رواية أحييت قلب الجبل الفصل الاول والتاني بقلم ياسمين محمد
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية أحييت قلب الجبل البارت الاول والتاني بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحييت قلب الجبل الفصل الاول والتاني بقلم ياسمين محمد
الفصل الأول
تجلس علي سجادة الصلاة تبكي في وضع السجود ..لن تمل ولن يكف لسانها ولاقلبها عن مناجاة ربها فهو من بيده ملكوت كل شيء هو القدير الذي اذاا اراد شيئا قال له كن فيكون واثقة تماما كل الثقة برب العباد لمداواة جرح لم يندمل بعد ، جرح مازال يشعل بقلبها نارا بل تحول قلبها الي رماد وما زال يحترق كلما تذكرت ذالك اليوم المشئوم ... انهت صلاتها واعتدلت جالسة تدعو الله والدموع رسمت لها مسارا علي صفحة وجهها البشوش قائلة :
- يارب ..يارب برد قلبي سنين وانا مستنية اليوم اللي اشوفه فيه.. انا قلبي بيقولي انه عايش انا حاسة بيه
عايش ..رده ليا يارب نفسي اشوفه قبل ما اموت نفسي اخده في حضني واسمع صوته ، نفسي اشوف ضحكته ..ضحكته اللي مافرقتنيش 25 سنة .
وتعود بذاكرتها للوراء حيث ان قلبها اصبح يقتات علي ذكري ضحكات صغيرها الوحيد ليبقي علي قيد الحياة
Flash back
في بيت يتكون من طابقين تحاوطه حديقة خضراء واسعة، وفي تلك الحديقة ذالك الصغير الذي لم يبلغ بعد سنته الرابعة يركض ضاحكا وخلفه امه تعلو ضحكاتها، توازي ضحكات الصغير .
تصنعت التذمر قائلة:
-يا ميزو يلا بقي قبل ما بابا يجي خلينا نلحق نجهز لو بابا جه ولقانا لسة بنلعب كده وما جهزناش هيزعل اوي .
ليتوقف الصغير ويركض اللي احضان امه ، حملته هي بدورها تقبلة ثم ترفعه للهواء بين يديها وتدور به وصوت ضحكاته يطرب اذنيها ، حمدت الله في نفسها علي ما اعطى وعلي ما اخذ ،لا يحزنها سوي ذالك الصغير الذي سيعيش طوال حياته بلا اخ يكون له السند والصديق .
Back
عادت من ذكرياتها تمسح دموعها بيديها وتستغفر ربها ثم تنهض تطوي سجادة الصلاة وتخرج من الغرفة
__________________________________
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
علي فراش متهالك بداخل غرفة بحي شعبي ترقد سيدة يبدو عليها المرض الشديد "عليا" ، وتجلس امامها سيدة اخرى من سكان الحي نظرت اليها في شفقة قائلة :
- طيب سيبيني اواديكي مستشفي مش عايزة تسمعي الكلام ليه بس ،صحتك بقت في النازل ومانتيش راضية تيجي تقعدي عندي اراعيكي حتي .
نظرت لها "عليا" تتحدث بصعوبة شديدة قائلة :
-سيبك من صحتي دلوقت واسمعيني الاول ياام ورد .
قاطعتها جارتها ام ورد قائلة :
- ونبي ماانا سامعه حاجه غير لما تقومي معايا دلوقت اهو نروح اي مستشفي .
سعلت "عليا "بشدة حتي قامت جارتها مسرعه تحضر اليها كوب ماء لترفضه منها قائلة :
-ابوس ايدك اسمعيني العمر ماعادش فيه بقية وانا عاوزة اكفر عن غلطتي يمكن ربنا يسامحني ويغفرلي انا اخدت عقابي في الدنيا ومش قد عقاب ربنا في الاخرة .
سعلت مجددا ثم ردت عليها جارتها قائلة :
- وحدي الله يااختي ربنا كريم وان شاء الله تبقي زي الفل .
- اسمعيني كويس الكلام اللي هقولهولك ده امانه ، امانه شيلاها علي ضهري ٢٥ سنة ، وذنب اتمني اكون كفرت عنه وربنا يسامحني عليه
ثم اخرجت من تحت وسادتها مظروف اعطته لام ورد ، واخذت من علي الكومود بجوار الفراش مصحف قائلة :
- احلفي علي كلام ربنا انك هتوصلي الامانه ، انا عارفة اني بشيلك مسؤلية مالكيش فيها وموضوع ماييخصكيش
بس اعتبريه عمل خير هتعمليه وامنية لواحدة مفارقه الحياة .
ربتت ام ورد علي كتفها قائلة :
- ايه الكلام اللي بتقوليه ده بس أأمريني انا عنيا ليكي ده انتي خيرك مغرقنا كلنا ياام مصطفى .
لتغيم عيني عليا بالدموع عند ذكر ولدها الراحل ، نظرت الي ام ورد قائلة :
-اقفلي باب الاوضة وتعالي ...
_________________________________
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
استيقظت علي تغريد عصفور قرب نافذة غرفتها ،
نهضت تستند برأسها علي حافة الفراش ، اتجه نظرها نحو مكتبها لتبتسم حينما رات صورة لها بمفردها يوم نجاحها بالسنة الدراسية الاولي بالجامعه ،
واخري بصحبة اصدقائها لنجاحها بالعام الثاني وثالثة برفقة والدتها الحبيبة، فقد حصلت علي تقدير الامتياز للسنة الثالثة علي التوالي بكلية الهندسة،
غامت عينيها بسحابة حزينة من الدموع حيث توفت والدتها منذ شهور وكانت تحلم ان تراها بعد تخرجها كما كانت تقول دائما "باش مهندسة" ،
نهضت من الفراش تتجه نحو مكتبها الصغير التقطت تلك الصورة بين يديها قبلتها قائلة بنبره يملئها الحزن :
-حققتلك حلمك ياامي .
ثم تغيم عينيها بقسوة لا تناسب رقتها ونعومتها قائلة :
-الحاجه الوحيدة اللي منعنتي اني اخد طارك وانتقملك هو تحقيق امنيتك لاني مش عارفة بعد مااخد حقي وحقك مصيري هيبقي ايه .
ضمت الصورة اللي صدرها متنهده تنهيدة اختناق مكبلة هي بوعد قطعته لأعز واغلي انسانة في الوجود "امها" ووجب عليها الوفاء به.
انتبهت فجأه علي صوت العصفور مرة اخري ، وضعت الصورة بمكانها علي المكتب واتجهت نحو النافذة علي اطراف قدميها تحرص علي عدم اصدار صوت لكي لا يصاب العصفور بالزعر فيطير بعيداً ، تريد ان تستبشر به في هذا اليوم تحديدا ، فاليوم هو اخر اختباراتها للسنة الاخيرة بكلية الهندسة وهي في غاية السعادة حيث التخرج والوفاء بوعد قطعته لغاليتها المتوفيه ، تقترب من النافذة شيئا فشيئا وتغريد العصفور يعلو شيئا فشيئا ، ابتسمت لاطمئنان العصفور وعدم طيرانه ،رغم خطواتها الرقيقة اصدرت رغماً عنها صوت ، لتتبدد ابتسامتها وتتسع عينيها ويخفق قلبها بشده .."صدمة " لم تكن في الحسبان ..حيث "عصفور جريح " .."وصقر ضاري"
يحاول بكل قوته النيل من ذالك المسكين المختبأ خلف اصيص الزهور خاصتها يحاول جاهدا ان ينقذ روحه يختبأ خوفا ليتفادا وخزات منقار تلك الصقر اللعين .
المسكين لم يكن يغرد.. بل يستغيث ، اخذت تبحث عن شيء لتبعد به ذاك الصقر عن العصفور حتي وجدت مسطرتها الخشبية واسرعت لانقاذ تلك الصغير المسكين ،
نجحت في ابعاد ذالك الصقر ، اتجه نظرها نحو العصفور لتجده طريح خلف اصيص زهورها يأن الماً حيث ذالك اللعين جرحه برأسه ويبدو ان جناحيه مصابين ..التقطته بين يديها تنظر اليه في اشفاق وتأثر ، تقول في نفسها كم هو صغير ووحيد مثلها تمام ، انتفضت فجأة من تلك الفكره لتمحوها في لحظة لا هي ليست ضعيفة ولا تحتاج من يساعدها مثل ذالك المسكين .
