أخر الاخبار

رواية العاصفة الحلقة الثانية والثالثة بقلم الكاتبه الشيماء محمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات

 رواية العاصفة الحلقة الثانية والثالثة بقلم الكاتبه الشيماء محمد حصريه وجديده على مدونة النجم المتوهج للروايات والمعلومات 


 «تحصنا بذي العزة، واعتصمنا برب الملكوت، وتوكلنا على الحي الذي لا يموت، اللهم اصرف عنا الوباء، بلطفك يا لطيف، إنك على كل شيء قدير»، 

اللهم أنت الميسر والمسبب والمسهل والمفرج والمساعد.. اللهم فرج بحولك وبقوتك ما نحن فيه، يا من له حسن العوائد.. اللهم ارسل فرجا قريبا واعف عنا ولا تباعد.. اللهم ياساتر الستر عند إحاطة البلاء ويا منزل الستر من عنان السماء اللهم ارفع عنا ما حل من وباء وبلاء.


. اللهم أمنا في أوطاننا.. اللهم اكشف الغمة عن هذه الأمة.

برحمتك ياارحم الراحمين 

 

في الاستراحة الكل بيجري وبيلموا كل حاجة وزعق واحد : يلا كله يخلص عايزين نلحق نروح بيوتنا قبل ما الجو يقلب أكتر من كده .. 

ده كان صاحب الاستراحة عم سيدهم 

جه واحد من العمال واسمه زكريا : كله تمام يا باشا .. لمينا كل حاجة واخر ميكروباص اتحرك 

سيدهم هز دماغه : طيب يلا الكل يروح .. اقفل أنت الباب وخد زمايلك دول ويلا من هنا كلكم .. ما تفضلوش هنا انا هروح عايز حاجة ؟

ابتسم زكريا : لا يا باشا اتفضل أنت .. أنا هتأكد انه مفيش حد واقفل ونروح .. زمايلي عدوا عليا ياخدوني معاهم 

مشي سيدهم صاحب الاستراحة علي بيته وساب زكريا وأصحابه يقفلوا المكان ويمشوا هم كمان 

زكريا معاه علي وحمادة

زعق حمادة : يلا ياض انت وهو قبل ما تمطر كفاية علينا التراب خلينا نوصل البلد بسرعة قدامنا يجي ساعة 

علي ابتسم : ما تخلونا هنا لوحدنا يا جماعة .. بلاها بيوت

زكريا بصله : هنقعد هنا ثلاث ايام ؟ اصلا المكان مش أمان .. ده صاحب الاستراحة شال كل حاجة من هنا يتخاف عليها .. لا يا عم يلا بينا من هنا .. هو فاضل حد هنا ؟ تعالوا نشوف فاضل أي حد في أي مكان ولا ايه قبل ما نقفل البوابة ونمشي ..

كريم في الطريق ومستغرب الأرصاد نبهت ان بكره العاصفة هتبدأ مش الليلة .. ربنا يستر الطريق ده يدوب شايف قدامه بمتر مش اكتر .. شكله كده هيقضي الثلاث ايام دول عند والدته لانه استحالة يعرف يرجع تاني بيها .. 

أمل في الحمام مرعوبة وبتخبط وبتنادي بصوتها كله حاولت تشد الباب بس مفيش أى حاجة حتى تمسك منها .. حتى مفيش أوكرة للباب .. فضلت تخبط وتنادي وللأسف لا حياة لمن تنادي .. عقلها رافض يستوعب فكرة إن بنت عمها ممكن تتخلى عنها وتسيبها لوحدها .. أكيد الناس اللي في الميكروباص هيسألوا عنها .. أيوة عم صبحي عارف إنها راكبة معاه مش هيمشي من غيرها .. هيدوروا عليها لازم .. طمنت نفسها إنهم مش هيسيبوها ويمشوا أبدا .. فضلت تخبط وتصرخ وتنادي .. 

حست بحد بيقرب من الباب وصوت خطوات .. ركزت أوي أيوة في حد برا ! لازم تنادي وتصرخ علشان يسمعها ويفتحلها الباب ...

زكريا وأصحابه كل واحد راح ناحية يشوفوا في حد ولا لأ 

علي راح الحمامات وبص من بره وماشي سمع صوت خبط في الحمام واستغرب دخل بحذر وهنا سمع صوتها واضح في حد مقفول عليه الباب في الحمام .. اتلفت حواليه مفيش أي عربية أمال دي جت منين ؟ 

خاف يقرب وجري لأن المكان مقطوع ايه اللي هيجيب بنت في الحمام ؟ أكيد عفريتة .. جري وراح لأصحابه اللي شافوه جاي جري 

زكريا باستغراب : مالك ياض انت جاي تجري كده ليه ؟ 

علي بخوف : في واحدة في الحمام 

حمادة كشر : واحدة ايه ؟ انت اتهبلت يالا انت ولا ايه ؟ 

ضحوا الاتنين عليه وهو زعق : والله في واحدة بتخبط وتنادي في الحمام الحريمي .. 

زكريا كشر : طيب ما فتحتلهاش ليه ؟

علي برعب : وأنا مالي يا أخويا افتحلها أنت .. مش ده شغلك ! 

حمادة ضحك : اياك تكون خايف تكون عفريتة ! 

ضحك عليه جامد وعلي كشر : مكان مهجور وحمام مهجور ليه لأ ؟

زكريا بتوتر : مفيش حاجة هنا ياض أنا بقالي كذا سنة هنا مفيش حاجة .. تعالوا نشوف في ايه ؟!

راحوا الثلاثة بتوتر للحمامات وهناك سمعوها بتخبط وتنادي وتستغيث 

علي بحماس : صدقتوني 

زكريا بتوتر : ودي ايه اللي قفل عليها !

فتح الباب بتوتر وهي مرعوبة وبصت للثلاثة بخوف 

علي باستغراب : انتي بتعملي ايه هنا ! 

أمل بعياط ورعب : كنت مع ميكروباص عم صبحي اللي رايح الوادي 

زكريا كشر : مفيش أى حد هنا كله مشي 

أمل عيونها وسعت : طيب أنا هروح ازاي ! 

الثلاثة بصوا لبعض وبيفكروا هيروحوها ازاي ! او هيروحوها أصلا ولا لأ ! 

زكريا كشر : تعالوا بس نخرج من الحمامات دي يلا 

طلعوا كان التراب والهوا بقى شديد جدا لدرجة انهم ماشيين بالعافية 

وأمل مش قادرة تفكر هي ممكن تعمل ايه اصلا او تروح بيتها ازاي ! ده حتى شنطتها مش معاها وفيها كل حاجة .. 

دخلوا الاستراحة وبصوا لبعض مش عارفين يعملوا ايه ؟!

حمادة شد زكريا بعيد وهمس : هنعمل ايه فيها ! 

زكريا بص ناحيتها : مش عارف .. ناخدها معانا ؟ 

حمادة ابتسم بشيطانية : ع رأي الواد على خلينا هنا .. 

علي قرب منهم : يلا نمشي من هنا 

زكريا بص لحمادة ولعلي 

علي باستغراب : مالكم بتفكروا في ايه 

حمادة بابتسامة : بنفكر نفضل هنا 

علي كشر : تفضلوا هنا تعملوا ايه ؟ 

حمادة بص ناحية أمل : نعمل زي أي عريس بيقضي ثلاث ايام محبوس في شقته 

علي استوعب معنى كلامه وبص لأمل وبصلهم وعينيه مفتوحة علي آخرها 

زكريا بيفكر شوية : ولو حد جه ؟ 

حمادة بيقنعه : أنت مش شايف الجو عامل ازاي ! محدش هيجي ولو حد جه مش هنفتحله أصلا .. 

علي مش مقتنع : والبنت هتوافق ! أنت مش شايف شكلها ولبسها ! دي مش منهم أصلا 

حمادة بتحذير : بقولك ايه مش عاجبك اخلع أنت وسيبنا احنا ولو انتوا الاتنين مش عاجبكم امشوا وسيبوني معاها خدوا عربيتكم وامشوا 

زكريا فكر وقرر : أنا معاك .. 

الاتنين بصوا لعلى اللي بصلهم وابتسم : وأنا طبعا معاكم 

الثلاثة بصوا لأمل ونظراتهم ما طمنتهاش وحست إنها هتضيع إلا لو حصلت معجزة من عند ربنا .. 

الثلاثة بيقربوا عليها ونظراتهم كانت فاضحة نيتهم وهي بترجع لورا مش عارفة هتروح فين أو تعمل ايه أو ممكن أصلا تتصرف ازاي ؟ 

حمادة مبتسم : احنا هنعيشك ملكة الثلاث أيام دول 

أمل بعياط ورعب : ارجوكم لا أنا عايزة اروح بيتنا 

زكريا بتريقة : هتروحي ازاي ! انتي هتفضلي معانا هنا معززة مكرمة وما تخافيش احنا هندلعك آخر دلع 

امل جت تجري لبرا بس حمادة مسكها من خمارها بشعرها وشده جامد فصرخت : سيبني أرجوك حرام عليكم 

حمادة زعق : واد يا زكريا اقفل الباب بسرعة شكلنا هنلعب القط والفار دلوقتي 

زكريا راح ناحية الباب ويدوب هيقفله بص لحمادة بقلق : في عربية بتركن 

حمادة كشر : مشيه بسرعة وأنا هدخلها جوا

حمادة شدها هو وعلى وحاولت تصرخ بس حط ايده علي بوقها منعها وشالها تقريبا بين ايديه ودخلوها لجوا .. 

