أنا أسرع منك

ياحين: لن تنتبه لي الذئاب لكن أنت حتى وإن طرت مبتعداً عنهم بسرعة قد ينفجر بك البركان


جلجامش: إن وصلت للفوهة فعودتي مضمونة لأنني اطير أما أنت فموتك مضمون لعدم قدرتك على الطيران ستقفز وتبتلعك النيران


ياحين: موتي دفاعاً عنك هو هدفي أما موتك هونهاية كل شيء كان الشرف لي أن أحيا معك ياصديقي ومولاي


نظر جلجامش لعين ياحين بخوف


ياحين: الآن جاء دوري ياصديقي أنا الوحيد الذي باستطاعته إرجاع هذا الحجر عبر الذئاب المتوحشة ووصيتي لك أن لاتضيع حياتي سدا عد لقلعتنا واستعد ملكك وحافظ على عشتار الوداع...... الوداع ياعشتار


نظرت عشتار لعين ياحين فسالت دمعةٌ من عينيها

ياحين: لاتبكي ياعشتار أرجوك فموتي أهون علـي من بكائك

همت عشتار أن تضع يدها على خد ياحين فأنزل رأسه بحزن قائلاً: الوداع وقبض على الحجر وانطلق بسرعة رهيبة خارج الفراء باتجاه البركان


كانت مجموعة من الذئاب ستتبعه لكن انشغالهم بقتل الجن الحمر وبدأ البركان بإلقاء الحمم البركانية وسرعة ياحين اتاحت له فرصة الهرب


اخذت الأرض تهتز بشدة لدرجة أن عشتار احست ان الارض قد بدأت تتشقق في نفس الوقت كانت الجن الحمر قد قضت نحبها


وصل ياحين لفوهة البركان والحجر في فمه يشق طريقه بقفزات رشيقة حول جريان الحمم الذي بدت وكأنها ينابيع

وقف فوق الفوهة وأخذ ينظر للداخل ثم نظر باتجاه جلجامش وعشتار وهمس مبتسما والدمع ينهمر من عينيه: الوداع ياحبيبتي


الجزء_الثلاثين


.....كان يحين قد قفز في البركان الذي انفجر بقوة مع اقتراب حجر المغناطيس منه وكأن البركان رافضٌ الانصياع لهذا الحجر العجيب تراكضت الذئاب هاربة من غضب البركان حتى اختفوا في جليدهم خرج جلجامش وهو ينظر للبركان الذي هدأ أخيرا صرخ بحزن: ياحييييييين

ودوى صدى صرخته في أرجاء المكان مع انقشاع الهزة الأرضية وهدوؤها شيئاً فشيئاً


أعاد النداء مرةً أخرى: ياحيييين

لكن لامجيب

هم أن يذهب للبركان لكن أمسكت عشتار بيده وهي تبكي: لقد مات ياحبيبي مات ياحين فبكا جلجامش واحتضن عشتار واخذ الاثنان يجهشان بكاءً بحرقة


لحظات واستعاد جلجامش رباطة جأشه متماسكا وقال وهو ينظر للبركان: شكراً ياصديقي بل كان الشرف لي أن حظيت بصديق مثلك ثم قام جلجامش بغرز سيف ياحين بأرض البركان وسرعان مالتفت حوله حمم بركانية لاحمةً إياه بالصخور و خمدت مخلدةً ذكرى البطل


جلجامش: هيا بنا نرحل بسرعة

هم الاثنان جلجامش وعشتار بالمغادرة ولكن فجأةً خرج جنيٌ أحمر من تحت الانقاض رأسه رأس الثور مثخناً بالجراح ومضرجاً بدمائه وقبض على جلجامش من رقبته قائلاً والشرار يتطاير من عينيه: أنت أيها الوغد من تسبب في هذه المصيبة سأقتلك شر قتلة


سرقت الحجر أثرت البركان أتيت بالذئاب وقتلت إخوتي

لاعتقد أني سأقتل أحداً كقتلك


حاول جلجامش التخلص من قبضة هذا الثور الهائج لكن دون جدوى كان الثور الأحمر أضخم وأقوى من جلجامش بكثير لاعجب في ذلك فمن يحرس ناراً يمنعها من الخروج من بركانها لابد له أن يمتلك مثل هذه القوة الجبارة