وضعته علي سطح مكتبها واسرعت تهرول لارتداء ملابسها وحجابها التقطت حقيبتها واسرعت في الخروج من المنزل .
فغالبا وعلي حسب تذكرها يوجد في نفس الشارع الذي تسكن به عيادة بيطرية، تمشي في الشارع والعصفور بين يديها ينتفض وكانه يحتضر اخفق قلبها بين ضلوعها بشده هناك شيء ما يربطها بذالك العصفور لا تريده ان يموت لا تريده ان يستسلم عليه بالصراع من اجل البقاء عليه ان يكون علي قيد الحياة ليثأر من ذالك اللعين .
"وهي لاتدري انها تري نفسها في ذالك العصفور او بالاحري تدري لكنها لا تريد ان تري "
تستجدي العصفور بعينيها ان يصمد قليلا قائلة في تأثر وكانه يسمعها ويفهم ماتقوله :
- خلاص اهو قربنا استحمل شوية ،
لترفع بصرها الي السماء قائلة :
-يارب ما يموتش ..
_________________________________
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
وقف امام باب منزله يحمل سلسلة مفاتيحه ،يتخبط من حائط الي آخر لا يستطيع ايجاد المفتاح الخاص بمنزله حيث عائد هو من سهرة الفسق والفجور المعتادة لديه ،
فتح الباب اخيرا بعد محاولات كثيرة ، دلف الي منزله اغلق الباب واخذ يترنح حتي وصل اللي اريكة غرفة المعيشة خاصته ، تمدد عليها وفي ثواني معدوده غط في نوم عميق غير عابئا بتغير بملابسه او علي الاقل نزع حذائه .
___________________________________
استيقظت علي مداعبة شعاع الشمس المتسلل من نافذة شرفتها لاهدابها "حياة" فتاة كالقمر المنير، بشرتها بيضاء ، وتمتلك عيون سوداء واسعه وجميلة ، وشعر اسود به تموجات بسيطة تزيدها فتنة وجمالا يصل الي ما بعد كتفيها وشامة اعلى شفتيها العلوية ،نهضت من الفراش واخذت حمامها ثم توضأت وادت صلاتها ، خرجت من غرفتها تنزل علي الدرج متجهه الي المطبخ حيث المكان الدائم لوالدتها ،وقفت علي باب المطبخ تنظر اليها تتسللت من خلفها واضعة يديها علي فمها لتفزعها كما عادتها دائما، لتتفاجأ بها قائلة في ثبات :
-مش هتبطلي بقي حركاتك دي .
اطلقت حياة ضحكة رقيقة وهي تحتضنها من الخلف قائلة :
- نفسي اعرف بتحسي بيا ازاي
نظرت اليها بجانب عينيها مبتسمة قائلة بمرح :
- يمكن امك ولا حاجه .
ارتفعت اصوات ضحكاتهما سويا ثم جلست الفتاة بجوارها علي طاولة المطبخ لتترك الام مابيدها وتلتفت اليها تأخذها بين احضانها قائلة:
-صباح الخير ياحياتي .
اسقرت حياة بين يدي تلك المرأه التي جمع الله حنان العالم كله ليتجسد بين يديها في "ضمه" ، حيث نالت من اسمها ما تستحق به ان توصف "حنان " زوجة خالها ،
حياة : - صباح النور يااحلي حنون في الدنيا ..
ابتسمت حنان قائلة :
-نمتي كويس ولا سهرتي كالعادة .
اعتدل حياة جالسة .
-لا مانمتش كويس ..وخايفة اوي من امتحان انهارده حاسة اني مش هعرف احل حاجة.
لتبتسم حنان ابتسامة مطمئنة قائلة :
-ان شاء الله ياحبيبتي تحلي وتنجحي بتقدير كمان، شدي حيلك بقي كده واتخرجي خالو محتاجك معاه في الشركة.
لتبتسم الفتاة وتتسع عينيها بحماس قائلة :
-انا مش مصدقه نفسي اني خلاص هتخرج واشتغل ،
لترفع راسها عاليا في كبرياء وفخر تربع يديها قائلة :
لا ومش مع اي حد مع خالي صاحب الشركة شخصيا .
لتضحك حنان قائلة :
-لا ياقلب ماما ماتتعشميش اوي كده انتي عارفة خالك في حتة الشغل دي مايعرفش قريب من غريب .
لتنكمش ملامح حياة متصنعة الاحباط قائلة :
انتي هتقوليلي ده هيطلع عيني .
ابتسمت لها حنان وهي تربت علي كتفها قائلة :
-ده معندوش في الدونيا دي كلها اغلي منك ،
ثم تردف محذره .
بس ده ما يمنعش بردو انك لازم تلتزمي في شغلك .
نهضت حياة واقفة قائلة بفخر :
- شوفي يا ماما هبهرك اتخرج انا بس وشوفي انا هعمل ايه .
لتعلو ضحكاتهم سويا لتردف حنان ضاحكة .
-طب قومي بقي صحي خالو عشان مايتأخرش كان بيقولي امبارح ان عنده اجتماع بدري ، وانتي كمان يلا عشان عندك امتحان وانا هقوم احضر الفطار .
نهضت حنان واقفة فبرغم من سنوات عمرها التي قاربت الخمسين الا انها تتمتع بجسد نحيل بعض الشيء .
نهضت حياة تقبل وجنتيها قائلة :
-حاضر ياحنون .
لتضحك لها حنان وتتابعها بشرود وهي تخرج من المطبخ قائلة في نفسها : يالهذه المسكينة ترى ماذا كان سيحدث لها لو لم يكن خالها بجوارها .
تنهدت حنان في اشفاق وشرعت في اعداد الفطور .
-----------
بينما علي الجانب الاخر صعدت حياة لتوقظ خالها طرقت علي باب الغرفة بنقرات رقيقة وبصوت يوازي نقرات الباب رقة :
-خالو انت صاحي؟
لم تستمع لاجابة ، فتحت باب الغرفة فلم تجده ابتسمت بيأس لعادته التي لن يتوقف عنها ابدا وهي الاستيقاظ باكرا للقرائة ،حتي في ايام العطلة ، توجهت نحو غرفة المكتب خاصته طرقت الباب فاذن لها بالدخول ، فتحت الباب وادخلت فقط راسها تبتسم قائلة:
-صباح الخير
لا اراديا ترتسم علي ملامح وجهه ابتسامة واسعة لرؤيتها ،صغيرته ، وقطعة من روحه ، شمسه التي اشرقت علي ليل حياته لتنشر نورها في الارجاء .
-ياصباح النور .. الناس اللي بتصحى متأخر .
توجهت نحوه لتلف زراعيها حول رقبته تقبل وجنته قائلة:
- كنت سهرانه بذاكر وحضرتك عارف بقي ده اخر امتحان وانا بصراحه خايفه جدا
استقام ليقف امامها قائلا :
- طالاما مذاكره وعمله اللي عليكي ربنا هيوفقك متخافيش .
انحني يقبل جبهتها ،ثم أردف قائلا وهو يلملم اشيائه من علي سطح المكتب يالا اجهزي بسرعة عشان تفطري و اوصلك في طريقي .
اسبلت له عينيها في استعطاف قائلة :
-طب ممكن نعدي علي سارة نخدها في طريقنا .
كتم ابتسامته بصعوبة فتلك الصغيرة تلعب علي اوتار قلبة ثم رد قائلا :
- هتأخريني كده ..بش ماشي ياستي ممكن .