زكريا واقف متوتر وشاف واحد نازل من عربيته  وبيجري ناحيته دخل لجوا وبص لزكريا : أنت واقف كده ليه ؟ 

زكريا بتوتر : كنت هقفل البوابة علشان أروح 

كريم ابتسم : حظي بقى أشتري منك قبل ما تقفل .. ما تقلقش مش هآخرك يدوب عايز مياه وأي حاجة اكلها سريعة 

زكريا بتوتر وايديه بتترعش : مفيش أكل زي ما قلت الكل مشي 

كريم كشر : طيب ممكن اي حاجة من البقاله دي مولتو أو اي حاجة 

زكريا بضيق : طيب شوف بسرعة عايز ايه 

كريم لاحظ توتره ورعشة ايده واتحرك راح ناحية تلاجة المياه اخد بيبسي وإزازة مياه وبعدها اخد كام واحدة مولتو ورايح يحاسب عليهم سمع زي دربكة جاية من جوا فاستغرب: في حد معاك هنا 

زكريا بص ناحية جوا متوتر : لا ده الجو انت مش شايف الهوا عامل ازاي ! ده هيطيرنا احنا ربنا يسترها أصلا ونعرف نروح بيوتنا 

كريم ما اقتنعش بإجابته وخصوصا مع توتره الزايد ده .. 

زكريا بصله : عايز حاجة تانية ؟ يلا علشان عايز أمشي 

كريم اخد حاجته ووقف مرة واحدة : لما مفيش غيرك انت ليه في عربيتين برا ! 

زكريا فتح بوقه ببلاهة وفكر شوية : واحد من اللي بيشتغلوا ساب عربيته وراح مع صاحبه .. بعدين انت شاغل نفسك ليه ما تخليك في حالك ! ويلا اتفضل علشان عايز أقفل بقى 

كريم خارج وهو احساسه بيقوله ان في حد جوا .. وفي وضع مش طبيعي ابدا بيحصل .. بس هو ماله وهيشغل نفسه ليه ! 

أمل طول الوقت بتحاول تشد نفسها أو تصرخ بس حمادة كاتم بوقها ونفسها تقريبا .. خبطت برجليها الترابيزة قدامها وده عمل الدربكة اللي كريم سمعها 

عرفت انه لو مشي يبقى آخر أمل لها هينهار إنها تخلص من الوضع ده .. دعت ربنا بصمت من قلبها يخرجها من اللي هي فيه .. 

كريم خرج وباصص ناحية زكريا اللي بيستعد يقفل الباب بس مش بيقفله ويخرج لا ده بيقفل علي نفسه جوا ! ازاي بيقول هيمشي ويقفل علي نفسه ؟ وليه يقفل علي نفسه في جو زي ده ! 

فضوله منعه يمشي .. ركب عربيته بس شيء جواه مخليه مش قادر يمشي .. اتنهد ونزل تاني يشوف ايه اللي مانعه يمشي ويكمل طريقه 

زكريا دخل ونادي : علي ، هات ياض السلسلة اللي عندك دي ناولهالي علشان أقفل البوابة دي 

علي خرج بتوتر : مشي ؟ 

زكريا بضيق : أوووف غتيت .. أيوة مشي إلا ومُصر يعرف مين هنا غيري 

علي بيبص حواليه : فين السلسلة دي ؟

زكريا : عندك ياض تحت في الارض شوفها 

علي بيدور مش لاقيها : مفيش 

زكريا نفخ : تعال امسك الباب أنت وأنا هاجي أجيبها 

علي مسك الباب وزكريا اتحرك يجيب السلسلة وحمادة خرج وفي ايده ماسك أمل اللي بتعيط وبتتوسلهم يرحموها وبتحاول تشد نفسها لكن مش قادرة تخلص من ايد حمادة مهما تحاول 


كريم برا واقف باصص عليهم من الشباك وأول ما شاف أمل فهم ليه كان بيحاول يمشيه بسرعة ! طيب هيعمل ايه ؟ يتصل بالبوليس ! طلع موبايله واتفاجئ إن أولا موبايله هيفصل شحن وثانيا مفيش شبكة أصلا نهائي يعني هو لوحده .. طيب يمشي ؟ هو مش مسئول عنها وبعدين هي ايه اللي جاب واحدة زيها هنا ! لا بس شكلها ما يقولش انها بنت اي كلام شكلها محترم جدا .. لا هو مش هيقدر علي ثلاث رجالة لوحده .. مالوش دعوة .. غمض عينيه وسمعها بتصرخ وبتستنجد بأي حد أيوة صوتها بيضيع مع صوت الرياح العالي بس هو سامعه ولو مشي من هنا مش هيقدر أبدا ينسي منظرها أو صوتها اللي بتستغيث بيه ! وبعدين مش يمكن هو جه في التوقيت ده واتعطل كل ده علشان قدره إنه يلحقها ! كان المفروض يسافر الصبح واتأخر لحد دلوقتي مش يمكن ده السبب ! 

لمح زكريا ماسك سلسلة في ايده فيها قفل وعرف انه لو قفل الباب يبقي آخر أمل إنه يلحق البنت دي هيضيع منه لازم يتحرك بسرعة .. مافكرش أكتر من كدا وراح ناحية الباب وزقه بكل قوته وده وقع علي اللي ساند علي الباب مش منتبه ودخل كريم والكل بصله : في ايه اللي بيحصل هنا !

زكريا بضيق : أنت ايه فضولك ده ياأخي انت مالك ! دي أختنا غور بقى من هنا 

كريم بصله وبص للبنت : مش باين عليها اختك 

أمل بلهفة : دول كدابين الحقني أرجوك 

حمادة زعق : غور من هنا بدل ما ندفنك هنا ومحدش هيعرفلك طريق ولا الجن الازرق حتى 

كريم بص حواليه وبص لحمادة وبتريقة : ماكنتش أعرف ان الجن أزرق 

حمادة بغيظ : كل الألوان موجودة

كريم بهدوء : طيب ايه رأيك تسيبها بهدوء كدا وكل واحد فينا يروح من طريق من سكات 

حمادة ضحك : طيب ايه رأيك أنت تعمل نفسك ما شوفتش حاجة وتلحق روحك 

كريم مط شفايفه : للأسف مش هعرف 

لمح كريم ترابيزة جنبه عليها ازايز حاجة ساقعة فراح ناحيتها مسك إزازتين وكسرهم علي الترابيزة وكل واحدة في ايد زي السكاكين وبصلهم : سيبوها 

حمادة ساب أمل لعلي يمسكها وراح هو ناحية كريم وحاول يضربه بس كريم عوره بالإزازة في دراعه وضربه جه زكريا يقرب وحاول يضربه بالسلسلة بس الضربة جت في دراع كريم اللي مسك السلسلة ولفها علي دراعه وشد زكريا وقعه وبقت السلسلة في ايده هو وضرب بيها حمادة وأمل استغلت فرصة علي اللي مركز علي أصحابه اللي بيضربوا ويتضربوا وزقته بكل قوتها وجريت ورا كريم اللي زعق : اطلعي اركبي عربيتي برا بسرعة 

جريت أمل وهو كل ما واحد فيهم يحاول يقرب يضربه وزق علي اللي هجم عليه فوقع على حمادة وكريم استغل الفرصة وجري وطلع وقفل الباب عليهم وحط عليه السلسلة اللي في ايده وجري علي عربيته ركبها واتحرك بسرعة وبعد ما بعد عنهم شوية بص لأمل : انتي كويسة ؟ 

أمل نطقت بالعافية : كويسة 

سكتوا شوية وبعدها كريم بتوتر : بنت زيك بتعمل ايه في مكان زي ده ؟ 

أمل مقدرتش ترد فضلت تعيط وبس ومش عارفة تتكلم وكريم سابها شوية تعيط وبعدها اخد نفس طويل ومد ايده اخد إزازه المياه اللي اشتراها واداها لأمل : اشربي واهدي الحمد لله انتي بخير لحد دلوقتي .. 

أمل اخدتها وشربت وبعدها بصتله : تقصد ايه بلحد دلوقتي ! 

كريم بص حواليه : بصي حواليكي وانتي تفهمي 

أمل بصت حواليها بس مش شايفة أي حاجة غير تراب وهوا فقط لدرجة انها مش شايفة أصلا الطريق أكتر من نص متر قدام العربية .. 