رفع الجني الأحمر جلجامش عاليا ورماه راطما إياه بصخرة كبيرة من قوة الصدمة اهتز جلجامش هزا عنيفا وسقط على الأرض فانتزع الثور الأحمر سيفه الثقيل واتجه لجلجامش ببطء وهو يزمجر وينفث البخار الحار من منخاره


صرخت عشتاربثقة: أيها اجني المتوحش

لكنه لم يعر لها بالاً فامسكت بحجر والقته عليه أصاب قرنه


أدار الجني وجهه نحوها وكأنه ينتبه لها لتوه وقال: أيتها الإنسية الذئب لابد أنك من أتى بالذئاب إلينا سأقتلك أنت أيضا لابد من معاقبة المتطاولين وجزاء من يتجرأ على اقتراف المحظور أن يدفع حياته ثمنا لذلك


واتجه لها مسرعا شاهرا سيفه الثقيل

كانت عشتار ترتعد خوفا لاسيما أن جلجامش كان جالسا على الارض وهو يترنح


وصل الجني الاحمر فوق رأس عشتار ورفع سيفه عاليا وهو يصرخ وهوى به فوق رأس عشتار


اغمضت عشتار عينيها مستسلمة واضعتا يدها فوق رأسها وكانت المفاجأة بأن انفلت السيف من يد الجني وانطلق طائرا للخلف


استغرب الجني مما حدث وكذلك عشتار لكنها حين نظرت في يديها رأت حجر المغناطيس الذي كانت ممسكة به لابد أنه تنافر مع السيف ودفعه بعيداً إن كان هذا فعلا ماحدث فيوجد أمل لاشك في التغلب على هذا الغول


قفز الجني الاحمر على سيفه ولكن عشتار تبعته موجهةً المغناطيس تجاه السيف فابتعد السيف بعيدا مرة أخرى

غضب الجني غضبا شديدا فاتجه لعشتار بسرعة لكنه حين أبصر عينيها انسحر بهما وتوقف ينظر لها بنشوة


فطنت عشتار أنها قد سحرت هذا الوحش وأحست بثقة أكبر فالجني أعزل ولديها سحر عينيها والمغناطيس في مواجهته ويبدو أنها قد سلبت قلبه لكن مالم تكن تعلمه عشتار أن هذا الجني كانت طبيعته الحيوانية غالبة عليه خصوصا في التعبير عن حبه


نظر إليها الثور الاحمر قائلاً: يالك من جميلة أيتها الذئبة لاشك أنك ستكونين لذيذة جدا


اتجه الثور الاحمر تجاه عشتار ببطء وهو ينظر له نظرة مريبة بابتسامة مكر وتلذذ


خافت عشتار على نفسها من هذا الجني الحيواني إذ بدت نواياه واضحةً جداً من نظراته الشهوانية واللعاب يسيل من فمه الأسود بنهم شديد


أخذت عشتار تتراجع للوراء خائفة وهي تنظر تارة لهذا الجني الخبيث وتارة لجلجامش الذي مازال يترنح من قوة ارتطامه بتلك الصخرة وكلما وقف سقط مرة أخرى


الثور الأحمر: اقتربي أيتها الإنسية الجميلة لن أؤذيك فقط اخلعي رداء الذئاب عنك فهو يصيبني بقشعريرة ولايليق بهذا الجمال فبشاعة الذئب التي تغطيكي من الخارج لاتستطيع إخفاء الحمل الوديع بداخلك أيتها الحلوة


أحست عشتار بغضب شديد لاسيما أنها أدركت أنها في موقع قوة وليس ضعف

وصل الثور الأحمر إليها وهم أن يمسك بها لكن وبسرعة أخرجت عشتار عين الذئب أمام الثور الهائج فتسمر مكانه وأخذ يرتجف متراجعا للوراء


فأحست عشتار بقوة وثقة أكبر وتبعته وهي تنظر لجلجامش الذي لم يزل على حاله


أخذت عشتار تفكر في هذا الوضع الخطير فهي بكل أسلحتها مسيطرة على الثور ولكن كيف ستقتله وتتخلص منه

كانت تفكر بسرعة وتنظر هنا وهناك إلى أن لمع في عقلها حل ليس هنالك غيره


تكملة الرواية من هنا


بداية الروايه من هنا



الصفحه الرئيسيه من هنا


روايات كامله من هنا


الروايات الاكثر قراءه👇👇👇


1- رواية جبروت معقده








































































تعليقات



CLOSE ADS
CLOSE ADS
close