وقفت علي اطراف قدميها لتقبله من وجنته وتتجه الي خارج المكتب ، نظر اليها وشبح ذكرى اخته الوحيدة يلوح في ذاكرته غامت نظرة عينيه وسيطر الحزن علي قلبه ليتذكرها
Flash back
جلست امامه تنظر ارضا ، متوترة بل تكاد تموت من التوتر تتعرق و تفرك يديها بشدة ، نظر اليها اخته بل طفلته الجميلة كما كان يلقبها دائما ب"قطعة السكر" ليرق لها قلبه قائلا بصرامه وثبات لا يخلو من بعض المكر كما هو دائما :
- يعني افهم من كده انك موافقة .
ردت مسرعه :
- لاء ....اه ..ااااا ...قصدي يعني الي تشوفه
ابتسم لبرائتها ، ثم وقف فاستقامت هي بدورها احتراما له فهو بمثابة ابيها .
-ربك يسهلها ..هحدد معاه معاد واشوفه .
اومأت له وقد لاحظ لمعة عينيها بالفرحه فانشرح قلبه لسعادتها
Back
تجمعت الدموع بعينيه، ثم دعا لها بالرحمة والمغفرة ، وهو يتوعد بالجحيم لمن كان سببا في موتها او بالأحري انتحارها ..
_______________________________
وصلت اخيرا اللي البناية التي بها تلك العيادة البيطرية لتتنهد بارتياح ،لم تسطتع انتظار المصعد فصعدت الدرج حيث علمت من اليافطة ان العيادة تقبع بالدور الثالث ،
صعدت الدرجات درجة تلو الاخري وخفقات قلبها تكاد تسمعها اذنيها ،وصلت اخيرا اللي العيادة ، لحظة ..فقدت فيها الاستيعاب ،حيث العيادة مغلقة ،تشعر وكان الهواء يسحب من رأتيها وكانها هي المصابة وتحتاج الي الطبيب وفورا ..لحظة.. لن تترك لعقلها فكرة الاستسلام وترك العصفور ليلقي حتفه وحيدا ،
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
توترت والعرق يتساقط من جبهتها قلبها يخفق يكاد يخرج عن صدرها لا لن تدعه يموت يجب ان يبقي علي قيد الحياة يجب عليه الا يستسلم ،بل هي التي يجب عليها الا تستسلم ، وضعته في يد واحدة وباليد الاخري اخذت تطرق بشده علي باب تلك العيادة، تارة تطرق وتارة تضرب الجرس هي تعلم انه لا يوجد احد بالداخل لكنها لن تستسلم ،ربما يظنون من بالبناية انها مختلة اذا رأوها تطرق هكذا لاكنها لا تأبى ،لن تستسلم ولا تأبى ايضا باذعاج السكان فهناك من يفقد حياته
"نعم هو عصفور لاكنها لا تراه عصفورا بل تراه هي،يمثلها وبشدة ولا تريد تصديق ذالك هي قوية حتي اذا كانت وحيدة ، بفردها مثله.. لكنها قوية ،او ذالك هو اعتقادها ".
فتح احد السكان باب شقته وخرج لتلك المزعجة غاضبا حانقا من تصرفها المختل الغير لائق الذي لا يمط للتحضر بصلة ، الشرر يتطاير من عينيه فهي لا تمتلك اي حيوان برفقتها اذا هي مختلة او عديمة الذوق، سيلقنها درسا لن تنساه ليتكلم زاعقا قائلا :
- عاوزة ايه.. وبتخبطي كده ليه انتي حمارة .
انتفضت زعرا اثر الصوت التفت له لتجد شاب يبدو عليه التحضر والاحترام الذي يتعارض مع اهانتها منذ قليل استشاطت غضبا من اهانتها لترد عليه بشراسة قائلة :
-انا حمارة ياحيوان انت ؟..ثم انت مالك انت ايش احشرك هو انا بخبط علي دماغك .
لتتسع عينيه في صدمة كبيرة مؤكد تلك الفتاة مختلة حيث اخذ يفكر ويتذكر رقم المشفي الخاص بالامراض العقلية ، حسنا لن يسمح لها باهانته سيرد لها الاهانة مضاعفة ،وقف في استقامة يربع يديه امام صدره قائلا في هدوء مستفز :
- اللي احشرني ان انا الدكتور صاحب العيادة اللي سيادتك بطربقي الباب بتاعها دي ،مش حيوان انا بعاالج الحيوانات لو حضرتك حاسة بحاجه او عندك مشكلة ممكن افتح دلوقتي عشان خاطر سيادتك مع ان ده مش معاد فتح العيادة .
ثم اختتم قوله بابتسامة صفراء .
اما هي فلم تستمع لاهانتها المباشرة منه بل لم تستمع شيئا بعد قوله "دكتور وصاحب العيادة" لتتحول تلك الملامح الشرسة اللي ملامح رقيقة خائفة وتلك العيون الغاضبة الي عيون دامعة مستعطفة قائلة :
- طب الله يخليك اللحلقه هيموت .
وتمد قبضة يديها امام عينيه لتتسع عينيه في صدمة اخري.. من تلك ؟ اذا كان يظن انها مختلة ف الان هو متأكد تماما من ظنه ليقول بتهكم :
-مين ده اللي هيموت ؟
حسنا !هي تبكي لا هي منهارة..، فتحت قبضة يديها امامه والدموع تتساقت من عينيها الخائفتين ليتفاجأ بعصفور صغير ينزف من راسه ويبدو انه كسر احد جناحيه حسنا لقد ظلمها لم تكن مزعجة هي خائفة.. ولم تكن عديمة الذوق فهناك طائر جريح لكنها حتما مختلة وهذا ما اقتنع به الان ولن يتراجع عنه، فبنظرة واحدة للعصفور علم انه من النوع الذي يعيش بالاشجار لا المنازل واذا كان عصفورها لماذا لا تاتي به في قفصه الخاص وما الذي جرحه هكذا هل وجدته في طريقها فقررت ان تنقذ حياته؟!.. حسنا ربما يفضل ترك تلك التسائلات الان فالعصفور علي وشك فقد الحياة ليقول في احراج محمحما :
- احم ..لحظة واحدة هجيب المفتاح واجي ...
_________________________________
استيقظ علي رنين هاتفه لينهض بصعوبة اثر الام راسه الشديدة يبحث عن هاتفه ليسكت ذالك الصوت المزعج ، ليتفاجأء بنفسه علي اريكه غرفة المعيشة بملابسه ، تذكر ليلة امس حين قامر احد اصدقائه وخسر كل ما بحوزته من مال ، وجد هاتفه ففتحه ليجيب قائلا بصوت اجش ناعس :
- الو .؟!......مين ؟
لياتيه صوت مدير اعماله الخاص .
-استاذ رشدي حضرتك فين كده هنتأخر علي اجتماع انهارد
فرك جبهته يحاول التذكر
ليأتيه الصوت من الطرف الاخر:
-اجتماع الصفقة الجديدة مع شركة "المنيااوي" يافندم حضرتك نسيت ولا ايه .
رد قائلا:
- ايوه ايوه..لا مش ناسي مسافة السكة وابقي عندك .
اغلق الهاتف ونهض يتوجه لياخذ حمامه ويذهب الي العمل .. جمع الاموال وانفاقها علي سهراته وطاولات القمار والمعاصي هو كل مايشغله في الحياة غير عابئا ب "حياة" اخرى .
_________________________
ارتدت حياة ملابسها وتناولت افطارها ثم ركبت السيارة برفقة خالها متجهين الي منزل صديقتها
منصور:
- عاملة ايه دلوقت سارة..مش احسن
ارتسمت معالم الحزن علي وجه حياة ثم ردت قائلة :
- شوية ..بس عيشتها لوحدها دي قلقاني عليها اوي ،
ومش راضية تيجي تعيش معانا زي ما حضرتك قولتلها
رد قائلا:
-ربنا معاها ..هحاول اكلمها تاني في الموضوع ده
حياة:
-ياريت ياخالو تقدر تقنعها دي بعد وفاة والدتها الله يرحمها مابقاش ليها حد خالص ، خصوصا انها مش راضية ترجع عن اللي في دماغها
اومأ لها في اطمئنان واكمل سيره بالسيارة ،
وصل اللي البناية التي تسكن بها صديقتها ، توقف بالسيارة قائلا :
- يالا انزلي اندهيلها بسرعه اتاخرت ع الاجتماع
نزلت من السيارة متجه نحو باب المنزل طرقت الباب ورنت الجرس ولا احد يجيب قلقت علي صديقتها فهي لا تترك المنزل الا للضرورة ، اتجهت الي السيارة والقلق يسيطر علي ملامح وجهها
-خالو؟ ...
