رواية غزال الفصل الثالث و العشرون بقلم آيلا حصريه وجديده وكامله جميع الفصول
بعد أسبوع
كان آدم جالساً أمام حاسوبه يبحث في القضية التي تم إغلاقها قبل خمس سنوات و هذا عندما وجد موقعاً يتحدث عنها و أخيراً لكن المقالة كانت مختصرة و لم تحمل أي أسماء.
تنهد بيأس و أرسل إيميلاً لصاحب المقالة يطلب فيه مقابلته قبل أن يغلق الحاسوب مجدداً.
أراح ظهره للخلف على الكرسي و أغلق عينيه باستسلام و ما هي إلا لحظات حتى شعر بيد تهزه برفق قبل أن يأتيه صوتها:
_نمت؟ الغدا جاهز...
فتح عينيه يطالعها بحاجب مرفوع.
_لسه قاعدة هنا يعني!
تنهدت قبل أن تجيبه:
_مش عايزة أرجع هناك تاني، ذكرياتي في البيت هناك...يعني..تقدر تقول مش أحسن حاجة.
همهم بتفهم.
_طب و ما دام انتِ مرتاحة هنا معايا أكتر من هناك، ممكن أعرف مش موافقة نتجوز ليه؟
أنزلت وجهها في الأرض قبل أن تتحدث بارتباك:
_ت..تاني الموضوع دا؟ أنا مش فاهمة انت عايز تتجوزني ليه مع إني متأكدة إنك مش معجب بيا ولا حاجة!
سكت قليلاً قبل أن يتحدث بحزم
![]() |
_ارفعي وشك، بصيلي هنا يا رؤى...
_م..مش عايزة.
قبض على فكها ليجبرها على مطالعته قبل أن يتحدث بنبرة واثقة:
_مين قالك إني مش معجب بيكِ؟!
_أنا عارفة، مستحيل حد يُعجب بواحدة زيي...
_تقصدي ايه بواحدة زيك؟!
_ق...قصدي أخلاقي مش كويسة و بشرب خمر و كمان...و كمان كنت حامل من غير جواز....
_حملك كان من إعتد.اء مش كدا؟! يبقى ايه ذ.نبك انتِ؟!
طالعته بصدمة.
_ا..ازاي عرفت؟ أنا عمري ما قولتلك قبل كدا!
_عرفت من أول يوم شفتك فيه و طلبتي إنك تستخبي عندي..كان واضح من عيونك..
أشاحت وجهها بعيداً قبل أن تتحدث بإحراج حاولت إخفائه تحت ستار الغضب المصطنع:
_دا عبط! بطل تقول كلام مبتذل!
_بس أنا بتكلم بجد، أقدر أعرف المجر.م من عيونه إنه مجر.م زي ما بقدر أميز الضحـ.ية برضو من عيونها إنها...ضـ.حية، صدقيني مفيش حاجة أصدق من لغة العيون.
أعادت نظرها باتجاهه قبل أن تتحدث بسخر.ية:
_بجد؟ و عيوني بتقول ايه بقى؟!
سحبها ناحيته.
_بتقول كتير...بس دا سر، لو قولتلك شايف ايه هتوافقي تتجوزيني؟!
_ب..بس انت تستاهل شخص أحسن مني.
_أنا عايزك انتِ.
طالعت عيناه التي تطالعها بثبات و ثقة و قبل أن تدرى كان لسانها يتحرك بكلمة واحدة بتلقائية:
_موافقة...
ابتسم برضا في نفس الوقت الذي وصله فيه صوت إشعار على حاسوبه.
نهض سريعاً ليفتحه و ما إن فعل حتى وقعت عيناه على البريد المرسل من.....صاحب المقالة!
___________________
مؤيد//
فتحت باب الشقة براحة عشان أتفاجئ بدينا بتجري عليا و هي بتصر.خ:
_مومو الحقني...الو.حش هيا.كلني!
ميلت راسي بحيرة.
_و.حش ايه؟!