أمل برعب : انت شايف الطريق ؟ 

كريم : لا طبعا مش شايف حاجة خالص .. وأصلا خطر السواقة في الجو ده .. يا الله 

أمل برعب : وبعدين أنا هعمل ايه ؟ 

كريم أخد نفس طويل وبصلها : انتي رايحة فين ؟ 

امل بصتله : الوادي 

كريم عينيه وسعت : الوادي اللي بعد عشر ساعات ده ؟ لا طبعا استحالة في الجو ده أصلا ده أنا رايح المنيا ومش عارف ازاي هوصل ! وبجد أول مرة أكون محتار كده مش عارف هعمل ايه ؟ صعب إني أكمل في جو زي ده حتى الرجوع للقاهرة برضه صعب أنا كدا واقف في نص الطريق .. 

أمل بتفكير : بس بيقولوا إنها هتمطر مش يمكن لما تمطر التراب ده يهدأ شوية نقدر نشوف الطريق ! 

كريم اتنهد : المطر اللي بيتكلموا عنها مش مطر عادية هنعرف نسوق فيها .. مطر مع ريح بالشدة دي برضه صعب ان مكانش مستحيل 

أمل بعياط : انت بتقفلها ليه بالشكل ده ؟ 

كريم هنا انفجر فيها : لان هي متنيلة متقفلة من كل النواحي ولان المفروض في جو زي الزفت بالمنظر ده مفيش واحدة عاقلة أو مجنونة حتى تخرج من بيتها لاي سبب فمعرفش واحدة زيك بتهبب ايه في وسط اللا شيء .. أنتي متخيلة ! انتي موجودة وسط اللاشيء .. 

أنتي كنتي هتبقي فريسة لكلاب سعرانة .. لان الكلاب دول بعد ما يزهقوا منك مش هيسيبوكي لا دول هيرموكي للكلاب تكمل عليكي .. انتي مستوعبة المصيبة اللي انتي فيها ؟ 

أمل بتعيط وبس وبعد ما سكت زعق تاني لدرجة فزعتها : بطلي زفت عياط 

أمل زعقت : عايزني أعمل ايه ؟ في ايدي ايه أعمله غير العياط ؟ 

سكت وبص لقدامه وهي كمان سكتت وفضلوا الاتنين في صمت بيقطعه صوت الهوا والدربكة اللي برا ... 

شوية وبدأت تمطر والاتنين عينيهم متعلقة لبرا منتظرين الطريق يوضح ولو حتى متر قدام العربية .. البرق بدأ والرعد كمان ومع كل صوت مرعب أمل بتتنفض مكانها ... 

 منتظرة كريم يتحرك بعربيته بس هو فاضل مكانه عينيه علي الطريق مش قادر ياخد قرار يتحرك ولا يفضل مكانه 

منتظر أي معجزة تحصل .. 

أمل بصوت يدوب مسموع : أنت معاك موبايل أكلم أهلى ؟ 

كريم بصلها : موبايلي فصل شحن وعلشان الحظ الزفت دي أول مرة في حياتي مايكنش معايا شاحن في عربيتي .. أو معايا شاحن لكن مش معايا  سلك الشاحن نفسه .. معاكي انتي ؟ 

أمل بعياط : مش معايا أي حاجة خالص ! 

كريم بصلها باستغراب : ليه بقى مش معاكي حاجة خالص ؟ 

أمل اتنهدت : كنت في ميكروباص ومروحة بيتنا ونزلت في الاستراحة دي وبعدها جيت أخرج من الحمام كان الباب مقفول عليا ( عيطت ) بنت عمي قفلت عليا الباب وسابتني ومشيت ! مش قادرة أفهم ليه عملت كده ؟ طول عمري بساعدها بكل اللي أقدر عليه .. ( عيطت أكتر ) أنا النهاردة اللى جهزتلها الشنطة والميكروباص كان عايز يمشي ويسيبها وأنا فضلت أتحايل علي عم صبحي يستناها واستناها لحد ما جت من الكلية وفي الآخر هي تقفل عليا و تمشي 

كريم استغرب الحكاية كلها وسألها بهدوء : وازاي عم صبحي ده يسيبك انتي ويمشي في جو زي ده ؟ ميكروباص يعني عدد محدود يعني لو حد غاب هيعرفوا ! 

أمل هزت دماغها بحيرة : ماهو ده اللي مجنني .. ازاي مشيوا من غيري ؟ اصلا لولا العيال دول فتحولي كان زماني في الحمام لسة .. يا الله استرها معايا يارب .. مش قادرة أفكر لما الميكروباص يوصل وأنا مش فيه بابا وماما هيعملوا ايه ؟ هيفكروا ازاي ؟ طيب سمر هتقولهم ايه عليا ؟ 

كريم اتنهد : لكل مقام مقال .. خلينا دلوقتي بس نوصل لأي مكان والباقي سهل إن شاء الله 

أمل بقلق : طيب هنكمل ولا ايه ؟ 

كريم فضل يبص للطريق قدامه والمطر بتزيد والهوا بيزيد والبرق والرعد بيزيدوا ومش عارف يتصرف ازاي ! طيب يمشي ؟ طيب ازاي ؟ هو يدوب شايف أقل من متر قدام العربية ! طيب ايه ؟ يمشي علي كل لحظة برق شوية ؟ 

وأخيرا اخد القرار ودور عربيته وبدأ يتحرك ببطء جدا وأمل منتبهة معاه جدا وهو كل شوية بيكز علي أسنانه بغضب وغيظ وعارف إن قراره ده غلط .. وخصوصا مع زياده المطر بالشكل ده والهوا اللي بيعاكس العربية ده .. عنده إحساس إن ممكن الهوا يقلب العربية في أي لحظة .. 

كريم بأسف : مش هينفع كده لازم نلاقي أى مكان  مش هينفع نكمل في الجو ده أبدا ؛ احنا معرضين للموت في كل لحظة علي الطريق ده في الجو ده .. لازم نشوف مكان قريب ينفع نقعد فيه شوية ..

فضل ماشي بالراحة يمكن لو حد هيجري جنبه هيسبقه بمراحل ..

مرة واحدة أمل صرخت : استراحة علي بعد ٥٠٠ متر ..( كملت بحماس ومبسوطة ) استراحة اهي هنقدر نقف فيها شوية صح ؟

كريم بصلها باستغراب : استراحة تاني ! ما خفتيش من اللي حصلك في الاستراحة اللي فاتت ؟

أمل بصتله : ((قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا )) ده شيء أنا واثقة منه

استغرب كريم تفاؤلها اللي في غير محله بس كمل طريقه وماشيين علي نور البرق واحدة واحدة وقربوا من الاستراحة اللي واقفة زي شبح ضخم أو مكان مهجور مخيف ..

أمل بتوتر : هو ممكن يكون في حد فيها ؟ 

كريم بتأمل للمكان بيحاول يقرر يخاطر وينزل من عربيته ولا يفضلوا مكانهم بصلها : ما أعتقدش .. لو في حد كان هيكون في أي نور لكن مش الظلمة بالمنظر ده .. 

أمل سأتله تاني : طيب هننزل ؟ 

كريم بإرهاق : مش عارف .. العربية خطر والنزول أخطر بجد مش عارف .. ايه الورطة دي يا ربي ؟! 

فضلوا ساكتين شوية بس الجو بيزيد سوء والهوا بيزيد والمطر بتزيد .. والجو بدأ يبرد بطريقة غير مقبولة بالمرة

وأخيرا بصلها : طيب خليني أنزل أشوف الجو ايه ولو مناسب أرجعلك !

أمل عينيها وسعت بخوف : لا طبعا لو هتنزل هنزل معاك أنا مش هفضل في أي مكان لوحدي أبدا ..

كريم استغرب في ثقتها فيه بالشكل ده أو إحساسها إن هو مصدر أمانها اللي تفضل معاه : يا بنتي الجو برا هيكون فظيع خليكي علي الأقل لحد ما أعرف هندخل ازاي ..

أمل برفض قاطع : هنفكر مع بعض مش هفضل في العربية لوحدي أصلا 

كان هيرد عليها بس تراجع هو مش مسئول عنها وهي حرة في تصرفاتها ..

قفل سوستة الچاكيت للآخر وبص حواليه بتفكير هل في حاجة ممكن ياخدها معاه ؟ فتح تابلوه العربية وطلع ولاعة وحطها في جيبه ، وكان وراه ع الكنبة بالطو للمطر شده وحطه علي راسه ويدوب فتح باب العربية وبصعوبة قفله تاني من كمية الريح والمطر اللي فاجئته مع صريخ أمل لحد ما قفله بصلها : ايه مش هننزل ؟ 

أمل بتنهج وبدهشة فظيعة : احنا ممكن نطير أصلا تخيل ! 

كريم للحظة تخيل منظرها وهي طايرة مع تبريقة عينيها وغصب عنه ضحك وهي كشرت : انت بتضحك ليه ؟ انت بتتخيلني فعلا طايرة ؟

كريم بضحك : والله مش بعيد فعلا .. المهم أنا هنزل وأحاول اشوف ازاي هندخل ! 