انتبه لها قائلا باستغراب
- اومال فين سارة ؟
ردت وهي علي وشك البكاء
- مش بترد خبطت كتير ومش بترود انا خايفة يكون فيها حاجه
رد قائلا وهو يفكر في الاحتمالات الواردة لعدم اجابتها او عدم وجودها في المنزل
-طب مايمكن سبقتك على الجامعة
ترقرقت الدموع بعينيها
-لا انا كلمتها بليل ومتفقين اني هعدي عليها نروح سوا
نزل منصور من السيارة متجها اليها
-طب كلميها علي الموبايل يمكن خرجت تجيب حاجه او تتمشى
نظرت اليه
- ايوة صح هكلمها
____________________
بينما علي الجانب الآخر وامام العيادة البيطرية وقفت مها بانتظار الطبيب ، خرج وفتح باب العيادة ثم دخل واضاء النور وهي مازالت بالخارج نظر لها باستغراب
- اتفضلي
دخلت ثم امرها بوضع العصفور في المكان المخصص للكشف حتي ينتهي من تحضير ما يلزم ،
وضعته بايدي ترتجف وقلب يخفق بشدة نظرت الي الطبيب تسأله بنبرة تستجدي الامل .
-هيعيش؟
نظر لها يستغرب بداخله، مابها تلك الفتاة انه مجرد عصفور لا اكثر ، سألها
-ايه اللي عمل فيه كده
تجمعت الدموع وعلي وشك النزول متساقطة من عينيها .
سارة:عشان ضعيف ولوحده مش قادر يدافع عن نفسه في عالم القوي فيه بياكل الضعيف .
نطق بها عقلها وليس لسانها ، وقبل ان ترد آتاها اتصال صديقتها فاستاذنت وردت عليها .
: السلام عليكم
حياة : انتي فين يا سارة
سارة : انااا....
ماذا تقول لا تعرف
-بجيب حاجه وجاية
نظر اليها الطبيب بااستغراب انها حقا مختلة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
ردت حياة من الجهة الاخرى
-حاجه ايه هنتأخر علي الامتحان.
صفعت مها جبهتها بيديها الاخرى قائلة
-نسيت.. انا جايالك حالا
وانهت المكالمة ، وهو يقف متسع العينين حقا لم يرى في حياته المهنية نموذج مشابه لهذة الكارثة الصغيرة .
قالت وهي تضع الهاتف بالحقيبة
-انا اسفه جدا لازم امشي دلوقتي
نظر لها ثم نظر للعصفور ثم نظر لها مرة ثانية لا يصدق ايهيأ له مايحدث قائلا
-مش فاهم حضرتك يعني اعمل ايه
ردت قائلة
-ارجوك عالجه اعمل اي حاجه ..انا مضطرة امشي وهاجي تاني اخده السلام عليكم .
وخرجت مسرعة تكاد تركض نحو منزلها
اما هو متسع العينين ناظرا لمكان خروجها، ضحك ضحكة خافته ومازال يحاول اقناع نفسه ان ما يحدث غير حقيقي ، نظر الي العصفور الذي علي مايبدو يلتقط آخر انفاسه، ليبدأ في مداواته .
_____________________________
ارائكم يابنات تهمني جدا 🌸
الفصل الثاني
***********
في أحد ألبلدان ألعربية في ما يشبه القصر ببوابة خارجية ذهبية عملاقة وحديقة واسعة تحاوط القصر المكون من ثلاث طوابق ، امام البوابة الداخلية نافورة مياة علي شكل تمثال يشبه الملاك،
اما من الداخل يتكون من ردهة واسعة بكل جانب بها يوضع تحفة اثرية تتنوع مابين الحضارة الفرعونيه والرومانيه ، فاظات عملاقة يرجع تاريخها الي العصور الوسطي، و علي الجانب الايسر مكتب كبير يجاوره غرفة المعيشه ،على الجانب الايمن يقع المطبخ الرئيسي للقصر وغرف الخدم ،تعيش اسرة صغيرة مكونة من اب وام وثلاثة اخوة . في الطابق الثاني يقع جناح الام والاب وغرفة الصغيرة "يمني "
اما في الطابق الثالث الجناح الخاص بالابن الاكبر "قصي"
وغرفة كبيرة بحمام خاص للابن الاصغر "عمر".
---------------------------
خرج من الحمام الخاص بجناحه يلف منشفة حول خصره والاخري يجفف بها شعره "قُصي" في ال30 من عمره قوي البنيه بعضلات جسده البارزة ، طويل القامة بشرته حنطية بعض الشيء ، شعر بني ،عيناه مزيج من لونين العسل والزيتون ، شرع في ارتداء ملابسه وتصفيف شعره للذهاب اللي عمله ، سمع صوت طرق الباب ابتسم تلقائيا لمعرفته الطارق ، عادتها منذ الصغر اخته الصغري "يمني" ، تذكر عندما كانت رضيعة ،لم تكن تغفو سوي بين يديه اتسعت ابتسامته ، لكنها سرعان ما اندثرت تحت تعابير وجهه الحزينة حين تذكر فرمان والدته بمنعه عن هدهدة الصغيرة او مداعبتها واللعب معها لسبب ما يجهله ، و كانت شديدة التعلق بأخيها لذا ومنذ ذالك اليوم ما ان تستيقظ تصعد الي جناحه علي الفور ، اذن لها بالدخول دلفت تتجه نحوه قائلة باابتسامة
يمني: صباح الخير يا ابيه
اخذها بين ذراعيه يقبلها من جبهتها قائلا بابتسامة حنون
:صباح الخير ياحبيبتي
ثم اردف
قصي :ما روحتيش المدرسة ليه ؟
زفرت يمنى قائلة
: اجازة
اومأ لها قصي ثم اردف
:نزلتي لبابا ؟
يمني بابتسامة : لسه..بطلعلك انت الاول
تشبثت باحضانه اكثر، بل تشبثت بحنانه الذي يدفقه عليها كأب ثاني لها ، ابتسم قصي ليضمها بدوره اليه اكثر فهي بالنسبة له اللوان شتى على صفحه حياته السوداء ، صغيرته ، ووردته التي يرعاها بحب خالص ويمطرها بحنان ابوي
نظر اليها قائلا
: طب يالا ننزل ..عشان اتأخرت
---------------------------
يجلس الاب بمكتبه منشغلا بمراجعة احدي الملفات ،دلف اليه عمر
:بابا
نظر اليه الاب من تحت عويناته باستنكار
:في اختراع اسمه نخبط علي البابا الاول ماسمعتش عنه .
ليرد عمر عليه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
:ما انا مش حد غريب ياعبده عشان اخبط،
ثم اشار الي نظارة والده واردف
: وبعدين ماانت مش خالع راسك اهو
ليحاول الاب كبح ابتسامته قائلا
:ولد ..ايه عبدة دي ،؟ اتأدب
ردعليه ولده باستنكار
:ايه وحشه عبده ؟كخة عبده دلوقتي؟ ما الذئردة الصغيرة اما بتقولها بيبقي علي قلبك زي العسل
لتدلف الي الداخل يمني تبتسم قائلة
:مين بيجيب في سيرتي
عمر بااستنكار
: اهلا
ثم نظر الي ابيه قائلا
: اهي بتيجي ع السيرة مش كنا افتكرنا حاجه عدلة
فتح الاب زراعيه لابنته قائلا
:ملكش دعوة ياولد ..تعالي ياحبيبة بابي
لتتجه "يمني" نحو والدها تنظر لعمر بطرف عينيها، اخرجت له لسانها تبتسم بفخر وتستقر بين احضان والدها
عمر باستنكار : اااه طب سلامو عليكو انابقي
عبد السلام : استنى ياعمر.. كنت عاوز ايه ؟
عمر :لا خلاص كفايه يمني هانم عليك
عبد السلام بنفاذ صبر
:ماتقول ياابني كنت عاوز ايه
رجع عمر مرة اخري بفخر ينظر ليمني نفس النظرة الجانبية
:كنت عاوز فلوس
عبد السلام : وياتري هتصرفها علي بنت مين المرة دي .