سألتها و مضطرتش أستنى أسمع الإجابة عشان أعرف مين اللي بتقصده لما نطت رقية قدامنا فجأة و هي لابسة ماسك لعبة على وشها.
_أنا عايز آكل دينا...
اتكلمت بصوت عبيط.
_مومو...متخلهوش ياكلني!
صر.خت دينا و هي ماسكة سيف لعبة في يدها و بتشاور على رقية، سحبت منها السيف و خبيتها ورايا قبل ما اتكلم بمجاراة ليهم:
_أنا الأمير النبيل اللي هينقذ الأميرة من الو.حش.
بدأت رقية تقلد أصوات الو.حوش و هي بتقرب مننا أكتر.
هوشتها بالسـ.يف فرجعت لورا بس و هي بترجع داست على ديل فستانها و كانت هتقع فمسكت فيا و بسبب إن حركتها كانت مفاجئة اختل توازني و وقعت فوقيها.
رفعت نفسي شوية عشان أبص لعيونها العسلي اللي كانت باينة من تحت الماسك قبل ما أبدأ أرفعه ببطئ من على وشها و أول ما ظهرت ملامحها اتكلمت بتلقائية و أنا لسه باصصلها:
_دينا...شكل الوحش في الآخر طلع....أميرة جميلة.
وسعت رقية عيونها بذهول في حين اتكلمت دينا باعتراض:
_لا، أنا الأميرة، انت بتعمل ايه؟ ابعد عن الو.حش!
رمشت رقية بعيونها مرتين فجأة و كأنها استوعبت الوضعية اللي كنا فيها بس دلوقتي، لفت وشها بعيد قبل ما تتكلم بارتباك:
_ا..ابعد عني، عايزة أقوم...
ابتسمت بجانبية
_تقومي؟! اتطورنا و بقينا ننطق بحري من أسبوع واحد بس ما شاء الله.
قلبت عينيها لفوق بملل:
_متتريقش عليا، كله من أختك...ابعد عني اتحرك بسرعة يلا..
اتعدلت من عليها و هي قامت و كملت لعب مع دينا لغاية ما تعبت و نامت على الكنبة.
سحبت ملاية خفيفة و غطتها بيها كويس قبل ما تتكلم:
_احكيلي بقى...مالك؟
بصيتلها بحاجب مرفوع باستغراب.
_مالي؟! ما أنا كويس أهو...
_لا مش كويس، من ساعة ما جيت و انت عمال تفش و تنفخ كل شوية.
تنهدت للمرة الألف النهاردا و رجعت راسي على ضهر الكنبة ورايا باستسلام.
قربت و قعدت جمبي قبل ما تتكلم بصوت واطي و متردد:
_ا..انت عارف إنك لو حكيت اللي مضايقك لحد تاني دا بيخفف عنك و بيخليك أحسن؟!
لفيت وشي و بصتلها، كانت قلقانة عليا بجد و ملقتش سبب يمنعني إني أحكيلها، مش و كأنها هتروح تقول لحد تاني مثلاً.
سحبت نفس عميق قبل ما أبتدي أتكلم:
_لما كنت صغير...طفولتي كانت مختلفة عن باقي الأطفال حبتين بسبب إني كنت الولد الوحيد لعيلتي، ماما كانت طمعانة في الورث و عايزاني أنا أخده من لؤي ابن عمي الكبير عشان كدا عاملتني بمنتهى القسوة و البشاعة تحت حجة إني أطلع راجل.
سكت و أنا بفتكر كمية الضرب اللي كنت باخدها لو عملت أي غلط مهما كان بسيط، كمية المقارنة بيني و بين لؤي و نظرات الحقد في عيونها كل ما لؤي سبقني في حاجة أو جاب درجات أعلى مني في المدرسة مثلا.
_ط..طب و أبوك؟ كان فين لما كانت بتعاملك وحش كدا؟!
ابتسمت بسخرية و رديت:
_بابا رجل أعمال مكانش فاضي، معظم وقته بيقضيه في الشغل برا البيت لدرجة إن ستي اقترحت على أمي تاخدني أنا و رؤى نقعد معاها علطول...كنا بنروح البيت بس في أجازات بابا اللي بياخدها كل فين و فين.