أمل بصتله بخوف حقيقي : أنا عارفة إنه الآمن إني أفضل هنا بس بجد مش هقدر أفضل لوحدي 

كريم بصلها وشاف رعبها وهز راسه بموافقة إنها تنزل معاه : بس استني أنزل وأفتحلك أنا الباب 


فتح الباب وبصعوبة جدا نزل بالرغم من الهوا اللي في وشه والمطر الشديد فوقه وحس فعلا إنه ممكن يطير بجد علي رأي أمل .. فكر للحظة إنه يرجع عربيته بس وبعدين لامتي ؟ هيفضل لامتي في العربية ! لازم يتحركوا من مكانهم .. اتحرك بصعوبة لحد باب أمل وفتحه وهي حاولت تخرج بس مش عارفه تخرج من الهوا اللي في وشها والمطر وكريم لاحظ صعوبة محاولاتها فمد ايده لها وهي اتعلقت في ايده علشان تعرف تخرج .. وحست إنها غلطت بقرارها ده .. مسكت فيه تستخبي شوية من الهوا وهو لاحظ معاناتها فحط عليها بالطو المطر ولفها بيه واتحرك ناحية الاستراحة بس الباب مقفول بسلسلة وقفل كبير واستحالة يتفتح.. 

أمل بصوتها كله علشان يسمعها : هنعمل ايه ؟ 

كريم بصوت عالي : هنشوف شباك 

اتحركوا جنب الحيطة بحذر وهي مستخبية فيه وهو أخيرا شاف شباك بيحاول يفتحه وحس إنه مش صعب لقِدم الخشب فمش متين .. فضل يخبط فيه ويزق فيه جامد وحس إنه ممكن يتكسر فعلا بس محتاج شوية قوة هو للأسف حاليا ما يملكهاش مع الجو الصعب ده .. الهوا بيطير عليهم حاجات كتير تقريبا الهوا بدأ يشبه الإعصار ولازم يحتموا في أي مكان وإلا هيموتوا مكانهم .. 

البرق نور المكان للحظات بس كانت كفيلة توريهم ان في زوبعة كبيرة بتقرب عليهم وده معناه موتهم لو فضلوا مكانهم .. 

في خشب قديم يشبه كراسي وترابيزات مكسرة علي بعد منهم والهوا بيطيرهم ناحيتهم وبيخبطهم ولو الزوبعة دي وصلت وهما مكانهم مش خير أبدا .. أخيرا خبط الشباك واتفتح بس مع عنف الخبطة ايده اتعورت لكن من هول الموقف ما أخدش باله أصلا إنه اتعور وشدها : ادخلي بسرعة 

ساعدها تدخل وبعدها هو دخل وراها والدنيا ظلمة طلع الولاعة وبص حواليه بس الهوا الشديد من الشباك بيطفيها بسرعة تشغيلها 

كان في دولاب صغير جنبه فبص لأمل : ساعديني نزقه نقفل بيه الشباك

الاتنين زقوه مع بعض لحد ما حطوه قصاد الشباك وده نوعا ما قفل الهوا بس الدنيا ظلمة تماما 

أمل بخوف : وبعدين هنعمل ايه في الظلمة دي ! أكيد مش هنفضل بالولاعة ! 

كريم بتفكير : الأماكن اللي زي دي لازم يكون فيها كشافات لان ممكن النور يقطع في أي وقت خلينا نشوف أماكن الكشافات فين ؟


اتحركوا الاتنين بحذر وكريم الولاعة في ايده رافعها لفوق علشان ينور أكبر قدر ممكن وفجأة أمل شاورت علي الحيطة : مش ده كشاف طواريء ؟ 

كريم بص ناحيته : فعلا 

اداها الولاعة وهو راح ناحيته ونزله من علي الحيطة : يارب بس يكون مشحون 

شغله واشتغل ونور المكان نوعا ما 

اتنهدت أمل بارتياح : يااا الحمد لله 

كريم بصلها باستغراب : محسساني إن كده عدينا الأزمة اللي احنا فيها!

أمل ابتسمت بثقة : ربنا هيقف جنبنا مش هيتخلى عننا خلي عندك ثقة فيه .. وبعدين المطر والهوا دول رحمة من ربنا في أوقات كتير أو تطهير منه برضه ((إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ ))

ساعات الناس بتبعد عن ربنا فبيبعت بس تذكرة بسيطة ترجعهم تاني للطريق الصح .. 

كريم استغرب كلامها ومنطقها جدا وبصلها : طيب ده المطر والهوا والتراب ؟ 

أمل ابتسمت : في آخر موسم الشتاء ربنا بيبعت الهوا اللي بالتراب ده وده بيقتل كل الميكروبات والجراثيم اللي بيلفظها الجو ( ابتسمت ) تطهير برضه .. 

قربت من كريم وهمست : علي فكرة ربنا أحن علي عباده من أي شخص تاني أحن حتى من الأم علي عيالها مهما تحس إنه قاسي أو مش فاهم حكمته بس مع الوقت بتظهر حكمة ربنا في قضائه ايه 


كريم مط شفايفه بتفكير : هل في يوم من الأيام ممكن تعرفي ايه حكمة ربنا من إن واحدة زيك بأخلاقك دي تتساب في مكان زي ده وتتعرض لكل ده ؟ 

أمل بصت للأرض بابتسامة متعبة وبصتله بثقة : لازم أكون واثقة إن في خير ورا كل اللي بيحصل لينا دلوقتي يمكن اختبار ؟ يمكن ابتلاء والمفروض نصبر ؟ أو يمكن حب يكشفلي الناس اللي حواليا !( فكرت في سمر اللي سابتها واتنهدت وبصتله ) أو يمكن سبب تاني لسه هنعرفه بعدين .. خلاصة القول خلي عندك يقين في الآية دي ( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا ۖ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) متخيل أنت ! شوف لما حد بيحبك ويقولك أنت في عينيا بتفرح قد ايه ! ما بالك ربنا اللي خلقك بيقولك اصبر أنت في عينيا ! 

كريم اتنهد : ونعم بالله .. نصبر .. وماله .. المهم تعالي نشوف مكان نقعد فيه ونستقر فيه .. 

لفوا في المكان بالكشاف وفي الآخر استقروا ورا الكاشير في مكان معزول بعيد عن الهوا اللي بيدخل برضه أهو الكاشير يحميهم شوية .. فرشوا في الأرض بطانية كانت موجودة وفوقها كان سجادة صلاة .. 

أمل بتفرش المكان وهى مبتسمة وبتردد حاجة كريم مش فاهمها فسألها بفضول : انتي بتقولي ايه ؟ بتكلمي نفسك ؟ 

ابتسمت وبصتله : بستغفر .. وبدعي ربنا يخلصنا علي خير .. وبدعي يصبر أبويا وامي لحد ما أعرف أطمنهم عليا .. 

كريم هز دماغه : إن شاء الله هوصلك لعندهم 

ابتسمت : كلي ثقة في ده 

كريم غصب عنه ابتسم : أنا مستغرب فعلا ثقتك فيا بالشكل ده .. يعني مش يمكن بنقذك من العيال دي علشان أستفرد بيكي لنفسي ؟ 

أمل بصتله وابتسمت : سيماهم في وجوههم .. مش باين عليك إنك من النوعية دي أصلا .. 

كريم كشر واستغرب : لمجرد إني لابس كويس عنهم


اكمل؟؟؟؟؟؟؟


العاصفة 

الحلقة الثالثة

بقلم / الشيماء محمد


علي بهمس : أنتوا هتعملوا ايه بالسكاكين دي ؟ 

حمادة شاورله يسكت وابتسم وقربوا جامد منهم وبرجله زق رجل كريم اللي فتح عينيه بسرعة وقبل ما يقف كانت سكينة زكريا علي رقبته بتهدده ما يقفش ولا يتحرك ..

حمادة راح ناحية أمل وقبل ما يلمسها كريم زعق : اياك تلمسها 

أمل فتحت عينيها علي صوته ويدوب بتبص حواليها اتفزعت لما شافتهم واتعدلت بسرعة وبتبص حواليها برعب 

حمادة بص لزكريا : لازم نخلص منه الأول .. 