ضحكت يمني ضحكة خافته واضعه يديها علي فمها
عمر باحراج وهو يتوعد ليمني
: ااا ..ايه يابابا ..بنت مين ايه بس ..انا كنت عاوز اشتري كتب عشان الامتحانات وكده
عبد السلام بعدم اقتناع
:ماشي ياعمر عدي علي اخوك في الشركة خد منه اللي انت عاوزه
عمر بضيق
:هو لازم اعدي علي اخويا في الشركة عشان اخد فلوس
عبد السلام محذرا
: ولد ..اتكلم بطريقة كويسة
زفر عمر بضيق قائلا
:حاضر
عبد السلام :خد معاك الملف ده سلمه ل"قصي" .
عمر:اه قول كده بقي اي منفعة وخلاص
عبد السلام محذرا بصوت اعلي
:عمر...
عمر وهو يتصنع الخوف
: جرى ايه ياعبده انا بهزر مابتهزرش
عبد السلام
: طب يلا عشان ماتتاخرش علي الجامعة
استقام عمر ينظر لاخته قائلا بتهكم
:وانتي ناويه تريحي كده كتير ؟...ايه ماوراكيش مدرسة انتي كمان
لتنظر له يمني بابتسامة متشفية متشبثة أكثر باحضان والدها
:لا انا اجازة ..وكمان راحه مع مامي النادي انهارده
عمر باستنكار اخذا الملف من علي سطح المكتب
:طب يااختي ..اما اروح انا الحق اسلم الملف
وتوجه الى خارج المكتب
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
_________________________________
تنزل علي درجات السلم الداخلي للقصر، سيدة في عقدها الخامس تقريبا لا يبدو عليها الكبر من يراها لا يصدق عمرها الحقيقي ، تحدد عينيها بكحل اسود ثقيل ، مرتدية عبائة مزركشة تليق بالجلوس في المنزل، شعرها الحريري معقوس علي شكل كعكة قاسية، خرج عمر من المكتب متجه الي خارج القصر ليراها وهي تنزل الدرج ،وقف اسفل الدرج يحيها منحنيا بحركة استعراضية قائلا بمرح
: واخيرا نلنا شرف رؤية زهيرة هانم في الصباح
زهيرة بشبه ابتسامة
:صباح الخير .. بابا فين
رد عليها بغيظ قائلا
: في المكتب وضرتك معاه جوه
نظرت له قائلة
: اومال انت رايح فين كده
عمر وهو يتصنع القهر
:رايح اسلم الملف ده للمحروس ابنك
لتلتمع عينيها لمعة فرح قائلة
:انت قررت تشتغل مع "قُصى" وتمسك معاه الشركات
رد عمر بتهكم
:لا طبعا ..انا رايح اخد منه فلوس بس بابا حب يخليني اعمل بالفلوس دي .
ليتصنع الحزن قائلا
: شايفة التفرقة العنصرية بيني وبين الذئردة اللي جوه؟! ..دي قبل ماتطلب الطلب بيبقي عندها
لتقول زهيرة بنبره مأنبه
:ما انت اللي بقالك سنتين مبلط مش عاوز تتخرج كان زمانك ماسك الشغل لبابا دلوقتي وكل حاجه تحت ايدك
عمر: يادي ام السنتين اللي ماسكنهوملي دول .. وبعدين انا ماليش في شغل الشركات والملفات ووجع الراس ده يا ماما
زهيرة محذرة
: ولد ..اتكلم كويس ، وبعدين ماله شغل الشركات انت عارف بابا تعب اد ايه عشان يبني الشركات دي ..وسيادتك مش عاجبك
قال عمر بضيق وكانه يروي لها قصة
: عارف ..ابتدي بشركة صغيرة واشتغل وتعب واجتهد عشان يكبرها لحد مابقت سلسلة شركات "الزيني"
ثم نظر لها قائلا
:عارف القصة دي وربنا .. وبعدين ما هو قصي اهو قايم بالواجب وزيادة والشغل نازل يرف عليه ده بابا مابيروحش الشركة دلوقتي ومعتمد عليه في كل شيء
نظرت ليه بيأس قائلة
: غبي
ابتسم عمر ابتسامة صفراء قائلا
:شكرا ...انا ماشي
واتجه الي خارج القصر ، نظر ت في اثره بشرود اتجهت نحو غرفة المكتب ، دلفت دون طرق الباب
ليوجه عبد السلام نظره ليمني قائلا بصوت خافت
: ظلمنا عمر طلع طالع لامه
لتضحك يمني في خفوت قائلة
:من شابه امه فما ظلم
ضحك عبد السلام بخفوت
ليتفاجأو بزهيرة تقف امام المكتب مربعة يديها امام صدرها ترفع حاجبها الايسر .
استقامت يمنى قائلة
:ااا..انا طالعه اجهز عشان نروح النادي
أومأت لها زهيرة نصف ايمائة ، خرجت يمني
لتجلس زهيرة بشموخ علي الكرسي المقابل للمكتب بينما ينظر عبد السلام الي عينيها نظرة عتاب صامت هي تفهمه ..تفهمه جيدا
جلست وكأنها لم تفهم نظراته
زهيرة:اخبار الشغل ايه ؟..ماشي كويس؟
عبد السلام:الحمد لله نظر اليها واردف
:لولا قصي ماكانتش قدرت الاحق علي الشغل
تجمدت تعابير وجهها شاردة ،فهو حقا لم يعد قادرا علي فهمها او فهم مايدور بعقلها استحقت وبجدارة لقب "المرأه الحديدية" كما يلقبها في نفسه دائما، لا يجرأ علي النطق بهذا اللقب ، حبه الاول وعشقه الوحيد، لم يعشق قط في حياته احدا مثلمها عشقها، فضلها كثيرا بل دائما ماكان يفضلها علي نفسه و علي الجميع كان ينظر لها وكانها احد انتصاراته حيث "انتصر الحب"،
في ختام قصة ما انتصار الحب هو بدايه حياة ،بعثرة ورود وقلوب، ورفرفة فراشات ، اما في واقعه انتصار الحب كان هزيمة للمبادئ ،هزيمة للانسانية ،خسارة فادحة لكرامته ،كان السقوط في بئر مظلم ولا يمتلك رفاهية الفرصة الثانيه للخروج منه، لكنه لم يسقط منفردا بل اخذ معه برائة وحكم عليها بالاندماج بظلام القاع .
زهيرة مغيره مجرى الحوار
:الصفقة الجديدة اخبارها ايه
مال عبد السلام للامام مشبكا اصابعه علي سطح مكتبه
:الحمد لله ...
ثم اردف وهو ينظر بعينيها جيدا وكأنه ينتظر ان يقتنص
ثغرة لها
:بس هحتاج انزل مصر ..عشان نمضي العقود، الشراكة دي هتبقي مكسب كبير اوي لينا
خفق قلبها بشدة وتر ما بوجهها ارتعش بغير اتزان ،رمشت بأهدابها في توتر رغم ثباتها وشموخها لم تستطع اخفاء توترها
زهيرة: انت الي هتسافر؟
اما هو فقد اقتنص ما يريده لاح في عينيه نظرة حزن عتيق يلفها الكثير من الندم لكنه لم يستوقف عندها كثيرا
رد عبد السلام
: باذن الله ،عقد الشراكة هيبقي مع الفرع بتاعنا اللي ف مصر ودي صفقة تقيلة مش هقدر عليها لوحدي ومش عايز اخسر الشريك فلازم ابقي متابع بنفسي
اومأت له ثم استقامت تخفي توترها وخفقات قلبها تزداد بشدة
زهيرة :انا هطلع اجهز عشان راحة انا ويمني النادي
اوما لها ثم خرجت هي في شموخها المعتاد
ظل ينظر في اثرها عازما علي ما ينوى عليه وقد اتخذ قرارا وعقد النية علي الخروج من البئر .