همهمت بتفهم قبل ما تتكلم:
_أنا فاكرة ساعة ما جيتوا، شفتك ساعتها مرة أو مرتين..كنت لسه شاب مراهق، بس دلوقتي...ش..شكلك اتغير.
بصيتلها بحاجب مرفوع و ابتسمت بجانبية:
_بقيت وسيم أكتر مش كدا؟!
قلبت عيونها لفوق:
_أ..أياً كان....دا مش موضوعنا دلوقتي، كمل...
تنهدت و سحبت نفس عميق قبل ما أكمل:
_ساعتها في الوقت اللي ماما كانت بتعاملني فيه كأني عبدها مش ابنها..ظهرت واحدة من الخدامات عاملتني كويس على الرغم من تحذيرات ماما إن محدش يقرب مني.......
غمضت عيوني براحة و أنا بفتكرها، كانت بتستنى الكل يناموا عشان بس تتسلل لأوضتي و تداوي جروحي بالليل...
"مؤيد، مش عيب الراجل يبكي.."
قالتلي في مرة لما شافتني بحاول أكتم شهقاتي و مبينش إني بعيط، و أنا و كأني كنت مستني حد يقولي كدا..بكيت...بكيت ليلتها من كتر التعب و الألم النفسي قبل الجسدي، و هي استنتني أطلع كل اللي جوايا بفارغ الصبر قبل ما نمسح دموعي و تحضني في الآخر و هي بتتكلم بابتسامة دافية..
"متزعلش يا مؤيد، انت أقوى و أشجع ولد شفته في حياتي صدقني."
فتحت عيوني و ابتسمت بحزن، كانت أقرب ليا من أمي و هي اللي عوضتني كل الحنان و الإهتمام اللي كنت مفتقده في حياتي وقتها.
_و..و بعدين؟!
اتكلمت رؤى بتوتر لما لقيتني طولت في السكوت المرادي.
_لما بابا روح في الأجازة اتشجعت و حكيتله عن ماما و عن تصرفات الخدامة دي معايا و اتفاجئنا كلنا لما لقيناه اتجوزها بعدها بكام يوم بس...طبعاً ماما مسكتتش و لما اعترضت واجهها بالحقيقة و من يومها علاقتي بماما بقت متوترة.....حتى لو مقالتش إنها بتكرهني كنت بشوف نظرات الحقد و الكره جوا عيونها، كانت بتلومني إن بابا اتجوز عليها!
سكت و ابتسمت بسخرية قبل ما أكمل:
_بس مش دا أسوء جزء في القصة...الخدامة حملت من بابا و في يوم ولادتها استغلت ماما سفر أبويا و قـ.تلتها و أخدت بنتها حطيتها في دار أيتام...
شهقت رقية و وسعت عيونها بعدم تصديق:
_اوعي تقولي إنها...
_أيوا، دينا..كنت صغير ساعتها و صدقتها لما قالت للكل إن مراة أبويا اتو.فت في العمليات و مقدروش ينقذوها هي و الجنين بس بعدها بكام سنة اكتشفت الحقيقة، دورت على دينا في كل مكان و أجرتلها شقة مخصوص بعيد عن أهلي عشان آخد بالي منها بنفسي...
ابتسمت رقية.
_تعرف إنك أخ حنون و طيب، حتى و هي أختك من أبوك انت بتعاملها كأنها بنتك مش أختك...
_دي أبسط حاجة أعملها للست اللي كانت سبب في يوم من الأيام إني مكبرش كشخص معقد و مريض نفسي.
سكت شوية و تنفست قبل ما أكمل:
_دلوقتي و بعد السنين دي كلها لقيت ورق و مستندات تثبت كمية الرشاوي و الحاجات الفظيعة اللي عملتها ماما في الشركة و بقى عندي خيار إني أحبسها كعقاب بسيط على جزء من الحاجات اللي عملتها بس..بس أنا محتار، مش عارف إذا كان دا الصح و لا لا.