زكريا هز دماغه ومسك كريم من دراعه بيوقفه وهنا كريم ضربه في وشه جامد لدرجة إنه اتعور وبدأ يضرب فيه وحمادة ماسك أمل اللي بتحاول تخلص نفسها منه ومش قادرة وكريم بيتخانق مع زكريا وبيضربه 

حمادة زعق لعلي : امسكه معاه 

علي بيهز دماغه برفض وخوف وبيرجع لورا وبيردد : قلتلكم ماليش دعوة بيكم .. ماليش دعوة 

حمادة اتنرفز وزعق : طيب تعال امسكها أنت .. مش هتعمل حاجة بس امسكها 


كريم ضرب زكريا جامد و وقعه على الأرض ويدوب هيلف ناحية حمادة لقاه في وشه وبكل قوته غرز سكينته في جنب كريم اللي لوهلة ما استوعبش اللي حصل أو عقله لسه ماحللش اللي بيحصل .. وأمل مش شايفة ايه اللي بيحصل بس شايفاهم قريبين من بعض وعلي ماسكها من دراعها 


حمادة قرب من كريم : ده عقاب اللي يتدخل في حاجة ما تخصوش .. كنت المفروض تكمل طريقك .. فلحد ما روحك تطلع هخليك تتمتع وتتفرج علينا واحنا بنغتصبها قدام عينيك علشان يكون ده آخر مشهد تشوفه ..

حمادة بكل برود خرج السكينة من جنبه وغرزها تاني بقوة أكبر وهنا أمل شافته وشهقت وعرفت إن دي نهايتهم هما الاتنين .. ملاكها الحارس بيموت قدام عينيها وبعد كده الدور عليها .. انتبهت علي شهقة كريم لما خرج السكينة لتاني مرة من جنبه وسابه يقع علي الأرض .. 

كريم ردد بضعف : هتدفع تمن اللي عملته ده غالي أوي وهتشوف 

حمادة ضحك : محدش هيعرف باللي حصل وباللي هيحصل لسه وبعدين هششششش الكلام وحش عليك اتفرج وأنت ساكت 

راح ناحية أمل اللي عندها ذهول تام مش متخيلة إن دي نهاية كريم خلاص ! بس فاقت من ذهولها علي حمادة اللي شدها عليه وبدأ بمنتهى العنف يستبيحها .. شد خمارها وطرحتها ومسكها من شعرها وكل ما تحاول تبعد يضربها وبدأت مرحلة من الوحشية بينهم .. أمل بتدافع باستماتة عن شرفها وهو بيتعامل معاها بوحشية وأخيرا قدر يقلعها جلبابها الطويل وكانت لابسة تيشيرت بحمالات تحته حاول حمادة يقلعهولها وهي بتحاول تضربه بس كل ما بتكون هتقدر بيتدخل زكريا معاه يسيطروا عليها لحد ما حمادة تعب من مقاومتها فاتعدل ووقف وبدأ يضربها برجله في كل مكان لحد ما سكتت خالص وأغمى عليها من الضرب وكريم مش قادر يتعدل أو ينقذها أو حتى ينقذ نفسه .. 


بعد ما أغمى عليها حمادة مكانش مصدق إنها هتبقى ملكه فعلا .. بص لزكريا وضحك و وطي عليها وبيحاول يقلعها بنطلونها .. كريم سحف ناحية السكينة اللي حمادة ضربه بيها وبيقرب منها بس على لمحه واتقابلت عينيهم في نظرة طويلة وعلى نوعا ما خاف من نظرات كريم فبرجله زق السكينة ناحية كريم قربها منه  وبعد خالص عنه وكأنه بيقوله إنه بعيد ومالوش دعوة بيهم .. 

كريم مسك السكينة وحاول يستجمع قوته لأنه لو ما قامش دلوقتي مش هيقوم تاني هو أو هي.. دعى ربنا بصمت يديله القوة لحد بس ما يخرجها من المكان ده .. دعى من كل قلبه ينجيها هي ويرجعها لأهلها سليمة .. دعى وهو لأول مرة عنده يقين إن ربنا هيكون جنبه ومعاه .. حاول يقف وفعلا قدر يقف قرب عليهم زكريا أخد باله من وقوفه وقرب منه باستهتار بس اتفاجئ بكريم بيغرز سكينته في جنبه زي ما حمادة عمل فيه وشدها تاني وسابه يقع في الأرض .. حمادة ساب أمل وراح ناحية كريم وحاول كريم يضربه بس مقدرش فحمادة قدر يضربه ويوقعه في الأرض مسك ايده وفضل يضربها في الأرض لحد ما وقع السكينة منه .. حاول كريم يضربه بس حمادة ضربه في مكان إصابته في جنبه بكل قوة وزعق : دي نهايتكم أنتوا الاتنين .. محدش هيخلصكم من ايدي 


يدوب خلص جملته وبعدها صوت تكسير وضربة قوية علي راسه والاتنين استغربوا وبصوا لعلى اللي كان ماسك إزازة حاجة ساقعة وكسرها علي راس حمادة اللي عنده ذهول من تصرف صاحبه اللي اتوتر : سيبهم يمشوا بقى .. مش هنقتل حد 

حمادة وقع وبيحاول يتعدل مش قادر وكريم حاول يتعدل هو كمان مد ايده أخد السكينة كأمان معاه وفضل يسحف لحد مكان أمل اللي جسمها كله كدمات و وشها كله متعور في كل مكان من ضرب حمادة وأتمنى لو يرجع يقتله خالص بس مش وقت مخاطرة حاليا .. لمح موبايل حمادة في الارض جنب أمل فأخده بسرعة بدون ما حد يحس ..


حمادة اتعدل ويدوب هيقوم على مسكه وزعق بصوته كله : خدها واطلع بسرعة 

كريم بص ناحيتهم وشافهم بيتخانقوا وعرف إن علي مش قد حمادة ومش هيقدر عليه فلازم يخرج من مكانهم بسرعة ..حاول يفوقها بس مش بتفوق فبصعوبة شالها ونزيفه زاد جدا بس مش وقته .. شالها ومش عارف هيخرج منين .. 

علي زعق : في باب ورا

 

كريم رايح ناحية الباب اللي ورا وفتحه وخرج والهوا وقعه بأمل بس لازم يقف .. بالعافية وقف وشالها تاني ويمشي كل خطوة أصعب من الثانية وبيشيل كل رجل بالعافية لحد ما لمح عربيته اللي كل خطوة لها بميل .. أخيرا وصلها ودخل أمل جنبه وهو لف يدخل لمح عربيتهم فقرب منها وبالسكينة ضرب كاوتش ويدوب هيضرب الثاني لمح حمادة جاي عليهم فقام بسرعة ركب عربيته ودورها واتحرك بيها ناحية الطريق .. ساق بدون ما يشوف أى طريق قدامه .. بس سايق وخلاص في أى اتجاه لأي مكان وهو وحظه .. سايق وهو بياخد نفسه بالعافية وبعدها مقدرش يكمل فوقف وبص لأمل جنبه .. فتح التابلوه وخرج إزازة برفان رش علي وش أمل اللي بدأت تفوق وتبص حواليها مستغربة هي فين واتعدلت بسرعة مش عارفة ايه اللي حصل وهل اغتصبوها ولا لأ .. بصت لنفسها بنطلونها مقفول بس من فوق بالتيشيرت بتاعها فحطت ايديها حواليها وفاقت علي صوت كريم بيتكلم بالعافية : شنطتي وراكي فيها هدوم البسيها 

بسرعة شدت شنطته وفتحتها وطلعت قميص لبسته وبصت لكريم وبعياط : أنت كويس 

كريم ابتسم : ما تقلقيش عليا وقليلي أنتي حاسة بايه ؟ موجوعة ؟ 

أمل بصتله وبعياط : أنت بتنزف جامد 

كريم بيتنفس بالعافية : عارف .. موجود في الشنطة كوفية ممكن تلبسيها زي الطرحة وغطي شعرك 

أمل بصتله مش مصدقة اهتمامه إنه يغطيها وهو لاحظ نظرتها فابتسم بضعف : أنا مش هضحي بحياتي وفي الآخر هتمشي بشعرك مكشوف ، غطى شعرك 

أمل طلعت من شنطته الكوفيه وفعلا لبستها زي الطرحة وسط دموعها وحيرتها وخوفها من اللي جاي وبصتله وحاولت تبتسم : لبستها 

كريم ابتسم : ودلوقتي ركزي كويس .. ده الغيار اللي بيطلع العربية لقدام 

قاطعته بدون فهم : أنت بتقول ايه ؟ 

كريم تجاهل سؤالها وكمّل : ده البنزين وده الفرامل .. رجلك علي البنزين بالراحة وكل ما هتدوسي العربية هتكون أسرع معاكي .. هتفضلي ماشية في الطريق ده ع طول .. 