__________________________________
في الطابق الثالث داخل مبني شركة " الزيني " للبناء والتعمير المكون من ٤ طوابق ، يقع مكتب مدير الشركة والابن الاكبر لصاحب شركات "الزيني" ، غرفة المكتب المكونة من مكتب زجاجي حديث الطراز يقع في وسط الغرفة ،وعلي اليمين
طاقم مكون من اريكة كبيرة و5 كراسي يتوسطهم طاولة صغير بينما علي الجانب الايسر تقع طاولة كبيرة خاصة بالاجتماعات .
طرق سكيرتيره الخاص "عصام" الباب ثم دلف قائلا
:استاذ عمر بره يافندم
قصي وهو يتطلع الي احد تصاميم العمل
: خليه يدخل يا عصام
خرج عصام ليسمح لعمر بالدخول
دخل عمر قائلا في تهكم
: هو لازم استأذن عشان ادخل
اعتدل قصي في جلسته يبتسم
:مين قال .. لاعاش ولاكان ..تعالي
واشار الي الكرسي المقابل لمكتبه
زفر عمر متجها نحو المكتب
: انت مستحمل عصام ده ازاي انا مابطيقش اجي الشركة من وشه ده علي طول مكشر
ضحك قصي وهو يضغط علي زر استدعاء عصام قائلا
:بالعكس بقي ده شاطر جدا شغال معايا بقاله فترة ومريحني جدا في الشغل
طرق عصام الباب ثم دخل قائلا
اأمر يافندم
سأله عمر مباشرة
انت مابتضحكش ليه ياعصام ، اومأ له و هو يبتسم
قصي :تشرب ايه ياعمر
عمر :لا مش عاوز حاجه انا ماشي علي طول ..خد بابا بعتلك الملف ده
وضع عمر الملف علي سطح المكتب
قصي : هاتلي القهوة بتاعتي ياعصام
عصام :تحت امرك يافندم
قصي وهو ينظر لعمر
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: جاي تديني الملف بس ولا حاجه تاني
عمر قائلا بمرح
:كنت جاي عشان حاجه واحده دلوقتي بقو حاجتين
ابتسم له قصي فبرغم من فارق السن الصغير بينهم الا انه يشعر وكأنه ولده وليس اخيه
قصي بابتسامة :سمعني
عمر باستنكار :اول حاجه ترفد عصام
قهقه قصي ضاحكا علي غير عادته
فاردف عمر بجد
:اه والله
ثم عض علي شفتيه وغمز بعينه اليمنى قائلا
:وتجيب سكرتيرة بقي ..ده انا عندي استعداد اتخرج من بكره واجي اشتغل هنا لو ده حصل
توقف قصي عن الضحك قائلا بلوم
قصي : انت لسه ما توبتش من عمايلك دي،لو بابا عرف ياعمر و اتدخل انت عارف العواقب هتبقي ايه ، ساعتها مش هعرف الحقك زي كل مرة
عمر في ضيق : يعني انتو ولا عاجبكم مااشتغلش ولا عاجبكم اقول اجي اشتغل
نظر له قصي في يأس :ماشي ياعمر ايه الطلب التاني
عمر :عاوز فلوس
كان على وشك ان يساله لماذا لكنه تراجع قائلا
:عدي علي الحسابات خد اللي انت عاوزه
نظر له عمر ثم بعث له قبلة في الهواء
قصي :عاوز حاجه تاني
استقام عمر قائلا
:لا شكرا همشي انا عشان مااتأخرش علي الجامعه
وخرج من المكتب
التقط قصي هاتفه طالبا رقما ما
:خلي عينك عليه كويس لو راح المكان ده تاني تديني خبر علي طول
ثم اغلق الهاتف ووضعه علي سطح المكتب ، رجع مستندا علي ظهر الكرسي يتنهد في تعب مال برأسه الي الواراء ، طرق الباب ودخل ساعي البوفيه بالقهوة الخاصة به فشكره واعتدل يرتشف منها في تفكير و كل ما يدور برأسه هو ان ينقذ اخاه من ذالك المستنقع ويبعده عن ذاك الطريق ...
__________________________________
نزلت مسرعه من العيادة تتسابق خطواتها تكاد تركض حتي وصلت الي منزلها وجدت حياة بانتظارها ويبدو علي وجهها القلق وبجوارها خالها منصور
سارة :اسفه كنت بشتري حاجه مهمة
حياة بمعاتبة :قلقتيني عليكي ياسارة..الحمد لله انك كويسة
احتضنهتا سارة فهي ماتبقي لها في هذة الحياة ليست صديقتها فحسب بل اختها وتوأم روحها ، انتبهت الي منصور الوقف يتابعهم باابتسامه اب حنون
سارة :ازيك ياانكل .. صباح الخير
منصور بابتسامته القادرة علي احتوائها
: صباح النور ياحبيبتي .. يالا عشان ما تتاخروش علي الامتحان
ركبا السيارة وانطلقا في طريقهما الي الجامعه ، اوضلهما منصور ثم اكمل طريقه اللي عمله بعد ان اكد علي حياة ان تنتظره بعد الاختبار ليقلها الي المنزل
___________________________________
وصل منصور الي مقر شركته اعطي السائس مفاتيح سيارته ثم ترجل منها متجها نحو الشركة "شركة المنياوي للحديد والصلب " استقبلته السكرتيرة الخاصة بمكتبه
مرحبه به باابتسامة
سناء : صباح الخير يافندم
رد عليها وهو يتابع خطواته اللي غرفة الاجتماعات
منصور: صباح الخير الاجتماع جاهز
ردت وهي تحاول مجاراة خطواته
سناء : ايوة يافندم .. مدير اعمال باسم الشرقاوي هو اللي موجود
توقف ملتفتا اليها في استفهام
ردت موضحه
سناء : باسم بيه علي وصول يافندم
اوماأ لها ثم اكمل سيره، دلف الي غرفة الاجتماعات محييا من بالغرفة ، جلس علي رأس الطاولة يسأل
منصور:ممكن اعرف استاذ باسم ماشرفناش في الاجتماع بنفسه ليه
تحمحم مدير الاعمال الخاص بباسم الشرقاوي قائلا
:احم احم ..علي وصول يافندم واسفين جدا للتأخير اومأ له وقبل ان يرد سمع صوت آخر شخص يمكن تواجده بالمكان ، صوت يكرهه ، يكرهه بشده
في شركة المنصوري ،داخل غرفة الاجتماعات
تحمحم مدير الاعمال الخاص بباسم الشرقاوي قائلا
:احم احم ..علي وصول يافندم واسفين جدا للتأخير اومأ له وقبل ان يرد سمع صوت آخر شخص يمكن تواجده بالمكان ، صوت يكرهه ، يكرهه بشده
رشدي: وليه الاسف انا موجود اهو
ليشير لساعته في استفزاز بابتسامه جانبيه
دلف الي غرفة الاجتماعات يتبعه مدير اعماله الخاص
رشدي :وفي معادي كمان
نظر منصور باتجاهه وعينيه تشتعل غضبا وقلبة يحترق لذكري اليمه ، استقام يقبض علي يده بشده غضبا
منصور:انت ايه اللي دخلك هنا .. اطلع بره
وضع رشدي يديه في جيب بنطاله متجها نحو طاولة الاجتماع في خطوات بطيئة ، سحب كرسي ،جلس عليه واضعا قدم فوق الاخري قائلا بسخرية
رشدي:تؤ تؤ تؤ كده يامنص تطرد جوز اختك .