محستش بنفسي إن عيوني بدأت تدمع غير لما رقية قربت مني و مسحت دموعي قبل ما تحضني فجأة.
_عارفة انه مش وقته بس...أنا بجد بحبك، اعمل اللي يريحك بغض النظر عن هو صح ولا غلط.
همست في ودني فجأة و هي حاضناني و أنا اتجمدت في مكاني بصدمة.
____________________
الساعة الرابعة عصراً:
كانت تجلس في الحمام و تغلق الباب على نفسها من الداخل بينما تستمر في البكاء.
_غزال متجننيش..افتحي الباب و فهميني مالك!
لم تجبه فتأوه بيأس قبل أن يتحدث مجدداً:
_متقلقيش مش رايح في أي حتة، أديني قاعد هنا أهو...
جلس و استند بظهره على الباب ليستمع إلى شهقاتها الخفيفة من الداخل بشكل أوضح.
_روحي و قلبي و حياتي انتِ، دموعك متهونش عليا....افتحي الباب و قوليلي ايه اللي مضايقك...
تحدث بنبرة رقيقة تلك المرة و ما هي إلا لحظات حتى فُتح الباب ورائه ليسقط للخلف على ظهره.
طالع وجهها الباكي و المحمر من الأسفل قبل أن تبدأ بالتحدث فجأة بينما تشير إليه باتهام:
_انت اللي مضايقني..بسببك...بسببك انت أنا....
لم تكمل حديثها لكنه خمن بالفعل عندما شاهد ما كانت تحمله في يدها.
نهض ليسحبه منها سريعاً و ما إن شاهد الخطين الظاهرين على الشاشة حتى وسع عينيه بعدم تصديق.
_انتِ...حامل!!
_أ..أيوا.
زفر نفساً براحة قبل أن يبتسم متحدثاً:
_طيب و بتبكي ليه؟ مش عايزة تكوني أم لعيالي؟!
ضربته بقبضتها بضعف عل صدره.
_غبي، أكيد معنديش مانع بس مش في وسط الظروف اللي احنا فيها دي!
سحبها داخل أحضانه و ربت على ظهرها بلطف متحدثاً:
_أنا آسف، بوعدك إني أخلص كل حاجة بسرعة.
رفعت وجهها لتطالعه بعيون لامعة تنذر بسقوط المزيد من الدموع.
_ب..برضو مصمم؟ حتى و أنا حامل؟!
_ما أنا حكيتلك يا غزال، أرجوكِ استحملي يومين تاني بس.
___________________
في نفس الوقت:
_أنا كنت على معرفة شخصية بيهم،هحكيلك كل اللي حصل ليلتها بالتفصيل...
تحدث الرجل الذي كان جالساً أمام آدم في المقهى، كان يغطي فمه و أنفه بكمامة سوداء و عينيه بنظارة شمسية و على الرغم من أنه بدا مألوفاً لآدم إلا أنه لم يهتم حقاً، كل ما كان يريده في تلك اللحظة هو معرفة الحقيقة و فقط...
____________________
يتبع.....
اسفة على التأخير بس النت كان قاطع و آخر ما زهقت شحنتلكم كارت فكة مخصوص😌♥️
خلاص البارت اللي جاي هو الأخير و مش هحط عليه شروط، هنزله بكرا بالليل في نفس الوقت دا بس تفاعلكم اللي هيحدد إذا كنت هنزله كامل ولا أقسمه على مرتين لأنه طويل جداً ، لو لقيت تفاعل كبير هنزله كله مرة واحدة، و بس كدا دمتم بخير♡
لاتلهكم القراءه عن الصلاه وذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
الفصل السادس عشر والسابع عشر من هنا
الفصل العشرون والحادي والعشرون والثاني والعشرون من هنا
أدخلوا واعملوا متابعة لصفحتي عليها كل الروايات بدون لينكات بمنتهي السهوله من هنا 👇 ❤️ 👇
❤️❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️💙🌹🌺❤️
تعليقات
إرسال تعليق