افتكرت أمل كام مرة أخوها حاول يعلمها السواقة وهي كانت بتستعبط ! مش لو كانت اتعلمت كانت هتقدر تسوق دلوقتي 

أمل بصتله برفض وعياط : أنا مش بعرف أسوق ومش هعرف 

كريم بصلها وابتسم : أنا أنقذتك منهم ودلوقتي الدور عليكي .. ممكن يلحقونا ولو ده حصل مش هقدر أعملك حاجة فلازم تفضلي مكملة ( مسك ايدها ) لازم ترجعي لأبوكي وأمك واوعي تخليني أرجع في وعدي ليكي .. عمري ما وعدت وخلفت .. ارجعيلهم أرجوكي ( حاول يهزر ) وبلغي أبويا إنه يدفع للكافيتريا تمن الحاجات اللي أكلناها علشان ما تبقاش سرقة

أمل حاولت تبتسم بس ماقدرتش .. دلوقتي لازم تفتكر كل محاولات أخوها ! دلوقتي لازم تسترجع الكام مرة اللي ساقت فيهم وتحاول لازم تحاول بس هل هتقدر تسوق في جو زي ده ! ده هو كان سايق بالعافية 

أمل بعياط وفقدان أمل : أرجوك مش هقدر .. أرجوك  اوعى تسيبني 

كريم بصلها : أنا معاكي مش هسيبك تعالي بس مكاني وساعديني اجي مكانك أنتي .. أرجوكي بسرعة 

ساعدته يجي مكانها بالعافية وبعدها هي راحت مكانه وبصتله بينزف ومسحت دموعها : الأول لازم نوقف نزيفك شوية .. أنت لابس حزام صح هاته بسرعة

كريم حاول يفك الحزام بس ايده متعورة والثانية مش قادر أصلا يرفعها بس حاول ومقدرش وايده وقعت جنبه أمل قربت وهي فكت حزامه واخدت تيشيرت من شنطته حطته علي جرحه وحطت الحزام عليه وربطته جامد لدرجة إنه صرخ من الألم وهي بتعيط وبتتأسف : لازم أضغط عليه علشان يوقف نزيفك شوية .. أرجوك استحمل 

كريم غمض عينيه وهي بسرعة بتحاول تفوقه ففتح عينيه : أنا كويس سوقي يلا وريني علشان أقدر أساعدك 

افتكر الموبايل اللي في جيبه طلعه وللأسف لقاه هيفصل شحن وهز دماغه بأسف ودعى يعرف يكلم أى حد 

اتصل علي رقم والده وانتظره يرد 

حسن باستغراب : الو مين !

كريم بتعب : أيوة يا بابا 

حسن بلهفة وفرحة : كريم طمني عليك أنت فين ؟ 

كريم بتعب وصوت موجوع جدا وبيتكلم بالعافية : كلم أمي وقلها تبلغ حد ينتظرني علي الطريق السريع برا .. لو اتأخروا هيكون فات الأوان .. بابا بلغهم يستنوا عربيتي 

حسن بتوتر : كريم أنت مالك ؟ طمني عليك 

كريم بتعب وبصوت بيتقطع : خليهم ينتظروا عربيتي ويلحقوني بسرعة يا بابا بسرعة 

حسن بلهفة : طيب طمن

الخط قطع والموبايل فصل شحن وكريم رماه من ايده 

أمل جنبه برعب : هنعمل ايه ؟ 

كريم : دوري العربية واتحركي .. هينتظرونا علي الطريق ما تقلقيش 

أمل دورت العربية وبدأت تتحرك بس العربية مش بتتحرك بسلاسة بتقطع وده بيتعب كريم وهي بتعيط .. ندمت علي كل مرة استهترت بطلب أخوها يعملها السواقة .. ندمت في وقت مش هينفع فيه الندم دلوقتي لازم تسوق ولازم تتحرك ولازم توصله بر الأمان ..


كريم بتعب : حاولي تثبتي رجلك علي البنزين ما تحطيهاش وتشيليها بالمنظر ده علشان ما تقطعش كده .. ثبتي رجلك وبالراحة هتمشي 

أمل حاولت تعمل زي ما قال وزي ما أخوها قال الف مرة قبله .. وبالفعل العربية بدأت تمشي بهدوء نوعا ما 

كريم ابتسم وبيغمض عينيه : برافو عليكي 

أمل بلهفة : حاول ما تنامش خليك معايا أرجوك 

كريم بإرهاق : معاكي .. أنا معاكي 

أمل حاولت تقول أي كلام يخليه فايق وبعدها بصتله : أنا اسمي أمل علي فكرة 

كريم ابتسم لأنه نسى يسألها عن اسمها أو حتى يقولها اسمه : أنا كريم

ابتسمت أمل وحاولت تهزر : تخيل نبعد عن بعض بعد كل ده وما نعرفش أسامي بعض حتى ! 

كريم ابتسم : كويس إنك عرفتيني اسمك .. يارب يكون اسمك علي مسمى ويكون في أمل أوصلك لبيتك 

أمل بتفاؤل : هنوصل احنا الاتنين بإذن الله .. 

كريم ردد : بإذن الله 


ماقدرش يفضل فايق أكتر من كدا فغمض عينيه ومهما أمل تفوقه مبقاش قادر يفتح عينيه ..و بعد فترة طويلة أمل هزت كريم تفوقه لحد ما فتح عينيه وبصلها فاتكلمت : اللمبة دي بقالها فترة بتنور وتطفي مش عارفة ليه ؟

كريم بص ناحية اللمبة وابتسم بحسرة : دي لمبة البنزين .. بتعرفك إن البنزين بيخلص ولازم نموّن العربية 

أمل برعب : هنعمل ايه ؟ 

كريم بأسف : امشي وخليكي ماشية ولو لقيتي يافطة بنزينة عرفيني  

أمل بتبص حواليها برعب : ولو لقيت هشوفها في التراب ده ! 

كريم بإرهاق : العقل والمنطق حاليا مش هنفكر بيهم وطالما ربنا معانا من أول الطريق فهيكمل معانا .. بعدين انتي المتفائلة يا أمل مش أنا .. أرجوكي خليكي متفائلة علي طول 

أمل دعت من قلبها ربنا يقف معاهم لآخر الطريق وفضلت سايقة ومتوترة وعينيها طايرة طول الوقت وبتحاول تلمح أي حاجة غير الصحراء دي وأخيرا شافت يافطة لمحتها مع البرق وكأن ربنا بعت البرق في الوقت ده علشان يوريها اليافطة دي إن في بنزينة قدامها جاية 

هزت كريم تفوقه وتقوله في بنزينة فابتسم : مش قلتلك .. 

قالها ازاي تقف ووقفت وقربت وخبطت البنزينة وهي بتقف وبتتأسف لكريم اللي بيطمنها : ما تشغليش بالك المهم بس نعرف نموّن 

قبل ما تنزل كريم وقفها : حطي البالطو عليكي علشان المطر والهوا لبسته أمل ونزلت بصعوبة وحاولت تشغل البنزينة مش عارفة فتحت باب كريم وبتتكلم بصوت عالي : مش عارفه أموّن مش راضية

كريم بص للبنزينة وبتعب طلع محفظته وطلع منها الفيزا واداها لأمل وقالها الرقم السري بتاعها 

أمل مش فاهمة تعمل ايه برضه وكريم بصلها بيأس واتعدل : ساعديني أنزل 

اترددت أمل بس مش عارفة فعلا تعمل ايه ! 

بإصرار قالتله : عرفني وأنا هعمل ما تتحركش أنت 

كريم شرحلها ازاي تحط الفيزا وتشغلها وقالها تحدد المبلغ وساعتها هتشتغل البنزينة ومع تعليماته عرفت ازاي تموّن وحست بانتصار صغير جواها وأخيرا ركبت تاني وحاولت تحكي عن انتصارها الصغير بس كريم كان غاب تماما عن الوعي ومهما تحاول تفوقه مش بيفوق وخافت يموت جنبها .. لازم تعمل أى حاجة ! لازم تحاول تنقذه .. 

اتحركت وحاولت تسرع وتدعي ربنا ييسر طريقها طول الوقت وإنها توصل قبل فوات الأوان وإن حد ينتظرها علي الطريق زي ما كريم طلب من أبوه !!!


حسن أول ما الخط قطع مع ابنه حاول تلقائي يتصل بيه بس التليفون مغلق ولأول مرة يحس بالعجز التام .. ابنه محتاجله ومش عارف يتصرف ازاي ؟ طيب يركب عربيته ويتحرك ؟ طيب هل هيوصله مع الجو والعاصفة دي وهيعرف طريق ابنه ؟ طيب يبلغ البوليس بس برضه البوليس مش هيتحرك غير لما الجو يتعدل شوية ويعرفوا يتحركوا .. مفيش قدامه غير مراته وأهلها ويطلب منهم حد فعلا يطلع ينتظر ابنه علي الطريق السريع برا وأكيد مش هيتأخروا ومراته كمان هتقدر تقنعهم يتحركوا لابنها..

بسرعة اتصل بناهد اللي هتموت من القلق علي ابنها اللي اتأخر جدا وأول ما سمعت صوت جوزها عرفت إن في حاجة حصلت لابنها .. حكالها بسرعة المكالمة بينهم وهي قالت هتتصرف بسرعة .. جريت نادت علي أخوها عاصم الدخيلي وصحته من نومه وقالتله اللي حصل وهو قالها هيطلع بسرعة هو وابنه يستنوه علي الطريق .. 

اما حسن فكان معاه ملك قلقانة ومتوتره وهو قرر يتحرك وهيا اصرت تتحرك معاه .. اخد السواق واتحرك ناحية المجهول يلحق ابنه ...