بركان ..مايعبر عن ما بداخله هو بركان ،فهو الان يشتعل ،يحترق، لاح في ذاكرته صورة اخته وهي غارقة في دمائها حاول قدر الامكان ان يتمسك بثباته فقال بنبرة كالبركان الذي علي وشك الانفجار من باطن الارض
منصور: ايه اللي جابك
لينظر له رشدي يتصنع الصدمه قائلا
: هو انا ماقولتلكش
صفع جبهته بيده اليمني قائلا
:ياه بقيت انسى خالص اليومين دول
ابتسم بسخرية ينظر الي منصور يساله
:تفتكر بنسى ليه ؟
نظر له منصور يضغط علي اسنانه بقوة ليقول رشدي
.:.ماعلينا اقولك ياسيدي ايه اللي جابني
لتتحول ابتسامته الساخرة الي ابتسامة متشفيه وعينين حاقدتين قائلا
: انا شريكك في الصفقة
نظر له منصور في استفهاام غير مستوعبا
ليكمل له رشدي وكانه تذكر
رشدي :ييه نسيت اقولك تاني ..انا اشتريت اسهم باسم الشرقاوي يعني انا دلوقتي اللي شريكك مش باسم
ثم ابتسم له في انتصار اما علي الجانب الاخر لم يستطع منصور الحفاظ علي ثباته اكثر ااندفع اليه يجذبه من تلابيب ملابسه والشرر يتطاير من عينيه هاتفا بصوت جهوري هز ارجاء الغرفة
: شريك مين ؟..انت لو اخر واحد في الدنيا عمري ماهحط ايدي في ايده ..انت فاهم
ليضحك رشدي ساخرا قائلا في تهكم
:ليه قتلتلك قتيل ؟
ضربه في الصميم، يعلم جيدا كيف يضغط علي الجرح كما يقال ، وان كان بالفعل قد قتل له قتيل
اشتعلت عيناه منصور غضبا يشعر وكأن ما يتدفق في عروقه نار بركانيه وليست دماء فرشدي يحاول استفزازه امام موظفي الشركة ،لا يعلم احد بموت اخته منتحره سوى رشدي وهو ،وبحركة غير محسوبة...
________________________________
رواية أحييت قلب الجبل مقدمه بقلم ياسمين محمد
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رواية أحييت قلب الجبل مقدمه بقلم ياسمين محمد
![]() |
رواية أحييت قلب الجبل مقدمه بقلم ياسمين محمد
وجدت سيارة سوداء كبيرة وقفت فجأة خلفها مباشرة نزل منها رجلان ضخام البنيه احدهما سألها بابتسامة متكلفة
:انسة حياة؟
انقبض قلبها بشدة لرؤيتهم ،نظرت حولها، ثم اعادت نظرها اليهم في ثبات ، و لو كان زائفا
حياة: ايوة ..مين حضرتك ؟ وعاوز ايه ؟
وبغتة ،بحركة مفاجأه شعرت بشيء ما رطب يرش علي وجهها ، حاولت الصراخ ، فلم تجدي محاولتها ، حيث ما بعد ذالك ظلام..ظلام دامس ،سقطت فاقدة للوعي، فاسرع احدهم بحملها ووضعها داخل السيارة والاخر اخذ حقيبتها وركب بجوار صديقه و انطلقو بالسيارة كالبرق .
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
تململت في الفراش يكاد الالم يفتك برأسها ، نهضت نصف جالسة لتتذكر الرجلان الضخام فتحت عينيها لآخرهما خوفا لاتعلم اين هي ومن اختطفها ولما ؟..كل تلك تسائلات تدور برأسها نظرت يمينا ويسارا تبحث عن حقيبتها حتي وجدتها علي الكومود بجوار الفراش فتحتها مسرعه وما يدور بخاطرها مهاتفه خالها لينقذها ،بحثت عن الهاتف في حقيبتها فلم تجده أفرغت محتويات حقيبتها باحثة عنه لم تجده، شعرت بخفقات قلبها تزداد وتيرتها بشده تكاد تسمعها اذنيها لشدة خوفها توجهت نحو نافذة الغرفة لتري اين هي وما هذا المكان لتجد علي مرمى بصرها فقط رمال انها في وسط الصحراء ازداد الخوف بداخلها ،تأكدت من وضع حجابها واتجهت بخطواتها نحو باب الغرفة تفتحه بحذر خرجت من الغرفة الي رواق طويل في منتصفه درج ،التفت يمينا ويسارا تتحفز جميع خلاياها للهروب والخوف يسيطر عليها بشكل كلي ، ذهبت بخطوات سريعه نحو الدرج تنزله بحذر غير مصدرة صوت لتستمع فجاة الي قهقهة تعرفها جيدا ، لا لايمكن ان يكون هو من اختطفها ، واذا كان هو لما ، لماذا خطفها
اقتربت من باب المكتب حيث صوت الضحك تسترق السمع لتتسع عينيها في زهول تام واضعة يديها علي فمها عندما سمعت صوت والدها قائلا
رشدي ضاحكا : بس ايه شربها وبللع عليها كمان
تحدث الطرف الاخر ويبدو انها سمعت ذالك الصوت من قبل
الشخص الآخر : اسمعني كويس.. انا مش لازم اقعد هنا كتير منصور المنياوي لو عرف حاجه وانا لسه في مصر هطربق الدنيا علي دماغك
اذدرد رشدي ريقه بخوف قائلا
: وايه اللي هيعرفه ؟..مش رجالتك بتقول ماحدش شافهم وهما بيخطفوها
الشخص الاخر محذرا : اه محدش شافهم بس انا عارفك كويس قبضت مني تمنها ومش بعيد تقول لمنصور وتقبض تمنها مرتين ساعتها الدبان الازرق مش هيعرفلك طريق يارشدي ياسعيد
رشدي مطمئنا اياه: عيب ياباسم بيه وبعدين حتي لو عرف وده مش هيبقي مني طبعا ،حياة مراتك انت ناسي ولا ايه
انهمرت دموعها كالشلال ، دموع تحرق روحها قبل بشرتها، لما سمعت ، الان تذكرت ذالك الصوت الذي يتحدث الي والدها "باسم الشرقاوي" شريك خالها ، تتسع عينيها في صدمة تتساقط دموعها كالبركان، باعها والدها وبكل بساطة قبض ثمنها ولا مانع لديه من بيعها مرة ثانيه هي حقا تعرف قيمتها لديه حيث هي لاتعني له اي شيء .. وهو لا وجود له في حياتها سوى خانه اسمه بعد اسمها
تقف كالموتى لم تكن تدرك انها بالنسبة اليه سلعة تبتاع وتشترى قلبها علي وشك التوقف اثر الصدمة ، لا تقدر حتي علي الوقوف ، حتي استمعت لصوت باسم قائلا
: بس ماتنساش ان العقد متفبرك ويدوب اعرف اخرج بيه من البلد ومعايا حياه
انتفض قلبها زعرا ،اي بلد واي خروج، تدفق الادرينالين بجميع خالاياها عليها الهروب وفورا ،تركت العنان لاقدامها راكضه والدموع تتطاير حولها تركض كمن يصارع الموت ويريد البقاء علي قيد الحياة
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
رشدي بجد محذرا: احنا اتفاقنا ان اول ماتسافر هتبقي مراتك رسمي
ابتسم باسم بسخرية قائلا
: جرى ايه يارشدي ده انت قابض تمنها هتعمل فيها اب عليا وعلي العموم ياسيدي اتفاقنا مش هيتغير
وقبل ان يرد عليه رشدي أتاه اتصالا من احد رجاله ليخبره بمحاولة هروب حياة
باسم والشرر يتطاير من عينيه : هاتوها حالا
رشدي بقلق : في ايه
باسم بسخرية : بنتك .. حاولت تهرب
لينتفض رشدي كمن لدغه عقرب قائلا في خوف شديد
:هربت
نظر له باسم ضاحكا :جرى ايه يارشدي.. اهدي انت ناسي انا مين .