بقلم : الشيماء محمد 


عاصم صحى ابنه مؤمن اللي عايش مع كريم في القاهرة وبيشتغل معاه بس نزل إجازة مع عمته واستغلها فرصة يزور اهله ونزلوا وناهد حاولت تقنعهم تروح معاهم بس رفضوا تماما بس مسكت ايد أخوها وعيطت واترجته ياخدها : مش هقدر يا عاصم استنى هنا وابني مش عارفة حالته 

مؤمن بتوتر : يا عمتو الطريق مش أمان وأنتي شايفة الجو والمطر والتراب 

ناهد بعياط : وابني الله اعلم حالته ايه في الجو ده ! أنتوا لو روحتوا من غيري هاخد الطريق مشي وراكم مش هفضل في البيت هنا أستنى

قدام إصرارها وعياطها وترجيها أخدوها معاهم وطلعوا ينتظروا كريم 

عاصم بتوتر : طيب نتحرك شوية لقدام ؟

مؤمن بحيرة : طيب نفترض إنه جه من طريق تاني مش هنشوفه في الجو ده 

ناهد مسحت دموعها وبصتلهم : هو قال ننتظره هنا فهننتظره هنا وأكيد هيوصل إن شاء الله .. أخاف نتحرك مانشوفهوش 

قعدوا منتظرين أي عربية تعدي من قدامهم بس الطريق مهجور والجو صعب جدا والمطر بيزيد والخوف والقلق بيزيدوا أكتر وأكتر مع كل صوت رعد ومع كل ضربة وخبطة من البرق والرعد


في الكافتيريا حماده بيحاول يوقف النزيف لزكريا صاحبه وبيزعق في علي : انت اللي عملت كل ده ! هيموت بسبب جبنك وغباءك 

علي بينهج : انت هتلف علي راقبينا كلنا حبل المشنقة .. الواد مش هيسكت ولو قتلته اهله مش هيسكتوا .. 

حماده بصله : ودلوقتي هيسكت صح ! لما سيادتك هربته متخيل انه هيرحمك !

علي برفض : مش هيرحم حد فينا بس مش هنتعدم .. يالا نتحرك من هنا ونشوف اي حد ينقذه قبل ما صورنا تتعلق في كل مكان 

شالوا زميلهم وراحوا لبلدهم وراحوا لاقرب مستشفي وبلغوا ان صاحبهم وقع علي حديده وهو بيجري من العاصفة وقرروا اول ما يخرج من العمليات يهربوا بيه من هنا .. 


سميرة طول الليل قاعدة متوترة وخوف مبهم جواها وبيزيد كل ماترن علي بنتها وتلاقي تليفونها مقفول 

عبدالله بيحاول يطمنها : يا ستي البنت موبايلها فصل شحن شوية وتوصل اهدي بقى 

سميرة اتنهدت : القلق هيموتني .. قلبي مش مطمن أبدا يا عبدالله حاسة إن أمل فيها حاجة 

عبدالله كشر : تفائلوا بالخير تجدوه .. 

سميرة أخدت نفس طويل : يارب خيب ظني يارب واحفظ بنتي .. يارب استودعتك بنتي احفظها يارب وهاتها بالسلامة يارب 

عبدالله ابتسم : أيوة كدا .. دعوة حلوة وهتوصل بالسلامة إن شاء الله وبعدين احنا استودعناها ربنا هو يحفظها من عنده .. 

سميرة بتوتر : طيب كلمت الميكروباص وشوفت عم صبحي هيوصل امتي 

عبدالله : مش قدامك محمد أخويا كلمه وقاله قدامهم ساعتين 

سميرة بتوتر : ماهو الساعتين خلصوا اهو 

عبدالله : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .. يا ولية أنتي مش شايفة الجو برا عامل ايه ؟ أكيد مش ساعتين بالظبط يعني ..  

كل شوية سميرة تفتح الشباك تبص علي الشارع منتظرة الميكروباص يوصل وبنتها توصل بالسلامة والقلق مسيطر عليها وعلي قلبها .. 

عبدالله برضه القلق مالي قلبه بس بيحاول ما يظهروش علشان مراته فمسك مصحفه وقعد يقرأ فيه ويدعي جواه بنته توصل بالسلامة .. 

أخيرا سميرة صرخت : الميكروباص اهو يا عبدالله بينزل سمر قدام بوابة أخوك علي ناصية الشارع انزل لأمل قابلها 

عبدالله ابتسم وقام بسرعة يقابل بنته ويدخلها من الجو الصعب ده واستغرب لما سمر نزلت وبنته لسة والميكروباص هيتحرك فجري بسرعة ووقفه : ايه يا صبحي استنى أمل تنزل 

صبحي كشر : أمل ؟ 

هنا قلب عبدالله وقع في رجليه : أمل بنتي مش قلتلك هتركب معاكم!

صبحي استغرب إنها ما وصلتش : هي ما وصلتش لسة ؟

عبدالله بخوف ورعب : توصل ازاي ؟ مش هي معاك ؟ 

بص ناحية سمر وأبوها : بنت عمك فين يا سمر 

سمر اتوترت ورجعت لورا خطوة 

وهو بص للسواق : صبحي بنتي فين ؟ هي قالت إنها ركبت معاك ! وكلمتني بعد ما ركبت .. بنتي فين يا راجل أنت

هنا وصلت سميرة اللي قلبها بيدق والخوف قرب يشلها بس بتتحرك لحد ما وصلت عندهم : فين أمل ؟ 

صبحي بتوتر : هي نزلت في الاستراحة 

سميرة صوتت : وأنت سيبتها ومشيت ؟

صبحي بص للركاب معاه وبصلهم وبص لسمر : هي قالتلي إنها مشيت مع واحد قريبها والعربية اتحركت وأنا كملت الطريق علشان ألحق أوصل أنتوا شايفين الجو عامل ازاي !

عبدالله وسميرة وقفوا الاتنين والصدمة مسيطرة عليهم .. محدش فيهم قادر ينطق أو يتكلم 

سميرة بتنهج : بنتي فين يا سمر ؟

سمر بصتلها بخوف : معرفش 

هنا سميرة قربت عليها ومسكتها بعنف من طرحتها وشعرها تحت الطرحة وزعقت : بنتي فين ؟

هنا طلعت بدرية مامتها شدت بنتها : قالتلك معرفش .. ما تشوفي انتي بنتك فين ؟ تعالي يا بت 

شدت بنتها ودخلت وعبدالله بص للسواق : انت ازاي تسيب بنتي وتمشي انت اتجننت 

صبحي شهد الركاب : قسما بالله بنت عمها قالتلي انها ركبت ومشيت 

عبدالله زعق : أنت شوفتها بتركب ؟

عم صبحي بدفاع : بنت عمها قالت والركاب كلها تشهد 

واحدة اتكلمت : أيوة قالت إنها مشيت وشاورت علي العربية اللي مشيت فيها كانت عربية سودا  كده يعني بنت عمها هتكدب ليه ! دلوقتي توصل .. 

 صبحي اخد ميكروباصه ومشي وعبدالله فضل واقف هو ومراته وأخوه اللي مش عارف يقول حاجة 

سميرة بعياط : سمر عارفة بنتي فين يا عبدالله 

عبدالله بص لأخوه بترجي وما نطقش 

محمد بحرج : هدخل أعرف منها وأجيلك .. دخل مراتك البيت من الهوا والمطر ده .. 

عبدالله شد مراته ودخلها وهما في حالة صعبة جدا 

أخوها طه صحي من النوم وخرج عندهم مستغرب : مالكم مبلولين كده ؟ وفين أمل لسه ما وصلتش ! 

هنا سميرة انهارت في الأرض من العياط وفضلت تندب : قلتلك بنتي جرالها حاجة قعدت تطمن فيا .. بنتي فين يا عبدالله ؟

عبدالله معرفش يرد عليها ولا ينطق بس قعد جنبها بصمت 

طه قرب من أمه بخوف : هي فين ومالها ؟ حصل ايه فهميني يا ماما ؟

سميرة بعياط : محدش يعرف هي فين ؟

طه باستغراب : مش كانت في الميكروباص ؟ يعني ايه محدش يعرف ؟ 

عبدالله برعب : بيقولوا نزلت وكملت مع حد قريبها 

طه زعق : ايه الهبل ده ؟ ومين قريبها ؟ وهي أمل برضه هتنزل وتكمل مع أي حد مهما إن كان ؟ امال الزفتة سمر فين ! مش كانت معاها ؟ 

سميرة بعياط : بتقول متعرفش وأمها دخلتها 

بدرية دخلت بنتها أوضتها وبصتلها : بنت عمك فين يا بت ؟ وليه بتقولي متعرفيش مش كنتوا مع بعض ؟ 

سمر بتوتر : معرفش يا ماما !