طرق الباب ودخل رجاله بصحبة حياة تنهمر الدموع من عينيها تشعر بالانكسار فالذي من المفترض ان يكون امانها وحمايتها هي بالنسبة له مجرد سلعة باعها مقابل المال .
دخلت تنظر بعيني والدها ليلتفت بوجهه االي الجانب الاخر ليس خجلا من ما فعل لكنه يرى حقيقته بعيونها ،تنعكس حقارته وتتجسد بعيونها ليراها
توقف الكلام بحلقها تريد الصراخ ، الثورة ، تريد اسكات ذالك الالم بداخلها ، تريد الانفجار زاعقة كبركان هائج يحرق الاخضر واليابس ، ومع ذالك لم تستطيع النطق سوى بكلمة واحدة
حياة : ليه ..؟
نظر رشدي لباسم ليصرف رجاله ، استقام باسم امرا رجاله بالخروج ليقف امامها ، تنظر له باشمئزاز تام فعلي الارجح هو في عمر والدها تقريبا او يصغره ببضع سنوات
ابتسم ابتسامة ظفر جانبية قائلا وهو ينظر بعينيها
:بالسلامة انت بقي يارشدي
اتسعت عينيها واشتدت خفقات قلبها فبرغم من ما فعل لكنها لاتستوعب انه سيتركها لهذا الدب القطبي كما دار ببالها، لم تختبر الابوة معه مطلقا علي عكس خالها الذي كان دائما ما يشعرها بانها ابنته التي لم ينجبها ، استقام رشدي خارجا وهي تنظر له في زهول تام ، تقول في نفسها لايمكن ان يتركني بمفردي وعندما اعطاها ظهره خارجا من المكتب ، تهدج صوتها تتسابق الدموع نزولا من عينيها ، هتفت باكية
حياة :بابا !!
هتفت كطفلة تتشبث باحضان والدها الا يتركها ، تتعلق برقبته باكيه تترجاه ان يأخذها معه تستجديه بالا يتركها بمفردها، لكن تشبثها لم يكن باحضان والدها بل من كان يتشبث بأخر خيط للنجاه هو قلبها ، توقف رشدي للحظات وهي تقف خلفة ،ثم اكمل سيره خارجا باتجاه باب الفيلا .
اما هي نظرت في اثره بزهول ومازال شلال الدموع يتساقط انتفضت تركض نحو باب المكتب ليسبقها باسم اليه ، اغلق الباب علي كليهما.
نظرت لمكان خروج والدها بزهول ومازال شلال الدموع يتساقط ،انتفضت تركض نحو باب المكتب ليسبقها باسم اليه ، اغلق الباب علي كليهما، لتخر هي ارضا تبكي كالاطفال تنتحب وتصرخ بآه خذلان ,كم تتمني الان وفورا ان تكون باحضان خالها ،والدها الذي لم ترى والدا غيره ،
وقف ينظر لها من اعلي وهي تبكي ارضا قائلا
: لما تخلصي عاوز اوريكي حاجه
رفعت راسها تنظر له والدموع تغرق وجهها تنتحب من شدة البكاء ، تنظر له وهو يعلوها واقفا امامها كذئب اصطاد فريسة ولن يتركها قبل ان ينال منها ،
تركها وعاد الي مكتبه جالسا واضعا قدم فوق الاخرى يداعب ذقنه بإصبعه السبابة منتظر انتهاء بكائها ،أمرها قائلا
:تعالي ...
لم تستجب لامره مسحت عيونها بظهر يديها بعنف ثم استقامت تخفي زعرها وخوفها منه
ابتسم هو لعنادها فهو أحد اسباب انجذابه اليها ، غزالة عنيدة ، يراها هكذا ، أعاد امره قائلا
: تعالي ..مش عاوزة تشوفي خالك ؟...
نظرت اليه في لهفة وقد ظنت انه سيتركها ولا تدرك اانه يلقي باحدى سهامه لمحاصرتها تقدمت بخطوات مرتعشة من المكتب ،امرها بالجلوس واخرج هاتفه يتصل باحد ما امرا اياه قائلا
: افتح الكاميرا ..وماتنفذش غير بأمر مني
ليعاود غلق الهاتف يعبث به لبضع ثواني ثم يعطيها اياه ،
لترى خالها ،من خلال شرفه مكتبه احدهم يصوره من سطح احد المنازل، ويبدو انه يزعق بشخص ما هاتفيا وعلي وجهه علامات الغضب والتوتر ورأت ايضا امها, مسكن روحها وبلسم جراحها تقبض علي موضع قلبها تبكي منهارة والمشهد يجسد بالنسبة اليهم فقدان الحياة ... ,ثم فجأه تدور الكاميرا لترى شخص ما ملثم بيده سلاح ناري يشبه البندقية يصوبه نحو خالها من خلال شرفة مكتبه ، وضعت يديها علي فمها تكتم شهقة بكاء ، بكت وكأنها علي وشك الموت نست بشان انها بمفردها تحت قبضة ذالك المتصابي ، ونست بشأن والدها الذي باعها وقبض ثمنها ، ولا يوجد الان بخاطرها سوى خالها وبقائه علي قيد الحياة ، ترجته تبكي ، تشعر بالقهر ، تشعر وكان احدهم يعتصر قلبها بيده
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
: الله يخليك ماتموتوش.. ارجوك انا هعمل اللي تقول عليه بس سيبه.. ماتموتوش ،
وغرقت بدوامه بكائها ،اما هو فقد نال اخيرا ما يريد ابتسم بانتصار يرفع الهاتف الي اذنه يهتف لمن بالجانب الاخر من الهاتف
باسم : ماتنفذش ..و تبقى تجيلي تاخد اللي اتفقنا عليه
لتغمض هي عيونها بارتياح فتتساقط الدموع اكثر علي وجهها المنير
غزالة عنيدة ،يراها هكذا ، وعليه اصتيادها لكن باسلوبه الخاص ،حيث محاصرتها من جميع الجوانب فلا تجد سوى انيابه مخرج لها فتأتيه راغبة في افتراسها دون ادني مجهود منه
جلست في الغرفة التي خصصها لها منذ اختطافها ،تبكي ، تشعر وكأنها تلفظ انفاسها الاخيرة ، لاحيلة لديها ولامخرج ،سوى باب واحد فقط باب لايغلق قط ، نهضت متوجهة اللي الحمام الخاص بالغرفة توضأت ، ووقفت بين يدي الله تدعوه وتتوسل اليه ببكاء ..عجز ..قهر ،
: يارب يارب نجيني.. يارب ماليش غيرك يساعدني ..ابويا اتخلي عني وبعني ..وحياة خالي في خطر .
اشتدت وتيرة بكائها
:هيموت بسببي ..يارب نجيني منهم يارب
وفجأة مالت علي الارض لم تشعر بالعالم حولها، تلف ذراعيها حول قدمها تستند برأسها علي ركبتها غارقة في دوامة دموع لاتنتهي، استمعت الي طرق الباب فانتفضت مزعورة ناهضة عن الفراش واقفة علي قدميها سار الخوف بجميع اوصالها ، قبضت بكلتا يديها علي ملابسها اعلي صدرها في حركة تبعث لها حماية مزيفة .. تحرك مقبض الباب ببطء ..اتسعت عينيها علي آخرهما ، تشد قبضة يدها أكثر علي ملابسها ..سوط ..خفقات عبارة عن سوط ضرباته تدمي قلبها ..تزلزله.. .
ترتعش خوفا .. تتنفس بصعوبة ، تشعر وكأن الهواء نفذ من الغرفة .. سكنت سكون الموتي ..عندما فتح الباب ودلف....
روايات كامله وحصريه
![]() |
روايات كامله وحصريه
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
الصفحه الرئيسيه للروايات الكامله اضغطوا هنا
❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️💙❤️
🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺
روايات كامله وحصريه
لعيونكم روايات كامله من هنا 👇👇👇👇👇👇
رواية لثام الخلود كامله من هنا
رواية جميله في قلب الاسد كامله
رواية اختبار القدر كامله من هنا