بدريه بتريقة : مش قلتي للسواق يكمل الطريق يبقى أنتي عارفة هي فين ؟ انطقي يا بت 

سمر كشرت واترددت وبصت لأمها : ركبت مع واحد صاحبها 

بدرية كشرت : وهي أمل ليها في القصة دي يا بت ! لا مش راكبة دماغي الحكاية دي أبدا 

سمر قربت من أمها : بصي .. أمل بتحب واحد زميلها معانا هناك وهو شاب غنى ومز كدا و بيقول إنه بيحبها وهيجي يخطبها وكانت بتقنعني نسافر معاه وهو يوصلنا بس أنا رفضت وركبنا الميكروباص اتاريه هو حصلنا وفي الكافيتريا فضلوا يتحايلوا عليا أركب معاهم بس أنا رفضت وبعدها هي قالتلي أقول للميكروباص إنها هتكمل مع قريبنا ومعرفش بقى ما وصلوش ليه ؟ انتي بقى عايزاني أفتن عليها وأقول لعمي الكلام ده ! طيب ازاي يا ماما ! وبعدين أمل الكل بيحبها وكلهم مخدوعين فيها وأنا مش هقدر أبدا أقلل منها قدام أبوها وأمها .. أنا مش كده أبدا يا ماما 

بدريه ابتسمت : ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي 

كملت بشماته في سرها : اما أنتي بقى يا سميرة وأخيرا الزمن جابك تحت ايديا وأنا مش هرحمك أبدا 

جت تخرج بس سمر مسكت ايدها وبخوف مصطنع : هتعملي ايه يا ماما

 بدرية ابتسمت لبنتها : ما تقلقيش أنتي أنا هتصرف 

محمد جاى يدخل لبنته بس مراته وقفته وحكتله كل كلام سمر 

بدرية بتريقة بتمصمص شفايفها: مالك يا راجل ! مش مصدق إن دي اللي بتضرب بيها المثل لبنتك كل شوية ! اهي هتجيب العار لأهلها 

محمد زعق : اخرسي يا ولية أنتي والله ما مصدق حرف واحد من اللي قلتيه 

بدرية شهقت : ليه يا أخويا ؟ منزلة من السماء مش بتغلط ؟ 

محمد بتريقة : لا وأنتي الصادقة بنتك اللي بتكدب 

بدرية هنا زعقت : قسما بالله يا محمد لو عملت مشكلة لبنتي ولا خليت حد يقربلها لاخدها وامشي بيت جدها وأفضحكم في البلد كلها .. مش هتكونوا غلطانين وتلبسوها لبنتي ! 

محمد اتنهد : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم .. أقول ايه بس لعبدالله

بدرية بشماتة : تقوله حقيقة بنته 

محمد خارج وهي وراه : رايحة فين ؟

بدرية بإصرار : معاك ماهو مش هسيب الحيزبونة دي تملى دماغ أخوك ودماغك ضد بنتي اتفضل يلا 

راحوا بيت عبدالله وسميرة منتظراهم بلهفة ينطقوا ويقولوا أي حاجة تبرد نارها وخوفها

طه بتوتر : ما تقول يا عمي سمر قالتلك أمل فين ؟ 

محمد اتنهد : والله يا ابني ماعارف أقول ايه وأقول ازاي ؟

سميرة شافت نظرات بدرية وشماتتها فوقفت بكبرياء : تقول زي ما سمعت يا أبو سمر بنتك قالتلك ايه ؟

بدرية حاولت تمثل الاستعطاف وبدأت تحكيلهم وسميرة مش مصدقة ولا حرف 

بدرية : والله ما كنت أصدق أبدا إن كل ده يطلع من أمل .. عيب عليكي يا أمل


طه كان هيقرب ويزعق بس سميرة مسكت ايده وشاورلته يسكت وهي اللي اتكلمت بهدوء : بنتك كدابه في كل حرف نطقته ولولا إني عاملة اعتبار لجوزي ولأخوه كنت رديت عليكي رد يليق بيكي 

بدريه وقفت وشهقت : شوف الولية بنتها دايرة علي حل شعرها وجاية تتشطر عليا ! ماتربي بنتك الأول 

سميرة كانت هتقرب عليها بس جوزها مسكها : بنتي متربية أحسن تربية في الكون كله .. واوعي تتخيلي للحظة إني ممكن أصدق في حقها حرف من القرف اللي قلتيه ده .. دي أخلاق بنتك أنتي ودي تربيتها لكن أمل دي أكبر منكم بكتير فاهمة .. ودلوقتي توصل بالسلامة وأعرف منها ايه اللي حصل وقسما بالله ما حد هيخلص بنتك من ايدي لو لها يد في تأخيرها 


بدرية بصت لجوزها : شايف مرات اخوك ما تتكلم 

عبدالله وقف وبص لأخوه بهدوء : خد مراتك دلوقتي يا محمد وياريت تسكتها وتعرفها ازاي تتكلم 

بدرية بتشهق : ما ترد عليهم يا راجل

محمد مسكها من دراعها بعنف : اسكتي خالص دلوقتي ويلا .. وربنا يطمنا علي امل وادعي فعلا إن بنتك ما يكنش لها يد في تأخيرها 

بدرية شدت دراعها بعنف من ايد جوزها : تصدق أنا غلطانة أصلا إنى جيت أطمنكم عليها .. بكرة نقعد علي الحيطة ونسمع الزيطة .. ماشي يا سميرة .. 

خرجت و وراها محمد جوزها وهي بتبرطم طول الطريق لحد ما وصلت بيتها وجوزها زعق : ما تخرسي بقى 

بدرية زعقت : أنا مش عارفة أنت ليه ساكتله دايما كده ؟ ليه سايبهم يتنططوا علينا ؟

محمد زعق : علشان أخويا الكبير .. علشان هو اللي فاتح بيتي بخيره .. علشان هو اللي ساعدني وشغلني معاه لما خسرت شغلي .. علشان هو اللي مربيني وهو اللي له فضل في كل حاجة عندي 

قلبت شفايفها بتريقة : قصدك تقول هو اللي واخدك تحت باطه 

محمد بغضب : اخرسي بقى يا ولية ونادي علي بنتك دي 

نادى بصوته كله عليها وجت خايفة وبصت لأمها اللي شاورتلها ما تخافش وتقعد قصادهم 

محمد بتحذير : قليلي بقى بنت عمك فين 

سمر بصت لأمها :

تابعووووني 


الحلقه الرابعه من هنا


بداية الروايه من هنا


رواية وتبقي لي كامله من هنا


رواية شهد حياتي كامله من هنا


رواية العاصفه كامله من هنا


رواية الفرار من الحب كامله من هنا


رواية توكيل زواج كامله من هنا


رواية شوق العمر كامله من هنا


رواية مستشفى بلا حياه كامله من هنا


رواية كيان الزين من هنا


نسيم العاصف من هنا


رواية فرقتنا الظروف وجمعنا القدر من هنا


نوفيلا الراهب كامله من هنا


رواية العشق الأخير من هنا


رواية زينه من هنا


غاردينيا من هنا


رواية الجميله والوحش من هنا


رواية دكتور نسا من هنا


رواية آصرة العزايزه من هنا


رواية رحلة قدر من هنا


رواية ليالي الغول من هنا


رواية لعنة الإرث من هنا


رواية متمرده عشقها الشيطان من هنا


رواية عذرا لقد نفذ رصيدكم من هنا


رواية لعبه بين يديه من هنا


رواية نار قلبي وانكسار فؤادي من هنا


رواية قاصره في قلب صعيدي من هنا


رواية ملياردير الصعيد من هنا


رواية وتبقي لي من هنا


رواية عشق الحور من هنا


رواية طلاق غيابي من هنا


رواية اغتصب روحي من هنا


رواية غصن من هنا


رواية بلا ذاكره من هنا


رواية عودة الذئاب من هنا


رواية الجامحه والبدوي من هنا


رواية الحب والخطيئه من هنا


رواية جبرونا عالزواج من هنا


رواية لعبة الحب من هنا


رواية لما القلب بحب من هنا


رواية إبن الصعيدي من هنا


رواية مالم تخبرنا به الحياه من هنا


رواية بائعة الخضار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية غريق علي البر من هنا


رواية اللعب مع الشياطين من هنا


رواية كم من قلوب احرقت


رواية جمعتهم الاقدار من هنا


رواية مشكله عائليه من هنا


رواية لي نصيب من إسمي من هنا


سكريبت بنت الشارع من هنا


رواية طريقي كامله من هنا


رواية أحببت مربية ابنتي كامله من هنا


❤️🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺❤️💙🌺


الروايات الكامله والحصريه من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنا


🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺🌹🌺

اتفضلوا حضراتكم كملوا معنا هنا 👇 ❤️ 👇 


روايات جديده هتعجبكم من هنا


أجدد وأحدث الروايات من هنا


روايات كامله وحصريه من هنا




وكمان اروع الروايات هنا 👇


روايات جديده وكامله من هنا


انضموا معنا على تليجرام ليصلكم اشعار بالروايات فور نزولها من هنااااااااا

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺


تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-
CLOSE ADS
CLOSE ADS
close